abousalem
2008-11-24, 13:04
مسرحية الإمبراطور من إعداد العيد حنكة
قراءة في واقع الجزائر
وسائل التعبير كثيرة، وألوانها مثيرة، ومن أشدها وقعا على الذات المسرح الذي يجد فيه الملتقي تطهيرا وتغريبا، فيعكس له جملة من الصور المعيشة أو المحتملة، فيتراءى له فيها أفكار واستنكار، ويبدي مواقف وأفعالاً.
ومن المسرحيات التي شهدت تلونا في اللوحات التي يأخذها المتلقي مسرحية الإمبراطور للعربي بولبينة تم عرضها في أيام المسرح المحترف بالعاصمة لسنة 2006 وهي تروي حالة إمبراطور نأى عن القصر طلبا الاستشفاء والراحة.
فإذا بالدائرة تنزل عليه كالصاعقة، أذهبت ملكه، فشهد القصر انقلابا، دبر له الخادم، على الرغم من المكانة التي يعيشها الخادم إلا أنه استطاع أن يحيك الجريمة، ويطيح بسيده، ويزج بملكه في غياهب لانهاية لا.
فالمسرحية لم تشهد شخصيات كثيرة، إلا أنها جسدت حياة الأمراء وحاجاتهم إلى اللهو، والترف الذي لا طائل منه، فحملت المسرحية اتجاهات دقيقة منها ما يتعلق بالساسة، ومنها ما يخص الحاشية وما يتعلق بالرعية، كل ذلك في مجالات سياسية واجتماعية وأخرى اقتصادية.
فجعلنا لكل مجال لوحات هذا ما سنكشف عنه عبر دراستنا لموضوعات المسرحية.
I-المجال السياسي
كادت القضايا السياسية أن تذهب بلب المسرحية لاسيما أن عنوانها الإمبراطور، فجاءت القضايا في لوحات مثيرة، نورد منها نماذج حية، وإليكها:
1)- حاجة الملوك إلى الراحة والابتعاد عن الرعية
ورد قوله "صحتك ما تلويش، وزيد لازمك الروبو(Reppot)" [1] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn1) فهذا تصريح بأن الأمراء والملوك الراحة همهم، يطلبونها كأن حياتهم عسيرة تستدعي ذلك، وماذا لو كانت أعمالهم شاقة فكيف تكون مطالبهم؟!.
وأما قوله: "لازم تبعد على الكلاب حتى ترتاح"[2] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn2) صور الرعية كلابا تزعج الأمير بنباحها، وتتربص به الدوائر عساها تظفر به، لذلك سأل خادمه البعد عنها، ليهنأ بالعيش الرغيد وراحة البال، هذا ما نلمسه في المشهد الموالي.
6)- الانقلاب السياسي ضرورة:
في قوله:" القوربي راه محاصر، ما عندك وين تروح، الشعب ايحاسبك على الخيانة"[6] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn6) فلكل بداية نهاية، ولكل عمل حساب، انتهت الإمبراطورية بالانقلاب الذي طالما انتظرته الرعية بفارغ الصبر، وربما يحمل لهم الغيب أميرا يثلج الصدر، ويعلي القدر، ويشبع البطن، ويمنع الفتن، وكان من الرعية أن نصبت محاكمة شعبية هذا واضح في هذه الصورة.
7
10)- لجوء الأقوياء لاستشارة الضعفاء:
أنظر قوله:" أهدر راك في اجتماع رسمي"[10] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn10) وهذا أمر وجهه الإمبراطور للخادم على اعتبار أنه جزء من الرعية، وممثل عنهم شاءوا أم أبوا، فلا خيار لهم، فأي تمثيل لشعب لا يعرف عنه الإمبراطور سوى التصفيق، والمساندة، ولا يعرفون من حاكمهم سوى المجون والفجور، وهذا ما تفضحه هذه الصورة.
11)- حياة الأمراء لهو ومجون:
أنظر قوله:" عندي أكثر من عشرة أيام، وأنا نشوف غير فيك".
فالإمبراطور غارق في الشهوات، فلا يرى العيش إلا في اللهو وكأن الفجور دين، والزنا مذهب، واعتادوا على إشباع شهوتي البطن والفرج وهذا جلي في قوله:" نجيبلك الشطحات والشراب، جماعة الموسيقى، القمار"[11] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn11) فما ترك لذة إلا وأشبعها، فحرقة للمال وأخرى للغناء، وثالثة للنساء، ّإنها فعلا حياة تشهد بسقوط حر لكل مقومات السلطة وتحولت حياتهم إلى سفاسف وقرارات جوفاء فانظر هذا.
12
13)- الحاشية للقوي
أنظر قوله:" الوزراء انتاعك دورو الفيستا، وخرجوا ايعيطوا مع الشعب"[15] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn15) وذلك حفاظا على مكاسبهم فإن الراعي القادم إذا أوصله الشعب يجلب أصحاب الخبرة من وزراء، ومسؤولين، فيجعلهم سادة تلبية لرغبة الشعب لما خرج معهم، فكم جعلوا أسباب لتهييج الرعية على حاكمهم، لما ذكروا مطالبهم واقتراحاتهم وهذا واضح في هذا المشهد.
14)- أسباب تهييج الشعوب:
جاء في قوله: "الحفاء والعراء، الجوع سلموا الثورة"[16] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn16) وهي-في الحقيقة- أسباب تجعل الخرق يتسع على الراقع، وتشحن الرعية، لما تتبع، وتشهد حالة الإمبراطور الذي لا يعرف الجوع له طريقا، ولا البرد له مسلكا، عندها يفكر الضعيف في محاصرة القوي، ويصنع له المعوقات، وتمهد للإطاحة به، فهذا الإمبراطور لم يولد من رحم المعاناة، لهذا كانت الخيانة من الحاشية له سهلة، وهنا يظهر تخوفهم من بعض الحاشية، فيخلع من يشاء ويعين من يشاء، فانظر في قوله:" هدرتي على وليد أختك نعينو في بلاصتو"[17] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn17) فكأنه يتوجس خيفة من بطانته، وما استطاع حرصه أن يمنعه من السقوط في فخ الضعيف، هذا ما نبينه في هذه اللوحة.
15)- سقوط الأقوياء بألاعيب الضعفاء:
فقوله:" يا كذاب، يا منافق، يا عميل، صورتي في التلفزيون، وأنا الإمبراطور تشرشملي في البيض"[18] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn18) كلمات جارحة يصدرها الإمبراطور للخديم الذي ساهم بلاعباته في الإطاحة بملك الحاكم، بل جعله يفقد توازنه، ويفقد كل ماله، ولسان حاله يقول:" اتق شر من أحسنت إليه"
III- المجال الاقتصادي:
لم تبرز القضايا الاقتصادية على سطح المسرحية بالقدر الذي برزت به نظيراتها السياسية والاجتماعية، فلكل مقام مقال، وعلى الرغم من هذا وجدنا لوحات جسدت قضايا اقتصادية حاولنا رصدها في مشاهد مثلما صنعنا في المجالين الآنفين.
1- مطلب الأجير في كل عصر ومصدر:
إن معاناة الأجير لا خلاص منها إلا بزيادة الراتب، ففي كل مكان نجد العمال يطالبون بدفع رواتبهم تحصيلا للفوائد من أعظمها العيش الدافئ، والمركب الحسن، وهذا ما ترجمته المسرحية في قوله:" بغاو الزيادة في السلاك"[27] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn27) فتمعر وجه الحاكم من هذا الكلام لأنه سبب انتفاضة عريضة من شريحة فاعلة على المجتمع ومؤثرة لهذا سيطر على الشعب دون سلاح بواسطة الإعلام.
2- الإعلام سلطة دون سلاح:
ففي قوله:" ديما نقول اكسب التلفزيون خير من 1000 من الشعب"[28] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn28) فإن هذا الجهاز صنع دولة، وكمم الأفواه، واقنع بالكذب واشبع باللعب، من لا يقنع، ثم غرر وزيف، لهذا كل الدول تسيطر على الإعلام طمعا في الاستزادة من التسلط، لذلك أطلق عليها السلطة الرابعة، وهو من هذا سلطة أولى، حين يقف في وجه الاحتجاج والمطالبة بالتغيير عن طريق المسيرات، والإضراب، وخير وسيلة لصد هذه المعوقات ما نلاحظ تباعا.
3- القروض بحسب المقاس:
ورد في قوله:" واللي رفهتو بكريدي كبير، وما زال مهناوش أرواحهم"، فالحاكم أراد أن يكسب أصوات معارضيه إذ جعل لهم حظا في القروض، ومنحها ما تشتهيه، فإن بعض الناس أسير شهواته، فيعطي من شاء ويمنع من شاء، بحسب الحال والمآل، وهي وسيلة ردعية مكممة للأفواه، ولا يستطيع صاحب المنحة أن يرفع صوت المعارضة لأن الدائرة ستكون عليه.
عود على بدء:
هذه بعض اللوحات التي شهدتها مسرحية الإمبراطور التي ذاع صيتها مؤخرا وإن كنا لا ندّعي الإلمام بجوانب الموضوع فلعلّنا رفعنا اللبس عما انطوت عليه من معان، فليس بخاف على دارس الأدب أن يجد المتعة في القراءة، وفي إسقاطاتها على واقعنا.
فالإمبراطور تنبع من الواقع إلى الواقع ورسمت ماضيا بألوان الحاضر وإن كانت لغتها توسطت بين العامية والفصحى فلأن ثقافة الكاتب اختارت اللغة الوسطى التي يلتقي فيه جميع أصناف المجتمع.
[1] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref1)- الإمبراطور ص:2.
[2] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2)- المرجع نفسه، ص:2.
[3] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref3)- الإمبراطور ص:09
[4] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref4)- المرجع نفسه، ص:09
[5] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref5)- المرجع نفسه، ص:15
[6] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref6)- المرجع نفسه ،ص:21
[7] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref7)- المرجع نفسه، ص:21
[8] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref8)- المرجع السابق، ص:05
[9] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref9)- المرجع نفسه، ص:10
[10] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref10)- المرجع نفسه، ص:10
[11] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref11)- المرجع نفسه، ص:15
[12] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref12)- المرجع نفسه، ص:04
[13] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref13)- المرجع نفسه، ص: 07
[14] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref14)- المرجع نفسه، ص: 05
[15] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref15)- المرجع نفسه، ص: 16
[16] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref16)- المرجع نفسه، ص: 16
[17] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref17)- المرجع نفسه، ص: 03
[18] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref18)- المرجع نفسه، ص:
[19] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref19)- المرجع نفسه، ص:19
[20] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref20)- المرجع نفسه، ص: 22
[21] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref21)- المرجع نفسه، ص: 22
[22] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref22)- المرجع نفسه، ص: 20
[23] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref23)- المرجع نفسه، ص:06
[24] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref24)- المرجع نفسه، ص:06
[25] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref25) المرجع نفسه، ص:19
[26] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref26) المرجع نفسه، ص:01
[27] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref27)- المرجع نفسه، ص:10
[28] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref28)- المرجع نفسه، ص:10
قراءة في واقع الجزائر
وسائل التعبير كثيرة، وألوانها مثيرة، ومن أشدها وقعا على الذات المسرح الذي يجد فيه الملتقي تطهيرا وتغريبا، فيعكس له جملة من الصور المعيشة أو المحتملة، فيتراءى له فيها أفكار واستنكار، ويبدي مواقف وأفعالاً.
ومن المسرحيات التي شهدت تلونا في اللوحات التي يأخذها المتلقي مسرحية الإمبراطور للعربي بولبينة تم عرضها في أيام المسرح المحترف بالعاصمة لسنة 2006 وهي تروي حالة إمبراطور نأى عن القصر طلبا الاستشفاء والراحة.
فإذا بالدائرة تنزل عليه كالصاعقة، أذهبت ملكه، فشهد القصر انقلابا، دبر له الخادم، على الرغم من المكانة التي يعيشها الخادم إلا أنه استطاع أن يحيك الجريمة، ويطيح بسيده، ويزج بملكه في غياهب لانهاية لا.
فالمسرحية لم تشهد شخصيات كثيرة، إلا أنها جسدت حياة الأمراء وحاجاتهم إلى اللهو، والترف الذي لا طائل منه، فحملت المسرحية اتجاهات دقيقة منها ما يتعلق بالساسة، ومنها ما يخص الحاشية وما يتعلق بالرعية، كل ذلك في مجالات سياسية واجتماعية وأخرى اقتصادية.
فجعلنا لكل مجال لوحات هذا ما سنكشف عنه عبر دراستنا لموضوعات المسرحية.
I-المجال السياسي
كادت القضايا السياسية أن تذهب بلب المسرحية لاسيما أن عنوانها الإمبراطور، فجاءت القضايا في لوحات مثيرة، نورد منها نماذج حية، وإليكها:
1)- حاجة الملوك إلى الراحة والابتعاد عن الرعية
ورد قوله "صحتك ما تلويش، وزيد لازمك الروبو(Reppot)" [1] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn1) فهذا تصريح بأن الأمراء والملوك الراحة همهم، يطلبونها كأن حياتهم عسيرة تستدعي ذلك، وماذا لو كانت أعمالهم شاقة فكيف تكون مطالبهم؟!.
وأما قوله: "لازم تبعد على الكلاب حتى ترتاح"[2] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn2) صور الرعية كلابا تزعج الأمير بنباحها، وتتربص به الدوائر عساها تظفر به، لذلك سأل خادمه البعد عنها، ليهنأ بالعيش الرغيد وراحة البال، هذا ما نلمسه في المشهد الموالي.
6)- الانقلاب السياسي ضرورة:
في قوله:" القوربي راه محاصر، ما عندك وين تروح، الشعب ايحاسبك على الخيانة"[6] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn6) فلكل بداية نهاية، ولكل عمل حساب، انتهت الإمبراطورية بالانقلاب الذي طالما انتظرته الرعية بفارغ الصبر، وربما يحمل لهم الغيب أميرا يثلج الصدر، ويعلي القدر، ويشبع البطن، ويمنع الفتن، وكان من الرعية أن نصبت محاكمة شعبية هذا واضح في هذه الصورة.
7
10)- لجوء الأقوياء لاستشارة الضعفاء:
أنظر قوله:" أهدر راك في اجتماع رسمي"[10] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn10) وهذا أمر وجهه الإمبراطور للخادم على اعتبار أنه جزء من الرعية، وممثل عنهم شاءوا أم أبوا، فلا خيار لهم، فأي تمثيل لشعب لا يعرف عنه الإمبراطور سوى التصفيق، والمساندة، ولا يعرفون من حاكمهم سوى المجون والفجور، وهذا ما تفضحه هذه الصورة.
11)- حياة الأمراء لهو ومجون:
أنظر قوله:" عندي أكثر من عشرة أيام، وأنا نشوف غير فيك".
فالإمبراطور غارق في الشهوات، فلا يرى العيش إلا في اللهو وكأن الفجور دين، والزنا مذهب، واعتادوا على إشباع شهوتي البطن والفرج وهذا جلي في قوله:" نجيبلك الشطحات والشراب، جماعة الموسيقى، القمار"[11] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn11) فما ترك لذة إلا وأشبعها، فحرقة للمال وأخرى للغناء، وثالثة للنساء، ّإنها فعلا حياة تشهد بسقوط حر لكل مقومات السلطة وتحولت حياتهم إلى سفاسف وقرارات جوفاء فانظر هذا.
12
13)- الحاشية للقوي
أنظر قوله:" الوزراء انتاعك دورو الفيستا، وخرجوا ايعيطوا مع الشعب"[15] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn15) وذلك حفاظا على مكاسبهم فإن الراعي القادم إذا أوصله الشعب يجلب أصحاب الخبرة من وزراء، ومسؤولين، فيجعلهم سادة تلبية لرغبة الشعب لما خرج معهم، فكم جعلوا أسباب لتهييج الرعية على حاكمهم، لما ذكروا مطالبهم واقتراحاتهم وهذا واضح في هذا المشهد.
14)- أسباب تهييج الشعوب:
جاء في قوله: "الحفاء والعراء، الجوع سلموا الثورة"[16] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn16) وهي-في الحقيقة- أسباب تجعل الخرق يتسع على الراقع، وتشحن الرعية، لما تتبع، وتشهد حالة الإمبراطور الذي لا يعرف الجوع له طريقا، ولا البرد له مسلكا، عندها يفكر الضعيف في محاصرة القوي، ويصنع له المعوقات، وتمهد للإطاحة به، فهذا الإمبراطور لم يولد من رحم المعاناة، لهذا كانت الخيانة من الحاشية له سهلة، وهنا يظهر تخوفهم من بعض الحاشية، فيخلع من يشاء ويعين من يشاء، فانظر في قوله:" هدرتي على وليد أختك نعينو في بلاصتو"[17] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn17) فكأنه يتوجس خيفة من بطانته، وما استطاع حرصه أن يمنعه من السقوط في فخ الضعيف، هذا ما نبينه في هذه اللوحة.
15)- سقوط الأقوياء بألاعيب الضعفاء:
فقوله:" يا كذاب، يا منافق، يا عميل، صورتي في التلفزيون، وأنا الإمبراطور تشرشملي في البيض"[18] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn18) كلمات جارحة يصدرها الإمبراطور للخديم الذي ساهم بلاعباته في الإطاحة بملك الحاكم، بل جعله يفقد توازنه، ويفقد كل ماله، ولسان حاله يقول:" اتق شر من أحسنت إليه"
III- المجال الاقتصادي:
لم تبرز القضايا الاقتصادية على سطح المسرحية بالقدر الذي برزت به نظيراتها السياسية والاجتماعية، فلكل مقام مقال، وعلى الرغم من هذا وجدنا لوحات جسدت قضايا اقتصادية حاولنا رصدها في مشاهد مثلما صنعنا في المجالين الآنفين.
1- مطلب الأجير في كل عصر ومصدر:
إن معاناة الأجير لا خلاص منها إلا بزيادة الراتب، ففي كل مكان نجد العمال يطالبون بدفع رواتبهم تحصيلا للفوائد من أعظمها العيش الدافئ، والمركب الحسن، وهذا ما ترجمته المسرحية في قوله:" بغاو الزيادة في السلاك"[27] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn27) فتمعر وجه الحاكم من هذا الكلام لأنه سبب انتفاضة عريضة من شريحة فاعلة على المجتمع ومؤثرة لهذا سيطر على الشعب دون سلاح بواسطة الإعلام.
2- الإعلام سلطة دون سلاح:
ففي قوله:" ديما نقول اكسب التلفزيون خير من 1000 من الشعب"[28] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn28) فإن هذا الجهاز صنع دولة، وكمم الأفواه، واقنع بالكذب واشبع باللعب، من لا يقنع، ثم غرر وزيف، لهذا كل الدول تسيطر على الإعلام طمعا في الاستزادة من التسلط، لذلك أطلق عليها السلطة الرابعة، وهو من هذا سلطة أولى، حين يقف في وجه الاحتجاج والمطالبة بالتغيير عن طريق المسيرات، والإضراب، وخير وسيلة لصد هذه المعوقات ما نلاحظ تباعا.
3- القروض بحسب المقاس:
ورد في قوله:" واللي رفهتو بكريدي كبير، وما زال مهناوش أرواحهم"، فالحاكم أراد أن يكسب أصوات معارضيه إذ جعل لهم حظا في القروض، ومنحها ما تشتهيه، فإن بعض الناس أسير شهواته، فيعطي من شاء ويمنع من شاء، بحسب الحال والمآل، وهي وسيلة ردعية مكممة للأفواه، ولا يستطيع صاحب المنحة أن يرفع صوت المعارضة لأن الدائرة ستكون عليه.
عود على بدء:
هذه بعض اللوحات التي شهدتها مسرحية الإمبراطور التي ذاع صيتها مؤخرا وإن كنا لا ندّعي الإلمام بجوانب الموضوع فلعلّنا رفعنا اللبس عما انطوت عليه من معان، فليس بخاف على دارس الأدب أن يجد المتعة في القراءة، وفي إسقاطاتها على واقعنا.
فالإمبراطور تنبع من الواقع إلى الواقع ورسمت ماضيا بألوان الحاضر وإن كانت لغتها توسطت بين العامية والفصحى فلأن ثقافة الكاتب اختارت اللغة الوسطى التي يلتقي فيه جميع أصناف المجتمع.
[1] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref1)- الإمبراطور ص:2.
[2] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2)- المرجع نفسه، ص:2.
[3] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref3)- الإمبراطور ص:09
[4] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref4)- المرجع نفسه، ص:09
[5] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref5)- المرجع نفسه، ص:15
[6] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref6)- المرجع نفسه ،ص:21
[7] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref7)- المرجع نفسه، ص:21
[8] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref8)- المرجع السابق، ص:05
[9] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref9)- المرجع نفسه، ص:10
[10] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref10)- المرجع نفسه، ص:10
[11] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref11)- المرجع نفسه، ص:15
[12] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref12)- المرجع نفسه، ص:04
[13] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref13)- المرجع نفسه، ص: 07
[14] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref14)- المرجع نفسه، ص: 05
[15] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref15)- المرجع نفسه، ص: 16
[16] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref16)- المرجع نفسه، ص: 16
[17] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref17)- المرجع نفسه، ص: 03
[18] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref18)- المرجع نفسه، ص:
[19] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref19)- المرجع نفسه، ص:19
[20] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref20)- المرجع نفسه، ص: 22
[21] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref21)- المرجع نفسه، ص: 22
[22] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref22)- المرجع نفسه، ص: 20
[23] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref23)- المرجع نفسه، ص:06
[24] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref24)- المرجع نفسه، ص:06
[25] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref25) المرجع نفسه، ص:19
[26] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref26) المرجع نفسه، ص:01
[27] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref27)- المرجع نفسه، ص:10
[28] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref28)- المرجع نفسه، ص:10