المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم الانتساب للسلفية ..


ليتيم الشافعي
2008-11-26, 10:38
حكم الانتساب للسلفية ..
بسم الله الرحمن الرحيم

سئل الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

لماذا التسمي بالسلفية ؟

أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟


فقال رحمه الله : إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع

وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة :

"فاتقي الله واصبري ، ونعم السلف أنا لك " .

ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف ، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى ،

وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع

كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف

ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسمية زاعماً أن لا أصل لها!

فيقول : (لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي )

وكأنه يقول : (لا يجوز أن يقول مسلم : أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك)

لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح

وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما

عنه صلى الله عليه وسلم : "خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم "

فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح

بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق
.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه ، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟!

سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه ؟

فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً ، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً

مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة ،

مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة ،

فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك ،وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون

فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين ؟

وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح ، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية

أنها تتمسك بما كان عليه وما كان عليه أصحابه .

فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه . . . ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة

هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح

وهي أن تقول باختصار : (أنا سلفي)



التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية

oumyahia
2008-11-26, 10:54
السلام عليكم

حفظك الله يا أخي ، ونسأل الله أن يرحم شيخنا وينفعنا بعلمه ، ماشاء الله علاّمة حقيقة كلام مختصر وشافي وكافي بإذن الله .

ليتيم الشافعي
2008-11-26, 11:16
السلام عليكم

حفظك الله يا أخي ، ونسأل الله أن يرحم شيخنا وينفعنا بعلمه ، ماشاء الله علاّمة حقيقة كلام مختصر وشافي وكافي بإذن الله .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك الأخت أم يحى وجزاك الله خيرا
الانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف، فلفظ السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح.
والسلفية رسم شرعي أصيل يرادف {أهل السنة والجماعة} و {أهل السنة } و{أهل الجماعة} ، و{أهل الأثر} و {أهل الحديث} و {الفرقة الناجية} و{الطائفة المنصورة} و{أهل الاتباع}.
قال الإمام الذهبي : "فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا زكيا حييا "سلفيا" "السير (13/380)

ميمونة 25
2008-11-27, 14:12
بارك الله فيك ورحم الله شيخنا ناصر السنة

والله نقولها بكل فخر واعتزاز فالسلفية هي الاسلام وهي الفرقة الناجية وهي الطريق المستقيم الذي امرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام بالتمسك بها

ليتيم الشافعي
2008-11-27, 14:26
[quote=ميمونة 25;584885]بارك الله فيك ورحم الله شيخنا ناصر السنة



والله نقولها بكل فخر واعتزاز فالسلفية هي الاسلام وهي الفرقة الناجية وهي الطريق المستقيم الذي امرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام بالتمسك بها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أختنا المباركة ميمونة وجزاك الله خيرا

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله_ رحمه الله_:
لاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه , بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق ؛ فإن مذهب السلف لايكون إلا حقاً المرجع مجموع الفتاوى لابن تيمية: 4/149

أبوعبد الباسط
2008-12-04, 00:04
سلفيتكم هي سبب البلاوي والشكاوي . والأولي الافتخار بالإسلام وكفي .كل الجزائريين يعرفونكم .ابتلاكم الله بالسب والثلب كانكم ارسلتم من السماء لتجريح فلان وتعديل فلان وتزكية علان .وليس هذا منهج الله ومنهج رسوله .ليس في كتاب الله ولا آية واحدة تجرح مسلما يقول لاإله إلا الله محمد رسول الله .وانتم ميزتكم الأولي والاخيرة (التجريح والتجريح ) الحمد لله لم يمكن الله لكم في الجزائر.والمجتمع الجزائري شعب واعي .ولا اتمادي معكم في كيت وليت .

ليتيم الشافعي
2008-12-04, 07:17
بعض مواقف السلف مع أهل البدع


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

1 - قال: الجعد بن درهم، عداده في التابعين، مبتدع خالف صريح الكتاب والسنة فقال: ( إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما ) وكان والي العراق آنذاك هو: خالد بن عبد الله القسري، فقبض عليه، وخطب الناس في عيد الأضحى وقال في آخرها:ـ " أيها الناس ضحوا تقبل الله صخاياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تلكيما. فنزل من المنبر وذبحه بالسكين. [ انظر لوامع الأنوار 1/164]. فشكر سلف الأمة على صنيعه،

فقال ابن القيم:

شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك مـن أخـي قربـان

فلم يقل السلف ( نوازن بين الحسنات والسيئات ) أو: كيف يترك اليهود والنصارى ويقتل هذا الرجل ؟!! وغير هذه من الحيل الشيطانية.

2 - غيلان بن أبي غيلان الدمشقي، كان يدعو إلى القدر، فقتله هشام بن عبد الملك، فكتب إليه رجاء حيوه:ـ " وأقسم لك يا أمير المؤمنين أن قتله أفضل من قتل ألفين من الروم والترك ".

3 - وجاء في رسالة أسد بن موسى إلى أسد بن الفرات:ـ ( إعلم أي أخي إنما حملني على الكتابة إليك ما ذكر أهل بلادك، من إظهارك السنة، وعيبك لأهل البدع، وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك، وشدبك ظهر أهل الحق، وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم، فأذلهم الله بذلك.. فأبشر يا أخي بثواب ذلك، واعتد به أفضل حسناتك ..) [البدع والنهي عنها ص6].

4 - وقال الإمام القحطاني في نونيته ـ في معرض هجائه للأشعرية:

لأقطعـن بمعولي أعـراضكم ما دام يصحب مهجـتي جثماني

ولأهجـونكمُ وأثلب حزبكم حتى تغيب جثتي جثمــانــي

ولأهتك بمنطقـي أستـاركم حتـى أبلـغ قـاصيـاً أو دانِ

ولأكتبن إلى البـــلاد بسبكم فيسير سير البزل بـالـركبـان

أين نحن من هذه المواقف المشرِّفة لسلف الأمة مع أهل البدع، والله لو فعل أحدنا كفعلهم أو نصفه، لقامت نفوس وقعدت، وقالوا: عميل للدولة، ترك الكفار والعلمانيين وحارب هؤلاء المساكين إلى غير ذلك من الحجج التي يستحي ـ والله ـ أن يبديها إبليس فضلاً عن غيره، أقول لهؤلاء وأمثالهم

أين نحن عن السلف الصالح وجهادهم المستميت لأهل الأهواء حماية للعقيدة عن كل دخيل،

أين نحن من كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، وشرح السنة للخلال والبربهاري، والطحاوية، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية كالواسطية والتدمرية وكتب ابن القيم كالصواعق المرسلة على الجهمية المعطلة .... وغيرها كثير وكثير.

فهل يجب السكوت عن الأفكار الهدامة، التي لبست لباس السنة وقد حوت البدع والضلالات ـ وقد حارب السلف الصالح ما هو أهون منها بكثير؟! ـ فهل السكوت عن كل هذا من النصيحة والأمانة، ومن الإعتصام الكتاب والسنة، أو هو من الغش والخيانة؟!.

إذا كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قال لرجل كان يبيع حباً فأصابته السماء وابتل أسفله، واعتذر البائع بهذا السبب قال له: ( هلا أبديته في أعلاه، من غشنا فليس منا ) هذا في الحب والذرة، فكيف الغش في الدين، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - (.. ومن أشار على أخيه بأمر يعلم الرشد في غيره فقد خانه ) أبو داود.

قد يعذر من لا يعرف الشر ولم يدركه، أما أنا وقد عرفته فقد آليت على نفسي لأقومن بذلك الواجب، فراراً من جريمة الغش وفراراً من جريمة الكتمان في قوله تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ..) وعملاً بقوله: ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتو الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ..).

إنني والله أنطلق في عملي هذا من منطلق النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ومتأسياً بالسلف الصالح في جهادهم ونصحهم.

أقول ذلك وإن ساءت ظنون المبطلين المخذلين، وإن كثرت إشاعات المرجفين، فهذه سنة الله في خلقه، صراع بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلا جاعلاً نصب عيني قوله تعالى ( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ..)، وقوله ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا..).

وما أجمل ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال:ـ ( .. قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف، أَحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل ). [ الفتاوى 28/ 231].

فهذه بعض أقوال السلف الصالح، أهل الديانة والتقى، وأهل الزهد والورع، جاءت مصرحة بجواز الطعن على أهل البدع، وبيان حالهم للناس، بل عدهم ذلك من الواجبات التي لا يقوم الدين إلا بها، ولهذا كان يحث بعضهم بعضا على تأدية هذا الواجب، ويتواصون به فيما بينهم، ويرجون فيه من الأجر والثواب ما لا يقدره إلا الله سبحانه.


والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ليتيم الشافعي
2008-12-04, 07:29
موقف السلف من البدع و أهلها و الحكم عليهم و إلحاق بهم من يماشيهم


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ؛ و الصلاة والسلام على رسول الله ؛ أما بعد:

قال -تعالى- : ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة :100]

و قال -سبحانه- : ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ﴾ [النساء : 115]

فانطلاقا من هذا التوجيه الرباني العظيم للنجاة من عذابه الأليم و الفوز بجنات النعيم ، أنقل لإخواني بعضا من مواقف السلف تجاه المبتدعة و الحكم عليهم و على من يماشيهم و يحبهم ؛ نقلا عن كتاب " إجماع العلماء على وجوب هجر أهل البدع و الأهواء " للشيخ خالد الظفيري بتقديم العلامة ربيع المدخلي و زيد المدخلي -حفظهما الله- و هي عبارة عن رسالة جامعية نال بها درجة الماجستير ؛ و إليكم ذلك :

قال تعالى: ﴿ وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيـات الله يكفر بها ويستهزأ بهـا فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامـع المنافقـين والكافريـن في جهنم جميعاً ﴾ .

-قال ابن عون: " كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى – يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهـواء، وكان يرى أن هذه الآية أنزلـت فيهم: ﴿ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم ﴾ [الإبانة لابن بطة ( 2/431) ] .

-وقال الإمام محمد بن جرير الطبري في تفسيره : " وفي هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من المبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم "

-وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: " لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب "[الإبانة ( 2/438 )]

- عن أبي قلابة قال: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون " [سنن الدارمي (1/120)، شرح السنة للالكائي (1/134)،والسنة لعبدالله بن أحمد (1/137)، والإبانة لابن بطة ( 2/435 )]

-عـن عمرو بن قيس الملائي قال: " لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك " [الإبانة ( 2/436 )]

-قال إبراهيم النخعي: " لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين " [الإبانة ( 2/439 )]

-قـال مجاهـد: " لا تجالـس أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب " [الإبانة ( 2/441 )]

-قال إسماعيل بن عبيد الله: " لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك، ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقّن حجته " [الإبانة ( 2/443 )]

-قال مفضل بن مهلهل: " لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنّة في بدو مجلسه ثم يدخل عليـك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك "[الإبانة ( 2/444 )]

-عن هشام بن حسان قال: " كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم "[طبقات ابن سعد (7/172)،وسنن الدارمي (1/121)،وشرح السنة للالكائي (1/133)، والإبانة لابن بطة(2/444)]

-قال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: " أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم "[الإبانة ( 2/475 )]

-عن ثابت بن عجلان قال : " أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر - وكان قد أدرك أبا بكر الصديق - ويزيد الرقاشي وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء " [المعرفة والتاريخ للفسوي ( 3/491-492 )، وشرح السنة للالكائي (1/133)].

-قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فلا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم " [مجموع الفتاوى ( 28/233 )].

-قال ابن الجوزي - رحمه الله -: " وقد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدّة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه محمول على النصيحة للدين " [مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص: 253 )].

و مما ذكره ابن الجوزري –رحمه الله - : عن أبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان قال:" قال لي عمي أبو علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان قال: أمر المتوكل بمسألة أحمد بن حنبل عمن يتقلد القضاء؟ فسألته. قال أبو مزاحم: فسألته أن يخرج إلي جوابه، فوجه إلي بنسخة فكتبها ثم عدت إلى عمي فأقرّ لي بصحة ما بعث به.
وهذه نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم، نسخة الرقعة التي عرضتها على أحمد بن محمد ابن حنبل بعد أن سألته عما فيها فأجابني عن ذلك بما قد كتبته، وأمر ابنه عبد الله أن يوقع بأسفلها بأمره، ما سألته أن يوقع فيها:

سألت أحمد بن حنبل عن أحمد بن رباح، فقال فيه: إنه جهمي معروف بذلك، وإنّه إن قلّد القضاء من أمور المسلمين كان فيه ضرر على المسلمين لما هو عليه من مذهبه وبدعته.
وسألته عن ابن الخلنجي، فقال فيه - أيضاً - مثل ما قــال في أحمــد ابن رباح وذكر أنه جهمي معروف بذلك، وأنّه كان من شرهم وأعظمهم ضرراً على الناس.
وسألته عن شعيب بن سهل، فقال فيه: جهمي معروف بذلك.
وسألته عن عبيد الله بن أحمد، فقال فيه: جهمي معروف بذلك.
وسألته عن المعروف بأبي شعيب، فقال فيه: إنّه جهمي معروف بذلك.
وسألته عن محمد بن منصور قاضي الأهواز، فقال فيه: إنه كان مع ابن أبي دؤاد وفي ناحيته وأعماله، إلا أنه كان من أمثلهم ولا أعرف رأيه.
وسألته عن ابن علي بن الجعد، فقال: كان معروفاً عند الناس بأنه جهمي مشهور بذلك، ثم بلغني عنه الآن أنه رجع عن ذلك. وسألته عن الفتح بن سهل صاحب مظالم محمد بن عبد الله ببغداد، فقال: جهمي معروف بذلك، من أصحاب بشر المريسي، وليس ينبغي أن يقلّد مثله شيئاً من أمور المسلمين لما في ذلك من الضرر.
وسألته عن ابن الثلجي، فقال: مبتدع صاحب هوى.
وسألته عن إبراهيم بن عتّاب، فقال: لا أعرفه إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي، فينبغي أن يحذر ولا يقرّب، ولا يقلّد شيئاً من أمور المسلمين وفي الجملة إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمور المسلمين؛ فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين، مع ما عليه رأي أمير المؤمنين أطال الله بقاءه من التمسك بالسنّة والمخالفة لأهـل البدع " [مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص : 251-252 )]

-قـال علي بن أبي خالد:" قلت لأحمد بن حنبل –رحمه الله -: إنّ هذا الشيخ –لشيـخ حضر معنا – هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارثالقصير – يعني حارثاً المحاسبي – وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلتلي: لا تـجالسه، فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد قد احمرّ لونه، وانتفخـت أوداجه وعيناه، وما رأيتـه هكـذا قط، ثم جعل ينتفض، ويقول:(( ذاك؟ فعل الله به وفعل، ليـس يعـرف ذاك إلا من خَبَره وعرفه، أوّيه، أوّيه، أوّيه، ذاك لايعرفـه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه، فقال له الشيخ: يا أبا عبـد الله، يروي الحديث،ساكنٌ خاشعٌ، من قصته ومن قصته؟ فغضب أبو عبد الله، وجعـل يقول: لا يغرّك خشوعه ولِينه، ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه، فإنه رجل سـوء ذاك لا يعرفه إلا مـن خبره، لا تكلمـه، ولا كرامة لـه، كل من حدّث بأحاديث رسول الله –صلى الله عليه و سلم - وكان مبتدعاً تجلـس إليـه؟! لا، ولا كـرامة ولا نُعْمَى عـين، وجعل يقول: ذاك، ذاك " [طبقات الحنابلة ( 1/234 )]

-قال صالح بن أحمد: " جاء الحزامي إلى أبي وقد كان ذهب إلى ابن أبي دؤاد، فلما خرج إليه ورآه، أغلق الباب في وجهه ودخل " [مناقب أحمد لابن الجوزي (ص : 250 )]

- قال عاصم الأحول: " جلست إلى قتـادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه، فقلت: لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعـض، فقال: يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع فينبغي أن يُذكر حتى يُحذر. فجئت مغتمّاً فنمت فرأيت عمرو بن عبيد يحك آية من المصحف، فقلت له: سبحان الله، قال: إني سأعيدها. فقلت: أعدها قال: لا أستطيع " [الميزان للذهبي ( 3/273 )]

-قال أبو صالح الفراء: " حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن فقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني: الحسن بن حي-، فقلت ليوسف: ما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لم يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم " [السير ( 7/364 )، وتهذيب الكمال ( 6/182 )]


و هنا بعض الآثار عنهم في حكمهم على شخص بإلحاقه بمن يحب و يماشي :

-قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -: " ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، من أهل البدع والزيـغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه - صلى الله عليه و سلم - إلى وقتنا هذا … "

ومما ذكره في هذا الشرح: " ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك. ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة " [الشرح والإبانة ( ص 282 )]

قال ابن مسعود – رضي الله عنه -: " إنما يماشي الرجل، ويصاحب من يحبه ومن هو مثله " [الإبانة لابن بطة ( 2/476 )]

-قال أبو الدرداء : -رضي الله عنه- : " من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومجلسه " [الإبانة لابن بطة ( 2/464 ).]

-عن معاذ بن معاذ قال: " قلت ليحيى بن سعيد: يا أبا سعيد الرجل وإن كتم رأيه لم يخف ذاك في ابنه ولا صديقه ولا جليسه " [الإبانة ( 2/479)]

-قال قتادة: " إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم " [الإبانة ( 2/480 )]

-عن عقبة بن علقمة قال: " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم،قال: يقول أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغتهفقال: صدق أرطأة والقول ما قال، هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يشد بذكرهم " [تاريخ دمشق ( 8/15 )]

-قال الأوزاعي - رحمه الله -: " من ستر علينا بدعته لم تَخْفَ علينا أُلفته " [الإبانة لابن بطة ( 2/479 )، وشرح السنة للالكائي (1/137)]

-قال محمد بن عبيد الغلابي: " يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة " [المرجع السابق]

-قال الإمام أحمد – رحمه الله -: " إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه " [طبقات الحنابلة ( 1/196 )]

-قال أبو داود السجستاني – رحمه الله -: " قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه " [طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250)]

ومستندهم في ذلك ما جاء في حديث عائشة ـ رضي الله عنها –قالت: قـال رسول - صلى الله عليه وسلم -: (( الأرواح جنود مجنّدة ؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف )) [رواه البخاري حديث ( 3336 ) ، ومسلم ( 2638 )]


اللهم فقهنا في دينك و توفنا على منهج هؤلاء الذين رضيت عليهم

ربوح ميلود
2008-12-04, 07:32
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك اخي الشافعي
قيل لاحد السلف لماذا تتكلمون في اهل البدع وتتركون الفرس والروم
قال : اما قتال الفرس والروم فالبحث عن الربح
اما مجابهة اهل البدع فالمحافظة على رأس المال
والمحافظة على رأس المال مقدم على الربح

ليتيم الشافعي
2008-12-04, 07:38
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك اخي الشافعي
قيل لاحد السلف لماذا تتكلمون في اهل البدع وتتركون الفرس والروم
قال : اما قتال الفرس والروم فالبحث عن الربح
اما مجابهة اهل البدع فالمحافظة على رأس المال
والمحافظة على رأس المال مقدم على الربح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخى ميلود وجزاك الله خيرا

على هذه الإضافة القيمة وهى كافية لمن تدبر

جمال البليدي
2008-12-04, 14:34
أدلة جواز الجرح

أدلة القرآن : قال الله تعالى : { إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا } ، وقال : { وأشهدوا ذوي عدل منكم }.

هاتان الآيتان تقتضيان قبول خبر وشهادة العدل ، ورد خبر وشهادة الفاسق ، قال الأبناسي في " الشذا الفياح" (2/742 ، الرشد ) : " وقد أوجب الله الكشف والبيان عن خبر الفاسق بقوله تعالى : { إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا } " .

قلت : ولا يمكن التفريق بين العدل والفاسق إلا بالاطلاع المباشر على أحوال الناس ، وهذا لا يتيسر في غالب الحالات ، أو بالجرح والتعديل ، وهو ما أجمع عليه العلماء كما سيأتي .



أدلة السنة :

1- أول من تكلم في أهل البدع وحذر منهم ؛ النبي صلى الله عليه وسلم

حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال :

: بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه و سلم بذُهيبة فقسمها بين الأربعة : الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي ، وعيينة بن بدر الفزاري ، وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان ، و علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب ؛ فغضبت قريش والأنصار ؛ قالوا : يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا ؟! قال : " إنما أتألفهم " . فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق ؛ فقال : اتق الله يا محمد . فقال " من يطع الله إذا عصيت ؟ أيأمنني الله على أهل الأرض و لا تأمنونني " . فسأل رجل قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه ، فلما ولى قال : " إن من ضئضئ هذا - أو في عقب هذا - قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ؛ لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " (2).


قلت : حذر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من الرجل في غيبته ، وممن سيخرج من أصله وبين حالهم ولم يعتبر هذا غيبة له ولا لجماعته .

و المراد في هذا الحديث الخوارج كما بين ذلك أهل العلم


2- حديث عائشة قالت :

إن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم ، فلما رآه قال : " بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة " . فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه و سلم في وجهه وانبسط إليه ، فلما انطلق الرجل ؛ قالت عائشة : يا رسول الله ! حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا عائشة متى عهدتني فحاشا ؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره " (3).

قال الخطيب البغدادي رحمه الله في "الكفاية"(ص39) : " ففي قول النبي صلى الله عليه و سلم للرجل بئس رجل العشيرة دليل على أن أخبار المخبر بما يكون في الرجل من العيب على ما يوجب العلم والدين من النصيحة للسائل ليس بغيبة ؛ إذ لو كان ذلك غيبة لما أطلقه النبي صلى الله عليه و سلم


3- حديث فاطمة بنت قيس قالت :

ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ؛ انكحي أسامة بن زيد " فكرهته ، ثم قال : "انكحي أسامة " ، فنكحته ، فجعل الله فيه خيرا ، واغتبطت (4).


قال الخطيب البغدادي في الكفاية (ص40 ) : في هذا الخبر دلالة على إن إجازة الجرح للضعفاء من جهة النصيحة لتجتنب الرواية عنهم وليعدل عن الاحتجاج بأخبارهم ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما ذكر في أبى جهم أنه لا يضع عصاه عن عاتقه وأخبر عن معاوية أنه صعلوك لا مال له عند مشورة استشير فيها لا تتعدى المستشير ؛ كان ذكر العيوب الكامنة في بعض نقلة السنن التي يؤدى السكوت عن إظهارها عنهم وكشفها عليهم الى تحريم الحلال وتحليل الحرام وإلى الفساد في شريعة الإسلام ؛ أولى بالجواز وأحق بالاظهار ؛ وأما الغيبة التي نهى الله تعالى عنها بقوله عز و جل { ولا يغتب بعضكم بعضا } وزجر رسول الله صلى الله عليه و سلم عنها بقوله " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم"(5) فهى ذكر الرجل عيوب أخيه يقصد بها الوضع منه والتنقيص له والازراء به فيما لا يعود الى حكم النصيحة وإيجاب الديانة من التحذير عن ائتمان الخائن وقبول خبر الفاسق واستماع شهادة الكاذب ، وقد تكون الكلمة الواحدة لها معنيان مختلفان على حسب اختلاف حال قائلها ؛ في بعض الأحوال يأثم قائلها وفى حالة أخرى لا يأثم


وقال ابن رجب في "شرح العلل" (1/348،الرازي) : وكذلك يجوز ذكر العيب إذا كان فيه مصلحة خاصة ، كمن يستشير في نكاح أو معاملة ، وقد دل عليه قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لفاطمة بنت قيس : " أما معاوية فصعلوك لا مال له ، وأما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه " . وكذلك استشار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليًا وأسامة في فراق أهله ، لما قال أهل الإفك ما قالوا .

ولهذا كان شعبة يقول : تعالوا حتى نغتاب في الله ساعة . يعني نذكر الجرح والتعديل .




قلت : والأدلة على جواز الجرح للمصلحة كثيرة نكتفي بما ذكرنا ، وقد نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع على جواز جرح الشهود

قال ابن رجب رحمه الله في " شرح العلل "(1/348) : فإن ذكر عيب الرجل إذا كان فيه مصلحة – ولو كانت خاصة كالقدح في شهادة شاهد الزور – جائز بغير نزاع ، فما كان فيه مصلحة عامة للمسلمين أولى .


قلت : ومن كلام الخطيب المتقدم يتبن لنا الفرق بين الجرح الذي يقصد به النصيحة للدين وللمسلمين وحماية الشريعة وحفظها صافية نقية ؛ وبين الغيبة المحرمة التي يقصد بها الوضع من أخيه والتنقيص له والازراء به فيما لا يعود الى حكم النصيحة وحماية الدين.


روى أحمد بن مروان المالكي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي ، فجعل أبي يقول : فلان ضعيف وفلان ثقة ، قال أبو أيوب : يا شيخ لا تغتب العلماء . قال : فالتفت أبي إليه . قال : ويحك ! هذا نصيحة ، ليس هذا غيبة .

وقال محمد بن بندار السباك الجرجاني : قلت لأحمد بن حنبل : إنه ليشتد علي أن أقول : فلان ضعيف فلان كذاب ؟ قال أحمد : إذا سكتَّ أنت وسكتُّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم .

وقال إسماعيل الخطبي : ثنا عبد الله بن أحمد قلت لأبي : ما يقول في أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعله أن يكون مرجئاً أو شيعياً أو فيه شيء من خلاف السنة ، أيسعني أن اسكت عنه أم أحذر عنه ؟ فقال أبي : إن كان يدعو إلى بدعة وهو إمام فيها ويدعو إليها ، قال : نعم تحذر عنه .

وقال ابن المبارك : المعلى بن هلال هو ، إلا أنه إذا جاء الحديث يكذب فقال له بعض الصوفية : يا أبا عبد الرحمن تغتاب ، قال : اسكت إذا لم نبين كيف يعرف الحق من الباطل ؟! ، أو نحو هذا