هلال بن عامر
2008-11-25, 00:05
اخترت لكم مبحثا رائعا من تحقيق الامام الالباني رحمه الله في الضعيفة :
حول خديث : اكرموا الخبز .... ومدى صحته و تخريج طرقه و الفاظه ....هدية مباركة ...
رقم الحديث :2885 متن الحديث :2885 - ( أكرموا الخبز ، فإن الله تعالى أنزل له بركات السماء ، وأخرج له بركات الأرض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/418 :$ضعيف$روي من حديث الحجاج بن علاط ، وأبي موسى الأشعري ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أم حرام ، وأبي هريرة ، وأبي سكينة ، وموسى الطائفي ، ومكحول مرسلا
.1- أما حديث الحجاج ؛ فيرويه مروان بن سالم عن إسماعيل بن أمية عن بعض ولد الحجاج بن علاط عن الحجاج بن علاط مرفوعا .أخرجه الرافقي في " جزئه " ( 31/1 ) .وهذا إسناد موضوع ، مروان بن سالم وهو الغفاري الجزري ؛ قال الحافظ :" متروك ، ورماه الساجي وغيره بالوضع "
.2- وأما حديث أبي موسى ؛ فيرويه نمير بن الوليد عن أبيه عن جده عنه وزاد :" والبقر ، والحديد ، وابن آدم " ، وقال : " سخر له " مكان " أنزل له " .أخرجه الرافقي أيضا ، والمخلص في " بعض الخامس من الفوائد " ( 257/2 ) ، وعنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 17/457/1 ) ، وتمام في " الفوائد " ( 86/1 ) ، وأبو سعيد الماليني وقال :" يقال : إن نميرا تفرد بهذين الحديثين " .قلت : يعني هذا ، وآخر بلفظ : " اللهم متعنا بالإسلام والخبز ... " قال الذهبي :" وهما موضوعان ، ونمير ما عرفته ، وأما أبوه وجده فمعروفان " .قلت : يعني هذا ، وآخر بلفظ : " اللهم متعنا بالإسلام والخبز ... " قال الذهبي :" وهما موضوعان ، ونمير ما عرفته ، وأما أبوه وجده فمعروفان " .قلت : أخرج لهما البخاري في " الأدب المفرد " ، والأب مجهول - كابنه - لم يرو عنه غير ابنه والوليد بن مسلم ، وأما الجد فثقة
.3- وأما حديث ابن عباس ؛ فيرويه محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عنه .أخرجه ابن قتيبة في " كتاب العرب ، أو الرد على الشعوبية " ( ص 288 - 289 ) وقال ابن عساكر :" هذا حديث غريب " .قلت : ومحمد بن زياد - وهو الطحان اليشكري - كذاب
.4- واما حديث ابن عمرو ؛ فيرويه طلحة بن زيد : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الله بن يزيد عنه .أخرجه تمام ( 133/1 ) ، وأبو الحسن الحمامي في " جزء الاعتكاف " ( 99/2 ) وقال :" غريب من حديث طلحة بن زيد " .قلت : وهو متروك ؛ وقد اضطرب في سنده فرواه مرة هكذا ، ومرة قال : عن زيد الحضرمي عن ثور عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا به .ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية المخلص ؛ وقال :" طلحة متروك " .وقد خولف في إسناده وهو
:5- وأما حديث عبد الله بن أم حرام ؛ فرواه أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز : حدثني عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري أبو العباس - وكان صدوقا - : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال : سمعت عبد الله بن أم حرام صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره ؛ وزاد :" ومن تتبع ما يسقط من السفرة غفر له " .أخرجه أبو تمام في " الفوائد " ( 13/133/1 ) هكذا ، والطبراني ( ق 40/1 - مجموع 6 ) ، البزار ( 2877 - كشف ) إلا أنه قال : " عبد الملك ( الأصل : عبد الله ) بن عبد الرحمن الكناني " .وأخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 246 ) من طريق المفضل بن غسان الغلابي قال : حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن أبو العباس الشامي عن إبراهيم بن أبي عبلة به دون الزيادة ؛ وقال الغلابي :" قال يحيى بن معين : أول هذا الحديث حق ، وآخره باطل " .وروى العقيلي عن البخاري أن عبد الملك هذا منكر الحديث ؛ ضعفه عمرو بن علي جدا ، ثم روى عن عمرو بن علي أنه قال فيه :" كذاب " .قلت : وأنت ترى أن عمرو بن علي قد قال في رواية تمام عنه :" وكان صدوقا " . وقد نقلوا عنه أنه قال في موضع آخر :" وكان ثقة " .وقد ذهب الحافظ ابن حجر إلى أنهما اثنان ؛ الأول : عبد الملك بن عبد الرحمن بن هشام أبو هشام الذماري الأبناوي ؛ وهو الذي وثقه عمرو بن علي . والآخر : عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي أبو العباس ؛ وهو الذي ضعفه عمرو بن علي وغيره . واستظهر الذهبي أنهما واحد ، وهو الذي ينشرح له صدري لأن هذا الحديث مداره على عبد الملك بن عبد الرحمن ، فوقع في طريق تمام أنه الذماري ، وفي طريق العقيلي أنه الشامي ، وفي الطريقين معا أن كنيته أبو العباس . وهذا ينافي تخصيص المضعف بهذه الكنية كما فعل الحافظ ، فالظاهر أنه رجل واحد ، وإنما اضطر الحافظ إلى جعلهما رجلين لاختلاف قول عمرو بن علي فيه . والخطب في مثله سهل ، فقد يختلف اجتهاد الحافظ في الراوي حسب ما يبدو له ويرد إليه مما يحمله على التوثيق أو التضعيف ، وعلى كل حال فالعلماء مطبقون على أن صاحب هذا الحديث إنما هو الذي ضعفه عمرو بن علي جدا ، وقال فيه البخاري :" منكر الحديث " ؛ كما رواه العقيلي عنه فيما تقدم . وكذلك رواه عنه ابن عدي ( ق 306/1 ) ؛ وذكر أن له أحاديث مناكير عن الأوزاعي .وتابعه غياث بن إبراهيم : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة به دون الزيادة . (/1) أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/246 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 12/323 ) ، والطبراني أيضا ، ومن طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال :" لا يصح ، غياث كذاب " .وأقره السيوطي في " اللآلي " ( 2/214 )
.6- وأما حديث أبي هريرة ؛ فيرويه أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم : حدثني أبو حربة أحمد بن الحكم - من أهل البلقاء - عن عبد الله بن إدريس قال : وفد على مولاي نجا ملك البجة رجل من أهل الشام يستميحه يقال له عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، فقدم إليه طعاما على مائدة ، فتحركت القصعة على المائدة فأسندها الملك برغيف ، فقال له عبد الرحمن بن هرمز : حدثني أبو هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" إذا خرجتم من حج أو عمرة فتمتعوا لكي تنكلوا ( ! ) ، واكرموا الخبز فإن الله تعالى سخر له بركات السماء والأرض ، ولا تسندوا القصعة بالخبز ، فإنه ما أهانه قوم إلا ابتلاهم الله بالجوع " .أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10/4 ) .قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو حربة ، ويقال : أبو حزبة ؛ لا يعرف كما في " الميزان " .وأبو الفيض ذو النون - وهو المصري - ضعفه الدارقطني بقوله :" روى عن مالك أحاديث فيها نظر " .قلت : ولعله أدركته غفلة الصالحين
!7- وأما حديث أبي سكينة ؛ فيرويه خلف بن يحيى قاضي الري عن إسماعيل بن جعفر عن حميد بن عبد الله عنه مرفوعا بلفظ :" أكرموا الخبز ، فإن الله أكرمه ، فمن أكرم الخبز فقد أكرم الله " .أخرجه الطبراني ، وسكت عليه في " اللآلي " ( 2/215 ) فلم يحسن ، لأن خلفا هذا ( ووقع فيه " خالد " وهو خطأ مطبعي ) كذبه أبو حاتم ، وتساهل الهيثمي في الاقتصار على تضعيفه فقال :" رواه الطبراني ، وفيه خلف بن يحيى قاضي الري وهو ضعيف . وأبو سكينة قال ابن المديني : لا صحبة له "
.8- وأما حديث موسى الطائفي ؛ فيرويه منهال بن عيسى العبدي : أخبرنا معان أبو صالح : حدثني موسى الطائفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أكرموا الخبز ، .... " فذكر الحديث .هكذا أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/2/12 ) .قلت : وهذا إسناد ضعيف ، موسى الطائفي لم أجد له ترجمة ، وليس صحابيا ، فإن معانا الراوي عنه ذكروا أنه روى عن أبي حرة عن ابن سيرين عن أبي هريرة .... فهو تابعي أو تابع تابعي .ومعان أبو صالح ذكره العقيلي في " الضعفاء " وقال :" حديثه غير محفوظ ، ولا يتابع عليه " .ومنهال بن عيسى العبدي ؛ أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 4/3581 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وكذلك صنع البخاري قبله ، وفي ترجمته ساق هذا الحديث . ونقل ابن علان في " شرح الأذكار " ( 5/152 ) عن أبي حاتم أنه قال : مجهول . والله أعلم
.9- وأما مرسل مكحول ؛ فيرويه محمد بن راشد عن الفضل بن عطاء عنه مرفوعا به وزاد :" وإذا وضعت المائدة فأربعوا ، ومن يأكل ما يسقط حول المائدة يغفر له " .أخرجه حميد بن زنجويه في " ترغيبه " كما في " اللآلي " وسكت عليه ؛ وكأنه لوضوح ضعفه ؛ فإنه مع إرساله فيه الفضل بن عطاء وهو مجهول .ومحمد بن راشد ؛ إن كان المكحولي الدمشقي فصدوق يهم ، وإن كان المكفوف البصري فمقبول عند الحافظ .وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف من جميع طرقه ، لشدة ضعف أكثرها واضطراب متونها ، اللهم إلا طرفه الأول " أكرموا الخبز " ، فإن النفس تميل إلى ثبوتها ، لاتفاق جميع الطرق عليها ، ولعل ابن معين أشار إلى ذلك بقوله المتقدم ، " أول هذا الحديث حق ، وآخره باطل " . ولأن حديث عائشة الذي قبله يمكن اعتباره شاهدا له لا بأس به لخلوه من الضعف الشديد ، بل قد صححه الحاكم والذهبي كما تقدم ، ونقل الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " عن شيخه ( يعني الحافظ ابن حجر ) أنه قال فيه :" فهذا شاهد صالح " .والله سبحانه وتعالى أعلم . (/2)
حول خديث : اكرموا الخبز .... ومدى صحته و تخريج طرقه و الفاظه ....هدية مباركة ...
رقم الحديث :2885 متن الحديث :2885 - ( أكرموا الخبز ، فإن الله تعالى أنزل له بركات السماء ، وأخرج له بركات الأرض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/418 :$ضعيف$روي من حديث الحجاج بن علاط ، وأبي موسى الأشعري ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أم حرام ، وأبي هريرة ، وأبي سكينة ، وموسى الطائفي ، ومكحول مرسلا
.1- أما حديث الحجاج ؛ فيرويه مروان بن سالم عن إسماعيل بن أمية عن بعض ولد الحجاج بن علاط عن الحجاج بن علاط مرفوعا .أخرجه الرافقي في " جزئه " ( 31/1 ) .وهذا إسناد موضوع ، مروان بن سالم وهو الغفاري الجزري ؛ قال الحافظ :" متروك ، ورماه الساجي وغيره بالوضع "
.2- وأما حديث أبي موسى ؛ فيرويه نمير بن الوليد عن أبيه عن جده عنه وزاد :" والبقر ، والحديد ، وابن آدم " ، وقال : " سخر له " مكان " أنزل له " .أخرجه الرافقي أيضا ، والمخلص في " بعض الخامس من الفوائد " ( 257/2 ) ، وعنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 17/457/1 ) ، وتمام في " الفوائد " ( 86/1 ) ، وأبو سعيد الماليني وقال :" يقال : إن نميرا تفرد بهذين الحديثين " .قلت : يعني هذا ، وآخر بلفظ : " اللهم متعنا بالإسلام والخبز ... " قال الذهبي :" وهما موضوعان ، ونمير ما عرفته ، وأما أبوه وجده فمعروفان " .قلت : يعني هذا ، وآخر بلفظ : " اللهم متعنا بالإسلام والخبز ... " قال الذهبي :" وهما موضوعان ، ونمير ما عرفته ، وأما أبوه وجده فمعروفان " .قلت : أخرج لهما البخاري في " الأدب المفرد " ، والأب مجهول - كابنه - لم يرو عنه غير ابنه والوليد بن مسلم ، وأما الجد فثقة
.3- وأما حديث ابن عباس ؛ فيرويه محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عنه .أخرجه ابن قتيبة في " كتاب العرب ، أو الرد على الشعوبية " ( ص 288 - 289 ) وقال ابن عساكر :" هذا حديث غريب " .قلت : ومحمد بن زياد - وهو الطحان اليشكري - كذاب
.4- واما حديث ابن عمرو ؛ فيرويه طلحة بن زيد : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الله بن يزيد عنه .أخرجه تمام ( 133/1 ) ، وأبو الحسن الحمامي في " جزء الاعتكاف " ( 99/2 ) وقال :" غريب من حديث طلحة بن زيد " .قلت : وهو متروك ؛ وقد اضطرب في سنده فرواه مرة هكذا ، ومرة قال : عن زيد الحضرمي عن ثور عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا به .ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية المخلص ؛ وقال :" طلحة متروك " .وقد خولف في إسناده وهو
:5- وأما حديث عبد الله بن أم حرام ؛ فرواه أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز : حدثني عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري أبو العباس - وكان صدوقا - : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال : سمعت عبد الله بن أم حرام صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره ؛ وزاد :" ومن تتبع ما يسقط من السفرة غفر له " .أخرجه أبو تمام في " الفوائد " ( 13/133/1 ) هكذا ، والطبراني ( ق 40/1 - مجموع 6 ) ، البزار ( 2877 - كشف ) إلا أنه قال : " عبد الملك ( الأصل : عبد الله ) بن عبد الرحمن الكناني " .وأخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 246 ) من طريق المفضل بن غسان الغلابي قال : حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن أبو العباس الشامي عن إبراهيم بن أبي عبلة به دون الزيادة ؛ وقال الغلابي :" قال يحيى بن معين : أول هذا الحديث حق ، وآخره باطل " .وروى العقيلي عن البخاري أن عبد الملك هذا منكر الحديث ؛ ضعفه عمرو بن علي جدا ، ثم روى عن عمرو بن علي أنه قال فيه :" كذاب " .قلت : وأنت ترى أن عمرو بن علي قد قال في رواية تمام عنه :" وكان صدوقا " . وقد نقلوا عنه أنه قال في موضع آخر :" وكان ثقة " .وقد ذهب الحافظ ابن حجر إلى أنهما اثنان ؛ الأول : عبد الملك بن عبد الرحمن بن هشام أبو هشام الذماري الأبناوي ؛ وهو الذي وثقه عمرو بن علي . والآخر : عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي أبو العباس ؛ وهو الذي ضعفه عمرو بن علي وغيره . واستظهر الذهبي أنهما واحد ، وهو الذي ينشرح له صدري لأن هذا الحديث مداره على عبد الملك بن عبد الرحمن ، فوقع في طريق تمام أنه الذماري ، وفي طريق العقيلي أنه الشامي ، وفي الطريقين معا أن كنيته أبو العباس . وهذا ينافي تخصيص المضعف بهذه الكنية كما فعل الحافظ ، فالظاهر أنه رجل واحد ، وإنما اضطر الحافظ إلى جعلهما رجلين لاختلاف قول عمرو بن علي فيه . والخطب في مثله سهل ، فقد يختلف اجتهاد الحافظ في الراوي حسب ما يبدو له ويرد إليه مما يحمله على التوثيق أو التضعيف ، وعلى كل حال فالعلماء مطبقون على أن صاحب هذا الحديث إنما هو الذي ضعفه عمرو بن علي جدا ، وقال فيه البخاري :" منكر الحديث " ؛ كما رواه العقيلي عنه فيما تقدم . وكذلك رواه عنه ابن عدي ( ق 306/1 ) ؛ وذكر أن له أحاديث مناكير عن الأوزاعي .وتابعه غياث بن إبراهيم : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة به دون الزيادة . (/1) أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/246 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 12/323 ) ، والطبراني أيضا ، ومن طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال :" لا يصح ، غياث كذاب " .وأقره السيوطي في " اللآلي " ( 2/214 )
.6- وأما حديث أبي هريرة ؛ فيرويه أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم : حدثني أبو حربة أحمد بن الحكم - من أهل البلقاء - عن عبد الله بن إدريس قال : وفد على مولاي نجا ملك البجة رجل من أهل الشام يستميحه يقال له عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، فقدم إليه طعاما على مائدة ، فتحركت القصعة على المائدة فأسندها الملك برغيف ، فقال له عبد الرحمن بن هرمز : حدثني أبو هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" إذا خرجتم من حج أو عمرة فتمتعوا لكي تنكلوا ( ! ) ، واكرموا الخبز فإن الله تعالى سخر له بركات السماء والأرض ، ولا تسندوا القصعة بالخبز ، فإنه ما أهانه قوم إلا ابتلاهم الله بالجوع " .أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10/4 ) .قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو حربة ، ويقال : أبو حزبة ؛ لا يعرف كما في " الميزان " .وأبو الفيض ذو النون - وهو المصري - ضعفه الدارقطني بقوله :" روى عن مالك أحاديث فيها نظر " .قلت : ولعله أدركته غفلة الصالحين
!7- وأما حديث أبي سكينة ؛ فيرويه خلف بن يحيى قاضي الري عن إسماعيل بن جعفر عن حميد بن عبد الله عنه مرفوعا بلفظ :" أكرموا الخبز ، فإن الله أكرمه ، فمن أكرم الخبز فقد أكرم الله " .أخرجه الطبراني ، وسكت عليه في " اللآلي " ( 2/215 ) فلم يحسن ، لأن خلفا هذا ( ووقع فيه " خالد " وهو خطأ مطبعي ) كذبه أبو حاتم ، وتساهل الهيثمي في الاقتصار على تضعيفه فقال :" رواه الطبراني ، وفيه خلف بن يحيى قاضي الري وهو ضعيف . وأبو سكينة قال ابن المديني : لا صحبة له "
.8- وأما حديث موسى الطائفي ؛ فيرويه منهال بن عيسى العبدي : أخبرنا معان أبو صالح : حدثني موسى الطائفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أكرموا الخبز ، .... " فذكر الحديث .هكذا أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/2/12 ) .قلت : وهذا إسناد ضعيف ، موسى الطائفي لم أجد له ترجمة ، وليس صحابيا ، فإن معانا الراوي عنه ذكروا أنه روى عن أبي حرة عن ابن سيرين عن أبي هريرة .... فهو تابعي أو تابع تابعي .ومعان أبو صالح ذكره العقيلي في " الضعفاء " وقال :" حديثه غير محفوظ ، ولا يتابع عليه " .ومنهال بن عيسى العبدي ؛ أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 4/3581 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وكذلك صنع البخاري قبله ، وفي ترجمته ساق هذا الحديث . ونقل ابن علان في " شرح الأذكار " ( 5/152 ) عن أبي حاتم أنه قال : مجهول . والله أعلم
.9- وأما مرسل مكحول ؛ فيرويه محمد بن راشد عن الفضل بن عطاء عنه مرفوعا به وزاد :" وإذا وضعت المائدة فأربعوا ، ومن يأكل ما يسقط حول المائدة يغفر له " .أخرجه حميد بن زنجويه في " ترغيبه " كما في " اللآلي " وسكت عليه ؛ وكأنه لوضوح ضعفه ؛ فإنه مع إرساله فيه الفضل بن عطاء وهو مجهول .ومحمد بن راشد ؛ إن كان المكحولي الدمشقي فصدوق يهم ، وإن كان المكفوف البصري فمقبول عند الحافظ .وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف من جميع طرقه ، لشدة ضعف أكثرها واضطراب متونها ، اللهم إلا طرفه الأول " أكرموا الخبز " ، فإن النفس تميل إلى ثبوتها ، لاتفاق جميع الطرق عليها ، ولعل ابن معين أشار إلى ذلك بقوله المتقدم ، " أول هذا الحديث حق ، وآخره باطل " . ولأن حديث عائشة الذي قبله يمكن اعتباره شاهدا له لا بأس به لخلوه من الضعف الشديد ، بل قد صححه الحاكم والذهبي كما تقدم ، ونقل الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " عن شيخه ( يعني الحافظ ابن حجر ) أنه قال فيه :" فهذا شاهد صالح " .والله سبحانه وتعالى أعلم . (/2)