تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التوسل والوسيلة شبهات وردود


ليتيم الشافعي
2008-11-22, 18:54
التوسل والوسيله شبهات وردود.. ..
بسم الله الرحمن الرح

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين

أولاً : أحب أن أكتب كلمة شكر وتقدير للأخ ( المتبع للحق ) على جهوده التي لاتنكر ..وقد أهدى لي كتاب بعنوان ( التوسل والوسيله ) وطبعاً قرأت هذا الكتاب الرائع كصاحب الإهداء الذي سأسميه ( أسد السنه ) فشكراً شكراً يا أسد السنه يا المتبع للحق ..

ثانياً : أحببت أن يستفيد الجميع من هذا الكتاب كما أستفدت منه أنا شخصياً بفضل الله وحمده ..

وما يحتويه هذا الكتاب مجموعه من الشبهات والرد عليها


نقول وبالله نستعين

الشبهه الأولى :

قصة المنصور مع مالك

قال - أي المنصور -: يا أبا عبدالله أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول الله ؟. فقال: ولم تصرف وجهك عنه؟ وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله يوم القيامة بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله.

قال إبن تيميه رحمه الله منتقدا قصة المنصور مع مالك:


- من جهة الإسناد:
فقرة (384): "ثم ذكر حكاية - يعني القاضي عياضا - بإسناد غريب منقطع رواها عن غير واحد إجازة، ثم ذكر إسناده إلى محمد بن حميد الرازي وساق القصة إلى قوله: فقال - أي المنصور -: يا أبا عبدالله أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول الله ؟. فقال: ولم تصرف وجهك عنه؟ وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله يوم القيامة بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله.



قال تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما} سورة النساء، آية (64).

قال شيخ الإسلام رحمه الله فقرة (385): "قلت:

أ - وهذه الحكاية منقطعة فإن محمد بن حميد الرازي لم يدرك

مالكاً، لا سيما في زمن أبي جعفر المنصور فإن أبا جعفر توفي

بمكة سنة ثمان وخمسين ومائة وتوفي محمد بن حميد الرازي

سنة ثمان وأربعين ومائتين.

ولم يخرج من بلده حتى رحل في طلب العلم إلا وهو كبير مع

أبيه.

ب - وهو مع ذلك ضعيف عند أكثر أهل الحديث كذبه أبوزرعة

وابن وارة.

وقال صالح بن محمد الأسدي: "ما رأيت أحدًا أجرأ على الله منه،

وأحذق بالكذب منه".

وقال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات.

ج - وفي الإسناد أيضاً من لا يعرف حاله.

د - وهذه الحكاية لم يذكرها أحد من أصحاب مالك المعروفين
بالأخذ عنه.

ومحمد بن حميد ضعيف عند أهل الحديث إذا أسند فكيف إذا أرسل حكاية لاتعرف إلا من جهته".

هذه أربع علل تقدح في ثبوت هذه الحكاية من جهة الإسناد، كل واحدة منها كافية لردها:


الأولى: الانقطاع بين محمد بن حميد وبين مالك.

والثانية: الطعن في عدالته فهو ضعيف من جهة عدالته بل رمي بالكذب من أئمة معتبرين.

والثالثة: تفرد هذا الرجل المطعون في عدالته بهذه الحكاية عن أصحاب مالك على كثرة عددهم وعدالتهم وملازمتهم لمالك.

والرابعة: جهالة بعض رواة هذه القصة.

2 - ثم يردها من وجه آخر وهو طريقة أصحاب مالك وشروطهم في قبول المسائل الفقهية البحته فكيف بالمسائل

الفقهية العقدية التي تناقض مذهبه مناقضة صريحة.

فقال: "وأصحاب مالك متفقون على أنه بمثل هذا النقل لا يثبت

عن مالك قول له في مسألة في الفقه. بل إذا روى عنه الشاميون

كالوليد ابن مسلم ومروان بن محمد الطاطري ضعفوا رواية هؤلاء، وإنما يعتمدون على رواية المدنيين والمصريين فكيف بحكاية تناقض مذهبه المعروف عنه من وجوه، رواها واحد من الخراسانيين لم يدركه، وهو ضعيف عند أهل الحديث" الفقرة (386).
3 - ثم إن ما يتعلق به المجيزون للتوسل بالجاه وبالذوات لا

دليل لهم في هذه الحكاية التي تعلقوا بها، فيقول في الفقرة (387)( ):
"مع أن قوله: وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام يوم

القيامة" إنما يدل على توسل آدم وذريته يوم القيامة، وهذا هو

التوسل بشفاعته يوم القيامة وهذا حق كما جاءت به الأحاديث

الصحيحة وساق حديثاً من أحاديث الشفاعة.

4 - مناقضتها لمذهب مالك المعروف عنه من وجوه أحدها:

قوله: "أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول الله  وأدعو؟".

فقال: - أي مالك - "ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك

ووسيلة آبيك آدم".

فإن المعروف عن مالك وغيره من الأئمة وسائر السلف من

الصحابة والتابعين، أن الداعي إذا سلم على النبي ، ثم أراد أن

يدعو لنفسه فإنه يستقبل القبلة، ويدعو في مسجده، ولا يستقبل

القبر ويدعو لنفسه بل إنما يستقبل القبر عند السلام على النبي

 والدعاء له.
هذا قول أكثر العلماء كمالك في إحدى الروايتين والشافعي وأحمد وغيرهم.

وعند أصحاب أبي حنيفة، لا يستقبل القبر - وقت السلام عليه - أيضاً، ثم منهم من قال: "يجعل الحجرة عن يساره، وقد رواه ابن وهب عن مالك".

ثم نقل الروايات عن مالك في هذه القضية عن القاضي عياض

عن المبسوط في مذهب مالك وعن غيره ونقل أقوال أصحاب مالك رحمهم الله ونقل كلام الباجي وابن حبيب وغيرهما،

واستدلالهم بالأحاديث وبفعل ابن عمر وبواقع التابعين.
5 - ثم انتهى إلى القول الآتي: "فدل ذلك على أن ما في الحكاية المنقطعة في قوله: "استقبله واستشفع به". كذبٌ على مالك

مخالف لأقواله وأقوال أصحابه والتابعين وأفعالهم التي نقلها

مالك وأصحابه، ونقلها سائر العلماء، إذ كان أحد منهم لم يستقبل القبر للدعاء لنفسه، فضلاً عن أن يستقبله ويستشفع به

يقول له: يارسول الله اشفع لي أو ادع لي أو يشتكي إليه المصائب في الدين والدنيا أو يطلب منه أو من غيره من

الأموات من الأنبياء والصالحين، أو من الملائكة الذين لا يراهم، أن يشفعوا له أو يشتكي إليهم المصائب، فإن هذا كله من فعل النصارى وغيرهم من المشركين، ومن ضاهاهم من مبتدعي هذه

الأمة ليس هذا من فعل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ولا مما أمر به أحد من أئمة المسلمين".

وهكذا يبطل هذه القصة من جهات عديدة: من جهة إسنادها

ومتنها، ومن جهة مناقضتها للمعروف المشهور من مذهب الإمام مالك الذي نسبت إليه كذبا وبمناقضتها لمذاهب الأئمة وما

كان عليه خير القرون من سلف هذه الأمة.
6 - يؤكد على فساد معنى هذه الحكاية فيقول في الفقرة (432):
"ومعلوم أن هذا لم يأمر به النبي ، ولا سنه لأمته، ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين، لا مالك ولا غيره من الأئمة فكيف يجوز أن ينسب إلى مالك مثل هذا الكلام الذي لا يقوله إلا جاهل لا يعرف

الأدلة الشرعية ولا الأحكام المعلومة بأدلتها الشرعية، مع علو مالك، وعظم فضيلته وإمامته وتمام رغبته في اتباع السنة وذم

البدع وأهلها وهل يأمر بهذا أو يشرعه إلا مبتدع، فلو لم يكن عن مالك قول يناقض هذا لعلم أنه لا يقوله".
7 - ثم يكر على الحكاية وعلى فساد معناها من حيث اللغة العربية فيقول في فقرة (433): "ثم قال في الحكاية: "استقبله واستشفع به فيشفعك الله".

والاستشفاع به معناه في اللغة، أن يطلب منه الشفاعة كما

يستشفع الناس به يوم القيامة، وكما كان أصحابه يستشفعون به... .
وإذا كان الاستشفاع منه طلب شفاعته، فإنما يقال في ذلك

استشفع به فيشفعه الله فيك، لا يقال فيشفعك الله فيه، وهذا

معروف في الكلام ولغة النبي  وأصحابه وسائر العلماء.
يقال: شفع فلان في فلان فشفع فيه، فالمشفَّع الذي يشفِّعه

المشفوع إليه هو الشفيع المستَشفَع به، لا السائل الطالب من غيره أن يشفع له.
8 - ويستمر في نقاش لغوي وشرعي إلى أن يقول في فقرة (441): "ولكن هذا اللفظ الذي في الحكاية يشبه لفظ كثير من

العامة الذين يستعملون لفظ الشفاعة في معنى التوسل فيقول أحدهم: اللهم إنا نستشفع إليك بفلان وفلان أي نتوسل به،

ويقولون لمن توسل في دعائه بنبيٍّ أو غيره، قد تشفع به من غير أن يكون المستشفع به شفع له ولا دعا له بل وقد يكون

غائباً لم يسمع كلامه ولا شفع له وهذا ليس هو لغة النبي  وأصحابه وعلماء الأمة، بل ولا هو لغة العرب، فإن الاستشفاع

طلب الشفاعة، والشافع هو الذي يشفع للسائل فيطلب له مايطلب من المسئول المدعو المشفوع إليه.
وأما الاستشفاع بمن لم يشفع للسائل ولا طلب له حاجة، بل وقد

لا يعلم بسؤاله فليس هذا استشفاعاً لا في اللغة ولا في كلام من يدري ما يقول.
نعم هذا سؤال به.. لكن هؤلاء لما غيروا اللغة كما غيروا الشريعة وسموا هذا استشفاعًا أي سؤالا بالشافع صاروا

يقولون: استشفع به فيشفعك أي يجيب سؤالك به، وهذا مما يبين أن هذه الحكاية وضعها جاهل بالشرع واللغة وأين لفظها من ألفاظ مالك.
9 - إلى أن يقول في فقرة (445): ومن لم يعرف لغة الصحابة التي كانوا يتخاطبون بها ويخاطبهم بها النبي ، وعادتهم في

الكلام وإلاّ حرف الكلم عن مواضعه، فإن كثيراً من الناس ينشأ على اصطلاح قوم وعادتهم في الألفاظ، ثم يجد تلك الألفاظ في

كلام الله ورسوله أو الصحابة، فيظن أن مراد الله أو رسوله أو الصحابة بتلك الألفاظ ما يريده بذلك أهل عادته واصطلاحه،

ويكون مراد الله ورسوله والصحابة خلاف ذلك وهذا واقع لطوائف من الناس من أهل الكلام والفقه والنحو والعامة وغيرهم.


وآخرون يتعمدون وضع ألفاظ الأنبياء وأتباعهم على معان أخر

مخالفة لمعانيهم، ثم ينطقون بتلك الألفاظ مريدين بها ما يعنونه هم ويقولون إنا موافقون للأنبياء.
وهذا موجود في كلام كثير من ملاحدة المتفلسفة والإسماعيلية ومن ضاهاهم من ملاحدة المتكلمة والمتصوفة مثل لفظ

"المحدث" و "المخلوق" و"المصنوع" وإن كان عنده قديماً أزلياً، ويسمى بذلك الحدوث الذاتي ثم يقول: نحن نقول إن العالم

محدث، ومعلوم أن لفظ المحدث بهذا الاعتبار، ليس لغة أحد من الأمم، وإنما المحدث عندهم: ما كان بعد أن لم يكن وكذلك

يضعون لفظ الملائكة على ما يثبتونه من العقول والنفوس، وقوى النفس، ولفظ الجن والشياطين على بعض قوى النفس.

ويقولون: نحن نثبت ما أخبرت به الأنبياء وأقر به جمهور الناس من الملائكة والجن والشياطين، ومن عرف مراد الأنبياء ومرادهم علم بالاضطرار أن هذا ليس هو ذاك.

ومنهجه يقوم على دراسة أحوال الناس والمجتمعات والأوضاع والواقع معرفة واعية، فاستمع إليه وهو يتحدث عن واقع عباد

القبور وتلاعب الشياطين بهم. لا في بلد بل في بلدان كثيرة وأصقاع متباعدة.
قال في الفقرات (901- 904): "ولا يجوز لأحد أن يستغيث

بأحد من المشايخ الغائبين ولا الميتين مثل أن يقول: ياسيدي فلانا أغثني وانصرني وادفع عني وأنا في حسبك، ونحو ذلك،

بل كل هذا من الشرك الذي حرم الله ورسوله، وتحريمه مما يعلم بالاضطرار في دين الإسلام.
وهؤلاء المستغيثون بالغائبين والميتين عند قبورهم وغير

قبورهم - لما كانوا من جنس عباد الأوثان - صار الشيطان يضلهم ويغويهم كما يضل عباد الأصنام ويغويهم فتتصور

الشياطين في صورة ذلك المستغاث به وتخاطبهم بأشياء على سبيل المكاشفة كما تخاطب الشياطين الكهان، وبعض ذلك

صدق، لكن لابد أن يكون في ذلك ماهو كذب، بل الكذب أغلب عليه من الصدق وقد تقضي الشياطين بعض حاجاتهم، وتدفع

عنهم بعض ما يكرهونه، فيظن أحدهم أن الشيخ هو الذي جاء من الغيب حتى فعل ذلك، أو يظن أن الله تعالى صور ملكاً على

صورته فعل ذلك. ويقول أحدهم: هذا سر الشيخ وحاله، وإنما

هو الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك به، المستغيث به، كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضي

بعض حوائجهم كما كان ذلك في أصنام مشركي العرب وهو اليوم موجود في المشركين في الترك والهند وغيرهم.

وقال في فقرة (905 - 906) وأعرف من ذلك واقائع كثيرة في

أقوام استغاثوا بي وبغيري في حال غيبتنا عنهم، فرأوني أو ذلك الآخر الذي استغاثوا به قد جئنا في الهواء ودفعنا عنهم.

ولما حدثوني بذلك بينت لهم أن ذلك إنما هو شيطان تصور بصورتي وصورة غيري من الشيوخ الذين استغاثوا بهم، ليظنوا

أن ذلك كرامات للشيخ فتقوى عزائمهم في الاستغاثة بالشيوخ

الغائبين والميتين، وهذا من أكبر الأسباب التي أشرك بها

المشركون وعبدة الأوثان، إلى أن يقول - عن كثير ممن تتلاعب

بهم الشياطين فتوقعهم في الشرك - في فقرة (920 - 924):

"وأنا أعرف من هؤلاء عدداً كثيراً بالشام ومصر والحجاز

واليمن، وأما الجزيرة والعراق وخراسان والروم ففيها من هذا الجنس أكثر مما بالشام وغيرها وبلاد الكفار من المشركين وأهل الكتاب أعظم".

ويقول معللاً ومبيناً أسباب هذا الضلال فقرة (921): "وإنما ظهرت هذه الأحوال الشيطانية التي أسبابها الكفر والفسوق

والعصيان بحسب ظهور أسبابها، فحيث قوي الإيمان والتوحيد

ونور الفرقان والإِيمان ظهرت آثار النبوة، والرسالة وضعفت هذه الأحوال الشيطانية، وحيث ظهر الكفر والفسوق والعصيان قويت هذه الأحوال الشيطانية..

والمشركون الذين لم يدخلو في الإسلام مثل البخشية والطونية والبدَّيَ ونحو ذلك من علماء المشركين وشيوخهم الذين يكونون

للكفار من الترك والهند والخُطا وغيرهم تكون الأحوال الشيطانية فيهم أكثر ويصعد أحدهم في الهواء ويحدثهم بأمور

غائبة ويبقى الدف الذي يغني لهم به يمشي في الهواء ويضرب رأس أحدهم إذا خرج عن طريقهم ولا يرون أحداً يضرب له،

ويطوف الإناء الذي يشربون منه عليهم ولا يرون من يحمله، ويكون أحدهم في مكان فمن نزل منهم عنده ضيفه طعاماً يكفيهم

ويأتيهم بألوان مختلفة، وذلك من الشياطين تأتيه من تلك
المدينة القريبة منه أو من غيرها تسرقه وتأتي به".

ولا شك أن المعرفة بهذه الأمور قد سبقها دراسة وعناية واستقراء لأحوال الناس وعقائدهم وعاداتهم في مختلف البلدان وهذا شأن العظماء والمصلحين.

يتبع إن شاءالله

ليتيم الشافعي
2008-11-22, 18:59
التوسل والوسيله شبهات وردود.. ..
بسم الله الرحمن الرحيم

الشبه الثانيه


قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}.


الرد على هذه الشبهه





فابتغاء الوسيلة إلى الله إنما يكون لمن توسل إلى الله بالإيمان بمحمد واتباعه.
- وهذا التوسل بالإيمان به وطاعته فرض على كل أحد في كل حال، باطناً وظاهراً، في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد موته، في مشهده ومغيبه، لا يسقط التوسل بالإيمان به وبطاعته عن أحد من الخلق في حال من الأحوال بعد قيام الحجة عليه، ولا بعذر من الأعذار، ولا طريق إلى كرامة الله ورحمته والنجاة من هوانه وعذابه إلا التوسل بالإيمان به وبطاعته.


- وهو صلى الله عليه وسلم شفيع الخلائق صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون، فهو أعظم الشفعاء قدراً وأعلاهم جاهاً عند الله.


وقد قال تعالى (33: 69) عن موسى: {وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} وقال (3: 45) عن المسيح: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالأخِرَةِ}. ومحمد صلى الله عليه وسلم أعظم جاهاً من جميع الأنبياء والمرسلين، لكن شفاعته ودعاؤه إنما ينتفع بهما( ) من شفع له الرسول ودعا له، فمن دعا له الرسول وشفع له توسل إلى الله بشفاعته


ودعائه، كما كان أصحابه يتوسلون إلى الله بدعائه وشفاعته، وكما يتوسل الناس يوم القيامة إلى الله تبارك وتعالى بدعائه وشفاعته، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.

- ولفظ (التوسل) في عرف الصحابة كانوا يستعملونه في هذا المعنى. والتوسل بدعائه وشفاعته ينفع مع الإيمان به، وأما بدون الإيمان به فالكفار والمنافقون لا تغني عنهم شفاعة الشافعين في الآخرة.



- ولهذا نُهي عن الاستغفار لعمه وأبيه وغيرهما من الكفار، ونهي عن الاستغفار للمنافقين وقيل له (63 : 6): {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَاسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}. ولكن الكفار يتفاضلون في الكفر كما يتفاضل أهل الإيمان في الإيمان، قال تعالى (9 : 37): {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}، فإذا كان في الكفار من خف كفره بسبب نصرته ومعونته، فإنه تنفعه شفاعته في تخفيف العذاب عنه، لا في إسقاط العذاب بالكلية، كما في صحيح مسلم( ) عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: قلت: يارسول الله فهل نفعتَ أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "نعم هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"، وفي لفظ: إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك ويغضب لك فهل نفعه ذلك؟ قال: "نعم، وجدته في غمرات من نار فأخرجته إلى ضحضاح"( )، وفيه عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذُكر عنده عمه أبوطالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منهما دماغه"( ) وقال: "إن أهون أهل النار عذاباً أبوطالب، وهو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه"( ).



- وكذلك ينفع دعاؤه لهم بأن لا يعجل عليهم العذاب في الدنيا كما كان صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه وهو يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"( ). وروى أنه دعا بذلك: أن اغفر لهم فلا تعجّل عليهم العذاب في الدنيا، قال تعالى (35 : 45): {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}، وأيضاً فقد يدعو لبعض الكفار بأن يهديه الله أو يرزقه فيهديه أو يرزقه، كما دعا لأم أبي هريرة حتى هداها الله( )، وكما دعا لدَوْس فقال: "اللهم اهد دوساً وائت بهم" فهداهم الله( ).


- وكما روى أبوداود أنه استسقى لبعض المشركين لما طلبوا منه أن يستسقي لهم، فاستسقى لهم( )، وكان ذلك إحساناً منه إليهم يتألف به قلوبهم، كما كان يتألفهم بغير ذلك.

- وقد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاهاً عند الله، لا جاه لمخلوق عند الله أعظم من جاهه، ولا شفاعة أعظم من شفاعته، لكن دعاء الأنبياء وشفاعتهم ليس بمنزلة الإيمان بهم وطاعتهم، فإن الإيمان بهم وطاعتهم توجب سعادة الآخرة والنجاة من العذاب مطلقاً وعاماً، فكل من مات مؤمناً بالله ورسوله مطيعاً لله ورسوله كان من أهل السعادة قطعاً، ومن مات كافراً بما جاء به الرسول كان من أهل النار قطعاً.


- وأما الشفاعة والدعاء، فانتفاع العباد به موقوف على شروط وله موانع، فالشفاعة للكفار بالنجاة من النار والاستغفار لهم مع موتهم على الكفر لا تنفعهم ولو كان الشفيع أعظم الشفعاء جاها، فلا شفيع أعظم من محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم الخليل إبراهيم، وقد دعا الخليل إبراهيم لأبيه واستغفر له كما قال تعالى (14: 41) عنه: {رَبّنا اغْفرْ لي وَلوالدَيّ وللمُؤمنينَ يومَ يَقُومُ الحساب}.


وقد كان صلى الله عليه وسلم أراد أن يستغفر لأبي طالب اقتداء بإبراهيم، وأراد بعض المسلمين أن يستغفر لبعض أقاربه فأنزل الله تعالى (9 : 113): {ما كان للنّبِيّ والذينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا للمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أولى قُرْبى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيّنَ أنهم لهُمْ أصْحَابُ الجحيم} ثم ذكر الله عذر إبراهيم فقال (9 : 114 - 115): {وما كان اسْتغْفارُ إبْراهيمَ لأبيهِ إلاّ عنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إيّاهُ فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ أنّهُ عَدُوٌ للهِ تَبَرّأ منْهُ إنَّ إبْراهيمَ لأوّاهٌ حليمٌ* وما كانَ اللهُ لِيُضلَّ قَوْمًا بَعْدَ إذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيّن لهُمْ ما يَتّقونَ}.


- وثبت في صحيح البخاري( ) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له ابراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول له أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول ابراهيم: يارب أنت وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون، وأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله عز وجل: إني حرّمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: انظر ما تحت رجليك فينظر، فإذا هو بذيخ( ) متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار". فهذا لما مات مشركًا لم ينفعه استغفار إبراهيم مع عظم جاهه وقدره، وقد قال تعالى للمؤمنين (60 : 4 - 5): {قد كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في إبْراهيمَ وَالذينَ مَعَهُ إذْ قالُوا لقَوْمهمْ إنّا بُرءَآؤُاْ منْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون الله كَفْرنا بِكُمْ وبَدا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَداوَةُ والبَغْضاءُ أبَدًا حَتَّى تُؤمنُوا بالله وَحْدَهُ إلاّ قَوْلَ إبراهيمَ لأبيه لأسْتَغْفرَنَّ لَكَ وما أمْلكُ لكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيءٍ رَبّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلنا وإليْكَ أَنَبْنا وإليْكَ المَصيرُ* رَبّنا لا تجْعَلْنا فِتْنَةً للّذينَ كَفَرُا واغْفرْ لَنا رَبّنا إنّك أنْتَ الْعَزيزُ الحكِيمُ} فقد أمر الله( ) تعالى المؤمنين بأن يتأسوا بإبراهيم ومن اتبعه، إلا في قول إبراهيم لأبيه: "لأستغفرنَّ لك" فإن الله لا يغفر أن يشرك به.


- وكذلك سيد الشفعاء محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي صحيح مسلم( ) عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي".


وفي رواية( ) أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت".



- وثبت عن أنس في الصحيح( ) أن رجلاً قال: يارسول الله أين أبي؟ قال: "في النار". فلما قفّى( ) دعاه فقال: "إني أبي وأباك في النار".



- وثبت أيضًا في الصحيح( ) عن أبي هريرة: لما أنزلت هذه الآية (26: 214): {وَأنْذرْ عَشيرتَكَ الأَقْرَبينَ} دعا رسول الله  قريشاً فاجتمعوا فعم وخص فقال: "يابني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النار، يابني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار، يابني عَبْد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار يابني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، [يابني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار]( )، يابني عبد المطلب انقذوا أنفسكم من النار، يافاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئاً، غير أن لكم رحما سأبُلُّها ببلالها( ).


وفي رواية عنه "يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً، يابني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ياصفية - عمة رسول الله - لا أغني عنك من الله شيئاً، يافاطمة بنت رسول الله، سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئاً"( ).


وعن عائشة لما نزلت: {وَأنذرْ عَشيرَتَكَ الأقْرَبين} قام رسول الله  فقال: "يافاطمة بنت محمد، ياصفية بنت عبد المطلب، [يابني عبد المطلب]( )، لا أملك لكم من الله شيئاً، سلوني من مالي ماشئتم"( ).


- وعن أبي هريرة قال: قام فينا رسول الله  خطيباً ذات يوم فذكر الغلول( ) فعظمه وعظم أمره ثم قال: "لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رُغاء يقول: يارسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول: يارسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، فيقول: يارسول الله أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق( ) فيقول يارسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت( ) فيقول: يارسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتك". أخرجاه في الصحيحين( ).


وزاد مسلم( ) "لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح، فيقول: يارسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتك".

وفي البخاري( ) عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولا يأتي أحدكم يوم القيامة بشاة يحملها على رقبته لها يُعار( ) فيقول يامحمد، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد بلغت، ولا يأتي أحدكم ببعير يحمله على رقبته له رغاء فيقول: يا محمد، فأقول لا أملك لك شيئاً، قد بلغت".


- وقوله هنا صلى الله عليه وسلم لا أملك لك من الله شيئاً كقول إبراهيم لأبيه (60 :4): {لأستَغْفرَن لَكَ ومَا أمْلكُ لكَ منَ الله منْ شَيءٍ}.

- وأما شفاعته ودعاؤه للمؤمنين فهي نافعةٌ في الدنيا والدين باتفاق المسلمين، وكذلك شفاعته للمؤمنين يوم القيامة في زيادة الثواب ورفع الدرجات متفق عليها بين المسلمين.


وقد قيل إن بعض أهل البدعة ينكرها.

- وأما شفاعته لأهل الذنوب من أمته فمتفق عليها بين الصحابة والتابعين بإحسان وسائر أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم.

- وأنكرها كثير من أهل البدع من الخوارج( ) والمعتزلة والزيدية، وقال هؤلاء: من يدخل النار لا يخرج منها لا بشفاعة ولا غيرها، وعند هؤلاء ما ثمَّ إلا من يدخل الجنة فلا يدخل النار، ومن يدخل النار فلا يدخل الجنة، ولا يجتمع عندهم في الشخص الواحد ثواب وعقاب.

- وأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر الأئمة كالأربعة وغيرهم فيقرّون بما تواترت به الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يخرج من النار قومًا بعد أن يعذبهم الله ما شاء أن يعذبهم، يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ويخرج آخرين بشفاعة غيره، ويخرج قومًا بلا شفاعة( ).


يتبع إن شاء الله

ليتيم الشافعي
2008-11-22, 19:04
الشبهه الثالثه



[وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ما نصه: " وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمّان عن مالك الدار قال أصاب الناس قحط (أي مجاعة) في زمن عمر (أي في خلافته) فجاء رجل (من الصحابة) إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسقِ لأمتك فإنهم قد هلكوا، (معناه اطلب من الله المطر لأمتك) ]

الرد على هذه الشبهه




أولاً : هذا النصّ أُدْخِل فيه ما ليس منه ، لِيَخْدِم الغَرَض الذي سِيق لأجله !
ثانياً : النصّ كما هو في فتح الباري :
[ وروى بن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الداري - وكان خازن عمر - قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله اسْتَسْقِ لامتك فإنهم قد هلكوا . فأُتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر .. الحديث . وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة ] .
فقوله في النصّ السابق [فجاء رجل (من الصحابة)] يُوهَم أنه من رواية ابن أبي شيبة التي صحَّح إسنادها الحافظ ابن حجر رحمه الله ، وليس كذلك ، بل هي من رواية سيف بن عمر ، وروايته لا يُعوّل عليها عند أهل العلم !
فلا يثبت أن الذي جاء هو رجل من الصحابة ، فلِم أُقْحِم في النصّ أن الرجل من الصحابة ؟!
ولماذا حُذِفتْ بقية كلام الحافظ ؟
ربما لأنها تُسقط الاستدلال !
كما أنه زيد في النص ما ليس منه ، وهو قوله : [إيتِ عمر فاقرئه مني السلام وأخبره أنهم يُسقون]
وهذا القدر ليس في فتح الباري .. وإن كان في رواية ابن أبي شيبة .
وهذا تُبيّنه وتُوضِّحه رواية بن أبي خيثمة – وفيها - : ائت عمر فقل له : إنكم مُسْتَسْقُون فعليك الكَّفّين . قال : فبكى عمر وقال : يا رب ما آلوا إلا ما عجزت عنه . ذَكَرها ابن حجر في كتاب " الإصابة " .
فقوله : " إنكم مُسْتَسْقُون " يُوضِّح المقصود ، وهو ما دَلَّتْ عليه رواية البخاري ، وأوصاه بالدعاء ورفع الأكَفّ .

ثم إن هذا ليس فيه مُستمسَك لأهل التوسّل الممنوع [ التوسّل بالأموات ] !
كيف ؟
الجواب :
أولاً : أنه رؤيا منام ، ورؤيا المنام ليس فيها دليل ، ولا يُعوّل عليها ولا يَجوز العمل بمقتضاها ، وإلا لزِم منه تغيير الدِّين ، والاستدراك على شريعة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم ، كما بيّنه أوضح بيان الإمام الشاطبي في كتابه " الاعتصام " .
ثم إن الرؤى يُستبشر بها ولا يُعوّل عليها ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لـم يَبْقَ من النبوة إلا المبشِّرات . قالوا : وما المبشِّرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة . رواه البخاري .
فهي مُبشرِّة بنصّ قوله صلى الله عليه وسلم ، أي أنه يُستبشر بها ، ولا يُعوّل عليها من ناحية العمل .

ثانياً : لو صحّ الاستدلال بها لم يكن فيها مُستمسَك ، لأن الرجل لم يَكتَفِ بإتيان قبره صلى الله عليه وسلم وسؤاله ، بل أُتِي الرّجل في المنام – أتاه آتٍ – فأرشده أن يأتي إلى عمر رضي الله عنه

ثالثاً : أصحاب هذا الْمَسْلَك والاستدلال يبترون النصوص لِيَتِمّ لهم ما أرادوا .
وإلا فلِم لم يُعرِّجوا على آخر القصة ، وأن الرجل قيل له في المنام : ائت عمر .
وأنه أتى إلى عمر رضي الله عنه ، وفَعَل عمر ما فَعَل ، وهو ما رواه البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قَحِطُوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ، فقال : اللهم إنا كُنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بِعَمِّ نبينا فاسقنا . قال : فَيُسْقَون .
وهذا لا يُنكَر .
بل فيه دليل على من أجاز التوسّل بالأموات ، وفيه إسقاط لِشُبْهَتِه ، ودحض لِباطِله .
إذ لو كان من الْمُستَقِرّ عند الصحابة إتيان قبره صلى الله عليه وسلم والتوسّل به لما لجأ عمر رضي الله عنه ومن معه من الصحابة إلى العباس عمّ النبي صلى الله عليه وسلم .
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الأنبياء ، وأفضل من عمّه بلا ريب ، فلو كان الصحابة رضي الله عنهم يَرون جواز التوسّل بالأموات لأتوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه السُّقيا والشفاء !
وهذا لم يَكن منهم رضي الله عنهم .
وتقديم عمر رضي الله عنه للعباس رضي الله عنه ليس من باب التوسّل بالأموات ، بل هو من باب طلب الدعاء من الحيّ الذي يُرجَى صلاحه ، وهذا لا خلاف فيه .
والعباس رضي الله عنه حيّ وهو رجل صالح بالإضافة إلى قُربه من النبي صلى الله عليه وسلم .
ولو كان يجوز التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم لما تَرَكَ الصحابة رضي الله عنهم سؤاله صلى الله عليه وسلم وهم أقرب الناس إليه – في المدينة – وأحب الناس إليه ، وهو أحب الناس إليهم ، ولما قدّموا العباس رضي الله عنه يَدعو لهم .
ولم يكن التوسّل بشخص العباس فحسب بل بِصلاحه ودعائه ، فقد روى عبد الرزاق في المصنّف عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر استسقى بالمصلى ، فقال للعباس : قُم فاسْتَسْقِ ، فقام العباس فقال : اللهم إن عندك سحابا وإن عندك ماء ، فانشر السحاب ، ثم أنزل فيه الماء ، ثم انزله علينا ، فاشْدُد به الأصل ، وأطَلْ به الزرع ، وأدِرّ به الضرع ... الحديث .
وكان من دعاء العباس يومئذ : اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب ، ولا يكشف إلا بتوبة ، وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك ، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ، ونواصينا إليك بالتوبة ، فاسقنا الغيث .
فَدَلّ هذا على أن التوسّل إنما كان بِدعاء العباس رضي الله عنه ، ولو كان بشخص العباس فَحَسْب لاكتفى عمر رضي الله عنه بالدعاء بشخص العباس أو بمن هو أولى منه ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفرق بين طلب الدعاء من الحيّ ، وبين طلبه من الميّت .
فالأول مسموح ، والثاني ممنوع .

2 – الاستدلال بقوله تعالى : (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) ليس مَحلّ استدلال بجواز التوسّل أو الاستغاثة بالأموات ، بل فيه الاستغاثة بالحيّ القادر فيما يَقدر عليه .
وهذا محلّ اتّفاق .
ولو كانت الاستغاثة بِنوحٍ عليه الصلاة والسلام في زمان موسى عليه الصلاة والسلام لربما استدلّ به المخالِف !
ولو كان يجوز ذلك في شريعة من قبلنا لم يَكن ليُستَدلّ به في شريعتنا ، إلا أن تأتي شريعتنا بإقراره ، ولذلك لا يجوز الاستدلال بِفعل يوسف عليه الصلاة والسلام مع أبويه بجواز السجود لغير الله ، لأن شريعتنا جاءت بمنعه .


يتبع إن شاء الله

ليتيم الشافعي
2008-11-22, 19:05
الشبهه الرابعه




[ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض أحوال يوم القيامة : إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضى بين الخلق. رواه البخاري في كتاب الزكاة ]



الرد على هذه الشبهه :



وهذا ليس في حال الوفاة بل هو فيما يكون بعد البِعْث ، أي أن هذا يكون يوم القيامة ، والناس أحياء حياة لا موت بعدها .
فلا يستقيم الاستدلال بهذا الدليل ، لأننا نُثبت الشفاعة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، وهي الشافعة العُظمى في الموقف العصيب ، وهذا يكون يوم القيامة .

والشفاعة أنواع

وأما شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فهي أنواع :

1 - الشفاعة العُظمى لأهل الموقف أي أنها لجميع أهل المحشر كما في حديث الشفاعة الطويل .

2 - شفاعته في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة .

3 - شفاعته في أقوام آخرين قد أُمِر بهم الى النار ان لا يدخلونها ، وهم من أهل التوحيد .

4 - شفاعته في رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم .

5 - شفاعتة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب .

6 - شفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه ،كشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه عذابه .

7 - شفاعته أن يؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة .

8 - شفاعته في أهل الكبائر من أمته ممن يدخل النار فيخرجون منها وقد تواترت بهذا النوع الاحاديث .



وهذه الأنواع ذكرها ابن أبي العز في شرح الطحاوية

ليتيم الشافعي
2008-11-22, 19:06
الشبهه الخامسه


الاستدلال بالحديث الضعيف ، في التوسّل والسؤال بِحق السائلين ! حيث جاء في الشُّبْهَة :

[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال إذا خرج إلى المسجد: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا ، فاني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة ، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك . رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني والبيهقي]


الرد على هذه الشبهه:

فهذا ليس فيه مُا يَتمسّك به دُعاة دُعاء الأموات ! من وجهين :
الأول : ضَعف الحديث ، كما بيّنه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة .
الثاني : أن هذا الحديث لو صحّ لم يَجُز أن يُتعدّى إلى كل توسّل ممنوع ، بل يُقتصر على ما وَرَدَ فيه ، هذا مِن جِهة ، ومن جهة أخرى فإن الداعي يدعو ربه ، وبما أوجَب رب العزّة على نفسه ، لا يَدعو الأموات من دون الله ، فتأمّل !
فإن الداعي يقول : " أسألك بِحقّ السائلين عليك " فلو صحّ الحديث لم يَكن فيه دعاء أموات ، بل فيه دعاء الله بما أوجَب على نفسه .
هذا لو صحّ ، كيف والحديث ضعيف ؟!

ليتيم الشافعي
2008-11-22, 19:07
الشبهه السابعة


– الاستدلال بِفعل عائشة في وضع قطعة من قميصه عليه الصلاة والسلام معها في قبرها ، حيث قال حيث قال صاحب الشُّبْهَة : [روى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ) عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت : إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه ، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر]


الرد على هذه الشبهه :



لا يُنكَر التبرّك به عليه الصلاة والسلام في حياته ، والتبرّك بآثاره بعد وفاته ، وهذا ثابت عن غير واحد من الصحابة .
أما في حال حياته صلى الله عليه وسلم فالأحاديث والآثار الواردة في ذلك كثيرة جداً ، منها التبرّك بِشَعْرِه صلى الله عليه وسلم وآثاره ، من فَضْلَة وضوء ، ومِن فَضْلَة سؤر ، ومن تبرّك بريقه صلى الله عليه وسلم في تحنيك المواليد ، إلى غير ذلك ، مما هو معلوم مُتّفق عليه بين الجميع
وأما تبرّك الصحابة بآثاره بعد موته صلى الله عليه وسلم ، أو طَلَب البركة في آثاره صلى الله عليه وسلم لتكون مع أحدهم في قبره ، فكثير أيضا ، ومن ذلك :
ما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بِبُرْدَة ، فقالت : يا رسول الله أكسوك هذه ، فأَخَذَها النبي صلى الله عليه وسلم مُحْتاجًا إليها فلبسها ، فرآها عليه رجل من الصحابة ، فقال : يا رسول الله ما أحسن هذه فاكْسُنِيها ، فقال : نعم ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامَـهُ أصحابه ، قالوا : ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها مُحتاجًا إليها ثم سألته إياها ، وقد عَرَفْتَ أنه لا يُسْأل شيئا فيمنعه ، فقال : رَجَوتُ بَركَتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لَعَلِّي أُكَفَّن فيها .

وروى البخاري من طريق ثمامة عن أنس أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نِطْعًا فيقيل عندها على ذلك النطع . قال : فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخَذَتْ مِن عَرَقِه وشَعْرِه فجمعته في قارورة ، ثم جمعته في سُكّ . قال : فلما حضر أنس بن مالك الوفاة أوصى إليّ أن يُجِعَل في حَنوطه من ذلك السُّك . قال : فَجُعِل في حَنوطه . ورواه مسلم مُختَصراً .

قال ابن حجر في فتح الباري : قوله : " أخَذَتْ مِن عَرَقِه وشَعْرِه فجعلته في قارورة " في رواية مسلم : " في قوارير " ولم يَذكر الشعر ، وفي ذكر الشعر غرابة في هذه القصة ، وقد حمله بعضهم على ما ينتثر من شَعْرِه عند التَّرَجّل ، ثم رأيت في رواية محمد بن سعد ما يزيل اللبس ، فإنه أخرج بسند صحيح عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حَلَق شَعْرَه بِمِنى أخذ أبو طلحة شعره فأتى به أم سليم ، فجعلته في سُكّها . قالت أم سليم : وكان يجيء فَيَقِيل عندي على نَطع ، فَجَعَلْتُ أسْلُت العرق .. الحديث . فيُسْتَفاد من هذه الرواية أنها لما أخذت العرق وقت قيلولته أضافته إلى الشعر الذي عندها ، لا أنها أخذت من شَعْرِه لما نام . ويستفاد منها أيضا أن القصة المذكورة كانت بعد حجة الوداع ، لأنه صلى الله عليه وسلم إنما حَلَق رأسه بِمِنى فيها . اهـ .

هذا على سبيل المثال لا الْحَصْر ، والآثار كثيرة في الباب .
ولا يُمكن التبرّك بما يُنسَب إليه صلى الله عليه وسلم من أثر من شَعر أو غيره في زماننا هذا ، لِعدَم اليقين بأن هذه من شَعره ، أو تلك من ثوبه وقميصِه صلى الله عليه وسلم .
ولأن من وجد شيئا من آثاره عليه الصلاة والسلام لا يُؤثِر بها غيرَه ، ولذا قال ابن عباس رضي الله عنهما للنبي صلى الله عليه وسلم : ما كنت لأوثِر بنصيبي منك أحداً يا رسول الله . رواه البخاري ومسلم .
هذا من جهة .
ومِن جِهة أخرى من يستطيع أن يَجزم في الأزمنة المتأخِّرة أن ما وُجِد ونُسِب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه من آثاره عليه الصلاة والسلام فِعلاً ؟
ونُدرة آثاره عليه الصلاة والسلام كانت في القرون الفاضلة ، ويَدلّ عليه ما رواه البخاري عن ابن سيرين قال : قلت لَعَبِيدة : عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قِبَلِ أنس ، أو مِن قِبَلِ أهل أنس . فقال : لأن تكون عندي شَعْرَة منه أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها .
وهذا في زمن التابعين ، وهم أقرب الناس إلى الصحابة .

وفي زمان الخليفة المهدي جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك !
فقال : هاتها .
فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ، ووضعها على عينيه ، وأمَرَ للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف ، قال المهدي لجلسائه :أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَرها فضلا علن أن يكون لبسها ؟! ولو كذّبناه لقال للناس : أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّها عليّ ، وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلى أشكالها ! والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما ! فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدّقناه !ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .

فيُقال لمن زَعم أن ذلك الثر من آثاره صلى الله عليه وسلم : أثبِتْ العرش ثم انقُش !
أثبت أولاً أن ذلك الأثر من آثاره صلى الله عليه وسلم ونحن نوافقك على التبرّك به .

ليتيم الشافعي
2008-11-22, 19:09
الشبهه السادسه:



[روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : " خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد "ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان: "باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله]


الرد على هذه الشبهه :


أولاً : الحديث ضعيف ، ففي إسناده أبو إسحاق السبيعي ، وهو قد اختلط وتغيّر بأخرة ، وهو مُدلّس أيضا . فالحديث ضعيف كما بيّنه الشيخ الألباني في تخريج " الكلِم الطيب " وفي "ضعيف الأدب المفرَد " .
ثانياً : ليس في الحديث عند البخاري في الأدب المفرد حرف النداء ( يا ) بل ( محمد ) بدون يا النداء .
ثالثاً : لو صحّ الأثر ليس فيه مُستمسك على الاستغاثة بالأموات ولا بالتوسّل بهم ، بل غاية ما فيه ذِكْر اسم من تُحبّ .
ولم يَقُل ابن عمر – ولا غيره من الصحابة – بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد أغثني ، ولا يا محمد اشفِ مريضي ، أو اقضِ حاجاتي ، ولا حتى في هذا الحديث لم يَقُل : يا محمد أزِل الْخَدَر عن رِجْلِي !
فابن عمر رضي الله عنهما لم يَدعُ النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يسأله الشفاء ، كما يفعله بعض الجهال .
ووَرَد هذا الأثر عن ابن عباس ، وذَكَره شيخ الإسلام ابن تيمية في " الْكَلِم الطيب " وحَكم عليه الألباني بالضعف الشديد
منقول

مصطفى محمد أحمد
2008-11-24, 13:21
التوسل مشرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووع ولا نقاش فيه

ليتيم الشافعي
2008-11-24, 13:24
التوسل مشرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووع ولا نقاش فيه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من شرعه أنت أم من؟

محمد غيتاوي
2008-11-24, 14:52
السلام عليكم ياأخي لدي رد وباختصار
أولا : ...........فشكراً شكراً يا أسد السنه يا المتبع للحق ....مالمقصود بهذه العبارة من ضمن لك بأنك على الحق ...على الاقل قل ان شاء الله تأدبا مع الله .
ثانيا : ......ولهذا نُهي عن الاستغفار لعمه وأبيه ..... أب من تقصد
اذا كنت تقصد اب النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا نُهي عن الاستغفار لعمه وأبيه فلم تكن الرسالة قبل بعثته صلى الله عليه وسلم .
نحن لانريد سلفية عوجاء ولاصوفية عمياء إنما نريد وسطية واعتدالا قائمين بقيام هذا الدين .

ليتيم الشافعي
2008-11-24, 15:02
السلام عليكم ياأخي لدي رد وباختصار
أولا : ...........فشكراً شكراً يا أسد السنه يا المتبع للحق ....مالمقصود بهذه العبارة من ضمن لك بأنك على الحق ...على الاقل قل ان شاء الله تأدبا مع الله .
ثانيا : ......ولهذا نُهي عن الاستغفار لعمه وأبيه ..... أب من تقصد
اذا كنت تقصد اب النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا نُهي عن الاستغفار لعمه وأبيه فلم تكن الرسالة قبل بعثته صلى الله عليه وسلم .
نحن لانريد سلفية عوجاء ولاصوفية عمياء إنما نريد وسطية واعتدالا قائمين بقيام هذا الدين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا .أريد الجواب وابختصار هل أنت متبع للحق أم متبع للباطل

ليتيم الشافعي
2008-11-24, 15:04
ثم هل فهمت جيدا سياق الكلام للأخ ( المتبع للحق ) أم لم تفهم

هذا اسمه بارك الله فيك

اميرة اليالي البيضاء
2008-12-20, 18:25
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا الأخ ليتيم الشافعي

أرجوا أن تترك مسافة بين السطور خاصة في الفقرة الأولى

و شكرا جزيلا

حيظرة
2008-12-22, 01:08
ما حُكم التوسّل بِجاه النبي صلى الله عليه وسلّم ، أو بِحقِّه ؟

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض

السؤال :
ما حُكم هذا الدعاء ؟
يا رب أدعوك و أترجاك بيومك الفضيل وبكل اسم سميت به نفسك عرفناه أم لم نعرفه ، وجاه حبيبك المصطفى أن تشفي لي أخي فلان من كل مرض ألمّ به . يا شافي يا مُعافي وتصبره على مرضه يا مصبر . وتفرج كربه يا مفرج الكروب يا الله .
وما حُكم الدعاء بِحق المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب :

لا يجوز هذا الدعاء ففيه اعتداء من جهتين :

الأولى : السؤال باليوم الفضيل ، إذ لا يَجوز السؤال باليوم ، وإنما لقو قال : في هذا اليوم المبارك ، ونحوه جاز .

والثاني : السؤال بِجاهِ النبي صلى الله عليه وسلم

إذ لا يجوز التوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن التوسّل بجاهه صلى الله عليه وسلم من بِدع الدعاء .

فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يتوسّلوا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم مع شدّة تعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعرفتهم بقدره ، ومع بلوغهم المرتبة القصوى في محبته صلى الله عليه وسلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

السؤال بالمعظّم كالسؤال بحق الأنبياء ، فهذا فيه نزاع وقد تقدم عن أبى حنيفة وأصحابه أنه لا يجوز ذلك ومن الناس من يجوز ذلك فنقول قول السائل لله تعالى أسألك بحق فلان وفلان من الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم أو بجاه فلان أو بحرمة فلان يقتضى أن هؤلاء لهم عند الله جاه وهذا صحيح فإن هؤلاء لهم عند الله منزلة وجاه وحرمة يقتضى أن يرفع الله درجاتهم ويعظم أقدارهم ويقبل شفاعتهم إذا شفعوا ، مع أنه سبحانه قال : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) ...

ولكن ليس نفس مجرد قدرهم وجاههم مما يقتضى إجابة دعائه إذا سأل الله بهم حتى يسأل الله بذلك ، بل جاههم ينفعه أيضا إذا اتبعهم وأطاعهم فيما أمروا به عن الله ، أو تأسّى بهم فيما سَنُّوه للمؤمنين ، وينفعه أيضا إذا دعوا له وشفعوا فيه ، فأما إذا لم يكن منهم دعاء ولا شفاعة ولا مِنْه سبب يقتضى الإجابة لم يكن متشفعا بجاههم ، ولم يكن سؤاله بجاههم نافعا له عند الله ، بل يكون قد سأل بأمر أجنبي عنه ليس سببا لنفعه ، ولو قال الرجل لِمُطَاعٍ كبير : أسألك بطاعة فلان لك وبحبِّك له على طاعتك وبجاهه عندك الذي أوجبته طاعته لك لكان قد سأله بأمر أجنبي لا تعلّق له به ، فكذلك إحسان الله إلى هؤلاء المقربين ومحبته لهم وتعظيمه لأقدارهم مع عبادتهم له وطاعتهم إياه ليس في ذلك ما يوجب إجابة دعاء من يسأل بهم ، وإنما يوجب إجابة دعائه بسبب منه لطاعته لهم ، أو سبب منهم لشفاعتهم له ، فإذا انتفى هذا وهذا فلا سبب .

نعم ، لو سأل الله بإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم ومحبته له وطاعته له واتِّباعه لكان قد سأله بسبب عظيم يقتضى إجابة الدعاء ، بل هذا أعظم الأسباب والوسائل . اهـ .

ومما يَستدل به من يتوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ما يُروى عنه عليه الصلاة والسلام : " إذا سألتم الله فاسألوه بِجاهِي ، فإن جاهي عند الله عريض " وهو حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تجوز روايته ، ولا يَحِلّ تناقله إلا على سبيل التحذير منه .

يقول علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي في تفسيره :
إن لَفظ ( الجاه ) الذي يُضيفونه إلى الأنبياء والأولياء عند التوسّل ، مفهومه العرفي هو السُّلْطة ، وإن شئت قلت نفاذ الكلمة عند من يُستَعمل عليه أو لديه ، فيُقال : فلان اغتصب مال فلان بِجاهِه ، ويُقال : فلان خلّص فُلاناً من عقوبة الذنب بِجاهِه ، لدى الأمير أو الوزير مثلا . فَزَعْمُ زاعِم أن لفلان جاهاً عند الله بهذا المعنى ، إشراك جَليّ لا خَفيّ . وقلّما يَخطر ببال أحد من المتوسِّلِين معنى اللفظ اللغوي ، وهو المنزلة والقَدْر . على أنه لا معنى للتوسّل بالقَدْر والمنزلة في نفسها ؛ لأنه ليست شيئا يَنْفَع . وإنما يكون لذلك معنى ، لو أُوِّلَتْ بِصِفة من صفات الله ، كالاجتباء والاصطفاء ، ولا علاقة لها بالدعاء ، ولا يُمكن لِمُتوسِّل أن يَقصدها في دعائه . اهـ .

ويُنظر لذلك : مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ( 1/356 ) و ( 27/82 ) ، وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 1/153) والتوسل – أنواعه وأحكامه – ص 128 الألباني .

والله تعالى أعلم .

حيظرة
2008-12-22, 01:09
حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة - الحديث رقم (22): (توسلوا بجاهي ، فإن جاهي عند الله عظيم) (لا أصل له):
مما لا شك فيه أن جاهه صلى الله عليه وسلم ومقامه عند الله عظيم ، فقد وصف الله تعالى موسى بقوله: (وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً) [الأحزاب: 69] ، ومن المعلوم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى ، فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى ، ولكن هذا شيء ، والتوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم شيء آخر ، فلا يليق الخلط بينهما كما يفعل بعضهم ، إذ إن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه ، وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل ، إذ إنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكها ، فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة ، وهذا مما لا سبيل إليه البتة ، فإن الأحاديث الواردة في التوسل به صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين : صحيح ، وضعيف .

أما الصحيح ، فلا دليل فيه البتة على المدعى ، مثل توسلهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ، وتوسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم فإنه توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ، لا بجاهه ولا بذاته صلى الله عليه وسلم ، ولما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن ، كان بالتالي التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن ، وغير جائز .

ومما يدلك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما استسقوا في زمن عمر ، توسلوا بعمه صلى الله عليه وسلم العباس ، ولم يتوسلوا به صلى الله عليه وسلم ، وما ذلك إلا لأنهم يعلمون معنى التوسل المشروع ، وهو ما ذكرناه من التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ولذلك توسلوا بعده صلى الله عليه وسلم بدعاء عمه ، لأنه ممكن ومشروع ، وكذلك لم ينقل أن أحداً من العميان توسل بدعاء ذلك الأعمى ، وذلك لأن السر ليس في قول الأعمى : (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة....) ، وإنما السر الأكبر في دعائه صلى الله عليه وسلم له كما يقتضيه وعده صلى الله عليه وسلم إياه بالدعاء له ، ويشعر به قوله في دعائه : (اللهم فشفعه في) ، أي : أقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم ، أي : دعاءه في ، (وشفعني فيه) ، أي : اقبل شفاعتي ، أي : دعائي في قبول دعائه صلى الله عليه وسلم في .

فموضوع الحديث كله يدور حول الدعاء ، كما يتضح للقاريء الكريم بهذا الشرح الموجز ، فلا علاقة للحديث بالتوسل المبتدع ، ولهذا أنكره الإمام أبوحنيفة ، فقال : (أكره أن يسأل الله إلا بالله) كما في "الدر المختار" ، وغيره من كتب الحنفية .

وأما قول الكوثري في " مقالاته " : (وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكورة في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح) .
فمن مبالغاته ، بل مغالطاته ، فإنه يشير بذلك إلى ما أخرجه الخطيب من طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : (إني لأتبرك بأني حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كل يوم – يعني زائراً – فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين ، وجئت إلى قبره ، وسألت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عني حتى تقتضى) ، فهذه رواية ضعيفة ، بل باطلة.

وقد ذكر شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم" معنى هذه الرواية ، ثم أثبت بطلانه فقال : (هذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل فإن الشافعي لما قدم ببغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة بل ولم يكن هذا على عهد االشافعي معروفا وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عند قبر أبي حنيفة ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن ابن زياد وطبقتهم لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور الصالحين خشية الفتنة بها وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف).

وأما القسم الثاني من أحاديث التوسل ، فهي أحاديث ضعيفة و تدل بظاهرها على التوسل المبتدع ، فيحسن بهذه المناسبة التحذير منها ، والتنبيه عليها فمنها: (الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها،بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين) حديث ضعيف .

ومن الأحاديث الضعيفة في التوسل ، الحديث الآتي :(مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ) حديث ضعيف.

ومن الأحاديث الضعيفة ، بل الموضوعة في التوسل : (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) موضوع. انتهى كلام العلامة الالباني من سلسلة الأحاديث الضعيفة الحديث رقم 22.

منقول....

حيظرة
2008-12-25, 16:12
السلام عليكم ياأخي لدي رد وباختصار
أولا : ...........فشكراً شكراً يا أسد السنه يا المتبع للحق ....مالمقصود بهذه العبارة من ضمن لك بأنك على الحق ...على الاقل قل ان شاء الله تأدبا مع الله .
ثانيا : ......ولهذا نُهي عن الاستغفار لعمه وأبيه ..... أب من تقصد
اذا كنت تقصد اب النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا نُهي عن الاستغفار لعمه وأبيه فلم تكن الرسالة قبل بعثته صلى الله عليه وسلم .
نحن لانريد سلفية عوجاء ولاصوفية عمياء إنما نريد وسطية واعتدالا قائمين بقيام هذا الدين .



السلفية هي الفرقة الناجية والطائفة المنصورة

السلفية هي مذهب السلف الذي يجب اعتناقه أما المذاهب الأخرى فهي بدعة (http://fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/baz_mathhabsalfih.rm)سماحة الإمام ابن باز


06 منهج السلف هو الحق وهو منهج أهل السنة والجماعة (http://fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/baz_salfih.rm)سماحة الإمام ابن باز


الفرق كلها في النار إلا واحدة وهي أهل الأثر السلفيين (http://fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/oth_firqannarXsalfih.txt)فقيه الزمان الإمام ابن عثيمين


أهل السنة والجماعة هم المتبعون للسلف وهم الفرقة الناجية المنصورة (http://fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/oth_ahlassnah1.rm)فقيه الزمان الإمام ابن عثيمين


السلف حزب الله المفلحون ومن خالفهم أحزاب ضالة (http://fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/foz_hizballah-salfih.rm)العلاّمة الشيخ صالح الفوزان

ليتيم الشافعي
2008-12-25, 16:44
شبهة
خدرت رجل ابن عمر

يستدل الصوفية على جواز طلب المدد والغوث من الأموات ، بحديث أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجلُه ، فقلتُ له: يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك.؟ قال: اجتمع عصبها من ها هنا. قلت: ادع أحب الناس إليك. قال: يا محمد. فانبسطت.

رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم: (167ـ 168ـ 169ـ171). وابن الجعد في مسنده: رقم: (2539) وابن منيع في الطبقات الكبرى: (4ـ154)

وهذا الحديث إسناده ضعيف وفيه علل كثيرة:

منها: أن مدار الحديث على أبي إسحاق السبيعي ، وهو مدلس، ولم يصرح بالسماع ممن فوقه.

ومنها: أن أبا إسحاق قد اختلط، ومما يدل على تخليطه في هذا الحديث أنه رواه تارة عن أبي سعيد وتارة عن عبد الرحمن بن سعد ، وتارة عن الهيثم بن حبيش ، وهذا اضطراب يرد به الحديث.

وأمثل ما روي من أسانيده ، على تدليس أبي إسحاق السبيعي فيه، ما رواه البخاري في "الأدب المفرد" (964) قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر، فقال له رجل: أذكر أحب الناس إليك فقال: محمد.

وهذه الرواية أصح ما روي، وأفادت فوائد:

الأولى: قول ابن عمر: محمد، بدون حرف النداء، والشائع عند العرب- كما سيأتي- استعمال يا النداء في تذكر الحبيب ليكون أكثر استحضاراً في ذهن الخادرة رجله، فتنبسط. وابن عمر عدل عن الاستعمال الشائع إلى غيره لما في الشائع من المحذور.

الثانية: أن تذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه أحب الناس إليه هو الحق، لأنه لا يؤمن أحد حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. بل ومن نفسه التي بين جنبيه. وهذا ما نعقد عليه قلوبنا، بهداية ربنا.

الثالثة: أن سفيان من الحفاظ الأثبات، فنقله خبر أبي إسحاق بهذا اللفظ يدل على أنه هو المحفوظ، وسواه غلط مردود.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، والحمد لله رب العالمين.



==============
منقول من موقع الصوفية
==============

يتبع

ليتيم الشافعي
2008-12-25, 16:47
توسل سواد بن قارب

استدل أحد أعلام الصوفية الشيخ أحمد بن زيني دحلان على التوسل بالذوات بما روى الطبراني رحمه الله في كتابه "المعجم الكبير" من أن سواد بن قارب رضي الله عنه أنشد لرسول صلى الله عليه وآله وسلم قصيدته التي توسل فيها بقوله:

وأشهد أن الله لا رب غيره *****وأنك مأمون علي كل غائب

وأنك أدني المرسلين وسيلة ***** إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب

فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل ** وإن كان فيما فيه شيب الذوائب

وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ** بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

ثم قال الشيخ دحلان: ولم ينكر الرسول عليه.

الكلام على متن هذا الحديث

إن هذه الأبيات الأربعة التي استشهد بها الشيخ دحلان على جواز التوسل بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيها معاني التوسل الذي يعنيه وبخاصة في البيت الثاني وهو قوله:

إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب وإنك أدنى المرسلين وسيلة

تقدم معنا في أول الكتاب في تعريف الوسيلة لغة وشرعاً أن الوسيلة هي القربة إلى الملك ووسل إلى الله وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل.

ولا شك ولا ريب أن العمل الذي عمله رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأنبياء فصار بذلك أوفي المرسلين إلى الله وسيلة أي قربة ومنزلة فأي معني من معاني التوسل بذوات المخلوقين موجود في هذا البيت …؟ الجواب: ليس فيه أي معني من معاني التوسل بذوات المخلوقين إنما معناه هو ما قلناه آنفاً: إن أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أعظم أعمال الأنبياء والمرسلين فصار بذلك أدناهم وأقربهم إلى الله تعالى.

كما أن الوسيلة معناها كما فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فمن صلي علي مرة صلى الله عليه وسلم الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة رفيعة في الجنة … لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو))

وهذا المعنى أيضاً لا يخرج عن المعنى الأول وهي الوسيلة والقربة من الله تعالى فهل في ذلك ما يفيد جواز التوسل بذات المخلوق …؟

وهذا ما يقصده سواد بن قارب رضي الله عنه في أبياته التي يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل الدحلان يقصد أيضاً ما جاء في البيت الأخير:

بمغن قتيلاً عن سواد بن قارب وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة

وكذلك ليس في البيت الأخير ما يعين الدحلان على مراده ألبته لأن سواد بن قارب يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرجوه أن يدعو الله تعالى أن يكون له شفيعاً يوم القيامة والخطاب هذا ولا شك كان في حياته صلى الله عليه وسلم وطلب الشفاعة منه حال حياته لا بأس به لأنه طلب لدعائه صلى الله عليه وسلم لأن يكون سواد في جملة من يشفعه الله بهم يوم القيامة أي يأذن له بالشفاعة فيهم فما الذي في هذا البيت من معاني التوسل بذوات المخلوقين …؟! اللهم إلا إذا كان الدحلان يريد أن يحمل الألفاظ ليستقيم مراده …!! فهذا شيء آخر إنما لا يقر علي ذلك فإن اللغة العربية التي خلق الله مفاهيمها ومدلولات ألفاظها لا تخضع إلى مراد الدحلان فقواعد اللغة ثابتة ومعانيها فرغ منها فلا يطمع أحد في تغييرها علي ما يحب ويهوى.

والخلاصة: ليس في متن هذا الحديث أي معني من معاني التوسل المعروف عند الدحلان ومن البدهي بعد ذلك أن لا يصلح هذا الحديث حجة ولا دليلاً علي مراد التوسل بذوات المخلوقين فسقطت حجة الاستدلال به علي ذلك متناً أما سنداً فإليك تفصيل ذلك:

الكلام على سند هذا الحديث

وهنا تبين لكم: أن هذا الحديث ليس في صيغة متنه ما يفيد قيام أية حجة على صحة ما يجهد ( القوم …) ويحاولون من إثبات جواز التوسل بذوات المخلوقين …!!!

وحتى لو صح هذا الحديث سنداً ليس في متنه حجة لهم بل هو ولا شك حجة عليهم كما أثبتنا ذلك آنفاً فكيف وإن سنده ضعيف …!!! فقد ذكر الهيثمي في كتابه "مجمع الزوائد" أن الحديث ضعيف كما ثبت أن كافة طرقه ورواياته التي ورد فيها ضعيفة واهية وإليك البيان:

1 – رواية البيهقي وهي عنده: فيها زياد بن زيد بن بادويه ومحمد بن نواس الكوفي.

قال الذهبي: هذا حديث منكر بالمرة ، ومحمد بن نواس وزياد ، مجهولان لا تقبل روايتهما. وأضاف: وأخاف أن يكون موضوعاً أبي بكر بن عباس.

ليتيم الشافعي
2008-12-25, 16:48
2 – رواية أبي يعلى: وقد رواها ابن كثير في ( السير – المطولة ) ص344-346 وقال: هذا منقطع من هذا الوجه.

وقد أوضح الحافظ الذهبي في الجزء الأول من / تاريخ الإسلام الكبير / ص124 علة هذه الطريقة. فقال: أبو عبد الرحمن: اسمه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي متفق على تركه وعلي بن منصور فيه جهالة مع أن الحديث منقطع.

وهذه ترجمة الوقاصي:

قال المزي في "تهذيب الكمال": ( ت ): عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري الوقاصي

أبو عمرو المدني ، و يقال له: المالكي أيضا نسبة إلى جده سعد بن مالك. اهـ.

وقال المزي:

قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيي بن معين: لا يكتب حديثه ، كان

يكذب.

وقال عباس الدوري ، عن يحيي بن معين: ضعيف.

وقال في موضع آخر: ليس بشيء.

وقال علي ابن المديني: ضعيف جدا.

وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ساقط.

وقال يعقوب بن سفيان: لا يكتب حديثه أهل العلم إلا للمعرفة ، و لا يحتج

بروايته.

وقال أبو حاتم: متروك الحديث ، ذاهب.

وقال البخاري: تركوه.

وقال أبو داود: ليس بشيء.

وقال الترمذي: ليس بالقوي.

وقال النسائي: متروك.

وقال في موضع آخر: ليس بثقة و لا يكتب حديثه.

قال الهيثم بن عدي: توفي في خلافة هارون.

روى له الترمذي حديثا واحدا عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة: " سئل رسول الله

صلى الله عليه وسلم عن ورقة يعني ابن نوفل..... الحديث. اهـ.



وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 7/134:

وقال الساجي: يحدث بأحاديث بواطيل.

وقال ابن البرقي: ليس بثقة.

وقال البخاري في " تاريخه ": سكتوا عنه.

وقال أبو بكر البزار: لين الحديث.

وقال أبو أحمد الحاكم: متروك الحديث.

وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات الموضوعات ، لا يجوز الاحتجاج به.

وقال ابن عدي: عامة حديثه مناكير ، إما إسناداً و إما متناً. اهـ.

******************

3 – رواية ابن عدي: قال الذهبي: فيه سعيد ، يقول: أخبرني سواد بن قارب – وبينهما انقطاع – وعباد ليس بثقة يأتي بطامات.

ليتيم الشافعي
2008-12-25, 16:49
4 – رواية محمد بن السائب الكلبي: قال ابن كثير في / السيرة المطولة /ج1 ص348-349: محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب ورمي بالرفض كما في التقريب.

وهذه ترجمة الكلبي:

قال المزي في "تهذيب الكمال": قال أبو بكر بن خلاد الباهلي ، عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه: كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبي.

وقال عمرو بن الحصين ، عن معتمر بن سليمان ، عن ليث بن أبي سليم: بالكوفة كذابان: الكلبي والسدي ، يعني محمد بن مروان.

وقال عباس الدوري ، عن يحيي بن معين: ليس بشيء.

وقال معاوية بن صالح ، عن يحيي بن معين: ضعيف.

وقال أبو موسي محمد بن المثني: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي.

وقال البخاري: تركه يحيي بن سعيد وابن مهدي.

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن يعلى المحاربي: قيل لزائدة: ثلاثة لا تروي عنهم: ابن أبي ليلى ، وجابر الجعفي ، و الكلبي.

قال: أما ابن أبي ليلى فبيني وبين آل ابن أبي ليلي حسن فلست أذكره ، و أما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة ، وأما الكلبي فكنت أختلف إليه فسمعته يقول يوما: مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمد فتفلوا في فيَّ فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: والله لا أروي عنك شيئاً ، فتركته.

وقال الأصمعي ، عن أبي عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر.

وقال مرة: لو تكلم به ثانية كفر ، فسألته عنه فجحده.

وقال عبد الواحد بن غياث ، عن ابن مهدي: جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو ابن العلاء فقال: أشهد أن الكلبي كافر. قال: فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال: سمعته يقول: أشهد أنه كافر. قال: فماذا زعم ؟ قال: سمعته يقول: كان جبريل يوحي إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقام النبي صلي الله عليه وسلم لحاجة وجلس علي فأوحى إلى علي. قال يزيد: أنا لم أسمعه يقول هذا ، ولكني رأيته يضرب على صدره ويقول: أنا سبأي أنا سبأي !!

قال أبو جعفر العقيلي: هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ.

وقال واصل بن عبد الأعلى: حدثنا محمد بن فضيل عن مغيرة ، عن إبراهيم أنه قال لمحمد بن السائب: ما دمت علي هذا الرأي لا تقربنا ، و كان مرجئا.

وقال زيد بن الحباب: سمعت سفيان الثوري يقول: عجبا لمن يروي عن الكلبي.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: فذكرته لأبي ، و قلت: إن الثوري قد روي عنه.

قال: كان لا يقصد الراوية عنه و يحكي حكاية تعجبا فيعلقه من حضره ، و يجعلونه رواية عنه.

وقال وكيع: كان سفيان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى آخرها مثل الكلبي.

وقال علي بن مسهر ، عن أبي جناب الكلبي: حلف أبو صالح أني لم أقرأ علي الكلبي من التفسير شيئا.

وقال أبو عاصم النبيل: زعم لي سفيان الثوري ، قال: قال لنا الكلبي: ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب ، فلا ترووه.

وقال الأصمعي ، عن قرة بن خالد: كانوا يرون أن الكلبي يزرف ، يعني يكذب.

وقال أحمد بن سنان القطان الواسطي ، عن يزيد بن هارون: كبر الكلبي وغلب النسيان ، فجاء إلى الحجام وقبض على لحيته ، فأراد أن يقول: خذ من ها هنا يعني ما جاوز القبضة ، فقال: خذ ما دون القبضة !.

وقال أبو حاتم: الناس مجمعون علي ترك حديثه ، لا يشتغل به ، هو ذاهب الحديث.

وقال النسائي: ليس بثقة و لا يكتب حديثه.

وقال أبو أحمد بن عدي: و للكلبي غير ما ذكرت من الحديث ، أحاديث صالحة و خاصة عن أبي صالح ، و هو معروف بالتفسير ، و ليس لأحد تفسير أطول منه ، و لا أشبع منه ، و بعده مقاتل بن سليمان ، إلا أن الكلبي يفضل علي مقاتل لما قيل في مقاتل من المذاهب الرديئة.

وحدث عن الكلبي الثوري وشعبة فإن كانا حدثا عنه بالشيء اليسير غير المسند.

وحدث عنه ابن عيينة ، وحماد بن سلمة ، وهشيم ، وغيرهم من ثقات الناس ورضوه في التفسير. و أما الحديث ، خاصة إذا روى عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، ففيه مناكير و لشهرته فيما بين الضعفاء يكتب حديثه !.

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب البخاري في موضع آخر: محمد بن بشر سمع عمرو بن عبد الله الحضرمي ، سمع منه محمد بن إسحاق ، وهو الكلبي.

قال محمد بن عبد الله الحضرمي: مات بالكوفة سنة ست و أربعين و مئة.

روى له الترمذي ، و ابن ماجه في " التفسير ". اهـ.

قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 9/180:

وقال علي بن الجنيد ، والحاكم أبو أحمد ، والدارقطني: متروك.

وقال الجوزحاني: كذاب ، ساقط.

وقال ابن حبان: وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه ، روى عن أبي صالح التفسير ، و أبو صالح لم يسمع من ابن عباس ، لا يحل الاحتجاج به.

وقال الساجي: متروك الحديث ، و كان ضعيفا جدا لفرطه في التشيع ، و قد اتفق ثقات أهل النقل علي ذمه و ترك الرواية عنه في الأحكام و الفروع.

قال الحاكم أبو عبد الله: روي عن أبي صالح أحاديث موضوعة.

وذكر عبد الغني بن سعيد الأزدي أنه حماد بن السائب الذي روي عنه أبو أسامة.

وتقدم في ترجمة عطية أنه كان يكني الكلبي أبا سعيد ويروي عنه. اهـ.

********************

5 – رواية أبي بكر محمد بن جعفر بن سيل الخرائطي في كتابه الذي جمعه في هواتف الجان وهي عند ابن كثير في / السيرة المطولة / ص346 وفيها الشعر ما سوي: ( وكن لي شفيعاً ).

ليتيم الشافعي
2008-12-25, 16:54
6 – رواية الفضل بن عيسي القرشي: عن العلاء بن يزيد.

قال السيوطي في شرح / شواهد المغني / ج2 ص255: والعلاء ابن يزيد قال المديني: كان يضع الحديث. وقال البخاري وغيره منكر الحديث. وقال أبو حيان: روي نسخة موضوعة.

وأورد له الذهبي في / الميزان / عدة مناكير.

وهذه ترجمة العلاء بن يزيد والصحيح أن اسمه العلاء بن زيد كما سيأتي:

قال المزي في "تهذيب الكمال": ( ق ): العلاء بن زيد ، و يعرف بابن زيدل الثقفي ، أبو محمد البصري. اهـ.

وقال البخاري ، والعقيلي ، وابن عدي: منكر الحديث.

وقال أبو حاتم: منكر الحديث ، متروك الحديث ، بابة أبي هدبة ، و زياد بن ميمون.

وقال أبو داود: متروك الحديث.

وقال ابن حبان: روي عن أنس نسخة موضوعة لا يحل ذكره إلا تعجبا.

وقال الدارقطني: متروك.

روي له ابن ماجة حديثا واحدا عن أنس

" إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقعي كما يقعي الكلب ". اهـ.

قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 8/183:

وقال أبو حاتم: كان أحمد يتكلم فيه.

وقال النسائي: ضعيف.

وقال الحاكم: يروي عن أنس أحاديث موضوعة.

و كذا قال أبو نعيم ، و زاد: سكن الأيلة ، لاشيء.

وقال أبو حاتم: حديثه ليس بالقائم.

وقال العقيلي: نسبه أبو الوليد الطيالسي إلى الكذب.

وقال ابن شاهين في " الضعفاء ": قال ابن معين: ليس بثقة.

و فرق العقيلي بين العلاء بن زيد ، و العلاء بن زيدل ، فقال في الأول: يعني واسطي. لكن وقع عنده العلاء بن يزيد ، و نقل تكذبيه عن الطيالسي ، و عن البخاري: منكر الحديث. ثم ساق له من رواية يزيد بن هارون عنه عن أنس قصة معاوية الليثي. ثم ساق ترجمة العلاء بن زيدل ، و لم ينسبه ، وقال: منكر الحديث. ونقل قول أبي داود فيه.

فالراجح أنه العلاء بن زيدل و ربما خفف بحذف اللام ، وأما يزيد فزيادة الياء أوله خطأ.اهـ.

******************

7 – رواية الحسن بن سفيان: في مسنده من طريق الحسن بن عمارة. قال السيوطي في شرح شواهد المغني ص255: والحسن بن عمارة ضعيف جداً.

وهذه ترجمة الحسن بن عمارة:

قال المزي في "تهذيب الكمال": قال البخاري: قال لي أحمد بن سعيد: سمعت النضر بن شميل ، عن شعبة ، قال: أفادني الحسن بن عمارة ، عن الحكم قال أحمد: أحسبه قال: سبعين حديثا فلم يكن لها أصل.

وقال عبدان ، عن أبيه ، عن شعبة: روي الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن يحيي ابن الجزار ، عن علي سبعة أحاديث ، فسألت الحكم عنها ، فقال: ما سمعت منها شيئا.

وقال علي بن الحسن بن شقيق ، قلت لابن المبارك: لم تركت أحاديث الحسن بن عمارة ؟ فقال: جرحه عندي سفيان الثوري ، و شعبة بن الحجاج ، فبقولهما تركت حديثه.

وقال أبو بكر المروذي: قلت لأحمد بن حنبل: فكيف الحسن بن عمارة ؟ قال: متروك الحديث.

وقال أبو طالب أحمد بن حميد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الحسن بن عمارة متروك الحديث.

قلت له: كان له هوى ؟ قال: لا ، ولكن كان منكر الحديث ، وأحاديثه موضوعة ، لا يكتب حديثه.

وقال أحمد بن أصرم المزني: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن الحسن بن عمارة ، فقال: ليس بشيء ، إنما يحدث عن الحكم ، عن يحيي ابن الجزار.

وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيي بن معين: لا يكتب حديثه.

وقال أبو بكر بن أبي خثيمة ، عن يحيي بن معين: ليس حديثه بشيء.

وقال معاوية بن صالح ، عن يحيي: ضعيف.

وقال عبد الله بن علي ابن المديني ، عن أبيه: ما أحتاج إلى شعبة فيه ، أمره أبين من ذلك ، قيل له: يغلط ، فقال: أي شيء كان يغلط ؟ ، و ذهب إلى أنه كان يضع الحديث.

وقال أبو حاتم ، ومسلم ، والنسائي ، والدراقطني: متروك الحديث.

وقال النسائي في موضع آخر: ليس بثقة ، و لا يكتب حديثه.

وقال زكريا بن يحيي الساجي: ضعيف الحديث ، متروك ، أجمع أهل الحديث علي ترك حديثه.

وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ساقط.

وقال صالح بن محمد البغدادي: لا يكتب حديثه.

وقال عمرو بن علي: رجل صالح ، صدوق ، كثير الخطأ و الوهم ، متروك الحديث.

روي له الترمذي ، و ابن ماجه.

وقال النسائي في " مسند علي " في حديث رزين بن عقبة ، عن الحسن ، عن واصل الأحدب ، عن شقيق بن سلمة ، قال: حضرنا عليا حين ضربه ابن ملجم... الحديث: ما آمن أن يكون هذا الحسن هو ابن عمارة. اهـ.

قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 2/307:

وقال ابن المبارك ، عن ابن عيينة: كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يحدث عن الزهري جعلت أصبعي في أذني.

وقال العقيلي: حدثنا بشر بن موسي حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد: لا بأس ببيع من يزيد ، كذلك كانت تباع الأخماس. قال سفيان: فحدثت به بالكوفة ، فبلغ الحسن بن عمارة ، فحدث به ، و زاد في أخره على عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.

وقال العقيلي: حدثني عبد الله بن محمد بن صالح السمرقندي حثنا يحيي بن حكيم المقوم قلت لأبي داود الطيالسي: إن محمد بن الحسن صاحب الرأي حدثنا عن الحسن ابن عمارة عن الحكم عن ابن أبي ليلي عن علي قال: رأيت النبي صلي الله عليه وآله وسلم قرن ، وطاف طوافين ، وسعي سعيه. فقال أبو داود ، و جمع يده إلى نحره: من هذا كان شعبة يشق بطنه من الحسن بن عمارة.

وقال ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث.

وذكره يعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم.

وقال أبو بكر البزار: لا يحتج أهل العلم بحديثه إذا انفرد.

وقال ابن المثني: ما سمعت يحيي و لا عبد الرحمن رويا عنه شيئا قط.

وقال أبو العرب: قال لي مالك بن عيسي: إن أبا الحسن الكوفي ـ يعني العجلي ـ ضعفه ، وترك أن يحدث عنه.

وقال الحميدي: ذمر عليه.

وقال يعقوب بن شيبة: متروك الحديث.

وقال ابن حبان: كان بلية الحسن التدليس عن الثقات ما وضع عليهم الضعفاء ، كان يسمع من موسي بن مطير وأبي العطوف وأبان بن أبي عياش وأضرابهم ، ثم يسقط أسماءهم ، ويرويها عن مشائخه الثقات ، فالتزقت به تلك الموضوعات ، وهو صاحب حديث الدعاء الطويل بعد الوتر وهو جالس.

وقال السهيلي: ضعيف بإجماع منهم. اهـ.

=================
منقول من موقع الصوفية
=================

ليتيم الشافعي
2008-12-25, 16:55
شبهة

تَبَرُّكُ الشَّافِعِيِّ بِقَبْرِ أَبِي حَنِيفَةَ

إن مما لا شك فيه أن منهجَ أهلِ السنةِ والجماعةِ هو المنهجُ الحقُ الذي ارتضاهُ اللهُ لعبادهِ ، ولذا وجه أعداءُ أهلِ السنةِ والجماعةِ من المبتدعةِ وغيرِهم سهامهم للنيلِ منه ومن رموزهِ من العلماءِ والدعاةِ إلى اللهِ ، ورميهم بأبشعِ الألقابِ ، وقد نال أئمةُ المذاهبِ الأربعةِ - أبو حنيفةَ ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل - نصيباً من تلك السهام ، فنُسب إليهم زوراً وبهتاناً بعد التحققِ من صحةِ نسبتها بعضُ القصصِ والمروياتِ المكذوبةِ التي تقدح في عقائدهم ، ولكن هيهات هيهات أن ينالوا من أولئك الجبال الأعلام رحمهم الله .

وهنا نستعرضُ قصصاً نُسبت إلى الأئمةِ الأربعةِ - أبي حنيفةَ ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل - في العقيدة وغيرها مع بيانِ عللها ، وكلام أهل العلم فيها ، ذباً عن عرضهم ، ونصحاً للأمةِ من الاغترارِ بها.

ونبدأ بقصةِ لا تثبتُ عن الإمامِ الشافعي ، يتشدقُ بها البعض في مسألةِ التوسلِ بالأمواتِ الصالحين، ولا تكاد تجدُ مبتدعاً يتكلمُ عن التوسلِ إلا ويوردُ قصة توسل الشافعي بقبرِ أبي حنيفة لكي يحتجُ بها على أهلِ السنةِ في تجويزِ التوسلِ بالصالحين .

ونقول كما قال الأولون : " أثبت العرش ثم انقش " .

نَصُ القِصَّةِ:

أخرجَ الخطيبُ البغدادي في " تاريخ بغداد " (1/123) بسنده فقال : أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الصيمري ، قال : أنبأنا عمر بن إبراهيم المقرئ قال : نبأنا مُكرم بن أحمد قال : أنبأنا عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : إني لأتبرك بأبي حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائراً - فإذا عرضت لي حاجة صليتُ ركعتين وجئت إلى قبره ، وسألت الله تعالى عنده ، فما تبعد عني حتى تُقضى.

نَقْدُ العُلَمَاءِ لِلقِصَّةِ:

انتقد علماءُ أهلِ السنة القصة ، وطعنوا في صحتها ، وإليك أخي ما قاله أهل العلم فيها:

• كذب شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله القصة ورد على ما جاء فيها فقال في " اقتضاء الصراط المستقيم " (2/692): " ... الثاني : أنه من الممتنع أن تتفق الأمة على استحسان فعل لو كان حسناً لفعله المتقدمون ، ولم يفعلوه ، فإن هذا من باب تناقض الإجماعات ، وهي لا تتناقض ، وإذا اختلف فيها المتأخرون فالفاصل بينهم : هو الكتاب والسنة ، وإجماع المتقدمين نصاً واستنباطا فكيف – والحمد لله - لم ينقل عن إمام معروف ولا عالم متبع . بل المنقول في ذلك إما أن يكون كذبا على صاحبه ، مثل ما حكى بعضهم عن الشافعي أنه قال : ...فذكره أو كلاما هذا معناه ، وهذا كذلك معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل ، فإن الشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة ، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا ، وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين ، من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء . فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عنده . ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم ، ولم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند أبي حنيفة ولا غيره .

ثم قد تقدم عند الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها ، وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه . وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف ،ونحن لو روي لنا مثل هذه الحكايات المسيبه أحاديث عمن لا ينطلق عن الهوى صلى الله عليه وسلم لما جاز التمسك بها حتى تثبت ، فكيف بالمنقول عن غيره ؟ ا.هـ.

• وقال الإمامُ ابنُ القيمِ في " إغاثة اللهفان " (1/246) : والحكايةُ المنقولةُ عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاءَ عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر .ا.هـ.

• وقال المعلمي في " طليعة التنكيل " ( ص58 - 60) بعد أن بين ضعف سندها ، وفصل فيه : هذا حال السند ، ولا يخفى على ذي معرفة أنه لا يثبت بمثله شيء ، ويؤكد ذلك حال القصة ، فإن زيارته قبر أبي حنيفة كل يوم بعيد في العادة ، وتحريه قصده للدعاء عنده بعيد أيضا ؛ إنما يعرف تحري القبور لسؤال الحوائج عندها بعد عصر الشافعي بمدة ، فأما تحري الصلاة عنده ، فأبعد وأبعد .ا.هـ.

• وقال العلامة الألباني عن سند هذه القصة في الضعيفة (1/31ح22) :

فهذه رواية ضعيفة بل باطلة فإن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال ، ويحتمل أن يكون هو " عمرو - بفتح العين - بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي وقد ترجمه الخطيب وذكر أنه بخاري قدم بغداد حاجا سنة 341هـ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال ، ويبعد أن يكون هو هذا إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة 247هـ على أكثر الأقوال فبين وفاتيهما نحو مائة سنة فيبعد أن يكون قد أن يكون قد أدركه.

وعلى كل حال فهي رواية ضعيفة لا يقوم على صحتها دليل .اهـ.

وقد رد العلامة الألباني على الكوثري في نفس الموضع فقال :

وأما قول الكوثري في مقالاته: وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكور في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح. فمن مبالغاته بل مغالطاته ا.هـ.

• وقال محمد نسيب الرفاعي في " التوصل إلى حقيقة التوسل " ( ص 331 - 332) :

26- توسل الشافعي بأبي حنيفة رضي الله عنهما

قال ابن حجر المكي في كتابه المسمى (( الخيرات الحسان )) في مناقب أبي حنيفة النعمان في الفصل الخامس والعشرين أن الإمام الشافعي أيام هو ببغداد كان يتوسل بالإمام أبي حنيفة يجيء إلى ضريحه يزوره فيسلم عليه ثم يتوسل إلى الله به في قضاء حاجاته .
الكلام على متن هذا الخبر

من المعلوم أن معنى التوسل هو القربى والمتوسل عليه ولا شك أن يتحرى في توسله أن يكون هذا من النوع الموافق لعقيدة هذا المتوسل به فإذا كان الذي يريد أن يتوسل به يكره ويحرم هذا النوع من التوسل فكيف يعقل من أحد أن يقدم على عمل هو مكروه عند التوسل به ؟ لأنه موقن بأن المتوسل إليه به لا يقبل قطعاً هذا التوسل لا سيما وقد منعه منعا باتاً على ألسنة رسله من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم فإن أبا حنيفة كان لا يجيز التوسل إلى الله بأحد من خلقه فقد ثبت عنه أنه قال : " لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول : أسألك بمعاقد العز من عرشك وأن يقول بحق فلان وبحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام " .

ولا شك أن الشافعي يعلم هذا من مذهب أبي حنيفة في التوسل فكيف يتوسل به وهو يكره هذا النوع من التوسل بل ويحرمه فهل من المعقول بعد أن يعلم الشافعي من أبي حنيفة ذلك أن يتوسل به هذا غير معقول البتة بل هو إغضاب لأبي حنيفة لأنه يكرهه ويحرمه لأن الله كرهه ويحرمه ولا شك أن الشافعي وأبا حنيفة رضي الله عنهما لا يحبان إلا ما يحب الله ولا يكرهان إلا ما يكرهه الله سبحانه وتعالى فكيف يتقرب الشافعي إلى الله بالتوسل بأبي حنيفة بما يغضب الله وأبا حنيفة حاشاه من ذلك وهو بريء مما نسب إليه ولكن ماذا نقول للكذابين والمفترين أننا نشكوهم إلى الله تعالى : اللهم عاملهم بما يستحقون.

قال في "تبعيد الشيطان": والحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر . اهـ .



كتبه:

عبد الله بن محمد زقيل


================
منقول من موقع الصوفية
================