المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التدين والفرق بينه وبين العلم بالدين


intissarat
2008-11-27, 10:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التدين والفرق بينه وبين العلم بالدين
من العبارات الشائعة في كتب الفتوى قولهم: (خذ بفتواه ولا تلتفت إلى تقواه) وهي قاعدة جليلة تنبه على الفرق بين علم الدين وبين التدين العملي، وأن علم الدين هو علم كسائر العلوم له مبادئ وقواعد ومصطلحات ومناهج وكتب وترتيب ومدارس وأسس وتاريخ.... إلخ. وهو يحتاج أيضًا إلى أركان العملية التعليمية، التي لا يتم العلم إلا بها، وهي: الطالب، الأستاذ، الكتاب، المنهج، الجو العلمي، وإن طريق التعلم له درجات مختلفة كدرجات التعليم العام ثم التعليم الجامعي ثم الدراسات العليا بدرجاتها المختلفة، وله أيضًا أساليبه المختلفة للتمكن منه، بعضها نظري، وبعضها تطبيقي، وبعضها حياتي وعملي، كما أن أداءه يختلف من رسالة علمية إلى كتاب مقرر، إلى بحث في مجلة محكمة، إلى بحث للمناقشة أو كمحور في مؤتمر للجماعة العلمية يخبر فيه صاحبه تلك الجماعة بنتائج.
وسيظل أمر الجماعة العلمية دائما مختلفًا تبعًا للمنح الربانية، والعطايا الصمدانية، والمواهب التي يمنحها الله لكل شخص يتميز بها على الآخرين، وسيظل أمر التخصص العام مُراعى والتخصص الدقيق مطلوب، وسيظل هناك فارق بين من ينجح في تحصيل الدروس ولا ينجح في الحياة، ومن ينجح فيها ومن وصل إلى مرتبة الحجة والمرجعية، ولا يحسن التعامل مع الحياة أو يحسن التعامل معها كما قال شوقي في أواخر قصيدة (كتابي):
وكم مُنْجِبٍ في تلقي الدروس ** تلقَّى الحياةَ فلم يُنْجِبِ.
وكل هذه المعاني نراها في كل مجال، ولعل أقرب مجال ينطبق عليه ما ينطبق على علم الدين هو مجال الطب، وعلم الطب، انظر إلى كل ما ذكرناه وكأننا نتكلم عن علم طب الأبدان، في حين أنني كنت أؤكد على علم حفظ الأديان، وكل ذلك يختلف عن حق الناس في رعاية صحتها والوقاية من الأمراض والعلاج منها، ومبادئ الحياة الصحية الصحيحة التي يتمناها كل إنسان، بل هي من حقه.
كما يختلف علم الدين عن التدين الذي هو لازم لكل إنسان ويحتاجه كل أحد من الناس، بل يحتاجه الناس على مستوى الفرد والجماعة والأمة كالآتي:
1- على الرغم من وضوح الفرق بين علم الدين والتدين، أو علم الطب ومراعاة الصحة العامة، إلا أن هذا الفرق غير معترف به في غالب ثقافتنا، ونرى خلطًا ضارًّا له صور منتشرة في جميع القطاعات لم ينج منه إلا من رحم الله - وهم قلة في ثقافتنا السائدة - وأرجو الله أن يفتح البصائر بهذه الدعوى لمراجعة جد مهمة لمواقف كثير من علمائنا ومفكرينا بشأن موقفهم من هذه البديهة.
2- إننا نرى ما يؤكد أنه ليس هناك اعتراف بالفرق بين علم الدين والتدين، من ذلك أن أستاذ العلوم أو الزراعة أو الصحافة أو الهندسة أو الطب صار يتكلم في شأن الفقه، ويناقش الفتوى التي صدرت ممن تخصص وأمضى حياته في المصادر وإدراك الواقع، وما هذا إلا لأنه مثقف ديني، أو لأنه لا يعرف، أو لم يقتنع بالفرق بين علم الدين وبين التدين، ويرى أن الأمر مباح ومتاح للجميع.
3- وكذلك نرى عدم إدراك لمعنى الفتوى؛ حيث يتم الخلط بينها وبين السؤال أو الرأي والذي يكون حظ السؤال الجواب، وحظ الرأي إبداؤه ثم مناقشته، فالفتوى مثل حكم القاضي لا يتتبعه القاضي بعد صدوره وليس قابلاً للنقاش، ولكن هو قابل للاستئناف عند محكمة أعلى أو للنقض أو الإبرام عند محكمة أكبر، وعلى ذلك فعدم الرضا بالفتوى يتطلب فتوى من جهة أعلى، ولا يتطلب اعتراضًا من هنا أو من هناك، وعدم الرضا بأمر الطبيب، لا يعني إهمال الأمر، بل يستلزم الاستشارة ممن هم أكثر منه مرجعية أو علمًا أو خبرة ولا يحق لأحد من الناس أن يناقش الطبيب في رأيه ويكتفي بذلك لرفض الطب والجلوس بلا علاج. إن كثيرًا من الناس يفزع إذا ما نبهناه إلى هذا المثال ويبادر برفضه ويدعي أن ذلك حجرًا على الرأي أو على حريته، والأمر لا يتعلق برأي ولا بحُرِّية بقدر ما يتعلق بمنهج للفكر المستقيم يجب اتباعه بدلا من هذه المهزلة السخيفة بأن يَهْرِف كل أحد بما لا يعرف.
4- وكذلك نرى أن السؤال عندما يوجه لطلب معلومة يعتقد السائل والسامع أن الإجابة فتوى، ومرة سأل سائل عن معلومات عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فأجبناه فاعتبر ذلك إفتاء منا، وعندما لم نجبه اعتبر ذلك رفضًا للقيام بواجب الفتوى، وهناك أسئلة عن أوضاع سياسية يبدي فيها الرأي، والحكم الشرعي يكون على الفعل البشري المجرد فلا يفرق صاحبنا بين هذا وذاك ويتكلم ولو على صفحات الجرائد السيارة ويحدث بلبلة عند المتلقي، أسأل الله ألا تكون مقصودة، وألا يكون ذلك المنهج يراد منه تحويل علم الفتوى إلى نطاق الآراء القابلة للنقاش بدون اتباع ما تستلزمه هذه الصناعة من ترتيب وما تحتاجه من نظام وما تقوم به من علم. أما الجزء الثاني من المقولة:(ولا تلتفت إلى تقواه) فليس بمجرد محافظة الإنسان على صحته صار طبيبًا، ولا بمجرد التزام الإنسان بدينه صار عالمًا، بل يحتاج الأمر إلى الأكاديمية التي نطالب الجميع وفي جميع المجالات أن يعودوا إليها، وأن ينتهي نظام الهواة، وأن يبقى العلم - والعلم وحده - سندًا للتخصص الدقيق، وأن نقضي على (أبو العُرِّيف) الذي يعيش فينا، ومن أمثال العامة التي تمثل حكمة التاريخ وتجارب البشرية (أعط العيش لخبازه ولو أكل نصفه).

ميمونة 25
2008-11-27, 10:56
اولا اختي اسمحيلي اضيف المصدر الذي نفلته منه البحث فيبدو انك نسيت الاشارة اليه

المصدر : كتاب "سمات العصر" لمفتي مصر د.على جمعة

بالاضافة ان التفرقة بين علم الدين والتدين لا اساس له لانه بهذه الطريقة قذ ناخذ العلم من الفاسق والفاجر وشارب الخمر ووووووووو فقط لانه درس علم الشريعة وهذا لا يقبله العقل


لا ياختي العلم الشرعي هبة من الله فهو ان اراد خيرا بشخص ما فقهه في الدين والعلماء هو الاكثر خوفا من الله من باقي الناس فكيف لا يهمني في تقواه ماذام قد اصدر فتوى


ولو كان الامر كذلك لما اهتم الصحابة بعلم الجرح والتعديل حتى لا ناخذ الاحاديث ممن هب ودب ولولا هذا العلم لخطب الفساق على المنابر و للاسف هذا ما حصل اليوم

لان العبرة اصبحت بالشهادات فهذا دكتراه في الفقه والاخر ماجستير في العقيدة ووو وهم لا يلتزمون حتى بالمظهر الشرعي الواجب عليهم

فالتدين السليم هو اساس الافتاء وليس الشهادات فقط

والعالم الحق هو الذي يلتزم بالدين في نفسه اولا قبل ان يفتي به لغيره

وعلى ذلك فعدم الرضا بالفتوى يتطلب فتوى من جهة أعلى، ولا يتطلب اعتراضًا من هنا أو من هناك،

اختي هذا الكلام باطل كيف من لا يرضى بفتوى يتجه الى عالم اخر ليعطيه فتوى اخرى هذا هو اتباع الهوى بعينه والبحث عن الرخص

يعني اذا افتى عالم بما لا يعجبني ويتبع هوايا الجا الى عالم اخر عسى ان يجيز لي الامر .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سبحان الله ولا حول ولا قوة الى بالله ان من ياخذ من كل مذهب رخصه هو متبع الهوى بل قال العلماء انه خارج من الاسلام

فان افتى لك عالم عدل ثقة لا يجوز لك البحث عن فتوى اخرى
وقال الشيخ العثيمين-رحمه الله- في فتاوى نور على الدرب:
".....
وخامساً: أنك تجدهم أي الناذرين إذا حصل لهم ما علقوا النذر عليه تجدهم يتتبعون العلماء لعلهم يجدون رخصة في التخلص منه ومعلوم أن تتبع الرخص كما قال أهل العلم فسق وإن كان مع الأسف قد وقع فيه بعض الناس إذا استفتى عالماً وهو حين استفتائه له يعتقد أن ما يقوله هذا العالم هو الشرع الذي يسير عليه تجده إذا أفتاه بغير هواه ذهب يسأل عالماً آخر فإن أفتاه بما يهواه وإلا ذهب إلى عالم ثالث وهكذا وقد ذكر أهل العلم أن من استفتى عالماً ملتزماً بقوله فإنه لا يجوز له أن يستفتي آخر لما يحصل في ذلك من التلاعب بالدين وتذبذب الإنسان وعدم استقراره على قاعدة يبني عليها سيره إلى الله عز وجل نعم لو أفتاك عالم بفتوى وأنت إنما استفتيته للضرورة حيث لم تجد حولك أحداً أوثق منه في نفسك فلك حينئذ إذا وجدت عالماً أوثق منه أن تسأله وأن تعدل إلى قوله إذا خالف قول المفتي الأول لأنك إنما استفتيت الأول للضرورة وكذلك أيضاً لا حرج عليك إذا استفتيت شخصاً واثقاً بفتواه ولكنه حصل لك علم جديد من عالم آخر بدون تسبب منك فلا حرج عليك أن تنتقل إلى قول العالم الآخر بل قد يجب عليك إذا تبين لك أن الدليل مع الثاني فإنه في هذه الحال يجب عليك أن ترجع إلى قول العالم الثاني لوجود الدليل معه ولكن إذا سمع من عالم آخر بدون بحث ما يرى أنه هو الحق وقوة دليله فعليه أن يتبعه من أجل الدليل كذلك إذا استفتى عالماً حوله للضرورة لأنه لا يجد أحدا أوثق منه في نفسه فلا حرج عليه إذا طلب عالماً آخر أوثق في حال السعة."

ويقول الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله:" ليس للمسلم أن يختار أسهل الأقوال ، لأنه بهذه الطريقة يتنصَّل من التكاليف الشرعية أو جُلِّها ، بل على الشخص أن يختار من أقوال العلماء أرجحها من حيث الدليل إن كان أهلاً للنظر والموازنة ، وإن لم يكن فعليه أن يُقلِّد أوثق العلماء في نفسه علماً ، وديناً ، وورعاً . قال تعالى ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد ) وقال سبحانه: ( وبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ).




أما الجزء الثاني من المقولة:(ولا تلتفت إلى تقواه) فليس بمجرد محافظة الإنسان على صحته صار طبيبًا، ولا بمجرد التزام الإنسان بدينه صار



اما هذا الكلام فليس لي الا ان اقول فيه لا حول ولا قوة الا بالله حق اريد به باطل

intissarat
2008-11-27, 12:26
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسمحي لي أولا أختي ميمونة 25 أن أهنئك على ردك الموفق ونظرنك الثاقبة وسرعة بديهتك في الرد

أما عن عدم ذكر المصدر فقد فعلت ذلك عمدا حتى نناقش الموضوع فما يهمنا في المنتدى هو مناقشة الآراء أيا كان قائلها إلا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لاينطق عن الهوى
و المنقاشة إنما تكون للفكرة لا للشخص
لقد كنت واحدة من الذين فهموا المقصود من النقل
فلنحلل المواضيع بحثا عن الحق ولنترك منهج العامة في التحليل وتأويل مقاصد الآخرين

شكرا على بحثك عن المقال لأنه لفت انتباهي وأنا أتصفح موقع الفقه الإسلامي ووددت أن يطلع عليه الإخوة الأعضاء

بارك الله فيك