mima bl3idi
2011-11-01, 12:15
أخي المسلم: من الأسباب الجالبة للمحبة:
أولها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه.
ثانيها: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها توصل إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
ثالثها: دوام ذكره تعالى على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال.
رابعها: إيثار محابه على محابك عند غلبة الهوى.
خامسها: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة، فمن عرف الله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة.
سادسها: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
سابعها: وهو من أعجبها، انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى.
ثامنها: الخلوة به في وقت النزول الإلهي لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بين يديه بأدب العبودية، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
تاسعها: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر.
عاشرها: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل [الإمام ابن القيم].
أخي في الله: هذه العشر أسباب هي قائدك إلى باب المحبة.. فاجعل منها أخي زمامًا يقودك إلى الطريق الصحيح في محبة الله تعالى.. حيث وقفت أخي المحبون.. واصطفَّ الصالحون.. فما أنفسها من صحبه.. وما أحلاها من رفقه..
أخي: هل سمعت بلذة المحبين؟.. أم هل سألت العارفين؟
قال فتح الموصلى: «المحب لا يجد مع حب الله عز وجل للدنيا لذة ولا يغفل عن ذكر الله طرفة».
وقال محمد بن النضر الحارثي: «ما يكاد يمل القربة إلى الله تعالى محب لله عز وجل وما يكاد يسأم من ذلك».
وقال بعضهم: «المحب لله طائر القلب كثير الذكر متسبب إلى رضوانه بكل سبيل يقدر عليها من الوسائل والنوافل دوبًا دوبًا وشوقًا شوقًا».
أخي في الله: «فإذا رجع كمال النعيم في الآخرة وكمال اللذة إلى العلم والحب فمن كان بالله وأسمائه وصفاته ودينه أعرف كان له أحب وكانت لذته بالوصول إليه ومجاورته والنظر إلى وجهه وسماع كلامه أتم وكل لذة ونعيم وسرور وبهجة بالإضافة إلى ذلك كقطرة في بحر. فكيف يؤثر من له عقل لذة ضعيفة قصيرة مشوبة بالآلام على لذة عظيمة دائمة أبد الآباد» [الإمام ابن القيم].
أخي: اسمع معي إلى قول النبي r وهو يخبرنا عن هذه اللذة التي يجدها الصادقون.. قال r: «ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» [رواه البخاري ومسلم].
قال الشيخ أبو محمد بن أبي حمزة: «إنما عبر بالحلاوة لأن الله شبه الإيمان بالشجرة في قوله تعالى: {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} فالكلمة هي كلمة الإخلاص والشجرة أصل الإيمان وأغصانها اتباع الأمر واجتناب النهي، وورقها ما يهتم به المؤمن من الخير وثمرها عمل الطاعات وحلاوة الثمر جني الثمرة، وغاية كماله تناهي نضج الثمرة وبه تظهر حلاوتها» [الإمام ابن حجر].
أخي: «هذا حديث عظيم وأصل من أصول الدين، ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته..» [الإمام النووي].
أخي المسلم: ما أسعد المحبين بمحبوبهم.. وما ألذ عيش الطالبين بمطلوبهم.. نهارهم شموسه المعرفة.. وليلهم أقماره المحبة.. لزموا باب محبوبهم ففازوا بالدرجات.. وزهدوا في الخلق فنالوا الكرامات.. هم القوم لا يشقى جليسهم.. والركب لا يضل رفيقهم..
كان ذو النون رحمه الله يردد بالليل كثيرًا هذه الأبيات:
اطلبُوا لأنفسكُم
مثل ما وَجَدتُّ أنَا
قَد وَجَدتُّ سكنًا
ليسَ في هَواهُ عَنَا
إنْ بَعَدتُّ قَرَّبَني
أو قَرُبْتُ منْهُ دَنَا
أخي: «إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة» [الإمام ابن القيم].
أنشد بعض السلف:
وُكنْ لربِّكَ ذَا حبٍّ لتَخْدمَه
إنَّ المحبينَ للأحباب خُدَّامُ
أخي المسلم: أين أنت من أولئك المحظوظين.. الممدوحين من رب العالمين.. فما أهناهم بذاك من بشارة.. وأزينهم بها من شاره..
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 4، 7].
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9، الممتحنة: 9].
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة].
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف].{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران].
أخي في الله: أولئك المحظوظون المحفوظون من كيد الشيطان لا سبيل له إليهم «قال تعالى حكاية عن عدوه إبليس أنه قال: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}. قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} وقال: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}.
وقال في حق الصديق يوسف r: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [الإمام ابن القيم].
أخي في الله: ما أحصن حصن المحبين.. حراسة ملائكة غلاظ شداد.. مددهم وعونهم من ملك الملوك، فلا غرابة أن ينصرف المحبون بقلوبهم عن الدنيا وأهلها.
أخي: وأي غرابة في ذلك وهم الفائزون بالغاية القصوى.. والأمنية العظمى.. ليلهم نهار.. ونهارهم ضياء..
قيل لبعض العارفين: أنا لنوسوس في صلاتنا. قال: بأي شيء بالجنة أو الحور العين والقيامة؟ قالوا: لا بل بالدنيا. فقال: «لأن تختلف في الأسنة أحب إلى من ذلك!».
فانظر أخي لنفسك فإنك لن تجد كنزًا أغلى من محبة مولاك سبحانه وتعالى..
وعند الصبح أخي يحمد القوم السُّرى،،،،،
أولها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه.
ثانيها: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها توصل إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
ثالثها: دوام ذكره تعالى على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال.
رابعها: إيثار محابه على محابك عند غلبة الهوى.
خامسها: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة، فمن عرف الله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة.
سادسها: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
سابعها: وهو من أعجبها، انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى.
ثامنها: الخلوة به في وقت النزول الإلهي لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بين يديه بأدب العبودية، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
تاسعها: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر.
عاشرها: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل [الإمام ابن القيم].
أخي في الله: هذه العشر أسباب هي قائدك إلى باب المحبة.. فاجعل منها أخي زمامًا يقودك إلى الطريق الصحيح في محبة الله تعالى.. حيث وقفت أخي المحبون.. واصطفَّ الصالحون.. فما أنفسها من صحبه.. وما أحلاها من رفقه..
أخي: هل سمعت بلذة المحبين؟.. أم هل سألت العارفين؟
قال فتح الموصلى: «المحب لا يجد مع حب الله عز وجل للدنيا لذة ولا يغفل عن ذكر الله طرفة».
وقال محمد بن النضر الحارثي: «ما يكاد يمل القربة إلى الله تعالى محب لله عز وجل وما يكاد يسأم من ذلك».
وقال بعضهم: «المحب لله طائر القلب كثير الذكر متسبب إلى رضوانه بكل سبيل يقدر عليها من الوسائل والنوافل دوبًا دوبًا وشوقًا شوقًا».
أخي في الله: «فإذا رجع كمال النعيم في الآخرة وكمال اللذة إلى العلم والحب فمن كان بالله وأسمائه وصفاته ودينه أعرف كان له أحب وكانت لذته بالوصول إليه ومجاورته والنظر إلى وجهه وسماع كلامه أتم وكل لذة ونعيم وسرور وبهجة بالإضافة إلى ذلك كقطرة في بحر. فكيف يؤثر من له عقل لذة ضعيفة قصيرة مشوبة بالآلام على لذة عظيمة دائمة أبد الآباد» [الإمام ابن القيم].
أخي: اسمع معي إلى قول النبي r وهو يخبرنا عن هذه اللذة التي يجدها الصادقون.. قال r: «ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» [رواه البخاري ومسلم].
قال الشيخ أبو محمد بن أبي حمزة: «إنما عبر بالحلاوة لأن الله شبه الإيمان بالشجرة في قوله تعالى: {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} فالكلمة هي كلمة الإخلاص والشجرة أصل الإيمان وأغصانها اتباع الأمر واجتناب النهي، وورقها ما يهتم به المؤمن من الخير وثمرها عمل الطاعات وحلاوة الثمر جني الثمرة، وغاية كماله تناهي نضج الثمرة وبه تظهر حلاوتها» [الإمام ابن حجر].
أخي: «هذا حديث عظيم وأصل من أصول الدين، ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته..» [الإمام النووي].
أخي المسلم: ما أسعد المحبين بمحبوبهم.. وما ألذ عيش الطالبين بمطلوبهم.. نهارهم شموسه المعرفة.. وليلهم أقماره المحبة.. لزموا باب محبوبهم ففازوا بالدرجات.. وزهدوا في الخلق فنالوا الكرامات.. هم القوم لا يشقى جليسهم.. والركب لا يضل رفيقهم..
كان ذو النون رحمه الله يردد بالليل كثيرًا هذه الأبيات:
اطلبُوا لأنفسكُم
مثل ما وَجَدتُّ أنَا
قَد وَجَدتُّ سكنًا
ليسَ في هَواهُ عَنَا
إنْ بَعَدتُّ قَرَّبَني
أو قَرُبْتُ منْهُ دَنَا
أخي: «إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة» [الإمام ابن القيم].
أنشد بعض السلف:
وُكنْ لربِّكَ ذَا حبٍّ لتَخْدمَه
إنَّ المحبينَ للأحباب خُدَّامُ
أخي المسلم: أين أنت من أولئك المحظوظين.. الممدوحين من رب العالمين.. فما أهناهم بذاك من بشارة.. وأزينهم بها من شاره..
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 4، 7].
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9، الممتحنة: 9].
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة].
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف].{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران].
أخي في الله: أولئك المحظوظون المحفوظون من كيد الشيطان لا سبيل له إليهم «قال تعالى حكاية عن عدوه إبليس أنه قال: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}. قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} وقال: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}.
وقال في حق الصديق يوسف r: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [الإمام ابن القيم].
أخي في الله: ما أحصن حصن المحبين.. حراسة ملائكة غلاظ شداد.. مددهم وعونهم من ملك الملوك، فلا غرابة أن ينصرف المحبون بقلوبهم عن الدنيا وأهلها.
أخي: وأي غرابة في ذلك وهم الفائزون بالغاية القصوى.. والأمنية العظمى.. ليلهم نهار.. ونهارهم ضياء..
قيل لبعض العارفين: أنا لنوسوس في صلاتنا. قال: بأي شيء بالجنة أو الحور العين والقيامة؟ قالوا: لا بل بالدنيا. فقال: «لأن تختلف في الأسنة أحب إلى من ذلك!».
فانظر أخي لنفسك فإنك لن تجد كنزًا أغلى من محبة مولاك سبحانه وتعالى..
وعند الصبح أخي يحمد القوم السُّرى،،،،،