تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنا مثقف إذن أنا موجود


madlo
2011-11-10, 13:59
أنا مثقف إذن أنا موجود



أن تكون موجودا فهذا واقع حال ملموس, إما أن تحدد لوجودك معنى فهذا محض اكتساب و نتيجة اطلاع

السؤال الجوهري

كيف تجدد معنى لوجودك؟؟

ان تتطلع...و تفهم و تختار....ان تتطلع على مصادر التحديد لمعاني وجود الأفراد و المجموعات و الشعوب و الأمم.

الدين:


يحدد لك هذا المعنى بأطر شاملة تنسحب على جميع مجالات حياتك بكثير من الصرامة و بطابع من القدسية الكاملة.

العلم:

يمنحك هذه الفرصة بنافذة رائعة على العالم المحسوس تغير رؤيتك للأشياء إلى حدود الموضوعية بعيدا على الانطباع و الخيال, كما يمنحك إمكانية عظيمة لتجربة حياة عصرية قوامها رفاهية التكنولوجية و سرعة التواصل كما لو كنت تعيش حياة خارقة.

المجتمع :

يتميز هذا المصدر في تحديد المعنى المراد من وجودك بتفاعله و تداخل العلمي و الديني و كما الثقافي على حد سواء, على نحو واضح و جلي.

الثقافة:

قيمة الثقافي انه يسحب كل المصادر مجتمعة إلى دائرته, فالثقافة الدينية و العلمية و الاجتماعية هي بعض من مجالاته و أطره.
غير ان الثقافي بإطاره الإنساني العام و مجاله المعرفي الموغل في التاريخ العابر للجغرافيا يحيلك الى حقيقة وجود بديهية و أساسية :
هي انك إنسان يشملك التحديد الثقافي لخصوصية و جودك ايَن كنت و أينما كنت...في دين مختلف أو في مجتمع بعينه أو بقدرات علمية مخصوصة...فأنت كائن بشري لك ثقافة تخصك

لعله بهذا المعنى :
كلما كنت مثقفا كنت موجودا



بقـلم ابو هبة التونسي

bita00
2011-11-10, 16:21
ديكارت قال عبارته المشهورة هذه عندما شكّ في كل شيء ولم يجد سوى الفكر ليثبت فيه وجوده.انا افكر اذا انا موجود...

madlo
2011-11-12, 19:43
ديكارت قال عبارته المشهورة هذه عندما شكّ في كل شيء ولم يجد سوى الفكر ليثبت فيه وجوده.انا افكر اذا انا موجود...



اشكر لك تعليقك و تعقيبا على ما ذكرت أقول:

لعله من المعلوم أن ديكارت أحد الفلاسفة الكبار الذين قطعوا مع الماضي المعرفي,للقارة العجوز على أساس إعمال العقل و أسلوب المنطق و الوعي الحر فلا وجود للخرافة و لا مكان للأساطير, و لا سلطان للكنيسة على العقول و الأفراد كما لم تعد النظم السياسية محددة لأطر المعرفة و أنماط التفكير مما أدى إلى نهضة صناعية شاملة و نمط حياة حر رسم ملامح أوروبا الجديدة متربعة على عرش الحداثة و التطور و لما كان منوطا بعهدة فلاسفة الأنوار هؤلاء التأسيس لمعرفة جديدة أساسها عقلاني يقطع مع الماضي البليد

كان الشك الديكارتي احد أدوات الهدم و البناء انتهى به إلى مقولته المأثورة "أنا أفكر إذن أنا موجود" حيث أنه شك في كل شيء إلا حالة التفكير التي هو بصددها...لم يستطع ردها إلى دائرة الشك و لما ألغى بالشك كل المسلمات في تحديد معنى الوجود بقي التفكير مستعصيا على الإلغاء و بدى المعطى الوحيد المستأثر بتحديد هذا المعنى....هذا هو السياق التاريخي و المعرفي لمقولة ديكارت.

و أردف فأقول إن استغلال مقولة ديكارت ليس إيذانا بتأسيس معرفة جديدة تقوم على العقل و تقطع مع الأسطورة فالمعرفة الإنسانية تجاوزت ذلك فهي تغزو الفضاء و تسافر في لمح البصر كما أن الشك الديكارتي الذي كان أداة لهدم الفكر البليد و الأفكار المسبقة لم يعد أداة بتلك الأهمية في وقتنا الحاضر و كل ما حولنا يتنفس علما صحيحا.

و من هذا المنطلق ليست الثقافة بديلا على التفكير في تحديد معنى الوجود كما ذكره ديكارت بل إن المعرفة الإنسانية مدينة لديكارت و غيره من فلاسفة الأنوار بالثراء و التنوع مما أفضى بأكثر من معطى في تحديد معنى الوجود.



و ما كان هذا ليكون لو لم يتحرر الفكر على يد العقلانية الديكارتية ليكون أبا شرعيا لمعرفة إنسانية لاحقة.

madlo
2011-11-12, 21:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر كل من اطلع و تفاعل مع الموضوع و أود ان أضيف شرحا لنقطة من النقاط المطروحة في هذا المقال و ذلك على إثر تساؤل ورد من عضو في احد المنتديات و هو التالي:


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التحليل المنطقي http://forum.al-wlid.com/waleed/buttons/viewpost.gif (http://forum.al-wlid.com/showthread.php?p=9231854#post9231854)
مامعني الوجود الملموس ووجود المعني ؟؟


و كان ردي عليه الاتي:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة madlo http://forum.al-wlid.com/waleed/buttons/viewpost.gif (http://forum.al-wlid.com/showthread.php?p=9238913#post9238913)


بداية شكرا على اطلاعك و اهتمامك و اجابة عن سؤالك اقول:

كل الناس موجودون باجسادهم يفعلون و يتأثرون في اماكن مختلفة بين شمال و جنوب, شرق و غرب في شعوب و امم و مجموعات, تـتـشابه في اشياء و تختلف في اخرى منهم من يعيش لغاية محضة,توفير العيش و صحة البدن تدفعهم في ذالك غريزة حب البقاء و هي قاسم مشترك لجميع الناس بتفاوة مستويات الحرص على ذالك و اختلاف درجات العزيمة في التشبث بالحياة,

و منهم من يريد ان يكون لوجوده معنى و المقصود بالمعنى هو القيمة في علاقة مباشرة بمبدأ الواجب و الهدف الاسمى من الافعال , و عادة ما يستمد كل فرد هذه الخصوصيات من منظومة القيم التي تخصه تبعا لإنتمائه الجغرافي و الثقافي و الحضاري الذي يعنيه
بل و يتعدى ذلك الى منظومة القيم الانسانية العامة التي تخص هذا الكائن البشري المتميز بالعقل و النطق و العاطفة فضلا عن بقية المخلوقات.

مناد بوفلجة
2011-11-12, 23:30
ربما إثبات الفعالية و التأثير ضمن الحياة هو قيمة للوجود بحد ذاته

و الفعالية و التأثير ضمن الحياة تكون بالتفكير الإيجابي سواء من الناحية الدينية أو الحياتية بصفة عامة

لهذا يرتبط التأثير على الواقع المعاش بــ التفكير ,, و إنعدام التأثير معناه: تساوت الحياة مع الموت

بارك الله فيكم