ياسين البرج
2011-10-31, 07:52
يمكن للجزائر استغلال امتدادها الديموغرافي الكبير في فرنسا وأوروبا
دور قطر مرسوم بدقة من طرف الأمريكيين
اعتبر رئيس شبكة الدراسات الاستراتيجية في لبنان، أنيس النقاش، أمس، أن الجزائر تقع ضمن دائرة الاستهداف الدولي، ومدّ ''الحراك العربي''، لكنها تتوفر على عوامل ديموغرافية واقتصادية، يمكن أن تتحرك لصالحها ضد هذا الاستهداف، مشيرا إلى أن ما يعرف بـ''ثورات الربيع العربي'' تدخل ضمن مخطط يعيد تقسيم العالم العربي على ضوء فكرة ''التفكيك والتركيب''.
وقال النقاش في ندوة فكرية، نظمها مركز البحوث الاستراتيجية والأمنية حول ''التحولات السياسية في العالم العربي'': ''فتحت عيني على ثورة الجزائر، والجزائر كبيرة ديموغرافيا، وليست من دول الخمسة والعشرة ملايين نسمة، وكبيرة بثرواتها، وهو ما يجعلها ذات خصوصية سياسية واجتماعية واقتصادية خاصة''. وأضاف النقاش أن ''الجزائر لها تجربة تاريخية كبيرة في مقارعة الاستعمار، ولها امتداد ديموغرافي كبير في فرنسا وأوروبا، ويمكن لها تحريك هذه العوامل لصالحها، خاصة أن الأوروبيين يخشون أن يصل تعداد سكان أوروبا من العرب والمسلمين إلى حدود 15 مليون نسمة، كما أن للجزائر تأثيرا في إفريقيا، وهو ما يجعلها رقما صعبا على صعيد المشروع الغربي في الوطن العربي''.
وعلق النقاش على الصعود الملحوظ للإسلاميين في تونس ومصر وليبيا وعدد من الدول العربية، بأن أمريكا تتلاعب بالعقول عبر وسائل الإعلام الحديثة، وتدفع بإسلاميين إلى الواجهة، من الذين يريدون أن يحكموا بأدوات غربية، مشيرا إلى أن ''المخطط الأمريكي يقضي بدمقرطة الإسلام وبإدخال الإسلام السياسي إلى الحكم، لإسقاط الإسلام وإخراجه منهزما في مجالات الإدارة والتنمية''. واعتبر أنيس النقاش أن ما يوصف بـ''الربيع العربي'' ليس حراكا شعبيا ذاتيا بشكل صرف، بل تدخلت فيه عوامل خارجية وداخلية، بينما فشلت الأنظمة العربية في تحقيق مبدأ الأمن القومي، الذي يتجاوز مبدأ الأمن الدفاعي بالجيوش، إلى الأمن الغذائي والأمن الفكري والحد من الانقسامات المذهبية والطائفية في البلد الواحد. واعتبر نفس المصدر أن ''الديمقراطية العربية يجب أن ترتبط بالثروات العربية''، إذ لا معنى للديمقراطية من دون تحقيق التنمية والانتخابات لا تحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وحدها، فالتونسيون انتخبوا بكل حرية، لكن مشكلاتهم الاقتصادية مرتبطة بعوامل الاستثمار السياحي الخارجي'' .
وعرج النقاش على الدور القطري في الحراك العربي، مشيرا إلى أنه دور مرسوم بدقة من قبل الأمريكيين، ووصف الانسحاب الأمريكي من العراق بأنه هزيمة للمشروع الأمريكي في المنطقة، والذي كان يعيق التشابك بين إيران وسوريا ولبنان وتركيا، موضحا بأن الأمريكيين يتحولون الآن من إستراتيجية مشروع الاحتلال إلى إستراتيجية مشروع الاحتيال، عبر خلق اشتباك أمني وسياسي داخل العراق بين الصحوات والقاعدة والسلطة العراقية من جهة، واشتباكات إقليمية من جهة أخرى، كما دافع النقاش على خيار المقاومة في لبنان وحزب الله وحماس في فلسطين.
للإشارة، يعد أنيس النقاش أحد أبرز عناصر الكومندوس الذي قاده كارلوس لاقتحام مقر منظمة أوبك في العاصمة النمساوية فيينا في العام 1975 واختطاف وزراء مشاركين في الاجتماع ونقلهم على متن طائرة إلى الجزائر، قبل أن تنجح السلطات الجزائرية ممثلة في وزير الخارجية آنذاك، عبدالعزيز بوتفليقة، في إقناع كارلوس وعناصره بالإفراج عن الوزراء.
جريدة الخبر اليومي الجزائرية
دور قطر مرسوم بدقة من طرف الأمريكيين
اعتبر رئيس شبكة الدراسات الاستراتيجية في لبنان، أنيس النقاش، أمس، أن الجزائر تقع ضمن دائرة الاستهداف الدولي، ومدّ ''الحراك العربي''، لكنها تتوفر على عوامل ديموغرافية واقتصادية، يمكن أن تتحرك لصالحها ضد هذا الاستهداف، مشيرا إلى أن ما يعرف بـ''ثورات الربيع العربي'' تدخل ضمن مخطط يعيد تقسيم العالم العربي على ضوء فكرة ''التفكيك والتركيب''.
وقال النقاش في ندوة فكرية، نظمها مركز البحوث الاستراتيجية والأمنية حول ''التحولات السياسية في العالم العربي'': ''فتحت عيني على ثورة الجزائر، والجزائر كبيرة ديموغرافيا، وليست من دول الخمسة والعشرة ملايين نسمة، وكبيرة بثرواتها، وهو ما يجعلها ذات خصوصية سياسية واجتماعية واقتصادية خاصة''. وأضاف النقاش أن ''الجزائر لها تجربة تاريخية كبيرة في مقارعة الاستعمار، ولها امتداد ديموغرافي كبير في فرنسا وأوروبا، ويمكن لها تحريك هذه العوامل لصالحها، خاصة أن الأوروبيين يخشون أن يصل تعداد سكان أوروبا من العرب والمسلمين إلى حدود 15 مليون نسمة، كما أن للجزائر تأثيرا في إفريقيا، وهو ما يجعلها رقما صعبا على صعيد المشروع الغربي في الوطن العربي''.
وعلق النقاش على الصعود الملحوظ للإسلاميين في تونس ومصر وليبيا وعدد من الدول العربية، بأن أمريكا تتلاعب بالعقول عبر وسائل الإعلام الحديثة، وتدفع بإسلاميين إلى الواجهة، من الذين يريدون أن يحكموا بأدوات غربية، مشيرا إلى أن ''المخطط الأمريكي يقضي بدمقرطة الإسلام وبإدخال الإسلام السياسي إلى الحكم، لإسقاط الإسلام وإخراجه منهزما في مجالات الإدارة والتنمية''. واعتبر أنيس النقاش أن ما يوصف بـ''الربيع العربي'' ليس حراكا شعبيا ذاتيا بشكل صرف، بل تدخلت فيه عوامل خارجية وداخلية، بينما فشلت الأنظمة العربية في تحقيق مبدأ الأمن القومي، الذي يتجاوز مبدأ الأمن الدفاعي بالجيوش، إلى الأمن الغذائي والأمن الفكري والحد من الانقسامات المذهبية والطائفية في البلد الواحد. واعتبر نفس المصدر أن ''الديمقراطية العربية يجب أن ترتبط بالثروات العربية''، إذ لا معنى للديمقراطية من دون تحقيق التنمية والانتخابات لا تحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وحدها، فالتونسيون انتخبوا بكل حرية، لكن مشكلاتهم الاقتصادية مرتبطة بعوامل الاستثمار السياحي الخارجي'' .
وعرج النقاش على الدور القطري في الحراك العربي، مشيرا إلى أنه دور مرسوم بدقة من قبل الأمريكيين، ووصف الانسحاب الأمريكي من العراق بأنه هزيمة للمشروع الأمريكي في المنطقة، والذي كان يعيق التشابك بين إيران وسوريا ولبنان وتركيا، موضحا بأن الأمريكيين يتحولون الآن من إستراتيجية مشروع الاحتلال إلى إستراتيجية مشروع الاحتيال، عبر خلق اشتباك أمني وسياسي داخل العراق بين الصحوات والقاعدة والسلطة العراقية من جهة، واشتباكات إقليمية من جهة أخرى، كما دافع النقاش على خيار المقاومة في لبنان وحزب الله وحماس في فلسطين.
للإشارة، يعد أنيس النقاش أحد أبرز عناصر الكومندوس الذي قاده كارلوس لاقتحام مقر منظمة أوبك في العاصمة النمساوية فيينا في العام 1975 واختطاف وزراء مشاركين في الاجتماع ونقلهم على متن طائرة إلى الجزائر، قبل أن تنجح السلطات الجزائرية ممثلة في وزير الخارجية آنذاك، عبدالعزيز بوتفليقة، في إقناع كارلوس وعناصره بالإفراج عن الوزراء.
جريدة الخبر اليومي الجزائرية