المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توجيه أثر ابن عباس في صفة الساق


جمال البليدي
2008-11-27, 17:01
السؤال: ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد في تفسير آية: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ [القلم: 42]، بشدَّة الهول والأمر، ألا يُعدُّ هذا من تأويل الصفات؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

الجواب:الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ الآية يختلف تفسيرها عند السلف باختلاف إطلاق لفظة «الساق» من غير إضافتها إلى الله تعالى، أو مع إضافتها إليه سبحانه وتعالى، وبناءً عليه فإنّ لفظة: «الساق» تحتمل معنيين:
- المعنى الأول: فمن فسَّر الآيةَ بمفردها من غير إضافة «الساق» إلى الله تعالى حملها على المعنى اللغوي وهو شدَّة الهول والأمر العظيم، ولا يلزم من هذا التفسير تأويل الصفات، لأنّ الآية ليست بهذا الوجه من آيات الصفات أي: أنّها ليست دالَّة على صفة -عنده- أصلاً لأنّها لم تضف «الساق» إلى الله تعالى، وعلى هذا يحمل تفسير ابن عباس رضي الله عنهما.
- المعنى الثاني: ومن فسَّر الآية على أنّ «الساق» مضافة إلى الله تعالى، وتجريدها عن الإضافة من باب التعظيم واحتجَّ لها بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا»(١- أخرجه البخاري في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)، كانت الآية في هذه الحالة من جملة آيات الصفات التي يجب إثباتها من غير تأويلها بشدَّة الهول وعظم الأمر خلافًا للمعطِّلة الذين حَمَلوا الآية على شدَّة الأمر مع نفيهم لصفة «الساق» مطلقًا ولا يثبتونها لا بالقرآن ولا بالسُّنة.
هذا، وعلى التفسير الثاني فلا يقتضي منافاة بين الآية والحديث، لأنّه يوم يكشف ربُّنا عن ساقه حقيقةً من غير تأويلٍ ولا تعطيلٍ ولا تشبيهٍ ولا تمثيلٍ ولا تحريفٍ، فإنّ ذلك اليوم أمر عظيم ويوم شدَّة وهول على المنافقين والكافرين لعجزهم عن السجود لربّ العالمين.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.


هذه الفائدة من موقع الشيخ فركوس حفظه الله

zakaria el-assimi
2008-11-27, 17:29
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي البليدي ونفع بك الأمة ووالله لقد أصبت وأحسنت إذ أفردت هذه المسألة بموضوع وعدلت عن الرد والنقاش العقيم...

فلاحظنا في الأونة الخيرة أنه مهما جئنا بأدلة إلا وتجاهلها بعض الأعضاء وانعدمت الفائدة المرجوّة من ذلك إثر النقاشات العقيمة ... كل مرة يأتي الإخوة بالحجة الدامغة إلا ويبدأ بعض الأعضاء باللف والدوران وقلب الحقائق وذلك من أجل دحض الحق بالباطل ... وهذا ليس بجديد عنهم ....

فيا حبذا إخواننا الكرام يحذون حذوك ويسيرون على دربك فكل موضوع يوضع فيه خلاف العقيدة الحقّة إلاّ وجابهوه بموضوع يوضّح المسألة حتى تعمّ الفائدة لجميع من يدخل الموضوع.

farida78
2008-11-27, 18:53
السؤال: ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد في تفسير آية: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ [القلم: 42]، بشدَّة الهول والأمر، ألا يُعدُّ هذا من تأويل الصفات؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد فسرا الآآية بشدة الهول والأمر
الأمر جلي وواضح
لا فائدة من الكلام الذي بعده
المعنى الأول: فمن فسَّر الآيةَ بمفردها من غير إضافة «الساق» إلى الله تعالى حملها على المعنى اللغوي وهو شدَّة الهول والأمر العظيم، ولا يلزم من هذا التفسير تأويل الصفات، لأنّ الآية ليست بهذا الوجه من آيات الصفات أي: أنّها ليست دالَّة على صفة -عنده- أصلاً لأنّها لم تضف «الساق» إلى الله تعالى، وعلى هذا يحمل تفسير ابن عباس رضي الله عنهما.

الحمد لله على نعمة العقل

zakaria el-assimi
2008-11-27, 20:12
السؤال: ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد في تفسير آية: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ [القلم: 42]، بشدَّة الهول والأمر، ألا يُعدُّ هذا من تأويل الصفات؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد فسرا الآآية بشدة الهول والأمر
الأمر جلي وواضح
لا فائدة من الكلام الذي بعده
المعنى الأول: فمن فسَّر الآيةَ بمفردها من غير إضافة «الساق» إلى الله تعالى حملها على المعنى اللغوي وهو شدَّة الهول والأمر العظيم، ولا يلزم من هذا التفسير تأويل الصفات، لأنّ الآية ليست بهذا الوجه من آيات الصفات أي: أنّها ليست دالَّة على صفة -عنده- أصلاً لأنّها لم تضف «الساق» إلى الله تعالى، وعلى هذا يحمل تفسير ابن عباس رضي الله عنهما.

الحمد لله على نعمة العقل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد كفانا الأخ الكريم جمال البليدي جزاه الله خيرا عن الإجابة عن سؤالك فلو قرأت جيدا بتمعّن ودون تسرّع الموضوع لفهمت أن القول المروي عن عبد الله بن عباس إنما كان لأن الكلمة جاءت في الآية نكرة أي أنها غير مضافة إلى الله تعالى فيستقيم بذلك التفسير. وأما المعنى الثاني فلأن الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أثبت ساقا لله عزّ وجلّ فهي جاءت مضافة إليه سبحانه وتعالى.

ولقد تكلّم أهل التحقيق في هذه المسألة مطوّلاً لا يسعنا أن نرد أقوالهم هنا ولكن يتجلّى لكل عاقل أنّ المعنيين متكاملين لا متناقضين.

ويأتي السؤال : لماذا تعتبرين المعنى الأول وتتجاهلين الثاني ؟

أليس المسلم عليه أن يتواضع للحق والالتزام به إن تبيّن له ذلك ، ولو تبيّنت حقا عقيدة بن عباس رضي الله عنه وأقواله في صفات الله تعالى لعلمت أنّه يثبتها له من غير تعطيل ولا تشبيه.

أسألك : هل لك أن تأتينا بأقواله الثابتة عنه في تفسير صفة اليدين والوجه وغير ذلك من الصفات ؟؟

والسلام عليكم.

ليتيم الشافعي
2008-11-28, 08:46
وهنا يلزمنا أن نقف قليلا


ماذا يحدث اذا تعارض تفسير الحديث لآية مع تفسير صحابي أو تابعي!


هل نأخذ بأحدهم ؟أم ماذا؟


الجواب أننا علينا أن نوفق بين التفسيرين


وان لم يمكن ماذا نفعل؟


فالجواب أننا الواجب أن نقدم تفسير الرسول صلي الله عليه وسلم على تفسير غيره


لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخواني أعلم بمراد الله سبحانه وتعالي من غيره كما سبق أن ذكرت لكم


فهو الذي لا ينطق عن الهوى ولأن الله سبحانه وتعالي يقول"يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله"


سورة الحجرات


أي اخواني (لا تقدموا قولا أو فعلا)


ومثال ذلك قول الله سبحانه وتعالي"يوم يكشف عن ساق" سورة القلم


ففسرها البخاري رحمه الله بالحديث(يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة)) وهو حديث متفق عليه


وجاء في رواية عن ابن عباس في تفسير الآية قال : هو يوم كرب وشدة (وهذا ذكره اخواني ابن جرير / ولكن ضعف قول ابن عباس –سليم الهلالي- في كتابه المنهل الرقراق لاضرابه)


ولكن ان صح النقل عنه فلا يتعارض مع الحديث الذي فسر الآية بالساق لله تعالى من غير تشبيه


فيكشف ربنا سبحانه وتعالي عن ساقه يوم القيامة وهو يوم كرب وشدة



وايضا يمكن أن يقال /ان ابن عباس لم يبلغه حديث أبي سعيد الخدري الذي فسر الآية كما ثبت في الصحيح أن أبا موسى حين استأذن على عمر ثلاثا فلم يؤذن له انصرف ثم قال عمر: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس يستأذن ؟ ائذنوا له، فطلبوه فوجدوه قد ذهب، فلما جاء بعد ذلك قال : ما أرجعك؟ قال : اني استأذنت ثلاثا ولم يؤذن لي ، واني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اذا استأذن أحدكم ثلاثا ولم يؤذن له فلينصرف))


متفق عليه


فقال عمر: لتأتيني على هذا ببينة والا أوجعتك ضربا ، فذهب الى ملأ من الأنصار فذكر لهم ما قال عمر، فقالوا : لا يشهد لك الا أصغرنا ، فقام معه أبو سعيد الخدري فأخبر عمر بذلك فقال : ألهاني عنه الصفق بالأسواق


(للمزيد تفسير ابن كثير 3/278)





:::المرجع:
كتاب كيف نفهم القرآن إعداد : محمد بن جميل زينو::
لله سبحانه ساق
يجب علينا أن نصدق بذلك ولا نكذّبه ، لأنّه – سبحانه – قد أخبرنا بذلك ، قال تعالى : ( يوم يكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السُّجود فلا يستطيعون ) [ القلم : 42 ] وقد ورد في الصحيحين ما يفسر هذه الآية ويوضحها ، فعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يكشف ربنا عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رئاء وسمعة ، فيذهب ليسجد ، فيعود ظهرُهُ طبقاً واحداً ) . (39)
وينبغي أن ننبه هنا إلى أن إثبات الساق لله كإثبات اليد والسمع والبصر وغيرها من الصفات ، وما ورد عن ابن عباس أنه فسر كشف الساق بمعنى شدة الأمر معارض بما ثبت عن ابن مسعود أن ربنا يكشف عن ساقه . (40)
وما أحسن ما قاله الشوكاني حيث قال : " قد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله ، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً ، فليس كمثله شيء " . (41)
وقد أورد ابن جرير الطبري وابن كثير تفسير ابن عباس كما أوردا روايات الحديث المفسر للنص القرآني ، ولم يؤولا الحديث بحمله على غير ظاهره مما يدل على أنه لا تعارض عندهما بين الحديث وكلام ابن عباس ، فإن الأمر شديد في يوم القيامة ، ولا ينافي هذا أن يكشف عن ساقه