المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين يغدر بنا الأصدقاء


جويرية
2008-11-24, 14:09
هل من المحتم علينا أن نشرب المر من ذات النبع الذي ارتوينا فيه بالماء العذب؟!

هل يتحتم علينا أن ندوس الشوك في أرض الجنة التي قضينا فيها أجمل أيام العمر؟

ألا نستطيع –حين يغدر بنا الأصدقاء- أن نقيم اعتبارًا لكل الماضي الحلو.
فيقترب كل منا خطوة في اتجاه الآخر؟!

هل يتعذر علينا في لحظة الغضب من صديق غادر أن تسترجع أذهاننا فضلاً واحدًا
من أفضاله القديمة التي طالما تغنينا بها في أيام الرضى؟!

هل فكرنا في كلمة "آسف" باعتبارها قرص دواء مر. لكنه قد يحمل الشفاء من
آلام الجفوة والقطيعة بقيمة العمر!

هناك كلمة من نور قادرة على انتزاع الغل والمرارة. واستعادة البهجة والراحة والطمأنينة.
إنها كلمة: سامحني!

في لحظات الألم الشديد الذي تسببه خيانة الصديق. نحتاج أن ننظر إلى السماء. من
حيث تتدفق ينابيع الوفاء التي تغسل كل الجروح!

الذي يبادر بالغفران هو الذي يتذوق أولاً أحلى ثمرات الرضى وراحة البال!

لماذا يقوم الشخص بإلقاء حجر لتحطيم زجاج سيارة أو مصباح كهربائي؟

ولماذا يقوم طفل بقطع الزهور الجميلة من الحديقة وإلقائها بالطريق؟

ولماذا يستريح البعض لإعدام الأشجار الخضراء التي يمنح الظل والجمال؟

وما الذي يجعل صبيًا يخدش طلاء السيارات بمسمار حاد؟

الاتجاه إلى العنف مؤشر واضح لسيطرة روح العداوة والنقمة والخصام على قلوب الناس،
وهو خلل نفسي وعيب أخلاقي وفقر روحي على حد سواء!

الخصام كالدخان الأسود الخانق، حين يتصاعد فإن يضعف الرؤية، ويلوث الهواء،
ويقبض الصدر، ويخنق الصفاء، ويفسد الربيع، سواء في الشارع أو في العمل أو في البيت!

العنف سلوك عدواني يتولد داخل النفس نتيجة للشعور بالقهر والكبت،
مع عدم وجود نوافذ راقية للاحتجاج الهادئ!

مركبات النقص، والإحساس بالظلم، والرغبة في الاحتجاج، وتداعيات الفشل والإحباط،
أسباب رئيسية للسلوك العدواني، لكن هناك عوامل بيئية مؤهلة للعنف كالخشونة،
والجهل، والتخلف الحضاري، وسوء التربية، وسوء التوجيه، والتدين الزائف!

الرغبة في التسيد، وفرض السيطرة والابتزاز موروثات شعبية وسلوكيات مرضية
تحتاج إلى علاج روحي ونفسي!

عندما تتملك روح الخصام على مشاعر إنسان، فإنه لا يتهاون في تحطيم ذاته
وإفناء نفسه بكل الوسائل حتى الموت!

المصالحة مع النفس بداية الطريق نحو السلوك السوي لتحقيق علاقات صحيحة
مع المجتمع تتسم بالمودة والتعاطف!

الإنسان مخلوق روحي، له روح متعطشة تبحث عن الله، فإذا لم يجد الطريق الصحيح
فإنه يتخبط في بداوته، فتحمله تيارات الشر، ليصبح بحرًا صاخبًا لا يهدأ، عنيفًا لا يستفز،
قاسيًا لا يرحم، ناقمًا لا يرضى!

يحتاج الإنسان إلى لمسة إلهية تشفيه من الشقاء والصراع الداخلي ومواجهاته الشرسة
مع دوافعه الذاتية ورغباته الأنانية وشهواته المتقدة.

ولا يستطيع الإنسان أن يحقق الرضا والتوازن ما لم يمنحه الله سلامًا روحيًا وطمأنينة نفسية!
إن الاتجاه للعنف مؤشر لأشياء كثيرة لعل أوضحها هو سيطرة روح العداوة والنقمة
والخصام عل قلوب الناس.

لقد صار الخصام كالدخان الأسود يتصاعد في الطريق وفي البيت والعمل ويخنق
الصفاء والربيع والحب في حياة البشر.
ومع ضيقتنا بالعنف، فإننا نلتمس روح المصالحة والود.

فكيف يختفي العنف والقسوة؟

وكيف يسود الحب والرضا؟





منقول

الصداقة نحتاجها فى لحظات الحزن الكئيب كحاجة البحر للشمس وقت المغيب

الورد الجوري
2008-11-24, 14:46
http://www.hazza.org/up/uploads/f07601b565.gif (http://www.hazza.org/up)

سلاف26
2008-11-24, 17:34
مشكورة على الكلمات الطيبة أختي جويرية و ان شاء الله نكون نستاهل نكون أصدقاء

ملكة العز
2008-11-24, 17:45
الصداقة نحتاجها فى لحظات الحزن الكئيب كحاجة البحر للشمس وقت المغيب


كلام ولا اروع ...جواهر

مشكوورة الاخت جويرية

جويرية
2008-12-02, 17:47
جزاكم الله كل خير اخوتي

didich
2008-12-02, 17:55
http://lost-angel.net/imges/1029-012-11-1046.gif

نسيم الجود
2008-12-02, 17:56
http://www.hazza.org/up/uploads/f07601b565.gif (http://www.hazza.org/up)