imane1
2011-11-12, 20:07
كنت (قبل زواجي)أدافع كثيراً عن فكرة القناعة
كان يحدث كثيرا ان نجتمع انا وغيري من المخطوبات في نقاش ما(غالبا مايكون عقيما)
كأن تصل مناسبة من المناسبات ويبدأن يتفاخرن بما قدمه لهن خطابهن من هدايا(العشا)
فيحدث ان تشتكي واحدة او اثنتان (واحيانا اكثر )من قلة قيمة الهدية واحيانا اخرى من انعدامها .!!
وكن يجعلن من قيمة الهدية مقياسا للحب بطريقة غير مباشرة وحين أناقشهن يقلن بأن الموضوع مهم
وأنه يظهر ما ان كان الخاطب بخيلا او سخيا,مهتما بخطيبته أو لا, وان المراة لا تستطيع ان تعيش مع رجل بخيل ومانحو ذلك..
وكنت اعارض ذلك بقوة بحكم انني اعرف متوسط مدخول الشاب الجزائري وما يستلزمه "الزواج"من تحضيرات يشيب منها رأس الغراب
كما اذكر جيدا انه لم يحدث وان ادليت بما قدمه لي خطيبي في مناسبة من المناسبات الا أن أُسئل من احداهن
استنادا وتطبيقا للقول المأثور " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" وهذا ماكان ينقص كثيراً من قريناتي
وكان خطيبي(زوجي حاليا) سخي الى حد بعيد , لان مدخوله يسمح له بذلك
وكنت أسخى منه بحيث لا انتظر منه هدية ..!! الا ان يحضرها من نفسه فأشكره عليها ..
وكنت أمسك هداياه فأجعلها في يدي لا في قلبي , حتى لا انظر اليه غدا نظرة مادية
وأراه بصورة ممول مادي اذا ما تزوجته , وفقط ممولا مادياً ..
يعمل زوجي مسؤولا في شٍركة للاستراد والتصدير اوالتوزيع
احيانا يستردون من خارج الوطن واحيانا يوزعون داخل الوطن
ولزوجي ايضا شبكة نقل صغيرة (تمثل مدخوله الثاني ) مكونة من 3 شاحنات فقط
بعد زواجي , تعرض زوجي لضائقة مادية (ولا يزال والحمدلله)
من جهةٍ بسبب تكاليف الزفاف التي تقصم ظهر الرجل الجلد
ومن جهة اخرى بسبب تعثر في الشركة التي يعمل بها وبعض الخلافات مع مديرها ..
وكان زوجي قد وعد (من تلقاء نفسه)برحلة الى تركيا (ونحن مخطوبين)
وبعد زواجنا بدأ يرتب لتلك الرحلة (وكان يعاني من ضغوطات رهيبة في عمله )
وكنت أعلم بأن وضعه المادي ليس مستقر
كما كنت أعلم بأنه مستعد للموت وفاءًا بعهده , فقد كان زوجي طول فترة خطوبتنا
رجلاً صاحب كلمة , ومبدأ , وشرف ..
سافرنا في أسبوعنا الاول داخل الوطن (في انتظار اكتمال ملفات سفرنا من جوازات وفيزا و و )
كنا في تلمسان حين تلقى اتصالاً من احد اخوانه , يعلمه بأن واحداً من شاحناته قد تحطم جراء حادث سير
تغير وجه زوجي ولم اسمع منه شيئا سوى تنهداً واستغفاراً وزفيراً كثيراً
ثم قص علي الخبر فقلت له نعود الى الجزائر(وكنا ساعتها في طريقنا الى مغنية)
فنظر الي متأسفا وقال " لا يزعجك ذلك ؟ " قلت لا .. نعود الى الجزائر وتعالج أوضاعك هناك
ترى الخسائر التي تكبدتها وتحاول ترقيع ما يمكن ترقيعه ..
فعدنا الى الجزائر في جو مأتمي (ونحن في اول اسبوع زواج )
وزوجي يحاول ان يستوعب خسارة مليارٍ من عرقه وكده في رمشة واحدة
وكنت أحاول تذكيره بأن " الحدائد " ليست مكسباً وأن الله يعطي ويأخذ وأنه ربما صرف عنه مصيبة أكبر بهذه
بعد وصولنا الجزائر ليلاً
ذهب زوجي مباشرة الى مقر الحادث وعاين الخسائر ثم عاد مبتسماً , وخلف ابتسامته وجه اخر
بعد ايام قليلة من مرور الحادث وجدت زوجي يفاتحني بموضوع " تركيا "
قال سأدفع المبلغ المحدد لذلك اليوم ونحصل على الفيزا بعد 15 يوما
قلت حقا ؟ ولكنني لن أذهب
قال مستغربا لم ؟ قلت لا يمكن أن أذهب
انت تعلم انني بدأت الدراسة وتغيبي مدة 15 يوما مدة ليست بالقليلة
وستسبب لي مشاكلا مع ادارة الجامعة
قال ان كان الامر كذلك فإنني اعرف السيد فلان وفلان من الجامعة ويمكنني محادثتهم في الامر
قلت لا لا , الامر لا يتعلق بالادارة بقدر ما يتعلق بكم الدروس التي سأفوتها
قال ولكنك لم تفكري هكذا من قبل ..لما هذا التغير ؟
فخسيت ان يظن زوجي بانني اشفق علي وضعه فيتأذى من شفقتي عليه
قلت له مبتسمة " ما رأيك لو نأجلها لعطلة الشتاء ؟ " فسكت
قلت في عطلة الشتاء سيكون لدينا متسع من الوقت
وستكون فرصتي للترويح عن نفسي من عناء الدراسة
قال أهي رغبتك ؟ قلت نعم
قال بصوت خافت " حسن , كما تريدين "
في اليوم الموالي سألته عما اذا كان صرف النقود التي كان خصصها للسفر او ليس بعد ؟
فأخبرني بانه وزع كذا على فلان وكذا على فلان و و ..وكلهم مدينون له ...
فحمدت الله ان هداني الى الاقلاع عن فكرة السفر
بعد اسبوع من مرور حادث الشاحنة , كنت رفقة زوجي(بالسيارة)في باب الزوار
وكنا في طريقنا الى البيت (الدار البيضاء)
ونظرا لكون الطريق الرابط بين باب الزوار والدار البيضاء مغلقا بالسيارات
قررنا سلوك الطريق السريع تفادياً للازدحام
وبمجرد دخولنا للطريق السريع , نلاحظ قبلنا سيارة ذات حجم كبير تسير بسرعة قصوى
وفجأة يضغط صاحب السيارة على المكبح مرة واحدة فتتوقف السيارة ونُصاب بالهلع
ضغط زوجي على المكبح فلم يكف لايقاف السيارة
و وجد نفسه امام خيارين احلاهما مر
الاول ان يكمل في طريقه فيصدم بالسيارة الكبيرة ويهلك الاثنان
الثاني ان ينحرف بسيارته فنهلك نحن فقط
واختار زوجي الامر الثاني , فدارت بنا السيارة الى ان اصدمت بالجدار في حافة الطريق
وتعرضنا لاصابات , فأنا مثلا لم أكن اضع حزام الامان ,
وأصيب الجميع بالهلع , وتوقف الكل , ولم اشعر بشيء الا صراخ زوجي باعلي صوته
لما يتوقف مرة واحدة ؟ لما يتوقف هكذا مرة واحده؟لما يتوقف هكذا مرة واحدة
فحسبت انه فقد صوابه .. وكدت أجن من رؤيتي له في ذلك الحال
واقترب مني وبدأ يتفحصني بوجه أسود مكتئب ..
وانا اقول انني بخير .. والناس حوله يهدئونه
أيام قليلة بعد ذلك
يتعرض زوجي لاعتداء بالطريق , يلاحقه مجموعة من اللصوص كي يختطفوا سيارته
فتحدث بينهم معركة , تنتهي بتدخل الشرطة ..
ودماء سائلة
ونزيف من كل مكان
وينفطر قلب امه لرؤيته بذلك الحال
وتبكي ابنها وهي تقول لي " ينجو من مصيبة ليقع في اخرى "
فأصبرها وأذكرها بالله ..
واسعى وزوجي للتكيف مع هذه الظروف بإيمان بالغ , ونفس راضية
ونشق الطريق نحو غد أفضل بإيماننا بالخالق العادل
الى كل فتاة مقبلة على الزواج .. الى كل شاب مقبل على الزواج
ظروفك بعد الزواج قد تتغير , الزواج ليس جنة تدخلينها فلا تجدين فيها الا الاخضر والحلو
بل هو حديقة فيها الورد والشوك , والحلو والمر , والأخضر واليابس ..
لا تجعلي من ظروف خطيبك المادية الحالية دافعا للزواج منه
فلربما تتغير ظروفه غداً .. فتنصدمين من ذلك
ولربما تكون أيامك الاولى من زواجك محكاً لمعدنك
او اختباراً لأصلك ومنبتك
فجهزي العدة لتجاوز ذلك , تجهزي نفسياً كما تجهزين مادياً
فقد لا يحتاج زوجك (بعد زواجه منك)الى ملبسك بقدر ما يحتاج الى كلمة طيبة منك
ومواساة في ساعة الضيق والشدة ..
تدربي على ذلك منذ الآن ..
وفق الله الجميع , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان يحدث كثيرا ان نجتمع انا وغيري من المخطوبات في نقاش ما(غالبا مايكون عقيما)
كأن تصل مناسبة من المناسبات ويبدأن يتفاخرن بما قدمه لهن خطابهن من هدايا(العشا)
فيحدث ان تشتكي واحدة او اثنتان (واحيانا اكثر )من قلة قيمة الهدية واحيانا اخرى من انعدامها .!!
وكن يجعلن من قيمة الهدية مقياسا للحب بطريقة غير مباشرة وحين أناقشهن يقلن بأن الموضوع مهم
وأنه يظهر ما ان كان الخاطب بخيلا او سخيا,مهتما بخطيبته أو لا, وان المراة لا تستطيع ان تعيش مع رجل بخيل ومانحو ذلك..
وكنت اعارض ذلك بقوة بحكم انني اعرف متوسط مدخول الشاب الجزائري وما يستلزمه "الزواج"من تحضيرات يشيب منها رأس الغراب
كما اذكر جيدا انه لم يحدث وان ادليت بما قدمه لي خطيبي في مناسبة من المناسبات الا أن أُسئل من احداهن
استنادا وتطبيقا للقول المأثور " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" وهذا ماكان ينقص كثيراً من قريناتي
وكان خطيبي(زوجي حاليا) سخي الى حد بعيد , لان مدخوله يسمح له بذلك
وكنت أسخى منه بحيث لا انتظر منه هدية ..!! الا ان يحضرها من نفسه فأشكره عليها ..
وكنت أمسك هداياه فأجعلها في يدي لا في قلبي , حتى لا انظر اليه غدا نظرة مادية
وأراه بصورة ممول مادي اذا ما تزوجته , وفقط ممولا مادياً ..
يعمل زوجي مسؤولا في شٍركة للاستراد والتصدير اوالتوزيع
احيانا يستردون من خارج الوطن واحيانا يوزعون داخل الوطن
ولزوجي ايضا شبكة نقل صغيرة (تمثل مدخوله الثاني ) مكونة من 3 شاحنات فقط
بعد زواجي , تعرض زوجي لضائقة مادية (ولا يزال والحمدلله)
من جهةٍ بسبب تكاليف الزفاف التي تقصم ظهر الرجل الجلد
ومن جهة اخرى بسبب تعثر في الشركة التي يعمل بها وبعض الخلافات مع مديرها ..
وكان زوجي قد وعد (من تلقاء نفسه)برحلة الى تركيا (ونحن مخطوبين)
وبعد زواجنا بدأ يرتب لتلك الرحلة (وكان يعاني من ضغوطات رهيبة في عمله )
وكنت أعلم بأن وضعه المادي ليس مستقر
كما كنت أعلم بأنه مستعد للموت وفاءًا بعهده , فقد كان زوجي طول فترة خطوبتنا
رجلاً صاحب كلمة , ومبدأ , وشرف ..
سافرنا في أسبوعنا الاول داخل الوطن (في انتظار اكتمال ملفات سفرنا من جوازات وفيزا و و )
كنا في تلمسان حين تلقى اتصالاً من احد اخوانه , يعلمه بأن واحداً من شاحناته قد تحطم جراء حادث سير
تغير وجه زوجي ولم اسمع منه شيئا سوى تنهداً واستغفاراً وزفيراً كثيراً
ثم قص علي الخبر فقلت له نعود الى الجزائر(وكنا ساعتها في طريقنا الى مغنية)
فنظر الي متأسفا وقال " لا يزعجك ذلك ؟ " قلت لا .. نعود الى الجزائر وتعالج أوضاعك هناك
ترى الخسائر التي تكبدتها وتحاول ترقيع ما يمكن ترقيعه ..
فعدنا الى الجزائر في جو مأتمي (ونحن في اول اسبوع زواج )
وزوجي يحاول ان يستوعب خسارة مليارٍ من عرقه وكده في رمشة واحدة
وكنت أحاول تذكيره بأن " الحدائد " ليست مكسباً وأن الله يعطي ويأخذ وأنه ربما صرف عنه مصيبة أكبر بهذه
بعد وصولنا الجزائر ليلاً
ذهب زوجي مباشرة الى مقر الحادث وعاين الخسائر ثم عاد مبتسماً , وخلف ابتسامته وجه اخر
بعد ايام قليلة من مرور الحادث وجدت زوجي يفاتحني بموضوع " تركيا "
قال سأدفع المبلغ المحدد لذلك اليوم ونحصل على الفيزا بعد 15 يوما
قلت حقا ؟ ولكنني لن أذهب
قال مستغربا لم ؟ قلت لا يمكن أن أذهب
انت تعلم انني بدأت الدراسة وتغيبي مدة 15 يوما مدة ليست بالقليلة
وستسبب لي مشاكلا مع ادارة الجامعة
قال ان كان الامر كذلك فإنني اعرف السيد فلان وفلان من الجامعة ويمكنني محادثتهم في الامر
قلت لا لا , الامر لا يتعلق بالادارة بقدر ما يتعلق بكم الدروس التي سأفوتها
قال ولكنك لم تفكري هكذا من قبل ..لما هذا التغير ؟
فخسيت ان يظن زوجي بانني اشفق علي وضعه فيتأذى من شفقتي عليه
قلت له مبتسمة " ما رأيك لو نأجلها لعطلة الشتاء ؟ " فسكت
قلت في عطلة الشتاء سيكون لدينا متسع من الوقت
وستكون فرصتي للترويح عن نفسي من عناء الدراسة
قال أهي رغبتك ؟ قلت نعم
قال بصوت خافت " حسن , كما تريدين "
في اليوم الموالي سألته عما اذا كان صرف النقود التي كان خصصها للسفر او ليس بعد ؟
فأخبرني بانه وزع كذا على فلان وكذا على فلان و و ..وكلهم مدينون له ...
فحمدت الله ان هداني الى الاقلاع عن فكرة السفر
بعد اسبوع من مرور حادث الشاحنة , كنت رفقة زوجي(بالسيارة)في باب الزوار
وكنا في طريقنا الى البيت (الدار البيضاء)
ونظرا لكون الطريق الرابط بين باب الزوار والدار البيضاء مغلقا بالسيارات
قررنا سلوك الطريق السريع تفادياً للازدحام
وبمجرد دخولنا للطريق السريع , نلاحظ قبلنا سيارة ذات حجم كبير تسير بسرعة قصوى
وفجأة يضغط صاحب السيارة على المكبح مرة واحدة فتتوقف السيارة ونُصاب بالهلع
ضغط زوجي على المكبح فلم يكف لايقاف السيارة
و وجد نفسه امام خيارين احلاهما مر
الاول ان يكمل في طريقه فيصدم بالسيارة الكبيرة ويهلك الاثنان
الثاني ان ينحرف بسيارته فنهلك نحن فقط
واختار زوجي الامر الثاني , فدارت بنا السيارة الى ان اصدمت بالجدار في حافة الطريق
وتعرضنا لاصابات , فأنا مثلا لم أكن اضع حزام الامان ,
وأصيب الجميع بالهلع , وتوقف الكل , ولم اشعر بشيء الا صراخ زوجي باعلي صوته
لما يتوقف مرة واحدة ؟ لما يتوقف هكذا مرة واحده؟لما يتوقف هكذا مرة واحدة
فحسبت انه فقد صوابه .. وكدت أجن من رؤيتي له في ذلك الحال
واقترب مني وبدأ يتفحصني بوجه أسود مكتئب ..
وانا اقول انني بخير .. والناس حوله يهدئونه
أيام قليلة بعد ذلك
يتعرض زوجي لاعتداء بالطريق , يلاحقه مجموعة من اللصوص كي يختطفوا سيارته
فتحدث بينهم معركة , تنتهي بتدخل الشرطة ..
ودماء سائلة
ونزيف من كل مكان
وينفطر قلب امه لرؤيته بذلك الحال
وتبكي ابنها وهي تقول لي " ينجو من مصيبة ليقع في اخرى "
فأصبرها وأذكرها بالله ..
واسعى وزوجي للتكيف مع هذه الظروف بإيمان بالغ , ونفس راضية
ونشق الطريق نحو غد أفضل بإيماننا بالخالق العادل
الى كل فتاة مقبلة على الزواج .. الى كل شاب مقبل على الزواج
ظروفك بعد الزواج قد تتغير , الزواج ليس جنة تدخلينها فلا تجدين فيها الا الاخضر والحلو
بل هو حديقة فيها الورد والشوك , والحلو والمر , والأخضر واليابس ..
لا تجعلي من ظروف خطيبك المادية الحالية دافعا للزواج منه
فلربما تتغير ظروفه غداً .. فتنصدمين من ذلك
ولربما تكون أيامك الاولى من زواجك محكاً لمعدنك
او اختباراً لأصلك ومنبتك
فجهزي العدة لتجاوز ذلك , تجهزي نفسياً كما تجهزين مادياً
فقد لا يحتاج زوجك (بعد زواجه منك)الى ملبسك بقدر ما يحتاج الى كلمة طيبة منك
ومواساة في ساعة الضيق والشدة ..
تدربي على ذلك منذ الآن ..
وفق الله الجميع , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته