مشاهدة النسخة كاملة : مَلَفٌّ خَاصٌّ بِحُكْمِ الْمُظَاهَرَاتِ
جواهر الجزائرية
2011-11-13, 06:04
مَلَفٌّ خَاصٌّ بِحُكْمِ الْمُظَاهَرَاتِ
الْحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، أَمَّا بَعْدُ،،
فَلا يَخْفَى عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، أَنَّ الشَرِيعَةَ جَاءَتْ بِتَحْصِيلِ الْمَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا، وَتَعْطِيْلِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا، فَلا يَجُوزُ دَفْعُ الْمَفْسَدَةِ الْقَلِيلَةِ بِالْمَفْسَدَةِ الْكَثِيرَةِ، وَلا دَفْعُ أَخَفِّ الضَّرَرَيْنِ بِتَحْصِيلِ أَعْظَمِ الضَّرَرَيْنِ.
وَإِنَّ مِمَّا مَنَعَتْهُ الشَّرِيعَةُ الإسْلامِيَّةُ الْخُرُوجَ عَلَى الْحَاكِمِ الْمُسْلِمِ الْجَائِرِ، لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْمَفَاسِدِ الْعَظِيْمَةِ التِي تَرْبُو عَلَى مَفْسَدَةِ جَوْرِهِ.
وَكَذَا لا يَجِبُ بَلْ يَحْرُمُ الْخُرُوجُ عَلَى الْحَاكِمِ الْكَافِرِ إِنْ لَمْ تَكُنْ ثَمَّةَ قُدْرَةٌ، لِأَنَّ الْخُرُوجَ بِلا قُدْرَةٍ إِلْقَاءٌ بِالنَّفْسِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وَلا وَاجِبَ مَعَ الْعَجْزِ، كَمَا قَرَّرَ ذَلِكَ أَهْلُ الْعِلْمِ.
وَهَذَا مَلَفٌّ خَاصٌّ يَجْمَعُ الْمَوَاضِيعَ التِي نُشِرَتْ عَنْ حُكْمِ الْمُظَاهَرَاتِ فِي الْمَوْقِعِ:
- (المظاهرات) الشيخ ابن عثيمين:كلها شر عالم من السعودية (http://www.mahaja.com/showthread.php?12570)
- (المظاهرات) الشيخ الألباني: من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب عالم من سوريا (http://www.mahaja.com/showthread.php?12741)
في حكم اعتبار الفتيل المظاهرات شهيدا لشيخ حفظه الله أبي معز علي فركوس عالم من الجزائر (http://www.mahaja.com/showthread.php?12741)
- لماذا المظاهرات وكما تكونوا يولى عليكم؟! ابن تيمية..ابن القيم..ابن عثيمين شيخ الاسلام وتلميذه من من الدمشقيان (http://www.mahaja.com/showthread.php?12574)
- المظاهرات وسيلة محرمة.. الشيخ صالح آل الشيخ عالم من السعودية (http://www.mahaja.com/showthread.php?12569)
- كتاب حكم المظاهرات في الإسلام تأليف الشيخ أحمد سليمان من مصر (http://www.mahaja.com/showthread.php?12747)
- المظاهرات بين الاتباع والابتداع للشيخ حمد بن عبدالعزيز العتيق عالم من السعودية (http://www.mahaja.com/showthread.php?12663)
- عشرة أوجه لبطلان المظاهرات للشيخ عمر بن عبد الرحمن العمر عالم من السعودية والدته جدها محمد ابن عبد الوهاب (http://www.mahaja.com/showthread.php?12666)
- المظاهرات عدو المصالح والإصلاح للشيخ عبدالعزيز بن ندى العتيبي عالم من السعودية (http://www.mahaja.com/showthread.php?12588)
- نصيحة الشيخ عبد المحسن العبَّاد للإخوة في ليبيا عن حكم المظاهرات، وأنها من الخروج (http://www.mahaja.com/showthread.php?12713)
- (المظاهرات) الشيخ ابن عثيمين: في بلاد الكفار... في بلاد المسلمين... (http://www.mahaja.com/showthread.php?12739)
- المظاهرات أصلها فاسد ومخالَفةٌ شرعية (http://www.mahaja.com/showthread.php?12593)
- كشف شبهات مجوزي المظاهرات (http://www.mahaja.com/showthread.php?12662)
- خطبة في حكم المظاهرات (http://www.mahaja.com/showthread.php?12698)
- الرد على أدلة من قال بجواز المظاهرات (http://www.mahaja.com/showthread.php?12756)
- (المظاهرات دعوة لمخالفة الشريعة)لم يأمر الله موسى أن يهيج بني إسرائيل على من قال: أنا ربكم، ولم يهيج أنس الصحابة على الحجاج بل قال: اصبروا. (http://www.mahaja.com/showthread.php?12755)
- المتظاهرون يتترسون بالنساء في الشوارع وينادون.. (http://www.mahaja.com/showthread.php?12757)
- الفوضى الخلاقة ودورها في فتن الشعوب الإسلامية (http://www.mahaja.com/showthread.php?12766)
- كلمة المحدث مشهور عن المظاهرات والرد على افتراء عليه في جريدة السبيل (http://www.mahaja.com/showthread.php?12763)
عالم من السعودية - الشيخ عبد العزيز بن باز .
عالم من السعودية - الشيخ محمد بن صالح العثيمين .
عالم من اليمن - الشيخ مقبل بن هادي الوادعي .
- الشيخ عثمان بن عبد الله السالمي .
عالم من اليمن - الشيخ محمد بن عبد الله الإمام .
- الشيخ القاضي محمد بن إسماعيل العمراني .
(http://www.mahaja.com/showthread.php?12763)
"المظاهرات من أسباب الفتن والشر"
اضغط هنا لتحميل المادة :هنا (http://www.4shared.com/audio/Qf-d4o1M/___online.html)
* * * * * *
فتوى سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
"المظاهرات ليست من طريقة السلف"
إضغط هنا لتحميل المادة:
هنا (http://www.4shared.com/audio/y-YDTOme/___.html).
* * * * * *
فتوى الشيخ المحدث محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله:
"المظاهرات من تقليد الغرب"
إضغط هنا لتحميل المادة:
هنا (http://www.4shared.com/audio/_00bGS0a/__online.html)
* * * * * *
فتوى سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:
"المظاهرات ضد الحكام لاتزيد الضررإلا ضررا"
إضغط هنا لتحميل المادة:
هنا (http://www.4shared.com/audio/zu4cq61C/___.html)
* * * * * *
فتوى سماحة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله :
"المظاهرات من أشد ما فتك بالبلاد الإسلامية"
إضغط هنا لتحميل المادة:
هنا (http://www.4shared.com/audio/PaXNFiVa/___.html).
* * * * * *
فتوى معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :
"المظاهرات من الوسائل المحرمة"
إضغط هنا لتحميل المادة:
هنا (http://www.4shared.com/audio/uPa4FmJa/___.html)
* * * * * *
فتوى الإمام المحدث مقبل بن هادي المدخلي:
لتحميل الفتوى في صيغة ملف:هنا (http://www.4shared.com/document/Fm8mGA4G/MouqBiL.html)
* * * * * *
فتوى سماحة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:
هنا (http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=385759)
* * * * * *
فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله:
"المظاهرات ليست من أعمال المسلمين"
إضغط هنا لتحميل المادة:
هنا (http://www.4shared.com/audio/6fiGBoTF/______.html)
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُفَرِّجَ الْكُرْبَةَ عَنْ بِلادِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ يَحْفَظَهَا مِنَ الفِتَنِ وَكَيْدِ الْأَعْدَاءِ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ. اللهم آمين
عبلة السلفية
2011-11-13, 08:53
بارك الله فيك اختاه جواهر وبارك الله وجزى مشايخ السنة
جويرية بنت أبي العاص الفاروق
2011-11-13, 09:08
بارك الله في المشايخ الحق والسنة نتمنى ان تنجلي هذه الغمة ويلتفتو للقضية كل المسلمين الا وهي فلسطين الحبيبة
بارك الله فيك اختي جوهرة الاسلام
محبة القسام
عُبيد الله
2011-11-13, 09:14
السلام عليكم
بارك الله فيك وجزاك خيرا على هذه المكتبة القيمة
بعض الذين يعيبون علينا ويتهموننا بالمداهنة والجُبن وغيرها من الألفاظ في عدم الخروج إلى المظاهرات والمشاركة فيها
نقول لهم طالعوا واسمعوا ما كتب العلماء في ذلك بتجرد للحق وبعيدا عن التعصب فستعرفون السبب
نقول المظاهرات لا تجوز اتباعا للحق والدليل الصحيح
نقول المظاهرات لا تجوز دفعا للمفسدة الكبيرة بالمفسد الصغيرة
نقول المظاهرات لا تجوز خوفا على سفك دماء المسلمين
نقول المظاهرات لا تجوز خوفا على أعراض المسلمين أن تنتهك
نقول المظاهرات لا تجوز خوف على أموال المسلمين من الضياع
نقول المظاهرات لا تجوز لما فيها من التشبه بالكفار
نقول المظاهرات لا تجوز أنها سبب كل فوضى وضياع للأمن وتدخل للأجنبي.
عُبيد الله
2011-11-13, 09:15
..........................................
جواهر الجزائرية
2011-11-13, 09:40
بارك الله في المشايخ الحق والسنة نتمنى ان تنجلي هذه الغمة ويلتفتو للقضية كل المسلمين الا وهي فلسطين الحبيبة
بارك الله فيك اختي جوهرة الاسلام
محبة القسام
وفيك بارك الله اخيتي سراء شكرا على المرور حبيبتي محبة القسام لكن محبة نهج الاسلا اكثر
جواهر الجزائرية
2011-11-13, 09:41
بارك الله فيك اختاه جواهر وبارك الله وجزى مشايخ السنة
وفيك بارك الله اختاه عبلة وشكرا لك
جواهر الجزائرية
2011-11-13, 09:48
..........................................
بارك الله فيك أخي وجزاك الله على الاضافة وهي فعلا
مايقاسيه السلفي الموحد من إضطهاد من كل الاطراف فقط تمسك بمنهج كتاب الله وسنة نبيه وليس مداهنة او وقوف الى جانب الحكام
السؤال يكون أين مرضاة الله، فإن وجدتها حيث يوجد الألم فاصبر واحتسب، وإن وجدتها حيث يوجد الرغد فاشكر واحمد الله وحده.
فالذي يرى أن الحكم الشرعي هو حرمة المظاهرات ككثير من أهل العلم الأكابر الذين لا أعرف صاحب سنة يطعن فيهم أصلا كالشيخ ابن باز رحمه الله وابن عثيمين رحمه الله والألباني رحمه الله والشيخ الفوزان وغيرهم، ليس مطالب بأن يعطيك حلا يصلح الأرض، بل هو يفتينا ويفتيكم بما يعلم أنه حكم الله في المسألة، وأنت ينبغي ونحن أن نتهتم او تهتموا بمعرفة حكم الله في المسألة لتتبعه، فلقد جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم لنتبع ونقتدي فكان أسوة حسنة لمن يرجو لقاء الله واليوم الآخر.
بصمة قلم
2011-11-13, 09:50
بارك الله فيك أختنا الفاضلة ونفع بك
جواهر الجزائرية
2011-11-13, 11:08
[QUOTE=khaoula23;7874229]بارك الله فيك أختنا الفاضلة ونفع بك
فيك بارك الله وثبت خطاك اختي الفاضلة
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2011-11-14, 02:15
بارك الله فيك اختاه
وجزى الله علمائنا الربانيين خير الجزاء
باهي جمال
2011-11-14, 06:54
بارك الله فيك الاخت جواهر على ما تبذلينه من نشر للعلم الشرعي رغم اني كنت افضل ان تكون المداخلات موسعة لجميع اقوال العلماء المعتبرين فان كان علماء النهج السلفي بحرا فانه قد يوجد في النهر ما لايوجد في البحر
جواهر الجزائرية
2011-11-14, 07:43
بارك الله فيك الاخت جواهر على ما تبذلينه من نشر للعلم الشرعي رغم اني كنت افضل ان تكون المداخلات موسعة لجميع اقوال العلماء المعتبرين فان كان علماء النهج السلفي بحرا فانه قد يوجد في النهر ما لايوجد في البحربارك الله فيك اخي جمال لو لاحظت ان العلماء هم ليسو سعوديين فقط انهم تلقو هناك منبع العلم الراسخ وهم من شتى البقاع العربية ساتذكرهم ان شاء الله لكن العلماء الذي ذكرتهم لم يحرمو المظاهرات فهم نقيض اهل السنة في النهج الصالح
جواهر الجزائرية
2011-11-14, 07:44
بارك الله فيك اختاه
وجزى الله علمائنا الربانيين خير الجزاء
زفيك بارك الله اختي الفاصلة جمانة سرني مرورك اختاه
باهي جمال
2011-11-14, 11:38
بارك الله فيك اخي جمال لو لاحظت ان العلماء هم ليسو سعوديين فقط انهم تلقو هناك منبع العلم الراسخ وهم من شتى البقاع العربية ساتذكرهم ان شاء الله لكن العلماء الذي ذكرتهم لم يحرمو المظاهرات فهم نقيض اهل السنة في النهج الصالح
بارك الله فيك رغم اني لم اذكر علماء بعينهم لكن حتى السعودية لم تخلص لتوجه واحد وهناك اختلافات واجتهادات ولا ريب في ذلك فقد اختلف من هم افضل منهم -صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم-وان اردت ان اصرح فقد تابعت الشيخ الباحث الخبير احمد الريسوني وهو قامة في العلم والفقه ووجدت له اجتهادات يمكن ان تفوق في وجاهتها اجتهادات غيره ما الضير في وضعها الى جنب اخوانه المجتهدين
جواهر الجزائرية
2011-11-14, 12:59
بارك الله فيك رغم اني لم اذكر علماء بعينهم لكن حتى السعودية لم تخلص لتوجه واحد وهناك اختلافات واجتهادات ولا ريب في ذلك فقد اختلف من هم افضل منهم -صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم-وان اردت ان اصرح فقد تابعت الشيخ الباحث الخبير احمد الريسوني وهو قامة في العلم والفقه ووجدت له اجتهادات يمكن ان تفوق في وجاهتها اجتهادات غيره ما الضير في وضعها الى جنب اخوانه المجتهدين
بارك الله فيك يا اخي لا مشكل لديا اخي ان كانت تصب في مصلحة الامة وحقن دماء المسلمين ويتكلم عن حرمة المظاهرات نحن لسنا ضد أحد نعم
هناك اختلاف اي نعم لكن كذلك هناك إجماع ومن علماء مشهود لهم بالعلم وهناك أدلة وحجج لا نستطيع تجاهلها
من الرعيل الاول الى المتأخرين أفنو أعمارهم في تحذير الامة من الفتن وسفك الدماء ولم يلطخو ايديهم قطرة واحدة من الدم في حق الشعوب علماء منهجهم كتاب الله وسنة نبيه
انا دائما كنت اقول نحن لسنا شافعيين ولا حنبليين ولا مالكيين ولا البنيين ولا عثيميين ولا مدخليين ولا حتى قرضويين ولا غزاليين ولا قطبيين ولكن ربانيين نتبع اولا واخيرا كتاب الله وسنة محم رسول الله صلى الله عليه وسلم من وافق ذلك اللهم بارك ونتبعه وحتى ان كان سليط السان ويفضح اي كان لكن منهجه يوافق نهج الصالح وهذا مرادنا نحن لا نحب سب العلماؤ مهما كان إنتمائهم وميولهم ولا نتعرض لشخصهم ولا نكفرهم الا ما بكتاب الله ورسوله ولكن يجب علينا تعرية تلك الشبهة التي تركها واضرت الناس وجعلتهم في دوامة الدم والعنف ليوم الدين ..نحن لا نتكلم عن شخص عادي مات وخلاص نعذر زلاته بل عالم كانت له صولة وجولة وتاثر بهم الخلق وبقي كتب تقرأ وييتأثر بها كل متعاطف لذا نحن كتابيين وسنيين اكثر منا نميل للشيوخ لانهم اثلجو صدورنا بحججهم وادلتهم ارجو منك ان تطلع على كلامهم وفتاويهم والله لن تجد فيها شئ لا يوافق كتاب الله وسنة نبيه لذا نحن نخشى ظلم اي احد ونتمنى ان يسود التفاهم بيننا
اسماعيل الوهراني
2011-11-14, 13:21
لا يوجد دليل واضح بحرمتها ...بارك الله في المشايخ
أفتى الدكتور يوسف القرضاوي، عبر موقعه الرسمي (قرضاوي.نت)، أنه: من حق المسلمين -كغيرهم من سائر البشر- أن يُسيروا المسيرات ويُنشئوا المظاهرات، تعبيرًا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغًا بحاجاتهم إلى أولي الأمر، وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يُسمع، ولكن صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته.
وذلك ردا على سؤال من البعض حول رأيه فيما ذكره بعض العلماء من عدم مشروعية تسيير المسيرات والمظاهرات، تأييدا لمطالب مشروعة، أو تعبيرا عن رفض أشياء معيَّنة في مجال السياسة، أو الاقتصاد، أو العلاقات الدولية، أو غيرها. قائلين: إن تنظيم هذه المسيرات أو الدعوة إليها، أو المشاركة فيها حرام، بحجة أن تلك المظاهرات والاحتجاجات بدعة لم يعرفها المسلمون، وليست من طرائق المسلمين، وإنما هي مستوردة من بلاد اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم من الكفرة والملحدين. وتحدَّى هؤلاء العلماء أن يأتي أحد بواقعة واحدة، سارت فيها مظاهرة كبيرة أو صغيرة، في عهد الرسول أو الصحابة، مضيفين في تساؤلهم أن هذه المسيرات كثيرا ما يستغلُّها المخرِّبون، ويقومون بتدمير الممتلكات، وتخريب المنشآت. ولذا وجب منعها سدًّا للذرائع.
وجاء رد الدكتور القرضاوي، في فتواه
من حق المسلمين -كغيرهم من سائر البشر- أن يسيروا المسيرات وينشئوا المظاهرات، تعبيرا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغا بحاجاتهم إلى أولي الأمر، وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يسمع، ولكن صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته. ولهذا قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة]، وقال رسول الله : "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا, وشبّك بين أصابعه".
قائلاً: إن دليل مشروعية هذه المسيرات؛ أنها من أمور (العادات) وشئون الحياة المدنية، والأصل في هذه الأمور هو: الإباحة. وهو ما سبق وقرره -منذ نحو نصف قرن- في الباب الأول من كتاب: (الحلال والحرام في الإسلام) الذي بين في المبدأ الأول أن القاعدة الأولى من هذا الباب: (أن الأصل في الأشياء الإباحة). وهذا هو القول الصحيح الذي اختاره جمهور الفقهاء والأصوليين
..
وأكد أن: القول بأن هذه المسيرات بدعة لم تحدث في عهد رسول الله ولا أصحابه، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار: قول مرفوض؛ لأن هذا إنما يتحقق في أمر العبادة وفي الشأن الديني الخالص. فالأصل في أمور الدين (الاتباع) وفي أمور الدنيا (الابتداع). ولهذا ابتكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان: أمورا كثيرة لم تكن في عهد النبي ، ومن ذلك ما يعرف بـ(أوليات عمر) وهي الأشياء التي ابتدأها عمر -رضي الله عنه-، غير مسبوق إليها، مثل: إنشاء تاريخ خاص للمسلمين، وتمصير الأمصار، وتدوين الدواوين، واتخاذ دار للسجن، وغيرها. مضيفا: وبعد الصحابة أنشأ التابعون وتلاميذهم أمورا كثيرة، مثل: ضرب النقود الإسلامية، بدل اعتمادهم على دراهم الفرس ودنانير الروم، وإنشاء نظام البريد، وتدوين العلوم، وإنشاء علوم جديدة مثل: إنشاء علم أصول الفقه، وتدوين علوم النحو والصرف والبلاغة، وعلم اللغة، وغيرها.
وأكد أنه: من الخطأ المنهجي أن يطلب دليل خاص على شرعية كل شأن من شئون العادات، فحسبنا أنه لا يوجد نص مانع من الشرع. لذا؛ فدعوى أن هذه المسيرات مقتبسة أو مستوردة من عند غير المسلمين لا يثبت تحريما لهذا الأمر، ما دام هو في نفسه مباحا، ويراه المسلمون نافعا لهــم، "فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها". ودلل على ذلك أن: المسلمين اقتبسوا في عصر النبوة طريقة حفر الخندق حول المدينة، لتحصينها من غزو المشركين، وهي من طرق الفرس. ولم يعترضوا على ما أخذوه من علوم الإغريق إلا على (الجانب الإلهي) في التراث اليوناني؛ لأن الله تعالى أغناهم بعقيدة الإسلام عن وثنية اليونان وما فيها من أساطير وأباطيل.
وردا على أن ما ذكره السائلون، من نسبة هذه المظاهرات أو المسيرات إلى الشيوعيين الملحدين، أجاب أن: هذا غير صحيح، فالأنظمة الشيوعية لا تسمح بهذه المسيرات إطلاقا؛ لأن هذه الأنظمة الشمولية القاهرة تقوم على كبت الحريات، وتكميم الأفواه، والخضوع المطلق لسلطان الحكم وجبروته
يتبع ان شاء الله تعالي.
جواهر الجزائرية
2011-11-14, 15:07
شاكرة لك يا أختاه حماسك ومسعاك ونتمنى ان يثمر عن فهم وإدراك إن شاء الله إن كان المقصد أن نعدل عن كلام الكم الهائل والاجماع وماجاء به من الرعيل الاول وهناك ادلة ثابتة فنحن مع الحق أينما كان وأينما وجد نحن لسنا مقلدين ولا تابعين غير كلام الله والسنة المحمدية لذا ان أفهمتنا وبرهنت لنا من هذا المنطلق سنكون شاكرين لك ... .. ...
أنا لن آتيك بفتاوى مناقضة لشيخ القرضاوي وغيره غفر الله لهم ...
لأنني وضعت مايكفي من أدلة من فم أفواه العلماء المعاصرين الراسخين في العلم الذي يعرفهم الداني والقاصي وشابو ا وماتو معظمهم في تجديد التوحيد وإرساخ العقيدة الصحيحة على الرعيل الاول مدعمة من كتاب الله والسنة الغراء ..كما أنزل ..دون إزدياد ولا نقصان ودون تحكيم العاطفة والفتوى بالعقل لا الرجوع الى الاجماع والانسلاخ عن أقوال العلماء الثقات...
نحاول قدر الإمكان صرف الناس عما شيب به الإسلام ، وردهم إلى الإسلام بفهم السلف الصالح رحمهم الله .. بفهم القرون المفضلة ..
وهؤلاء الرعيل الاول الذي نقتدي بهم أولا قبل كل شئ هم التابعين بإحسان اليس أولى أنحتكم للحق ..
الحاكم المسلم تجب طاعته في كل شيء ما عدا المعصية ومع ذلك لو أمر بمعصية فلا تنزع يد الطاعة والبيعة له بل فقط لا تطعه في تلك المعصية.
(( أجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلي أبي عبد الله – يعني الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالي – وقالوا له: أن الأمر قد تفاقم وفشا – يعنون: إظهار القول بخلق القرآن، وغير ذلك ولا نرضي بإمارته ولا سلطانه !
فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دمائكم ودماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر، ويستراح من فاجر وقال : ليس هذا – يعني نزع أيديهم من طاعته – صواباً، هذا خلاف الآثار )).قال العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحم الله الجميع – :
((.... ولم يدر هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام – من عهد يزيد بن معاوية - حاشا عمر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بني أمية – قد وقع منهم من الجراءة والحوادث العظام والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام – معهم – معروفة مشهورة، لا ينزعون يدا من طاعة فيما أمر الله به رسوله من شرائع الإسلام وواجبات الدين.
وأضرب لك مثلاً بالحجاج بن يوسف الثقفي، وقد أشتهر أمره في الأمة بالظلم والغشم، والإسراف في سفك الدماء وانتهاك حرمات الله وقتل من قتل من سادات الأمة كسعيد بن جبير، وحاصر بن الزبير – وقد عاذ بالحرم الشريف -، واستباح الحرمة وقتل بن الزبير – مع أن بن الزبير قد أعطاه الطاعة وبايعه عامة أهل مكة والمدينة واليمن، وأكثر سواد العراق، والحجاج نائب عن مروان، ثم عن ولده عبد الملك ولم يعهد أحد من الخلفاء ألي مروان ولم يبايعه أهل الحل والعقد -، ومع ذلك ما توقف أحد من أهل العلم في طاعته والانقياد له فيما تسوغ طاعته فيه من أركان الإسلام وواجباته.
وكان ابن عمر – ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله - لا ينازعونه، ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الإسلام، ويكمل به الإيمان.
وكذلك من في زمنه من التابعين، كابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين، وإبراهيم التيمي، وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة.
واستمر العمل على هذا بين علماء الأمة من سادات الأمة وأئمتها، يأمرون بطاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله مع كل إمام بر أو فاجر – كما هو معروف في كتب أصور الدين والعقائد -
. وكذلك بنوا العباس استولوا على بلاد المسلمين قهراً بالسيف لو يتعض علماء هذا الزمن بهذا يا اختاه ولم يساعدهم أحد من أهل العلم والدين، وقتلوا خلقاً كثيراً وجمعاً غفيراً من بني أمية وأمرائهم ونوابهم، وقتلوا أبن هبيرة أمير العراق، وقتلوا الخليفة مروان، حتى نقل أن السفاح قتل في يوم واحد نحو الثمانين من بني أمية، ووضع الفرش على جثثهم وجلس عليها، ودعا بالمطاعم والمشارب. ومع ذلك فسيرة الأئمة كالأوزاعي، ومالك، والزهري، والليث بن سعد، وعطاء بن أبي رباح، مع هؤلاء الملوك لا تخفي على من لهم مشاركة في العلم وإطلاع. والطبقة الثانية من أهل العلم، كأحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل، ومحمد بن إدريس، واحمد بن نوح، وأسحق بن راهوية، وإخوانهم... وقع في عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكار الصفات، ودعوا إلي ذلك، وامتحنوا فيه وقتل من قتل، كأحمد بن نصر، ومع ذلك، فلا يعلم أن أحداً منهم نزع يداً من طاعة، ولا رأي الخروج عليهم.. ))
وقال الإمام الحسن بن على البربهاري – رحمه الله تعالي – في كتاب (( شرح السنة ))- له - :
(( من ولي الخلافة بإجماع الناس عليه ورضاهم به، فهو أمير المؤمنين، لا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن ليس عليه إمام براً كان أو فاجراً ... هكذا قال أحمد بن حنبل )) .
وقد دل على ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في ((صحيحه )) ( 12/240- النووي ) – كتاب الإمارة – أن عبد الله بن عمر جاء إلي عبد الله بن مطيع – حين كان أمر الحرة ما كان: زمن يزيد بن معاوية -، فقال عبد الله بن مطيع: أطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال: أني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله r يقوله، سمعت رسول الله r يقول:
(( من خلع يداً من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات ليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية )).
ونقل الحافظ المفسر ابن كثير عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال :
" أما بعد، فإننا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وأني سمعت رسول الله r يقول : (( إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، يقال : هذا غدرة فلان )).
وإن من أعظم الغدر – إلا أن يكون الإشراك بالله - : أن يبايع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله، ثم ينكث بيعته فلا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يسرفن أحد منكم في هذا الأمر، فيكون الفيصل بيني وبينه ." وقد رواه مسلم والترمذي من حديث صخر بن جويرية، قال الترميذي: حسن صحيح )) ا هـ. كلام ابن كثير. وهو في كتاب الفتن من (( صحيح البخاري )) بالقصة نفسها.
وأما زعمك بأن من أخل بشروط الامارة وجب الخروج عليه بالسلاح فهذا مذهب الخوارج والمعتزلة وهو الذي جعلته المعتزلة خامس أصولها الخمسة !
وقال الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – في العقيدة التي رواها عنه عبدوس بن مالك العطار: (( ... ومن غلب عليهم يعني: الولاة – بالسيف حتى صار خليفة، وسمي أمير المؤمنين، فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً، براً كان أو فاجراً ))
واحتج الإمام أحمد بما ثبت عن ابن عمر – رضي الله عنه – أنه قال : (( ... وأصلي وراء من غلب ))
وقد أخرج أبي سعيد في (( الطبقات )) – بسند جيد – عن زيد ابن أقال:ن ابن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صلى خلفه، وأدي إليه زكاة ماله.وهذا نابع من اتباعه للسنة .
أخرج البخاري ومسلم في (( صحيحيهما )) عن عبادة ابن الصامت – رضي الله عنه -، قال :
دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فكان فيما أخد علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأسره علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال :
(( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان )). ويتبع ان شاء الله
جواهر الجزائرية
2011-11-14, 15:39
لا يوجد دليل واضح بحرمتها ...بارك الله في المشايخ
اخي بارك الله فيك لكن تركت كبة صوف مشتبكة دون ان تبحث عن الخيط وكان بإمكانك ان تأخذ الخيط أولا على أن تنثر الكبة وتتركها شائكة وتذهب ..
جمال البليدي
2011-11-14, 16:44
أفتى الدكتور يوسف القرضاوي، عبر موقعه الرسمي (قرضاوي.نت)، أنه: من حق المسلمين -كغيرهم من سائر البشر- أن يُسيروا المسيرات ويُنشئوا المظاهرات، تعبيرًا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغًا بحاجاتهم إلى أولي الأمر، وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يُسمع، ولكن صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته.
وذلك ردا على سؤال من البعض حول رأيه فيما ذكره بعض العلماء من عدم مشروعية تسيير المسيرات والمظاهرات، تأييدا لمطالب مشروعة، أو تعبيرا عن رفض أشياء معيَّنة في مجال السياسة، أو الاقتصاد، أو العلاقات الدولية، أو غيرها. قائلين: إن تنظيم هذه المسيرات أو الدعوة إليها، أو المشاركة فيها حرام، بحجة أن تلك المظاهرات والاحتجاجات بدعة لم يعرفها المسلمون، وليست من طرائق المسلمين، وإنما هي مستوردة من بلاد اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم من الكفرة والملحدين. وتحدَّى هؤلاء العلماء أن يأتي أحد بواقعة واحدة، سارت فيها مظاهرة كبيرة أو صغيرة، في عهد الرسول أو الصحابة، مضيفين في تساؤلهم أن هذه المسيرات كثيرا ما يستغلُّها المخرِّبون، ويقومون بتدمير الممتلكات، وتخريب المنشآت. ولذا وجب منعها سدًّا للذرائع.
وجاء رد الدكتور القرضاوي، في فتواه
من حق المسلمين -كغيرهم من سائر البشر- أن يسيروا المسيرات وينشئوا المظاهرات، تعبيرا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغا بحاجاتهم إلى أولي الأمر، وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يسمع، ولكن صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته. ولهذا قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة]، وقال رسول الله : "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا, وشبّك بين أصابعه".
قائلاً: إن دليل مشروعية هذه المسيرات؛ أنها من أمور (العادات) وشئون الحياة المدنية، والأصل في هذه الأمور هو: الإباحة. وهو ما سبق وقرره -منذ نحو نصف قرن- في الباب الأول من كتاب: (الحلال والحرام في الإسلام) الذي بين في المبدأ الأول أن القاعدة الأولى من هذا الباب: (أن الأصل في الأشياء الإباحة). وهذا هو القول الصحيح الذي اختاره جمهور الفقهاء والأصوليين
..
وأكد أن: القول بأن هذه المسيرات بدعة لم تحدث في عهد رسول الله ولا أصحابه، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار: قول مرفوض؛ لأن هذا إنما يتحقق في أمر العبادة وفي الشأن الديني الخالص. فالأصل في أمور الدين (الاتباع) وفي أمور الدنيا (الابتداع). ولهذا ابتكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان: أمورا كثيرة لم تكن في عهد النبي ، ومن ذلك ما يعرف بـ(أوليات عمر) وهي الأشياء التي ابتدأها عمر -رضي الله عنه-، غير مسبوق إليها، مثل: إنشاء تاريخ خاص للمسلمين، وتمصير الأمصار، وتدوين الدواوين، واتخاذ دار للسجن، وغيرها. مضيفا: وبعد الصحابة أنشأ التابعون وتلاميذهم أمورا كثيرة، مثل: ضرب النقود الإسلامية، بدل اعتمادهم على دراهم الفرس ودنانير الروم، وإنشاء نظام البريد، وتدوين العلوم، وإنشاء علوم جديدة مثل: إنشاء علم أصول الفقه، وتدوين علوم النحو والصرف والبلاغة، وعلم اللغة، وغيرها.
وأكد أنه: من الخطأ المنهجي أن يطلب دليل خاص على شرعية كل شأن من شئون العادات، فحسبنا أنه لا يوجد نص مانع من الشرع. لذا؛ فدعوى أن هذه المسيرات مقتبسة أو مستوردة من عند غير المسلمين لا يثبت تحريما لهذا الأمر، ما دام هو في نفسه مباحا، ويراه المسلمون نافعا لهــم، "فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها". ودلل على ذلك أن: المسلمين اقتبسوا في عصر النبوة طريقة حفر الخندق حول المدينة، لتحصينها من غزو المشركين، وهي من طرق الفرس. ولم يعترضوا على ما أخذوه من علوم الإغريق إلا على (الجانب الإلهي) في التراث اليوناني؛ لأن الله تعالى أغناهم بعقيدة الإسلام عن وثنية اليونان وما فيها من أساطير وأباطيل.
وردا على أن ما ذكره السائلون، من نسبة هذه المظاهرات أو المسيرات إلى الشيوعيين الملحدين، أجاب أن: هذا غير صحيح، فالأنظمة الشيوعية لا تسمح بهذه المسيرات إطلاقا؛ لأن هذه الأنظمة الشمولية القاهرة تقوم على كبت الحريات، وتكميم الأفواه، والخضوع المطلق لسلطان الحكم وجبروته
يتبع ان شاء الله تعالي .
أختي الفاضلة فتوى الدكتور القرضاوي لم تبنى على أدلة شرعية بل هو جعلها من المباحات تحت قاعدة الأصل في العادات الإباحة وقد رددت على حججه في هذا الرابط:
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=5548056&postcount=1
وقبل عشر سنوات تقريبا كان يقول أنها من العبادات بدليل أنه احتج ببعض النصوص وقد رددت عليها كلها في بحثي(قطع التراهات والتفاهات بدلائل بينات وحجج ساطعات على من أباح المظاهرات))) والحمد لله.
والخلاف ليس حجة لأنه ليس كل خلاف معتبر.
جمال البليدي
2011-11-14, 16:50
لا يوجد دليل واضح بحرمتها ...بارك الله في المشايخ
السلام عليكم أخي اسماعيل:
أولا: الذين قالوا بالجواز هم المطالبون بالدليل وليس العكس -أخي الفاضل- لأن الأصل في العبادات المنع إلا بدليل ,والمظاهرات تدخل في العبادات لأنها طريقة من طرق إنكار المنكر وهذه عبادة فأي طريقة في إنكار المنكر غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة كما أن أي طريقة في الصلاة غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وأي طريقة في الحج غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وهكذا في كل العبادات.
ثانيا: ومع هذا أهديك بعض الأدلة تجدها في هذين الكتابين -لم أقرأ مثلهما في تحرير هذه المسألة-:
الكتاب الأول:
حمل كتاب (المظاهرات والاعتصامات والإضرابات رؤية شرعية) : الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.mahaja.com/library/library/images/20110303003030_m.jpgمحتويات الكتاب
:
المقدمة:
المبحث الأول:تعريف المظاهرات والإعتصامات والإضرابات.
المبحث الثاني:حول نشأة أسلوب المظاهرات كوسبة لتغيير المنكر في بلاد المسلمين.
المبحث الثالث:صلة المظاهرات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المبحث الرابع:في حجج من قال بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الخامس:حجج المانعين للماظهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث السادس:مفاسد المظاهرات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع
المبحث السابع:مناقشة أدلة القائلين بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الثامن:ذكر القول الراجح في مسألة المظاهرات
المبحث التاسع:المظاهرات ليست وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله
الخاتمة:في بيان خلاصة البحث وقد أوردت(الكلام لصاحب الكتاب) في نهاية الكتاب بعد الخاتمة مجموعة من فتاوى علماء الأمة المعتبرين ,مع أنني ذكرت أجزاء منها متفرقة في ثنايا الكتاب,ولكن رأيت تتميما للفائدة جمعها متوالية بتمامها في آخر الكتاب,حتى يتسنى لمن أراد الرجوع إليها مباشرة دون واسطة إذ أنها تتعلق بمسألة بمسائل النوازل التي تمس الحاجة إلى العلم بها.
التحميل المباشر للكتاب:
http://www.archive.org/download/Mudhahrat/Mudhahrat.pdf
الكتاب الثاني:
المظاهرات في ميزان الشريعة الإسلامية :
عبدالرحمن بن سعد بن علي الشثري ، قدم له وعلق عليه وحث على طبعه د. صالح بن فوزان الفوزان ، ط 1 ، 1432 هـ ، 218 صفحة .
رابط مباشر :
http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf (http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf)
صفحة التحميل :
http://www.archive.org/details/bza33 (http://www.archive.org/details/bza33)
رابط آخر :
http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4 590 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4590)
جواهر الجزائرية
2011-11-14, 16:53
انا اسمحلي اخي الفاضل افرغ للاخت لانني وجدتها صدفة في المنتدى الذي انا عضوة فيه بارك الله فيك وحفظك الله
تعقيبات وتعليقات على فتوى القرضاوي في المظاهرات:
إعداد:جمال البليدي-ستر الله عيوبه-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم بعد :
فقد اطلعت على فتوى للدكتور يوسف القرضاوي-هداه الله إلى الجادة- بعنوان((شرعية المظاهرات السلمية)) فوجدته قد أبعد النجعة في إباحته للمظاهرات ونصرة من يقوم بها من الغوغاء والغثاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم((غثاء كغثاء السيل)) .
هذا وقد كنت رددت عليه في ما سبق على الأدلة-حسب زعمه- التي ذكرها في حلقة(الشريعة والحياة)) بتاريخ /02 صفر / 1423 هـ التي تعرض على قناة الجزيرة وذلك في موضوعي((قطع التراهات والتفاهات بدلائل بينات وحجج ساطعات على من أباح المظاهرات (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=61576&page=2))) إلا أن تلك الفتوى القديمة تتناقض جملة وتفصيلا عن الفتوى الجديدة من حيث الأصول التي انطلق منها القرضاوي فهو يلعب على حبلين .
في الفتوى القديمة جعل القرضاوي المظاهرات من العبادات وليس من العادات فراح يستدل ببعض الأحاديث الصحيحة والضعيفة لنصرة قوله ومذهبه أما الفتوى الجديدة فقد قرر بأن المظاهرات تدخل ضمن العادات لذلك لم يأتي بدليل واحد لا من كتاب ولا سنة –إلا أثر ضعيف-لإباحة هذه المظاهرات بل جل أدلته عبارة عن تأصيلات فاسدة وأوهام باطلة كما سيتبين .
وهذا التناقض في الفتوتين يطرح الكثير من التساؤلات حول منهج القرضاوي في الإفتاء فالشيخ هداه الله متخبط بين قولين متناقضين فتارة يدعي أن للمظاهرات أصل شرعي في الإسلام وتارة يتركها للعادات فما قول المتعصبين له في ذلك.
و دونك أخي القارئ-أرشدك الله لطاعته- تعليقات على تأصيلات القرضاوي في إباحته للمظاهرات :
أ-قال الدكتور القرضاوي :
اقتباس:
فمن حق المسلمين – كغيرهم من سائر البشر- أن يسيروا المسيرات وينشئوا المظاهرات، تعبيرا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغا بحاجاتهم إلى أولي الأمر، وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يسمع، ولكن صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته. ولهذا قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة:2]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا" وشبّك بين أصابعه.
التعليق :
أقول 1-: يحتج القرضاوي بحرية التعبير أو الدمقراطية من أجل إباحة المظاهرات ,وهذا احتجاج لا أصل له لأن حرية التعبير في الإسلام قد قيدها الشرع مع ما يتماشى مع مصالح العباد.
(( إن الحرية الحقيقية النافعة المحترمة والمنضبطة والبعيدة كل البعد عن الضرر والإفساد لفي الإسلام على أكمل الوجوه.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)، [سورة الأحزاب: 70-71].
وقال تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً)، [سورة الإسراء : 53].
وقال تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ...)، [سورة البقرة : 83].
في الآية الأولى بعد النداء بالإيمان أمر المؤمنين بالتقوى، ثم عقبها بالقول السديد، ثم بيّن فوائد التقوى والقول السديد بما يترتب عليهما من إصلاح الله لأعمالهم ومغفرته لذنوبهم.
وفي الآية الثانية أمر الله عباده أن يتخيروا من الأقوال أحسنها وأجملها لما في ذلك من الآثار الطيبة النافعة في الدنيا والآخرة.
وفي الآية الثالثة أمر الله بإحسان القول في المخاطبات والتوجيهات والدعوة إلى الله.
فهل للديمقراطية وحرية التعبير منها والمظاهرات علاقة أو التزام بهذه التوجيهات الربانية العالية فوق قمم القمم، وفي نهاية الصلاح والإصلاح؟
والله إنْ فيها إلا الهبوط والانحراف عن منهج الله ومنهج أنبيائه ورسله.
وحرّم الله أشد التحريم الفحش والتفحش في الأقوال والأعمال وحرّم الإثم والبغي.
قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [سورة الأعراف : 33].
فهل الديمقراطية ومنها المظاهرات وحرية التعبير تلتزم وتلزم الناس بما تضمنته هذه الآيات، ومنها تقوى الله والقول السديد وتحري القول بالتي هي أحسن والتحذير من نزغ الشيطان والبعد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي والقول على الله بغير علم؟
ما أبعد الديمقراطية والمظاهرات عن هذه الفضائل.))(1)
2-إن التعاون على البر والتقوى إنما يكون فيما أباحه الشرع وليس فيما هو شر على الأمة كالمظاهرات فمن التعاون على البر والتقوى هو دعوة الناس إلى التعقل والصبر امتثالا لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم التي تأمر بالصبر على جور الحكام وظلمهم منها ما أخرجه البخاري في صحيحه عن أَنَس بن مَالِكٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا قَالَ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ)).
وعن عَلْقَمَة بن وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ عن أبيه قال: سَأَلَ سَلَمَةُ بن يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا نَبِيَّ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إن قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فما تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عنه، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عنه، ثُمَّ سَأَلَهُ في الثَّانِيَةِ، أو في الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بن قَيْسٍ . وقال: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عليهم ما حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ"، أخرجه مسلم حديث
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالصبر ولم يأمرنا بالمظاهرات و الإعتصامات التي تنافي مصالح العباد في دنياهم وآخرهم فعن أي تعاون يتحدث عنه القرضاوي .
وعن أي حقوق يدندن والرسول عليه الصلاة والسلام يقول((اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عليهم ما حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ)).
لقد أطلع الله رسوله على ما سيكون في هذه الأمة من فتن ومن جور الحكام واستئثارهم بالأموال والمناصب، فيأمر الأمة بالصبر، وأداء الحقوق التي عليهم وإن منعهم الحكام حقهم، ولم يأمرهم بالمظاهرات والمطالبات بالحقوق كما يفعله ويقوله الديمقراطيون من اليهود والنصارى والعلمانيين، ومن سار على نهجهم من هواة الأموال والمناصب المتجاهلين لهذه التوجيهات النبوية الحكيمة، التي تحمي الأمة من الفتن وسفك الدماء وهدم المصالح وإهدار الأموال، وهذا والله منهج الله ورسوله الفذ، لا منهج دعاة الديمقراطية ودعاة الفوضى باسم الحريات المهضومة .
وقد أخذ علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – أن نقول الحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم، وليس معنى قول الحق المناداة بالديمقراطية والمظاهرات، والدعوات الهدامة إلى الفتن وسفك الدماء لتحقيق مآربهم.
ومع هذا نُذكِّر حكام المسلمين بالله وبعظمته، والذي سيحاسبهم على أعمالهم دقيقها وجليلها، كما قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)، [سورة الأنبياء : 47].
3-أما استدلال القرضاوي بصو ت الأغلبية وحكم الأغلبية فهذا ""مخالف للشرع و العقل ,( وأكثر الناس "لا يعلمون" و "لا يؤمنون " و "لا يفقهون " و "لا يشكرون" كما قال خالقهم تبارك وتقدس اسمه وتعالى جده.
ولو تنازل ولاة الأمر (لنبض الشارع) كما ينعق بعض الصحفيين وللمتظاهرين والمعتصمين والمغربين والمنتخبين والصحفيين عن شيء مما ولاهم الله من قيادة الأمة إلى ما أراهم الله من الخير , فالعاقبة : مخالفة لشرع الله وسنة رسوله وسنة خلفائه وفقه الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان , ثم الضياع : فلن يهدي إلى الخير " من لا يهدى إلى أن يهدى " , ومن لا يهتدي بهدي الله ورسوله , وكل هؤلاء الغوغائيين منهم هداهم الله وكفى الإسلام والمسلمين شرهم ."") (2)
ب-قال الدكتور القرضاوي :
اقتباس:
ودليل مشروعية هذه المسيرات: أنها من أمور (العادات) وشؤون الحياة المدنية، والأصل في هذه الأمور هو: الإباحة.
وهذا ما قررته بأدلة – منذ ما يقرب من نصف قرن- في الباب الأول من كتاب: (الحلال والحرام في الإسلام) الذي بين في المبدأ الأول أن القاعدة الأولى من هذا الباب: (أن الأصل في الأشياء الإباحة). وهذا هو القول الصحيح الذي اختاره جمهور الفقهاء والأصوليين.
فلا حرام إلا ما جاء بنص صحيح الثبوت، صريح الدلالة على التحريم. أما ما كان ضعيفا في مسنده أو كان صحيح الثبوت، ولكن ليس صريح الدلالة على التحريم، فيبقى على أصل الإباحة، حتى لا نحرم ما أحل الله.
ومن هنا ضاقت دائرة المحرمات في شريعة الإسلام ضيقا شديدا، واتسعت دائرة الحلال اتساعا بالغا. ذلك أن النصوص الصحيحة الصريحة التي جاءت بالتحريم قليلة جدا، وما لم يجئ نص بحله أو حرمته، فهو باق على أصل الإباحة، وفي دائرة العفو الإلهي.
وفي هذا ورد الحديث: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا". وتلا: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم:64].
وعن سلمان الفارسي: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء فقال: "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا لكم" ، فلم يشأ عليه الصلاة والسلام أن يجيب السائلين عن هذه الجزئيات، بل أحالهم على قاعدة يرجعون إليها في معرفة الحلال والحرام، ويكفي أن يعرفوا ما حرم الله، فيكون كل ما عداه حلالا طيبا.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها".
وأحب أن أنبه هنا على أن أصل الإباحة لا يقتصر على الأشياء والأعيان، بل يشمل الأفعال والتصرفات التي ليست من أمور العبادة، وهي التي نسميها: (العادات أو المعاملات) فالأصل فيها عدم التحريم وعدم التقييد إلا ما حرّمه الشارع وألزم به، وقوله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ}[الأنعام:119]، عام في الأشياء والأفعال.
وهذا بخلاف العبادة فإنها من أمر الدين المحض الذي لا يؤخذ إلا عن طريق الوحي، وفيها جاء الحديث الصحيح: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" ، وذلك أن حقيقة الدين تتمثل في أمرين: ألا يُعبد إلا الله، وألا يُعبد إلا بما شرع، فمن ابتدع عبادة من عنده – كائنا من كان- فهي ضلالة ترد عليه، لأن الشارع وحده هو صاحب الحق في إنشاء العبادات التي يُتقرب بها إليه.
وأما العادات أو المعاملات فليس الشارع منشئا لها، بل الناس هم الذين أنشأوها وتعاملوا بها، والشارع جاء مصححا لها ومعدلا ومهذبا، ومقرا في بعض الأحيان ما خلا عن الفساد والضرر منها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن تصرفات العباد من الأقوال والأفعال نوعان: عبادات يصلح بها دينهم، وعادات يحتاجون إليها في دنياهم، فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع.
وأما العادات فهي ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه. والأصل فيه عدم الحظر، فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه وتعالى، وذلك لأن الأمر والنهي هما شرع الله، والعبادة لا بد أن تكون مأمورا بها، فما لم يثبت أنه مأمور به – أي من العادات – كيف يحكم عليه بأنه محظور؟
ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون: إن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله، وإلا دخلنا في معنى قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}[الشورى:21].
والعادات الأصل فيها العفو، فلا يحظر منها إلا ما حرّمه الله، وإلا دخلنا في معنى قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً}[يونس:59].
وهذه قاعدة عظيمة نافعة، وإذا كان كذلك فنقول:
البيع، والهبة، والإجارة، وغيرها من العادات التي يحتاج الناس إليها في معاشهم – كالأكل والشرب واللباس- فإن الشريعة قد جاءت في هذه العادات بالآداب الحسنة، فحرمت منها ما فيه فساد، وأوجبت ما لا بد منه، وكرهت ما لا ينبغي، واستحبت ما فيه مصلحة راجحة في أنواع هذه العادات ومقاديرها وصفاتها.
وإذا كان كذلك، فالناس يتبايعون ويستأجرون كيف يشاءون، ما لم تحرم الشريعة، كما يأكلون ويشربون كيف شاءوا ما لم تحرم الشريعة – وإن كان بعض ذلك قد يستحب، أو يكون مكروها - وما لم تحد الشريعة في ذلك حدا، فيبقون فيه على الإطلاق الأصلي) .انتهى.
ومما يدل على هذا الأصل المذكور ما جاء في الصحيح عن جابر بن عبد الله قال: "كنا نعزل والقرآن ينزل، فلو كان شيء ينهى عنه لنهى عنه القرآن".
فدل على أن ما سكت عنه الوحي غير محظور ولا منهي عنه، وأنهم في حل من فعله حتى يرد نص بالنهي والمنع، وهذا من كمال فقه الصحابة رضي الله عنهم، وبهذا تقررت هذه القاعدة الجليلة، ألا تشرع عبادة إلا بشرع الله، ولا تحرم عادة إلا بتحريم الله.
والقول بأن هذه المسيرات (بدعة) لم تحدث في عهد رسول الله ولا أصحابه، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار: قول مرفوض؛ لأن هذا إنما يتحقق في أمر العبادة وفي الشأن الديني الخالص. فالأصل في أمور الدين (الاتباع) وفي أمور الدنيا (الابتداع).
ولهذا ابتكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان: أمورا كثيرة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما يعرف بـ (أوليات عمر) وهي الأشياء التي ابتدأها عمر رضي الله عنه، غير مسبوق إليها. مثل: إنشاء تاريخ خاص للمسلمين، وتمصير الأمصار، وتدوين الدواوين، واتخاذ دار للسجن، وغيرها.
وبعد الصحابة أنشأ التابعون وتلاميذهم أمورا كثيرة، مثل: ضرب النقود الإسلامية، بدل اعتمادهم على دراهم الفرس، ودنانير الروم، وإنشاء نظام البريد، وتدوين العلوم وإنشاء علوم جديدة مثل: علم أصول الفقه، وعلوم النحو والصرف والبلاغة، وعلم اللغة، وغيرها.
وأنشأ المسلمون (نظام الحسبة) ووضعوا له قواعد وأحكاما وآدابا، وألّفوا فيه كتبا شتّى.
ولهذا كان من الخطأ المنهجي: أن يطلب دليل خاص على شرعية كل شأن من شؤون العادات، فحسبنا أنه لا يوجد نص مانع من الشرع.
ودعوى أن هذه المسيرات مقتبسة أو مستوردة من عند غير المسلمين: لا يثبت تحريما لهذا الأمر، ما دام هو في نفسه مباحا، ويراه المسلمون نافعا لهــم." فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها".
وقد اقتبس المسلمون في عصر النبوة طريقة حفر الخندق حول المدينة، لتحصينها من غزو المشركين، وهي من طرق الفرس.
واتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم خاتما. حيث أشير عليه أن يفعل ذلك، فإن الملوك والأمراء في العالم، لا يقبلون كتابا إلا مختوما.
واقتبس الصحابة نظام الخراج من دولة الفرس العريقة في المدنية والتنظيم.
واقتبسوا كذلك تدوين الدواوين، من دولة الروم، لما لها من عراقة في ذلك.
وترجم المسلمون الكتب التي تتضمن (علوم الأوائل) أي الأمم المتقدمة، التي طورها المسلمون وهذبوها وأضافوا إليها، وابتكروا فيها مثل: (علم الجبر) بشهادة المنصفين من مؤرخي العلم.
ولم يعترضوا إلا على (الجانب الإلهي) في التراث اليوناني؛ لأن الله تعالى أغناهم بعقيدة الإسلام عن وثنية اليونان وما فيها من أساطير وأباطيل.
ومن نظر إلى حياتنا المعاصرة في شتى المجالات: وجد فيها كثيرا جدا مما اقتبسناه من بلاد الغرب: في التعليم والإعلام والاقتصاد والإدارة والسياسة وغيرها.
ففكرة الدستور، والانتخابات بالصورة المعاصرة، وفصل السلطات، وإنشاء الصحافة والإذاعة والتلفزة، بوصفها أدوات للتعبير والتوجيه والترفيه، وإنجاز الشبكة الجبارة للمعلومات (الإنترنت).
والتعليم بمؤسساته وتقسيماته وترتيباته ومراحله وآلياته المعاصرة، مقتبس في معظمه من الغرب.
والشيخ رفاعة الطهطاوي، حين ذهب إلى باريس إماما للبعثة المصرية، ورأى من ألوان المدنية ما رأى، بهرته الحضارة الحديثة، وعاد لينبه قومه إلى ضرورة الاقتباس مما سبق به الأوربيون، حتى لا يظلوا يتقدمون ونحن نتأخر.
إلى أن استدل القرضاوي بقاعدة المصالح المرسلة فقال :
اقتباس:
- قاعدة المصلحة المرسلة:
الأولى هي: قاعدة المصلحة المرسلة، فهذه الممارسات التي لم ترد في العهد النبوي، ولم تعرف في العهد الراشدي، ولم يعرفها المسلمون في عصورهم الأولى، وإنما هي من مستحدثات هذا العصر: إنما تدخل في دائرة (المصلحة المرسلة) وهي التي لم يرد من الشرع دليل باعتبارها ولا بإلغائها.
وشرطها: أن لا تكون من أمور العبادات حتى لا تدخل في البدعة، وأن تكون من جنس المصالح التي أقرها الشرع، والتي إذا عرضت على العقول، تلقتها بالقبول، وألا تعارض نصا شرعيا، ولا قاعدة شرعية.
وجمهور فقهاء المسلمين يعتبرون المصلحة دليلا شرعيا يبنى عليها التشريع أو الفتوى أو القضاء، ومن قرأ كتب الفقه وجد مئات الأمثلة من الأحكام التي لا تعلل إلا بمطلق مصلحة تجلب، أو ضرر يدفع.
وكان الصحابة – وهم أفقه الناس لهذه الشريعة- أكثر الناس استعمالا للمصلحة واستنادا إليها.
وقد شاع أن الاستدلال بالمصلحة المرسلة خاص بمذهب المالكية، ولكن الإمام شهاب الدين القرافي المالكي (684هـ ) يقول – ردا على من نقلوا اختصاصها بالمالكي:
(وإذا افتقدت المذاهب وجدتهم إذا قاسوا أو جمعوا أو فرقوا بين المسألتين، لا يطلبون شاهدا بالاعتبار لذلك المعنى الذي جمعوا أو فرقوا، بل يكتفون بمطلق المناسبة، وهذا هو المصلحة المرسلة، فهي حينئذ في جميع المذاهب).
2- للوسائل حكم المقاصد:
والقاعدة الثانية: هي أن للوسائل في شؤون العادات حكم المقاصد، فإذا كان المقصد مشروعا في هذه الأمور، فإن الوسائل إليه تأخذ حكمه، ولم تكن الوسيلة محرمة في ذاتها.
ولهذا حين ظهرت الوسائل الإعلامية الجديدة، مثل (التلفزيون) كثر سؤال الناس عنها: أهي حلال أم حرام؟
وكان جواب أهل العلم: أن هذه الأشياء لا حكم لها في نفسها، وإنما حكمها بحسب ما تستعمل له من غايات ومقاصد. فإذا سألت عن حكم (البندقية) قلنا: إنها في يد المجاهد: عون على الجهاد ونصرة الحق ومقاومة الباطل، وهي في يد قاطع الطريق: عون على الجريمة والإفساد في الأرض، وترويع الخلق.
وكذلك التلفزيون: من يستخدمه في معرفة الأخبار، ومتابعة البرامج النافعة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، بل والبرامج الترفيهية بشروط وضوابط معينة، فهذا لا شك في إباحته ومشروعيته، بل قد يتحول إلى قربة وعبادة بالنية الصالحة. بخلاف من يستخدمه للبحث عن الخلاعة والمجون وغيرها من الضلالات في الفكر والسلوك.
وكذلك هذه المسيرات والتظاهرات، إن كان خروجها لتحقيق مقصد مشروع، كأن تنادي بتحكيم الشريعة، أو بإطلاق سراح المعتقلين بغير تهمة حقيقية، أو بإيقاف المحاكمات العسكرية للمدنيين، أو بإلغاء حالة الطوارئ التي تعطي للحكام سلطات مطلقة. أو بتحقيق مطالب عامة للناس مثل: توفير الخبز أو الزيت أو السكر أو الدواء أو البنزين، أو غير ذلك من الأهداف التي لا شك في شرعيتها. فمثل هذا لا يرتاب فقيه في جوازه.
وأذكر أني كنت في سنة 1989م في الجزائر، وقد شكا إلي بعض الأخوات من طالبات الجامعة من الملتزمات والمتدينات، من مجموعة من النساء العلمانيات أقمن مسيرة من نحو خمسمائة امرأة، سارت في شوارع العاصمة، تطالب بمجموعة من المطالب تتعلق بالأسرة أو ما يسمى ( قانون الأحوال الشخصية) مثل: منع الطلاق، أو تعدد الزوجات، أو طلب التسوية بين الذكر والأنثى في الميراث، أو إباحة تزوج المسلمة من غير المسلم، ونحو ذلك.
فقلت للطالبات اللائي سألنني عن ذلك: الرد على هذه المسيرة العلمانية: أن تقود المسلمات الملتزمات مسيرة مضادة، من خمسمائة ألف امرأة! أي ضعف المسيرة الأولى ألف مرة! تنادي باحترام قواطع الشريعة الإسلامية.
وفعلا بعد أشهر قليلة أقيمت مسيرة مليونية عامتها من النساء تؤيد الشريعة، وإن شارك فيها عدد محدود من الرجال.
فهذه المسيرة – بحسب مقصدها- لا شك في شرعيتها، بخلاف المسيرة الأخرى المعارضة لأحكام الشريعة القطعية، لا يستطيع فقيه أن يفتي بجوازها.
التعليق :
1-القرضاوي قبل أقل من عشرة سنوات كان يدعي أن للمظاهرات أصل شرعي في الإسلام فقد قرر في حلقة الحياة والشريعة بتاريخ 02/صفر/1423 بأن للمظاهرات أدلة من الشرع وهاهو الآن ينقلب على نفسه ويجعل المظاهرات من أمور العادات ويقول بملئ فيه((: أنها من أمور (العادات) وشؤون الحياة المدنية، والأصل في هذه الأمور هو: الإباحة.
وهذا ما قررته بأدلة – منذ ما يقرب من نصف قرن- في الباب الأول من كتاب: (الحلال والحرام في الإسلام))).انتهى كلامه.
وقد رد على كتاب((الحلال والحرام)) الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان-تجد الكتاب على موقعه الرسمي-.
وليت شعري كيف تكون المظاهرات من العادات وأصحابها يصرحون أنها وسيلة لإنكار المنكر فهل إنكار المنكر عادة أم عبادة جاء بها الشرع؟
2- من قال من علماء الإسلام المعتبرين أن الأصل في المظاهرت الإباحة؟
(إن المظاهرات فيها مطالبات الحكام بالحريات ومطالباتهم بالحقوق، وهذا العمل من الشغب والفساد يأباه الإسلام بأدلته الجلية الواضحة.
ومن الأدلة قول الرسول الكريم والناصح الأمين:
"إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَأْمُرُ من أَدْرَكَ مِنَّا ذلك؟ قال: تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الذي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ"، متفق عليه، أخرجه البخاري حديث (3603)، ومسلم حديث (1843).
فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أطلعه الله على ما سيكون في هذه الأمة من جور الأمراء واستئثارهم بالأموال والمناصب وغيرها، ولما أخبر أصحابه بهذا الواقع الذي سيكون لا محالة، سأله أصحابه الكرام: كَيْفَ تَأْمُرُ من أَدْرَكَ مِنَّا ذلك؟
فأجابهم -صلى الله عليه وسلم- بما يجنبهم الخوض في الفتن وسفك الدماء، فقال: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الذي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ".
ولم يقل -صلى الله عليه وسلم-: ثوروا عليهم وتظاهروا،، وطالبوا بحقوقكم، وامنعوهم حقهم كما منعوكم حقوقكم.
وقال -صلى الله عليه وسلم- للأنصار الكرام: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حتى تَلْقَوْنِي على الْحَوْضِ"، أخرجه البخاري حديث (3792)، ومسلم (1845).
فلم يأمر الأنصار الذين قامت على كواهلهم وكواهل المهاجرين نصرة الرسول والإسلام ودولة الإسلام العظمى التي لا نظير لها، لم يأمرهم إلا بالصبر في هذه الدنيا حتى يلقوه -صلى الله عليه وسلم- على الحوض.
إن حق الأنصار على المسلمين والحكام لعظيم وعظيم، ومع ذلك يأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصبر عند وجود الأثرة لا بمناهضة الحكام الذين لا دور لهم في إقامة دولة الإسلام ونصرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في حال الشدة والقلة في العدد والعدة والمال.
وهذا أصل ربّى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمته، ودان به أئمة الإسلام وقرروه، ورفضه الخوارج الذين نكبوا الإسلام والمسلمين بفتنهم وسفكوا دماءهم.
وقد حذَّر منهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (3611)، ومسلم في "صحيحه" حديث (1066).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "...يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (3344)، ومسلم في "صحيحه" حديث (1064).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ يَدْعُونَ إلى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا منه في شيء"، أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (3/224).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: " الخوارج كلاب النار"، أخرجه أحمد في "مسنده" (4/355)، وابن ماجه في "سننه" حديث (173).
ومعلوم عند أهل العلم والتأريخ أن الخوارج قسمان:
قسم يسلون السيوف على الحكام والأمة.
وقسم يحركون الفتن بالكلام والإثارة والتهييج على الخروج.
وهم المعرفون بالقعد، ورأس هذا الصنف عمران بن حطان مادح ابن ملجم قاتل علي.
وبعض الأحزاب السياسية هم امتداد لهذا النوع من الخوارج، كما أن المعتزلة امتداد لهم.
وهاك كلام بعض أهل العلم في وصف الخوارج القعد.
قال أبو بكر البيهقي في "القضاء والقدر" (330) رقم (573):
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا يعلى حمزة بن محمد العلوي النهدي يقول : سمعت أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن القاسم الحسني - وما رأيت علويا أفضل منه زهدا وعبادة - يقول : المعتزلة قعدة الخوارج عجزوا عن قتال الناس بالسيوف فقعدوا للناس يقاتلونهم بألسنتهم أو يجاهدونهم - أو كما قال -.
وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (5/303):
" وكان من رءوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال قاله المبرد قال وكان من الصفرية وقيل القعدية لا يرون الحرب وإن كانوا يزينونه".
فالمظاهرات تنطوي على مقدمات من إثارة الأحقاد والتهييج على طريقة الخوارج القعد، وإشعار الناس بالظلم، وحث للناس على المطالبات بالحقوق والحريات وغير ذلك من المثيرات، وقبل ذلك نفخ ونفث الشيطان في النفوس، ثم يندفع الناس في الشوارع والميادين في هياج وفوضى وصخب والغالب أن يكون من المتظاهرين تحد وتخريب، لا يحكمهم ولا يحكم عواطفهم عقل ولا شرع.
فتأتي النتائج المرة من الاصطدام بقوات الدولة؛ الأمر الذي يؤدي إلى سفك الدماء وإهدار الأموال ونهبها إلى آخر المفاسد التي حصلت وتحصل.)(3)
وليت الدكتور أورد موقف الإمام أحمد وسائر العلماء عبر التاريخ من حكام زمانهم الذين دعو إلى القول بخلق القرآن وتعطيل الصفات-وهو قول كفري عتند هؤلاء العلماء- ويقارنه بما يفعله اليوم عشاق المظاهرات ودعاة الحزبية والدمقراطية اليوم.
إن الإمام أحمد وعلماء السنة واجهوا محنة القول بتعطيل صفات الله، والقول بخلق القرآن وإنكار رؤية الله في الدار الآخرة في عهد ثلاثة من خلفاء الدولة العباسية المأمون والمعتصم والواثق، فواجهوا تلك المحنة الشديدة بالحكمة والصبر انطلاقاً من التوجيهات النبوية، مع أنهم يعتقدون أن هذه العقائد التي دُعوا إليها عقائد كفرية.
فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- يحدثنا عن الفتنة التي حدثت في زمن الإمام أحمد وصبر أهل السنة عليها.
قال –رحمه الله- في "مجموع الفتاوى" (6/214-215):
" وأحمد إنما اشتهر أنه إمام أهل السنة، والصابر على المحنة؛ لما ظهرت محن "الجهمية" الذين ينفون صفات الله تعالى، ويقولون: إن الله لا يرى في الآخرة، وإن القرآن ليس هو كلام الله؛ بل هو مخلوق من المخلوقات، وإنه تعالى ليس فوق السماوات، وان محمداً لم يعرج إلى الله، وأضلوا بعض ولاة الأمر؛ فامتحنوا الناس بالرغبة والرهبة، فمن الناس من أجابهم رغبة، ومن الناس من أجابهم رهبة، ومنهم من اختفى فلم يظهر لهم.
وصار من لم يجبهم قطعوا رزقه وعزلوه عن ولايته، وان كان أسيرا لم يفكوه ولم يقبلوا شهادته، وربما قتلوه أو حبسوه.
"والمحنة" مشهورة معروفة، كانت في إمارة المأمون، والمعتصم، والواثق، ثم رفعها المتوكل؛ فثبت الله الإمام أحمد، فلم يوافقهم على تعطيل صفات الله تعالى، وناظرهم في العلم فقطعهم، وعذبوه فصبر على عذابهم، فجعله الله من الأئمة الذين يهدون بأمره كما قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)، [سورة السجدة : 24].
فمن أعطي الصبر واليقين جعله الله إماما في الدين".
من معلوم أن السلف، ومنهم الإمام أحمد كانوا يُكفِّرون بتعطيل صفات الله وبالقول بخلق القرآن وبإنكار رؤية الله في الآخرة، ولم يكتف الجهمية بهذه الفتنة، بل أضافوا إليها تكفير من يخالفهم وامتحانهم بما ذكره شيخ الإسلام، ومع كل هذا فلم يقوموا بمظاهرات ولا خروج، وإنما قاموا بالصبر المشروع دفعاً لمفسدة كبرى عن المسلمين تهدر فيها أرواحهم وأموالهم إلى غير ذلك من المفاسد.
3-إن الأخذ بالمصالح المرسلة له ضوابط في الإسلام وهذا مالم يشر إليه القرضاوي في كلامه ومن هذه الضوابط التفريق بين الوسائل التي كانت بوسع النبي صلى الله عليه وسلم وتركها وبين الوسائل التي لم تكن بوسعه عليه الصلاة والسلام ولم يعمل بها.
وقد نص على ذلك ابن تيمية رحمه الله فقال : والضابط في هذا – والله أعلم – أن يقال إن الناس لا يحدثون شيئاً إلا لأنهم يرونه مصلحة ، إذ لو اعتقدوه مفسدة لم يحدثوه ، فإنه لا يدعو إليه عقل ولا دين فما رآه الناس مصلحة نظر في السبب المحوج إليه ، فإن كان السبب المحوج إليه أمراً حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم من غير تفريط منا فهنا قد يجوز إحداث ما تدعوا لحاجة إليه ، وكذلك إن كان المقتضي لفعله قائماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكن تركه النبي صلى الله عليه وسلم لمعارض زال بموته .
وأما ما لم يحدث سبب يحوج إليه ، أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد ، فهنا لا يجوز الإحداث ، فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً لو كان مصلحة ولم يفعل ، يعلم أنه ليس بمصلحة . وأما ما حدث المقتضي له بعد موته من غير معصية الخلق فقد يكون مصلحة …
فما كان المقتضي لفعله موجوداً لو كان مصلحة . وهو مع هذا لم يشرعه ، فوضعه تغيير لدين الله ، وإنما دخل فيه من نسب إلى تغيير الدين . من الملوك والعلماء والعباد ، أو من زل منهم باجتهاد ". انظر الاقتضاء (2/598)
وقال الشاطبي رحمه الله :
سكوت الشارع عن الحكم على ضربين :
((أحدهما : أن يسكت عنه لأنه لا داعية له تقتضيه ، ولا موجب يقدر لأجله ، كالنوازل التي حدثت بعد ذلك ، فاحتاج أهل الشريعة إلى النظر فيها وإجرائها على ما تقرر في كلياتها ، وما أحدثه بعد السلف الصالح راجع إلى هذا القسم ، كجمع المصاحف وتدوين العلم وتضمين الصناع ، وما أشبه ذلك مما لم يجر له ذكر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تكن من نوازل زمانه ولا عرض للعمل بها موجب يقتضيها ، فهذا القسم جارية فروعه على أصوله المقررة شرعاً بلا إشكال ، فالقصد الشرعي فيها معروف …
والثاني : أن يسكت عنه وموجبه المقتضي له قائم ، فلم يقرر فيه حكم عند نزول النازلة زائد على ما كان في ذلك الزمان ، فهذا الضرب السكوت فيه كالنص على أن قصد الشارع أن لا يزاد فيه ولا ينقص ، لأنه لما كان هذا المعنى الموجب لشرع الحكم العملي موجوداً ثم لم يشرع الحكم دلالة عليه ، كان ذلك صريحاً في أن الزائد على ما كان هنالك بدعة زائدة ، ومخالفة لما قصده الشارع ، إذ فهم من قصده الوقوف عندما هنالك ، لا زيادة عليه ولا نقصان منه .))
وحاصل كلام ابن تيمية والشاطبي رحمهما الله : أن المصالح المرسلة تنقسم باعتبار السبب المحوج إليها إلى أقسام :
القسم الأول : أن يكون السبب أو المقتضي لفعلها موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلوها لكن تركهم لها كان لمانع زال بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يجوز إحداثه ، الأمثلة على هذا القسم : جمع القرآن –لفظ السلفية-الأنترنت والأشرطة والإذاعة ومكبرات الصوت وغيرها من الأمور التي استشهد بها القرضاوي.
القسم الثاني : أن يكون المقتضي لفعله موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلوه وليس ثمة مانع ، فهذا ليس بمصلحة ، والقول به تغيير لدين الله كما قال ابن تيمية . إذ لو كان مصلحة أو خيراً لسبقونا إليه .
ويقال لمن استحسن مثل هذه المصالح : إن ترك السلف الصالح للأخذ بهذه المصالح المزعومة ، وأخذك بها ، راجع لأحد أمور أربعة :
الأول : أن يجهل جميعهم هذه المصالح ، وتعلمها أنت !
الثاني : أن يجتمعوا على الغفلة عن هذه المصالح ونسيانها ، وتستدركها أنت !
الثالث : زهدهم في العمل بالمصالح الشرعية ، والرغبة عنها ، وتحرص عليها أنت
الرابع : علمهم وفهمهم أن هذا العمل ليس بمصلحة شرعية،وإن بدا للخلوف أنه مصلحة .
أما الثلاثة الأولى ، فلا يسعه أن يقول بواحد منها لأنه لو فعل ذلك فقد فتح باب الفضيحة على نفسه وخرق الإجماع المنعقد على أن النبي صلى الله عليه وسلم ، الصحابة من بعده هم خير هذه الأمة علماً وعملاً ، كيف لا ؟ والله يقول عنهم : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه " . وقال صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ".
فلو كان الخير في شيء لسبقونا إليه .
وقال عمر بن عبد العزيز : عليك بلزوم السنة ، فإن السنة إنما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق .
فارض لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم ، فإنهم على علم وقفوا ، وببصر نافذ قد كفوا ، وإنهم كانوا على كشف الأمور أقوى ، وبفضل ما كانوا فيه أحرى ، فلئن قلتم : أمر حدث بعدهم ؛ ما أحدثه بعدهم إلا من اتبع غير سنتهم ، ورغب بنفسه عنهم .
إنهم لهم السابقون ، فقد تكلموا منه بما يكفي ، ووصفوا منه ما يشفي ، فما دونهم مقصر ، وما فوقوهم محسر ، لقد قصر عنهم آخرون فجفوا ، وطمح عنهم أقوام فغلوا ، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم ".
فلم يبق إلا الأمر الرابع وهو علمهم وفهمهم أن هذا العمل ليس بمصلحة شرعية ، وإن بدا للخلوف أنه مصلحة .
ومن الأمثلة على هذا القسم :
أ - التسبيح بالسبحة أو الحصى فإن الداعي لها كان موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وليس ثمة مانع ومع ذلك لم يفعلوه ، فلا يجوز إحداثه والعمل به لأنه بدعة .
بل فيه ترك لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يعقد التسبيح بيمينه ويقول : " إنهن مستنطقات ".
ب – ومن ذلك أيضاً اتخاذ المزاح والضحك إلى درجة الإسفاف وسيلة من وسائل الدعوة لجذب القلوب وخصوصاً الشباب منهم ، نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الناس خلقاً حتى قال بعض أصحابه ما رأيته إلا متبسماً ، ولكن متى كانت النكت ومتى كان التهريج من أساليب دعوته صلى الله عليه وسلم ، هل وقف صلى الله عليه وسلم يوماً بين أصحابه يذكر النكت والقصص المنسوجة والأغاني الجديدة لدعوة الشباب منهم ، حاشاه صلى الله عليه وسلم .
ج - إخراج الجهلة والطواف بهم في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية للدعوة إلى الله ، وهم من يسمون بجماعة الدعوة أو التبليغ ، ولو كان هذا خيراً لفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسيما مع حاجته إلى تكثير سواد المسلمين ، وقد أنكر فعلهم وخروجهم الشيخ محمد بن إبراهيم ، والشيخ ابن باز ، والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ المحدث ناصر الدين الألباني ، والشيخ حمود التويجري ، والشيخ عبد الرزاق عفيفي وغيرهم .
د – الاحتفالات الدينية المبتدعة ، التي لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاحتفال بها كالاحتفال هذه الأيام بالمولد النبوي ، أو الاحتفال بالهجرة النبوية ، أو الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ، فإن الذين يحتفلون بهذه الأمور يجعلونها من الوسائل لتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من الوسائل لوعظ الناس وتذكيرهم بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .
هـ- ومن هذا القسم – مسألتنا – وهي ما أحدث في هذه الأزمان المتأخرة من اتخاذ المظاهرات والاعتصامات والإضرابات ، وسيلة من وسائل الدعوة ، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!!
أوَلمْ يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قادرين على ذلك ؟!
فهل كانوا زاهدين في الأجر والثواب ؟!
أم كانوا مقصرين في ما أمرهم الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟!
أم منعهم من ذلك الخور والجبن عن مجابهة الظالمين ؟!
كلا والله ، إنهم ما تركوا ذلك إلا رغبة عنه إلى ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، من الوسائل المعلومة المعروفة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
و- ومن ذلك ما ابتدعته جماعة الإخوان المسلمين – بل المفلسين كما يصفهم العلامة مقبل الوادعي – ومَنْ تأثر بدعوتهم مِن اتخاذ التمثيل ، والأناشيد وسيلة من وسائل الدعوة زعموا ، فهل سيكون هؤلاء أحرص من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هداية الناس ، فلو علم فيها رسول الله خيراً لسبقنا إليها . ولا يصح أن يحتج بما وقع من الصحابة من الإنشاد والرجز فإن ذلك حصل منهم على سبيل الترويح ، وهؤلاء جعلوه وسيلة للدعوة . فلا إله إلا الله كم بين هؤلاء وأولئك من البون والفرق.
ج-قال الدكتور القرضاوي :
اقتباس:
أما ما قيل من منع المسيرات والتظاهرات السلمية، خشية أن يتخذها بعض المخربين أداة لتدمير الممتلكات والمنشآت، وتعكير الأمن، وإثارة القلاقل. فمن المعروف: أن قاعدة سد الذرائع لا يجوز التوسع فيها، حتى تكون وسيلة للحرمان من كثير من المصالح المعتبرة.
ويكفي أن نقول بجواز تسيير المسيرات إذا توافرت شروط معينة يترجح معها ضمان ألا تحدث التخريبات التي تحدث في بعض الأحيان. كأن تكون في حراسة الشرطة، أو أن يتعهد منظموها بأن يتولوا ضبطها بحيث لا يقع اضطراب أو إخلال بالأمن فيها، وأن يتحملوا المسؤولية عن ذلك. وهذا المعمول به في البلاد المتقدمة ماديا.
التعليق :
1-بالنسبة لقوله مظاهرات سلمية فنقول: حتى أصحاب الشر سيقولون مثلكم، مقاصدنا سلمية ثم من يضمن لكم ألا يخرج من بين هذه الجموع من يفسد ويخرب. وتنبه العلامة محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ لمثل هذه الشبهة فقال ردا عليها: "وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية" انظر: "الجواب الأبهر" لفؤاد سراج ـ ص
فما من مظاهرة في الدنيا بما في ذلك أوروبا وأمريكا إلا ويقع فيها من الفساد والإفساد والتخريب وتدمير الممتلكات وتحطيم السيارات ونهب المتاجر وسفك الدماء وبث الرعب والخوف ما لا يجيزه عقل ولا شرع، بل يحرمه شرع الله أعظم التحريم، ولا عبرة بالنادر إن حصل.
والمتأمل لمفاسد المظاهرات مقارنة بمصالحها يجد أن الفرق شاسع بينهما فمصالحها لا تعدوا على التعبير عن الرأي لا أكثر ولا أقل ومن زعم أنها تضغط على الدول المحتلة فهذا مالم يحدث في التاريخ إلا نادرا ولا النادر لا يلتفت إليه فحتى الخمر يشفي نادرا وقد صرح أحد المجيزين لها بأنها وسيلة تعبيير لا تغيير فمالفائدة إذن وهل نحن نحتاج إلى تعبير أم تغيير؟!!.
والتاريخ يؤكد ذلك
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/527-528):
" وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضا وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة وأمثال هؤلاء
وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة فإن عبد الله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم فهزموا وهزم أصحابهم فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا".
مفاسد المظاهرات:
ومن مفاسد هذه المظاهرات :
المفسدة الأولى : زهد الناس في الوسائل المشروعة وانصرافهم عنها إلى المحدثات فيتحقق قول ابن عباس ـ رضي الله عنه أنه ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة، وصدق رضي الله عنه فهاهم يستحقرون الدعاء ولا يلتفتون لقوته ويستحقرون من ينادي للعودة للدين وتربية الناشئة على ذلك ويصفونهم بالمخذلة والمنبطحة ولا إله إلا الله.
المفسدة الثانية: الشعارات القبيحة التي يرددها بعض المتظاهرين والكلمات النابية والسباب والشتائم كلها تخالف هدي الإسلام.
المفسدة الثالثة:إستخراج الغضب والغيض كله مما يجعل الإنسان المتظاهر بعدها وكأنه قد أدى الذي عليه فيعود لمنزله وكان المراد قد تم وهذا ما يضعفه في الدعاء والمساندة الحقيقية الملموسة .
المفسدة الرابعة: اظهار الإسلام على أنه دين فوضى وطيش :
فالمتظاهرون يغلب عليهم الطيش والسفه خصوصا وهم يتصايحون ويتنادبون ، ديننا والحمد لله دين انضباط .
المفسدة الخامسة:إظهار المسلمين في مظهر العجز والذل :
فالمتظاهر لم يستطع تحقيق ما يريده ويرمو إليه بوسائل القوة فاتجه نحو المظاهرات التي تعد ملاذه الأخير في حين تعتبر صورة من صور العجز والذل بخلاص الصبر والدعاء والإلتزام بالوسائل المادية والمعنوية حسب القدرة من تقديم المال وغيرها (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون).
المفسدة السادسة:إندساس أصحاب النوايا الفاسدة بين المتظاهرين :
وهذا لا يخفى على أحد ، فهناك بعض العصابات لا يتيسر لها العمل إلا في مثل هذه المواقف التي يحتشد فيها الناس وخصوصا إن كانوا من المسلمين فيجعلونهم كغطاء وستر ليتمكنوا من تحقيق مآربهم .
المفسدة السابعة:تقوم المظاهرات على الصياح والهتاف والصراخ وربنا أدبنا بغير ذلك فقال سبحانه (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير).
ومن صفات نبينا صلى الله عليه وسلم السكينة والوقار و
(ليس بسخاب في الأسواق).
المفسدة الثامنة:المظاهرات ضرر عظيم ومنه تعطيل مصالح الناس، بصدهم عن مساجدهم ومدارسهم وأسواقهم ومستشفياتهم، وتعطيل الطرق، وإلحاق العنت والمشقة بالمسلمين، والدين جاء بنفي الضرر فقال صلى الله عليه وسلم
(لا ضرر ولا ضرار)
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم جعل قضاء الحاجة في طريق الناس وظلهم من أسباب اللعنة فما ظنك بالأذى الذي يسببه المتظاهرون في طرق الناس العامة، أليس فسادهم أعظم من الفساد المذكور في الحديث الشريف؟!.
المسلم الحق (من سلم المسلمون من لسانه يده) والمؤمن الحق(من أمنه الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم).
المفسدة التاسعة: الاختلاط الحاصل بين النساء والرجال ولا يقال نحن نفصل بين النساء والرجال فأهل الشر أدرى بطرق تحصيل ما ينشدونه من السوء وسط هذه الجموع البشرية الكثيرة.
المفسدة العاشرة: ما أكثر المظاهرات التي خرج فيها المسلم والنصراني والرافضي متماسكين يعضد بعضهم بعضا، يصرخون بصوت واحد، فإن كان هذا ليس مما يخدش مظاهر الولاء والبراء عند المسلم، فأي شيء يسمى هذا التعاضد والتكاتف؟
ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم
"الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" أخرجه مسلم.
المفسدة الحادية عشر:فتح الباب أمام الفسقة والكفرة للتعبير عن آرائهم والمطالبة بمعتقداتهم وأسوتهم في ذلك صاحب المظاهرات لأنك إنا طالبت بما تريده وتراه حقا ووجدت آذاننا صاغية وأقلام سيالة وأيدن قوّاّمة
تحقق مطلوبك إقتدى بك هؤلاء لأنك كنت لهم خير دليل .
المفسدة الثانية عشر:تسويد الأمر إلى غير أهله :في مثل هذه المواقف والتجمعات يتيسر لكل أحد إبداء رأيه ولو كان من أراذل الناس وسفهائهم ، وهذا من الأمور التي لا تحمد عقباها
وكما قال صلى الله عليه وسلم :
( إذا سود الأمر إلى غير أهله فارتقب الساعة ).
المفسدة الثالثة عشر: أنها تحولت من عادات دخيلة على المجتمع المسلم إلى عبادات يؤجر من خرج ويأثم من قعد ، وإلى الله المشتكى .
المفسدة الرابعة عشر : أن المظاهرات تدخل دخولاً أولياً في أحاديث الفتن التي أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها ستحدث في هذه الأمة بعده.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "...تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ من الْفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ، قالوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ من الْفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ"، أخرجه مسلم حديث (2867).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أو يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ من الدُّنْيَا"، أخرجه مسلم حديث (118).
2-الأولى للشيخ أن لا يتوسع في قاعدة المصالح المرسلة التي لم يضبطها بضوابطها الشرعية المقررة عند علماء أهل السنة بدلا من التساهل في قاعدة سد الذرائع.
د-قال الدكتور القرضاوي :
اقتباس:
أعتقد أن فيما سقناه من الأدلة والاعتبارات الشرعية، ما يكفي لإجازة المسيرات السلمية إذا كانت تعبر عن مطالب فئوية أو جماهيرية مشروعة.
وليس من الضروري أن يطلب دليل شرعي خاص على ذلك، مثل نص قرآني أو نبوي، أو واقعة حدثت في عهد النبوة أو الخلافة الراشدة.
ومع هذا، نتبرع بذكر واقعة دالة، حدثت في عهد النبوة، وذلك عندما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فبعد أن يسرد عمر رضي الله عنه قصة إسلامه، ولنستمع إلى عمر نفسه، وهو يقص علينا نبأ هذه المسيرة. حتى إذا دخل دار الأرقم ابن أبي الأرقم معلنا الشهادتين يقول: (فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق إن متم وإن حييتم" قال: فقلت: ففيم الاختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فأخرجناه في صفين: حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إليّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها. فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق).
ومن تتبع السيرة النبوية، والسنة المحمدية، لا يعدم أن يجد فيها أمثلة أخرى.
التعليق :
1-لا تنسى يادكتور أنك قررت بأن المظاهرات من العادات فلا يصح لك أن تستدل بالأحاديث صحيحها أو ضعيفها من أجل تقرير ذلك.
2-الأثر الذي ذكره الدكتور هو خبر لا يثبت، ومدار هذا الحديث على رجل اسمه اسحاق بن أبي فروة، وهو منكر الحديث لا يحتج به، فيبطل الاستدلال به على جواز المظاهرات، قال العلامة المحدث عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في معرض رده على الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق الذي استدل بهذه الرواية على جواز (المظاهرات) "وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم، لأن مدارها على إسحاق ابن أبي فروة، ولو صحت الرواية فإن هذا أول الإسلام قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة. ولا يخفى أن العمدة في الأمر والنهي وسائر أمور الدين على ما استقرت به الشريعة بعد الهجرة" مجموع فتاوى ومقالات ـ الجزء الثامن.
والحمد لله رب العالمين.
-------------------
(1) من مقال للدكتور ربيع المدخلي بعنوان((حكم المظاهرات في الإسلام حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان )).
(2) ) (المظاهرات والثورات والانتخابات شرٌّ شرعاً وعاقبةً للدكتور سعد الحصين.
(3)حكم المظاهرات في الإسلام للدكتور ربيع المدخلي.
جمال البليدي
2011-11-14, 17:07
إليكم إخواني التسجيل الكامل للمحاضرة النافعة التي القاها الشيخ "عبدالله بن صالح العبيلان "بعنوان-
( الرد على القرضاوي )
http://www.islamancient.com/lectures,item,127.html
أختي الفاضلة فتوى الدكتور القرضاوي لم تبنى على أدلة شرعية بل هو جعلها من المباحات تحت قاعدة الأصل في العادات الإباحة وقد رددت على حججه في هذا الرابط:
السلام عليكم....
جمال البليدي..نقبل أن يرد على القرضاوي حفظه الله أحد علماء الأمة..
ولكن أن تقول بأنك رددت عليه..فهذا مالانقبله منك..وشرط قبولنا له أن تكون على نفس المنزلة العلمية للشيخ..
فهل أنتَ حائز لما هو حائز عليه من شهادة..علمية..؟؟؟
لنتابع بتمعن ما تفضلتَ به من ردّ..
السلام عليكم...
ولي أمر المسلمين يبيح المظاهرات..فماذا يفعل عامة المسلمين ممن يرغبون في ممارستها كحق للتعبير عن عدم رضاهم..بوضع من الأوضاع..؟؟؟
سيجدون فتاوي تحريم..وسيجدون فتاوي إباحة فمالذي سيختارونه من فتاو ؟؟
سيختارون فتاوي الإباحة طبعا...وليس عليهم في ذلك أي حرج..لأنهم لم يعصوا أمر ربهم أولا ثم وليّ الأمر ثانيا...
المظاهرات يُعقل الحديث عن حرمتها في بلاد لايجيزها ولي الأمر..وليس في غيرها...
جواهر الجزائرية
2011-11-14, 17:40
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل عمر تتكلم من منظلق الديموقراطية وليس من منطلق شرعنا وهذه مشكلتنا من طرف الحاكم أو الشعب
هنا المصيبة ولماذا يريد العلماء إفهام العامة والسعي إلى منطلق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لان الشعب كذلك واقع في المحرمات والفساد وهو لا يستثنى كما الشعب كما الحاكم ان فسدت الرعية فسد الحاكم ..انت تريد مفهوم الحرية التعبير ..وهي الديموقراطية ومفهومها وهو حر قالو سواد قلنا كذلك قالو ابيض قالنا كذلك بدون ضوابط شرعية
حتى لا نبحث في المسألة والشبهة ان كانت جائزة ولا لا فقط العالم الفلاني وشهرته أجاز ونضرب اجماع العلماء عرض الحائط ..لا يأخي ليس بهذا نقيس لا نقيس عقولنا ولا قلوبنا االا بمقياس ماجاءبه الله ورسوله حتى وان كنا في بلد جائر لا توجد فيه اي مظاهر الحق..لكن علينا احياء نهج الصالح وليس احياء نهج الغرب وتقليده وفرضه على عقول الناس بحجة انه في دين الله ..شكرا على مداخلتك ..
جمال البليدي
2011-11-14, 18:05
السلام عليكم....
جمال البليدي..نقبل أن يرد على القرضاوي حفظه الله أحد علماء الأمة..
ولكن أن تقول بأنك رددت عليه..فهذا مالانقبله منك..وشرط قبولنا له أن تكون على نفس المنزلة العلمية للشيخ..
فهل أنتَ حائز لما هو حائز عليه من شهادة..علمية..؟؟؟
لنتابع بتمعن ما تفضلتَ به من ردّ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي (الأكبر) الفاضل عمر:
معاذ الله أخي أن أتشبع بما لم أعطى والحمد لله أنني لم أدعي علما بل لا أعتبر نفسي طويلب علم فضلا عن طالب العلم لكن((لا يمنعنك من قول الحق جهلك بقائله ولا يحملنك على أخذ الخطأ علمك بصاحبه فلا يستهوينك الشيطان فإنها من حبائله)) فالعبرة أخي الفاضل بالدليل وليس بقائله خاصة وأننا في منتدى النقاش العلمي وإلا فما فائدة فتح مثل هذا المنتدى بارك الله فيك.
وعلى كل حال فقد رد على الدكتور القرضاوي الكثير من اهل العلم سواء في المظاهرات أو غيرها وإن شئت أنقل لك ردود كبار العلماء عليه .
جواهر الجزائرية
2011-11-14, 20:44
أفتى الدكتور يوسف القرضاوي، عبر موقعه الرسمي (قرضاوي.نت)، أنه: من حق المسلمين -كغيرهم من سائر البشر- أن يُسيروا المسيرات ويُنشئوا المظاهرات، تعبيرًا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغًا بحاجاتهم إلى أولي الأمر، وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يُسمع، ولكن صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته.
وذلك ردا على سؤال من البعض حول رأيه فيما ذكره بعض العلماء من عدم مشروعية تسيير المسيرات والمظاهرات، تأييدا لمطالب مشروعة، أو تعبيرا عن رفض أشياء معيَّنة في مجال السياسة، أو الاقتصاد، أو العلاقات الدولية، أو غيرها. قائلين: إن تنظيم هذه المسيرات أو الدعوة إليها، أو المشاركة فيها حرام، بحجة أن تلك المظاهرات والاحتجاجات بدعة لم يعرفها المسلمون، وليست من طرائق المسلمين، وإنما هي مستوردة من بلاد اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم من الكفرة والملحدين. وتحدَّى هؤلاء العلماء أن يأتي أحد بواقعة واحدة، سارت فيها مظاهرة كبيرة أو صغيرة، في عهد الرسول أو الصحابة، مضيفين في تساؤلهم أن هذه المسيرات كثيرا ما يستغلُّها المخرِّبون، ويقومون بتدمير الممتلكات، وتخريب المنشآت. ولذا وجب منعها سدًّا للذرائع.
وجاء رد الدكتور القرضاوي، في فتواه
من حق المسلمين -كغيرهم من سائر البشر- أن يسيروا المسيرات وينشئوا المظاهرات، تعبيرا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغا بحاجاتهم إلى أولي الأمر، وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يسمع، ولكن صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته. ولهذا قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة]، وقال رسول الله : "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا, وشبّك بين أصابعه".
قائلاً: إن دليل مشروعية هذه المسيرات؛ أنها من أمور (العادات) وشئون الحياة المدنية، والأصل في هذه الأمور هو: الإباحة. وهو ما سبق وقرره -منذ نحو نصف قرن- في الباب الأول من كتاب: (الحلال والحرام في الإسلام) الذي بين في المبدأ الأول أن القاعدة الأولى من هذا الباب: (أن الأصل في الأشياء الإباحة). وهذا هو القول الصحيح الذي اختاره جمهور الفقهاء والأصوليين
..
وأكد أن: القول بأن هذه المسيرات بدعة لم تحدث في عهد رسول الله ولا أصحابه، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار: قول مرفوض؛ لأن هذا إنما يتحقق في أمر العبادة وفي الشأن الديني الخالص. فالأصل في أمور الدين (الاتباع) وفي أمور الدنيا (الابتداع). ولهذا ابتكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان: أمورا كثيرة لم تكن في عهد النبي ، ومن ذلك ما يعرف بـ(أوليات عمر) وهي الأشياء التي ابتدأها عمر -رضي الله عنه-، غير مسبوق إليها، مثل: إنشاء تاريخ خاص للمسلمين، وتمصير الأمصار، وتدوين الدواوين، واتخاذ دار للسجن، وغيرها. مضيفا: وبعد الصحابة أنشأ التابعون وتلاميذهم أمورا كثيرة، مثل: ضرب النقود الإسلامية، بدل اعتمادهم على دراهم الفرس ودنانير الروم، وإنشاء نظام البريد، وتدوين العلوم، وإنشاء علوم جديدة مثل: إنشاء علم أصول الفقه، وتدوين علوم النحو والصرف والبلاغة، وعلم اللغة، وغيرها.
وأكد أنه: من الخطأ المنهجي أن يطلب دليل خاص على شرعية كل شأن من شئون العادات، فحسبنا أنه لا يوجد نص مانع من الشرع. لذا؛ فدعوى أن هذه المسيرات مقتبسة أو مستوردة من عند غير المسلمين لا يثبت تحريما لهذا الأمر، ما دام هو في نفسه مباحا، ويراه المسلمون نافعا لهــم، "فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها". ودلل على ذلك أن: المسلمين اقتبسوا في عصر النبوة طريقة حفر الخندق حول المدينة، لتحصينها من غزو المشركين، وهي من طرق الفرس. ولم يعترضوا على ما أخذوه من علوم الإغريق إلا على (الجانب الإلهي) في التراث اليوناني؛ لأن الله تعالى أغناهم بعقيدة الإسلام عن وثنية اليونان وما فيها من أساطير وأباطيل.
وردا على أن ما ذكره السائلون، من نسبة هذه المظاهرات أو المسيرات إلى الشيوعيين الملحدين، أجاب أن: هذا غير صحيح، فالأنظمة الشيوعية لا تسمح بهذه المسيرات إطلاقا؛ لأن هذه الأنظمة الشمولية القاهرة تقوم على كبت الحريات، وتكميم الأفواه، والخضوع المطلق لسلطان الحكم وجبروته
يتبع ان شاء الله تعالي.
هذا ردي انا اختي النيلية ان ما كان من أمر الصحابة رضوان الله عليهم هو تطوير و نشأة الاسلام كما جاء بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لم يخترعوا من عندهم بل زادوا على ما حفظوا و رأو بأم أعينهم و إنما جاء رسول الله ليتمم مكارم الاخلاق و إنما ارسل رسول الله في قوم عندهم البلاغة و العلم و الشعر و ما الى غير ذلك فكان تمهيداً وقد سبق وعد ربّك و كان امراً مقضيا
فالشرطة و التقويم و الدراهم و طباعتها هذا امر خارج اطر الخروج عمّن أراد هذا و فعل هذا كامراء الامة و سلاطينها
و الذي يفتون به رجال الدين هداهم الله هو خروج كلي عن امر الله و أمر رسوله
ثم إن العلماء المشهود لهم بالعلم كإبن تيمية رحمه الله و الالباني و بكر أبو زيد و ربيع بن هادي المدخلي و صالح الفوزان و صالح اللحيدان و عبد الرحمن البراك و عبد الرحمن بن ناصر السعدي و عبد العزيز آل الشيخ و عبد العزيز الراجحي و عبد العزيز الطريفي و عبد العزيز بن باز و عبد الله القصير و عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين و عبد المجيد بن حسن جبرتي و محمد بن إبراهيم آل الشيخ و محمد بن صالح العثيمين و محمد بن عبد الوهاب و محمد صالح المنجد الذين اتفقوا على الأمور التالية التي لا جدال فيها و هي : التوحيد ، القدر ، الإيمان ، الصحابة ، الاجتهاد والتقليد ، و حذّروا من زيارة القبور و التوسل لغير الله و طلب الشفاعة من غير رسول الله و التبرك برسول الله صلى الله عليه و سلم و اشد ما حذّروا منه هو الاحتفال بالمولد النبوي و التواجد و لا حول ولا قوة إلا بالله
و هل الحديث الاثر بدءاً من الحكيم أبو حنيفة النعمان وصولا الى الالباني رحمهم الله كل هذا الكم من العلماء و كل هذا الكم من اهل الحديث و الاثر
كلهم
كلهم قالوا و افتوا بحرمة ما أجازه بعض علماء العصر الحالي و لا حول ولا قوة الا بالله
كلهم جاءوا ضدّ المضاهرات و ضد الخروج على السلاطين إلاّ بعض العلماء هداهم الله مما نشهد لهم هذا و هم ثلاثة او أربعة كلكم تعرفونهم
فبأي طريقة افتوا و اجازوا الخروج و بأي قياس أجازوا ما حرّمه الله و رسوله
و بأي ذنب تقتل الاف الارواح و تذبح الناس لأتفه الاشياء و هم يشهدون ان لا إله الا الله
الناس يموتون بسبب الفتواي
و الخلق من بني البشر يموتون و يذبحون بسبب اخطاء العلماءو الناس تكفر و تستمع الى ما حرم الله و تشرب ما حرم الله بسبب اخطاء و زلات العلماء
إن الامر يحتاج الحزم و الجد و ليس ما اصبحنا نرى و نسمع
ثم أسأل كل الحاضرين و النيلية على وجه الخصوص
هل كل العلماء الذين ذكرتهم اعلاه و اهل الحديث الذين ذكرت و منهم من لم اذكر اخطأوا الا القرضاوي فقط هو على حقيقة تجيز ما اجازه للناس اجمعين
مازلت انتظر من يقول لي إن عالم من العلماء الاجلاء المذكورين أعلاه قد اخطأ واحد منهم او كلهم لوقوفهم في وجه البدعة و تحذيرهم منها و مما اصبح المتصوفة اليوم يفعلونه و الشيعة يموتون فيه و بعض الخلق نسأل الله لهم الهداية مازلوا لم يفرقوا بين الذي يضر و الذي ينفع و الله المستعان
ان للإنسان عقل يفرق بفضله ما بين الصواب و الخطأ
فمن منكم يقول لي ان عالم من العلماء يقول لو عرض الله نفسه للإنتخابات في بني اسرائيل لاخذها رئيس تلأبيب بالاغلبية الساحقة
من هذا العالم الذي يقول هذا الكلام الخطير الذي وقف في وجهه كل العلماء المعاصرين الذين ذكرت اعلاه و منهم العشرات لم اذكرهم ولو شأتم لاتيتكم بهم و بالدليل و بأقوالهم ولو شأتم كذلك لأتيتكم بقول هذا العالم بصوته و هو يقول في هذا الكلام الذي توجب عليه ان يتوب الى بارئه ، فما الفرق إذن و نحن نسمع هذه الايام ان ايران تعرض مسلسل كرتوني و اجازوا رؤية الله جلاّ جلاله و التمثيل به و سماع صوته في السماء ، و هذا بعد رؤية يوسف و جبرائيل عليهما السلام
إن الامر خطير و على هذا علماء الامة وقفوا في وجه بعض الدعاة هداهم الله
و الكلام يطول في هذا المقام
و من أراد منكم الدليل اعطيناه الدليل من السنة و الكتاب و لا ضير في ذلك
فهلا أقتنع اخواني أم انه مازال في الامر خلل او تعنت و عدم فهم لمجريات هذه الدنيا و السبب الذي خلقت لاجله
إننا على شفى حفرة من النار بسبب تعنّتنا و طغيان البعض منّا لعدم ترك الهدي يخترق سمعه و بصره و طغى علينا الشيطان فحدنا عن الطريق المستقيم بسبب زلاّت الالسن التي لا يجيب ان تكون و ان كان فلا بدّ أن تتبعها توبة نصوحة يليها بكاء و نحيب و طلب مغفرة و دعاء بالخير اطراف الليل و النهار
فماذا انتم فاعلين يا اخواني في ضوء هذا التناحر على امة الاسلام ؟
امازال البعض يزيد صبّ الزيت على النار أم اننا نحمل في أيندينا الماء لنطفئ ما أرادوه لنا ان يكون بعض الرجال هداهم الله
فلنستعمل عقولنا و قلوبنا لنميز بين الخير و الشر
و الحمد لله ربّ العاليمن
السلام عليكم ورحمة الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي (الأكبر) الفاضل عمر:
معاذ الله أخي أن أتشبع بما لم أعطى والحمد لله أنني لم أدعي علما بل لا أعتبر نفسي طويلب علم فضلا عن طالب العلم لكن((لا يمنعنك من قول الحق جهلك بقائله ولا يحملنك على أخذ الخطأ علمك بصاحبه فلا يستهوينك الشيطان فإنها من حبائله)) فالعبرة أخي الفاضل بالدليل وليس بقائله خاصة وأننا في منتدى النقاش العلمي وإلا فما فائدة فتح مثل هذا المنتدى بارك الله فيك.
وعلى كل حال فقد رد على الدكتور القرضاوي الكثير من اهل العلم سواء في المظاهرات أو غيرها وإن شئت أنقل لك ردود كبار العلماء عليه .
ولكن كيف ياجمال تتحمل المسؤولية الكبرى وتثولها صريحة ..رددت على القرضاوي..
أنا أعرف ريأك في الشيخ القرضاوي..ومع ذلك أسألك...هل يحق لمن هو في مستواك العلمي أن يرد على من في مستواه العلمي..؟؟؟
جيد سأقرب لك الأمر أكثر ليبلغك..
مارأيك لو كتب أحدهم موضوعا يقول فيه أن ردّ على أخطاء وترهات ربيع المدخلي ..طبعا ستقول له مثلما قلت لك الآن لايرد على العلماء غير العلماء..فإن أجزته لنفسك فعليك قبوله لغيرك...وإن فتح المجال لك فإنه سيفتح لغيرك حتما ..أليس هو صواب القول أم ترى غيره ؟؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل عمر تتكلم من منظلق الديموقراطية وليس من منطلق شرعنا وهذه مشكلتنا من طرف الحاكم أو الشعب
هنا المصيبة ولماذا يريد العلماء إفهام العامة والسعي إلى منطلق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لان الشعب كذلك واقع في المحرمات والفساد وهو لا يستثنى كما الشعب كما الحاكم ان فسدت الرعية فسد الحاكم ..انت تريد مفهوم الحرية التعبير ..وهي الديموقراطية ومفهومها وهو حر قالو سواد قلنا كذلك قالو ابيض قالنا كذلك بدون ضوابط شرعية
حتى لا نبحث في المسألة والشبهة ان كانت جائزة ولا لا فقط العالم الفلاني وشهرته أجاز ونضرب اجماع العلماء عرض الحائط ..لا يأخي ليس بهذا نقيس لا نقيس عقولنا ولا قلوبنا االا بمقياس ماجاءبه الله ورسوله حتى وان كنا في بلد جائر لا توجد فيه اي مظاهر الحق..لكن علينا احياء نهج الصالح وليس احياء نهج الغرب وتقليده وفرضه على عقول الناس بحجة انه في دين الله ..شكرا على مداخلتك ..
من أدراك سيدتي أنني اتكلم من منطلق الديمقراطية ؟؟؟
رأيي في المظاهرات أخذته عن الشيخ القرضاوي حفظه الله..وكثير غيره من أهل العلم ..وأنا أعتقد في أن القرضاوي رجل عالم لايُشق له غبار..فكيف لي عدم القبول برأيه..؟؟؟
نعم انت اطمأن قلبك لرأي تيار..وأنا اطمأن قلبي لتيار آخر..ونفس كلامك أرده عليك..وأفول أن رأي التيار الذي أميل إليه هو ماجاء من عند الله ورسوله فهم المحققون في ذلك ولست بأعلم منهم..
أما إحياء نهج الغرب..فالأمر يتطلب الكثير من التفصيل فيه..نعم فنهج الغرب يغزونا شئنا أم أبينا وأبسطه أنني أتواصل معك الآن على الشبكة فننهج نهج الغرب في ذلك أليس كذلك..
وكالعادة أنبهكم الى أن جمع شتات الفتاوي التي لاتوافق نهج وليّ أمرنا فكما تعلمين أن الإضرابات والمظاهرات تجيزها قوانين بلادنا وعليه فتلك الفتاوي غير لائقة بنا ولم تؤسس لأجلنا بل تصلح لبلاد أخرى..راعى فيها مصدروها صالح تلك البلاد..ولأوضح ..الطبيب يصف الدواء على حسب حالة معينة ولايمكن وصف نفس الدواء لحالة مختلفة هل فهمت ما أقصد ؟؟
شكرا لك..
جمال البليدي
2011-11-14, 22:47
ولكن كيف ياجمال تتحمل المسؤولية الكبرى وتثولها صريحة ..رددت على القرضاوي..
أنا أعرف ريأك في الشيخ القرضاوي..ومع ذلك أسألك...هل يحق لمن هو في مستواك العلمي أن يرد على من في مستواه العلمي..؟؟؟
جيد سأقرب لك الأمر أكثر ليبلغك..
مارأيك لو كتب أحدهم موضوعا يقول فيه أن ردّ على أخطاء وترهات ربيع المدخلي ..طبعا ستقول له مثلما قلت لك الآن لايرد على العلماء غير العلماء..فإن أجزته لنفسك فعليك قبوله لغيرك...وإن فتح المجال لك فإنه سيفتح لغيرك حتما ..أليس هو صواب القول أم ترى غيره ؟؟؟
أخي(الأكبر) عمر نرجوا منكم ترك الأحكام المسبقة في نقاشك لي فهذه ليست المرة الأولى التي تفعلها-حفظك الله- رغم أنني بينت لك ذلك فيما سبق-وفقك الله- !
منهجي واضح أخي عمر وهو اتباع الدليل بغض النظر عن قائله وهذا لا يعارض الأخذ عن العلماء الربانيين كما في قوله تعالى(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))) وأنا أفرق بين اتباع العلماء والأخذ عنهم-وأقصد بهم علماء السنة كما في قول ابن السيرين(إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذو دينكم)- وبين التقليد. فهناك فرق بين الاتباع والتقليد.
والعبرة دائما عندي بالدليل فكل يؤخذ من قوله ويرد حتى الشيطان لقول النبي صلى الله عليه وسلم(صدقك وهو كذوب)) فلو جاء أحدهم ورد على أي الشيخ بالحجة والبرهان لأخذت عنه الدليل لأن الدليل فوق الجميع فوق الدكتوراه وفوق الماجيستير..وليس في هذا تنقصا لأهل العلم بل أهل العلم أنفسهم ينصحون طلابهم باتباع الدليل والإعتزاز به دون غيره ,وكلام الأئمة الأربعة في هذا مشهور مزبور لا يخفى عليكم.
والله الموفق.
أخي(الأكبر) عمر نرجوا منكم ترك الأحكام المسبقة في نقاشك لي فهذه ليست المرة الأولى التي تفعلها-حفظك الله- رغم أنني بينت لك ذلك فيما سبق-وفقك الله- !
منهجي واضح أخي عمر وهو اتباع الدليل بغض النظر عن قائله وهذا لا يعارض الأخذ عن العلماء الربانيين كما في قوله تعالى(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))) وأنا أفرق بين اتباع العلماء والأخذ عنهم-وأقصد بهم علماء السنة كما في قول ابن السيرين(إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذو دينكم)- وبين التقليد. فهناك فرق بين الاتباع والتقليد.
والعبرة دائما عندي بالدليل فكل يؤخذ من قوله ويرد حتى الشيطان لقول النبي صلى الله عليه وسلم(صدقك وهو كذوب)) فلو جاء أحدهم ورد على أي الشيخ بالحجة والبرهان لأخذت عنه الدليل لأن الدليل فوق الجميع فوق الدكتوراه وفوق الماجيستير..وليس في هذا تنقصا لأهل العلم بل أهل العلم أنفسهم ينصحون طلابهم باتباع الدليل والإعتزاز به دون غيره ,وكلام الأئمة الأربعة في هذا مشهور مزبور لا يخفى عليكم.
والله الموفق.
أي حكم مسبق يا جمال ؟؟؟
تقصد رأيك في الشيخ القرضاوي..لنتجاوزها أخي وسأعتبر أن رأيك في الشيخ القرضاوي طيب ..ولكنك لم تعقب على غير ذلك مما ورد في مداخلتي..مؤسف..
جمال البليدي
2011-11-14, 23:04
أي حكم مسبق يا جمال ؟؟؟
تقصد رأيك في الشيخ القرضاوي..لنتجاوزها أخي وسأعتبر أن رأيك في الشيخ القرضاوي طيب
الحكم المسبق في قولك التالي((مارأيك لو كتب أحدهم موضوعا يقول فيه أن ردّ على أخطاء وترهات ربيع المدخلي ..طبعا ستقول له مثلما قلت لك الآن لايرد على العلماء غير العلماء.)).
فكيف عرفت أنني سأقول له ذلك؟ بل أنظر إلى دليله فما كان صواب قبلته وما كان باطلا رددته وما كان كذبا وتدليسا كشفته وفضحته ودونك ردودي في هذا المنتدى كلها تبين ذلك.
..ولكنك لم تعقب على غير ذلك مما ورد في مداخلتي..مؤسف..
لقد عقبت أخي وبالزيادة أيضا وبينت أنه لا يهمني سوى الدليل بغض النظر عن قائله...وفقك الله.
الحكم المسبق في قولك التالي((مارأيك لو كتب أحدهم موضوعا يقول فيه أن ردّ على أخطاء وترهات ربيع المدخلي ..طبعا ستقول له مثلما قلت لك الآن لايرد على العلماء غير العلماء.)).
فكيف عرفت أنني سأقول له ذلك؟
يا جمال ...يحسن بنا التفريق بين الحكم المسبق...والتوقع...كنت أحسبك ممن يرون أنه لايتوجب الرد على العلماء غير العلماء ..فقلت ما قلت...هو كان توقعا فماهذه الحساسية المفرطة لديك ؟؟؟؟
أعود للقول أنه من غير المعقول جرأة طالب العلم في الرد على العالم ستختلّ الموازين أخي وسيكثر اللغط..عذرا سأرخرج الان وسأكمل لاحقا...هناك من ينادي عليّ
جواهر الجزائرية
2011-11-15, 08:30
[quote=عُمر;7892052]من أدراك سيدتي أنني اتكلم من منطلق الديمقراطية ؟؟؟
نعم اخي عمر لم اشق قلبك لكن كلامك يدل على حرية التعبير اليس هذه هي الديموقراطية يا اخي يعني انت حر تعبد من تشاء وتتخذ من تشاء او تفعل ماتشاء نحن احرار لا لسنا احرار بل مقيدين بشرع الله عزوجل وهذا الذي خلقنا لاجله
من منطلق كلامك اجزمت انها الديموقراطية التي اهلكت الكثير..
رأيي في المظاهرات أخذته عن الشيخ القرضاوي حفظه الله..وكثير غيره من أهل العلم ..وأنا أعتقد في أن القرضاوي رجل عالم لايُشق له غبار..فكيف لي عدم القبول برأيه..؟؟؟هذا رأيك أنت أخي من منطلق لا إكراه في الدين فأنت رايك ملزم بك وانت ان اعتنقت بفكرة ما لا يجب عليك فرضها باي قوة على غيرك ان قلت م
او نشرت هذا لا يعني انك لم تقنعك لا تقنع غيرك الحق لاغبار عليه انا لم اطعن في عالمك ولكن هو من طعن في نفسه وامام الملا بزلات وكلام وفتاوى شاذة جدا لا نعهدها حتى من علماء نعرف أخطائهم أيعقل الكل العلماء على باطل والدكتور على حق فيما يقوله العلم ليس بالدكتوراء او الظهور الكثير في الفضائيات والشهرة والعاطفة نحوه كل هذه المظاهر لا تأثر في طالب الحق اخي عمر نحن لانقيس الدين بمقاس التبهرج والشهرة والظهور الملفت والخطب الرنانة وما الى غير ذلك نحن نقيس الدين بالحق وبماجاء به الكتاب والسنة العراء ولو حاد عليه اي عالم ننكر عليه لاننا لسنا قطعان ننقاد في هذا ونتبع هذا ونكون مع هذا ونستميت مع هذا فقط لانه عالم فلان توقف لاتتكلم عنه لا ياخي .قال عمر : [[يا أيها الناس! لو رأيتموني اعوججت عن الطريق فماذا أنتم فاعلون؟ ]]
فقام رجل وسل سيفه أمام الناس وقال: [[والله يا أمير المؤمنين! لو رأيناك اعوججت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا ]]
.نحن احرار لله وربنانيين اخي عمر اعرف مدى حبك الشيخ القرضاوي ..وهذا ليس كافي في معرفة الحق والسؤال وتتبع والمعرفة ان كان هناك خلل والناس تتبع العثرات اكيد الامر جلل..
لان لم تسمع او تفهم ما قلناه ونقلناه حتى من كتبه وكلامه لم نتجنى على الشيخ هذا شانك لكن من حق العامة والشعوب معرفة ذلك ...
نعم انت اطمأن قلبك لرأي تيار..وأنا اطمأن قلبي لتيار آخر..ونفس كلامك
لكن غيرك كذلك نريده ان يطمأن لهذا المنهج وليس نهج السلف هو تيار ابدا هو حزب الإلاهي لا تجعله في خانة تيارات الوضعية
أرده عليك..وأفول أن رأي التيار الذي أميل إليه هو ماجاء من عند الله ورسوله
ولكن كل الدلائل وكل الكلام مناقض تمام لله ورسوله وحتى للعلماء المشهود لهم بالعلم الراسخ
لكن هذا لايعدم الوسيلة وكل الاتصالات والعقل الذي اعطانا اياه الله لتحقق وتدبر والتتميز والمقياس والمقارنة ليس لان فتاواه وماقاله جاء وفق ارادتي خلاص لا اتحرى بل هيالجنة والنار ولا نستسلم لكلام هذا وذاك الا اذا وافق ما جاءنا به الله ..
فهم المحققون في ذلك ولست بأعلم منهم..
أما إحياء نهج الغرب..فالأمر يتطلب الكثير من التفصيل فيه..نعم فنهج الغرب يغزونا شئنا أم أبينا وأبسطه أنني أتواصل معك الآن على الشبكة فننهج نهج الغرب في ذلك أليس كذلك.نعم نهج الغرب لكن لا شئنا ولا أبينا
بل وسيلة نافعة اي ننتفع بها الغرب فيهم النفع وفيعهم الفساد الكثير لكن هذا لا يجعلني انقاد تماما للغرب بل آخذ النافع واترك الفاسد كما الاكلة وكما البس كما اي شئ نحب ان نلبسه اما يغزونا فهذا بانفسنا وهذا ما اردناه لو كان الشعب ملتزم وصالح لما فسد الحاكم لان الشعب كذلك مذنب هو يريد ذلك ويسعى وراء كل الملذات لكن لا يسعى وراء نفعه في الآخر ويضع المسببات وهو السبب .
وكالعادة أنبهكم الى أن جمع شتات الفتاوي التي لاتوافق نهج وليّ أمرنا فكما تعلمين أن الإضرابات والمظاهرات تجيزها قوانين بلادنا وعليه فتلك الفتاوي غير لائقة بنا ولم تؤسس لأجلنا بل تصلح لبلاد أخرى. واعلمك الدولة هي مع مصلحتها لايهمها امر المواطن كما المواطن مع مصلحته لايهمه امر الدين وهنا الدولة تجعل في كل وقت ومكان وزمان منفعة لها في ما مضى المظاهرات لا مانع لديها لكن الان تشكل خطر عليها وستحاربها وتحظرها حن لا نقيس المقاس بمكيال البشر بل نقيسه بما جاء به الله عزوجل ...راعى فيها مصدروها صالح تلك البلاد..ولأوضح ..الطبيب يصف الدواء على حسب حالة معينة ولايمكن وصف نفس الدواء لحالة مختلفة هل فهمت ما أقصد ؟؟ نعم هذه عندك الحق الطبيب من يصف الحالة والدواء لكن تشتريه من عند الصيدلية مخزنها ومكمنها واصلها وليس من عند جزار اللحم او بياع العقابير
شكرا لك اخي بكل رحابة صدر ..
شكرا لك..
جواهر الجزائرية
2011-11-15, 09:08
معليش ساضيف لك اخي في رأيك أيها الاخ المشرف العام هل تستطيع انت أن تقارن الله عزّ وجل برجل كافر في انتخابات بني صهيون و حين يعرض الله نفسه للإنتخابات يقول العالم الذي تشيد بأقواله و أفعاله التي وقف ضدّها كل علماء الامة ، يقول بان الرئيس الاسرائيلي سيأخذها بالاغبية ، يعني سيفوز على الله
انت ايها الاخي المشرف هل كنت ستقول هذا قل ، نعم او لا و علل ؟
اخي عمر ان للعلماء زلاّت السن و لكن ليس بهذه العظمة من الزلل و أي قول قاله احتار له كم عظيم من علماء العصر و تصدوا له
ثم في رأيك هل الغناء حلال ام حرام و هل للغناء و المجون ضوابط ، علل و هاتنا بدليل العلماء الذين تتبع أم نقول هدي الرسول من السنّة و القرآن ولو كان من السنّة و القرآن لاهتدى كثير من الخلق و ما اصبحوا يدورون في فراغ .
ثم هل الديمقراطية التي يشيد بها بعض العلماء هداهم الله هي التي تقول اخرجوا الى الشوارع و تظاهروا على رؤسائكم و اقتلوهم
هل هذا من الاسلام في شيء و هل أمرنا الله و رسوله بهذا؟
ثم شيء آخر
هؤلاء المتظاهرون ماذا يريدون ؟
هل يريدون تطبيق الدين على ما جاء به رسول الله أم انهم يريدون تطبيق الديمقراطية على ما كانت عليه الثورات الاروبية كالثورة الفرنسية و اخذ الحقوق المتمثلة في كل شيء حتى التراب و القبر و ما الى غير ذلك ؟
ماذا كانت نتيجة الثورات العربية و بالأخص ليبيا هل غمدت الفتنة بقتل الرئيس ام انها فاضت كالكأس حين يفيض فأصبح كل من له شيء عند اخيه قتله و تمرد رجال القانون و رجال الاعمال و الشعب كله حتى اصبح الذبح سهلا كذبح الشياه
ثم شيء آخر و ركز عليه جيدا ايها المشرف العام و بدون تعصب او غضب ، ما نريده هو الفهم فقط لنا و لغيرنا
أحاديث رسول الله الطاعة و تطبيق الشريعة واضحة وضوح الشمس و علمائنا الإجلاء يقولون و يحافظون عليها قدر المستطاع و يأمرون الناس بها و الناس تراها ناسية او متناسية ووراء اللهو و الخراب تجري و تلهوا ، فحين يطالب الشباب بتنحية الرئيس مثلا و التنديد للمظاهرات !!!!
هل في رأيك يريدون تطبيق الدين و الشريعة كما ينبغي ؟ ام شيء آخر وضعته لوبيات صهيونية للشعوب العربية ، و صدّرت لهذه الشعوب المغلوب على امرها أفكار لا تمت للإسلام بصلة .
سقط فيها علماء اجلّاء و اخطأوا حين افتوا لصالح المظاهرات و هي التي لا تمتّ للإسلام ، ولو ارادت هذه الشعوب تطبيق شريعة الله لبدءوا بأنفسهم و أولادهم و أسسوا دولة الإسلام في قلوبهم فحينها سيغير الله الاحوال الى الاحوال بعد تغييرهم من أنفسهم من الأسوأ إلى الأحسن
كل عالم سني فوق الارض لو سألته و استفتيته في مجريات ما يحدث في العالم العربي لقال لك الامم تتداعى على امة الاسلام كما تتداعى الاكلة على قصعتها و هذا طبعاً لأخذ ما منّ الله على هذه الامّة من ثروات طبيعية
كما حدث في ليبيا و قسّمت الثروات البترولية على فرنسا و ايطاليا و امريكا و المانيا و كل دول الحلف حتى قطر و ماذا تركوا لشعب ليبيا إذاً
بالله عليكم أيها الاخوة لو سألنا أي عالم او فقيه أو محدث حول هذا الذي يجري ماذا عساكم تسمعون إلاّ الحق من أفواه المؤمنين
الذي تراه ضدّ كل خير تراه عن الفجر نائم و عن الجماعة محايد و هذا امرا مشروط في المؤمن المسلم و الاّ لا فلا نفاق و لا شقاق و من رأى أنه على هذا غير محافظ و خصوصا في القسم الاسلامي فلا يزيد على نفسه حطبا لتضرم به عليه نار جهنم ، بل يكتفي بهذا القدر و يحاول ان يحسن من احوال نفسه فيجاهدها طاعة لله و رسوله و لولي امره وقوفا على ما جاء به الكتاب و السنّة و من ثم يحاول ان يبلغ ما عرفه و ما سمعه او قرأه عبر مراحل تعليمه و تربيته
البعض مقتنع بما قاله القرضاوي لأنه حصر تفكيره في كتاب واحد و لم يرى الضدّ له ليحاول فهم الاسلام على حقيقته بل هو زيف قد سويت مساوئه فرآه الجاهل على احسن ما يرام
و لماذا يوجد التعديل و التجريح و النقد و التصحيح و ما الى غير ذلك من أمور العلماء و علمهم و فقههم بالمجريات
هل نكتفي بقول رجل واحد و لا نقرأ لضدّه فنقع في خطأه متعمدين لسهولة ما جاء به من امر ضدّ الله و الرسول
إن المشرف العام يسمي المنهاج تيار و كانه على غير المنهج الحقّ و الله المستعان ، فيقول انتم على تيار و نحن على تيار ! فأي تيار هذا الذي تتحدث عليه اخي
بل قل اختلاف العلماء في امور كأن يكون بين عالم و عالم و لكن اذا تعدّى الامر هذا و كان الاختلاف بين عشرين عالم و عالم واحد هنا لا يكون اختلاف عالم لعالم بل اختلاف منهج لمنهج و المستعان
بدون إطالة أتركك اخي لتجيب عن بعض ما سألتك أعلاه في ردي عليك .
أيعقل يإخواني اخواتي ااننا نقيس الامر العاطفة وتأثر بالدعايات والتحريضات الموجهة ضد الشعوب العربية بالذات للإنقلاب على حكامها بأساليب فوضوية تهدم ولا تبني وتشتت ولا تجمع وتخفض ولا ترفع صحيح ما تقولينه بأن كثيرين من الحكام العرب حاليا لا يحكم في شعوبهم بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه المطلوب من كل حكم إسلامي وإنما الحكم في شعوبهم مستمد من قوانين وضعية مخلوطة ببعض أحكام الشريعة الإسلامية وهذا طبعا لا يجوز كما أنه معروف عن بعضهم سطوة وتجاوزات أحيانا في حق شعوبهم ورعايتهم ولكن لم أسمع عن أحد منهم أنه أعلن الكفر والردة عن الإسلام أو أنه لا يصلى يعني ترك الصلاة المفروضة أو أنه أمر رعيته بالردة عن دين الإسلام ولهذا لا يجوز تكفيرهم وأما سطوتهم وتجبرهم في شعوبهم فهم في هذا طالمون لأنفسهم ومعرضون أنفسهم لوعيد الله الشديد ولكنهم ليسوا بأسوأ من بعض الحكام السابقين الذين سغكوا دماء مسلمين خير من مسلمي وقتنا هذا بكثير من أمثال يزيد وعامله ابن زاياد والحجاج بن يوسف وأمثالهم وكذا الواثق بالله الخليفة العباسي الذي عاصر الإمام أحمد رحمه الله الذي وصل به الحد إلى أن يفرض على الناس القول بكلمة كفر ومن بعده أولئك الحكام الظلمة الذين عاصرهم شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله وما ناله منهم من اضطهاد شديد لأنه كان ينكر عليهم ما يقع منهم من مخالفة لأوامر الله ووقوع في معاصيه فهل أولئك السلف الصالح والأئمة الأعلام الذين عاصروا أولئك الحكام المتجبرين واكتووا مع الناس بظلمهم وبطشهم ومخالفاتهم لما جاء في دين الله وشرعه المطهرولكنهم صبروا واحتسبوا لله ولم يثيروا الناس إلى نقض بيعة أو شق عصا المسلمين مع قدرتهم على ذلك إن أرادوه وولم يمنعهم عنه جبن ولا خوف وإلا لسكتوا وما واجهوا أولئك الحكام برفض ظلمهم ورفض مخالفاتهم لدين الله وشرعه ولكنهم لم يقحموا الرعية معهم لأنهم ملتزمون حفا بما جاء من عند الله ويعرفون أنه لا خير في رعية تنقلب على حاكمها وأن عواقب مثل هذه الأمور وخيمة جدا وشديدة الخطورة وتؤدي في النهاية إلى مفاسد أعظم من مفسدة بقاء حكم ذلك الحاكم الظالم المتجبر فهل هم خير أم نحن وأمثال الشيخ القرضاوي من العلماء المحرضين علىحكام شعوب الأمة العربية نسأل الله العصمة في ديننا والسلامة في يقيننا والثبات على الرشد والبعد عن الغي وأن يرد جميع المسلمين حكاما ومحكومين إلى التمسك بدينهم وشريعتهم ردا جميلا إنه سميع مجيب وهو حسبنا ونعم الوكيل .
جواهر الجزائرية
2011-11-15, 09:13
ـ قطعت الأدلة بوجوب طاعة الإمام المسلم ، وتحريم عصيانه في غير معصية الله ، وإن أمر بمعصية الله فلا طاعة له ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وأخرج الشيخان عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية ، فلاسمع ولاطاعة ) . والأحاديث في هذا مستفيضة جدا . 2ـ بذل النصيحة له ، لقول صلى الله عليه وسلم ( إن الله يرضى لكم ثلاثا وذكر منها ( وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ) وقوله : ( الدين النصيحة ، قالوا لمن يارسول الله ؟ قال : ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم .
وقد ذكر أهل العلم أن النصيحة للإمام تنتظم : معرفة عظيم حقه ، وما يجب من تعظيم قدره ، فيعامل بما يجب له من الاحترام والإكرام ، قال ابن جماعة رحمه الله : ( وما يفعله بعض المنتسبين إلى الزهد من قلة الأدب معهم ـ يعني الحكام ـ فليس من السنة ) ومن النصيحة له : إيقاظه عند غفلته ، وإرشاده عند هفوته ، وإعانته على ماتحمل من أعباء الناس ، وإعلامه بسيرة معاونيه ووزرائه والموظفين في دولته ؛ ليقف على حالهم ، ويستصلح شأنهم , ومن النصيحة له : رد القلوب النافرة عنه إليه ، وجمع محبة الناس عليه، وتحذيره من عدو يقصده بسوء ، أوخارجي يخاف عليه منه ، والقيام بنصرته باطنا وظاهرا ، والذب عنه بالقول والفعل، وبالمال والنفس والأهل ، وترك غشه وخديعته وسبه ونشر مساوئه ، والدعاء له ، ومحبته ، روى ابن أبي عاصم وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تسبوا أمراءكم ، ولا تغشوهم ، ولا تبغضوهم ، واتقوا الله واصبروا ؛ فإن الأمر قريب ) . وروى ابن سعد وابن أبي شيبة وغيرهما عن عبدالله بن عكيم قال : ( لا أعين على دم خليفة أبدا بعد عثمان ) فقيل له : أوأعنت على دمه ؟ قال : إني أعد ذكر مساويه عونا على دمه . وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله في بيان عقيدة السلف أصحاب الحديث : ( ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية ) .
3ـ ليست طاعة السلطان على جهة المقاضاة بين الحاكم والمحكوم ، والمصالح المتبادلة ، ولكنه حق فرضه الله ، فوجب امتثاله ، تقربا إلى الله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل ، ورجل بايع رجلا سلعة بعد العصر فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك ، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفى وإن لم يعطه منها لم يف ) . متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وروى مسلم عن وائل بن حجر - رضي الله عنه - ، قال : سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا نبي الله ، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ، ويمنعونا حقنا ، فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ، ثم سأله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا ، وعليكم ما حملتم )) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره على الله . ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم ؛ وإن منعوه عصاهم : فما له في الآخرة من خلاق ) . مجموع الفتاوى (35 / 16) .
4ـ الخروج على السلطان محرم على أي وجه كان الخروج ، ولو كان بكلمة ، قال القرافي رحمه الله مبينا ضرر الخروج : ( ضبط المصالح العامة واجب ، ولاتنضبط إلا بعظمة الأئمة في نفس الرعية ، ومتى اختلفت عليهم أوأهينوا تعذرت المصلحة ) . الذخيرة (13/234 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور وغشهم والخروج عليهم : بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم ) . مجموع الفتاوى (35 / 12) وقال ـ أيضا ـ ( وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ماتولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير ) منهاج السنة ( 4/ 313).
وخلع السلطان ونبذ بيعته من أعظم المحرمات عند الله تعالى ، فليست البيعة ثوبا يخلعه الإنسان متى شاء، بل البيعة لازمة في العنق، محرم نبذها ، مالم يقع في الكفر البواح الذي لا احتمال فيه ولاشبهة ولاتأويل ، والدليل الدال على الكفر مقطوع بثبوته ودلالته ، روى البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - ، قال : بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في العسر واليسر ، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا ، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم . متفق عليه .
وعن نافع - رحمه الله - : قال : لما خلعوا يزيدَ ، واجتمعوا على ابنِ مُطيع ، أتاه ابنُ عمر ، فقال عبدُ الله بنُ مطيع : اطرحوا لأبي عبد الرحمن وِسَادة ، فقال له عبدُ الله بنُ عمرَ : إني لم آتِكَ لأجلسَ ، أتيتُك لأحَدِّثَكَ حديثا ، سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَن خَلَعَ يَدا من طَاعةٍ ، لقيَ اللهَ يوم القيامة ، ولا حُجَّة له ، ومن مات وليس في عُنقه بَيْعةٌ : مات مِيتَة جاهليَّة».أخرجه مسلم .
وروى مسلم ـ أيضا ـ عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتة جاهلية)) رواه مسلم .
5 ـ إذا كان السلطان ظالما وجب الصبر على أذاه ، وحرم الخروج عليه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( من كره من أميره شيئا فليصبر ، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية )) متفق عليه .روى الآجري في الشريعة (1 / 373) أن الحسن البصري أيام يزيد بن المهلب قال : وأتاه رهط فأمرهم أن يلزموا بيوتهم ، ويغلقوا عليهم أبوابهم ، ثم قال : والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه ، ووالله ما جاؤوا بيوم خير قط ، ثم تلا : ( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه ، وما كانوا يعرشون ) . وهذا الإمام أحمد وهو من هو في الفقه واتباع السنة ! يقول وهو في الأغلال قد حمل على قول الكفر وهو القول بخلق القرآن ، ما أخبر به حنبل عنه في قوله : ( اجتمع فقهاء بغداد فقالوا له : إن الأمر قد تفاقم وفشا يعنون إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه ، فناظرهم في ذلك وقال عليكم بالإنكار بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، وانظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر ، وقال ليس هذا بصواب ، هذا خلاف الآثار ).
6ـ قال العلامة ابن مفلح رحمه الله : (ولا ينكر أحد على سلطان إلا وعظا له وتخويفا أو تحذيرا من العاقبة في الدنيا والآخرة فإنه يجب ويحرم بغير ذلك ) . الآداب الشرعية (1 / 221) وقال ابن النحاس : ( ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رؤوس الأشهاد ، بل يود لوكلمه سرا ونصحه خفية من غير ثالث لهما ) .تنبيه الغافلين (64).
وقال العلامة ابن باز رحمه الله : ( فالنصح يكون بالأسلوب الحسن والكتابة المفيدة والمشافهة المفيدة , وليس من النصح التشهير بعيوب الناس , ولا بانتقاد الدولة على المنابر ونحوها , لكن النصح أن تسعى بكل ما يزيل الشر ويثبت الخير بالطرق الحكيمة وبالوسائل التي يرضاها الله عز وجل ) مجموع فتاوى ابن باز - (7 / 306) وقال ـ أيضا ـ :ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة , وذكر ذلك على المنابر; لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف , ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع , ولكن الطريقة المتبعة عند السلف : النصيحة فيما بينهم وبين السلطان , والكتابة إليه , أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير ) . مجموع فتاوى ابن باز - (8 / 210)
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ( فإن مخالفة السلطان فيما ليس من ضروريات الدين علنا ، وإنكار ذلك عليه في المحافل والمساجد والصحف ومواضع الوعظ وغير ذلك ، ليس من باب النصيحة في شيء، فلاتغتر بمن يفعل ذلك وإن كان عن حسن نية؛ فإنه خلاف ماعليه السلف الصالح المقتدى بهم ).
وكلام العلماء في هذا قديما وحديثا كثير جدا . ويحقق ماذكروا مارواه البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد أنه قيل له : ألا تدخل على عثمان فتكلمه ؟ فقال : أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه . وخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في الشعب عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس آمر إمامي بالمعروف ؟ قال : إن خشيت أن يقتلك فلا ، فإن كنت فاعلا ففيما بينك و بينه.
ثالثا :بعد هذا نقول للشيخ القرضاوي هل هذا تشدد ؟ وهل هؤلاء العلماء متعصبون لغير الحق ؟ وهل أخطؤوا وأصاب الدكتور ؟ فهذه أصول مرعية عند أهل العلم في التعامل مع الحاكم المسلم وإن كان جائرا ظالما ، سواء أكان جاء للحكم بمبايعة أهل الحل والعقد ، أم بولاية العهد أم بالغلبة والقهر ؛ فإن النصوص لم تفرق ، وعمل الأمة بعلمائها ماض ، وتقريراتهم في هذا الشأن كثيرة.
رابعا :لاشك أن الظلم ظلمات، وأن آثاره وخيمة في الدنيا والآخرة ، والأدلة من الكتاب والسنة متظاهرة على هذا .
لكن الشأن في كيفية إزالة الظلم ! والدكتور يوسف وفقه الله يدعو إلى إزالة الظلم بالخروج على الحكام ، وهذا خلاف المنهج الحق ، الذي تقدم بيانه .
ولئن كان هناك أدلة تدعو إلى نصرة المظلوم فهي مقيدة بهذه الأدلة ، كما قيدت في باب الجهاد وغيره ، وهذا واضح جدا ، لايخفى على المشتغل بالعلم على أسس صحيحة .
خامسا :لايخفى على الدكتور أن هذه الثورات إما أن تكون لإنكار المنكر ، وإما أن تكون للجهاد ، وإما أن تكون لعصبية .
أما الأول: فقد بينا كيفية الإنكار على السلطان بما نقلناه عن أهل العلم، مما يغني عن إعادته .
وأما الثاني فلابد فيه من غاية وراية ، وكثير مما سمعناه ورأيناه إنما هو طلب للديمقراطية الجاهلية، ومعنى هذا أنهم لايريدون تحكيم الإسلام ، فحالهم : لانريد الإسلام ، بل نريد الديمقراطية التي تقوم على أسس باطلة ، ومن أخطرها أن الحكم تشريع من الشعب ، وليس لله وحده ، وهذا يناقض قوله تعالى : ( إن الحكم إلا الله ) وقوله جل شأنه : ( ألا له الخلق والأمر ) .
ولهذا قد يكون مريد الخير في خروجه وقودا لهذه الفتن ، التي تنادى العلمانيون والاشتراكيون والقوميون ، لقطف ثمارها ، وتجييرها لصالحهم !! أفأدرك هذا الشيخ يوسف ؟!
وأما الثالث ، وهو القتال للعصبية ، ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ومن قاتل تحت راية عمية ، يغضب لعصبة ، أو يدعو لعصبة ، أو ينصر عصبة ، فقتل فقتلة جاهلية ). رواه مسلم ، وفيه عن جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر عصبية ، فقتلة جاهلية ) .
وبهذا التفصيل يتبين أن دعوات الشيخ يوسف في هذه الثورات للخروج والقتال والحكم على عموم القتلى بالشهادة ، تحتاج منه وفقه الله إلى إعادة نظر وتأمل ؛ عسى أن يدرك ما أخطأ فيه ، ولايشارك في التحريض على مزيد من حمامات الدم ، التي جرت بها أنفس معصومة ، وأخرى مغرر بها ، لاسيما وأن الأمر في ابتدائه كان دعوة إلى مظاهرات سلمية ـــ ولعل الله ييسر نشر مقال في بيان بطلانها ــ ثم تحول إلى عنف وقتل وتخريب وتدمير للمسلمين وأموالهم ، وبعضه جرى على أيدي المتظاهرين . ولاحول ولاقوة إلا بالله .
سادسا :الذي أعرفه عن الدكتور يوسف أنه يظهر قبول الرأي الآخر، بل الاتحاد الإسلامي للإفتاء الذي يرأسه ، نائبه فيه آية الله التسخيري ، وهو من علماء الرافضة ، الذي يؤمنون بتحريف القرآن ونقصانه ، ولايعتمدون على الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في دواودين السنة المعروفة ، كصحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، ومسند أحمد ، والسنن الأربعة وغيرها ، بل اعتمادهم على مايروى عن الأئمة الاثني عشر ، الذين يدعون فيهم العصمة !!
وأما سبهم للصحابة وتكفيرهم فلا يخفى على العامي من أهل السنة ، فهل هؤلاء أحق أن يرفق بهم أم أهل السنة ؟! بل ذهب الدكتور إلى أبعد من هذا ، فترحم على كبير المنصرين بابا الكنيسة في روما لما مات !! فدعا له بالرحمة جزاء ما قدم للعالم !! فهل قدم للعالم إلا الدعوة للتثليث والشرك ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ؟! ولئن قدم بعض المنافع الدنيوية ، فهل يحل الدعاء له بالرحمة والله يقول : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) .
فنؤمل أن ينصف الشيخ يوسف ، وليعتبر قول السلف هذا رأيا من الآراء التي يحترمها ـ إن لم يعمل به ـ!
وهذا ليس إلا من باب التنزل ، وإلا فإنه لاتبرأ ذمة الدكتور أمام الله إلا بالسير على منهاج أهل العلم سلف هذه الأمة ، كما بيناه سابقا .
وأخيرا أقول للدكتور : كل يستطيع الإدعاء ، ولكن ليس كل يستطيع الإثبات ! فنأمل من الدكتور أن يذكر ما ينقمه على المنهج السلفي في التعامل مع الحكام ؛ ومن قال به ؛ حتى يتبين الحق من الباطل ، والمخطئ من المصيب . والله وحده ولي التوفيق .
سابعا :قرن الدكتور بين السلفية والصوفية ، وهو يعلم أن السلفية بريئة من طريقة الصوفية ، ولاسيما من يقول منهم بوحدة الوجود ، ويركن إليهم الكبراء ؛ لأنهم يجعلون معاصيهم لربهم طاعات وقربا، فهل يتفق هذا مع طريقة السلف ، الذين يجعلون الحرام ماحرمه الله ورسوله ، والحلال ما أحله الله ورسوله ، وينكرون على الحكام بالطريقة الشرعية ؟!
ثامنا :ذكر الدكتور أن تحقيق الحرية مقدم على تطبيق الشرع في الإسلام.
وهذا الكلام إن أراد به الدكتور أن الحرية بالخروج على الحكام ، والصيرورة إلى الفوضى ، مقدم على تطبيق الشرع فهذا آفة خطيرة ، بينا بطلانها فيما تقدم نقله .
وإن أراد به أن تطبيق الشريعة لايكون إلا بموافقة الأحزاب المؤلفة للمجالس التشريعية في الحكومات المدنية ، فهذا تحكم على الله ـ كما سيأتي بإذن الله في ( تاسعا ) ـ والمظاهرات على هذا النحو قتال على السلطة ، وليس طلبا للشرع .
وإن أراد به التسوية بين الإسلام وغيره من الملل فهذا لا يقول به العامي من المسلمين فضلا عن العالم ؛ لمصادمته لأصول الدين ، وأصل الرسالة المحمدية .
وعلى كلٍ فليس على ماذكره الدكتور أثارة من علم ، ولانور من وحي ؛ وإنما هو الرأي المحض ، والرأي ليس شرعا ، بل مرده إلى الشرع الحنيف ؛ فما وافقه فحق ، وماخالفه فباطل .
ثم أقول فهذه نقاط ثلاث تجلي الأمر ، وتدفع ما يقوله الدكتور وفقه الله :
الأول : أن الشريعة مقدمة على كل شيء ؛ لأنها حق الله تعالى ، والأدلة الدالة على وجوب تقديمها ، كثيرة جدا ، كما في قوله تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ) وقوله : ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ، والله لايهدي القوم الفاسقين).
الثاني : أن الشريعة جاءت بضبط الحريات ، فمردها إلى الشرع ، وليس إلى أهواء الناس ، قال الله تعالى : ( بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ، بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ) .
الثالث : أن علاقة المسلم بغيره نظمتها الشرعية بالعدل والإحسان ، كما قال تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) ؛ ولهذا لا يوجد في القوانين والتشريعات ماهو أكمل مما في الإسلام ، فهل سيجد المسلمون وغيرهم حريات أفضل مما جاء في الكتاب والسنة ؟!
وبناء على ماتقدم فإن تقرير الحريات يجب أن يكون صادرا عن وحي الله ، وهو بهذا التقرير فرع عن الأصل وهو تحكيم الشريعة ، فوجب رده إليها ، ووجب أن يكون البدء بتطبيق الشريعة ؛ لأنها الأصل ، وليس العكس كما صنع الدكتور .
تاسعا :ذكر الموقع أن الشيخ يوسف ( طالب بالعمل على بناء دولة مدنية بمرجعية إسلامية، مشيرا إلى أن مبدأ دينية الدولة ليس من الإسلام ) .
وأقول للدكتور هذا كلام متناقض متنافر ، ولولا مخافة الاغترار به لتركت الرد عليه ؛ لأنه يرد على نفسه، ولكن ألخص الكلام عليه فيما يلي :
1 ـ قول الدكتور : (مبدأ دينية الدولة ليس من الإسلام في شيء ) إن كان مراده سياسة الدولة بالدين وتحكيمه في شؤونها الداخلية والخارجية ، فبأي شيء تختلف الدولة الإسلامية حينئذ عن العلمانية ؟ . وسيتضح لك أيها القارئ هذا الأمر بعد.
2ـ ذكر الدكتور أنه يريد بناء دولة مدنية بمرجعية إسلامية ، فإما أن يريد بالدولة المدنية: الدولة القائمة على الأحزاب التعددية ، ثم الانتخابات التشريعية والنيابية ، وينص في دستورها على أن الشريعة هي مصدر الأحكام ، ودين الدولة الرسمي هو الإسلام ، فهذا معمول به في الدول التي تحكم القوانين الوضعية ، وما يغني ذلك من الله شيئا ، ألم يفرق الدكتور بين تحكيم الشرع ، والتحكم على رب الخليقة في أمره ونهيه ؟
كما هي حال الدساتير الوضعية ، المنصوص فيها على أن الشريعة هي مصدر الأحكام، لكنهم لايجيزونها باعتبارها تشريعا من رب العالمين، ولكن إن أجيز بعضها ؛ فلأجل موافقة المجلس التشريعي، فحد السرقة مثلا بقطع اليد ليس بآية المائدة، ولكن يدرج قطع اليد على أنه مادة من الدستور، فيصوت عليه المجلس، فإن كانت الأغلبية على القطع، قطع السارق، وإن كانت الأغلبية على عدم القطع لم يقطع، فصارت هذه المجالس هي الحاكم على الشرع، والعكس هو الواجب !! فسبحان الله عما يصفون.
وإما أن يريد بالدولة المدنية : قيام دولة تأخذ بأسباب النهضة الدنيوية ، وتتعاطى مع المتغييرات بما لا يتعارض مع الشرع ، مع تطبيق الشريعة بكل جزئياتها دون إخضاعها لأهواء الناس ، فهذا حق ، وهو الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه ، لكن هذا يتناقض مع قوله الدكتور : (مبدأ دينية الدولة ليس من الإسلام في شيء).
عاشرا :أدعو الدكتور يوسف إلى التثبت في الأحكام ، والحذر من الزج بالأمة في فتن ومصائب قد نالها أمثالها في عقود بل قرون خلت .
والأمة تحتاج ابتداء إلى تصحيح مافسد من عقائدها ، والشيخ يوسف ممن طوف الأرض ، فرأى قبورا تعبد ، ويحج لها وينذر ويذبح ، ولايخفاه ماتعج به بلاد المسلمين من السحرة والكهنة وسب الدين ، إلى غيرها من الشركيات والبدع ، فكان الواجب ابتداء سلوك طريقة المرسلين بالدعوة إلى التوحيد الخالص ، الذي به عمارة القلوب ، وصلاح الأعمال ، والأمن في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ).
ومن حق الأمة على فضيلته أن يقوم لله تعالى ، ويسخر جميع الإمكانات ـ ولاسيما وسائل الإعلام ، وخصوصا قناة الجزيرة ـ للدعوة للتوحيد الخالص ، والاتباع الصادق ؛ فإنها أصل الدين وأوله وآخره .
كما أدعو فضيلته إلى التريث في المسائل الطارئة ، وترك المبادرة باستصدار الأحكام ، لاسيما مايتعلق منها بالحرمات والدماء ، وأن لاتكون العاطفة غالبة على الشرع ؛ فإن ماجرى من الأعمال على وفق الشرع فمآله إلى خير وإن استبطأه الناس ، وماجرى من الأعمال على غير وفق الشرع فمآله إلى شر أعظم وإن رآه الناس في حاضرهم خيرا.
حادي عشر: كتبت هذا التعقيب لما انتشر قول الشيخ في وسائل الإعلام ، نصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، ومنهم فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي ، الذي أسال الله أن يختم له بالصالحات ، وأن يوفقه للصواب، وينفع به المسلمين. وأسأله تعالى أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
كما أسأله تعالى أن ينصر دينه ، ويعلي كلمته ، ويرد كيد الكائدين لهذه الأمة ، ويرفع عن المسلمين كل بلاء وفتنة ، ويجمع قلوبهم على الحق ، ويمكن لهم في الأرض ، ويصلح أحوالهم وقادتهم ، إنه على كل شيء قدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
بقلم د / عبدالعزيز بن محمد السعيد
م.عبد الوهاب
2011-11-15, 09:56
أختي الفاضلة فتوى الدكتور القرضاوي لم تبنى على أدلة شرعية بل هو جعلها من المباحات تحت قاعدة الأصل في العادات الإباحة وقد رددت على حججه في هذا الرابط:
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=5548056&postcount=1
وقبل عشر سنوات تقريبا كان يقول أنها من العبادات بدليل أنه احتج ببعض النصوص وقد رددت عليها كلها في بحثي(قطع التراهات والتفاهات بدلائل بينات وحجج ساطعات على من أباح المظاهرات))) والحمد لله.
والخلاف ليس حجة لأنه ليس كل خلاف معتبر.
جزاك الله خير و نفع بك اخي جمال
بارك الله فيك و في علمك
[quote=عُمر;نعم اخي عمر لم اشق قلبك لكن كلامك يدل على حرية التعبير اليس هذه هي الديموقراطية يا اخي يعني انت حر تعبد من تشاء وتتخذ من تشاء او تفعل ماتشاء نحن احرار لا لسنا احرار بل مقيدين بشرع الله عزوجل وهذا الذي خلقنا لاجله
من منطلق كلامك اجزمت انها الديموقراطية التي اهلكت الكثير..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا رأيك أنت أخي من منطلق لا إكراه في الدين فأنت رايك ملزم بك وانت ان اعتنقت بفكرة ما لا يجب عليك فرضها باي قوة على غيرك ان قلت م
ــــــــــــــــــــــ
وقال: [[والله يا أمير المؤمنين! لو رأيناك اعوججت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا ]]
.نحن احرار لله وربنانيين اخي عمر اعرف مدى حبك الشيخ القرضاوي ....
جواهر..دعيني أخبرك...تعليقاتك متعبة جدا..
لماذا الإطالة والتوسع حين الإدلااء بالفكرة...حتى أنه يغلب التكرار...نعم تتغير الكلمات ولكن الفكرة نفسها..مما يوقعك أحيانا في مناقضة أقوالك..الأفضل الإقتصار على ما قلّ ودل من الكلام..ليتني أستطيع التعليق على ما أوردته للأسف صعب عليّ ذلك فالوقت شحيح...
فقط سيكون ردي حول نقطتين مهمتين..
بالنسبة لحرية التعبير مبدئي ولن اتراجع عنه..قال عمر بن الخطاب موجها خطابه في حادثة عمر بن العاص وابنه..
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا...
أما إيحاؤك الخاطئ بأنني اتحرر في تعبيري حتى فيم يخص شرع الله..فكفانا إيحاءات من القبيل...
نعم هو رأيي في الشيخ القرضاوي..ولن اتراجع عنه أبضا...دعيني أخبرك أن الشيخ القرضاوي من أفضل العلماء بالنسبة لي..على الأقل ..يسيدة ليس حبا في شخصه كما قلتُ ولاتعصبا..افهميها جيدا عل ى قدر طرحي لها...
القرضاوي تميّز عن غيره من العلماء انه لم يجلس في غرفة يقلب الأوراق لايسمع ولا يرى ما يدور حوله...
نحن لانعيش في القرون الولى حتى تصمون آذاننا بأقوالكم ..هذه بدعة هذه ضلالة والحجة دوما لم يكن عليها السلف الصالح..وعلاه السلف الصالح كانوا يضعون باقات الورود على طاولاتهم حين يرأسون الجلسات واللقاءات ؟؟؟
هي ممارسة اليوم..والكل يقبل بها..
فهل سنقول مثلا لخادم الحرمين الشريفين أنك ضال مبتدع..وهو يجلس على أريكة مذهبة ..وأمامه طاولة مزينة بشتى انواع اللأزهار في لقاء مع علماء المسلمين...ليأخذ الشيخ ابن عثيمين الميكروفون ويتحدث وهو واقف..وراء لاأدري ما اسمها بالعربية خذوها على أصلها ..( pupitre ) مكتب صغير عال ..تماما يشبه مايستخمه ملقوا خطب الأحد بالكنيسة...
هي عادات للكفار ولكننا نستخدمها لأنها مسايرة للعصر الذي نحن فيه...
مايعجبني في القرضاوي انه نزل الى الشارع...ليحتك بعامة المسلمين يعرف انشغالاتهم ينظر في أمور دنياهم وماتعلق منها بامر دينهم...فكان خطابه مفهوما مستساغا..يكلم الععامة بما يفهمون..
هل أدركت مدعاة اعجابي بالشيخ هو ليس التعصب .له وأنا على يقين ان له أخطاء وزلات...ومن لايعمل فلاخطأ له..قد ينفعل ويقول ما لايجب ان يقال أو قد يقول فيقول ما يفهمه البعض انه لايجب أن يقال أما وأن نلغي ونشطب اسمه من قائمة علماء السنة لإرضاء تيار ما فهذا هو الجنون بعينه..
أمر آخر يجب ان انبهك له..أنا لاأفرض رأيي على أحد فمالذي دعاك الى اتهامي بذلك..؟؟؟
أمر آخر أنا لاأميل لعلماء سخروا وقتهم وعلمهم فقط في تتبع العورات..عوض ان يشغلوا أنفسهم بما يكابده المسلمون من ويلات بجعل كل ما هو مسلم هدف لسياسة الغرب ووراءه الصهيونية العالمية..ماذا قدم هؤلاء العلماء من برنامج للنهوض بالأمة من كبوتها.؟؟؟والتقرير بما يتوجب نهجه في سبيل صلاحها وتطورها ؟؟؟ أبدا لانرى شيئا منهم..غير التحذير من أهل الأواء قطب الإخوان وووو أين تحذيرهم مما تنشره وسائل الإعلام على فضائياتنا بلساننا من إفساد خلق الشباب ؟؟؟أين تحذيرهم من الغزو الثقافي والفكري الذي يستهدف ناشئتنا في عقر دارنا ؟؟؟
أين محاولاتهم في تجميع آرائهم ليرفعوا عن عامة المسلمين الحرج في الوقوف على رأي واحد مواجهة للمعتدين..هل لعلمائنا الجرأة على الإجتماع في غرفة مغلقة يتشاورون في سبل التقليل مما يصدر منهم للعامة من تضارب في الآراء والفتاوي.. فتفرق بذلك شمل الناس هذا يسب هذا وهذا يطعن في هذا وهذا يكفر هذا..وهذا يقطع بأنه من الفرقة الناجية ويستدل بأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وكأنه أوحي اليه أنه ضمن مقعدا في الجنة وزحزح عن آخر في النار..هل ترين أن حالنا يبعث على الإطمئنان ؟؟؟
لو سألتك مباشرة أنتُ هل تجزمين أنك على الحق مفصول في عدم خطئك ؟؟؟
فكيف سيكون جوابك ؟؟؟
الكل يعتقد انه ناج وأنه على الصواب وغيره ضال..فلنتق الله في أنفسنا قبل ان نتقيه في غيرنا..
بصراحة دعيني أخبرك ان علماء امتنا فشلوا فشلا ريعا في اداء رسالتهم التربوية ..ولادليل عندي الا من الواقع اذهبي الى أي بلد مسلم من المغرب غربا الى الكويت شرقا وانظري حال المسلمين كيف آل امرهم الى مزيد من الإنحلال والفساد والإنحطاط ..العام الذي يمر أفضل من العام الذي يليه..حتى في دول الخليج والتي كانت تتمتع بشيء من المحافظة على القيم والأخلاق مقارنة بالمغرب العربي...أصابها الداء فاستشرى الفساد والتطبع بعادات الغرب في ملبسهم وأكلهم ومناسباتهم ..التي يحيونها..فمالذي قدم ه العلماء بهذا الخصوص ؟؟؟
ومارأيته الا وأنهم في واد وعامة المسلمين في واد آخر..لأنهم ببساطة يخاطبون الناس بما لايفقهون.والأخيرة أقصد بها العامة..وللحديث بقية..
جواهر الجزائرية
2011-11-15, 14:59
[QUOTE=عُمر;7894764][QUOTE=جواهر الجزائرية;7893143]
جواهر..دعيني أخبرك...تعليقاتك متعبة جدا..
لماذا الإطالة والتوسع حين الإدلااء بالفكرة...حتى أنه يغلب التكرار...نعم تتغير الكلمات ولكن الفكرة نفسها..مما يوقعك أحيانا في مناقضة أقوالك..الأفضل الإقتصار على ما قلّ ودل من الكلام..ليتني أستطيع التعليق على ما أوردته للأسف صعب عليّ ذلك فالوقت شحيح...
فقط سيكون ردي حول نقطتين مهمتين..
بالنسبة لحرية التعبير مبدئي ولن اتراجع عنه..قال عمر بن الخطاب موجها خطابه في حادثة عمر بن العاص وابنه..
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا...
أما إيحاؤك الخاطئ بأنني اتحرر في تعبيري حتى فيم يخص شرع الله..فكفانا إيحاءات من القبيل...
نعم هو رأيي في الشيخ القرضاوي..ولن اتراجع عنه أبضا...دعيني أخبرك أن الشيخ القرضاوي من أفضل العلماء بالنسبة لي..على الأقل ..يسيدة ليس حبا في شخصه كما قلتُ ولاتعصبا..افهميها جيدا عل ى قدر طرحي لها...
القرضاوي تميّز عن غيره من العلماء انه لم يجلس في غرفة يقلب الأوراق لايسمع ولا يرى ما يدور حوله...
نحن لانعيش في القرون الولى حتى تصمون آذاننا بأقوالكم ..هذه بدعة هذه ضلالة والحجة دوما لم يكن عليها السلف الصالح..وعلاه السلف الصالح كانوا يضعون باقات الورود على طاولاتهم حين يرأسون الجلسات واللقاءات ؟؟؟
هي ممارسة اليوم..والكل يقبل بها..
فهل سنقول مثلا لخادم الحرمين الشريفين أنك ضال مبتدع..وهو يجلس على أريكة مذهبة ..وأمامه طاولة مزينة بشتى انواع اللأزهار في لقاء مع علماء المسلمين...ليأخذ الشيخ ابن عثيمين الميكروفون ويتحدث وهو واقف..وراء لاأدري ما اسمها بالعربية خذوها على أصلها ..( pupitre ) مكتب صغير عال ..تماما يشبه مايستخمه ملقوا خطب الأحد بالكنيسة...
هي عادات للكفار ولكننا نستخدمها لأنها مسايرة للعصر الذي نحن فيه...
مايعجبني في القرضاوي انه نزل الى الشارع...ليحتك بعامة المسلمين يعرف انشغالاتهم ينظر في أمور دنياهم وماتعلق منها بامر دينهم...فكان خطابه مفهوما مستساغا..يكلم الععامة بما يفهمون..
هل أدركت مدعاة اعجابي بالشيخ هو ليس التعصب .له وأنا على يقين ان له أخطاء وزلات...ومن لايعمل فلاخطأ له..قد ينفعل ويقول ما لايجب ان يقال أو قد يقول فيقول ما يفهمه البعض انه لايجب أن يقال أما وأن نلغي ونشطب اسمه من قائمة علماء السنة لإرضاء تيار ما فهذا هو الجنون بعينه..
أمر آخر يجب ان انبهك له..أنا لاأفرض رأيي على أحد فمالذي دعاك الى اتهامي بذلك..؟؟؟
أمر آخر أنا لاأميل لعلماء سخروا وقتهم وعلمهم فقط في تتبع العورات..عوض ان يشغلوا أنفسهم بما يكابده المسلمون من ويلات بجعل كل ما هو مسلم هدف لسياسة الغرب ووراءه الصهيونية العالمية..ماذا قدم هؤلاء العلماء من برنامج للنهوض بالأمة من كبوتها.؟؟؟والتقرير بما يتوجب نهجه في سبيل صلاحها وتطورها ؟؟؟ أبدا لانرى شيئا منهم..غير التحذير من أهل الأواء قطب الإخوان وووو أين تحذيرهم مما تنشره وسائل الإعلام على فضائياتنا بلساننا من إفساد خلق الشباب ؟؟؟أين تحذيرهم من الغزو الثقافي والفكري الذي يستهدف ناشئتنا في عقر دارنا ؟؟؟
أين محاولاتهم في تجميع آرائهم ليرفعوا عن عامة المسلمين الحرج في الوقوف على رأي واحد مواجهة للمعتدين..هل لعلمائنا الجرأة على الإجتماع في غرفة مغلقة يتشاورون في سبل التقليل مما يصدر منهم للعامة من تضارب في الآراء والفتاوي.. فتفرق بذلك شمل الناس هذا يسب هذا وهذا يطعن في هذا وهذا يكفر هذا..وهذا يقطع بأنه من الفرقة الناجية ويستدل بأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وكأنه أوحي اليه أنه ضمن مقعدا في الجنة وزحزح عن آخر في النار..هل ترين أن حالنا يبعث على الإطمئنان ؟؟؟
لو سألتك مباشرة أنتُ هل تجزمين أنك على الحق مفصول في عدم خطئك ؟؟؟
فكيف سيكون جوابك ؟؟؟
الكل يعتقد انه ناج وأنه على الصواب وغيره ضال..فلنتق الله في أنفسنا قبل ان نتقيه في غيرنا..
بصراحة دعيني أخبرك ان علماء امتنا فشلوا فشلا ريعا في اداء رسالتهم التربوية ..ولادليل عندي الا من الواقع اذهبي الى أي بلد مسلم من المغرب غربا الى الكويت شرقا وانظري حال المسلمين كيف آل امرهم الى مزيد من الإنحلال والفساد والإنحطاط ..العام الذي يمر أفضل من العام الذي يليه..حتى في دول الخليج والتي كانت تتمتع بشيء من المحافظة على القيم والأخلاق مقارنة بالمغرب العربي...أصابها الداء فاستشرى الفساد والتطبع بعادات الغرب في ملبسهم وأكلهم ومناسباتهم ..التي يحيونها..فمالذي قدم ه العلماء بهذا الخصوص ؟؟؟
ومارأيته الا وأنهم في واد وعامة المسلمين في واد آخر..لأنهم ببساطة يخاطبون الناس بما لايفقهون.والأخيرة أقصد بها العامة..وللحديث بقية.
لماذا الإطالة والتوسع حين الإدلااء بالفكرة...حتى أنه يغلب التكرار...نعم تتغير الكلمات ولكن الفكرة نفسها..مما يوقعك أحيانا في مناقضة أقوالك..الأفضل الإقتصار على ما قلّ ودل من الكلام..ليتني أستطيع التعليق على ما أوردته للأسف صعب عليّ ذلك فالوقت شحيح..
ايها الاخ المشرف العام بالرّغم من أنك لم تجبني على اسئلتي التي طرحت و ادعيت انني اطيل في الفكرة و التكرار و تناسيت انك ألفت جريدة كاملة لتبلغني كلمة واحدة و هي انك تحب القرضاوي و هذا ما سأسميه التعصب للرجال و هذا منافي للسنة و المنهاج الحقّ الذي تشيد به
بالنسبة لحرية التعبير مبدئي ولن اتراجع عنه..قال عمر بن الخطاب موجها خطابه في حادثة عمر بن العاص وابنه..
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا...
كان في عهد الفاروق عمر رضى الله عنه و ارضااه رجالا تقات ملتزمين بالدين و الاسلام و قال الله و قال الرسول و إذا رأو الحليق يعني عليق اللحية و مسبل الثوب قالوا هذا منافق أفّاك ان كان يشهد أن لا إله الا الله أو قالوا هذا رومي يعني قسطنطيني أو روماني افرنجي ، و حين قال كلمة الاستعباد كانوا عند طوع امره لانه ولي الامر
أمّا وقتنا هذا ألا ترى بأن الحليق اكثر من الملتزم بسنة الحبيب صلى الله عليه و سلم و ان معظم المسلمين يقلدون الروميين من الافرنجة و التاتار في كل شيء سواء الاكل و الشرب أو سواء الملبس و الافكار
قال لنا رسول الله خالفوهم فلمخاذا لا نخالفهم في هذا الامر هل عندهم يخرجون عن ولات امورهم بالرغم من انهم كفّار أم انهم يتفرجون علينا من الباب الواسع كيف نتناحر و بالتالي يأخذون منّا العبرة فلا يفعلون ما نفعل يعني يخالفوننا و كان الاجدر بنا نحن أمة الاسلام مخالفتهم فكانوا السبّاقين لهذا خيرا منّا و ليس على حد ما قلت و اولت
فهل سنقول مثلا لخادم الحرمين الشريفين أنك ضال مبتدع..وهو يجلس على أريكة مذهبة ..وأمامه طاولة مزينة بشتى انواع اللأزهار في لقاء مع علماء المسلمين...ليأخذ الشيخ ابن عثيمين الميكروفون ويتحدث وهو واقف..وراء لاأدري ما اسمها بالعربية خذوها على أصلها ..( pupitre ) مكتب صغير عال ..تماما يشبه مايستخمه ملقوا خطب الأحد بالكنيسة...
هذا يعتبر طعنا و استهزاءاً بالدين فالعاقل لا يقول قولك في رجال اطاعو الله و الرسول بغض النظر عن متاع الحياة التي اعطانها الله و اياهم و هي حلال علينا و عليهم فكيف تشبه رجالا تقات بما يفعله الكفّار يوم الاحد
فهل بلغت بك الدرجة الى هذا الاستهزاء بالدين و كانك لا تمتّ له بصلة !!!!!!!!!!
شوف يا اخي المشرف العام انت لم تجبني عن اسئلتي و ارى انني اتعب نفسي في الرد عليك لكل اقتباس ردّ لانه في ردّك المطول الفارغ من كل فائدة تنجر سوى حبّك للقرضاوي مع اننا طالبناك بالدليل فأبيت و اكتفيت بكلام انشائي لا يفيد السادة القرّاء بشيء
نقول للمشرف العام هون عليك و اكتفي بحبك للقرضاوي لنفسك و لا تفرضه على غيرك
بل لو وقفت عند حججنا لما تعصبت لأفكارك
اختلاف عالم لعالم يسمّونه في الفقه اختلاف و هو نعمة
و اختلاف عشرؤين عالم مع عالم واحد ووقفهم كلهم في وجهه يسمونه في الفقه اختلاف مناهج
بل مازلت بعض الاسئلة عالقة فهلاّ تكرمت و اجبت عليها
بارك الله فيك
طيب القلب
2011-11-15, 15:06
نتعاون على ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
أختي الفاضلة فتوى الدكتور القرضاوي لم تبنى على أدلة شرعية بل هو جعلها من المباحات تحت قاعدة الأصل في العادات الإباحة وقد رددت على حججه في هذا الرابط:
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=5548056&postcount=1
وقبل عشر سنوات تقريبا كان يقول أنها من العبادات بدليل أنه احتج ببعض النصوص وقد رددت عليها كلها في بحثي(قطع التراهات والتفاهات بدلائل بينات وحجج ساطعات على من أباح المظاهرات))) والحمد لله.
والخلاف ليس حجة لأنه ليس كل خلاف معتبر.
وأين الادلة الشرعية اخي علي عدم خروج المظاهرات
لا اقصد الحاكم ؟
هل حدثت مظاهرات ايام الرسول صلي الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين ومن تبعهم من الاخلفاء الامويين والعباسيين والقرون التالية لهم ام لا
(الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء
فهل كل ما لم يكن موجودا في عهد الرسول صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم يعد بدعة يكفر صاحبها ؟
ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات،
المظاهرات سلمية ولم تحدث فيها لا كسر ولا نهب ولا سرقة ؟
هل ان تم الفصل بين النساء والرجال في المظاهرات انتفت الحرمة ؟
يتبع
الفتوى الأولى الشيخ بن باز:-
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
السؤال: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوةوهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟
الجواب: لا أرى المظاهرات النسائية والرجاليةمن العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن وم نأسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية، المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان وقال أيضاً رحمه الله: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن.
الفتوى الثانية للشيخ بن عثيمين:-
فتوى العلامة العثيمين:
سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -
رحمه الله تعالى - هل تعتبر المظاهرات وسيلة
من وسائل الدعوة المشروعة؟
فقال رحمه الله: (الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء
الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليهوسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وان كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف
تجاملهم ظاهراً، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى إن المظاهرات أمر منكر. وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون
سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وانصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم باحسان)
[انظر: الجواب الأبهر لفؤاد سراج، ص75].
.................................................. ...............
سئل سماحة العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :( هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات )؟،
فأجاب :
(ديننا ليس دين فوضى ،ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ،والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين ،وما كان المسلمون يعرفونها ،ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين اضباط لافوضى ولاتشويش ولاإثارة فتن ،هذا هو دين الإسلام ،والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية ،والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال ،فلاتجوز هذه الأمور)،
ويقول أيضا في جريدة الجزيرة العدد (11358):
(وأما المظاهرات فإن الإسلام لايقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية ،وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها ،فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة)أهـ،..
وسئل الشيخ صالح بن غصون رحمه الله عن
(وسائل الدعوة وإنكار المنكر ويدخلون فيها المظاهرات والاغتيالات والمسيرات)،
فأجاب :
(وأما أن يسلك مسلك العنف أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة ،فهذه أمور شيطانية ،وهي أصل دعوة الخوارج ،هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح،وينكرون الأمور التي لايرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور )أهـ،.
وسئل الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله عن
المظاهرات فقال:
(المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين ،هذه دخيلة ،ما كانت معروفة ........)أهـ،.
ويقول سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتى العام للمملكة والرئيس العام لهيئة كبار العلماء عن المظاهرات كما في مجلة الدعوة العدد(1916) ص :
(ماهي إلا فوضوية ومن أناس لديهم فساد تصور وقلة إدراك للمصالح من المفاسد )،
(إن المطالبة بالأشياء تأتي بالطرق المناسبة أما الفوضويات وهذه المظاهرات فهي من أخلاق غير المسلمين،المسلم ليس فوضويا ،المسلمون ليسوا فوضويين ،المسلمون أهل أدب واحترام وسمع وطاعة لولاة الأمر.........
إذا كان لأحدهم طلب شيء يرى أن فيه مصلحته فالحمد لله أن المسؤلين أماكنهم ومكاتبهم مفتوحة لايستنكرون على أن يستقبلوا أي أحد ،أما الفوضويات فهي غريبة عن مجتمعنا الصالح ولله الحمد ،ومجتمعنا لايعرف هذه الأشياء إنما هذه من فئة لااعتبار لها ،إن مفهوم الإصلاح الدعوة وحث الأمة على الخير والاستقامة على الخير والسعي في مصالحها وفي إصلاحها بالسبل والطرق الشرعية
أما الاصلاح الذي يرجوا أولئك من خلال الفوضى والغوغاء الغريبة على واقع مجتمعنا والغريبة على بلدنا فهي أشياء نستنكرها ونشجبها وننصح إخواننا المسلمين أن يتفهموا أن هذه القضايا لاتحقق هدفا وإنما تنشر الفوضى)أهـ،.،
ويقول :
(فإن ماسمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم مظاهرات واحتجاجات على ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له،لأن هذا من شق عصا الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات على إمامهم)أهـ،.
يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية حفظه الله:
(ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها ،مثال ذلك المظاهرات ،مثلا: إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي ،بالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب والوسيلة تبرر الغاية ،نقول :هذا باطل لأن الوسيلة في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء )أهـ،.
ويقول فضيلة العلامة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله في جريدة الرياض العدد (12918):
(أن المظاهرات والمسيرات ليست من الطرق المشروعة ،............
وأن على السلطة أن تمنع مثل هذه الأمور )أهـ،.
ويقول الشيخ أحمد النجمي في كتابه(المورد العذب الزلال)ص (228):
(تنظيم المسيرات والتظاهرات ،والإسلام لايعترف بهذا الصنيع ولايقره،بل هومحدث،.........)أهـ،.
11-ويقول الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله:
(فقد كنت بحمد الله احذر من تلكم التظاهرات في خطب العيد وفي خطب الجمعة)أهـ،.
وكذلك فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية برقم (19936) وفيها:
(كما ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لاتحترم مالا ولانفسا ولاعرضا ،ولاتمت إلى الإسلام بصلة ،ليسلم للمسلم دينه ودنياه،ويأمن على نفسه وعرضه وماله)أهـ،وكذلك فتوى عدد من دور الأفتاء بالدول العربية والإسلامية والمجامع الفقهية،.
وسئل الشيخ صالح الأطرم
عن المظاهرات هل هي من وسائل الدعوة؟،فقال:
(لا ،هي من وسائل الشيطان،......الخوارج الذين خرجوا على عثمان كانت مظاهرات)أهـ،.
ويقول الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي أمام المسجد النبوي :
(والعجب من الغوغاء كيف يتخلون عن عقولهم ويسارعون إلى الاشتراك في مسيرة مظاهرات في الشارع لأجل توجيه ظل الشردبواسطة فاكس أو انترنت بحجة الإصلاح ،أن هذه المظاهرات من الفساد،أما الاصلاح بالكتاب والسنة فمن خلال ولاة الأمر والعلماء ،وأما المظاهرات لاتجوز بحال ،وليست لنا ،لأننا أهل شريعة،وهذا التخريب والمظاهرة التى بدأت تظهر توجب علينا جميعا حكاما ومحكومين أن نقف لها بالمرصاد،لتختفي تماما ،بقوة الحجة ،وبقوة السلطان،............)أهـ،.
وقال العلامة الشيخ صالح السدلان عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله في محاضرة له في جمعية أحياء التراث الإسلامي بالكويت
حينما سئل عن المظاهرات:
(الواجب على من وفقهم الله إلى النهج السبيل وإلى الطريق المستقيم أن يذكروا الناس ويعلموهم،.........وعليهم أن يبينوا أن هذه الأمور لاتجوز في الإسلام بل هي عند غير المسلمين ،ونحن للأسف أخذناها منهم مثلما أخذنا غيرها من الأمور،لذلك علينا أن نتمسك بنهج الكتاب والسنة،.............)أهـ،.
ويقول الشيخ سعد الحصين حفظه الله:
(والإضرابات والمظاهرات وسائل غير مشروعة ولامعقولة لفرض رأي أو مصلحة فئة من الناس على حساب الآراء والمصالح العامة لبقية الأمة ،ويزيد الأمر سوءا في البلاد المقلدة بالأفساد في الأرض وإتلاف الممتلكات الخاصة والعامة ،..............)أهـ،.
ويقول الشيخ محمد أحمد الفيفي عضو مركز الدعوة والإرشاد في جريدة المدينة العدد(15211) :
(المظاهرات أمر دخيل على الأمة الإسلامية مأخوذ عن غير المسلمين ،ولعل أهم المفاسد المترتبة على المظاهرات هي مخالفتها للشرع،.............إن المفاسد المترتبة على المظاهرات هي أعظم وأكبر من هذه المصالح المزعومة ،.............)أهـ،.
بالله عليكم
اين الدليل عند كل هؤلاء العلماء؟
كلها آراء واجتهادات لعلماء بارك الله فيهم وجزاهم عنا خير الجزاء ومأجورين ان شاء الله تعالي
لم يأت احد منهم بدليل بل رأو انها بدعة
فما هو مفهوم البدعة ؟
المؤسف هو قبول اجتهادات البعض ونفيه عن البعض الاخر
سبحان الله وحمده استغفره واتوب اليه
جمال البليدي
2011-11-15, 17:35
وأين الادلة الشرعية اخي علي عدم خروج المظاهرات
لا اقصد الحاكم ؟
هل حدثت مظاهرات ايام الرسول صلي الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين ومن تبعهم من الاخلفاء الامويين والعباسيين والقرون التالية لهم ام لا
(الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء
فهل كل ما لم يكن موجودا في عهد الرسول صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم يعد بدعة يكفر صاحبها ؟
ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات،
المظاهرات سلمية ولم تحدث فيها لا كسر ولا نهب ولا سرقة ؟
هل ان تم الفصل بين النساء والرجال في المظاهرات انتفت الحرمة ؟
يتبع
وقولك:
بالله عليكم
اين الدليل عند كل هؤلاء العلماء؟
كلها آراء واجتهادات لعلماء بارك الله فيهم وجزاهم عنا خير الجزاء ومأجورين ان شاء الله تعالي
لم يأت احد منهم بدليل بل رأو انها بدعة
فما هو مفهوم البدعة ؟
المؤسف هو قبول اجتهادات البعض ونفيه عن البعض الاخر
سبحان الله وحمده استغفره واتوب اليه
أولا: الذين قالوا بالجواز هم المطالبون بالدليل وليس العكس لأن الأصل في العبادات المنع إلا بدليل ,والمظاهرات تدخل في العبادات لأنها طريقة من طرق إنكار المنكر وهذه عبادة فأي طريقة في إنكار المنكر غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة كما أن أي طريقة في الصلاة غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وأي طريقة في الحج غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وهكذا في كل العبادات.
ثانيا: ومع هذا أهديك بعض الأدلة تجدها في هذين الكتابين -لم أقرأ مثلهما في تحرير هذه المسألة-:
الكتاب الأول:
حمل كتاب (المظاهرات والاعتصامات والإضرابات رؤية شرعية) : الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.mahaja.com/library/library/images/20110303003030_m.jpg
محتويات الكتاب
:
المقدمة:
المبحث الأول:تعريف المظاهرات والإعتصامات والإضرابات.
المبحث الثاني:حول نشأة أسلوب المظاهرات كوسبة لتغيير المنكر في بلاد المسلمين.
المبحث الثالث:صلة المظاهرات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المبحث الرابع:في حجج من قال بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الخامس:حجج المانعين للماظهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث السادس:مفاسد المظاهرات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع
المبحث السابع:مناقشة أدلة القائلين بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الثامن:ذكر القول الراجح في مسألة المظاهرات
المبحث التاسع:المظاهرات ليست وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله
الخاتمة:في بيان خلاصة البحث وقد أوردت(الكلام لصاحب الكتاب) في نهاية الكتاب بعد الخاتمة مجموعة من فتاوى علماء الأمة المعتبرين ,مع أنني ذكرت أجزاء منها متفرقة في ثنايا الكتاب,ولكن رأيت تتميما للفائدة جمعها متوالية بتمامها في آخر الكتاب,حتى يتسنى لمن أراد الرجوع إليها مباشرة دون واسطة إذ أنها تتعلق بمسألة بمسائل النوازل التي تمس الحاجة إلى العلم بها.
التحميل المباشر للكتاب:
http://www.archive.org/download/Mudhahrat/Mudhahrat.pdf (http://www.archive.org/download/Mudhahrat/Mudhahrat.pdf)
الكتاب الثاني:
المظاهرات في ميزان الشريعة الإسلامية :
عبدالرحمن بن سعد بن علي الشثري ، قدم له وعلق عليه وحث على طبعه د. صالح بن فوزان الفوزان ، ط 1 ، 1432 هـ ، 218 صفحة .
رابط مباشر :
http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf (http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf)
صفحة التحميل :
http://www.archive.org/details/bza33 (http://www.archive.org/details/bza33)
رابط آخر :
http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4 590 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4 590)
ثالثا;
النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر ولم يأمرنا بالمظاهرات مع أنهم كانوا يعرفونها.
كما قال تعالى:
﴿والملائكة بعد ذلك ظهير﴾.
قال ابن سيده:
وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صديق، وهم فريق.
وقال ابن عرفة في قوله عز وجل:
﴿وكان الكافر على ربه ظهيرا﴾،
أي: مظاهرا لأعداء الله تعالى، كالظهرة بالضم، والظهرة بالكسر.
رابعا:
البدعة ( عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه)(الاعتصام للشاطبي)
قال فقيه الجزائر العلامة أحمد حماني""فالبدعة خاصتها انها خارجة عما رسمه الشارع,وبهذه الخاصة ينفصل عنها كل ما يظهر لبادئ الرأي أنه مخترع مما هو متعلق بالدين ,فعلم النحو ,والصرف, واللغة,وأصول الفقه,وأصول الدين وكل العلوم الخادمة للشريعة ان لم توجد في الزمان الأول,فان أصولها موجودة ,فالنحو يتوصل للنطق الصحيح لألفاظ القرآن, وبعلوم اللسان يهتدي إلى الصواب في الكتاب والسنة,وبأصول الفقه يمكن استقراء كليات الأدلة لتكون نصب عين المجتهد والطالب.""
younes2005
2011-11-15, 18:20
الفتوى الأولى الشيخ بن باز:-
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
السؤال: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوةوهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟
الجواب: لا أرى المظاهرات النسائية والرجاليةمن العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن وم نأسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية، المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان وقال أيضاً رحمه الله: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن.
الفتوى الثانية للشيخ بن عثيمين:-
فتوى العلامة العثيمين:
سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -
رحمه الله تعالى - هل تعتبر المظاهرات وسيلة
من وسائل الدعوة المشروعة؟
فقال رحمه الله: (الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء
الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليهوسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وان كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف
تجاملهم ظاهراً، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى إن المظاهرات أمر منكر. وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون
سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وانصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم باحسان)
[انظر: الجواب الأبهر لفؤاد سراج، ص75].
.................................................. ...............
سئل سماحة العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :( هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات )؟،
فأجاب :
(ديننا ليس دين فوضى ،ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ،والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين ،وما كان المسلمون يعرفونها ،ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين اضباط لافوضى ولاتشويش ولاإثارة فتن ،هذا هو دين الإسلام ،والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية ،والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال ،فلاتجوز هذه الأمور)،
ويقول أيضا في جريدة الجزيرة العدد (11358):
(وأما المظاهرات فإن الإسلام لايقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية ،وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها ،فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة)أهـ،..
وسئل الشيخ صالح بن غصون رحمه الله عن
(وسائل الدعوة وإنكار المنكر ويدخلون فيها المظاهرات والاغتيالات والمسيرات)،
فأجاب :
(وأما أن يسلك مسلك العنف أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة ،فهذه أمور شيطانية ،وهي أصل دعوة الخوارج ،هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح،وينكرون الأمور التي لايرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور )أهـ،.
وسئل الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله عن
المظاهرات فقال:
(المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين ،هذه دخيلة ،ما كانت معروفة ........)أهـ،.
ويقول سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتى العام للمملكة والرئيس العام لهيئة كبار العلماء عن المظاهرات كما في مجلة الدعوة العدد(1916) ص :
(ماهي إلا فوضوية ومن أناس لديهم فساد تصور وقلة إدراك للمصالح من المفاسد )،
(إن المطالبة بالأشياء تأتي بالطرق المناسبة أما الفوضويات وهذه المظاهرات فهي من أخلاق غير المسلمين،المسلم ليس فوضويا ،المسلمون ليسوا فوضويين ،المسلمون أهل أدب واحترام وسمع وطاعة لولاة الأمر.........
إذا كان لأحدهم طلب شيء يرى أن فيه مصلحته فالحمد لله أن المسؤلين أماكنهم ومكاتبهم مفتوحة لايستنكرون على أن يستقبلوا أي أحد ،أما الفوضويات فهي غريبة عن مجتمعنا الصالح ولله الحمد ،ومجتمعنا لايعرف هذه الأشياء إنما هذه من فئة لااعتبار لها ،إن مفهوم الإصلاح الدعوة وحث الأمة على الخير والاستقامة على الخير والسعي في مصالحها وفي إصلاحها بالسبل والطرق الشرعية
أما الاصلاح الذي يرجوا أولئك من خلال الفوضى والغوغاء الغريبة على واقع مجتمعنا والغريبة على بلدنا فهي أشياء نستنكرها ونشجبها وننصح إخواننا المسلمين أن يتفهموا أن هذه القضايا لاتحقق هدفا وإنما تنشر الفوضى)أهـ،.،
ويقول :
(فإن ماسمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم مظاهرات واحتجاجات على ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له،لأن هذا من شق عصا الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات على إمامهم)أهـ،.
يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية حفظه الله:
(ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها ،مثال ذلك المظاهرات ،مثلا: إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي ،بالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب والوسيلة تبرر الغاية ،نقول :هذا باطل لأن الوسيلة في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء )أهـ،.
ويقول فضيلة العلامة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله في جريدة الرياض العدد (12918):
(أن المظاهرات والمسيرات ليست من الطرق المشروعة ،............
وأن على السلطة أن تمنع مثل هذه الأمور )أهـ،.
ويقول الشيخ أحمد النجمي في كتابه(المورد العذب الزلال)ص (228):
(تنظيم المسيرات والتظاهرات ،والإسلام لايعترف بهذا الصنيع ولايقره،بل هومحدث،.........)أهـ،.
11-ويقول الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله:
(فقد كنت بحمد الله احذر من تلكم التظاهرات في خطب العيد وفي خطب الجمعة)أهـ،.
وكذلك فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية برقم (19936) وفيها:
(كما ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لاتحترم مالا ولانفسا ولاعرضا ،ولاتمت إلى الإسلام بصلة ،ليسلم للمسلم دينه ودنياه،ويأمن على نفسه وعرضه وماله)أهـ،وكذلك فتوى عدد من دور الأفتاء بالدول العربية والإسلامية والمجامع الفقهية،.
وسئل الشيخ صالح الأطرم
عن المظاهرات هل هي من وسائل الدعوة؟،فقال:
(لا ،هي من وسائل الشيطان،......الخوارج الذين خرجوا على عثمان كانت مظاهرات)أهـ،.
ويقول الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي أمام المسجد النبوي :
(والعجب من الغوغاء كيف يتخلون عن عقولهم ويسارعون إلى الاشتراك في مسيرة مظاهرات في الشارع لأجل توجيه ظل الشردبواسطة فاكس أو انترنت بحجة الإصلاح ،أن هذه المظاهرات من الفساد،أما الاصلاح بالكتاب والسنة فمن خلال ولاة الأمر والعلماء ،وأما المظاهرات لاتجوز بحال ،وليست لنا ،لأننا أهل شريعة،وهذا التخريب والمظاهرة التى بدأت تظهر توجب علينا جميعا حكاما ومحكومين أن نقف لها بالمرصاد،لتختفي تماما ،بقوة الحجة ،وبقوة السلطان،............)أهـ،.
وقال العلامة الشيخ صالح السدلان عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله في محاضرة له في جمعية أحياء التراث الإسلامي بالكويت
حينما سئل عن المظاهرات:
(الواجب على من وفقهم الله إلى النهج السبيل وإلى الطريق المستقيم أن يذكروا الناس ويعلموهم،.........وعليهم أن يبينوا أن هذه الأمور لاتجوز في الإسلام بل هي عند غير المسلمين ،ونحن للأسف أخذناها منهم مثلما أخذنا غيرها من الأمور،لذلك علينا أن نتمسك بنهج الكتاب والسنة،.............)أهـ،.
ويقول الشيخ سعد الحصين حفظه الله:
(والإضرابات والمظاهرات وسائل غير مشروعة ولامعقولة لفرض رأي أو مصلحة فئة من الناس على حساب الآراء والمصالح العامة لبقية الأمة ،ويزيد الأمر سوءا في البلاد المقلدة بالأفساد في الأرض وإتلاف الممتلكات الخاصة والعامة ،..............)أهـ،.
ويقول الشيخ محمد أحمد الفيفي عضو مركز الدعوة والإرشاد في جريدة المدينة العدد(15211) :
(المظاهرات أمر دخيل على الأمة الإسلامية مأخوذ عن غير المسلمين ،ولعل أهم المفاسد المترتبة على المظاهرات هي مخالفتها للشرع،.............إن المفاسد المترتبة على المظاهرات هي أعظم وأكبر من هذه المصالح المزعومة ،.............)أهـ،.
بالله عليكم
اين الدليل عند كل هؤلاء العلماء؟
كلها آراء واجتهادات لعلماء بارك الله فيهم وجزاهم عنا خير الجزاء ومأجورين ان شاء الله تعالي
لم يأت احد منهم بدليل بل رأو انها بدعة
فما هو مفهوم البدعة ؟
المؤسف هو قبول اجتهادات البعض ونفيه عن البعض الاخر
سبحان الله وحمده استغفره واتوب اليه
و شهد شاهد منهم
النيلية لم تعرف بعد معنى البدعة!!!!
البدعة أمر لم يقله رسوله الله في سنته و رسول الله لا ينطق عن هوى فكذلك قال الله تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم ) و اكملت تعني الكمال و حين قال أكملت الدين كله يبقى على أولى الالباب الذين خاطبهم الله في كتابه العزيز عليهم بشرح الكتاب و السنة
فما قاله العلماء الاجلاء اعلاه لم يثبت لا في الكتاب و لا في السنة
فمن اين جاء شيخكم بالفتوى التي تجيز قتل الرؤساء و قتلب الابرياء و ذبحهم كما يحدث في ليبيا و الخروج عن الحكام
من اين جاء بها
هل هو خير من ابن مسعود و ابن عباس فكيف أطاعوا الله و الرسول في طاعة الحجاج
الحمد لله و نطق شاهد منهم فنشكرك على ذلك و بارك الله فيك مرة اخرى على التنبيه
لانه كما قالت لااخت المشرفة جواهر اختلاف عالم لعالم يعتبر اختلاف و هو نعمة أمّا أختلاف عالم واحد مكع عشرين عالم فهذا اختلاف في المنهاج فمن غير اللائق ان يكون 20 عالم على خطأ و عالم واحد صح
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
و ذكرتي العشرين و ذكرت الواحد فالعاقل يحكم يا ناس
younes2005
2011-11-15, 18:21
وقولك:
أولا: الذين قالوا بالجواز هم المطالبون بالدليل وليس العكس لأن الأصل في العبادات المنع إلا بدليل ,والمظاهرات تدخل في العبادات لأنها طريقة من طرق إنكار المنكر وهذه عبادة فأي طريقة في إنكار المنكر غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة كما أن أي طريقة في الصلاة غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وأي طريقة في الحج غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وهكذا في كل العبادات.
ثانيا: ومع هذا أهديك بعض الأدلة تجدها في هذين الكتابين -لم أقرأ مثلهما في تحرير هذه المسألة-:
الكتاب الأول:
حمل كتاب (المظاهرات والاعتصامات والإضرابات رؤية شرعية) : الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.mahaja.com/library/library/images/20110303003030_m.jpg
محتويات الكتاب
:
المقدمة:
المبحث الأول:تعريف المظاهرات والإعتصامات والإضرابات.
المبحث الثاني:حول نشأة أسلوب المظاهرات كوسبة لتغيير المنكر في بلاد المسلمين.
المبحث الثالث:صلة المظاهرات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المبحث الرابع:في حجج من قال بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الخامس:حجج المانعين للماظهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث السادس:مفاسد المظاهرات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع
المبحث السابع:مناقشة أدلة القائلين بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الثامن:ذكر القول الراجح في مسألة المظاهرات
المبحث التاسع:المظاهرات ليست وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله
الخاتمة:في بيان خلاصة البحث وقد أوردت(الكلام لصاحب الكتاب) في نهاية الكتاب بعد الخاتمة مجموعة من فتاوى علماء الأمة المعتبرين ,مع أنني ذكرت أجزاء منها متفرقة في ثنايا الكتاب,ولكن رأيت تتميما للفائدة جمعها متوالية بتمامها في آخر الكتاب,حتى يتسنى لمن أراد الرجوع إليها مباشرة دون واسطة إذ أنها تتعلق بمسألة بمسائل النوازل التي تمس الحاجة إلى العلم بها.
التحميل المباشر للكتاب:
http://www.archive.org/download/mudhahrat/mudhahrat.pdf (http://www.archive.org/download/mudhahrat/mudhahrat.pdf)
الكتاب الثاني:
المظاهرات في ميزان الشريعة الإسلامية :
عبدالرحمن بن سعد بن علي الشثري ، قدم له وعلق عليه وحث على طبعه د. صالح بن فوزان الفوزان ، ط 1 ، 1432 هـ ، 218 صفحة .
رابط مباشر :
http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf (http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf)
صفحة التحميل :
http://www.archive.org/details/bza33 (http://www.archive.org/details/bza33)
رابط آخر :
http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4 590 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4 590)
ثالثا;
النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر ولم يأمرنا بالمظاهرات مع أنهم كانوا يعرفونها.
كما قال تعالى:
﴿والملائكة بعد ذلك ظهير﴾.
قال ابن سيده:
وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صديق، وهم فريق.
وقال ابن عرفة في قوله عز وجل:
﴿وكان الكافر على ربه ظهيرا﴾،
أي: مظاهرا لأعداء الله تعالى، كالظهرة بالضم، والظهرة بالكسر.
رابعا:
البدعة ( عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه)(الاعتصام للشاطبي)
قال فقيه الجزائر العلامة أحمد حماني""فالبدعة خاصتها انها خارجة عما رسمه الشارع,وبهذه الخاصة ينفصل عنها كل ما يظهر لبادئ الرأي أنه مخترع مما هو متعلق بالدين ,فعلم النحو ,والصرف, واللغة,وأصول الفقه,وأصول الدين وكل العلوم الخادمة للشريعة ان لم توجد في الزمان الأول,فان أصولها موجودة ,فالنحو يتوصل للنطق الصحيح لألفاظ القرآن, وبعلوم اللسان يهتدي إلى الصواب في الكتاب والسنة,وبأصول الفقه يمكن استقراء كليات الأدلة لتكون نصب عين المجتهد والطالب.""
أثلجت صدورنا يا جمال
واصل بارك الله فيك
واصل اخي نحن معك
باهي جمال
2011-11-15, 18:56
ما تقولونه ليس من منهج السلف الصالح في شيئ ولا هو قول علماء السلفية قديما وحديثا فالحق لايعرف بكثرة مريديه وان كان الشيخ القرضاوي ومن يؤيده في طرحه ليسوا قلة ها قد وصل بكم الحال الى القول ضمنيا ان كثرة الرجال والعلماء المتبعين لنهج السلف دليل على انه الحق فهل نعرف الرجال بالحق ام نعرف الحق بالرجال وهل ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن على حق يوم ان كان معه الرجل والرجلين محاصر بشعب مكة وهل اكتشف انه على الحق المبين فقط يوم ان قاد الالاف يوم حنين
جواهر الجزائرية
2011-11-15, 19:02
[QUOTE=younes2005;7898552]و شهد شاهد منهم
النيلية لم تعرف بعد معنى البدعة!!!!
البدعة أمر لم يقله رسوله الله في سنته و رسول الله لا ينطق عن هوى فكذلك قال الله تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم ) و اكملت تعني الكمال و حين قال أكملت الدين كله يبقى على أولى الالباب الذين خاطبهم الله في كتابه العزيز عليهم بشرح الكتاب و السنة
فما قاله العلماء الاجلاء اعلاه لم يثبت لا في الكتاب و لا في السنة
فمن اين جاء شيخكم بالفتوى التي تجيز قتل الرؤساء و قتلب الابرياء و ذبحهم كما يحدث في ليبيا و الخروج عن الحكام
من اين جاء بها
هل هو خير من ابن مسعود و ابن عباس فكيف أطاعوا الله و الرسول في طاعة الحجاج
الحمد لله و نطق شاهد منهم فنشكرك على ذلك و بارك الله فيك مرة اخرى على التنبيه
لانه كما قالت لااخت المشرفة جواهر اختلاف عالم لعالم يعتبر اختلاف و هو نعمة أمّا أختلاف عالم واحد مكع عشرين عالم فهذا اختلاف في المنهاج فمن غير اللائق ان يكون 20 عالم على خطأ و عالم واحد صح
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
من غير المنطق ان يكون واحد على حق و عشرين عالم على خطأ
و ذكرتي العشرين و ذكرت الواحد فالعاقل يحكم يا ناس
بارك الله فيك يا اخي يونس ونعم الحجة عشرين او اكثر لا نعترف بهم ونعترف بواحد حجة ضعيفة
younes2005
2011-11-15, 19:02
ما تقولونه ليس من منهج السلف الصالح في شيئ ولا هو قول علماء السلفية قديما وحديثا فالحق لايعرف بكثرة مريديه وان كان الشيخ القرضاوي ومن يؤيده في طرحه ليسوا قلة ها قد وصل بكم الحال الى القول ضمنيا ان كثرة الرجال والعلماء المتبعين لنهج السلف دليل على انه الحق فهل نعرف الرجال بالحق ام نعرف الحق بالرجال وهل ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن على حق يوم ان كان معه الرجل والرجلين محاصر بشعب مكة وهل اكتشف انه على الحق المبين فقط يوم ان قاد الالاف يوم حنين
قمت بالرد على يونس و لم تحكم عليه الحجة لاني سأرد عهليك بعدما ترد على هذه المشاركة التي استثيتها و لم تردّ عليه
حين ترد عليها نرى كيف سنرد على مشاركتك القصيرة اخي المشرف
وقولك:
أولا: الذين قالوا بالجواز هم المطالبون بالدليل وليس العكس لأن الأصل في العبادات المنع إلا بدليل ,والمظاهرات تدخل في العبادات لأنها طريقة من طرق إنكار المنكر وهذه عبادة فأي طريقة في إنكار المنكر غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة كما أن أي طريقة في الصلاة غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وأي طريقة في الحج غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وهكذا في كل العبادات.
ثانيا: ومع هذا أهديك بعض الأدلة تجدها في هذين الكتابين -لم أقرأ مثلهما في تحرير هذه المسألة-:
الكتاب الأول:
حمل كتاب (المظاهرات والاعتصامات والإضرابات رؤية شرعية) : الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.mahaja.com/library/library/images/20110303003030_m.jpg
محتويات الكتاب
:
المقدمة:
المبحث الأول:تعريف المظاهرات والإعتصامات والإضرابات.
المبحث الثاني:حول نشأة أسلوب المظاهرات كوسبة لتغيير المنكر في بلاد المسلمين.
المبحث الثالث:صلة المظاهرات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المبحث الرابع:في حجج من قال بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الخامس:حجج المانعين للماظهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث السادس:مفاسد المظاهرات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع
المبحث السابع:مناقشة أدلة القائلين بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الثامن:ذكر القول الراجح في مسألة المظاهرات
المبحث التاسع:المظاهرات ليست وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله
الخاتمة:في بيان خلاصة البحث وقد أوردت(الكلام لصاحب الكتاب) في نهاية الكتاب بعد الخاتمة مجموعة من فتاوى علماء الأمة المعتبرين ,مع أنني ذكرت أجزاء منها متفرقة في ثنايا الكتاب,ولكن رأيت تتميما للفائدة جمعها متوالية بتمامها في آخر الكتاب,حتى يتسنى لمن أراد الرجوع إليها مباشرة دون واسطة إذ أنها تتعلق بمسألة بمسائل النوازل التي تمس الحاجة إلى العلم بها.
التحميل المباشر للكتاب:
http://www.archive.org/download/mudhahrat/mudhahrat.pdf (http://www.archive.org/download/mudhahrat/mudhahrat.pdf)
الكتاب الثاني:
المظاهرات في ميزان الشريعة الإسلامية :
عبدالرحمن بن سعد بن علي الشثري ، قدم له وعلق عليه وحث على طبعه د. صالح بن فوزان الفوزان ، ط 1 ، 1432 هـ ، 218 صفحة .
رابط مباشر :
http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf (http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf)
صفحة التحميل :
http://www.archive.org/details/bza33 (http://www.archive.org/details/bza33)
رابط آخر :
http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4 590 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4 590)
ثالثا;
النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر ولم يأمرنا بالمظاهرات مع أنهم كانوا يعرفونها.
كما قال تعالى:
﴿والملائكة بعد ذلك ظهير﴾.
قال ابن سيده:
وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صديق، وهم فريق.
وقال ابن عرفة في قوله عز وجل:
﴿وكان الكافر على ربه ظهيرا﴾،
أي: مظاهرا لأعداء الله تعالى، كالظهرة بالضم، والظهرة بالكسر.
رابعا:
البدعة ( عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه)(الاعتصام للشاطبي)
قال فقيه الجزائر العلامة أحمد حماني""فالبدعة خاصتها انها خارجة عما رسمه الشارع,وبهذه الخاصة ينفصل عنها كل ما يظهر لبادئ الرأي أنه مخترع مما هو متعلق بالدين ,فعلم النحو ,والصرف, واللغة,وأصول الفقه,وأصول الدين وكل العلوم الخادمة للشريعة ان لم توجد في الزمان الأول,فان أصولها موجودة ,فالنحو يتوصل للنطق الصحيح لألفاظ القرآن, وبعلوم اللسان يهتدي إلى الصواب في الكتاب والسنة,وبأصول الفقه يمكن استقراء كليات الأدلة لتكون نصب عين المجتهد والطالب.""
باهي جمال
2011-11-15, 19:14
قمت بالرد على يونس و لم تحكم عليه الحجة لاني سأرد عهليك بعدما ترد على هذه المشاركة التي استثيتها و لم تردّ عليه
حين ترد عليها نرى كيف سنرد على مشاركتك القصيرة اخي المشرف
شكرا لك وان كنت لم افهم القصد
djillali07
2011-11-15, 19:44
بارك الله فيك
محب السلف الصالح
2011-11-15, 19:53
بارك الله فيك أم منير
السلام عليكم.
كل ما جاء في الموضوع لايختلف عليه اثنان ولكن المشكل في الغالبية العظمى من الشعوب عندما تتساءل وتتكلم عن هذه النقاط فكيف نجيبها :
ما هي مواصفات ولي الأمر الواجب شرعا طاعته؟
بمعني هل وصول شخصا ما للسلطة بطريقه غير مشروعة يعطيه حق الطاعة و يكون حقا ولي أمر المسلمين؟
و حتى أقترب أكثر..
هل انتخابات مزورة وصل بسببها شخصا ما للسلطة يعطيه الحق أن يطيعه جماهير المسلمين أم لا؟
أو هل اغتصاب الحكم عن طريق انقلاب عسكري يعطيهم حق طاعة المسلمين؟
أو إذا فرض حاكم ابنه كوريث للحكم دون مشورة جماهير المسلمين مثلا يكون ولي أمر شرعي و لعموم المسلمين طاعته؟
و علينا ألا ننسي أن ما بني على باطل فهو باطل وبارك الله في جمعكم الطيب .
جمال البليدي
2011-11-16, 01:08
السلام عليكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل ما جاء في الموضوع لايختلف عليه اثنان ولكن المشكل في الغالبية العظمى من الشعوب عندما تتساءل وتتكلم عن هذه النقاط فكيف نجيبها :
للأسف أخي الفاضل فالواقع الذي نعيشه واقع مرير للغاية وكنت أتمنى لو نفتح موضوع خاص بهذا الواقع ونتناقش في الحلول من وجهة نظر شرعية لأول مرة في حياتنا لأن أغلب الذين يتكلمون بإسم الأمة لا يرجعون إلى الشرع في تقديم الحلول لهذا لم نرى منهم إلا الانحطاط والتقهقر إلى الوراء والله المستعان, مع أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الحل في قوله((حتى ترجعوا إلى دينكم) ولم يقل حتى تطيحوا حكوماتكم لأن الحكام ليسوا هم الداء بل هم أحد أعراض الداء فلا بد لنا من التفريق بين الداء وأعراض الداء والدواء.
ما هي مواصفات ولي الأمر الواجب شرعا طاعته؟
ولي الأمر المسلم ....ولا تسقط الطاعة إلا المعصية ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق))ولا تسقط الإمامة إلا في حالة الكفر الصريح((حتى تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان))
بمعني هل وصول شخصا ما للسلطة بطريقه غير مشروعة يعطيه حق الطاعة و يكون حقا ولي أمر المسلمين؟
و حتى أقترب أكثر..
هل انتخابات مزورة وصل بسببها شخصا ما للسلطة يعطيه الحق أن يطيعه جماهير المسلمين أم لا؟
أو هل اغتصاب الحكم عن طريق انقلاب عسكري يعطيهم حق طاعة المسلمين؟
أو إذا فرض حاكم ابنه كوريث للحكم دون مشورة جماهير المسلمين مثلا يكون ولي أمر شرعي و لعموم المسلمين طاعته؟
و علينا ألا ننسي أن ما بني على باطل فهو باطل وبارك الله في جمعكم الطيب .
الوصول إلى الحكم بطريقة غير شرعية كالتوريث أو الإنقلاب أو الانتخابات بدل الشورى يعتبر معصية وإثم كبير لكن هذا الإثم إنما يقع على الحاكم لا المحكوم أما المحكوم فلا يصح له أن ينزع يدا من طاعة(إلا في المعصية)) ولا يخرج عن الحاكم(إلا في الكفر الصريح) وقد ثبت في هذا الإجماع,
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ( الفتح 13/9 ، تحت الحديث رقم : 7053 ) :
« قال ابن بطال . . . أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلَّب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه . . . » انتهى .
وقال الشوكاني رحمه الله: «ومذهبُ (أهلِ السُّنةِ والجماعةِ)، أنَّ الإمامةَ يَصِحُّ أنْ تَنْعقِدَ لِمنْ غَلَبَ الناسَ، وقَعَدَ بالقوةِ في مَوْضِعِ الْحُكْمِ»اهـ.
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ( الدرر السنية 7/239 ) :
« الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلّب على بلدٍ أو بلدان ؛ لـه حكم الإمام في جميع الأشياء » انتهى .
وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن - رحمهم الله - ( مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/168 ) :
« وأهل العلم . . . متّفقون على طاعة من تغلّب عليهم في المعروف , يرون نفوذ أحكامه وصحة إمامته ؛ لا يختلف في ذلك اثنان . . . » انتهى .
جمال البليدي
2011-11-16, 01:09
http://www.www.way2jannah.com/vb/images/bsm.gif
صوت الحكمة للخروج من الفتنة !!
..حـول.. ..أحداث.. ..مصر..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
• فلا يخفى على أحد ما آلت إليه مِصْرُنا الحبيبة من فتن للعباد ودمار للبلاد. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
• من أجل هذا :
فقد وجب على أهل العلم أن يبينوا للناس الموقف الشرعي من أحداث هذه الفتنة والمخرج منها؛ وذلك عملاً بميثاق الله تعالى الذي أخذه عليهم ببيان الحق بقوله: http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos1.pngلَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُhttp://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos2.png، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا عِنْدَهُ، أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ!»، وحتى لا يخلو المجال لرؤوس الضلالة! -من الجماعات الحزبية! وأدعياء السلفية!!- ليبثوا في الناس المزيد من ضلالهم وخبيث أفكارهم -التي لا يقرها عقل! فضلاً عن شرع-، والتي غرروا بها شباب المسلمين؛ فأردوهم في هوة الخراب والدمار!، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
• ومن هذا المنطلق :
كنت أعددت ورقة دعوية كي تطبع على شكل مطوية لتوزع يوم الجمعة على جموع المصلين في بلدنا.
ولكن لأن الفتنة قد استطالت! فبلغت بعض البلاد العربية الأخرى!؛ فقدر رأيت أن أنشرها على الشبكة ليعم النفع بها على كل المسلمين.
ولا يخفى أن هذه المطوية مختصرة جدًّا لا تستوعب كثيرًا مما يدور بين طلبة العلم من أدلة وشبهات! في هاتيكم المسائل؛ هذا لأني أعددتها لتكون سهلة الفهم -قدر المستطاع!- لطبقة العوام، إذ هم المقصودون بها أصالة.
وقد فرغت نصها ههنا، كما وضعت منها نسخة بصيغة مصورة (pdf) في آخر هذا الموضوع؛ وذلك لمن أراد أن يطبعها (منسقة) وينشرها في الناس.
هذا؛ واللهَ أسألُ أن ينفع بها، وأن يجعلها سببًا للهدى وحقن دماء المسلمين في كل مكان.
وكتبه
راجي عفو ربه الممجد
علاء بن جمال بن محمد
الشهير بأبي رقية الذهبي
غفر الله له ولوالديه ولعامة المسلمين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
• فَإنَّ الأمْنَ والاستقرارَ نعمةٌ عظيمةٌ، ومَظَلّةٌ عَمِيمَةٌ؛ يستظل بها الجميعُ مِن الفِتَنِ والشرورِ؛ فَبِها تُقَامُ شعائرُ الإسلامِ، وبها يَأمَنُ الناسُ على دِمائِهم وأموالِهِم وأعراضِهِم، وتَأمَنُ السُّبُلُ، وتُرَدُّ المظالمُ لِأهلِها.
• فَبِنِعمةِ الأمْنِ استقامةُ أمْرِ الدنيا والآخرةِ، وصلاحُ المعاشِ والمعادِ، والحالِ والمآل. لذلك قَدَّمَها نبيُّ اللهِ إبراهيمُ -عليه السلام- على الرزقِ عندما دَعا قائلاً : http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos1.pngرَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِhttp://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos2.png، وكذا فعل نبيُّنا صلى الله عليه وسلم عندما قال: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» «صحيح الجامع» للألباني.
• فَبِوجُودِ نعمةِ الأمنِ تُحْفَظُ الضرورياتُ الخَمْسُ-الدينُ والنفسُ والعقلُ والعرضُ والمالُ-. ولِهذا أوْجَبَ اللهُ على الناسِ تنصيبَ الأئمةِ أو الحُكَّامِ ليقوموا بترسيخِ أركانِ الأمنِ في البلاد.
• وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
«وِلايةُ أَمْرِ الناسِ مِن أعظمِ واجباتِ الدين، بل لا قيامَ للدينِ ولا للدنيا إلا بِها، ولِهذا رُوِي أنَّ: "السُّلْطَانَ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ"، ويُقَالُ:"سِتُّونَ سَنَةً! مِنْ إِمَامٍ جَائِرٍ!؛ أَصْلَحُ مِنْ لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِلَا سُلْطَانٍ!!"، (والتجربة تبين ذلك)!!، ولِهذا كان (السَّلَفُ) يقولون: "لَوْ كَانَ لَنَا دَعْوَةٌ مُجَابَةٌ؛ لَدَعَوْنَا بِهَا لِلسُّلْطَانِ"»اهـ.
• ونظرًا لأنَّ الحاكمَ لا يستطيعُ تحقيقَ الأمنِ إلا بانسياقِ الناسِ له وطاعتِه فيما يَلي مِن أمورِهِم، ولأنَّ عدمَ طاعةِ الحاكمِ والخروجَ عليه يؤدي (حَتْمًا) إلى الفتنِ والشرورِ وزعزعةِ أمنِ البلادِ والعبادِ؛ فقد فرضَ اللهُ على الناسِ السمعَ والطاعةَ له في العسرِ واليسرِ والمَنْشَطِ والمَكْرَهِ وفي سائرِ الأحوالِ ما لم يأمر بمعصية!؛ إذ لا سمعَ ولا طاعةَ لِأحَدٍ-كائِنًا مَنْ كان- في معصية الله.
• بل إنه أَمَرَ بالصبرِ على جَوْرِهم وظُلْمِهم، واستئثارِهم بالأموالِ والثرواتِ لأنفسِهم دون الناس. كما أنه أمَرَ بعدمِ الخروجِ عليهم -باللسان أو السِّنَان- وإنْ رَأوْا منهم المنكراتِ العظيمة!؛ طالما أنهم مسلمون ويقيمون في الناس شعائرَ الإسلامِ الظاهرةَ كالصلاةِ وغيرها.
1- قال اللهُ سبحانه وتعالى: http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos1.pngيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْhttp://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos2.png
• قال النووي رحمه الله : «قال العلماءُ: المرادُ بـ"أُوْلِي الأَمْرِ": مَنْ أوْجَبَ اللهُ طاعتَه مِنَ الولاةِ والأمراءِ. هذا قَوْلُ (جماهيرِ السَّلَفِ) والخلفِ مِنَ المفسرينَ والفقهاءِ وغيرهِم»اهـ.
2- وعن عبدِ اللهِ بن عُمرَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ -فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ- مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ؛ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ» متفق عليه. وفي رواية: «عَلَيْكَ بِالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَعُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، (وَأَثَرَةٍ) عَلَيْكَ».
• قال القرطبي رحمه الله: «طاعةُ الأميرِ واجبةٌ على كل حال؛ وإن استأثروا بالأموال دون الناس»اهـ.
3- وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «"إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً [يعني استئثارًا بالأموال] وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ!؛ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمُ الَّذِي جَعَلَهُ لَهُمْ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ، (وَاصْبِرُوا) حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ"» متفق عليه.
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم سُئِل: «أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَمْنَعُونَا حَقَّنَا وَيَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا؛ فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ"».
4- وعن حذيفةَ بنِ اليمانِ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ!؛ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ!» قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟!؛ قَالَ: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ!!، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ» أخرجه مسلم في «صحيحه».
• قال ابن بطال رحمه الله : «فيه (حُجَّةٌ) في وجوبِ لُزوم جماعةِ المسلمينَ، وتَرْكِ الخروجِ على أئمةِ الجورِ. لأنه وصَفَهم بالجورِ والباطلِ والخلافِ لِسُنَّتِهِ وأنهم على ضلالٍ، وأمر مع ذلك! بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم، ولم يأمر بتفريق كلمتهم»اهـ. باختصار وتصرف يسير.
• قلت: وفي الحديث أبشعُ أوصافٍ يُمْكنُ أنْ يُوصَفَ بها حاكمٌ ورجالـُه!، وبرغم ذلك فقد سَمَّاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم (أئمة)، وأوجبَ طاعتَهم، وحَرَّمَ الخروجَ عليهم، وأمر بلزوم جماعتِهم.
5- وعن عَوْفٍ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «"شِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تَبْغَضُونَهُمْ وَيَبْغَضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ!؛ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ -عِنْدَ ذَلِكَ- بِالسَّيْفِ ؟!، فَقَالَ: "لا!؛ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ؛ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَتِهِ» أخرجه مسلم في «صحيحه».
6- وعن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ؛ (فَلْيَصْبِرْ)؛ فَإِنَّهُ مَنْ خَالَفَ السُّلْطَانَ -قِيدَ شِبْرٍ!- فَيَمُوتَ؛ إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً!!» متفق عليه.
7- وعن عِياضٍ بنِ غَنْم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانٍ؛ (فَلا يُبْدِهِ عَلَانِيَـةً)، وَلَكِنْ يَأخُذُ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ» صححه الألباني في «ظلال الجنة».
• قال ابن عبد البر: «إن لم يتمكن من نصح السلطان، فالصبر والدعاء»اهـ.
8- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «نَهَانَا كُبَرَاؤُنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: "لا تَسُبُّوا أُمَرَاءَكُمْ، وَلا تَغِشُّوهُمْ، وَلا تَبْغَضُوهُمْ، وَلا تَعْصُوهُمْ، وَاتَّقُوا اللَّهَ (وَاصْبِرُوا)؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ قَرِيبٌ"» جَوَََّدَهُ الألباني في «ظلال الجنة في تخريج ” السُّنة “».
• قلت: نهي أكابرُ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن تحريمِ سَبِّ الحُكَّام؛ لأنه نَواةُ فتنةِ الخروجِ عليهم، ومفارقةِ جماعةِ المسلمين.
9- وقد أَجْمَعَ العلماءُ على كُلِّ ما سبق:
• فقال النووي رحمه الله: «وأما الخروجُ عليهم وقتالُهُم؛ (فَحَرَامٌ بإجماعِ المسلمينَ)، وإِنْ كانوا فَسَقَةً ظالمين. وقال جماهيرُ أهلِ السُّنةِ: لا ينعزلُ بالفِسْقِ والظلم، وتعطيلِ الحقوقِ، ولا يُخْلَعُ ولا يجوزُ الخروجُ عليه بذلك، بل يَجِبُ وَعْظـُه»اهـ.
◄ شبهة!:
يقولون!: إنَّ الأحاديثَ السابقةَ حقٌّ، لكنها تَتَنَزَّلُ على الإمامِ الذي بايعه الناسُ وارتضوه، وليس فيمن سَلَبَ الشَّعْبَ حقَّ الاختيارِ؛ فغلبهم بسُلْطَتِه، واستَبَدَّ بالحُكْمِ!.
◘ والرد عليها:
أنَّ الشرعَ قد اعتبَرَ وِلَايةَ الْمُتَغَلِّبِ (وِلَايةً صحيحةً) -شأنُه في ذلك شأنُ الإمامِ المُبايَع بلا فرق!-؛ وذلك درءً لفتنةِ إراقةِ الدماءِ، وصَوْنًا للأعراضِ والأموالِ، وجمعًا لوحدة المسلمين، وحفظًا لأمنِ البلادِ مِن أعدائِهم. وقد دَلَّ على ذلك النصُّ والإجماعُ:
1- فأما النص:
فعن حُذيفةَ بنِ اليمانِ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ .. ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبوَّةِ ... ثُمَّ تَكُونُ (مُلْكًا جَبْرِيَّةً)».
• قلت: وفي قولِه صلى الله عليه وسلم «مُلْكًا جَبْرِيَّةً» إشارةٌ إلى اعتبارِ وِلايةِ المتغلب؛ حيث ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فيما هو كائن ولم يبين بطلانها؛ مما يدل على اعتبارها.
2- وأما الإجماع:
فقد جرى على ذلك الصحابةُ والتابعونَ وسائرُ الأئمةِ؛ إذ أقروا بصحةِ الولاياتِ الجبريةِ على مَرِّ العُصورِ السابقةِ -مِن لَدُنْ ولاية اليزيد بن معاوية مرورًا بسائر خُلَفاءِ بَنِي أُمَيَّةَ وخُلَفاءِ بَنِي العَبَّاسِ وجميع مَنْ جاء بَعدهُم مِن الحكَّامِ- إلى زماننا هذا.
• قال ابن بطال رحمه الله: «(أجمع الفقهاء) على وجوبِ طاعةِ السلطانِ المتغلب، والجهادِ معه، وأن طاعتَه خيرٌ مِنَ الخروجِ عليه؛ لِما في ذلك مِن حَقْنِ الدماءِ، وتسكين الدَّهْمَاءِ!»اهـ.
• وقال الشوكاني رحمه الله: «ومذهبُ (أهلِ السُّنةِ والجماعةِ)، أنَّ الإمامةَ يَصِحُّ أنْ تَنْعقِدَ لِمنْ غَلَبَ الناسَ، وقَعَدَ بالقوةِ في مَوْضِعِ الْحُكْمِ»اهـ.
◄ الواجب عمله للخروج من هذه الفتنة ! ►
1- تصحيح المعتقد: فيما يتعلقُ بعَلاقَةِ الحاكمِ والمحكومِ، مع نَشْرِهِ في الناسِ وتعليمِهِمْ إيَّاهُ.
2- لزوم جماعة المسلمين وإمامهم: بعدم الخروجِ عليه ولَوْ بالكلمةِ فَضْلاً عنِ التظاهرِ! والقتالِ!!.
3- لزوم البيوت في أماكن الفتنة، و كَفّ الأيدي والألسن عنها: فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «سَتَكُونُ فِتَنٌ، القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ (أي: تَعَرَّضَ) لَهَا؛ تَسْتَشْرِفْهُ!(أي: تُهْلِكْهُ)، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ (يعني: الْزَمُوا بُيُوتَكُمْ) حَتَّى تَنْجَلِيَ» متفق عليه.
5- التوبة إلى الله من المعاصي، والتضرع إليه سبحانه وتعالى بالصلاة وبالدعاء؛ لكشف هذه الغمة :
فلا شَكَّ أنَّ البلاءَ ما حَلَّ بنا إلا لأننا ابتعدنا كثيرًا عن دينِنا، وتكالبنا على الدنيا وشهواتِها، فَـﭑزْدَرَيْنا نِعَمَ اللهِ علينا؛ كما قال تعالى: http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos1.pngوَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَhttp://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos2.png.
وقد بين سبحانه وتعالى أنه لا يُنْزِلُ البلاءَ بالناسِ إلا ليرجعوا إلى دينهم؛ كما قال تعالى: http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos1.pngظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَhttp://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos2.png، وقال كذلك: http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos1.pngفَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْhttp://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos2.png؟!
◄ وختاما ►
◘ لا يَظُنَّنَّ أَحَدُكُم أنَّ الانصياعَ لِأوامِرِ اللهِ ورسولِه في معاملةِ أولياءِ الأمورِ يُعَدُّ مِن الخذلانِ! أو السلبيةِ! أو الانبطاحِ! أو العَمالَةِ!، أو يظن أنَّ العلماء يدافعون بذلك عن حُكَّامِ الدُّوَلِ الظَّالِمَةِ حُبًّا في ظُلْمِهِم!، أو رُكُونًا إلى دُنْياهُم!! -مَعاذَ اللهِ-؛ لكنَّ اللهَ سبحانه وتعالى كما أنه حَرَّمَ الفِتنةَ، فقد حَرَّمَ كُلَّ ما يُفْضِي إليها؛ وذلك حَقْنًا للدِماءِ وصَوْنًا لِلأعراضِ و الْحُرُماتِ.
◘ ولْتَعْلَمُوا أنَّ الإِعْراضَ عن أمْرِ اللهِ ورسولهِ؛ سَبَبٌ في زوالِ نعمةِ الأمنِ، وحلولِ الخوفِ والفزع؛ كما قال تعالى: http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos1.pngوَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًاhttp://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos2.png!.
كما أنَّ مخالفةَ هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في التعاملِ مع الحكامِ مِنْ مُوجِباتِ الفتنةِ في الدنيا والعذابِ في الآخرةِ؛ كما قال تعالى: http://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos1.pngفَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌhttp://www.way2jannah.com/vb/images/smilies/qos2.png.
وعليكم بوصية ابن مسعود رضي الله عنه عندما قال: «أَيُّهَا النَّاسُ!، اتَّقَوُا اللَّهَ، وعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهُمَا حَبْلُ اللَّهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَمَا تَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ (خَيْرٌ) مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ!، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا إِلَّا جَعَلَ لَهُ نِهَايَةً !».
وكتبه أخوكم
أبو رقية الذهبي
جواهر الجزائرية
2011-11-16, 03:38
بارك الله فيك أم منير
وفيكم بارك الله اخي عياد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[/center]
للأسف أخي الفاضل فالواقع الذي نعيشه واقع مرير للغاية وكنت أتمنى لو نفتح موضوع خاص بهذا الواقع ونتناقش في الحلول من وجهة نظر شرعية لأول مرة في حياتنا لأن أغلب الذين يتكلمون بإسم الأمة لا يرجعون إلى الشرع في تقديم الحلول لهذا لم نرى منهم إلا الانحطاط والتقهقر إلى الوراء والله المستعان, مع أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الحل في قوله((حتى ترجعوا إلى دينكم) ولم يقل حتى تطيحوا حكوماتكم لأن الحكام ليسوا هم الداء بل هم أحد أعراض الداء فلا بد لنا من التفريق بين الداء وأعراض الداء والدواء.
ولي الأمر المسلم ....ولا تسقط الطاعة إلا المعصية ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق))ولا تسقط الإمامة إلا في حالة الكفر الصريح((حتى تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان))
الوصول إلى الحكم بطريقة غير شرعية كالتوريث أو الإنقلاب أو الانتخابات بدل الشورى يعتبر معصية وإثم كبير لكن هذا الإثم إنما يقع على الحاكم لا المحكوم أما المحكوم فلا يصح له أن ينزع يدا من طاعة(إلا في المعصية)) ولا يخرج عن الحاكم(إلا في الكفر الصريح) وقد ثبت في هذا الإجماع,
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ( الفتح 13/9 ، تحت الحديث رقم : 7053 ) :
« قال ابن بطال . . . أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلَّب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه . . . » انتهى .
وقال الشوكاني رحمه الله: «ومذهبُ (أهلِ السُّنةِ والجماعةِ)، أنَّ الإمامةَ يَصِحُّ أنْ تَنْعقِدَ لِمنْ غَلَبَ الناسَ، وقَعَدَ بالقوةِ في مَوْضِعِ الْحُكْمِ»اهـ.
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ( الدرر السنية 7/239 ) :
« الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلّب على بلدٍ أو بلدان ؛ لـه حكم الإمام في جميع الأشياء » انتهى .
وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن - رحمهم الله - ( مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/168 ) :
« وأهل العلم . . . متّفقون على طاعة من تغلّب عليهم في المعروف , يرون نفوذ أحكامه وصحة إمامته ؛ لا يختلف في ذلك اثنان . . . » انتهى .
وهنا غاب العلماء عن دورهم الحقيقي فالحمد لله الآن وسائل الإتصال كثيرة جدا ولايخلو حيا من مسجد فكان الأحرى استغلالها من طرف العلماء الأمة لتجنيب الشعوب فتنة الخروج وما نتج عنها الآن من قتل وتشريد في الدول التي قامت فيها المظاهرات وكذلك دعوة الحكام إلى الإصلاح بالتي هي أحسن لأننا نعيش زمن الفتن وقد تكالبت علينا الدول الغربية بكل ما تملك والشعب تاه بين ديمقراطيتهم وبين حكم حكامنا .
وبارك الله فيك ودمت بود.
جمال البليدي
2011-11-16, 11:55
وهنا غاب العلماء عن دورهم الحقيقي فالحمد لله الآن وسائل الإتصال كثيرة جدا ولايخلو حيا من مسجد فكان الأحرى استغلالها من طرف العلماء الأمة لتجنيب الشعوب فتنة الخروج وما نتج عنها الآن من قتل وتشريد في الدول التي قامت فيها المظاهرات وكذلك دعوة الحكام إلى الإصلاح بالتي هي أحسن لأننا نعيش زمن الفتن وقد تكالبت علينا الدول الغربية بكل ما تملك والشعب تاه بين ديمقراطيتهم وبين حكم حكامنا .
وبارك الله فيك ودمت بود.
1-أخي الفاضل "جمال" قولك(غاب العلماء)) هذا غير صحيح بل منازلهم مفتوحة ومحاضراتهم معلومة لكن الإعلام لا يقف في صفهم ولا يريد ابرازهم لأسباب اديولوجية كلنا نعلمها فهم موجودون لكن الإعلام لا يبرزهم وقد تكلموا وبينوا ونصحوا.
2-أما عن تيهان الشعب فهذا واقع لا يمكنني مخالفتك فيه لكن سببه واضح للعيان وهو البعد عن الدين وأقصد بالبعد أي البعد عن تعلمه والعمل به.
وإلا أخبرني هل الناس اليوم كلهم مستعدون لتحكيم الشريعة؟ هل شارب الخمر مستعد لأن لا يتشري خمرا وهل المتبرجة مستعدة لتلبس الحجاب في دولة إسلامية وهل ....وهل........؟ لا أستطيع أن أجيب حتى لا أدخل في نيات الناس لكن الواقع لا يرحم إذ لو قمنا بإنقلاب-مثلا- ووصلنا إلى الحكم وحكمنا بالشريعة فحتما سينقلب علينا غيرنا ممن لا يرضون بتحكيم الشريعة ونبقى في دوامة الإنقلابات لا نخرج منها لأن الشعب لا يرضى بأي حاكم.
وفي هذا يقول العلامة الألباني رحمه الله ((فلكي يتمكن المسلمون من تحقيق هذا النص القرآني والوعد الإلهي، فلا بد من سبيل بيّن وطريق واضح، فهل يكون ذلك الطريق بإعلان ثورة على هؤلاء الحكام الذين يظن هؤلاء أن كفرهم كفر ردة ؟ ثم مع ظنهم هذا – وهو ظن غالط خاطئ – لا يستطيعون أن يعملوا شيئاً
إذاً؛ ما هو المنهج ؟ وما هو الطريق ؟
لا شك أن الطريق الصحيح هو ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدندن حوله، ويُذكّر أصحابه به في كل خطبة: ] وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم [.
فعلى المسلمين كافة – وبخاصة منهم من يهتم بإعادة الحكم الإسلامي – أن يبدؤوا من حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو ما نوجزه نحن بكلمتين خفيفتين: (التصفية، والتربية).
ذلك لأننا نعلم حقائق ثابتة وراسخة يغفل عنها – أو يتغافل عنها – أولئك الغلاة، الذين ليس لهم إلا إعلان تكفير الحكام، ثم لا شيء.
وسيظلون يعلنون تكفير الحكام، ثم لا يصدر منهم – أو عنهم – إلا الفتن والمحن !!.
والواقع في هذه السنوات الأخيرة على أيدي هؤلاء، بدءاً من فتنة الحرم المكي، إلى فتنة مصر، وقتل السادات، وأخيراً في
سوريا، ثم الآن في مصر والجزائر – منظور لكل أحد –: هدر دماء من المسلمين الأبرياء بسبب هذه الفتن والبلايا، وحصول كثير من المحن والرزايا.
كل هذا بسبب مخالفة هؤلاء لكثير من نصوص الكتاب والسنة، وأهمها قوله تعالى: } لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً { (21 – الأحزاب).
إذا أردنا أن نقيم حكم الله في الأرض – حقاً لا ادعاء –، هل نبدأ بتكفير الحكام ونحن لا نستطيع مواجهتهم، فضلاً عن أن نقاتلهم ؟ أم نبدأ – وجوباً – بما بدأ به الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
لاشك أن الجواب: } لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ … {.
ولكن؛ بماذا بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
من المتيقين عند كل من اشتم رائحة العلم أنه صلى الله عليه و سلم بدأ بالدعوة بين الأفراد الذين كان يظن فيهم الاستعداد لتقبل الحق، ثم استجاب له من استجاب من أفراد الصحابة – كما هو معروف في السيرة النبوية –، ثم وقع بعد ذلك التعذيب والشدة التي أصابت المسلمين في مكة، ثم جاء الأمر بالهجرة الأولى والثانية، حتى وطد الله عز وجل الإسلام في المدينة المنورة، وبدأت هناك المناوشات والمواجهات، وبدأ القتال بين المسلمين وبين الكفار من جهة، ثم اليهود من جهة أخرى … هكذا.
إذاً؛ لا بد أن نبدأ نحن بتعليم الناس الإسلام الحق، كما بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن؛ لا يجوز لنا الآن أن نقتصر على مجرد التعليم فقط، فلقد دخل في الإسلام ما ليس منه، وما لا يمت إليه بصلة، من البدع والمحدثات مما كان سبباً في تهدم الصرح الإسلامي الشامخ.
فلذلك كان الواجب على الدعاة أن يبدءوا بتصفية هذا الإسلام مما دخل فيه.
هذا هو الأصل الأول: (التصفية)
وأما الأصل الثاني: فهو أن يقترن مع هذه التصفية تربية الشباب المسلم الناشئ على هذا الإسلام المصفى)))).انتهى كلامه رحمه الله فهل من متدبر.
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2011-11-16, 16:07
بارك الله في مسعى الجميع وأضيف
ومما يؤكد أن الإمام ابن باز لا يفرِّق بين المظاهرة السلمية وغير السلمية كلامه الآتي:
قال –رحمه الله- في "مجموع الفتاوى" (27/162-164) خلال محاضرة له:
"...وعليك باللين والرحمة والرفق. ولما بعث الله موسى وهارون لفرعون ماذا قال لهما، قال سبحانه: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}([3])، فأنت كذلك لعل صاحبك يتذكر أو يخشى، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه))([4])، وهذا وعد عظيم في الرفق ووعيد عظيم في المشقة، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((من يحرم الرفق يحرم الخير كله))([5])، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالرفق فإنه لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه))([6]).
فالواجب على الداعي إلى الله أن يتحمل، وأن يستعمل الأسلوب الحسن الرفيق اللين في دعوته للمسلمين والكفار جميعاً، لا بد من الرفق مع المسلم ومع الكافر ومع الأمير وغيره ولاسيما الأمراء والرؤساء والأعيان، فإنهم يحتاجون إلى المزيد من الرفق والأسلوب الحسن لعلهم يقبلون الحق ويؤثرونه على ما سواه، وهكذا من تأصلت في نفسه البدعة أو المعصية ومضى عليه فيها السنون يحتاج إلى صبر حتى تقتلع البدعة وحتى تزال بالأدلة، وحتى يتبين له شر المعصية وعواقبها الوخيمة، فيقبل منك الحق ويدع المعصية.
فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق، والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات. ويلحق بهذا الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبة التي هي أحسن، فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم. ولا شك أن هذا الأسلوب يضر الدعوة والدعاة، ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب لكن يحصل به ضده، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها، أو يقضي عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله"([7]).
فسماحته كما ترى ينصح الداعي إلى الله:
1- أن يستعمل الأسلوب اللين الرفيق في دعوته للمسلمين والكفار جميعاً.
2- وأنه لابد من الرفق مع المسلم والكافر والأمير وغيره.
3- أكدَّ هذا بالحث على الرفق بالأمراء وغيرهم ، فقال: " ولاسيما الأمراء والرؤساء والأعيان، فإنهم يحتاجون إلى المزيد من الرفق والأسلوب الحسن".
4- ويقول: " فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق".
5- ويقول: " والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق".
وعدّد هذه الوسائل السيئة العنيفة، ومنها المظاهرات، ولم يقيدها بغير السلمية ولا بالسلمية، وذكر أنها قد تسبب شراً عظيماً على الدعاة، ثم قال:
" فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة".
6- بيّن الطريق بأنه يكون بالزيارة والمكاتبة..الخ.
7- ثم أكد بطلان المظاهرات، وأنها لا صلة لها بالإسلام، فقال:
" فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم..الخ".
ولو كان يُفرِّق بين المظاهرات السلمية وغير السلمية لما استخدم أسلوبا واحداً في نصائحه، ألا وهو التعميم والإطلاق؛ لأنها كلها شر وبلاء وتخريب وتدمير، ولو كانت في بدايتها سلمية، ولو أدرك الشيخ ابن باز –رحمه الله- ما يجري الآن في المظاهرات من الدماء وإزهاق الألوف المؤلفة من الأرواح وإتلاف الأموال وتعطيل المصالح وتشريد الضعفاء والمساكين لما قال: قد تسبب كذا وكذا ، ولكان كلامه أشد في ذمها وتحريمها وبيان مفاسدها المحققة المؤكدة.
وأرى أنه يجب على الدكتور الاعتذار عن تحميله لكلام الإمام ابن باز ما لم يقصده ولا يدل عليه كلامه من قريب ولا من بعيد.
وعلماء السنة في كل مكان يحرمون المظاهرات ولله الحمد، ومنهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي المملكة سابقاً، والعلامة محمد بن صالح العثيمين، وهيئة كبار العلماء وعلى رأسهم مفتي المملكة الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفضيلة الشيخ صالح اللحيدان، ومحدِّث الشام محمد ناصر الدين الألباني، وعلماء السنة في اليمن وعلى رأسهم الشيخ مقبل الوادعي، وعلماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ محمد علي فركوس، رحم الله من مضى منهم، وحفظ الله وثبّت على السنة من بقي منهم، وجنّب المسلمين البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن.
يتبع. كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
12/4/1432هـ
" فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم..الخ".
هل يعقل ان يصدر مثل هذا الكلام ممن ينسب نفسه الى العلم
الا يفرق بين رسول ارسله الله داعية و مبلغا لاحكام ربه و بين مظاهرات تطالب بحقها من حاكم جائر
افلاس ما بعده افلاس
http://www.alwatanyh.com/imgcache/20092.png
جمال البليدي
2011-11-16, 17:17
" فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم..الخ".
هل يعقل ان يصدر مثل هذا الكلام ممن ينسب نفسه الى العلم
الا يفرق بين رسول ارسله الله داعية و مبلغا لاحكام ربه و بين مظاهرات تطالب بحقها من حاكم جائر
افلاس ما بعده افلاس
http://www.alwatanyh.com/imgcache/20092.png
هل تعرف حقا قائل هذا الكلام؟ أم أنك ظننته للعلامة المجاهد ربيع المدخلي فرحت تحتهد لترده و تكتب ما تكتب!
قال الشيخ ابن باز رحمه الله ( فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق ، و الأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله ، أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرا عظيما على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع و الهتافات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة .
فالطريق الصحيح : بالزيارة ، والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس ، و الأمير ، وشيخ القبلة بهذه الطريقة لا بالعنف ، والمظاهرة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم ، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة ، و يمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن ، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب ، لكن يحصل به ضده ، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها أو يقضي عليها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) إ.هـ مجلة البحوث الإسلامية ـ العدد 38صـ 210.
فلا تتسرع أخي عزام وقد نصحتك بذلك من قبل.
2-
استدلال العلامة ابن باز رحمه الله بفعل النبي صلى الله عليه وسلم استدلال قوي لا يمكن لأهل الأهواء إبطاله مهما حاولوا وشنعوا فنبينا عليه الصلاة والسلام هو القدوة في هذا كله ولا يكون العمل مقبولا إلا إذا اقترن بالإخلاص لله(لا للدمقراطية) والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم(لا للمظاهرات الغربية))).
فمنذ أن جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله تعالى؛ انفجرت في مكة مشاعر الغضب والكراهية تجاهه وتجاه أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين من قبل عامة المشركين وزعماء الكفر بصفة خاصة .
عشرة أعوام مُرَّةٍ مَرَّتْ على المسلمين في مكة وهم يعذبون ويضطهدون حتى زلزلت الأرض من تحت أقدامهم واستبيحت -في الحرم الآمن- دمائهم وأموالهم وأعراضهم. عشرة أعوام رأوا فيها ألوانًا من العذاب الجسدي والنفسي .
وممن عذب من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين :
1 ) عمار بن ياسر رضي الله عنه كان المشركون يخرجون به وبوالديه إلى الصحراء في شدة الحر فيعذبونهم أشد أنواع العذاب .
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهم فيقول لهم :
(( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ))
2 ) وهذا بلال بن رباح رضي الله عنه كان أمية بن خلف أحد زعماء الكفر في قريش يعذبه عذاباً شديداً في صحراء مكة حتى أنه كان يضع الصخرة العظيمة على صدره .
ما كانت ردة فعل بلال تجاه هذا التعذيب والاضطهاد سواء قوله : أحد أحد ...
3 ) وهذا خباب بن الأرت رضي الله عنه كان الكفار يعذبونه عذاباً شديداً لدرجة أنهم كانوا يضعون الأحجار على النار حتى تحمر ثم يفردونها على الأرض ثم يأمر بخباب ويسحب على ظهره فوق الجمر والأحجار الساخنة .
وعندما أشتد العذاب والاضطهاد :
جاء بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردته في ظل الكعبة فقالوا : يا رسول الله : ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط من الحديد دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله تعالى هذا الأمر حتى ييسر الراكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ))
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:15
الردُّ على الدكتور سعود النفيسان في ادعائه جواز المظاهرات
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فقد نشر الدكتور سعود بن عبد الله النفيسان ـ وفقه الله للصواب ـ قبل أيَّام قليلة، مقالاً بعنوان: (نظرات شرعية في وسائل التعبير العصرية)، ذهب فيه إلى جواز المظاهرات، وقد أسفتُ كلَّ الأسف أن يبادر الدكتور إلى إصدار هذا المقال في هذا التوقيت بالذات، إذ لا يخفى على مثله المؤامرات التي تحاك ضد دول المنطقة، وبتحريك واضح من دولة إقليمية معروفة بعدائها التاريخي للإسلام والعروبة، خاصة للمملكة العربية السعودية: قلعة التوحيد والسنة، حيث بدأت الدعوات الغوغائية في مواقع الشبكة العالمية تتنادى لإثارة الشغب والفوضى في بلاد التوحيد والوحدة، بدعوى (المظاهرات السلمية) التي عدَّها الدكتور من وسائل التعبير التي لا يجوز لولي الأمر منعها وتقييدها! وقد تلقَّف أهل الفتنة مقال الدكتور بسعادة بالغة، فنشروها في مواقعهم ومنتدياتهم، وطاروا بها كل مطار. وهنا لا بدَّ أن أذكِّره وسائرَ القرَّاء المنصفينَ بأنَّه ـ أعني الشيخ سعود النفيسان نفسَه ـ كان أحد الموقِّعين على البيان الذي صدر سنة (1425هـ/2005م)، عن أكثر من ستين شخصية أكاديمية في المملكة للتحذير من الاستجابة لدعوة سعد الفقيه إلى التظاهر، وهذا نص البيان:
(فقد انتشر خبر الأعمال التي دعا إليها د. سعد الفقيه عبر قناته (الإصلاح) وإننا أداءً لواجب النصيحة، وأمانة المسؤولية، والحرص على أمن هذا البلد واستقراره وائتلاف كلمته نرفض هذا العمل، ونُحَذِّر من المشاركة فيه، أو الاستجابة لهذه الدعوة التي تقود تداعياتها إلى فساد وإفساد، وإضرار بمصالح المجتمع ووحدة البلاد، وفتح الثغرات للأعداء والكائدين. وإن بلادنا لم تكن أحوج إلى الاستقرار والائتلاف والتكاتف منها في هذه الظروف والمتغيرات العالمية والأحداث المحيطة. وبقدر حاجتنا إلى خطوات جادة في الإصلاح وضرورة ذلك بآلياته ومراحله الواضحة فإننا بحاجة إلى سلوك الطريقة الصحيحة لتحقيق ذلك بعيدًا عما يؤدي إلى مظاهر الفوضى والمواجهات التي تثير التنازع وتُحدِث الفشل وذهاب الريح. ومن المقرر أن من أعظم مقاصد الشريعة الاعتصام بحبل الله، ووحدة الكلمة على الحق، وتجنب أسباب التنازع والشقاق، كما قال سبحانه : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، وقال تعالى : {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}.) انتهى.
وهذا كلام حكيم، وتوجيه سديد، وفتوى صحيحة مستندة إلى أحكام واعتبارات ما زالت قائمة، بل يعلم كلُّ عاقل أن المفاسد والأضرار المذكورة لم تعدْ متوقعةً بظنٍّ غالبٍ فقط، بل بيقينٍ يكاد كل من نوَّر الله بصيرته بالعلم والفقه في عواقب الأمور يراها رأي العين. فمن عجبٍ أن يبادر د. النفيسان إلى تجاهل ما علمه وأدركه قبل سنوات، مناقضًا لنفسه، وناقضًا لذلك البيان الجماعي، فيحقُّ لنا أن نذكِّره بقول الله عز وجل: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}.
ثم إنني ازددتُ أسفًا وتألمًا لمَّا تأملتُ الشبهات التي ساقها الشيخ لتأييد قوله، فوجدتها وجوهًا من التدليس والتلبيس اضطر إليها الشيخُ لعجزه عن تقديم الدليل والبرهان. وسأكتفي هنا بمناقشة بعضها بإيجاز:
1- ادعى الشيخ ـ وفقه الله للصواب ـ أن (المظاهرات السلمية) ممَّا: (جدَّ في عصرنا اليوم من وسائل للتعبير لم تكن معروفة من قبل). وهذه دعوى باطلة، فالمظاهرات من الوسائل الموغلة في القدم، واشتهرت عن الرومان واليونان خاصة، والأوربيين عامة، ومن نظر في (قصة الحضارة) لديورانت لاحظ كثرة المظاهرات في أوربا قبل الثورة الفرنسية وبعدها، لكنها صارت بعد الثورة الفرنسية من الحقوق المدنية التي تصونها الدساتير والقوانين الوضعية، لهذا ظهر هذا السلوك عند المسلمين في عهد الاستعمار الغربي للبلاد الإسلامية، وربما كان الاستعمار نفسه يشجِّع على ممارسته، ليغرس في المسلمين بعض سننه ومفاهيمه في السياسة والاجتماع، وقد ذكر الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله في (مجلة الفتح) السنة الأولى، عدد (64) خبر أول مظاهرة نسائية في سوريا عام 1927م في ظل الاحتلال الفرنسي! وقد كان العلماء الربانيون يدركون أن هذا السلوك الاجتماعي الجديد لا خير فيه، ففي ثورة المصريين على الانكليز سنة 1919م جاهر العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله بإنكار المظاهرات، وبيَّن أن خروج الاحتلال لا يكون بها، بل بالعودة إلى الكتاب والسنة وإصلاح العقائد والعبادات. وصدق في ذلك، فقد شهدت تلك المظاهرات خروج هُدى شعراوي فيها سافرةً، فكانت أول مصرية مسلمة رفعت الحجاب (الأعلام للزركلي: 8/78)!
2- فإذا علمنا أن المظاهرات من السلوك الاجتماعي لدى سائر الأمم منذ القدم؛ فلا بدَّ أن نوضح سبب عدم ظهورها عند المسلمين إلا في العصر الاستعماري الحديث؛ فإن هذا من أعظم الأدلة على أنها لم تكن من سنة المسلمين عبر عصورهم المختلفة ـ وإن كانت تقع أحيانًا من سفهائهم كما سيأتي ـ.
وتوضيح هذا: أن تجنُّب هذا السلوك عمدًا، مع قيامي الدواعي له في أحوال مختلفة؛ كان نتيجةً لخصوصية المنهاج والتربية التي غرسها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته، فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة مشهورة: وجوب السمع والطاعة للحاكم المسلم، ونهى عن الخروج وشق عصا الطاعة، كما نهى عن القتال في الفتنة، وأمر بلزوم البيوت عندها، وبيَّن أن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، وأن من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجأ أو معاذًا فليعذ به، وأمر بكسر السيوف، وبالعزلة، والاشتغال بالعبادة... وسار صحابته الكرام رضي الله عنهم على نهجه في مجانبة الفتن والتحذير منها... فكانت تلك الأحاديث والآثار ـ وهي كثيرة جدًّا مبثوثة في كتب العقيدة والحديث والفقه والآداب الشرعية والأحكام السلطانية ـ بمجموعها سببًا في تكوين ما يمكن تسميته بسلوك جمعي تميَّز به المجتمع الإسلامي، حيث يحرص أفراده على استقراره وأمنه واجتماعه، وعلى مجانبة الفتن والشقاق والفوضى. وهذه الخصوصية الدينية لم يكن المستشرقون ليفهموها لهذا ادعوا أن الفقهاء عمدوا إلى وضع تلك النصوص إرضاءً للخلفاء المستبدين!
3- نعم؛ لم تكن المظاهرات من سنن المسلمين، لهذا لم تظهر في تاريخهم إلا في سلوك شاذٍّ عُرف بخروج الغوغاء، والأوباش، والسفلة، والسوقة، والمنتهِبَة، ونحو هذه الألفاظ التي كان العلماء يصفون بها بعض حالات الفوضى والشغب التي كانت تقع عند هيجان العامة وثوران الرعاع والدهماء والعبيد والسفهاء ونحوهم. ومن هنا يمكننا القول بأن المظاهرات كانت معروفة لدى المسلمين، لكنها لم تكن من سنتهم، بل كانوا يحرمونها وينبذونها، ويصفون القائمين بها بالغوغاء، وأول وأشهر مظاهرة في تاريخ الإسلام كانت بخروج (الغوغاء) على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان خروجهم في (مظاهرة سلمية!)، ورغم أن الخليفة الراشد أصدر أوامره الصارمة بعَدَم: (استخدام العنف ضد المتظاهرين!) فإنها انتهت بمقتله رضي الله عنه، فكانت من أعظم الفتن التي نزلت بالمسلمين، وتركت آثارًا سيِّئة لم تنقطع بعضها حتى يوم الناس هذا. لهذا كان الحسن البصري رحمه الله إذا ذُكر الغوغاء وأهل السوق؛ قال: قتلةُ الأنبياء! (التاريخ الصغير للبخاري 1/115). وأصل الغوغاء: الجراد حين يخفُّ للطيران، ثم استعير للسفلة من الناس والمتسرعين إلى الشرِّ. وقد ذكر المؤرخون في حوادث سنة (308هـ): (أنَّ الأسعار غلتْ ببغداد؛ فاضطربت العامة، وتجمع من الغوغاء عشرة آلاف، وفتحوا السجون، وقاتلوا الوزير وولاة الأمور، ودام القتال أيامًا، وقتل عدة، ونهبت أموال الناس، وأخربوا مجالس الشرطة، وأحرقوا الجسور، واختلت أحوال الخلافة جدًّا، ومحقت بيوت الأموال، وأنهم عدوا على الخطيب يوم الجمعة، فمنعوه، وكسروا المنابر! فأمر السلطان بمحاربة العوام فأخذوا وضربوا)، يعني: أن الدولة اضطرت إلى (استخدام العنف ضد المتظاهرين)! وفي كتب التاريخ أمثلة عديدة، لا يتسع هذا المقال لذكرها، وقد اتَّفق المؤرخون ـ وهم من أجلة علماء الإسلام كابن الجوزي والذهبي وابن كثير وغيرهم ـ على ذكرها على وجه الذمِّ والاستنكار.
4- لم يكن د. الفنيسان موفَّقًا في (وقفته الأولى) في تعريف مصطلح (المظاهرة)، فإنه ذكر المعنى اللغوي للكلمة، وأدخل فيه المعنى الاصطلاحي، ولم يحرر الفرق بين الاثنين، ولم يحدَّ كلًّا منهما بحدِّه، فالمظاهرة تأتي في اللغة بمعنيين: الأول: ظهور الشيء إذا بان واتضح، والثاني: المعاونة والمناصرة. والمراد في الاصطلاح الحادث المعنى الأول لا الثاني، لهذا جاء في (المعجم الوسيط) ـ كما نقله الدكتور ـ: (المظاهرة إعلانُ رأيٍ وإظهارُ عاطفةٍ بصورة جماعية). ولم يكمل الدكتور النَّقل، فقد عُلِّم على هذا التعريف بـ: (مج)، ومعناه: أن هذا التعريف أقرَّه مجمع اللغة العربية بمصر، وهذا لكونه حادثًا، وأصل هذا في (قرارات مجمع اللغة العربية)، حيث قالوا: (يستعمل المحْدَثُون (المظاهرة) بمعنى إعلان رأي، أو إظهار عاطفة في صورة جماعية، وهي تقابل في هذه الدلالة (Manifestation). والعرب يستعملونها بمعنى العون من الظهر كالمساعدة من الساعد، والمعاضدة من العضد، والمكاتفة من الكتف. والأقرب إلى المعنى الحديث: (تظاهروا تظاهرًا)؛ فقد قالوا: تظاهر فلان بالشيء أظهره، ولكن المظاهرة شاعت حتى ليصعب على الناس العدول عنها). إذن هذا الاستعمال حادث في اللغة العربية، فلا معنى لقول د. الفنيسان: (وجاء لفظ المظاهرة في القرآن الكريم في أكثر من موضع)، ثم ذكر ثلاث آيات (التوبة: 3، والأحزاب: 26، والتحريم: 4)، وقد جاءت المظاهرة فيها كلها بمعنى المعاونة والمناصرة، وليس فيها أي دلالة على المعنى الحادث، فما وجه الاستشهاد بها سوى الاستكثار غير المحمود؟!
5- ذكر الدكتور في (وقفته السادسة): (أدلة المظاهرات السلمية)، وهي في الحقيقة لا تعدو أن تكون شبهات ضعيفة، منها:
أ) احتجاجه بالبراءة الأصلية، حيث كرَّر زعمه بأنها وسيلة جديدة. وقد بيَّنا أنها وسيلة قديمة، فقد عرفها المسلمون، لكنهم لم يستعملوها لمنافاتها المنهاج النبوي في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ولمقاصد الشريعة في بناء المجتمع المسلم، ولبنية العقيدة والتفكير والأخلاقيات الإسلامية، فلا يجوز بحث هذه المسألة بشكل ساذج دون مراعاةِ الخصوصية الإسلامية في الدين والدولة والاجتماع.
ب) قال: (جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية). وهذه دعوى عريضة، ومجازفة ظاهرة؛ فلا يخفى على أحدٍ من العقلاء ـ بله العلماء ـ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهما أحكام تفصيلية تتعلق بصفتهما وحدودهما وضوابطهما ومن يجوز له أن يتصدى لهما، وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ فليسا حكمين مطلقين يخوض فيهما كل أحدٍ، كيف شاء، وكما شاء. فالاستدلال بعموم الأدلة في مشروعيتهما على خصوص مسألة المظاهرات؛ من أبطل الباطل، لا يجوز لفقيه أن يقدم عليه.
ت) وذكر في أدلة الجواز: نماذج من التصرفات الاجتماعية التي تأتي في سياقها وظرفها المناسب لها، وليس لها أي مشابهة بموضوع البحث، منها: حديث الذي كان له جار يؤذيه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج متاعه في الطريق، ففعل، فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟ قال: لي جار يؤذيني. فجعلوا يلعنونه، فأته جاره فقال: ارجع إلى منزلك فوالله لا أوذيك! ومنها: حديث: (لقد طاف البارحة بآل محمد سبعون امرأة، كل امرأة تشتكي زوجها، فلا تجدون أولئك خياركم). ثم قال الدكتور ـ هداه الله ـ: (فإذا كان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم خرجن جماعات أو فرادى في ليلة واحدة يشتكين ضرر أزواجهن أليست هذه هي مظاهرة سلمية؟! فما الفرق بين هذا لو خرج اليوم أو غدًا مثل هذا العدد أو أقل أو أكثر أمام وزارة الداخلية، أو وزارة العدل، أو المحكمة الشرعية، أو دار الإفتاء، يطالبن بتوظيفهن أو رفع ظلم أوليائهن أولئك الذين يمنعونهن من الزواج، أو خرجن يطالبن بإطلاق أولادهن أو أزواجهن الذين طال سجنهم مع انتهاء مدة الإحكام الصادرة بحقهم أو لم يحاكموا أصلاً! وإذا جاز هذا للنساء كما جرى في عهد النبوة فما الذي يمنعه في حق الرجال. قولوا الحقَّ يا رعاكم الله!).
نعم ـ واللهِ ـ لنقولنَّ الحقَّ، ولنشهدنَّ به، وأنا العبدُ الفقيرُ لست سعوديًّا، ولا أقيم في المملكة، وإذا أردتُ أن أحصل على تأشيرةِ عمرةٍ أو زيارةٍ (أَتْبَهْدَل) من أجلها، ولكنِّي ـ بفضل الله ـ لست ممَّن قال ربُّنا العليُّ فيهم: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}؛ بل أحب هذه الدولة لقيامها بالتوحيد والسنة، وأدرك المكائد التي تحاك ضدَّها، وأتألم لما أراه من عقوق الحركيين لها، وكفرهم بمحاسنها، وتضخيمهم لعيوبها، وكأنَّهم ـ وهم يدَّعون العمل للإسلام ـ لا تهمُّهم من أمر هذه الدنيا إلا المال والأعمال، أما قيام الدين، وسلامة المعتقد، وظهور التوحيد، وقمع البدعة والخرافة، واجتماع الكلمة: فلا يهمهم من قريب ولا بعيد، حتَّى قال أشهرهم ـ وهو لسانهم الفاضح لهم لكثرة هَذْره ـ: (أهمُّ وجبة يجب أن تُقدّم للشعوب هي وجبة الحرية)! أما الدِّينُ وتنفيذ أحكام الشريعة وأهمها وأعلاها: صيانة عقيدة التوحيد ونبذ الشرك والبدع؛ فلا يجري منه على لسانه ذِكرٌ! ولا شكَّ أنَّه أخذ هذا من شيخه الأكبر الذي يزعم في كلِّ مناسبةٍ: (أن الحرية مقدَّمةٌ على تطبيق الشريعة الإسلامية!) والله المستعان.
أقول: فالحقُّ ـ يا أصلحك الله! ـ أنك أخطأت في الاستدلال، وأبعدت في القياس، فأين شكوى جارٍ من جار، في محلَّته وبين جيرانه، أو تردُّد سبعين امرأة على أمهات المؤمنين كل امرأة تشتكي زوجها ـ أي: لم تخرجن في جماعة منظمة، ولا إلى جهة واحدة، بل خرجت كل واحدة لوحدها، وذهبت إلى إحدى أمهات المؤمنين، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أمر بضربهنَّ، فبالغ الرجال في ذلك ـ؛ أين هذا من (المظاهرات المنظمة) التي يخرج فيها آلاف ومئات الآلاف بل الملايين، وفيهم الرجال والنساء، والصغار والكبار، والصالحون والطالحون، والعقلاء والسفهاء، وكل من هبَّ ودبَّ من عامة الناس ممن تعرف وتنكر؟
فقل الحقَّ ـ يا أصلحك الله! ـ أين هذه (المظاهرات) ذات المقاصد والغايات السياسية والاجتماعية المنظَّمة، من التجمعات المحدودة التي تجيء في سياقها الطبيعي، لسبب عارض ومعقول. فهل يعقل عدُّ خروج الناس في جنازة الإمام أحمد والإمام ابن تيمية قديمًا، وفي جنازة الإمام ابن باز في عصرنا من (المظاهرات)؟ وهل مشي عدد كبير من الطلبة خلف شيخهم وهم خارجون من المسجد أو الدرس من (المظاهرات)؟ وهل اجتماع أولياء المسجونين لعرض شكواهم على ولي الأمر في مكان ووقت جلوسه للناس من (المظاهرات)؟ وسيأتي في كلام الشيخ ابن باز نفي أن تكون إقامة شعائر الإسلام من المظاهرات.
فقل الحقَّ ـ يا أصلحك الله! ـ، وحرِّر موضع البحث، وبيِّن حدَّ (المظاهرة) بالمفهوم السياسي المعاصر، وتجنَّب التدليس والتلبيس على عباد الله!
6- لقد شعر د. سعود النفيسان بشذوذ قوله، ومخالفته لما أفتى به الراسخون في العلم منذ أن ظهرت هذه السنة السيئة في المسلمين، فحاول إيهام القرَّاء بأن الإمام الراحل عبد العزيز بن باز رحمه الله إنما أفتى بمنع المظاهرات غير السلمية، فقال: (وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (إن العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أوصوا بتجنب المسيرات والمظاهرات التي تضرُّ بالدعوة ولا تنفعها، وتسبب الفرقة بين المسلمين، والفتنة بين الحكام والمحكومين) [مجموع الفتاوى: 7/344]، فسماحته لم يعترض على المظاهرات السلمية، وإنما منع المظاهرات غير السلمية، وهي التي ينتج منها المفاسد والفتن، وهذه حرام ولا شك) انتهى.
أقول: هذا إيراد بعيد عن الإنصاف:
أولاً: لأن كلام الشيخ في بيان حال ما تؤول إليه المظاهرات، وما وصفه بها من أنها ينتج منها مفاسد وفتن هذا وصف كاشفٌ لها، وليس وصفًا مقيدًا.
ثانيًا: ينبغي أن يستحضر الدكتور سعود الفنيسان أن الأصل في (المظاهرات) في العرف الغربي لها أنها تكون (سلمية)، بل لا تسمى مظاهرة إلا إذا كانت سلمية، أما إذا كانت على وجه التخريب واستخدام القوة والعنف فهي: (أعمال شغب)، ولها توصيف وأحكام خاصة في القانون الوضعي. لهذا فإن كلام سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عامٌّ في المظاهرات، خاصَّةً أنَّ له كلامًا آخرَ يؤكد عموم المنع، وأنها ليست من سنة المسلمين، فقد قال رحمه الله: (وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته، وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم; لأن مدارها على إسحاق بن أبي فروة وهو لا يحتج به, ولو صحت الرواية فإن هذا في أول الإسلام قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة. ولا يخفى أن العمدة في الأمر والنهي وسائر أمور الدين على ما استقرت به الشريعة بعد الهجرة, أما ما يتعلق بالجمعة والأعياد ونحو ذلك من الاجتماعات التي قد يدعو إليها النبي صلى الله عليه وسلم كصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء, فكل ذلك من باب إظهار شعائر الإسلام، وليس له تعلق بالمظاهرات كما لا يخفى) [مجموع الفتاوى: 8/246].
وقال رحمه الله في موضع آخر: (فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم) [مجلة البحوث الإسلامية: 38/210].
وأما النقول عن أهل العلم المعروفين بالرسوخ والعلم والإمامة في المنع منها وتحريمها فكثيرٌ، لكنِّي أكتفي بنقل واحد، يبيِّن أن علة تحريم المظاهرات عند أهل العلم هي مخالفتها لسنن المسلمين، فقد قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: (ولا تزال بعض الجماعات الإسلامية تتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أنَّ الحكم للشعب، وتتنافَى مع قوله صلى الله عليه وسلم : (خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم).) [سلسلة الأحاديث الضعيفة: 6531].
أسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، إنه قويٌّ عزيز، له الحمد في الأولى والأخرى، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
عبد الحق التركماني
رئيس مركز البحوث الإسلامية في السويد
يوم السبت 5/3/2011م
هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا (http://www.turkmani.com/articles/40)
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:20
كلمة للشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله تعالى حول المظاهرات
هنا (http://www.safeshare.tv/v/NzKCUll7t80)
محب السلف الصالح
2011-11-17, 12:27
كلمة للشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله تعالى حول المظاهرات
هنا (http://www.safeshare.tv/v/NzKCUll7t80)
بوووووووووووووووووووووووركتي
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:32
الإخوان والوصول للكرسي ولو على جماجم المسلمين/من اخطاء القرضاوي أن يستدل على منهجه بالتاريخ الإسلامي غير مفرق بين الإسلام والتاريخ الإسلا
"قال الإمام الشاطبي: «النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً»
والعالم الرباني عاقل إذا استخف الناس، وثابت إذا طار الشباب، ومبين إذا سكت الدعاة
وخير ما يمثله الإمام أحمد بن حنبل إذ جاء في طبقات ابن أبي يعلى (1-144)
في ترجمة حنبل بن إسحق -ابن عم الإمام أحمد-:
«قال حنبل: اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله في ولاية الواثق
وشاوروه في ترك الرضا بإمرته وسلطانه فقال لهم:
عليكم بالنُّكرة في قلوبكم ولا تخلعوا يدًا من طاعة ولا تشقوا عصَا المسلمين
ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين، وانظروا في عاقبة أمركم
واصبروا حتى يستريح بر أو يُستراح من فاجر
وقال: ليس هذا صواباً هذا خلاف الآثار».
والواثق هو ابن المعتصم سار على نهج أبيه وعمه في القول بخلق القرآن، وأن الله لا يُرى في الآخرة،
وامتحن الناس على ذلك وجلد العلماء وسجنهم وألزم المسلمين ببدعته
وقتل أحمد بن نصر الخزاعي -رحمه الله- أحد أصحاب أحمد
ومع هذا لم يأمر الإمام أحمد بالخروج عليه، أو الثورة على ظلمه
وذلك حفظًا لدماء المسلمين في صورة تتناقض مع خطب د.القرضاوي
بتهييج شباب الفيس بوك - وليسوا فقهاء بغداد- في ميدان التحرير
حتى قتل 365 شاباً مع مراعاة آلات الفتك وتطور الأسلحة وزيادة أعداد الجيوش في هذا العصر
وأكثر ما أوجعني تلك الحفلة التي جمعت القرضاوي وعصام البشير السوداني في اليوتيب
من أجل الرقص على خراب مصر وكسر ظهر العروبة
في الوقت الذي اختار جنوب السودان الانفصال بخيراته ليزداد الجوع جوعاً في نفوس السودانيين
وكان الأولى بعصام البشير وجماعة الإخوان المسلمين أن يبكوا على حال السودان
مما يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين (المفسدين)
تكشر عن نابها في كل أزمة تطل برأسها على عالمنا الإسلامي السني
الذي لا ينسى تأييدهم لحكم الملالي في طهران وثورة الخميني وتصديرها لبلاد السنة
وتأييدهم لحزب البعث وزبانيته في احتلال العراق للكويت والشواهد كثيرة
ولي وقفات مع خطب القرضاوي ومداخلاته على قناة الجزيرة
لحثّ شباب 25 يناير على الثورة من أوجه:
1- القرضاوي يستدل بما روى طارق بن شهاب البَجَلي رضي الله عنه:
أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وضع رجله في الغَرْز:
أي الجهاد أفضل؟ فقال: «كلمة حق عند سلطان جائر»
والقرضاوي فاته أن الأحاديث لا تُؤخذ بهذه الطريقة
ولا تنزل على الواقع دون عرضها على أحاديث أخرى صحيحة تلزم المسلم بالسمع والطاعة
وتبين له الطريقة الشرعية في النصح للحكام
واحترام هيبة الحاكم والدولة ومؤسساتها القائمة
واستعمال اللين والرفق في النصح والإرشاد والصبر والاحتساب
ولا يمكن أن يفهم من الحديث جواز المظاهرات
لأن الحديث يشير إلى قول الحق للسلطان والحاكم وجهاً لوجه
بدليل ورود الحديث بلفظين لسلطان وعند سلطان وهما يدلان على القرب والظرفية
وهكذا كان السلف الصالح والخلف الصالح ينصحون الحكام وجهاً لوجه برفق ولين
وفق منهج النبي صلى الله عليه القائل في الحديث الذي صححه الألباني بمجموع طرقه:
«من أراد أن ينصح لذي سلطان في أمر فلا يبده علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به
فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه»
وسار عليه خلفاؤه الراشدون والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين
دون تهييج للعامة على رؤوس المنابر والقنوات الفضائية
وسار على نهجهم الأئمة كابن باز وابن عثيمين وغيرهم
ونقل الخطيب البغدادي عن هارون الرشيد أنه قال للأصمعي ضمن حكاية:
«وقِّرْنا في الملأ وعلّمْنا في الخلاء».
ويؤكد أن المراد وجهاً لوجه استدلال القرضاوي نفسه
بما روى جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«سيد الشهداء: حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله»
وأما قوله :
وجعل ابن القيم هذا النوع من الجهاد ثلاث مراتب: باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب، حسب الاستطاعة
فإن ابن القيم نفسه هو القائل في إعلام الموقعين (3-6):
« فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره
وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم
فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر»
مما يدل أن القرضاوي كان بوقاً لقناة الجزيرة في كل أحاديثه وخطبه
وكان انتقائياً وغير موضوعي في سبيل تصفية حسابات سياسية بين الدول
ولذلك كان يختطف النصوص ويبترها ويؤولها استدلالاً لمنهجه وتحقيقاً لأهداف قناة الجزيرة الفضائية.
2- تناقلت الجماهير قوله:
«ولا علاج للمشاكل التي نعيشها إلا بالحرية التي أراها مقدمة على تطبيق الشريعة الإسلامية»
وهذا القول خطير، والعلاج في الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه ومنهج السلف الصالح
ولن يصلح حال الأمة إلا بما صلح به أولها كما جاء في الحديث
والخير كل الخير في تطبيق الشريعة بدليل: و{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
والعجب أن جماعة الإخوان المسلمين ترى الخروج على الحكام لأنهم لم يطبقوا الشريعة
وتركوا الشعوب على حريتها في العقائد والعبادات والمعاملات
ثم يأتي كبيرهم القرضاوي ليثبت التناقض وقلة الفقه وعدم العلم بمقاصد الشريعة
بل إنهم اتخذوا من الحاكمية مسوغاً للخروج على الحكام ولو بالشبهة
بحجة أنهم ارتكبوا ناقضاً من نواقض الإسلام فنشروا الفوضى طيلة عقود في عالمنا الإسلامي
ثم يفاجئنا تصريح نقلته جريدة القدس العربي (العدد 6705 الاثنين 3 يناير 2011م، 28 محرم 1432هـ)
بهذا العنوان: قيادي في الإخوان للقدس العربي:
الجماعة تعيد النظر في رفضها ترشيح قبطي للرئاسة، وكان ذلك القيادي د. إبراهيم منير.
وقد فسروا قوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} تفسيرا غير موضوعي
يخدم أغراضهم الحركية في الوصول للكرسي ولو على جماجم المسلمين
في حين لم يغفروا لغيرهم الاتصال بالأمم الأخرى
واتخذوا من قاعدة المصلحة والمفسدة وعقيدة الولاء والبراء مطية لبلوغ تلك الأهداف السياسية
فما يجوز عندهم باسم المصلحة لا يجوز عند غيرهم باسم المفسدة.
3- إن تعلُّق الإخوان المسلمين والحركيين وعلى رأسهم القرضاوي
باتهام الدولة بالفساد وأنه مسوغ للمظاهرات والخروج
يؤكد اتباعهم لمنهج ذي الخويصرة
الذي اتهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالفساد إذ قال له: اعدل يا محمد،
روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً
أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل
فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل
فقال عمر: يا رسول الله إئذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال: دعه
فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»
وأثبتت الوقائع
عدم فهم رموز الجماعة ومنهم القرضاوي بأحكام الشرع وأدلته فضيّعوا الأمة وشبابها
حتى قال الألباني:
«يوسف القرضاوي دراسته أزهرية وليست دراسة منهجية على الكتاب والسنة،
وهو يُفتي الناس بفتاوى تخالف الشريعة، وله فلسفة خطيرة جداً
إذا جاء شيء محرم في الشرع يتخلص من التحريم بقوله: «ليس هناك نص قاطع للتحريم»
وليت العلامة الألباني يرى القرضاوي وهو يشبه الفتى التونسي الذي أحرق نفسه بالغلام المؤمن
في صورة تنسف كل الأحاديث التي تُحرِّم الانتحار مهما أصاب المسلم من الإحباط والقهر
والأعجب من ذلك أنه يفتخر بمصطلح شيخ الثورة بعد أحداث 25 يناير
وقد قام بتأويل أحاديث صحيحة على منهج الخوارج ودعا للخروج على جميع الحكام في الدول الإسلامية
ويمجد الثورات والفتن كفتنة ابن الأشعث
في صورة تتجاهل موقف أهل السنة والجماعة من هذه الفتنة وأمثالها
كالإمام ابن كثير وشيخ الإسلام ابن تيمية.
4- قد يقول قائل إن المظاهرات السلمية التي ليس فيها رفع للسلاح ليست خروجاً وإنما هي تعبير سلمي
فالجواب على ذلك قول الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في ترجمة عمران بن حطان:
(تابعي مشهور وكان من رؤوس الخوارج من القَعَدية
وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال
قاله المبرد قال وكان من الصفرية وقيل القعدية لا يرون الحرب وإن كانوا يزينونه)..
«وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- واصفاً الخوارج القعدية
(والقعد الخوارج، كانوا لا يرون الحرب، بل ينكرون على أمراء الجور حسب الطاقة
ويدعون إلى رأيهم ويزينون مع ذلك الخروج ويحسنونه)
وروى أبو داود في مسائل أحمد عن عبد الله بن محمد أنه قال: «قعد الخوارج هم أخبث الخوارج».
5- من يستدل على جواز المظاهرات بخبر مسيرة سيدنا عمر وحمزة في صفيّن ولهما كديد ككديد الطحين
فالجواب عنها بأنها ضعيفة الإسناد وأنكرها علماء الجرح والتعديل
ثم إن الحال مختلفة فأهل مكة كانوا كفاراً كفراً بواحاً
ومع ذلك لم يدع المصطفى للمظاهرات في مكة والتخريب.
6- من يستدل على جواز المظاهرات بخروج أم المؤمنين عائشة في معركة الجمل
فالجواب بأنها خرجت في الأصل للصلح ولكنها جرت للمواجهة
وندمت رضي الله عنها على ذلك ندماً شديداً كما أثبت ذلك الإمام الزيلعي في نصب الراية (4-69-70)
7- أئمة الإسلام يدركون خطورة الفوضى والمظاهرات
قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:
«عليك باتباع السلف
إن كان هذا موجودًا عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر
ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين
وربما يحصل فيها اعتداء، إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان
لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل
فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن».
وعلى مر التاريخ أثبتت تطبيقات السلف كلها صبرهم على الجور والاستئثار والظلم
ومن أخطأ منهم فقد نقدوه وبيَّنوا مفاسد ذلك..
وأخيراً فقد انكشفت جماعة الإخوان المسلمين في الأحداث
حتى إنهم قرروا تغيير حزبهم إلى حزب سياسي يفضح نواياهم
وظهرت زلة القرضاوي حينما يستدل على منهجه بالتاريخ الإسلامي
غير مفرق بين الإسلام والتاريخ الإسلامي"
منقول
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:33
بعض فتاواه واجتهاداته الفقهية والمنهجية والعقدية!
في العقيدة :
1 - يرى الشيخ القرضاوي أن اليهود والنصارى هم إخواننا في الإنسانية ؛ وعليه فيمكننا أن نقول : أخونا اليهودي فلان ! وأخونا النصراني علان ! ( نحو وحدة فكرية للعاملين للإسلام ) ص81 بل وإخواننا المجوس والبوذيين باعتبار أنهم جميعاً عباد الله تعالى !
2- يرى الشيخ القرضاوي أن الجزية مصطلح ينبغي تغييره إذا كرهه ( إخواننا اليهود والنصارى ) 0 ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص162
3– يرى الشيخ القرضاوي أن الله تعالى لا يشاء إلا ما فيه الخير والحكمة ؛ ولهذا فهو يتفق مع ابن عربي الذي قال بأن الله قضى : أي شاء وقدر أن لا يعبد إلا هو سبحانه ! .
فعابد المسيح وعابد العزير وعابد الله تعالى كلهم قد حكم الله بمشيئته ألا يعبدوا إلا إياه ؛ فهذه إرادة الله تعالى فينبغي لنا أن نرضى بتعدد الديانات والمعبودات ؛ لأن هذه هي مشيئة الله تعالى عند الشيخ القرضاوي ! فهو سوى بين المشيئة القدرية الكونية ، وبين المشيئة الشرعية الدينية . ومن المعلوم عند علماء السلف الصالح أن الله تعالى وإن أراد أن يكون هذا الاختلاف والتعدد قدراً ؛ فإنه سبحانه لا يرضاه لهم شرعاً ، بل لا يرضى سبحانه للناس جميعاً إلا الإسلام ديناً 0
( فتاوى معاصرة ) 2 / 677 – 678
ومن المقطوع به عند أهل السنة من السلف الصالح أن قوله تعالى ( وقضى ربك ) أي أمر لا حكم ؛ وإلا لقلنا بقول أصحاب وحدة الوجود كابن عربي وجلال الدين الرومي والصدر القونوي وغيرهم ممن يصحح الديانات كلها ؛ وأن الطرق إلى الله تعالى بعدد الأنفاس !!
- يرى الشيخ القرضاوي أن غرس العقيدة ليس من الضروري أن نظل ندعوا الناس إليه ثلاثة عشر عاماً ؛ لأننا بين أناس مسلمين يؤمنون بأن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، فليسوا محتاجين أن نعلمهم العقيدة مثل هذه المدة !! ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص128 ولا أدري ما هو رأي القرضاوي في دعاء الأموات والطواف حول القبور والضلالات والبدع التي تعج بها البلاد الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها و من أناس يقولون ليل نهار : لا إله إلا الله محمد رسول الله !!
– يرى الشيخ القرضاوي أن عقيدة الأشاعرة في تفويض معاني الصفات الإلهية هو المذهب الحق الواجب اتباعه ضارباً عرض الحائط مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم في أن الصواب هو أن هذه الصفات معروفة معانيها وإنما الواجب تفويض كيفياتها 0 ( المرجعية العليا في الإسلام ) ص 301 ، 302 0
- يرى الشيخ القرضاوي أن عداء المسلمين لليهود ليس من أجل عقيدتهم الكفرية ، بل من أجل قطعة الأرض التي اغتصبوها من الفلسطينيين ! ( مجلة البيان ) العدد 124
- يرى الشيخ القرضاوي أن أعداء الصحابة ومتهمي الصديقة عائشة رضي الله عنها وعنهم أجمعين والقائلين بتحريف القرآن الكريم لا يختلفون عن المسلمين في شيء كبير ؛ وإنما هي خلافات في الفروع والمسائل الفقهية ! ( الخصائص العامة للإسلام ) ص209 ، و( ملامح المجتمع المسلم ) ص41 ، و ( العبادة في الإسلام ) ص170 ، و ( الإسلام والعلمانية ) ص 178
وهناك أمور لا يتسع المقال لها جميعاً ، ولعلها لو جمعت لأتت في مجلد !
في الحديث والسنة النبوية :
- لم يخطئ المحدث صالح اللحيدان عندما وصف الشيخ القرضاوي بما وصفه به ؛ بل لعله قد لين حفظه الله تعالى القول فيه ؛ فلو تيسر له ولغيره من أهل العلم سبر كثير من كتب القرضاوي لوجد فيها الطامات من استدلال بالضعيف والواهي والمكذوب ، ومن تقديم العقل على النقل عند التعارض بزعمه ، ومن لي أعناق النصوص - ولو كانت غير صحيحة وغير صريحة - لتتوافق مع مذهبه الذي يدعو إليه في الأخوة الإنسانية المزعومة !
وهذا مثال من أمثلة كثيرة تقطع بجهل القرضاوي في علم الحديث والسنة عموماً :
))القرضاوي وجهله بالحديث : ما النتيجة ؟ ))
ذكر د. يوسف القرضاوي في كتابه ( ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده ) ص139 أن العباد كلهم إخوة في الإنسانية ؛ سواءً كانوا مسلمين أو نصارى أو ..... إلخ !!
واستدل لذلك بحديث رواه الإمام أحمد في ( المسند ) 4 / 396 من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ( كان نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في دبر صلاته : اللهم ! ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أنك أنت الرب وحدك لا شريك لك – مرتين – ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن محمداً عبدك ورسولك ، ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة ... ) .
وقد ذكر مثل هذا الضلال الآخر- الأجهل – المدعو فهمي هويدي في كتابه ( مواطنون لا ذميون ) ص85 .
وأقول : الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ففيه : داود بن رشاد الطفاوي قال ابن معين : ليس بشيء .
وذكره ابن حبان في ( الثقات ) على قاعدته المعروفة في توثيق الضعفاء والمجاهيل ! ولهذا جزم الحافظ بضعفه فقال : لين الحديث .
( التقريب ) 1793 .
وفيه علة أخرى وهي : جهالة عين أبي مسلم البجلي ؛ فإنه لم يرو عنه إلا الطفاوي ، وقد تقدم أنه لين الحديث ؛ وهو قريب في الجهالة أيضاً من البجلي !
فالحديث لا تجوز نسبته إلى النبي عليه الصلاة والسلام ؛ فكيف بمن استدل به على إثبات الأخوة المزعومة بين المسلمين وغيرهم من اليهود والنصارى !!
وقد سود القرضاوي كتابه ( فقه الزكاة ) 2 / 1020 بهذا الحديث غير الصحيح غير الصريح في تأييد مذهبه في الأخوة الإنسانية !
وقد أورد الشيخ القرضاوي حديثاً منكراً لطالما نافح عنه العصرانيون ودعاة التقريب بين الأديان ، وذلك في كتابه ( الحلال والحرام ) ص329 ألا وهو : ( من آذى ذمياً فأنا خصمه ، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة ) فقد زعم أنه حديث حسن رواه الخطيب بإسناد حسن !!
وهذه وحدها تكفي لبيان مدى معرفة القرضاوي بالحديث ؛ فإنه مع كون سنده ضعيفاً جداً فيه متروك الحديث ، فقد استنكره الخطيب نفسه في ( تاريخ بغداد ) 8 / 370 فقال : ( وهذا حديث منكر بهذا الإسناد ، والحمل فيه عندي على المذكر ( العباس بن أحمد ) فإنه غير ثقة ) ! وقد أورده صاحب ( تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ) في كتابه 2 / 181 – 182
وهذا مثال آخر يزيل الغشاوة عن أعين المغرورين بعلم الشيخ :
(( القرضاوي والطعن في الأحاديث الصحيحة ))
ظهر في الأسواق كتاب جديد للدكتور يو سف القرضاوي بعنوان : ( نحو موسوعة للحديث الصحيح مشروع منهج ٍ مقترح ) 0
والقرضاوي معروف بمنهجه العقلاني كبقية العقلانيين من أمثال الغزالي الذي ينكر صحة حيث : ( ما أفلح قوم ولو أمرهم امرأة ) مع علمه بأنه في ( صحيح البخاري ) !
فكيف استخدم القرضاوي عقله في هذا الكتاب لدعم منهجه العقلاني ؟
لقد ضرب القرضاوي مثالاً للحديث الذي يتوقف فيه العقل بزعمه ، فقال :
( وقد تبين لي من خلال البحث والممارسة : أن كل متن يتوقف فيه العقل المعاصر ( !! ) لا يخلو سنده من كلام فيه ، ومن ثغرة يمكن الناقد ( كذا) أن يدخل منها ، وخصوصاً إذا رجع إلى الأئمة النقاد القدامى ، مثل ابن المديني وابن معين وابن مهدي وأبي حاتم الرازي والبخاري وأمثالهم 0
ولنضرب مثالاً لذلك ، فالمثال ( كذا ) يتضح المقال حديث : ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف 00000 ) 0
ثم أخذ القرضاوي بسرد تحقيقات بعض الأعلام المعاصرين للحديث من أمثال الشيخ أحمد شاكر ، والألباني 000
وأخيراً وصل إلى النتيجة التالية :
( وبهذا تبين لنا أن الحديث لم يأت من طريق واحدة صحيحة متصلة سالمة من النقد ، وإنما صححه من صححه بطرقه ، وكلها لا تسلم من مقال ، ولم تكثر إلى درجة يقال : يقوي بعضها بعضا ً ( ! ) 0
على أن التصحيح بكثرة الطرق - وإن لم يكن معروفاً عند المتقدمين من أئمة الحديث ( !! ) – إنما يُعمل به في القضايا اليسيرة ، والأمور الجزئية البسيطة ( ! ) لا في مثل هذا الحديث الذي يعبر عن عنوان الإسلام واتجاهه : هل بُعث الرسول بالرحمة أو بعث بالسيف ؟ ) 0
ثم عظم القرضاوي الشيخ شعيباً الأرناؤوط وتحقيقه الذي مال فيه إلى تضعيف السند ( عندما أصبح على حد قول القرضاوي : أكثر نضجاً واستقلالاً من ناحية ، وحيث غدا يشاركه خمسة آخرون من العلماء ، فهو عمل جماعي له قيمته 0000 ) 0
ويعني القرضاوي تحقيق شعيب لـ( مسند أحمد ) في الجزء السابع الذي اشترك فيه مع الشيخ شعيب : محمد نعيم العرقسوس وإبراهيم الزئبق !!
وسوف أختصر الرد على القرضاوي في نقاط مركزة :
1- قوله : كل متن يتوقف فيه العقل المعاصر 000 إلى آخر هذا الهراء هو نفسه الباب الذي أُتِيَ منه العقلانييون حديثاً ومن قبلهم أجدادهم المعتزلة قديماً 0
فما أنكر من أنكر أحاديث الصفات إلا من باب المعارضة للعقل العفن عند أولئك الضالين 0
وما أنكرت المعتزلة معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام الحسية وغيرها سوى القرآن الكريم إلا من هذا الباب ؛ لأنها لا تتماشى مع عقول أهل العصر !
أليس الغزالي هو الذي أنكر الأحاديث في ( الصحيحين ) المصرحة بالاستواء على العرش ؛لأنها تعارض العقل لما فيها من التجسيم بزعمه!؟
وعندي في هذا الموضوع عشرات الأمثلة التي تنادي بأعلى صوت بأن هؤلاء العقلانيين قد ألهوا العقل ، فأصبح معبودهم ، كما قال تعالى : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً ) الفرقان آية 25 0
2 – زعمه التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين من علماء الحديث في مسألة تقوية الحديث بالطرق والمتابعات مذهب فاسد ضال اتبع فيه القرضاوي بعض الضالين وعلى رأسهم المليباري والسعد وأذنابهما !
3 - تعظيمه للأرناؤوط ومن معه من المحققين الذين لا يعرف لهم كبير شيء في هذا الفن الشريف يدل بوضوح على اعتبار أن الألباني وشاكر دون هؤلاء !
4 - الإسلام كما أنه دين الرحمة ونبيه نبي المرحمة ، فهو دين الملحمة ونبيه نبي الملاحم ( كما ثبت في شمائل الترمذي برقم 360 ، وعند البغوي في ( شرح السنة ) برقم ( 3631 ) 0
5 - ومن جهل القرضاوي بهذا الفن قوله : ( ولم تكثر - يعني طرقه - إلى درجة يقال : يقوي بعضها بعضاً ) !0
فالمعروف عند المبتدئين في هذا العلم أن طريقين ليسا بشديدي الضعف كافيان لإثبات كون الحديث حسناً ، فكيف ,
وأحد طرقه حسنة لذاتها ، فإذا انضمت إليها طريق فيها ضعف محتمل ارتقى الحديث لدرجة الصحة 0
وقد ذكر العلماء ومنهم الخطابي رحمه الله وجه كونه عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة وبين كونه نبي الملاحم ، فقد نقل البغوي عنه نقلاً طيباً يدل على بعثته عليه الصلاة والسلام كانت رحمة بالنسبة لبعثة غيره من الأنبياء الذين استأصلت أممهم بالعذاب بعد قيام حجج الله عليهم والمعجزات التي معهم ، لكن نبي الرحمة بحق هو الذي بعث بالسيف لردع الكفار ومجاهدة الذين يصدون عن سبيل الله مع عدم استئصالهم بالسيف بل للسيف بقية لمن بعدهم من الناس ؛ بخلاف العذاب العام الذي لا بقية معه 0
ثم أيد البغوي كلام الخطابي بأن ملك الجبال عندما أراد أن يطبق الأخشبين على أهل مكة إن شاء عليه الصلاة والسلام ؛ فما كان من نبي الرحمة بحق إلا أن قال : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ) 0
5 – قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس 000 ) الآية 25 من سورة الحديد 00000( وجعل الحديد رادعاً لمن أبى الحق وعاند بعد قيام الحجة عليه (( ولهذا أقام رسول الله صلى الله عليه
بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة توحى إليه السور المكية ، وكلها جدال مع المشركين ، وتبيان وإيضاح للتوحيد ، وتبيان للدلائل ، فلما قامت الحجة على من خالف ، شرع الله الجهاد ، وأمرهم بالقتال بالسيوف ، وضرب الرقاب ،والهام ، لمن خالف القرآن وكذب به وعانده 0 ) 0 ( تفسير ابن كثير ) 8 /53 0
ثم أورد ابن كثير بهذه المناسبة حديث ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجُعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ))0
ومما تقدم يُدرك كل منصف أن القرضاوي جاهل بالحديث ، بل هو جاهل بمقاصد الشريعة التي يدندن في كلامه وكتاباته بأنه من أفقه الناس فيها !
هذا من ناحية الدراية والمتن والذب عن الحديث من تلك الجهة 0
وأما صحة الحديث بمجموع طرقه رواية : فهذا لا يكابر فيه إلا رجلان : جاهل أو متعصب لمذهب شيوخه العقلانيين إرضاءً لأهواء الغربيين والمستشرقين الذين قال الله عنهم : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم 000) البقرة آية 120 0
فائدة : جود شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث في ( الفتاوى ) 25 / 331 مختصراً ؛ بل صرح بذلك في كتابه القيم ( اقتضاء الصراط المستقيم ) 1 / 269 - بتحقيق العقل - فقال : ( هذا إسناد جيد ؛ فإن 000000 وأما عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فقال ابن معين ، وأبو زرعة ، وأحمد بن عبد الله : ليس به بأس ) 0
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين 0
ومن الأمثلة على هذه العقلانية أو مذهب المعتزلة الجدد ما صرح به الشيخ القرضاوي من تقسيم للسنة إلى ( سنة تشريعية ) و ( سنة غير تشريعية ) !
فالأولى هي الواجبة على المسلم ، وأما الثانية فهي غير ملزمة للمسلم – عياذاً بالله من الهوى –
كأحاديث الطب النبوي جميعها ؛ بل ذهب إلى أبعد من هذا فقال بأن أحاديث نصاب البقر في الزكاة ، والعفو عن زكاة الخيل مما قاله النبي عليه الصلاة والسلام بوصفه إماماً ، فلا يلزمنا الأخذ بها !! ( السنة مصدراً للمعرفة والحضارة ) ص48 ،60 ،65 ، 66 ، 79
ووالله ! إنها لإحدى الكبر : هذه البدعة التي ابتدعها العقلانيون والمعتزلة الجدد لضرب السنة ضربة لم يفلح فيها المستشرقون وأعداء الإسلام ؛ فقدمها هؤلاء العصرانيون العقلانيون لهم لقمة هنيئة مريئة !!
ولا أدري ما هو موقف هؤلاء القوم من حديث : ( اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج من بينهما إلا حق - يعني شفتيه - )
انظر تخريجه في ( السلسلة الصحيحة ) لشيخنا محدث العصر الألباني رحمه الله تعالى برقم ( 1532 ) 0
في الفقه والاجتهاد :
يرى الشيخ القرضاوي أن اللحية ليست واجبة على المسلم ! ( الحلال والحرام ) ص92
يرى الشيخ إباحة الأغاني ! ( الحلال والحرام ) ص273
يرى الشيخ إباحة أكل الحيوانات التي ماتت بطريق الصعق الكهربائي !
ولمزيد من البيان والفوائد راجع ( الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام ) للعلامة الفوزان حفظه الله 0
في المنهج والدعوة :
يتفق الشيخ القرضاوي مع القائلين بالقاعدة الباطلة ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) !
فهو في سبيل هذه القاعدة لا يرى بأساً من التعاون مع أصحاب البدع المكفرة من الفرق الضالة وأصحاب الخرافات والشركيات ، وما عدا فرقتي البهائية والقاديانية - فقط - فيجب علينا أن نطبق هذه القاعدة ( الذهبية ) على حد تعبيره معهم !
ولهذا فالشيخ مشغول بالأصول عن الفروع ، وبالكليات عن الجزئيات !! ( الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي ) ص185 ، و ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص3
لكن ما هي الأصول عند الشيخ القرضاوي ؟ أهي العقيدة الصحيحة ودعوة الناس للتوحيد الخالص أم هي ملاحقة العلمانيين والماركسيين والصهاينة ولو كان ذلك على حساب التوحيد بحجة الجمع والتكتيل ، وأن أعداء الأمة يتربصون بها فلا داعي الآن لبيان التوحيد ونشر السنة ، فهي عند الشيخ من الفروع لا الأصول ، ومن الجزئيات لا الكليات !! ( الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف ) ص71
يقول الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى في ( الصحوة الإسلامية : ضوابط وتوجيهات ) ص171 : ( رأينا في هذه الكلمة أن فيها إجمالاً :
أما أن نجتمع فيما اتفقنا فيه ؛ فهذا حق 0
وأما أن يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ؛ فهذه فيه تفصيل :
فما كان الاجتهاد فيه سائغاً ؛ فإنه يعذر بعضنا بعضاً فيه ، ولكن لا يجوز أن تختلف القلوب من أجل هذا الخلاف 0
وأما إن كان الاجتهاد غير سائغ ؛ فإننا لا نعذر من خالف فيه ، ويجب عليه أن يخضع للحق ، فأول العبارة صحيح ، وأما آخرها فيحتاج إلى تفصيل )
فهل الخلاف مع أولئك المنحرفين عن الإسلام من أصحاب البدع المغلظة سائغ عند الشيخ القرضاوي ؟!"
منقول
جمال البليدي
2011-11-17, 12:37
الردُّ على الدكتور سعود النفيسان في ادعائه جواز المظاهرات
كتبه
عبد الحق التركماني
رئيس مركز البحوث الإسلامية في السويد
يوم السبت 5/3/2011م
هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا (http://www.turkmani.com/articles/40)
بارك الله فيك أخت جواهر وأحيطك علما أنه ليس الشيخ عبد الحق التركماني -حفظه الله- فقط من رد على النفيسان بل كذلك العلامة العباد والعلامة ربيع المدخلي:
1-رد العلامة المحدث عبد المحسن العباد البدر
((تنبيهات على مقالٍ حول إباحة المظاهرات السلمية))
لتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا (https://sites.google.com/site/oalbadr/alfunisan/alfunisan.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا (https://sites.google.com/site/oalbadr/alfunisan/alfunisan.pdf)
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.https://sites.google.com/site/oalbadr/alfunisan/alfunisan4-1.jpg
...
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.https://sites.google.com/site/oalbadr/alfunisan/alfunisan4-2.jpg
...
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.https://sites.google.com/site/oalbadr/alfunisan/alfunisan4-3.jpg
...
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.https://sites.google.com/site/oalbadr/alfunisan/alfunisan4-4.jpg
2-رد العلامة المجاهد ربيع بن هاد المدخلي:
حكم المظاهرات في الإسلام حوار مع الدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان
والكتاب نشر على النت عبر حلقات:
1-حكم المظاهرات في الإسلام (حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان)- الحلقة الأولى:
http://africabride.fi5.us/play-1133.html
2-حكم المظاهرات في الإسلام (حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان ) الحلقة الثانية
http://africabride.fi5.us/play.php?catsmktba=1166
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:38
خلاصة القول فى أحداث مصر مع رد الشبهات للشيخ هشام البيلي حفظه الله تعالى
محاضرة مميزة للشيخ هشام البيلي حفظه الله تعالى بين فيها تحريم الخروج على أئمة الجور وأشار إلى ترك بعض أهل السنة لأصول السنة التي تربوا عليها ورد على الشبهات المتعلقة وهي:
1- هل المظاهرات السلمية جائزة أم لا؟
2- هل هذه المظاهرات من باب إنكار المنكر والمطالبة بالحقوق وليست خروجا إذ يشترط في الخروج على الحاكم الخروج بالسيف؟
3- الحاكم هو الذي أذن في المظاهرات فعلام تمنعون من ذلك؟
4- المظاهرات من باب الوسائل والوسائل لها أحكام المقاصد فتأخذ أحكام المقاصد والأصل فيها الإباحة
5- أحدثت مصالح عظيمة وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله
6- لو تركنا المظاهرات على قولكم فلن يحصل شيء وهذا فكر انهزامي
7- ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم كلمة حق عند سلطان جائر
8- أنتم تقولون هذا الكلام في سلطان وكأنه شرعي لكننا لانراه سلطانا شرعيا
9-خروج عائشة والحسين رضي الله عنهما
10- وردت بعض الحاديث في ذلك كما في إسلام حمزة وإسلام عمر
11- كلام للقرطبي مهم جدا قيل في ساحة ميدان التحرير
وغيرها من الشبهات
هنا (http://www.albeialy.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=4643)
هنا (http://www.albeialy.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=4643)
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:42
بيان من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ.
صدر عن هيئة كبار العلماء البيان التالي :-
بيان من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فلقد أخذ الله - عز وجل - على العلماء العهد والميثاق بالبيان قال سبحانه في كتابه الكريم : (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )) آل عمران : 187.
وقال جل وعلا : (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) البقرة 159.
ويتأكد البيان على العلماء في أوقات الفتن والأزمات ؛ إذ لا يخفى ما يجري في هذه الأيام من أحداث واضطرابات وفتن في أنحاء متفرقة من العالم ، وإن هيئة كبار العلماء إذ تسأل الله - عز وجل - لعموم المسلمين العافية والاستقرار والاجتماع على الحق حكاماًَ ومحكومين ، لتحمد الله سبحانه على ما من به على المملكة العربية السعودية من اجتماع كلمتها وتوحد صفها على كتاب الله عز وجل ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل قيادة حكيمة لها بيعتها الشرعية أدام الله توفيقها وتسديدها ، وحفظ الله لنا هذه النعمة وأتمها .
وإن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام ، وهو مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز ، وعظم ذم من تركه ، إذ يقول جل وعلا (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون )) آل عمران :103.
وقال سبحانه : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) آل عمران :105
وقال جل ذكره :(( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شي إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )) الأنعام:159.
وهذا الأصل الذي هو المحافظة على الجماعة مما عظمت وصية النبي صلى الله عليه وسلم به في مواطن عامة وخاصة ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : " يد الله مع الجماعة " رواه الترمذي .
وقوله عليه الصلاة والسلام " من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " رواه مسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام : " إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان " رواه مسلم .
وما عظمت الوصية باجتماع الكلمة ووحدة الصف إلا لما يترتب على ذلك من مصالح كبرى، وفي مقابل ذلك لما يترتب على فقدها من مفاسد عظمى يعرفها العقلاء، ولها شواهدها في القديم والحديث .
ولقد أنعم الله على أهل هذه البلاد باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة ، لا يفرق بينهم ، أو يشتت أمرهم تيارات وافدة ، أو أحزاب لها منطلقاتها المتغايرة امتثالاً لقوله سبحانه : (( منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون )) الروم :31-32.
وقد حافظت المملكة على هذه الهوية الإسلامية فمع تقدمها وتطورها ، وأخذها بالأسباب الدنيوية المباحة ، فإنها لم ولن تسمح - بحول الله وقدرته - بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق تنتقص من هذه الهوية أو تفرق هذه الجماعة .
وإن من نعم الله عز وجل على أهل هذه البلاد حكاماً ومحكومين أن شرفهم بخدمة الحرمين الشريفين - اللذين وله الحمد والفضل سبحانه - ينالان الرعاية التامة من حكومة المملكة العربية السعودية عملاً بقوله سبحانه : (( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود )) البقرة :125.
وقد نالت المملكة بهذه الخدمة مزية خاصة في العالم الإسلامي ، فهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين ، والمسلمون يؤمونها من كل حدب وصوب في موسم الحج حجاجاً وعلى مدار العام عماراً وزواراً .
وهيئة كبار العلماء إذ تستشعر نعمة اجتماع الكلمة على هدي من الكتاب والسنة في ظل قيادة حكيمة ، فإنها تدعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة ، وتحذر من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك ، وهي بهذه المناسبة تؤكد على وجوب التناصح والتفاهم والتعاون على البر والتقوى ، والتناهي عن الإثم والعدوان ، وتحذر من ضد ذلك من الجور والبغي ، وغمط الحق.
كما تحذر من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة ، إذ الأمة في هذه البلاد جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم ، وما عليه أئمة الإسلام قديماً وحديثاً من لزوم الجماعة والمناصحة الصادقة ، وعدم اختلاف العيوب وإشاعتها ، مع الاعتراف بعدم الكمال ، ووجود الخطأ وأهمية الإصلاح على كل حال وفي كل وقت.
وإن الهيئة إذ تقرر ما للنصيحة من مقام عال في الدين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة " قيل لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم.
ومع أنه من أكد من يناصح ولي الأمر حيث قال عليه الصلاة والسلام : " إن الله يرضى لكم ثلاثاً ، أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم " رواه الإمام أحمد .
فإن الهيئة تؤكد أن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة ، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها ، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً )) النساء83.
وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة ، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها ، والتحذير منها .
والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد ، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة ، ولا يكون معه مفسدة ، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان .
وتؤكد الهيئة على أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصر.
والله تعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ، وأن يجمع كلمتنا على الحق ، وأن يصلح ذات بيننا ، ويهدينا سبل السلام ، وأن يرينا الحق حقاً ، ويرزقنا إتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ، ويرزقنا اجتنابه ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وهو المسؤول سبحانه أن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد ، إنه ولي ذلك القادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
هيئة كبار العلماء
رئيس هيئة كبار العلماء
عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
عبدالله بن سليمان المنيع صالح بن محمد اللحيدان
الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان
الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي
الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ
الدكتور أحمد بن علي سير المباركي
الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد
الدكتور عبدلله بن محمد المطلق
الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى
صالح بن عبدالرحمن الحصين
عبدالله بن محمد بن خنين
الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير
محمد بن حسن آل الشيخ
الدكتور يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين
الدكتور علي بن عباس حكمي
الدكتور محمد بن محمد المختار محمد
الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:43
((المظاهرة في القرآن))مجوزي المظاهرات واللعب بأرواح المسلمين(يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد/صحيح)
"إذا كان مفهوم (المظاهرة) في الأدبيات السياسية يعني تعبير الجمهور أو جماعة معينة عن رأيهم أو اعتراضهم أو غضبهم أو فرحهم بشكل جماعي، بقصد إيصال وجهة نظر معينة، أو إبراز موقف محدد، فإن لهذا المفهوم معنى آخر في القرآن، من غير أن يكون مخالفاً له بالضرورة. تسعى السطور التالية إلى بيان حقيقته وتجلية أبعاده.
المظاهرة لغة
(المظاهرة) لغة: المعاونة، والتظاهر: التعاون، مأخوذ من ظهر الإنسان أو البعير؛ لأن الظهر به قوة الإنسان في المشي والتغلب، وبه قوة البعير في الرحلة والحمل. و(الظهير): العون والمعين، الواحد والجمع فيه سواء، يقال: بعير ظهير، أي: قوي على الرحلة، فمُثِّلَ المُعِين لأحدٍ على عمل بحال من يُعطيه ظهره يحمل عليه، فكأنه يعيره ظهره، ويعيره الآخر ظهره، فمن ثَم جاءت صيغة المفاعلة. قال تعالى: { ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } (الإسراء:88)، وقال أيضاً: { فلن أكون ظهيرا للمجرمين } (القصص:17). وظاهر عليه: أعان، واستظهر عليه: استعانه، وظهرتُ عليه: قويت؛ يقال: ظهر فلان على فلان، أي: قوي عليه.
ويجوز أن يكون هذا الفعل (ظهر) مشتقاً من الظهور، وهو مصدر ضد الخفاء؛ لأن المرء إذا انتصر على غيره ظهر حاله للناس، فمُثِّل بالشيء الذي ظهر بعد خفاء. وعلى حسب هذا المعنى جاء قوله سبحانه: { إنهم إن يظهروا عليكم } (الكهف:20)، أي: يعلموا مكانكم وأمركم. وقوله عز وجل: { وأظهره الله عليه } (التحريم:3)، أي: أطلعه الله عليه.
مفهوم مظاهرة الكفار في القرآن
مفهوم (المظاهرة) في القرآن الكريم يتحدد على ضوء ثلاث آيات كريمة:
أولها: جاءت في سياق حديث القرآن عن إبرام المعاهدات مع المشركين، يقول سبحانه في ذلك: { إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم } (التوبة:4).
ثانيها: جاءت في سياق الحديث عن غزوة الأحزاب، ومناصرة فريق من أهل الكتاب للمشركين، قال تعالى: { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب } (الأحزاب:26).
أما ثالثها: فقد جاءت في سياق الحديث عن مبدأ التعامل مع غير المسلمين، يقول تعالى في هذا الصدد: { إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون } (:9).
فقد أبانت الآية الأولى أن الكفرين إذا كانوا في عهد مع المسلمين، ولم يعاونوا على المسلمين أحداً من المشركين، فالواجب على المسلمين احترم العهد الذي بينهم وبين المعاهدين، ولا يجوز لهم نقضه، ما دام المعاهدون ملتزمين بمقتضى هذا العهد.
أما الآية الثانية فقد قررت مصير من ناصر أهل الكفر، وهم بنو قريظة، الذين عاونوا أبا سفيان ومن معه من الأحزاب على أهل الحق من المسلمين، فنكثوا العهد الذي بينهم وبين نبي الله.
وأما الآية الثالثة فقد أوضحت للمسلمين مبدأ التعامل مع غير المسلمين، ذلك المبدأ الذي يقوم على أساس العدل والبر لأهل السلم من غير المسلمين، ما لم يعاونوا المحاربين لأهل الإسلام، فإن فعلوا، فعندئذ لا يجوز برهم، بل يكونون والمحاربين سواء.
ومنطوق هذه الآيات الثلاث يفيد أن (المظاهرة) على المؤمنين إنما تكون من غير المسلمين، ولا تكون من المسلم على المسلم؛ إذ الأصل في المسلم أن يكون عوناً لأخيه المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكون عليه.
بيد أن المسلم إذا أراد أن ينأى بنفسه عن منهج الشرع، بحيث يكون عوناً للكافرين على المؤمنين، فإنه يدخل في عداد المظاهرين لأعداء هذا الدين، ويكون الموقف منه كالموقف من غير المسلم المظاهر للكافرين على المؤمنين.
ونستطيع أن نقرر على ضوء ما تقدم، أن مفهوم (مظاهرة الكافرين) في القرآن، يُقصد منه معاونة الكافرين على المؤمنين، سواء أكانت هذه المعاونة للكافرين صادرة من غير المسلمين المسالمين، أم كانت صادرة من بعض المسلمين على إخوانهم في العقيدة.
أنواع المظاهرة القرآنية
ونستطيع أيضاً، أن نقرر على ضوء فهمنا للآيات الثلاث وآيات أُخر، أن (المظاهرة) وفق المنظور القرآني على نوعين: الأول: مظاهرة سلبية مذمومة، وهي التي سبق الحديث عنها، والتي حاصلها معاونة الكافرين على المسلمين بأي شكل من أشكال التعاون المادي أو المعنوي. وهذا النوع من (المظاهرة) مستفاد من منطوق الآيتين الكريمتين.
الثاني: مظاهرة إيجابية مطلوبة، ويقصد بها نصرة المؤمنين المستضعفين في الأرض، بأي شكل من أشكال النصرة المادية أو المعنوية. وهذا النوع من (المظاهرة) مستفاد من منطوق قوله تعالى: { وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير } (التحريم:4)، ومستفاد أيضاً من مفهوم الآيات الثلاث المتقدمة الذكر، ومستفاد كذلك من آيات أُخر، كقوله تعالى: { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } (المائدة:54)، وقوله سبحانه: { إنما المؤمنون إخوة } (الحجرات:10)، وقوله عز وجل: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } (التوبة:71).
يقول الشيخ الشنقيطي بصدد هذا النوع من (المظاهرة): "إن العالم الإسلامي يتعاون أولاً مع بعضه، فإذا أعوزه أو بعض دوله حاجة عند غير المسلمين - ممن لم يقاتلوهم، ولم يظاهروا عدواً على قتالهم - فلا مانع من التعاون مع تلك الدولة في ذلك. ومما يؤيد كل ما تقدم عملياً معاملة النَّبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده لليهود في خيبر".
مفاهيم قرآنية أخرى تفيد معنى المظاهرة
ثمة عدد من المفاهيم القرآنية التي تصب في خاتمة المطاف في مضمون ما تقدم من مفهوم (المظاهرة) بنوعيها، من تلك المفاهيم مفهوم (موالاة) الكافرين، ومفهوم (البراء) من المشركين.
أما مفهوم (الموالاة)، فالمراد منه موالاة الكافرين والسير في ركابهم، وهو أمر نهى القرآن عنه أشد النهي، وحذر منه غاية الحذر، نقرأ في ذلك قوله تعالى: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } (آل عمران:28)، ونقرأ أيضاً في هذا الصدد قوله عز وجل: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا } (النساء:44)، والآيات التي تقرر هذا المعنى غير قليلة.
أما مفهوم (البراء) فالمراد منه التبرؤ من أهل الكفر ومواقفهم، وهذا المفهوم أرشدت إليه آيات قرآنية، نحو قوله تعالى: { أن الله بريء من المشركين ورسوله } (التوبة:3)، وكقوله سبحانه: { واشهدوا أني بريء مما تشركون } (هود:54). والآيات التي تؤكد على هذا المفهوم كثيرة.
والذي نريد أن نخرج به على ضوء ما تقدم وتقرر، أن الواجب على المسلمين كافة أن يعاون بعضهم بعضاً، وأن يشد بعضهم من أزر بعض، وأن يكونوا يداً واحدة على من عادهم، ومن ثم لا يليق بأهل الإسلام أن يخذل بعضهم بعضاً، ولا أن يكون بعضهم عوناً للكافرين على إخوانهم"
"ومما ابتليت به الأمة المسلمة اليوم أن ركب في بحارها المتلاطمة بالفتن واختلاط الأمور
رؤوسا جهالا كراسي وهمية لافتاء الناس بالهوى في دين رب البرية
بلاركن وثيق من العلم أو قواعد في العلم سوية بل تقمصوا من خلالها شخصية العلماء الربانيين
الذين هم لهذه الأمة هم الناصحين و الذين هم في العلم راسخين
فنصبوهم الجهال بحسن الثناء ونصبوا أنفسهم موقعين بغير علم عن رب الأرض والسماء
فويل لهم مماكتبت أيديهم وويل لهم ممايكسبون
فصورا الانتحار وقتل النفس شهادة في سبيل الله
وصوروا الخروج على أئمة الجور ممن لم يحكم العلماء بكفره انكار منكر
ومن مات في تلك المظلمة شهيد
وصورا منهج الخوارج أنه رفع للظلم وتغيير لواقع الناس
وخاضوا بغير علم وجنحوا عن الحق بغير فهم لدين السلف وعدم قناعة له
بل ذم لمن يتبعهم ووصف له بالعاجزين والذين لافائدة منهم في نصرة الدين
وكأنهم غفلوا أن الله لاينصر إلا من نصره
وليس الذي ينصره بحامل للسيف الأهوج الذي لايزنه بميزان عمل السلف
فقد حملت الخوارج السيوف وهم يريدون التغيير وقتلوا أهل الاسلام وتركوا أهل الأوثان
وسماهم النبي صلى الله عليه كلاب النيران فما أغنت عنهم سيوفهم
والتي حملهم على رفعها البدعة لا السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم:
"اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك"
فلم يقل ان فعلوا كذلك وضيقوا عليكم فاخرجو
وظلموا في عهد الحجاج فما خرجوا ولاتظاهروا ولاشغبوا ولا لأنفسهم قتلوا
بل صبروا لأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسر
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم
فنصرة الله هي التي تغير الواقع
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
" هذا من أوعاده الصادقة ، التي شوهد تأويلها ومخبرها
فإنه وعدَ من قام بالإيمان والعمل الصالح من هذه الأمة أن يستخلفهم في الأرض
يكونون هم الخلفاء فيها ، المتصرفين في تدبيرها ، وأنه يمكِّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم
وهو دين الإسلام ، الذي فاق الأديان كلها ، ارتضاه لهذه الأمة ، لفضلها وشرفها ونعمته عليها
بأن يتمكنوا من إقامته ، وإقامة شرائعه الظاهرة والباطنة ، في أنفسهم ، وفي غيرهم
لكون غيرهم من أهل الأديان وسائر الكفار مغلوبين ذليلين ،
وأنه يبدلهم من بعد خوفهم الذي كان الواحد منهم لا يتمكن من إظهار دينه ،
وما هو عليه إلا بأذى كثير من الكفار وكون جماعة المسلمين قليلين جدّاً بالنسبة إلى غيرهم
وقد رماهم أهل الأرض عن قوس واحدة ، وبغوا لهم الغوائل .
فوعدهم الله هذه الأمور وقت نزول الآية
وهي لم تشاهد الاستخلاف في الأرض والتمكين فيها ، والتمكين من إقامة الدين الإسلامي ، والأمن التام
بحيث يعبدون الله ، ولا يشركون به شيئاً ، ولا يخافون أحداً إلا الله
فقام صدر هذه الأمة من الإيمان والعمل الصالح بما يفوقون على غيرهم
فمكَّنهم من البلاد والعباد ، وفتحت مشارق الأرض ومغاربها
وحصل الأمن التام والتمكين التام
فهذا من آيات الله العجيبة الباهرة ، ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة
مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح : فلا بد أن يوجد ما وعدهم الله
وإنما يسلط عليهم الكفار والمنافقين ، ويديلهم في بعض الأحيان :
بسبب إخلال المسلمين بالإيمان والعمل الصالح "
منقول
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:45
المظاهرات ولإضرابات من فتن الخوارج / للشيخ العلامة سعد الحصين - حفظه الله تعالى -
المظاهرات والإضرابات من فِتَن الخوارج
1ـ في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجًَا أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ).
ولا أعجب من تسابق الصَّحفيِّين على نشر أخبار الفِتن وقد اختاروا ذلك مصدرًا لرزقهم، ولكني أعْجَبُ من تسابق طلاب العلم الشرعي على الولوغ فيها سواء كانوا مخالفين (مثل السّلفيّين) أو مؤيّدين (مثل سلمان العودة وشيخه القرضاوي) الذين لم ينتظروا اتخاذهم رؤساء فغصبُوا الرئاسة في الفتوى أو العلم (الفكري) في أوروبا وعَالَم الجهل (من أهل العلم (الشرعي) والدعوة إلى التّوحيد والسّنّة ومحاربة الشرك و البدع) فضلًا عن أن يبحثوا عن ملجًا أو معاذٍ من الخوض فيها لو لزمهم، هدانا الله وهداهم وأعاذ المسلمين جميعًا من الفتن و المعاصي ما ظهر منها وما بطن.
2ـ وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6]، ولو سألت أحدًا من طلاب الشرعي أو الفكري عن صحافة اليوم لما تردد في الحكم عليها بالفسق والإعراض عن ذكرى رب العالمين، وأنها صنيعة اليهود والنّصارى؛ هم الذين خرقوها (اخترعوها) وهم الذين يمدونها بما يملأ فراغها وفراغ العباد، والله يقول : {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} [الضحى:7]. وقبل عشرين سنة ادَّعى أحد طلاب العلم الفكري السَّبْق الى تقرير أمريكي سرِّيٍّ اتّصل سنده إليه بالتَّواتر (ثم فسَّر التَّواتر بنقل جريدة المدينة عن مجلة القدس) عن تآمر على مصر، وقبل أيام أعاد التّاريخ المهزلة بادِّعاء طالب علم شرعي صحَّة رواية جديدة عن تآمر أوروبي على مصر، برواية مجهول (عن جريدة بريطانّية كبرى)! وأين هذا من التَّبيُّن الذي أمر الله به؟
3ـ والعرب لا يحتاجون إلى (تخطيط أو تآمر) أوروبي أو أمريكي للخروج على من ولاه الله أمرهم (قدرًا كونيًّا أو شرعيًّا)، فقد تولى الشيطان والنّفس الأمّارة بالسّوء (وهما الحاضران المطاعان غالبًا) نُصْح أوّل الخوارج وخَيْرهم (لو كان في الخروج على الولاة خير) بمعصية الله ورسوله، والخروج على خير ولاتهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبِهِ عثمان بن عفان الخليفة الرَّاشد المهدي، الشهيد حقًّا بشهادة وحي الله له (لا بشهادة الحمّية الحزبيّة الجاهليّة لحسن البنا وسيّد قطب، ولا بشهادة بقية الخوارج المتأخّرين للمنتحرين والمنتحرات الذين شهد لهم وحيُ الله بالنار).
والخوارج الأُوَل كانوا عُبّادًا لم يَلْبِسوا إيمانهم بإشراكِ أوْثان الأضرحة والمقامات والمزارات والمشاهد مع الله في العبوديّة ولا في الربوبيّة، ولا بما دون ذلك من الابتداع في الدِّين، وما دون ذلك من المعاصي الأخرى (مثل خوارج العصر)، ولكن جمعهم مع الخارجين اليوم باسم الدِّين حِفْظُهم الآية والحديث دون تدبر لمعناهما كما فقههما (الخلفاء وفقهاء الصّحابة رصي الله عنهم وأرضاهم)، ولربما جمعهم مع الخارجين اليوم باسم الدُّنيا: كراهية قِسْمة الله لغيرهم أَوْ لهم، ورغبتهم في منازعة الأمر أهله، وكأنَّ أفراد الفرقتين لم يسمعوا قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59]، وكأنهم لم يسمعوا حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في الصحيحين: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَه. بل حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الصحيحين وغيرهما عن قوم أو أئمة : (يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْتدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، [وسَيَقُومُ فِيهم رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ]) قال حذيفة : فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: (تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ [تَسْمَعُ وَتُطِيعُ الأَمِير، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ])، قال حذيفة : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: (فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ) ومجموع هذه الرّوايات في الصّحيحة (2739)، وانظر (سلسلة الأحاديث الصحيحة – فهرسة الشيخ مشهور- حديث 1769).
4ـ والمظاهرة والإضراب بدعتان أضيفتا إلى الدّيمقراطية اقتبسهما خوارج العرب المتأخرون (وأضافوا إليهما الإفساد بالتّخريب والتّحريق) وهما أسواء ما وُصِفَ بالدّيمقراطيّة (بعد حُكْم الأغلبيّة بالقانون والدستور وحرّية التّعبير والدّين)، وما خُلِق الجّن والإنس إلا للعبودية لا للحرّية: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وحُرِّيَّة الفرد مقيّدة في التّعبير: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]، وفي الدّين : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران:85]، بل في النّظر والفكر : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19] وفي كل شيء: {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام :162-163].
5ـ وما الغاية من المظاهرات؟ لا توجد غاية واحدة يجتمع المتظاهرون عليها، وليست الدّين على أيّ حال، فالأغلبيّة كما وصفهم ربّهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف:106] و: {لَا يَشْكُرُونَ} و: {لَا يَعْلَمُونَ} إلا أن يرْكَبَ حِزْبيٌّ ديْنَ الإسلام مطيّةً لحزبه (كما تعوَّد الناس مِنْ حزب الإخوان المسلمين المشرئب بعنقه دائمًا للفِتَن لعلّ حلمه التَّائه بالحُكْم أن يتحقق في مصر أو تونس أو ليبيا أو فلسطين أو سوريا أو اليمن أو غيرها).
ولم يُنْقَل لي مرَّة واحدة أنّ زعيمًا عربيًّا وقف على وثن من أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة (الإسلامية بزعمهم) يطلب منه المدد ويدعوه من دون الله تقربًا إلى الله واستشفاعًا به إليه، وأكثر المسلمين يقترف ذلك أو يدافع عن مقترفيه أو يخرس عن أنكاره .
والدولتان اللتان بَنَتا الوثن: العراق في عهد صدّام الدّين، والسّودان في عهد التّرابي، يَعُدّهما حزب الإخوان المسلمين مثلًا للدّولة الصّالحة، إضافة إلى اليمن فترة زواجها الموقّت بالحزب الإخواني كفانا الله شرّه.
وبناء الوثن ودعاءُ من سُمِّي باسمه أعظم فرية ومعصية وكبيرة في دين الله، ولكن الحزب أسقط إنكاره من واجباته العمليّة الثمانية والثلاثين التي وَسِعَت الوصيَّة بتخفيف شرب الشاي والقهوه والمشروبات المنبّهة، وأسقط ذلك من وصاياه الخمسين لحكام المسلمين التي وَسِعَت المطالبة بتوحيد الزِّي وتنظيم المصايف، وأسقط ذلك من موبقاته العشر، وأسقط ذلك من وصاياه العشر؛ وإن حافظَتْ عليها وصايا اليهود التي أخَذَ منها العدد المبتدع، ولا يزال أولها: (لا تعبُدْ إلهًا غيري، وثانيها: لا تصنَعْ تمثالًا لمن في السّماء أو الارض أو البحر فتسجد له)، وكذلك بقية الوصايا التي أخفق فيها الحزب ونجح فيها اليهود (عدا الوصية بيوم السّبت)، بل رحل بعض قادته لزيارة الأوثان من عزبة النّوَّام إلى طهران، ولم ينكرها بقيّتهم على أنفسهم ولا غيرهم.
وأكثر غوغاء المظاهرات يظنّون أن ما أصابهم من سوء (الغلاء بخاصته) إن لم يكن بتخطيط من أمريكا وأوروبا وإسرائيل فهو من حكومتهم، ولا علاج إلا المظاهرات.
والغلاء أمر من الله عانى منه الأمريكي والأوربي والإسرائيلي قبلهم، بل كل شعب على وجه الأرض، ولكن أكثر العرب لا يُحَكِّم شرع الله ولا يُحَكِّم العقل غير المعْوَجِّ؛ ذكرت لداعٍ تخفيض السّعوديّة ثمن وقود السّيارات، وظَنَّ أني أمدح دولة تجديد الدّين بهذا القرار (مع أنه لو عقل لتذكر أني لا أمدحها إلا بأعظم مزاياها: تجديدها الدّين وهدمها الأوثان ومحاربتها البدع الأخرى) ولم يَهْنِهِ ذلك فقال: خَفَّضُوا ثمن الوقود ورفعوا كلّ شيء آخر! فذكّرْته بحقيقة بدهيّة: أنها لا تُنْتج إلا الوقود، وأن نظامها الاقتصادي يقوم على حرّية التجارة فهي لا تتدخل إلا بزيادة الرّواتب أو تحمل جزء من ثمن المستوردات الضرورية. وكأنه جواب الببّغاء: يقولونه، وهو مثل كثيرين ممن يعضّ يد المحسن إليه بالدّين والدّنيا، ينتمي إلى السّنّة والجماعة، ليس شيوعيًّا ولا مبتدعًا، ولكنّه مثل أكثر العرب رضي للإشاعة والجريدة الحاقدة أن تستعبد عقله، وتُقصي بلوى الله بالخير، وتُدني بلوى الله بالشرِّ، ولو عَكس اختياره كما أفعل (بفضل الله عليَّ) لوجد أنّ الثوب الصّيني لم يزد ثمنه عن بضعة عشر ريالًا لمن لا يهمُّه الاسم التّجاري، ولا يزال علاج البرد والأنفلونزا والسُّعال لم يزد كلٌّ منها عن عشرة (صنع أوروبي)، ولا تزال رَبْطة الخبز البّر والأبيض بريال، وعلبة البسكويت (نخالة) بريال، وعلبة الملح بريال، ولِتْرَي الحليب أو اللبن بسبعة، وعلبة اللبن الرّائب بريال (هذا كله وكثير مثله لم يتغيّر منذ ربع قرن)، وكان كيلوات الكهرباء قبل أربعين سنة بخمسين هللة، واليوم بخمس هللات، والمتر المكعب من الماء لم يزد ثمنه منذ مُدَّ إلى المنازل قبل خمسين سنة (هذا في حدود الحاجة المعقولة أما الإسراف فلا حَدَّ له ولا يستحق التّشجيع شرعًا ولا عقلًا)، ولا يزال ثمن السّاندويتش بين ريال وريالين، ووجبة المطبَّق من الرّقاق واللحم والخضرة بما يعادل ثُمْن ثَمَنِها قبل ستِّين سنة، ووجبة الرّزّ والدّجاج (6) و(12) ريالًا .
و: (من رضي فله الرضى، ومن جزع فله الجزع) و{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} [البقرة:268].
وأعرف سعوديًّا أغناه الله من فضله ولم تمسّه الحاجة أبدًا ومات بعد ثمانين والفقر بين عينيه، بل كان يغبطني على الاكتفاء بوجبة واحدة تَحَسُّبًا للمجاعة التي حسبها قادمة لا محالة منذ عشرات السّنين من كثرة ما يسمع ويردِّد من إشاعة السّوء. ومع أنّ ثمن الحديد والرّزّ والسّكر والإيجار والسّيارات زادت عالميًّا فقد زاد الدّخل بفضل الله في كل مكان أضعافًا مضاعفة، وفي دول مجلس التّعاون أكثر وأكثر. والحمد لله على نِعَمِه بالدِّين و الدُّنيا.
6ـ ولو كان الميزان النّتائجُ، فليستعمل الحركيّ عقله ويصلح مَنْطِقَه هذه المرّة، وليسأل نفسه وغيره كم خَسِرَتْ تونس ومصر وليبيا والصّومال قبلها، وأفغانستان والعراق وغيرها ممن ابتليت بالمظاهرات والإضرابات والثورات من مالها وأمْنِها ودنياها ودينها؟ وكم ربحتْ إن ربحت ولو قليلًا؟ كان جارٌ من مصر لا يملُّ الشكوى من الغلاء والفساد، ويحمِّل الحكومة المصريّة ما لا تحمل من الأسباب والوسائل والنّتائج، وكنت أذكّره بأنّ فساد المحكوم أكثر من فساد الحاكم إلاّ في حال فرِعون الذي قال لقومه في مصر: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24]، والقليل النّادر بعده ممن هم دونه شرًّا، وكان لا يقبل التّذكير، ولا يقبل حلًّا ولا أملًا إلا بذهاب الحكومة. وهاتفتُه بالأمس القريب فبادرني بالتَّحسُّر على ذهاب الأمن مع الحكومة، فضلًا عن اضطراب الحياة فيما دون ذلك. أصلح الله أحوال الجميع ومآلهم في الدّنيا و الآخرة. كتبه سعد الحصين، مكة: 1432.
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:47
خسأت المظاهرات وخاب مجوزوها أن ينصر الله ما خالف شرعه ولم ينصر من أخطأ من السلف الصالح لينصر الخلف الطالح(إن عزل الحجاج قد يتولاها القردة)
"من مفاسد المظاهرات:
- إنها تطفئ الحماس المتوقد لدى الشعوب بأمرٍ ليس وراءه جدوى فعلية!!
فيشعر المشارك بعد جهده البدني الذي بذله في مسيرته أنه قدَّم شيئاً مع أن الواقع لم يتغيّر.
- كما أنها تنافي الوحدة و الاجتماع الذي أمر به المسلمون
عندما يتظاهر فئات ضد فكر أو مقصد يتبناه غيرهم.
- وهي أيضاً تتيح المجال لمن يريد الإفساد والتخريب إذ يضيع الجاني بين مئات المتجمهرين
وهي مرتع خصب لمثل هذه الأحداث بل قد يفعلها بعض المتظاهرين إطفاءً لحماسٍ أو إظهاراً لغضب.
- ولذا فهو يدعو للمواجهة مع الطرف المتظاهر ضده، ولو كان المتظاهرون لم يتهيئوا لمثل هذه المواجهات.
إذ أعطوا له إحساساً بوجود قد يكون أكبر من حجمه الحقيقي.
- وهو إضافة لكل ذلك يتيح المجال لأصحاب الأفكار الدخيلة و المبادئ الوضيعة المنبوذة إبداء رأيهم والمطالبة برغباتهم.
- أضف لذلك تعطيل مصالح الناس لإغلاق المكاتب وزحام الطرقات
و الأذى الذي يلحق المتظاهرين إذا حصل صدام مع أجهزة الأمن.
ومن تتبع ما وقع من مظاهرات في البلاد الإسلاميّة قديماً وحديثاً
علم أن نفعها لا يوازي ما أدت إليه من ضرر بأهلها وغيرهم.
و من أراد التغيير :
فآية التغيير في كتاب الله عزوجل :
(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
فسفك الدماء وذهاب النظام وغياب القانون
وغيرها من الأمور التي عادة ما تحدث إبان الثورات والانقلابات العسكرية...
توجب علينا أن نلتزم بقاعدة "درء المفاسد أولى من جلب المصالح"
فلا ننابذّ الحاكم حتى لو عاثّ في الأرض فساداً، وسام الناس ظلماً وطغياناً
إذ كل هذا يهون أمام مفاسد الخروج!
ويؤكد ابن تيمية هذا الرأي فيقول في كتابه "منهاج السنة النبوية":
"لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان خروجها من الفساد أعظم من الفساد الذي أزالته"
كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة
وعن الحسن البصري أنه سمع رجلا يدعو على الحجاج، فقال له:
"لا تفعل، إنكم من أنفسكم أتيتم، إنما نخاف إن عزل الحجاج أو مات
أن يتولى عليكم القردة والخنازير
فقد روي أن أعمالكم عمالكم، وكما تكونوا يولى عليكم"
ومجوزي المظاهرات يدوروا في فلك عقولهم ولم يأتوا بدليل من الشرع
وكل ما عندهم أخطاء لبعض الصحابة لا حجة فيها يرده موقف جمهور الصحابة
ففي مثل هذه المواقف والتجمعات يتيسر لكل أحد إبداء رأيه ولو كان من أراذل الناس وسفهائهم
وهذا من الأمور التي لا تحمد عقباها
وإندساس أصحاب النوايا الفاسدة بين المتظاهرين وهذا لا يخفى على أحد
فهناك بعض العصابات لا يتيسر لها العمل إلا في مثل هذه المواقف
التي يحتشد فيها الناس وخصوصا إن كانوا من المسلمين
فيجعلونهم كغطاء وستر ليتمكنوا من تحقيق مآربهم .
وفتح الباب أمام الفسقة والكفرة للتعبير عن آرائهم والمطالبة بمعتقداتهم
وأسوتهم في ذلك صاحب المظاهرات
لأنك إن طالبت بما تريده وتراه حقا ووجدت آذاننا صاغية وأقلام سيالة وأيدن قوّاّمة تحقق مطلوبك
إقتدى بك هؤلاء لأنك كنت لهم خير دليل .
وأخيرا إظهار المسلمين في مظهر العجز والذل
فالمتظاهر لم يستطع تحقيق ما يريده ويرمو إليه بوسائل القوة
فاتجه نحو المظاهرات التي تعد ملاذه الأخير في حين تعتبر صورة من صور العجز والذل
قال تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
في هذه الآية الكريمة أن المؤمنين ، إن نصروا ربهم ، نصرهم على أعدائهم
وقد أوضح هذا المعنى في آيات كثيرة ، وبين في بعضها صفات الذين وعدهم بهذا النصر كقوله تعالى :
( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)
و بين صفات الموعودين بهذا النصر في قوله تعالى :
(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)
وهذا يدل على أن الذين لا يقيمون الصلاة ، ولا يؤتون الزكاة
ولا يأمرون بالمعروف ، ولا ينهون عن المنكر
ليس لهم وعد من الله بالنصر البتة .
فمثلهم كمثل الأجير الذي لم يعمل لمستأجره شيئا ، ثم جاءه يطلب منه الأجرة .
فالمتظاهرين الذين يقولون : إن الله سينصرنا - مغررون
لأنهم أولا: ما نصروا الله بنصر دينه بالحكم بكتابه, وامتثال أوامره, واجتناب نواهيه
ومن أوامره:
(تسمع وتطع للامير وان ضرب ظهرك واخذ مالك فاسمع واطع )رواه مسلم
فإذا ليسوا من حزب الله الموعودين بنصره كما لا يخفى "
منقول
قال العلامة الألباني:
"إن و ضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيراً و لا قليلاً عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، وأعني به العهد المكي. أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليل و لا في كثير عمّا كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، ألا وهو العهد المكي، وكلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ ،هو نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة؛ من القوم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أنفسهم، كما في القرآن الكريم ،ثم لما بدأت الدعوة تنتشر، وتتسع دائرتها بين القبائل العربية حتى أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة –طبعاً نحن الآن نأتي برؤوس أقلام لأن التاريخ الإسلامي الأول والسيرة النبوية الأولى معروفة عند كثير من الحاضرين –لأنني أقصد – بهذا الإيجاز و الاختصار -، الوصول إلى المقصود من الإجابة على ذلك السؤال.
ولذلك فإنني أقول: بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتبعه بعض أصحابه إلى المدينة، وبدأ عليه الصلاة والسلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة – هناك في المدينة المنورة - بدأت أيضاً عداوةُ جديدة بين هذه الدعوة الجديدة –أيضاً في المدينة - حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى وهي سورية يومئذِ؛ - التي كان فيها هرقل ملك الروم -،فصار هناك عداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية؛ بل ومن النصارى أيضاً في شمال الجزيرة العربية –أي في سورية – ثم أيضاً ظهر عدوُ آخر ألا وهو فارس، فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات؛ من المشركين في الجزيرة العربية، ومن النصارى و اليهود في بعض أطرافها، ثم من قبل فارس؛ التي كان العداء بينها و بين النصارى شديداً كما هو معلوم من قولة تبارك و تعالى: {ألم غلبت الروم، في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين } [1]. الشاهد هنا: لا نستغربنَّ وضع الدعوة الإسلامية الآن، من حيث إنها تُحارب من كل جانب. فمن هذه الحيثية كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضاً كذاك محاربة من كل الجهات. وحينئذٍ يأتي السؤال والجواب.
ما هو العمل ؟ ماذا عمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الذين كان عددهم يومئذٍ قليلاََ بالنسبة لعدد المسلمين اليوم – حيث صار عدداََ كثيراََ وكثيراََ جداََ ؟
هنا يبدأ الجواب: هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم –أي قومهم –في أول الدعوة ؟ هل حارب المسلمون النصارى في أول الأمر ؟ هل حاربوا فارس في أول الأمر ؟
الجواب : لا، لا كل ذلك الجواب لا.
إذاََ ماذا فعل المسلمون ؟
نحن الآن يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولون تماماََ. لأن ما يصيبنا هو الذي أصابهم، وما عالجوا به مصيبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج به مصيبتنا، وأظن أن هذه المقدمة توحي للحاضرين جميعاً بالجواب إشارةً وستتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة. فأقول: يبدو من هذا التسلسل التاريخي و المنطقي في آنِ واحدِ أن الله عز وجل إنما نصر المؤمنين الأولين؛ الذين كان عددهم قليلاً جداً بالنسبة للكافرين والمشركين جميعاً من كل مذاهبهم ومللهم، إنما نصرهم الله تبارك وتعالى بإيمانهم.
إذاً ما كان العلاج أو الدواء يومئذٍ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة هو نفس الدواء ونفس العلاج الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه؛ لتحقيق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى، والأمر كما يقال: التاريخ يعيد نفسه؛ بل خير من هذا القول أن نقول إن الله عز وجل في عباده وفي كونه الذي خلقه ونظّمه وأحسن تنظيمه له في ذلك كله- سنن لا تتغير ولا تتبدل ( سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً )
هذه السنن لابد للمسلم أن يلاحظها، وأن يرعاها حق رعايتها. وبخاصةٍ ما كان فيها من السنن الشرعية. هنالك سنن شرعية وهنالك سنن كونية. وقد يقال اليوم- في العصر الحاضر- سنن طبيعية، هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم و الكافر، و الصالح والطالح بمعنى؛ ما الذي يقوّم حياة الإنسان البدنية ؟ الطعام والشراب والهواء النقي و نحو ذلك. فإذا الإنسان لم يأكل ،لم يشرب، لم يتنفس الهواء النقي، فمعنى ذلك أنه عرَّض نفسه للموت موتاً مادياً. هل يمكن أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية ؟
الجواب لا: (سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ) هذا -كما قلت آنفاً -يعرفه معرفة تجريبية كل إنسان؛ لا فرق بين المسلم و الكافر والصالح والطالح. لكن الذي يهمنا الآن أن نعرف أن هناك سنناً شرعية يجب أن نعلم أن هناك سنناً شرعية، من اتخذها وصل الى أهدافها و جنى منها ثمراتها، ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التى وُضعت تلك السنن الشرعية لها؛ تماماً - كما قلنا - بالنسبة للسنن الكونية إذا تبنَّاها الإنسان و طبقها، و صل إلى أهدافها.
كذلك السنن الشرعية إذا أخذها المسلم؛ تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها – من أجل تحقيقها – و إلا فلا. أظن هذا الكلام مفهوم و لكن يحتاج إلى شئٍ من التوضيح، وهنا بيت القصيد وهنا يبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام. كلنا يقرأ آية من آيات الله عز وجل بل إن هذه الآية قد يُزيّن بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت وهي قوله تعالى {إن تنصروا الله ينصركم } [2] -لافتات - توضح وتكتب بخط ذهبي جميل رُقعي أو فارسي 000إلى آخره، وتوضع على الجدار، مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مزينة بها، أما قلوب المسلمين فهي خاوية على روشها، لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية {إن تنصروا الله ينصركم} ولذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة وقلقلة لا يكاد يجد لها مخرجاً، مع أن المخرج مذكور في كثير من الآيات، وهذه الآية من تلك الآيات، إذا ما ذكّرنا المسلمين بهذه الآية فأظن أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان وإنما هو فقط التذكير و { الذكرى تنفع المؤمنين}.
كلنا يعلم –إن شاء الله – أن قوله تبارك وتعالى {إن تنصروا الله} شرطٌ، جوابه {ينصرْكم} إن تأكل إن تشرب إن ……إن الجواب تحيا، إن لم تأكل إن لم تشرب، ماذا؟ تموت ؟. كذلك تماماً المعنى في الآية {إن تنصروا الله ينصركم} المفهوم - وكما يقول الأصوليون - : مفهوم المخالفة، إن لم تنصروا الله لم ينصركم؛ هذا هو واقع المسلمين اليوم.
توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية، وبخاصةٍ منها الأحاديث النبوية. {إن تنصروا الله} معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية؛ لا ! إن الله عز وجل غالب على أمره، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً – هذا أمر معروف بدهياً – لذلك كان معنى {إن تنصروا الله} أي إن تتبعوا أحكام الله، فذلك نصركم لله تبارك وتعالى.
والآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط ؟ قد قاموا بهذا الواجب –أولاً ؟ ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلمين – ثانياً -؟
الجواب: عند كل واحدٍ منكم، ما قام المسلمون بنصر الله عز وجل. وأريد أن أذكر هنا كلمةً؛ أيضاً من باب التذكير وليس من باب التعليم، على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين. إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم، أو عن تعرفهم على دينهم ،- عن تعلمهم لأحكام دينهم -، فأكثرهم لا يعلمون الإسلام، وكثيرٌ أو الأكثرون منهم، إذا ما عرفوا من الإسلام شيئاً، عرفوه ليس إسلاماً حقيقياً؛ عرفوه إسلاماً منحرفاً عمّا كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه. لذلك فنصر الله الموعود به من نصر الله يقوم على معرفة الإسلام أولاً معرفةً صحيحة، كما جاء في القرآن والسنة، ثم على العمل به – ثانياً -، وإلا كانت المعرفة وبالاً على صاحبها، كما قال تعالى: {يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون} [3]. إذاً نحن بحاجة إلى تعلم الإسلام ،وإلى العمل بالإسلام.
فالذي أريد أن أذكّر به - كما قلت آنفاً - هو أن عادة جماهير المسلمين اليوم أن يصبّوا اللوم كل اللوم بسبب ما ران على المسلمين قاطبةً من ذلٍ وهوان على الحكام، أن يصبوا اللوم كل اللوم على حكامهم الذين لا ينتصرون لدينهم، وهم - مع الأسف - كذلك؛ لا ينتصرون لدينهم، لا ينتصرون للمسلمين الُمَذلّين من كبار الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم، هكذا العُرفُ القائم اليوم بين المسلمين ! صب اللوم كل اللوم على الحكام، ومع ذلك ! أن المحكومين كأنهم لا يشملهم اللوم الذي يوجهونه إلى الحاكمين ! والحقيقة أن هذا اللوم ينصب على جميع الأمة حكّامًا، و محكومين. و ليس هذا فقط بل هناك طائفة من أولئك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم، و هم محقون في هذا اللوم ،ولكن! قد خالفوا قولة تعالى {إن تنصروا الله}. أعني نفس المسلمين اللائمين للحاكمين حينما يخصونهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام؛ حينما يسلكون سبيل تغيير هذا الوضع المحزن المحيط بالمسلمين بالطريقة التى تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه و على آله و سلم. حيث إنهم يعلنون تكفير حكام المسلمين- هذا أولاً - ! ثم يعلنون وجوب الخروج عليهم - ثانياً - ! فتقع هنا فتنة عمياء صماء بكماء بيد المسلمين أنفسهم؛ حيث ينشق المسلمون بعضهم على بعض فمنهم هؤلاء الذين أشرت إليهم الذين يظنون أن تغيير هذا الوضع الذليل المصيب للمسلمين إنما تغييره بالخروج على الحاكمين، ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة، وإنما تتسع وتتسع حتى يصبح الخلاف بين هؤلاء المسلمين أنفسهم ! ويصبح الحاكم في معزلٍ عن هذا الخلاف.
بدأ الخلاف من غلوّ بعض الإسلاميين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه لابد من محاربة الحكام المسلمين لإصلاح الوضع !، وإذا بالأمر ينقلب إلى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أن معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين، وإن كان كثيرون منهم يستحقون الخروج عليهم ! بسبب أنهم لا يحكمون بما أنزل الله؛ ولكن هل يكون العلاج –كما يزعم هؤلاء الناس – هل يكون إزالة الذي أصاب المسلمين من الكفار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين ؟– ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغرافيين كما يقال في العصر الحاضر – هنا نحن نقول: أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتملْ ما هكذا يا سعدُ تُورَد ُالإبلْ.
مما لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصآلةً وهم اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام؛ هم أشد بلا شك ضرراً من بعض هؤلاء الحكام الذين لا يتجاوبون مع رغبات المسلمين أن يحكموهم بما أنزل الله فماذا يستطيع هؤلاء المسلمون ؟ وأعني طرفاً أو جانباً منهم وهم الذين يعلنون وجوب محاربة الحاكمين من المسلمين، ماذا يستطيع أن يفعل هؤلاء لو كان الخروج على الحكام واجباً قبل البدء بإصلاح نفوسنا نحن ؟!.
كما هو العلاج الذي بدأ به الرسول عليه السلام، إن هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إطلاقاً؛ والواقع أكبر دليل على ذلك، مع أن العلاج الذي يتبعونه –وهو أن يبدؤوا بمحاربة الحكام المسلمين! –لا يثمر الثمرة المرجوة لأن العلة - كما قلت آنفاً - ليست في الحاكمين فقط؛ بل و في المحكومين أيضاً، فعليهم جميعاً أن يصلحوا أنفسهم و الإصلاح هذا له بحث آخر قد تكلمنا عليه مراراً و تكراراً و قد نتكلم قريباً إن شاء الله عنه. المهم الآن المسلمون كلهم متفقون على أن و ضعهم أمر لا يحسدون عليه و لا يغبطون عليه ؛بل هو من الذل و الهوان بحيث لا يعرفه الإسلام، فمن أين نبدأ ؟ هل يكون البدأ بمحاربة الحاكمين المسلمين ؟! أو يكون البدأ بمحاربة الكفار أجمعين من كل البلاد ؟! أم يكون البدأ بمحاربة النفس الأمارة بالسوء ؟ من هنا يجب البدأ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم إنما بدأ بإصلاح نفوس أفراد المسلمين المدعوّين في أول دعوة الإسلام – كما ذكرنا في أول هذا الكلام- بدأت الدعوة في مكة ثم انتقلت إلى المدينة ثم بدأت المناوشة بين الكفار و المسلمين، ثم بين المسلمين و الروم، ثم بين المسلمين و فارس.. و هكذا - كما قلنا آنفاً - التاريخ يعيد نفسه0فالآن المسلمون عليهم أن ينصروا الله لمعالجة هذا الواقع الأليم، وليس بأن يُعالجوا جانباً لا يثمر الثمرة المرجوة فيها، لو استطاعوا القيام بها ! ما هو هذا الجانب ؟ محاربة الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ! هذا أولاً – كما قلت آنفاً لابد من وقفة قصيرة – غير مستطاع اليوم، أن يُحارب الحكام؛ وذلك لأن هؤلاء الحكام لو كانوا كفاراً كاليهود والنصارى؛ فهل المسلمون اليوم يستطيعون محاربة اليهود والنصارى ؟
الجواب: لا، الأمر تماماً كما كان المسلمون الأولون في العهد المكي، كانوا مستضعفين، أذلاء، محاربين، معذبين، مُقَتَّلِين لماذا ؟! لأنهم كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، إلا إيمانهم الذي حلّ في صدورهم، بسبب إتباعهم لدعوة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ هذا الإتباع مع الصبر على الأذى هو الذي أثمر الثمرة المرجوة؛ التي نحن ننشدها اليوم، فما هو السبيل للوصول إلى هذه الثمرة ؟ نفس السبيل الذي سلكه الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكرام، إذاً اليوم لا يستطيع المسلمون محاربة الكفار على اختلاف ضلالاتهم، فماذا عليهم ؟ عليهم أن يُؤمنوا بالله ورسوله حقاً، ولكن المسلمين اليوم كما قال رب العالمين {ولكن أكثرهم لا يعلمون}. المسلمون اليوم اسماً وليسوا مسلمين حقاً ! أظنكم تشعرون معي بالمقصود من هذا النفي.
ولكني أذكركم بقوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولائك هم العادون} [4] أي الباغون الظالمون. فإذا أخذنا هذه الخصال فقط، ولم نتعد هذه الآيات المتضمنة لهذه الخصال إلى آيات أخرى؛ التي فيها ذكر لبعض الصفات والخصال التي لم تُذكر في هذه الآيات، وهي كلها تدور حول العمل بالإسلام. فمن تحققت فيه هذه الصفات المذكورة في هذه الآيات المتلوه آنفاً وفي آيات أخرى؛ أولئك هم الذين قال الله عز وجل في حقهم {أولئك هم المؤمنون حقا} [5].
فهل نحن مؤمنون حقاً ؟!
الجواب: لا، إذاً يا إخواننا لا تضطربوا!
فنحن المصلين اليوم؛ - هذه الخصلة - {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون} هل نحن خاشعون في صلاتنا ؟ أنا ما أتكلم عن فرد، اثنين، خمسة، عشرة، مائة، مائتين، ألف، ألفين.
لا. أتكلم [6] عن المسلمين على الأقل الذين يتساءلون، ما هو الحل لما أصاب المسلمين ؟ لا أعني أولئك المسلمين اللاهين الفاسقين الذين لا تهمهم آخرتهم، وإنما تهمهم شهواتهم و بطونهم لا. أنا أتكلم عن المسلمين المصلين.
فهل هؤلاء المصلون قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة في أول سورة المؤمنين ؟ الجواب: كجماعة، كأمة : لا.
إذاً: ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالِكَها إن السفينةَ لا تجري على اليبسِ
فلابد من اتخاذ الأسباب؛ التي هي من تمام السنن الشرعية بعد السنن الكونية؛ حتى يرفع ربنا عز وجل هذا الذل الذي ران علينا جميعاً. أنا ذكرت هذه الأوصاف من صفات المؤمنين المذكورة في أول هذه السورة، لكن هناك في الأحاديث النبوية التي نذكّر بها إخواننا دائماً، ما يُذكّر بحـال المسلمين اليوم؛ وأنهم لو تذكروا هذا الحديث كان من العار عليهم أن يتساءلوا لماذا أصابنا هذا الذل ؟! لأنهم قد غفلوا عن مخالفتهم لشريعة الله، من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة و السلام: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " [7]. هذا الحديث تكلمت عليه كثيراً وكثيراً جداً وبمناسبات عديدة. وإنما أنا أقف فقط عند قوله "إذا تبايعتم بالعينة".العينة : نوع من الأعمال الربوية؛ - ولا أريد أيضاً أن أدخل فيها بالذات -. فهل منكم من يجهل تعامل المسلمين بأنواع من الربا، وهذه البنوك الربوية قائمة على ساق وقدم في كل بلاد الإسلام ومعترف فيها بكل الأنظمة القائمة في بلاد الإسلام. وأعود لأقول ليس فقط من الحكام؛ بل و من المحكومين لأن هؤلاء المحكومين هم الذين يتعاملون مع هذه البنوك و هم الذين إذا نُوقشوا، و قيل لهم: أنتم تعلمون أن الربا حرام و أن الأمر كما قال عليه السلام: "درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله عز وجل من ستٍ وثلاثين زنية " [8] لماذا يا أخي تتعامل بالربا ؟! "بيقلك شو بدّنا نساوي – بدنا نعيش" [9] !!، إذاً العلاقة ما لها علاقة بالحكام لها علاقة بالحكام والمحكومين. المحكومون هم في حقيقة أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحكام، وكما يقولون "دود الخل منّه وفيه - دود الخل منّه وفيه" [10]. هؤلاء الحكام ما نزلوا علينا من المريخ !! وإنما نبعوا منّا وفينا فإذا أردنا صلاح أوضاعنا فلا يكون ذلك بأن نعلن الحرب الشعواء على حكّامنا وأن ننسى أنفسنا؛ والمشكلة منّا وفينا؛ حيث المشكلة القائمة في العالم الإسلامي.
لذلك نحن ننصح المسلمين أن يعودوا الى دينهم. وأن يطبقوا ما عرفوه من دينهم {ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله} [11]. كل المشاكل القائمة اليوم والتي يتحمس بعض الشباب ويقول ما العمل ؟! سواءٌ قلنا ما هو بجانبنا من المصيبة التي حلت بالعالم الإسلامي والعالم العربي ! وهي احتلال اليهود لفلسطين، أو قلنا محاربة الصليبين للمسلمين بإرتيريا وفي الصومال، في البوسنة والهرسك في في0000 إلى آخر البلاد المعروفة اليوم. هذه المشاكل كلها لا يمكن أن تعالج بالعاطفة وإنما تعالج بالعلم والعمل. {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } [12]، {وقل اعملوا} الآن نقف عند هذه النقطة. العمل للإسلام اليوم في الساحة الإسلامية، له صور كثيرة وكثيرة جداً، وفي جماعات وأحزاب متعددة، والحقيقة أن هذه الأحزاب من مشكلة العالم الإسلامي التي تكّبر المشكلة أكثر مما يراها بعضهم. بعضهم يرى أن،المشكلة احتلال اليهود لفلسطين – أن المشكلة ما ذكرناه آنفاً، محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية وأهلها – لا!
نحن نقول: المشكلة أكبر وهي تفرق المسلمين. المسلمون أنفسهم متفرقون شيعاً وأحزاباً خلاف قول الله تبارك وتعالى: {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون} [13]. الآن الجماعات الإسلامية مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكو منها كل الجماعات الإسلامية، وهي الذل الذي ران على المسلمين، وكيف السبيل إلى الخلاص منه ؟
هناك طرق:
الطريقة الأولى: هي الطريقة المثلى التي لا ثاني لها، وهي التي ندعو إليها دائماً وأبداً. وهي فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقهُ وتربية المسلمين على هذا الإسلام المصفّى، تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ كما ذكرنا ونذكر أبداً. فرسول الله بدأ بأصحابه أن هداهم إلى الإيمان بالله ورسوله- أن علمهم بأحكام الإسلام-، وكانوا يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين وتعذيبهم إياهم، كان يأمرهم بالصبر، يأمرهم بالصبر ! وأن هذه سنة الله في خلقه أن يُحارب الحق بالباطل وأن يُحارب المؤمنون [14] بالمشركين وهكذا، فالطريقة الأولى لمعالجة هذا الأمر الواقع هي العلم النافع والعمل الصالح. هناك حركات ودعوات أخرى، كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى والمثلى والتي لا ثاني لها وهي اتركوا الإسلام الآن جانباً ! من حيث وجوب فهمه ! ومن حيث وجوب العمل به ! الأمر الأن أهم من هذا الأمر ! وهو أن نجتمع وأن نتوحد على محاربة الكفار !! سبحان الله، كيف يمكن محاربة الكفار بدون سلاح ؟! كل إنسان عنده ذرّة عقل أنه إذا لم يكن لديه سلاح مادي فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه المسلّح، ليس بسلاح مادي بل بأسلحةِ مادية !. فإذا أراد أن يحارب عدوه - هذا -المسلح وهو غير مسلح ماذا يقال له ؟ حاربه دون أن تتسلح ؟! أم تسلح ثم حاربه ؟
لا خلاف في هذه المسآله أن الجواب: تسلح ثم حارب، هذا من الناحية المادية، لكن من الناحية المعنوية الأمر أهم بكثير من هذا، إذا أردنا أن نحارب الكفار؛ فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانباً؛ لأن هذا خلاف ما أمر الله عز وجل ورسوله المؤمنين في مثل آيات كثيرة منها قوله تعالى {والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [15]. {إن الإنسان لفي خسر}. نحن بلا شك الآن في خسر. لماذا ؟! لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عز وجل من الاستثناء حين قال: {إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. نحن الآن نقول آمنا بالله ورسوله، ولكن ! حينما ندعو المسلمين المتحزبين المتجمعين المتكتلين على خلاف دعوة الحق – الرجوع إلى الكتاب والسنة – يقولون هذا ندعه الآن جانباً! الأمر أهم !. هو محاربة الكفار !، فنقول: بسلاح أم بدون سلاح ؟ !. لابد من سلا حين، السلاح الأول: السلاح المعنوي، وهم يقولون الآن دعوا هذا السلاح المعنوي جانباً ! وخذوا بالسلاح المادي ! ثمّ، لا سلاح مادي !! لأن هذا غير مستطاع بالنسبة للأوضاع التي نُحكم بها الآن؛ ليس فقط من الكفار المحيطين بنا من كل جانب؛ بل ومن بعض الحكام الذين يحكموننا ! فنحن لا نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ بالاستعداد بالسلاح المادي – هذا لا نستطيعه –. فنقول : نريد نحارب بالسلاح المادي ! وهذا لا سبيل إليه، والسلاح المعنوي الذي هو بأيدينا – {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [16] – العلم ثم العمل في حدود ما نستطيع، هذا نقول بكل بساطة متناهية دعوا هذا جانباً ! هذا مستطاع ونؤمر بتركه جانباً ! وذلك غير مستطاع. فنقول : يجب أن نحارب !! وبماذا نحارب ؟! خسرنا السلاحين معاً؛ السلاح المعنوي العلمي نقول نؤجله ! لأنه ليس هذا وقته وزمانه !! السلاح المادي لا نستطيعه فبقينا خراباً يباباً ضعفاء في السلاحين المعنوي والمادي. إذا رجعنا إلى العهد الأول الأنور؛ وهو عهد الرسول عليه السلام الأول، هل كان عنده سلاح مادي ؟ الجواب، لا بماذا إذاً كان مفتاح النصر ؟ آلسلاح المادي أم السلاح المعنوي ؟ لاشك أنه السلاح المعنوي، وبه بدأت الدعوة في مثل تلك الآية {فاعلم أنه لا إله إلا الله} إذاً العلم- قبل كل شئ – إذاً بالإسلام قبل كل شئ ثم تطبيق هذا الإسلام في حدود ما نستطيع. نستطيع أن نعرف العقيدة الإسلامية - الصحيحة طبعاً – نستطيع أن نعرف العبادات الإسلامية، نستطيع أن نعرف الأحكام الإسلامية، نستطيع أن نعرف السلوك الإسلامي ، هذه الأشياء كلها مع أنها مستطاعة فجماهير المسلمين بأحزابهم وتكتلاتهم هم معرضون عنها؛ ثم نرفع أصواتنا عاليةً نريد الجهاد ! أين الجهاد ؟! مادام السلاح الأول مفقود والسلاح الثاني غير موجود بأيدينا ؟!! نحن لو وجدنا اليوم جماعة من المسلمين متكتلين حقاً على الإسلام الصحيح وطبقوه تطبيقاً صحيحاً، لكن لا سلاح مادي عندهم؛ هؤلاء يأتيهم أمره تعالى في الآية المعروفة: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةً، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [17] لو كان عندنا السلاح الأول المعنوي؛ فنحن مخاطبون بهذا الإعداد المادي. فهل نحارب إذا لم يكن عندنا إعداد مادي ؟! الجواب : لا.لأننا لم نحقق هذه الآية التي تأمرنا بالإعداد المادي؛ فما بالنا، كيف نستطيع أن نحارب ونحن مفلسون من السلاحين المعنوي والمادي ؟ !. المادي الآن لا نستطيعه، المعنوي نستطيعه؛ إذاً {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } [18]. {فاتقوا لله ما استطعتم} [19] فالذي نستطيعه الآن هو العلم النافع والعمل الصالح.
لعلي أطلت في هذا الجواب أكثر من اللازم، لكني أنا ألخص الآن فأقول:
ليست مشكلة المسلمين في فلسطين فقط - يا إخواننا-، لأنه مع الأسف الشديد من جملة الانحراف التي تصيب المسلمين اليوم؛ أنهم يخالفون علمهم عملاً ! حينما نتكلم عن الإسلام وعن الوطن الإسلامي، نقول: كل البلاد الإسلامية هي وطن لكل مسلم؛ ما في فرق بين عربي وعجمي، ما في فرق بين حجازي وأردني ومصري 00000 و إلى آخره، لكن هذه الفروق العملية موجودة، هذه الفروق عمليه موجودة ! ليس فقط سياسياً؛ هذا غير مستغرب أبداً، لكن موجودة حتى عند الإسلاميين ! مثلاً تجد بعض الدعاة الإسلاميين يهتمون بفلسطين؛ ثم لا يهمهم ما يصيب المسلمين الآخرين في البلاد الأخرى. مثلاً: حينما كانت الحرب قائمة بين المسلمين الأفغان وبين السوفييت وأذنابهم من الشيوعيين، لماذا ؟! لأن هؤلاء مثلاً ليسوا سوريين ! مصرين ! أو ما شابه ذلك. إذاً المشكلة الآن ليست محصورة في فلسطين فقط؛ بل تعدت إلى بلاد إسلامية كثيرة فكيف نعالج هذه المشكلة العامة ؟ بالقوتين المعنوية والمادية، بماذا نبدأ ؟
نبدأ قبل كل شيء بالأهم فالأهم وبخاصة إذا كان الأهم ميسوراً؛ وهو السلاح المعنوي – فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً ثم السلاح المادي إذا كان ميسوراً. اليوم - مع الأسف الشديد –؛ الذي وقع في أفغانستان.... الأسلحة التي حارب المسلمون – الأسلحة المادية – التي حارب المسلمون بها الشيوعيين هل كانت أسلحة إسلامية ؟ الجواب: لا.
كانت أسلحة غربية، إذا نحن الآن من ناحية السلاح المادي مستعبدون؛ لو أردنا أن نحارب وكنا أقوياء من حيث القوة المعنوية، إذا أردنا أن نحارب بالسلاح المادي فنحن بحاجة إلى أن نستورد هذا السلاح؛ إما بالثمن وإما بالمنحة أو شيء مقابل شيء ! كما تعلمون السياسة الغربية اليوم على حدّ المثل العامّي: "حكّلّي لحكّلّك"! يعني أي دوله الآن حتى بالثمن لا تبيعك السلاح إلا مقابل تنازلات. تتنازل أنت أيها الشعب المسلم مقابل السلاح الذي تدفع ثمنه أيضاً فإذاً يا إخواننا الأمر ليس كما نتصور عبارة عن حماسات وحرارات الشباب وثورات كرغوة الصابون تثور ثم تخور في أرضها لا أثر لها إطلاقاً !. أخيراً أٌقول {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله..} إلى آخر الآية.
لكن أكرر أن العمل لا ينفع إلا إذا كان مقروناً بالعلم النافع؛ والعلم النافع إنما هو قال الله قال رسول الله كما قال إبن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسولـــــهُ*** قال الصحابةُ ليس بالتمويــــهِ
ما العلمُ نصبَكَ للخلاف سفاهــةً*** بين الرسولِ وبين قولِ سفيــــهِ
كلا ولا جحد الصفات ونفيــها*** حذرا من التعطيل التشويـــــهِ
مصيبة العالم الإسلامي مصيبة أخطر – وقد يستنكر بعضكم هذا الذي أقوله !-مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من احتلال اليهود لفلسطين ! مصيبة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلـوا سواء السبيل. أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة معاً. وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار والمشركين وقتّلوا وصلّبوا ثم ماتوا فلا شك أنهم ماتوا سعداء ولو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين. أما من عاش عزيزاً في الدنيا وهو بعيد عن فهم الإسلام كما أراد الله عز وجل ورسوله فهو سيموت شقياً وإن عاش سعيداً في الظاهر.
إذاً بارك الله فيكم: العلاج هو فرّوا الى الله ! العلاج فرّوا الى الله ! فرّوا الى الله تعني أفهموا ما قال الله وقال رسول الله واعملوا بما قال الله وما قال رسول الله. وبهذا أنهي هذا الجواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين"
سلسلة الهدى والنور شريط رقم (760 )
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:51
لرحيلي:وراء هذه المظاهرات..أعداء التوحيد/من العلمانيين و الليبراليين و الرافضة و الصوفية و الخوارج/ما أرادوا إلا هدم دولة التوحيد
كلمة فضيلة الشيخ إبراهيم الرحيلي حول المظاهرات
(29 ربيع الأول 1432 الموافق ل 04 مارس 2011) :
[دق23:15] :
كلنا الأن نتفق و لا يوجد أحد من أهل العلم و ممن له علم و ديانة ينازع في أن هذه الدولة لم تقصر في شيء من خدمة الإسلام, و مع هذا نحن لا نقول إن هذه الدولة معصومة هم بشر يصيبون و يخطئون, لكن الخير الموجود يضرب به المثل في هذه العصور المتأخرة.
و بهذا يتبين أنه لا يمكن أن يقف موقف المعارض و موقف أصحاب هؤلاء الفتنة ضد هذه البلاد إلا من إرتكس في الفتنة, إما في فتنة الشبهات أو الشهوات. وأما أن يوجد عالم من علماء المسلمين رزقه الله علما و تدينا و صدقا فوالله لا يوجد رجل يعرف بهذه الأوصاف يقف موقف المعارض لهذه الدولة في مثل هذه المهاترات و المظاهرات, و إنما العلماء مجمعون بحمد لله على الإلتفات حول ولاة الأمر و على المناصحة بالرفق و اللين و على جمع الكلمة عليهم.
و اما الذين هم وراء هذه المظاهرات و وراء هذه الفتنة فهم أعداء التوحيد و أعداء الإسلام من العلمانيين و الليبراليين و الرافضة و الصوفية و الخوارج و أهل الشبهات و الشهوات و كل أصحاب الفتنة, فعلينا أن لا نغتر بهذه الدعايات هؤلاء والله ما أرادوا إلا هدم الإسلام و ما أرادوا إلا هدم دولة التوحيد و يريدون العلمانية يريدون الإباحية يريدون التفلت, وإلا الأن بعض المسلمين الذين يخرجون في بعض البلدان يطالبون بتحكيم الشريعة, الشريعة عندنا محكمة يطالبون بأن تعطى المرأة حريتها و حجابها, المرأة مكنت من هذا يطالبون الرجل أن يعفي لحيته و يقصر ثوبه, المسلم مكن من هذا في هذه البلاد.
فما الذي ينقص المسلم في هذه البلاد؟, لا ينقصه شيء بحمد الله من هذه المطالب الشرعية"
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 12:56
حكم الثورات فى البلاد العربية للشيخ عثمان الخميس حفظه الله
هنا (http://www.safeshare.tv/v/P4blv6ZtKnU)
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 13:02
التعقيب على حامد العلي بشأن الدعوة إلى المظاهرات للشيخ الدكتور عبد العزيز السعيد
بسم الله الرحمن الرحيم
التعقيب على حامد العلي في اعتراضه على فتوى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بشأن الدعوة إلى المظاهرات
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ، أما بعد ؛ فقد اطلعت على ماكتبه الأستاذ حامد العلي في موقعه على النت ، والذي وجه فيه سؤالا لنفسه وأجاب عليه ، ونص السؤال : فضيلة الشيخ ما هو الرد على الفتوى الصادرة من هيئة كبار العلماء في السعودية في تحريم المظاهرات ؟!
ثم أجاب الأستاذ بجواب يغلب عليه عدم تصور المسائل ، والحيدة عن النصوص الناقضة لما يستدل به ، والنزع إلى المتشابه ، والاستدلال بالعمومات والمطلقات ، والتجافي عن المخصصات والمقيدات ، بل والتناقض فيما كتب ، والاستدلال بما ينقض عليه ، والاستدلال بمن يُستدل له ولايستدل به من أهل العلم إذا تنزلنا وقلنا : إنما نقله عنهم يدل على مطلوبه ، وليست كذلك ، والخلط في تقرير المسائل العلمية، ولهذا فقد تقحم الأستاذ مركبا صعبا ، كان الأولى به أن يدعه لغيره من أهل العلم ، فأسأل الله أن يهدي قلبه ، ويشرح صدره للحق .
ثم أقول بعد ذلك : لولا خشية الاغترار به لتركت التنبيه عليه ، ولكن لازم النصيحة ـ وقد نشر ـ بيان الحق.
وسأختصر الكلام في النقاط الآتية :
أولا : لم يتطرق الكاتب لنقض فتوى هيئة كبار العلماء بالأدلة ، وإنما أخذ في بيان حكم المظاهرات من منظوره هو فقط ؛ لأنه لن يتمكن من ذلك ؛ لقيام الفتوى على ركائز متعددة مبنية على نصوص الكتاب والسنة وعمل السلف ، سواء ورد التصريح بها في البيان أم لم يرد . فسقط الرد من أصله .
ثانيا : فتوى الهيئة في تحريم المظاهرات وماشاكلها ـ فيما ظهر لي من البيان ـ مبنية على عدة أمور منها :
1 ـ وجوب الوفاء بالبيعة ، والسمع والطاعة في غير معصية الله ، وهذه المطالبات والمظاهرات كما لايخفى يرفع سقفها حتى تطالب بتنحية ولي الأمر ـ وقد حصل ـ وهذا خروج عليه ، ونقض للبيعة . ولو فرضنا جواز المظاهرات ، ثم منع منها ولي الأمر ؛ لوجب الالتزام بذلك .
وقد يقول الكاتب ، بل قال : المظاهرات من إزالة المنكر ونصرة المظلوم واسترداد الحقوق . قلت : هذا كلام من لم يعرف منهاج السلف ، وقد بينت شيئا من ذلك في ردي على الدكتور يوسف القرضاوي ، فليرجع إليه الكاتب .
2ـ رعاية مقاصد الإمامة ، والمصالح العظمى ، مما تنعم به المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله ـ من نشر التوحيد والسنة ، ومحاربة الشرك والبدعة ، وإقامة شعائر الدين وحدوده ، وظهور أعلامه وآثاره على المجتمع والأفراد ، في كافة المناحي : الدينية والاجتماعية والأمنية والسياسية والعلمية .... مما لايوجد له نظير في العالم أجمع من قرون طويلة ، فضلا عن الاجتماع على خادم الحرمين الشريفين ببيعة شرعية على مقتضى أصول أهل السنة والجماعة ، بايعه فيها أهل الحل والعقد في كافة أنحاء المملكة ، وفوض بموجبها بإدارة شؤون البلاد داخليا وخارجيا ، فما اجتهد فيه فأخطأ فله أجر ، وما أصاب فله أجران .
وهذه الإيجابيات وغيرها كثير جدا ، ونحن في المملكة نعيشها ، وغيرنا يدركها ، هل يجوز سلبها بسبب خطأ أوتقصير ؟ وهل هذا يتفق مع مقاصد الإمامة ؟ وهل هذا يتفق مع قواعد المصالح والمفاسد والمآلات ؟
3ـ رعاية بشرية الحاكم ، فليس معصوما من الخطأ أوالخطيئة أوالتقصير ، وعلى حد زعم الكاتب يريد حاكما سالما من هذا كله ، وأنّى له ذلك ؟!
لكن هذا الخطأ والقصور لايعالج بالخروج عليه ، أوالتجمهر ، أوحشد الناس ضده ، بل يكون بالنصيحة على وجهها الشرعي كما بينه العلماء قديما وحديثا ، وقد ذكرت طرفا من ذلك في الرد على القرضاوي. وفي المقال المنشور بعنوان منهج السلف في التعامل مع الحاكم .
4 ـ عدم حصر المسؤولية في الحاكم وحده ، بل الشعب مسؤول كذلك ، كما دلت عليه النصوص الشرعية ، وهذا يوجب على الطرفين التعاون على البر والتقوى ، والتكامل ، والتناصح ، وليس التنافر والتقاطع والتدابر .
5 ـ العدل في القول ، فقد حدد البيان الواجب تجاه ولي الأمر ، وفي الوقت نفسه لم يغفل عن تذكير ولي الأمر بما يجب عليه . وكل ذلك بأدلة شرعية .
أرجو أن لايغفل عن هذا الأستاذ حامد وفقه الله ، وشرح صدره للبر والتقوى .
ثالثا : نقل الكاتب عن العلامة ابن القيم رحمه الله أنه قال : (ولايتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى ، والحكم بالحق إلاَّ بنوعين من الفهم :أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه ، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن ، والإمارات ، والعلامات حتى يحيط به علما . والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع ، وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه ، أو على لسان رسوله فـي هذا الواقع ) .
وهذا كلام لا إشكال فيه ، ولكن الشأن في تنزيله ، وهنا أسأل الأستاذ فأقول :
1 ـ هل أنت أعلم من علمائنا بالواقع في المملكة ، وهم يعيشون على أرضها ، وأنت تعيش في وطنك الكويت ؟ ولوسألناك عن أشياء يسيرة مما يتداوله غلماننا لما عرفته !!! ( وإذا قلتم فاعدلوا ) .
2ـ تقديمك بهذا تجهيل لعلمائنا الذين أجمع المسلمون على الثقة بهم ، والرجوع إليهم ، إلا من حرم من متعالم ، أوغافل ، أوذي هوى .
وليت الأمر كان مقصورا على التجهيل ، بل تجاوزت فأحللت نفسك المحل الذي لست أهلا له ، فنصبت نفسك عالما ، وعرضت عليها أسئلتك في موقعك ، باسم المستفتين . وأظن هذا ـ إن كنت تريد شهرة ـ سيسقطك .
3 ـ ثم بالنظر في كلامك الذي جعلته دليلا على أحقيتك بالعلم من هيئة كبار العلماء ، يبرز عوارك في جوانب :
أحدها : ماذكرته من كلام هنا هو مأخوذ من كتاب الدكتور حاكم بن عبيسان المطيري في كتابه
( الطوفان ) ، وكان حري بك ـ أمانة ـ أن تسنده إليه .
الثاني : أن هذا الكلام الذي ذكرته قد رد عليه أحد علماء الكويت ، وهو فضيلة الدكتور المحقق حمد العثمان في كتابه ( الغوغائية هي الطوفان ) ، فلم أعرضت عن ذكر ما أجاب به عن هذه الشبهات التي تنقض عليك ما كتبت ؟ لا أجد جوابا عن ذلك إلا عجزك العلمي . والكتاب طبع عدة طبعات ؛ لنفاسته ، وثناء أهل العلم .
الثالث ـ إعراضك عن أدلة المانعين من المظاهرات ، ومحاولة أن لايرد على ماذكرته ـ مما تزعم أنه أدلة ـ ماينقضه من النصوص الصريحة الصحيحة .
الرابع ـ الخلط العجيب في المسائل وتنزيلها ؛ مما يدل على عدم استقرار منهج الاستدلال عندك أوعدم معرفته ، مع سوء فهم النصوص وكلام أهل العلم ووضعه في غير موضعه . وقد بين فساد هذا كله أخونا الشيخ حمد العثمان حفظه الله .
وأذكر هنا مثالا استشهدت به على جواز المظاهرات ، فقلت في ذلك : ( وأيضـا مما ورد في السنة من استدعاء الحشد للبلاغ ، ما في الصحيحين عن ابن عباس قال : ( لما أنزل الله عز وجـل : وأنذر عشيرتك الأقربـين ، أتى النبي _ صلى الله عليه وسلم _ الصفـا فصعـد عليه ، ثم نادى : يا صباحاه ، فاجتمع الناس إليه ، بين رجل يجيء إليه ، وبين رجل يبعث رسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بني عبد المطلب ، يابني فهر ، يابني لؤي ، أرأيتم لو أخبرتكم ، أنَّ خيلاً بسفح هذا الجبل ، تريد أن تغيـر عليكم ، صدقتموني ؟ قالوا : نعم ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) ، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، أما دعوتنا إلاّ لهذا ؟ وأنزل الله ( تبت يدا أبي لهب وتب ) .فهذا نـصٌ واضـح في أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم ، صعـد ليراه الناس ، واستدعاهم ليجمعهم في مكان واحـد _ في صورة أشبه ما تكون بالمظاهـرات السلمية اليوم التي يراد منها رفع مستوى قـوّة الاحتـجاج _ وليبلّغهم ، فاحتشدوا له ، واستغـلّ هذا الحشـد ، ليوصل صوته إلى أبـعد مدى ، فيبلغ ما أمـر بتبليغـه. فليت شعري أيُّ فرق بين هذا ، وأن يدعو دعاةُ الإصلاح الناسَ لمكان محدد ، يدعون إلى حشـد كبير، ليبلّغوا السلطة مطالبهم ، وليوصلوا حقوقهم ، ليكون فعلهم أشد وطأة ، وأعظـم تأثيرا في التغييـر ؛ إذ من المعلوم أنَّ استدعاء الحشد متظاهرين ، للاحتجاج الجماعـي ، يؤدي دورا بالغ التأثيـر في التغيير، كما هو شأن كلّ ما يجتمع عليها الناس في شئونهـم العامّـة ، فيكونون أقـوى به من حال الانفـراد ، كما ذكرنـا) .
أرأيت هذا الفهم المقلوب الذي يغني ذكره عن الرد عليه ! بعث عليه الاعتقاد ثم الاستدلال ، أوتوظيف العلم للفكر ؛ فبالله كيف تستدل بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في جمع الناس ليدعوهم إلى عبادة الله وحده ، على مشروعية جمع الناس للخروج بهم على السلطان ؟! فأين هذا من هذا ؟!!
الخامس ـ ويكفي استدلالا على أجنبيتك عن العلم أنك ذكرت أن أعظم أهداف هذه الأمـّة ، وأرفع غاياتها ، وأسمـى قِيَمِها ، هو العدل ، والإصلاح ، وتحرير العباد من الجور، ورفع المظالم ، والمفاسـد عنهم.
سبحان الله !! أليس التوحيد هو أعظم شيء ، وأحق مايدعى إليه ؟! أين تذهب يا أستاذ هداك الله ؟
السادس ـ تختار من الحوادث التاريخية ما ترى أنه يدعم موقفك ـ وهو ليس كذلك ، وعلى فرض صحته، ففعل البشر محجوج بالسنة المحكمة ـ وتترك ما ترى أنه ضدك ، فقد ذكرت بعض أعمال المنتسبين إلى مذهب أحمد ـ التي تعتقد أنه تؤيدك ـ وتركت ماصنعه إمامهم ـ رضي الله عنه ـ وهو من هو في الفقه والاتباع !! حين كان في الأغلال قد حمل على قول الكفر ـ وهو القول بخلق القرآن ـ فيماذكره حنبل في قوله : ( اجتمع فقهاء بغداد فقالوا له : إن الأمر قد تفاقم وفشا يعنون إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه ، فناظرهم في ذلك وقال عليكم بالإنكار بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، وانظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر ، وقال ليس هذا بصواب ، هذا خلاف الآثار ) .
فأين الموضوعية ؟! وأين طلب الهدى ؟! ولستَ في مقام رد ، ولكن في مقام تقرير .
رابعا : لا أجد لك عذرا فيما كتبت ـ ولايصح الاعتذار به ـ إلا أنك غلبك الجانب السياسي الصحفي، فحاولت جاهدا التوفيق بينه وبينه الشرع على حد قول من ضللهم الله ( إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا ) ، ولعل ما يجلي هذا قولك :( ولأنَّ وسيلة الاحتشاد للتظاهـر ، مؤثـِّرة في التغيير الإصلاحي ، فقد استعملت في تاريخ أمّتنـا الإسلامية، بالطبيعة التي أودعها الله في السنن الاجتماعية البشرية ، أنَّ الناس تجتمع فيما تشترك فيه ، وتستعمـل اجتماعها في تحقيـق أهدافهـا ، ولهذا أُسِّست النقابات ، والاتحادات ، والأحزاب ، ونحوها من التجمَّعات وجعل في يدها وسائـل تمكنها من نيل حقوقها بقوة الدسـتور ، في كلّ دول العالم المتحضّـر ، التي ترفض الاستبداد ، وتترفَّع عن الصيـغ المتخـلّفة للحكم ) .
فهل اختلط عليك الوحي المنزل من رب العالمين الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، بقوانين البشر ودساتيرهم الوضعية ، التي يصدق فيه قول الله ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ) ؟ فكلامك خليط منهما ، وليس خالصا للوحي ؛ ولهذا صار تقريرك لما اعتقدت ، وليس لما يجب أن تعتقد !!
خامسا : أرغب إلى الكاتب أن يبين لنا موقفه من أحاديث السمع والطاعة ، والصبر على جور السلطان ، وتحريم الخروج عليه إلا بالكفر البواح .
سادسا : اذكر نفسي والكاتب وكل مسلم بقوله تعالى : ( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى ، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) .
أسأل الله لي ولأخي حامد التوفيق والسداد ، والاجتماع على الحق ، وإخلاص القصد ، وحسن الاتباع . والحمد لله رب العالمين .
كتبه / عبدالعزيز بن محمد السعيد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
في 6 / 3/ 1432هـ
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 13:04
من فقه الواقع تجويز المظاهرات أم التحذير منها لكونها مما حُذرنا منه:(لتركبن سنن من كان قبلكم..حتى لو أن أحدهم ضاجع أمه بالطريق لفعلتم/صحيح)
"كما هو معلوم: ليس من هدي السلف المظاهرات، لأن ذلك يعد خروجا على الحاكم.
وعلى هذا :
كل قطرة دم تسيل، وكل عرض ينتهك، وكل مال يغتصب وكل وكل بسبب ذلك
فوزر ذلك في عنق الدعاة إلى المظاهرات!!!!.
كما جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :
( من سنة في الإسلام سنة سيئة فله وزرها و وزر من عمل بها إلى يوم القيامة).
وقال أيضا:
(كل من قتل نفس بغير حق إلا ولابن آدم وزر منها(لأنه هو من سن سنة القتل) .
قد يقول قائل وكيف المخرج من هذا كله؟
الجواب: أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن نصيحة ولاة الأمور تكون سرا
حفاظا على وحدة الصف و أرواح المسلمين.
ثم أوليس الأولى الدعوة إلى التوحيد، أو ليس التوحيد هو الذي من أجله أرسل الله رسله وأنزل كتبه !!!.
فبالتوحيد يعرف الشرك، وبالنور تعرف الظلمة، وبالحق يعرف الباطل، وبالسنة تعرف البدعة.
قال تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }.
ولقد أخطأ كثير من الناس لما ظن أن سبب ضعف الأمة هو بسبب ضعف الحكام !!!
السبب الحقيق هو البعد عن الدين، قال عمر رضي الله عنه:
كنا قوم أذلة فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
ولا يكون الاجتماع على الدين إلا بالتصفية والتربية .
أي تصفيته من البدع والشركيات التي أدخلت فيه، وتربية الناس على ذلك الدين المصفى.
قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
والإسلام : هو الإستسلام والإنقياد لكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
قال الألباني:
(صحيح أن الوسائل إذا لم تكن مخالفة للشريعة فهي الأصل فيها الإباحة،هذا لا إشكال فيه
لكن الوسائل إذا كانت عبارة عن تقليد لمناهج غير إسلامية فمن هنا تصبح هذه الوسائل غير شرعية
فالخروج للتظاهرات او المظاهرات وإعلان عدم الرضا أو الرضا
وإعلان التأييد أو الرفض لبعض القرارات أو بعض القوانين
هذا نظام يلتقي مع الحكم الذي يقول :الحكم للشعب، من الشعب وإلى الشعب
أما حينما يكون المجتمع إسلاميا فلا يحتاج الأمر إلى مظاهرات
وإنما يحتاج إلى إقامة الحجة على الحاكم الذي يخالف شريعة الله...
وأخيرا، هل صحيح أن هذه المظاهرات تغير من نظام الحكم إذا كان القائمون مصرين على ذلك؟
لا ندري كم وكم من مظاهرات قامت وقتل فيها قتلى كثيرين جدا
ثم بقي الأمر على ما بقي عليه قبل المظاهرات
فلا نرى ان هذه الوسيلة تدخل في قاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة لأنها من تقاليد الغربيين).
فتاوى الشيخ الألباني/شريط رقم 210
ثم ما الفائدة من هذه المظاهرات؟
ترويع الآمنين وقتل المظلومين وانتهاك أعراض المسلمين !!!
أهذا هو فقه الواقع ؟ّ!!!.
هل السلف كانوا عن هذا غافلين؟ ، وعن فوائد ومقاصد هذا الفقه جاهلين ؟!!!
روى أنس رضي الله عنه:
" أَنَّ رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَدُوٍّ
فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ
كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ
حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ
فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ
قَالَ أَنَسٌ فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ
(بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا) " . أخرجه البخاري .
فالتعبير عن السخط يكون بالابتهال والدعاء لا الصراخ والحرق والتكسير كما يجري في المظاهرات!
وترى البعض يخطبون في القنوات الفضائية لتحريض الناس للخروح لتغيير الحكم والحكام
ولو كان ذلك يعني الخروج على منهاج السلف ومخالفة هديهم، وإزهاق دماء الأبرياء !!!.
فالأمر عند البعض كما قال عليه الصلاة والسلام:
[لتركبن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع
حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب دخلتم
وحتى لو أن أحدهم ضاجع أمه بالطريق لفعلتم ] ( صحيح )
قال الألباني:
"فلا يعني أن كل فرد من أفراد الأمة سيتبع سنن الكفار ،وإنما سيكون ذلك في هذه الأمة
فحينما يقول (لتتبعن) فهو بمعنى التحذير أي إياكم أن تتبعوا سنن من قبلكم
فإنه سيكون منكم من يفعل ذلك"
<<< ورحم الله امرءا انتهى إلى ما سمع >>> ".
منقول
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 13:08
(لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق تسافد الحمير/صحيح)الألباني:تخرج الفتيات مع الفتيان يتظاهرون/الكتف بالكتف وربما العجيزة بالقبل
قال الإمام الألباني-رحمه الله-:
" إذا عرفتم هاتين الحقيقتين
النهي عن التشبه من جهة والحض على مخالفة المشركين من جهة أخرى
حينذاك وجب علينا ان نجتنب كل مظاهر الشرك والكفر مهما كان نوعها مادام أنها تمثل تقليدا لهم
ولكي نتحاشى أن يصدق علينا نحن معشر المنتمين إلى العمل بالكتاب والسنة
قوله عليه الصلاة والسلام:
( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع ،حتى لو سلكوا أو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)
هذا خبر من النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن تحذيرا
وذلك لأن هذه الأمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بل الحديث المتواتر:
( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة)
وفي رواية: (حتى يأتي أمر الله)
إذن قد بشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح بأن الأمة لا تزال في خير
فعندما يأتي ذلك الإخبار الخطير( لتتبعن سنن من قبلكم)
فلا يعني أن كل فرد من أفراد الأمة سيتبع سنن الكفار وإنما سيكون ذلك في هذه الأمة
فحينما يقول (لتتبعن) فهو بمعنى التحذير أي إياكم أن تتبعوا سنن من قبلكم
فإنه سيكون منكم من يفعل ذلك
وقد جاء في رواية أخرى خارج الصحيحين وهي ثابتة عندي
يمثل فيها الرسول تقليد الكفار إلى درجة خطيرة
لا يكاد الانسان لا يصدق بها إلا إذا كان مؤمنا خالصا، ثم الواقع يؤكد ذلك
قال عليه السلام في تلك الرواية:
( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق، لكان فيكم من يفعل ذلك)
حتى لو كان فيهم من يأتي أمه
يزني بأمه وليس ساترا على نفسه وعلى أمه بل على مرئ من الناس وعلى قارعة الطريق
لكان فيكم من يفعل ذلك
التاريخ العصري اليوم يؤكد أن ما نبأنا النبي صلى الله عليه وسلم
من اتباع بعض هذه الأمة لسنن من قبلنا قد تحقق إلى مدى بعيد وبعيد جدا
وإن كنت أعتقد ان لهذا التتبع بقية
فقد جاء في بعض الأحاديث الثابتة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس على الطرقات تسافد الحمير)، وهو الفاحشة
على الطرقات كما تتسافد الحمير، هذا هو منتهى التشبه بالكفار
إذا علمتم النهي عن التشبه والأمر بالمخالفة، نعود الآن.
هذه التظاهرات التي كنا نراها بأعيننا في زمن فرنسا وهي محتلة لسوريا
ونسمع عنها في بلاد أخرى وهذا ما سمعناه الآن في الجزائر
لكن الجزائر فاقت البلاد الأخرى في هذه الضلالة وفي هذا التشبه
لأننا ما كنا نرى أيضا الشابات يشتركن في التظاهرات
فهذا منتهى التشبه بالكفار والكافرات
لأننا نرى في الصور أحيانا وفي الأخبار التي تذاع في التلفاز والراديو ونحو ذلك
خروج الألوف المؤلفة من الكفار سواء كانوا أوربيين أو صينيين أو نحو ذلك...
يقولوا في التعبير الشامي وسيعجبكم هذا التعبير ، يخرجون رجالا ونساء( خليط مليط)
يتزاحمون الكتف بالكتف وربما العجيزة بالقبل، ونحو ذلك
هذا هو تمام التشبه بالكفار، أن تخرج الفتيات مع الفتيان يتظاهرون
أنا أقول شيئا آخر بالإضافة إلى أن التظاهر ظاهرة فيها تقليد للكفار
في أساليب استنكارهم لبعض القوانين التي تفرض عليهم من حكامهم
أو إظهار منهم لرضا بعض تلك الأحكام أو القرارات
أضيف إلى ذلك شيئا آخر ألا وهو: هذه التظاهرات الأوربية ثم التقليدية من المسلمين
ليست وسيلة شرعية لإصلاح الحكم وبالتالي إصلاح المجتمع
ومن هنا
يخطئ كل الجماعات وكل الأحزاب الاسلامية
الذين لا يسلكون مسلك النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير المجتمع
لا يكون تغيير المجتمع في النظام الاسلامي بالهتافات وبالصيحات وبالتظاهرات
وإنما يكون ذلك على الصمت وعلى بث العلم بين المسلمين وتربيتهم على هذا الاسلام
حتى تؤتي هذه التربية أكلها ولو بعد زمن بعيد
فالوسائل التربوية في الشريعة الاسلامية تختلف كل الاختلاف عن الوسائل التربوية في الدول الكافرة
لهذا أقول باختصار
إن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الاسلامية
أصلا هذا خروج عن طريق المسلمين وتشبه بالكافرين وقد قال رب العالمين:
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين
نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)"
شريط فتاوى جدة رقم 12
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 13:11
السحيمي:فالدخول في المظاهرات عمل يهودي ماسوني/اختلط فيها..الرافضي مع اليهودي مع النصراني مع أدعياء السنة مع غوغائيين مع الزناة واللوطيين
قال فضيلة الشيخ صالح السحيمي -حفظه الله-:
"هذه المظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية
مهما كان الحاكم , و مهما كان الظلم , و مهما كانت المخالفات
فالدخول في المظاهرات عمل يهودي ماسوني
ليس من عمل المسلمين و لا يقرّه الإسلام و ليس عليه دليل من الشرع
ولا نلتفت إلى من يفتي به من الذين يتسرعون
حتى الذين قتلوا أنفسهم يقولون إنهم شهداء , و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول :
(من قتل نفسه فهو في النار)
فنبرأ إلى الله من هذه الفتاوى , و من أهلها
و إن تحدثوا من قناة الخسيرة أو غيرها من القنوات الفاسدة المفسدة ..
و يكفي أن هذه المظاهرات تؤيدها ثلاث جهات :
-الغرب بمن فيهم أمريكا و أوربا بكافة دولها .
-و الرافضة سواء كان منهم في إيران أو حزب الشيطان أو غيرهم في بلاد الشام أو غير ذلك .
- أو كذلك الأمر الثالث الذين يؤيدونهم العلمانيون و اللبراليون و الملاحدة
الذين يريدون أن ينسخوا الدين و يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم
و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون.
فأبلغوا الإخوة بأن الدخول في هذه المظاهرات أو الإضرابات مهما كان الحاكم
فإن هذا العمل غير صحيح
و يمكّن لأعداء الإسلام من الدخول في صفوف المسلمين
و يكفي أنها في بعض البلاد اختلط فيها الحابل بالنابل
الرافضي مع اليهودي مع النصراني مع أدعياء السنة
مع غوغائيين مع الزّناة و اللوطيين و مع العلمانيين و اللبراليين
و مع سائر المجرمين الذين يدخلون في مثل هذه المظاهرات
فأوصي نفسي و إخوتي أهل السّنة أن لا يدخلوا فيها و أن يلزموا بيوتهم
و أن يبتعدوا عن هذه الفتن
إذا اعتدي عليهم يدافعون عن أنفسهم
أمّا أن يدخلوا في هذه المظاهرات مهما كانت المظالم , و مهما كانت الأمور
فإن ذلك لا يقره الشرع , بل هو مبدأ من مبادئ الماسونية الصهيونية العالمية "
[
فهل سنقول مثلا لخادم الحرمين الشريفين أنك ضال مبتدع..وهو يجلس على أريكة مذهبة ..وأمامه طاولة مزينة بشتى انواع اللأزهار في لقاء مع علماء المسلمين...ليأخذ الشيخ ابن عثيمين الميكروفون ويتحدث وهو واقف..وراء لاأدري ما اسمها بالعربية خذوها على أصلها ..( pupitre ) مكتب صغير عال ..تماما يشبه مايستخمه ملقوا خطب الأحد بالكنيسة...
هذا يعتبر طعنا و استهزاءاً بالدين فالعاقل لا يقول قولك في رجال اطاعو الله و الرسول بغض النظر عن متاع الحياة التي اعطانها الله و اياهم و هي حلال علينا و عليهم فكيف تشبه رجالا تقات بما يفعله الكفّار يوم الاحد
فهل بلغت بك الدرجة الى هذا الاستهزاء بالدين و كانك لا تمتّ له بصلة !!!!!!!!!!
جواهر ...كم بقي من الوقت لتعلني كفري ؟؟؟؟؟؟؟
ياجوهرة...
لتعلمي انني أحب الوصف ولقد كنت مميّزا في ذلك منذ طفولتي بشهادة من قاموا على تعليمي..
جيد تابعيني على مهل لتفهمي مقصدي مما طرحت..
اولا لايمكنك..الجزم بأنني كنت أستهزئ فإن اختلط عليك الأمر فقد يكون عائقا لديك في فك مدلول الكلمات من معاقلها...
الشيخ ابن عثيمين..أجله وأقدر مكانة ومنزلة عالية ارتقى اليها بفضل ما أنعم الله عليه من علم..وأسأل الله أن يثيبه على ما نشر من الخيرات لعموم المسلمين وخاصتهم..أجبرت على هذا التوضيح إشفاقا عليك الضيعة في متاهة البحث عن صحة عقيدتي..
الأمر المهم ولنعد إليه أخبرتك بداية انني مولع بالوصف وما حكيته لك هو بالفعل مكونات لمشاهد تابعتها على شريط فيديو..وأقسم بالله أنني لم أجتهد ولم أتصرف بالزيادة والنفصان..وأما تشبيهي فلم يكن من ورائه القصد بالإساءة وإنما هو كان العجز عن إيجاد تسمية عربية لأحد مكونات ذلك المشهد...وهي الحقيقة التي لايمكن لأحد طمسها فذلك الذي يشبه المكتب هو مأخوذ شكله وهيئته على صورة كالتي ذكرتهاوأنا أبرأ ممن يحاول توظيف ذلك في مالم أتوجه لتوظيفه..
محبتي للشيخ القرضاوي هي ليست مما يقولون عليه الحب أعمى لاوالله فعثراته أعرفها..وإنه يشفع له تغاضينا عنها كثرة حسناته...إضافة الى أنني لاأوشحه برداء القداسة فهو بشر....تحياتي...
أنا هنا لأجيبك عماشئت ولكن أعذريني لاأجد القدرة في المرور على كل ماتتضمنه المداخلات الطويلة..
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 13:14
"بيان في حكم المظاهرات / لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد: فقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، وثبت في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الفتن المُلبسة التي لا يتبين فيها المُحق: »كن كخير ابني آدم« ، وثبت في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أمر بكسر جفون السيوف في الفتنة، وثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: »إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنِّب الفتن« ثلاثاً.
وإذا وقعت الفتن التي لا يعلم المسلم وجه الحق فيها فالواجب على المسلم الأمور التالية:
1- الاعتصام بالكتاب والسنة، والرجوع إلى أهل العلم والبصيرة المعتبرين حتى يوضحوا له الأمر، ويُجلوا له الحقيقة لقول الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
2- أن يبتعد عن الفتنة وأن لا يُشارك فيها بقولٍ أو فعلٍ أو حثٍ أو تأيدٍ، أو دعوة إليها، أو جمهرةٍ حولها، بل يجب البُعد عنها، والتحذير من المشاركة فيها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: »من سمع بالدجال فلينأ عنه«.
3- الإقبال على العبادة والانشغال بها، واعتزال الناس، لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »العبادة في الهرج كهجرة إليّ«، والهرج اختلاط الأمور، والقتل والقتال.
ونحن والحمد لله في هذا البلد –المملكة العربية السعودية- تحت ولاية مسلمةٍ تُدين بالحكم بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي أعناقنا بيعةٌ لهم على ذلك، ووقوع بعض الأخطاء لا يُجيز الخروج على ولاة الأمر.
وبناء على ما سبق: فإنه لا يجوز الخروج في المظاهرات التي يَخرجُ فيها بعض الناس للأمور التالية:
الأمر الأول: أن في هذه المظاهرة الخروج على ولي الأمر، والخروج على ولي الأمر من كبائر الذنوب، لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: »أطع الأمير وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك«. وطاعة ولاة الأمر في طاعة الله، والمعاصي لا يُطاعون فيها، ولكن لا يجوز الخروج على ولي الأمر إلا بشروط خمسة دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم:
أحدها: أن يفعل ولي الأمر كفراً لا فسقاً ولا معصيةً.
الثاني: أن يكون الكفر بُواحاً. أي واضحاً لا لبس فيه، فإن كان فيه شكٌ أو لبسٌ، فلا يجوز الخروج عليه.
الثالث: أن يكون هذا الكفر دليله واضحٌ من الكتاب أو السنة، ودليل هذه الشروط الثلاثة قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لمّا سُئل عن الأمراء وظلمهم قال: »إلا أن تروا كفراً بُواحاً عندكم من الله فيه برهان«.
الرابع: وجود البديل المسلم الذي يحل محل الكافر، ويُزيل الظلم، ويَحكم بشرع الله، وإلا فيجب البقاء مع الأول.
الخامس: وجود القدرة والاستطاعة، لقول الله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
الأمر الثاني: أن إنكار المنكر على ولي الأمر لا يكون بالخروج عليه، بل يكون بالطرق الشرعية المناسبة، بالنصيحة من قِبل أهل العلم، وأهل الحل والعَقد من العقلاء، وذلك أن من شرط إنكار المنكر أن لا يترتب عليه منكر أشد منه، ولا تُرتكب المفسدة الكبرى لدفع المفسدة الصغرى.
وإنكار المنكر على ولي الأمر بالخروج عليه بالمظاهرات وغيرها يترتب عليها مفاسد كبرى، أعظم مما يُطالب به من إصلاحات أو إزالة ظلمٍ أو غيرها.
فمن هذه المفاسد:
1- إراقة الدماء، وسفك الدماء يُعتبر من أعظم الجرائم بعد الشرك بالله تعالى.
2- اختلال الأمن، وهذا من أعظم البلايا والمصائب، فإنه لا طعم للحياة مع الخوف، وقد امتن الله على قريش بالأمن، فقال تعالى: {الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف}.
3- اختلال التعليم والصناعة، والتجارة والزراعة، واختلال الحياة كلها.
4- فسح المجال لتدخل الدول الأجنبية الكافرة.
5- فتح المجال للمفسدين في الأرض من عصابات كالسُراق، ونحوهم، وعصابات المنتهكين للأعراض، وغيرها من الفتن التي لا أول لها ولا آخر، وتأتي على الأخضر واليابس.
ولهذا فإني أُحذر أشد التحذير من الدخول في المظاهرات أو المشاركة فيها، أو الحث أو التأييد، أو التجمهر، لأن هذه الأمور من العظائم وكبائر الذنوب.
أسأل الله تعالى أن يُجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحمي بلادنا منها، وأن يُوفق ولاة أمورنا لِما يكون سبباً في حفظ الأمن من الاستقامة على دين الله وتحكيم شرعه، وإصلاح ما يحتاج إلى إصلاح.
وأن يُثبتنا على دين الله القويم. إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.
الموقع الرسمي (http://www.shrajhi.com/?Cat=1&Fatawa=1315)
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 13:16
حكم المظاهرات و إحراق النفوس لأجل الإحتجاج و التنديد للعلامة الفقيه بن حنفية العابدين الجزائري
حكم المظاهرات و إحراق النفوس لأجل الإحتجاج و التنديد
للعلامة الفقيه أبي عبد القادر بن حنفية العابدين المعسكري الجزائري
حفظه الله تعالى
بِسْـــمِ اللهِ الرَّحْمٰن الرَّحِيـــــم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فهذه أمور كثر السؤال عنها هذه الأيام لها صلة بما يجري في بلدان المسلمين من الفتن جمعتها وأجبت عنها على وجه الاختصار ومن غير ذكر للأدلة لكونها معروفة عند عامة المسلمين فضلا عن أهل العلم وطلابه:
السؤال الأول: هل هذه المظاهرات الجارية في بعض دول المسلمين مشروعة أو لا؟ .
المظاهرات في هذا الزمان مما اعتبر من حقوق الناس، يعبرون بها عن آرائهم، ويحتجون على ما يرونه منافيا لمصالحهم، وقد جرى عليها الكفار في بلدانهم، وهم يمارسونها غالبا بصفة سلمية، وقد ترافقها الاشتباكات التي تخلف جرحى، ونادرا ما تخلف قتلى، وقد قلد المسلمون الكفار في هذه الوسيلة، واقتدوا بهم فيها ككثير مما قلدوهم فيه لانبهارهم بحضارتهم، وشعورهم بالضعف والهزيمة النفسية أمام ما حسبوه تقدما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وسبب ذلك جهلهم بما في دينهم وتفريطهم في أحكامه، وتركهم الوسائل التي شرعها الله ورسوله للإصلاح، فإنها وافية بالغرض، كافية في تحقيقه، وعليه فهذه المظاهرات ولو زعم زاعم أنه مفضية إلى خير، أو شهد الواقع لبعضها بأنها قد أفضت إلى إصلاح، فإنها غير مشروعة في الإسلام، فإنه كما ينبغي أن تكون المقاصد مشروعة فكذلك الوسائل إليها يتعين أن تكون مشروعة، والغاية عندنا لا تبرر الوسيلة، ولو افترضنا خلو هذه الوسيلة من الدليل المجيز والدليل المانع لكان المتعين تركها لأسباب كثيرا ما ترافقها كلا أو بعضا، ولمآلات كثيرا ما تعقبها، وقد تجتمع كلها، أو يحصل بعضها، فالقول بمنعها يدخل في باب سد الذرائع إلى الفساد، وهو أصل من أصول الأحكام، دل عليه الكتاب والسنة، وقول عامة أهل العلم، ولا ريب أن الفساد موجود في بلدان المسلمين، لكن الفساد لا يدفع بفساد أعظم منه، وأذكر هنا بعض هذه المفاسد وتفصيلها وبيان أدلتها يحتاج إلى كلام واسع لا يسعه المقام:
إن هذه المظاهرات تقليد للكفار ومتابعة لهم في أهوائهم وذلك غير جائز لقول الله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ (البقرة:120)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"، رواه أبو داود عن ابن عمر، والمظاهرات فرد من أفراد التشبه بهم، والنهي عن التشبه بالكفار قد بلغ مبلغ التواتر المعنوي كما لا يخفى على من له عناية بالحديث .
ومن ذلك أنها من أسباب نشر الاضطرابات والفتن والترويع والتهجير، وتعريض الناس للجرح والقتل، وهي مؤدية إلى تقاتل المسلمين وتفرقهم كل فريق ينتصر لجهة، ولأنها كثيرا ما تفضي إلى إتلاف الأموال والمنشآت وانتهاك الأعراض والحرمات .
ومن ذلك أن المشاركة فيها غير مقصورة على أناس معينين فلا يمكن ضبط المشاركين ولا التحكم فيهم، ومن ثم فإنها لا تقف عند مطالب محددة، وكثيرا ما يدخل فيها من لا غرض له غير النهب والسلب والإتلاف والتدمير .
ومنها أنها من أسباب إفقار المسلمين واضطرارهم إلى عون هيآت الإغاثة التي يسيطر عليها الكفار، تغتنم الفرصة للتمكين لسمعتها والترويج لباطلها، كما يجري الآن في الصومال وليبيا، وكما جرى من قبل في العراق وقد تؤدي إلى لجوء المسلمين إلى الكفار للمساعدة المالية والحصول على القروض الربوية لإصلاح ما فسد وبناء ما تهدم .
وما رأينا ثورة من هذه الثورات إلا ولجأ متزعموها للكفار ليعترفوا بهم أو ليساعدوهم ويمدوهم بالأسلحة، أو يقاتلوا معهم، فهل يعقل أن تكون هذه الثورات مفضية إلى خير وقد شجعها هؤلاء الكفار ومدوا لها العون، واعترفوا بها ؟ .
ونتج عن بعض هذه المظاهرات تكريس لحكم الكفار بمحاكمة المسلمين أمام محاكمهم وتسليمهم لهم، وهؤلاء الحكام وإن كانوا ظالمين وفيهم جور كثير فإن تسليمهم إلى المحاكم الدولية ومقاضاتهم عندها لا يسوغ .
ولأن الدافع إلى هذه المظاهرات ليس إقامة حكم الله في الأرض، بل غرضها ذهاب الرئيس الفلاني أو الوزير الفلاني أو تغيير النظام أو الإصلاح الاقتصادي والمالي وتحسين المعيشة وخفض أسعار السلع وتوفير مناصب الشغل ونحو ذلك، وهذه المطالب مشروعة بلا ريب متى كانت موارد الدولة المالية كافية للتوسيع على مواطنيها، إلا أننا لا نرى سلوك هذا المسلك لتحقيقها .
إن متزعمي هذه المظاهرات لا يرومون منها أكثر من تثبيت ما يدعى بالديمقراطية الحقة كما يقولون، وهي التي إن قامت على وجهها في بلدان المسلمين فقد تتحقق بها بعض المصالح وكثيرا ما تتحق مصالح دعاة الانحلال والفجور دون مصالح الشرع، لكنها في بعدها وما يراد منها لا تعدو أن تكون استبعادا لحكم الشرع من الحياة العامة، وإقرارا بمنهج أهل الكفر في سياسة الأمة، والإتيان على البقية الباقية من الشرع المتمثلة في كون الشريعة هي المصدر الأول للقوانين، أو كونها المصدر الثاني، أو كون الإسلام دين الدولة، فالغرض من هذه المظاهرات في الواقع تثبيت الحكم الديمقراطي وتكريسه، وإقامة ما يدعونه بالدولة المدنية، ومن المعلوم أن الغرب الكافر لا يرغب في إقامة الديمقراطية في بلدان المسلمين إلا إذا حقق من ورائها مصالحه، وحصل على مرغوبه وهو هيمنته المختلفة الأوجه، والواقع شاهد.
ولنفرض أن النظام في دولة ما قد تغير فهل سيقوم على أنقاضه نظام يتبع الحق ويقيم العدل؟، أنى له ذلك والشعوب المسلمة على ما ترى من الجهل بدينها، وما تنادي يه في هذه المظاهرات أكبر دليل على ذلك، إن كثيرا من المسلمين لا يعرفون الضروري من أمور الدين فكيف يقوم فيها حكم الله ووضعها على ما تعلم؟، لقد تركت هذه الشعوب تفعل ما تشاء من المعاصي بل وفرت لها سبلها، ومع ذلك اعتبرت هذا تضييقا على الحريات، فكيف لو قيل هذا حكم الله وأقيم في العري والقمار والزنا والخمر، وهذا شرعه في تارك الصلاة وفي القصاص والسرقة والقذف، وهذه هي قيود الشرع في عمل المرأة وخروجها وفي اختلاط الرجال بالنساء، والبيع عند النداء يوم الجمعة .
- ومن الفساد الذي يترتب على هذه المظهرات كما هو معروف واقع أنها وسيلة إلى تدخل الكفار في بلاد المسلمين عسكريا وتمزيقها وفرض الحظر عليها وانتهاب ممتلكاتها وتجميد أموالها والاستفادة مما لحقها من التدمير والتخريب فتغدو سوقا مربحا لمنتجاتها وشركاتها التي تعيد بناء ما خرب، وتروج لأسلحتها تعويضا لما استنفذ منها في اقتتال المسلمين وغير ذلك مما لا يخفى، ومن الغريب أن الدول الكافرة لا تتحدث عن ثروات وأموال قادة المسلمين إلا عندما تثور عليهم شعوبهم ليجمدوها ثم يستولوا عليها وكثيرا ما يتم ذلك بطلب من الثوار
- ومن ذلك أن اعتبار المظاهرات مشروعة يؤدي إلى استعمالها في وجه الصالح من الحكام كما تستعمل ضد الطالح، وأول راض سيرة من يسيرها، ولا ريب أن جور الحكام ومخالفتهم للحق ليس في درجة واحدة، فالتسوية بينهم في هذا الأمر ظلم لهم، ولا أريد أن اذكر أمثلة فإنها غير خافية، إن من يقر وسيلة لعموم المسلمين - ومعظمهم جاهل بدينه - لا يمكنه منعهم منها متى رأوا ذلك، لأن مرجعهم في النهوض ضد الحاكم ليس الشرع، بل ما يرونه هم، وما يقدرونه، وما يقال لهم من المحرضين عبر وسائل الإعلام، الذين يبثون الشائعات ويروجون للفتن، وما ذا يقول دعاة المظاهرات عما يجري في البحرين وفي السعودية .
- ومن ذلك أن هذه المظاهرات تجري تحت راية عمياء فهي لا راية لها ولا يعرف على التفصيل المقصود منها، وأنى لك أن تعرف ذلك وقد تعاون فيها الكافر والمؤمن، والبر والفاجر، والعارف والجاهل، وقد رأينا من يقول من المسلمين الجاهلين بدينهم: تعانق الصليب والهلال، بل جمع بعضهم بين المصحف والصليب، التقى الجميع على المطالبة بتنحية رئيس أو وزير أو حكومة، لكنهم لا يعلمون ما بعد، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، وأنى لهم أن يتفقوا على ما وراء ذلك والحال أن تنحي هذا أو ذاك وحده لا يعني بحال تحقق الإصلاح الذي ينشدونه وهو على كل حال ليس هو الإصلاح الذي يتوق إليه المؤمن ويتعين عليه أن يسعى إليه .
السؤال الثاني: ما ذا يقال عن النتائج (المحمودة) التي قد تترتب على هذه المظاهرات؟ .
إذا أفضت هذه المظاهرات والاحتجاجات إلى تنحي حاكم مستبد وجاء غيره ممن هو أفضل منه فهذا مما نحمد الله تعالى عليه، ونستفيد مما يترتب عليه في الدعوة إليه، وهو مما شاءه الله تعالى وقدره، ولا يعني ذلك أن الوسيلة إليه تصير مشروعة يجوز العمل بها، إن الواجب على المسلمين الاهتمام بأحكام الله الشرعية والوقوف عند حدود الله مقاصد ووسائل، أما ما يقدره الله وما يرتبه سبحانه مما يشاء كونه فذاك أمر آخر .
السؤال الثالث: كيف يصنف الذين يموتون في هذه المظاهرات ؟
الذين يموتون في هذه المظاهرات إن كانوا مسلمين فإن لهم حكم من يموت في الفتنة نترحم عليهم، ونستغفر لهم، وإن كنا لا نقرهم على ما فعلوا، لأنهم لم يقيموا عملهم على العلم وحتى لو أصابوا الحق فإنهم خالفوا الطريق إليه، إلا أن يخرجوا على من ثبت كفره من الحكام، فيقتلون في جهاده بعد أن يقودهم من هو أهل، والحال أن له شوكة يظن معها أنه يحقق الغرض المشروع بالخروج، ولا أحسب هذا متوفرا في أي بلد من بلدان المسلمين اليوم، أما أن يقال إنهم شهداء فهذا بعيد كل البعد عن الحق، وإطلاق كلمة الشهيد هنا من تجاوز الشرع، واستعمال كلماته لتحريك العواطف، وشحن النفوس، والحض على الفتنة للانتقام، إن الشهيد من يقاتل في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فيقتله الكفار، وقد تجاوز بعض المنسوبين للعلم في إطلاق هذه الكلمة المسلمين إلى غيرهم من النصارى والملحدين لكونهم ممن شاركوا في هذه المظاهرات، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
السؤال الرابع: إذا لم تكن هذه المظاهرات مشروعة فهل هناك وسائل غيرها للتغيير والصلاح؟ .
التغيير الحق الذي يثمر الثمرة التي نتطلع إليها هو الذي يبتدئ بالنفوس تعليما وتزكية وتصفية وتربية، هذه هي الركيزة الأساس لكل إصلاح، والاعتقاد قائم بأن ظلم الحكام وفسادهم وجورهم آت من أنهم جزء من مجتمعهم الذي لا يعرف عامته دينه، ولا ينتمي الكثير منه له إلا في الشكل والاسم والرسم، فالقول بأن هؤلاء الحكام قد فرضوا على شعوبهم مما لا يقبل، وقد يحصل ذلك في بعض الدول، فإن هذه الشعوب لو غلب خيرها شرها، وصلاحها فسادها؛ لظهر ذلك في قادتها وحكامها، قال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (الأنعام:126)، إن الإصلاح الذي لا يضع في الاعتبار هذا الجانب من الخيال، البعيد المنال، وقد قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (الأنفال:52)، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد:11)، وكلما توجه المسلمون نحو الديمقراطية، واستبدلوها بمنهجهم الرباني كلما ابتعدوا عن التمكين لدينهم، وحكموا في حياتهم تقليد الكفار وأهواءهم، نعم إن كثيرا من حكام المسلمين لم يقيموا الديمقراطية على وجهها في بلدانهم لأن من مقتضياتها عند أصحابها ما فيه مزية للدعوة في الظاهر، وهو المساواة بين الناس في حق التعبير، ومبدأ تكافؤ الفرص، وجعل المواطنة مناطا لتلك المساواة، وهذه أمور قد تستفيد منها الدعوة إلى الله بزوال المانع من إيصال الحق للناس، لذلك ترى بعض المنسوبين للعلم يريدون تحقيق ذلك في الواقع، ويجتهدون في الدعوة للديمقراطية، كما كانوا هم أو أسلافهم يدعون للاشتراكية، لأن فيها العدالة الاجتماعية كما يقولون، تحمسوا لذلك في وقت ما، ثم أفل نجم الاشتراكية وذهب ريحها، فتغيرت الأنظمة فتغير رأيهم، أما نحن فالذي ندعو إليه هو الإسلام، فإن تحقق ما يسمى بالديمقراطية وجاء حاكم أو نظام سياسي عامل الناس على قدم المساواة ولم يفرق بين محق ومبطل، وصالح وطالح، اعتبرنا ذلك مخالفة للشرع، وتخليا عن الحق، غير أننا نستفيد من ذلك الوضع في الدعوة إلى الله، أما أن يصبح ذلك هو هدفنا الذي ندعو إليه فلا، إن فعلنا فقد ضللنا إذن وما نحن من المهتدين .
ورغم اعتقادنا بأن التعليم والتوجيه هو حجر الأساس في كل إصلاح، وبداية الطريق لكل فلاح؛ فإننا نرى أن التعليم وحده بمختلف وسائله لا يكفي في الإصلاح، بل لا بد من عمل ميداني يمس الحياة العامة في كل جوانبها، وتظهر من خلاله النماذج الشرعية الصالحة لتطبيق الأحكام حسب الإمكان، ومن ذلك إنشاء المدارس وتأسيس شركات الاقتصاد والخدمات والهيآت المالية يقدم من خلال تسييرها وتنظيمها النموذج الشرعي في مجالات التعامل والتنمية والمحافظة على الصلاة وغير ذلك ومن ذلك القيام بالإصلاح بين الناس وإنشاء هيآت لضمان القروض الحسنة كما ينبغي استغلال ما يدعى عند المعاصرين بالمجتمع المدني في حدود ما هو مشروع للتمكين لأحكام اله تعالى في الحياة والتأثير على الرأي العام، والسعي في مناصحة الحكام، ومطالبتهم بالرفق واللين واستغلال ما يدعى عند المعاصرين بالرسائل المفتوحة يحررها أهل العلم والخبرة ويضمنونها ما يرونه من المطالب، هذه إشارة إلى بعض ما ينبغي أن يعتمد في الإصلاح كما نراه، وهو وإن كان بطيئا فإنه متدرج يرجى من ورائه التمكين، لشريعة رب العالمين .
السؤال الخامس: ما حكم الصلاة في الساحات العامة كما يجري في هذه المظاهرات ؟.
هذه من المخالفات التي رافقت هذه الفتن ومن العجب أن يدعو بعض المنسوبين للعلم إلى الخروج لهذه الساحات، وأن يعتبر ذلك فرضا عينيا في يوم الجمعة لأداء الصلاة في الفضاء، فتترك الصلاة في المساجد التي هي خير البقاع، وتؤدى في الأسواق التي شر القاع، من غير حاجة إلى ذلك، مع أن صلاة الجمعة في غير المساجد مختلف في صحتها بين أهل العلم، ومذهب مالك بطلانها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يصلها قط إلا في المسجد، وهذا وإن كان مرجوحا إلا أن ترك المسجد والصلاة خارجه مما لا ينبغي أن يختلف في كونه بدعة وضلالة، ولو كانت هذه المظاهرات مشروعة لكان ينبغي أداء الصلاة في المساجد ثم الخروج لها، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
السؤال السابع: ما ذا يقال عمن قتلوا أنفسهم بالإحراق أو بغيره فكانوا سببا في قيام هذا المظاهرات، وما ترتب عليها من النتائج التي يقال إنها حميدة ؟ .
قتل النفس بغير حق مما حرمه الله، وأجمع عليه المسلمون، وقتل المرء نفسه أعظم إثما من ذلك فيما أحسب، بدليل أن قاتل نفسه قد فات الاقتصاصُ منه بموته، والاقتصاصُ كفارة لما اقترف، وهو من أسباب مغفرة الذنوب على كل حال، ولهذا يعذب قاتل نفسه يوم القيامة بما قتل به نفسه خالدا مخلدا في النار، فكيف إذا قتل نفسه بالإحراق؟، والحال أن عقوبة أشد الناس جرما في هذا الدين الحنيف لا يجوز أن تكون الإحراق بالنار، لأنه لا يعذب بها إلا خالقها، ومما يؤسف له ويتألم منه أن بعض المنسوبين للعلم حين سئل عن قتل فلان التونسي نفسه لم يبادر إلى الجواب بالحكم الشرعي الواضح الذي لا يخفى على مسلم، حتى لا تكون فتواه سببا في تتابع الناس في هذه الطامة، فأرم المسكين وجمجم، والتمس الأعذار للفاعل بما لاقاه من جور السلطان وتضييقه، وذكر النتائج الحميدة المزعومة التي ترتبت على هذا القتل، وهو انطلاق هذه الثورات كما يسمونها، ثم كان الجواب بعد ذلك مبتسَرا باردا، يحسبه المستمع أنه يقول إن ذلك يشفع له فيما أقدم عليه، وقد يكون كلامه هذا وراء هذه الأسوة السيئة، حيث قتل كثير من الشباب نفسه بالإحراق أو بغيره، ورأينا من دعا المسلمين قاطبة في المنابر الإعلامية إلى الاستغفار لهذا الذي أحرق نفسه، ونحن وإن كنا نرى الاستغفار للمسلمين كيفما كان الذنب الذي اقترفوه ما داموا مسلمين، إلا أن هذه الدعوة العلنية للاستغفار لهذا الذي أحرق نفسه تنطوي على إشارة لا تخفى تشجع غيره ليغدو (بطلا) مثله، والمسلم يجاهد بنفسه متى كان الجهاد مشروعا ليدخل الجنة، فكيف يقدم على إحراق نفسه ليدخل النار؟، ثم يزعم الزاعمون أن فعله هذا ترتبت عليه مصالح، تالله لو قيل إن إصلاح العالم متوقف على إقدام المسلم على معصية واحدة يعلم أنها معصية؛ ما جاز إقدامه عليها، ولا إقراره عليها، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان .
وفي الختام نقول لحكام المسلمين الذين ثارت عليهم شعوبهم اسعوا في ترك الحكم حقنا لدماء المسلمين، ونقول للذين جنب الله تعالى دولهم هذه الفتنة: هل لكم وقد عصيتم الله تعالى بمخالفة شرعه ومع ذلك سخطت عليكم شعوبكم أن تطيعوه وترضوه لعله يرضي عنكم شعوبكم، فإن لم ترض عنكم شعوبكم فإنكم معذورون، وهو سبحانه أحق أن ترضوه إن كنتم مؤمنين، والحمد لله رب العالمين .
معسكر في 6 ربيع الثاني 1432 الموافق لـ 12 مارس 2011
وكتب
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 13:21
لمظاهرات السلميةفي السعوديةوالبحرين بكلمات تحريضيةوأسلحة مخبأة!(أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان/صحيح)
"إن تعبير " مظاهرة سلمية " ليس صحيحاً، لأن هذا النوع من المظاهرات غير موجود على أرض الواقع
فالدعوة للتظاهر هي دعوة للفتنة والفرقة وخروج عن الجماعة .
و في الآونة الأخيرة انتشرت عدة مظاهرات بعد أحداث تونس
وأطلق عليها "المظاهرات السلمية"
وذلك برفع الأعلام لذلك البلد الذي تحصل فيه، إيحاء منهم بالوطنية
ثم جرت بعدها المظاهرات في مصر وليبيا، وأخذت تنتقل العدوى إلى البلاد الأخرى
ولكن الواقع يشهد أنها وإن سُمّيَت "سلمية" بل وإن أراد أصحابها أن تكون سلمية
فإنها حتماً لن تكون كذلك لعدة أسباب
منها أن المتظاهرين ليس لهم قائد يقودهم
بل هي قيادات متعددة، وأخرى قيادات لا يعرف مصدرها
ولذا يتصرف كل واحد برأيه وفكره
ولعل من الشواهد على ذلك ما حدث في بداية المظاهرات في مصر
حيث حصلت السرقة والاعتداء على أموال الناس، مع التخريب والحرق
مما لا يقره عاقل فضلاً عن مسلم
إضافة إلى أن هذه المظاهرات هي ضد الحاكم
والحاكم بيده القوة والسلاح الأظهر والأقوى، وهو مُطالب بحفظ أمن بلده
ولذا فلن يقف مكتوف اليد أمام هذه المظاهرات
وهذا ما ظهر جلياً واضحاً في جميع المظاهرات
فكيف يُصر البعض على أنها سلمية؟!.
وحتى ولو بدأت هذه المظاهرات سلمية، فهي لن تنتهي على السلم، وهي غالباً ما تنتهي بالكوارث
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
"وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية
فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية".
ومن يرى الدعوات للمظاهرة -مثلاً في السعودية-
يجد أن الداعين لها يملؤون دعوتهم بالتحريض والتهييج، مع رسومات الدماء، فهل هذا يوحي بالسلمية ؟!.
و لبلاد الحرمين خصائص ليست لغيرها من البلدان منها وجود الحرمين الشريفين
والمشركون كانوا يعظمون أهل الحرمين لمجرد وجودهم
قال تعالى :
(أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون).
قال القرطبي رحمه الله :
(ذلك أن العرب كانت في الجاهلية يغير بعضهم على بعض، ويقتل بعضهم بعضاً
وأهل مكة آمنون حيث كانوا بحرمة الحرم، فأخبر أنه قد أمنهم بحرمة البيت، ومنع عنهم عدوهم
فلا يخافون أن تستحل العرب حرمة فيقتالهم) تفسير ج13 ص300.
فإذا كان هذا في شأن الكفار، ففي شأن المسلمين أكبر
وقد أصبحت السعودية كلها بلداً تابعاً للحرمين
وأي مساس بها هو مساس بأمن المسجد الحرام، وهذا يعرفه كل مطلع
هذا مع أن أمن الحرمين الشريفين هو أمن للعالم الإسلامي كله
حيث يأتون إليه من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم وليطوفوا بالبيت العتيق.
و ليس هناك دولة تعلن تطبيق الشريعة كما هي حال هذه البلاد
وهذا لا يعني تبرئتها من الخطأ أو الجور أو وجود المنكر
فإن المعتصم والمأمون والواثق -عليهم رحمة الله تعالى-
قالوا بقول صريح في الكفر وهو القول بخلق القرآن مع ما أضيف إلى ذلك من قتل العلماء والصلحاء
ومع ذلك فإن العلماء لم يتربصوا به أو يهيجون الناس عليه
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في يوم المحنة:
(بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم
وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة ولم يكفرهم أحمد وأمثاله
بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم
ويرى الائتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم
ما يراه لأمثالهم من الأئمة.
وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر
وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان
فيجمع بين طاعة الله ورسوله في إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين
وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة، وإن كانوا جهالاً مبتدعين، وظلمة فاسقين)
مجموع الفتاوى ج7ص507- 508.
إن طاعة ولي الأمر واجبة بالكتاب والسنة في أدلة ظاهرة
لا يستطيع أحد أن يردها لمجرد حماسه أو عاطفته أو هواه
الأدلة القاطعة على تحريم التظاهر:
الحجة الأولى:
قول الله عز وجل :
{وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
و عن عرفجة رضي الله تعالى عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه "
أخرجه مسلم 3443 ورواه مسلم 3442 بلفظ:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان"
وفي لفظ "فاقتلوه"
وفي لفظ "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه".
و أهل العلم استقرؤوا مفهوم "الجماعة" في هذه الأحاديث وغيرها
بأنها تدور على ثلاثة مفاهيم للجماعة:
الأول: هي جماعة اتباع الحق وترك البدع
فهذه حتى لو كان الواحد بنفسه، مثل الإمام أحمد رحمه الله تعالى أيام الفتنة بخلق القرآن
الثاني: يتعلق بالسواد الأعظم من المسلمين فيما يتعلق بالاجتماع
أما المفهوم الثالث: فهو أن الجماعة هي لزوم إمام المسلمين، ومرادنا هنا هو المفهوم "الثاني" و"الثالث".
الحجة الثانية:
تحوي على ثلاث قواعد:
الأولى هي "لا ضرر ولا ضرار" حديث حسن بمجموع طرقه
وقد أصبحت قاعدة فقهية كبرى في كثير من أحكام الشرع
ووجه الاستدلال بهذه القاعدة أنه قد ثبت أن هذه المظاهرات تضر بالناس وتقتلهم وتهلكهم
وقد كان هذا في بلاد يسمح لهم فيها بهذه المظاهرات
فكيف إذا حصل هذا في بلاد تمنع فيه هذه المظاهرات
وهي مبنية على فتاوى لعلماء أجلاء وثق الناس فيهم وفي فتاواهم في زمان مضى
كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله تعالى.
أما القاعدة الثانية فهي تابعة للقاعدة الأولى "الضرر لا يُزال بالضرر"
فهذه المظاهرات التي تعالج المنكرات والأخطاء
كضعف الرواتب ووجود البطالة ووجود السجناء المظلومين
فهذا ضرر لا ينكره أحد مطلع، ولكن الضرر بالمظاهرات أكبر
حيث تحصل الفتنة وتحصل الدماء
وإن زعم زاعم غير ذلك فالواقع خلاف ما يزعم
ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل رأس المنافقين
على رغم إثارته الفتنة والزعزعة بين صفوف المؤمنين والوقوف مع الأعداء
ومع ذلك فإنه لم يأمر بقتله وقال (لا يتحدث أن محمداً يقتل أصحابه)
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُقم عليه حد القذف مع أنه من تولى حادثة الإفك
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
في زاد المعاد ج3 ص264 عن سبب عدم إقامة الحد على رأس المنافقين:
(وقيل: بل ترك حده لمصلحة هي أعظم من إقامته
كما ترك قتله مع ظهور نفاقه، وتكلمه بما يوجب قتله مراراً
وهي تأليف قومه، وعدم تنفيرهم عن الإسلام
فإنه كان مطاعاً فيهم، رئيساً عليهم، فلم تؤمن إثارة الفتنة في حده).
انظر كيف ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمراً واجباً شرعه الله تعالى
وهو إقامة الحد بسبب وجود الضرر بإقامته، فكيف بضرر يتعلق بحقوق للآدميين؟!
القاعدة الثالثة وهي "ارتكاب أخف الضررين" فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
لما تحدث عن صلاة أهل البدع، وقد يكونون أئمة على المسلمين
فيجب ألا ترتكب المفسدة الأعظم بمقابل المفسدة.
وهنا عندنا ضرران متحققان:
الأول حصول الظلم من الوالي أو الجور
المصلحة المترتبة هي وجود الأمن وعدم الاضطراب، مع وجود تحكيم الشرع
الذي لم تعلن عنه دولة في الأرض "دستوراً" إلا هذه الدولة
هذا في مقابل المصلحة المرادة بالمظاهرة، وهو الحصول على المطالبات
وأما الضرر المترتب حصول الفتنة وفرقة الصف وتسليط الأعداء
بل وخدمة الأعداء الذين يتربصون بهذه البلاد وأهلها سوءاً
مثل إيران وأمريكا وغيرهما ممن يسعون في تقسيم البلاد
فأي الضررين أخف من الآخر عند العقلاء وليس أصحاب الحماس والعاطفة؟!.
وهنا سؤال: هل تعتبر المظاهرات الحالية خروجاً أم لا؟
يعرف أهل العلم الخارجين على ولي الأمر "البغاة" بتعريفات كثيرة
تشترك كلها في كون المبغي عليه هو الإمام الذي ثبتت ولايته
وكذلك ذكروا غرض البغي
فمنهم من ذكر الامتناع عن الانقياد بمنع حق الله، أو حق لآدمي توجب عليهم
ولاشك أن من الأشياء التي منعها ولي الأمر حفظاً للأمن في البلاد
ودفعاً لإثارة النزعات القبلية وغير ذلك، هي المظاهرات
إذن فالذي يريد أن يتظاهر في هذه البلاد يخالف هذا الأمر
ويسعى في إثارة الفتنة والبلبلة وفرقة الصف، هذا مع النداءات المشبوهة الكثيرة لهذه المظاهرات.
و إذا رفض البعض القول إن المظاهرة الموسومة بالسلمية هي "خروج"
فإننا نقول له إنه لا يعدوا كون المتظاهرين من أهل الحرابة
لأنهم قطعوا الطريق على المسلمين في هذه التصرفات
ولو لم يكن لأجل الاعتراض على حكم الحاكم، بل لأجل مطالبات فقط
فإنهم حينئذ قطاع طريق
وقد عرف بعض أهل العلم الحرابة بأنها خروج ولو لمجرد إيجاد ربكة وقطع سبيل
بل ولو لمجرد السعي بإيذاء فئةٍ يسيرة من المسلمين، فكيف إن كانت كثيرة؟.
قال ابن عرفة:
"الحرابة هي الخروج لإخافة سبيل، بأخذ مال محترم بمكابرة قتال أو خوفه
أو ذهاب عقل أو قتل خفية أو لمجرد قطع الطريق, الإمرة ولا لنائرة ولا عداوة".
مواهب الجليل: 6/314، حاشية الخرشي: 1/334.
فتأمل قوله "لا لإمرة ولا لنائرة ولا لعداوة"
يعني من دون سبب في إمارة أو طمع في شيء ولا حقد
بل هو بمجرد شق عصا الطاعة وإثارة الفتنة.
إذن فعلى كل حال ستكون هذه المظاهرات محرمة
سواء أكانت بغياً
أو كانت قطعاً للطريق وإخافة الناس الذين هم بمنأى عن هذه المظاهرات الغريبة على مجتمعهم.
الحجة الثالثة:
إن الإسلام لم يشرع عند ظلم الحاكم الشرعي -مع حكمه الظاهر بالإسلام-
إلا الصبر على جور الأئمة
ولا يشك أحد أن حكام هذه البلاد أصلح الحكام من ناحية الحكم الظاهر بالإسلام
حيث تطبيق الشريعة وحفظ شعائر الإسلام الظاهرة
وهذا لا يعني عدم وجود المنكرات والظلم والتعدي
ولكن كل هذا لا يسوغ إثارة الفتنة وإشاعة البلبلة.
ولم نر سبباً مسوغاً للخروج أو شق العصا
في كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
إلا الكفر البواح سواء من الحاكم أو ما يحكم به
أو عدم إقامة الصلاة، أو منع الأمور الظاهرة في الإسلام كالصلاة والزكاة والصيام مثلاً
ولذا جاءت الأحاديث الصحيحة الكثيرة التي تربط الأمر بالصلاة (ما أقاموا فيكم الصلاة)
أو بوجود الكفر الصريح (إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان)
ولذا فإن مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بالصبر عند جور الأئمة
هو نهي لهم عن استعمال الإثارة والفوضى بأي شكل من الأشكال
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر يلزم منه النهي عن ضده، وهو مثل هذه المظاهرات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
"ويقول الفقهاء: الأمر بالشيء نهي عن ضده فإن ذلك متنازع فيه.
والتحقيق أنه منهي عنه بطريق اللازم" الفتاوى ج20 ص118.
الحجة الرابعة:
أليس هناك طريقة للإنكار أو التغيير غير المظاهرة؟.
إن الغرض من المظاهرات هو التغيير أو الإصلاح
وهو أسلوب فوضوي وفيه ترويع، وبخاصة في هذا البلد الذي لم يعتد على مثل هذه التصرفات
لكن ثبت أن طرقاً أخرى نجحت في التغيير، سواء للخير أو الشر
فهناك المقابلة للوالي أو المسؤول، وهناك المكاتبة والمهاتفة والمقال
وغير ذلك من الطرق التي ثبت أنها غيرت أشياء جوهرية
فكيف نلجأ لشيء فيه إثارة للفتنة مع وجود وسيلة أخرى ليس فيها إثارة للفتنة ولا للسعي فيها؟.
ففي الحديث المشهور الصحيح عن تميم الداري رضي الله تعالى عنه قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
(إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة
قالوا: لمن يا رسول اللّه؟ قال: للّه وكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين وعامتهم)
أو أئمة المسلمين وعامتهم.
وهذا إرشاد للحل مع ولي الأمر في النصيحة له
ولا شك أن النصيحة له دليل على عدم وجود الغل والحقد في القلوب
وهو الذي يسعر نار الفرقة والاختلاف وترك الطاعة والغل والحقد
وأما الاستماع للعاطفة والهوى فهو الذي يشعل نار الشر بين الحاكم والمحكوم.
الحجة الأخيرة:
الأمن مطلب شرعي، والمظاهرات تمزق الأمن وتزعزع الصف وتقتل الوحدة
وقد جاءت أحاديث كثيرة تحذر من ترويع المسلم أو السعي فيما يقلق نفسه أو يبعث له الهم والحزن
فضلاً عن إثارة الفتن التي لا يُدرى ما نهايتها.
قال صلى الله عليه وسلم:
(من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله ألا يؤمنه من فزع يوم القيامة)، المعجم الوسيط 2350.
وأخيرا:
إن الفتنة إذا قامت لا تكاد أن تنطفئ إلا على الأجساد والأرواح
وإنَّ عدو الله إبليس لن يرضى بتحقيق هوى ابن آدم ورغبته في دنياه حتى يفسد عليه آخرته
ولن يهنأ له بال حتى يديم على ابن آدم الوبال في تفريق للشمل وتمزيق للكلمة وقتل للوحدة
فعدو الله إبليس لا يرضى أن نكون على قلب واحد، ولا على يدٍ واحدة
فإن أعظم ما يسعى إليه (ولأضلَّنهم ولأمنينَّهم)
فلا تذهب بكم الأماني بعيداً، فإن الدنيا لا تدوم على حال، والحال تغني عن المقال
فلا يأخذنكم الحماس أن تتبعوا بعض الأنجاس
ممن لا يرجون لله وقاراً، وقد مكروا مكراً كباراً
وزعموا أنَّهم يريدون الراحة للناس من جميع الأجناس"
منقول
يتبع إن شاء الله
Like An Angel
2011-11-17, 21:41
المظاهرات وسيلة طارئة
والوسيلة لها حكم المقصد كما هو معروف عند أهل العلم
والقول أن المظاهرات بدعة حرام لأنها لم تكن على زمن السلف قول غير موفق
فليس من شرط الوسيلة ثبوت حصولها زمن السلف
ومن ذلك مثلا أسلوب الدعوة على الفضائيات :
صرنا نرى رموز الدعوة السلفية على الفضائيات .. رغم تحريم فتاوى التصوير الفوتوغرافي سابقا..ورغم حداثة هذا الأسلوب الدعوي
وهذا التغير في الموقف من وسيلة (الدعوة عبر البث الفضائي) دلالة على أن تلك الفتاوى هي اجتهاد بشري وفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال.
وأما عن تحريم المظاهرات فلا دليل على حرمتها
ومن قال بحرمة المظاهرات بنوا ذلك على مظاهر تنفك عنها
مثل قولهم أن المظاهرات فيها اختلاط ..أو المظاهرات فيها تخريب وشغب
وتلك مظاهر ليس لزوما أن تلازم المظاهرات
أو مثل قولهم : أن المظاهرات هي خروج على ولي الأمر
وهذا ليس بلازم .. لأن ولي الأمر نفسه في بعض البلدان يبيح المظاهرات السلمية
كما أن الخروج على ولي الأمر ليس حراما دائما
بل له ضوابطه وأحكامه : فأحيانا يكون حراما ..وأحيانا مباحا جائزا ..وأحيانا واجبا ..
فالحاصل أن من حرّم المظاهرات لم يحرّمها بدليل صريح صحيح ..وإنما حرّموها من باب سدّ الذرائع
وتلك مسائل اجتهادية يسع فيها الخلاف
جمال البليدي
2011-11-17, 22:21
<b>المظاهرات وسيلة طارئة
والوسيلة لها حكم المقصد كما هو معروف عند أهل العلم
والقول أن المظاهرات بدعة حرام لأنها لم تكن على عهد الصحابة قول غير سديد
فليس من شرط الوسيلة ثبوت حصولها زمن السلف
ومن ذلك مثلا أسلوب الدعوة على الفضائيات
صرنا نرى الدعوة السلفية ورموزها على الفضائيات .. رغم تحريم فتاوى التصوير الفوتوغرافي سابقا..ورغم عدم ثبوت هذا الأسلوب الدعوي
فهل الظهور على الفضائيات بدعة وحرام ؟
وهذا التغير في الموقف من وسيلة (الدعوة عبر البث الفضائي) دلالة على أن تلك الفتاوى هي اجتهاد بشري وفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال.
أخي الفاضل المسمي نفسه"شبيه بالملاك" أرى أنك لم تظبط معنى البدعة عندك فلم تعد تفرق بين البدعة وبين المصلحة المرسلة ولا بين الوسيلة وبين الأسلوب !
أقول وبالله أستعين:
أولا: المظاهرات لها حكم البدع لأن البدعة هي ما لا أصل له في الشرع
فالبدعة ( عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه)(الإعتصام للشاطبي رحمه)
قال فقيه الجزائر العلامة أحمد حماني رحمه الله""فالبدعة خاصتها انها خارجة عما رسمه الشارع,وبهذه الخاصة ينفصل عنها كل ما يظهر لبادئ الرأي أنه مخترع مما هو متعلق بالدين ,فعلم النحو ,والصرف, واللغة,وأصول الفقه,وأصول الدين وكل العلوم الخادمة للشريعة ان لم توجد في الزمان الأول,فان أصولها موجودة ,فالنحو يتوصل للنطق الصحيح لألفاظ القرآن, وبعلوم اللسان يهتدي إلى الصواب في الكتاب والسنة,وبأصول الفقه يمكن استقراء كليات الأدلة لتكون نصب عين المجتهد والطالب.""
.
قلت: ومن هذا التعريف للبدعة سنجرم جزما لا شك فيه أن المظاهرات من البدع لأنها طريقة محدثة في إنكار المنكر لا أصل لها في الدين بل هي من فعل الخوارج الذين تظاهرو على عثمان رضي الله عنه فهي بدعة محدثة.وقد حدد الشرع المطهر الطرق الشرعية في التعامل مع مثل هذه الأحداث وخصص لكل عبد مسؤولية حسب مكانه وموقعه فإن كان حاكما فهو ملزم بالجهاد لنصرة إخوانه ودفع الظلم عنهم وإن كان محكوما واستنفره الإمام فوجب عليه الجهاد وإلا فقد اتصف بأوصاف المنافقين وإذا لم يستنفره فحسب طاقته وقدرته من إنفاق المال وتقديم الطعام وبدون أن ننسى أقوى سلاح ألا وهو الدعاء والمواضبطة عليه والتوكل على الله والصبر كما صبر أولو العزم من الرسل .
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد – حفظه الله تعالى - :
( ومن رحمة الله تعالى بعباده ، وبالغ حكمته في تشريعه لما يصلح الله به العباد والبلاد أنه – سبحانه – لما شرع الجهاد ، وشرع للأمة وسائل متعددة في ذلك ، ولم يجعلها إلى عقولهم ، بل أحالهم على ما شرعه لهم :
فالجهاد بالنفس ، والجهاد بالمال بالقوة ... والدفاع كذلك . وتغيير المنكر باليد وهذا لذي سلطان ، كرجال الحسبة وباللسان، ومثله القلم .
وبالقلب . والأمر بالمعروف كذلك . والنصيحة لائمة المسلمين وعامتهم بالتي هي أحسن : مناصحة بالكلمة ، ومناصحة بالكتابة ، وتذكير بأيام الله . والدعوة تكون بالوظائف المرتبة في الإسلام : خطب الجمع والعيدين ، والحج ، وبالتعليم ، ومجالس الذكر والإيمان . والصدع بكلمة الحق : ببيانها حتى يكشف الله الغمة عن الأمة . وبفتوى عالم معتبر ، بغير الله بها الحال إلى أحسن ، فتعمل ما لا تعمله الأحزاب في عقودٍ . وهكذا بعمل فردي من عالم بارع ، ينشر علمه في الأمة : في إقليم ، في ولاية ، في مدينة ، في قرية ... وهكذا . وبعمل جماعي على رسم منهاج النبوية لا غير ، كجماعة الحسبة ودور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ومراكز الدعوة ورابطة العلماء )))
ثانيا:هناك فرق بين الطريقة(الأسلوب)) في إنكار المنكر كالأنشايد البدعية والمظاهرات ,وبين الوسيلة المباحة التي تدخل في العادات كمكبر الصوت وكالأذان والفضائيات وغيرها.
والفرق بينهما يمكن فيما يلي:
1-القنوات الفضائية وسيلة والمظاهرات طريقة .
2-القنوت الفضائية لم يكن مقتضاه موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن بوسعهم معرفته أصلا فلم يكن عندهم دش ولا تلفاز ولا مكرفونات أما المظاهرات فكان مقتضاها موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن أصحابه ومع هذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر ولم يأمرنا بالمظاهرات مع أنهم كانوا يعرفونها.
كما قال تعالى:
﴿والملائكة بعد ذلك ظهير﴾.
قال ابن سيده:
وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صديق، وهم فريق.
وقال ابن عرفة في قوله عز وجل:
﴿وكان الكافر على ربه ظهيرا﴾،
أي: مظاهرا لأعداء الله تعالى، كالظهرة بالضم، والظهرة بالكسر.
ثالثا: أما قولك أن الوسيلة لها حكم المقاصد فهذا ليس على إطلاقه وإلا لفتحنا الباب لكل بدعة! بل هي مقيدة بأن تكون الوسيلة مباحة شرعا وليس بدعة فالبدعة ليست لها أحكام المقاصد.
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله((إذن ماذكر من أن الغاية تبرر الوسيلة هذا باطل وليس في الشرع ، وإنما في الشرع أن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط كون الوسيلة مباحة أما إذا كانت الوسيلة محرمة كمن يشرب الخمر للتداوي فإنه ولوكان فيه الشفاء ، فإنه يحرم فليس كل وسيلة توصل إلى المقصود لها حكم المقصود بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها مثال ذلك المظاهرات, مثلاً : إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا: إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي وبالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب
والوسيلة تبرر الغاية نقول :هذا باطل ، لأن الوسيلة في أصلها محرمة فهذه الوسيلة وإن صلحت وإصلاحها مطلوب لكنها في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء فثم وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لاحصر لها مبررة للغايات وهذا ليس بجيد ، بل هذا باطل بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذوناً بها أصلاً ثم يحكم عليها بالحكم على الغاية إن كانت الغاية مستحبة صارت الوسيلة مستحبة وإن كانت الغاية واجبة صارت الوسيلة واجبة.))
وأما عن تحريم المظاهرات فلا دليل على حرمتها
أولا: الذين قالوا بالجواز هم المطالبون بالدليل وليس العكس لأن الأصل في العبادات المنع إلا بدليل ,والمظاهرات تدخل في العبادات لأنها طريقة من طرق إنكار المنكر وهذه عبادة فأي طريقة في إنكار المنكر غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة كما أن أي طريقة في الصلاة غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وأي طريقة في الحج غير طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وهكذا في كل العبادات.
ثانيا: ومع هذا أهديك بعض الأدلة تجدها في هذين الكتابين -لم أقرأ مثلهما في تحرير هذه المسألة-:
الكتاب الأول:
حمل كتاب (المظاهرات والاعتصامات والإضرابات رؤية شرعية) : الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.mahaja.com/library/library/images/20110303003030_m.jpg
محتويات الكتاب
:
المقدمة:
المبحث الأول:تعريف المظاهرات والإعتصامات والإضرابات.
المبحث الثاني:حول نشأة أسلوب المظاهرات كوسبة لتغيير المنكر في بلاد المسلمين.
المبحث الثالث:صلة المظاهرات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المبحث الرابع:في حجج من قال بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الخامس:حجج المانعين للماظهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث السادس:مفاسد المظاهرات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع
المبحث السابع:مناقشة أدلة القائلين بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الثامن:ذكر القول الراجح في مسألة المظاهرات
المبحث التاسع:المظاهرات ليست وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله
الخاتمة:في بيان خلاصة البحث وقد أوردت(الكلام لصاحب الكتاب) في نهاية الكتاب بعد الخاتمة مجموعة من فتاوى علماء الأمة المعتبرين ,مع أنني ذكرت أجزاء منها متفرقة في ثنايا الكتاب,ولكن رأيت تتميما للفائدة جمعها متوالية بتمامها في آخر الكتاب,حتى يتسنى لمن أراد الرجوع إليها مباشرة دون واسطة إذ أنها تتعلق بمسألة بمسائل النوازل التي تمس الحاجة إلى العلم بها.
التحميل المباشر للكتاب:
http://www.archive.org/download/Mudhahrat/Mudhahrat.pdf
الكتاب الثاني:
المظاهرات في ميزان الشريعة الإسلامية :
عبدالرحمن بن سعد بن علي الشثري ، قدم له وعلق عليه وحث على طبعه د. صالح بن فوزان الفوزان ، ط 1 ، 1432 هـ ، 218 صفحة .
رابط مباشر :
http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf (http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf)
صفحة التحميل :
http://www.archive.org/details/bza33 (http://www.archive.org/details/bza33)
رابط آخر :
http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4 590 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4%20590)
ومن قال بالحرمة بنوا ذلك على مظاهر تنفك عن المظاهرات
مثل قولهم أن المظاهرات فيها اختلاط ..أو المظاهرات فيها تخريب وشغب
وتلك مظاهر ليس لزوما أن تلازم المظاهرات
كيف ليست لزوما وكل المظاهرات التي مرت علينا فيها ذلك!
1-حتى أصحاب الشر سيقولون مثلكم، مقاصدنا سلمية ثم من يضمن لكم ألا يخرج من بين هذه الجموع من يفسد ويخرب. وتنبه العلامة محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ لمثل هذه الشبهة فقال ردا عليها: "وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية" انظر: "الجواب الأبهر" لفؤاد سراج .
هذا مستحيل في هذا العصر فالإختلاط أصبح عادة عند الناس فكيف ستتحكمون فيهم؟
2- يرد عليكم بقاعدة سد الذرائع ففي مثل هذه الحالات نسد هذه الذرائع من أساسها أفضل من محاولة وضع ضوابط لا يمكن للجماهير الغفيرة اتباعها خاصة وأنها غير مقتنعة بها ولأخذنا بكلامكم لقلنا بجواز الخمر الذي يحتوي على نسبة ضئيلة من الكحول بضابط عدم الإكثار وهذا مالا يقوله أحد فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(ماكان كثيره مسكر فقليله حرام) ونفس الشيء يقال في المظاهرات.
3-لو كانت المظاهرات خالية من هذه المفاسد فهذا يعني أن المسلمون على عقيدة صحيحة وعلى تسمك بدينهم وهذا يعني بداهة النصر وهذا يعني أنهم لا حاجة للمظاهرات أصلا فلو كان المسلمين اليوم متمسكون بدينهم لما انهزموا أمام أعدائهم-إلا لحكمة أرادها الله تعالى- ولما إحتاجوا للمظاهرات أصلا
4-هناك مفسدتين لا يمكن تركهما إلا بترك المظاهرات ألا وهما:
-المظاهرات بدعة
-المظاهرات تشبه بالكفار.
أو حرّموها بقولهم أن المظاهرات هي خروج على ولي الأمر
وهذا ليس بلازم .. لأن ولي الأمر نفسه أباح المظاهرات السلمية في بعض البلدان
وإن يكن ذلك فهي-المظاهرات- لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقد سئل العلامة العثيمين عن حكم المظاهرات إذا أذن بها الحاكم فأجاب((
عليك باتباع السلف، إن كان هذا موجود عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجود فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر، لأنها تؤدي
إلى الفوضى لا من المتظاهرين ولا من الآخرين،وربما يحصل فيها اعتداء إما على الأعراض وإما على الأموال، وإما على الأبدان لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران ما يدري ما يقول ولا ما يفعل.فالمظاهرات كلها شر، سواء أذن بها الحاكم أو لم يأذن وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية وإلا لو رجعت لما في قلبه لكان يكرهها أشد الكراهة، لكن يتظاهر كما يقولون إنه ديمقراطي. وأنه قد فتح باب الحرية للناس وهذا ليس من طريق السلف.
(عن شريط / لقاء الباب المفتوح ( الجلسة
الثانية)
كما أن الخروج على ولي الأمر ليس حراما دائما
بل له ضوابطه وأحكامه : فأحيانا يكون حراما ..وأحيانا مباحا جائزا ..وأحيانا واجبا ..
إن قصدت بكلامك الحاكم الكافر فالحاكم الكافر يجب الخروج عليه إلا إذا لم تتوفر القدرة(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)).
وإن قصدت بكلامك الحاكم المسلم وإن ظلم وفسق فقد أبعدت النجعة بل لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم وإن ظلم وفسق
قال النبي صلى الله عليه وسلم(("إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَأْمُرُ من أَدْرَكَ مِنَّا ذلك؟ قال: تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الذي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ"، متفق عليه، أخرجه البخاري حديث (3603)، ومسلم حديث (1843).
فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أطلعه الله على ما سيكون في هذه الأمة من جور الأمراء واستئثارهم بالأموال والمناصب وغيرها، ولما أخبر أصحابه بهذا الواقع الذي سيكون لا محالة، سأله أصحابه الكرام: كَيْفَ تَأْمُرُ من أَدْرَكَ مِنَّا ذلك؟
فأجابهم -صلى الله عليه وسلم- بما يجنبهم الخوض في الفتن وسفك الدماء، فقال: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الذي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ".
ولم يقل -صلى الله عليه وسلم-: ثوروا عليهم وتظاهروا،، وطالبوا بحقوقكم، وامنعوهم حقهم كما منعوكم حقوقكم.
وقال -صلى الله عليه وسلم- للأنصار الكرام: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حتى تَلْقَوْنِي على الْحَوْضِ"، أخرجه البخاري حديث (3792)، ومسلم (1845)</b>
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:01
جماع الكلام في المظاهرات على الحكام
الحمد لله الذي لم يدع للمسلمين في غير التزام دينه من البلاء مخرجاً، والصلاة والسلام على نبيه الذي بيَّن لنا من كل فتنة مخرجاً، ورضي الله عن أصحابه وأتباعهم الذين لا يجدون في الرجوع إلى كلام ربهم وهُدى نبيهم حرجاً، أما بعد:
فيقول محبكم: أبو بكر أسامة بن محمود الحريري عفا الله عنه:
لقد أحزننا -والله- ما يجري على أمة الإسلام وأن يتهاوى الناس في فتنة كهذه التي يشهدها العالم اليوم من خروج على السلاطين والحكام باسم المظاهرات والسلمية والمطالبة بالحقوق وغير ذلك من الشعارات التي لا يراد بها إلا لجم الأفواه لتسويغ نزع الناس يدهم من طاعة حاكمهم، فيقتل من المسلمين ما يقتل، ويهتك من الأعراض ما يهتك، وتنتهك الحرمات، وتسرق الأموال، وأعظم من ذلك أن يُذهب بالدين في بعض الأحيان.
ومن العجيب أن ذلك كله قد سبق أن انتشر عن الرافضة تخطيطهم له في بروتوكولاتهم الخمسينية، ولم يتأمل أحد من المسلمين ما سبب اختصاص دولٍ كتونس ومصر وليبيا والبحرين والسعودية وسوريا وغيرها من دول المنطقة بمثل هذا الخروج دون دولٍ حكامُها من أكفر أهل الأرض وأظلمهم على الإطلاق، أولم يتفكروا في مجرد احتمال كون هذه فتنة كيف لهم أن يتقوها إن كانت كذلك، أيتهافت الناس على النار تهافت الفراش حتى إذا ذبَّهم عنها ذابٌّ جعلوا يكيلون له الاتهامات وسيول اللعنات!!
لقد ذكرني هذا بالحديث الثابت عن حذيفة رضي الله عنه قال: ذكر الدجال عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لأنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال، ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها، وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا -صغيرة ولا كبيرة- إلا تتَّضع لفتنة الدجال"( ).
لقد بلغ الخلل في تفكير الناس إلى حدٍّ ذهبت معه عقولهم كما ورد في الحديث عن الحسن أن أسيد بن المتشمس قال: أقبلنا مع أبي موسى الأشعري من أصبهان فتعجلنا وجاءت عقيلة فقال أبو موسى: الا فتى ينـزل كنته قال: يعني أمة الأشعري، فقلت: بلى فأدنيتها من شجرة فأنزلتها ثم جئت فقعدت مع القوم، فقال: ألا أحدثكم حديثاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثناه؟ فقلنا: بلى يرحمك الله! قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا أن بين يدي الساعة الهرج، قيل: وما الهرج؟ قال: الكذب والقتل، قالوا: أكثر مما نقتُل الآن؟ قال: إنه ليس بقتلكم الكفار! ولكنه قتل بعضكم بعضاً حتى يقتل الرجل جاره ويقتل أخاه ويقتل عمه ويقتل ابن عمه!! قالوا: سبحان الله! ومعنا عقولنا؟! قال: لا ألا إنه ينـزع عقول أهل ذاك الزمان حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء –وفي رواية: إنه لينـزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس يحسب أكثرهم أنه على شيء وليسوا على شيء-، قال أبو موسى: والذي نفس محمد بيده لقد خشيت أن تدركني وإياكم تلك الأمور، وما أجد لي ولكم منها مخرجاً فيما عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم إلا أن نخرج منها كما دخلناها لم نحدث فيها شيئاً –وفي الرواية الأخرى: لم نصب فيها دماً ولا مالاً-( ).
وإنما مرجع ذلك وأسبابه فيما بيّن لنا ربنا ونبينا صلى الله عليه وسلم في عدة أمور يجب على كل أحد الوقوف عليها قبل الكلام في هذه الفتن الواقعة في ديار الإسلام نسأل الله لنا وللمسلمين منها العافية.
وجماع هذه الأمور كلها يرجع إلى استقرار عقل الفرد وطريقة تفكيره واطمئنان قلبه تجاه ثلاثة أشياء:
1- الدنيا بما فيها من شهوات وملذات واحتياجات متنوعة ما بين ضرورات وحاجيات وتكميليات.
2- علاقة الحاكم والمحكوم، وما يحف هذه العلاقة من واجبات وحقوق ومخاطر خاصة وعامة.
3- علاقة الفرد بربه تبارك وتعالى، فالعبد يدور بين رغبات يرجو تحصيلها، ومخاوف يرجو نجاته منها.
فطريق الإسلام في الوصول إلى الأمن الشامل يتجلى أساسها في تحقيق الأمن الفكري للمجتمع واستقرار العقل واطمئنان القلب لأفراده؛ وهو يدور على هذه الأمور على النحو الآتي:
أولاً: تحقيق الأمن الفكري باستقرار الفكر واطمئنان القلب تجاه الدنيا:
ذلك أن الإسلام دفع الفرد إلى الراحة النفسية التامة تجاه شؤون الحياة الدنيا من خلال تركيزه على الأمور الآتية:
1- تكفل الله تعالى لعبد بتحقيق ما يسرُّ العبد في دنياه وتوسعة العطاء عليه من الأموال والأولاد والثمرات إذا التفت العبد عنها إلى طاعة ربه سبحانه وتعالى، وذلك ما تردد في العديد من آيات الكتاب العزيز، ومن ذلك قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف : 96].
{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} [النساء : 66 - 70].
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة : 65 ، 66].
2- حث الفرد على الزهد في الدنيا وعدم طلبها لذاتها، وبالتالي لا يكون تحصيلها شغله الشاغل، كما في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك( ).
3- قصر نظر الفرد على من هو دونه في شؤون الدنيا، وعلى من هو فوقه في شؤون الدين، مما يجعله شاكراً لنعمة ربه مقدراً لها حق قدرها، فلا يطلب المزيد منها بغير حقه ووسائله المشروعة، كما في الحديث عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس"( ).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء، فقال: "ما لي وللدنيا! ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"( ).
4- تبيين حال الدنيا وهوانها على الله تعالى وما ينبغي أن يكون حال العبد معها وما يكفيه منها، كما في الحديث عن عبيد الله بن محصن الخطمي الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا"( ).
ثانياً: تحقيق الأمن الفكري باستقرار الفكر واطمئنان القلب بين الحاكم والمحكوم:
وهذا أمر عظم خطره في الآونة الأخيرة وكثر خطأ الناس وانزلاقهم فيما يخالف المنهج الرباني فيه، فغلا أقوام في الحاكم فقدَّسوه وأطاعوه في معصية الله تعالى، وجفا عنه آخرون حتى تظاهروا وخرجوا عليه وحاربوه، والحق بين هؤلاء وأولئك كما سيتبين من منهج الإسلام في تحقيق الأمن الفكري جهة الحاكم وذلك بعرض الأمور الآتية في محورين اثنين:
المحور الأول: من جهة الحاكم نفسه، وذلك من خلال الآتي:
1- أمَر الله تعالى الحاكم أن يقوم للناس بالقسط والحق والعدل، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء : 58]، قال ابن كثير: "قوله: { وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } أمر منه تعالى بالحكم بالعدل بين الناس؛ ولهذا قال محمد بن كعب وزيد بن أسلم وشهر بن حوشب: إنما نزلت في الأمراء، يعني الحكام بين الناس. وقوله: { إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ } أي: يأمركم به من أداء الأمانات، والحكم بالعدل بين الناس، وغير ذلك من أوامره وشرائعه الكاملة العظيمة الشاملة"( ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وإذا كانت الآية قد أوجبت أداء الأمانات إلى أهلها، والحكم بالعدل: فهذان جماع السياسة العادلة، والولاية الصالحة"( ).
وقال ابن القيم: "وجميع هذه الولايات في الأصل ولايات دينية ومناصب شرعية، فمن عدل في ولاية من هذه الولايات وساسها بعلم وعدل؛ وأطاع الله ورسوله بحسب الإمكان، فهو من الأبرار العادلين، ومن حكم فيها بجهل وظلم، فهو من الظالمين المعتدين، و{إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم}"( ).
وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: « إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا »( ).
كما جاء الوعيد الشديد لمن ولي فظلم وجار ولم يقم بحق الله عليه في ولايته، ففي الحديث عن معقل ابن يسار قال في مرضه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة »( ).
2- وجهت الشريعة الإسلامية الحاكم إلى أخذ الناس بالرفق فيما ليس فيه حدٌّ شرعي، كما في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: « اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به »( ).
المحور الثاني: معاملة المحكوم للحاكم المسلم، وذلك من خلال الآتي:
1- عدم طلب الإمارة أصلاً والتزهيد فيها والإقبال على شؤون المرء الخاصة وعلاقته مع ربه ليستكملها ولا ينشغل بالإمارة عنها مع ما فيها من المسؤولية، ففي الحديث عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال: « يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها »( ).
وفي الحديث عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة؛ وُكِلْتَ إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها؛ فكفر عن يمينك وَائْت الذي هو خير »( ).
وفي الحديث أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة، وبئست الفاطمة »( ).
2- توجيه المسلم إلى التعامل الشرعي مع الحاكم، وقد سبق استعراض بعض النصوص في ذلك، وهي تدعو في مجملها إلى: الصبر على جوره، والسمع له، والطاعة في المعروف، وعدم نزع يدٍ من طاعة مهما صدر منه دون الكفر البواح، والنصيحة له في السِّرِّ وبرفق، وعدم الغل عليه أو الغش له، والدعاء له في السر والعلن بالصلاح والمعافاة، ونشر محاسنه بين الناس، وأداء حقوقهم علينا وإن تعدوا على حقوقنا( ).
وما فتئ علماء السنة سلفاً وخلفاً( ) يذكرون الدعاء للسلطان بالصلاح والمعافاة على أن سنة واتباع، وخلافُه شرٌّ وابتداع، معلِّلين ذلك بأن صلاحَه صلاحُ الأمة كما ورد في عدة أحاديث( )، وقد روى اللالكائي عن الفضيل بن عياض أنه قال: "لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام، لأنه إذا صلح الإمام أمِن البلادُ والعباد"( ). ورواه عنه أبو نعيم بلفظ: "لو أن لي دعوة مستجابة ما صيَّرتها إلا في الإمام، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى ما صيرتها في نفسي لمْ تَجُزْني، ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد" وفسَّرها، فقبَّل ابن المبارك جبهته وقال: يا معلم الخير! مَن يحسن هذا غيرك( ).
أما المظاهرات –وإن سلمية زعموا- فضلاً عن الخروج بالسيف فهي من سبيل الكفار وأهل البدع في مختلف الأزمان، كما نص عليه أئمة الإسلام، قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: "لما خرج أبو ذر رضي الله عنه إلى الرَّبَذة لقيه ركْبٌ من أهل العراق فقالوا: يا أبا ذر قد بلغَنا الذي صُنع بك فاعقد لواء يأتيك رجال ما شئت. فقال: مهلاً، مهلاً يا أهل الإسلام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون بعدي سلطان فأعزوه، من التمس ذله ثغر ثغرة في الإسلام ولم يقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت"( ).
قال ابن قيم الجوزية: "لزوم جماعتهم مما يطهر القلب من الغل والغش ؛ فإن صاحبه - للزومه جماعة المسلمين – يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسره ما يسرهم، وهذا بخلاف من انحاز عنهم واشتغل بالطعن عليهم والعيب والذم، كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلاً وغشاً، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشهم للأئمة والأمة، وأشدهم بعداً عن جماعة المسلمين. فهؤلاء أشد الناس غلاً وغشاً بشهادة الرسول والأمة عليهم، وشهادتهم على أنفسهم بذلك؛ فإنهم لا يكونون قط إلا أعواناً وظهراً على أهل الإسلام، فأي عدو قام للمسلمين كانوا أعوان ذلك العدو وبطانته، وهذا أمر قد شاهدته الأمة منهم، ومن لم يشاهده فقد سمع منه ما يصم الآذان ويشجي القلوب"( ).
3- مسؤولية الحكم العام على الأمة تقع حصراً على الحاكم دون المحكوم، وليس للناس أن يحاسبوه حتى لا ينتكس الوضع وينقلب الحاكم محكوماً والمحكوم حاكماً!، والحاكم وحده يتحمل مسئولية تصرفاته، والله يحاسبه عليها، كما قال صلى الله عليه وسلم: « إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر، وإن يأمر بغيره كان عليه منه »( ).
وعن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم »( ).
وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: « أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم »( ).
4- تعريف المسلم بأن الشرع المطهر إنما كلَّف المسلم ببذل النصيحة للإمام إن قدر عليها أو السكوت وعدم الخوض في جور الإمام ولا معاونته بأي شكل، كما في الحديث عن قتادة حدثنا الحسن عن ضبة بن محصن العنـزي عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ». قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم؟ قال: « لا ما صلوا ». قال قتادة: أي: من كره بقلبه وأنكر بقلبه( ).
وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً »( ).
5- عدم الملالة من الصبر على جور الأئمة لأن ذلك من أوامر الشرع الكريم، ولأن الشرع مدَّ أَمَدَ الصبر إلى يوم القيامة، فلم يسمح بنفاد الصبر قبل ذلك، قال البخاري( ): "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض، قاله عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم". ثم روى عن أنس بن مالك عن أسيد بن حضير أن رجلاً من الأنصار قال: يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلاناً؟ قال: ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض( ). ثم روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: "إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني وموعدكم الحوض"( ).
فهذا أنس بن مالك الصحابي الذي عاصر الحجاج ينقل هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل أظلم من الحجاج مضرب المثل في الظلم، وقد صرح أنس رضي الله عنه أن هذا الصبر أراد به مقابلة ظلم الحجاج فقد روى البخاري عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: "اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم"( ).
6- الالتجاء إلى الله تعالى عند جور الأئمة وتقدير الله حق قدره وتحسين الظن به، لأنه هو وحده سبحانه القادر على تغيير حال الناس إلى خير منه، واستعجال الناس التغيير بغير الطريقة الشرعية يؤدي بهم إلى غضب ربهم وعكس مقصودهم، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [المؤمنون : 76 ، 77]، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام : 42 - 44]، {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [الأعراف : 94 ، 95].
قال الحسن البصري: "لو أن الناس إذا ابتلوا من سلطانهم بشيء صبروا ودعوا الله لم يلبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ولكنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه، والله ما جاؤوا بيوم خير قط، ثم تلا هذه الآية {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} [الأعراف : 137]"( ).
وقد سبقه إلى هذا المعنى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم أولى بكل خير وأجدر ألا يفوتهم إلى من بعدهم، وإمامهم في ذلك المصطفى لا الرأي والهوى، فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا؛ فإن الأمر قريب"( ).
قال الحافظ ابن حجر: "وفي حديث عمر في مسنده للإسماعيلي من طريق أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر رفعه قال: أتاني جبريل فقال: إن أمتك مفتتنة من بعدك، فقلت: من أين؟ قال: من قبل أمرائهم وقرائهم يمنع الأمراء الناس الحقوق فيطلبون حقوقهم فيفتنون ويتبع القراء هؤلاء الأمراء فيفتنون، قلت: فكيف يسلم من سلم منهم؟ قال: بالكفِّ والصبر، إن أعطوا الذي لهم أخذوه، وإن منعوه تركوه"( ).
قال ابن كثير: "{ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ } أي: يدعون ويخشعون ويبتهلون إلى الله تعالى في كشف ما نزل بهم. وتقدير الكلام: أنه ابتلاهم بالشدة ليتضرعوا، فما فعلوا شيئاً من الذي أراد الله منهم، فقلب الحال إلى الرخاء ليختبرهم فيه؛ ولهذا قال: { ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ } أي: حولَّنا الحال من شدة إلى رخاء، ومن مرض وسقم إلى صحة وعافية، ومن فقر إلى غنى، ليشكروا على ذلك، فما فعلوا.
وقوله: { حَتَّى عَفَوْا } أي: كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم، يقال: عفا الشيء إذا كثر، { وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } يقول تعالى: ابتلاهم بهذا وهذا ليتضرعوا ويُنيبوا إلى الله، فما نَجَع فيهم لا هذا ولا هذا، ولا انتهوا بهذا ولا بهذا بل قالوا: قد مسَّنا من البأساء والضراء، ثم بعده من الرخاء مثل ما أصاب آباءنا في قديم الدهر، وإنما هو الدهر تارات وتارات، ولم يتفطنوا لأمر الله فيهم، ولا استشعروا ابتلاء الله لهم في الحالين. وهذا بخلاف حال المؤمنين الذين يشكرون الله على السراء، ويصبرون على الضراء"( ).
وقال الحسن البصري: "اعلم –عافاك الله- أن جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى، ونِقم الله لا تلاقى بالسيوف، وإنما تُتقى وتُستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب"( ).
7- النظر إلى الحاكم على أنه مرآة لشعبه، كما قيل في المثل السائر: كما تَكُونوا يُولَّى عليكم، قال الطرطوشي في كتابه (سراج الملوك) في البابُ الحادي والأربعون: كما تكونوا يولى عليكم: لم أزل أسمعُ الناسَ يقولون : " أعمالكم عمالكم كما تكونوا يولى عليكم"؛ إلى أن ظفرتُ بهذا المعنى في القرآن، قال الله تعالى : {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا} [ الأنعام : 129 ].
قال السيوطي: "أخرج أبو الشيخ عن منصور بن أبي الأسود قال: سألت الأعمش عن قوله {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً} ما سمعتهم يقولون فيه قال: سمعتهم يقولون إذا فسد الناس أمر عليهم شرارهم. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مالك بن دينار قال: قرأت في الزبور: إني أنتقم من المنافق بالمنافق ثم أنتقم من المنافقين جميعاً وذلك في كتاب الله قول الله {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون}"( ).
8- ولذلك لم ينفع الشعب أن يكون حاكمهم رسولاً من أولي العزم من الرسل، فهؤلاء بنو إسرائيل لما نجاهم الله تعالى من الغرق وخلصهم بموسى من فرعون وجنوده أجمعين أول شيء وقعوا فيه الشركُ بالله تعالى! أفلا يقعون في غيره من المعاصي والظلم، كما قال تعالى حاكياً حالهم بعد إهلاك عدوه وعدوهم فرعون وجنوده: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف : 137 - 139]، ولذلك وقعوا في قتل الأنبياء والصالحين كما قال تعالى حاكياً حالهم: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة : 61]، فتأمل كيف تمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا، وما أصابهم عندما قالوا: لن نصبر، {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر : 2].
9- إذا علم المرء ما تقدم ثم أصر على طلب الولاية برغم ذلك كله؛ فليعلم أنْ لا أمل له في أخذ مكان الحاكم إلا أن يشاء الله تعالى فليلجأ إليه وحده، ولا يسلكنَّ الطرق الملتوية للوصول إليها، وليتأمل كيف استأثر الله سبحانه وتعالى بنسبة التمكين في الأرض لنفسه، قال تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ} [الأنعام : 6]، وقال: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص : 57 - 59]، وقال: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف : 21]، وقال: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يوسف : 56 ، 57]، وقال: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف : 84 ، 85]، وقال: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} [القصص : 6]، وقال: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الأعراف : 10]، وقال: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج : 41]، وقال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ} [النور : 55 - 57].
فقطع سبحانه أنظار الأفراد عن الحكم بأن جعل التمكين في الأرض له وحده.
وقد ذكر أبو الحسن الأشعري خمسة وعشرين خارجاً كلهم من آل البيت! ولم يكتب لأحد منهم نصيب في الخروج!!! ( )
وروى ابن سعد قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: ذَكر أيوبُ القراءَ الذين خرجوا مع ابن الأشعث فقال: "لا أعلم أحداً منهم قتل إلا قد رُغب له عن مصرعه، ولا نجا فلم يقتل إلا قد ندم على ما كان منه"( ).
ويكفي من ذلك كله ما ثبت عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك السمع والطاعة، في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك، ولا تنازعِ الأمرَ أهلَه وإنْ رأيتَ أنَّ لكَ"( )، أي: "وإن اعتقدت أنّ لكَ في الأمر حقًّا؛ فلا تعمل بذلك الظن، بل اسمع وأطع إلى أن يصل إليك بغير خروج عن الطاعة"( ).
ثالثاً: تحقيق الأمن الفكري باستقرار الفكر واطمئنان القلب تجاه الله تبارك وتعالى:
ذلك أن المسلم يؤرقه خوفه من ربه تبارك وتعالى مما قد يؤول بالبعض أحياناً إلى القنوط من رحمة الله تعالى وهو ما حذر الله تعالى منه وحذر منه رسوله صلى الله عليه وسلم وأرشد إلى الإقبال على الله تعالى مع حسن الظن به من خلال الآتي:
1- كون الله تعالى حكم عدل لا يظلم مثقال ذرة، وكونه لا يحمل على كل نفس إلا عملها، ولا يهضمها حقها، ولا يثقل عليها بغير عملها، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء : 40]، وقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت : 46]، وقال تعالى: {قَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} [طه : 111 ، 112].
2- إكثار الله تعالى من وصف نفسه بصفات الرحمة والعفو والمغفرة والود والرأفة وغيرها، وقرنها بصفات القوة والعزة وشدة العقاب ونحو ذلك، كما قال تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر : 2 ، 3]، وقال: {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأعراف : 167]، قال ابن كثير في تفسيره: "وهذا من باب قرن الرحمة مع العقوبة، لئلا يحصل اليأس، فيقرن الله تعالى بين الترغيب والترهيب كثيراً؛ لتبقى النفوس بين الرجاء والخوف"( ).
3- تأكيد الله سبحانه وتعالى على أنه يتجاوز عن الكثير مما يقع من العبد من الذنوب إذا تحرى العبد عدم إصابتها في الجملة، كقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء : 31]، بل وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء : 48]، وغيرها من جنسها، وفي الحديث عن أبي هريرة رذي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي"( ).
والله أعلم بما يُصلح عباده مع عفوه عنهم وتجاوزه عن خطاياهم، قال تعالى: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26) وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى : 26 - 30].
4- حث المؤمن على إحسان الظن بالله تعالى لأنه يجازي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها أو يعفو، بل ويعفو عن كثير، بل قد يبدل سيئات العبد إلى حسنات، كما قال تعالى: {مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان : 70].
وكلمة أخيرة أختم بها لمن كان له قلب فأقول:
إنما الحاكم رجل من الناس، له ذنوبه وأخطاؤه، وله حسناته ورجاؤه، فما بالنا نرجو لأنفسنا النجاة وله النار.
ولماذا يجزم البعض بأن الله لا يغفر لفلان لأنه حاكم، ويظن أنه قد غفر له هو ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
لماذا تعظم في عين الواحد من هؤلاء خطيئة الحاكم ولو صغرت؛ وتصغر في عينه خطيئته وإن كبرت.
ومما اشتهر من السنة حَدِيث: "تُبْصِرُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَتَنْسَى الْجذَعَ فِي عَيْنِكَ"( ).
وعن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أنه قدم وافداً على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما فقضى له حاجته ثم دعاه فأخلاه، فقال معاوية رضي الله عنه: يا مسور ما فعَل طعنُك على الأئمة ؟
فقال المسور رضي الله عنه: دعنا من هذا، وأحسِن فيما قدِمْنا له.
فقال معاوية رضي الله عنه: لا والله لتكلَّمن بذات نفسك والذي تعيب عَليَّ.
فقال المسور رضي الله عنه: فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بيَّنتُه له.
فقال معاوية رضي الله عنه: لا بريءٌ من الذنب، فهل تعدُّ يا مسور ما لي من الإصلاح في أمر العامة، فان الحسنة بعشر أمثالها، أم تعدُّ الذنوب وتترك الحسنات ؟
فقال المسور رضي الله عنه: لا والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب.
فقال معاوية رضي الله عنه: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفرها الله ؟
فقال مسور رضي الله عنه: نعم !
فقال معاوية رضي الله عنه: فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة مني ؟ فوالله لَمَا أَلِيْ من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكنْ والله لا أُخيَّر بين أمرين -بين الله وبين غيره- إلا اخترت الله تعالى على ما سواه. وإنا على دينٍ يقبل الله فيه العمل ويجزي فيه بالحسنات ويجزي فيه بالذنوب إلا أن يعفو عمن يشاء، فأنا أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها، وأوازي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا تحصيها؛ مِن عَملٍ لله في إقامة صلوات المسلمين والجهاد في سبيل الله عز وجل والحكم بما أنزل الله تعالى، والأمور التي لست تحصيها وإن عددتُها لك، فتفكر في ذلك.
فقال المسور رضي الله عنه: فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر لي ما ذكر.
فلم يُسمع المسور بعد ذلك يذكر معاوية إلا استغفر له"( ).
وعن الزبرقان قال: كنت عند أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساويه. فقال: لا تسبه. وما يدريك لعله قال : اللهم اغفر لي فغفر له"( ).
قال أبو عبد الله محمد المناوي في كتابه "طاعة السلطان" (30): لا يتمنى زوال السلطان إلا جاهل مغرور أو فاسق يقع في كل محذور، فواجب على كل واحد من الرعية أن يرغب إلى الله بنصرة السلطان، وأن يبذل له نصحه بصالح دعائه؛ فإن في نصرته وصلاحه صلاح البلاد والعباد. والسلطان معذور لانتشار الأمور عليه وكثرة ما يكابده من ضبط جوانب المملكة، وقلة الناصح له، وكثرة المدلِّس عليه والطامع.اهـ
ثم تأمل كلمة هذا الإمام الهمام، يقول ابن القيم رحمه الله: "وتأمل حكمته تعالى في أنْ جعَل ملوكَ العباد وأمراءَهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم، فإن استقاموا استقامت ملوكهم، وإن عدلوا عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم، وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم، وإن اخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف، وكلُّ ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فعمَّالهم –يعني حكامَهم- ظهرت في صور أعمالهم".
ثم يقول: "وليس في الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم، ولما كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها؛ كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شابت لهم الولاة، فحكمة الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز، فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم، وكلٌّ من الأمرين مُوجب الحكمة ومقتضاها"( ).
فهذا دين الله وإن أبى مَن أبى، وهذا هُدَى نبيه وإن رغب عنه مَن رغب، وهذا منهج صحابته وتابعيهم سلفِ الأمة وأئمتها، فبهداهم اقتده؛ ولا تكن من الذين لا يهتدون.
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء : 80 - 83].
{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر: 43، 44].
{يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود : 88 - 90].
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الحواشي:
( ) أخرجه أحمد ج5، ص389، وابن حبان (1897). قال الألباني: إسناده صحيح ورجاله ثقات رجال الشيخين. انظر: قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام، محمد ناصر الدين الألباني، نشر: المكتبة الإسلامية - عمان – الأردن، ص51.
( ) أخرجه أحمد ج4، ص406، رقم (19653). وإسناده صحيح، والرواية الأخرى له ج4، ص414، رقم (19732) بنفس الإسناد.
( ) رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، ج8، ص110، رقم (6416).
( ) رواه ابن ماجه، ج5، ص225، رقم (4102) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (944).
( ) رواه الترمذي، ج4، ص166، رقم(2377) وابن ماجه، ج5، ص229، رقم(4109)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
( ) رواه الترمذي ج4، ص574، رقم (2346) وابن ماجه، ج5، ص253، رقم (4141)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وحيزت: جمعت.اهـ
( ) تفسير القرآن العظيم، ج2، ص341.
( ) السياسة الشرعية، ص4.
( ) الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، ص324.
( ) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم، ج6، ص7، رقم (4825).
( ) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار، ج1، ص88، رقم (383)، وفي: كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم، ج6، ص9، رقم (4836).
( ) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم، ج6، ص7، رقم (4825).
( ) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب كراهة الإمارة بغير ضرورة، ج6، ص6، رقم (4823).
( ) رواه البخاري، كتاب الأيمان والنذور، ج8، ص159، رقم (6622)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب ندب من حلف يميناً فرأى غيرها خيراً منها أن يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه، ج5، ص86، رقم (4370).
( ) رواه البخاري، كتاب الأحكام، باب ما يكره من الحرص على الإمارة، ج9، ص79، رقم (7148).
( ) في ذلك أحاديث كثيرة جداً رواها أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها بأسانيد صحيحة. انظر –مثلاً-: الكتاب الرابع : في الخلافة والإمارة، من جامع الأصول في أحاديث الرسول، ج4، ص42 وما بعدها..
( ) انظر: مفهوم الجماعة والإمامة ووجوب لزومها وحرمة الخروج عليها في ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، أ.د سليمان بن عبد الله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الثانية، 1428هـ-2007م، ص155-174.
( ) كما في الحديث عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى، فقال: نضر الله امرءاً سمع مقالتي فبلغها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم. رواه ابن ماجه (3056).
( ) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، هبة الله بن الحسن بن منصور أبو القاسم اللالكائي، تحقيق: د. أحمد سعد حمدان، نشر: دار طيبة - الرياض، 1402هـ، ج1، ص176.
( ) حلية الأولياء، ج8، ص91-92، وتاريخ دمشق، ابن عساكر، ج48، ص445، بسند صحيح. وانظر ما قالت حكماء العرب والعجم في الباب الثامن من كتاب: سراج الملوك، لأبي بكر الطرطوشي، وهو باب في منافع السلطان ومضاره.
( ) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (499رقم1079). وصححه الألباني في ظلال الجنة (499).
( ) مفتاح دار السعادة (1/277-278).
( ) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب في الإمام إذا أمر بتقوى الله وعدل كان له أجر، ج6، ص17، رقم (4878) عن أبى هريرة رضي الله عنه.
( ) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق، ج6، ص19، رقم (4888).
( ) رواه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ج4، ص206، رقم (3455)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول، ج6، ص17، رقم (4879).
( ) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع وترك قتالهم ما صلوا ونحو ذلك، ج6، ص23، رقم (4907). وبقول قتادة قال الإمام أحمد كما في رواية أبي داود عنه. انظر: جامع العلوم والحكم، زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب، نشر: دار المعرفة – بيروت، الطبعة الأولى، 1408هـ، ص323.
( ) رواه ابن حبان، ج10، ص446، رقم (4586)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (790).
( ) كتاب المناقب، ج5، ص41.
( ) رقم (3792).
( ) رقم (3793).
( ) رواه البخاري كتاب الفتن، باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه، ج9، ص61، رقم (7068).
( ) أخرجه ابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ كما في الدر المنثور في التفسير بالمأثور، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: مركز هجر للبحوث، نشر: دار هجر – مصر، 1424هـ ـ 2003م، ج6، ص534.
( ) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ج2، ص474، رقم (1015) وابن عبد البر في التمهيد ج21، ص287، وعزاه في كنـز العمال ج5، ص780؛ لابن جرير، وإسناده جيد كما قال الألباني في ظلال الجنة ج2، ص217.
( ) فتح الباري، ج13، ص6.
( ) تفسير القرآن العظيم، ج3، ص449-450.
( ) آداب الحسن البصري، لابن الجوزي، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، نشر: دار النوادر، دمشق، 1426هـ، ص119.
( ) الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ج6، ص203.
( ) مقالات الإسلاميين، ج1، ص151-166.
( ) الطبقات الكبرى، ج7، ص188، رقم (9095). وانظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ج8، ص75.
( ) رواه الإمام أحمد في مسنده، ج5، ص321، رقم (2787)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين وأصله فيهما دون قوله: (وإنْ رأيتَ أنَّ لكَ).
( ) فتح الباري، ج13، ص8.
( ) ج3، ص497.
( ) رواه البخاري كتاب التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء}، ج9، ص153، رقم (7422).
( ) قال السخاوي في المقاصد الحسنة، ج1، ص249-250، رقم (314).: رواه البيهقي في الشعب والعسكري من حديث محمد بن حميد عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع أو الجذل في عينه"، ومن حديث أبي الأشهب عن الحسن البصري، أنه قال: "يا ابن آدم تبصر القذاة في عين أخيك، وتدع الجذع معترضاً في عينيك"، وللبيهقي في الشعب عن ابن عمر من قوله: "كفى من البغي ثلاث: أن تبصر من الناس ما يخفى عليك من نفسك، وأن تعيب عليهم فيما تأتي، وتؤذي جليسك بما لا يعنيك"، قال: وروي معناه عن عمر، ومما قيل:
أرى كل إنسان يرى عيب غيره... ويعمى عن العيب الذي هو فيه
ولا خير فيمن لا يرى عيب نفسه... ويعمى عن العيب الذي بأخيه
( ) أخرجه عبد الرزاق في المصنف، ج11، ص344، رقم (20717) والخطيب في تاريخه، ج1، ص208، بسند صحيح.
( ) أخرجه هناد السري في الزهد ج2، ص464، رقم (931) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في الحلية ج4، ص102، بسند صحيح.
( ) مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ج1، ص253.
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:06
لشيخ عثمان الخميس حفظه الله: يوضح فتواه أن من مات في المظاهرات ليس شهيدا وتعليق على أحداث البحرين والرد على الديمقراطية الغربية
وضح الشيخ فتواه بأن من قتل في المظاهرات ليس شهيدا وبين حكم الدعوة للديمقراطية وحكم الخروج على الحكام:
من هنا (http://www.safeshare.tv/v/tjpUNrH26Ts)
من هنا (http://www.safeshare.tv/v/y4RHcrvJz_s)
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:09
حكم المظاهرات لفضيلة الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني حفظه الله تعالى
حكم المظاهرات لفضيلة الشيخ
عبد المالك بن أحمد رمضاني
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله، وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
لا يخفى على القارئ ما حصل في كثير من البلاد الإسلاميّة من القيام على حكّامهم بالمظاهرات للمطالبة بحقوقهم بل للمطالبة بسقوط الأنظمة الموجودة، وقد أيّدهم -إن لم نقل حرّكهم- على ذلك قوى عالميّة كبرى لمآرب لا تخفى على الأذكياء، وأصبح من النّاس من يقول: إنّ خروج النّاس في مظاهرات أو احتجاجات عامّة على أنظمتهم الجائرة من الوسائل الّتي ثبت نفعها؛ إذ كانت سببا في تغيير تلك الأنظمة، وضغطت على الحكّام حتّى يَعملوا لشعوبهم حسابَها ويُحسّنوا أوضاعَها، وهذه المظاهرات ما هي إلاّ إنكار عَلَنيّ للتّعبير عن التّسخّط على أولياء أمور المسلمين، فبأيّ حقٍّ تُنكَر وقد آتت ثمارها كما لا يخفى؟!
والجواب: يُنكِر العلماء المظاهرات المُخترَعة في هذا الزّمن بحقّين:
الأوّل: حقّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الطّاعة؛ فإنّ الأمر الّذي من أجله يقوم المتظاهرون هو طلب حقوقهم الشّرعيّة الّتي يرون أنّ السّلطان قصّر في أدائها لهم، فلو تكلّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن هذه الحالة لكان له حقّ الطّاعة في ذلك كما له حقّ الطّاعة في كلِّ ما أمر به ونهى عنه، وبعضُ المفتونين بالمظاهرات يَحرصون على تخريجها مخرَج المصالح المرسلة وأنّها من النّوازل، لكنّ الّذي يَمنع مِنْ إدراجها تحت المصالح المرسلة هو أنّه صحّ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخبر عن فتنة السّلاطين وأعطى أمّتَه المخرج منها، فقد تواتر عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه أنذر أمّته وُجودَ أمراءَ بعدَ زمنه يمنعون شعوبهم حقوقَهم، فأمر فيها بأمرين هما الدّعاء والصّبر، أمّا الدّعاء فثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((إنّها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها، قالوا: يا رسول الله! كيف تأمر مَن أدرك منّا ذلك؟ قال: تؤدّون الحقّ الّذي عليكم، وتسألون الله الّذي لكم)) رواه البخاريّ ومسلم والتّرمذيّ، فقد ذكر صلّى الله عليه وسلّم أنّ هؤلاء الحكّام يستأثرون بحقوق الرّعيّة ولا يؤدّونها لهم، فأمر مع ذلك الرّعيّة بأداءِ حقوق السّلطان له وطلبِ حقِّها مِن الله، فما محلُّ المظاهرات مِنْ هذا الحديث الواضح؟! فهل نسيَها صلّى الله عليه وسلّم حتّى يستدركَ عليه مستدركٌ، أو غفلَ عنها حتّى يَفطنَ لها كفرةُ الغرب ويقلّدَهم فيها المستغربون مِن هذه الأمّة؟!
قال ابن تيمة في ((منهاج السّنّة)) (3/372): ((فقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ الأمراء يَظلمون ويَفعلون أمورًا منكَرة، ومع هذا فأمرنا أن نؤتيَهم الحقّ الّذي لهم ونسأل اللهَ الحقّ الّذي لنا، ولم يأذن في أخذِ الحقِّ بالقتال، ولم يُرخّص في ترك الحقِّ الّذي لهم)).
وقال النّوويّ في ((شرح مسلم)) (12/232): ((هذا مِن معجزات النّبوّة، وقد وقع هذا الإخبار متكرّرًا ووُجِد مخبرُه متكرّرًا، وفيه الحثّ على السّمع والطّاعة وإنْ كان المتولّي ظالمًا عَسوفًا فيُعطَى حقَّه مِن الطّاعة ولا يُخرَج عليه ولا يُخلَع، بل يُتضرّع إلى الله تعالى في كشف أذاه ودفع شرّه وإصلاحِه))، وروى مسلم (1846) عن وائل الحَضرميّ قال: ((سأل سَلمةُ بن يزيدَ الجُعفيُّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا نبيّ الله! أرأيتَ إنْ قامتْ علينا أمراء يسألونا حقّهم ويمنعونا حقَّنا فما تأمرُنا؟ فأعرضَ عنه، ثمّ سألَه فأعرضَ عنه، ثمّ سألَه في الثّانية أو في الثّالثة فجذَبه الأشعث بن قيسٍ وقال: اسمَعوا وأطيعوا؛ فإنّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتم)).
قال النّوويّ في ((شرح صحيح مسلم)) (12/225): ((أي اسمَعوا وأطيعوا وإنِ اختصَّ الأمراء بالدّنيا ولم يوصِلوكم حقَّكم ممّا عِندَهم، وهذه الأحاديثُ في الحثِّ على السّمع والطّاعة في جميع الأحوال، وسببُها اجتماع كلمة المسلمين؛ فإنّ الخلاف سببٌ لفساد أحوالهم في دِينهم ودُنياهم)).
وأمّا الأمرُ بالصّبر فكَيلاَ يقولَ عَجِلٌ: إلى متَى نصبرُ على أثَرَة هؤلاء الجَوَرة؟! فقد روى البخاريّ (3792) ومسلم (1845) عنْ أُسَيْدِ بن حُضَيْر رضي الله عنه ((أنَّ رجلاً مِنَ الأنصار قال: يا رسول الله! ألا تستعملُني كما استعملْتَ فلانًا؟ قال: سَتلْقَوْنَ بعدي أثَرَةً، فاصبروا حتّى تلْقَوني على الحوض))، قال ابنُ حجَر في ((الفتح)) (8/52): ((أي يومَ القيامة، وفي رواية الزّهريّ: [أي في ((صحيح البخاريّ))؛ فإنّها عندَه (3161) عنْ أنَس رضي الله عنه.] ((حتّى تلقَوا اللهَ ورَسولَه، فإنِّي على الحوض)) أي اصبروا حتّى تموتوا؛ فإنّكم ستجدونَني عند الحوض فيحصُل لكم الانتصافُ ممّن ظلَمكم والثّوابُ الجزيلُ على الصّبر)).
هذا الدّاء والدّواء في حديثٍ واحدٍ، فهل يَحلُّ لطبيبٍ أنْ يَدخلَ بين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأمّتِه بشيءٍ زائدٍ؟! وكلُّ مؤمِن يَعلمُ أنّ هذا الدّواء قرّره مَنْ قال الله فيه: وما ينطق عَنِ الهوى (3) إنْ هو إلاّ وَحْيٌ يُوحَى [النّجم: 3-4]؟!
فبأيِّ حقٍّ يُطاعُ الغربُ الكافرُ في اختراعِه المظاهرات لخلعِ الحكّام، ويُعصى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الرّؤوف الرّحيم بأمّتِه النّاصحُ لهم بتمام نصحٍ وإحكامٍ؟! ومِنَ العجائب أنّ بعضَ المتظاهرين قالوا: إنّهم قاموا بسبب أنّ حكّامَهم لا يَحكمون بما جاءهم به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وهَا هم أنفسُهم لا يَحكمون بما جاءهم به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في مسألَة ظلم الحكّام!!
الثّاني: حقُّ السّلطان المسلم في طاعته في المعروف وتركِ جميع أسباب الخروج عليه؛ فإنّ المتجمِّعين ضدَّه قصدُهم منازَعتُه في منصِبِه وإحلال غيرِه محلَّه، وقد حرّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم منازَعةَ السُّلطان في إمارَتِه ما دام مسلِمًا؛ قال عُبادَة بنُ الصّامت: ((دعانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فبايَعْنَاه، فكان فيما أخَذَ علينا أنْ بايعنا على السّمع والطّاعة في منشَطِنا ومكْرَهِنا وعُسْرِنا ويُسْرِنا وأَثَرةٍ علينا، وأنْ لا ننازع الأمرَ أهلَه، قال: إلاَّ أنْ تَرَوْا كُفْرًا بواحًا عِنْدَكم فيه مِنَ الله برهانٌ)) رواه البخاريّ (7055)، ومسلم (1709)، فإنّ أخْذَ السُّلطانِ أموالَ رعيّتِه بغير حقٍّ ظلمٌ عظيمٌ ولكنَّه لا تَسْقُط به حُقوقُه مِن السّمع والطّاعة وتَرْك منازَعَتِه، هذا هو حُكْمُ رَسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسِياسَتُه الحكيمَة الّتي لا يرضى بها أصحاب المظاهرات القائلون: الحاكمُ الّذي لا يُؤدِّي إلينا حقوقَنا المادّيَةَ نُنازِعُه الحُكْمَ!! فأين ذهبَتْ عقولُ المسلمين مع هذه الأدلَّة الصَّريحةِ؟!
قال ابنُ تيمية رحمه الله في ((منهاج السّنّة)) (3/395): ((فهذا أمْرٌ بالطّاعة مع استئثار وليِّ الأمر وذلك ظُلْمٌ منه، ونَهى عنْ منازعة الأمر أهلَه، وذلك نهيٌ عن الخروج عليه؛ لأنّ أهلَه هم أولو الأمر الَّذين أمَرَ بطاعتِهم وهم الَّذين لهم سلطانٌ يَأمرون به، وليس المراد مَنْ يستحقُّ أنْ يُولَّى ولا المتولِّي العادِل؛ لأنَّه قد ذكَرَ أنّهم يَستأثرون، فدلَّ على أنَّه نهى عنْ منازعة وليِّ الأمر وإنْ كان مُستأثِرًا)).
وفي هذا ردٌّ مِنْه -رحمه الله- على مَنْ أرادَ أنْ يُعطِّلَ العملَ بالحديث زاعمًا أنَّ النّهيَ عنْ منازعة الأمر مَنْ كان أهلاً لأنْ يُوَلَّى مِنَ العُدولِ، فلْيُتأمَّل.
وأينَ هي دَعْوى محبّتِهم الرّسولَ صلّى الله عليه وسلّم وقد قال تعالى: قُل إنْ كنتم تُحبُّون اللهَ فاتَّبعوني يُحبِبْكم اللهُ ويَغفِرْ لكم ذنوبَكم والله غفور رحيم [آل عمران: 31]؟! أيكونُ النِّظامُ الدّيمقراطيُّ أهدى إلى استرجاع الحقوق مِنْ هَدْي رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم، والله سبحانَه وتعالى يقول: وإنْ تطيعوه تهتدوا [النّور: 54]؟! أيكونُ النّظام الدّيمقراطيُّ أرحمَ بمهضومي الحقوق وأرأفَ واللهُ يقول: لقد جاءكم رسولٌ مِنْ أنفُسِكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم [التّوبة: 128].
وأينَ هم ممَّا روى مسلم (1847) مِنْ حديث حُذَيفةَ رضي الله عنه أنَّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم قال: ((يكونُ بعدي أئمَّةٌ لا يهتدون بِهُدايَ ولا يَستنُّون بسُنّتي، وسيقوم فيهم رجالٌ قلوبُهم قلوبُ الشّياطينِ في جُثمانِ إنس، قال: قلتُ: كيف أصنعُ -يا رسول الله!- إنْ أدركتُ ذلك؟ قال: تَسمَعُ وتُطيعُ للأميرِ وإنْ ضُرِبَ ظهْرُك وأُخِذَ مالُك فاسمعْ وأطِعْ))؟! ونحنُ قد أدركْنا هذا الّذي أخبرَ به النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم في كثيرٍ مِنَ البلاد، فلماذا لا تَسَعُنا وصيّتُه صلَّى الله عليه وسلَّم هذه لِحُذيفةَ رضي الله عنه ولسائر الأمّة؟! وقد أمَر صلّى الله عليه وسلّم بالسّمع والطّاعة كما أمَرَ بالصّبر ولم يأمُر بالمظاهرات، فهلِ الكفّارُ أهدى مِنْه سبيلاً؟! وهلْ هُم بالحقِّ أقومُ قِيلاً؟!
مع أنّ مقوِّمات المظاهرات كانتْ متوفِّرةً في كلِّ عهدٍ، أقصِدُ البشرَ الَّذين يتجمَّعون، والأصوات الّتي بها يَصرُخون، والأرجلَ الّتي بها يمشون، والظّلمُ كان ينطحُ بقرنين، ويَمشي قائمًا على قدَمَين، يدعمُه كبراء قريش، حتّى منعوا خيرةَ أهل الأرض آنذاك الرَّسولَ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابَه الكرام مِنَ الطّعام والشّراب والزَّواج حتَّى إنَّ أحدَهم ليفرحُ بجِلدِ بَعيرٍ جافٍّ يَجِدُه فيكونُ طعامَه ثلاثةَ أيّام!!! وقد مكثوا على مِثل هذا ثلاث سنين بشِعْب أبي طالبٍ لا يَفزعون إلى مظاهرةٍ ولا يتَتَرَّسونَ بديمقراطيَّة، فعدَمُ اتِّخاذِ الرّسولِ صلّى الله عليه وسلّم هذه الوسيلةَ ذات المقوّمات المتوفِّرةِ في وقته ألا يدلُّ دلالةً واضِحةً على عدَم مشروعيَّة المظاهراتِ، وأنَّه يَجبُ على المسلم المحبِّ له صلّى الله عليه وسلّم أنْ يتَّبِعَه ويقول: قد اختار لي الرَّسولُ النّاصحُ صلَّى الله عليه وسلّم السّمعَ والطّاعةَ والصّبرَ، فلنْ أستدركَ عليه؛ لأنَّ اللهَ يقولُ: وما كان لمؤمِنٍ ولا مؤمِنَةٍ إذا قضى اللهُ ورسولُه أمرًا أنْ يكون لهم الخِيَرَةُ مِنْ أمرِهم ومَنْ يعصِ اللهَ ورسولَه فقد ضلّ ضلالاً مبينًا [الأحزاب: 36]، فإذا اختارَ الرّسولُ صلّى الله عليه وسلّم لأمّتِه المظلومة شيئًا أيَحِلُّ لأحَدٍ أنْ يختارَ غيرَ ما اختارَ أوْ يَستدْرِكَ عليه في هذا الاختيار؟! فإنَّها لا تعمى الأبصارُ ولكنْ تعمى القلوبُ الَّتي في الصُّدورِ [الحجّ: 46]!
قال ابنُ تيميةَ رحمه الله كما في ((مجموع الفتاوى)) (13/62): ((فعَلَى كلِّ مؤمنٍ أنْ لا يتكلَّمَ في شيءٍ مِنَ الدِّين إلاَّ تَبَعًا لِما جاء به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ولا يتقدَّم بين يديه؛ بل ينظُرُ ما قالَ فيكونُ قولُه تَبَعًا لقولِه وعملُه تبعًا لأمرِه فهكذا كان الصَّحابةُ ومَنْ سلكَ سبيلَهم مِنَ التّابعينَ لهُم بإحسان وأئمّةِ المسلمين؛ فلهذا لم يكن أحدٌ منهم يُعارض النّصوصَ بمعقولِه ولا يُؤسِّسُ دينًا غيرَ ما جاء به الرّسولُ صلّى الله عليه وسلّم، وإذا أرادَ معرفةَ شيءٍ مِنَ الدّين والكلامِ فيه نظَرَ فيما قالَه الله والرَّسول صلّى الله عليه وسلّم، فمِنْهُ يَتعلّمُ، وبه يَتكلَّمُ، وبه يَنظُرُ ويَتفكَّرُ، وبه يَستدلُّ، فهذا أصلُ أهلِ السُّنَّة، وأهلُ البدعِ لا يَجعلون اعتمادَهم في الباطِنِ ونفسِ الأمرِ على ما تَلقَّوْهُ عنِ الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلّم؛ بلْ على ما رأوْهُ أوْ ذاقوه، ثمّ إنْ وَجَدُوا السُّنَّةَ توافِقُه، وإلاَّ لم يُبالوا بذلكَ، فإذا وجدوها تُخالِفُه أعرَضوا عنْها تفويضًا أوْ حَرَّفوها تأويلاً، فهذا هو الفرقان بين أهلِ الإيمان والسّنّة وأهلِ النّفاقِ والبدعةِ)).
وأمّا ما قيل في نجاح المظاهرات فإنَّه مِنْ تزيين الشّيطان؛ لأنّ مِنْ وظائفِه إضفاء المشروعيَّة على عملٍ ما بتحسينِ نتائجِه فيما يُظهِرُه للنّاس، ويُقنِعُهم بالنّتائج المزيَّنةِ حتّى يَصُدّهم عن البحث عن البيّنَة الّتي هي أصل المسألة، قال الله تعالى: وزيّنَ لهم الشّيطان أعمالَهم فصدَّهم عن السّبيل فهم لا يَهتدون [النّمل: 24]، ولا ريبَ أنَّ النّجاحَ الظّاهريَّ لا يُعدُّ نجاحًا إلاّ بشرطين هما:
الأوّل: أنْ يكونَ العاملون فيه يُريدُونَ وجهَ ربِّهم لا أنْ يَقوموا مِنْ أجل بُطونِهم.
والثّاني: أنْ يكونوا فيه مُتَّبعِين للرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم لا مخالِفين له.
وممَّا سبَق فقد بان مخالفةُ المتظاهرين لهديِ نبيِّهم صلَّى الله عليه وسلّم، أمَّا مِنْ جِهة النّيَّة فقد علِمَ النّاس أنّ أكثر المتظاهرين قاموا طلبًا لِشِبعٍ، أو دفعًا لوجَعٍ، عَرَّاقون مرَّاقون [أي هم طلاّبُ مَرَق وطلاَّبُ عَرْق، وهو العظم عليه بقيَّةٌ من اللَّحم.]، إنْ أُعْطوا مِنْها رَضُوا وإنْ لم يُعطَوا مِنْها إذا هم يَسخَطون.
فالنَّظرُ النَّاقدُ الشَّرعيُّ لكلِّ مسألةٍ مِنْ مسائل القُرَب يَنطلقُ مِنْ هذين الشَّرطَين، وهما سرُّ النَّجاح في الدُّنيا والآخرة، ومَن كان ينطلِقُ في وَزنِ أمورِه من نتائجها اختلَّ ميزانُه ودخل على أحكامِه من الفساد ما لا يَنضبطُ معه شيء مِن الحلال والحرام، ولم يُصبِح يُفكِّر في الدّليل الشّرعيِّ، وهل بِدايَة التّحلّل مِن الدّين إلاَّ هذا؟!
وبهذا صارَ للكهَّان أتباعٌ؛ لأنّهم ربَّما أخبَروا بأمرٍ غيبيٍّ فوقَع كما أخبروا، فمَنْ كان ناظرًا إلى النّتائج تبِعَهم ولا بدَّ، وقد قالتْ عائشة رضي الله عنها: ((سأل أناسٌ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم عنِ الكُهَّانِ؛ فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَيْسُوا بِشَيءٍ؛ قالوا: يا رسولَ الله! فإنَّهم يُحَدِّثون أحيانًا بالشَّيء يكونُ حقًّا؟ فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: تِلْكَ الكلمةُ مِنَ الحقِّ يَخطَفُها الجِنِّيُّ فيَقَرُّها في أُذُنِ وَلِيِّه قَرَّ الدَّجاجةِ، فيَخْلِطونَ فيها أكثرَ مِنْ مائةِ كَذْبَة)) رواه البخاريّ (6213)، ومسلم (2228).
وبهذا المنطلَق تَداوى مسلمون بالحرام، أليسَ قد جرَّب أناسٌ مِنْهم التّداويَ بالخمْرِ فظهَرَ لهم الشِّفاءُ بادِيَ الرَّأي؟! مع أنَّه قد جاء في ((صحيح مسلم)) (1984) أنَّ طارِقَ بنَ سويدٍ الجُعفيَّ: ((سألَ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم عنِ الخمْرِ؛ فنهاه -أَوْ كَرِهَ- أنْ يصنعَها؛ فقال: إنّما أصنعُها للدَّواء؛ فقال: ((إنّه ليس بدواء، ولكنَّه داء)).
كما جرَّب كثير مِن النَّاس التَّعامُلَ بالرِّبا فوجَدوه نافعا لهم في ثراء أموالهم، فهل تكون هذه النَّتيجة دليلا شرعيّا لإباحة الرّبا؟! مع أنّ اللهَ نهانا أنْ ننخدع بالنّتيجة المادّيّة الّتي تحصل مِن المال الخبيث فقال: قل لا يَستوي الخبيثُ والطّيِّب ولو أعجبَك كثرةُ الخبيث فاتّقوا الله يا أولي الألباب لعلّكم تفلحون [المائدة: 100].
وجَرَّب الكفَّارُ الكفرَ فوجدوا أنفسَهم مُتحضِّرين أغنياءَ أقوياء، فهل ينبغي للنّاس أنْ ينسلخوا مِن دينِهم ويندفعوا نحوَ الكُفرِ كي يُحقِّقوا هذه النّتائج الثّلاثةَ: أنْ يَتحضَّرُوا ويَستغنُوا ويتقوَّوْا؟! وقد قال الله عزّ وجلّ: لايغُرَّنَّك تَقلُّبُ الَّذين كفروا في البلاد (196) متاعٌ قليلٌ ثمَّ مأواهم جهنَّم وبئس المهاد [آل عمران: 196-197].
ونقول أخيرًا: إنَّ النتائجَ المستحسنة المؤسَّسةَ على مخالفة الشّريعة ندامةٌ وليستْ كرامةً؛ لأنَّها استدراجٌ مِن الله لعبادِه المنحَرفين عن الحقِّ بعدَ أنْ عرَّفَهم إيَّاه حتَّى إذا أخذَهم سبحانَه كادَهم بكيْدِه المتين، كما قال ربُّنا عزَّ وجلَّ: فذَرْني ومَنْ يُكذِّبُ بهذا الحديثِ سَنسْتدرِجُهم مِنْ حيثُ لايَعلمون (44) وأُمْلِي لهم إنَّ كَيْدي متينٌ [القلم: 44-45]، وعنْ عقبةَ بن عامرٍ عنْ رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم قال: ((إذا رأيتَ اللهَ يُعْطي العبدَ ما يُحِبُّ وهو مُقيمٌ على معاصِيه فإنَّما ذلك له مِنْه استدراجٌ، ثمَّ نَزَع هذه الآيةَ: فلمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِه فَتَحْنا عليهم أبوابَ كلِّ شيءٍ حتَّى إذا فَرِحُوا بما أُوتُوا أخَذْناهم بَغتةً فإذا هُم مُبلِسُون (44) فَقُطِعَ دابِرُ القَوْمِ الَّذينَ ظلمُوا والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ [الأنعام: 44-45])) أخرجَه أحمد (4/145)، والطَّبرانيُّ في ((الكبير)) (17/330)، وصحَّحَه الألبانيُّ في ((السِّلسلة الصَّحيحة)) (413).
لذَا؛ فلن يتعلَّقَ بالنَّتائج ولو خالفَتِ الهديَ النَّبويَّ إلاَّ مَنْ ضَعُفَ إيمانُه في نُصوصِ الوحي، وقلَّ يَقينُه فيها مِنَ المتَذَبْذِبين المتَرَدِّدِين المُرْتابين، وأمَّا أهلُ اليقين فإنَّ قلوبَهم معلَّقةٌ بالكتابِ والسُّنَّة ولوْ خالفَتْها المصالِحُ الظَّاهرةُ للخَلْق، ففي ((صحيح مسلم)) (1548) عنْ بعض الصَّحابة أنَّه قالَ: ((نهانا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عنْ أمْرٍ كانَ لنا نافِعًا، وطواعِيَةُ اللهِ ورسولِه أنفعُ لنا))، وفي ((صحيح البخاريِّ)) (5684) ومسلم (2217) عنْ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضيَ الله عنْه قالَ: ((جاءَ رجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقالَ: إنَّ أخِي اسْتَطْلَقَ بَطنُه، فقالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: اسْقِهِ عَسَلاً، فسَقاهُ، ثمَّ جاءَهُ فقال: إنِّي سَقَيْتُه عسلاً فلَمْ يَزِدْهُ إلاَّ اسْتِطلاقًا! فقال له ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ جاءَ الرَّابِعةَ فقالَ: اسْقِه عَسلاً، فقالَ: لقدْ سَقَيْتُه فلَمْ يَزِدْهُ إلاَّ اسْتِطلاقًا! فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: صدقَ اللهُ، وكَذَبَ بَطْنُ أخيكَ! فسقاهُ فبَرَأَ)).
وقَدْ كنتُ بدأتُ في تأليفِ هذا الكِتابِ قبلَ أنْ يُصيبَ المسلِمينَ ما أصابَهُم مِنْ جرَّاءِ المظاهَراتِ والتَّوسُّلِ بها لإسقاطِ حُكَّامِهم، معَ أنَّهم لا يَدْرون شيئا عمَّنْ سَيَخْلُفهم: أيَخْلُفُهم بِتَحكيمِ شَريعَة الرَّحمنِ، أمْ يَخلُفهم بتحكيمِ قوانينِ الشَّيطان؟! ثمَّ شاءَ اللهُ أنْ يتأخَّر طَبْعُه إلى أنْ بلَغوا هذا الوضعَ مِنْ تقديسِ المظاهَراتِ والاستغاثَةِ بِشَرِّ البَرِيَّات، فأقولُ الآن:
إنَّ ممَّا نخشاه أنْ تَتْرُك الشُّعوبُ التَّأسِّيَ برَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيما سبقَ وتتأسَّى بالشُّعوبِ الثَّائرة كثورانِ الشُّيوعيِّين والدِّيمقراطِيِّين، ويَحْمِيهم الكفَّارُ في مظاهَراتِهم ليَحرِموا البلادَ المسلمَةَ الاستِقرارَ وتدخُل الفَوضَى كلَّ بلَدٍ مُسلِمٍ، فيَكسبُ الكفَّارُ المُخَطِّطونَ لهذِه الفِتَن مرَّتَيْن: مرَّةً بتَحويلِ بلادِ المسلمين إلى ميادين تجارُبٍ (خُبْزِيَّة) نِهايَتُها صِراعاتٌ دمويَّةٌ تتَوسَّطُها تمزُّقاتٌ سياسيَّةٌ، كلَّما جاعَ فردٌ دبَّرَ له مِنْ أمثالِه مَنْ يَخرجُ على الدَّولةِ، وكلَّما خافوا أنْ يُمنَعوا استَغاثُوا بالكفَّارِ، ونادَوْا أربابَ الفِتَن ليَزيدُوهم حَطبًا على نار، فيَكسبُ الكفَّارُ حينئذٍ الثَّانيةَ الَّتي هيَ تعلُّقُ المسلِمينَ بهم، ولعلَّها تَتْبَعها ثالثةٌ وهيَ: أنَّه إذا أرادَ الكفَّارُ أنْ يُنصِّبوا أحدَ جُندِهم على المسلمين لم يَتعَبُوا، بلْ يَكفي لضَمانِ نجاحِ فِتنَتِهم أنْ يَدسُّوا للحَرَكِيِّين أوِ الدَّمَوِيِّين أوِ الغَوْغائيِّين عُمومًا مَنْ يَستفِزُّهم بسؤالٍ عنْ حُكمِ المظاهرات ليُسارِعوا إلى التَّأييدِ وهُم يَحسَبون أنَّهم يُحسِنون صُنعًا، مع أنَّهم جَوَّالون في الفِتَن، والأيدِي الخفيَّةُ الَّتي تُحَرِّكُهم تَزيدُهم مِحنًا على مِحَنٍ، دائِبَةٌ على تَفريقِ رِجالِها وإهلاكِ عِيالِها وشُرْبِ دِماءِ أجيالِها، تُحَرِّشُ بينَ الحاكِم والمحكومِ لتَضمَنَ عندَهم حياةً للفوضى السِّياسيَّةِ والاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّةِ تَشغَلُهم بها، بَينما هي تتفرَّغُ لشُؤونِها الاستعماريَّة بلا رقيبٍ ولا مُشاكِس، وتَمضِي نحوَ التَّقدُّم بلا منافسٍ ولا معاكِسٍ، يُبدُونَ الغَيْرةَ على الشُّعوبِ وهم يُغِيرُونَ علَيها، ويَبكون عليها في المؤتَمراتِ وهُم يَأتمِرُون عليها!
على كُلٍّ، تِلْكَ هيَ سُنَّةُ المظاهرات! تُهَيِّجُ الفُسَّاقَ، وتُحَرِّكُ المُرَّاق، يَمرُقون عنِ الطَّاعة، ويَخرُجون عنِ الجماعة، وكيفما كان السُّلطانُ في ضَعفِه فإنَّهم بمظاهراتهم يُقِرُّون عينَ الكُفر، ويَذهَلون عنِ الشُّكر؛ لأنَّهم كانوا في أمْنٍ وأمانٍ، فزادوا جِراحاتِ الأمَّة بإثخان، وقد كانَتِ الفِتَنُ فيهم تَخْطُو، فصارتْ تَمْطُو، فكانوا كمَنْ يُعالِجُ الجُروحَ بالقُروح، ويَغسِلُ الرَّجيعَ بالنَّجيع.
إنَّ العلماءَ قد تكلَّموا على هذه الوسيلةِ الَّتي استَحدثَها النِّظامُ الدِّيمقراطيُّ المخالِفُ للإسلام وبيَّنوا فَسادَها، ومِنْ هؤلاءِ شيخُ الإسلام في وقتِه الشَّيخ عبد العزيز بنُ باز -رحمه الله-، فقد سُئِل في شعبان (1412هـ) بمدينة جدَّة مِنْ شريط سمعيٍّ وهو ضمن مجموع فتاوى لكثيرٍ مِنَ المشايخ معَه بعنوان: ((فتاوى العُلَماء في الاغتيالات والتَّفجيرات والعمليَّات الانتحاريَّة والاعتصامات والقنوت))، تَسجيل مِنهاج السُّنَّة بالرِّياض، وتسجيل دار ابنِ رجب بالمدينة، فكان السُّؤال الآتي:
هل المظاهراتُ الرِّجاليَّة والنِّسائيَّة ضدَّ الحكَّام والولاة تُعتَبر وسيلةً مِنْ وسائل الدَّعوة؟
وهلْ مَنْ يموتُ فيها يُعتَبَر شهيدًا أو في سبيل الله؟
فأجابَ -رحمه الله-: ((لا أرى المظاهرات النِّسائيَّةَ والرِّجاليَّةَ مِنَ العلاج، ولكن أنا أرى أنَّها مِنْ أسباب الفِتَن ومِنْ أسباب الشُّرور، ومِنْ أسباب ظُلْمِ بعض النَّاس، والتَّعدِّي على بعض النَّاس بغير حقٍّ، ولكن الأسباب الشَّرعيَّة: المكاتبةُ والنَّصيحة والدَّعوةُ إلى الخير بالطُّرُق الشَّرعيَّة، شَرَحَها أهلُ العلم، وشَرَحَها أصحابُ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأتباعُه بإحسانٍ: بالمُكاتَبة والمشافهةِ مع... [كلمة غير مفهومَة]، ومع الأمير ومع السُّلطان، والاتِّصال به، ومُناصَحته والمكاتبة له، دونَ التَّشهير على المنابر بأنَّه فعل كذا، وصارَ مِنْه كذا، والله المستعان)).
ومِنَ الفقهاء المبرِّزينَ في هذا العصر صاحبُ الفضيلَة العلاَّمة محمَّد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله-، سُئِل في المحَرَّم (1416هـ) عن المظاهرات والاعتصامات، فبيَّنَ في الأوَّل عدَم مَشروعيَّتها مِنْ جهة أنَّها خُروجٌ على وليِّ الأمْر وأنَّ مَنْ مات علَيها ماتَ ميتةً جاهليَّة؛ لأنَّه ماتَ ناقضًا لبيعةِ إمامِه، والرَّسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم قد قال: ((مَنْ رأى مِنْ أميرِه شيئا يَكرَهُه فلْيَصبِر عليه؛ فإنَّه مَنْ فارَق الجماعةَ شِبْرًا فماتَ إلاَّ ماتَ ميتةً جاهليَّة)) رواه البخاريّ (7054)، ومسلم (1849)، وذَكَر أنَّ المأمون امتَحنَ العُلماءَ وعذَّبَهم لِيَقولوا كَلمةَ الكُفر وهي: (أنَّ القُرآن مخلوق)، ومِنهم الإمام أحمد -رحمه الله-، فلَمْ يَلجأ أحَدٌ مِنْهم إلى التَّأليب عليه ولا إلى المظاهرات ولا اعتصَمُوا بالمساجِد، بل كانوا يَنْهَون عنِ الخُروج علَيْه، ثمَّ ختمَ فَتواه بقولِه: ((لا نُؤيِّد المظاهراتِ أو الاعتصاماتِ أو ما أشبهَ ذلك، لا نُؤيِّدها إطلاقًا، ويُمكِنُ الإصلاح بدونِها، لكن لا بدَّ أنَّ هناكَ أصابعَ خفيَّةً أو خارجيَّة تُحاوِلُ بثَّ مثل هذه الأمورِ)). [جريدة ((المسلمون)) عدد (540) ص (10) - الجمعة (11 المحرَّم 1416هـ).]
وتأمَّلْ قولَه: ((لكن لابدَّ أنَّ هناكَ أصابعَ خفيَّةً أو خارجيَّة...)) فإنَّنا قدْ عَلِمناه في هذه السَّنَة سنة (1432هـ) حيثُ أصبحَت المظاهراتُ سُنَّةَ كُلِّ بلدٍ مُسلمٍ مع الأسَف الشَّديد، والأيدِي الخفيَّةُ قد أصبحَت جليَّة، لا تَسمعُ ببلدٍ مسلمٍ قامت فيه هذه الفَوضَى إلاَّ سارَعوا لدَعمِها وحمايَتِها، وهذا مِنْ فراسَة أهل العِلْم الأثرِيِّين، وأمَّا الحَرَكيُّون المُغفَّلون فهُم في سُباتِهم العميق، تُحَرِّكُهم الأيدي الخفيَّة وتَرمِي بهم في مكانٍ سحيقٍ، تُحَرِّكهم كما تشاءُ وهُم يُطبِّلون لفِتنَتهم، وما حَدَاهم لذلِكَ إلاَّ حِرصُهم على المُلْك وعِشْقُهم الرِّئاسةَ، وقد قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّكم سَتحرصُون على الإمارةِ، وسَتكونُ ندامةً يومَ القيامةِ، فنِعمَ المُرْضِعةُ وبِئسَتِ الفاطِمَةُ)) رواه البخاريّ (7148).
هذا، وقد اطَّلَعتُ على بحثٍ لأخينا قامِع أهلِ البِدَع فضيلةِ الشَّيخ عبدِ العزيز بن رَيِّس الرَّيِّس -حفظه الله- بعُنوان: ((كشف شُبهات مُجَوِّزِي المُظاهرات))، وقد وُفِّقَ فيه أيَّما تَوفيقٍ جزاهُ الله خيرًا، فأحببتُ أنْ أشرِكَ القارئَ في غُنْمِه، لخَّصتُ منه قولَه الآتي:
((فإنَّ فقدَ عُلماءِ السُّنَّة رَزِيَّةٌ، وتترتَّبُ علَيه مفاسِدُ جَلِيَّة، ومِنْ أعظمِها تَجاسُرُ أهلِ البدع في الدَّعوةِ إلى بِدَعِهم وضلالِهم، قال الآجُرِّيّ في كتابِه ((أخلاق العُلَماء)): ((فَهُمْ سِراجُ العِبادِ، ومَنارُ البلادِ، وقِوامُ الأمَّة، ويَنابيعُ الحِكمَة، همْ غَيْظُ الشَّيطانِ، بهم تحيَا قُلوبُ أهلِ الحقِّ، وتموتُ قلوبُ أهل الزَّيغ، مَثلُهم في الأرض كمثل النُّجومِ في السَّماء، يُهتَدى بها في ظُلُمات البرِّ والبَحر، إذا انطَمَستِ النُّجومُ تَحيَّروا، وإذا أسفَرَ عنها الظَّلامُ أبصَروا)).
ومِنَ الأمثِلة على ذلك: ما ذَكَرَه الذَّهبيُّ في ((سير أعلام النُّبلاء)) عن يحيَى بن أكثَم قال: ((قال لنا المأمون: لولا مكانُ يَزيدَ بن هارون، لأظهرتُ القرآنَ مخلوقٌ، فقِيل: ومَن يَزيدُ حتَّى يُتَّقى؟ فقال: وَيْحكَ؛ إنِّي لأرتضِيه لا أنَّ له سَلطنةً، ولكن أخافُ إنْ أظهرْتُه، فيردَّ عليَّ، فيَختلِف النَّاسُ، وتَكون فتنة)).
وفي هذا ما يدُلُّ على أنَّ حياةَ أئمَّةِ السُّنَّة حِمايَةٌ للشَّريعة ولعُموم البريَّة مِن البدَع والضَّلالاتِ الرَّديَّة، وهذه القصَّةُ -وإنْ كانتْ في ردِّ بِدعة مِن الحاكِم- فهيَ كذلك في عُموم أهل الضَّلالة، سَواء كانوا حكَّامًا أوْ محكومينَ، وبَعض مَنْ رُبِّيَ على الثَّورة والتَّحزُّبات البدعيَّة قَصُرَ فهمُه على أنَّ الشَّجاعةَ في الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكَر وقولِ كلِمَة الحقِّ أمامَ الحكَّام فقطْ دونَ غيْرِهم.
والواقِعُ أنَّ الأمرَ أعمُّ وأشمَل، بل إنَّ الشَّجاعةَ حقًّا في مُصابَرَة النَّفسِ على مُخالفَةِ الجماهير لنَصْرِ سُنَّة وقَمْعِ بدعةٍ، وما أكثَرَ الَّذينَ وجَدوا في مواجَهَةِ الحكَّامِ سُوقًا رائجًا في جَمْهَرةِ النَّاس حَولَهُم، وبَعضُهم اتَّخذَه سبيلاً لتَحقيقِ مَأربِه، فإذا تَجمهرَ النَّاسُ حولَه ساوَمَ الحكَّامَ تَصريحًا أوْ تَعريضًا على مصالِحَ مادِّيَّة ونحوِ ذلكَ.
وإنَّنا لمَّا فقدنا في هذا العصر أئمَّتَه الثَّلاثةَ الإمامَ عبدَ العزيز بن باز، والإمام محمَّد ناصر الدِّين الألبانيّ، والإمامَ محمّد بن صالح العثيمين رحمهم الله رحمة واسعة، أظهرَ كثيرٌ مِن أهل البدع والضَّلالة وغيرهم أقوالَهم الضَّالَّةَ بعدَ أن كانوا لها مُستَتِرين خوفا مِن شُهُب هؤلاء الأئمَّة الثَّلاثة.
وعلى إثرِ موتِ هؤلاءِ الأئمَّة الثَّلاثةِ وتَوالي الفِتَن، تقوَّى الحزبيُّون والمتأثِّرون بهم في إظهارِ القول بشرعيَّة المظاهرات، فلمَّا رَغِبوها واستحسنتها نفوسُهم أرادوا أَسْلمَتَها، فأخذوا يتكلَّفون للتَّدليل عليها بما فيه شبهةٌ للدَّلالة علَيها، وما لا شبهةَ فيه، فاعتقَدوا أوَّلاً، ثمَّ استماتوا للاستدلال عليها ثانيا، كما هي عادتُهم في كثير من الوسائل المُحدَثة، كالأناشيد المسمَّاة إسلاميَّة! والتَّمثيلِ المسمَّى إسلاميًّا! وهكذا...
وإليك الأدلَّةَ على حُرْمة المظاهرات:
إنَّ المظاهراتِ قسمان:
القسمُ الأوَّل: المظاهراتُ الَّتي يُرادُ منها أمورٌ شرعيَّةٌ دينيَّةٌ.
القسم الثَّاني: المظاهراتُ الَّتي يُرادُ مِنْها أمورٌ دُنيَويَّة، وهذِه نوعان:
النَّوع الأوَّل: المظاهراتُ لإسقاط حاكمٍ لدافعٍ دُنيَويٍّ لا دينيٍّ.
النَّوع الثَّاني: المظاهراتُ لتَحصيلِ ما سوى ذلكَ مِنْ أمور الدُّنيا.
أمَّ القسمُ الأوَّل: المظاهراتُ الَّتي يُرادُ مِن ورائها تَحقيق أمورٍ شرعيَّةٍ دينيَّةٍ، فهذه بدعةٌ في الدِّين؛ لأنَّها مُحدَثة، والقاعدة الشَّرعيَّة النَّبويَّة: أنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، كما أخرجَ ذلك مسلمٌ في ((صحيحِه)) عن جابرٍ مِن كلام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
فإنْ قيل: إنَّ هذه مِن الوسائل، والأصلُ في اتِّخاذِ الوسائل الجوازُ ما دامتْ مباحةً.
فيُقال: هذا حقٌّ، لكنْ في غير الوسائل المؤدِّيَة إلى العبادات، فإنَّ للوسائل أحوالاً ثلاثةً:
الحالةُ الأولى: الوسائلُ الملغاةُ، وهيَ الوسائلُ الَّتي جاءَ النَّهيُ عنها بدَليل خاصٍّ، ولا إشكالَ في بدعيَّةِ اتِّخاذِ هذه الوسائل، كاتِّخاذِ التَّمثيلِ وسيلةً مِنْ وسائلِ الدَّعوةِ؛ لأنَّه مُحَرَّمٌ؛ لكونِه مُتضمِّنًا الكذبَ.
الحالةُ الثَّانية: الوسائلُ المعتبَرَة، وهيَ الَّتي نصَّ الشَّرعُ على جَوازِها بنصٍّ خاصٍّ، مثلَ: جَعل الأذانِ وسيلةً للإعلامِ بدُخولِ وقت الصَّلاة، ولا إشكالَ في شرعيَّة هذه الوسائلِ.
الحالةُ الثَّالثة: الوسائل الَّتي لم يأتِ نصٌّ خاصٌّ بجوازِها ولا حُرْمتها، وهذه تتردَّدُ بينَ المصالحِ المرسَلةِ والبِدَع المحدَثة، والضَّابط في التَّفريقِ بينَ هذَين النَّوعَيْن دقيقٌ، حرَّرَه تحريرًا بديعًا شيخُ الإسلام ابن تَيمية، وكان يُردِّدُه كثيرًا العلاَّمةُ الألبانيُّ -رحمه الله-، وخلاصةُ ذلكَ أمرانِ:
الأوَّل: أن ينظُرَ في هذا الأمر المرادِ إحداثُه لكَونِه مصلحةً، هل المُقتَضِي لِفعلِه كانَ موجودًا في عهدِ الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم والصَّحابةِ والمانعُ مُنتفيًا؟
أ- فإنْ كانَ كذلكَ فَفِعلُ هذه المصلحةِ المزعومةِ بدعةٌ؛ إذ لو كانت خيرًا لسَبَق القومُ إليه فإنَّهم بالله أعلمُ وله أخشى، وكلُّ خيرٍ في اتِّباعِهم فِعلاً وتركًا.
ب- أمَّا لو كانَ المُقتَضي -أي السَّببُ المُحوِجُ- غيرَ موجودٍ في عهدِهم، أو كانَ مَوجودًا لكنْ هناك مانعٌ يَمنعُ مِن اتِّخاذِ هذه المصلحةِ، فإنَّه لا يكونُ مَصلحةً مُرسَلةً، وذلكَمِثلَ جَمعِ القرآنِ في عهدِ رَسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فإنَّ المُقتَضِيَ لِفِعلِه غيرُ موجودٍ؛ إذ هو بينَ أظهُرِهم لا يُخشَى ذهابُه ونِسيانُه، أمَّا بعدَ موتِه فخُشِيَ ذلكَ، لأجلِ هذا جَمَعَ الصَّحابةُ الكرامُ القرآنَ، ومِنَ الأمثلةِ أيضًا: الأذانُ في مُكَبِّراتِ الصَّوتِ وتَسجيلُ المُحاضراتِ في الأشرطةِ السَّمعيَّة وصلاةُ القِيامِ في رمضانَ جماعةً، فكلُّ هذه الأمورِ كانَ يوجَدُ مانعٌ في عَهدِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم مِنْ فِعلِها، أمَّا الأمرانِ الأوَّلان: فعدمُ إمكانِه لعدَم وُجودِها في زمانِه، أمَّا الأمرُ الثَّالثُ: فإنَّه ترَكَ الفعلَ خشيةَ فَرضِه، وبعدَ موتِه لم يَكُنْ لِيُفرضَ شيءٌ لمْ يَكنْ مَفروضًا مِنْ قبلُ.
الثَّاني: إنْ كانَ المُقتَضِي غيرَ موجودٍ في عهدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فيُنظَرُ فيه هل الدَّاعي له عندَنا بعضُ ذُنوبِ العبادِ؟ فمِثلُ هذا لا تُحدَثُ له ما قد يُسَمِّيه صاحِبُه مَصلحةً مُرسَلة، بل يُؤمرون بالرُّجوع إلى دين الله والتَّمسُّك به؛ إذ هذا المطلوبُ مِنهم فِعلُه، والمطلوبُ مِن غيرِهم دعوتُهم إليه، ويُمثَّلُ لهذا بتقديم الخُطبةِ على الصَّلاةِ في العيدَيْن لأجل حَبس النَّاس لسماع الذِّكْر، فمِثل هذا مِن البدَع المحدَثة لا مِن المصالح المرسَلة، وإليك كلامَ الإمام المحقِّق ابن تيميَّة في بيان هذا الضَّابط، قال ابنُ تيميَّة في ((اقتضاء الصِّراط المُستقيم)) (2/598): ((والضَّابطُ في هذا -والله أعلم- أنْ يُقالَ: إنَّ النَّاسَ لا يُحدِثونَ شيئًا إلاَّ لأنَّهم يَروْنَه مَصلحةً؛ إذ لو اعتقدوه مَفسدةً لم يُحدِثوه، فإنَّه لا يَدعو إليه عقلٌ ولا دِينٌ، فما رآه النَّاسُ مَصلحةً نُظِر في السَّبب المُحوِج إليه، فإن كانَ السَّبب المُحوِج أمرًا حدَثَ بعدَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن غيرِ تفريطٍ منَّا، فهُنا قد يَجوزُ إحداثُ ما تَدعو الحاجةُ إليه، وكذلكَ إنْ كانَ المُقتضِي لِفِعلِه قائمًا على عهدِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، لكن تَركَه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لمُعارضٍ زالَ بموتِه.
وأمَّا ما لم يَحدُث سببٌ يُحوجُ إليه، أو كانَ السَّببُ المُحوِجُ إليه بَعض ذنوبِ العباد، فهنا لا يجوز الإحداثُ، فكلُّ أمرٍ يكونُ المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مَوجودًا لو كانَ مَصلحةً، ولم يُفعَلْ يُعلَمُ أنَّه ليس بمصلحةٍ، وأمَّا ما حدثَ المُقتَضي له بعد موته مِن غير معصيةِ الخلق، فقد يكونُ مصلحةً))، ثمَّ قال: ((فأمَّا ما كانَ المُقتَضِي لفعلِه موجودًا لو كانَ مَصلحةً، وهو مع هذا لم يَشرعْهُ، فوَضعُه تَغييرٌ لدينِ الله، وإنَّما دَخل فيه مَن نُسِب إلى تغيير الدِّين مِن الملوكِ والعُلماء والعُبَّاد، أو مَن زلَّ مِنهم باجتهادٍ، كما رُوي عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وغيرِ واحدٍ مِنَ الصَّحابة: ((إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم: زلَّةُ عالِمٍ، وجِدالُ منافِقٍ بالقُرآن، وأئمَّةٌ مُضِلُّون)).
فمِثالُ هذا القِسم: الأذانُ في العيدَيْن، فإنَّ هذا لمَّا أحدَثَه بعضُ الأمراء أنْكَرَه المسلمون؛ لأنَّه بدعة، فلو لم يَكن كونُه بِدعةً كان دليلاً على كراهيتِه، وإلاَّ لقيل: هذا ذِكرٌ لله ودُعاءٌ للخلقِ إلى عبادة الله، فيَدخُل في العمومات كقولِه: اذكُروا اللهَ ذِكرًا كثيرًا(41) [سورة الأعراف] وقولِه تعالى: ومَنْ أحسَنُ قولاً مِمَّن دعا إلى اللهِ وعَمِلَ صالِحًا [فُصِّلَت: 33]... الخ اهـ.
وبعدَ هذا التَّحقيقِ البديعِ مِن شيخ الإسلام ابن تيميَّة، فإنَّ فِعالَ الصَّحابة والسَّلف دالَّة على دُخولِ البدَع في الوسائِل، كما تَدخلُ في الغاياتِ، ومَنْ نازَع في ذلكَ نازَعَ سلفَ الأمَّة وهُم خَصمُه، ومِنَ الأمثلة الدَّالَّة على ذلك:
ما روى البخاريُّ في قصَّة جَمْع المصحفِ وأنَّ عمرَ بن الخطَّاب أشارَ على أبي بكرٍ بالجمعِ، فقال له أبو بكرٍ: كيفَ تَفعلُ شيئًا لمْ يَفعلْهُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وبِمثلِ هذا أجابَ زيدُ بنُ ثابتٍ أبا بكرٍ الصِّدِّيق لمَّا عرض عليه جمعَ المصحف.
ففي هذا دلالة واضحة على أنَّ البدعَ تدخُل في الوسائل كما تدخل في العبادة ذاتِها؛ وذلك أنَّ جمعَ المصحف مِن الوسائل، ومع ذلك احتجُّوا بعدَم فعلِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فإنْ قيلَ: لماذا إذَن جمعوا المصحفَ مع أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم يَفعلْه؟ فيُقال: لأنَّ مُقتَضى -أي: سَبب- الجمع وُجِد في زمان أبي بكر رضي الله عنه، ولم يَكن موجودًا في زمان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ إذ هو حيٌّ بينَ أظهُرِهم فَبِوُجُودِه لا يُخشى ذهابُ القرآن.
ومِن الأدلَّة أيضًا: ما ثبتَ عند الدَّارميِّ وابنِ وضَّاح أنَّ ابنَ مسعودٍ أنكرَ على الَّذين كانوا يَعدُّون تَكبيرَهم وتَسبيحَهم وتهليلَهم بالحصى، واحتجَّ علَيهم بأنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابَه لم يَفعلوا، مع أنَّ عدَّ التَّسبيح راجعٌ للوسائل.
وبعدَ أنْ تبيَّن أنَّ المظاهراتِ الَّتي تُفعَل لأمورٍ شرعيَّةٍ دينيَّةٍ بدعةٌ مُحدَثةٌ لم يَفعلْها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولا صحابتُه مع إمكانِ فِعلها، فلا يصحُّ لأحدٍ بعدَ هذا أنْ يَعترِضَ بأنَّ الأصلَ فيها الإباحةُ فلا تُمنَعُ إلاَّ بدليلٍ؛ لأنَّها عبادةٌ، والأصلُ في العبادات الحُرمَة، وهذا مثل مَنْ لم يَقنَع بالمنع من الاحتفالِ بمولِد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بحجَّة أنَّه لا دليلَ يدلُّ على المَنع.
فيُقال: إنَّ الدَّليل على منعِها كَونُها عبادةً، ولا دليلَ على شرعيَّتِها، فتكونُ بدعةً؛ لأنَّ الأصلَ في العباداتِ الحظرُ والمنعُ، وانظُر بحثًا مُفيدًا لأخينا الشَّيخ حمَد العَتِيق بعُنوان: ((المظاهراتُ بين الاتِّباع والابتداع)) .
أمَّا القسمُ الثَّاني: المظاهراتُ الَّتي يُرادُ مِنْها تَحقيقُ أمورٍ دُنيَويَّةٍ، وهذه نوعان كما تقدَّم:
أمَّا النَّوعُ الأوَّل: وهي المظاهراتُ لإسقاط حاكمٍ لدافعٍ دُنيَويٍّ لا دينيٍّ، فهذه محرَّمةٌ بدلالةِ كلِّ نصٍّ على وُجوبِ السَّمع والطَّاعة للحاكم ولو كان فاسقًا غيرَ عدلٍ، فمع تكاثر الأدلَّة في حرمة هذا الفعل -وهذا كافٍ- فكذلك السَّلف أجمعوا على حرمة هذا الفعل وتَضليل مَن خالفَ فيه، ودونَكم ما شئتم مِنْ كُتُب الاعتقاد السَّلفيِّ، ومَن حاولَ المنازعةَ في هذا فقولُه مَردود، وهو ضالٌّ قد خالفَ ما عليه دلائل السُّنَّة وآثارُ السَّلف، وبمثلِه ضلَّل السَّلف أقوامًا.
وتزدادُ حرمةُ هذا النَّوع إذا فُعِل لأجلِ الدِّين أيضًا، فإنَّه بالإضافة إلى كونِه محرَّمًا يكونُ بدعةً، ثمَّ كلُّ ما سيأتي مِنَ الأدلَّة في النَّوع الثَّاني يَصلُح دليلاً على حُرمَة هذا القِسم، وللشَّيخ عبد السَّلام بن بَرْجَس آل عبد الكريم -رحمه الله- كتابٌ نفيسٌ فيما يتعلَّق بهذا النَّوع، قد أثنى عليه شيخُنا العلاَّمة ابنُ عثيمين في شرحِه على ((السِّياسة الشَّرعيَّة)) لابنِ تيميَّةَ، واسمُ الكتاب: ((مُعاملةُ الحُكَّام في ضوء الكتابِ والسُّنَّة)).
أمَّا النَّوع الثَّاني: المظاهراتُ لتَحصيلِ ما سوى ذلك مِنْ أمور الدُّنيا، فهيَ محرَّمةٌ لأوجُه كثيرة، مِنْها:
الوجْهُ الأوَّل: أنَّ المظاهراتِ -ولو كانتْ سِلميَّةً- خلافُ ما أمرَ به رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم مِنَ الصَّبْر على جَوْر الحكَّام الَّذينَ اغتصبوا الحقوقَ، كما أخرج الشَّيخان عن ابن مسعودٍ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((ستكونُ أثَرَةٌ [قال الشَّيخ الرَّيِّس: أي حكَّامٌ يُؤثِرون أنفُسَهم علَيكم في أخذِ حُطامِ الدُّنيا.] وأمورٌ تُنكِرونَها [قال الشَّيخ: أي حكَّام عندَهم معاصٍ شرعيَّة.]، قالوا: يا رسولَ الله! فما تأمُرُنا؟ قالَ: تُؤدُّونَ الحقَّ الَّذي عليكم، وتسألونَ الله الَّذي لكم))، وفي ((الصَّحيحَيْن)) عن أُسَيْد بن حُضَيْر قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ستلْقَون بعدِي أثرةً، فاصْبِروا حتَّى تلْقَوني على الحَوْض))، فنحنُ مأمورونَ بالصَّبر، لا بالمظاهرات للضَّغطِ على الحُكَّام، وقد أمَرَ أئمَّةُ السُّنَّة بالصَّبْر وقالوا: ((حتَّى يَستريحَ بَرٌّ، أوْ يُستَراحَ مِنْ فاجِرٍ)).
الوجه الثَّاني: أنَّ فيها فتحَ بابِ شرٍّ بتحكيم الشُّعوب، فكلَّما أرادَ الشَّعبُ أمورًا تظاهَروا للمطالبةِ به، فإذا أرادَ أهلُ الشَّهواتِ أمرًا مِنْ أمورِ الشَّهواتِ المحرَّمة تظاهروا للمطالبةِ به، فاستُجيبَ لهم، وإذا أرادَ العلمانيُّونَ واللِّيبراليُّونَ أمرًا تظاهَروا للمطالبة به، فاستُجيبَ لهم، وهكذا... ومِنَ المعلوم أنَّ أهلَ الاستقامة والدِّيانةِ أقلُّ مِنْ غَيْرِهم بكثيرٍ في المجتمعات الإسلاميَّة؛ قالَ تعالى: فمِنْهُم مهتَدٍ وكثيرٌ مِنْهم فاسقون(26) [سورة الحديد].
الوجه الثَّالث: أنَّ أكثَرَ المظاهرات -إنْ لم يَكُنْ كلُّها- متَضَمِّنةٌ على اختلاط الرِّجالِ بالنِّساء، الاختلاط المحرَّم، وما خالَفَ ذلكَ فهو قليل لا حُكْمَ له، والواقعُ المُشاهَد خيرُ بُرهانٍ.
الوجهُ الرَّابع: أنَّ جَوْرَ الحكَّام بسَبَبِ ذنوبِ المحكومين، والذُّنوبُ لا تُرْفَع إلاَّ بالتَّوبة والاستكانة إلى الله لا بالمظاهرات، قال شيخُ الإسلام في ((منهاج السُّنَّة النَّبويَّة)) (4/315): ((وكانَ الحَسَن البصريُّ يقول: ((إنَّ الحجَّاج عذابُ الله، فلا تدفعوا عذابَ الله بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانة والتَّضرُّع؛ فإنَّ الله تعالى يقول: ولقد أخذْناهم بالعذابِ فما استكانوا لربِّهم وما يَتَضَرَّعون(76) [سورة المؤمنون]))، وكانَ طَلْق بنُ حَبيب يقول: ((اتَّقوا الفتنةَ بالتَّقوى)) )).
هذه الأوجُه الأربعُ في المظاهراتِ الَّتي يقال سلميَّة!
أمَّا غيرُ السِّلميَّة فهيَ -زيادةً على ما تقدَّم- تحتوي على قتلٍ للنُّفوس وإهلاكٍ للأموالِ، وانتهاكٍ للأعراضِ، وغيرِ ذلكَ، وانظُر مقالاً لأخينا الشَّيخ عُمَر العُمَر بعنوان: ((عشرةُ أوجهٍ لبطلانِ المظاهرات)) .
وبعدَ هذا كُلِّه إليكَ شُبَه المجيزينَ للمظاهرات وكَشفَها، وأؤكِّدُ أنَّ واقِعَ حالِهم: اعتقدوا، ثمَّ سعَوْا لِيَستدِلُّوا، فتكلَّفوا وحرَّفوا نُصوصَ الشَّريعة.
الشُّبهة الأولى: ادَّعى مُجَوِّزو المظاهرات أنَّ فعلَ المتظاهرينَ قد دلَّت عليه السُّنَّة؛ فقد أخرجَ أبو نُعَيم في ((الحِلْيَة)) (1/40): ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم خرَجَ بعدَ إسلامِ عمرَ رضي الله عنه على رأس صفَّيْنِ مِنْ أصحابِه، وعلى الأوَّل مِنْهُما عُمَر رضي الله عنه، وعلى الثَّاني حَمزَة رضي الله عنه؛ رغبةً في إظهار قوَّة المسلِمينَ، فعلمتْ قُرَيْشٌ أنَّ لهم منَعةً.
وهذا لا دلالةَ علَيه مِن وجهَيْن: دِرايَةً، وروايةً:
الوجه الأوَّل رِوايَةً: فإنَّ إسناده ضعيف؛ لأنَّ فيه إسحاقَ بنَ فَرْوة، قال الإمام أحمد: لا تَحِلُّ عندي الرِّوايةُ عنه، وقال: ما هو بأهلٍ أنْ يُحمَل عنه، ولا يُروَى عنه، وقال الإمام ابنُ مَعِين عنه: كذَّاب ((تهذيب التَّهذيب)).
الوجه الثَّاني دِرايةً: أنَّه لا ولايةَ في مكَّة، وكان أعداؤهم حربيِّين، فلمَّا تقوَّوا استعملوا القوَّة في مقدار ما يستطيعون، فأين هذا مِنْ تجمُّع أناسٍ على حكَّامِهم لإظهار سخطِهم على فِعلٍ ما؟!
الشُّبهة الثَّانية: أنَّها -أي المظاهرات- وسيلةٌ قد جُرِّبَت فوُجِد نفعُها بأنْ حصلَ المطلوب.
وكَشفُ هذه الشُّبهة مِنْ وجهَيْن:
الوجه الأوَّل: أنَّها أيضًا جُرِّبَتْ في مواطِن كثيرة وكثيرةٍ جدًّا فلم تنفعْ، فهي وسيلةٌ مظنونة، وليس حدَثُ تظاهُرِ المسلمين في فرنسا ضدَّ قرار منع الحجابِ عنَّا ببعيدٍ، فلم يَنفع، والأمثلة كثيرة، وما كان كذلك فلا يُجَوَّز به المُحَرَّم، وقد تقدَّم ذكرُ الأدلَّة على منعِها وحُرْمَتها.
الوجه الثَّاني: أنَّه لو قُدِّر حصولُ النَّتيجة مِن هذه الوسيلة، فإنَّه لا يَدلُّ على حِلِّها ولا صِحَّتها بحالٍ، فإنَّ الغاية لا تُبَرِّر الوسيلةَ، وقد ذكرتُ دليل ذلك في مقال: ((أحداث تونس الحاليَّةُ بين الإفراط والتَّفريط)).
وأذَيِّلُ هذا المقال بنقل فتاوى جماعةٍ مِن عُلمائِنا في حُرمةِ المظاهراتِ ليُقارَن بينها وبينَ كلامِ الحَرَكيِّين والحماسيِّين العاطفيِّين في هذه المسألة الَّتي تذرَّعَ الحركيُّون الثَّوريُّون بها للتَّهييج على الولاةِ وإشاعةِ الفَوْضى مُستَغلِّين عاطفةَ عامَّةِ النَّاس:
قال الشَّيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: ((فالأسلوبُ الحسنُ مِنْ أعظمِ الوسائل لقَبولِ الحقِّ، والأسلوبُ السَّيِّء العنيفُ مِنْ أخطَر الوسائل في ردِّ الحقِّ وعَدَم قبولِه، أو إثارةِ القلاقل والظُّلم والعُدوان والمضاربات، ويُلحَق بهذا البابِ ما يَفْعلُه بعضُ النَّاس مِنَ المظاهرات الَّتي تُسَبِّب شرًّا عظيمًا على الدُّعاة، فالمسيرات في الشَّوارِع والْهُتافاتُ ليسَت هيَ الطَّريق للإصلاح والدَّعوة، فالطَّريقُ الصَّحيحُ بالزِّيارة والمكاتبات بالَّتي هي أحسنُ فتنصَحُ الرَّئيسَ والأميرَ وشيخَ القبيلةِ بهذه الطَّريقةِ، لا بالعُنْفِ والمظاهرَةِ، فالنَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مكثَ في مكَّة ثلاثَ عشرةَ سنةً لم يَستعمل المظاهرات ولا المسيرات، ولم يُهَدِّدِ النَّاسَ بتخريبِ أموالِهم واغتيالِهم، ولا شكَّ أنَّ هذا الأسلوبَ يَضرُّ بالدَّعوةِ والدُّعاةِ، ويَمنَعُ انتشارَها، ويَحمِلُ الرُّؤساءَ والكبارَ على مُعاداتِها ومُضادَّتِها بكلِّ مُمْكِن، فهُم يُريدون الخيرَ بهذا الأسلوب، ولكن يَحصُل به ضدُّه، فكَونُ الدَّاعي إلى الله يَسلُك مسلكَ الرُّسل وأتباعِهم -ولو طالَت المدَّة- أولى به مِنْ عملٍ يضرُّ بالدَّعوة ويُضايِقُها أو يَقضِي عليها، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاَّ بالله)) مِنْ مجلَّة ((البحوث الإسلاميَّة)) العدد38 ص210.
وقالَ الشَّيخ الألبانيّ -رحمه الله- في ((سلسلة الهدى والنُّور)) شريط رقم210: ((صحيحٌ أنَّ الوسائلَ إذا لم تَكُن مُخالِفةً للشَّريعة، فالأصلُ فيها الإباحة، هذا لا إشكال فيه، لكن الوسائل إذا كانت عبارةً عن تقليدٍ لمناهج غيرِ إسلاميَّة، فمِنْ هنا تُصبِحُ هذه الوسائل غيرَ شرعيَّة، فالخُروجُ للتَّظاهُرات أو المظاهرات وإعلانُ عدمِ الرِّضا أو الرِّضا وإعلانُ التَّأييدِ أو الرَّفضِ لبعضِ القرارات أو بعضِ القوانين، هذا نظامٌ يَلتَقي مع الحُكْم الَّذي يقول: الحُكْم للشَّعب، مِنَ الشَّعبِ وإلى الشَّعب!! أمَّا حينما يكون المجتمع إسلاميًّا فلا يَحتاجُ الأمرُ إلى مُظاهراتٍ، وإنَّما يَحتاجُ إلى إقامةِ الحُجَّة على الحاكِم الَّذي يُخالِفُ شَريعةَ الله... أقولُ عن هذه المظاهرات: ليسَتْ وسيلةً إسلاميَّةً تُنْبِئُ عن الرِّضا أو عدَم الرِّضا مِنَ الشُّعوب المسلِمة؛ لأنَّ هناك وسائلَ أخرى باستطاعتِهم أنْ يَسلكوها...
وأخيرًا: هل صحيحٌ أنَّ هذه المظاهرات تغيِّر مِنْ نظامِ الحُكْم إذا كانَ القائمونَ مُصرِّينَ على ذلك؟ لا ندري! كَم وكَم مِن مظاهرات قامتْ، وقُتِل فيها قتلى كثيرون جدًّا، ثمَّ بقيَ الأمرُ على ما بقيَ عليه قبلَ المظاهرات، فلا نرى أنَّ هذه الوسيلةَ تَدخلُ في قاعدة أنَّ الأصلَ في الأشياء الإباحة؛ لأنَّها مِنْ تقاليد الغربِيِّين)).
وقال في ((سلسلة الأحاديث الضَّعيفة والموضوعة)) (14/74): ((لا تزالُ بعضُ الجماعات الإسلاميَّة تتظاهرُ بها، غافِلينَ عنْ كونِها مِنْ عادات الكفَّار وأساليبِهم الَّتي تتناسَبُ مع زعمِهم أنَّ الحكمَ للشَّعب، وتتنافى مع قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: ((خيرُ الهُدَى هُدَى محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم)) )).
وسُئِلَ الشَّيخ محمَّد بن عثيمين -رحمه الله-: هل تُعتَبرُ المظاهراتُ وسيلةً مِنْ وسائل الدَّعوة الشَّرعيَّة؟
فقال: ((فإنَّ المظاهراتِ أمرٌ حادثٌ، لم يكُن معروفًا في عهدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا في عهدِ الخُلَفاء الرَّاشِدين، ولا عهدِ الصَّحابة رضي الله عنهم.
ثمَّ إنَّ فيه مِنَ الفوضى والشَّغَبِ ما يَجعلُه أمرًا ممنوعًا؛ حيثُ يَحصُلُ فيه تكسير الزُّجاج والأبواب وغيرِها، ويَحصُل فيه أيضًا اختلاطُ الرِّجال بالنِّساء، والشَّباب بالشُّيوخ، وما أشبه ذلكَ مِنَ المفاسِد والمنكرات، وأمَّا مَسألةُ الضَّغط على الحكومة فهيَ إنْ كانتْ مُسلِمةً فيَكفيها واعظًا كتابُ الله وسُنَّة رسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا خيرُ ما يُعرَض على المسلِم، وإنْ كانتْ كافِرَةً، فإنَّها لا تُبالي بهؤلاء المتظاهِرين وسوفَ تُجامِلُهم ظاهرًا وهي ما هي عليه مِنَ الشَّرِّ في الباطِن، لذلكَ نرى أنَّ المظاهرات أمرٌ مُنكَر.
وأمَّا قولُهم: إنَّ هذه المظاهراتِ سلميَّة، فهيَ قد تكونُ سلميَّةً في أوَّلِ الأمر، أو في أوَّلِ مرَّة، ثمَّ تكونُ تخريبيَّةً، وأنصحُ الشَّبابَ أنْ يتَّبِعوا سبيلَ مَنْ سلَف؛ فإنَّ الله سبحانَه وتعالى أثنى على المهاجرينَ والأنصارِ وأثنى على الَّذينَ اتَّبعوهُم بإحسانٍ))، انظر: ((الجواب الأبهر)) (ص75).
وسُئِلَ الشَّيخ صالح الفوزان -حفظه الله-: هل مِنْ وسائل الدَّعوة القيامُ بالمظاهرات لحلِّ مشاكِل الأمَّة الإسلاميَّة؟ فقالَ: دينُنا ليس دينَ فوضى، دينُنا دينُ انضباط، دينُ نظامٍ ودينُ سكينةٍ؛ المظاهراتُ ليسَت مِنْ أعمالِ المسلمين وما كانَ المسلمونَ يَعرِفونَها، ودينُ الإسلامِ دينُ هُدوءٍ ودينُ رحمةٍ لا فوضى فيه ولا تشويش ولا إثارة فِتَن، هذا هو دينُ الإسلام، والحقوق يُتَوصَّل إليها دونَ هذه الطَّريقة بالمطالبة الشَّرعيَّة والطُّرُق الشَّرعيَّة، هذه المظاهرات تُحدِثُ فِتَنًا، وتُحدِثُ سفكَ دِماء، وتُحدِث تَخريبَ أموالٍ فلا تجوزُ هذه الأمور)) مِنْ ((الإجابات المهمَّة في المشاكل المُلِمَّة)) لمحمَّد الحصين (ص100).
وبعدَ معرِفةِ حُكمِ المظاهراتِ فلا تجوزُ ولو أذِنَ بها النِّظامُ؛ لأنَّها مُحَرَّمةٌ، ولا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالق، هذا ما كانَ يُقرِّره شيخُنا العلاَّمة ابنُ عثيمين .
بل ولو كان الحاكمُ كافرًا والدَّولةُ كافرةً لم تَجُزْ؛ لأنَّها وسيلةٌ محرَّمة.
أسألُ اللهَ الرَّحمنَ الرَّحيمَ أنْ يَلطُفَ بحالِ المسلمين، ويَجمعَ كلمتَهُم على الهُدَى، وما عليه السَّلَف الماضون، ويرُدَّ كيدَ أعدائِهِم مِنَ الدَّاخِلِ والخارِج في نُحورِهم)).
انتهى مُلَخَّص مقالِ فضيلة الشَّيخ عبد العزيز الرَّيِّس -حفظه الله-، وبه أختِمُ بَحْثي هذا، واللهُ المسئولُ أنْ يَنصُرَ الإسلامَ والمسلِمينَ ويقمعَ المبتَدِعةَ والمنافِقين والعلمانيِّين وكلَّ مَنْ يُحارِبُ الدِّين.
كتَبَه عبد المالك بن أحمد رمضاني
منقول
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:16
كلمة توجيهية للشيخ محمد ابن رمزان الهاجري ،حول المظاهرات
هذه كلمة توجيهية للشيخ محمد بن رمزان الهاجري ،حول المظاهرات .ذالمقطع الاول.هنا (http://www.4shared.com/file/z-)
هنا (http://www.4shared.com/file/z-)مقطع التاني.[/URL][URL="http://www.4shared.com/file/z-riCrbp/___1.html"]هنا (http://www.4shared.com/file/Y_tpXbtu/___2.html)
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:20
إنكار الشيخ مصطفى العدوي لمنكرات مظاهرات 25 يناير
إنكار الشيخ مصطفى العدوي لمنكرات مظاهرات 25 يناير
.هنا (http://ia700403.us.archive.org/7/items/fataw_elahdas/fataw_elahdas.mp3)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في مشايخنا وفي منتدانا
في هذه المحاضرة المشار إليها على الرابط إنكار الشيخ مصطفى العدوي لمنكرات مظاهرات 25 يناير ،
وها هي عناصر المحاضرة :
* رفع الهلال مع الصليب هذه راية كفر
المؤسف في هذه الأحداث وأشد شئ يُتأسف عليه التداخل الذي حصل بين أهل الكفر وأهل الإسلام حتى نرى زائغاً من الزائغين يرتدي زي رجال العلم في مصر يرفع الصليب مع آخر ، وهذا تكذيب لقوله تعالى : {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157]
* نرى في ذات الوقت جماعة تُنسب إلى الإسلام تقول : إن الشعب هو مصدر السلطات ،
ويتغاضون تمام التغاضي عن الدين الذي هو شرعة الله الذي شرعها لعباده ، وهذا أسوأ ما في هذه الأحداث أن يتميع الدين بهذه الطريقة وتنحل عقدة الولاء والبراء
* تُخفت راية لا إله إلا الله ولا يرفعها رافع في خضم هذه الأحداث
* كذلك ما يخشى من الشر المستطير الذي يخشى أن ينزل بالمسلمين ، وهو إلغاء الشريعة كمصدر من مصادر التشريع
ودائما عهد من ميدان التحرير كل شر ، فهو الذي قامت فيه أيضاً الأفاكة الأثيمة المسماة بهدى شعراوي أو المسماة بصفية زغلول ، ونزعت الحجاب ونزعت الفضيلة عن أهل مصر في هذا الميدان
* المخرج من الفتن له وسائل ( الاعتصام بالله، والبحث عن السلامة في كتاب الله وسنة رسوله - تقوى الله - التوكل على الله - الإكثار من الاستغفار - الإكثار من الدعاء - ويلزم الرجوع إلى الله - الإقلاع عن الذنوب والمعاصي والجرائم ) وهذا يبدوا أن الناس لم يتفطنوا له الآن ، فما رجع راجع إلى الله لا حاكم ولا محكوم ، فهل الحاكم وعد أنه سيقيم في الناس أمر الله وسيقودهم بكتاب الله وسنة رسوله !!!! ، ولا المحكومون طالبوا بذلك ، فبئس الراعي وبئست الرعية
* لم أجد أي مطلب لرفع راية : "لا إله إلا الله ، نريد شرع الله" حتى جماعة من قبل كانت ترفع شعار "الإسلام هو الحل" خفضته في هذه الأيام ونادت بالمواطنة
فالدرس لم يستفد منه
* الهوية الإسلامية مغيبة في هذه الأوساط : أوساط الحكام وأوساط المحكومين
* سنعدل الدستور البند كم وسبعين وكم وسبعين أن الرئاسة لا تكون إلا ثلاث سنوات أو ستة
طيب أريد أن أقيم هذا شرعاً ، إن كان الحاكم ظالماً لا يبقى في الرئاسة يوماً واحداً - إن حاد عن الشرع - ، وإن كان صالحاً يبقى أبد الدهر ، هذا الذي رأيناه في سلفنا الصالح
فلا أبأس على هذا الذي قيل ، ولا أفرح ، فالأمر يستوي بالنسبة لنا
* أما الغوغائية والهمجية ، واختلاط الحابل بالنابل ، فكله غير مجدٍ وغير نافع
* وترون : بالأمس راقصة يطبل لها مطبل وتحتسي السيجارة ، وممثل من أفجر الفجار يقوم ويدلي برأيه ، وآخر صاحب شركة محمول جعلوه من حكماء مصر - وهو على غير ملة الإسلام - الذين سيسنون للناس الدساتير ، يطالب بمناقشة لإزالة الشريعة الإسلامية
* وإن كانت حصلت إصلاحات دنيوية ، لكن الدين في خطر
فلزاماً أن يتفطن المسلمون لذلك ، وأن يرتبوا من الآن ترتيباً حاسماً ، ماذا نصنع إذا قام العلمانيون وقالوا نحذف بند الشريعة مصدر للتشريع ؟؟ ماذا نصنع إذا قالوا دولة لا دينية ؟؟؟ هل ستخنع وترضى ؟ أم ماذا ستصنع ؟
* الفتوى بأنهم شهداء فتوى بلا شك جائرة وخطل
الشهيد هو قتيل المعركة في حرب الكفار ، وهؤلاء مسلمون ، الشرطة مسلمة ، والمتظاهرون أكثرهم مسلمون ، وسبق وذكر أن هناك مفهومان مغلوطان :
* المفهوم الأول : أن هذا الحادث كلمة حق عند سلطان جائر ، والمقتول فيه شهيد
* ومفهوم يقول : أن هؤلاء خوارج ، خرجوا على أولي الأمر ويجب قتلهم ،
وكلا طرفي الأمور ذميم ،
* فأولاً : هل هؤلاء خوارج ، ويقتلوا ، ومن أتاكم وأمركم جميع على رجل فاقتلوه ،
طبعاً هذا التوصيف خطأ لأمور متعددة :
1- أنهم لم يخرجوا شاهرين سيفاً
2- لم يخرجوا إلا للنهي عن منكر - من وجهة نظرهم - ، فإذا فعل الحاكم منكراً فماذا نصنع ؟؟ وذهبت وقلت له حرام ، وأخذت معي شخصاً آخر ظاهرني - ظاهرني أي عاونني - وأخذت معنا ثالث ورابع وعاشر
وأصل المظاهرة المعاونة : {إِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } [التحريم: 4]
{فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [القصص: 17]
فإن كان التعاون في الخير فهو خير ، وإن كان التعاون في الشر فهو شر ، لكن النظر إلى التوابع ،
3- الحاكم الموجود أذن لهم بالمظاهرات ،
فخرجوا من كونهم خوارج
* وثانياً في المقابل الفهم المغلوط الآخر : وهو أنه كلمة حق عند سلطان جائر :
كلمات الحق التي يُقتل من أجلها الشخص لها ترتيب ولها أولويات ، أعظم كلمة حق عند سلطان جائر أن تقول : أنك غيبت شرع الله عنا ، ونريد شرع الله ، لكن :
أن تترك هذا المطلب الأسمى ، وتناقش ابني عايز له وظيفة - مش مسئولية ولي الأمر إن ابنك عايز له وظيفة - فقد يشتغل ، ابحث عن مطلب للرزق ،
مختلس ، حاكموه كمختلس
* تركوا الأعظم ، وهو : طلب إقامة الشرع فينا ، واتجهوا إلى أشياء دون ذلك بمئات المراحل ، ولم تثُر ثائرتهم لنصرة دينهم ، وثارت لنصرة دنياهم
منقول
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:27
نصيحة أهل الإسلام ببيان حقيقة موقف الخوارج من الإمام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كثر الكلام في هذه الأيام حول الأحداث الجارية، أعني ما حصل في تونس وفي مصر وفي ليبيا واليمن وغيرها من بلاد المسلمين من مظاهرات -أي تجمعات لعموم الناس- مطالبين بخلع الحاكم وإزالة الحكومة، ودعوة إلى استحداث دساتير جديدة -أي قوانين وأحكام جديدة- ودعوة إلى فتح باب الحريات من غير معرفة ضابط في ذلك ولا قيود، ودعوة إلى فتح باب إنشاء الأحزاب -أي الفرق والتعصبات- من غير بيان قيد ولا ضابط، ودعوة إلى ممارسة الديمقراطية.
ولاشك أن كل مسألة من هذه المسائل تحتاج إلى مناقشة وبيان، لأن المسلم حريص على معرفة حكم الله تعالى فيما يجري حوله وفيما هو مقدم عليه أو فاعل له، ليعرف حقيقة حاله هل هو قائم بمقتضى العبودية لله رب العالمين ومستقيم على ما يريده منه سيده ومولاه؟! أم أنه معرض متبع لهواه؟! وفي هذه الكلمة سأقف مع القارئ وقفة تبين له إن شاء الله حقيقة ما يفعله هؤلاء الذين يتجمهرون مطالبين بعزل الإمام وإزالة الحكومة، هل هو مما أباحه الله ورسوله؟ وهل هو من هدي الإسلام أم هو من هدي أهل الأهواء والبدع؟
وعلى أي تقدير فإن كلام أهل العلم في بيان مذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة، وفي أن مذهبهم يقتضي السمع والطاعة للإمام وإن كان جائراً ظالماً، غير أنه لا يطاع في معصية، وفي أن مذهبهم هو بذل النصيحة بالحكمة والتي هي أحسن من غير تجريح ولا تعنيف ولا مجاهرة بذلك.
فلا ينبغي بعد ذلك لعاقل أن يقول أن مذهبهم يضاد أو ينافي العدل أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو يزعم أنه يقتضي الرضا بالظلم أو الإعانة عليه.
والذي أريد بيانه في هذه الكلمة وهو ما سيجلي للقارئ حقيقة مذهب المخالفين لمنهج السلف، الذين يزعمون أن من حق الشعب أن يقف أمام الحكام الظالمين ويدعو إلى عصيانهم ومنابذتهم أو يسعى إلى عزلهم، مدعياً أنه بذلك يمارس حريته وحقاً من حقوقه، ويحافظ على كرامته ومقدراته وما شابه ذلك من الكلام العاطفي والإنشائي المفتقر إلى دليل صحيح يمكن الاعتماد عليه في معرفة الحكم الذي حكم به رب الشعب ورب الحكام في هذه المسألة وهذا المقام.
وأنا أدعو أخي القارئ أن يرجع إلى الحقائق التاريخية ليعرف من أين جاء هذا المبدأ ومن هو أول المنادين به والمروجين له أو المحسنين لهذه الطريقة المتبنين لها، هل هم أهل الإسلام وعلماء الدين؟ أم هم أهل البدع والخوارج المارقون؟
من المعلوم أن الخوارج هم أول أهل البدع والطوائف الخارجة عن الجماعة والمخالفة لهدي السلف الصالح، وقد كان مما أحدثوه وتميزوا به هو جحد حق الإمام في الطاعة في المعروف عند جوره أو فسقه ونبذ إمامته.
يقول الإمام أبو الحسن الأشعري وهو من علماء أهل السنة المتوفى عام (330) في كتابه "مقالات الإسلاميين" لما ذكر قول الخوارج: ”وأما السيف فإن الخوارج جميعاً تقول به وتراه، إلا أن الأباضية لا ترى اعتراض الناس بالسيف، ولكنهم يرون إزالة أئمة الجور، ومنعهم أن يكونوا أئمة بأي شيء قدروا عليه، بالسيف أو بغير السيف“[1].
ثم قال عن الخوارج: ”ولا يرون إمامة الجائر“[2] أي لا يرونها صحيحة نافذة، بل يجب عزله.
ويقول البغدادي (ت429) في كتابه "الفَرْق بين الفِرَق" لما ذكر المخازي التي يجتمع عليها الخوارج قال: ”قال شيخنا أبو الحسن الذي يجمعها إكفار علي وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين أو أحدهما والخروج على السلطان الجائر“[3].
ويقول الإمام أبو محمد بن حزم في كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل": ”وأما الخوارج فعمدة مذهبهم الكلام في الإيمان والكفر ما هما والتسمية بهما والوعيد والإمامة“[4].
فهذه المسائل هي عمدة مذهبهم وهي ما يميزهم عن أهل السنة أو عن غيرهم من الفرق الأخرى، ولذلك يقول ابن حزم: ”ومن وافق الخوارج في إنكار التحكيم وتكفير أصحاب الكبائر والقول بالخروج على أئمة الجور، وأن أصحاب الكبائر مخلدون في النار وأن الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي“[5].
وهذا واضح أن القول بالخروج على الإمام الجائر هو أحد البدع والمقالات الفاسدة التي تميز بها الخوارج ودعوا إليها، فمن حَسّن هذا الفعل أو دعى إليه فهو موافق للخوارج في أشهر ضلالاتهم والعياذ بالله.
ويقول الشهرستاني في وصف مذهب هذه الفرقة الضالة التي أجمع الناس على أنها أول فرقة خرجت في الإسلام ومزقت كلمة المسلمين وشقت صفهم: ”وكبار فرق الخوارج ستة: الأزارقة والنجدات والصفرية والعجاردة والأباضية والثعالبة، والباقون فروعهم، ويجمعهم القول بالتبرؤ من عثمان وعلي ويقدمون ذلك على كل طاعة [أي أن ذلك عندهم من أعظم الأعمال الصالحة] ولا يصححون المناكحات إلا على ذلك [أي لا يرون صحة عقد النكاح إلا لمن قال بذلك] ويكفرون أصحاب الكبائر، ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقاً واجباً“[6].
فمن الذي يقول بأن عزل الإمام حق للرعية أو يقول إن منعهم من ذلك هو مصادمة للحرية أو لحقوق الشعب؟ هل هم أهل الإسلام والسنة أم أهل البدعة والهوى؟ أليسوا هم الخوارج الذين خرجوا على علي وعثمان وعلى من بعدهم من الأئمة وإلى يومنا هذا هم مستمرون على أفعالهم القبيحة الشنيعة ويحاولون أن يلبسوها لبوس الحقوق والحرية والكرامة.
يقول الشهرستاني في وصف المحكمة الذين خرجوا في الزمن الأول: ”وكل من ينصبونه برأيهم وعاشر الناس على ما مثلوا له من العدل واجتناب الجور كان إماماً، ومن خرج عليه يجب نصب القتال معه، وإن غير السيرة وعدل عن الحق وجب عزله أو قتله“[7].
فهل نرى هناك فرقاً بين أولئك المحكمة الخوارج الأول وبين فعل هؤلاء الناس اليوم؟؟ ألا فليتق الله من يحسن لهم صنيعهم ذلك وإن كان من المنتسبين إلى العلم فإن عليه وزراً عظيماً، فإن أولئك العوام ربما يجهلون أن فعلهم هذا محرم وأنه من الأمور المحدثة أومن جملة صفات الخوارج المذمومة التي ذمهم عليها وضللهم بها أهل العلم من قديم الزمن وحتى العصر الحاضر، يقول أحد علماء الأزهر وهو الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه "تاريخ المذاهب الإسلامية" معنوناً: ”المبادئ التي تجمع فرق الخوارج: من الكلام السابق عرفنا عقلية الخوارج وقبائلهم، والآن نريد أن نعرف مبادئهم، والحق أن مبادئهم مظهر واضح لتفكيرهم وسذاجة عقولهم ونظرتهم السطحية ونقمتهم على قريش وكل القبائل المضرية.
أ- وأول هذه الآراء -وهو من بين آرائهم السديدُ المحكمُ[8]- أن الخليفة لا يكون إلا بانتخاب حر صحيح، يقوم به عامة المسلمين لا فريق منهم، ويستمر خليفة مادام قائماً بالعدل مقيماً للشرع، مبتعداً عن الخطأ والزيغ، فإن حاد وجب عزله أو قتله“[9].
ويقول أستاذ الدراسات الإسلامية الأستاذ ناصر بن عبد الكريم العقل في تعريف الخوارج: ”الخوارج هم الذين يكفرون بالمعاصي ويخرجون على أئمة المسلمين وجماعتهم، ويشمل ذلك الخوارج الأولين (المحكمة الحرورية) ومن تفرع عنهم من الأزارقة والصفرية والنجدات -وهذه الثلاثة انقرضت- والأباضية وهم باقون إلى اليوم.
كما يشمل اسم الخوارج كل من أخذ باصولهم وسلك سبيلهم كجماعات التكفير والهجرة في هذا العصر ونحوهم، وعلى هذا فإن الخوارج قد يخرجون في كل زمان“[10].
ولما ذكر أصول الخوارج وسماتهم العامة ذكر منها:
”2- الخروج على أئمة المسلمين اعتقاداً وعملاً غالباً أو أحدهما أحيانا ....
4- صرف نصوص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى منازعة الأئمة والخروج عليهم وقتال المخالفين“[11].
وهذه الطريقة في التعامل مع النصوص وحملها على غير المراد منها راجع إلى جهلهم وفهمهم الخاطئ للنصوص وهذا ناتج عن اعتدادهم بأنفسهم وتجهيلهم للصحابة والسلف الصالح فضلوا هذا الضلال ولذلك وقفوا موقفهم ذلك من علي رضي الله عنه لما قالوا له حَكَّمْتَ الرجال والله تعالى يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} ورتبوا على ذلك أنه لابد أن يقر ويعترف بكفره ثم يتوب منه، فلما لم يجبهم إلى ضلالهم نبذوه وقاتلوه، وهكذا هم دائماً أصحاب أفهام سقيمة وتحريف للنصوص، وهؤلاء أصحاب هذه المظاهرات مشابهون لهم، فإنهم سلكوا سبيلهم في الخروج على الأئمة وأخذوا طريقهم في الاستدلال بالنصوص استدلالاً باطلاً فزعموا أن عملهم نوع من إنكار المنكر أو النصيحة أو رفع الظلم أو تحقيق الحرية والعدل والكرامة.
فهل كان السلف والعلماء لا يعرفون تحقيق الحرية ولا رفع الظلم ولا إنكار المنكر؟ أم أن هؤلاء يسمون الأمور بغير اسمها إما جهلاً أو تمويهاً؟ لاشك أن الجواب هو هذا، فهم ما بين جاهل غُرر به وفُهِّم أن هذا من الحقوق ومن المطالبة بالعدل وإنكار المنكر ورفع الظلم، وما بين صاحب هوى ركب هذه الأمور لتحقيق مآربه ومطامعه، غير مكترث بما يصيب الناس والأمة من الخراب والدمار وسفك الدماء وضياع الحقوق والمقدرات.
يقول الأستاذ غالب بن علي العواجي في أسباب ظهور الخوارج:
”3- جور الحكام وظهور المنكرات: هكذا كان الخوارج يرددون في خطبهم ومقالاتهم، ان الحكام ظلمة والمنكرات فاشية، والواقع أنهم حينما خرجوا فعلوا أضعاف ما كان موجوداً من المظالم والمنكرات ....“[12].
إن القيام بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع الظلم له طرقه الكثيرة المعروفة والصحيحة شرعاً، ولكن ليس من طرقه هذه الطريقة المنكرة التي استحدثها واستحسنها الخوارج ثم تبعهم عليها غيرهم من أهل البغي والجهل.
ولو كان ذلك من الحق والهدى لبينه لنا صلى الله عليه وسلم، ولكن الواقع أن ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به هو على العكس تماماً من هذه الطريقة، فإنه عليه الصلاة والسلام لما ذكر الحكام الظلمة والطغاة الفسقة أمر بالصبر على جورهم وعدم منازعتهم، وأمر بطاعتهم فيما أمروا به ما لم يكن الأمر معصية، ففي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك؟ قال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعته)
والأحاديث في ذلك كثيرة جداً، ونصوص أهل العلم متوافرة، والمقصود أن ترك الطاعة والخروج على الأمراء والحكام صفة ذميمة وفعلة شنيعة، وإن كان الحكام على جور وظلم، فلم يأذن الشرع في ترك طاعتهم والخروج عليهم ولم يعتبر ذلك من طرق الإصلاح والعدل ورفع الظلم، وأول من زعم ذلك وفعل ذلك هم الخوارج الذين اتفقت كلمة العلماء على ذمهم بذلك، وأنه من صفاتهم التي خالفوا بها أهل السنة وسائر الفرق الأخرى، ثم شابههم في هذه الفعلة الشنيعة والفتن المنكرة البغاة.
الخوارج والبغاة يتفقون في منازعة الإمام والخروج عن حكمه وترك طاعته أو السعي في عزله.
ولكن البغاة يختلفون عن الخوارج من حيث أن الخوارج يدفعهم إلى ذلك اعتقاد التكفير بالذنوب والكبائر ويتدينون بفعلهم هذا وبخروجهم وقتالهم السلطان ومن معه من المسلمين.
أما البغاة فإنهم يخرجون عن الجماعة ويتركون الطاعة وينازعون السلطان لأجل مطالب دنيوية ومصالح يريدونها أويدعونها.
قال شيخ الإسلام موفق الدين ابن قدامة رحمه الله تعالى لما ذكر أصناف الخارجين عن طاعة الإمام وقبضته: ”.... الصنف الرابع: قوم من أهل الحق[13] يخرجون عن قبضة الإمام ويرومون خلعه لتأويل سائغ وفيهم مَنَعَةٌ، يحتاج في كفهم إلى جمع الجيش، فهؤلاء البغاة الذين نذكر في هذا الباب حكمهم، وواجبٌ على الناس معنونة إمامهم في قتال البغاة لما ذكرنا في أول الباب ولأنهم لو تركوا معونته لَقَهَرَهُ أهل البغي وظهر الفساد في الأرض“[14].
وهذا الأصل وهو قتال الخارج عن الجماعة والتارك للطاعة مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من خرج على أمتي وهم جميع فاضربوا عنقه بالسيف كائناً من كان)[15]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أعطى إماماً صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر)[16].
قال ابن قدامة رحمه الله: ”فكل من ثبتت إمامته[17] وجبت طاعته وحرم الخروج عليه وقتاله لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} وروى عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وألا ننازع الأمر أهله، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتته جاهلية) رواه ابن عبد البر من حديث أبي هريرة وأبي ذر وابن عباس كلها بمعنى واحد، وأجمعت الصحابة رضي الله عنهم على قتال البغاة“[18].
وبهذه الأدلة والنقول يتبين لنا أن البغاة والخوارج يشتركون في الخروج عن طاعة الإمام وفي منازعته الإمامة وفي ذمهم بذلك وفي وجوب قتالهم وإعادتهم إلى حظيرة المسلمين وطاعة إمامهم وإن اختلفوا في أحكام أخرى.
والمقصود أن المظاهرات وإعلان العصيان وعدم الطاعة والسعي في عزل الإمام ليس نوعاً من الإصلاح ولا نوعاً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا نوعاً من تحقيق العدالة ورفع الظلم في نظر الشرع واعتباره، وإن ادَّعاه الخوارج الذين أحدثوا ذلك في هذه الأمة أو ادَّعاه وزعمه غيرهم ممن أخذ ذلك عنهم، كالبغاة أو جهلة المسلمين وعوامهم، والإسلام يدعو إلى الإصلاح ورفع الظلم بطرق شرعها الله ومنها الصبر ومناصحة الإمام برفق مع الاستمرار في الطاعة في المعروف والتعاون على الخير، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة الذي يحقق أكبر عدد من المصالح ويدرأ أكثر ما يمكن من المفاسد، والحمد لله على نعمة الإسلام وشرائعه العظيمة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبه: إسماعيل بن غصاب العدوي
ـــــــــــ
[1]مقالات الإسلاميين: (1/204).
[2]مقالات الإسلاميين: (1/204).
[3]الفرق بين الفرق للبغدادي ص: 79.
[4]الفصل في الملل والأهواء والنحل: (1/370).
[5]الفصل في الملل والأهواء والنحل: (1/370).
[6]الملل والنحل للشهرستاني ص: 107.
[7]الملل والنحل للشهرستاني ص: 108.
[8]هذا على سبيل التهكم بهم وبيان شدة انحرافهم، كما يفيده السياق، فتنبه.
[9]ص: 63.
[10]رسائل ودراسات في الأهواء والافتراق والبدع: (2/26).
[11]رسائل ودراسات في الأهواء والافتراق والبدع: (2/35).
[12] فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها: (1/74).
[13]أي ليسوا من أهل البدع كالخوارج الذي سبق ذكرهم.
[14]المغني: (12/242).
[15]رواه مسلم: (3/1479).
[16]رواه مسلم: (3/1472).
[17]أي بإحدى الطرق الثلاثة التي ذكرها العلماء، وهي: اختيار أهل الحل والعقد أو بعهد الإمام السابق للاحق أو بالقهر والغلبة حتى يستتب له الأمر.
[18]المغني: (12/238).
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:31
المظاهرات والثّورات والانتخابات شرٌ شرعاً وعاقبةً للشيخ العلامة سعد بن عبدالرحمن الحصين
المظاهرات والثّورات والانتخابات شرٌ شرعاً وعاقبةً
لفضيلة الشيخ العلامة سعد بن عبدالرحمن الحصين – حفظه الله –
بسم الله الرحمن الرحيم
أ – قبل أن تدخل هذه المصطلحات الشيطانية قاموس اللغة العربية العصرية وحياة مسلمي العصر : وسوس الشيطان وسوّلت الأنفس الأمّارة بالسوء لبعض مسلمي القرن الأول الهجري الخروج على وليّ الأمرهم الخليفة الراشد المهدي الثالث عثمان بن عفان – رضي الله عنه وأرضاه – الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة والشهادة والمغفرة من الله ، وأنه تستحي منه الملائكة ؛ خرج عليه أوائل الخوارج بالقول ثم بشرِ العمل فقتلوه بالتهمة التي يرددها الخوارج على ولاة أمرهم حتى اليوم وربما إلى يوم القيامة : توليته بعض أقاربه وغيرهم ، أو منحهم المال أو الأرض دون بعض ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي الواحد الوادي من الغنم ، ويقسم الذهبة في تربتها بين الثلاثة ، ويٌقطع الأرض من يشاء دون غيرهم ، وربما غضب بعض الصحابة فأرضاهم بتذكيرهم أن الناس يذهبون بالشاة والبعير ، ويذهبون هم وحدهم برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالهم ، وربما أرضى بعضهم بأنه يتألف غيرهم بالعطاء الدنيوي ويكلهم هم إلى إيمانهم ، وربما أعلن سلف الخوارج الخروج على الرسول بالقول ؛ ( إعدل يا محمد ) أو : ( أن كان ابن عمّتك ؟ ) ؛ تشابهت قلوبهم وألفاظهم .
ووسوس الشيطان وسوّلت الأنفس الأمّارة بالسوء لبعض مسلمي القرن الأول الهجري الخروج على الخليفة الراشد المهدي ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وعلى آله وصحبه ) ووليّه وصفيّه ( علي بن أبي طالب – رضي الله عنه وأرضاه - ) الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وبمحبة الله ورسوله ؛ خرج عليه أوائل الخوارج بالقول ثم بشرِ العمل فقتلوه بالتهمة التي يرددها خلف الخوارج حتى اليوم : ( الحكم بغير ما أنزل الله ) ، تشابهت قلوبهم وألفاظهم .
وإذا كان الشيطان قد خص غير الحزبيين بدعوى الخوارج على عثمان :
( عدم العدل في توزيع الوظائف والمنح والجوائز ) فقد جمع للحزبيين ( الموصوفين زوراً بالإسلامين ) دعوى الخوارج على عثمان ومعها دعوى الخوارج على علي – رضي الله عنهما وأرضاهما - : ( الحكم بغير ما أنزل الله ) وتولى كِبر هذا الأمر حزب الإخوان المسلمين الذي أسس من أول يوم على الخروج على ولاة الأمر صالحين أو دون ذلك ،
وشرع الله خلاف ذلك ، فلا يجوز الخروج على وليّ الأمر ولو ظلم ، ولو فجر ( إلا أن تروا كفراً بواحاً ) فيجوز لأهل الحلّ والعقد ( لا الغوغاء ) أن يقرروا كفره ، ويختاروا الأصلح لولاية الأمر ، أما ما دون الكفر الصريح البواح فقد شرع رسول الله بأمر الله تعالى له ( السمع والطاعة ) للأمير ، ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ، ولو كان الأمراء ( لا يستنون بسنته ولا يهتدون بهديه ) فيما دون الاعتقاد : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
والإخوانيون لم يكونوا بعدين عن الشرك ( منذ حسن البنا وعمر التلمساني – رحمهما الله – لو ماتا على التوحيد ) ( أنظر كاب مذكرات الدعوة والداعية للبنا وشهيد المحراب للتلمساني ) ، وإلى رئيس حماس اليوم ) قولاً أو فعلاً أو تجنباً للأمر بالتوحيد في العبادة أو النهي عن الشرك بأوثان المقامات والمزارات والمشاهد ، ابتداءً من ضريح الحصافي ( شيخ طريقة البنا الصوفية ) إلى ضريح الخميني الأب الروحي لحماس ، كما أعلن رئيس حماس الحالي ، ولن تجد نهياً عن الشرك الأكبر في واجبات الإخواني ولا منجياته ولا مهلكاته ولا موبقاته ولا وصاياه ، كأنما يتعمد التلبس بهذه الجريمة أبداً .
ب – وجاءت الثورة الفرنسية الوحشية قبل 220 سنة قدوة جديدة للمتظاهرين والثّوار المحدثين ؛ جاءت تطالب بالعدالة والحرية والدستور وحقوق الإنسان والمواطن ( تشابهت قلوبهم وألفاظهم ) ؛ وفقد الناس – يومها ، بل أعوامها – الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والمواطن ، ومعها الأمن على الأرواح والأعراض ، وحاول لويس ( 16 ) أن يطفئ الثورة باعطاء ( الثائرين شيئاً مما يطلبون ، وكأنما كان هذا فاتحاً للشهية الثورية فكلما تحقق مطلب زادت مطالبهم ، فالمهم هو الثورة والمطلب مجرد ذريعة ، ثم تنادى الغوغاء للهجوم على قلعة الباستيل ( لتحرير السجناء السياسيين بزعمهم ) وتم لهم فتح القلعة وتحرير السجاء وعددهم سبعة من أعتى المجرمين القتلة لم يكن بينهم سحين سياسي واحد ، وبعد أن نجحت الثورة ثار بعض الثوار على رفقائهم في الثورة ، ويروى أن إحدى الثائرات اتهمت بالخيانة وعداوة الحرية ، وفي طريقها إلى المفصلة نادت نٌصٌبا للحرية : ( أيتها الحرية كم باسمك تٌقترف الآثام ) .
ثم تحولت الثورة إلى ثورات مضادة ودكتاتوريات شعبية ؛ اقتدت بها الثورة العراقية الوحشية على الهاشميين ، ثم على الثائرين الأوائل ، ثم على من بعدهم إلى حزب البعث وثورة رفيقٍ بعثيي على رفيقٍ بعثيي ... إلخ . كفى الله المسلمين شرهم .
ج – وسواء كانت الثورة سوقية كالثورة الفرنسية أو عسكرية كالثورات العربية والجنوب أمريكية ونحوها .
ومثلها المظاهرات والاعتصامات والانتخابات والاضرابات فإن قاسمها المشترك : الجهل بشرع الله ؛ فلا تجوز شرعاً ولا عقلاً ولا عاقبةً ، ولا يسوغها ظلم ولا فجور ، ولا زمان ولا مكان ولا حال ، فالأمر بطاعة ولاة الأمر والنهي عن معصيتهم مطلق في الكتاب والسنة ( في المنشط والمكره وعلى أثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله ، وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) ، ومن فضل الله أن جمع في الحديث بين الأمر بالطاعة والنهي عن المعصية والخروج ، وبين الأمر بقول الحق رغم لوم اللائمين ، لأن كثيراً من الخوارج الجهلة العصاة يستدلون بذلك الحديث على جواز الخروج بالقول على ولاة الأمر اتباعاً لمنهاج حزب الإخوان وفروعه : الإنكار على الحاكم ومداهنة المحكوم ابتغاء تأييده الغوغائي للحزب الضال فيما يظهر .
والاستثناء الوحيد من الأمر بطاعة وليّ الأمر والنهي عن معصيته والخروج عليه بالقول أو العمل : أن يرى أهل العلم الشرعي ( كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان ) ، وهذا الأمر بعيد عن متناول الفكريين والحركيين والحزبيين ، لا يجوز لهم ولا يقبل منهم القول فيه .
د – والانتخاب وحكم الأغلبية مخالف للشرع والعقل ، فأكثر الناس ( لا يعلمون ) و ( لا يؤمنون ) و ( لا يفقهون ) و ( لا يشكرون ) كما قال خالقهم تبارك وتقدس اسمه وتعالى جدّه .
ولو تنازل ولاة الأمر ( لنبض الشارع ) كما ينعق بعضه الصحفيين ، وللمتظاهرين والمعتصمين والمضربين والمنتخبين والصحفيين عن شيء مما ولاهم الله من قيادة الأمة إلى ما أراهم الله من الخير ؛ فالعاقبة : مخالفة شرع الله وسنة رسوله وسنة الخلفائه وفقه الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، ثم الضياع ؛ فلن يهدي إلى الخير ( من لا يهِدِّيِ إلا أن يٌهدَى ) ، ومن لا يهدي بهدي الله ورسوله ؛ وكل هؤلاء الغوغائيين منهم ، هداهم الله ، وكفى المسلمين شرهم .
وبلاد ودولة الدعوة إلى التوحيد والسنة ( بخاصة ) مصطفاة من الله ومميزة منه على جميع بلاد المسلمين والكافرين بتجديد الدين والدعوة في كل قرن من القرون الثلاثة الأخيرة بتحكيمها شرع الله في كل مسائل الاعتقاد والعبادة وجل مسائل المعاملات ، وبتطهيرها من أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة ، ومن معابد الأديان الباطلة ، وزوايا الصوفية ، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد راعت الأمم المتحدة تميزها ، فأقرت رفع رايتها إذا خفضت كل الرايات الأخرى ؛ فلتخرس الأصوات التي تطالبها بما يسمى زوراً : حق التظاهر والانتخاب وحرية التعبير والدين .
فلا حرية في بلد ودولة التوحيد والسنة إلا لما شرع الله .
1432 هـ .
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:34
المظاهرات والثّورات والانتخابات شرٌ شرعاً وعاقبةً للشيخ العلامة سعد بن عبدالرحمن الحصين
المظاهرات والثّورات والانتخابات شرٌ شرعاً وعاقبةً
لفضيلة الشيخ العلامة سعد بن عبدالرحمن الحصين – حفظه الله –
بسم الله الرحمن الرحيم
أ – قبل أن تدخل هذه المصطلحات الشيطانية قاموس اللغة العربية العصرية وحياة مسلمي العصر : وسوس الشيطان وسوّلت الأنفس الأمّارة بالسوء لبعض مسلمي القرن الأول الهجري الخروج على وليّ الأمرهم الخليفة الراشد المهدي الثالث عثمان بن عفان – رضي الله عنه وأرضاه – الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة والشهادة والمغفرة من الله ، وأنه تستحي منه الملائكة ؛ خرج عليه أوائل الخوارج بالقول ثم بشرِ العمل فقتلوه بالتهمة التي يرددها الخوارج على ولاة أمرهم حتى اليوم وربما إلى يوم القيامة : توليته بعض أقاربه وغيرهم ، أو منحهم المال أو الأرض دون بعض ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي الواحد الوادي من الغنم ، ويقسم الذهبة في تربتها بين الثلاثة ، ويٌقطع الأرض من يشاء دون غيرهم ، وربما غضب بعض الصحابة فأرضاهم بتذكيرهم أن الناس يذهبون بالشاة والبعير ، ويذهبون هم وحدهم برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالهم ، وربما أرضى بعضهم بأنه يتألف غيرهم بالعطاء الدنيوي ويكلهم هم إلى إيمانهم ، وربما أعلن سلف الخوارج الخروج على الرسول بالقول ؛ ( إعدل يا محمد ) أو : ( أن كان ابن عمّتك ؟ ) ؛ تشابهت قلوبهم وألفاظهم .
ووسوس الشيطان وسوّلت الأنفس الأمّارة بالسوء لبعض مسلمي القرن الأول الهجري الخروج على الخليفة الراشد المهدي ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وعلى آله وصحبه ) ووليّه وصفيّه ( علي بن أبي طالب – رضي الله عنه وأرضاه - ) الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وبمحبة الله ورسوله ؛ خرج عليه أوائل الخوارج بالقول ثم بشرِ العمل فقتلوه بالتهمة التي يرددها خلف الخوارج حتى اليوم : ( الحكم بغير ما أنزل الله ) ، تشابهت قلوبهم وألفاظهم .
وإذا كان الشيطان قد خص غير الحزبيين بدعوى الخوارج على عثمان :
( عدم العدل في توزيع الوظائف والمنح والجوائز ) فقد جمع للحزبيين ( الموصوفين زوراً بالإسلامين ) دعوى الخوارج على عثمان ومعها دعوى الخوارج على علي – رضي الله عنهما وأرضاهما - : ( الحكم بغير ما أنزل الله ) وتولى كِبر هذا الأمر حزب الإخوان المسلمين الذي أسس من أول يوم على الخروج على ولاة الأمر صالحين أو دون ذلك ،
وشرع الله خلاف ذلك ، فلا يجوز الخروج على وليّ الأمر ولو ظلم ، ولو فجر ( إلا أن تروا كفراً بواحاً ) فيجوز لأهل الحلّ والعقد ( لا الغوغاء ) أن يقرروا كفره ، ويختاروا الأصلح لولاية الأمر ، أما ما دون الكفر الصريح البواح فقد شرع رسول الله بأمر الله تعالى له ( السمع والطاعة ) للأمير ، ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ، ولو كان الأمراء ( لا يستنون بسنته ولا يهتدون بهديه ) فيما دون الاعتقاد : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
والإخوانيون لم يكونوا بعدين عن الشرك ( منذ حسن البنا وعمر التلمساني – رحمهما الله – لو ماتا على التوحيد ) ( أنظر كاب مذكرات الدعوة والداعية للبنا وشهيد المحراب للتلمساني ) ، وإلى رئيس حماس اليوم ) قولاً أو فعلاً أو تجنباً للأمر بالتوحيد في العبادة أو النهي عن الشرك بأوثان المقامات والمزارات والمشاهد ، ابتداءً من ضريح الحصافي ( شيخ طريقة البنا الصوفية ) إلى ضريح الخميني الأب الروحي لحماس ، كما أعلن رئيس حماس الحالي ، ولن تجد نهياً عن الشرك الأكبر في واجبات الإخواني ولا منجياته ولا مهلكاته ولا موبقاته ولا وصاياه ، كأنما يتعمد التلبس بهذه الجريمة أبداً .
ب – وجاءت الثورة الفرنسية الوحشية قبل 220 سنة قدوة جديدة للمتظاهرين والثّوار المحدثين ؛ جاءت تطالب بالعدالة والحرية والدستور وحقوق الإنسان والمواطن ( تشابهت قلوبهم وألفاظهم ) ؛ وفقد الناس – يومها ، بل أعوامها – الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والمواطن ، ومعها الأمن على الأرواح والأعراض ، وحاول لويس ( 16 ) أن يطفئ الثورة باعطاء ( الثائرين شيئاً مما يطلبون ، وكأنما كان هذا فاتحاً للشهية الثورية فكلما تحقق مطلب زادت مطالبهم ، فالمهم هو الثورة والمطلب مجرد ذريعة ، ثم تنادى الغوغاء للهجوم على قلعة الباستيل ( لتحرير السجناء السياسيين بزعمهم ) وتم لهم فتح القلعة وتحرير السجاء وعددهم سبعة من أعتى المجرمين القتلة لم يكن بينهم سحين سياسي واحد ، وبعد أن نجحت الثورة ثار بعض الثوار على رفقائهم في الثورة ، ويروى أن إحدى الثائرات اتهمت بالخيانة وعداوة الحرية ، وفي طريقها إلى المفصلة نادت نٌصٌبا للحرية : ( أيتها الحرية كم باسمك تٌقترف الآثام ) .
ثم تحولت الثورة إلى ثورات مضادة ودكتاتوريات شعبية ؛ اقتدت بها الثورة العراقية الوحشية على الهاشميين ، ثم على الثائرين الأوائل ، ثم على من بعدهم إلى حزب البعث وثورة رفيقٍ بعثيي على رفيقٍ بعثيي ... إلخ . كفى الله المسلمين شرهم .
ج – وسواء كانت الثورة سوقية كالثورة الفرنسية أو عسكرية كالثورات العربية والجنوب أمريكية ونحوها .
ومثلها المظاهرات والاعتصامات والانتخابات والاضرابات فإن قاسمها المشترك : الجهل بشرع الله ؛ فلا تجوز شرعاً ولا عقلاً ولا عاقبةً ، ولا يسوغها ظلم ولا فجور ، ولا زمان ولا مكان ولا حال ، فالأمر بطاعة ولاة الأمر والنهي عن معصيتهم مطلق في الكتاب والسنة ( في المنشط والمكره وعلى أثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله ، وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) ، ومن فضل الله أن جمع في الحديث بين الأمر بالطاعة والنهي عن المعصية والخروج ، وبين الأمر بقول الحق رغم لوم اللائمين ، لأن كثيراً من الخوارج الجهلة العصاة يستدلون بذلك الحديث على جواز الخروج بالقول على ولاة الأمر اتباعاً لمنهاج حزب الإخوان وفروعه : الإنكار على الحاكم ومداهنة المحكوم ابتغاء تأييده الغوغائي للحزب الضال فيما يظهر .
والاستثناء الوحيد من الأمر بطاعة وليّ الأمر والنهي عن معصيته والخروج عليه بالقول أو العمل : أن يرى أهل العلم الشرعي ( كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان ) ، وهذا الأمر بعيد عن متناول الفكريين والحركيين والحزبيين ، لا يجوز لهم ولا يقبل منهم القول فيه .
د – والانتخاب وحكم الأغلبية مخالف للشرع والعقل ، فأكثر الناس ( لا يعلمون ) و ( لا يؤمنون ) و ( لا يفقهون ) و ( لا يشكرون ) كما قال خالقهم تبارك وتقدس اسمه وتعالى جدّه .
ولو تنازل ولاة الأمر ( لنبض الشارع ) كما ينعق بعضه الصحفيين ، وللمتظاهرين والمعتصمين والمضربين والمنتخبين والصحفيين عن شيء مما ولاهم الله من قيادة الأمة إلى ما أراهم الله من الخير ؛ فالعاقبة : مخالفة شرع الله وسنة رسوله وسنة الخلفائه وفقه الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، ثم الضياع ؛ فلن يهدي إلى الخير ( من لا يهِدِّيِ إلا أن يٌهدَى ) ، ومن لا يهدي بهدي الله ورسوله ؛ وكل هؤلاء الغوغائيين منهم ، هداهم الله ، وكفى المسلمين شرهم .
وبلاد ودولة الدعوة إلى التوحيد والسنة ( بخاصة ) مصطفاة من الله ومميزة منه على جميع بلاد المسلمين والكافرين بتجديد الدين والدعوة في كل قرن من القرون الثلاثة الأخيرة بتحكيمها شرع الله في كل مسائل الاعتقاد والعبادة وجل مسائل المعاملات ، وبتطهيرها من أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة ، ومن معابد الأديان الباطلة ، وزوايا الصوفية ، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد راعت الأمم المتحدة تميزها ، فأقرت رفع رايتها إذا خفضت كل الرايات الأخرى ؛ فلتخرس الأصوات التي تطالبها بما يسمى زوراً : حق التظاهر والانتخاب وحرية التعبير والدين .
فلا حرية في بلد ودولة التوحيد والسنة إلا لما شرع الله .
1432 هـ .
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:40
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تنبيهات على مقالٍ حول إباحة المظاهرات السلمية/ لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد (http://www.mahaja.com/*******.php?237)
و بعد، فقد اطلعت على كلمة لأحد المشايخ بعنوان: ((نظرات شرعية في وسائل التعبير العصرية)) نشرت في 25/3/1432هـ بعد المظاهرات والأحداث التي حصلت في بعض دول شمال أفريقيا، وقد اشتملت على تأييد المظاهرات السلمية وأنها شرعية، وكان اطلاعي عليها بعد نصف شهر من نشرها، وقد نشر بعد هذه الكلمة إيضاحاً ذكر فيه أن صاحب الموقع الذي نُشرت فيه الكلمة اقترح عليه حذفها مخافة أن يستغلها أهل السوء والجهل من بعض الشباب والكتاب والصحفيين وأنه وافق على هذا الاقتراح، وقد أحسنا جميعاً في حذفها، ولكون الكلمة انتشرت في مواقع أخرى أعلق على بعض ما جاء فيها بما يلي:
1ـ قوله: ((وقد كثر الخوض في حكمها (المظاهرات السلمية) بعد الثورة الشعبية السلمية في تونس ومصر وليبيا وغيرها، وكل هذه الثورات لم يسفك المظاهرون فيها دما ولم يشهروا سلاحا ولم ينهكوا نفسا أو يفسدوا شيئا من الممتلكات))، لا يخفى أن هذه المظاهرات التي ذهب فيها دولتان صاحبها اختلال في الأمن وحصول مفاسد وترتب عليها سلب ونهب وسفك دماء وأقل أضرارها التضييق على الناس في طرقاتهم وحصول الرعب للآمنين ثم إن الذين يقومون بتصريف الأعمال في الفترة الانتقالية بين الماضي والمستقبل لم يجر على ألسنتهم ـ في ما علمت ـ ذكر أي شيء فيه السعي لتطبيق شريعة الله في هذين البلدين المسلمين وكل ما في الأمر عندهم هو الدندنة حول ترسيخ الديمقراطية المستوردة من الغرب المباينة لشريعة الإسلام وإذا لم يتم للمسلمين في تلك البلاد حكمهم بشريعة ربهم فأي مكاسب ينشدونها بعد تلك الثورات التي لا يعدو الحال فيها أن يجيء وجوه بدل وجوه مع بقاء حليمة على عادتها القديمة كما في المثل، والله المستعان.
2ـ قوله: ((إن حق المسلم في حرية التعبير عن رأيه أكثر الحقوق التصاقاً بحق الحياة ... إن التعدي على حرية التعبير ظلم وإهدار لكرامة الإنسان و تقييدها و إلزامه بتقليد الغير ووجوب التبعية له))، حرية التعبير للمسلم تكون في حدود ما هو سائغ شرعاً، وما أُطلق عليه تعبير سلمي كالمظاهرات والاعتصامات والمسيرات يُرجع في معرفة حكمه شرعاً إلى أهل العلم، ومن أبرز علماء الشريعة في هذا العصر شيخنا الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله وقد قال: ((فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم)) مجلة البحوث الإسلامية (38/210)، وكلامه واضح في منع المظاهرات السلمية وغير السلمية لا كما فهمه عنه صاحب المقال في قوله: ((فسماحته لم يعترض على المظاهرات السلمية وإنما منع المظاهرات غير السلمية وهي التي ينتج منها المفاسد والفتن وهذه حرام ولا شك))، قال ذلك تعليقاً على قول سماحته رحمه الله: ((إن العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أوصوا بتجنب المسيرات والمظاهرات التي تضر بالدعوة ولا تنفعها وتسبب الفرقة بين المسلمين والفتنة بين الحكام والمحكومين)) مجموع الفتاوى (7/344)، ومنهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فقد قال في لقاء الباب المفتوح (179) في جواب سؤال يتعلق بالمظاهرات؛ قال: ((عليك باتباع السلف، إن كان هذا موجوداً عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى لا من المتظاهرين ولا من الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء؛ إما على الأعراض، وإما على الأموال. ، وإما على الأبدان؛ لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران ما يدري ما يقول ولا ما يفعل، فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن، وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقولون: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف))، ومنهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله فقد وصف المظاهرات بأنها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب وتتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم: ((خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم)) السلسلة الضعيفة (6531)، ومما جاء في بيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ: ((وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها، والتحذير منها، والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة، ولا يكون معه مفسدة، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان))، وليس من اللائق بصاحب المقال تسويغه في مقاله قيام عدد من النساء قل أو كثر أمام وزارة الداخلية أو وزارة العدل أو المحكمة الشريعة أو دار الإفتاء يطالبن بتوظيفهن أو رفع ظلم أوليائهن ...، والطريق السليم أن تتقدم كل واحدة إلى الجهات المسئولة في حاجتها أو بيان مظلمتها وطلب رفع الظلم عنها.
3ـ قوله: ((إن حرية التعبير في الإسلام هي أساس الدعوة إلى الخير قال تعالى: «وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»، وأصول المعروف والمنكر منصوصة كلها في الكتاب والسنة ولكن أصنافها وأنواعها وأعدادها تتكاثر وتتسارع بتكاثر البشر وتوالدهم قال تعالى: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»، والمظاهرة السلمية أحد مظاهر حرية التعبير لأنها تسعى لإعادة حقوق الشعب المسلوبة و المتعدى عليها ...))، ليس من اللائق إقحام ما يسمى بالمظاهرات السلمية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير لأنها مستوردة من الغرب ويترتب عليها مفاسد أقلها التضييق على الناس في طرقاتهم كما أشرت إلى ذلك آنفاً، وهي من جملة المظاهرات التي منع منها علماء هذه البلاد وغيرهم الذين نقلت كلامهم في ذلك.
4ـ جاء في المقال وصف ولي الأمر الذي يسمع له ويطاع بالعادل في ثلاثة مواضع، وهذا التقييد بالعدل خلاف ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة التي أمرت بالسمع والطاعة للولاة مطلقاً ما لم يأمروا بمعصية، منها ما رواه مسلم في صحيحه (1846) من حديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال: ((سأل سلمةُ بن يزيد الجعفي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبيَّ الله! أرأيتَ إن قامتْ علينا أُمراءُ يسألونا حقَّهم ويمنعونا حقَّنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا؛ فإنَّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتُم))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون أثرة وأمور تنكرونها، قالوا يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم)) رواه البخاري (3603) ومسلم (4775) عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّه يُستعمل عليكم أُمراءُ، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئَ، ومَن أنكر فقد سلِم، ولكن مَن رضي وتابع، قالوا: يا رسول الله! ألا نقاتلُهم؟ قال: لا! ما صلّوا)) رواه مسلم (1854) عن أمّ سلمة رضي الله عنها، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((خيارُ أئمَّتكم الذين تحبُّونهم ويحبّونكم، وتُصلُّون عليهم ويُصلُّون عليكم، وشِرارُ أئمَّتكم الذين تُبغضونهم ويُبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا: قلنا: يا رسول الله! أفلا ننابذُهم عند ذلك؟ قال: لا! ما أقاموا فيكم الصلاةَ، لا! ما أقاموا فيكم الصلاةَ، ألا مَن وليَ عليه والٍ، فرآه يأتِي شيئاً مِن معصية الله، فليكره ما يأتِي مِن معصية الله، ولا ينزعنَّ يداً مِن طاعةٍ)) رواه مسلم (1855) عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)) رواه البخاري (7144) ومسلم (4763) واللفظ له عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ((دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السَّمع والطَّاعة في مَنشَطِنا ومَكرَهِنا وعُسرِنا ويُسرِنا، وأثرَةٍ علينا، وأن لا نُنازع الأمرَ أهلَه، إلا أن ترَوا كفراً بَواحاً عندكم مِن الله فيه بُرْهانٌ)) رواه البخاري (7055) ومسلم (4771)، وهذان الحديثان عن عبد الله بن عمر وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم؛ ذكرهما صاحب المقال وهذا يشعر أن وصفه الوالي بالعادل سهو أو سبق قلم، وإنما نبهت على هذا لئلا يُفهم وصفه الوالي بالعادل فهماً خاطئاً.
5ـ ذكر أربعة أدلة لجواز المظاهرات السلمية قال عن أولها: ((الأصل فيها الإباحة والبقاء على البراءة الأصلية حتى يرد دليل خاص في المنع وهي وسيلة جديدة ولا يترتب عليها مفسدة لأنها سلمية بحتة ومتى ترتب عليها مفسدة فهي محظورة))، تقدم أن الأصل فيها استيرادها من الغرب وأنها لا تخلو من مفاسد وأضرار أقلها التضييق على الناس في طرقاتهم وأن كبار العلماء في هذه البلاد وكذا الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني قالوا بتحريمها لما يترتب عليها من أضرار، وقال عن ثانيها: ((جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية ...))، تقدم أنه ليس من اللائق إقحام المظاهرات السلمية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير وأيضاً فإن هذا الاستلال عليها من التكلف وهو خلاف ما فهمه كبار العلماء الذين أشرت إليهم، ودليله الثالث: حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الرجل الذي آذاه جاره وأرشده النبي صلى الله عليه وسلم أن يُخرج متاعه إلى الطريق، ولفظه عند أبي داود (5153) بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه يشكو جاره، فقال: اذهب فاصبر! فأتاه مرتين أو ثلاثاً، فقال: اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه فعل الله به وفعل وفعل، فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى مني شيئاً تكرهه))، والحديث لا يدل على جواز المظاهرات المحدثة، وإذن الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل بإخراج متاعه حصل لصحابي، والصحابة أهل صدق، وليس كل من جاء بعدهم يرشد إلى ذلك؛ لأنه ليس كل من يدعي مثل هذا يكون صادقاً بل قد يكون مبطلاً مؤذياً لجاره، أما دليله الرابع: فحديث إياس بن عبد الله بن أبي ذباب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تضربوا إماء الله! فجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قد ذئـر النساء فأمر بضربهن، فضربن فطاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير، فلما أصبح قال: لقد طاف الليلة بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها، فلا تجدون أولئك خياركم)) وهو حديث صحيح رواه أبو داود (2145) وابن ماجه (1985) واللفظ له؛ قال في وجه الاستدلال بالحديث: ((فإذا كان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم خرجن جماعات أو فرادى يشتكين ضرر أزواجهن! أليست هذه مظاهرة سلمية؟))، ويجاب عنه بأن مجيء هؤلاء النسوة ليس من المظاهرات في شيء؛ لأن مجيئهن جميعاً لم يكن عن مواطئة ومواعدة بل كل واحدة جاءت على حدة فاتفق أن تلاقين عند بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، والغالب أن ذكر السبعين فيه للتكثير كقوله تعالى: «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ»، ونظير هذا التلاقي اتفاقاً عند بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم التقاء زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما التي جاءت تسأل عن الصدقة على الزوج بامرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتها مثل حاجتها رواه البخاري (1466) ومسلم (2318).
وأسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويوفقنا لاتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويوفقنا لاجتنابه وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
22/4/1432هـ، عبد المحسن بن حمد العباد البدر
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:46
]المظاهرات وسيلة طارئة
والوسيلة لها حكم المقصد كما هو معروف عند أهل العلم
والقول أن المظاهرات بدعة حرام لأنها لم تكن على زمن السلف قول غير موفق
فليس من شرط الوسيلة ثبوت حصولها زمن السلف
بالصوت : (( حكم المظاهرات للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله )) .
بالصوت : (( حكم المظاهرات للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
[/URL]
للتحميل
[URL="http://www.yemen-sound.org/uploader/uploads/moqbl.mp3"]هنا (http://www.youtube.com/watch?v=jk2ry...layer_embedded)
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:49
فتوى الشيخ محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله على دعوة القرضاوي إلى دولة مدنية وبيان مفاسد المظاهرات
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:
هذا الكلام خطير جداً، فالعلماء الذين يعرفون سيرة القرضاوي في مناصرة كثير مما جاء به الأعداء لا يستغربون هذا؛ لما له من سوابق من مثل هذا الاتجاه، كالدعوة إلى حوار الأديان، التي حقيقتها وحدة الأديان ومؤاخاتها. مما جعل شيخنا الوادعي يقول: «القرضاوي قرض نصف الدين» وأنا أقول: «هو ساع في قرض النصف الباقي» فكلمة القرضاوي فيها أمران:
الأول: قوله: «توجهي لإقامة دولة مدنية» وقد ظنَّ من ظن أن القرضاوي جعل كلمة (دولة مدنية) بمقابل (دولة عسكرية) يعني: أنه لا يريدها دولة بحكم عسكري، وإنما بحكم مدني، ولكن لما القرضاوي مراده بكل إيضاح بقوله: «أنا ضد الدولة الدينية تماماً» زال هذا الظن وظهر المراد بدون لبس ولا خفاء، واقشعرت جلود المؤمنين من خطر هذه الكلمة.
والحاجة هنا ماسة إلى بيان ما هي الدولة المدنية؟
الدولة المدنية: أي: العلمانية على طريقة الغرب.
ولا ينسى القراء أن الأعداء يتحينون الفرص لفرض السيطرة على المسلمين، ففي الأمس كانت السيطرة للاتحاد السوفييتي، حتى إن كثيراً من الأحزاب في الوطن العربي كانت تجعل شعاراتها ناطقة بالانتساب للاتحاد السوفييتي، القائم على الشيوعية الاشتراكية، ففي جنوب اليمن: الحزب الاشتراكي اليمني، وفي العراق: حزب البعث الاشتراكي العربي، وفي سوريا: حزب البعث الاشتراكي السوري، أو تنتسب إليه بالمضمون كما حصل من قِبَل حزب جمال عبد الناصر، ولما سقط الاتحاد السوفييتي سعى الغرب الأمريكي والأوروبي بقيادة أمريكا إلى السيطرة على العالم الإسلامي خصوصاً العرب، ومعلوم أن الغرب الأوربي والغرب الأمريكي يسيران على العلمانية، فأراد الغرب أن يتحول انتساب وسير الدول العربية والإسلامية إلى العلمانية الغربية، وحتى لا يكون هذا التحول مفضوحاً؛ جعله الأعداء في مخططاتهم مبلسماً فقالوا: دول عربية مدنية، والتمدن المذكور قد نُص عليه في مؤامرة أمريكا الكبرى على العرب، المعروفة بمشروع الشرق الأوسط الكبير، كما في كتاب «مشروع الشرق الأوسط الكبير» (ص/98) وقد أوضحنا هذا في كتابنا «نفوذ التنصير في المسلمين بالأموال»
ومما يدل على أن المراد بالدولة المدنية (العلمانية على طريقة الغرب): أن العلمانيين الذين هم من صناعة الأعداء في الوطن العربي وغيره يقولون: «الدين لله، والوطن للجميع» والمراد بالدين عندهم: الصلاة والصيام. والمراد بالوطن للجميع: أن أمور المسلمين من سياسة واقتصاد وأخلاق وغير ذلك يحكمها العلمانيون، وهذا هو مضمون الشعار المعلوم (فصل الدين عن الدولة) وهو مضمون المادة في أغلب الدساتير العربية التي تنص على أن «الشعب مالك السلطة ومصدرها» وهو مضمون قول العلمانيين: الدين علاقة بين العبد وربه، والوطن للجميع، فكل هذه التعريفات والشعارات العلمانية اختصرت إلى (دول مدنية) ويؤكد أن المراد هذا قول القرضاوي: «أنا ضد الدولة الدينية» فهذا تأكيد وإيضاح للجملة التي قبلها لأن معناه: أنا لا أقبل دولة تحكم بالشريعة الإسلامية، ولكن أقبل دولة تحكم بالديمقراطية الغربية.
الثاني: قول القرضاوي: «أنا ضد الدولة الدينية» هذا يوافق قول العلمانيين: إن الشريعة الإسلامية لا تصلح لهذا العصر، فلماذا لا تريد يا قرضاوي الشريعة الإسلامية؟! ألم تؤلف يا قرضاوي كتاباً بعنوان «وجهاًَ لوجه.. الإسلام والعلمانية» وقررت فيه ما نصه: «الآن حصص الحق، ووضح الصبح لكل ذي عينين، وتبين لكل منصف أن العلمانية لا مكان لها في مصر، ولا في ديار العروبة والإسلام، بأي منطق أو بأي معيار، لا بمعيار الدين، ولا بمعيار المصلحة، ولا بمعيار الديمقراطية، ولا بمعيار الأصالة، وأن الشبهات التي أثارها العلمانيون لا تقوم على ساق ولا قدم» فما الذي دهاك إلى هذا القول الخطير؟! وما بالها قُبلت الآن عندك بالمعايير التي كنت ترفضها بالأمس.
وأما قول القرضاوي: «لكن بمرجعية إسلامية» فهذا لا يغيّر شيئاً من الدولة المدنية المذكورة أعلاه، فهو إما من باب ذر الرماد على العيون، أو من باب أن القرضاوي وأمثاله يريدون هذا كوجهة نظر، قد تُقبل، وقد لا تُقبل، لأن الدول المدنية غير معنية بهذا.
وأقول للقرضاوي: أين ذهبت الآيات القرآنية التي كنت أنت وبقية علماء حزب الإخوان المسلمين تنزلونها على حكام العصر
{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة: 44]
{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[المائدة: 45]
{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]
وقوله تعالى: { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ }[الأنعام: 57]
وقوله تعالى: { وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}[الكهف: 26] وغير ذلك؟
فهل كنتم مقتنعين أن قولكم هذا من أجل الدين، أم من أجل الحزبية؟!
لأننا نرى هؤلاء - إذا كانت القضية متعلقة بحزب الإخوان المسلمين - خولوا لأنفسهم أن يقولوا حسب طلب قيادتهم، فأين هم من قوله تعالى:
{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) }[الحاقة: 44 – 47]
ومن قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)} [البقرة: 159 – 160]
فكم حقاً كتموه، وباطلاً أذاعوه.
وبما سبق ذكره من بيان اتضح أن القرضاوي قد طمأن الأعداء إلى حد كبير أن الدول الجديدة التي هي في المخاض الآن ستكون على العلمانية الغربية، ومعلوم أن القرضاوي مرجعية حزب الإخوان المسلمين وهو بهذا التحول سيصير حجة للعلمانيين، وأما بقية علماء حزب الإخوان المسلمين، فإما أن يوافقوا على ما قاله القرضاوي، وهنا يقعون فيما حذر الله منه أشد تحذير قال تعالى:
{ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)}[الإسراء: 73 – 75]
وإما أن يخالفوه فسيكونون عند الحزب: هم الرجعيون السطحيون، الذين يستحقون الحرمان والهجر وغير ذلك، وهذا لن يضرهم، ونبشرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس»
وعلى هذا: فإني أدعوا الشيخ القرضاوي أن يتوب إلى الله من هذه الدعوة العلمانية.
وأما الإجابة عن بقية السؤال المتعلق بالمظاهرات لإسقاط دول، وجعلها جهاداً في سبيل الله؛ فقد سبق أن أصدرنا فتوى توضح أن المظاهرات المذكورة قد احتوت على جميع الشرور والفتن، فجعلها جهاد في سبيل الله من تقليب الحقائق، فكيف تكون في سبيل الله؟!! ومعلوم أن هذه المظاهرات من أجل الملك لا من أجل الدين، واللهث وراء الملك مرض خطير أبانه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
«ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حب المال والشرف لدينه» رواه الترمذي، وهو حديث صحيح قال الحافظ ابن رجب في «ذم الجاه والمال» (ص/29):
«وأما حرص المرء على الشرف فهو أشد هلاكاً من الحرص على المال، فإن طلب شرف الدنيا والرفعة فيها والرياسة على الناس والعلو في الأرض أضر على العبد من طلب المال، وضرره أعظم، والزهد فيه أصعب»
وأنى تكون المظاهرات جهاداً في سبيل الله وهي انتصار للحزبية التي حرمها الإسلام، وبرأ الله رسوله صلى الله عليه وسلم من أهلها قال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)} [الأنعام: 159 ]
وعن أم سلمة قالت: «إن نبيكم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب» وهو صحيح، أليس حزب الإخوان المسلمين من جملة الأحزاب السياسية وهو عندنا في اليمن من أحزاب المعارضة.
وأنى تكون في سبيل الله وهي مظاهرات قائمة على السب والشتم واللعن، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»
وقال: «لعن المسلم كقتله»
وكيف تكون في سبيل الله وفيها ترويع المسلمين وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
«لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً»
وأنى تكون في سبيل الله وهي قائمة على التخريب، والسلب، والنهب، وسفك الدماء، وإزهاق الأرواح.
وأنى تكون في سبيل الله وقد اجتمع قطاع الصلاة والسكارى والراقصين والقتلة وغيرهم.
وأنى تكون في سبيل الله وهي تنفيذ لمطالب أعداء الله.
وكيف تكون في سبيل الله وهي قائمة على الغدر والمكر والكذب وغير ذلك.
وكيف تكون في سبيل الله والمتظاهرون تدفعهم أحزابهم إلى قتل الأنفس البريئة، وقد تتابع علماء حزب الإخوان في الدعوة إلى المظاهرات والتهييج إليها، ومنهم عبد المجيد الزنداني الذي فتن بدعوته هذه من فتن من المتظاهرين وجرأتهم على ارتكاب البوائق وتعاطي الفتك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن أنكر المنكرات وأعظم المفاسد في هذه الاعتصامات: تواجد النساء مع الرجال، فكفى بهذا الاختلاط مفسدة، فكيف إذا وُجدت الخلوة التي هي مدرجة هلاك.
فلو أنصف علماء حزب الإخوان لقالوا: إنها في سبيل الشيطان، وهي كذلك، فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في شاب خرج يكتسب: «إن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان»
فما بالك بمن خرج ليفعل ما ذكرنا، وأقول لعماء حزب الإخوان: لماذا ما أفتيتم بأن المظاهرات جهاد في سبيل الله إلا هذه الأيام؟!! مع العلم أن لها سنوات تقام، ولا يعرف الناس إلا أنها تقليد الكفار، فما هو السر في هذا التوقيت لهذه الفتوى؟! فما أظنه إلا أنكم ترون أنكم قد قربتم من الوثوب على الملك، فغيركم لا تفتونه بها؛ خشية أن يسبقكم إلى الملك فماذا يعني هذا؟!
وأما قولكم: «من قتل في المظاهرات إنه شهيد في سبيل الله»
فنقول لكم: هذه المسألة قد حسمها الرسول صلى الله عليه وسلم فجعل قِتلته جاهلية بقوله:
«من قتل تحت راية عمية يدعو لعصبية أو ينصر عصبية فقتلته جاهلية» رواه مسلم.
ولو أنصف علماء حزب الإخوان لوافقونا على أن قتلى المتظاهرين والمعتصمين ضحية الديمقراطية، لأن الأعمال التي يقوم بها المتظاهرون أكثرها تنفيذاً لديمقراطية الأعداء، فلا داعي لتوزيع الشهادات بالانتماء الحزبي.
وعلى كلٍ: علماء حزب الإخوان تغيرت فتواهم كثيراً إلى جهة الانحراف السياسي منذ قبلوا الحزبية السياسية - وإن كانت كل حزبية في الإسلام محرمة - حتى ركبوا الصعب والذلول، وأيضاً ضيعوا مكانتهم، وضيعوا الانتصار للإسلام حينما سلموا الأمور لقيادة الحزب السياسية، ولسنا نكفر حزب الإخوان المسلمين، ولكن نقول: زاد فيهم الانحراف منذ دخلوا في الحزبية السياسية، فقد حصل لهم مسخ خطير عما كانوا عليه قبل ذلك من خير، خصوصاً عندما قبلوا الدخول والتحالف مع الأحزاب العلمانية، ومن سار بسيرها.
وكون حزب الأخوان يريد الملك؛ فليأت الأمور من أبوابها، فلو اتقى الله، وتمسك بشرع الله صدقاً وإخلاصاً؛ لجعل الله له من القبول، ونفوذ القول بين المسلمين ما يفوق به غيره، أما هذا الطريق الذي سلكه فهو مؤد إلى خسارة في الدنيا وخسارة في الآخرة، ويكفيه عبرة ما قد حصل له في عشرات السنين من محاولات الوصول إلى الملك دون نجاح، إلى جانب ما يلحقهم من انتقامات تسببوا فيها، وإن نجحوا بهذه الطرق المشتملة على المخالفات لشرع الله، ومنها الغدر والمكر؛ فأخشى أن يسلط الله عليهم من يأخذ الملك عليهم، كما أخذوه على غيرهم بغير حق، فإن الجزاء من جنس العمل، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
«إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» متفق عليه من حديث أبي موسى رضي الله عنه.ألا وإن تواطأهم في هذ المرة مع جهات كافرة لاستلاب الحكم من الحكومات القائمة لأمر جلل، وفتح باب فتنة لا تنتهي، وقد قال الله:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81].
[/URL]
[URL="http://www.mahaja.com/newreply.php?do=newreply&p=35753"]http://www.mahaja.com/clear.gif
(http://www.olamayemen.com/show_fatawa737.html)
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 02:58
الثورات التظاهرية بحجة الإصلاح تبدأ وتنتهي بالإفساد / لفضيلة الشيخ سعد بن عبدالرحمن الحصين - حفظه الله تعالى -
بسم الله الرحمن الرحيم
الثورات التظاهرية بحجة الإصلاح تبدأ وتنتهي بالإفساد
1 – كل الثورات والمظاهرات والإضرابات والإعتصامات خرجت على وليّ الأمر بحجة تحقيق العدل ( والحرية والمساوة والديمقرطية )
2 – وكلها ( بصرف النظر عن صلاح الولاة أو فسادهم ) مخالفة لشرع الله في كتابه : ( ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ، وفي الحديث المتفق على صحته : ( وألاّ ننازع الأمر أهله ) وفي الحديث الصحيح : ( وإن ضٌرِبَ ظهرك وأٌخذ مالك فسمع وأطع ) الصحيحة ( 2739 ) .
3 – وكلها ( منذ الثورة الفرنسية – القدوة السيئة ) بل ( منذ الخروج على عثمان رضي الله عنه وأرضاه في خلافة النبوة ، في خير القرون وخير الناس ) ، بدأت بالقتل ، وفتحت الباب لما دونه من الفساد في الأرض والفتن الظاهرة والباطنة .
4 – الاستثناء الذي أعرفه : ثورة الجيش عام 1372 – على ولاة مصر ( منذ عام 1920 – أي قبلها بمائة وخمسين سنة ) ، ولم ترق فيها قطرة دم ، وإن بدأ عهد الولاة قبلهم بمذبحة المماليك ثم بعد بضع عشرة سنة بقتل ونفي المئات من علماء وأمراء دولة تجديد الدّين السعودية الأولى عام ( 1233 ) ولكنّ محمد علي كان خيراً من سلطان الخرافة العثمانية ( الذي أمر بالغزو وتقرب إلى الله بقتل وصلب الإمام عبد الله بن سعود ورفيقيه ) ؛ فقد عاملهم محمد علي معاملة حسنة ، ومع أنه أعجمي الأصل ( ألبانيّ ) فقد كان يٌلزم الأعاجم الذين يرغبون العمل في خدمته باللباس العربي والكلام بالعربية ( على على نحو ما فعل معمّر القذافي ) .
ومع هذا الاستثناء لا أعرف بلداً عربياً صار بعد الثورة خيراً من قبلها .
5 – والثورات والمظاهرات الأخيرة أسوأ من غيرها ؛ بدأت برجل ينتمي إلى الإسلام يٌحرق نفسه كما فعل البوذيون الوثنيون أو الشيوعيون كفراً بنعمة الله عليه بالحياة ، ومعصية لأمر الله تعالى بالمحافظة على الحياة ومعصية لنهيه عن التفريط فيها ، وجزاؤه يوم القيامة مثل عمله فلا يزال يٌحرق نفسه لا تنفعه شفاعة القرضاوي وأمثاله ، إلا أن تشمله مغفرة الله ما دون الشرك : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
6 – ثم بدأ الإصلاح الثّوري التّظاهري بالإفساد العام : تخريب وحرق مؤسسات وممتلكات الأمة ( الأمنيّة بخاصة وغيرها بعامة ) وتَهٌبّ الدولة للدفاع عن سلطانها وممتلكاتها ومنجزاتها ومسؤليّتها ( وكلٌّ راع ومسؤل عن رعيته ) ، وأعلى المسؤليات وأولاها بالحفظ مسؤلية الولاية لعمومها البلاد والعباد والدين والدنيا وأهمية بقائها لصالح كل فرد ، ولشرع الله قتل من يحاول سلبها الولاية كما في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري : ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) ، وصح عن ابن مسعود وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وأنس رضي الله عنهم جميعاً ( الصحيحة 3089 ) ، ويهب المتظاهرون للدفاع ويٌقتل ويٌسجن أو يٌنفى من شاء الله له ذلك من ولاة الأمر أو من الخارجين عليهم .
وقد يستعين بعض الخوارج بقوات التحالف الأمريكي الأوروبي الذي كان يٌوصف بالصليبية عندما استأجرته دول الخليج لأنهاء احتلال حزب البعث العراقي الكويت عام 1410 ، وادعى مفتوا الحركيين أنه ( إذا دخل لا يخرج ) وأنه ( جاء للتنصير ) رغم أنه دخل عشرات السنين ( في الخليج والعراق والأردن وبلاد العجم ) ثم خرج ولم يٌنصر ؛ فيٌقتل المسلمون بالنيران الصديقة ( الغربية ) أو العدوّة ( العربية ) وتٌدمر الطائرات والدبابات ومخازن السلاح ومنشآت النفط ( العربية ) ويحتفل العرب بهذا العدوان التطوعي ( الأطلسي ) بالتكبير قليلاً ويرفع علامة النصر ( 7 ) اقتداءً بتشرشل كثيرا وبتباري رؤساء الغرب ( الصليبيون سابقا المغيثون لاحقاً ) في النباح استنكاراً لمقاومة دولة المسلمين ( بالعهد أو الغلبة ) الخارجين عليها ، وانتصاراً للحرية ( للخوارج لا للولاة ) .
7 – وليت العرب يٌحصون ( مرة واحدة ) كم خسرت البلاد التي ابتٌليت بالثورات والمظاهرات من الأنفس والأموال والممتلكات ، وكم ربحت ؟ لو ربحت ! .
أما نعمة الله بالأمن فلا يحتاج أمرها إلى حساب ، يكفي أن يرجعوا البصر كرة واحدة في حال الصومال وأفغانستان والعراق منذ سنين ، بل في حال مصر اليوم بعد اختيارها أن تسلم للتظاهرات الغوغائية ، كانت الشائعات كالعادة في كل زمان ومكان دون تبين هي الحكم ، وقد أمر الله عباده المؤمنين بالتبين قبل تصديق الخبر ، وردّه إلى أولي العلم والأمر دون إشاعته ، وكان الشيطان ينسيهم نِقم الله عليهم بالأمن والدين وكفاية المؤنة في حدود الضرورة ، واليوم لا يأمن الناس على أنفسهم ولا أهليهم ولا أموالهم .
هدى الله الجميع لأقرب من هذا رشدا .
- 1432 -
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 03:00
أدلة تحريم المظاهرات للشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله تعالى بتاريخ: 5-4-1432
هنا (http://www.alshathri.net/index.cfm?do=cms.conAudio&*******id=3526&categoryid=740)
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 03:02
رد الكذب والبهتان فيما ادعاه الحركي من الهذيان في جواز المظاهرات والخروج على السلطان
رد الكذب والبهتان فيما ادعاه الحركي من الهذيان في جواز المظاهرات والخروج على السلطان
ان الحمد لله نحمده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
أما بعد فأن مما لا يخفى على كثير من العقلاء ما تعيشه الأمة الإسلامية من فتن وبلايا وعناء وظلم من الحكام والمحكومين سواء إذ إن الأمر ليس كما يظن كثير من الأذكياء!!!
أن ما تمر به الأمة من الذل والهون هو بسبب ظلم الحكام فحسب بل هو أيضا بما كسبت أيدي الناس وهذا المعنى عبر عنه القرآن الكريم بقول الحق جل وعلا{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام:129] أي نجعل بعضهم أولياء بعض بجامع كسبهم الشر والفساد.بمعنى كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالما مثله، يؤزه إلى الشر ويحثه عليه، ويزهده في الخير وينفره عنه، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها، البليغ خطرها.
والذنب ذنب الظالم، فهو الذي أدخل الضرر على نفسه، وعلى نفسه جنى { وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ } ومن ذلك، أن العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم،ومنْعهم الحقوق الواجبة، ولَّى عليهم ظلمة، يسومونهم سوء العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله، وحقوق عباده، على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين.
(ينظر تفسير السعدي وايسر التفاسير)
فهذا اصل يجب ان تربى عليه الأمة الإسلامية ابتدائاً وما أجمل مقولة كان يرددها الإمام العلامة الشيخ الألباني حيث كان يقول"دود الخل منه وبيه" نعم يجب أن يعلم الناس أن الحكام الذين يحكموننا ما نزلوا من كوكب آخر وانما هم من بني جلدتنا!!!
وهذا ليس دفاعا عن الحكام الظلمة ولا مداهنة ومن أصر وركب رأسه وادعى ان هذا دفاع عن الطواغيت كما زعم ذلك الحركي العنيد فعليه ان يتهم تلك النصوص المستفيضة التي تارة تأمر بطاعة من تولى كائناً من كان وتارة تأمر بعدم الخروج عليه مهما كان بأنها مداهنة وانها تنصر الظلمة ودونه في ذلك خرط القتاد وإلا فهو يكيل بميزانين وقوله يكون دعوى عارية عن الدليل ومتى تعرت الدعوى عن الدليل فلا قيمة لها كما هو معلوم0
ولذلك ظطر ذلكم الحركي الأفاك إلى امر عجيب جبن عنه هو وأسلافه من الحزبيين من قبل ألا وهو التجرؤ على أحد الصحيحين بالتضعيف وذلك منهم أمر غريب حيث كانوا بالأمس القريب يشنعون ويجعجعون على ريحانة بلاد الشام العلامة محمد ناصر الدين الألباني بأنه ضعف بعض أحاديث الصحيحين علماً ان الشيخ لم يأتي بشيء جديد بل هو مسبوق بأئمة هذا الفن بذلك التضعيف وكذلك فأن الشيخ لم يخاطب جمهور العامة بذلك التضعيف وإنما خاطب فئة معينة من الأمة وهم طلبة العلم0
أما ذلك الحركي البغيض تكلم عن ضعف حديث في أحد الصحيحين على شاشات التلفاز وذلك فيه ما لايخفى من تجرؤ العامة على الصحيحين الذين هما عند اهل السنة والجماعة اصح كتابين بعد كتاب الله تعالى0
سبحان الله ما أشبه اليوم بالأمس قالت المرجئة قديماً"لا يضر مع الايمان معصية"
ولسان حال الأحزاب اليوم "لا يضر مع الحركي الثوري ذنب" فها نحنُ نرى الأنفس تزهق ولاختلاط من الرجال والنساء في تلك المظاهرات وغير ذلك من المفاسد التي رأيناها على شاشات التلفاز ومع ذلك تجد من ينتسب للعلم والايمان من يبارك ويشجع تلك الحشود الهائلة من الجماهير الذين جهلوا حقيقة التغيير الشرعي0
الذي بينه المولى تعالى:في كتابه العزيز{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}وقوله تعالى{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} قال:العلامة الشنقيطي في اضواء البيان "بين تعالى في هذه الآية الكريمة، أنه لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية، حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة الله جل وعلا.والمعنى: أنه لا يسلب قوماً نعمة أنعمها عليهم، حتى يغيروا ما كانوا عليه من الطاعة والعمل الصالح، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
قال:العلامة السعدي" بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر, ومن الطاعة إلى المعصية. أو من شكر نعم الله إلى البطر بها, فيسلبهم الله إياها عند ذلك. وكذلك إذا غير العباد, ما بأنفسهم من المعصية, فانتقلوا إلى طاعة الله, غير الله عليهم, ما كانوا فيه من الشقاء, إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة"
وقال:العلامة ابو بكر الجزائري" يخبر تعالى عن سنة من سننه في خلقه ماضية فيهم وهي أنه تعالى لا يزيل نعمة أنعم بها على قوم من عافية وأمن ورخاء بسبب إيمانهم وصالح أعمالهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من طهارة وصفاء بسبب ارتكابهم للذنوب وغشيانهم للمعاصي نتيجة الإعراض عن كتاب الله وإهمال شرعه وتعطيل حدوده والانغماس في الشهوات والضرب في سبيل الضلالات"
(ايسر التفاسيرج4_ص60)
وهذا اصل ثان يجب ان تعلمه الأمة المحمدية المرحومة لا بد ان نبدل حالنا من الشرك بالله تعالى إلى توحيده ومن البدعة الى اتباع نبيه ومن الهوى والمعصية الى الطاعة والامتثال وهكذا نسير على خطا التغيير قال: الحق تعالى{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}
فأن القرآن الكريم يرشد الأمة أذا ما وقع عليها الظلم والاستئثار بالأموال ان تتقي الله وتعود أليه سبحانه وهكذا كان الرسل يأمرون أتباعهم اذا اصابهم مكروه {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} لا بالخروج على الظلمة فتكون النتيجة ما وقع وما يقع الآن على أخوننا في ليبيا الحبيبة بلد الحفاظ لكتاب الله ومن قبلها مصر الحبيبة الغالية على القلوب شوكة اهل السنة بوجه الترفض والمجوس!!!
وعوداً على بدء أقول لذلك الحركي الخُرافي هب أن ما قلته في الحديث الذي في صحيح مسلم بأنه ضعيف!!! فما انت فاعل مع قول الحق جل وعلا{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }ومعلوم لدى مثلك ان اولي الامر المقصوديين في الاية هم العلماء والأمراء وكلا المعنيين وارد عن الصحابة رضي الله عنهم والامر بطاعة أولي الامر في الاية مطلق لم يقيد بالامير العادل وانما الضابط في ذلك هو المأمور به0 فأن كان طاعة أطعته وان كان معصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
وما انت فاعل مع الاحاديث التي أمر النبي فيها الصحابة بالصبر على جور السلطان فان قلت تلك النصوص موجهة لحكام عادلين فهذا من اعظم الجهل بدين الله اذ كيف يخبر النبي بانهم سيلقون جوراً وأثاره وتقول انت هذه النصوص موجهه لحكام عادلين!!!
ثم أن كانوا غير ظلمة فما معنى مخاطبة الصحابة والأمة بالصبر عليهم؟؟؟ فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : بَايَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ فِيهِ مِنْ اللَّهِ بُرْهَانٌ"مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
اود ان أرى من الشيخ جرأة اقوى فيظهر لنا على شاشة تلفاز يتلاعب به اعلامي ! لا تعرف الأمة هويته؟؟!! على قناة لا نعرف اشراً ارادت بالمسلمين أم أردت بهم؟؟؟فيضعف هذا الحديث الصريح الذي هو في صحيحي البخاري ومسلم أم أن شجاعته ستخونه هذه المرة ففي هذا الحديث أمور واضحة بينة:
الأولى: تروا_اي لا مجرد أخبار ليس لها خُطم ولا أزمة فتؤدي في الأمة البلايا؟!
الثانية: كفراً_ اي ليس معصية ولا ذنباً!
الثالث: بواحاً_اي صريحا ظاهرا ليس به خفاء؟
الرابع: عندكم فيه من الله برهان_ اي دليل شرعي مقنع لا هوى متبع!
ثم بعد كل هذه الشروط التي هي اشبه بأن تكون تعجيزية لابد من النظر في المصالح والمفاسد وهذا الامر يرجع فيه لاهل العلم الراسخين فيه الحريصين على دماء الأمة واعراضهم0
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ لَا مَا صَلَّوْا أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ وَأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ"رواه مسلم(4907)
وعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ:" خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ0 قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ: لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ "مسلم(4910)
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه عن النبي قال : "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العلم لله ومناصحة أئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن الدعوة تحيط من ورائهم" رواه أحمد(13350) والترمذي(2658) وابن ماجة(230 )وصححه الشيخ الألباني
وعن أبى هريرة أن رسول الله قال :" ان الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال":وانظر صحيح الادب المفرد(442)
قال:شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:" وفي صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برىء ومن أنكر سلم ولكن رضي وتابع قالوا أفلا نقاتلهم قال لا ماصلوا- فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتالهم مع إخباره أنهم يأتون أمورا منكرة فدل على أنه لا يجوز الإنكار عليهم بالسيف كما يراه من يقاتل ولاة الأمر من الخوارج والزيدية والمعتزلة وطائفة من الفقهاء وغيرهم0
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الامراء يظلمون ويفعلون أمورا منكرة ومع هذا فأمرنا أن نؤتيهم الحق الذي لهم ونسأل الله الحق الذي لنا ولم يأذن في أخذ الحق بالقتال ولم يرخص في ترك الحق الذي لهم"
(منهاج السنة النبوية ج3_ص194)
ثم قال: ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته"
(منهاج السنة النبوية ج3_ص191)
هذا وليعلم ذلك الحركي ان ورائه يوما هو مسؤل فيه عن دماء الأبرياء الذين يغرر بهم ويزجُ بهم تحت نيران الظلمة الذين لا يفكرون إلا بالمحافظة على مناصبهم
وان ورائه رجال من أهل السنة يردون عليه باطله لعل الله ان ييسر ردا مفصلاً عليه من طلبة العلم الأقوياء
{وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
تتمة
بقي لنا تتمة مع قول النبي " كلمة حق عند سلطان جائر" فعن طارق بن شهاب أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم وقد وضع رجله في الغرز : أي الجهاد أفضل فذكره
يستدل به اهل الأهواء على ثوريتهم فنقول:
أولا: أن سمة أهل الباطل إما أن يستدلوا بنص ضعيف أو بنص صحيح لكن لا يدل على ما استدلوا به! أو بنص متشابه! فنقول:له نعم التزم بالحديث يقول"عند"وأنت تقف على المنبر! وتهيج وتحرش وتدفع بالشباب المتحمس تحت نيران الحكام! فالنبي قال: (عند) ليس في الشوارع وأمام العامة حتى يتجرأ الهمج الرعاع وتعم الفوضى وقال: كلمة حق لا سلاح وقتل وتحريش وغير ذلك ثم أين النصوص الكثيرة التي تأمر بالصبر وعدم نزع اليد من طاعة وعدم مفارقة الجماعة؟ فهذه العندية فسرها النبي بقوله "من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبديها علانيةً ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل ذاك وإلا كان أدى الذي عليه" فقوله يفسره قوله عليه السلام وهذه الطريقة لم يعمل بها القوم لأنها لا توافق هواهم فأقل ما يقال في هذا الحديث أنه من المتشابه وتلك النصوص المتقدمة محكمة واضحة صريحة في تحريم الخروج على ولاة الأمور هذا ان قلنا بالتعارض بينها وبين وهذا الحديث أصل
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 03:08
موسوعة أقوال علماء ومشايخ الإسلام في تحريم المظاهرات (( أكثر من 100 عالم وشيخ )) ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
فنظراً لما يحصل للأمة الأسلامية والعربية من أحداث ومظاهرات وفوضى ، أحببت أن أشارك بهذه المشاركة لعل الله أن يجعل فيها خير وصلاح للإسلام والمسلمين .
وجمعت فيها (( بالصوت )) أقوال علماء ومشايخ الإسلام في جميع أقطار الأرض في تحريم المظاهرات ، وللعلم أن هناك علماء آخرون قالوا بالتحريم ولكن للأسف لم أجد شيئاً مسجلاً لهم وإنما وجدت ذلك في بعض مؤلفاتهم ومقالاتهم ، وأزددت يقيناً أن هذه المظاهرات محرمة شرعاً ، وليس هناك نص لا من كتاب ولا من سنة بيح هذه المظاهرات سواء كانت سلمية وغير سلمية ، بل هناك أدلة تحرمها .
وكاد أن يكون تحريمها إجماعاً عند العلماء المعاصرين ، حيث وصل عدد الصوتيات إلى أكثر من 100 مادة صوتية سترونها كلها هنا إن شاء الله تعالى .
فلا أطيل عليكم إليكم روابط التحميل .
----------
( 1 ) الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/7WSNujSm/______.html)
----------
( 2 )الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/gnPp0cMK/____.html)
----------
( 3 )الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/I4Chdeu4/_____.html) : وهنا (http://www.4shared.com/audio/joauDJ3U/___________________-__.html)
----------
( 4 )الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/-TNY36EL/________.html)
----------
( 5 )الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/lbpbroYB/___.html)
: وهنا (http://www.4shared.com/audio/V3u9o6bB/______.html)
----------
( 6 )الشيخ العلامة صالح اللحيدان حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/ucL-5XXv/______.html)
----------
( 7 )الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/ebbSHf9p/___.html)
----------
( 8 )الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/NaaKLk7G/_________.html)
----------
( 9 )الشيخ العلامة صالح السدلان حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/3k0bJLsq/__________.html)
----------
( 10 )الشيخ العلامة : ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/rdqs00Me/_____.html)
----------
( 11 )الشيخ العلامة / عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/8R2bQUcI/____.html)
----------
( 12 )الشيخ العلامة / عبدالعزيز الراجحي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/Rs7698Wg/____.html)
----------
( 13 )الشيخ العلامة / محمد بن عبدالوهاب الوصابي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/Zyl9bHXh/______.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/OMY8WEHJ/_________.html) .
----------
( 14 )الشيخ العلامة / عبيد الجابري حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/l21AWHOt/_________.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/hq4GYeke/______.html)
----------
( 15 )الشيخ العلامة أحمد النجمي رحمه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/_uN8OAHH/__-__.html)
----------
( 16 )الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/g5abwIcD/_______.html)
----------
( 17 )الشيخ / محمد المختار الشنقيطي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/K6-rfU2y/_________.html)
---------
( 18 )الشيخ علي الحذيفي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/Nz4CEGj_/___online.html)
----------
( 19 )الشيخ / محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/I3_ZwWo9/____________.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/P-w0ymV9/___________-__.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/w0MMOdSX/_______.html)
----------
( 20 )الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/g2do3Bv1/___.html)
----------
( 21 )الشيخ صلاح البدير حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/uqEGgckz/_____.html)
----------
( 22 )الشيخ عبدالله الظفيري حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/ShAdqYIB/___.html)
----------
( 23 )الشيخ / عبدالعزيز الريس حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/-LLe8iJg/______.html)
----------
( 24 )الشيخ / سليمان الرحيلي حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/_Pytq9Ml/___.html)
---------
( 25 )الشيخ / سليم الهلالي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/_TbCuoPC/_________.html)
----------
( 26 )الشيخ / علي الحلبي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/exe4Bnqo/_______.html)
----------
( 27 )الشيخ فلاح مذكار حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/CQPbFvrp/_________.html)
----------
( 28 )الشيخ / محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/Sftq6wgM/______.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/IxxrGPMp/_______.html)
----------
( 29 )الشيخ زيد المدخلي حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/pFnBohjR/_____.html)
----------
( 30 )الشيخ العيد شريفي حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/1WB2S1Vs/___.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/qMrNrs8B/_____.html)
----------
( 31 )الشيخ سلطان العيد حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/WrCH5C6f/________.html)
----------
( 32 )الشيخ رمزان الهاجري حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/ef79PsXH/______.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/kcEZYvpu/_______________2.html)
----------
( 33 )الشيخ عثمان السالمي حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/3qPQGHSp/__________.html)
----------
( 34 )الشيخ محمد الفيفي حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/QnpY-Bo3/_____-___.html)
----------
( 35 )الشيخ أحمد بن علي علوش مدخلي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/ej3fLBZW/_____.html)
----------
( 36 )الشيخ أبوفريحان حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/c8SOPf8r/___.html)
----------
( 37 )الشيخ عبدالله بن عبدالرحيم البخاري حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/_vhMpHBl/__________.html)
----------
( 38 )الشيخ / محمد رسلان حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/5Z3-0WHe/___.html)
----------
( 39 )الشيخ ماهر القحطاني حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/Dr3QzP7n/____2.html)
----------
( 40 )الشيخ أبوعبدالباري عبدالحميد العربي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/DcSWMBoX/_______.html)
----------
( 41 )الشيخ عبدالرحمن العدني حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/RZvEO3PX/________.html)
----------
( 42 )الشيخ محمد بن زيد المدخلي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/SAOyazOh/________.html)
----------
( 43 )الشيخ سعد الشثري حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/NkidQbds/___online.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/HAvuf52i/____.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/S53jl0u6/__________.html)
----------
( 44 )الشيخ علي رضا حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/gP6oYbgu/___.html)
----------
( 45 )الشيخ حسن البنأ حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/-eSqoGg7/________.html)
----------
( 46 )الشيخ عبد الحميد الجهني حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/UesJBYzE/________.html)
----------
( 47 )الشيخ مشهور حسن سلمان حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/H7EhanKh/______.html)
----------
( 48 )الشيخ أسامة العتيبي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/FW524eGf/__________________.html)وهنا (http://www.4shared.com/audio/vSCcnjZk/____________________.html)
----------
( 49 )الشيخ عبدالله عثمان الذماري حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/usbpjv2j/____.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/eXopNVuX/__________.html)
----------
( 50 )الشيخ محمد عبدالوهاب العقيل حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/19CSECn_/_____.html)
----------
( 51 )الشيخ أبو بكر يوسف لعويسي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/uk50wKp9/________.html)
----------
( 52 )الشيخ هشام البيلي حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/nPzmbD1h/_______.html)
----------
( 53 )الشيخ عبدالله مرعي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/Kp91ju_5/_____.html)
----------
( 54 )الشيخ صالح السحيمي حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/zGZ-OTHr/___online.html)
----------
( 55 ) الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله تعالى
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/4axPSISI/________.html)
----------
( 56 )الشيخ إبراهيم محمد الهلالي
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/-leIDz6o/________.html)
----------
( 57 )الشيخ عبدالرزاق النهمي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/VLGmFTvp/________.html)
----------
( 58 )الشيخ نعمان بن عبدالكريم الوتر حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/qXN0QtpY/______________.html)
----------
( 59 )الشيخ حسين الحطيبي حفظه الله
للتحميل : أضغظ هنا (http://www.4shared.com/audio/GiRqx-vD/__________.html)
----------
( 60 )الشيخ عبدالله الأشموري حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/khUSX_8Z/_______.html)
----------
( 61 )الشيخ محمد جاد المصري حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/ImR0FaF_/_____.html)
----------
( 62 )الشيخ مصطفى العدوي حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/ehy4LoWG/___online.html)
----------
( 63 )الشيخ صادق البيضاني حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/yEVdked6/____.html)
----------
( 64 )الشيخ عبدالوهاب الشميري حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/mG9p5l21/________.html)
----------
( 65 )الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/08UxyiO9/____.html)
----------
( 66 )الشيخ أحمد النقيب حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/KqGzfO44/______.html)
----------
( 67 )الشيخ عبدالرحمن محي الدين حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/4PAU45Tv/______.html)
----------
( 68 )الشيخ أبو عبدالأعلى حفطه الله تعالى
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/NpCGGBQV/__________29__1432__2_.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/Cw9m7Nv2/__________29__1432___1_.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/jdUXVVEZ/__________28__1432.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/9qBk160K/__________27__1432.html)
----------
( 69 )الشيخ عثمان الخميس حفطه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/dgE8x7qT/___.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/-YupHS1_/______.html) وهنا (http://www.4shared.com/audio/nKfaNGsb/_____.html)
----------
( 70 )الشيخ أبومالك القفيلي حفطه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/qgYg-Ldx/__________.html)
----------
( 71 )الشيخ محمد حزام البعداني حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/Qc_xt1xm/_______.html)
----------
( 72 )الشيخ سعد عرفات حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/_jnM0FR0/___online.html)
----------
( 73 )الشيخ محمد باموسى حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/O0PaitIP/______.html)
----------
( 74 )الشيخ إسماعيل بن غصاب العدوي حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/bq8foRdR/________.html)
----------
( 75 )الشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/sOEhYjeu/________.html)
----------
( 76 )الشيخ عبدالخالق العماد الوصابي حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/SN2UpKD7/________.html)
----------
( 77 )الشيخ طلال الدوسري حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/JiiJbT6h/___.html)
----------
( 78 )الشيخ عبدالغني العمري حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/ewgrkBgQ/_____.html)
----------
( 79 )الشيخ معافى بن علي المغلافي حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/WsUYaYUx/____________.html)
----------
( 80 )الشيخ خالد بن علي المشيقع حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/T-YZmkVA/_______.html)
----------
( 81 )الشيخ مرضي الحبشان حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/p4SvLU3G/_____.html)
----------
( 82 )الشيخ أسامة سليمان حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/R-99USbd/_____.html)
----------
( 83 )الشيخ صالح الهليل حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/mclmHk1F/____-__.html)
----------
( 84 )الشيخ عبدالله المسلم حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/HWqDetOO/_______.html)
----------
( 85 )الشيخ حمزة الطيار حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/eANfPIZH/____.html)
----------
( 86 )الشيخ حمد بن عبدالله الحمد حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/gTuaKhIW/______.html)
----------
( 87 ) الشيخ عبدالعزيز بن وحيد حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/vpKw-QhN/______.html)
----------
( 88 ) الشيخ عبد المحسن القاضي حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/y84lJ4ta/_____________.html)
----------
( 89 )الشيخ محمود هاشم حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/RUH60JG0/_____.html)
----------
( 90 )الشيخ عبدالله محمد الطيار حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/elAp2Zf1/________.html)
----------
( 91 )الشيخ طارق مسعد حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/kSCYcIoy/___.html)
----------
( 92 )الشيخ الشيخ عبدالرحمن بن صالح الدهش حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/0rOxL13q/_____.html)
----------
( 93 )الشيخ عواد سبتي حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/2lSU8MTM/___.html)
----------
( 94 )الشيخ عبدالله السالم حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/9ZfAzI4D/___online.html)
----------
( 95 )الشيخ عبدالعزيز السعيد حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/SCt8lgrA/___online.html)
----------
( 96 )الشيخ طلعت زهران حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/Xk0yZnyu/___online.html)
----------
( 97 )الشيخ عبدالله القرعاوي حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/CCAqjO25/_______.html)
----------
( 98 )الشيخ فهد بن حسن الغراب حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/I2WRIHnq/______.html)
----------
( 99 )الشيخ ناصر حمدان الجهني حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/y1INwym9/_____.html)
----------
( 100 )الشيخ عبدالله بن محمد آل يحي الغامدي حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/sfvJPx7X/___________.html)
----------
( 101 ) الشيخ سعيد آل زعير حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/DmYv-9hx/______.html)
----------
( 102 ) الشيخ سعد بن ناصر الغنام حفظه الله
للتحميل : أضغط هنا (http://www.4shared.com/audio/JhxSZMDK/___.html)
----------
وفي الختام نسأل الله العظيم رب العش العظيم أن يجنب المسلمين الفتن ماظهر منها وما بطن
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
ولا تنسونا من صالح دعائكم
منقول
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 03:11
حكم اعتبار القتيل في المظاهرات من الشهداء لأبي عبد المعز محمد علي فركوس الجزائري حفظه الله تعالى
في حكم اعتبار القتيل في المظاهرات من الشهداء
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات بالساحات -بغضّ النظر عن صفتها عنفيّةً كانت أو سلميّةً- فليست من عملنا -نحن المسلمين- ولا من دعوتنا، ولا هي من وسائل النهي عن المنكر، بل هي من أساليب النظام الديمقراطي الذي يُسند الحكمَ للشعب، فمنه وإليه.
فضلاً عن أنّ عامّة المظاهر الثوريّة والاحتجاجيّة في العالَم الإسلاميّ متولّدةٌ من الثورة الفرنسيّة وما تلاها من ثوراتٍ وانقلاباتٍ في أوربا في العصر الحديث، فأمّتنا بهذا النمط من التقليد والاتّباع تدعّم التغريب وتفتح باب الغزو الفكري، باتّخاذ الأساليب الثوريّة وأشكال الانتفاضات أنموذجًا غربيًّا وغريبًا عن الإسلام، يحمل في طيّاته الفتن والمضارّ النفسيّة والماليّة والخُلُقيّة، قال ابن القيّم -رحمه الله-: «وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنه أساس كلّ شرٍّ وفتنةٍ إلى آخر الدهر»(١- «إعلام الموقّعين» لابن القيّم (3/ 4).).
والحقوق إنّما يُتوصّل إليها بالوسائل المشروعة والبدائل الصحيحة.
أمّا الشهداء فهُمْ على ثلاثة أقسامٍ(٢- انظر: «المجموع» للنووي (5/ 225)، «عمدة القاري» للعيني (11/ 371)، «فتح الباري» لابن حجر (6/ 44).):
الأوّل: شهيدٌ في الدنيا والآخرة، وهو: من يُقتل بسببٍ من أسباب قتال الكفّار مخلصًا صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبرٍ، وذلك قبل انقضاء الحرب، فإنه تجري عليه أحكام الشهيد في الدنيا، فلا يُغسَّل الشهيدُ قتيلُ المعركة ولو اتّفق أنه كان جُنُبًا؛ لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ادْفِنُوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ» -يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ- وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ(٣- أخرجه البخاري في «الجنائز» باب من لم يَرَ غَسْلَ الشهداء (1346)، من حديث جابر رضي الله عنه.).
وفي استشهاد حنظلة بن أبي عامرٍ رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ تُغَسِّلُهُ الْمَلاَئِكَةُ»، فَسَأَلُوا صَاحِبَتَهُ فَقَالَتْ: إِنَّهُ خَرَجَ لَمَّا سَمِعَ الهَائِعَةَ(٤- الهَيْعَة: هي الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدوّ [«النهاية» لابن الأثير (5/ 288)].) وَهُوَ جُنُبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ»(٥- أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» (7025)، والحاكم في «مستدركه» (4917) واللفظ له وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، والبيهقي في «السنن الكبرى» (6814)، من حديث عبد الله بن الزبير عن أبيه رضي الله عنهما، وصحّحه الألباني في «الإرواء» (713)، و«السلسلة الصحيحة» (326).)، ولا يجوز نزعُ ثياب الشهيد التي قُتل فيها؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم في قتلى أحدٍ: «زَمِّلُوهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ»(٦- أخرجه أحمد (23657)، من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صُعَيْر، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (60).)، ولا يُصلَّى عليه لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ تُغَسِّلُوهُمْ، فَإِنَّ كُلَّ جُرْحٍ -أَوْ كُلَّ دَمٍ- يَفُوحُ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ(٧- أخرجه أحمد (14189)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (54).)، ولحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ»، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ يَوْمَ القِيَامَةِ»، وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا، وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ(٨- أخرجه البخاري في «الجنائز» باب الصلاة على الشهيد (1343)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.).
مع جواز الصلاة عليهم من غير وجوب؛ لحديث أنسٍ: «أَنَّ شُهَدَاءَ أُحُدٍ لَمْ يُغَسَّلُوا، وَدُفِنُوا بِدِمَائِهِمْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ»(٩- أخرجه أبو داود في «الجنائز» باب في الشهيد يُغَسَّل (3135)، والدارقطني في «سننه» (4207)، والحاكم في «مستدركه» (1352) وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، انظر: «أحكام الجنائز» للألباني (55).) غير حمزة(١٠- لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مَرَّ بِحَمْزَةَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَقَدْ جُدِعَ وَمُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: «لَوْلا أَنْ تَجْزَعَ صَفِيَّةُ، لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ»، فَكَفَّنَهُ فِي نَمِرَةٍ، إِذَا خَمَّرَ رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا خَمَّرَ رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، فَخَمَّرَ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ غَيْرَهُ، وَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ» [أخرجه ابن أبي شيبة (4913)، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (55)].)، ويُدفن الشهداء في مواطن استشهادهم ولا يُنقلون إلى المقابر؛ لحديث جابرٍ رضي الله عنه وفيه: «أَلاَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا بِالْقَتْلَى، فَتَدْفِنُوهَا فِي مَصَارِعِهَا حَيْثُ قُتِلَتْ»، قَالَ: «فَرَجَعْنَاهُمَا مَعَ الْقَتْلَى حَيْثُ قُتِلَتْ»(١١- أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» (3184)، من حديث جابر رضي الله عنه، انظر: «أحكام الجنائز» للألباني (138).) -يعني جابرٌ أباه وخاله-.
كما يجري على الشهيد حكمُ الشهادة في الآخرة من نيل الثواب الخاصّ به في قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 169-171]، وله خصالٌ أخرى ثابتةٌ في السنّة الصحيحة في قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ: اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ»(١٢- أخرجه الترمذي في «فضائل الجهاد» باب في ثواب الشهيد (1663)، وابن ماجه في «الجهاد» باب فضل الشهادة في سبيل الله (2799)، وأحمد (17182)، وصحّحه الألباني في «المشكاة» (3834)، و«صحيح الترغيب والترهيب» (1375).).
قلت: ويُستثنى من عموم ما يُكفَّر عن الشهيد من خطيئاته وسيّئاته الدَّيْنُ؛ فإنه لا يَسْقُطُ بالشهادة(١٣- لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدَّيْنَ» [أخرجه مسلم في «الإمارة» (1/ 912) رقم (1886) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما].)؛ لأنه حقٌّ آدميٌّ لا يسقط إلا بالوفاء أو الإبراء.
ويُعَدّ شهيدًا من هذا القسم -أيضًا- المقتولُ من الطائفة العادلة القائمة بالحقّ والمحكِّمة للشرع في قتالها الطائفةَ الباغيةَ، فإنّ المقتول منها لا يُغسَّل ولا يُصلّى عليه؛ لأنه في قتالٍ أَمَر اللهُ به، فهو مثلُ الشهيد في قتاله للكفّار؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9].
الثاني: شهيدٌ في الآخرة دون أحكام الدنيا، وهو: المبطون، والمطعون، والغريق، وموت المرأة في نفاسها بسبب ولدها وأشباهم؛ لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْحَرَقُ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ(١٤- جُمع: أي تموت وفي بطنها ولد [«النهاية» لابن الأثير (1/ 296)].) شَهِيدٌ»(١٥- أخرجه مالك -واللفظ له- في «الموطأ» (36)، وأبو داود في «الجنائز» باب في فضل من مات في الطاعون (3111 ) والنسائي في «الجنائز» باب النهي عن البكاء على الميّت (1846)، وابن حبّان في «صحيحه» (3189)، من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه، وصحّحه الألباني في «مشكاة المصابيح» (1561).).
ويدخل في هذا القسم -أيضًا- من قُتل في سبيل الدفاع عن دينه، ونفسه، وأهله، وماله؛ لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»(١٦- أخرجه الترمذي في «الديات» باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (1421)، والنسائي -واللفظ له- في «تحريم الدم» باب من قاتل دون دينه (4095)، من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، وأخرج الفقرةَ الأولى منه البخاريُّ في «المظالم والغصب» باب من قاتل دون ماله (2480)، ومسلم في «الإيمان» (1/ 75) رقم (141)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، والحديث بتمامه صحّحه الألباني في «الإرواء» (708)، و«صحيح الترغيب والترهيب» (1411).).
وحقيقٌ بالتنبيه أنّ الشهيد من القسم الأوّل الذي يجاهد الكفّار في سبيل الله، وقصدُه نصرُ دين الله تعالى لتكونَ كلمة الله هي العليا، إعزازًا للإسلام والمسلمين وإذلالاً للشرك والمشركين، فهو شهيدٌ حقيقةً، بينما الشهيد في القسم الثاني جعله الله في حكم القسم الأوّل فضلاً من الله ومنّةً: يُعطى من جنس أجر الشهيد، ولا تجري عليه أحكامُ الدنيا، قال العيني -رحمه الله-: «وأمّا ما عدا ما ذكرْناهم الآن فهُم شهداءُ حكمًا لا حقيقةً، وَهَذَا فضلٌ من الله تعالى لهذه الأمّة، بأَنْ جعل ما جرى عليهم تمحيصًا لذنوبهم وزيادةً في أجرهم، بلّغهم بها درجاتِ الشهداء الحقيقيّةَ ومراتبَهم، فلهذا يُغسَّلون ويُعْمَل بهم ما يُعْمَل بسائر أموات المسلمين»(١٧- «عمدة القاري» للعيني (11/ 371).).
الثالث: شهيدٌ في الدنيا دون الآخرة، وهو: المقتول في حرب الكفّار، وقد قاتل رياءً أو سُمعةً أو نفاقًا أو ليُرى مكانُه، أو قاتل حميّةً أو لغيرها من النيّات، ولمّا كانت النيّات خفيّةً لا يعلمها إلاّ الله فقد أُعطوا حُكْمَ الشهداء في الدنيا دون الآخرة.
فإذا تقرّر حصرُ الشهداء في الأقسام الثلاثة المتقدِّمة بحسب أحكامهم في الدنيا والآخرة؛ فإنّ من عداهم ليسوا من الشهداء مطلقًا: لا في أحكام الدنيا ولا في الآخرة، بل قد يكون قتالُهم جاهليًّا كالموت من أجل القوميّة العربيّة أو غيرها من القوميّات، أو عصبيّةً لدولةٍ على أخرى، أو حميّةً لقبيلةٍ على أختها، أو يموت في سبيل المطالبة بتحكيم النُّظُم والتشريعات الوضعيّة أو ترسيخها كالنظام الديمقراطيّ أو الاشتراكيّ أو اللبيراليّ وغيرها من الأنظمة المستوردة، أو يُقتل من أجل تحقيق المبادئ والإيديولوجيّات الفلسفيّة: شرقيّةً كانت أم غربيّة، ونحوها من الأنواع المعدودة من القتال الجاهليّ الذي لا صلةَ له البتّةَ بالجهاد في سبيل الله، الذي يكون المقصودُ منه إعلاءَ كلمة الله ونصْرَ الإسلام والتمكينَ للمسلمين لإقامة الدين وإظهار شعائره، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ [الحج: 40-41]، وقوله تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ»(١٨- أخرجه البخاري في «العلم» باب من سأل وهو قائمٌ عالمًا جالسًا (123)، ومسلم -واللفظ له- في «الإمارة» (2/ 919) رقم (1904)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه.).
هذا، وكلّ دعوةٍ إلى الروابط النَّسَبِيّة والمذهبيّة والطائفيّة والعصبيّة مهما كانت صفتُها وتنوّعت، فهي -في ميزان الشرع- من عزاء الجاهليّة، وفي هذا المعنى يقول ابن تيمية -رحمه الله-: «وكلُّ ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن: من نسبٍ أو بلدٍ أو جنسٍ أو مذهبٍ أو طريقةٍ: فهو من عزاء الجاهلية، بل لمّا اختصم رجلان من المهاجرين والأنصار، فقال المهاجريّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، وقال الأنصاريّ: يَا لَلأَنْصَارِ، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ» وغضب لذلك غضبًا شديدًا(١٩- أخرجه البخاري في «المناقب» باب ما يُنهى من دعوى الجاهلية (2/ 224) رقم (3518)، ومسلم في «البرّ والصلة والآداب» (2/ 1200) رقم (2584) من حديث جابر رضي الله عنه. ولفظ البخاري: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟»، ثُمَّ قَالَ: «مَا شَأْنُهُمْ»، فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوهَا، فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ». )»(٢٠- «السياسة الشرعيّة» لابن تيميّة (84).).
وحاصلُه: أنّ الإسلام إذا كان ينهى أشدّ النهي عن دعوة الجاهليّة، ويحذّر منها لأنّها تشكّل خطرًا عظيمًا على عقيدة المسلم ودينه؛ فإنّ الموت في سبيلها أعظمُ خطرًا وأكبرُ جُرْمًا وأسوأُ مصيرًا، نسأل اللهَ السلامةَ والعافيةَ وحُسْنَ الخاتمة.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 24 جمادى الأولى 1432ﻫ
المـوافق ﻟ: 28 أبـريــل 2011م
١- «إعلام الموقّعين» لابن القيّم (3/ 4).
٢- انظر: «المجموع» للنووي (5/ 225)، «عمدة القاري» للعيني (11/ 371)، «فتح الباري» لابن حجر (6/ 44).
٣- أخرجه البخاري في «الجنائز» باب من لم يَرَ غَسْلَ الشهداء (1346)، من حديث جابر رضي الله عنه.
٤- الهَيْعَة: هي الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدوّ [«النهاية» لابن الأثير (5/ 288)].
٥- أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» (7025)، والحاكم في «مستدركه» (4917) واللفظ له وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، والبيهقي في «السنن الكبرى» (6814)، من حديث عبد الله بن الزبير عن أبيه رضي الله عنهما، وصحّحه الألباني في «الإرواء» (713)، و«السلسلة الصحيحة» (326).
٦- أخرجه أحمد (23657)، من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صُعَيْر، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (60).
٧- أخرجه أحمد (14189)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (54).
٨- أخرجه البخاري في «الجنائز» باب الصلاة على الشهيد (1343)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
٩- أخرجه أبو داود في «الجنائز» باب في الشهيد يُغَسَّل (3135)، والدارقطني في «سننه» (4207)، والحاكم في «مستدركه» (1352) وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، انظر: «أحكام الجنائز» للألباني (55).
١٠- لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مَرَّ بِحَمْزَةَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَقَدْ جُدِعَ وَمُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: «لَوْلا أَنْ تَجْزَعَ صَفِيَّةُ، لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ»، فَكَفَّنَهُ فِي نَمِرَةٍ، إِذَا خَمَّرَ رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا خَمَّرَ رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، فَخَمَّرَ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ غَيْرَهُ، وَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ» [أخرجه ابن أبي شيبة (4913)، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (55)].
١١- أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» (3184)، من حديث جابر رضي الله عنه، انظر: «أحكام الجنائز» للألباني (138).
١٢- أخرجه الترمذي في «فضائل الجهاد» باب في ثواب الشهيد (1663)، وابن ماجه في «الجهاد» باب فضل الشهادة في سبيل الله (2799)، وأحمد (17182)، وصحّحه الألباني في «المشكاة» (3834)، و«صحيح الترغيب والترهيب» (1375).
١٣- لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدَّيْنَ» [أخرجه مسلم في «الإمارة» (1/ 912) رقم (1886) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما].
١٤- جُمع: أي تموت وفي بطنها ولد [«النهاية» لابن الأثير (1/ 296)].
١٥- أخرجه مالك -واللفظ له- في «الموطأ» (36)، وأبو داود في «الجنائز» باب في فضل من مات في الطاعون (3111 ) والنسائي في «الجنائز» باب النهي عن البكاء على الميّت (1846)، وابن حبّان في «صحيحه» (3189)، من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه، وصحّحه الألباني في «مشكاة المصابيح» (1561).
١٦- أخرجه الترمذي في «الديات» باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (1421)، والنسائي -واللفظ له- في «تحريم الدم» باب من قاتل دون دينه (4095)، من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، وأخرج الفقرةَ الأولى منه البخاريُّ في «المظالم والغصب» باب من قاتل دون ماله (2480)، ومسلم في «الإيمان» (1/ 75) رقم (141)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، والحديث بتمامه صحّحه الألباني في «الإرواء» (708)، و«صحيح الترغيب والترهيب» (1411).
١٧- «عمدة القاري» للعيني (11/ 371).
١٨- أخرجه البخاري في «العلم» باب من سأل وهو قائمٌ عالمًا جالسًا (123)، ومسلم -واللفظ له- في «الإمارة» (2/ 919) رقم (1904)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
١٩- أخرجه البخاري في «المناقب» باب ما يُنهى من دعوى الجاهلية (2/ 224) رقم (3518)، ومسلم في «البرّ والصلة والآداب» (2/ 1200) رقم (2584) من حديث جابر رضي الله عنه. ولفظ البخاري: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟»، ثُمَّ قَالَ: «مَا شَأْنُهُمْ»، فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوهَا، فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ».
٢٠- «السياسة الشرعيّة» لابن تيميّة (
84)هنا (http://www.ferkous.com/rep/M62.php)
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 03:16
تنبيه الأصحاب إلى خطر المظاهرات والاضراب لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن ندَى العتيبي حفظه الله تعالى
تنبيه الأصحاب إلى خطر المظاهرات والاضراب
الحمد لله رب العالمين، الذي كرم ابن آدم بِهذا الدين، وأعزه بسنة سيد المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
لا يخفى على العارفين والعقلاء على مر العصور والأزمان، أهمية الأمن ونعمة الأمان، وأثره في استقرار البنيان، وبقاء مصالح الأمم، واستمرار الحضارات، بل ان عناصر النجاح وبقاء الأمم؟ قائمة على أمرين، أولهما: وجود الأمن، وثانيهما: قوة الحالة الاقتصادية، لوفرة النعم وسهولة الرزق، ولقد قال الله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}[ قريش: 4]، وقوله: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ}، أي: ان كل بلد ومجتمع بلا جوع فهو في نعمة، بعد توحيد الله، وهو دليل على تقلب الناس في النعم الوفيرة، ورغد العيش، في بيئة تنعم بالنمو الاقتصادي، وقوله: {وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، أي: ان نعمة الأمن ضرورة للوجود الانساني، بل من أكبرِ النعم على الانسان وجود الأمن، وان الحياة في بلاد آمنة، ورزق مُتَيَسِّر لا يحمل الانسان هم تحصيله وجمعه، فهذه أركان بناء الدول والحضارات، مع وجود الامام الذي يجتمع حوله الناس، خوفاً من ضرر تعدد الزعماء، فبتعدد الزعماء يُنزع للأمن وينهار، ويمنع الرزق واليسار.
السعادة الدنيوية في ثلاث
ان السعادة في الحياة الدنيا جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في توفر ثلاثة أمور، لَما روى الترمذي في سننه (2346) وحسنه، وابن ماجه في سننه (4141) من حديث عُبيد الله بن مِحصن الأنصاري الخَطْمِيِّ رضي الله عنه، قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «من أَصبح منكم آمِنًا في سِرْبه، مُعَافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا». قال الترمذي: «حديث حسن».قلت: وهو كما قال، حسن بالشواهد.فان مجاوزة بيان النبي صلى الله عليه وسلم، وطلب العلاج في المظاهرات والاضرابات خطر وزلل.
حكم المظاهرات والإضرابات
وهذه مقدمة للدخول في حكم المظاهرات والاضرابات، وما جرته على كثير من الأمم من الفساد والويلات، وذلك بعدما لوحظ في الآونة الأخيرة من تفشي الدعوة الى الاضرابات والاعتصامات، باسم المطالبة بالحقوق وانتزاعها، ومن المؤلم مشاركة كثير ممن عرف بالحكمة والعقل، وغيرهم ممن نحسن الظن به، وان كانت عند آخرين عمل ومنهج ذا تأصل اسْتُلَّ من عقولٍ لا تدرك مطالب الشرع أو لا تعبأ به، فأصبحت تعيش هذه الثقافة المنكرة، ولا تقبل ان تحيد عنها أو تُراجع فيها، الا ان يكتب الله لهم الخير والهداية.قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272]، وقال تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} [النور:35]، وقال تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} [الكهف: 17].
كيف نشعر بقيمة لحظة أمان واطمئنان؟!
أيها الانسان! ان يُسمحَ لك بوجود مساحة للتفكير، وتجد أملاً في العيش، ولو كان زمناً محدوداً، وتحظى بلحظات من الشعور بالأمن والطمأنينة، وراحة البال في الأوطان، بين الأهل والخلان، لَهو أمر عزيز تبذل المهج من أجل تحصيله، وان هذا الجزء من الأمن وراحة البال والاطمئنان، يتجاوز بمراحل مجموعة المطالب والحقوق، التي يسعى الى تحصيلها كثير من الناس بالمظاهرات والاعتصامات والاضرابات، وهي في نهاية الأمر وسائل غريبة، ومسالك غير مشروعة.
درء المفاسد مقدم على جلب المصالح في مجالس العلم والحكمة، لا أماكن الفوضى والفتن
من المعلوم لدى العلماء والحكماء، وفي مجالس العلم والحكمة، لا أماكن الفوضى وطلاب الفتن، ومجامع الغوغاء والدهماء، ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وكذلك عند التزاحم والتنازع بين أمرين، فعند تزاحم المصالح، نسعى الى تحصيل المصلحة الكبرى وتقديمها على المصلحة الصغرى.
قال تعالى: {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108]، ان كشف الباطل وبيان عيبه وضلاله، أمر مطلوب ومصلحة شرعية، حث عليه الشارع، ومنها بيان هذه المعبودات الباطلة، والآلهة التي تعظم وتعبد من دون الله فوقع الناس في الشرك، وبما ان ذلك سيئول الى مفسدة كبرى وهي سب المشركين لله، جاء المنع من التشريع من ذلك: {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، فان عدم بيان الضلال وسب آلهة المشركين، مفسدة صغرى الى جانب المفسدة الكبرى وهي سب الله سبحانه وتعالى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ} حكم انتزاع الحقوق من ولاة الأمر أولا: روى البخاري في صحيحه (2377)، وأحمد في المسند (111/3) من حديث أنس رضي الله عنه، دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار ليقطع لهم بالبحرين، فقالوا: يا رسول الله! ان فعلت، فاكتب لاخواننا من قريش بِمثلها، فلم يكن ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «انكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني».قال الحافظ ابن حجر في الفتح(48/5): قوله: «سترون بعدي أَثَرةً»، بفتح الهمزة والمثلثة على المشهور، وأشار صلى الله عليه وسلم بذلك الى ما وقع من استئثار الملوك من قريش عن الأنصار بالأموال والتفضيل في العطاء، وغير ذلك، فهو من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فاصبروا»، وقال الأنصار: سنصبر
ثانيا: روى مسلم في صحيحه (1059) من حديث أنس رضي الله عنه في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأنصار يوم حنين قال: «فانكم ستجدون أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فاني على الحوض»، قالوا: سنصبر.
ثالثاً: وروى البخاري (1955)، ومسلم(38/1839) في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، الا ان يؤمر بمعصية، فان أمر بمعصية فلا سَمع ولا طاعة».
رابعاً: وروى البخاري (7056)، ومسلم (42/1709) في صحيحيهما عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض فقلنا: حدثنا أصلحك الله بحديث ينفع الله به، سَمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعانا رسول صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا، ان بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: «الا ان تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان».
خامساً: وروى البخاري (3603)، ومسلم(1843) في صحيحيهما من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انها ستكون بعدي أثرة، وأمور تنكرونها»، قالوا: يا رسول الله! كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: «تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم».
سادساً: وروى البخاري (7053)، ومسلم (1849) في صحيحيهما من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «من كره من أميره شيئاً فليصبر فانه من خرج من السُّلطان شِبْرًا مات مِيتَةً جاهلية». العلاج بالصبر المشروع لا بالاضراب الممنوع.
جاء في الآثار السابقة الحث على الصبر والتوجيه اليه:
- «فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله».
- «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره - السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا.
- قال: «وأمور تنكرونها»، قال: «تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم».
- «من كره من أميره شيئاً فليصبر».
هذا هو العلاج الذي دلنا عليه ووجهنا اليه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي الالتفات الى الأساليب الأخرى من اضراب أو غيره من نتاج العقل البشري الذي يقصر عن علاج كثير من الأمور وجلب مصالح المسلمين والمحافظة عليها فلا للجوء الى البشر والترهيب بالتجمعات والخطابات بل عليكم بمشكاة النبوة، فالصبر الصبر عباد الله! وقد قالها من هم خير منا، قال الأنصار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:سنصبر، وقال تعالى: {انَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، وقال تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا ان اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].
أضرار الاضراب
أولا: نزع هيبة الدولة
الاضراب المراد به التجمع والتجمهر لمعارضةِ ما عليه الواقع، وعدم الرضى بالمحيط، فان أصله يعود الى جهتين، الأصل القديم: وهو تعبير وأسلوب سلكه الخوارج في العهد الأول، وأصبح فيما بعد عرفاً ومنهجاً يميز منهج الخوارج، فكان سبباً لتحريك شهوات الطامعين، وزرع عدم الأمن بين المسلمين.
وهناك نسخة الاضراب المستوردة من الجهات الغربية، والعادات والأعراف الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا، مما جعل المجتمعات الغربية مسرحاً للفوضى، وميداناً للجريمة، ومصدر قلق على الأمم فهي المصدر الرئيس لتصدير الثورات الى الدول الآمنة يمثل هذا السلوك تعطيل الأعمال وعدم التعاون من أجل الحق الذي يدعون مصادرته، وتعبيرا عن عدم الرضى.
ثانياً: الاضرابات مقدمات للفتن
كانت بداية كثير من القلاقل والفتن هو تجمع الناس (الاضراب) لهدف معين، لا يكاد يلبث حتى ينقلب الى لهيب نار تأكل الأخضر واليابس، وما التجمع حول بيت عثمان بن عفان الصحابي الخليفة الشهيد وأدى اليه ذلك التجمع، الا دليل جلي على ان المطالب والحقوق أو ما يظن أنها حقوق، ليس هذا الطريق الى حلها، بل ما حدث من قتل لعثمان بن عفان رضي الله عنه الا عار دون في التاريخ علامة على الخزي الذي تجره المظاهرات والاعتصامات والاضرابات.
التجمهر حول بيت الخليفة عثمان ومحاصرته
وروى البخاري في صحيحه (695) عن عبيد الله بن عدي بن خيار أنه دخل على عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو محصور فقال: انك امام عامة، ونزل بك ما ترى، ويصلي لنا امام فتنة ونتحرج؟ فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فاذا أحسن الناس فأحسن معهم، واذا أساءوا فاجتنب اساءتهم.
ثالثاً: تعطيل مصالح الأمة ومنافع المسلمين
ان العاملين في الدولة القائمة على مصالح العباد تربطهم علاقة الأجير الذي يأخذ منفعة من المالك (الْمُستأْجر) مقابل عمل بأجر متفق عليه مسبقاً، فالاضراب وعدم التعاون اخلال بالعقد بين الطرفين، وفي ذلك ضرر بالغ يقع على عامة المسلمين، والمضربون يقدمون مصلحة صغرى – ان وجدت – على مصلحة كبرى، وهذا خلل في المفاهيم أو انحراف في المنهج وخلل في السلوك، لابد من تقويمه، من أجل مصلحة الأمة ولبقاء هيبة الدولة حتى لا يتلاعب بأمنها بعض الخارجين على النظام السليم والطريق القويم..
رابعاً: عمل غريب على أخلاق المسلمين
ان الاضراب ليس عملا أخلاقيا، وقائم على رفض التعاون على الخير، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الاثْمِ وَالعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، بل فيه من الغرابة والشذوذ عن أخلاق وعادات وأعراف المسلمين على مر العصور والدول التي تناوبت على المجتمعات، الا ما كان يصدر من فرق الخوارج، والطوائف المنحرفة.ولكن هذه السلوك تسلل الى من نحسن الظن به لجهله بمصدره، وعدم الالمام بخطورته.
خامساً: الاضراب: معناه الترك والاعراض
قال في المعجم الوسيط: الاضراب مصدر أضرب.وقال: في العرف الكف عن عمل ما.وذكر أيضاً في المعجم الوسيط: من معناه العرفي عدم التعاون.
قلت: لا يعرف الاضراب عند المسلمين، ومعنى الاضراب في اللغة العربية اما الابطال واما الانتقال عن غرض الى غرض، وان تلاها مفرد فهي عاطفة، ومن حروف الاضراب: بل وأم...
والاضراب سلوك غير شرعي، بل لا صلة له بالثقافة العربية، ولم أقف على ان الاضراب مفردة في معاجم اللغة العربية فهي عمل مستورد سلوكا واسما، والدليل غرابة لفظه فهل وجد وأخذ سماعاً من العرب الأقحاح.
لا مرحباً بسرور عاد بالضرر
سادساً: القضاء بين الحاكم والمحكوم
قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ الَى اللَّهِ} [الشورى:10]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَانْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ الَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ان كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [النساء: 59]، وقال تَعَالَى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]. وترك الدعوى الجوفاء من طلب التحاكم الى منظمات العمل الدولية، وما يسمونه بمنظمة حقوق الانسان. ولذا كما بُيِّنَ فاللجوء الى الجهات القضائية التي تحكم بالكتاب والسنة، والأخذ بالتشريعات الادارية التي تحكم العلاقة بين الأطراف المختلفة والمتنازعة، وتقضي بالحق لأهله، وتحسم مادة التمرد، وأما القيام بأعمال استعراضية، واظهار نوع من القوة وعدم الخوف من العقاب أمام جموع العوام والدهماء، فهذا منذر بنهاية الدول.
وقيل في الحكمة: أول العشق النظر وأول الحريق الشرر
كل الحوادث مبداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها
في أعين الغيد موقوف على الخطر
كم نظرة فعلت في قلب فاعلها
فعل السهام بلا قوس ولا وتر
الدكتور عبدالعزيز بن ندَى العتيبي
جريدة الوطن الكويتية
8-5-2011
(منقول)
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 03:24
حكم المظاهرات في الإسلام
ـ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ 2)
حكم المظاهرات في الإسلام
حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان
(الحلقة الثانية )
قال الدكتور في (ص7-8):
"الوقفة السادسة: أدلة المظاهرات السلمية:
1- الأصل فيها الإباحة والبقاء على البراءة الأصلية حتى يرد دليل خاص في المنع وهي وسيلة جديدة ولا يترتب عليها مفسدة لأنها سلمية بحته. ومتى ترتب عليها مفسدة فهي محظورة.
2- جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية كقوله تعالى:" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.... "،[آل عمران: 110].
وقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين :" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
ويجوز الاحتجاج([1]) على المنكر بسائر الجوارح ويقاس على اليد واللسان- كل وسيلة مناسبة كما قرره السلف والخلف في مصنفاتهم.
كما قرر العلماء إذا حضر جماعة مكانا أو حفلا فيه منكر ولم يستطيعوا أن يغيروه فيجب عليهم أن يخرجوا و يفارقوا المكان. وهذا هو عين الاحتجاج على المنكر وأهله".
التعليق: أقول:
أمر عجيب هذا:
1- إذ يعترف أن المظاهرات الأصل فيها الإباحة والبقاء على البراءة الأصلية، ثم يدّعي أن جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية، وهذا منه اضطراب وتناقض واضح.
وهذا تعريف الإباحة والبراءة الأصلية عند الأصوليين.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في "روضة الناظر" مع مذكرة أصول الفقه (ص44-4 5) :
"القسم الثالث (المباح) وحده ، ما أذن الله في فعله وتركه غير مقترن بذم فاعله وتاركه ولا مدحه، وهو من الشرع .."، الخ كلامه .
علّق عليه العلامة الشنقيطي –رحمه الله- بقوله:
"اعلم أن الإباحة عند أهل الأصول قسمان :
(أ) الأولى : إباحة شرعية، أي عرفت من قبل الشرع كإباحة الجماع في ليالي رمضان المنصوص عليها بقوله : (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم )، [سورة البقرة: 187]، وتسمى هذه الإباحة الإباحة الشرعية .
(ب) الثانية : إباحة عقلية وهي تسمى في الاصطلاح البراءة الأصلية، والإباحة العقلية وهي بعينها (استصحاب العدم الأصلي حتى يرد دليل ناقل عنه ).
ومن فوائد الفرق بين الإباحتين المذكورتين أن رفع الإباحة الشرعية يسمى نسخا كرفع إباحة الفطر في رمضان ، وجعل الإطعام بدلا عن الصوم المنصوص في قوله : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين )، [سورة البقرة:184]، فإنه منسوخ بقوله : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه) [سورة البقرة: 185].
وأما الإباحة العقلية فليس رفعها نسخا؛ لأنها ليست حكما شرعيا، بل عقليا".
أ- فهي إباحة عقلية وليست شرعية.
ب- استصحاب هذه الإباحة والبراءة حتى يرد دليل شرعي ناقل عنها، ولا دليل مع الدكتور.
جـ- أنها ليست حكماً شرعياً، بل هي حكم عقلي، وهذا على التسليم بأن الأصل في المظاهرات والمسيرات الإباحة، والحق أنها محرمة، وتتناولها بالتحريم عدد من الأدلة، ومنها أدلة تحريم الإحداث والابتداع في الدين، وآيات وأحاديث النهي عن الفساد والإفساد في الأرض، والأحاديث الآمرة بالصبر على جور الأمراء واستئثارهم وإتيانهم بما ينكره المسلمون عليهم.
2- من قال من علماء الإسلام المعتبرين أن الأصل في المظاهرت الإباحة؟
3- إن المظاهرات فيها مطالبات الحكام بالحريات ومطالباتهم بالحقوق، وهذا العمل من الشغب والفساد يأباه الإسلام بأدلته الجلية الواضحة.
ومن الأدلة قول الرسول الكريم والناصح الأمين:
"إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَأْمُرُ من أَدْرَكَ مِنَّا ذلك؟ قال: تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الذي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ"، متفق عليه، أخرجه البخاري حديث (3603)، ومسلم حديث (1843).
فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أطلعه الله على ما سيكون في هذه الأمة من جور الأمراء واستئثارهم بالأموال والمناصب وغيرها، ولما أخبر أصحابه بهذا الواقع الذي سيكون لا محالة، سأله أصحابه الكرام: كَيْفَ تَأْمُرُ من أَدْرَكَ مِنَّا ذلك؟
فأجابهم -صلى الله عليه وسلم- بما يجنبهم الخوض في الفتن وسفك الدماء، فقال: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الذي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ".
ولم يقل -صلى الله عليه وسلم-: ثوروا عليهم وتظاهروا،، وطالبوا بحقوقكم، وامنعوهم حقهم كما منعوكم حقوقكم.
ولا تنس أن الدكتور قد ادّعى أن المظاهرة حصلت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد بيّنا بطلان هذه الدعوى.
وقال -صلى الله عليه وسلم- للأنصار الكرام: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حتى تَلْقَوْنِي على الْحَوْضِ"، أخرجه البخاري حديث (
3792)، ومسلم (1845).
فلم يأمر الأنصار الذين قامت على كواهلهم وكواهل المهاجرين نصرة الرسول والإسلام ودولة الإسلام العظمى التي لا نظير لها، لم يأمرهم إلا بالصبر في هذه الدنيا حتى يلقوه -صلى الله عليه وسلم- على الحوض.
إن حق الأنصار على المسلمين والحكام لعظيم وعظيم، ومع ذلك يأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصبر عند وجود الأثرة لا بمناهضة الحكام الذين لا دور لهم في إقامة دولة الإسلام ونصرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في حال الشدة والقلة في العدد والعدة والمال.
وهذا أصل ربّى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمته، ودان به أئمة الإسلام وقرروه، ورفضه الخوارج الذين نكبوا الإسلام والمسلمين بفتنهم وسفكوا دماءهم.
وقد حذَّر منهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (3611)، ومسلم في "صحيحه" حديث (1066).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "...يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (3344)، ومسلم في "صحيحه" حديث (1064).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ يَدْعُونَ إلى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا منه في شيء"، أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (3/224).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: " الخوارج كلاب النار"، أخرجه أحمد في "مسنده" (4/355)، وابن ماجه في "سننه" حديث (173).
ومعلوم عند أهل العلم والتأريخ أن الخوارج قسمان:
قسم يسلون السيوف على الحكام والأمة.
وقسم يحركون الفتن بالكلام والإثارة والتهييج على الخروج.
وهم المعرفون بالقعد، ورأس هذا الصنف عمران بن حطان مادح ابن ملجم قاتل علي.
وبعض الأحزاب السياسية هم امتداد لهذا النوع من الخوارج، كما أن المعتزلة امتداد لهم.
وهاك كلام بعض أهل العلم في وصف الخوارج القعد.
قال أبو بكر البيهقي في "القضاء والقدر" (330) رقم (573):
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا يعلى حمزة بن محمد العلوي النهدي يقول : سمعت أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن القاسم الحسني - وما رأيت علويا أفضل منه زهدا وعبادة - يقول : المعتزلة قعدة الخوارج عجزوا عن قتال الناس بالسيوف فقعدوا للناس يقاتلونهم بألسنتهم أو يجاهدونهم - أو كما قال -.
وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (5/303):
" وكان من رءوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال قاله المبرد قال وكان من الصفرية وقيل القعدية لا يرون الحرب وإن كانوا يزينونه".
وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (454):
"عمران بن حطان السدوسي الشاعر المشهور كان يرى رأي الخوارج. قال أبو العباس المبرد: كان عمران رأس القعدية من الصفرية وخطيبهم وشاعرهم انتهى. والقعدية قوم من الخوارج كانوا يقولون بقولهم ولا يرون الخروج بل يزينونه وكان عمران داعية إلى مذهبه وهو الذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي -رضي الله عنه- بتلك الأبيات السائرة".
فالمظاهرات تنطوي على مقدمات من إثارة الأحقاد والتهييج على طريقة الخوارج القعد، وإشعار الناس بالظلم، وحث للناس على المطالبات بالحقوق والحريات وغير ذلك من المثيرات، وقبل ذلك نفخ ونفث الشيطان في النفوس، ثم يندفع الناس في الشوارع والميادين في هياج وفوضى وصخب والغالب أن يكون من المتظاهرين تحد وتخريب، لا يحكمهم ولا يحكم عواطفهم عقل ولا شرع.
فتأتي النتائج المرة من الاصطدام بقوات الدولة؛ الأمر الذي يؤدي إلى سفك الدماء وإهدار الأموال ونهبها إلى آخر المفاسد التي حصلت وتحصل.
وقول الفنيسان عن المظاهرات: " وهي وسيلة جديدة ولا يترتب عليها مفسدة".
كلام باطل ومصادم للواقع، بل للشرع الإسلامي، فكم يقع بها ويترتب عليها من المفاسد الكثيرة والكبيرة من التخريب والتدمير للممتلكات وإزهاق الأرواح وغرس الشحناء والأحقاد، (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)، [سورة البقرة: 205].
وكل فساد وإفساد في الأرض إلى يوم القيامة تتناوله الآيات والأحاديث الناهية عن الفساد والإفساد، وأصول الإسلام وفروعه كذلك، ومن أعظم الفساد والإفساد المظاهرات وما يترتب عليها من الشرور وأخطر أنواع الفساد والإفساد، ولا ينكر ذلك إلا مكابر.
قال الدكتور: "2- جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية".
التعليق:
1- تذكّر أيها القارئ تقريره السابق بأن الأصل في المظاهرات الإباحة، وتذكّر أنها لا ترقى حتى إلى الإباحة، وقد بيّنتُ لك فيما سلف أن الأصل فيها التحريم.
2- ليس للمظاهرات أي صلة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا بآياته وأحاديثه، وحاشا هذه الشريعة الحكيمة الغراء أن تشرع الفوضى التي لا يقوم بها إلا الدهماء وأهل الغوغاء وأهل المطامع الدنيوية والأهواء ومن ينخدع بهم من البلهاء.
3- إن المظاهرات معروفة لدى العرب والعجم، وهي عبارة عن تجمعات غوغائية، يشترك في المطالبات بها المسلم الغِرّ والكافر يجوبون فيها الشوارع والميادين، ولهم شعارات وهتافات بأصوات عالية منكرة وحركات بغيضة واختلاط منكر بين الرجال والنساء يحرمه الإسلام ويأباه الشرف والمروءة.
وغالباً أو تسعة وتسعين في المائة أن يكون فيها تخريب وتدمير للممتلكات، ونهب للمتاجر، وإحراق للسيارات، ويكون فيها سفك للدماء، ويندر جداً أن تكون سلمية، والحكم للغالب لا للنادر.
أفيجوز لمسلم أن يدَّعي هذه الدعوى العريضة أن جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات؟
فالأحاديث التي أسلفناها ومنهج أهل السنة والجماعة وأئمتهم كلها تدين الديمقراطية أم المظاهرات، وتدين المظاهرات القائمة فعلاً على الفساد والإفساد.
ومن يقول غير هذا فقد صادم نصوص القرآن والسنة وما عليه أئمة الإسلام وأهل الحق والسنة.
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الإسلام، والمعروف أول ما يدخل فيه التوحيد، والمنكر أول ما يدخل فيه الشرك والبدع الكبرى.
فهل المظاهرات التي شرعها اليهود والنصارى من أهدافها وأولوياتها الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك والبدع والضلالات؟
وعلى فقهك هذا الذي لم تسبق إليه تكون المظاهرات لأتفه الأسباب من أوجب الواجبات.
فاتق الله في الإسلام والمسلمين، فلقد أدخلتَ المظاهرات في التشريع الإسلامي من باب المباحات، ثم قفزت بها قفزة هائلة إلى أن جعلتها من أوجب الواجبات، فجعلت آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أدلة على المظاهرات السلمية، وهذا والله من أنكر المنكرات.
ومعروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الإسلام، ومن أوجب الواجبات، فكيف تجعل المظاهرات من أصول الإسلام، ومن أوجب الواجبات مع أنها في الحقيقة من أخبث البدع ومن أنكر المنكرات؟
5- إن المظاهرات من أقذر تشريعات اليهود والنصارى، فلا يجوز لمسلم أن يدنس بها الإسلام، وهي من أنكر المنكرات، فالآيات والأحاديث الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر تتناولها باعتبارها من أنكر المنكرات، وهي ضد المعروف الذي شرعه الإسلام، ودان به المسلمون الملتزمون بعقائد الإسلام وعباداته وسياسته وأخلاقه.
6- إن الآيات والأحاديث التي تذم التفرق والاختلاف وأسبابهما لتنطبق على المظاهرات وما يترتب عليها.
7- إن الأحاديث التي تذم البدع وتحذر منها وتصفها بأنها من شر الأمور لتنطبق على المظاهرات مهما كان شكلها.
ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في جل خطبه أو كلها:
"أَمَّا بَعْدُ فإن خَيْرَ الحديث كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"، أخرجه مسلم حديث (867)، وأحمد (3/371).
والمظاهرات من شر البدع والمحدثات، وليست من هدي محمد –صلى الله عليه وسلم-، نزهه الله عنها.
ويقول -صلى الله عليه وسلم- في موعظته العظيمة التي ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، قال العرباض -رضي الله عنه- فقلنا: يا رَسُولَ اللَّهِ كأن هذه مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، قال:
" أوصيكم بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وإن كان عَبْداً حَبَشِيًّا، فإنه من يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بعدي اخْتِلاَفاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بسنتي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَضُّوا عليها بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فإن كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وإن كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ"، أخرجه أحمد في "مسنده" (4/126)، وأبو داود حديث (4607)، والترمذي حديث (2676).
والمظاهرات من شر البدع والضلالات التي حذرنا منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وهي مخالفة لسنته وسنة خلفائه الراشدين المهديين التي أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نعض عليها بالنواجذ.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: " لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ من كان قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشبر وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حتى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قال فَمَنْ"، أخرجه البخاري حديث (3456)، ومسلم حديث (2669).
والمظاهرات من سنن اليهود والنصارى، ولا يأخذ بها ويتبعهم فيها إلا من خذله الله فيخالف المنهج الإسلامي والنصوص القرآنية والنبوية، فيتعلق بها ويحرِّف لها النصوص القرآنية والنبوية، فيزداد فتنة على فتنته، ويفتن الناس بهذا العمل، " وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ ينقصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ"، أخرجه مسلم في "صحيحه" حديث (1017)، وأحمد في "مسنده" (4/357) .
وقد يكون من هذه الأوزار دماء وأشلاء المسلمين.
8- كل الآيات والأحاديث الناهية عن الفساد والإفساد تنطبق على المسيرات والمظاهرات بكل أشكالها وآثارها.
قال الدكتور في (ص8):
"3- حديث أبي هريرة عند أبي داوود والبخاري في (الأدب المفرد 1/216) قال:" قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن لي جارا يؤذيني فقال له أصبر - ثلاثا- فكرر عليه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : انطلق فأخرج متاعك في الطريق. فأخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا ما شأنك؟ قال لي جار يؤذيني فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: انطلق فاخرج متاعك إلى الطريق فجعلوا يقولون: اللهم العنه. اللهم أخزه، فأتاه جاره فقال له: ارجع إلى منـزلك فو الله لا أوذيك".
أقول:
1- تذكّر أنه قد ادّعى أن الأصل في المظاهرات الإباحة، وقد عرفت معنى الإباحة، وأنها ليس لها دليل شرعي.
2- إن هذا الحديث لا يدل على المظاهرات، لا من قريب ولا من بعيد، وفي الاستدلال به على المظاهرات غلو شنيع.
إذ مؤدى هذا الاستدلال أنه كلما وقع ظلم على شخص من حاكم أو محكوم ولو كان ضعيفاً قام الشعب بمسيرات ومظاهرات، وتصب على الظالم اللعنات.
فهذه المظاهرات لا يقول بها ولا يدعو إليها حتى الغلاة في الديمقراطية ولا من اخترعوها، فاتق الله، فلا تحمل النصوص النبوية ما لا تحتمله وما لا يقبله عقل ولا شرع، ولا حتى الغلاة في الديمقراطية والمظاهرات؛ لأن مؤدى فقهك أن الناس سيعطلون مصالحهم الدينية والدنيوية لانشغالهم بالمظاهرات على مر الأيام والسنوات؛ لأنه لا يخلو وقت من ظلم الأفراد للآخرين.
3- هذا الاجتماع المذكور في الحديث لم يكن عن تنسيق سابق ممن اجتمعوا على هذا الرجل، وليس لهم مطالب ضد الحاكم، كما هو واقع المظاهرات، وكل ما في الأمر أن رجلاً جلس في قارعة الطريق بطريقة عجيبة، والناس يخرجون إلى أعمالهم، فيأتي الرجل فيقف عند هذا المشهد الغريب، ويأتي الثاني والثالث كذلك، فحصل منهم في هذا الاجتماع استنكار على أذى جاره، فقد ظهر لك أن هذا الاجتماع الذي حصل على الوجه الذي ذكرنا ليس من المظاهرات في شيء، فلا سبب ولا غاية، ولا تجمع مقصود، ونعوذ بالله من الجرأة على تحريف الكلام عن مواضعه.
وأنا أسأل من سبقك إلى هذا الفقه من فحول الإسلام؛ فقهاء ومحدثين ولغويين؟
قال الدكتور في (ص8-9):
"4- ومنها الحديث الصحيح عند أصحاب السنن أبو داوود (2/245) وابن ماجه (2/366) والنسائي في الكبرى ( 5/371)والحاكم (المستدرك 2/188) على شرط مسلم ووافقه الذهبي . وأخرجه ابن حبان في (صحيحه 9/499) وعبد الرزاق في (مصنفه 9/442) عن إياس بن عبد الله قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" لا تضربوا إماء الله فجاء عمر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله قد ذئـر(اجترأ) النساء على أزواجهن فأمر بضربهن. فلما أصبح قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لقد طاف البارحة بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها ثم قال : فلا تجدون أولئك خياركم"ا.هـ .
فإذا كان النساء في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- خرجن جماعات أو فرادى في ليلة واحدة يشتكين ضرر أزواجهن أليست هذه هي مظاهرة سلمية؟! فما الفرق بين هذا لو خرج اليوم أو غدا مثل هذا العدد أو أقل أو أكثر أمام وزارة الداخلية، أوزارة العدل، أو المحكمة الشرعية، أو دار الإفتاء، يطالبن بتوظيفهن أو رفع ظلم أوليائهن أولئك الذين يمنعونهن من الزواج أو خرجن يطالبن بإطلاق أولادهن أو أزواجهن الذين طال سجنهم مع انتهاء مدة الإحكام الصادرة بحقهم أو لم يحاكموا أصلا !! وإذا جاز هذا للنساء كما جرى في عهد النبوة فما الذي يمنعه في حق الرجال قولوا الحق يا رعاكم الله!!؟".
التعليق:
أقول:
1- أعتقد أنه لا توجد في الدنيا مظاهرات مثل هذه المظاهرات التي يدعو إليها هذا الرجل، وما أعتقد أن أحداً يفكر هذا التفكير.
أرأيت لو كان هذا الرجل وزيراً أو قاضياً أو رئيساً لدار الإفتاء أيقبل مثل هذه الفتن والفوضى ضده وضد غيره في المؤسسات الأخرى إذا كانوا من أصدقائه؟
2- إن هذا الحديث مداره على رجل اسمه إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي، وقد اختلف في صحبته.
قال ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل" (2/280):
" إياس بن عبد الله بن أبى ذباب الدوسي مديني له صحبة، روى عنه عبد الله بن عبد الله بن عمر سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك".
والظاهر أن أبا حاتم وأبا زرعة إنما حكما له بالصحبة بناء على إسناد هذا الحديث.
وهذا وحده لم يقنع الأئمة أحمد والبخاري وابن حبان، فنفوا صحبته، وهذا النفي حال بين الذهبي والحافظ ابن حجر وبين الجزم بصحبته.
قال الذهبي في "الكاشف": مختلف في صحبته، وعنه ولد لابن عمر د س ق.
ولم يزد على ذلك.
وقال في "تذهيب التهذيب": د س ق إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي مختلف في صحبته له عن النبي –صلى الله عليه وسلم- "لا تضربوا إماء الله، وعنه عبد الله ويقال عبيد الله بن عبد الله بن عمر".
ولم يزد على ذلك، ولم يرجح صحبته، ولا عدم صحبته.
وترجم الحافظ ابن حجر لإياس هذا في كتابه "تهذيب التهذيب" (1/389)، وقال :
"مختلف في صحبته...، ثم قال: قلت: جزم أحمد بن حنبل والبخاري وابن حبان أن لا صحبة له، ولم يخرج أحمد حديثه في مسنده، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكره في الصحابة، والراجح صحبته".
وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" خلال ترجمته لإياس: "مختلف في صحبته، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين" ، ولم يرجح الحافظ هنا صحبته كما ترى.
والظاهر أنه غير رأيه في الترجيح، والدليل على ذلك أنه ألّف "تقريب التهذيب" بعد تأليفه لتهذيب التهذيب، وقد نصَّ على ذلك في مقدمة "تقريب التهذيب" فيكون رأيه الأخير هو ما قاله في "التقريب"، وهو عدم الجزم بصحبته.
وقال الحافظ في "الإصابة" (رقم382):
" إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي من أهل مكة قال ابن حبان يقال: إن له صحبة، ثم أعاده في التابعين، وقال: لا يصح عندي أن له صحبة، روى له أبو داود والنسائي وغيرهما حديثاً بإسناد صحيح، لكن قال ابن السكن: لم يذكر سماعاً، وقال البخاري: لا نعرف له صحبة".
وقول الحافظ: "بإسناد صحيح" ، يقصد أن الإسناد صحيح إلى إياس لا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أقول: والذي يترجح لي أنه لا تثبت له الصحبة.
وذلك أن العلماء قد قرروا الأمور التي تثبت بها صحبة الصحابي، وهي:
كما قال الحافظ في "الإصابة" (1/14):
" الفصل الثاني: في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابياً.
وذلك بأشياء : أولها أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي ، ثم بالاستفاضة والشهرة
ثم بأن يروى عن آحاد من الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا ؛ وكذا عن آحاد التابعين ، بناء على قبول التزكية من واحد ؛ وهو الراجح، ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة : أنا صحابي .
أما الشرط الأول - وهو العدالة - فجزم به الآمدي وغيره ؛ لأن قوله قبل أن تثبت عدالته : أنا صحابي أو ما يقوم مقام ذلك - يلزم من قبول قوله إثبات عدالته ؛ لأن الصحابة كلهم عدول ، فيصير بمنـزلة قول القائل : أنا عدل ؛ وذلك لا يقبل.."([2]) .
أقول: إن إياساً لم يوجد له من الأشياء المذكورة أي شيء، فلم تثبت صحبته عن طريق التواتر، ولا عن طريق الاستفاضة والشهرة، ولا بشهادة أحد من الصحابة أنه من الصحابة، ولم يقل هو: إني صحابي، ولا قال أحد من ثقات التابعين: إنه صحابي.
ثم هو قد روى هذا الحديث بصيغة لا يثبت بها سماعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو ليس له إلا حديث واحد فقط، لم يقل: حدثني أو حدثنا رسول الله أو سمعت أو سمعنا رسول الله يقول كذا، وإنما قال في روايته لهذا الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبمقتضى قواعد أهل الحديث يصير إياس تابعياً مجهولاً، فحديثه هذا حسب أصول أهل العلم ضعيف؛ لأنه حديث مرسل، فيه جهالة.
أضف إلى هذا أنه معارض لقول الله تعالى: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)، [سورة النساء : 34].
فقد أباح الله للرجال ضرب النساء إذا استدعى الحال ذلك.
ومعارض أيضاً للحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في حجة الوداع: "... فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ولكم عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ.."([3]).
فقد أباح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للرجال ضربهن إذا وجد موجب لضربهن.
قال ابن كثير –رحمه الله- في تفسير هذه الآية (4/27):
"وكذا قال ابن عباس وغير واحد ضرباً غير مبرح، قال الحسن البصري: يعني غير مؤثر، وقال الفقهاء هو أن لا يكسر فيها عضوا ولا يؤثر فيها شيئا".
فقد ظهر أن حديث إياس بن عبد الله مع ضعفه، قد خالف نصاً قرآنياً وحديثاً نبويّاً صحيحاً وعليه عمل فقهاء الإسلام.
قال البغوي بعد إيراد هذا الحديث: " فيه دليل على جواز ضرب النساء على ما أتين به من الفواحش ، وتركن من الفرائض ، وكذلك إذا خرجت بغير إذنه من بيته ، أو أدخلت بيته غير ذي محرم لها ، أو خانته خيانة ظاهرة ، فله تأديبها بالضرب ، لأنه قيم عليها ، ومسؤول عنها" ، "شرح السنة"، (9/159).
فبطل قول الدكتور: " فإذا كان النساء في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- خرجن جماعات أو فرادى في ليلة واحدة يشتكين ضرر أزواجهن أليست هذه هي مظاهرة سلمية؟!".
وأقول:
1- إن هذا لفقه باطل، فالحديث على ضعفه لا يدل على مظاهرة سلمية، ولا غير سلمية، وهو على ضعفه لا يدل على تجمع مقصود ولا غير مقصود، وإنما فيه أن نساء جئن إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، كل واحدة جاءت على انفرادها تشكو زوجها، ثم تذهب، وتأتي الأخرى تشكو زوجها وتذهب، فأين هي المظاهرات المعروفة بصخبها وهتافاتها في الشوارع والميادين بتجمعاتها المعروفة.
2- إن هذا الفقه فيه إساءة إلى ذلك المجتمع النبوي الطاهر المنـزه عن أفكار وأعمال اليهود والنصارى وتشريعاتهم المناقضة لهدي محمد –صلى الله عليه وسلم-.
ثم قال الدكتور داعياً إلى المظاهرات النسائية مع الأسف الشديد على الطريقة الأوربية:
" فما الفرق بين هذا لو خرج اليوم أو غدا مثل هذا العدد أو أقل أو أكثر أمام وزارة الداخلية، أوزارة العدل، أو المحكمة الشرعية، أو دار الإفتاء، يطالبن بتوظيفهن أو رفع ظلم أوليائهن أولئك الذين يمنعونهن من الزواج أو خرجن يطالبن بإطلاق أولادهن أو أزواجهن الذين طال سجنهم مع انتهاء مدة الإحكام الصادرة بحقهم أو لم يحاكموا أصلا !! وإذا جاز هذا للنساء كما جرى في عهد النبوة فما الذي يمنعه في حق الرجال قولوا الحق يا رعاكم الله!!؟".
أقول: إن في هذا الكلام لدعوة خطيرة إلى أعمال لا تعرفها الجزيرة العربية في جاهلية ولا في الإسلام ، فأي مسلم حر أبي يرضى لزوجته أو أخته أو ابنته أن تخرج فتشترك في أفعال قبيحة من الفوضى والجلبة والصياح ما ينافي المنهج الإسلامي الذي يأمر النساء بالحجاب والقرار في البيوت والحياء والحشمة، وخفض الأصوات، وغض الأبصار، ومن يأمن أن يهرع أهل الفجور إلى حضور هذه المظاهرات النسائية الشبابية التي تقوم على الهتافات المنكرة المنطوية على الفحش في الأقوال والأفعال، والتي من لوازمها قيام المجرمين بالتخريب والتدمير، بل وسفك الدماء، ومشاركة عُبّاد القبور الذين يستغيثون بغير الله ويلجؤون إليهم في الشدائد.
لقد نهى الإسلام عن التشبه بالكفار فيما هو أدنى من المظاهرات، كمشابهتهم في طريقة الأكل والشرب واللباس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من تشبه بقوم فهو منهم"، رواه أبو داود([4]) بإسناد حسن من حديث ابن عمر –رضي الله عنه-، وله شواهد، وقد ورد من قول عمر بن الخطاب، ومن قول حذيفة نحوه، فهو يرتقي إلى درجة الصحة.
لا مانع في الإسلام أن يشتكي المظلوم إلى من يزيل الظلم عنه، بطريقة شريفة، أما أن يتجمهر الرجال أو النساء أمام الوزارات والمحاكم للمطالبة بالحقوق، وقد يكون بعضها حقوقاً مفتعلة، فهذا لا يعرفه الإسلام، ولا يعترف به، ويعده تهديداً وإرجافاً بالفتن، وخروجاً عن الآداب والأخلاق الإسلامية، بل هو خروج على الحاكم المسلم.
وهذه الأعمال الشنيعة لا يعرفها المسلمون على مر التأريخ الإسلامي، حتى جاء تلاميذ أوروبا وأمريكا وأفراخها، فأخذوا من عقائد الأوروبيين والأمريكان وأخلاقهم ومظاهرهم وتشريعاتهم ومنها المظاهرات التي يقومون بها، تحقيقاً لمصالح سادتهم وتنفيذاً لتشريعاتهم وإفساداً في بلدان المسلمين، وتمرداً على الأخلاق والتشريعات الإسلامية الحكيمة التي تنهى عن الفساد والمفاسد التي تؤدي إليها هذه المظاهرات.
وأنا لا أظن أن في دعاة المظاهرات من دعا إلى مثل هذه الصور الغريبة البغيضة التي يدعو إليها هذا الرجل، وأعتقد أنهم يستغربونها.
ومن المستغرب جداً أن تأتي دعوة هذا الرجل إلى المظاهرات بهذا الحماس في هذا الوقت العصيب الذي يعاني العالم الإسلامي من ويلات المظاهرات ونتائجها المرة في الأنفس والأموال ما يشيب لهوله النواصي.
ألا يدرك هذا الرجل ومن وراءه ما حصل من المصائب والكوارث المهولة الناشئة عن المظاهرات من سفك الدماء الذي ذهب فيه آلاف القتلى وآلاف الجرحى وآلاف المشردين والترويع العام للنساء والأطفال، بل والرجال، وإهلاك الأموال والحرث والنسل.
وكم ستترك في نفوس الألوف المؤلفة من البغضاء والأحقاد والتعطش للانتقام والأخذ بالثأر، فما هو رأي أهل الدين والنهى والأبصار؟
يا هذا إن الله يقول: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً..)، [سورة المائدة : 32].
ورسول الهدى –صلى الله عليه وسلم- يقول: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ على اللَّهِ من قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ".
أخرجه الترمذي في "جامعه" حديث (1395)، وابن ماجه في "سننه" حديث (2619)، والنسائي في "المجتبى" حديث (3987) من طرق مرفوعاً وموقوفاً على عبد الله ابن عمرو، ورجح الترمذي وقفه، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" حديث (2609)، وفي صحيح الترغيب والترهيب حديث (2438)، وفي "صحيح الجامع الصغير" حديث (5077)، ويبدو لي أن هذا الحديث صحيح موقوفاً على عبد الله بن عمرو وحسن مرفوعاً بمجموع طرقه؛ لأنه روي مرفوعاً عن البراء بن عازب وبريدة وعبدالله بن عمرو من طرق فيها كلام، لكن يقوي بعضها بعضاً.
ونسأل الله العافية من الأهواء الداعية إلى الفتن والزلازل.
قال الدكتور في (ص9):
"5-قال محمد بن حرب سئل الإمام أحمد عن الرجل يسمع المنكر في دار بعض جيرانه قال:( يأمره قلت فإن لم يقبل؟ قال: تجمّع عليه الجيران وتهوّل عليه لعل الناس يجتمعون ويشهرون به) (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال صـ117".
أقول:
1- لا ندري من هو محمد بن حرب الذي روى هذا القول عن الإمام أحمد.
2- فيقال لهذا الرجل: أثبت العرش ثم انقش، أي أثبت أن هذا القول صدر عن الإمام أحمد.
3- أنه لو ثبت هذا القول عن الإمام أحمد فلا علاقة له بأي وجه من الوجوه بالمظاهرات.
4- أن الإمام أحمد وعلماء السنة واجهوا محنة القول بتعطيل صفات الله، والقول بخلق القرآن وإنكار رؤية الله في الدار الآخرة في عهد ثلاثة من خلفاء الدولة العباسية المأمون والمعتصم والواثق، فواجهوا تلك المحنة الشديدة بالحكمة والصبر انطلاقاً من التوجيهات النبوية، مع أنهم يعتقدون أن هذه العقائد التي دُعوا إليها عقائد كفرية.
جاء في "ذكر محنة الإمام أحمد بن حنبل" (ص70-71) لحنبل بن إسحاق قوله:
"فلما أظهر الواثق هذه المقالة، وضرب عليها وحبس، جاء نفر إلى أبي عبد الله، من فقهاء أهل بغداد، فيهم بكر بن عبد الله، وإبراهيم بن علي المطبخي، وفضل بن عاصم، وغيرهم، فأتوا أبا عبد الله، وسألوا أن يدخلوا عليه، فاستأذنت لهم، فأذن لهم([5])، فدخلوا عليه، فقالوا له: يا أبا عبد الله إن الأمر قد فشا وتفاقم، وهذا الرجل يفعل ويفعل، وقد أظهر ما أظهر، ونحن نخافه على أكثر من هذا، وذكروا له أن ابن أبي دؤاد مضى على أن يأمر المعلمين بتعليم الصبيان في الكتاب مع القرآن، القرآن كذا وكذا.
فقال لهم أبو عبد الله: وماذا تريدون؟ قالوا: أتيناك نشاورك فيما نريد، قال: فما تريدون؟ قالوا: لا نرضى بإمرته ولا بسلطانه، فناظرهم أبو عبد الله ساعة، حتى قال لهم، وأنا حاضرهم: أرأيتم إن لم يبق لكم هذا الأمر، أليس قد صرتم من ذلك إلى المكروه، عليكم بالنكرة بقلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ولا دماء المسلمين معكم، انظروا في عاقبة أمركم، ولا تعجلوا، واصبروا حتى يستريح بر، ويستراح من فاجر، ودار بينهم في ذلك كلام كثير لم أحفظه، واحتج عليهم أبو عبد الله بهذا. فقال له بعضهم: إنا نخاف على أولادنا، إذا ظهر هذا، لم يعرفوا غيره ويمحى الإسلام ويدرس. فقال أبو عبد الله : كلا، إن الله عز وجل ناصر دينه وإن هذا الأمر له رب ينصره، وإن الإسلام عزيز منيع.
فخرجوا من عند أبي عبد الله، ولم يجبهم إلى شيء مما عزموا عليه أكثر من النهي عن ذلك، والاحتجاج عليهم بالسمع والطاعة، حتى يفرج الله عن الأمة، فلم يقبلوا منه".
وقال أبو بكر الخلال في "السنة" ( 1/ 132):
" وأخبرنا أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يأمر بكف الدماء وينكر الخروج إنكارا شديدا.
أخبرنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: ثنا معاوية بن هشام قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد وإبراهيم أنهما كرها الدم يعني في الفتنة.
أخبرني محمد بن أبي هارون([6]) ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث([7]) حدثهم قال: سألت أبا عبد الله في أمر كان حدث ببغداد، وهَمَّ قوم بالخروج فقلت: يا أبا عبد الله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم؟ فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول: سبحان الله الدماء الدماء، لا أرى ذلك ولا آمر به الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء ويستباح فيها الأموال وينتهك فيها المحارم، أما علمت ما كان الناس فيه ( يعني أيام الفتنة )؟ قلت: والناس اليوم، أليس هم في فتنة يا أبا عبد الله؟ قال: وإن كان فإنما هي فتنة خاصة فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل، الصبر على هذا، ويسلم لك دينك خير لك، ورأيته ينكر الخروج على الأئمة، وقال: الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به".
فموقف الإمام أحمد هذا مستمد من منهاج النبوة في حماية الأمة من الفتن التي تؤدي إلى سفك الدماء ونهب الأموال وإهدارها وقطع السبل إلى شرور أخرى.
ومن هذه الفتن التي حذَّر منها الإمام أحمد وغيره المظاهرات والمسيرات الوافدة من بلدان الكفر والفتن.
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- يحدثنا عن تلك الفتنة وصبر أهل السنة عليها.
قال –رحمه الله- في "مجموع الفتاوى" (6/214-215):
" وأحمد إنما اشتهر أنه إمام أهل السنة، والصابر على المحنة؛ لما ظهرت محن "الجهمية" الذين ينفون صفات الله تعالى، ويقولون: إن الله لا يرى في الآخرة، وإن القرآن ليس هو كلام الله؛ بل هو مخلوق من المخلوقات، وإنه تعالى ليس فوق السماوات، وان محمداً لم يعرج إلى الله، وأضلوا بعض ولاة الأمر؛ فامتحنوا الناس بالرغبة والرهبة، فمن الناس من أجابهم رغبة، ومن الناس من أجابهم رهبة، ومنهم من اختفى فلم يظهر لهم.
وصار من لم يجبهم قطعوا رزقه وعزلوه عن ولايته، وان كان أسيرا لم يفكوه ولم يقبلوا شهادته، وربما قتلوه أو حبسوه.
"والمحنة" مشهورة معروفة، كانت في إمارة المأمون، والمعتصم، والواثق، ثم رفعها المتوكل؛ فثبت الله الإمام أحمد، فلم يوافقهم على تعطيل صفات الله تعالى، وناظرهم في العلم فقطعهم، وعذبوه فصبر على عذابهم، فجعله الله من الأئمة الذين يهدون بأمره كما قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)، [سورة السجدة : 24].
فمن أعطي الصبر واليقين جعله الله إماما في الدين".
أقول: معلوم أن السلف، ومنهم الإمام أحمد كانوا يُكفِّرون بتعطيل صفات الله وبالقول بخلق القرآن وبإنكار رؤية الله في الآخرة، ولم يكتف الجهمية بهذه الفتنة، بل أضافوا إليها تكفير من يخالفهم وامتحانهم بما ذكره شيخ الإسلام، ومع كل هذا فلم يقوموا بمظاهرات ولا خروج، وإنما قاموا بالصبر المشروع دفعاً لمفسدة كبرى عن المسلمين تهدر فيها أرواحهم وأموالهم إلى غير ذلك من المفاسد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/527-528):
" وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضا وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة وأمثال هؤلاء
وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة فإن عبد الله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم فهزموا وهزم أصحابهم فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا".
وقال –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/529-530):
"وكان الحسن البصري يقول إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول ) ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ( وكان طلق بن حبيب يقول اتقوا الفتنة بالتقوى فقيل له أجمل لنا التقوى فقال أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله رواه أحمد وابن أبي الدنيا
وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما كان عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي e وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين.
وباب قتال أهل البغي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشتبه بالقتال في الفتنة وليس هذا موضع بسطه ومن تأمل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي e في هذا الباب واعتبر أيضا اعتبار أولى الأبصار علم أن الذي جاءت به النصوص النبوية خير الأمور".
وقال –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/531):
"وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي e من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد وأن من خالف ذلك متعمدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد ولهذا أثنى النبي e على الحسن بقوله إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ولم يثن على أحد لا بقتال في فتنة ولا بخروج على الأئمة ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة.
وأحاديث النبي e الثابتة في الصحيح كلها تدل على هذا".
وقال –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/536):
" لكن إذا لم يزل المنكر إلا بما هو أنكر منه صار إزالته على هذا الوجه منكرا وإذا لم يحصل المعروف إلا بمنكر مفسدته أعظم من مصلحة ذلك المعروف كان تحصيل ذلك المعروف على هذا الوجه منكرا
وبهذا الوجه صارت الخوارج تستحل السيف على أهل القبلة حتى قاتلت عليا وغيره من المسلمين وكذلك من وافقهم في الخروج على الأئمة بالسيف في الجملة من المعتزلة والزيدية والفقهاء وغيرهم".
وقال –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/538):
"ومما ينبغي أن يعلم أن أسباب هذه الفتن تكون مشتركة فيرد على القلوب من الواردات ما يمنع القلوب عن معرفة الحق وقصده ولهذا تكون بمنزلة الجاهلية والجاهلية ليس فيها معرفة الحق ولا قصده والإسلام جاء بالعلم النافع والعمل الصالح بمعرفة الحق وقصده فيتفق أن بعض الولاة يظلم باستئثار فلا تصبر النفوس على ظلمه ولا يمكنها دفع ظلمه إلا بما هو أعظم فسادا منه ولكن لأجل محبة الإنسان لأخذ حقه ودفع الظلم عنه لا ينظر في الفساد العام الذي يتولد عن فعله
ولهذا قال النبي e إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".
وقال –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/540):
"وكذلك ثبت عنه في الصحيح أنه قال على المرء المسلم السمع والطاعة في يسره وعسره ومنشطه ومكرهه وأثرة عليه.
وفي الصحيح عن النبي e عن عبادة قال بايعنا رسول الله e على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.
فقد أمر النبي e المسلمين بأن يصبروا على الاستئثار عليهم وأن يطيعوا ولاة أمورهم وإن استأثروا عليهم وأن لا ينازعوهم الأمر".
أقول: تأمل هذه الأقوال السديدة لشيخ الإسلام ابن تيمية القائمة على النصوص النبوية وعلى مراعاة المصالح والمفاسد وعلى معرفة تأريخ الثورات ونتائجها المدمرة، والعاقل من يعتبر.
فعلى من ينشد الحق أن يستفيد من المنهج الإسلامي في مواجهة الفتن وأن يحذر المسلمين من مخالفة هذا المنهج، وأن يحذرهم أن يجرهم الشيطان إلى الفتن وسفك الدماء، وأن يستفيدوا مما قرره أئمة السلف وطبّقوه فعلاً.
وأقوال شيخ الإسلام التي سقناها هنا تدور في هذا الفلك وتبينه وتدعو إليه.
نسأل الله أن يبصر المسلمين بالحق في السراء والضراء وعند حلول دواعي الفتن وأن يجنبهم الخوض فيها ويقيهم شرورها.
وقال ابن القيم –رحمه الله- في "إعلام الموقعين" (3/15):
" إنَّ النبي -صلى اللَّهُ عليه وسلم- شَرَعَ لِأُمَّتِهِ إيجَابَ إنْكَارِ الْمُنْكَرِ لِيَحْصُلَ بِإِنْكَارِهِ من الْمَعْرُوفِ ما يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فإذا كان إنْكَارُ الْمُنْكَرِ يَسْتَلْزِمُ ما هو أَنْكَرُ منه وَأَبْغَضُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فإنه لَا يَسُوغُ إنْكَارُهُ وان كان اللَّهُ يُبْغِضُهُ وَيَمْقُتُ أَهْلَهُ وَهَذَا كَالْإِنْكَارِ على الْمُلُوكِ وَالْوُلَاةِ بِالْخُرُوجِ عليهم فإنه أَسَاسُ كل شَرٍّ وَفِتْنَةٍ إلَى آخِرِ الدَّهْرِ وقد اسْتَأْذَنَ الصَّحَابَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في قِتَالِ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عن وَقْتِهَا وَقَالُوا أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ فقال لَا ما أَقَامُوا الصَّلَاةَ وقال من رَأَى من أَمِيرِهِ ما يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ وَلَا ينـزعن يَدًا من طَاعَتِهِ وَمَنْ تَأَمَّلَ ما جَرَى على الْإِسْلَامِ في الْفِتَنِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ رَآهَا من إضَاعَةِ هذا الْأَصْلِ وَعَدَمِ الصَّبْرِ على مُنْكَرٍ فَطَلَبَ إزَالَتَهُ فَتَوَلَّدَ منه ما هو أكبر منه فَقَدْ كان رسول اللَّهِ -صلى اللَّهُ عليه وسلم- يَرَى بِمَكَّةَ أَكْبَرَ الْمُنْكَرَاتِ وَلَا يَسْتَطِيعُ تَغْيِيرَهَا بَلْ لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ مَكَّةَ وَصَارَتْ دَارَ إسْلَامٍ عَزَمَ على تَغْيِيرِ الْبَيْتِ وَرَدِّهِ على قَوَاعِدِ إبْرَاهِيمَ وَمَنَعَهُ من ذلك مع قُدْرَتِهِ عليه خَشْيَةُ وُقُوعِ ما هو أَعْظَمُ منه من عَدَمِ احْتِمَالِ قُرَيْشٍ لِذَلِكَ لِقُرْبِ عَهْدِهِمْ بِالْإِسْلَامِ وَكَوْنِهِمْ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ وَلِهَذَا لم يَأْذَنْ في الْإِنْكَارِ على الْأُمَرَاءِ بِالْيَدِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عليه من وُقُوعِ ما هو أَعْظَمُ منه كما وُجِدَ سَوَاءٌ".
أقول: كلام الإمام ابن القيم مستمد من منهاج النبوة القائم على الحكمة والنظر في العواقب والنتائج التي تترتب على التصرفات الهوجاء والعواطف العمياء، التي لا تنضبط بالتوجيهات النبوية الحكيمة، التي يراعى فيها مصالح الأمة في دينها ودنياها، وما يدرأ عنها المفاسد الكبيرة والفتن العظيمة في دينها ودنياها.
وتأمل جيداً في مقال ابن القيم هذا، ومنه قوله: " وَمَنْ تَأَمَّلَ ما جَرَى على الْإِسْلَامِ في الْفِتَنِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ رَآهَا من إضَاعَةِ هذا الْأَصْلِ وَعَدَمِ الصَّبْرِ على مُنْكَرٍ فَطَلَبَ إزَالَتَهُ فَتَوَلَّدَ منه ما هو أكبر منه".
وقوله: " وَهَذَا كَالْإِنْكَارِ على الْمُلُوكِ وَالْوُلَاةِ بِالْخُرُوجِ عليهم فإنه أَسَاسُ كل شَرٍّ وَفِتْنَةٍ إلَى آخِرِ الدَّهْرِ".
فكيف لو رأى علماء السلف من الصحابة فمن بعدهم ما يجري في هذا العصر من المظاهرات والفتن لا من أجل الإسلام ولا من باب تغيير المنكرات الشركية والبدعية والإلحادية، وإنما للمطامع الدنيوية، واللهث على المناصب السياسية، ولتطبيق التشريعات والأنظمة اليهودية والنصرانية.
فاللهم نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك.
قال الدكتور في (ص9):
" وملخص القول في طاعة ولي الأمر إذا أمر أو نهى عن شيء مباح إن كان الأمر والنهي متوجها على فرد بذاته كأن يمنعه من السفر أو أن يتزوج من خارج البلاد ونحو ذلك. فهذا جائز وعليه السمع والطاعة لولي الأمر . أما إذا أصدر الحاكم تنظيما أو تعميما أو قانونا يمنع فيه عامة الشعب من شيء هو مباح بأصل الشرع فإن هذا تقييد لحرية التعبير".
التعليق:
1- يقال: إن هذا الكلام عجيب وتقرير غريب.
قارن بين التوجيهات النبوية وتوجيهات أهل العلم والسنة والحق ومنهم الإمام أحمد بن حنبل والإمام ابن تيمية وابن القيم وما فيها من حكمة وعلم صحيح ووعي عظيم وابتعاد بالأمة عن الفتن المدمرة للدنيا والدين.
قارن بين هذه التوجيهات الحكيمة وبين ما يقرره هذا الرجل بهذا الأسلوب البعيد عن هدي محمد –صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح.
2- يرى القارئ أنه فرّق بين الفرد والجماعة في طاعة ولي الأمر إذا أمر بأمر مباح أو نهى عنه، بدون دليل شرعي على هذا التفريق.
إن فقهاء الإسلام ليعلمون أن الشريعة الإسلامية قائمة كلها على مراعاة المصالح والمفاسد، فتأمر بكل ما فيه صلاح للناس في دينهم ودنياهم، وتنهى عن كل ما فيه فساد في دينهم ودنياهم، وهذا المنهج يغيب عن هذا الرجل.
فالحاكم المسلم في ضوء هذا المنهج له أن يجتهد -حيث لا يوجد نص يمنعه- فيما يحقق لرعيته الخير والمصلحة، ويدفع عنهم المفاسد والأضرار، فإذا أخطأ، فمعالجة خطئه يقوم بها أهل الحل والعقد من العلماء والعقلاء فقط بالمناصحة الحكيمة دون تشهير وإعلان المعارضات، ولا يجوز أن يتدخل في هذه الأمور السياسية الجهلة والسفهاء وأهل الأغراض، فإن رجع الحاكم عن خطئه بعد النصيحة فالحمد لله، وإن لم يرجع فالشرع الحكيم يأمر المسلمين بالصبر حتى يفرِّج الله، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ..)، [سورة الطلاق: 2-3]، وهذا العلاج الإسلامي الحكيم خير وأنفع بمئات المرات من العلاج بالهوى والفتن والمسيرات والمظاهرات.
قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية" (4/527):
"ففي الجملة أهل السنة يجتهدون في طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان، كما قال تعالى: ( فاتقوا الله ما استطعتم)، [سورة التغابن:16].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"، ويعلمون أن الله تعالى بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- بصلاح العباد في المعاش والمعاد، وأنه أمر بالصلاح ونهى عن الفساد، فإذا كان الفعل فيه صلاح وفساد رجّحوا الراجح منهما، فإذا كان صلاحه أكثر من فساده رجّحوا فعله، وإن كان فساده أكثر من صلاحه رجّحوا تركه.
فإن الله تعالى بعث رسوله -صلى الله عليه وسلم- بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها".
وهذا الرجل لم ينظر إلى مراعاة المصالح ولا إلى درء المفاسد، ولم يتطرق إلى الترجيح بين المصالح والمفاسد؛ الأمر الذي بُعث به محمد –صلى الله عليه وسلم- وسار على هديه فيه علماء وفقهاء الإسلام الراسخون، وانحرف عنه أهل الأهواء.
وهذا الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يتصرف في شئون الأمة بناء على مراعاة جلب المصالح ودرء المفاسد.
قال أبو بكر بن أبي شيبة –رحمه الله-:
حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: "أن عمر حمى الربذة لنعم الصدقة"([8]).
وقال -رحمه الله-: حدثنا عَفَّانَ قال حدثني مُعْتَمِرُ بن سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ قال سَمِعْت أبي قال حدثنا أبو نَضْرَةَ عن أبي سَعِيدٍ([9]) مولى أبي أُسَيْدَ الأَنْصَارِيِّ قال سمع عُثْمَان أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ مِصْرَ قد أَقْبَلُوا فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَكَانَ في قَرْيَةٍ خَارِجًا من الْمَدِينَةِ أو كما قال قال فلما سَمِعُوا بِهِ أَقْبَلُوا نَحْوَهُ إلَى الْمَكَانِ الذي هو فيه قال أَرَاهُ قال وَكَرِهَ أَنْ يَقْدُمُوا عليه الْمَدِينَةَ أو نَحْوًا من ذلك فَأَتَوْهُ فَقَالُوا اُدْعُ بِالْمُصْحَفِ فَدَعَا فَقَالُوا افْتَحْ السَّابِعَةَ وَكَانُوا يُسَمُّونَ سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ فَقَرَأَهَا حتى إذَا أتى على هذه الْآيَةِ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ من رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ منه حَرَامًا وَحََلاَلاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ على اللهِ تَفْتَرُونَ ) قَالَوا أَرَأَيْت ما حَمَيْت من الْحِمَى آللَّهُ أذن لَك بِهِ أَمْ على اللهِ تَفْتَرِي فقال أَمْضِهِ أَنْزَلَتْ في كَذَا وَكَذَا وَأَمَّا الْحِمَى فإن عُمَرَ حَمَى الْحِمَى قَبْلِي لإبل الصَّدَقَةِ فلما وُلِّيتُ زَادَتْ إبِلُ الصَّدَقَةِ فَزِدْت في الْحِمَى لِمَا زَادَ من إبِلِ الصَّدَقَةِ..."([10]).
فالربذة أرض غير مملوكة لأحد، بها مراع مباحة لكل المسلمين، رأى أمير المؤمنين عمر أن يجعلها حمى ترعى فيه إبل وخيل الصدقة خاصة، ومنع منها المسلمين إلا من يأذن له أمير المؤمنين.
وهذا العمل من عمر –رضي الله عنه- من باب مراعاة المصالح، ومن أبواب الاجتهاد التي قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ"([11]).
وأقر الصحابة الكرام هذا الاجتهاد، وهذا أمر لا يجوز عند الديمقراطيين الذين يلبسون الديمقراطية لباس الإسلام.
وأمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه- انطلق من هذا المنطلق الذي انطلق منه عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- إن صح هذا الأثر عنه، ولم يعارضه إلا أهل البغي والفتن.
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَوْلَا آخِرُ الْمُسْلِمِينَ مَا فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَ أَهْلِهَا كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْبَرَ"([12]).
ومن اجتهادات عمر -رضي الله عنه- بناء على مراعاة جلب المصالح جعله سواد العراق وقفاً على سائر المسلمين، ولم يقسمه على الغانمين، وأقره الصحابة الكرام على هذا التصرف، وما قالوا: السواد ملكنا، ويجب قسمه على الغانمين كما فعل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في أرض خيبر، وليس لك منه إلا الخمس الذي قال الله فيه: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، [سورة الأنفال : 41].
قال الحافظ ابن رجب في "الاستخراج لأحكام الخراج" (ص9):
" وقد تقدم قول الإمام أحمد -رضي الله عنه- إنما كان الخراج على عهد -عمر رضي الله عنه- يعني أنه لم يكن في الإسلام قبل خلافة عمر -رضي الله عنه- ولا ريب أن عمر -رضي الله عنه- وضع الخراج على أرض السواد ولم يقسمها بين الغانمين وكذلك غيرها من أراضي العنوة.
وذكر أبو عبيد أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومعاذ بن جبل أشارا على عمر -رضي الله عنهم- بذلك".
ولأمير المؤمنين عمر اجتهادات أخرى منها وضع بيت لمال المسلمين، انطلاقاً من مراعاة المصالح للمسلمين، والصحابة والمسلمون يطيعونه في ذلك، تنفيذاً لأوامر الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- بطاعة أولياء الأمور وإيماناً بمراعاة المصالح للأمة، وهذا هو منهج الصحابة الكرام وأهل السنة والجماعة إلى يومنا هذا.
بعد أن ذكر أبو يعلى –رحمه الله- ما يجب على الأمير بيّن ما يلزم من تحت إمرته من المسلمين.
قال في "الأحكام السلطانية" (ص46-47):
"فأما ما يلزمهم في حق الأمير عليهم أربعة أشياء: أحدها: التزام طاعته، والدخول في ولايته. قال تعالى (4: 59 - يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم).قيل: هم الأمراء. وقيل: هم العلماء. وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال " من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى أميري فقد عصاني([13]).
الثاني: أن يفوضوا الأمر إلى رأيه، ويكلوه إلى تدبيره حتى لا تختلف آراؤهم، وقد قال تعالى: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم).فإن ظهر لهم صواب خفي عليه بيّنوه له، وأشاروا به عليه، وقد ندب الله تعالى إلى المشاورة. الثالث: أن يسارعوا إلى امتثال أمره، والوقوف عند نهيه وزجره، فإن توقفوا عما أمرهم، وأقدموا على ما نهاهم عنه، كان له تأديبهم على المخالفة حسب أحوالهم، ولا يغلظ فينفر، وقد قال الله تعالى لنبيه: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ). وروى ابن المسيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "خير دينكم أيسره".
الرابع: أن لا ينازعوه في الغنائم إذا قسموها بينهم، ويرضوا فيها بتعديل القسمة عليهم".
أقول:
انظر إلى قوله: "الثاني: أن يفوضوا الأمر إلى رأيه، ويكلوه إلى تدبيره حتى لا تختلف آراؤهم".
فإنه يرى الاجتهاد لولي الأمر في مصلحة المسلمين ابتعاداً بهم عن اختلاف آرائهم، واستدل على ذلك بالآية.
وقوله: " فإن ظهر لهم صواب خفي عليه بيّنوه له، وأشاروا به عليه".
والذي يبينه ويشير عليه هم العلماء الكبار النابهون أهل الاستنباط من النصوص ومن الأحداث التي تلم بالأمة.
فيقدمون للإمام تنبيههم ومشاورتهم الحكيمة، ولا دخل لعامة الشعب، فإنهم بعيدون عن إدراك المشكلات وحلولها.
وانظر إلى قوله: " الثالث: أن يسارعوا إلى امتثال أمره، والوقوف عند نهيه وزجره، فإن توقفوا عما أمرهم، وأقدموا على ما نهاهم عنه، كان له تأديبهم على المخالفة حسب أحوالهم، ولا يغلظ ...الخ.
انظر إلى قوله: " أن يسارعوا إلى امتثال أمره...الخ" ، أي أمره الاجتهادي.
وانظر إلى قوله: " فإن توقفوا عما أمرهم، وأقدموا على ما نهاهم عنه، كان له تأديبهم على المخالفة..الخ".
وذلك لأنهم خالفوا من أَمَرَ الله بطاعته في غير معصية، فإذا أمرهم بغير معصية ولم ينفذوا أمره فله تأديبهم؛ لأنهم بمعصيته عصوا الله ورسوله.
فكان على الدكتور أن يعلم توجيهات رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، ويعلم منهج العلماء الربانيين في هذا الباب، ويسلك سبيلهم؛ سبيل العلم والعقل والخير والهدى والسلامة من الفتن وأسباب الردى.
وساق ابن زنجويه آثاراً أخرى تتعلق بوقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لسواد العراق وكذلك وقفه لأرض الجابية بالشام وما فتح عنوة من أرض مصر([14])، وكلها من اجتهاد هذا الإمام العادل –رضي الله عنه-.
قال سعود الفنيسان في (ص9):
" والمظاهرة السلمية يجب أن تنضبط بالضوابط الشرعية:
1- أن تكون المطالب مشروعة وعادلة فإن تضمنت مفسدة أو حراما فلا تجوز. 2- ألا تؤدي المظاهرة إلى منكر آخر يساوي أو يزيد عن المنكر الذي خرج المتظاهرون لتغييره.
3- ألا يصحب المظاهرة ترك واجب كصلاة الجمعة أو الجماعة أو تشتمل على اختلاط محرم بين الرجال والنساء.
4- ألا تتسبب بإلحاق ضرر في الأنفس والممتلكات.
فالمظاهرات السلمية التي لا تشهر سلاحا ولا تسفك دما ولا تتعدى على الأنفس والممتلكات المعصومة- جائزة شرعا. والله أعلم".
التعليق:
1- برأ الله الإسلام من المظاهرات، فلا يجوز أن تُلْصقَ بالإسلام.
2- لا علاقة للديمقراطية ولا بالمظاهرات ولا بمطالب أهلها بالإسلام، فكيف تكون هذه المطالب مشروعة وعادلة، فالإسلام يحرِّم ويجرِّم هذه الأعمال والمطالب؛ لأنه يأمر بالصبر والطاعة، فهي وما شرعته بكل أشكاله فيها مصادمات للتشريعات الإسلامية.
3- إن المظاهرات ليست من المعروف في شيء، فهي وإن كانت سلمية من المنكرات، فكيف إذا ترتب عليها منكرات.
4- غالب من يخوض في المظاهرات غير ملتزمين، والإسلام يمنع اختلاط الرجال بالنساء حتى في المساجد، والمظاهرات يحصل فيها الاختلاط المحرم، ولا ندري ما هو الاختلاط المحرم عند هذا الرجل وما هو الاختلاط الجائز.
5- إلحاق الضرر بالناس في الأنفس والممتلكات من لوازم المظاهرات تسعة وتسعين في المائة ولا عبرة بالنادر الذي لا نعرفه ولم نسمع به.
فما من مظاهرة إلا ويصحبها أضرار وفساد؛ لأن من يخوضها غالبهم غير ملتزمين بعقائد الإسلام وأحكامه وآدابه، فإذا خاضوا في المظاهرات سهل على كثير منهم أن يروي ظمأه ويشفي غليله فهذا يدمر وهذا يضرب وهذا يقتل وهذا ينهب...الخ، وكأن الكاتب يعيش في عالم الخيال أو يتصور أن المتظاهرين معصومون أو شبه الملائكة، فيضع هذه الشروط التي يعتقد كل عاقل مجرب أنها لن تتحقق، فيذكرنا بقول الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
فإذا أجزت للناس المظاهرات السلمية المزعومة، فقد فتحت أمامهم أبواب الفتن الخطيرة المدمرة التي تتولد عن المظاهرات وذلك أن شياطين الإنس والجن يتخللونها ثم يحققون ما يطمحون إليه من الفساد والإفساد وسفك الدماء ونهب الممتلكات وتدميرها، والمتسبب في هذه الشرور شريك لفاعليها.
هذا ونسأل الله أن يوفقنا والدكتور سعود وسائر المسلمين للثبات على الحق والتمسك بالكتاب والسنة عقيدة ومنهجاً وسياسة وأخلاقاً، وأن يجنبنا الفتن وأسبابها وكل ما يؤدي إليها، وأن يجمع كلمة المسلمين حكاماً وشعوباً على الحق والهدى.
إن ربنا لسميع الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
12/4/1432هـ
--------------------------------------------------------------------------------
الحواشي:
[1] - لو قلت: ويجب إنكار المنكر باليد واللسان والقلب كل على حسب طاقته من السلطان إلى أضعف المسلمين، ووقفت لأصبت. لكن قولك: "كل وسيلة مناسبة" ، تريد أن تدخل في هذه الوسائل المظاهرات والتصوير بكل أنواعه والتمثيل، وهذا قول باطل، ولم يقرره السلف والخلف من أهل السنة والحق؛ لأنه يصادم النصوص النبوية الصحيحة.
[2] - انظر "علوم الحديث" لابن الصلاح (ص264)، و"اختصار علوم الحديث" لابن كثير (ص517)، النوع التاسع والثلاثون.
[3] - أخرجه مسلم في "صحيحه" برقم (1218)، وأبو داود في "سننه" حديث (1905)، والنسائي في "الكبرى" حديث (4001)، وابن ماجه في "السنن" حديث (3074)، وابن أبي شيبة (5/485) حديث (14908)، وابن حبان حديث (1457)و (3944).
[4] - "سنن أبي داود"، حديث (4031).
[5] - في الأصل " فأذنوا لهم".
[6] - قال فيه الخطيب في "تأريخ بغداد" (4/395) برقم (1591): "وكان مشهوداً له بالصلاح والصدق"، وقال الذهبي في "تأريخ الإسلام" (21/291): "صالح، فاضل، واسع العلم".
[7] - قال فيه الخطيب في "تأريخ بغداد" (6/328) رقم (2823): "...كان أبو عبد الله يأنس به وكان يقدمه ويكرمه وكان له عنده موضع جليل، وروى عن أبي عبد الله مسائل كثيرة جدا بضعة عشر جزءا، وجوّد الرواية عن أبي عبد الله"، ومثل هذا المدح في "طبقات الحنابلة" (1/74) رقم (59)..
[8] - "مصنف ابن أبي شيبة" رقم (23535).
[9] - ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/2911) رقم (3244)، وذكره ابن الأثير في "أسد الغابة في معرفة الصحابة" (6/141) رقم (5951)، وذكره الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" (2/173) رقم (2015)، وذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في قسم الكنى (7/95) برقم (588)، فقال: " أبو سعيد مولى أبي أسيد بالتصغير الساعدي، ذكره ابن منده في الصحابة ولم يذكر ما يدل على صحبته، لكن ثبت أنه أدرك أبا بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- فيكون من أهل هذا القسم، قال ابن منده روى عنه أبو نضرة العقدي قصة مقتل عثمان بطولها وهو كما قال، وقد رويناها من هذا الوجه وليس فيها ما يدل على صحبته".
[10] - أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1/470)، و ابن أبي شيبة في " مصنفه" (38686)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" رقم(859).
[11] - أخرجه البخاري في "الاعتصام" حديث (7352)، ومسلم في "الأقضية" حديث (1716).
[12] - أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (2334).
[13] - من مجالات طاعة الأمراء الأمور التي يجوز فيها الاجتهاد، ومنها جلب المصالح للأمة ودرء المفاسد عنها.
[14] - "الأموال" (1/190-195).ملفات مرفقة
قاهر العلمانيين
2011-11-18, 22:04
قال القرطبي في المفهم (12/89) : ( وكذلك : لو ترك إقامة قاعدة من قواعد الدين ؛ كإقام الصلاة ، وصوم رمضان ، وإقامة الحدود ، ومَنَع من ذلك . وكذلك لو أباح شرب الخمر ، والزنى ، ولم يمنع منهما ، لا يختلف في وجوب خَلْعِهِ )
وقال ابن حزم في الفصل في الملل (4\135) ( فَإِن امْتنع - أي الحاكم الظالم - من إِنْفَاذ شَيْء من هَذِه الْوَاجِبَات عَلَيْهِ وَلم يُرَاجع وَجب خلعه وَإِقَامَة غَيره مِمَّن يقوم بِالْحَقِّ لقَوْله تَعَالَى "وتعاونوا على الْبر وَالتَّقوى وَلَا تعاونوا على الْإِثْم والعدوان" ).
جمال البليدي
2011-11-18, 22:25
قال القرطبي في المفهم (12/89) : ( وكذلك : لو ترك إقامة قاعدة من قواعد الدين ؛ كإقام الصلاة ، وصوم رمضان ، وإقامة الحدود ، ومَنَع من ذلك . وكذلك لو أباح شرب الخمر ، والزنى ، ولم يمنع منهما ، لا يختلف في وجوب خَلْعِهِ )
وقال ابن حزم في الفصل في الملل (4\135) ( فَإِن امْتنع - أي الحاكم الظالم - من إِنْفَاذ شَيْء من هَذِه الْوَاجِبَات عَلَيْهِ وَلم يُرَاجع وَجب خلعه وَإِقَامَة غَيره مِمَّن يقوم بِالْحَقِّ لقَوْله تَعَالَى "وتعاونوا على الْبر وَالتَّقوى وَلَا تعاونوا على الْإِثْم والعدوان" ).
هناك فرق بين الخلع وبين الخروج فالخلع: يكون من ذوي الشوكة والاقتدار من أهل الحَلِّ والعَقْد؛ وكذلك النَّصْبُ، وهو واجب كما ذكر. أما الخروج: فيكون على السلطان (المسلم) الذي قهر من ولي عليهم بشوكته، فلا اعتبار لأحد مع ذلك القهر؛ فلا أهل حل! ولا أهل عقد!، وهذا الخروج محرم (بالإجماع) ما لم تكفر عين هذا المُتَغَلِّب.
قال القرطبي في تفسيره ( 2 / 370 ) : و الذي عليه الأكثر من العلماء أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه ، لأن في منازعته و الخروج عليه استبدال الأمن بالخوف ، و إراقة الدماء ، و انطلاق أيدي السفهاء ، و شن الغارات على المسلمين ، والفساد في الأرض ، و الأول مذهب طائفة من المعتزلة ، وهو مذهب الخوارج ، فاعلمه .)) انتهى بنصه
جمال البليدي
2011-11-25, 03:12
<b>بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب الأول:
حمل كتاب (المظاهرات والاعتصامات والإضرابات رؤية شرعية) : الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.mahaja.com/library/library/images/20110303003030_m.jpgمحتويات الكتاب
:
المقدمة:
المبحث الأول:تعريف المظاهرات والإعتصامات والإضرابات.
المبحث الثاني:حول نشأة أسلوب المظاهرات كوسبة لتغيير المنكر في بلاد المسلمين.
المبحث الثالث:صلة المظاهرات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المبحث الرابع:في حجج من قال بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الخامس:حجج المانعين للماظهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث السادس:مفاسد المظاهرات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع
المبحث السابع:مناقشة أدلة القائلين بالمظاهرات كوسيلة لتغيير المنكر
المبحث الثامن:ذكر القول الراجح في مسألة المظاهرات
المبحث التاسع:المظاهرات ليست وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله
الخاتمة:في بيان خلاصة البحث وقد أوردت(الكلام لصاحب الكتاب) في نهاية الكتاب بعد الخاتمة مجموعة من فتاوى علماء الأمة المعتبرين ,مع أنني ذكرت أجزاء منها متفرقة في ثنايا الكتاب,ولكن رأيت تتميما للفائدة جمعها متوالية بتمامها في آخر الكتاب,حتى يتسنى لمن أراد الرجوع إليها مباشرة دون واسطة إذ أنها تتعلق بمسألة بمسائل النوازل التي تمس الحاجة إلى العلم بها.
التحميل المباشر للكتاب:
http://www.archive.org/download/Mudhahrat/Mudhahrat.pdf
الكتاب الثاني:
المظاهرات في ميزان الشريعة الإسلامية :
عبدالرحمن بن سعد بن علي الشثري ، قدم له وعلق عليه وحث على طبعه د. صالح بن فوزان الفوزان ، ط 1 ، 1432 هـ ، 218 صفحة .
رابط مباشر :
http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf (http://www.archive.org/download/bza33/bza33.pdf)
صفحة التحميل :
http://www.archive.org/details/bza33 (http://www.archive.org/details/bza33)
رابط آخر :
http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4 590 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=4590)
الكتاب الثالث:
قطع التراهات والتفاهات بدلائل بينات وحجج ساطعات على من أباح المظاهرات
(إعداد وجمع:جمال البليدي ستر الله عيوبه))
عناصر سلسلة الكتاب:
المقدمة
الفصل الأول: المظاهرات وأصلها
الفصل الثاني: الأدلة على تحريم المظاهرات
الفصل الثالث: فتاوى كبار أهل العلم في المظاهرات
الفصل الرابع: كشف الشبهات ورد الإعتراضات.
صورة الكتاب
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=8387&stc=1&d=1296828779
رابط التحميل
اضغط هنا لتحميل (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=1165&d=1236116477)
الكتاب الرابع:
رسالة شديدة الاختصار سريعة الفهم والاستعيبات بعنوان:
صوت الحكمة للخروج من الفتنة !!
..حـول.. ..أحداث.. ..مصر..
للأخ الفاضل:
أبو رقية الذهبي غفر الله له ولوالدية ولمن قال امين.
↓↓ حَمِّلْ ↓↓
المطوية بصيغة مصورة ( = PDF ) منسقة وجاهزة للطباعة
http://www.archive.org/download/Sawt...wtul7ekmah.pdf (http://www.archive.org/download/Sawtul7ekmah/Sawtul7ekmah.pdf)
تطبع الصفحات بورقة واحدة على الوجهين بنظام الكراسة (المَلْزَمَة)؛ حتى تبدو كالمطوية
الوجه الأول = الصفحة الرابعة (يمين) يقابلها الصفحة الأولى (يسار) = (الظاهر)
الوجه الثاني = الصفحة الثانية (يمين) يقابلها الصفحة الثالثة (يسار) = (الباطن)
</b>
سفيان الثوري السلفي
2011-11-25, 10:02
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..اما بعد .. جزاكم الله خيرا اخي جمال جعل الله عملك هذا عملا خالصا لوجه الكريم ..اللهم وفقنا و مكنا الى تحكيم شرعك فوق ارضك يا رحمان يا رحيم .
جمال البليدي
2011-11-25, 11:31
أسطوانة: التحذير المبين من المظاهرات والتقليد المشين
http://olamayemen.com/a/kary/azamat/2.png
http://olamayemen.com/a/kary/azamat/3.png
http://olamayemen.com/a/kary/azamat/4.png
وهذه روابط لمن اراد التحميل
الرابط الأول : اضغط هنا (http://olamayemen.com/a/kary/azamat/modaharat.part1.rar)
الرابط الثاني : اضغط هنا (http://olamayemen.com/a/kary/azamat/modaharat.part2.rar)
الرابط الثالث: اضغط هنا (http://olamayemen.com/a/kary/azamat/modaharat.part3.rar)
الرابط الرابع : اضغط هنا (http://olamayemen.com/a/kary/azamat/modaharat.part4.rar)
ابوالعلاء
2011-11-25, 11:53
جزاك الله خير و نفع بك اخي جمال
بارك الله فيك و في علمك
اللهم امين ,اللهم امين ,اللهم امين
ابوالعلاء
2011-11-25, 12:15
غريب امر قومي ,كان على قلوبهم غشاوة , مع كل النتائج الواضحات لما سمي بالديمقراطية ومنها المضاهرات ,الا ان قلوبهم غير مبصرة , وغريب امر قوم يعبدون بشرا ,يحلون لهم الحرام وهم يتبعونهم بدعوى سادجة كالمستوى التعليمي والشهادات ,ونسو انه لو كان الامر يعود لذلك لكان انشتاين مثلا اول المسلمين , كيف لشخص يترحم على قس كافر , ويدعوا النصارى بالاخوة والسجود مع المسلمين , ويريدها دولة مدنية لا اسلامية , يوصف بالعلم ,والله ان كلمة جاهل هي اقل وصف يمكن ان نتصدق به عليه , هذه ليست زلات ,هذه طوام والله المستعان
العنبلي الأصيل
2011-11-25, 15:51
قد أجدتِ وأفدتِ بارك الله فيك أختَنا جواهر . وجزاكِ خيرا.
جواهر الجزائرية
2011-11-25, 16:31
[quote=العنبلي الأصيل;7999621]قد أجدتِ وأفدتِ بارك الله فيك أختَنا جواهر . وجزاكِ خيرا.
وفيك بارك الله أخي الفاضل والعفو هذا واجبنا إتجاه هؤلاء تجار الموت والفتن وعباد الشهرة والمصلحة على حساب كتاب الله وسنة نبيه
جواهر الجزائرية
2011-11-26, 09:24
غريب امر قومي ,كان على قلوبهم غشاوة , مع كل النتائج الواضحات لما سمي بالديمقراطية ومنها المضاهرات ,الا ان قلوبهم غير مبصرة , وغريب امر قوم يعبدون بشرا ,يحلون لهم الحرام وهم يتبعونهم بدعوى سادجة كالمستوى التعليمي والشهادات ,ونسو انه لو كان الامر يعود لذلك لكان انشتاين مثلا اول المسلمين , كيف لشخص يترحم على قس كافر , ويدعوا النصارى بالاخوة والسجود مع المسلمين , ويريدها دولة مدنية لا اسلامية , يوصف بالعلم ,والله ان كلمة جاهل هي اقل وصف يمكن ان نتصدق به عليه , هذه ليست زلات ,هذه طوام والله المستعان
بارك الله فيك نبهتني لنقطة هامة يتشدق بها البعض
جمال البليدي
2011-11-27, 16:19
درء المهاترات في حوار هادئ بين مؤيد ومعارض على منع المظاهرات
أبي عبد الرحمن جلال بن طاهر الأصبحي
حمل الكتاب من هنا (http://www.aloloom.net/download_book.php?id=460)
ابوالعلاء
2011-11-28, 22:35
بارك الله فيك نبهتني لنقطة هامة يتشدق بها البعض
وفيك بارك الله اخية
جمال البليدي
2011-12-01, 16:48
قولوها لكل حزبي أو ثوري أو مدعٍ
صدقونى ستزعجه بقدر بعده عن منهاج السنة النبوية
:
لم يتظاهر نبي قط
http://www.djelfa.info/vb/picture.php?albumid=13961&pictureid=87289
لمزيد من الصور زوروا ملفي الشخصي في قسم الألبومات
عبد النور المسيلي
2011-12-01, 17:11
http://www.djelfa.info/vb/picture.php?albumid=13429&pictureid=87361
جمال البليدي
2011-12-02, 03:10
http://www.djelfa.info/vb/picture.php?albumid=13961&pictureid=87415
جمال البليدي
2011-12-05, 02:59
http://www.djelfa.info/vb/picture.php?albumid=13961&pictureid=87300
أم دجانة
2011-12-08, 16:07
................
جويرية بنت أبي العاص الفاروق
2011-12-08, 17:00
.................................................. .
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir