المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لدي حلم ........رائع ::بقلم الدكتور سلمان بن فهد العودة ::


ايمان الجزائري
2011-10-29, 00:58
لديّ حلم !!!


مقال اكثر من رااائع شدني كثيرا بقلم الدكتور سلمان بن فهد العودة
كنت قد نشرته في احد المنتديات منذ مدة و اردت ان اشارككم قرائته هنا



حين قال مارتن لوثر كنق كلمته السائرة: " أنا لدي حلم " كان يتحدث بأكثر من لغة ، أهمها لغة الإنسان .



http://islamtoday.net/media_bank/image/2009/12/19/1_20091219_8724.jpg


أحلام المنام ضرب من الخيال, ما زال الإنسان يدأب حتى حقق معظمها , فطار في الفضاء ، وأبدع وابتكر وذلل الصعاب وقهَر المستحيل .



الحلم فوق الطموح




وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ


الهدف حلم مؤقت له مدة ينتهي إليها ؛ أما الحلم فهو شوق دائم متصل بنبض القلب وخفق الروح وتطلع العقل وسبح الخيال .
حين يتحقق الحلم كأنه يتبخّر ، إذا قطفته مات ، فأجمل ما في العمر هو الانتظار ، لحظات الترقب مشحونة بتفاعل غريب هو ذروة الحياة .
سيظل الحلم حلماً , يُروى بدموعنا , ويقتات من سهرنا , ويستحوذ على يقظتنا ومنامنا .
كان مارتن لوثر كنق يقول :
" سأزرع شجرة التفاح , ولو كنت أعلم أن نهاية العالم هي الغد " .
وهو اقتباس من مكنون الحكمة الإنسانية الرفيعة .



مشكاة النبوة كانت أبلغ حين قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره : « إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ ».
مقام النبوة ذكر النخل " الراسخات في الوحل ، المطعمات في المحل " .
وهي تشبه الرجل المؤمن ، رمز الصبر والانتظار والمقاومة واحتمال العطش !


إذا قِيل هَذا مَنْهلٌ قُلت قَدْ أَرى وَلَكنَّ نفسَ الحرَّ تحتملُ الظَّمَا !


http://www4.0zz0.com/2010/10/13/06/472857350.gif


لم يقل : غداً ، وإنما قال : الآن .. لو اختلست بضع ثوانٍ لتغرس الفسيلة قبل أن يلحقك الفَوت فافعل !
الوعد الحق " الأجر " تغذية للطموح حتى في عمل الدنيا الذي يعلم أنه لا يثمر ، مجرد " الفعل " هو حفظ لإنسانية البشر من التلاشي والانهيار .
هذا سرّ الغيب في الثواب الأخروي ، وهو حافز آخر غير مجرد الإيمان بأهمية الفعل .
الحلم نقلة من ضيق اللحظة إلى سَعة المستقبل ، من الإحباط إلى الأمل والتفاؤل ، من الخوف إلى الرجاء والتطلع .
الطفل الفقير يحلم بتفاحة يقضمها ، أو فراش وثير ينام عليه ، أو دمية يلعب بها .
الخائف يحلم بالأمان ، ولا يفكّر بما سواه ، والمخاوف هي عدو الأحلام , وحينما يستحوذ الخوف يبدو المرء مكبلاً بالقيود .
قد يعيش المرء في زنزانة يراها ويلمس قضبانها ويحس بأنه محبوس .
وقد يعيش في زنزانة لا يراها , ولا يلمس قضبانها ويظن بأنه حرّ ، وهو قنٌّ مثقل بأوزار الحديد !
تأمّل لغتك .. كم مرة في اليوم تقول : نعم ولكن أخشى !
العائلة حلم جميل ، إشباع لرغبة الامتداد الإنساني ، ورؤية الذات في الآخر ، بشكل منفصل جسدياً ، متصل روحياً ووجدانياً .
قمة الهرم الثقة بالنفس وقدراتها ، والجرأة على بدء الخطوات الأولى نحو الحلم العظيم .



أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ


ثَمّ مَن يحاصر الحياة ، وأسوأ منه من يحاصر الأحلام ، فلا يريد من الناس أن يحلموا , أو أن يمتدّ خيالهم إلى أبعد من معاناتهم اليومية .


السعادة حلم


والنجاح حلم .


والسعادة نجاح ، والنجاح سعادة .




والحرية حلم , حتى لدى الطائر يضرب شباك القفص ويرنو إلى الفضاء ، أو القطّ يموء ويتمسح بالباب يطلب الانعتاق من ذل القيد .
والعدالة حلم المجموع , حين تذوب الفوارق المصطنعة ويتساوى الكل أمام سلطة الدنيا أو سلطة الآخرة ..



ولقد قُلت لِنفسي, وأنا بين المقابر..




هل رأيتِ الأمن والراحة إلا في الحفائر ؟




فأشارت, فإذا للدود عَيْثٌ في المحاجر




ثم قالت : أيها السّائل إني لست أدري !




انظري كيف تساوى الكل في هذا المكان




وتلاشى في بقايا العبد رب الصولجان




والتقى العاشق والقالي فما يفترقان .



شعورك بأنك يجب أن تضيف شيئاً إلى الحياة ، أنك تعيش مخلصاً لحلم تنتظره .. هذا يكفي !



مُنىً إِن تَكُن حَقّاً تَكُن أَحسَنَ المُنى وَإِلّا فَقَد عِشنا بِها زَمَناً رَغدا




أَمانِيُّ مِن سُعدى عِذابٌ كَأَنَّما سَقَتنا بِها سُعدى عَلى ظَمَإٍ بَردا




أن تكون مثالاً لمبدع أو متفوق ، أو نمطاً جديداً يفتح آفاقاً لآخرين ، أو نموذجاً مركباً من نماذج عديدة !


http://4.bp.blogspot.com/_ePi1_NwHC04/TH6N00gA8tI/AAAAAAAABeg/eL8qRJzWa7I/s1600/dandelion+fly.jpg



سألني فتى عن أهم أحلامي ؟


فقلت : أن أموت وأحلامي تنبض بالحياة ، وتواجه التحدّي ، وتنفخ روح الأمل في ضمائر البائسين واليائسين والمحبطين .


لا تَخَفْ على حلمك متى كنت مخلصاً وصبوراً ، لأن العالم حينئذٍ سيتآمر كله لتحقيق حلمك ,كما قال " باولو كيليو " ذات مرة .



يجب أن يكون الحلم عشقاً رائعاً , يخالط اللحم والدم , ويتخلل العظم ، ويطلّ من العيون ، ويسكن اللغة ، ويندفع مع الزفير ليعود مع الشهيق !
الفتى يرسم الحلم في سيارته أو دفتره ، والفتاة ترسمه في غرفتها أو شنطة يدها ، وقبل هذا يجب أن يكون مرسوماً في سويداء القلب وأعماق الوجدان ومسكن الروح .
ستلقي هنا بالأعذار والمعوقات في سلة المهملات , ولن تسمح للإخفاق أن يكسب الجولة .


http://z6h9aj.files.wordpress.com/2010/08/chan.png




عندما سجّل الصبي المعدم حلم الطفولة أن يمتلك حقلاً وخيولاً ومضماراً ؛ شطب المعلم على درجته , وحرمه من متعة الحلم ..
كيف تحلم بهذا وأنت لا تمتلك قيمة الدفتر الذي تدون فيه حلمك , والذي كان هدية من جمعية خيرية !
يعرض على تلميذه أن يعيد الامتحان ؛ فيرد الصبي بكبرياء :
-احتفظ بدرجتك ، وسأحتفظ بحُلُمي !
يا للعظمة ! حين تتمثل موقفاً شامخاً يستعلي على الاستلاب ، ويصرّ على المواصلة ليجد نفسه في نهاية المطاف حيث يحب !





إنه التحدي الذي يضطرك أحياناً إلى المضي قدماً في طريقك غير عابئ بسارقي الأحلام .
" احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ " دعوة نبوية للتعاطي الجاد مع الفرص الإيجابية بروح المبادرة والإنجاز .
" وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ " فحين تربط حلمك بالله تمنحه أزلية وسرمدية ؛ ليتحول من حلم فرد إلى أحلام أمة ، من حلم دنيوي معزول إلى أفق فسيح ممتد إلى حيث الآخرة والعدل والقسط والفضل الرباني, في نعيم لم تر عين , ولم تسمع أذن , ولم يخطر على بال .
" وَلاَ تَعْجِزْ " وكيف يعجز من وقود روحه من جذوة الإيمان .
" وَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ " .


فالإيمان ليس جبرية عمياء ، ولا استسلاماً ولا جحوداً للطاقة الإنسانية الهائلة ، وليس بكاء على الأطلال ، ولا جزعاً من تغيرات الأحوال ، إنه اليقين بأن الخير حيث يضعك الله ، وأنك كل يوم تنشئ حلماً جديداً ، وأملاً جديداً ، ونجاحاً جديداً .
وما لم تمتلك القدرة على الحلم ؛ فلن تفعل شيئاً .


يقول إينشتاين : " الخيال أهم من المعرفة " .


عليك أن تحذر أن تدجّن حلمك ؛ لتجعله صورة مشوهة مسكونة بتعرجات الواقع واعوجاجاته ..


http://www.encyclopedie-incomplete.com/local/cache-vignettes/L500xH333/fleur_cerisier_japonais-3836f.jpg


احلم دون قيود .. أطلق خيالك .. واصنع عالمك الافتراضي الذي سيغدو حقيقة ملموسة متى آمنت بها ..


سوف نتفوق حينما نمتلك أحلاماً وردية بعدد شخوصنا ، أو حينما يفلح أولئك الذين يمتلكون الأحلام الجميلة من الإمساك بناصية الحياة .
سوف نتفوق حينما يصبح الخطاب المتدين حافزاً للأحلام وليس رقيباً عليها .


:):):):)

ايمان الجزائري
2011-10-29, 01:02
عندما سجّل الصبي المعدم حلم الطفولة أن يمتلك حقلاً وخيولاً ومضماراً ؛ شطب المعلم على درجته , وحرمه من متعة الحلم ..
كيف تحلم بهذا وأنت لا تمتلك قيمة الدفتر الذي تدون فيه حلمك , والذي كان هدية من جمعية خيرية !
يعرض على تلميذه أن يعيد الامتحان ؛ فيرد الصبي بكبرياء :
-احتفظ بدرجتك ، وسأحتفظ بحُلُمي !
يا للعظمة ! حين تتمثل موقفاً شامخاً يستعلي على الاستلاب ، ويصرّ على المواصلة ليجد نفسه في نهاية المطاف حيث يحب !



إنه التحدي الذي يضطرك أحياناً إلى المضي قدماً في طريقك غير عابئ بسارقي الأحلام .