مشاهدة النسخة كاملة : هل يلزم من قيام الحجة فهمها ؟؟؟
ابو الحارث مهدي
2011-10-28, 05:25
بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
تتمة البحث والنقاش
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=7703145#post7703145
والأمر الثاني :لماذاعندكم حساسية من أئمة الدعوة
لا...ليس الأمر كما ادَّعيتَ أخي!!
لا أدري هل هذا تَسَاءُلٌ منكَ مع نفسك، أم سُؤالٌ طرحتَهُ على غيرك
فلئِنْ كُنتَ حَسَنَ الظنِّ كما هو الظنُّ بكَ؛ فأجعل بينكَ وبين هذا القولِ الـمُستَفْهَم مفاوِز
والسؤال الحتميُّ الذي اضطررتني إليه هو :
هل عدم أخذي - أو غيري –بقول فضلاء وعلماء الدعوة – في مسألة ما – إتباعاً لشيخ الإسلام أو تلميذه الهُمام
أو غيرهما من علماء السنة، يُعدُّ حساسيةً منهم ؟؟؟
إنَّ هذا لشيءٌ كُبَّار
أم نُسمِّيهَا دعوة للتقليد بثوب جديد ؟
وأُذكِّرُكَ بقول الإمام أحمد - رحمه الله –: ( لا تحمل الناس على مذهبك )
و إذا نقلتم عنهم تنقلون نقولا مبتورة
اختصارًا حتى لا نطيل، ودفعا للاستطراد الـمَلِيل، أقول:
((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ))
وسيأتيكَ تحقيق المسألة بما تقَّرُ به عينكَ بإذن الله
ابو الحارث مهدي
2011-10-28, 05:32
على أن في كلام كثير من إخواننا الذين يذهبون إلى ما تذهبون إليه طعن مبطن في مخالفيهم فيرمون من قال بتكفير المعين في مسائل الشرك و عدم العذر بالجهل فيها إلا في نطاق ضيق بالغلو في التكفير و الخروج
تذكر قول البَارِي جلَّ في عُلَاه ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38))[المدثر]
ولا تنسَ قوله سبحانه (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى(39)) [النجم]
وكن على علم بقوله عزَّ وجلَّ- حكاية عن الصديق يوسف- عليه السلام-:
( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَاعِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ(79))[يوسف]
على الرغم من أن هذا قول للكثير من أهل العلم
ونسبة هذا القول للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – هكذا بإطلاق؛ فيه نظر
وسيأتي تحقيقه إن شاء الله
وقد قلتُ لكَ سابقًا أخي "أبا زيد"- إنْ كنتَ تذكر- :
( أنَا لاَ أُنكِرُ عليكَ، وإنما أُنكِرُ عليكَ استنكَاركَ عليَّ )
ونقطة البحث – هنا- في قول من قالوا:
أنَّ الحجة تقوم على الشخص ببلوغها إياه وإن لم يفهمها !!
يقال: من سَلَفُهُم في ذلك، من الصحابة والتابعين أو من الأئمة المتبوعين ؟
- فالحجة لا يمكن أن تقوم على شخص إلاَّ بعد فهمه لها، لدلالة كثير من النصوص الشرعية على العذر بعدم الفهم في أحكام الشرع،
فكيف لا يعذر في أهم وأخطر مسألة ألا وهي مسألة التكفير، ومن الأدلة على ذلك:
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif
والآن حان موعد آذان : الفجر
بمدينة حاسي مسعود
فتأهبوا للصلاة يرحمكم الله .
يتبع إن شاء الله
لؤلؤة التوحيد
2011-10-28, 08:41
بارك الله فيك اخي الفاضل
ابو الحارث مهدي
2011-10-28, 20:10
بارك الله فيك اخي الفاضل
وفيكِ بارك الله
وجعلكِ اللهُ إسماً على مسمى
ولا أخفيكِ سراً إنْ قلتُ : أن توقيعكِ الذي يحمل درراً من
ثراث الإمام العلامة ابن عثيمين -رحمه الله -
يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ الإنتِقَاء
وَأَنَّهُ اختِيَارٌ مُوَفَّق
http://www.djelfa.info/vb/picture.php?albumid=12832&pictureid=81891
ابو الحارث مهدي
2011-10-29, 11:28
أولاً - قوله تعالى:
(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ...)الآية
فأخبر الله تعالى أنه لا يكلف أحداً من هذه الأمة إلاَّ وسعه، ثم حكى دعاءها إياه بألاّ يؤاخذها بالنسيان والخطأ
وما ذكر من الدعاء في الآية
وثبت هذا في صحيح مسلم أن الله تعالى قال: (قد فعلت)
وقد دلت الآية والحديث على عذر الله لهذه الأمَّة بعدم الفهم من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أنه أخبر أنه لا يكلف نفسا إلاَّ وسعها، وعدم الفهم إذا لم يصاحبه الإعراض ليس من وسع الإنسان،
والتكليف به تكليف بما ليس في الوسع، وهذا قد نفاه الله
الوجه الثاني: أن الله عذر من علم ثم نسي - وإذا كان الفهم هو العلم بالشيء – فمن لم يفهم أصلاً أولى بالعذر من الناسي
الوجه الثالث: أن عدم الفهم نوع من الخطأ –كما يقال: (أخطأ فلان فهم المسألة)، وقد دلت الآية على العذر بالخطأ
ثانياً – قال تعالى:(وَ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا) [الأنبياء 78-79]
فدلت الآية على عذر الله لداود بعدم الفهم في هذه المسألة الخاصة، مع وصفه له بالعلم والحكمة على وجه العموم،
فمن باب أولى عذر أهل الجهل بعدم الفهم
ابو الحارث مهدي
2011-10-29, 11:35
.
ثالثاً – مما يدل على أن الحجة لا تقوم إلاَّ بفهمها، وعذر الله لمن لم يفهم الحجة في ذلك
حديث الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
(أَرْبَعَةٌ [يحتجون] يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ لا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ فَأَمَّا الأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلامًا)
وفي رواية (فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلامًا وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا يُسْحَبُ إِلَيْهَا )
رواه الإمام أحمد وابن حبان وصححه عبد الحق الأشبيلي وابن القيم
وصححه الألباني : "صحيح الجامع" (881)
فهؤلاء الأربعة قد عذرهم الله تعالى، أما الذي لا يسمع، ومن مات في الفترة، فقد عذرهم لعدم وصول الحجة إليهم، لفقد الأول الحاسة الموصلة لذلك، وأمَّا الآخر فلعدم وجود الحجة في زمنه أصلاً، وأمَّا الأحمق والهرم فواضح أنها بلغتهما الحجة، وإنما عذرهم لعدم فهمها، ولهذا احتجوا بما يدل على عدم فهمهم وتمييزهم.
رابعاً – أنَّ عدم الفهم للخطاب إما أن يكون بعدم إدراك المقصود منه كلياً، أو فهمه على غير المقصود، وقد دلت النصوص على العذر بالنوعين:
ابو الحارث مهدي
2011-10-29, 11:40
أما العذر بالنوع الأول:
فدل عليه عذر الله للثلاثة الوارد ذكرهم في حديث عائشة، عن النَّبِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:
((رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثلاث: عن الصَّبِى حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ)).
صححه ابن حبان (1496 موارد)، وقال الحاكم (2/59): صحيح على شرط مسلم, ووافقه الذهبى والشيخ أحمد شاكر وصححه الألباني:
انظر الإرواء (2/4 - 7).
فهؤلاء إنما رُفع عنهم القلم لعدم تمييزهم وفهمهم
قال محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله –:( أما اشتراط العقل في التكليف فلا خلاف فيه بين العلماء
إذ لا معنى لتكليف من لا يفهم الخطاب). مذكرة الأصول (ص 30)
أما العذر بالنوع الثاني: فدل عليه حديث عدي بن حاتم - رضي اللّه عنه-:
( لما نزلت[حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ] عَمَدْتُ إلى عِقَال أسودَ والى عقال أبيضَ،
فجعلتهما تحت وِسَادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يَسْتَبِين، فَغَدَوْتُ على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فقال:
"إنماذلك سواد الليل وبياض النهارَ" رواه البخاري ومسلم.
و من ذلك –أيضاً-: حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب:
(( لا يُصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال: لا نصلي حتى نأتيهم،
وقال بعضهم: بل نصلّي لم يُرد منا ذلك فذُكر ذلك للنبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فلم يعنِّف واحداً منهم))
[متفقٌ عليه، واللفظ للبخاري]
فقد عذر النبي - صلى الله عليه وسلم- في هذين الحديثين مَنْ أخطأ في فهم النص على غير مراده،
أما عدي بن حاتم فخطأه في فهم الحديث واضح، أما انقسام الصحابة في فهم قوله:
(( لا يُصلين أحد العصر إلا في بني قريظة))
فما من شك أن أحد الفريقين أخطأ في الفهم لأن الحق واحد لا يتعدد،
فكون النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يعنف أحداً من الفريقين دليل على عذره مَنْ أخطأ في فهم النص.
ابو الحارث مهدي
2011-10-29, 11:46
خامساً – أن الخلق يُعذَرون بعدم الفهم، فلو طلب إنسان من آخر طلبا أو أمره بأمر؛ فقال له (لم أفهم مرادك)
فإنه يعذره ولا يعنفه، وإذا ثبت عذر الخلق بعضهم لبعض بعدم الفهم، فالله أولى بذلك من وجهين:
- الوجه الأول: ( من جهة العموم ) فإنه ما من شك أن عذر الناس والعفو عنهم صفة كمال ومدح،
وإذا ثبت ذلك فما من صفة كمال ومدح ثابتة للمخلوق إلاَّ كان الخالق أولى بها،
دل عليه قوله تعالى: (وللهِ المثَلُ الأَعلَى).
- الوجه الثاني: : ( من جهة الخصوص ) فقد روى البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
( لا أحد أحبَّ إليه العذر من الله ، من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين ).
سادساً – أنَّ الاستدلال بقوله تعالى:
﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾[سورة الفرقان: 44]
وبما جاء في هذا المعنى من الآيات، على أن الكفار لم يفهموا مع قيام الحجة عليهم، محل نظر .
فإن الآية وما جاء في معناها، لا تدل على أنهم لم يفهموا الحجة والخطاب، بل هي دالة على فهمهم ثم إعراضهم،
ولو لم يفهموا خطاب الله لهم لعذرهم وما ذمَّهم – كما سبق تقريره-
ابوزيدالجزائري
2011-10-29, 11:53
أخي الكريم -بارك الله فيك- حتى نتفق من البداية لا بد أن تعلم حقيقة قولي حتى نحرر محل النزاع و لذلك أقول :
1-الجاهل للتوحيد الواقع فيما يناقضه يحكم عليه بالكفر و جهله غير مانع من تكفيره لماذا لأن اسم الاسلام لا يثبت الا بالاتيان بالتوحيد فان لم يأت به لم يصدق عليه اسم الاسلام .
2-ان بذل جهده في معرفة الحق و لم يستطع التعلم يعذر يوم القيامة و يعامل معاملة الكفار في الدنيا يعني له حكم أهل الفترة و ينطبق عليه الحديث الذي ذكرته .
3-الجاهل لباقي ضروريات الدين يعذر ان حال دون تعلمه حائل مع بذله أسباب التعلم .
4-أما في الأمور التي تخفى فلا نزاع بيننا فيها .
على كل أخي الكريم أعترف أن ردودي غير محررة و ليس فيها اجابة عن جميع تساؤلاتك و أعتذر عن ذلك و السبب في ذلك أنني أكتب من مقهى للنت و ذلك لأن حاسوبي غير موصول بالنت ،بالاضافة الى اشتغالي بأمور أخرى .
و لكن أعدك بمشاركة أرفع فيها اللبس عن كثير من النقاط التي طرحت قبل الدخول في صلب الموضوع المطروح في هذه الصفحة .
ابو الحارث مهدي
2011-10-29, 12:09
قال الشوكاني -رحمه الله - في تفسير الآية:
" أي ما هم في الانتفاع بما يسمعونه إلا كالأنعام التي هي مسلوبة الفهم والعقل فلا تطمع فيهم،
فإن فائدة السمع والعقل مفقودة، وإن كانوا يسمعون ما يقال لهم ويعقلون ما يتلى عليهم،
ولكنهم لـمـّا لم ينتفعوا بذلك كانوا كالفاقد له"فتح القدير(4/78)
فدل على أنهم يسمعون ويعقلون؛ لكنهم لما لم ينتفعوا بذلك بسبب إعراضهم، كانوا كالأنعام.
ومما يدل على أن وصف الله تعالى لبعض الكفار والمنافقين بهذه الأوصاف لا يدل على أنهم لم يفهموا خطابه،
أن الله تعالى شهد لأهل الكتاب بعلم الكتاب ومعرفته كما يعرفون أبناءهم
قال تعالى )الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبنَاءَهُم وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(146)([البقرة]
وقال سبحانه في وصف اليهود:) وَ لَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)( [البقرة]
ثم إنه وصف أهل الكتاب في بعض الآيات بأنهم لا يعقلون، كقوله تعالى)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57)وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ(58)( [المائدة]
وشبه الله اليهود في عدم فهمهم للتوراة و الاستفادة منها بالحمير، حيث قال تعالى:
)مَثَلُ الّذِينَ حُمّلُواْ التّوْرَاةَ ثُمّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ(5)([الجمعة]
قال ميمون بن مهران:"الحمار لا يدري أسفر على ظهره أم زبل، فهكذا اليهود" فتح القدير (5/225)
ابو الحارث مهدي
2011-10-29, 12:23
وكذلك مشركو العرب أخبر الله تعالى عنهم بما يدل على فهمهم الحجة والرسالة، قال تعالى:
)وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إنَّ هَذَا لَشَيءٌ عُجَابٌ(5)([سورة: ص].
فهذه الكلمة لا تخرج إلاّ ممن عرف حقيقة رسالة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-تمام المعرفة؛ إذ عرفوا أن معنى
(لا إله إلا الله)
هو نبذ كل الألهة الباطلة من الأصنام والأشجار وإخلاص العبادة لله وحده
لا شريك له، لكنهم أعرضوا عن قبولها.
فلما أعرض هؤلاء عن حجة الله، كما أعرض مَنْ قبلهم؛ وصفهم بما وصف به كل معرض عن حجته،
بأنهم لا يسمعون ولا يعقلون، وشبههم بسبب إعراضهم بالأنعام
لعدم انتفاعهم بعلمهم فقال سبحانه وتعالى:
)أَمْ تَحْسَبُ أنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُون إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)([الفرقان].
وما ذلك إلا لإعراضهم عن حجة الله بعد فهمها.
وقد أخبر الله عن ذلك كله في موضع واحد من كتابه، فقال:
)حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ(4)([فصلت].
فوصفهم أولاً بأنهم (قَوْم يَعْلَمُون) أي: يعلمون معاني الكتاب
ابو الحارث مهدي
2011-10-29, 12:31
قال الزمخشري في معنى (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ):
" أي لقوم عرب يعلمون ما نُزِّل عليهم من الآيات المفصلة المبينة، بلسانهم العربي المبين لا يلتبس عليهم شيء منه" الكشاف (3/441)
وقال الشوكاني:" أي يعلمون معانيه ويفهمونها، وهم أهل اللسان العربي" فتح القدير (4/505)
ثم إنه أخبر عن إعراضهم بعد العلم، فقال:( فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ )، ثم رتّب وصفهم بعدم السمع على إعراضهم بعد العلم.
ومن ذلك وصفه تعالى للمنافقين (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون) بسبب إعراضهم عن كلامه، فقال:
)وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون(127)([التوبة]..
فظهر بذلك أن وصف الله للمشركين بعدم السمع والفقه، وتشبيههم بالأنعام لا يدل على عدم فهمهم لحجة الله تعالى،
بل لإعراضهم عن الحجة بعد فهمها.
وزيادة على ما ورد من الأدلة، فإن أهل العلم المتلقين عن الكتاب والسُنّة، والمعتمد بأقوالهم في الأمة،
جاءت مقررة لهذه المسألة، وهي أن الحجة لا تقوم إلا بفهمها.
قال ابن العربي المالكي-رحمه الله-:((فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الشرك والكفر ما يكون صاحبه مشركا أو كافرا، فإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التي يكفر تاركها بيانا واضحا ، ما يلتبس على مثله وينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جليا قطعيا يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل))
نقلاً عن "محاسن التأويل" للقاسمي(5/1307)
ابو الحارث مهدي
2011-10-29, 12:35
وقال ابن قدامة المقدسي-رحمه الله -:
((ومن اعتقد حل شيء أجمع على تحريمه ، وظهر حكمه بين المسلمين وزالت الشبهة فيه للنصوص الواردة فيه ، كلحم الخنزير ، والزنا ، وأشباه هذا ، مما لا خلاف فيه ، كفر ، وإن استحل قتل المعصومين ، وأخذ أموالهم بغير شبهة ولا تأويل فكذلك وإن كان بتأويل كالخوارج فقد ذكرنا أن أكثر الفقهاء لم يحكموا بكفر ابن ملجم مع قتله أفضل الخلق في زمنه ، متقربا بذلك ، وكذلك يخرج في كل محرم استحل بتأويل مثل هذا ، وقد روي أن قدامة بن مظعون شرب الخمر مستحلا لها ، فأقام عمر عليه الحد ، ولم يكفره ، وكذلك أبو جندل بن سهيل ، وجماعة معه ، شربوا الخمر بالشام مستحلين لها ، مستدلين بقول الله تعالى :
(لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا) [المائدة: 93]
فلم يكفروا ، وعرفوا تحريمها فتابوا وأقيم عليهم الحد ، فيخرج فيمن كان مثلهم حكمهم ،
وكذلك كل جاهل بشيء يمكن أن يجهله لا يحكم بكفره حتى يعرف ذلك، وتزول عنه الشبهة ويستحله بعد ذلك)).
"المغني" (12/277)
ابو الحارث مهدي
2011-10-29, 23:40
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- :
(( فلا يشهد لمعين من أهل القبلة بالنار ؛ لجواز أن لا يلحقه الوعيد لفوات شرط ، أو ثبوت مانع .
فقد لا يكون التحريم بلغه ، وقد يتوب من فعل المحرم ، وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة ذلك المحرم ،
وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه ، وقد يشفع فيه شفيع مطاع .
وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها ؛ قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق ،
وقد تكون عنده ولم تثبت عنده ، أو لم يتمكن من فهمها ، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله تعالى بها .
فَمَنْ كان من المؤمنين مجتهدًا في طلب الحق وأخطأ، فإن الله يغفر له خطأه كائناً ما كان ،
سواء كان في المسائل النظرية أو العملية .
هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجماهير أئمة الإسلام ...))
إلى أن قال - رحمه الله -:
(( وقد ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم : - حديث –
(( الذى قال لأهله : إذا أنا مت فأحرقوني ، ثم اسحقوني ، ثم ذروني في اليم ؛ فو الله لئن قدر الله عليَّ ليعذِّبنِّى الله عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين ، فأمر الله البر بردِّ ما أخذ منه ، والبحر بردِّ ما أخذ منه ، وقال : ما حملك على ما صنعت ؟ ، قال : خشيتك يا رب ! ؛ فغفر الله له )) .
فهذا شك فى قدرة الله ، وفي المعاد ؛ بل ظن أنه لا يعود ، وأنه لا يقدر الله عليه، إذا فعل ذلك وغفر الله له!
وهذه المسائل مبسوطة فى غير هذا الموضع .
ولكن .. المقصود هنا أن مذاهب الأئمة مبنية على هذا التفصيل ؛ بين النوع والعين
ولهذا حكى طائفة عنهم الخلاف فى ذلك ولم يفهموا غور قولهم)).
مجموع الفتاوى(23/345-349)
ابو الحارث مهدي
2011-10-30, 00:11
وقال -رحمه الله- :
((يبين حقيقة الحال في هذا أن الله يقول : ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِيْنَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)).
والحجة على العباد إنما تقوم بشيئين :
-بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله
-والقدرة على العمل به .
فأما العاجز عن العلم؛ كالمجنون، أو العاجز عن العمل؛ فلا أمر عليه ولا نهي .
وإذا انقطع العلم ببعض الدين، أو حصل العجز عن بعضه، كان ذلك في حق العاجز عن العلم أو العمل بقوله؛
كمن انقطع عن العلم بجميع الدين، أو عجز عن جميعه ؛ كالمجنون مثلاً ، وهذه أوقات الفترات .
فإذا حصل من يقوم بالدين ؛ من العلماء أو الأمراء أو مجموعهما ؛ كان بيانه لما جاء به الرسول))
مجموع الفتاوى (20/59).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-
(( والتكفير هو من الوعيد فإنه وإن كان القول تكذيبا لما قاله الرسول؛ لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام
أو نشأ ببادية بعيدة ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص
أو سمعها ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً .
وكنت دائما أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال : إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني
ثم ذروني في اليم ، فو الله لإن قدر الله عليَّ ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا من العالمين ففعلوا به ذلك
فقال الله له ما حملك على ما فعلت قال خشيتك فغفر له .
فهذا رجل شك في قدرة الله وفى إعادته إذا ذرى بل اعتقد أنه لا يعاد وهذا كفر باتفاق المسلمين .
لكن .. كان جاهلاً ، لا يعلم ذلك وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك
والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا)).
مجموع الفتاوى(3/231)
ابو الحارث مهدي
2011-10-30, 00:16
وقال الإمام ابن حزم - رحمه الله-:
(( وكل ما قلناه أنه يفسق فاعله أو يكفر بعد قيام الحجة فهو ما لم تقم عليه الحجة عليه معذور مأجور ،
وإن كان مخطئاً ، وصفة قيام الحجة عليه : أن تبلغه فلا يكون عنده شيءٌ يقاومها ، وبالله التوفيق)) .
الإحكام (1/67)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-
((فليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين ، وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحُجَّة وتبيَّن له المحجَّة،
من ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة)).
"مجموع الفتاوى"(12/501).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-
(( من كان مؤمنا بالله ورسوله إيمانا مطلقاً ولم يبلغه من العلم ما يبين له الصواب، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة
التي من خالفها كفر، إذ كثير من الناس يخطئ فيما يتأوله من القرآن، ويجهل كثيراً مما يرد من معاني الكتاب والسنّة،
والخطأ والنسيان مرفوعان عن هذه الأمة، والكفر لا يكون إلاّ بعد البيان))
"مجموع الفتاوى"(12/523).
ابو الحارث مهدي
2011-10-30, 00:20
قال العلامة ابن القيِّم - رحمه الله -:
في سياق كلامه عن أطفال المشركين ومآلهم:
((أحدها : أن الله سبحانه وتعالى لا يعذِّبُ أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ؛ كما قال تعالى :
((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )) ،
وقال تعالى : ((رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل))
، وقال تعالى : ((كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء )) ، وقال تعالى : ((فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير)) ،
وقال تعالى : ((يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين))
وهذا كثير في القرآن ؛ يخبر أنه إنما يعذب من جاءه الرسول ، وقامت عليه الحجة وهو المذنب الذي يعترف بذنبه .
وقال تعالى : ((وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين)) ،
والظالم من عرف ما جاء به الرسول أو تمكَّن من معرفته بوجه
وأما من لم يعرف ما جاء به الرسول ، وعجز عن ذلك فكيف يقال إنه ظالم !
الأصل الثاني : أن العذاب يُستحق بسببين :
- أحدهما: الإعراض عن الحجة ، وعدم إرادتها ، والعمل بها ، وبموجبها .
-الثاني : العناد لها بعد قيامها ، وترك إرادة موجبها .
فالأول كفر إعراض ، والثاني كفر عناد .
وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكُّن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل .
والأصل الثالث : أن قيام الحجَّة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص، فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى، كما أنها تقوم على شخص دون آخر، إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون
وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب
ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي يلا يسمع شيئا ولا يتمكن من الفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون
على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما ... )) إلى آخر كلامه -رحمه الله- .
طريق الهجرتين (ص/610-612)
ابو الحارث مهدي
2011-10-31, 05:35
تحقيق قول ''الشيخ محمد بن عبد الوهاب'' - رحمه الله-
لأن مسألة التكفير من المسائل التي اشتهر الشيخ بالتحقيق فيها، ولذلك تعددت الرسائل والنصوص والفتاوى المنقولة عنه بحيث تبلغ مجلدات لو جمعت، ولما كان كلامه يتنزل في كل موطن من كتبه ورسائله على أحوال مختلفة بحسب اختلاف المـُخَاطبين بتلك الكتب والرسائل من حيث وفرة العلم وقلته وبحسب الأحوال الأخرى المؤثرة في الحكم في المسألة، أدى ذلك الى اختلاف الدارسين لكتبه من بعده في تقرير رأي الشيخ في مسألة فهم الحجة، وهي من أهم وأخطر مسائل التكفير التي يبني عليها غيرها
فذهب بعض أهل العلم ممن تتلمذوا على كتب الشيخ وحملوا لواء الدعوة من بعده الى ان الشيخ لا يشترط لقيام الحجة فهمها، بل متى بلغت الشخص الحجة قامت عليه ولو لم يفهمها، واستدلوا على ذلك ببعض النقول من كلامه - رحمه الله-.
ومن هؤلاء العلماء الذين ذهبوا لهذا الرأي، الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (1276-1319هـ)-رحمهم الله جميعاً- قرر ذلك عن الشيخ في رسالة أفردها بهذه المسألة
سماها (حكم تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة)
قال بعد أن نقل بعض النصوص عن الشيخ في المسألة:
(هذه ثلاثة مواضع يذكر فيها أن الحجة قامت بالقرآن على كل من بلغه وسمعه ولو لم يفهمه) ص 13
وإنَّ من أقوى ما يحتج به من يرى أن الشيخ لا يرى فهم الحجة من كلام الشيخ نفسه
ما جاء في بعض رسائله
( إلى الإخوان سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، ما ذكرتموه من قول الشيخ [ يعني: شيخ الإسلام ابن تيمية] كل مَنْ جحد كذا وكذا وقامت عليه الحجة، وإنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم، هل قامت عليهم الحجة ؟ فهذا من العجب، كيف تشكون في هذا؟ وقد أوضحته لكم مِراراً، فإن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام و الذي نشأ ببادية أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هو القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة، ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة، وبين فهمها فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم، كما قال تعالى:
﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾[سورة الفرقان: 44]
وقيام الحجة وبلوغها نوع وقد قامت عليهم، وفهمهم إياها نوع آخر ببلوغها وإن لم يفهموها...)
الدرر السنية(9/90)، مجموع الرسائل(5/639)، حكم تكفير المعين(ص15)
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif
والآن حان موعد آذان : الفجر
بمدينة حاسي مسعود
فتأهبوا للصلاة يرحمكم الله .
يتبع إن شاء الله
ابو الحارث مهدي
2011-10-31, 07:38
وفي الحقيقة إن هذا النص عن الشيخ قد يُفهم منه أنه لا يرى اشتراط فهم الحجة في قيامها على الشخص بل هذا ظاهر كلامه.
غير أنه قد جاءت عنه نصوص أخرى تدل على أنه يرى اشتراط فهم الحجة قبل التكفير
- يقول في رسالته للشريف: ( وإذا كنا لا نكفر مَنْ عبد الصنم الذي على قبة عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما،
لأَجْلِ جَهْلِهِمْ وعدم من ينبههم، فكيف نُكفِّرُ مَنْ لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم ).
فتاوى ومسائل الشيخ (ص11)
وجاء في بعض مصادر هذه الرسالة بجمع صالح الأطرم ومحمد الدويش؛ عِبارة ( ..عَدَم مَنْ يُفْهِمُهُم )
وهو نص صريح منه -رحمه الله- أنه يرى اشتراط الفهم في قيام الحجة، وإلا فمِنَ المعلوم أن هؤلاء الذين ذكرهم يعيشون في بلد إسلامي،
والقرآن وكتب والسُنَّة منتشرة بينهم، إلاَّ أنهم مفتقرون لمن يبين لهم الحجة من علماء أهل السنّة .
- ويمكن الجمع بين قول الشيخ هنا وقوله السابق: أن الشيخ –رحمه الله- يُفَرِّق بين الفهم المجمل للنص والخطاب الذي يدرك به المقصود من مراد الشارع منه على وجه الإجمال، وبين الفهم المفصل للنصوص، كفهم أهل العلم و الإيمان لها، فالفهم الأول هو المشروط في قيام الحجة إذ لا يمكن أن تقوم إلا به، وعليه يحمل كلامه هنا، وهو اشتراط الفهم في قيام الحجة والتكفير.
والفهم الثاني هو المنفي في قيام الحجة وعليه يحمل كلامه في عدم اشتراط الفهم في قيام الحجة
ويشهد لهذا بعض أقوال الشيخ- ضمن حديثه عن هذه المسألة-( فإذا كان المعين يكفر إذا قامت عليه الحجة فمن المعلوم أن قيامها ليس معناه
أن يفهم كلام الله ورسوله مثل أبي بكر الصديق- رضي الله عنه – بل إذا بلغه كلام الله ورسوله وخلا من شيء يعذر به فهو كافر)
مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب(القسم الخامس)(ص220)، وحكم تكفير المعين (ص11).
ابو الحارث مهدي
2011-10-31, 07:47
فنصَّ على أن الفهم المنفي في اشتراط قيام الحجة هو الفهم الدقيق للمسالة، مثل فهم أبي بكر الصديق- رضي الله عنه –
وهذا القيد هو الذي ينبغي أن يقيد به ظاهر كلامه في عدم اشتراط الفهم في قيام الحجة،
وأن الفهم المنفي هو الفهم المفصل للمسالة لا الفهم المجمل الذي لا يعرف القصد من الخطاب إلا به.
فاتفق بهذا قول الشيخ مع مدلول النصوص وما عليه أهل العلم والتحقيق من أهل السنة من أنه لا بد في قيام الحجة على الشخص من فهمه لها، وبذا يُعلم الخطأ في نسبة القول بعدم الفهم في قيام الحجة للشيخ، والله يتجاوز عن الجميع بفضله ومَنِّه.
وفي تعليق الشيخ محمد رشيد رضا على طبعة (مجموعة الرسائل والمسائل) على نص للشيخ محمد بن عبد الوهاب
يقول فيه: (..وليس المراد بقيام الحجَّة أن يفهمها الإنسان فهماً جليَّاً ؛ كما يفهما مَن هداه الله ووفَّقه وانقاد لأمره)
فعَلَّقَ الشيخ محمد رشيد رضا في حاشية الكتاب قائلاً:
( وهذا القيد الذي قيَّد الشيخ به الفهم - هنا- قد أزال اللبس الذي يتبادر إلى الذهن من بعض إطلاقاته في مواطن أخرى،
واتبعه فيه بعض علماء نجد فصار بعضهم يقول:
بأن الحجة تقوم على الناس ببلوغ القرآن وإن لم يفهمه من بلغه مطلقاً، وهذا لا يعقل ولا يتفق مع
قوله تعالى: )وَمَنْ يُشَاقِق الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ( [النساء: 115]
الذي بني عليه المحققون قولهم : إن فهم الدعوة بدليلها شرطٌ لقيام الحجة...).
ابو الحارث مهدي
2011-10-31, 08:16
وهذا المبحث الأخير (بشيء من التصرف اليسير) ألا وهو
تحقيق قول''الشيخ محمد بن عبد الوهاب'' - رحمه الله -
هو من تحقيق الشيخ الفاضل المحقق لميراث شيخ الإسلام
ابراهيم بن عامر الرحيلي
حفظه الله ورعاه وردَّ عنه كيد غلاة التبديع ووقاه
و يعلم الله كم له من المحبة في القلب ولرفيقه في الدرب، عَنَيتُ بذلك -أيضاً- الشيخ المفضال : عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر،
وفقه الله وسدَّد على درب الحق خطاه
وأطال الله في عمر أبيه ؛ ريحانة المدينة وعلامة طيبة ومحدث الزمان، ذلك الطود الشامخ والجبل الراسخ،
وأمدَّ له بالصحة والعافية.
ابو الحارث مهدي
2011-11-01, 01:01
سؤال: هل هناك فرق في الشريعة في مسألة الإنذار أو قيام الحجة
وبين قيام الحجة وفهمها ،حتى - يعني - تكون سبب من أسباب قيام حجة الله على عباده ؟
جواب: هل تقصد فهمها أو إفهامها
( قال السائل : فهمها ) طبعاً فيه فرق، فلو كان رجلا مجنونا أو كان رجل أعجمي لا يفقه اللغة العربية ، أو. أو..
احتمالات كثيرة ربما نضطر إلى أن نذكر شيئا منه،
أولا: هل تكون الحجة قائمة ؟ طبعا لا.... جوابي هذا على سؤالك هذا
يذكرني بمناقشة جرت في مجلس لأول مرة حينما أُنتدبت للتدريس في الجامعة الإسلامية ،
وقبل أن تفتح أبواب الدراسة اجتمعنا في مجلس في سهرة مع بعض أهل العلم والفضل ، فؤثير هذا الموضوع
فقال بعضهم: بأن دعوة الإسلام الآن بلغت كل بلاد الدنيا
وأتبع كلامه بقوله أي : القرآن والحمد لله يذاع من كل البلاد الإسلامية ، إلى كل أقطار الدنيا
وأنا أجبت بما خلاصته ، يا أستاذ أنت تقول القرآن و أنا أقول - معك - كما قلت ، لكن العرب كشعب أو كأمة
فيهم الآن من لا يفهم القرآن ، فكيف تريد من الأعاجم ، الألمان والبريطان و الأمريكان ، أن يفهموا القرآن بلغة القرآن
وغير مترجم إلى لغتهم على الأقل كيف تقوم الحجة على هؤلاء . بأن يسمعوا القرآن يتلى بلغة القرآن
هذا لا يعني أنه قد أقيمت الحجة عليهم
ولذلك فأنا أقول: لا بد من أن يفهم الذي بلغته الحجة، أن يفهمها
وأنا أضيف شيئا آخر . ليس كل من ينقل الحجة يحسن نقلها قد يكون الذي نُقلت إليه الحجة يفهمها، لكن قد يكون الناقل لم يُحسن نقلها، ولذلك فقيام الحجة على شخص ما
ليس من السهل - نحن -أن نقول :أقيمت الحجة على فلان
ولذلك أنا كثيرا ما أعترض على بعض إخواننا المبتدئين في طلب العلم والسالكين معنا في هذا الدرب
من الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح والمتحمسين
فيقول أحدهم : أنا البارحة اجتمعت مع الشيخ فلان أو الدكتور الفلاني ، وناقشته في مسألة الاستغاثة بغير الله أو التوسل أو ما شابه ذلك وقلت : هذا لا يجوز و هذا حرام وهذا شرك وإلى آخره ، وهو يصلي بنا إماما، فأنا أقمت الحجة عليه ، فهل تجوز صلاتي خلفه ؟
أنا أقول أنت كيف تتصور أنك أقمت الحجة عليه ، وأنت بعد لا تزال في التعبير السوري (في الرقراق، يعني في الضحضاح يعني في أول العلم )، ما ينبغي أن نتصور أن كل طالب علم يستطيع أن يقيم الحجة على المسلم الضال ، فضلا عن الكافر المشرك ، لكن..كل إنسان مكلف أن يبلغ ما يستطيع ، أما هل قامت الحجة عليه أو لم تقم ، هذا علمه عند ربي ، ولذلك أنا ما أتصور أن كل شخص أُفْهِمَ الحجة ، وبالتالي قامت عليه الحجة
لكن أنا أقول: من علم الله عز وجل منه أنه قامت الحجة عليه ، و تبينت له وجحدها ، فهو الذي يحكم عليه بالنار يوم القيامة
ولذلك كما تعلمون جميعا ، أن الكفر مشتق من معنى التغطية فيعني حينما نقول فلان كافر ،يعني تبين له الحق ثم حاد عنه ،
ولذلك قال تعالى )وجحدوا بها و استيقنتها أنفسهم(
فأي كافر بلغته حجة الله عز و جل وفهمها جيدا ثم جحد ، فهذا الذي يعذب ، ولذلك ربنا عز وجل وصف بعض أهل الكتاب بقوله ويعني نبيه عليه السلام : )يعرفونه كما يعرفون أبناءهم( فهم يعرفون أن محمدا - عليه السلام - رسول وصادق ومبعوث إلى الناس كافة ، وليس إلى العرب فقط كما قالت بعض الطوائف من اليهود ، لا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، لكن مع ذلك تعصبوا لمن كانوا ينتظرونه أن يبعث منهم وفيهم، هذا هو الذي أعتقده بالنسبة لسؤالك المذكور آنفا .
"سلسلة الهدى والنور'' رقم (616)
ابوزيدالجزائري
2011-11-01, 09:53
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه .وبعد :
أبا الحارث ...أخي الكريم
أصدقك القول أني احترت كثيرا و أنا في معرض كتابة هذه المشاركة عما أعلق عليه و عما أهمل الكلام عليه لكثرة المسائل و القضايا التي طرحت - سواء - في هذه الصفحة أو في الصفحة السابقة .
و لكن حسبي أن أجمل القول على شكل نقاط أسلك فيها سبيل الاختصار و الاقتصار على أدنى المقدار فكما يقال :"يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق" .
و قبل الشروع في المقصود أحببت أن أنقل نقلا مهما أذكر به نفسي - قبل غيري - في أهمية فهم كلام المخالف قبل رده فقد أعرض عنه كثير من أهل زماننا فتجده يرد القول بادي الرأي من غير تفهم و لا نظر و لا تأمل في قول مخالفه .
يقول أبو المعالي الجويني (و عليك بمراعاة كلام الخصم ،و تفهم معانيه على غاية الحد و الاستقصاء ،فان فيه أمانا من اضطراب ترتيب فصول الكلام عليك،فيسهل عليك عند ذلك وضع كل شيء موضعه.)
(الكافية في الجدل) ص535
و في هذا قال الغزالي أبو حامد : ( فعلمت أن رد المذهب قبل فهمه،والاطلاع على كنهه يرمي في عماية.)
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/248
و الآن الى المقصود فأقول و بالله الاستعانة و عليه التكلان:
أولا: و هي نقطة تجاوزناها- و لله الحمد - و لكن أعود اليها للتنبيه على فائدة مهمة .
في مشاركة لك سابقة فهمت من كلام لي أني جعلتك و أهل الأهواء في سلة واحدة و قلت عن تنزيهي لك عن أن تكون مثل داود بن جرجيس أنه ذر للرماد و ليس في منطوق كلامي ما يدل عليه لا دلالة مطابقة و لا دلالة تضمن و انما قد تعتبر لازما و دلالة الالتزام مما يختلف الناس فيها اختلافا كثيرا كما قال العلامة ابن عثيمين في" شرحه لحلية طالب العلم" .
و هذا اللازم هنا غير لازم ترده أمور:
1-حسن الظن بي يقتضيه و في هذا قلت بارك الله فيك :أرجو أن أكون مخطأً فيظني تجنبا للاثم، لأن بعض الظنِّ إثم، وتحرزاً من القيل والقال من الحديث....الخ.
فجزاك الله خيرا على حسن ظنك بي .
2-صرحت في مشاركة لي عقبها بأن هذا غير مقصود مني و هذا منطوق و هو مقدم على المفهوم .
3-أن هذا اللازم لا أرتضيه بل صرحت بعدم لزومه فلا يكون قولا لي و من أجل هذه الفائدة عدت الى هذه النقطة و فيها يقول شيخ الاسلام ابن تيمية :
(وَعَلَى هَذَا فَلَازِمُ قَوْلِ الْإِنْسَانِ نَوْعَانِ:
أَحَدُهُمَا: لَازِمُ قَوْلِهِ الْحَقُّ، فَهَذَا مِمَّا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَلْتَزِمَهُ؛ فَإِنَّ لَازِمَ الْحَقِّ حَقٌّ وَيَجُوزُ أَنْ يُضَافَ إلَيْهِ إذَا عُلِمَ مِنْ حَالِهِ أَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ مِنْ الْتِزَامِهِ بَعْدَ ظُهُورِهِ، وَكَثِيرٌ مِمَّا يُضِيفُهُ النَّاسُ إلَى مَذْهَبِ الْأَئِمَّةِ: مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَالثَّانِي: لَازِمُ قَوْلِهِ الَّذِي لَيْسَ بِحَقِّ. فَهَذَا لَا يَجِبُ الْتِزَامُهُ؛ إذْ أَكْثَرُ مَا فِيهِ أَنَّهُ قَدْ تَنَاقَضَ. وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ التَّنَاقُضَ وَاقِعٌ مِنْ كُلِّ عَالِمٍ غَيْرِ النَّبِيِّينَ. ثُمَّ إنْ عُرِفَ مِنْ حَالِهِ:
أَنَّهُ يَلْتَزِمُهُ بَعْدَ ظُهُورِهِ لَهُ فَقَدْ يُضَافُ إلَيْهِ؛ وَإِلَّا فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُضَافَ إلَيْهِ قَوْلٌ لَوْ ظَهَرَ لَهُ فَسَادُهُ لَمْ يَلْتَزِمْهُ؛ لِكَوْنِهِ قَدْ قَالَ مَا يَلْزَمُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِفَسَادِ ذَلِكَ الْقَوْلِ وَلَا يَلْزَمُهُ. وَهَذَا التَّفْصِيلُ فِي اخْتِلَافِ النَّاسِ فِي لَازِمِ الْمَذْهَبِ: هَلْ هُوَ مَذْهَبٌ أَوْ لَيْسَ بِمَذْهَبِ؟ هُوَ أَجْوَدُ مِنْ إطْلَاقِ أَحَدِهِمَا فَمَا كَانَ مِنْ اللَّوَازِمِ يَرْضَاهُ الْقَائِلُ بَعْدَ وُضُوحِهِ لَهُ فَهُوَ قَوْلُهُ، وَمَا لَا يَرْضَاهُ فَلَيْسَ قَوْلُهُ. وَإِنْ كَانَ مُتَنَاقِضًا. وَهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ اللَّازِمِ الَّذِي يَجِبُ الْتِزَامُهُ مَعَ مَلْزُومِ اللَّازِمِ الَّذِي يَجِبُ تَرْكُ الْمَلْزُومِ لِلُزُومِهِ. فَإِذَا عُرِفَ هَذَا عُرِفَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْوَاجِبِ مِنْ الْمَقَالَاتِ وَالْوَاقِعِ مِنْهَا. وَهَذَا مُتَوَجِّهٌ فِي اللَّوَازِمِ الَّتِي لَمْ يُصَرِّحْ هُوَ بِعَدَمِ لُزُومِهَا. فَأَمَّا إذَا نَفَى هُوَ اللُّزُومَ لَمْ يَجُزْ أَنْ يُضَافَ إلَيْهِ اللَّازِمُ بِحَالِ...)اه
(مجموع الفتاوى) ج29ص41-42
ثانيا :تساءلت حفظك الله عن سبب الشدة و هو تساؤل مشروع اذ أن الألفاظ قوالب المعاني ،و الكاتب اذ يكتب يتخير من الألفاظ ما يؤدي المعنى المراد و في هذا كلام بديع فائق السياق للأستاذ الطاهر بن عاشور نقله عنه محقق كتابه (المقاصد).
و الجواب أخي الكريم أن خطورة الموضوع ،و خطورة ما يترتب عليه، و فساد القول المخالف –في اعتقادي- أدت بي الى هذا.
ثالثا:فيما يخص حديث ( بئس مطية الرجل زعموا )
الذي ذكرته أخي الكريم فقد تكلم عليه بكلام يستدعي من طالب العلم الوقوف عنده و التأمل العلامة مقبل الوادعي في (أحاديث معلة ظاهرها الصحة )رقم 329
و على كل فهذا ليس من صلب ما نحن فيه ،و ان شاء أعيد البحث في المسألة.
رابعا : أئمة الدعوة لا ندعي لهم العصمة ،و لكن كلامهم في هذه القضية لم يخرج عما قرره أهل السنة في الباب ،و لحبذا لو تنظر ما خطته يراع عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف حول هذه القضية و خاصة ما يتعلق بشبهة القتال و التكفير في كتابه (دعاوى المناوئين )،و أيضا ما قيده العلامة سليمان بن سحمان ك"تتمة" و "نقد" على كتاب (تاريخ نجد)للسيد محمود شكري الآلوسي -و هو مطبوع مع الأصل بتعليق و تحقيق محمد بهجة الأثري-.
خامسا:جل كلام أئئمة الدعوة في "تكفير المعين" و "عدم الاعذار بالجهل في مسائل التوحيد" انما هو مأخوذ من كتاب (الدرر السنية) ،و قد أثنى أهل العلم على هذا الكتاب و تلقوه بالقبول و أنظر في هذا كتاب( ثناء العلماء على كتاب الدرر السنية )مع ملحق في"الرد على المالكي" و هو من اعداد سليمان بن صالح الخراشي بتقديم العلامة عبد العزيز الراجحي.
سادسا:ما أعتقده في هذه المسألة ما قرره العلامة الفوزان في بيانه عن "الجهل و العذر به" بقوله:
أولًا: يعذر بالجهل من لم تبلغه الدعوة ولم يبلغه القرآن ويكون حكمه أنه من أصحاب الفترة.
ثانيًا: لا يعذر من بلغته الدعوة وبلغة القرآن في مخالفة الأمور الظاهرة كالشرك وفعل الكبائر لأنه قامت عليه الحجة وبلغته الرسالة، وبإمكانه أن يتعلم ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه، ويسمع القرآن والدروس والمحاضرات في وسائل الإعلام.
ثالثًا: يعذر بالجهل في الأمور الخفية التي تحتاج إلى بيان حتى تبين له حكمها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد ستبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه"، فالحلال بين يؤخذ والحرام البين يتجنب والمختلف فيه يتوقف فيه حتى يتبين حكمه بالبحث وسؤال أهل العلم.
ابوزيدالجزائري
2011-11-01, 10:05
سابعا :هذا الذي قرره أئمة الدعوة تدعمه الأدلة و قد قال به المحققون من أهل العلم قبلهم و انظر في هذا بما أن المقام لا يتسع لايراد النقول و الأدلة و الاجابة عما استدل به المخالفون:
1- (مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد) للامام محمد بن عبد الوهاب .
2 –(فتيتان في تكفير القبورية و الجهمية )لمجموعة من علماء نجد.
3-(كشف الأوهام و الالتباس) لسليمان بن سحمان.
4-(كشف الشبهتين) لسليمان بن سحمان.
5-(الأدلة و البراهين) لعبد الرحمان بن حسن.
6-(ضوابط تكفير المعين= لأبي العلا الراشد ،تقديم:الفوزان.
7-(عارض الجهل) لأبي العلا الراشد،تقديم:الفوزان.
8-(الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد).
9- (توجيه الاستدلال بالنصوص في مسألة العذر بالجهل ).للشيخ -الفقيه الأصولي- أبو عبد المعز محمد علي فركوس ،و هذا الكتاب رجوع منه وفقه الله عما قرره في كتابه( مجالس تذكيرية) كما أشار الى ذلك في مطلع الكتاب ،و شافه به بعض اخواننا.
10-كلام العلامة -المحدث -عبد المحسن العباد في آخر "رسالته عن الاستغاثة بالمقبورين "و التي حرر فيها قوله في هذه المسألة بأوضح بيان ،و تبرء من كل قول ينسب اليه بخلاف ما قاله فيها و هي متأخرة عن مقدمته التي كتبها في "تحقيقه لكتابي تطهير الاعتقاد و شرح الصدور".
و الرسالة ليست أمامي الآن ولم أعثر عليها في مكتبتي ،لكن يمكنك البحث عنها ومراجعتها.
....أخي الكريم هذه خاطرة خطرت لي فأخبرك اياها و لا أكتمها ،تذكرت و أنا أكتب عناوين هذه الكتب واقعة وقعت لي مع بعض الاخوان لما تنازعنا في بعض المسائل فأحلتهم الى بعض الكتب فقال بعضهم هذا الكتاب كان يقصد (حقيقة الايمان) للشثري لم أره الا في منتديات "القطبية"، و هذا الكتاب يعني (رفع اللائمة) صاحبه "تكفيري" ،و هذا الكتاب يعني كتاب (التوسط و الاقتصاد) لعلوي السقاف صاحبه "حزبي"،و هذا الكتاب يعني (ضوابط تكفير المعين) للراشد قدمه الفوزان و هو معروف "بتشدده" في هذه المسائل ،و هذه النقول عن النجديين" ألا تعرف الا النجديين" ....الخ الهراء .
أخي الكريم لعلك تتفق ما في هذا المسلك من الزلل و الخطل اذ أنه يؤدي الى رد الحق و عدم قبوله بل وصم الأذن عن سماعه ما السبب في ذلك السبب هو عدم التجرد للحق و ايثاره على الخلق ،بينما نحن مأمورون بقبول الحق و عدم رده و لو صدر من أهل الكفر فضلا عن أهل الاسلام فضلا عن أهل السنة فضلا عن خواصهم ،و الأصل في هذا حديث أبي هريرة في قصته مع الشيطان و في هذا يقول شيخ الاسلام:
(وَاللَّهُ قَدْ أَمَرَنَا أَلَّا نَقُولَ عَلَيْهِ إِلَّا الْحَقَّ، وَأَلَّا نَقُولَ عَلَيْهِ إِلَّا بِعِلْمٍ، وَأَمَرَنَا بِالْعَدْلِ وَالْقِسْطِ، فَلَا يَجُوزُ لَنَا إِذَا قَالَ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ - فَضْلًا عَنِ الرَّافِضِيِّ - قَوْلًا فِيهِ حَقٌّ أَنْ نَتْرُكَهُ أَوْ نَرُدَّهُ كُلَّهُ، بَلْ لَا نَرُدُّ إِلَّا مَا فِيهِ مِنَ الْبَاطِلِ دُونَ مَا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ.
وَلِهَذَا جُعِلَ هَذَا الْكِتَابُ: " مِنْهَاجُ أَهْلِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ فِي نَقْضِ كَلَامِ الشِّيَعِ وَالْقَدَرِيَّةِ " فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى السُّنَّةِ رَدُّوا مَا تَقَوَّلَهُ الْمُعْتَزِلَةُ وَالرَّافِضَةُ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ بِكَلَامٍ فِيهِ أَيْضًا بِدْعَةٌ وَبَاطِلٌ، وَهَذِهِ طَرِيقَةٌ يَسْتَجِيزُهَا كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ، وَيَرَوْنَ أَنَّهُ يَجُوزُ مُقَابَلَةُ الْفَاسِدِ بِالْفَاسِدِ، لَكِنَّ أَئِمَّةَ السُّنَّةِ وَالسَّلَفِ عَلَى خِلَافِ هَذَا، وَهُمْ يَذُمُّونَ أَهْلَ الْكَلَامِ الْمُبْتَدَعِ الَّذِينَ يَرُدُّونَ بَاطِلًا بِبَاطِلٍ وَبِدْعَةً بِبِدْعَةٍ، وَيَأْمُرُونَ أَلَّا يَقُولَ الْإِنْسَانُ إِلَّا الْحَقَّ، لَا يَخْرُجُ عَنِ السُّنَّةِ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ. وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ وَرَسُولُهُ، وَلِهَذَا لَمْ نَرُدَّ مَا تَقَوَّلَهُ: الْمُعْتَزِلَةُ وَالرَّافِضَةُ مِنْ حَقٍّ بَلْ قَبِلْنَاهُ، لَكِنْ بَيَّنَّا أَنَّ مَا عَابُوا بِهِ مُخَالِفِيهِمْ مِنَ الْأَقْوَالِ فَفِي أَقْوَالِهِمْ مِنَ الْعَيْبِ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ.)
(منهاج السنة)ج2ص342
ثامنا:مما يجدر الاشارة اليه أن بعض من كتب في الموضوع وقع في خلط عجيب و ذلك أنه ينقل كلام أهل العلم في اشتراط فهم الحجة في غير الشرك الأكبر و ينزلها على الشرك الأكبر-و ممن رأيته صنع هذا مع كلام أئمة الدعوة أخ مغربي فأتى بما لم يسبق اليه-حتى من المخالفين فقصارى ما عندهم أنهم يصرحون بمخالفة أئمة الدعوة أو يحكون عنهم قولا ثانيا- فمبارك له هذ الفتح المذهل- و هذا خطأ من وجوه منها :
1-أن من هؤلاء الذين ينقل عنهم من يصرح بعدم اشتراط ذلك في الشرك الأكبر و هذا منطوق يقدم على ما فهمه هو من كلام الرجل.
2-أن الاسلام انما يثبت لمن أتى بالتوحيد ،و قد بين الله هذا أوضح بيان -في كتابه و على لسان رسوله- صلى الله عليه و سلم-،و قد تكلم أهل العلم" قياما بواجب الصدع( بالحق)" ببيانه بيانا -واضحا (لا لبس فيه)- .
يقول شيخ الاسلام رحمه الله:
(وَأَيْضًا فَإِنَّ التَّوْحِيدَ أَصْلُ الْإِيمَانِ وَهُوَ الْكَلَامُ الْفَارِقُ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ وَهُوَ ثَمَنُ الْجَنَّةِ وَلَا يَصِحُّ إسْلَامُ أَحَدٍ إلَّا بِهِ.)
(مجموع الفتاوى) ج24ص235.
فالمشرك هل يصدق عليه اسم الاسلام طبعا لا ،و انما اختلفوا في كون المشرك المنتسب الى الاسلام كافرا" أصليا" أو" مرتدا" لأن من قال أنه مرتد راعى كون أبويه مسلمين و من قال بخلافه لم يراعي ذلك ،و ليس هذا من صميم ما نحن فيه فلا داعي للتطرق اليه .
فنعود الى ما كنا فيه فنقول:اليهودي و النصراني الذي لم تبلغه الحجة الرسالية هل يقال انه مسلم طبعا لا ،و كذلك مشركوا زماننا اذ هم كاليهود و النصارى و كمشركي قريش بل هم شر منهم قال الامام محمد بن عبد الوهاب في القواعد الأربع:
(القاعدة الرابعة أن مشركي زماننا أعظم شركا من الأولين ،لأن الأولين يخلصون لله في الشدة ، ويشركون في الرخاء،و مشركي زماننا شركهم دائم في الرخاء و الشدة .)
(مجموعة التوحيد) ص66 و أنظر (مفيد المستفيد )و (كشف الشبهات)و (أصل دين الاسلام و قاعدته)
و هنا :يحق لنا أن نقول هل مجرد ادعاؤهم للاسلام يمنعنا من تكفيرهم بدعوى الجهل ،أي اسلام هم عليه هو الاسلام الاسمي كما يسميه الامام محمد بن ابراهيم،و أي جهل يعذرون به هم جهلوا مقدارا من العلم-كما يسميه العلامة صالح آل الشيخ العلم -لا يصح الاسلام الا به.
يقول الامام محمد بن عبد الوهاب في (ستة مواضع من السيرة )
: (السادس :قصة الردة بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم ،فمن سمعها ثم بقي في قلبه مثقال ذرة من شبهة الشياطين الذين يسمون العلماء ،و هي قولهم :هذا هو الشرك ،لكن يقولون :لا اله الا الله ،و من قالها لا يكفر بشيء)(مجموعة التوحيد)ص33
يقول شيخ الاسلام:
(وَاَلَّذِينَ يَحُجُّونَ إلَى الْقُبُورِ يَدْعُونَ أَهْلَهَا وَيَتَضَرَّعُونَ لَهُمْ وَيَعْبُدُونَهُمْ وَيَخْشَوْنَ غَيْرَ اللَّهِ وَيَرْجُونَ غَيْرَ اللَّهِ كَالْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ آلِهَتَهُمْ وَيَرْجُونَهَا...)(مجموع الفتاوى)ج27 ص256.
فاذا تقرر ما سبق تبين خطأ من قال باسلام هؤلاء و عذرهم بالجهل ،فان قيل بأنهم لم يفهموا الحجة و فهمها شرط قلنا هب أنها لم تصلهم لا أنهم لم يفهوها فقط حكمهم حكم أهل الفترات و حكم اليهودي و النصراني الذي لم تصله الدعوة
،فان وصلتهم و أعرضوا عنها بعد فهمها أو أعرضوا عن فهمها فهم في جهنم و بئس المصير .
و اليكم هذا النقل المهم الذي يؤيد ما سبق و يرفع و يزيل الكثير من الاشكالات:
جاء في (الدرر السنية ) : ( وظهر لنا من جوابكم: أن المؤمن بالله ورسوله إذا قال أو فعل ما يكون كفرا، جهلا منه بذلك، فلا تكفرونه، حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، فهل لو قتل من هذا حاله، قبل ظهور هذه الدعوة، موضوع أم لا؟
فنقول: إذا كان يعمل بالكفر والشرك، لجهله، أو عدم من ينبهه، لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة؛ ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر، يبيح المال والدم، وإن كنا لا نحكم
على هذا الشخص، لعدم قيام الحجة عليه؛ لا يقال: إن لم يكن كافرا، فهو مسلم، بل نقول عمله عمل الكفار، وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه، متوقف على بلوغ الحجة الرسالية. وقدذكر أهل العلم: أن أصحاب الفترات، يمتحنون يوم القيامة في العرصات، ولم يجعلوا حكمه حكم الكفار، ولا حكم الأبرار.
وأما حكم هذا الشخص إذا قتل، ثم أسلم قاتله، فإنا لا نحكم بديته على قاتله إذا أسلم، بل نقول: الإسلام يجُبّ ما قبله، لأن القاتل قتله في حال كفره؛ والله سبحانه وتعالى أعلم.) ج10ص136-137
و من هنا يتضح أن التكفير عند علماء الدعوة النجدية قد يطلق و يراد به كل من ليس مسلم فعلى هذا يصدق على من لم تقم عليه الحجة من مشركي زماننا اسم الكفر ،و قد يطلق و يراد به من قامت عليه الحجة فيسمى من لم تقم عليه الحجة مشركا و لا يسمى كافرا باعتبار أن الكافر يحكم له بالنار وقد ورد هذا في كلام الامام محمد بن ابراهيم ،أو كما يفرق بعضهم بالكافر ظاهرا و باطنا و الكافر ظاهرا و هو مستعمل عند بعض فقهاء المذاهب و هو الذي جرى عليه العلامة صالح آل الشيخ و استعمله عبد الله و حسين من أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
و هذا الذي ذكرته تكمن أهميته في أنه يساعد على فهم كلام أهل العلم ،و العجيب أخي الكريم أن بعض المعاصرين رمى ثلة من العلماء بالتناقض في هذه القضية لأنه لم يعنى بتحرير المصطلحات و فهمها كما أراد قائلوها لا كما أراده هو .
و خلاصة الكلام في هذه النقطة أن فهم الحجة بل وصولها لا يشترط في سلب اسم الاسلام عمن وقع في الشرك الأكبر و الحكم عليه بالشرك( أو بالكفر –بمعناه العام-)،و أما كونه معذبا أو غير معذب يوم
القيامة فراجع الى بلوغ الحجة الرسالية و فهمها –بحيث يعاقب ان أعرض بعد الفهم أو أعرض عن الفهم –
أخي الكريم ...في ظني أن من قال بغير هذا لزمه التناقض –ولابد –و عدم الاطراد و التناقض دليل الفساد يقول صاحب(الانتصار لحزب الله الموحدين و الرد على من جادل عن المشركين): (فإن كان مرتكب الشرك الأكبر معذورا لجهله، فمن هو الذي لا يعذر؟
ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلا المعاند. مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله, بل لابد أن يتناقض؛ فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم, أو شك في البعث, أو غير ذلك من أصول الدين. والشاك جاهل!.
والفقهاء رحمهم الله: يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: وأنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه /: نطقا, أو فعلا, أو شكا, أو اعتقادا . وسبب الشك: الجهل.
ولازم هذا: أنا لا نكفر جهلة اليهود والنصارى, ولا الذين يسجدون الشمس والقمر والأصنام لجهلهم, ولا الذين حرقهم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بالنار ؛ لأننا نقطع أنهم جهال!!!
وقد أجمع العلماء على كفر من لم يكفر اليهود والنصارى أو يشك في كفرهم، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال.)
تاسعا:اليك أخي الكريم جملة من الاحالات على كتب أهل العلم من غير أئمة الدعوة في عدم اعذار الجاهل في مسائل التوحيد -و بعضها في عدم الاعذار في قطعيات الدين و أصوله فيدخل فيها التوحيد من باب أولى-اذ هو قطعي القطعيات و ضروري الضروريات و أصل الأصول- :
من علماء الأحناف:أبي حنيفة أنظر (بدائع الصنائع )للكسائي ج9ص4378
ملا علي القاري(شرح الشفا)ج2ص429
الخادمي (منافع الدقائق)ص
292
المالكية :الدردير (الشرح الصغير)"باب الردة"ص347
القاضي عياض في الشفاءأنظر(شرح الشفاء)ج2ص429
بل قال ابن عرفة : ((قَوْلُهُ: أَوْ شَكَّ فِي ذَلِكَ) أَيْ سَوَاءٌ كَانَ مِمَّنْ يُظَنُّ بِهِ الْعِلْمُ أَوْ لَا؛ لِأَنَّ الْحَقَّ أَنَّهُ لَا يُعْذَرُ فِي مُوجِبَاتِ الْكُفْرِ بِالْجَهْلِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ أَبُو الْحَسَنِ فِي شَرْحِ الرِّسَالَةِ.)(الشرح الكبير و حاشية الدسوقي)ج4 ص302 ط دار الفكر.
و قال القرافي في(أنوار البروق في أنواء الفروق):... وَمَنْ أَقْدَمَ مَعَ الْجَهْلِ فَقَدْ أَثِمَ خُصُوصًا فِي الِاعْتِقَادَاتِ فَإِنَّ صَاحِبَ الشَّرْعِ قَدْ شَدَّدَ فِي عَقَائِدِ أُصُولِ الدِّينِ تَشْدِيدًا عَظِيمًا بِحَيْثُ إنَّ الْإِنْسَانَ لَوْ بَذَلَ جَهْدَهُ وَاسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ فِي رَفْعِ الْجَهْلِ عَنْهُ فِي صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ فِي شَيْءٍ يَجِبُ اعْتِقَادُهُ مِنْ أُصُولِ الدِّيَانَاتِ، وَلَمْ يَرْتَفِعْ ذَلِكَ الْجَهْلُ فَإِنَّهُ آثِمٌ كَافِرٌ بِتَرْكِ ذَلِكَ الِاعْتِقَادِ الَّذِي هُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْإِيمَانِ وَيَخْلُدُ فِي النِّيرَانِ عَلَى الْمَشْهُورِ منْ الْمَذَاهِبِ مَعَ أَنَّهُ قَدْ أَوْصَلَ الِاجْتِهَادَ حَدَّهُ.
وَصَارَ الْجَهْلُ لَهُ ضَرُورِيًّا لَا يُمْكِنُهُ دَفْعُهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يُعْذَرْ بِهِحَتَّى صَارَتْ هَذِهِ الصُّورَةُ فِيمَا يُعْتَقَدُ أَنَّهَا مِنْ بَابِ تَكْلِيفِ مَا لَا يُطَاقُ فَإِنَّ تَكْلِيفَ الْمَرْأَةِ الْبَلْهَاءِ الْمَفْسُودَةِ الْمِزَاجِ النَّاشِئَةِ فِي الْأَقَالِيمِ الْمُنْحَرِفَةِ عَمَّا يُوجِبُ اسْتِقَامَةَ الْعَقْلِ كَأَقَاصِي بِلَادِ السُّودَانِ وَأَقَاصِي بِلَادِ الْأَتْرَاكِ فَإِنَّ هَذِهِ الْأَقَالِيمَ لَا يَكُونُ لِلْعَقْلِ فِيهَا كَبِيرُ رَوْنَقٍ....)ج2ص 150-151 ط عالم الكتب.
و قال أيضا : (... حجة الجاحظ: أن المجتهد في أصول الدين إذا بذل جهده فقد فنيت قدرته فتكليفه بعد ذلك بما زاد على ذلك تكليف بما لا يطلق وهو منفي في الشريعة، وإن قلنا بجوازه لقوله تعالى: «لا يكلف الله نفساً إلها وسعها» .
حجة الجمهور: أن أصول الديانات مهمة عظيمة فلذلك شرع الله تعالى فيها الإكراه دون غيرها فيكره على الإسلام بالسيف والقتال والقتل وأخذ الأموال والذراري وذلك أعظم الإكراه، وإذا حصل الإيمان في هذه الحالة اعتبر في ظاهر الشرع وغيره لو وقع بهذه الأسباب لم يعتبر، ولذلك لم يعذره الله بالجهل في أصول الدين إجماعاً)(شرح تنقيح الفصول)ص439ط شركة الطباعة الفنية.
الشافعية :
كلام الشافعي أنظر المنثور في القواعد للزركشي ج2ص15-17 ط المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بالكويت ،
الطبري أنظر فتح الباري لابن حجرج12 ص313 ،
و قال الحليمي : ( إن العاقل المميز إذا سمع أية دعوة كانت إلى الله تعالى فترك الاستدلال بعقله على صحتها وهو من أهل الاستدلال والنظر كان بذلك معرضا عن الدعوة)أنظر (روح المعاني )للألوسي ج8ص39 ط دار الكتب العلمية .
الحنابلة :هناك نصوص الشيخين ابن تيمية و ابن القيم ،لعلنا نوردها في مشاركة قادمة -ان يسر الله –سبحانه-
عاشرا:فيما يخص بعض النقول التي يوردها المخالفون عن محمد بن عبد الوهاب ،و بعض أئمة الدعوة ،فسنفردها بمشاركة لاحقة للرد عليها.
...تلك عشرة كاملة .
أخي أبا الحارث أرجوا أن تتأمل فيها بتجرد و انصاف و تعمل النظر أولا: طلبا للحق،"و ثانيا:احتراما للجهد الذي بذلته فيها –أمزح- ،و لكن هذا المزاح حق فهي أول مرة أجلس في البيت كل هذا الوقت أمام الحاسوب لأكتب مشاركة ثم آتي الى مقهى النت لارسالها – لا تأخذ علي-"(هزل)
(أعود الى الجد فأقول :
ثم تحدد "مواضع الاتفاق" و" مواضع الاختلاف" أي أن تحرر محل النزاع بعد التأمل فيما سبق فلا أظن -أننا نختلف في جميع جزئيات المسألة- .
أخي الكريم-وفقك الله لكل خير- علينا بالتجرد للحق و الانفكاك عن غشاوة التقليد و التعصب للآراء و أنا لا اتهمك بذلك و انما تذكرة أذكر بها نفسي -قبل غيري- ،و أصدقك القول –والله يشهد-أني عزمت على الرغم من جزمي بصحة ما أعتقده في هذه المسألة باعادة دراستها –دراسة قد تأخذ زمنا مديدا- بتجرد و استعداد لقبول الحق مهما كان.
أولا: بتأمل ما ورد فيها من آيات و أحاديث بالرجوع الى القرآن و ما أمكن الوقوف عليه من السنة الثابتة الصحيحة .
ثانيا :مراجعة كلام المفسرين و شراح الأحاديث .
ثالثا:تأمل كلام العلماء في القضية ابتداءا بكلام علماء المذاهب و الأصوليين المتقدمين، و انتهاءا بالعلماء المعاصرين ،مرورا بابن تيمية و ابن القيم و الشوكاني و الصنعاني و محمد بن عبد الوهاب و أئمة الدعوة النجدية و غيرهم من المحققين.
و قبل ذلك و بعده التضرع لله و الالتجاء اليه و سؤاله الهداية و التوفيق و الصواب .
ابو الحارث مهدي
2011-11-01, 18:44
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
ليَهْنَكَ العِلْمُ ' أَبَا زَيد '
.
هَكَذَا فَكُنْ
وذلك الذي أردتُ منكَ
البحث العلمي مع الصبر والمصابرة
ولا يخفى علينا جميعا أننا في أيام الحج الأكبر
ويرادفه يوم النحر؛ ( عيد الأضحى المبارك )
وأنا متأهب للسفر -غدا إن شاء الله - عودة إلى الزوجة ' أم الحارث ' والأولاد
لأني غريب الدار نائي الديار
.
وبعد العيد إن شاء الله لقاءنا يتجدد
وفي الختام
جزاك الله خيراً وبارك فيك وأحسن إليك وأجزل لك المثوبة
وتقبل الله منَّا ومنكم صالح الأعمال
والسلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
ابوزيدالجزائري
2011-11-03, 10:19
أخي الكريم ...حفظك الله و حفظ أهلك و أولادك من كل سوء .
أرجوا أن تقضي عيدا مباركا و جميلا....
taleblalmi
2011-12-05, 21:48
هناك حالة ثالثة لعدم قيام الحجة على من لم يفهمها وهي عدم قدرة المبلغ على الافهام لضعف في المستوى أو غير ذلك و الله اعلم
ابو الحارث مهدي
2011-12-09, 21:44
هناك حالة ثالثة لعدم قيام الحجة على من لم يفهمها وهي عدم قدرة المبلغ على الافهام لضعف في المستوى أو غير ذلك و الله اعلم
- قال الشيخ سليمان بن سحمان -رحمه الله- في "منهاج الحق والاتِّباع" (ص/68) :
(( الذي يظهر لي – والله أعلم – أنَّها لا تقوم الحجة إلاَّ بمن يُحسِنُ إقامتها ، وأما من لا يحسن إقامتها ؛ كالجاهل الذي لا يعرف أحكام دينه ، ولا ماذكره العلماء في ذلك ؛ فإنه لا تقوم به الحجَّة )) .
وراجع فتوى الإمام الألباني -رحمه الله- في المشاركة رقم: (22)
وجزاك الله خيراً أيها الطالب
ابو الحارث مهدي
2011-12-09, 22:09
أخي الكريم ...حفظك الله و حفظ أهلك و أولادك من كل سوء .
أرجوا أن تقضي عيدا مباركا و جميلا....
اللَّهُمَّ آمين أخي الحبيب
جزاك الله خيراً
هَا قَدْ عُدْنَا وَالعَوْدُ أَحْمَدُ
وعذراً على التأخير فقد حبسني حابس الفيل
- وددتُ منك أخي - طبعا لو تكرمت -لو تُعيد تعديل المشاركتين الأخيرتين رقم (23)(24)، من ناحية الحجم
وذلك أن حجم الحروف غير مُتَّسِق، ويا حبذا لو كانت الحروف مكبلة بقيد الحجم رقم (6) لا تتجاوزه، فتكون بذلك أيسر للقارئ .
ابو الحارث مهدي
2011-12-09, 23:25
أخي الكريم-وفقك الله لكل خير- علينا بالتجرد للحق و الانفكاك عن غشاوة التقليد و التعصب للآراء و أنا لا اتهمك بذلك و انما تذكرة أذكر بها نفسي -قبل غيري- ،و أصدقك القول –والله يشهد-أني عزمت على الرغم من جزمي بصحة ما أعتقده في هذه المسألة باعادة دراستها –دراسة قد تأخذ زمنا مديدا- بتجرد و استعداد لقبول الحق مهما كان.
أولا: بتأمل ما ورد فيها من آيات و أحاديث بالرجوع الى القرآن و ما أمكن الوقوف عليه من السنة الثابتة الصحيحة .
ثانيا :مراجعة كلام المفسرين و شراح الأحاديث .
ثالثا:تأمل كلام العلماء في القضية ابتداءا بكلام علماء المذاهب و الأصوليين المتقدمين، و انتهاءا بالعلماء المعاصرين ،مرورا بابن تيمية و ابن القيم و الشوكاني و الصنعاني و محمد بن عبد الوهاب و أئمة الدعوة النجدية و غيرهم من المحققين.
و قبل ذلك و بعده التضرع لله و الالتجاء اليه و سؤاله الهداية و التوفيق و الصواب .
بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
الحمد لله الذي يسر لعباده سبل العلم وهذا من واسع فضله ونعمته نسأل الله أن يوزعنا أن نشكر نعمه في سلامة وعافية وأن يعيننا على محبته وشكره وحسن عبادته ..
و قبل ذلك و بعده التضرع لله و الالتجاء اليه و سؤاله الهداية و التوفيق و الصواب .
نعم أخي الحبيب صدقت في ما قلتَ أحسن الله إليك
ومما لابدَّ من ذكره قبل الشروع في .....
ابو الحارث مهدي
2011-12-09, 23:26
يقول الامام محمد بن عبد الوهاب في (ستة مواضع من السيرة )
الموضع السادس :قصة الردة بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم ،فمن سمعها ثم بقي في قلبه مثقال ذرة من شبهة الشياطين الذين يسمون العلماء ،و هي قولهم :هذا هو الشرك ،لكن يقولون :لا اله الا الله ،و من قالها لا يكفر بشيء)(مجموعة التوحيد)ص33
وبحكم أنكَ اقتصرتَ على الشاهد من كلام الشيخ، فأنا لا أقولُ أخي الحبيب كما قلتَ:
و إذا نقلتم عنهم تنقلون نقولا مبتورة
الموضع السادس [قصة الردة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم]:
( فمن سمعها لا يبقى في قلبه مثقال ذرة من شبهة الشياطين الذين يسمون "العلماء" وهي قولهم: (هذا هو الشرك، لكن يقولون: لا إله إلا الله، ومن قالها لا يكفر بشيء!) وأعظم من ذلك وأكبر تصريحهم بأن البوادي ليس معهم من الإسلام شعرة، ولكن يقولون: لا إله إلا الله، وهم بهذه اللفظة أهل إسلام، وحرم الإسلام مالهم ودمهم، مع إقرارهم بأنهم تركوا الإسلام كله، ومع علمهم بإنكارهم البعث واستهزائهم بمن أقرّ به، واستهزائهم وتفضيلهم دين آباءهم المخالف لدين النبي صلى الله عليه وسلم، ومع هذا كله يصرخ هؤلاء الشياطين المردة الجهلة: (إن البدو أسلموا، ولو جرى ذلك كله، لأنهم يقولون: أن لا إله إلا الله), ولازم قولهم أن اليهود أسلموا لأنهم يقولونها، وأيضاً كفر هؤلاء أغلظ من كفر اليهود بأضعاف مضاعفة - أعني البوادي المتصفين بما ذكرنا - والذي يبين ذلك من قصة الرّدّة )
تَنَبَّه أخي -بارك الله- فيك إلى قول الشيخ -رحمه الله-:"ليس معهم من الإسلام شعرة....مع إقرارهم بأنهم تركوا الإسلام كله، ومع علمهم بإنكارهم البعث واستهزائهم بمن أقرّ به، واستهزائهم وتفضيلهم دين آباءهم المخالف لدين النبي صلى الله عليه وسلم"
فهل هؤلاء الذين هذا حالهم؛ يَشُكُّ أحد شمَّ رائحة الإسلام في أن كفرهم-كما قال الشيخ - أغلظ من كفر اليهود بأضعاف مضاعفة ؟
لكن هل هذا يدخل في مسألة العذر بالجهل-على نحو التفصيل الآتي- أم هو حال المرتدين عن الإسلام جملة وتفصيلا ؟
أظن أن هذا من التداخل الذي لا يحمد صاحبه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل أن الاستشهاد بقول عالم ما، ووضعه في غير محله، هو نوع من أنواع التَّقوُّل عليه بغير حق ونسبته إلى مذهب هو برئ منه، وبخاصة إذا تعلقت المسألة بالأعيان وهذا من الحرص على التوحيد وخشية أن يتهم من لا ينطبق عليه الحكم فيتنزل عليه حكم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-(فقد باء بها أحدهما )
وإليك أخي الحبيب قول الشيخ - رحمه الله – في مسألة العذر بالجهل؛ حيث قال:
( وأما الكذب والبهتان فمثل قولهم إنا نكفر بالعموم ونجيب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل ،ومثل هذا وأضعاف أضعافه فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر الينا أو لم يكفر ويقاتل سبحانك هذا بهتان عظيم ) .
وقال أيضا- رحمه الله تعالى-: ( بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعدما نبين له الحجة على بطلان الشرك) .
وقال أيضا- رحمه الله تعالى- :( ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم فهذا من بهتان الأعداء وكذلك قولهم إني أقول من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجيء عندي فهذا أيضا من البهتان إنما المراد إتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه وكذلك من عبد الأوثان بعدما عرف أنه دين المشركين وزينه للناس فهذا الذي أكفره وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلا رجلا معاندا أو جاهلا ) .
وقال أيضا - رحمه الله تعالى-: ( وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالمولاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله) .
((وبعد جمع النصوص عن الإمام –رحمه الله- في هذه المسألة يتضح أن منهجه فيها ، مؤتلف غير مختلف يصدق بعضه بعضا ،فهو يرى العذر بالجهل لمن لم تقم عليه الحجة مثل من كان حديث عهد بإسلام ، أو ببادية بعيدة عن العلم ، أو كان في المسائل الخفية ، ولا يرى العذر بالجهل لمن قامت عليه الحجة ، ففرط في التعلم ، أو ادعى الجهل في أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه ، وكانت مما يُعلم من الدين بالضرورة .
الذي يظهر أن هذه الأمور التي يعذر بها الشيخ مسائل نسبية يدور مريد الحق في فلكها فكلُ من أراد الحكم على معين لا بد أن ينظر إلى هذه المسألة وإلى المحيط الذي تقع فيه مثل هذه المسألة ومن المتلبس بها
لا أن يقال بإطلاق بالعذر أو عدمه !!))(¹)
وقد تكون المسائل الخفية بل حتى المسائل الجلية ظاهرة في زمان خافية في آخر ، لأن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والبيئات ، فقد يكون الأمر ضروريا في بيئة ويكون نظريا في أخرى .
(¹) ( الجهل بمسائل الاعتقاد وحكمه ) للشيخ عبد الرزاق بن طاهر معاش
ابو الحارث مهدي
2011-12-09, 23:41
يقول شيخ الاسلام:
(وَاَلَّذِينَ يَحُجُّونَ إلَى الْقُبُورِ يَدْعُونَ أَهْلَهَا وَيَتَضَرَّعُونَ لَهُمْ وَيَعْبُدُونَهُمْ وَيَخْشَوْنَ غَيْرَ اللَّهِ وَيَرْجُونَ غَيْرَ اللَّهِ كَالْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ آلِهَتَهُمْ وَيَرْجُونَهَا...)
(مجموع الفتاوى)ج27 ص256.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : - رحمه الله-:
(...وهذا يضاهى ما كان المشركون عليه في المسجد الحرام لما كانت فيه الأوثان وكانوا يقصدونه لأجل تلك الأوثان التي فيه لم يكونوا يصلون فيه بل كما قال تعالى ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ) لكن كانوا يعظمون نفس البيت ويطوفون به كما كانوا يحجون كل عام مع ما كانوا غَيَّرُوهُ من شريعة إبراهيم حتى بعث الله محمدا بالهدى ودين الحق وأمره بإتباع ملة إبراهيم فأظهرها ودعا إليها وأقام الحج على ما شرعه الله لإبراهيم ونفى الشرك عن البيت وأنزل الله تعالى ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفى النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين )
فبين أن عمار المساجد هم الذين لا يخشون إلا الله ومن لم يخش إلا الله فلا يرجو ويتوكل إلا عليه فإن الرجاء والخوف متلازمان
والذين يحجون إلى القبور يدعون أهلها ويتضرعون لهم ويعبدونهم ويخشون غير الله ويرجون غير الله كالمشركين الذين يخشون ألهتم ويرجونها ولهذا لما قالوا لهود عليه السلام ( إن نقول إلا إعتراك بعض آلهتنا بسوء....).) إلى أخر كلامه رحمه الله.
ولا يسعني في بداية توجيه هذا النقل عن شيخ الإسلام إلا إضافة توطئة منهجية من درر العلامة الفهامة الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله- حيث قال في " كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ":
(الأمر الثالث: تميز كلامه رحمه الله بأنه يؤصل ويستطرد؛ يعني تميز كلامه بتأصيل واستطراد، فالتأصيل ما يذكر فيه أصل المسألة ويذكر فيه صورتها، ويذكر فيه الحكم عليها، ثم يستطرد إما ناقلا للأقوال التي تؤيد كلامه، وإما ينقل النظائر التي تدل على أن قوله الذي ذكره صواب وأنه هو الراجح وأنه هو الذي لا يسوغ القول بغيره في بعض المسائل، وإما يكون استطر ببيان أقوال المخالفين في هذه المسألة والرد عليها.
فإذا أتى طالب العلم ونظر إلى تأصيله يقف عنده، ثم إذا نظر نظرة أخرى ووجد بداية الاستطراد يضع هنا بداية الاستطراد حتى يفرق بين كلامه في التأصيل وكلامه في الاستطراد.
وكلامه رحمه الله في الاستطراد إنما هو -كما ذكرتُ- لأسباب قد يكون يذكر النظائر والكلام المستطرد لا يراد منه تأصيل المسألة وإنما يراد منه التدليل على صحة الأصل؛ إما بتقعيد أو تنظير أو استدلال أو نُقُول أو برد على مخالف أو بيان ضعف حجة من خالف ذلك التأصيل.
لهذا ينتبه طالب العلم بأنه لا يأخذ كلامه دائما من المستطردات؛ بل يأخذها من التأصيلات؛ لأن الاستطراد قد يكون -كما ذكرتُ- عنى به شيئا عرض فيه لبعض ما يريد من هذه المسألة التي استطرد إليها، كنظيره لمسألة بمسألة........ فينتبه طالب العلم أنه إذا نظر في كلام شيخ الإسلام يفرق ما بين التأصيل والتنظير، ما بين التأصيل والاستطراد، ولا يأخذ المسألة دائما من الاستطراد ).
قلت : وعليه فإن كلام شيخ الإسلام -سابق الذكر- كان تأصيلا لبيان ما كان عليه المشركون ومشابهة عبَّاد القبور لهم في ذلك
وهذا خارج عن محل النزاع في مسألة العذر بالجهل من جهة ، وأنه جاء في حكم العموم لا على التعيين من جهة أخرى، وهذا هو الذي وجدته في جميع الكتب التي لا يعذر أصحابها بالجهل، في استشهادهم بكلام شيخ الإسلام، وهو بمثابة من يستدل بنصوص الشرع العامة ولا يرفع رأساً بالنصوص الخاصة القاضية على ذلك العموم(¹)، وإلاّ فكلام شيخ الإسلام في هذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، وإليك نص كلامه -رحمه الله تعالى-وهو يتكلم عن الشرك الأكبر ،حيث قال في "الرد على البكري (ص377)":
( نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك، بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله، لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم مما يخالفه)
وقال - رحمه الله -:
( وحقيقة الأمر : أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع
كلما رأوهم قالوا : من قال كذا فهو كافر،اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله
ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين
إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع
يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم هذا الكلام بعينه
فإن الإمام أحمد مثلا قد باشر الجهمية الذين دعوه إلى القول بخلق القرآن ونفي الصفات ، وامتحنوه وسائر علماء وقته وفتنوا المؤمنين والمؤمنات الذين لم يوافقوهم على التجهم بالضرب والحبس …
وذكر أن أكثر أولي الأمر كانوا يكفرون كل من لم يكن جهميا موافقا لهم ويعاملونهم معاملة الكفار …الخ ،إلى قوله : ( ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهم فإن الدعاء إلى المقالة أعظم منقولها
وإثابة قائلها وعقوبة تاركها أعظم من مجرد الدعاء إليها …..
ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره ، ممن ضربه وحبسه ، واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه …
ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم
فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع
وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية ….
وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفر به قوما معينين ، فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان ففيه نظر ، أو يحمل الأمر على التفصيل ، فيقال : من كفر بعينه ، فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير وانتفت موانعه، ومن لم يكفره بعينه فلانتفاء ذلك في حقه ،هذا مع إطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم )أهـ.
مجموع الفتاوى(12/261-262)
(¹)1-كمَنْ يستدل على تحريم السمك؛ بقوله تعالى ( حرِّمت عليكم الميتة ...)
2-نقل ابن عبد البر -رحمه الله- في كتاب: التمهيد عن الإمام أحمد، قال: إن الذين يعارضون الأحاديث بظاهر القرآن عملهم منكر، لا ينبغي أن تعترض على الأحاديث بظاهر القرآن؛ لأن القرآن حمال ذو وجوه، والسنة بينت القرآن، فينبغي أن يؤخذ بالمبيِّن، وهذا معنى قول يحيى بن أبي كثير رحمه الله: إن السنة قاضية على كتاب الله، وهذا أيضاً كلام الإمام الدارمي ، وابن عبد البر ، وجماعة من السلف. سئل الإمام أحمد هل تذهب إلى أن السنة قاضية على كتاب الله؟ فقال: ما أجسر أن أقوله، إنما السنة مبينة لكتاب الله، إذاً: المسألة لفظية فقط، كأن الإمام أحمد كره هذا اللفظ الذي يتصور منه تقديم السنة على القرآن، فلأجل هذا تحاشى الإمام أحمد تحاشى إطلاق اللفظ، وأتى بلفظ يفهم منه المعنى تماماً، وهو أن السنة مبينة للقرآن.
ابو الحارث مهدي
2011-12-10, 08:20
و قال القرافي في(أنوار البروق في أنواء الفروق)... وَمَنْ أَقْدَمَ مَعَ الْجَهْلِ فَقَدْ أَثِمَ خُصُوصًا فِي الِاعْتِقَادَاتِ فَإِنَّ صَاحِبَ الشَّرْعِ قَدْ شَدَّدَ فِي عَقَائِدِ أُصُولِ الدِّينِ تَشْدِيدًا عَظِيمًا بِحَيْثُ إنَّ الْإِنْسَانَ لَوْ بَذَلَ جَهْدَهُ وَاسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ فِي رَفْعِ الْجَهْلِ عَنْهُ فِي صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ فِي شَيْءٍ يَجِبُ اعْتِقَادُهُ مِنْ أُصُولِ الدِّيَانَاتِ، وَلَمْ يَرْتَفِعْ ذَلِكَ الْجَهْلُ فَإِنَّهُ آثِمٌ كَافِرٌ بِتَرْكِ ذَلِكَ الِاعْتِقَادِ الَّذِي هُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْإِيمَانِ وَيَخْلُدُ فِي النِّيرَانِ عَلَى الْمَشْهُورِ منْ الْمَذَاهِبِ مَعَ أَنَّهُ قَدْ أَوْصَلَ الِاجْتِهَادَ حَدَّهُ.
وَصَارَ الْجَهْلُ لَهُ ضَرُورِيًّا لَا يُمْكِنُهُ دَفْعُهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يُعْذَرْ بِهِ حَتَّى صَارَتْ هَذِهِ الصُّورَةُ فِيمَا يُعْتَقَدُ أَنَّهَا مِنْ بَابِ تَكْلِيفِ مَا لَا يُطَاقُ فَإِنَّ تَكْلِيفَ الْمَرْأَةِ الْبَلْهَاءِ الْمَفْسُودَةِ الْمِزَاجِ النَّاشِئَةِ فِي الْأَقَالِيمِ الْمُنْحَرِفَةِ عَمَّا يُوجِبُ اسْتِقَامَةَ الْعَقْلِ كَأَقَاصِي بِلَادِ السُّودَانِ وَأَقَاصِي بِلَادِ الْأَتْرَاكِ فَإِنَّ هَذِهِ الْأَقَالِيمَ لَا يَكُونُ لِلْعَقْلِ فِيهَا كَبِيرُ رَوْنَقٍ....)ج2ص 150-151 ط عالم الكتب.
و قال أيضا (... حجة الجاحظ: أن المجتهد في أصول الدين إذا بذل جهده فقد فنيت قدرته فتكليفه بعد ذلك بما زاد على ذلك تكليف بما لا يطلق وهو منفي في الشريعة، وإن قلنا بجوازه لقوله تعالى: «لا يكلف الله نفساً إلها وسعها» .
حجة الجمهور: أن أصول الديانات مهمة عظيمة فلذلك شرع الله تعالى فيها الإكراه دون غيرها فيكره على الإسلام بالسيف والقتال والقتل وأخذ الأموال والذراري وذلك أعظم الإكراه، وإذا حصل الإيمان في هذه الحالة اعتبر في ظاهر الشرع وغيره لو وقع بهذه الأسباب لم يعتبر، ولذلك لم يعذره الله بالجهل في أصول الدين إجماعاً)(شرح تنقيح الفصول)ص439ط شركة الطباعة الفنية.
قال القرافي في (أنوار البروق في أنواء الفروق) :
(النوع الثاني جهل لم يتسامح صاحب الشرع عنه في الشريعة فلم يعف عن مرتكبه وضابطه أن كل ما لا يتعذر الاحتراز عنه ولا يشق لم يعف عنه وهذا النوع يطرد في أصول الدين وأصول الفقه وفي بعض أنواع من الفروع أما أصول الدين فلأن صاحب الشرع لما شدد في جميع الاعتقادات تشديدا عظيما بحيث إنالإنسان لو بذل جهده واستفرغ وسعه في رفع الجهل عنه في صفة من صفات الله أو في شيء يجب اعتقاده من أصول الديانات ولم يرتفع ذلك الجهل لكان بترك ذلك الاعتقاد آثما كافرا يخلد في النيران على المشهور من المذاهب مع أنه قد أوصل الاجتهاد حده وصار الجهل له ضروريا لا يمكنه رفعه عن نفسه حتى صارت هذه الصورة فيما يعتقد أنها من باب تكليف ما لا يطاق وبحيث إنه يكلف بأدلة الوحدانية ودقائق أصول الدين نحو المرأة البلهاء المفسودة المزاج الناشئة في الأقاليم المنحرفة عما يوجب استقامة العقل كأقاصي بلاد السودان وأقاصي بلاد الأتراك فإن هذه الأقاليم لا يكون للعقل فيها كبير رونق.............
وأما أصول الفقه فقال العلماء يلحق بأصول الدين قال أبو الحسين في كتاب المعتمد في أصول الفقه إن أصول الفقه اختص بثلاثة أحكام عن الفقه أن المصيب فيه واحد والمخطئ فيه آثم ولا يجوز التقليد فيه وأما بعض أنواع الفروع فأحدها نوع العبادات لما مر عن العلامة الأمير من أن القاعدة أن الجاهل فيها كالعامد.....)
أليس هذا القول مناقض لقوله تعالى:
( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ...)الآية
فأخبر الله تعالى أنه لا يكلف أحداً من هذه الأمة إلاَّ وسعه، ثم حكى دعاءها إياه بألاّ يؤاخذها بالنسيان والخطأ
وما ذكر من الدعاء في الآية
وثبت هذا في صحيح مسلم أن الله تعالى قال: (قد فعلت)
أليس هذا القول: "والمخطئ فيه آثم"
مناقض لقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران , وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ".
وباتفاق الشراح أن أجر الاجتهاد ثابت لكليهما، وأن الأجر الاضافي للمصيب هو أجر الإصابة إجمالا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- :
( ومنهم من قال المسائل الأصولية هي ما كان عليها دليل قطعي والفرعية ما ليس عليها دليل قطعي قال أولئك وهذا الفرق خطأ أيضا فان كثيرا من المسائل العملية عليها أدلة قطعية عند من عرفها وغيرهم لم يعرفها وفيها ما هو قطعي بالإجماع كتحريم المحرمات ووجوب الواجبات الظاهرة ثم لو أنكرها الرجل بجهل وتأويل لم يكفر حتى تقام عليه الحجة كما أن جماعة استحلوا شرب الخمر على عهد عمر منهم قُدَامَة ورأوا أنها حلال لهم ولم تكفرهم الصحابة حتى بينوا لهم خطأهم فتابوا ورجعوا ...
وقد كان على عهد النبي– صلى الله عليه وسلم - طائفة أكلوا بعد طلوع الفجر حتى تبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؛ ولم يؤثمهم النبي– صلى الله عليه وسلم -فضلا عن تكفيرهم، وخطؤهم قطعي ...
وفي زماننا لو أسلم قوم في بعض الأطراف ولم يعلموا بوجوب الحج أو لم يعلموا تحريم الخمر لم يحدوا على ذلك وكذلك لو نشئوا بمكان جهل.
وقد زنت على عهد عمر امرأة فلما أقرت به، قال عثمان: إنها لتستهل به استهلال من لا يعلم أنه حرام، فلما تبين للصحابة أنها لاتعرف التحريم لم يحدوها واستحلال الزنا خطأ قطعا. ...فمن قال: إن المخطئ في مسألة قطعية أو ظنية يأثم؛ فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع القديم..
قالوا وأيضا فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر إضافي بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفا للقول في نفسه فان الإنسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة أو بالنقل المعلوم صدقه عنده وغيره لا يعرف ذلك لا قطعا ولا ظنا وقد يكون الإنسان ذكيا قوى الذهن سريع الإدراك فيعرف من الحق ويقطع به مالا يتصوره غيره ولا يعرفه لا علما ولا ظنا ، فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة وبحسب قدرته على الاستدلال والناس يختلفون في هذا وهذا فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه حتى يقال كل من خالفه قد خالف القطعي بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد وهذا مما يختلف فيه الناس فعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ينعكس)
مجموع الفتاوى (19/209).
وقال – رحمه الله - :" فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان , سواء كان في المسائل النظرية أو العملية , هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الإسلام .
وما قسموا المسائل إلى مسائل أصول يكفر بإنكارها ومسائل فروع لا يكفر بإنكارها .
فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل الأصول وبين نوع آخر وتسميته مسائل الفروع ,فهذا الفرق ليس له أصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين لهم بإحسان , ولا أئمة الإسلام , وإنما هو مأخوذ عن المعتزلة وأمثالهم من أهل البدع , وعنهم تلقاه من ذكره من الفقهاء في كتبهم , وهو تفريق متناقض , فانه يقال لمن فرق بين النوعين :
ما حد مسائل الأصول التي يكفر المخطئ فيها ؟
وما الفاصل بينها وبين مسائل الفروع ؟
فان قال : مسائل الأصول هي مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع هي مسائل العمل
قيل له : فتنازع الناس في محمد هل رأى ربه أم لا, وفى أن عثمان أفضل من على أم على أفضل , وفى كثير من معاني القرآن وتصحيح بعض الأحاديث هي من المسائل الاعتقادية والعلميةولا كفر فيها بالاتفاق......" مجموع الفتاوى (23/346).
وأكاد أقطع جازماً أنّ أخي"أبو زيد"-حفظه الله - لا يتبنى هذا المذهب الردئ الذي حكاه القَرَافي
لكن السؤال الذي لا بدَّ منه، لماذا يَتَكَثَّر بما لم يعتقد ؟
ولعَلَّ عذري في طرح السؤال هو ما صرح به حيث قال:
سادسا:ما أعتقده في هذه المسألة ما قرره العلامة الفوزان في بيانه عن "الجهل و العذر به" بقوله:
......................
ثالثًا: يعذر بالجهل في الأمور الخفية التي تحتاج إلى بيان حتى تبين له حكمها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد ستبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه"، فالحلال بين يؤخذ والحرام البين يتجنب والمختلف فيه يتوقف فيه حتى يتبين حكمه بالبحث وسؤال أهل العلم.
سفيان الثوري السلفي
2011-12-10, 09:01
الفرق بين إقامة الحجة وفهم الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد .
إن فقه الحجة و فهمها والتزامها لا يعتبر من شروط إقامة الحجة ، فيكفي لإقامة الحجة على المخالف أن تأتيه بالدليل الذي يدفع به عجزه وجهله بالمسألة ، بلغة يعيها ، ويفهم معها مدلولات الخطاب الشرعي الذي سيرفع عنه عجزه بالجهل في المسألة .
فالفرق واضح بين فهم الحجة كمدلول ولغة وكلمات ، وبين فهم الحجة كفقه والتزام ، فالأولى شرط في إقامة الحجة ، والثانية ليست كذلك ، وإليكم أمثلة على ذلك :
ـ قال الله تعالى : " ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين " ، يقول السعدي رحمه الله تعالى : " أي : ومن هؤلاء المشركين ، قوم يحملهم بعض الأوقات ، بعض الدواعي إلى الاستماع ، ولكنه استماع خال من قصد الحق واتباعه ، ولهذا لا ينتفعون بذلك الاستماع ، لعدم إرادتهم للخير " ا ـ هـ .
فهؤلاء المشركون سمعوا الخطاب بلغتهم ، لكنهم لم يلتزموه أو يفقهوه ، ومع هذا سماهم الله مشركين .
ـ وقال الله تعالى : " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ " ، قال الطبري رحمه الله في تفسيره : " يقول تعالى ذكره للمؤمنين بالله ورسوله من أصحاب نبيّ الله صلى الله عليه وسلم : لا تكونوا أيها المؤمنون في مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم كالمشركين الذين إذا سمعوا كتاب الله يتلى عليهم , قالوا قد سمعنا بآذاننا وهم لا يسمعون يقول : وهم لا يعتبرون ما يسمعون بآذانهم . ولا ينتفعون به لإعراضهم عنه , وتركهم أن يوعوه قلوبَهم ويتدبروه فجعلهم الله لما لم ينتفعوا بمواعظ القرآن وإن كانوا قد سمعوها بآذانهم , بـمنزلة من لـم يسمعها " ا ـ هـ .
" سَمِعْنَا " هي سماع الخطاب الشرعي بالمدلولات اللغوية المفهومة ، " وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ " أي لا يفقهون ولا يلتزمون .
ـ وقال تعالى : " وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ " ، يقول البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره : " فقال: ( ومنهم من يستمعون إليك ) بأسماعهم الظاهرة فلا ينفعهم ، ( أفأنت تسمع الصم ) ، يريد: سمع القلب ، ( ولو كانوا لا يعقلون ) " ا ـ هـ .
وغيرها الكثير من الآيات التي تثبت بأن للكفار جوارح ، لكنها جوارح لا تنفعهم بالاهتداء للحق رغم ما يسمعوه من الحجج والبراهين ، وبالتالي هؤلاء لايمكن أن يقال عنهم أنهم معذورون بالجهل لأن الحجة لم تقم عليهم ، ولعدم فقههم لحقيقة الخطاب .
وقد ترد هاهنا شبهة ،تقول بأن كثير من كفار زماننا يجهلون الإسلام ، وبالتالي هم معذورون بجهلهم هذا ! فأقول :
ضابط الجهل الذي يعذر صاحبه هو الجهل المعجِز ، الذي لا يمكن لصاحبه أن يدفعه ، رغم بذله كل جهده في سبيل ذلك ، أما وأننا اليوم نعيش زمن التقدم التقني ، وسرعة الاتصالات ، ونقل المعلومات ، فإن العذر بالجهل يضيق بها ، لأنه لا عذر لمن كانت هذه الوسائل حوله ، ثم هو لا يرفع لها رأسا رغم قدرته على ذلك ! .. أحسب أولئك أن تتنزل الصحف من السماء على كل أحد منهم ؟ .. قال الله تعالى : " فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً " .
والله أعلم .. وصل الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم ....نقله اخوكم سفيان الثوري تبيانا لحكم مسالة هامة.
ابو الحارث مهدي
2011-12-10, 09:09
أرجو من الاخوة الكرام التريُّض في المشاركات حتي أكمل المناقشة
مع أخي الحبيب "أبو زيد"-حفظه الله -
حتى لا ينحرف الطريق عن مساره
وبارك الله فيكم على التجاوب
ولا تعجل عليَّ أخي "أبا زيد"حتى أكمل
ابو الحارث مهدي
2011-12-10, 10:32
9- (توجيه الاستدلال بالنصوص في مسألة العذر بالجهل ).للشيخ -الفقيه الأصولي- أبو عبد المعز محمد علي فركوس ،و هذا الكتاب رجوع منه وفقه الله عما قرره في كتابه( مجالس تذكيرية) كما أشار الى ذلك في مطلع الكتاب ،و شافه به بعض اخواننا.
بالمناسبة لازلتُ أتذكر ملاقاتي بالشيخ الفاضل "أبو عبد المعز محمد علي فركوس-حفظه الله ورعاه-
في سنة 1419 الموافق لسنة: 1999 م
وذلك قبل وفاة سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحمه الله- :بنحو شهرين تقريبا.
حيث صليت في مسجد الفرقان بباب الزوار، وبعد لحظات من اذكار الصلاة، التفتُ خلفي فإذا بالاخوة
ملتفين حول شيخ وقور ذا شيبة وتكسوه الهيبة فعلمتُ أنه هو من غير سؤال .
وتقدمت نحو ذلك الجمع الطيب، وجلستُ بعد إلقاء السلام أستمعُ لـِمَا ينثرُهُ من علمٍ مُدقق وفهمٍ مُصَوَّب
واغتنمتُ فرصة صمت الحاضرين استماعهم للشيخ
فما إن خُتِمَ الجواب إلا وبادرت بالسؤال التالي: فقلتُ:
بارك الله فيك يا شيخ....إنه قد بلغنا عنكَ باسناد منقطع وفيه إرسال ؛ قولكَ بكراهة القاء السلام على المصلين في المسجد، فما صحة ذلك ؟
وكيف التعامل مع حديث ابن عمر-رضي الله عنه- في زيارة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مسجد قباء
وأنّ الأنصار كانوا يسلمون عليه وهو قائم يصلي(¹) ؟
وبعدما أكمل الجواب سألني مِنْ أين أنتَ ؟.....
وبعد حوالي شهر من ذلك الحين حضرت له محاضرة ( ولا اذكر عنوانها الآن) المهم بعد انتهاء المحاضرة
وعند خروجه ترقبته عن كثب حتى تمكنتُ من الدنوي منه
متلطفا بسؤال: ياشيخ ! الشيخين الألباني وابن باز في تعليقهما على متن الطحاوية
ذكرا بأن القديم ليس من اسماء الله الحسنى!
فما معنى ما جاء في دعاء الدخول الى المسجد
(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ :
أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )؟
نظر إليَّ الشيخ مبتسما وهو يقول ألستَ أنتَ.....
فقلت له: نعم
فقال أنت مِنْ مدينة ...
فقلت: يا شيخ لكَ ذاكرة قوية، ما كنتُ أظنُّ أنك تذكر أشياءً هامشية في زحمة التعايش مع مختلف صنوف الناس
ثم كان جوابه - -حفظه الله ورعاه- أنَّ القديم ليس اسماً لله عز وجل وإنما هو صفة للسلطان.
(¹)قَالَ نَافِعٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قُبَاءَ يُصَلِّي فِيهِ
قَالَ: فَجَاءَتِ الأَنْصَارُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا بِلَالُ
كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ حِينَ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي؟
قَالَ: يَقُولُ هَكَذَا.. وَبَسَطَ كَفَّهُ...»
ابو الحارث مهدي
2011-12-10, 11:25
الذي أعتقده وأدين الله به في مسألة العذر بالجهل
هو ما قرره الشيخ الفاضل " أبو عبد المعز محمد علي فركوس- حفظه الله ورعاه- " في هذه الفتوى
هذا باستثناء ما ذكره في الحيثية الأخيرة - (من حيث التسميةُ والعقوبة) فستأتي مناقشة حجج القائلين بذلك
- وهي متأخرة عن الفتوى التي ذكرها أخونا "أبو زيد"-حفظه الله-
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=781960
( في ضوابط مسألة العذر بالجهل (http://www.ferkous.com/rep/M34.php) )
فاعلم -وفقك اللهُ، وسدَّدَ خُطاك- أنَّ الجهل بأمور الدِّين ومسائل الشرع يدلُّ على انخفاض مَنْزِلة الجاهل ونَقص إيمانه على قدر جهله، والجهل -في الجملة- أحد موانع تكفير المعيَّن؛ لأنَّ الإيمان يتعلَّق بالعلم، ووجود العلم بالمؤمن به شرط من شروط الإيمان، إذ لا يقوم التكليف مع الجهل أو عدم العلم، غير أنَّ العذر بالجهل مؤقَّت، وتأقيته متوقِّف على عدم توفُّر الأسباب وتحقُّق الشروط، أو في إمكان وجودها وتحقُّقها تقديرًا، ومنه يعلم أنَّ إثبات العذر مُطلقًا لا يسوغ، كما أنَّ نفي العذر بالجهل مُطلقًا لا يصحُّ -أيضًا-، وقد ذكرت هذا المعنى صراحةً في رسالتي «مجالس تذكيرية» بقولي: «وإذا ترجَّح القولُ بأنَّ الجهل عُذْرٌ شرعيٌّ فليس ذلك على إطلاقه»(١- انظر (ص 95) من «مجالس تذكيرية على مسائل منهجية» - دار الإمام أحمد، الطبعة الأولى: (1426ﻫ/2005م) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')))، غير أَنَّني عَدَلْتُ عن الاستدلال بالنصوص الشرعية المذكورة في رسالتي المشار إليها، وأعدت بيانها بتوجيه آخر، أراه أقرب للحقِّ وأجدر بالصواب.
هذا، واللائق بهذا المقام النظر في مسألة العذر بالجهل في المسائل الدِّينية إلى جزئياتٍ متعدِّدةٍ تتبلور من خلالها المسألة وتنضبط، ويمكن بيان هذه الجزئيات -باختصار- من الحيثيات التالية:
-فمن حيث نوعيةُ المسائل المجهولة وضوحًا وخفاءً:
فالمسائلُ الخفية التي قد يخفى دليلُها على بعض الناس كاستعمال الصرف والعطف -وهو: نوعٌ من السحر يزعمون أنه يحبِّب المرأةَ لزوجها فلا ينصرف عنها- أو المسائل الدقيقة والخفية المختلف فيها، أو المسائل التي لا يسعه معرفتها إلاَّ بعد إعلامه بحكم الله فيها، أو المسائل التي تحتاج إلى علمٍ بها لا يدرك بالعقل كالأسماء والصفات، كما قال الشافعي -رحمه الله-: «لله أسماءٌ وصفاتٌ لا يسع أحدًا ردُّها، ومَن خالف بعد ثبوت الحُجَّة عليه فقد كفر، وأمَّا قبل قيام الحُجَّة فإنه يعذر بالجهل؛ لأنَّ علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر»(٢- «فتح الباري» لابن حجر (13/407) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_2')))، أو المسائل التي وقع فيها خطأ لشبهةٍ وسوء فهمٍ، أو اعتمد على أحاديث ظنَّها ثابتةً وهي ضعيفة أو باطلة، فيعذر بجهله، كما يعذر المجتهد بنظره واجتهاده في مسائل اجتهادية انتفى فيها وجود نصٍّ قطعي الثبوت والدلالة، ونحو ذلك.
أمَّا المسائل الظاهرة البيِّنة الجلية، أو المعلومة من الدِّين بالضرورة كأصول الدِّين والإيمان التي أوضحها الله في كتابه، وبلَّغها النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أتمَّ البلاغ، فالعذر بالجهل فيها غير مقبولٍ لكلِّ مَن ادعاه بعد بلوغ الحُجَّة وظهور المحجَّة، قال الشافعي رحمه الله -مُبيّنًا علم العامَّة-: «ما لا يسع بالغًا غير مغلوب على عقله جهلُه، مثل الصلوات الخمس، وأنَّ لله على الناس صوم شهر رمضان، وحج البيت إذا استطاعوه، وزكاة في أموالهم وأنه حرم عليهم الزِّنا والقتل، والسرقة والخمر، وما كان في معنى هذا ممَّا كُلِّف العباد أن يَعقلوه ويَعلموه ويُعطوه من أنفسهم وأموالهم، وأن يَكُفُّوا عنه ما حَرَّم عليهم منه»(٣- «الرسالة» للشافعي (357) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_3'))). وقال محمَّد بن عبد الوهاب -رحمه الله-: «إنَّ الشخص المعيَّن إذا قال ما يوجب الكفر فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحُجَّة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلُها على بعض الناس، وأمَّا ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يُعلم من الدِّين بالضرورة فهذا لا يتوقَّف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفَّر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات بعد بلوغ الحُجَّة ووضوح المحجة»(٤- «الدرر السنية» (8/244) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_4'))).
- ومن حيث حال الجاهل وصفتُه:
فإنَّ مدارك الناس تتفاوت قُوَّةً وضعفًا، فالذي لم تقم عليه الحُجَّة كحال الجاهل لكونه حديثَ عهدٍ بالإسلام، أو مَن نشأ في بادية نائيةٍ، فَجَهْلُ مَن كان هذا حاله معذور به إلاَّ بعد البلاغ، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «لا يُكَفِّرُ العلماءُ مَن استحلَّ شيئًا من المحرَّمات لقرب عهده بالإسلام أو لنشأته ببادية بعيدة، فإنَّ حكم الكفر لا يكون إلاَّ بعد بلوغ الرسالة، وكثيرٌ من هؤلاء قد لا يكون قد بلغته النصوص المخالفة لما يراه، ولا يعلم أنَّ الرسول بعث بذلك»(٥- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (28/501) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_5'))).
غير أنه ينبغي التفريق بين الجاهل المتمكِّن من التعلُّم والفهم، القادر على معرفة الحقِّ، لكنَّه مُفرِّطٌ في طلب العلم، ثمَّ أعرض عن ذلك تاركًا ما أوجب اللهُ عليه، وخاصة إذا وجد في دار الإسلام حيث مَظِنَّة العلم، وبين الجاهل العاجز عن طلب العلم والفهم، فأمَّا الأول: فلا عذر له لتقصيره(٦- وضع العلماء قاعدة وهي أنه: «لاَ يُقْبَلُ فِي دَارِ الإِسْلاَمِ عُذْرُ الجَهْلِ بِالحُكْمِ الشَّرْعِيِّ» (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_6')))، وينتفي عنه وصف العجز لتمكُّنه من العلم الذي هو شرط الإيمان؛ لأنَّ الشرع أمرَ بالعلم والتعلُّم وسؤال أهل الذِّكر، ويسَّره وبيَّنه لمن صَلَحت نيَّتُه وحسن منهاجه، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ [سورة القمر]، وقال سبحانه: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43، الأنبياء: 7]، وفي الحديث: «أَلاَ سَأَلُوا إِذَا لَمْ يَعْلَمُوا إِنَّمَا شِفَاءُ العَيِّ(٧- العي: الجهل. [«النهاية» لابن الأثير (3/334)] (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_7'))) السُّؤَالُ»(٨- أخرجه أبو داود في «الطهارة» (1/240)، باب في المجروح يتيمَّم، وابن ماجه في «الطهارة وسننها» (1/189)، باب في المجروح تصيبه جنابة فيخاف على نفسه إن اغتسل، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث حسَّنه الألباني في «صحيح أبي داود» (1/101)، وفي «صحيح ابن ماجه» (1/178) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_8'))).
وأمَّا الجاهل العاجز عن طلب العلم والفهم، فهذا على قسمين:
الأول: الجاهل العاجز عن طلب العلم والفهم، وهو محبُّ للهُدَى، مُؤْثِرٌ له، مريدٌ للاسترشاد والهدايةِ، لكنه غير قادرٍ عليه، أو على طلبه، عجزًا وجهلاً، أو استفرغ جُهدَه في طلبه ولم تصله حُجَّة صحيحة، فهذا حكمه كأهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة، ومن طلب الدِّين ولم يظفر به فعجزه عجز الطالب، وهذا معذور بجهله.
الثاني: الجاهل العاجز عن العلم والفهم، لكن لا إرادةَ له في الطلب، بل مُعرِض عنه -وهو راضٍ بما هو عليه- ولا تطلب نفسه سواه، ويتقاعس عن نيل مزيد الهدى لنفسه، فحال عجزه وقدرته سواء بلا فرق، فهذا عجزه عجز المُعرِض، فهو لا يُلحق بعجز الطالب للتباين الحاصل بينهما(٩- انظر: «طريق الهجرتين» لابن القيم (412، 413) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_9'))).
- ومن حيث حال البيئة:
فإنه يفرَّق بين أماكن الناس وزمانهم من جهة انتشار العلم أو عدم انتشاره، أي: بين مجتمعٍ ينتشر فيه العلم والتعليم، وتعرَف أماكنه بنشاط أهل البصيرة بالدعوة إلى الله تعالى والنهوض بالعلم والتوحيد، بحيث لا تخفى مظانُّه ومدارسه وأهله، وبين زمن فتور العلم وضعف القائمين به، حتى لا يبقى من يبلِّغ، فينتشر الجهل ويَضْمَحِلُّ العلم، وتأكيدًا لهذا المعنى يقول ابن تيمية -رحمه الله-: «إنَّ الأمكنة التي تفتر فيها النُّبوَّة لا يكون حكمُ من خَفِيت عليه آثار النبوة حتى أنكر ما جاءت به خطأ، كما يكون حكمه في الأمكنة والأزمنة التي ظهرت فيها آثار النبوة»(١٠- «بغية المرتاد» (السبعينية) لابن تيمية (311) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_10'))).
ويقول -أيضًا-: «وكثيرٌ من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يَنْدَرِسُ فيها كثيرٌ من علوم النُّبوَّات حتى لا يبقى من يبلِّغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيرًا ممَّا يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلِّغه ذلك، ومثل هذا لا يكفر، ولهذا اتفق الأئمَّة على أنَّ من نشأ بباديةٍ بعيدةٍ عن أهل العلم والإيمان، وكان حديثَ العهد بالإسلام فأنكر شيئًا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول، ولهذا جاء في الحديث: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَعْرِفُونَ فِيهِ صَلاَةً وَلاَ زَكَاةً وَلاَ صَوْمًا وَلاَ حَجًّا إِلاَّ الشَّيْخَ الكَبِيرَ وَالعَجُوزَ الكَبِيرَةَ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا وَهُمْ يَقُولُونَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ صَلاَةً وَلاَ زَكَاةً وَلاَ حَجًّا، فَقَالَ: وَلاَ صَوْمٌ يُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ»(١١- أخرجه ابن ماجه في «سننه»، كتاب «الفتن»، باب ذهاب القرآن والعلم (2/1344)، والحاكم في «المستدرك» (4/520)، من حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه. والحديث قوَّى إسناده الحافظ في «فتح الباري» (13/16)، وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1/171) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_11')))(١٢- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (11/407) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_12'))).
- من حيث التسميةُ والعقوبة:
فالذي وقع في مَظهرٍ شِرْكِيٍّ ولم يعلم مناقضتَه للإسلام كأن يكون حديث عهد بالإسلام، أو يعيش في بلدِ جهلٍ، أو نشأ في بادية نائية، أو كانت المسألةُ خفيةً غيرَ ظاهرةٍ فإنه يفرَّق بين قُبح المعصية وتسميةِ فاعلها بها، سواء قبل ورود الشرع وقيام الحُجَّة، أو بعد البيان وظهور الحجة الرِّسالية -كما في فتوى سابقة-(١٣- انظر رقم (667) من فتاوى العقيدة والتوحيد، تحت عنوان: «في ثبوت وصف الشرك مع الجهل قبل قيام الحجة» (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_13'))) وبين كون مرتكبها لا يستحقُّ العقوبةَ في الدارين؛ لأنَّ العقوبة والعذابَ متوقِّفٌ على بلاغ الرسالة، لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء: 15].
فالمتلبِّس بالشرك كالساجد لغير الله مِن وَلِيٍّ أو صاحبِ قبرٍ فهو مشركٌ مع الله غيرَه في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لأنه أتى ما ينقض قولَه من سجود لغير الله، فمن حيث التسميةُ فهو مشرك بما حدث منه من معصية السجود لغير الله، لكنه قد يُعذر بجهله من جهة إنزال العقوبة التي لا تتمُّ في الدارين إلاَّ بعد البيان وإقامة الحُجَّة للإعذار إليه. قال ابن تيمية -رحمه الله-: «واسم المشرِك ثبت قبل الرسالة، فإنه يشرك بربِّه ويعدل به، ويجعل معه آلهةً أخرى، ويجعل له أندادًا قبل الرسول، ويثبت أنَّ هذه الأسماءَ مقدم عليها، وكذلك اسم الجهل والجاهلية، يقال: جاهلية وجاهلاً قبل مجيء الرسول، وأمَّا التعذيب فلا»(١٤- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (20/38) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_14')))، وقال النووي: «وأمَّا الجاهلية فما كان قبل النبوة سمُّوا بذلك لكثرة جهالاتهم»(١٥- «شرح مسلم» للنووي (3/87) (http://javascript<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_15'))).
قلت: ومِن بين الأدلة القرآنية على ثُبوت وصف الشرك والكفر مع الجهل -فضلاً عن سائر المعاصي- وذلك قبل قيام الحُجَّة والبيان، قوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ﴾ [التوبة: 6]، فوصفهم اللهُ بالشِّرك مع شِدَّة الجهل لاندراس آثار الشرائع، وقوله تعالى: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ [البينة: 1]، والمراد بالبيِّنة هو الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فإنه بيّن لهم ضلالهم وجهلهم ودعاهم إلى الإيمان، فأنقذهم الله به من الجهل والضلالة، والله سبحانه سمَّاهم كفارًا ومشركين فدلَّ على ثبوت وصف الكفر والشرك قبل البعثة المحمَّدية وقيام الحجة القرآنية.
فالحاصل: أنه ينبغي -في مسألة العذر بالجهل- مراعاة نوعية المسائل المجهولة من جهة الوضوح والخفاء، والنظرُ إلى أحوال الناس وتفاوت مداركهم من جهة القُوَّة والضعف، واعتبار حال بيئتهم -مكانًا وزمانًا- من جهة وجود مَظِنَّة العلم من عدمه، مع مراعاة التفريق في الحكم بين أحكام الدنيا والآخرة.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 12 من ذي القعدة 1429ﻫ
الموافق ﻟ: 09 نوفمبر 2008م
ابو الحارث مهدي
2011-12-10, 12:17
"توجيه الاستدلال بالنصوص الشرعية
على العذر بالجهل في المسائل العقدية"
للشيخ -الفقيه الأصولي- أبو عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله ورعاه-
http://www.ferkous.com/image/others/koutoub/TS12.jpg
مناقشة بعض التوجيهات الواردة في الكتاب
بعد حين إن شاء الله
نور العقل
2011-12-10, 13:05
موضوع متمي بالحوار البناء
جزيل الشكر للجميع.
في تصوري الحجة لاتلزم إلا صاحبها،أماغيره من الناس تلزمهم إذا فهموها واقنعوا بصدقها،وصحتها،فالكفر بشيء هو معرفة للحق وإنكار له جحودا.
والحجة مهما كانت طبيعتها ليست البرهان الرياضي،بل مجرد وسيلة إثبات في قضية مختلف حولها.
لذا دراسة قواعد الإستدلال تكشف أن المقياس هو تطابق الفكر مع نفسه(النتائج مع المقدمات)أو تطابق الفكر مع الواقع(تكرار التجاب والوصول لنفس النتائج).
ولايمكن اعتبار أي حجة دامغة إلا إذا كانت: نص قطعي الثبوت والدلالة،أو برهان ياضي دقيق.أو تجارب علمية أوصلت لنفس النتائج.
غير ذلك مجرد محاجات من أجل الدفاع أو الرفض.
الفهم والإقتناع شرطا الأخذ بالحجة.
والفتاوي تلزم أصحابها ،ومن يقتنع بحججهم.
ابو الحارث مهدي
2011-12-10, 20:37
بارك الله فيكم
ابو الحارث مهدي
2011-12-12, 11:57
من المعلوم ضرورةً أن النبي صلى الله عليه و سلَّم قد بلَّغ الرسالة و أدى الأمانة ، و كان ممّا بلَّغه لأمته مسائل الإيمان و الكفر
و إن كان ذلك على سبيل الإجمال في بيان المكفِّرات ، دون تعداد آحاد المسائل القولية و الفعلية التي يكفر صاحبها
و على هذا الأساس ساغ اختلاف الأمَّة في التكفير ببعض الذنوب العظيمة كترك الصلاة ، و تعاطي السحر
و اتِّخاذ سبِّ الصحابة و تكفيرهم ديناً ؛ و إن كان الحقُّ فيها واحداً لا يتعدد و إن خفي على بعض أهل العلم .
قال أبو محمد بن حزم الظاهري - رحمه الله - :
(مَن ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدَع أحداً يُسلم حتى يوقِفَه على هذه المعاني كان قد كذب بإجماع المسلمين
من أهل الأرض ، و قال ما يدري أنه فيه كاذب ، و ادعى أن جميع الصحابة رضي الله عنهم تواطئوا على كتمان ذلك
من فعله عليه السلام ، و هذا المحال ممتنع في الطبيعة ، ثم فيه نسبة الكفر إليهم ؛ إذ كتموا ما لا يتم إسلام أحد إلا به .
وإن قال : إنه صلى الله عليه و سلم لم يدع قط أحد إلى شيء من هذا ، و لكنه مودع في القرآن
و في كلامه صلى الله عليه و سلم قيل له : صدقت )
[الفصل في الملل والأهواء والنحل : (3 /141)].
وبناءً على هذا الأصل وقع الخلاف بين أهل العلم في مسألة العذر بالجهل في أصول الدين ، أو عدَمه
فذهب جلُّهُم إلى اعتبار العذر بالجهل ممن لم تُقَم عليه الحجَّة ، و ذهب آخرون إلى عدم اعتباره .
و الأدلَّة الشرعية تشهد لمذهب الجمهور، و هم القائلون :
يُعذَر الجاهل بجهله في أصول الدين ما لم تبلغه الحجَّة ، و هذا فيما إذا كان مِثْلُه يجهلها لبُعده عن ديار الإسلام
أو عدَم من يُعلِّمه ، أو نحو ذلك .
ابو الحارث مهدي
2011-12-12, 12:01
وقد قرر هذا عدد من الأئمة الأعلام ، كالإمام الشافعي -رحمه الله-
فقد أخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى ، قال : سمعت الشافعي يقول:
( لله أسماء و صفات لا يسع أحدا ردها ، و من خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر
و أما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل و لا الرؤية و الفكر )
و قال ابن عبد البر -رحمه الله- : ( من جهل بعض الصفات وآمن بسائرها لم يكن بجهل البعض كافرا
لأن الكافر من عاند لا من جهل ، و هذا قول المتقدمين من العلماء و من سلك سبيلهم من المتأخرين )
[ التمهيد :(18 /42) ] .
و إلى هذا ذهب ابن حزم الظاهري ، الذي أفاض في تقرير عُذر الجاهل ما لم يبلُغه الحقُّ فيعاند
و هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله –وقد سبق النقل عنه
و قد صرَّح في مقام آخر باشتراط قيام الحجة على الجاهل قبل الحكم بكفره، فقال -رحمه الله- :
( و الاستغاثة بالرسول ؛ بمعنى أن يطلب من الرسول ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيها مسلم كما أنه يستغاث بغيره
بمعنى أن يطلب منه ما يليق به ، و من نازع في هذا المعنى فهو إما كافر إن أنكر ما يكفر به و إما مخطئ ضال
و أما بالمعنى الذي نفاه الرسول عليه الصلاة و السلام فهي أيضاً مما يجب نفيها
ومن أثبت لغير الله ما لا يكون إلا لله فهو كافر إذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها )
[ الاستغاثة الكبرى : (1 /298)] .
وهناك الكثير من أقوال السلف و الخلف في تقرير العذر بالجهل في أصول الدين فضلاً عن فروعه ، ولكن بشرطه ،
و حسبنا في هذا المقام ما قدَّمنا ، و هو المذهب الصحيح الذي تشهد له الأدلة النقلية والعقلية ، منها :
ابو الحارث مهدي
2011-12-12, 12:09
أوَّلاً :
ما رواه الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ:
(أَنَّ رَجُلاً كَانَ قَبْلَكُمْ رَغَسَهُ – أي رزقه - اللَّهُ مَالاً فَقَالَ لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ : أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ ؟ قَالُوا : خَيْرَ أَبٍ .
قَالَ : فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ؛ فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ فَفَعَلُوا فَجَمَعَهُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ قَالَ مَخَافَتُكَ فَتَلَقَّاهُ بِرَحْمَتِهِ) .
[و في رواية عند مسلم ]
عن أَبِي هُرَيْرَةَ - ضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - قَالَ :
(أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَىَ نَفْسِهِ ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَىَ بَنِيهِ فَقَالَ : إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ، ثُمَّ اسْحَقُونِي ،
ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ ، فَو اللهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي ، لَيُعَذِّبُنِي عَذَاباً مَا عَذَّبَهُ أَحَداً ، قَالَ : فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ ،
فَقَالَ[الله]لِلأَرْضِ : أَدِّ مَا أَخَذْتِ ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ . فَقَالَ لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَىَ مَا صَنَعْتَ ؟ فَقَالَ : خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ !
-أَوْ قَالَ : مَخَافَتُكَ !- فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ) .
قال الحافظ في الفتح : ( قال الخطابي : قد يستشكل هذا فيقال : كيف يغفر له و هو منكر للبعث و القدرة على إحياء الموتى ؟ و الجواب : أنه لم ينكر البعث و إنما جهل فظن أنه إذا فعل به ذلك لا يعاد فلا يعذب ، و قد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله .
قال ابن قتيبة : قد يغلط في بعض الصفات قوم من المسلمين فلا يكفرون بذلك ) .
قال أبو محمد بن حزم : ( فهذا إنسان جهل إلى أن مات أن الله عز و جلّ يقدر على جمع رماده و إحيائه
و قد غفر الله له لإقراره ، و خوفه ، و جهله )
[ الفصل في الملل والأهواء والنحل : (3 /141)] .
و ذهب بعض شراح الحديث إلى تأويل قوله : ( لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي ) فأبعد النجعة ،
و صرف النص عن ظاهره بلا قرينة صارفة .
قال ابن حجر (... و قال ابن الجوزي : جحده صفة القدرة كفر اتفاقاً، وإنما قيل : إن معنى قوله : ( لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي )
أي ضَيَّقَ ، و هي قوله : ( و من قُدِر عليه رزقه ) أي ضيق ، و أما قوله – في رواية - : ( لعلي أضل الله )
فمعناه لعلي أفوته ، يقال : ضل الشيء إذا فات و ذهب ، و هو كقوله : ( لا يضل ربي و لا ينسى )
و لعل هذا الرجل قال ذلك من شدة جزعه و خوفه كما غلط ذلك الآخر فقال أنت عبدي و أنا ربك ، و يكون قوله :
( لَئِنْ قَدَّرَ عَلَيَّ رَبِّي ) بتشديد الدال ؛ أي قدر علي أن يعذبني ليعذبني ، أو على أنه كان مثبتاً للصانع و كان في زمن
الفترة فلم تبلغه شرائط الإيمان . و أظهر الأقوال أنه قال ذلك في حال دهشته و غلبة الخوف عليه حتى ذهب بعقله لما يقول
و لم يقله قاصدا لحقيقة معناه بل في حالة كان فيها كالغافل و الذاهل و الناسي الذي لا يؤاخذ بما يصدر منه
و أبعد الأقوال قول من قال : إنه كان في شرعهم جواز المغفرة للكافر .اهـ.
و هذه التأويلات لا وجه لصرف ظاهر النص إليها ، و لا قرينة تدل عليها ، و إنَّما صار إليها من قال بها
تحرُّجاً من القول بالعُذر بالجهل في أصول الدين ، فلجأ إلى التأويل ، و أبعدَ في الطلب .
و قد شنَّع ابن حزم على من جاء بها – و إن لم يسمِّه - فقال رحمه الله :
( وقد قال بعض من يحرف الكلم عن مواضعه أن معنى قوله ( لئن قدر الله علي ) : إنما هو لَئِن ضيَّق الله علي
كما قال تعالى : ( و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ) ؛ وهذا تأويل باطل لا يمكن ؛ لأنه كان يكون معناه حينئذ
لئن ضيق الله علي ليضيقن علي ، و أيضا فلو كان هذا لما كان لأمره بأن يحرق و يُذَرَّ رماده معنى
و لا شك في أنه إنما أمره بذلك ليُفلت من عذاب الله تعالى ).اهـ .
[ الفصل في الملل والأهواء والنحل : (3 /141-142) ] .
ابو الحارث مهدي
2011-12-12, 12:37
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله –
(( ... وأصل ذلك هل يثبت حكم الخطاب فى حق المكلف قبل التمكن من سماعه على ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره :
قيل : يثبت مطلقاً
وقيل : لا يثبت مطلقاً
وقيل : يفرق بين الخطاب الناسخ والخطاب المبتدأ ؛ كأهل القبلة .
والصحيح الذي تدل عليه الادلة الشرعية : أن الخطاب لا يثبت في حق أحد قبل التمكُّن من سماعه ... )) إلى أن قال :
(( وكثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة التي يندرس فيها كثير من علوم النبوات ؛ حتى لا يبقى من يُبَّلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة ، فلا يعلم كثيرا مما يبعث الله به رسوله ، ولا يكون هناك من يبلغه ذلك ؛ ومثل هذا لا يكفر .
ولهذا اتفق الأئمة على أنَّ من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان ، وكان حديث العهد بالإسلام ؛ فأنكر شيئاً من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة ؛ فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول .
ولهذا جاء في الحديث :
((يأتي على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولا زكاة ولا صوما ولا حجا ؛ إلا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة ؛ يقول : أدركنا آباءنا وهم يقولون : لا إله إلا الله وهم لا يدرون صلاة ولا زكاة ولا حجا فقال ولا صوم ينجيهم من النار)) .
وقد دل على هذا الأصل ما أخرجاه في الصحيحين ، عن أبى هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
((قال رجل - لم يعجل حسنة قط - لأهله إذا مات فحرقوه ، ثم اذروا نصفه في البر ، ونصفه في البحر ، فو الله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبنه أحداً من العالمين ؛ فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم ، فأمر الله البر فجمع ما فيه ، وأمر البحر فجمع ما فيه ، ثم قال : لمفعلت هذا ؟
قال : من خشيتك يا رب ، وأنت أعلم فغفر الله له ... ))
إلى أن قال:
(( فهذا الرجل ظن أن الله لا يقدر عليه إذا تفرق هذا التفرق، فظن أنه لا يعيده إذا صار كذلك.
وكل واحد من إنكار قدرة الله تعالى ، وإنكار معاد الأبدان وان تفرقت كفر ؛ لكنه كان مع إيمانه بالله وإيمانه بأمره وخشيته منه جاهلاً بذلك ، ضالاً في هذا الظن ، مخطئاً فغفر الله له ذلك .
والحديث صريح في أن الرجل طمع أن لا يعيده إذا فعل ذلك ، وأدنى هذا أن يكون شاكاً في المعاد ، وذلك كفر ؛ إذا قامت حجَّة النبوة على منكره حكم بكفره ، وهو بين في عدم إيمانه .
فغاية ما في هذا : أنه كان رجلاً لم يكن عالماً بجميع ما يستحقه الله من الصفات ، وبتفصيل أنه القادر ، وكثير من المؤمنين قد يجهل مثل ذلك فلا يكون كافراً .
ومن تتبع الأحاديث الصحيحة وجد فيها من هذا الجنس ما يوافقه ... )) .
[مجموع الفتاوى(11/407-411)]
قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-
: ( وأما جحد ذلك جهلا أو تأويلا يعذر فيه صاحبه فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه ، وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله ، إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه ، ولم يجحد قدرة الله على إعادته عنادا أو تكذيبا )
. [مدارج السالكين: : (1/338)]
ابوزيدالجزائري
2011-12-12, 14:37
اللَّهُمَّ آمين أخي الحبيب
جزاك الله خيراً
هَا قَدْ عُدْنَا وَالعَوْدُ أَحْمَدُ
وعذراً على التأخير فقد حبسني حابس الفيل
- وددتُ منك أخي - طبعا لو تكرمت -لو تُعيد تعديل المشاركتين الأخيرتين رقم (23)(24)، من ناحية الحجم
وذلك أن حجم الحروف غير مُتَّسِق، ويا حبذا لو كانت الحروف مكبلة بقيد الحجم رقم (6) لا تتجاوزه، فتكون بذلك أيسر للقارئ .
أهلا أبا الحارث ...الحمد لله على سلامتك ...
توقعت منك مثل هذه الملاحظات فذوقك "اللغوي" و "الأدبي" و حتى "الفني" رفيع .
و لكن عذري في شكل المشاركتين أني كنت قد كتبتهما في الوارد -الخاص بحاسوبي -،ثم نقلتهما بطريقة القص و اللصق الى المربع الذي يخصصه الموقع لارسال المشاركات فحدث الخلل الذي تراه فبعض ما كنت كتبته بالبند العريض تحول الى نقيضه و العكس ،فاستدركت بعض المواضع فعدلتها و بقيت الأخرى من دون تعديل ثم أرسلت المشاركة و لم أعد لتعديلها ...و على كل "عذرا "
ابوزيدالجزائري
2011-12-12, 14:51
أرجو من الاخوة الكرام التريُّض في المشاركات حتي أكمل المناقشة
مع أخي الحبيب "أبا زيد"-حفظه الله -
حتى لا ينحرف الطريق عن مساره
وبارك الله فيكم على التجاوب
ولا تعجل عليَّ أخي "أبا زيد"حتى أكمل
كتبت المشاركة السابقة قبل أطلع على المشاركة الموجودة أعلاه ،فلك ما تريد أخي الكريم و لن أعجل عليك حتى تكمل .
ابو الحارث مهدي
2011-12-14, 09:29
أهلا أبا الحارث ...الحمد لله على سلامتك ...
توقعت منك مثل هذه الملاحظات فذوقك "اللغوي" و "الأدبي" و حتى "الفني" رفيع .
أَحْرَجْتَنِي أَخِي عَفَا اللهُ عَنِي وَعَنْكَ، " إَنَّهُ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ العَفُو "
وَللهِ الحَمْدُ وَالمِنَّة عَلَى فَضْلِهِ وَامْتِنَانِه وَعَلَى آلاَئِهِ وَنَعْمَائِهِ
و لكن عذري في شكل المشاركتين أني كنت قد كتبتهما في الوارد -الخاص بحاسوبي -،ثم نقلتهما بطريقة القص و اللصق الى المربع الذي يخصصه الموقع لارسال المشاركات فحدث الخلل الذي تراه فبعض ما كنت كتبته بالبند العريض تحول الى نقيضه و العكس ،فاستدركت بعض المواضع فعدلتها و بقيت الأخرى من دون تعديل ثم أرسلت المشاركة و لم أعد لتعديلها ...و على كل "عذرا "
كَانَ اللهُ فِي عَوْنِكَ، وَيَسَّرَ لَكَ أَمْرَك
وَجَعَلَ ذَلِكَ فِي مِيْزَانِ حَسَنَاتِك
- وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ الطَّلَبَ السَّابِق (التَعْدِيل) لاَيَزَالُ فِي طَابُورِ الانْتِظَار -فيِ عَجَلْ وَعَلَى وَجَلْ- يَتَرَجَّى مِنْكُمْ الإِذْنَ بِالدُّخُولِ إِلَى سَاحَةِ التَّطْبِيقْ العَمَلِي عَلَى أَرْضِ الوَاقِعِ
وَلَا تُكَلِّفْ نَفْسَكَ أَخِي عَنَاءَ المسِيْر سِوَى إِطْلَالَةٍ مِنْ نَافِذَةِ الــ http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/edit.gif (http://www.djelfa.info/vb/editpost.php?do=editpost&p=7513028) لِتَجِدَ نَفْسَكَ أَمَامَ إِجَابَةِ الدَّعْوَة
تَقَبَّلْ ثِقَلِي
حَفِظَكَ اللهُ أَخِي وَرَعَاكَ
وَجَعَلَ الجَنَّةَ مُنْقَلَبَكَ وَمَأْوَاك
ومُتَقَلَّبَكَ ومَثْوَاك
ابو الحارث مهدي
2011-12-14, 13:00
ثانياً :
سؤال الحواريين نبي الله عيسى عليه و على نبيِّنا الصلاة و السلام ، و قولهم الذي حكاه الله عنهم في كتابه :
)إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين(141)([ سورة المائدة ] .
فممَّن خالف مذهب الجمهور في مسألة العذر بالجهل ، لم يجد ما يمكن أن يؤوِّل به هذه الآية الكريمة ،
فصار إلى إمرار الآية على ظاهرها ، و لكن على ما قرأه الكسائي -رحمه الله- : ( هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ )
تَستطيعُ – بتاءٍ مفتوحة – و رَبَّكَ - بِنَصْبِ البَاءِ المشدَّدَة - وهي قراءة علي و عائشة و ابن عباس –رضي الله عنهم-
انظر هنا مع الرابط:
[تفسير الطبري : (7 /129)] (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=5&ayano=112)
[ تفسير ابن كثير :(2 /117)] (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=5&ayano=112)
[تفسير القرطبي : (6 /365)] (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1247&idto=1247&bk_no=48&ID=669)
و في تفسير الآية على هذه القراءة قال القرطبي -رحمه الله-: ( قال الزجاج : هل تستدعي طاعة ربك فيما تسأله ،و قيل : هل تستطيع أن تدعو ربك أو تسأله ، و المعنى متقارب و لا بد من محذوف )
[تفسير القرطبي : (6 /365)]
و روى -رحمه الله- في تفسيره عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق -رضي الله عنها- :
( كان القوم أعلم بالله عز و جل من أن يقولوا : (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ). قالت : و لكن : (هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ).
و على هذا المعنى لا يكون الحواريُّون قد قالوا ما قالوه شاكين في قدرة الله ، و لا يكون ممَّا يُكفِّر ، و بالتالي فلا حجّة في الآية على العذر بالجهل ، فضلاً عن وقوعه .
- و لكن لا تقوم حجة بهذا التفسير في مقابل حجة الجمهور على القراءة المشهورة ، بل غاية ما يمكن أن يقال – تنزلاً –
أن كلا القولين محتمل ، و لكن رأي الجمهور يؤيده الدليل السابق ، فيبقى عليه المعوَّل ، و به الفتيا
ومع ذلك فقد قال الإمام ابن جرير الطبري –رحمه الله- في ترجيحه قراءة (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ):
(وإنما قلنا ذلك أولى القراءتين بالصواب ، لما بينا قبل من أن قوله : (إذ قال الحواريون) من صلة : (إذ أوحيت)
وأن معنى الكلام : وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي
( إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك )
فبين إذ كان ذلك كذلك ، أن الله - تعالى ذكره - قد كره منهم ما قالوا من ذلك واستعظمه ، وأمرهم بالتوبة ومراجعة الإيمان من قيلهم ذلك ، والإقرار لله بالقدرة على كل شيء ، وتصديق رسوله فيما أخبرهم عن ربهم من الأخبار . وقد قال عيسى لهم ، عند قيلهم ذلك له ، استعظاما منه لما قالوا :(اتقوا الله إن كنتم مؤمنين)، ففي استتابة الله إياهم ، ودعائه لهم إلى الإيمان به وبرسوله - صلى الله عليه وسلم - عند قيلهم ما قالوا من ذلك ، واستعظام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كلمتهم ، الدلالة الكافية من غيرها على صحة القراءة في ذلك بالياء ورفع " الرَّب " إذ كان لا معنى في قولهم لعيسى ، لو كانوا قالوا له :
(هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ )، أن يستكبر هذا الاستكبار ) .
الى أن قال:( وأما قوله :(اتقوا الله إن كنتم مؤمنين) فإنه يعني : قال عيسى للحواريين القائلين له :
(هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ) راقبوا الله ، أيها القوم ،
وخافوه أن ينزل بكم من الله عقوبة على قولكم هذا ، فإن الله لا يعجزه شيء أراده ،
وفي شككم في قدرة الله على إنزال مائدة من السماء ، كفر به ،
فاتقوا الله أن ينزل بكم نقمته " إن كنتم مؤمنين " يقول : إن كنتم مصدقي على ما أتوعدكم به من عقوبة الله
إياكم على قولكم :(هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ)
قال أبو محمد بن حزم -رحمه الله- :
(( فهؤلاء الحواريون الذين أثنى الله عز وجل عليهم قد قالوا بالجهل لعيسى - عليه السلام-
هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ؟ و لم يُبطِل بذلك إيمانهم ،
وهذا ما لا مخلص منه ، وإنما كانوا يكفرون لو قالوا ذلك بعد قيام الحجة و تبيينهم لها ))
[ الفصل في الملل والأهواء والنحل : (3 /142)] .
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif
والآن حان موعد آذان : الظهر
بمدينة حاسي مسعود
فتأهبوا للصلاة يرحمكم الله .
ابو الحارث مهدي
2011-12-15, 23:07
الحديث الذي ذكره الشيخ " أبو عبد المعز " - حفظه الله –
وهو ما رواه الإمام مسلم في "صحيحه (974)/ شرح مسلم" : (7/ 41 – 44 )، وأعقبه بتوجيه الإمام النووي - رحمه الله - وهو كلام متين لا غبار عليه، ولكنَّ الحديث له روايات أخرى، فمن روايات الحديث :
ما أخرجه النسائي في سننه (7/74) برقم (3964) ، من طريق يوسف بن سعيد ، عن حجاج ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي مليكه ، انه سمع محمد بن قيس عن عائشة - رضي الله عنها-، ثم ذكر سياق الحديث بنفس سياق مسلم وعبد الرزاق ، وفيه اختلاف في الجملة من كلام عائشة - رضي الله عنها- ، وفيه :
" مهما يكتم الناس يعلمه الله
قال[أي: النبي- صلى الله عليه وسلم-] : نعم . قال : فإن جبريل ..." .
وأخرج النسائي أيضاً الحديث في سننه برقم (3963) ، من طريق سليمان بن داود ، عن ابن وهب ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن كثير ، أنه سمع محمد بن قيس يقول : سمعت عائشة - رضي الله عنها-... ثم ذكر الحديث بنفس سياق مسلم وعبد الرزاق وغيرهما ، وفيه :
" مهما يكتم الناس فقد علمه الله، قال : نعم . قال : فإن جبريل ..."
وكذا رواه أحمد بن حنبل ، من طريق حجاج ، عن ابن جريج قال : حدثني عبد الله – رجل من قريش – أنه سمع محمد بن قيس ، عن عائشة - رضي الله عنها-، وفيه : " مهما يكتم الناس يعلمه الله قال : نعم . قال : فإن جبريل ..."
فاتفقت هذه الطرق : طريق النسائي عن سليمان بن داود ، وعن يوسف بن سعيد ، وطريق أحمد (6/221) عن حجاج ، اتفقت علي تقديم لفظ " قال " علي لفظ " نعم " ، وجعل لفظ " نعم" من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم-
ولا ريب أن القصة واحدة ، والمحل والمكان الذي وقعت فيه هذه القصة واحد أيضاً
وأنقل لكم نص الحديث مع الشرح :
عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- أنها قالت:
(ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى: قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه، فوضعها عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه واضطجع ...) ".
فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؛ كأنه يتهيأ للقيام.
قالت: (فلم يثبت إلا ريثما ظن أني رقدت ...)".
أي: حتى ظن أنأم المؤمنين- رضي الله تعالى عنها-رقدت، وهي لم تكن نامت، وهذا يدل على أنه كان لا يعلم الغيب، خلافاً لأولئك الذين يكفرون بآيات الله، ويكذبون الله ورسوله، ويقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب.
قالت: " (فأخذ رداءه رويداً ..)" أي: سحب الرداء بهدوء
(وانتعل رويداً، وفتح الباب رويداً، فخرج، ثم أجافه رويداً)".
أي: أغلق الباب رويداً.
(قالت: فجعلت درعي في رأسي، واختمرتُ وتقنعتُ إزاري، ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيع ...)"،
أي: المقبرة، ليتذكر الموت، ويزكي نفسه، ويدعو للموتى كما قالت:
(فقام، فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفت، وأسرع فأسرعت، فهرول وهرولت ...)"
وذلك أنها رضي الله تعالى عنها تخاف أنه يصل قبلها فلا يجدها، لأنه ما علم بها صلى الله عليه وسلم
(قالت: فسبقته، فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت، وإذا به صلى الله عليه وسلم قد دخل فقال: ما لك يا عائشة ؟ قلت: لا شيء، قال: أخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير، قالت: قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي فأخبرته! فقال: فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ قلت: نعم! فلهَزَنِي في صدري لهزةً أوجعتني، ثم قال: أظننتِ أن يحيف الله عليك ورسوله؟!)"،
ومعنى يحيف: يجور، وهذا هو الشاهد من الحديث؛ إذ ظنت أن يجور عليها فيعطي ليلتها لغيرها من نسائه.
(قالت: قلت: يا رسول الله! مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ ...)
أي: أهذا الخاطر الذي خطر في نفسي أنك ذهبت عند أحد أزواجك يعلمه الله
(... قال: نعم. قال: فإن جبريل عليه السلام أتاني حين رأيت، فناداني فأخفاه منكِ، فأجبتُه وأخفيتُه منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعتِ ثيابكِ، وظننتُ أنكِ رقدتِ، وكرهتُ أن أوقظك، وخشيتُ أن تستوحشي)
أي: أنه لو أيقظها وقال: لا تخافي، لربما خافت، لكنه تركها تنام حتى يرجع، لكن هي رضي الله تعالى عنها خافت أن يذهب إلى غيرها من أزواجه، لما رأته فعل ذلك
"(فقال: -أي: جبريل عليه السلام- إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع، فتستغفر لهم)، ولم يكن من عقيدة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيف عليها، أو يترك ليلتها ويخدعها ويذهب عند غيرها، فهي لا تظن ذلك ولا تعتقده؛ لكن يأتي أحياناً خاطر خفيف جداً فتسأل عن هذا الخاطر العابر الذي لا يكاد الشخص يعتقده، أيعلمه الله؟
قال: نعم ! يقول: سبحانه تعالى: ) وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( [سورة البقرة(29)]
وقال: )فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أخْفَى( [سورة طه(7)]
أي: وما هو أخفى من السر، وهو أنه يعلم السر قبل كونه سراً
ـ )إنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء ( [سورة آل عمران(5)] سبحانه وتعالى.
(... فقالت: كيف أقول يا رسول الله؟)" أي: عند زيارة المقابر
(فقال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله للاحقون)
قال ابن تيمية : "فهذه أم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها-، سألت النبي صلى الله عليه وسلم: هل يعلم الله كل ما يكتم الناس؟ فقال لها النبي صلى الله عليه سلم: نعم!".
أي: لم تكن رضي الله تعالى عنها قبل أن تعلم هذا من النبي - صلى الله عليه وسلم- كافرة، وحاشاها -رضي الله تعالى عنها- من ذلك، فهي تستفهم وتسأل، لأنها كانت تجهل، فأمرٌ تجهله سألت عنه فعلمته
قال: "وإن كان الإقرار بذلك بعد قيام الحجة من أصول الإيمان"
أي: فالمخاطب بعد أن تبلغه الحجة يصبح إقراره بأن الله بكل شيء عليم من أصول الإيمان، وليس من فروعه، ولذلك فالقدرية الذين أنكروا العلم كفار، وقد قال الشافعي وأحمد رضي الله تعالى عنهما:
(ناظروا القدرية بالعلم)، فمن أنكر علم الله كَفَر؛ لكن أن يظن الإنسان أو يتوهم أن بعض الشيء من العلم قد يخفى على الله فهذا لا يجعله يكفر، لكن إذا سأل عنه وعُلِّمَه علمه).
الشرح منقول
- هذا وقد ذهب الإمام الألباني إلى أن سؤال الصديقة بنت الصديق- رضي الله تعالى عنها-
كان (سؤال استفهام تقريري)، لا أنه (سؤال استفهام استنكاري)
[سلسلة الهدى والنور (164)]
قلت: وهذا صريح رواية النسائي في سننه برقم(3963)
" مهما يكتم الناس فقد علمه الله، قال : نعم . قال : فإن جبريل ..."
ابو الحارث مهدي
2011-12-15, 23:20
أما حديث سجود معاذ بن جبل –رضي الله عنه- للنبي - صلى الله عليه وسلم-
فالقول الراجح فيه أنه ضعيف لا يصح
وذلك لأن التأويل فرع التصحيح
وأحسن من حقق القول فيه هو الشيخ ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله، وشفاه الله وعفاه -
وإليك الرابط(هنا (http://noor-elislam.net/vb/showthread.php?t=6852))
وكثيراً ما كان الإمام الألباني -رحمه الله -يقول:
" العلم لا يقبل الجمود "
ابو الحارث مهدي
2011-12-15, 23:47
أخي الكريم -بارك الله فيك- حتى نتفق من البداية لا بد أن تعلم حقيقة قولي حتى نحرر محل النزاع و لذلك أقول :
1-الجاهل للتوحيد الواقع فيما يناقضه يحكم عليه بالكفر و جهله غير مانع من تكفيره لماذا لأن اسم الاسلام لا يثبت الا بالاتيان بالتوحيد فان لم يأت به لم يصدق عليه اسم الاسلام .
2-ان بذل جهده في معرفة الحق و لم يستطع التعلم يعذر يوم القيامة و يعامل معاملة الكفار في الدنيا يعني له حكم أهل الفترة و ينطبق عليه الحديث الذي ذكرته .
فالمشرك هل يصدق عليه اسم الاسلام طبعا لا ،و انما اختلفوا في كون المشرك المنتسب الى الاسلام كافرا" أصليا" أو" مرتدا" لأن من قال أنه مرتد راعى كون أبويه مسلمين و من قال بخلافه لم يراعي ذلك ،و ليس هذا من صميم ما نحن فيه فلا داعي للتطرق اليه ........
جاء في (الدرر السنية ): وظهر لنا من جوابكم: أن المؤمن بالله ورسوله إذا قال أو فعل ما يكون كفرا، جهلا منه بذلك، فلا تكفرونه، حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، فهل لو قتل من هذا حاله، قبل ظهور هذه الدعوة، موضوع أم لا؟
فنقول: إذا كان يعمل بالكفر والشرك، لجهله، أو عدم من ينبهه، لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة؛ ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر، يبيح المال والدم، وإن كنا لا نحكم
على هذا الشخص، لعدم قيام الحجة عليه؛ لا يقال: إن لم يكن كافرا، فهو مسلم، بل نقول عمله عمل الكفار، وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه، متوقف على بلوغ الحجة الرسالية. وقدذكر أهل العلم: أن أصحاب الفترات، يمتحنون يوم القيامة في العرصات، ولم يجعلوا حكمه حكم الكفار، ولا حكم الأبرار.
وأما حكم هذا الشخص إذا قتل، ثم أسلم قاتله، فإنا لا نحكم بديته على قاتله إذا أسلم، بل نقول: الإسلام يجُبّ ما قبله، لأن القاتل قتله في حال كفره؛ والله سبحانه وتعالى أعلم.) ج10ص136-137
و من هنا يتضح أن التكفير عند علماء الدعوة النجدية قد يطلق و يراد به كل من ليس مسلم فعلى هذا يصدق على من لم تقم عليه الحجة من مشركي زماننا اسم الكفر ،و قد يطلق و يراد به من قامت عليه الحجة فيسمى من لم تقم عليه الحجة مشركا و لا يسمى كافرا باعتبار أن الكافر يحكم له بالنار وقد ورد هذا في كلام الامام محمد بن ابراهيم ،أو كما يفرق بعضهم بالكافر ظاهرا و باطنا و الكافر ظاهرا و هو مستعمل عند بعض فقهاء المذاهب و هو الذي جرى عليه العلامة صالح آل الشيخ و استعمله عبد الله و حسين من أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
و هذا الذي ذكرته تكمن أهميته في أنه يساعد على فهم كلام أهل العلم ،و العجيب أخي الكريم أن بعض المعاصرين رمى ثلة من العلماء بالتناقض في هذه القضية لأنه لم يعنى بتحرير المصطلحات و فهمها كما أراد قائلوها لا كما أراده هو .
و خلاصة الكلام في هذه النقطة أن فهم الحجة بل وصولها لا يشترط في سلب اسم الاسلام عمن وقع في الشرك الأكبر و الحكم عليه بالشرك( أو بالكفر –بمعناه العام-)،و أما كونه معذبا أو غير معذب يوم
القيامة فراجع الى بلوغ الحجة الرسالية و فهمها –بحيث يعاقب ان أعرض بعد الفهم أو أعرض عن الفهم-
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد . .
(اعلم رحمك الله أن التفريق في الخطاب وتنزيله على الواقع أصل أصيل لفهم خطاب العلماء وفهم كلامهم والتمييز عن علة العذر بالجهل في مواطن من عدمه ،
فالإمام محمد بن عبد الوهاب وتلامذته تجد في كلامهم ما يُحمل على الأمرين ، فالذي يعذر يجد له كلاماً في العذر في أصل الدين وفروعه ، والذي لا يعذر يجد له كلاماً وفيه نفي للعذر بالجهل .
والحقيقة أنه لا تناقض البتة في كلامهم -رحمهم الله -،لكن لمـَّا نفهم مواطن الخطاب يزول الإشكال
فجامع الدرر السَّنِيَّة؛ جمعها على حسب التواريخ والمراحل
فابتدأ بمرحلة الدعوة ، حيث كان الإمام رحمه الله ينشر دعوته بين الجهال الذين تلبسوا بصنوف الكفر من الطواف والنذر وغير ذلك مما هو معروف ، وجابهه المنفرون برميه بأنه يكفر الناس وأن لا أحد غيره على التوحيد ، فجاءت الرسائل ترد هذه الفرية فجاء في الكثير مما فيها هنا في هذه المرحلة أنه لا يكفر إلا بعد قيام الحجة وإزالة الشبهة ، وأنه لا يكفر من عبد القبر لعلة انتشار الجهل وقلة وجود المبلغين دين رب العالمين ،
فبقي على هذه الحال ودعا قومه بشتى الوسائل مراسلة ومكاتبة وعقد الدروس ونشر التلامذة في الأقطار ، واستفرغ الوسع في ذلك ، ولما أعذر إلى الله وقام بواجب الدعوة حق القيام وجُوبِهَ بمنعه من الدعوة مع التنفير والتشويه بحيث صار المناوئين له يصدون عن سبيل الله ، فصاروا بذلك طائفة ممتنعة وقتالهم وجب ولم يعد ثمة إعذار لهم لا بجهل ولا بغيره ، جاءت هنا تلك الخطابات والتي تدل على عدم اعتبار العذر بالجهل وإطلاق التكفير العيني .
لذا أخي أقول : لا بد من التفريق بين الخطاب الدعوي والخطاب القتالي أو الجهادي ، وهذه طامة الزمان ،
فهل قمنا بما قام به الإمام من تبليغ لدين الله بحيث انقطعت دونهم الأعذار ؟
وقد يسر الله للإمام سلطان شرعي وظهير ، فمن ظهير الدعاة إلى الله اليوم ؟
بهذا أخي نخرج من الخلاف في التفريق بين فتاويهم إذا فهمنا إطلاقاتها وواقعها) (¹)
ابو الحارث مهدي
2011-12-18, 00:25
تنبه أخي-بارك الله فيك -إلى وجه المفارقة، فإنك قلتَ : الجاهل للتوحيد الواقع فيما يناقضه يحكم عليه بالكفر
إذن أنت تكفر الجاهل وعلى نقيضه نقلتَ:
فنقول: إذا كان يعمل بالكفر والشرك، لجهله، أو عدم من ينبهه، لا نحكم بكفره
حتى تقام عليه الحجة؛ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر، يبيح المال والدم، وإن كنا لا نحكم على هذا الشخص،
لعدم قيام الحجة عليه؛ لا يقال: إن لم يكن كافرا، فهو مسلم، بل نقول عمله عمل الكفار،
وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه، متوقف
على بلوغ الحجة الرسالية.
فهذا ليس تكفيراً ، إنما هو حكم المتوقف عن التكفير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقولك َالأول فيه اشتباه بين أمرين الفارق بينهما جلي
فلا بد من التفريق بين الكفر الأصلي والكفر الطارئ
فالبحث في المسألة لا يتعلق بالكفار أو المشركين الأصليين لا من قريب ولا من بعيد
إنما يدور حول المسلم الذي يصلي ويصوم ويزكي و... ثم طرأ الكفر عليه وهو جاهل لايدري أنه وقع في الكفر
لذا ما ينبغي إنزال الأحكام الواردة في حق الكافر أو المشرك أصالة على المسلم الذي وقع في الشرك عن جهل منه ولم يوجد من يبين له أن هذا من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله، وأما إذا بلغته الحجة وانقطعت عنه المحجة ولم يستجب !!!
فهو كافر بالله العظيم ومصيره إلى النار وبئس القرار
فما شأن هذا بهذا
ويعلم الله تعالى أننا كما نتقرّب إليه سبحانه بتكفير من كفّره الله ورسوله
فإننا نتقرّب إليه سبحانه بإعذار من عذره الله ورسوله
فمدار الأمر يتعلق بمن نطق بالشهادتين وأتى بمقتضاها ثم طرأ الكفر عليه وهو جاهل الجهل الذي يعذر به،
والقاعدة في ذلك "ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه"
أما من لم ينطق بها ولم يأتي بمقتضاها فهو باقٍ على أصل كفره، كاليهود وأعوانهم والنصارى وأنصارهم والشيوعيين وأشياعهم ،
فحكمهم الكفر ولا كرامة
ولا مانع من التنصيص على الكافر منهم بعينه أنه من أهل النار على الأظهر ..
( وإذا مررتَ على قبره فبشره بالنار)
وهذا ما سيأتي تحقيقه إن شاء الله
ابوزيدالجزائري
2011-12-18, 17:32
أستسمحك أخي الفاضل على المقاطعة ، وذلك لأني لن أكون حاضرا معكم في الأيام القابلة - أسبوع أو أكثر -لأمور جدت فأحبت أن أعلق بكلمات فيها اجابة عن الاشكالات التي طرحت :
أخي الكريم لا يوجد أي تناقض في كلامي ما أردت ايضاحه و بيانه هو أن أئمة الدعوة اذ ينفون تكفير الجاهل الواقع في الشرك فانهم يقصدون التكفير الذي يحارب صاحبه و يحكم له بالنار يوم القيامة .
و أما التكفير الذي هو نفي الاسلام عنه فلا ينفونه عنه .
و هذا الذي ذكرته قد حكاه عنهم العلامة محمد بن ابراهيم و العلامة صالح آل الشيخ ،و نصوصهم - أي أئمة الدعوة - تدعمه ،و للجنة الدائمة فتوى في تقريره فأسنقلها في موضعها - ان شاء الله -.
على أنه ينبغي أن يعلم أن مسألة العذر بالجهل لها شقين شق متعلق بأحكام الدنيا و شق متعلق بأحكام الآخرة .
ففي الشق المتعلق بأحكام الدنيا فمن أهل العلم من أطلق القول بعدم العذر بالجهل كالقاضي عياض و تبعه ابن عرفة و غيره من متأخري المالكية ، و منهم من قيده بأصول الدين و من هؤلاء القرافي و عليه جرى الدكتور وهبة الزحيلي من المعاصرين ، و منهم من قيده بالمعلوم من الدين بالضرورة و عليه جرى عبد الرحمان بن حسن في رسالة له في الباب ،و منهم من قيده بالمسائل الظاهرة و على هذا جمع من أئمة الدعوة و عليه جرى الفوزان من المعاصرين و منهم من قيده بما لا يصح الاسلام الا به و عليه جرى جملة من أئمة الدعوة و به قال العلامة صالح آل الشيخ .
و الذي نجزم به أن الجاهل بالتوحيد الواقع فيما يناقضه لا يعذر لأن الاسلام لا يصح بدون التوحيد قال صاحب الجواب المفيد - تحت فصل تأثير عارض الجهل على التوحيد - : ( و هذا لا عذر فيه بالجهل سواء وجدت مظنة العلم كدار الاسلام أم لم توجد كدار الحرب و سواء ثبتت اقامة الحجة أم لم تثبت و يجب اعتبار الجاهل فيه كافرا في ظاهر الأمر و هذا القدر متفق عليه بين الأئمة )
و أما فيما يخص المشرك الجاهل يوم القيامة فقد وقع النزاع فذهب بعضهم الى أنه معذب و هؤلاء فريقان :الفريق الأول الذين أطلقوا القول بعدم العذر بالجهل في أصول الدين و حجتهم أن الله شدد في العقائد ما لم يشدد في الأحكام .
و الفريق الثاني من فرقوا بين أصول الدين التي تدرك بالعقل و الفطرة و بين التي لا تدرك الا بالسمع ، فقالوا أن المشرك معذب لا لتركه للاسلام و لكن لتغييره لفطرته و هو مذهب الطبري ،و به قال الأستاذ أحمد فاروق الدسوقي في كتابه ( النظرية القرآنية ) و اختاره الشيخ عبد الله الغامدي .
و ذهب آخرون الى أن له حكم أهل الفترة و هذا الذي اختاره جملة من المحققين منهم ان القيم رحمه الله و اليه نميل .
هذا ما أعرفه من مذاهب أهل العلم في هذه القضية و الله أعلم .
و أما بخصوص هؤلاء القبورية هل هم مرتدون أم كفار أصليون فالخلاف راجع الى أن من اعتبرهم مرتدين فذلك باعتبار أبائهم و من جعلهم أصليين لم يعتبر ذلك و الا فليس لهم من الاسلام ذرة كيف و الاسلام انما هو توحيد الله قال الصنعاني في سياق كلامه عن القبورية : ( فان قلت هم جاهلون أنهم مشركون ما يفعلونه قلت :قد صرح الفقهاء في كتب الردة أن من تكلم كلمة الكفر يكفر و ان لم يقصد معناها و هذا دال على أنهم لا يعرفون حقيقة الاسلام و لا ما هية التوحيد فصاروا حينئذ كفارا أصليين ) ( تطهير الاعتقاد ) ص 22
و قال اسحاق آل الشيخ : ( و كيف يعرفون عباد القبور و هم ليسوا بمسلمين و لا يدخلون في مسمى الاسلام و هل يبقى مع الشرك عمل )
و كلام هذين العالمين الجليلين ليس عن اليهود و النصارى و نحوهم و انما عمن يصلون و يزكون و يتصدقون من القبورية .
ابوزيدالجزائري
2011-12-18, 17:37
الذي أعتقده وأدين الله به في مسألة العذر بالجهل
هو ما قرره الشيخ الفاضل " أبو عبد المعز محمد علي فركوس- حفظه الله ورعاه- " في هذه الفتوى
هذا باستثناء ما ذكره في الحيثية الأخيرة - (من حيث التسميةُ والعقوبة) فستأتي مناقشة حجج القائلين بذلك
- وهي متأخرة عن الفتوى التي ذكرها أخونا "أبو زيد"-حفظه الله-
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=781960
( في ضوابط مسألة العذر بالجهل (http://www.ferkous.com/rep/m34.php) )
فاعلم -وفقك اللهُ، وسدَّدَ خُطاك- أنَّ الجهل بأمور الدِّين ومسائل الشرع يدلُّ على انخفاض مَنْزِلة الجاهل ونَقص إيمانه على قدر جهله، والجهل -في الجملة- أحد موانع تكفير المعيَّن؛ لأنَّ الإيمان يتعلَّق بالعلم، ووجود العلم بالمؤمن به شرط من شروط الإيمان، إذ لا يقوم التكليف مع الجهل أو عدم العلم، غير أنَّ العذر بالجهل مؤقَّت، وتأقيته متوقِّف على عدم توفُّر الأسباب وتحقُّق الشروط، أو في إمكان وجودها وتحقُّقها تقديرًا، ومنه يعلم أنَّ إثبات العذر مُطلقًا لا يسوغ، كما أنَّ نفي العذر بالجهل مُطلقًا لا يصحُّ -أيضًا-، وقد ذكرت هذا المعنى صراحةً في رسالتي «مجالس تذكيرية» بقولي: «وإذا ترجَّح القولُ بأنَّ الجهل عُذْرٌ شرعيٌّ فليس ذلك على إطلاقه»(١- انظر (ص 95) من «مجالس تذكيرية على مسائل منهجية» - دار الإمام أحمد، الطبعة الأولى: (1426ﻫ/2005م) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_1')))، غير أَنَّني عَدَلْتُ عن الاستدلال بالنصوص الشرعية المذكورة في رسالتي المشار إليها، وأعدت بيانها بتوجيه آخر، أراه أقرب للحقِّ وأجدر بالصواب.
هذا، واللائق بهذا المقام النظر في مسألة العذر بالجهل في المسائل الدِّينية إلى جزئياتٍ متعدِّدةٍ تتبلور من خلالها المسألة وتنضبط، ويمكن بيان هذه الجزئيات -باختصار- من الحيثيات التالية:
-فمن حيث نوعيةُ المسائل المجهولة وضوحًا وخفاءً:
فالمسائلُ الخفية التي قد يخفى دليلُها على بعض الناس كاستعمال الصرف والعطف -وهو: نوعٌ من السحر يزعمون أنه يحبِّب المرأةَ لزوجها فلا ينصرف عنها- أو المسائل الدقيقة والخفية المختلف فيها، أو المسائل التي لا يسعه معرفتها إلاَّ بعد إعلامه بحكم الله فيها، أو المسائل التي تحتاج إلى علمٍ بها لا يدرك بالعقل كالأسماء والصفات، كما قال الشافعي -رحمه الله-: «لله أسماءٌ وصفاتٌ لا يسع أحدًا ردُّها، ومَن خالف بعد ثبوت الحُجَّة عليه فقد كفر، وأمَّا قبل قيام الحُجَّة فإنه يعذر بالجهل؛ لأنَّ علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر»(٢- «فتح الباري» لابن حجر (13/407) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_2')))، أو المسائل التي وقع فيها خطأ لشبهةٍ وسوء فهمٍ، أو اعتمد على أحاديث ظنَّها ثابتةً وهي ضعيفة أو باطلة، فيعذر بجهله، كما يعذر المجتهد بنظره واجتهاده في مسائل اجتهادية انتفى فيها وجود نصٍّ قطعي الثبوت والدلالة، ونحو ذلك.
أمَّا المسائل الظاهرة البيِّنة الجلية، أو المعلومة من الدِّين بالضرورة كأصول الدِّين والإيمان التي أوضحها الله في كتابه، وبلَّغها النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أتمَّ البلاغ، فالعذر بالجهل فيها غير مقبولٍ لكلِّ مَن ادعاه بعد بلوغ الحُجَّة وظهور المحجَّة، قال الشافعي رحمه الله -مُبيّنًا علم العامَّة-: «ما لا يسع بالغًا غير مغلوب على عقله جهلُه، مثل الصلوات الخمس، وأنَّ لله على الناس صوم شهر رمضان، وحج البيت إذا استطاعوه، وزكاة في أموالهم وأنه حرم عليهم الزِّنا والقتل، والسرقة والخمر، وما كان في معنى هذا ممَّا كُلِّف العباد أن يَعقلوه ويَعلموه ويُعطوه من أنفسهم وأموالهم، وأن يَكُفُّوا عنه ما حَرَّم عليهم منه»(٣- «الرسالة» للشافعي (357) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_3'))). وقال محمَّد بن عبد الوهاب -رحمه الله-: «إنَّ الشخص المعيَّن إذا قال ما يوجب الكفر فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحُجَّة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلُها على بعض الناس، وأمَّا ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يُعلم من الدِّين بالضرورة فهذا لا يتوقَّف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفَّر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات بعد بلوغ الحُجَّة ووضوح المحجة»(٤- «الدرر السنية» (8/244) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_4'))).
- ومن حيث حال الجاهل وصفتُه:
فإنَّ مدارك الناس تتفاوت قُوَّةً وضعفًا، فالذي لم تقم عليه الحُجَّة كحال الجاهل لكونه حديثَ عهدٍ بالإسلام، أو مَن نشأ في بادية نائيةٍ، فَجَهْلُ مَن كان هذا حاله معذور به إلاَّ بعد البلاغ، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «لا يُكَفِّرُ العلماءُ مَن استحلَّ شيئًا من المحرَّمات لقرب عهده بالإسلام أو لنشأته ببادية بعيدة، فإنَّ حكم الكفر لا يكون إلاَّ بعد بلوغ الرسالة، وكثيرٌ من هؤلاء قد لا يكون قد بلغته النصوص المخالفة لما يراه، ولا يعلم أنَّ الرسول بعث بذلك»(٥- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (28/501) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_5'))).
غير أنه ينبغي التفريق بين الجاهل المتمكِّن من التعلُّم والفهم، القادر على معرفة الحقِّ، لكنَّه مُفرِّطٌ في طلب العلم، ثمَّ أعرض عن ذلك تاركًا ما أوجب اللهُ عليه، وخاصة إذا وجد في دار الإسلام حيث مَظِنَّة العلم، وبين الجاهل العاجز عن طلب العلم والفهم، فأمَّا الأول: فلا عذر له لتقصيره(٦- وضع العلماء قاعدة وهي أنه: «لاَ يُقْبَلُ فِي دَارِ الإِسْلاَمِ عُذْرُ الجَهْلِ بِالحُكْمِ الشَّرْعِيِّ» (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_6')))، وينتفي عنه وصف العجز لتمكُّنه من العلم الذي هو شرط الإيمان؛ لأنَّ الشرع أمرَ بالعلم والتعلُّم وسؤال أهل الذِّكر، ويسَّره وبيَّنه لمن صَلَحت نيَّتُه وحسن منهاجه، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ [سورة القمر]، وقال سبحانه: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43، الأنبياء: 7]، وفي الحديث: «أَلاَ سَأَلُوا إِذَا لَمْ يَعْلَمُوا إِنَّمَا شِفَاءُ العَيِّ(٧- العي: الجهل. [«النهاية» لابن الأثير (3/334)] (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_7'))) السُّؤَالُ»(٨- أخرجه أبو داود في «الطهارة» (1/240)، باب في المجروح يتيمَّم، وابن ماجه في «الطهارة وسننها» (1/189)، باب في المجروح تصيبه جنابة فيخاف على نفسه إن اغتسل، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث حسَّنه الألباني في «صحيح أبي داود» (1/101)، وفي «صحيح ابن ماجه» (1/178) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_8'))).
وأمَّا الجاهل العاجز عن طلب العلم والفهم، فهذا على قسمين:
الأول: الجاهل العاجز عن طلب العلم والفهم، وهو محبُّ للهُدَى، مُؤْثِرٌ له، مريدٌ للاسترشاد والهدايةِ، لكنه غير قادرٍ عليه، أو على طلبه، عجزًا وجهلاً، أو استفرغ جُهدَه في طلبه ولم تصله حُجَّة صحيحة، فهذا حكمه كأهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة، ومن طلب الدِّين ولم يظفر به فعجزه عجز الطالب، وهذا معذور بجهله.
الثاني: الجاهل العاجز عن العلم والفهم، لكن لا إرادةَ له في الطلب، بل مُعرِض عنه -وهو راضٍ بما هو عليه- ولا تطلب نفسه سواه، ويتقاعس عن نيل مزيد الهدى لنفسه، فحال عجزه وقدرته سواء بلا فرق، فهذا عجزه عجز المُعرِض، فهو لا يُلحق بعجز الطالب للتباين الحاصل بينهما(٩- انظر: «طريق الهجرتين» لابن القيم (412، 413) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_9'))).
- ومن حيث حال البيئة:
فإنه يفرَّق بين أماكن الناس وزمانهم من جهة انتشار العلم أو عدم انتشاره، أي: بين مجتمعٍ ينتشر فيه العلم والتعليم، وتعرَف أماكنه بنشاط أهل البصيرة بالدعوة إلى الله تعالى والنهوض بالعلم والتوحيد، بحيث لا تخفى مظانُّه ومدارسه وأهله، وبين زمن فتور العلم وضعف القائمين به، حتى لا يبقى من يبلِّغ، فينتشر الجهل ويَضْمَحِلُّ العلم، وتأكيدًا لهذا المعنى يقول ابن تيمية -رحمه الله-: «إنَّ الأمكنة التي تفتر فيها النُّبوَّة لا يكون حكمُ من خَفِيت عليه آثار النبوة حتى أنكر ما جاءت به خطأ، كما يكون حكمه في الأمكنة والأزمنة التي ظهرت فيها آثار النبوة»(١٠- «بغية المرتاد» (السبعينية) لابن تيمية (311) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_10'))).
ويقول -أيضًا-: «وكثيرٌ من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يَنْدَرِسُ فيها كثيرٌ من علوم النُّبوَّات حتى لا يبقى من يبلِّغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيرًا ممَّا يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلِّغه ذلك، ومثل هذا لا يكفر، ولهذا اتفق الأئمَّة على أنَّ من نشأ بباديةٍ بعيدةٍ عن أهل العلم والإيمان، وكان حديثَ العهد بالإسلام فأنكر شيئًا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول، ولهذا جاء في الحديث: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَعْرِفُونَ فِيهِ صَلاَةً وَلاَ زَكَاةً وَلاَ صَوْمًا وَلاَ حَجًّا إِلاَّ الشَّيْخَ الكَبِيرَ وَالعَجُوزَ الكَبِيرَةَ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا وَهُمْ يَقُولُونَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ صَلاَةً وَلاَ زَكَاةً وَلاَ حَجًّا، فَقَالَ: وَلاَ صَوْمٌ يُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ»(١١- أخرجه ابن ماجه في «سننه»، كتاب «الفتن»، باب ذهاب القرآن والعلم (2/1344)، والحاكم في «المستدرك» (4/520)، من حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه. والحديث قوَّى إسناده الحافظ في «فتح الباري» (13/16)، وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1/171) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_11')))(١٢- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (11/407) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_12'))).
- من حيث التسميةُ والعقوبة:
فالذي وقع في مَظهرٍ شِرْكِيٍّ ولم يعلم مناقضتَه للإسلام كأن يكون حديث عهد بالإسلام، أو يعيش في بلدِ جهلٍ، أو نشأ في بادية نائية، أو كانت المسألةُ خفيةً غيرَ ظاهرةٍ فإنه يفرَّق بين قُبح المعصية وتسميةِ فاعلها بها، سواء قبل ورود الشرع وقيام الحُجَّة، أو بعد البيان وظهور الحجة الرِّسالية -كما في فتوى سابقة-(١٣- انظر رقم (667) من فتاوى العقيدة والتوحيد، تحت عنوان: «في ثبوت وصف الشرك مع الجهل قبل قيام الحجة» (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_13'))) وبين كون مرتكبها لا يستحقُّ العقوبةَ في الدارين؛ لأنَّ العقوبة والعذابَ متوقِّفٌ على بلاغ الرسالة، لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء: 15].
فالمتلبِّس بالشرك كالساجد لغير الله مِن وَلِيٍّ أو صاحبِ قبرٍ فهو مشركٌ مع الله غيرَه في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لأنه أتى ما ينقض قولَه من سجود لغير الله، فمن حيث التسميةُ فهو مشرك بما حدث منه من معصية السجود لغير الله، لكنه قد يُعذر بجهله من جهة إنزال العقوبة التي لا تتمُّ في الدارين إلاَّ بعد البيان وإقامة الحُجَّة للإعذار إليه. قال ابن تيمية -رحمه الله-: «واسم المشرِك ثبت قبل الرسالة، فإنه يشرك بربِّه ويعدل به، ويجعل معه آلهةً أخرى، ويجعل له أندادًا قبل الرسول، ويثبت أنَّ هذه الأسماءَ مقدم عليها، وكذلك اسم الجهل والجاهلية، يقال: جاهلية وجاهلاً قبل مجيء الرسول، وأمَّا التعذيب فلا»(١٤- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (20/38) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_14')))، وقال النووي: «وأمَّا الجاهلية فما كان قبل النبوة سمُّوا بذلك لكثرة جهالاتهم»(١٥- «شرح مسلم» للنووي (3/87) (http://javascript<b></b>:appendpopup(this,'pjdefoutline_15'))).
قلت: ومِن بين الأدلة القرآنية على ثُبوت وصف الشرك والكفر مع الجهل -فضلاً عن سائر المعاصي- وذلك قبل قيام الحُجَّة والبيان، قوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ﴾ [التوبة: 6]، فوصفهم اللهُ بالشِّرك مع شِدَّة الجهل لاندراس آثار الشرائع، وقوله تعالى: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ [البينة: 1]، والمراد بالبيِّنة هو الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فإنه بيّن لهم ضلالهم وجهلهم ودعاهم إلى الإيمان، فأنقذهم الله به من الجهل والضلالة، والله سبحانه سمَّاهم كفارًا ومشركين فدلَّ على ثبوت وصف الكفر والشرك قبل البعثة المحمَّدية وقيام الحجة القرآنية.
فالحاصل: أنه ينبغي -في مسألة العذر بالجهل- مراعاة نوعية المسائل المجهولة من جهة الوضوح والخفاء، والنظرُ إلى أحوال الناس وتفاوت مداركهم من جهة القُوَّة والضعف، واعتبار حال بيئتهم -مكانًا وزمانًا- من جهة وجود مَظِنَّة العلم من عدمه، مع مراعاة التفريق في الحكم بين أحكام الدنيا والآخرة.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 12 من ذي القعدة 1429ﻫ
الموافق ﻟ: 09 نوفمبر 2008م
أخي هذا وهم منك فالفتوى التي ذكرتها محررة بالتاريخ المذكور في آخر المشاركة ، و أما التي ذكرتها أنا فقبل تاريخ مشاركتي بيوم ، أي التي ذكرتها أنا هي المتأخرة ، على أنه لا تعارض بينهما لأن الشيخ يفرق بين أحكام الدنيا و الآخرة ، و يمكنك التأكد من الشيخ .
و على كل فالخط في هذا سهل و الله أعلم .
ابو الحارث مهدي
2011-12-20, 01:50
أخي هذا وهم منك فالفتوى التي ذكرتها محررة بالتاريخ المذكور في آخر المشاركة ، و أما التي ذكرتها أنا فقبل تاريخ مشاركتي بيوم ، أي التي ذكرتها أنا هي المتأخرة ، على أنه لا تعارض بينهما لأن الشيخ يفرق بين أحكام الدنيا و الآخرة ، و يمكنك التأكد من الشيخ .
و على كل فالخط في هذا سهل و الله أعلم .
حفظك الله أخي الحبيب
سواء وقع الوهم أو لم يقع، فليس هذا هو مربط الفرس- كما يقال-، ولكن العبرة بكلام الشيخ في اثبات العذر بالجهل مع التفصيل، بخلاف ما أنت عليه من عدم اعتبار الجهل من الأعذار المانعة من التكفير ؟؟
قال الشيخ - حفظه الله-: ( والجهل -في الجملة- أحد موانع تكفير المعيَّن؛ لأنَّ الإيمان يتعلَّق بالعلم، ووجود العلم بالمؤمن به شرط من شروط الإيمان، إذ لا يقوم التكليف مع الجهل أو عدم العلم، غير أنَّ العذر بالجهل مؤقَّت، وتأقيته متوقِّف على عدم توفُّر الأسباب وتحقُّق الشروط، أو في إمكان وجودها وتحقُّقها تقديرًا، ومنه يعلم أنَّ إثبات العذر مُطلقًا لا يسوغ، كما أنَّ نفي العذر بالجهل مُطلقًا لا يصحُّ -أيضًا-، وقد ذكرت هذا المعنى صراحةً في رسالتي «مجالس تذكيرية» بقولي: «وإذا ترجَّح القولُ بأنَّ الجهل عُذْرٌ شرعيٌّ فليس ذلك على إطلاقه».....)
واعلم أن ما تنقله من كلامه -حفظه الله - يوهم عدم اعتبار العذر بالجهل من موانع التكفير مطلقاً ، سواء في المشاركة المشار إليها أو رسالة
"توجيه الاستدلال بالنصوص الشرعية
على العذر بالجهل في المسائل العقدية "
بخلاف هذه الفتوى ففيها التفصيل، وهذا الذي قصدته بأنها متأخرة
أما ما اشرت إليه من التفريق بين أحكام الدنيا وأحكام الأخرة،
فهذا محل البحث -إن شاء الله-
فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسُرَة
ابو الحارث مهدي
2011-12-21, 08:58
أقول للأخ الكريم:
أنَّ ما نقوم به ليس من باب الجدل - معاذ الله -، وإنما هو من باب تحرير المسائل وبيان الحق فيها
ولكن الله إذا أراد أمراً هيأ أسبابه ، فقد جمعت –والحمد لله -شيئاً عزيزاً في مسألة العذر بالجهل
سواءً كان ذلك إثباتا أو ردا على المخالف
ولعَّل في هذا توفير الجهد وإعادة النظر
وأعجبني منك ذلك القول الصادق حيث قُلتَ -حفظك الله-
أصدقك القول - والله يشهد- أني عزمت على الرغم من جزمي بصحة ما أعتقده في هذه المسألة باعادة دراستها
–دراسة قد تأخذ زمنا مديدا- بتجرد و استعداد لقبول الحق مهما كان
فَالحَمْدُ للهِ عَلَى مَنِّهِ وَكَرَمِهِ وَفَتْحِهِ
وَهَذَا أَوَانُ الشُّرُوعِ فِي المقْصُود
فَاللَّهمُّ يَسِّر وَأَعِنْ يَا كَرِيم
ابو الحارث مهدي
2011-12-21, 11:59
قال صاحب الجواب المفيد - تحت فصل تأثير عارض الجهل على التوحيد - : ( و هذا لا عذر فيه بالجهل سواء وجدت مظنة العلم كدار الاسلام أم لم توجد كدار الحرب و سواء ثبتت اقامة الحجة أم لم تثبت و يجب اعتبار الجاهل فيه كافرا في ظاهر الأمر و هذا القدر متفق عليه بين الأئمة )
و قال اسحاق آل الشيخ : ( و كيف يعرفون عباد القبور و هم ليسوا بمسلمين و لا يدخلون في مسمى الاسلام و هل يبقى مع الشرك عمل )
و كلام هذين العالمين الجليلين ليس عن اليهود و النصارى و نحوهم و انما عمن يصلون و يزكون و يتصدقون من القبورية .
وأزيدك:
نقل عبد اللطيف ابن الحفيد -رحمه الله -:
( الإجماع على أن من أتى بالشهادتين ، لكن يعمل الشرك الأكبر ، أنه لم يدخل في الإسلام)
[المنهاج (ص 10)، وفتاوى الأئمة النجدية (93)]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
( ولهذا كان كل من لم يعبد الله فلا بد أن يكون عابداً لغيره، وليس في ابن آدم قسم ثالث ، بل إما موحد أو مشرك ،
أو مَن خلط هذا بهذا، كالمبدلين من أهل الملل والنصارى، ومن أشبههم من الضُّلال المنتسبين إلى الإسلام )
[مجموع الفتاوى (14-282)]
وقال عبد اللطيف ابن الحفيد في شرح كلام ابن القيم -رحمهما الله-:
( إن ابن القيم جزم بكفر المقلدين لمشايخهم في المسائل المكفرة ، إذا تمكنوا من طلب الحق ومعرفته،
وتأهلوا لذلك وأعرضوا ولم يلتفتوا ، ومن لم يتمكن ولم يتأهل لمعرفة ما جاءت به الرسل ، فهو عنده من جنس أهل الفترة ،
وممن لم تبلغه دعوة الرسول ، لكنه ليس بمسلم ، حتى عند من لم يكفره)
[ فتاوى الأئمة النجدية (3/234)]
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif
اعلم أخي حفظني الله وإيّاك
أن كل من ادعى الإسلام بشهادتي التوحيد وإقامة الصلاة ..
ثم هو مع ذلك يعبد الأصنام والأوثان ويسجد لها عن جهل معجز، من دون أو مع الله ؟!!
فأي جهل معجز هذا وهو قد دخل الإسلام من باب العلم بالتوحيد وبشهادة التوحيد ؟!!
لذا فالقول الفصل فيمن كان هذا وصفه؛ أي أتى بشهادة التوحيد لفظاً
وهو لا يدري معناها ولا ما ترمي إليه من دلالات، وهو مع ذلك يعبد الأصنام والأوثان ويسجد لها من دون الله
ولا يجد في ذلك حرجاً ولا تعارضاً مع تلك الشهادة التي تلفظ بها
فهذا ليس مسلماً، ولم يدخل الإسلام بعد
كما لا يجوز أن نُقحم موضوع العذر بالجهل أو موانع التكفير في مثل هذه المواضع؛ لأن المرء لم يدخل الإسلام بعد
فهو لم ينتقل بعد من وصفه الكفري والشركي .. وبالتالي لا يجوز إقحامه فيما تم فيه النزاع!
ابو الحارث مهدي
2011-12-21, 12:23
فإن عُلم ذلك؛
فمورد النزاع في رجل دخل الإسلام دخولاً صحيحاً بشهادتي التوحيد، وثبت له إسلامه، وأقام الصلاة، والأركان الأخرى
ثم هو لجهل معجز وقع في نوع شرك مما يُستساغ فيه الجهل، كالجهل المتعلق بالطاعة، والمحبة، والإتباع والاستحسان
والتحليل والتحريم والتوسل بذات المخلوق ونحو ذلك، فمثل هذا النوع من الشرك الخفي على كثير من الناس
ممكن للمرء أن يقع فيه عن جهل معجز لا يمكن دفعه، فهذا الذي تم عليه النزاع، وهذا الذي ينبغي أن يدور عليه النقاش
لا بد من ضبط مورد النزاع أولاً قبل أن نعترض أونكثر من نقولات أهل العلم ونضعها في غير موضعها!
فهذا الذي تقدم ذكره ووصفه، هو مسلم !
وأنت تقول: لا.. بل هو كافر أو مشرك؛ قد فقد مسمى الإسلام مطلقاً
ويُعامل في الدنيا معاملة الكافرين، قد وقع في نوع من الشرك، وبالتالي لا بد من أن يُسمى مشركاً !
أقول لك: بم نفيت عنه مسمى الإسلام، وأسميته مشركاً ؟!
تقول لي: وقع في الشرك، ولا بد من أن ينسحب عليه مسمى وحكم المشرك !
أقول: يُعترض عليك بالقاعدة الشرعية المتفق عليها، والتي دلت عليها عشرات النصوص، وهي :
" الكفر العام لا يستلزم دائماً كفر المعين "وقد سبق البحث في هذا (هنا) (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=705560)
ويُعترض عليك كذلك بالقاعدة الشرعية والمتفق عليها، والتي تقول:
"الإسلام الصريح لا ينقضه إلا الكفر أو الشرك الصريح "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-
((فليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين ، وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحُجَّة وتبيَّن له المحجَّة،
من ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة)).
[مجموع الفتاوى (12-501)]
ابو الحارث مهدي
2011-12-21, 12:39
ويُقال لكَ -كذلك-:هذا المسلم الذي يقع في نوع من أنواع الشرك تحت ظرف الإكراه
ما حكمه واسمه عندك؟!
فإن قلت: هو مشرك لوقوعه في الشرك، فلا بد من أن يُلحق به مسمى ووصف وحكم المشرك !
أقول لك: قد خالفت بذلك النص والإجماع، وهذا قول لم يقل به أحد من أهل العلم.
والله عز وجل يقول:
((مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرهَ وَقَلْبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيْمَانِ
وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) [النحل: (106)]
وإن قلت: هو مسلم مع وقوعه في نوع من أنواع الشرك؛ لوجود عذر ومانع الإكراه الذي يمنع من تكفيره أو الحكم عليه بالشرك.
أقول: قد أصبت النص والإجماع، ولكن قل في هذا الذي يقع في نوع من أنواع الشرك عن جهل معجز لا يمكن له دفعه،
ما قلته في الذي يقع في نوع من أنواع الشرك عن إكراه!
فكما أن الإكراه عذر قاهر يمنع عن المعين المسلم لحوق مسمى الكفر أو الشرك لو وقع في شيء من ذلك
كذلك الجهل المعجز الذي لا يمكن دفعه هو عذر قاهر يمنع عن صاحبه مسمى وحكم الكفر أو الشرك
لو وقع في شيء من ذلك، فعلام يُعذر المكره ولا يُعذر الجاهل ذو الجهل المعجز الذي لا يستطيع دفع جهله ؟!
فإن قلتَ: النص عذر المكره !
أقول لك:كذلك النص عذر العاجز الذي لا يستطيع دفع جهله فيما قد جهل فيه
كما قال تعالى:( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) [البقرة: (286)] .
وقال تعالى:( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا )[الطلاق: (7)] .
وقال تعالى:( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) [التغابن: (16)] .
و قوله -صلى الله عليه وسلم -:
"وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم"
متفق عليه
وغيرها كثير من النصوص الدالة على أن التكليف على قدر الطاقة والمستطاع
وأن مناط التكليف معلق بالاستطاعة، وهذا من نِعَمِ الله على عباده
فإن قلت: كيف نفهم ونفسر نصوص أهل العلم سالفة الذكر ؟
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 01:16
فإن قلت: كيف نفهم ونفسر نصوص أهل العلم سالفة الذكر ؟
الجواب: لا تعارض بين أقوال أهل العلم، وبين هذا القول، وإليك بيان ذلك
نقل عبد اللطيف ابن الحفيد -رحمه الله -:
( الإجماع على أن من أتى بالشهادتين ، لكن يعمل الشرك الأكبر ، أنه لم يدخل في الإسلام)،
[المنهاج(ص 10)، وفتاوى الأئمة النجدية(93)]
أقول: وهذا قولنا الأول المثبت أعلاه؛ فهذا أتى بالشيء وضده؛ وبالتالي لم يثبت له الإسلام لحظة واحدة،
وهو كما ذكرتُ لكَ ليس عليه النزاع والخلاف!
وعليه فالنص لا حجة فيه فيما نحن فيه ..
وقال الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
( ولهذا كان كل من لم يعبد الله فلا بد أن يكون عابداً لغيره، وليس في ابن آدم قسم ثالث ، بل إما موحد أو مشرك ،
أو مَن خلط هذا بهذا، كالمبدلين من أهل الملل والنصارى ، ومن أشبههم من الضُّلال المنتسبين إلى الإسلام ) .
[مجموع الفتاوى (14-282)]
أقول: أين الشاهد من هذا النص على ما اختلفنا عليه،هل يقال:
الذي لا يعبد الله، هو موحد وغير مشرك، حتى يقتطع مثل هذا النص؟!!
- قال عبد اللطيف ابن الحفيد (في شرح كلام ابن القيم ):
( إن ابن القيم جزم بكفر المقلدين لمشايخهم في المسائل المكفرة ، إذا تمكنوا من طلب الحق ومعرفته،
وتأهلوا لذلك وأعرضوا ولم يلتفتوا ، ومن لم يتمكن ولم يتأهل لمعرفة ما جاءت به الرسل ، فهو عنده من جنس أهل الفترة ،
وممن لم تبلغه دعوة الرسول ، لكنه ليس بمسلم ، حتى عند من لم يكفره)
[ فتاوى الأئمة النجدية(3/234)]
أقول: تأمل قوله " إذا تمكنوا من طلب الحق ومعرفته "، ونحن حديثنا عن الجاهل العاجز الذي لا يستطيع دفع جهله
فليس في النص دليل على ما تم الخلاف عليه.
- و يحسن بنا و نحن نؤكد على مذهب الجمهور في العذر بالجهل في أصول الدين أن نؤكِّد على أنَّ العذر
لا يقبل ممن يعيش بين ظهراني المسلمين و فيهم العلماء و الدعاء ، و لكن الجاهل المعذور بجهله هو حديث العهد
بدين الإسلام ، أو من يعيش في منأى عن بلاد المسلمين ، أو حيث لا علم و لا علماء و لم يتسنَّ له من يعلمه ،
أو يوقفه على ما يجب عليه اعتقاده من مسائل الأصول .
قال الإمام الشافعي- رحمه الله- : ( لو عُذِرَ الجاهل ؛ لأجل جهله لكان الجهل خيراً من العلم إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف و يريح قلبه من ضروب التعنيف ؛ فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ و التمكين ؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرُسل ) (¹)
[ المنثور في القواعد ، للزركشي :( 2 / 17) ]
وأما قوله :" ومن لم يتمكن ولم يتأهل لمعرفة ما جاءت به الرسل ، فهو عنده من جنس أهل الفترة "
وهذا الكلام على من لم يدخل الإسلام مطلقاً ولا يعرف عنه شيئاً
ونحن حديثنا عن المسلم الذي عرف الإسلام والتزمه ثم وقع في نوع كفر أو شرك عن عجز لا يمكن له دفعه
فالخلاف في واد النص المستدل به في واد !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(¹) قد أشار الأخ أبوزيد الى قول الشافعي هذا في المشاركة رقم (24) بقوله:
تاسعا: اليك أخي الكريم جملة من الاحالات على كتب أهل العلم من غير أئمة الدعوة في عدم اعذار الجاهل في مسائل التوحيد .....
الشافعية :
كلام الشافعي أنظر المنثور في القواعد للزركشي ج2ص15-17 ط
ولكن هذا حجة عليه لا له؛ كما هو واضح جلي، ومما سبق عن الإمام الشافعي -رحمه الله - قوله:
( لله أسماء و صفات لا يسع أحدا ردها ، و من خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر
و أما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل و لا الرؤية و الفكر)
«فتح الباري» لابن حجر (13/407).
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 01:49
قال صاحب الجواب المفيد - تحت فصل تأثير عارض الجهل على التوحيد - : ( و هذا لا عذر فيه بالجهل سواء وجدت مظنة العلم كدار الاسلام أم لم توجد كدار الحرب و سواء ثبتت اقامة الحجة أم لم تثبت و يجب اعتبار الجاهل فيه كافرا في ظاهر الأمر و هذا القدر متفق عليه بين الأئمة )
قال الشيخ عبد الرزاق بن طاهر معاش : ( فهم بعض من يرى أن العذر بالجهل لا يثبت في حق من وقع في أعمال شركية من بعض النصوص الشرعية ، وبعض أقوال العلماء أنها تؤيد ما ذهبوا إليه من عدم عذر المسلم الجاهل الذي تلبس بنوع من أنواع الشرك ، وأن العذر بالجهل يثبت فيما دون ذلك من مسائل الفروع – على تقسيمهم – فقط . أما مسائل الأصول ، فلا عذر لأحد في جهلها .
وسأقتصر على أهم ما أوردوه تجنبا للإطالة ، ولأن الأصل هو العذر لدلالة النصوص الشرعية على ذلك ، ولما سقناه من أقوال أئمة الهدى والعلم والدعوة الذين هم أعلم بواقع الناس وقد باشروا دعوتهم بأنفسهم ومن هذه النصوص استدل من لا يرى العذر بالجهل لمن وقع في الشرك :
حديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ مَا هَذِهِ الْحَلْقَةُ قَالَ هَذِهِ مِنْ الْوَاهِنَةِ قَالَ انْزِعْهَا فَإِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا فلو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا .
قال صاحب الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد : ( يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب فيه شاهد لكلام الصحابة أن الشرك الأصغر أكبر الكبائر وأنه لم يعذر بالجهالة : (فإذا كان الرجل لم يعذر بالجهالة في أمر من أمور الشرك الأصغر ، فكيف بالشرك الأكبر ؟)
ويجاب عن هذا من وجوه :
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 01:54
أولا : هذا الحديث لا يحتج به لأن مداره على مبارك بن فضالة عن الحسن ، ومبارك هذا ضعيف كما نص على ذلك الحافظ بن حجر في التهذيب ، كما أن الحسن شيخ الفضالة لم يسمع من عمران كما قال المديني ، وهذه العلة الثانية وهي الانقطاع .
- مضي بيان منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مسألة من وقع في الشرك الأكبر جاهلا ، والحديث – على فرض صحته- في الشرك الأصغر فإذا كان الشيخ يعذر بالأكبر فإنه يعذر بالأصغر من باب أولى . فيكون – بذلك- مقصود الإمام بقوله أنه لم يعذر بالجهالة ، إما مقيد بأن مناط ذلك هو قيام الحجة عليه أو أن الحجة قد قامت عليه أو قصد بذلك أنه يغلظ عليه ، كما قال في حديث ذات أنواط ... تفيد أيضا أنه لو لم يكفر ، يغلظ عليه الكلام تغليظا شديداً كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قوله: (فإذا كان الرجل لم يعذر بالجهالة في أمر من أمور الشرك الأصغر ، فكيف بالشرك الأكبر ؟)
فيقال له : أن الوقوع في الشرك الأصغر حتى لو قامت الحجة على صاحبه لا يلزم منه ارتداد المسلم عن الإسلام بخلاف الشرك الأكبر بعد قيام الحجة ، فكيف يقاس هذا على ذاك والله أعلم .
ومن أرائهم كذلك :
أن أصل الدين هو معرفة الله وعبادته وحده لا شريك له وهذا لا عذر فيه بالجهل ، سواء وجدت مظنة العلم
– كدار الإسلام أم لم توجد – كدار الحرب - ، وسواء ثبتت إقام الحجة أم لم تثبت ويجب اعتبار الجاهل
فيه كافرا في ظاهر الأمر .
والرد على هذا من أنه إذا كان مقصودهم من عبارة (أصل الدين) الإقرار المجمل بالتوحيد والالتزام المجمل بعبادة الله وحده لا شريك ، فإن هذا مما لا ينازع فيه أحد من أهل السنة وذلك أن أصل الدين الذي هو الإقرار المجمل بكل ما صح به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا وانقيادا لا عذر لأحد بجهل أو بغيره في عدم الإقرار به ، فإن من لم يكن في قلبه التصديق والانقياد ، فهو كافر .
وأما إن كان مقصودهم بأصل الدين الإلتزام المجمل والإلتزام التفصيلي – وهذا الذي يظهر من استدلالاتهم - ، حيث أن من أخل ببعض تفاصيل التوحيد يكون كافر دون اعتبار لجل أو قيام حجة فهذا مما خالف فيه المنهج الصحيح ، لأن اعتبار الإيمان على وجه التفصيل بكل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أصل الدين يتوقف على استيفائه –بادئ ذي بدئ- ثبوت عقد الإسلام فهذا لم يقل به أحد من أهل السنة ولا غيرهم إن ثبوت وصف الإسلام يتوقف على الإحاطة بجميع الأخبار المتعلقة بمسألة الإيمان والتوحيد ، فإن هذا القول معلوم الفساد ، بالاضطرار من الدين الإسلامي . ا.هـ
( الجهل بمسائل الاعتقاد وحكمه ) رسالة الماجستير له بإشراف فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك - حفظه الله -
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 02:16
قال الشيخ عبد الرحمن البراك (http://www.saaid.net/Warathah/1/albarak.htm) -حفظه الله-:
نعم بيّن الشيخ إمام الدعوة ومن جاء بعده من حملتها أن ما يفعله القبوريون من الاستغاثة بالأموات من بُعْدٍ وقُرْب، وطلب الحوائج منهم، والسفر إلى قبورهم لذلك أنه عين الشرك الأكبر المنافي لأصل التوحيد الذي بعث الله به الرسل من أولهم إلى آخرهم، كما بين الله ذلك في كتابه،
كقوله تعالى: (( وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ)) [ يونس(106)]
وقال تعالى: (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)) [ الأحقاف(05)]
فعُبّاد القبور هم عند الشيخ كفارٌ مشركون ولو زعموا أن أصحابها وسائط بينهم وبين الله،
فإن هذا هو ما كان يزعمه المشركون الأولون،
كما قال تعالى: (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)) [ الزمر(03)] ،
وقال تعالى: ((وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [ يونس(18)].
فالشيخ إذا كفَّر هؤلاء المشركين من القبوريين لم يكفّر إلا من كفّره الله، كما أنكر في رده على مَن افترى عليه كما تقدم،
ومع ذلك فقد نُقِل عن الشيخ في بعض المواضع أنه لا يُكَفِّر الجاهل من هؤلاء حتى تقوم عليه الحجة وبيّن له
أن ما يفعله شرك بالله ينافي شهادة أن لا إله إلا الله،
فغاية ما يقال إن الشيخ -رحمه الله- يكفّر هؤلاء القبوريين الذين يستغيثون بالأموات ويدعونهم من دون الله، يكفّرهم بالعموم، لا يكفّرهم بأعيانهم حتى تقوم عليهم الحجة، وهذا هو منهج أئمة أهل السنة في من كفروهم من أصحاب المقالات الكفرية،
أي إنهم يكفرون بالعموم وأما تكفير المعين فيتوقف على وجود شروط التكفير وانتفاء الموانع . اهـ
ولتتمة الفائدة:
قالالشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-معلقا على نص كشف الشبهات (46-47) :
" لا أظن الشيخ رحمه الله لا يرى العذر بالجهل ، اللهم إلا أن يكون منه تفريط بترك التعلم مثل أن يسمع بالحق فلا يلتفت إليه ولا يتعلم ، فهذا لا يعذر بالجهل ، وإنما لا أظن ذلك من الشيخ لأن له كلاما آخر يدل على العذر بالجهل فقد سئل عما يقاتل عليه وعما يكفر الرجل به فأجاب : وذكر الشيخ رسالة ابن عبد الوهاب كاملة الذي يصرح فيها بالعذر بالجهل وأنه لا يكفر إلا من قامت عليه الحجة الرسالية".
لذا ياأخانا الحبيب : ليس العبرة في كثرة اقتطاع النقولات عن أهل العلم، وتسويد الصفحات بها وإنما العبرة بل الواجب أن نذكر النص الذي يتناول ما تم النزاع عليه تناولاً مباشراً، ويعنيه من جميع جوانبه، فهذا الذي يُطالب بإحضاره، وليس أي نص أو أي قول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
تنبيه: ترجمة الشيخ البراك على الرابط مع اسمه-حفظه الله-
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 19:58
جاء في (الدرر السنية ) : ( وظهر لنا من جوابكم: أن المؤمن بالله ورسوله إذا قال أو فعل ما يكون كفرا، جهلا منه بذلك، فلا تكفرونه، حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، فهل لو قتل من هذا حاله، قبل ظهور هذه الدعوة، موضوع أم لا؟
فنقول: إذا كان يعمل بالكفر والشرك، لجهله، أو عدم من ينبهه، لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة؛ ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر، يبيح المال والدم، وإن كنا لا نحكم
على هذا الشخص، لعدم قيام الحجة عليه؛ لا يقال: إن لم يكن كافرا، فهو مسلم، بل نقول عمله عمل الكفار، وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه، متوقف على بلوغ الحجة الرسالية. وقدذكر أهل العلم: أن أصحاب الفترات، يمتحنون يوم القيامة في العرصات، ولم يجعلوا حكمه حكم الكفار، ولا حكم الأبرار.
وأما حكم هذا الشخص إذا قتل، ثم أسلم قاتله، فإنا لا نحكم بديته على قاتله إذا أسلم، بل نقول: الإسلام يجُبّ ما قبله، لأن القاتل قتله في حال كفره؛ والله سبحانه وتعالى أعلم.) ج10ص136-137
و من هنا يتضح أن التكفير عند علماء الدعوة النجدية قد يطلق و يراد به كل من ليس مسلم فعلى هذا يصدق على من لم تقم عليه الحجة من مشركي زماننا اسم الكفر ،و قد يطلق و يراد به من قامت عليه الحجة فيسمى من لم تقم عليه الحجة مشركا و لا يسمى كافرا باعتبار أن الكافر يحكم له بالنار وقد ورد هذا في كلام الامام محمد بن ابراهيم ،أو كما يفرق بعضهم بالكافر ظاهرا و باطنا و الكافر ظاهرا و هو مستعمل عند بعض فقهاء المذاهب و هو الذي جرى عليه العلامة صالح آل الشيخ و استعمله عبد الله و حسين من أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
و هذا الذي ذكرته تكمن أهميته في أنه يساعد على فهم كلام أهل العلم ،و العجيب أخي الكريم أن بعض المعاصرين رمى ثلة من العلماء بالتناقض في هذه القضية لأنه لم يعنى بتحرير المصطلحات و فهمها كما أراد قائلوها لا كما أراده هو .
و خلاصة الكلام في هذه النقطة أن فهم الحجة بل وصولها لا يشترط في سلب اسم الاسلام عمن وقع في الشرك الأكبر و الحكم عليه بالشرك( أو بالكفر –بمعناه العام-)،و أما كونه معذبا أو غير معذب يوم
القيامة فراجع الى بلوغ الحجة الرسالية و فهمها –بحيث يعاقب ان أعرض بعد الفهم أو أعرض عن الفهم –
أخي الكريم ...في ظني أن من قال بغير هذا لزمه التناقض –ولابد – و عدم الاطراد و التناقض دليل الفساد .........
هذا الكلام لا نص عليه من كتاب أو سنة، ولم يقل به عالم معتبر ممن سلف، والثابت عن بعضهم أن الكافر المشرك الذي يدخل الإسلام، بشهادة التوحيد، وهو لا يزال متلبساً بالكفر والشرك فلم يقلع عنه، فهذا الذي لم يحملوا عليه وصف وحكم واسم الإسلام، وأبقوا عليه وصفه وحكمه الذي كان عليه قبل نطقه لشهادة التوحيد؛ إذ أنه يأتي بالشيء وضده في آنٍ واحد، ومن كان كذلك لا ينتفع بإقراره بالتوحيد لا في الدنيا ولا في الآخرة، ويُسمى قولاً واحداً كافراً مشركاً.
هذا الكلام أو ما في معناه قد تجده لبعض أهل العلم،
ولكن لا تجد عالماً واحداً يصف مسلماً موحداً، تُجرى عليه أحكام الإسلام، ثم هو لسبب قهري وعن عجز وجهل لا يمكن له دفعه، يقع في فعل كفري أو شركي، ثم لأجل ذلك ترى هذا العالم يرفع عنه حكم ومسمى الإسلام؛ فلا يُسميه مسلماً ولا كافراً ، ولكن يُسميه مشركاً
هذا لم يقل به عالم قط ممن سلف، كما أن الأدلة على خلافه!
اللهم إلا قول المعتزلة : منزلة بين منزلتين، فذاك شيء آخر
ثم نسأل؛ ما قيمة موانع التكفير التي تكلم عنها أهل العلم، ودلت عليها نصوص الشريعة، إذا كانت لا تمنع عن المسلم الذي وقع في كفر أو شرك عن جهل معجز وملجئ مسمى الشرك، ولا تمنع عنه انتفاء حكم ومسمى الإسلام ؟!
فموانع التكفير تمنع عن صاحبها مسمى الكفر والشرك، كما تمنع أن تُجرى عليه أحكام الكفر والشرك، فتمنع عنه الاثنين معاً!
ثم نسأل أصحاب هذا القول:
هذا الذي سلبتموه مسمى الإسلام وحكمه، وأجريتم عليه مسمى الشرك،
أي الأحكام تُجرى عليه في الدنيا قبل أن تُقام عليه الحجة ؟ـ
أأحكام الإسلام أم أحكام الكفر والشرك ؟!
فإن قالوا: أحكام الكفر والشرك !
نقول لهم: ما قيمة حديثكم إذاً عن عدم تكفيره حتى تُقام عليه الحجة، ولماذا تُقام عليه الحجة وأحكام الكفر والشرك تُجرى عليه؟!!
وإنقالوا: تُجرى عليه أحكام الإسلام، ويُعامل معاملة المسلمين من حيث ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات!
قلنا لهم: ما قيمة وصفكم له بالمشرك ونفي مسمى وحكم الإسلام عنه إذا كان سيُعامل معاملة المسلمين وتُجرى عليه أحكامهم؟!
فالأحكام والمسميات يتبعها أحكام ومواقف ومعاملات، ويترتب عليها حقوق وواجبات؛ إذ يستحيل أنتحكم على معين بالشرك وتسميه مشركاً وتنفي عنه مسمى الإسلام ثم تعامله معاملتك للمسلمين ..!
فإن علمتَ ذلك، وعلمتَ اضطرابهم فيما ذهبوا إليه، بقي عليك أن تعلم أن :
كل كفر هو شرك، وكل شرك هو كفر، والمشرك كافر، والكافر مشرك
فإذا أطلق أحدهما فهو يشمل الآخر ولا بد.
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 20:38
كما قال تعالى: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ)[ آل عمران(151)]
فالذين كفروا هم أنفسهم وصفوا بأنهم أشركوا، فدل أن كل من كفر فقد أشرك.
وكذلك قوله تعالى: (مَاكَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ) [ التوبة(17)].
فهم مشركون وبنفس الوقت كافرون يشهدون على أنفسهم بالكفر.
وكذلك قوله تعالى عن صاحب الحديقة المشرك كما في سورة الكهف، ففي آية وصفه بالكفر كما في قوله تعالى:
(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً) [ الكهف(37)]
وفي آية أخرى وصفه بأنه مشرك وقد أشرك كما في قوله تعالى:
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) [ الكهف(42)]
فدل أن كل كافر مشرك، وكل مشرك كافر.
وكذلك قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ)[ المائدة(73)]. ولا شك أن القول بأن الله ثالث ثلاثة هو شرك وأن قائله مشرك، ومع ذلك حكم الله عليه بالكفر
قال تعالى- مخبراً عن مؤمن آل فرعون-: (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ باللهِ وَ أشْركَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) [ غافر(41-42)]
وفي الحديث فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"
(بين العبد وبين الكفر والشرك الصلاة فإذاتركها فقد أشرك)".
وفي رواية:" (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)"،
فمرة حكم عليه بالكفر ومرة حكم عليه بالشرك، مما دل أن أحدهما يستلزم الآخر ولابد.
وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- :" (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)"،
إذ لا فرق بين الكلمتين ـ كفر أو أشرك ـ ولك أن تقول لمن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك؛
لأن لهما نفس المعنى والدلالة من الناحية الشرعية.
وفي قوله -صلى الله عليه وسلم- :" ( الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- ( قال ابن عباس وأصحابه: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق،
وكذلك قالأهل السنة كأحمد وغيره ) [مجموع الفتاوى (7-67)]
فتأمل كيف فسر الشرك الخفي الوارد ذكره في الحديث والذي يعني الرياء بقول ابن عباس وأصحابه: كفر دون كفر!
ولكن الذي يمكن أن يُقال: أن اللفظين إذا اجتمعا في عبارة أو نص واحد كقولك: هذا كفر وشرك أو هذا كافر مشرك،
ففي هذه الحالة يتفقان من حيث الحكم الشرعي وما يترتب عليه، ويختلفان من حيث الدلالة اللغوية لكل كلمة منهما؛
فتكون دلالة الكفر لبيان جانب الجحود والنكران، وتغطية وستر ما يجب إظهاره، والشرك لبيان الوقوع في الشرك من جهة الإقرار بتعدد الآلهة، وصرف العبادة لها من دون الله، والله تعالى أعلم.
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 21:30
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
كيف يصح أن يقال في اليهود والنصارى : إنهم ليسوا من المشركين ،والله عَزَّ وَجَلَّ قال في سورة [التوبة]بعد آية
(إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا)
( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) ،
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
فمن جعل لله ابناً ؛ كيف لا يكون من المشركين ؟! هذه زَلَّة عجيبة من مثل هذا الإمام الطحاوي . ولا ينافي ذلك أن لهم تلك الأحكام التي لا يشاركهم فيها غير أهل الكتاب من المشركين ؛ فإنهم يشتركون جميعاً في أحكام أخرى - كما لا يخفى على أولي النُّهى - .وقد لا يعدم الباحث الفقيه - الذي نجَّاه الله من التقليد - في الكتاب والسنة ما يؤكد ما تقدم ، ويبطل قول الطحاوي السابق : " ... وليس كل كفر بالله شركاً " من ذلك تلك المحاورة بين المؤمن والكافر الذي افتخر بماله وجنَّتيه ؛ كما قال عز وجل في سورة الكهف ؛
(وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً . وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً)
فهذا كفر ولم يشرك في رأي الطحاوي! ولكن السِّياق يردّه ؛ فتابع معي قوله تعالى :
( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ) ؛
فتأمل كيف وصف صاحبَه الكافر بالكفر ، ثم نره نفسه منه معبِّراً عنه بمرادِفِه وهو الشرك ؛ فقال .
( وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً )
وهذا الشرك مما وصَف به الكافرُ نفسَه فيما يأتي ؛ فتابع قوله تعالى - بعد أن ذكر ما وعظه به صاحبه المؤمن
( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً )
قلت : فهذا القول منه - مع سباق القصة - صريح جداً في أن شركه إنما هو شَكُّه في الآخرة ، وهذا كفر وليس بشرك في رأي الطحاوي! فهو باطل ظاهر البطلان .
وإن مما يؤكد ذلك من السنة قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" .
رواه الشيخان وغيرهما عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ ، وهو مخرج في "الصحيحة" برقم (1133) ،
فإن المراد بهم اليهود والنصارى ؛ كما دلت على ذلك أحاديث أخر ،منها قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"ليّن عشت ؛ لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، حتى لا أترك فيها إلا مسلماً" .
رواه مسلم وغيره وهو مخرج هناك (1134) .
ولما كان حديث ابن عباس حجة قاطعة في الموضوع ؛ غمز من صحته الطحاوي تعصباً لمذهبه - مع الأسف -! وزعم أنه وهم من ابن عيينة قال (4/16) :
"لأنه كان يحدث من حفظه ؛ فيحتمل أن يكون جعل مكان (اليهود والنصارى) : (المشركين) (!) ولم يكن معه من الفقه ما يميزبه بين ذلك "!كذا قال سامحه الله! فإنه يعلم أن تحديث الحافظ الثقة - كابن عيينة - من حفظه ليس بعلة ؛ بل هو فخر له ، وأن تخطئة الثقة بمجرد الاحتمال ليس من شأن العلماء المنصفين ، ولكنها العصبية المذهبية ؛ نسأل الله السلامة! وعلى مذهب الطحاوي هذا يمكن أن يغفر الله الكفر لقوله تعالى :
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)!!
وبهذه الآية احتج ابن حزم رحمه الله على أبي حنيفة الذي هو مَتبوعُ الطحاويُ
في التفريق المزعوم ؛ فقال عقبها (4/244) :
"فلو كان ههنا كفر ليس شركاً ؛ لكان مغفوراً لمن شاء الله تعالى بخلاف الشرك ، وهذا لا يقوله مسلم " . ثم أتبع ذلك بأدلة أخرى قوية جداً ،
ثم قال :"فصح أن كل كفر شرك ، وكل شرك كفر ، وأنهما اسمان شرعيان ، أوقعهما الله تعالى على معنى واحد" .
ولولا خشية الإطالة ؛ لنقلت كلامه كله لنفاسته وعزته ، فليراجعه من شاء المزيد من العلم والفقه .
[سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (13/ 211، 212، 213)]
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 21:50
سماحة الوالد العلامة ابن باز - رحمه الله -
الفرق بين الكفر والشرك
الأخت (ن.س.ع) من الرياض, تقول في سؤالها: ما هو الفرق بين الكفر والشرك؟ أفتونا مأجورين.
الكفر جحد الحق وستره، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة، أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك. أما الشرك فهو صرف بعض العبادة لغير الله، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك، أو يذبح لهم أو ينذر لهم، ويطلق على الكافر أنه مشرك وعلى المشرك أنه كافر، كما قال الله عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[1] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftn1)، وقال سبحانه: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ[2] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftn2)، وقال جل وعلا في سورة فاطر: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[3] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftn3)، فسمى دعاءهم غير الله شركاً في هذه السورة، وفي سورة "قد أفلح المؤمنون" سماه كفراً.
وقال سبحانه في سورة التوبة: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[4] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftn4)، فسمى الكفار به كفاراً وسماهم مشركين، فدل ذلك على أن الكافر يسمى مشركاً، والمشرك يسمى كافراً، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))[5] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftn5) أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))[6] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftn6) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، والله ولي التوفيق.
وإليك رابط الفتوى
http://www.binbaz.org.sa/mat/2069 (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069)
[1] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftnref1) سورة المؤمنون من الآية 117.
[2] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftnref2) سورة المائدة من الآية 72.
[3] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftnref3) سورة فاطر الآيتان 13 – 14.
[4] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftnref4) سورة التوبة الآيتان 32 – 33.
[5] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftnref5) رواه مسلم في كتاب الإيمان برقم 117.
[6] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2069#_ftnref6) رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار برقم 21859، والترمذي في الإيمان برقم 2545 والنسائي في الصلاة برقم 459.
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 22:16
وبالتالي فالقول السابق فيه تسوية بين حكم المسلمين الذين دخلوا في الإسلام وقبلوه وخضعوا له لكنهم فعلوا
بعض الشرك جهلا مع حكم أهل الفترة الذين لم يسمعوا بالإسلام ولم يدخلوا فيه أصلا
وإذا قلنا بأن كلا منهم معذور بجهله فلا ينبغي التسوية بينهم في الحكم لاختلاف خطئهم وحالهم
فخطأ أهل الفترة أنهم لم يدخلوا في الإسلام بسبب الجهل
وخطأ من وقع في الشرك من المسلمين أنهم وقعوا فيما يخرجهم من الإسلام بسبب الجهل ..
وإذا كان قبول عذر أهل الفترة مع عدم دخولهم في الإسلام سببا لدفع العذاب عنهم، فإن قبول عذر من وقع
في الشرك من المسلمين يقتضي أن يحكم به الإسلام لا أن يحكم له بالكفر في الدنيا ثم يفوض أمره في الآخرة إلى الله
ففي هذه الحالة لا ثمرة للقول بأنه معذور بجهله .
والذي قصدته باختصار :أن المسلم الفاعل للشرك جهلا إما أن يعذر بجهله فيحكم بإسلامه
وإما أن لا يعذر بجهله فيحكم بكفره .
أما أن يقال بأنه معذور ثم يحكم بكفره في الدنيا فهذا هو التناقض
كما أنه من الخطأ التسوية بين خطأ من لم يدخل في الإسلام أصلا وخطأ من دخل في الإسلام
لأن الله تعالى قال حكاية عن المؤمنين :
(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) [البقرة : 286]
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال : "قد فعلت"
وهذا كله قد سبق بيانه
والآن إليك كلام العلماء المعاصرين في تحرير المسألة
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 22:49
قال العلامة المعلمي اليمانيـــ رحمه الله ـــ (ص41-42) من كتابه
رفع الاشتباه
عن معنى العبادة والإله
وتحقيق معنى التوحيد والشرك بالإله
( ثم إذا وقعت كلمة الشهادة مستكملة للشروط، فشرط استمرار حكمها أن لا يحدث من صاحبها ما يخل بموجبها،
وهذا هو المقصود الحقيقي والثمرة المطلوبة ،
ولذلك وقع الاتفاق على أن السجود للصنم أو الشمس أو نحوهما ردة تخرج عن الإسلام إلا لمن أُكرِه .
ولم يشترط في الحكم بردّيته أن يسمي الشمس مثلاً ( إلها ) .
بل لو كان حال السجود معلنا بثباته على لا إله إلا الله ، وكانت قرينة تشهد له ،
كأن جعل له مال عظيم على السجود للشمس ، فسجد طمعاً في المال لم يفده ذلك - والله أعلم-
ومن لا يعلم معنى لا إله إلا الله، فكيف يؤمّن عليه العمل بخلاف موجبها ؟
فإن قيل: أفلا يكفي الإنسان أن يكون معترفاً بصدق الرسول في جميع ما جاء به، مصدقا به مسلّما راضيا،
ملتزما العمل بموجب ذلك، عازما عليه، فلما سمع كلمة لا إله إلا الله، وعَلِمَ أن الرسول جاء بها، اعترف بها
وصدق وسلّم ورضي وألتزم، وعزم على العمل موجبها مع أنه جاهل بمعناها، كما يكفيه مثل هذا في نحو الحروف المقطعة
في أوائل السور ونحو ذلك.
وإذا وقع منه عمل يخالف موجبها وهو لا يعلم ذلك عذر بالجهل)
إلى أن قال: ( واعلم أن قريب العهد ليس له حدٌّ معين، وإنما المدار فيه على التقصير وعدمه
فمن لم يقصر عذر، ومن قصر لم يُعذر.
ومن هنا يظهر أنه على فرض أن تكون بعض الأقوال والأعمال المنتشرة بين عوام المسلمين بعد القرون الأولى،
مناقضة لشهادة أن لا إله إلا الله، يكون عامتهم معذورين، لأن المشهور بين أهل العلم - فضلا عن غيرهم - أن معناها
(( لا واجب الوجود إلا الله ))، كما سيأتي تحقيقه -إن شاء الله -
فغالب الناس لا يظنون أن لها معنى غير ذلك، فلسنا نستطيع أن نحكم عليهم بالتقصير
وهناك أسباب أخرى تمنع الحكم عليهم بالتقصير، فوجب أن لا يُحكم على مسلم قال أو فعل ما يكون مناقضا
للشهادة بأنه كافر أو مشرك حتى يتبين لنا تقصيره وما لم يتبين لنا تقصيره فهو عندنا مسلم
وقد يكون من خيار المسلمين وصالحيهم وأوليائهم، ولكن أُعيذك بالله أن يغُرَّك الشيطان فيقول لك:
فأنت على هذا معذور، فيصدَّك بذلك عن البحث والتحقيق، فاحذر ذلك وإلا كنتَ مُقصّراً غير معذور،
واعلم أننا وإن لم نحكم على أكثر بالتقصير؛ فإنما ذلك بحسب علمنا، وقد يكون كثير منهم في نفس الأمر مقصرين،
ومن كان كذلك فهو في حكم الله كذلك، ولا ينفعه حكمنا عليه بذلك )
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 23:00
أحد قولي سماحة الوالد الإمام ابن باز -رحمه الله-:
س: إن رأيت أحداً يدعو صاحب القبر ويستغيث به , فهو مصاب بالشرك فهل أدعوه على أنه مسلم , أم أدعوه على أنه مشرك ,
إذا أردت أن أدعوه إلى الله عز وجل , وأن أبين له ؟
ج: ادعه بعبارة أخرى , لا هذه ولا هذه , قل له : يا فلان يا عبد الله عملك هذا الذي فعلته شرك , وليس عادة .
هو عمل المشركين الجاهلين , عمل قريش وأشباه قريش ؛لأن هنا مانعاً من تكفيره ؛ ولأن فيه تنفيره , أول ما تدعوه ؛
ولأن تكفير المعين غير العمل الذي هو شرك , فالعمل شرك , ولا يكون العامل مشركاً , فقد يكون المانع من تكفيره جهله
أو عدم بصيرته على حد قول العلماء.
وأيضاً في دعوته بالشرك تنفير , فتدعوه باسمه , ثم تبين له أن هذا العمل شرك .
س : ما الراجح في تكفير المعين ؟
ج: إذا قامت عليه الأدلة والحجة الدالة على كفره , ووضح له السبيل ثم أصر فهو كافر.
لكن بعض العلماء يرى أن من وقعت عنده بعض الأشياء الشركية وقد يكون ملبساً عليه وقد يكون جاهلاً , ولا يعرف الحقيقة
فلا يكفره ,حتى يبين له ويرشده إلى أن هذا كفر وضلال , وأن هذا عمل المشركين الأولين , وإذا أصر بعد البيان يحكم عليه بكفر معين . اهـ
من كتاب الفوائد العلمية من الدروس البازية ( 2/273 -274 ) ط الرسالة عام 1430هـ.
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 23:05
مجدد العصر الشيخ العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-
س: حكم الأموات الذين ماتوا على دعاء الأموات ، إذا كانوا يعتقدون في هؤلاء الأموات أنهم ينفعون ويضرون ،
ولكنهم لا يعرفون حقيقة التوحيد ، ولكنهم عرفوا هذا من علمائهم المنحرفين ؟
ج : قلت أن هؤلاء ما داموا يحافظون على أركان الإسلام ، لكن فيهم جهل، والمسئول عنهم هؤلاء الجهلة من أهل العلم
الذين هم يضللونهم، فهؤلاء الذين ماتوا
فالأصل فيهم أنهم مسلمون فيعاملون معاملة المسلمين
وهم يدفنون في مقابر المسلمين، فبالتالي إذا مر المار بقبورهم يقول :
( السلام عليكم أهل الديار من المسلمين والمؤمنين)، يترحم عليهم ويدعى لهم بالمغفرة والرحمة ،
ثم أمرهم إلى الله تبارك وتعالى . لأن الله عز وجل يقول: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
ثم لا يؤاخذ المشرك إلا بعد أن تكون قد بلغته الدعوة
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)
وربنا عز وجل فضله ورحمته بعباده أنه يقبل عذر العبد ، فإذا كان أحد هؤلاء المسلمين الخرافيين- فلنسميهم-
إذا كان أحد هؤلاء الخرافيين من المسلمين ضل سواء السبيل، ولم يكن هناك من ينبهه ويحذره وينهاه عن ضلاله،
فهو يكون معذورا عند ربه تبارك وتعالى ، ولا يؤاخذه مؤاخذة الذي أقيمت الحجة عليه
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) ......
[سلسلة الهدى والنور (95)]
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 23:35
الشيخ الفقيه الأصولي العلامة محمد بن صالح عثيمين -رحمه الله- :
وأما العذر بالجهل : فهذا مقتضى عموم النصوص ،
ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل ،
قال الله تعالى : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)[الإسراء(15)] ،
وقال تعالى : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)[النساء(165)]
ولولا العذر بالجهل : لم يكن للرسل فائدة ، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل ،
فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة ، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم :
كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ،
لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي :
أنه قد يتيسر له أن يتعلم ؛ لكن لا يهتم ، أو يقال له : هذا حرام ؛ ولكن لا يهتم ، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية ،
ويأثم بذلك ، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول : هذا يأثم ، وهو لم تبلغه الرسالة :
هذا بعيد ، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا ، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة ،
والرب عز وجل يقول : (إن رحمتي سبقت غضبي) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام ؟
بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال : " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني
وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم " .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 33 / السؤال رقم 12 ) .
وقال أيضا رحمه الله: "فالأصل فيمن ينتسب للإسلام : بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي ....
فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين :
الأمر الأول : دلالة الكتاب والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب .
الأمر الثاني : انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه ، وتنتفي الموانع .
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله تعالى :
( ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)
فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له..."
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (2 / جواب السؤال224)
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 23:42
الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- :
حيث قال: قد اختلف أهل السنة أنفسهم في هذه القضية في شأن العذر بالجهل في التوحيد،
والذي يظهر أنه يعذر بالجهل
لقوله عز وجل: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)
- ثم قال - : فهذه الأدلة تدل على أنه يعذر بالجهل، والذين لا يقولون بالعذر بالجهل ليس لهم أدلة ناهضةا.هـ
من كتاب " غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة " (2/ 447- 448 ).
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 23:49
الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي- رحمه الله-
حيث سئل عن رأيه في قول الصنعاني في تطهير الاعتقاد (هم كفار أصليون)
حيث اعترض عليه بعض العلماء كالشيخ بشير السهسواني صاحب صيانة الإنسان وقال مرتدون ؟
فقال الشيخ - رحمه الله- :
هم مرتدون عن الإسلام إذا أقيمت عليهم الحجة وإلا فهم معذورون بجهلهم كجماعة الأنواط. ا.هـ
من فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي(1/17)
ابو الحارث مهدي
2011-12-22, 23:53
الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - :
( فأنا أنصح الشباب السلفي ألا يخوضوا في هذا الأمر بارك الله فيكم
والمذهب الراجح اشتراط قيام الحجة, وإذا لم يترجح له فعليه أن يسكت ويحترم إخوانه الآخرين فلايضللهم؛
لأنهم عندهم حق وعندهم كتاب الله وعندهم سنة رسول الله وعندهم منهج السلف
والذي يريد أن يكفر يكفر السلف!يكفر ابن تيمية وابن عبد الوهاب أيضا!
الإمام محمدبن عبد الوهاب قال : نحن لا نكفر الذين يطوفون حول القبور ويعبدونها حتى نقيم عليهم الحجة؛
لأنهم لم يجدوا من يبين لهم ) ا.هـ
من فتاوى العقيدة والمنهج تجدونها في موقع الشيخ حفظه الله..
المصدر فتاوى الشيخ ربيع الحلقة الثانية السؤال الثالث و العشرون
ابو الحارث مهدي
2011-12-23, 00:15
مناقشة بديعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله –
مع شخص يفرق بين المسائل الظاهرة والخفية في مسألة إقامة الحجة
وبيان أنه أمر نسبي
أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ،
وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل.
لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟
هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي
قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر ، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه
وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد ؟ .
الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة.
إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم ؟.
الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .
الشيخ: بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى.
بسم الله.الرحمن.الرحيم
السائل : فضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
السائل : ما رأي فضيلتكم بمن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم يرتكب منكراً وهو الذبح لغير الله ،
فهل يكون هذا مسلم ؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام ؟ .
الشيخ : يذبح لغير الله ( واشلون [كيف ]) يذبح لغير الله ؟
السائل : يذبح لغير الله ، يقول أنا إن ترك هذا الأمر فسوف يضرني أو يضر أهلي .
الشيخ : لا ، أنا أقول (واشلون ) يذبح لغير الله ، كيف ؟
السائل : يذبح لغير الله .
الشيخ : يعني، يتقرب إلى هذا الغير بالذبح له ؟
السائل : أي ، نعم .
الشيخ : هذا الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له أي لهذا الغير ) مشرك شركاً أكبر، ولا ينفعه قول "لا إله إلا الله" ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور بالجهل ، لكن يعلَّم .
السائل : كيف يكون في بلاد بعيدة؟
الشيخ : يعني ، مثلاً ، أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة[ السعودية] في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل ،
أما إنسان يقال له : هذا كفر، فيقول : لا ، ما يمكن أترك الذبح للولي : فهذا قامت عليه الحجة ، فيكون كافراً .
السائل : فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " " كافر " ؟ .
الشيخ : نعم ،مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .
السائل : وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟ .
الشيخ : الخفية تُبيَّن .
السائل : مثل ايش ؟
الشيخ : مثل هذه المسألة ، لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذاحرام , فهمت ؟
هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ
السائل : وكيف أقيم الحجة عليه ؟ وما هي الحجة التي أقيمها عليه ؟ .
الشيخ : الحجة عليه ، أن الله تعالى قال:(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ) ،وقال تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ أنْحَرْ ) ، فهذا دليل على أن النحر للتقرب والتعظيم عبادة ، ومن صرف عبادة لغير الله : فهو مشرك .
السائل : زين , بالنسبة لمن فرق ، فقال لا يعذر بالجهل لانها من المسائل الظاهرة وأما المسائل الخفية مما تنازع فيه الناس ؟
الشيخ : أنا قلت لك الآن وأنت تعرف الظهور والخفاء ،
هل يستوي الناس فيه ؟
هل يستوي الناس فيه أولا ؟
السائل : لا ، ما يستون .
الشيخ : ما يستون ،قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر
، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ،
حتى في الاستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه .
الكلام بس على بلوغه للإنسان .
السائل : بلوغ الحجة .
الشيخ : الحجة .
السائل : يعني أن القران وصل؟
الشيخ : فإذا بلغته الحجة وقيل له : هذا الفعل الذي تفعله شرك ، فَفَعَلَه : ما بقي عذر .
السائل :يعني يعرَّف ؟ .
الشيخ :أي، لازم ، لازم أن يُعرَّف .
الشيخ : نعم
السائل : هذه مسألة ، وهناك وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد؟ .
الشيخ :هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة .
السائل : ألم تقم عليه الحجة ؟ يعني بلغه القران .
الشيخ : أليس الذي قال : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) ، مو قال بالكفر ؟
السائل : نعم .
الشيخ : ولم يكفر ؛ لأنه أخطأ من شدة الفرح ، وأليس المُكره يُكره على الكفر فيكفر ظاهراً لكن قلبه مطمئن بالإيمان ؟
والعلماء الذين يقولون : " كلمة كفر دون صاحبها " ، هذا إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم نعلم عن حاله ،أما إذا علمنا عن حاله : وش يبقى ؟! نقول : ما يكفر! معناه : ما أحد كافر! ، ما يبقى أحد يكفر ! ، حتى المصلي الذي مايصلي نقول : ما يمكن أن يكفر ؟
السائل : لا ، شيخ بالنسبة لكلام ابن تيمية ؟
الشيخ : حتى ابن تيمية ، حتى ابن تيمية يقول : إذا بلغته الحجة : قامت عليه الحجة .
السائل : إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم؟.
الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .
السائل : كيف يعني؟
الشيخ : أفرض أنه أعجمي ، ما يفهم القران أيش معناه ؟
السائل : يعني ما بلغته؟
الشيخ : لابلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى .
السائل : كيف شيخ؟
الشيخ : يعني أقول لا بد أن يفهم المعنى ، بارك الله فيك .
السائل : يقول لا يُعَّرف كافر [ يقصد السائل ابن تيمية -رحمه الله - ].
الشيخ : لا ، ما قال هذا .
السائل : في رسالة للشيخ اسحاق بن عبد الرحمن .
الشيخ : المهم ،شيخ الإسلام كتبه معروفة وهو من أبعد الناس عن التكفير .
السائل: لا ، ما هو تكفير ،نقول هذه المسألة يعني ما يحتاج إقامة الحجة ، ولكن لا يلزم أن يُعَّرَف ؟
الشيخ : لازم يُعَّرَف؟
السائل : لأنها مسائل ظاهرة .
الشيخ : ما هي بظاهرة .
السائل : الذي يَصِلُ الأعجميّ ، أنا قلت لك مثل الأعجميّ يمكن العربي إذا تلوْت هذا القران عَرَف .
السائل : ممكن يا شيخ؟.
الشيخ : لا ، اصبر ، المسألة ماهي مناظرة في هذا المكان ، هذا المكان سؤال جواب ، والمناظرة بيني وبينك .
إنما الآن الفائدة للجميع .
إنه لايكفي بمجرد البلوغ حتى يفهمها .
لأنه لو فرضنا أنه إنسان أعجميّ ونقرأ عليه القرآن صباحا ومساء لكن لايدري ايش معناها : هل قامت عليه الحجة ؟
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) ..
انتهى كلام الشيخ رحمه الله
" لقاء الباب المفتوح شريط رقم (48) الوجه ب "
ابو الحارث مهدي
2011-12-23, 00:43
وإلى هنا تتوقف العجلة لمدة تقارب الشهر - والله المستعان-
ومازال البحث متواصلا بعون الله تعالى
والذي سبق ذكره ليس لي فيه ناقة ولا جمل -كما يقال-
فالأمر كما قال العلامة بكر بن عبد الله أبوزيد - رحمه الله- كما في كتابه ’’النّظائر‘‘(ص17):
(( و جميع ما ذكرتُهُ ليس لي فيه من فضل سوى الجمع والتّرتيب، و بعد ديمومة النّقلة و التّرحال من كتاب إلى آخر، حتّى لو قلتُ لكلّ جملة منها: عودي إلى مكانِك لما بقيَ لي منها إلاّ النّزر اليسير))
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
والآن يُترك المجال للمشاركة
فمن تكلم فليتكلم بِعلم ومن سكت فليسكت بحلم
لقاءنا يتجدد إن شاء الله
عن عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أفضلُ الصلوات عند الله صلاةُ الصُّبح يومَ الجمعة في جماعة )
رواه البيهقي في شعب الإيمان(7/55)
وصحَّحهُ الألباني برقم : (1119)في صحيح الجامع .
والسلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
بارك الله فيــــــــــــــــــكم
ابوزيدالجزائري
2011-12-24, 12:55
أبا الحارث بارك الله فيك و جزاك الله خيرا .....
أخي الكريم ليس لدي الكثير من الوقت للتعقيب على مشاركتك و سأعود اليها لاحقا .
ما أريد أن أقوله في هذه العجالة أنه يمكن أن نقول أننا اتفقنا على ما يلي :
- يعذر بالجهل في غير الأصول التي لا يقوم الاسلام الا عليها .
- يحكم العذر بالجهل في هذه المسائل حيثيات ترجع الى الزمان و المكان و وضوح المسائل و خفائها و امكان التعلم من عدم امكانه .
- الذي يأتي بالشهادتين و ما يناقضهما ليس بمسلم و لا يثبت له اسم الاسلام .
بقي النزاع في مسألة من ثبت اسلامه ثم وقع في الشرك الأكبر جهلا .
و أما مسألة صفة قيام الحجة فنرجي البحث فيها .
... فهل توافقني أخي الفاضل حتى يكون الحوار و لا أقول الجدال مجديا .
وهنا يجب أن أقول كلمة :و هي أن هذا الحوار قد قرب وجهات النظر أكثر فقد ظهر لي أنك توافقني في مسألة عدم ثبوت عقد الاسلام لمن أتى بالشهادتين و ما يناقضهما ،و أيضا أن العذر بالجهل محكوم بحيثيات و ليس على اطلاقه ،كما اني أعلمك أني موافق لك في أن الانسان معذور بجهله في غير الأصول التي لا يصح الاسلام الا بها ،و بقي النزاع في جزئيات معينة .
على أني قد أشرت الى موضع النزاع باجمال سأعود - باذن الله - لرفعه بالتفصيل و التبيين .
ابو الحارث مهدي
2012-02-02, 11:12
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
ومواصلة لتتمة ما سبق في تحقيق المسألة مع الأخ الحبيب أبو زيد الجزائري -حفظه الله في حِلِّهِ وتِرحَالِهِ-
أعود بالرجوع للتعليق على المشاركات السابقة لبعض الاخوة
جزاهم الله خيراً
ابو الحارث مهدي
2012-02-02, 12:36
الفرق بين إقامة الحجة وفهم الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد .
إن فقه الحجة و فهمها والتزامها لا يعتبر من شروط إقامة الحجة ، فيكفي لإقامة الحجة على المخالف أن تأتيه بالدليل الذي يدفع به عجزه وجهله بالمسألة ، بلغة يعيها ، ويفهم معها مدلولات الخطاب الشرعي الذي سيرفع عنه عجزه بالجهل في المسألة .
فالفرق واضح بين فهم الحجة كمدلول ولغة وكلمات ، وبين فهم الحجة كفقه والتزام ، فالأولى شرط في إقامة الحجة ، والثانية ليست كذلك .
الذي ينبغي عليك -جزاك الله خيراً- توضيح معنى:
- فقه الحجة
- فهم الحجة
- التزام الحجة
والتدليل لكل واحدة من ذلك، ثم وجه الاتفاق أو الافتراق بينها، حتى تكون قد فَهِمتَ وأَفهمتَ
وكذلك يتبين لنا معنى قولك: فيكفي لإقامة الحجة على المخالف أن تأتيه بالدليل الذي يدفع به عجزه وجهله بالمسألة ، بلغة يعيها ، ويفهم معها مدلولات الخطاب الشرعي الذي سيرفع عنه عجزه بالجهل في المسألة .
اعلم أخي -حفظك الله- أنّ قولك هذا من أبلغ ما نُعرِّف به= فهم الحجة
أعد النظر حتى تعي ما أرمي إليه -وفقك المولى-
وإليكم أمثلة على ذلك :
ـ قال الله تعالى : " ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين " ، يقول السعدي رحمه الله تعالى : " أي : ومن هؤلاء المشركين ، قوم يحملهم بعض الأوقات ، بعض الدواعي إلى الاستماع ، ولكنه استماع خال من قصد الحق واتباعه ، ولهذا لا ينتفعون بذلك الاستماع ، لعدم إرادتهم للخير " ا ـ هـ .
فهؤلاء المشركون سمعوا الخطاب بلغتهم ، لكنهم لم يلتزموه أو يفقهوه ، ومع هذا سماهم الله مشركين ..
من أين لك زيادة لم يفهموه من كلام الشيخ السعدي -رحمه الله- ؟
أم هو شيء استقر في الذهن وإن لم يكن في النقل ما يسعفه
ـ وقال الله تعالى : " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ " ، قال الطبري رحمه الله في تفسيره : " يقول تعالى ذكره للمؤمنين بالله ورسوله من أصحاب نبيّ الله صلى الله عليه وسلم : لا تكونوا أيها المؤمنون في مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم كالمشركين الذين إذا سمعوا كتاب الله يتلى عليهم , قالوا قد سمعنا بآذاننا وهم لا يسمعون يقول : وهم لا يعتبرون ما يسمعون بآذانهم . ولا ينتفعون به لإعراضهم عنه , وتركهم أن يوعوه قلوبَهم ويتدبروه فجعلهم الله لما لم ينتفعوا بمواعظ القرآن وإن كانوا قد سمعوها بآذانهم , بـمنزلة من لـم يسمعها " ا ـ هـ .
" سَمِعْنَا " هي سماع الخطاب الشرعي بالمدلولات اللغوية المفهومة ، " وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ " أي لا يفقهون ولا يلتزمون ..
أخانا سفيان -زادك الله علما وحلما - ما عهدناك تعتقد ثم تدلل !!!
من أين لكَ:" وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ " أي لا يفقهون ؟؟
كلام الإمام ابن جرير الطبري في أعلى الجبل وكلامك في قعر الوادي :rolleyes:
ـ وقال تعالى : " وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ " ، يقول البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره : " فقال: ( ومنهم من يستمعون إليك ) بأسماعهم الظاهرة فلا ينفعهم ، ( أفأنت تسمع الصم ) ، يريد: سمع القلب ، ( ولو كانوا لا يعقلون ) " ا ـ هـ ..
وهذا حق لا مرية فيه، لكن ليس فيه ما يؤيد ما تذهب إليه
ولا مانع أخي من اعادتك النظر في المشاركات السابقة من المشاركة رقم (5) إلى غاية المشاركة رقم (20) وضم إليها فتوى الشيخ الألباني في المشاركة رقم (22) حتى تظهر لك المسألة بوضوح
هذا للذكرى والذكرى تنفع المؤمنين
ابو الحارث مهدي
2012-02-06, 12:53
بارك الله فيــــــــــــــــــكم
وفيكم بارك الله أخي
زادكم الله من فضله، ووفقني وإياكم والحاضرين لكل خير
إنه سبحانه جواد كريم
ابو الحارث مهدي
2012-02-06, 12:55
أحد قولي سماحة الوالد الإمام ابن باز -رحمه الله-:
س: إن رأيت أحداً يدعو صاحب القبر ويستغيث به , فهو مصاب بالشرك فهل أدعوه على أنه مسلم , أم أدعوه على أنه مشرك ,
إذا أردت أن أدعوه إلى الله عز وجل , وأن أبين له ؟
ج: ادعه بعبارة أخرى , لا هذه ولا هذه , قل له : يا فلان يا عبد الله عملك هذا الذي فعلته شرك , وليس عادة .
هو عمل المشركين الجاهلين , عمل قريش وأشباه قريش ؛لأن هنا مانعاً من تكفيره ؛ ولأن فيه تنفيره , أول ما تدعوه ؛
ولأن تكفير المعين غير العمل الذي هو شرك , فالعمل شرك , ولا يكون العامل مشركاً , فقد يكون المانع من تكفيره جهله
أو عدم بصيرته على حد قول العلماء.
وأيضاً في دعوته بالشرك تنفير , فتدعوه باسمه , ثم تبين له أن هذا العمل شرك .
س : ما الراجح في تكفير المعين ؟
ج: إذا قامت عليه الأدلة والحجة الدالة على كفره , ووضح له السبيل ثم أصر فهو كافر.
لكن بعض العلماء يرى أن من وقعت عنده بعض الأشياء الشركية وقد يكون ملبساً عليه وقد يكون جاهلاً , ولا يعرف الحقيقة
فلا يكفره ,حتى يبين له ويرشده إلى أن هذا كفر وضلال , وأن هذا عمل المشركين الأولين , وإذا أصر بعد البيان يحكم عليه بكفر معين . اهـ
من كتاب الفوائد العلمية من الدروس البازية ( 2/273 -274 ) ط الرسالة عام 1430هـ.
قال سماحة الوالد الشيخ ابن باز-رحمه الله-
في رده على من سأله في المسلم الذي ارتكب مكفراً فأجاب -رحمه الله- :
" إنه لا بد أن تقوم عليه الحجة؛ لأنه قد يكون جاهلا بهذا الأمر وليس عنده علم ؛ فلا بد أن يبين له
حتى تقوم عليه الحجة ، فإذا قامت عليه الحجة فإنه يحكم بكفره.
"كتاب الفوائد العلمية من الدروس البازية"( 2/273 -274 ) ط الرسالة عام 1430هـ
.
ابو الحارث مهدي
2012-02-06, 13:02
مجدد العصر الشيخ العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-
س: حكم الأموات الذين ماتوا على دعاء الأموات ، إذا كانوا يعتقدون في هؤلاء الأموات أنهم ينفعون ويضرون ،
ولكنهم لا يعرفون حقيقة التوحيد ، ولكنهم عرفوا هذا من علمائهم المنحرفين ؟
ج : قلت أن هؤلاء ما داموا يحافظون على أركان الإسلام ، لكن فيهم جهل، والمسئول عنهم هؤلاء الجهلة من أهل العلم
الذين هم يضللونهم، فهؤلاء الذين ماتوا
فالأصل فيهم أنهم مسلمون فيعاملون معاملة المسلمين
وهم يدفنون في مقابر المسلمين، فبالتالي إذا مر المار بقبورهم يقول :
( السلام عليكم أهل الديار من المسلمين والمؤمنين)، يترحم عليهم ويدعى لهم بالمغفرة والرحمة ،
ثم أمرهم إلى الله تبارك وتعالى . لأن الله عز وجل يقول: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
ثم لا يؤاخذ المشرك إلا بعد أن تكون قد بلغته الدعوة
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)
وربنا عز وجل فضله ورحمته بعباده أنه يقبل عذر العبد ، فإذا كان أحد هؤلاء المسلمين الخرافيين- فلنسميهم-
إذا كان أحد هؤلاء الخرافيين من المسلمين ضل سواء السبيل، ولم يكن هناك من ينبهه ويحذره وينهاه عن ضلاله،
فهو يكون معذورا عند ربه تبارك وتعالى ، ولا يؤاخذه مؤاخذة الذي أقيمت الحجة عليه
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) ......
[سلسلة الهدى والنور (95)]
تتمة فتوى الإمام الألباني
لقد جاء في "صحيح البخاري ومسلم" حديثٌ عجيبٌ جداً يدل على واسع رحمة الله بعباده ، بحيث أنه يغفر الكفر أحيانا
بعلمه بعذر هذا الكافر ، قال عليه الصلاة والسلام: ( كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط .. )
الحديث في "صحيح البخاري ومسلم" إياكم أن تشكوا في صحته
" كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط فلما حضرته الوفاة جمع أولاده
فقال لهم: أيُّ أبٍ كنتُ لَكُم ؟ قالوا: خيرَ أَبٍ .
ـ وهنا الآن الغرابة تأتي : "لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا"
( هذا شك في البعث ، يقول ) ولئن قدر الله علي ( كأنه يشك في قدرة الله )
: "ولئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا"
( إذن كيف يتخلص هو من عذاب الله الشديد ، المعترف بأنه هو له لائق )
قال : فإذا أنا متُّ فخذوني وحرقوني بالنار ( ليضل عن ربه زعم )
"ثم خذوني وذروني ،نصفي في الريح ونصفي في البحر"( شوف ! أوحى له الشيطان ، الله أكبر
فلما مات الرجل و الأولاد أبرار وهذا وصية أبيهم وهو كما اعترفوا كان خير أب لهم .
نفذوا وصيته فحرقوه بالنار حتى صار رميما ، صار رمادا
فأخذوا نصف هذا الرماد فرموه في الريح الهائج راحت بددا
والنصف الثاني في البحر المائج وراحت مع هذه الأمواج .
فقال الله لهذه الذرات: " (كوني فلانا)فكان بشرا سويا :
أي عبدي، ما حملك على ما فعلت ( قال ): ربي خشيتك"
( أنا خفت منك . أنا مستحق لهذا العذاب فخوفا منك، لأضل عنك فعلت ما فعلت قال)
"اذهب فقد غفرت لك" ( هذا كفر هذا شرك وهذا صريح القرآن )
(وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل شيء عليم )
لكن يبدو أن هذا الرجل طيلة حياته كان مؤمنا، لكن ساعة احتضار الموت واستحضاره لذنوبه ومعاصيه، غلبت عليه خشيته من الله فأعمت عليه الطريق، وسولت له نفسه هذه الوصية الجائرة؛ التي لا أتصور أن يوجد في الدنيا أجرأ منها وأفضع منها،
مع ذلك غفرها الله عز وجل لهذا الإنسان، فنحن إذا تصورنا هؤلاء المساكين الضالين من إخواننا المسلمين بسبب علماء السوء يقعون في الشرك وفي الضلال، يستغيثون بغير الله وينادون الأموات وهم لا يسمعون وبينهم برزخ إلى يوم يبعثون .
فالله عز وجل إذا علم من أحدهم أنه لم تتبين له الحقيقة وأن هذا شرك وضلال، بل لم يوجد من يقول لهم يوما ما :
( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ).
فاعتقادنا أن الله عز وجل لا يؤاخذ الإنسان إلا بعد قيام الحجة، فمن علم من هؤلاء الموتى - نحن لا نعلم- من علم الله من هؤلاء الموتى أنه سمع دعوة الحق من الشيخ الفلاني في أن هذا شرك وضلال .
فما أبه لذلك ولا اهتم، لأن الشيخ الضال هناك سول له عمله، فهذا إلى جهنم و بئس المصير
أما الذي لم يقيض له من ينبهه فهو معذور عند الله .
فلما كنا نحن عاجزين عن أن نميز من الذي بلغته الدعوة الصحيحة عن الذي لم تبلغه الدعوة الصحيحة .
فنحن لنا الظاهر وهو مسلم .
كان يصلي ويصوم فنحن في مقابر المسلمين فنحن ندعو له ونستغفر له ونسلم عليه أما ما حاله عند الله فأمره إلى الله "اهـ
[سلسلة الهدى والنور (95)]
والآن حان موعد آذان : الظهر
بمدينة حاسي مسعود
فتأهبوا للصلاة يرحمكم الله .
الاخ رضا
2012-02-06, 13:18
جزاك الله خيرا.
ابو الحارث مهدي
2012-02-06, 23:22
سؤال:هل يجوز تكفير الفرق الضالة كالخوراج، والمعتزلة، والرافضة وغيرهم، بعد إقامة الحجة عليهم؟
الشيخ الألباني: "إذا كان السؤال مقيداً بما جاء في آخره بعد قيام الحجة عليهم، الجواب: نعم!! .
ولكن لا بد هنا من القول: هل كل من ادعى بأنه أقام الحجة على المنكر أو المخالف هو أهل لإقامة الحجة على ذلك المخالف؟
لأننا نشاهد اليوم -مع الأسف أن كثيراً من شبابنا السلفي إذا ما تعلم بعض المسائل واختلف هو وأحد المشايخ العلماء وقد يكونون علماء فعلاً بما يسمونه بعلوم الآلة، يعني بعلم النحو والصرف والبيان ....... وإلخ،
والأصولين: أصول الحديث، وأصول الفقه، ولكن ماطبقوا ذلك -فيأتي أحد إخوانَّا المبتدئين في العلم، ويكون تعلم مسألة أو مسألتين، واختلف مع ذلك العالم، فيقول: أنا أقمت الحجة عليه!
وما أظن بمثل هذه السهولة نستطيع أن نقول بأن الحجة قد أقيمت عليه،
ولذلك فأنا أقول: إذا أقيمت الحجة عليه فعلاً فقد سبق الجواب في هذا تماماً، لكن من يقيم الحجة؟
هم أهل العلم، وأهل المعرفة بالكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من المنهج السليم"
ابو الحارث مهدي
2012-02-06, 23:26
الشيخ العلامة محمد أمان الجامي- رحمه الله-:
"عندما يمرض الولد وعندما تشتد الأمور بعض الناس كأنه يرى الفرج من طريق الشيخ أقرب , يترك رب العالمين سبحانه ويلجأ إلى الشيخ : يا شيخ ما اتخذناك إلا لهذا اليوم , يا شيخ اليوم , اليوم اليوم يا شيخ , يا سيدي يا فلان اليوم , هذا كفر بواح لولا أننا نلتمس لهم الأعذار بالجهل ولولا أننا نلتمس الأعذار بالشبهة , ما هي الشبهة ؟
وجود علماء السوء الذين يزينون للعوام أن دعوة الصالحين والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم ليس من العبادة , ليس شئ من ذلك من العبادة وإنما ذلك من محبة الصالحين , وجود أمثال هؤلاء - لا كثر الله وجودهم بين المسلمين - شبهة قائمة للعوام ؛ لأنهم هم الذين يعيشون بين الناس , وغيرهم قد لا يختلطون بالعوام , وهم الذين يفسرون لهم الدين على هواهم , وهؤلاء لا يتصلون بأهل العلم لذلك نرجو أن يُعذَر هؤلاء , ولكن ليس معنى ذلك أن يُتركوا بل يجب أن يُعلَموا."
ابو الحارث مهدي
2012-02-06, 23:31
سادسا: ما أعتقده في هذه المسألة ما قرره العلامة الفوزان في بيانه عن "الجهل و العذر به" بقوله:
أولًا: يعذر بالجهل من لم تبلغه الدعوة ولم يبلغه القرآن ويكون حكمه أنه من أصحاب الفترة.
ثانيًا: لا يعذر من بلغته الدعوة وبلغة القرآن في مخالفة الأمور الظاهرة كالشرك وفعل الكبائر لأنه قامت عليه الحجة وبلغته الرسالة، وبإمكانه أن يتعلم ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه، ويسمع القرآن والدروس والمحاضرات في وسائل الإعلام.
ثالثًا: يعذر بالجهل في الأمور الخفية التي تحتاج إلى بيان حتى تبين له حكمها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد ستبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه"، فالحلال بين يؤخذ والحرام البين يتجنب والمختلف فيه يتوقف فيه حتى يتبين حكمه بالبحث وسؤال أهل العلم.
الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله -
السائل : ما الفرقُ بينَ الوَصْفِ بالكُفْر ِ والحُكمِ على الـمُعينِ بالكفر ِوالإعتقادِ بكفرِ الـمُعينِ ؟
الشيخ : أمَّا الحُكمِ على الأَعْمَال ِ كدعاءِ غَيْرِ اللهِ ، والذَّبحِ لغيْرِ الله والإستِغاثَةِ بغيرِ الله ِوالإستهزاء بالدّينِ ومسبَّةِ الدِّينِ ؛ هذا كُفْرٌ بالإجمَاعِ بلا شك، لكنِ الشَّخْصِ الذَّي يصدُر منه هذا يُتأَمَلُ فيهِ؛ فإِن كان جاهلاً أَوْ كانَ مُتأَوِلاً أوْ مُقَلِداً فيُدرأُ عنهُ الكُفْرُ حتى يُبيّن لهُ، حتى يُبيّن لهُ الحق، لأنّ قد تكون عندهُ شبهةٌ أو عندهُ جهل ما يُتسَرعُ في إِطلاق ِالكفرُ عليهِ حتى تُقامُ عليهِ الحجةُ ، فإذا أُقيمت عليهِ الحجةُ واستمر عليه ؛ فيحكمُ عليهِ بالكُفرِ لأنَّهُ ليسَ لهُ عذر"
شرح رسالة "الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك" للشيخ سليمان بن عبد الوهاب - رحمه الله-
ابو الحارث مهدي
2012-02-06, 23:59
بيان من الهيئة حول ما تطاول به حمزة كشغري على الله تعالى وعلى رسوله محمد عليه الصلاة والسلام
بيان من الهيئة حول ما تطاول به أحد الصحفيين على الله تعالى وعلى رسوله محمد عليه الصلاة والسلام
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد تابعنا في الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته ما صدر عن الكاتب الصحفي بجريدة البلاد السعودية (حمزة كشغري) من تطاول على الله تعالى وتشكيك في وجوده سبحانه وفي وجوب عبادته جلَّ وعلا ، وما أتبع ذلك من سوء أدب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتصريح بكراهيته لبعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتابعنا أيضاً ما عبر عنه كلُّ من بلغه هذا الكلام الضال من استنكار وغضب لله جل وعلا ولنبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
والأمانة العامة للهيئة ـ اضطلاعاً بمسئولياتها ـ تعبر عن استنكارها وأسفها الشديد لهذه التصريحات الأثيمة الباطلة ، وبخاصة أنها تصدر عن شخص يعيش بجوار أقدس البقاع في الدنيا: مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ولا ريب أن ما صدر عن الكاتب المذكور ليس زلة قلم ولا خطأ في فهم ، فهو صريح في قصد هذا الباطل والإصرار عليه ، بتكراره وتنويع أساليبه ، وتعمده وصف الله تعالى بكلام شنيع في طياته الضلال والانحراف البيِّن ، وكذلك إساءة الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم وشرعه والاستخفاف بجنابه الشريف. (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا) [الكهف/5].
وتذكِّر الهيئة بما جاء في القرآن العظيم من الوعيد الشديد لمن آذى الله تعالى أو آذى نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام بسيئ القول أو فاحش الكلام ، فقد قال الله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا) [الأحزاب/57].
ولأجل ذلك فقد أجمعت الأمة على تعظيم مقام النبوة وعظمت النكير على كل متهاون به ، وقد أفاض كلٌّ من العلامة القاضي عياض اليحصبي المتوفى عام 544 للهجرة في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، وشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني المتوفى عام 728 للهجرة في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول ، أفاض كل منهما في بيان وجوب تعظيم جناب المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وبيَّنا العقوبة الواجبة في حق من تنقصه.
وإن الأمانة العامة للهيئة وهي تتابع تكرر الإساءات لمقام النبوة ، لتأسف أشد الأسف أن تكون الإساءة هذه المرة صادرة من شخص يعيش في بلاد هي مهبط الوحي ومشرق نور الرسالة وقبلة المسلمين ، والتي نص نظام الحكم الأساسي فيها على أن الدولة تحمي العقيدة الإسلامية وتحكِّم شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتحمل لواء الدعوة إلى الله.
وبناء على ذلك فإن الهيئة لترجو الله تعالى أن ييسر على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، وسمو ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ـ حفظهما الله وسددهما ـ من الردع لهؤلاء ما يُغلق به هذا الباب الخطير في الهجوم على الشريعة والتطاول على الله تعالى وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. ولا سيما أن الأخذ على أيدي هؤلاء المبطلين من أعظم أسباب حفظ الله لأمن المجتمعات واستقرارها ، وبخاصة مع ما نعيشه من حولنا اضطراب الأحوال واختلال الأمن: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ () الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج/40، 41].
وتدعوا الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته المؤسسات الإعلامية والهيئات الصحفية لإنكار كل ما فيه إساءة للشريعة أو لجناب النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أن الهيئة تدعو الله تعالى أن يجزي كل من بادر بإنكار هذا المنكر العظيم بأفضل الثواب ، وتهيب بهم أن يواصلوا هذه الطريقة المشرفة في الذبِّ عن دين الله تعالى ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتوصيهم بالتواصل مع العلماء لمعرفة المنهجية الصحيحة في التعامل مع هذه المنكرات الكبيرة والجرائم الأثيمة.
والله نسأل أن يهدينا جميعاً سواء السبيل ، وأن يوفقنا لحسن المتابعة والاقتداء والنصرة لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
صدر في الرياض 14 ربيع الأول 1433هـ
الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته
بعد الإطلاع على كفريات هذا المُنكِر للذاتِ الإلهيه مع الإستهزاء بالرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- بأسلوب من يعي ويدرك ما يخرج من رأسه، وبخاصة أنه في بلاد التوحيد حرسها الله
وليقضي الله أمراً كان مفعولا
﴿إِنَّ الَّـذِينَ يُـؤْذُونَ اللهَ وَرَسُــولَهُ لَـعَنَهُمُ اللهُ فِـي الـدُّنْيَا وَالْآخِـرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا وَالَّذِينَ يُؤْذُونُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ « الأحزاب : 57 ، 58 »
محمد 1392
2012-02-07, 07:38
جزاكم الله خيرا أخي أبا الحارث
ابو الحارث مهدي
2012-02-07, 18:31
http://www.muslmh.com/vb/images/images_thumbs/4d22d837c8db5617970d02c4fcfb20c4.gif (http://im9.gulfup.com/2011-08-12/1313106683662.gif)
http://n4hr.com/up/uploads/e70a6ea2dc.gif (http://n4hr.com/up/)
ابو الحارث مهدي
2012-02-07, 18:35
اتفق العلماء على أن من سبَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر مرتد خارج عن الإسلام .
قال ابن المنذر -رحمه الله- :
"أجمع عامة أهل العلم على أنَّ مَن سبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عليه القتل" .
" تفسير القرطبي " ( 8 / 82 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- :
"إنَّ سبَّ الله أو سبَّ رسوله كفر ظاهراً وباطناً ، سواء كان السَّابُّ يعتقد أن ذلك محرَّم أو كان مستحلاًّ له ، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده
هذا مذهب الفقهاء ، وسائر أهل السنَّة القائلين بأن الإيمان قول وعمل" .
" الصارم المسلول على شاتم الرسول - صلى الله عليه وسلم-" ( 1 / 513 ) .
"وحكم سابِّه صلى الله عليه وسلم أنه مرتد بلا خلاف"
وإذا كان سابِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرتداً، فعقوبته الشرعية هي القتل، بلا خلاف بين العلماء .
وقال الخطابي -رحمه الله- :
"لا أعلم أحداً مِن المسلمين اختلف في وجوب قتله" .
" معالم السنن " ( 3 / 295 ) .
ابو الحارث مهدي
2012-02-07, 19:11
إذا تاب مَنْ سَبَّ النبي صلى الله عليه وسلم وندم على ما فعل ، ورجع إلى الإسلام ، فهذه التوبة تنفعه فيما بينه وبين الله ، فيكون مسلماً مؤمناً عند الله تعالى ، أما قتله فلا يرتفعُ عنه وجوب القتل ، فَيُقتَل مُسِلماً ، فيغسَّل ويُصلَّى عليه ويورث ويُدفن في مقابر المسلمين ، أما المرتد الذي لم يرجع إلى الإسلام فيقتل كافراً .
وقد سئلالشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- :
هل تُقبل توبة من سب الله عز وجل أو سبَّ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ؟
فأجاب -رحمه الله- :
"اختُلف في ذلك على قولين :
القول الأول : أنها لا تُقبل توبة من سبَّ الله ، أو سب رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو المشهور عند الحنابلة ، بل يُقتل كافراً ، ولا يصلَّى عليه ، ولا يُدعى له بالرحمة ، ويُدفن في محل بعيد عن قبور المسلمين .
القول الثاني : أنها تُقبل توبة من سبَّ الله أو سب رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا علمنا صدق توبته إلى الله ، وأقرَّ على نفسه بالخطأ ، ووصف الله تعالى بما يستحق من صفات التعظيم ؛ وذلك لعموم الأدلة الدالة على قبول التوبة
كقوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا)
ومِن الكفار مَن يسب الله ومع ذلك تقبل توبتهم ، وهذا هو الصحيح ، إلا أن ساب الرسول عليه الصلاة والسلام تُقبل توبته وَيَجِبُ قَتْلُهُ ، بخلاف مَن سبَّ الله فإنها تقبل توبته ولا يُقتل ؛ لأن الله أخبرنا بعفوه عن حقه إذا تاب العبد ، بأنه يغفر الذنوب جميعًا ، أما ساب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فإنه يتعلق به أمران :
أحدهما: أمر شرعي لكونه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهذا يُقبل إذا تاب .
الثاني : أمر شخصي ، وهذا لا تُقبل التوبة فيه لكونه حق آدمي لم يعلم عفوه عنه ، وعلى هذا فيقتل ولكن إذا قتل ، غسلناه ، وكفناه ، وصلينا عليه، ودفناه مع المسلمين .
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقد ألَّف كتاباً في ذلك اسمه " الصارم المسلول في تحتم قتل ساب الرسول " وذلك لأنه استهان بحق الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وكذا لو قذفه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإنه يقتل ولا يجلد .
فإن قيل : أليس قد ثبت أنَّ مِن الناس مَن سب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حياته وقَبِل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- توبته ؟ .
أجيب : بأن هذا صحيح ، لكن هذا في حياته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، والحق الذي له قد أسقطه ، وأما بعد موته فإنه لا يملك أحدٌ إسقاط حقِّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فيجب علينا تنفيذ ما يقتضيه سبه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، من قتل سابِّه ، وقبول توبة السَّابِّ فيما بينه وبين الله تعالى.
فإن قيل : إذا كان يحتمل أن يعفو عنه لو كان في حياته : أفلا يوجب ذلك أن نتوقف في حكمه ؟ .
أجيب : بأن ذلك لا يوجب التوقف ؛ لأن المفسدة حصلت بالسَّب ، وارتفاع أثر هذا السب غير معلوم ، والأصل بقاؤه .
فإن قيل : أليس الغالب أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعفو عمَّن سبَّه ؟ .
أجيب : بلى ، وربما كان العفو في حياة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متضمِّناً المصلحة وهي التأليف ، كما كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعلَم أعيان المنافقين ولم يقتلهم (لِئلاَّ يتحدث الناسُ أنَّ محمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ) لكن الآن لو علمنا أحداً بعينه من المنافقين : لقتلناه
قال ابن القيم -رحمه الله- : " إن عدم قتل المنافق المعلوم : إنما هو في حياة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقط " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 2 / 150 ، 152 ) .
ابو الحارث مهدي
2012-02-10, 21:42
جزاك الله خيرا.
جزاكم الله خيرا أخي أبا الحارث
وإياكم إخوتي الأفاضل "رضا "،" محمد "
قال الله تعالى:
{قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
في صحيح البخاري من حديث جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما-
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد اعتاد حين يخطب في المسلمين أن يخطب على جذع نخلة
وذات يوم جاءت امرأة من الأنصار وكان لها غلام يعمل نجاراً
فقالت يا رسول الله إن لي غلاماً نجاراً أفآمره أن يتخذ لك منبراً تخطب عليه؟
قال: " بلى "
فصنع له الغلام منبراً، فلما كان يوم الجمعة وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب على المنبر المصنوع من الخشب،
فسمع عليه السلام جذع النخلة يئن كما يئن الصبي،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن هذا بكى لما فقد من الذكر ».
وفي رواية أخرى لهذه القصة في صحيح البخاري
فصاحت النخلة (جذع النخلة) صياح الصبي، ثم نزل -صلى الله عليه وسلم- فضمها إليه وهي تئن أنين الصبي الذي يسكن.
قال صلى الله عليه وسلم: « كانت تبكي (النخلة) على ما كانت تسمع من الذكر عندها ».
فحنّ الجذع، وسمع الناس له صوتا كصوت العشار، حتى تصدع وانشق، حتى جاء فوضع يده عليه فسكت، وكثر بكاء الناس لما رأوا به، فقال:
« إن هذا بكى لما فقد من الذكر، والذي نفسي بيده، لو لم ألتزمه، لم يزل هكذا إلى يوم القيامة»
فأمر به فدفن تحت المنبر.
وكان الحسن البصري- رحمه الله- إذا حدث بهذا بكى وقال:
" يا عباد الله! الخشبة تَحِنَّ إلى رسول الله شوقا إليه بمكانه فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه".
[ وأصله مروي في صحيح البخاري، في المناقب، باب: علامات النبوة قبل الإسلام(3/1314)صحيح الجامع(2256)].
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» رواه البخاري
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/91573.gif
ابو الحارث مهدي
2012-02-10, 22:32
عبودية لا إلهية
وليس فوق محبة النبي -صلى الله عليه- إلا محبة الله تعالى، فإن محبة الله تعالى هي أعلى المحبوبات وأوجبها على الإطلاق، ولا يجوز أن يساوى بينه تعالى وبين غيره في المحبة، حتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن محبته وإن كانت عظيمة مقدمة على المحبوبات الدنيوية،
لكنها تبقى في مرتبة البشرية، لا تبلغ مرتبة الألوهية، فلله تعالى محبة تخصه تسمى محبة: التأله، والخلة.
ويقال كذلك: المحبة الذاتية. فلا يجب شيء لذاته إلا الله تعالى.
ومن هنا يفهم خطأ من بالغ في محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى جعله كمحبة الله تعالى، فنسب إليه خصائص الخالق سبحانه:
- من علم الغيب.
- وتدبير الخلق.
- ونسبة إجابة الدعوات إليه.
- ودعاؤه والاستغاثة به من دون الله تعالى، في قضاء الحوائج، وتفريج الكربات
- وسؤاله شيئا لا يقدر عليه إلا الله تعالى. .
فإن محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن اقترنت بمحبة الله تعالى، إلا أنها كاقتران طاعته بطاعته، أما المحبة الإلهية فشيء وراء المحبة البشرية، وما أرسل النبي -صلى الله عليه- إلا ليعلق القلوب بالله تعالى، ويخلص الناس محبتهم لله تعالى فلا يشركوا فيها معه غيره، وهذه هي العبودية،
التي قال تعالى فيها:
- (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ).
، أي ليخلصوا العبادة والمحبة والخضوع والطاعة لله تعالى.
وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذا المسلك غاية التحذير، وحرص على منع كل ذريعة تفضي إلى مساواته بالله تعالى في المحبة،
فقال عليه الصلاة والسلام:
- «.لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم، فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله»
ومعنى الحديث: لا تبالغوا في مدحي، وتغلوا كغلو النصارى في عيسى عليه السلام.
فإن النصارى زعموا فيه أنه إله، وأنه ابن الله تعالى:
(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ).
، فقد خشي النبي صلى الله عليه وسلم من هذا المسلك، فنهى عن المبالغة في مدحه.
وقد وقع ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم، حيث غلا فيه أناس حتى جعلوه في مرتبة الألوهية والربوبية:
- فنسبوا إليه ما لا يليق إلا بالخالق، وصنعوا به كما صنع النصارى بالمسيح، غير أنهم لم يقولوا: هو ابن الله. لكنهم نسبوا إليه: التصريف،
وعلم الغيب، وإجابة الدعاء. وهذا إنزال له في مرتبة الألوهية، وإن لم يقولوا: إنه الله. فإن العبرة بالمعاني والحقائق.
- كما أنهم ابتدعوا له عيدا، يحتفلون فيه بمولده -صلى الله عليه وسلم-، كابتداع النصارى عيد الميلاد للسيد المسيح عليه السلام،
ولم يفعله ولم يأمر به عليه السلام، كما لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يأمر في حق نفسه الشريفة.
لقد اتبع طائفة من المسلمين سنن اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه،
كما أخبر الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-.
نعم النبي -صلى الله عليه وسلم- أعظم الخلق، وسيد ولد آدم، وخليل الله تعالى، وأعلى الناس منزلة يوم القيامة، وفي الجنة، وهو إمام الأنبياء والمرسلين، لا يبلغ مقامه نبي مرسل، ولا ملك مقرب، غير أنه تحت سقف العبودية، دون مرتبة الألوهية، وقوله-صلى الله عليه وسلم-:
- «إنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله».
تقرير على هذه الحقيقة، ولجم وإبطال لدعاوى فريقين:
- الأول: الغالي، الذي رفعه عن مرتبة العبودية، وذلك بقوله: «فقولوا عبد الله».
- والثاني: الجافي، الذي عامله كسائر الناس، فلم يميزه بالمرتبة العالية، وذلك بقوله: «ورسوله».
قال الله تعالى [إخباراً عن رسوله -صلى الله عليه وسلم-]:
(قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء
إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ).
منقول
ابو الحارث مهدي
2012-07-03, 10:33
بعد انقطاع عن مواصلة البحث فيما يقارب خمسة أشهر إلا بضعة أيام
لا بد َّ أن يُعلم أنه:
لا يجوز أن يبقى حكم العذر بالجهل وصفاً ثبوتياً لا يرتفع ولا ينتفي البتة ، فهذا مذهب المرجئة الجفاة .
كما أن من أفرى الفِرى على الله ورسوله وشريعته إبطالُ العذر بالجهل وعدم اعتباره واستئصاله ، فهذا مذهب الخوارج الغلاة
فلا بد من التوسط بين هذا وذاك .
فأهل السنة هم الوسط في ذلك بين المرجئة والخوارج
وسطيتهم كوسطية الإسلام بين اليهودية والنصرانية
ابو الحارث مهدي
2012-07-03, 11:14
.
وفي الختام نقول لكل من تسول له نفسه رمينا بالإرجاء :
سُئِل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله :-
ماحكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم ؟ .
فأجاب : -رحمه الله-
وأما العذر بالجهل : فهذا مقتضى عموم النصوص ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل
قال الله تعالى : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء:15]،
وقال تعالى : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) [النساء: 165] ،
ولولا العذر بالجهل : لم يكن للرسل فائدة ، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل
فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة ، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم :
كشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-
لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي
أنه قد يتيسر له أن يتعلم ؛ لكن لا يهتم ، أو يقال له : هذا حرام ؛ ولكن لا يهتم ، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية ، ويأثم بذلك ،
أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول : هذا يأثم ، وهو لم تبلغه الرسالة :
هذا بعيد ،ونحن في الحقيقة
- يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا ، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة ، والرب عز وجل يقول : ( إن رحمتي سبقت غضبي )
فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام ؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- قال :
" نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم " .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 33 / السؤال رقم12 ) .
ابو الحارث مهدي
2012-07-05, 09:02
لا يجوز أن يبقى حكم العذر بالجهل وصفاً ثبوتياً لا يرتفع ولا ينتفي البتة ، فهذا مذهب المرجئة الجفاة .
كما أن من أفرى الفِرى على الله ورسوله وشريعته إبطالُ العذر بالجهل وعدم اعتباره واستئصاله ، فهذا مذهب الخوارج الغلاة
فلا بد من التوسط بين هذا وذاك .
فأهل السنة هم الوسط في ذلك بين المرجئة والخوارج
وسطيتهم كوسطية الإسلام بين اليهودية والنصرانية
الحق وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين
اللؤلؤة مريم
2012-07-05, 22:50
بارك الله فيك
ilisalger
2012-07-07, 09:41
بارك الله فيك
ابو الحارث مهدي
2012-07-10, 07:38
ومن موانع التكفير - أيضا- والتي يعذر بها
التأويل
التأويل: والمرادبه: وضع الدليل الشرعي في غير موضعه باجتهادٍ أو شبهةٍ تنشأ عن عدم فهم دلالة النص
أو فهِمَهُ فهماً خاطئاً ظنهُ حقاً، أو ظنَّ غير الدليل دليلاً.
فيُقدم المكلف على الفعل الكفري وهو لا يراه كفراً ، فينتفي شرطُ العمد،
فإنْ أُقيمت عليه الحجة وبُيِّنَ خطأه وأصرَّ على فعله كَفَرَ حينئذٍ .
والتأويل المانع: هو التأويل السائغ، وهو الذي له مُسوِّغٌ في الشرع أو في اللغة ،
مثاله: تأويل المتكلمين للصفات .
وأما التأويل غير السائغ:
فهو التأويل الذي ليس له مُسوِّغٌ في الشرع أو في اللغة ، ويكون صادراً عن محض رأي وهوى .
مثاله : تأويل الرافضة لقوله تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان) بالحسن والحسين، وهو غيرُ مقبولٍ، وغير مُؤثرٍ في الحكم بالكفرِ.
قال ابن الوزير في كتابه ( إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات)(1/377):
" وكذلك لا خلاف في كفر من جحد ذلك المعلوم بالضرورة للجميع ، وتستر باسم التأويل فيما لا يمكن تأويله
كالملاحدة في تأويل جميع الأسماء الحسنى ، بل جميع القرآن والشرائع والمعادِ الأخروي من البعث والقيامة والجنة والنار"
ابو الحارث مهدي
2012-07-16, 12:06
العذر بالتأويل دلت عليه عموم النصوص الدالة على العذر بالخطأ، إذ التأويل نوع من الخطأ في الاجتهاد
كما قال تعالى حكاية عن المؤمنين:
( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ...)الآية
وكما في قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-(إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)
رواه ابن ماجه (1/659رقم2045 )، والحاكم ( 2/198 )
وقال على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وصححه الألباني في"صحيح أبن ماجة "(1/ 348رقم1664)
وقد دلت السُنة على العذر بالتأويل على وجه الخصوص في وقائع كثيرة منها:
ابو الحارث مهدي
2012-08-27, 15:51
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا-:قال:
أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمُ الصَّلَاةَ، فَقَرَأَ بِهِمُ الْبَقَرَةَ، قَالَ: فَتَجَوَّزَ رَجُلٌ فَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَقَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ! فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا وَنَسْقِي بِنَوَاضِحِنَا وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى بِنَا الْبَارِحَةَ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ، فَتَجَوَّزْتُ فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟!- ثَلاثاً- اقْرَأْ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَنَحْوَهَا
صحيح البخاري مع الفتح (10/515-6106) ،صحيح مسلم (1/339-465)
وعند مسلم بلفظ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمُعَاذٍ :
فَلَوْلا صَلَّيْتَ بِـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى , وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا , وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى
فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ.
ابو الحارث مهدي
2012-08-27, 16:49
ونظير ذلك ما جاء في قِصَّة حَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَةَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ-
وَذَلِكَ أَنَّ حَاطِبًا هَذَا كَانَ رَجُلًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَكَانَ مِنْ أَهْل بَدْر أَيْضًا وَكَانَ لَهُ بِمَكَّة أَوْلَاد وَمَال وَلَمْ يَكُنْ مِنْ قُرَيْش أَنْفُسهمْ بَلْ كَانَ حَلِيفًا لِعُثْمَان فَلَمَّا عَزَمَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَتْح مَكَّة لَمَّا نَقَضَ أَهْلهَا الْعَهْد فَأَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ بِالتَّجْهِيزِ لِغَزْوِهِمْ وَقَالَ " اللَّهُمَّ عَمِّ عَلَيْهِمْ خَبَرَنَا " فَعَمَدَ حَاطِب فَكَتَبَ كِتَابًا وَبَعَثَهُ مَعَ اِمْرَأَة مِنْ قُرَيْش إِلَى أَهْل مَكَّة يُعْلِمُهُمْ بِمَا عَزَمَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوهمْ لِيَتَّخِذ بِذَلِكَ عِنْدهمْ يَدًا فَأَطْلَعَ اللَّه تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتِجَابَة لِدُعَائِهِ فَبَعَثَ فِي أَثَر الْمَرْأَة فَأَخَذَ الْكِتَاب مِنْهَا وَهَذَا بَيِّن فِي هَذَا الْحَدِيث الْمُتَّفَق عَلَى صِحَّته .
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ عَمّه أَخْبَرَنِي حَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي رَافِع وَقَالَ مَرَّة إِنَّ عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي رَافِع أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقُول : بَعَثَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْر وَالْمِقْدَاد فَقَالَ " اِنْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَة مَعَهَا كِتَاب فَخُذُوهُ مِنْهَا " فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَة فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ قُلْنَا أَخْرِجِي الْكِتَاب قَالَتْ مَا مَعِي كِتَاب قُلْنَا لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَاب أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَاب قَالَ فَأَخْرَجَتْ الْكِتَاب مِنْ عِقَاصهَا فَأَخَذْنَا الْكِتَاب فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاس مِنْ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّة يُخْبِرهُمْ بِبَعْضِ أَمْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا حَاطِب مَا هَذَا ؟ " قَالَ لَا تَعْجَل عَلَيَّ إِنِّي كُنْت اِمْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْش وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسهمْ وَكَانَ مَنْ مَعَك مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَات يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ بِمَكَّة فَأَحْبَبْت إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ النَّسَب فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذ فِيهِمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي وَمَا فَعَلْت ذَلِكَ كُفْرًا وَلَا اِرْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْد الْإِسْلَام فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّهُ صَدَقَكُمْ " فَقَالَ عُمَر دَعْنِي أَضْرِب عُنُق هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَا يُدْرِيك لَعَلَّ اللَّه اِطَّلَعَ إِلَى أَهْل بَدْر فَقَالَ اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ "
وعَنْ عَلِيّ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- قَالَ بَعَثَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا مَرْثَد وَالزُّبَيْر بْن الْعَوَّام وَكُلّنَا فَارِس وَقَالَ" اِنْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِنَّ بِهَا اِمْرَأَة مِنْ الْمُشْرِكِينَ مَعَهَا كِتَاب مِنْ حَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ " فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِير عَلَى بَعِير لَهَا حَيْثُ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا الْكِتَاب ؟ فَقَالَتْ مَا مَعِي كِتَاب فَأَنَخْنَاهَا فَالْتَمَسْنَا فَلَمْ نَرَ كِتَابًا فَقُلْنَا مَا كَذَبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَاب أَوْ لَنُجَرِّدك فَلَمَّا رَأَتْ الْجِدّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتهَا وَهِيَ مُحْتَجِزَة بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْهُ فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَر يَا رَسُول اللَّه قَدْ خَانَ اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلِأَضْرِب عُنُقه فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا حَمَلَك عَلَى مَا صَنَعْت ؟" قَالَ حَاطِب وَاَللَّه مَا بِي إِلَّا أَنْ أَكُون مُؤْمِنًا بِاَللَّهِ وَرَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَدْت أَنْ تَكُون لِي عِنْد الْقَوْم يَد يَدْفَع اللَّه بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي وَلَيْسَ أَحَد مِنْ أَصْحَابك إِلَّا لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَته مَنْ يَدْفَع اللَّه بِهِ عَنْ أَهْله وَمَاله فَقَالَ " صَدَقَ لَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا " فَقَالَ عُمَر: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلِأَضْرِب عُنُقه فَقَالَ " صَدَقَ لَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا " فَقَالَ عُمَر إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلِأَضْرِب عُنُقه فَقَالَ " أَلَيْسَ مِنْ أَهْل بَدْر ؟ - فَقَالَ - لَعَلَّ اللَّه اِطَّلَعَ إِلَى أَهْل بَدْر فَقَالَ اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّة - أَوْ - قَدْ غَفَرْت لَكُمْ " فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَر وَقَالَ اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم
هَذَا لَفْظ الْبُخَارِيّ فِي (كتاب المغازي في غزوة بدر) ، وأورده في(كتاب استتابة المرتدين-باب ما جاء في المتأولين)
صحيح البخاري مع الفتح (12/304-6939) ،
ومسلم (1/339-465)(كتاب فضائل الصحابة-باب من فضائل أهل بدر- رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُم وقصة حاطب)
ابن الواد
2012-08-27, 18:34
وكنت دائما أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال : إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني
ثم ذروني في اليم ، فو الله لإن قدر الله عليَّ ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا من العالمين ففعلوا به ذلك
فقال الله له ما حملك على ما فعلت قال خشيتك فغفر له .
فهذا رجل شك في قدرة الله وفى إعادته إذا ذرى بل اعتقد أنه لا يعاد وهذا كفر باتفاق المسلمين .
لكن .. كان جاهلاً ، لا يعلم ذلك وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك
والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا)).
مجموع الفتاوى(3/231)
لا أدري هل هذه الرواية تصح أم لا؟ رغم ورودها في الصحيحين، لأنها تتضمن أن هذا العبد كان غارقا في المعاصي، وغادر الدنيا ولم يتب منها، وإلا لم يحتج إلى هذا الطلب، ثم إنها تتضمن اعتقاد عدم قدرة الله على التمكن منه لا مجرد الشك، وهذا كفر صريح، لأن العقل يحكم بقدرته المطلقة، ولا يبدو أن هذا العبد كان يعيش بعيدا عن المجتمع الذي تقوم الحجة به عليه، ثم مع ذلك كله غفر الله له.. الأمر مشكل جدا، أريد التوضيح أكثر بارك الله فيك.
وسؤالي عند قول شيخ الإسلام بناء على هذه الحكاية: "والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا".
أليس يعني أن أيمة المسلمين جميعا، مهما كانت مذاهبهم معذورون لأنهم حرصوا على الاجتهاد، وكلهم يحب متابعة الرسول، وهم دون هذا الرجل الشاك في قدرة الله؟
أليس من يزعم فيهم خلاف ذلك، إنما يدعي علم الغيب فيهم، فكأنه تلصص على قلوبهم؟
أرجو إجابة شافية
ابو الحارث مهدي
2012-09-05, 08:13
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا-:قال:
أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمُ الصَّلَاةَ، فَقَرَأَ بِهِمُ الْبَقَرَةَ، قَالَ: فَتَجَوَّزَ رَجُلٌ فَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَقَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ! فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا وَنَسْقِي بِنَوَاضِحِنَا وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى بِنَا الْبَارِحَةَ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ، فَتَجَوَّزْتُ فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟!- ثَلاثاً- اقْرَأْ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَنَحْوَهَا
صحيح البخاري مع الفتح (10/515-6106) ،صحيح مسلم (1/339-465)
وعند مسلم بلفظ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمُعَاذٍ :
فَلَوْلا صَلَّيْتَ بِـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى , وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا , وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى
فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ.
ونظير ذلك ما جاء في قِصَّة حَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَةَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ-
وَذَلِكَ أَنَّ حَاطِبًا هَذَا كَانَ رَجُلًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَكَانَ مِنْ أَهْل بَدْر أَيْضًا وَكَانَ لَهُ بِمَكَّة أَوْلَاد وَمَال وَلَمْ يَكُنْ مِنْ قُرَيْش أَنْفُسهمْ بَلْ كَانَ حَلِيفًا لِعُثْمَان فَلَمَّا عَزَمَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَتْح مَكَّة لَمَّا نَقَضَ أَهْلهَا الْعَهْد فَأَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ بِالتَّجْهِيزِ لِغَزْوِهِمْ وَقَالَ " اللَّهُمَّ عَمِّ عَلَيْهِمْ خَبَرَنَا " فَعَمَدَ حَاطِب فَكَتَبَ كِتَابًا وَبَعَثَهُ مَعَ اِمْرَأَة مِنْ قُرَيْش إِلَى أَهْل مَكَّة يُعْلِمُهُمْ بِمَا عَزَمَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوهمْ لِيَتَّخِذ بِذَلِكَ عِنْدهمْ يَدًا فَأَطْلَعَ اللَّه تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتِجَابَة لِدُعَائِهِ فَبَعَثَ فِي أَثَر الْمَرْأَة فَأَخَذَ الْكِتَاب مِنْهَا وَهَذَا بَيِّن فِي هَذَا الْحَدِيث الْمُتَّفَق عَلَى صِحَّته .
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ عَمّه أَخْبَرَنِي حَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي رَافِع وَقَالَ مَرَّة إِنَّ عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي رَافِع أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقُول : بَعَثَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْر وَالْمِقْدَاد فَقَالَ " اِنْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَة مَعَهَا كِتَاب فَخُذُوهُ مِنْهَا " فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَة فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ قُلْنَا أَخْرِجِي الْكِتَاب قَالَتْ مَا مَعِي كِتَاب قُلْنَا لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَاب أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَاب قَالَ فَأَخْرَجَتْ الْكِتَاب مِنْ عِقَاصهَا فَأَخَذْنَا الْكِتَاب فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاس مِنْ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّة يُخْبِرهُمْ بِبَعْضِ أَمْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا حَاطِب مَا هَذَا ؟ " قَالَ لَا تَعْجَل عَلَيَّ إِنِّي كُنْت اِمْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْش وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسهمْ وَكَانَ مَنْ مَعَك مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَات يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ بِمَكَّة فَأَحْبَبْت إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ النَّسَب فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذ فِيهِمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي وَمَا فَعَلْت ذَلِكَ كُفْرًا وَلَا اِرْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْد الْإِسْلَام فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّهُ صَدَقَكُمْ " فَقَالَ عُمَر دَعْنِي أَضْرِب عُنُق هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَا يُدْرِيك لَعَلَّ اللَّه اِطَّلَعَ إِلَى أَهْل بَدْر فَقَالَ اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ "
وعَنْ عَلِيّ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- قَالَ بَعَثَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا مَرْثَد وَالزُّبَيْر بْن الْعَوَّام وَكُلّنَا فَارِس وَقَالَ" اِنْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِنَّ بِهَا اِمْرَأَة مِنْ الْمُشْرِكِينَ مَعَهَا كِتَاب مِنْ حَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ " فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِير عَلَى بَعِير لَهَا حَيْثُ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا الْكِتَاب ؟ فَقَالَتْ مَا مَعِي كِتَاب فَأَنَخْنَاهَا فَالْتَمَسْنَا فَلَمْ نَرَ كِتَابًا فَقُلْنَا مَا كَذَبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَاب أَوْ لَنُجَرِّدك فَلَمَّا رَأَتْ الْجِدّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتهَا وَهِيَ مُحْتَجِزَة بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْهُ فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَر يَا رَسُول اللَّه قَدْ خَانَ اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلِأَضْرِب عُنُقه فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا حَمَلَك عَلَى مَا صَنَعْت ؟" قَالَ حَاطِب وَاَللَّه مَا بِي إِلَّا أَنْ أَكُون مُؤْمِنًا بِاَللَّهِ وَرَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَدْت أَنْ تَكُون لِي عِنْد الْقَوْم يَد يَدْفَع اللَّه بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي وَلَيْسَ أَحَد مِنْ أَصْحَابك إِلَّا لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَته مَنْ يَدْفَع اللَّه بِهِ عَنْ أَهْله وَمَاله فَقَالَ " صَدَقَ لَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا " فَقَالَ عُمَر: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلِأَضْرِب عُنُقه فَقَالَ " صَدَقَ لَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا " فَقَالَ عُمَر إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّه وَرَسُوله وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلِأَضْرِب عُنُقه فَقَالَ " أَلَيْسَ مِنْ أَهْل بَدْر ؟ - فَقَالَ - لَعَلَّ اللَّه اِطَّلَعَ إِلَى أَهْل بَدْر فَقَالَ اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّة - أَوْ - قَدْ غَفَرْت لَكُمْ " فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَر وَقَالَ اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم
هَذَا لَفْظ الْبُخَارِيّ فِي (كتاب المغازي في غزوة بدر) ، وأورده في(كتاب استتابة المرتدين-باب ما جاء في المتأولين)
صحيح البخاري مع الفتح (12/304-6939) ،
ومسلم (1/339-465)(كتاب فضائل الصحابة-باب من فضائل أهل بدر- رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُم وقصة حاطب)
دلت هاتان الحادثتان على عذر النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- للمتأولة وعدم مؤاخذتهم بأقوالهم، وأفعالهم التي تأولوا فيها، فقد وصف معاذ بن جبل - رضي الله عنه – ذلك الرجل المسلم بأنه منافق وكذلك عمر بن الخطاب قال في حاطب : إنه خان الله ورسوله والمؤمنين، وكرر دلك –أيضا- بعد قول النبي – صلى الله عيه وعلى آله وسلم- ( لا تقولوا له إلا خيراً) ومع ذلك فقد عذر النبي – صلى الله عيه وعلى آله وسلم- كُلاً من معاذ وعمر - رضي الله عنهما – في رميهما لمسلِمَينِ بالنفاق لتأويلهما في ذلك مع أن ذلك الفعل كفر كما قال النبي – صلى الله عيه وعلى آله وسلم-
(أيما رجل قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما)
صحيح البخاري مع الفتح (10/514-6103) ومسلم (1/79)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –
( فقد ثبت أن في الصحابة مَنْ قال عن بعض الأمة: إنه منافق متأولا في ذلك،
ولم يُكَفِّر – صلى الله عيه وعلى آله وسلم- واحداً منهما )
منهاج السنة النبوية (4/79)
Hamdy 2012
2012-09-05, 22:20
بارك الله فيك أخي
ابو الحارث مهدي
2012-09-06, 17:40
عن ابن عمر - رضي الله عنها – قال:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرناه فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فقال : (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد - مرتين - )
صحيح البخاري مع الفتح (8/56-4339)
تبرأ النبي – صلى الله عيه وعلى آله وسلم- من الخطأ الذي وقع فيه خالد بن الوليد - رضي الله عنه –وهو القتل
ولم يؤاخذه على ذلك لأنه كان متأولاً
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني –رحمه الله - :(قَوْله[ابن عمر]: ( فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ :صَبَأْنَا صَبَأْنَا)
هَذَا مِنْ اِبْن عُمَر رَاوِي الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ فَهِمَ أَنَّهُمْ أَرَادُوا الْإِسْلَام حَقِيقًا . وَيُؤَيِّدهُ فَهْمُهُ أَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا يَقُولُونَ لِكُلِّ مَنْ أَسْلَمَ صَبَأَ حَتَّى اِشْتَهَرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَة وَصَارُوا يُطْلِقُونَهَا فِي مَقَام الذَّمّ . وَمِنْ ثَمَّ لَمَّا أَسْلَمَ ثُمَامَة اِبْن أَثَال وَقَدِمَ مَكَّة مُعْتَمِرًا قَالُوا لَهُ : صَبَأْت ؟ قَالَ : لَا بَلْ أَسْلَمْت . فَلَمَّا اُشْتُهِرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَة بَيْنهمْ فِي مَوْضِع أَسْلَمْت اِسْتَعْمَلَهَا هَؤُلَاءِ , وَأَمَّا خَالِد فَحَمَلَ هَذِهِ اللَّفْظَة عَلَى ظَاهِرهَا لِأَنَّ قَوْلهمْ صَبَأْنَا أَيْ خَرَجْنَا مِنْ دِين إِلَى دِين , وَلَمْ يَكْتَفِ خَالِد بِذَلِكَ حَتَّى يُصَرِّحُوا بِالْإِسْلَامِ).
فتح الباري شرح صحيح البخاري (8/57)
التوسع في شرح الحديث من فتح الباري (http://www.yanabi.com/Hadith.aspx?HadithID=4069)
ابن الواد
2012-09-07, 19:45
ابو الحارث مهدي;11468935[/font]]
دلت هاتان الحادثتان على عذر النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- للمتأولة وعدم مؤاخذتهم بأقوالهم، وأفعالهم التي تأولوا فيها، فقد وصف معاذ بن جبل - رضي الله عنه – ذلك الرجل المسلم بأنه منافق وكذلك عمر بن الخطاب قال في حاطب : إنه خان الله ورسوله والمؤمنين، وكرر دلك –أيضا- بعد قول النبي – صلى الله عيه وعلى آله وسلم- ( لا تقولوا له إلا خيراً)ومع ذلك فقد عذر النبي – صلى الله عيه وعلى آله وسلم- كُلاً من معاذ وعمر - رضي الله عنهما – في رميهما لمسلِمَينِ بالنفاق لتأويلهما في ذلك مع أن ذلك الفعل كفر كما قال النبي – صلى الله عيه وعلى آله وسلم-
( أيما رجل قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما)
صحيح البخاري مع الفتح (10/514-6103)ومسلم(1/79)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –
( فقد ثبت أن في الصحابة مَنْ قال عن بعض الأمة: إنه منافق متأولا في ذلك،
ولم يُكَفِّر – صلى الله عيه وعلى آله وسلم- واحداً منهما )
منهاج السنة النبوية (4/79)
عن ابن عمر - رضي الله عنها – قال:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرناه فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فقال : (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد - مرتين -)
صحيح البخاري مع الفتح(8/56-4339)
تبرأ النبي – صلى الله عيه وعلى آله وسلم- من الخطأ الذي وقع فيه خالد بن الوليد - رضي الله عنه –وهو القتل
ولم يؤاخذه على ذلك لأنه كان متأولاً
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني –رحمه الله - :(قَوْله[ابن عمر]: (فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ :صَبَأْنَا صَبَأْنَا)
هَذَا مِنْ اِبْن عُمَر رَاوِي الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ فَهِمَ أَنَّهُمْ أَرَادُوا الْإِسْلَام حَقِيقًا . وَيُؤَيِّدهُ فَهْمُهُ أَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا يَقُولُونَ لِكُلِّ مَنْ أَسْلَمَ صَبَأَ حَتَّى اِشْتَهَرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَة وَصَارُوا يُطْلِقُونَهَا فِي مَقَام الذَّمّ . وَمِنْ ثَمَّ لَمَّا أَسْلَمَ ثُمَامَة اِبْن أَثَال وَقَدِمَ مَكَّة مُعْتَمِرًا قَالُوا لَهُ : صَبَأْت ؟ قَالَ : لَا بَلْ أَسْلَمْت . فَلَمَّا اُشْتُهِرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَة بَيْنهمْ فِي مَوْضِع أَسْلَمْت اِسْتَعْمَلَهَا هَؤُلَاءِ , وَأَمَّا خَالِد فَحَمَلَ هَذِهِ اللَّفْظَة عَلَى ظَاهِرهَا لِأَنَّ قَوْلهمْ صَبَأْنَا أَيْ خَرَجْنَا مِنْ دِين إِلَى دِين , وَلَمْ يَكْتَفِ خَالِد بِذَلِكَ حَتَّى يُصَرِّحُوا بِالْإِسْلَامِ).
فتح الباري شرح صحيح البخاري(8/57)
انظر هذا التناقض الواضح، فالنصوص في الأعلى تعذر المتأول، (المتأول= من يتمسك بشبه -(في رأي خصمه)- في فهم النصوص، دون أن يردها) لكن نجد النصوص في الأسفل تكفر وتستبيح الدم، والناقل واحد! يا حاطب الليل، أيها الناقل بلا وعي وبنصف وعي وربعه وثلثه.. انتبه! فأنت تلعب بالنار، وتتورط في الدماء.. اشفق على نفسك، اقرأ النصوص في الأسفل الآن!
ابو الحارث مهدي;11468935[/font]][/quote]
كفر من أنكر الرؤية
وقد ذكر الطبري - وغيره-أنه قيل لإمام لمالك:
إن قوماً يزعمون أن الله لا يرى يوم القيامة فقال مالك -رحمه الله-: السيف السيف.
وقال أبو حاتم الرازي قال أبو صالح كاتب الليث أملي عليَّ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون رسالة عما جحدت الجهمية فقال:
لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قول الله تعالى:
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)
وذكر ابن أبي حاتم عن الأوزاعي أنه قال:
إني لأرجو أن يحجب الله عز وجلجهماً وأصحابهعن أفضل ثوابه الذي وعده أوليائه حين يقول:
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)
ويوضع بدل (الجهم= ابن الواد)
قال أحمد بن حنبل -رحمه الله- :
الرؤية من كذب بها فهو زنديق
وقال: من زعم أن الله لا يرى في الآخرة،
فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- :
(والذي عليه جمهور السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الآخرة فهو كافر
فإن كان ممن لم يبلغه العلم في ذلك عرف ذلك كما يعرف من لم تبلغه شرائع الإسلام ،
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
والأحاديث والآثار في هذا كثيرة مشهورة ، قد دون العلماء فيها كتبا مثل كتاب الرؤية للدارقطنى ولأبى نعيم وللآجري ، وذكرها المصنفون في السنة كابن بطة واللالكائي وابن شاهين وقبلهم عبـد الله بن أحمد بن حنبل وحنبل بن إسحاق والخلاّل والطبراني وغيرهم وخرجها أصحاب الصحيح والمساند والسنن وغيرهم )
مجموع فتاوى ابن تيمية (6/ 486 )
فهل هؤلاء الأيمة، الذي نسب إليهم ما نسب؛ خالفوا نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما في النصوص الأولى في الأعلى؟! بالله عليكم أين عذر المتأول في هذه المجموعة الثانية من النصوص، فالإسلام كفل الحرية للخلق جميعا، حتى في حالة الكفر، لأن الحجة إنما تكون بالدليل لا بحد السيف {لا إكراه في الدين}، فكيف يحرم من الحرية، من ينتمي إلى أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، بسبب فهم فهمه في النصوص؟! هذا أمر محير، فعلا تلمس أن العقول غائبة والوعي مزيف، ثم تسمع بالفتن هنا وهناك!
حسبنا الله ونعم الوكيل.
Benaicha M
2012-09-07, 23:09
بارك الله فيك على الموضوع
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 01:03
انظر هذا التناقض الواضح، فالنصوص في الأعلى تعذر المتأول، (المتأول= من يتمسك بشبه -(في رأي خصمه)- في فهم النصوص، دون أن يردها) لكن نجد النصوص في الأسفل تكفر وتستبيح الدم، والناقل واحد! يا حاطب الليل، أيها الناقل بلا وعي وبنصف وعي وربعه وثلثه.. انتبه! فأنت تلعب بالنار، وتتورط في الدماء.. اشفق على نفسك، اقرأ النصوص في الأسفل الآن!
فهل هؤلاء الأيمة، الذي نسب إليهم ما نسب؛ خالفوا نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما في النصوص الأولى في الأعلى؟! بالله عليكم أين عذر المتأول في هذه المجموعة الثانية من النصوص، فالإسلام كفل الحرية للخلق جميعا، حتى في حالة الكفر، لأن الحجة إنما تكون بالدليل لا بحد السيف {لا إكراه في الدين}، فكيف يحرم من الحرية، من ينتمي إلى أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، بسبب فهم فهمه في النصوص؟! هذا أمر محير، فعلا تلمس أن العقول غائبة والوعي مزيف، ثم تسمع بالفتن هنا وهناك!
حسبنا الله ونعم الوكيل.
يَا سِي: أبو عبد الرحمـان الـ (مَحْظُور) ذا البلايا والشرور
يا من غرق في ( وادٍ ) سحيق من ضلالات العقلانيين المعتزلة
كُل مَا تَتَسَتَّر بِهِ مِنْ أَسْمَاءٍ مُسْتَعَارَةٍ تَشَبُّهاً بِربَّاتِ الحِجَالِ، فَإِنَّ ضَلالَكَ لاَ يَخفَى عَنِ الرِّجَالِ
متى تصل العطاش إلى ارتواءٍ * إذا استقت البحار من الركايا
ومن يُثْني الأصاغرَ عن مرادٍ * وقد جلس الأكابر في الزوايـا
وإنَّ تَرَفُّع الوضعاء يومـاً * على الرفعاء من إحدى البلايا
إذا استوت الأسافل والأعالي * فقد طابت منادمة المنايــا
التناقض ليس إلا في رأسك يا عريض القفا
كيف لا وأنت لا تعرف الفرقَ بين تكفير العموم وتكفير المعين
وتمعن في هذا الدرس الخصوصي جيداً وحذارِ من الملل والتثاؤب
لأن دراسة المسائل العلمية العقدية صعبة المنال على أصحاب العقول النَّيِرة التي تَرُدُّ السُنَّة وتستهزء بحَمَلتِهَا
يقضى على المرء في أيام محنته*حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن
تعريف التأويل السائغ
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله- :( قال العلماء:
كل متأول معذور بتأويله ليس بآثم، إذا كان تأويله سائغاً في لسان العرب، وكان له وجه في العلم).
والتأويل السائغ والإعذار به له اعتبار في مسألة التكفير، بل في الوعيد عموماً
قال ابن الوزير -رحمه الله-:
( قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: _ (وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا ) [النحل:106]
ويؤيد أن المتأولين غير كفار؛ لأن صدورهم لم تنشرح بالكفر قطعاً، أو ظناً، أو تجويزاً، أو احتمالاً ).
ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
" (إن الأحاديث المتضمنة للوعيد يجب العمل بها في مقتضاها، باعتقاد أن فاعل ذلك الفعل متوعد بذلك الوعيد
لكن لحوق الوعيد له متوقف على شروط، وله موانع.)
- فالتكفير المطلق : هو تنزيل الحكم بالكفر على السبب ، لا على الشخص فاعل السبب .
أي هو (تجريم الفعل نفسه لا الفاعل) ؛ ولذلك يكفي فيه فقط ، النظر في الدليل الشرعي من حيث كونه قطعي الدلالة
على الكفر الأكبر ، وأنه ليس من الصيغ محتملة الدلالة ، مع النظر في قطعية دلالة الفعل أو القول نفسه على الكفر .
- أما تكفير المعين : فهو تنزيل حكم التكفير على الشخص المعين ، الذي قال أو فعل السبب المكفر
فلا بد فيه إضافة إلى النظر في تجريم الفعل كما في التكفير المطلق ، أن ينظر في حال الفاعل أو القائل
من حيث ثبوت الفعل عليه ، وانتفاء موانع الحكم في حقه ، أي استفاء شروط التكفير وانتفاء موانعه ..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-:
( وكنت أبين لهم أن ما نقل لهم عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من قال كذا وكذا ، فهو أيضا حق
لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين ، وهذه أول مسألة تنازعت فيها الأمة من مسائل الأصول الكبار
وهي مسألة ( الوعيد ) فإن نصوص القرآن في الوعيد مطلقة كقوله ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما …) الآية
وكذلك سائر ما ورد؛ من فعل كذا فله كذا ، فإن هذه مطلقة عامة .. وهي بمنزلة من قال من السلف ، من قال كذا فهو كذا
ثم الشخص المعين يلغى حكم الوعيد فيه بتوبة أو حسنات ماحية أو مصائب مكفرة أو شفاعة مقبولة .
والتكفير هو من الوعيد ، فإنه وإن كان القول تكذيبا لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام ، أو نشأ ببادية بعيدة ، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة ، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها ، ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئا ) أهـ
مجموع الفتاوى ( 3/147-148 )
" الكفر العام لا يستلزم كفر المعين "وقد سبق البحث في هذا (هنا) (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=705560) فلا داعي للتكرار
إذا تبين أن التأويل عذرٌ في مسألة التكفير، فإن هذا لا يعني أن كل
من ادعى التأول فهو معذور بإطلاق
ومن ثَمَّ فليس كل تأويل يعتبر سائغاً أو عذراً مقبولاً، فهناك من التأويل ما يعتبر سائغاً، ومنه ما ليس كذلك
فلابد من مراعاة ذلك، وعدم الخلط بينهما.
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 01:20
إذا تبين أن التأويل عذرٌ في مسألة التكفير، فإن هذا لا يعني أن كل
من ادعى التأول فهو معذور بإطلاق
ومن ثَمَّ فليس كل تأويل يعتبر سائغاً أو عذراً مقبولاً، فهناك من التأويل ما يعتبر سائغاً، ومنه ما ليس كذلك
فلابد من مراعاة ذلك، وعدم الخلط بينهما.
يقول قوام السنة إسماعيل الأصفهاني-رحمه الله-
(( المتأول إذا أخطأ وكان من أهل عقد الإيمان، نظر في تأويله، فإن كان قد
تعلق بأمر يفضي به إلى خلاف بعض كتاب الله أو سنة يقطع بها العذر، أو إجماع فإنه يكفر ولا يعذر
؛ لأن الشبهة التي يتعلق بها من هذا ضعيفة لا يقوى قوة يعذر بها؛ لأن ما شهد له أصل من هذه الأصول، فإنه في غاية الوضوح والبيان، فلما كان صاحب هذه المقالة لا يصعب عليه درك الحق، ولا يغمض عنده بعض موضع الحجة
لم يعذر في الذهاب عن الحق، بل عمل خلافه في ذلك على أنه عناد وإصرار
ومن تعمد خلاف أصل من هذه الأصول، وكان جاهلاً لم يقصد إليه من طريق العناد فإنه لا يكفر؛ لأنه لم يقصد اختيار الكفر، ولا رضي به، وقد بلغ جهده، فلم يقع له غيره ذلك، وقد أعلم الله سبحانه أنه لا يؤاخذ إلا بعد البيان، ولا يعاقب إلا بعد الإنذار
فقال تعالى: ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ) [التوبة: 115]
فكل من هداه الله عز وجل، ودخل في عقد الإسلام، فإنه لا يخرج إلى الكفر إلا بعد البيان.))
قال ابن حزم –رحمه الله-
(ومن بلغه الأمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من طريق ثابتة، وهو مسلم، فتأول في خلافه إياه، أو ردّ ما بلغه بنص آخر، فما لم تقم عليه الحجة في خطئه في ترك ما ترك، وفي الأخذ بما أخذ، فهو مأجور معذور، لقصده إلى الحق، وجهله به،
وإن قامت عليه الحجة في ذلك، فعاند، فلا تأويل بعد قيام الحجة).
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 02:21
والآَنَ نَأْتِي إِلَى فَكِّ رُمُوزِ مَوضِعِ الجَهْلِ الـمُركَّبِ الَّذِي لاَزَمَكَ مُلاَزَمَةَ الظِلِّ لِصَاحِبِهِ ، فَأَصْبَحْتُمَا وَجْهَانِ لِعُمْلَةٍ وَاحِدَة
كَتَبْتُ:
دلت هاتان الحادثتان على عذر النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- للمتأولة وعدم مؤاخذتهم بأقوالهم، وأفعالهم التي تأولوا فيها، فقد وصف معاذ بن جبل - رضي الله عنه- ذلك الرجل المسلم بأنه منافق وكذلك عمر بن الخطاب قال في حاطب : إنه خان الله ورسوله والمؤمنين، وكرر ذلك –أيضا- بعد قول النبي – صلى الله عيه وعلى آله وسلم- ( لا تقولوا له إلا خيراً) ومع ذلك فقد عذر النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كُلاً من معاذ وعمر - رضي الله عنهما – في رميهما لمسلِمَينِ بالنفاق لتأويلهما في ذلك
التَّوضِيحُ:
1- مما يقوي قول معاذ -رضي الله عنه – في الرجل أن تارك صلاة الجماعة مَغموز عليه بالنِّفاق
قال ابن مسعود -رضي الله عنه -:ولقد رأيتنا [معاشر الصحابة] وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق
ولقد كان الرجل يؤتي به يُهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف . رواه مسلم.
ومع ذلك فإن قوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ( يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟!-ثَلاثاً )
إلا ردعا وزجراً عن فعله الذي تسبب في انصراف الرجل وقوله فيه ما قاله ؟؟
بعبارة موجزة : قول معاذ بن جبل - رضي الله عنه- كان بتأويل ، فعَنَّفَهُ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
وأبطل حجة هذا التأويل
السُّؤَالُ:
هل بقي معاذ بن جبل - رضي الله عنه- مصراً على تأويله ومتهماً ذلك الصحابي بالنفاق
بعدما أَنَّبَهُ رسول الهدى- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟
2- عمر بن الخطاب قال في حاطب : إنه خان الله ورسوله والمؤمنين، وكرر ذلك –أيضا- بعد قول النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ( لا تقولوا له إلا خيراً) ومع ذلك فقد عذره النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في تأويله ؛ لحرقته في نصرة الإسلام - رضي الله عنه وأرضاه -
فَقَالَ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- " أَلَيْسَ مِنْ أَهْل بَدْر ؟
- فَقَالَ - لَعَلَّ اللَّه اِطَّلَعَ إِلَى أَهْل بَدْر فَقَالَ اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّة - أَوْ - قَدْ غَفَرْت لَكُمْ "
في هذا الموضع انقطعت حجة التأويل ، فكان الأمر من فاروق الأمة = ( فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَر وَقَالَ اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم )
توبة وإبابة إلى الله بين يدَيِ رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-عن حكمه السابق في الصحابي
السُّؤَالُ:
هل بقي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- مصراً على تأويله ومتهماً ذلك الصحابي بالخيانة لله ورسوله بعدما أَخبره رسول الهدى- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-بقوله: لَعَلَّ اللَّه اِطَّلَعَ إِلَى أَهْل بَدْر فَقَالَ اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ "؟
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 02:52
يقول قوام السنة إسماعيل الأصفهاني-رحمه الله-
(( المتأول إذا أخطأ وكان من أهل عقد الإيمان، نظر في تأويله، فإن كان قد
تعلق بأمر يفضي به إلى خلاف بعض كتاب الله أو سنة يقطع بها العذر، أو إجماع فإنه يكفر ولا يعذر
؛ لأن الشبهة التي يتعلق بها من هذا ضعيفة لا يقوى قوة يعذر بها؛ لأن ما شهد له أصل من هذه الأصول، فإنه في غاية الوضوح والبيان، فلما كان صاحب هذه المقالة لا يصعب عليه درك الحق، ولا يغمض عنده بعض موضع الحجة
لم يعذر في الذهاب عن الحق، بل عمل خلافه في ذلك على أنه عناد وإصرار
ومن تعمد خلاف أصل من هذه الأصول، وكان جاهلاً لم يقصد إليه من طريق العناد فإنه لا يكفر؛ لأنه لم يقصد اختيار الكفر، ولا رضي به، وقد بلغ جهده، فلم يقع له غيره ذلك، وقد أعلم الله سبحانه أنه لا يؤاخذ إلا بعد البيان، ولا يعاقب إلا بعد الإنذار
فقال تعالى: ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ) [التوبة: 115]
فكل من هداه الله عز وجل، ودخل في عقد الإسلام، فإنه لا يخرج إلى الكفر إلا بعد البيان.))
قال ابن حزم –رحمه الله-
(ومن بلغه الأمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من طريق ثابتة، وهو مسلم، فتأول في خلافه إياه، أو ردّ ما بلغه بنص آخر، فما لم تقم عليه الحجة في خطئه في ترك ما ترك، وفي الأخذ بما أخذ، فهو مأجور معذور، لقصده إلى الحق، وجهله به،
وإن قامت عليه الحجة في ذلك، فعاند، فلا تأويل بعد قيام الحجة).
أيها الرعديد المتسربل بثوب الضحية وأنت جلاد مجرم تحمل سياط التكذيب بالسنة النبوية
إقرأ بتمعن ونجِّ نفسك من الكفر الذي تتفوه به، كما يُنجِّي الغزالُ نفسَهُ مِنَ الصَيَّاد
1- المتأول إذا أخطأ وكان من أهل عقد الإيمان، نظر في تأويله، فإن كان قد
تعلق بأمر يفضي به إلى خلاف بعض كتاب الله أو سنة يقطع بها العذر، أو إجماع فإنه يكفر ولا يعذر
...لم يعذر في الذهاب عن الحق، بل عمل خلافه في ذلك على أنه عناد وإصرار
2- وإن قامت عليه الحجة في ذلك، فعاند، فلا تأويل بعد قيام الحجة
3- إن الأحاديث المتضمنة للوعيد يجب العمل بها في مقتضاها، باعتقاد أن فاعل ذلك الفعل متوعد بذلك الوعيد،
لكن لحوق الوعيد له متوقف على شروط، وله موانع
(غارق الواد) هداه الله لطريق السُنَّة ، عنده شبهة المعتزلة والجهمية في إنكار أعظم نعيم في الجنَّة، ألا وهو النظر إلى وجه الله الكريم
ربما لأن الحجة عنه غائبة أو يجهلها أو عنده تأويلات باطلة يتبناها قد فرَّخت في رأسه وباضت
فكانت الحجج من الكتاب والسنة والإجماع وكلام الأئمة الأعلام تتوالى بين عينيه ، فلم يرتدع عن غيه
فماذا يريد ؟
أن يرى الله جهرة كما سأل بنو إسرائيل نبي الله موسى
-عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-
نَصِيْحَةُ مُشْفِقٍ
قال فاروق الأمة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-
(فلا يمنعك قضاء قضيته اليوم فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق
فإن الحق قديم لا يبطله شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل)
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:14
بعد إيراد الحجج من الكتاب والسنة والإجماع وكلام الأئمة الأعلام
إقرأ ماذا كتب -الجاني على نفسه- من هراء
إصراراً وعناداً واستكباراً
..إذن -رجاء- لا أريد تكرار هذهالإنشائيات، لأني أشمئز منها اشمئزازا كبيرا، وأحسب أن كثيرا من القراء هم كذلك، ولا أرى أن قائل ذلك إلا غبيا، لا يقرأ ما في كتب التاريخ، مما تجعل "أهل الحديث" في وضع لا يحسدون عليه، وهم الذي شرعوا للسلطة وبغيها بكل سفور، وبمختلف التبريرات والروايات الواهية، والآن يكذبهم الواقع المشاهد، وتنتقدهم الدراسات الموضوعية المتحررة.. فكيف يسلم بكل ما يقولونه، وإن زعموا تواتره!
ثانيا، علينا أن نحذر من المزايدات على ما يقوله المحاور، فأنا نبهت إلى ركام الروايات وما ينبغي نحوه من غربلة، وليس في كلامي إنكار السنة رأسا، كما يفعل ذلك من يُسمون بـ (القرآنييين)! وكيف أن آليات علم الحديث التقليدية لا تكفي لتلك الغربلة، ليس فقط لتحيزها وطائفيتها في كثير من الأحيان، بل أيضا لأن "أهل الحديث" خلطوا بين عدم صحة حديث العرض على النص القرآني عندهم، وبين شرعية هذه المسألة بعيدا عن أي حديث صحيح أو ضعيف، فمن غير المقبول أن يروي الرسول -صلى الله عليه وسلم- حديثا يخالف به النص القرآني المحفوظ المتواتر، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالأخبار أو الروايات وأتحدى من يزعم خلاف ذلك، أن يقول بصريح العبارة دون حياء أو خجل: نعم، الرسول يمكن أن يمدنا بخبر أو تصور يعارض به النص القرآني!
من ذا يجرؤ على مثل هذا الكلام، أنتظر ذلك وباهتمام..
ثالثا: علينا أن نكون دقيقين.. فمعارضة الحديث للقرآن الكريم شيء، وتفرد الحديث بأشياء ليست في النص القرآني شيء آخر، ولا نعبر عن ذلك أيضا بالقول لا توافق القرآن الكريم، لأن عدم الموافقة يعني المعارضة، وحديثنا يتركز على رد الرواية التي تعارض النص القرآني بالفهم العربي الأصيل.. هنا محل الجدل، والصحابة –رضوان الله تعالى- كما هو مشهور عنهم، قد ردوا روايات بعضهم عندما عارضت النص القرآني كما فعلت عائشة مع حديث ابن عمر في عذاب الميت ببكاء أهله عليه والأمثلة كثيرة.. فهذا مذهب السلف عند التعارض، قبل الفتن وقبل عصر التدوين السلطوي، وظهور "أهل الحديث" في القرن الثالث، في عصر المتوكل.. إذن فلنركز على محل الخلاف، ولا نضيع الوقت ولا نكثر الجعجعة من غير طحين!
رابعا: مرة أخرى لا تلزمنا تلك الروايات المذكورة، حتى وإن قيل بتواترها وأنى لها ذلك، وفيها من التناقض والاضطراب ما فيه، وأكثر من ذلك فنزعم أنها تعارض النص القرآني المحكم، عندما قال الله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، وفي نفي الإدراك كامل التنزيه لربنا العظيم، لما يقتضيه اعتقاد الرؤية من تشبيه لازم محتم، وإن أنكره من أنكره، فكل عاقل يعلم بالبداهة أن المرئي حتما متحيز متكيف إلى آخر شروط الرؤية المعروفة، ونفي الكيفية مع ذلك قول سخيف جدا، فمن زعم أن ثمة رؤية غير تلك المعهودة عند العرب، فليقم الدليل على ذلك وأنى له! والله يتعالى بصفاته أزلا وأبدا، فلن يتخلى عنها، والمخلوق مهما كانت أحواله في الآخرة، فلن يطمع أن يقترب منها، بله أن يرى رب العزة عيانا.. يا سلام! دعونا بعيدا عن معتقدات أهل الكتاب في ربهم!
خامسا: يا أخي المدعو أبو الحارث المهدي اللغة العربية ليست في صالحك في تفسير الإدراك بالإحاطة، وإني أنتظر أن تذكر مصدرا واحدا في ذلك، ثم إن في رد السيدة عائشة -رضوان الله تعالى عليها- على مسروق، في أن محمدا رأى ربه بالآية الكريمة (والحديث رواه الشيخان وغيرهما)، ما هو أقوى مما جاء في كتب اللغة، ومن أعرف باللغة العربية من أمثالها من الصحابة -رضوان الله تعالى-، ثم انتبه جيدا وركز معي، فهي قد استدلت بالآية الكريمة {لا تدركه الأبصار} لتنفي إمكان حصول الرؤية لله، من غير أن تقيد ذلك بدنيا ولا آخرة.. أرجو التركيز!
سادسا، الآية الكريمة {فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} لا دليل فيها على أن نفي الإدراك ليس نفيا للرؤية كما ذكر ذلك ابن جرير الطبري، وتبعه من تبعه، ومنهم القرطبي، الذي رد عليه الحافظ ابن حجر في فتح الباري بقوله: "وهو استدلال عجيب لأن متعلق الإدراك في آية الأنعام البصر، فلما نفي كان ظاهره نفي الرؤية بخلاف الإدراك الذي في قصة موسى، ولولا وجود الأخبار بثبوت الرؤية ما ساغ العدول عن هذا الظاهر"، فإذن ابن حجر يرى رأي النافين في الآية، لكن نقول أيضا لابن حجر، لا يجوز العدول عن الآية القاطعة إلى روايات معارضة، ولاسيما مع شبهة التشبيه والتجسيم القوية جدا في هذه الرواية، ولا ينكر ذلك إلا معاند أو متعصب!
سابعا: من النافين للرؤية في الدنيا والآخرة العلامة السني أبو بكر الجصاص، فقد قال عن آية الأنعام المذكورة في تفسيره أحكام القرآن: "يقال إن الإدراك أصله اللحوق، نحو قولك: أدرك زمان المنصور، وأدرك أبا حنيفة ، وأدرك الطعام أي لحق حال النضج ، وأدرك الزرع والثمرة، وأدرك الغلام إذا لحق حال الرجال..
وإدراك البصر للشيء لحوقه له برؤيته إياه ، لأنه لا خلاف بين أهل اللغة أن قول القائل أدركت ببصري شخصا معناه رأيته ببصري، ولا يجوز أن يكون الإدراك الإحاطة لأن البيت محيط بما فيه وليس مدركا له ، فقوله تعالى : {لا تدركه الأبصار} معناه لا تراه الأبصار ، وهذا تمدح بنفي رؤية الأبصار، كقوله: {لا تأخذه سنة ولا نوم}، وما تمدَّح الله بنفيه عن نفسه إثبات ضده ذم ونقص ، فغير جائز إثبات نقيضه بحال ، كما لو بطل استحقاق الصفة بـ {لا تأخذه سنة ولا نوم} لم يبطل إلا إلى صفة نقص..
ولا يجوز أن يكون مخصوصا بقوله: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}، لأن النظر محتمل لمعان منه انتظار الثواب كما روي عن جماعة من السلف ، فلما كان ذلك محتملا للتأويل لم يجز الاعتراض عليه بما لا مساغ للتأويل فيه..
والأخبار المروية في الرؤية إنما المراد بها العلم، لو صحت، وهو علم الضرورة الذي لا تشوبه شبهة، ولا تعرض فيه الشكوك لأن الرؤية بمعنى العلم مشهورة في اللغة".
هذا كلام الجصاص، وفيه رد كثير من الشبه التي طرحت، والتي يمكن أن تشغل بال بعضنا.
ملاحظة: لن أرد على الضعاف المساكين، الذين همهم السب والقذف والرمي بالألقاب، ومن يبدو منهم التعصب المذهبي مهما كان، بل كلامي مع مَن يفهم الحجة ويفقهها، ويحاول المراجعة، ويتتبع نقاط المحاورة، ولا بأس أن ينقل نقلا في محله دون إسراف، يدل على جهله وكسله واتكائه على غيره! والتمييز بين الصنفين ممكن بكل يسر، والحمد لله.
وقاحة مع سلاطة اللسان ، قطع الله لسانه
المتأول إذا أخطأ وكان من أهل عقد الإيمان، نظر في تأويله، فإن كان قد
تعلق بأمر يفضي به إلى خلاف بعض كتاب الله أو سنة يقطع بها العذر، أو إجماع فإنه يكفر ولا يعذر
؛ لأن الشبهة التي يتعلق بها من هذا ضعيفة لا يقوى قوة يعذر بها؛ لأن ما شهد له أصل من هذه الأصول، فإنه في غاية الوضوح والبيان، فلما كان صاحب هذه المقالة لا يصعب عليه درك الحق، ولا يغمض عنده بعض موضع الحجة
لم يعذر في الذهاب عن الحق، بل عمل خلافه في ذلك على أنه عناد وإصرار
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:16
قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري –رحمه الله- :
(وأما الصواب من القول في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل يوم القيامة ،
وهو ديننا الذي ندين الله به وأدركنا عليه أهل السنة والجماعة فهو:
أن أهل الجنة يرونه على ما صحت به الأخبار عن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-)
صريح السنة للطبري ( ص 20 )
دار الخلفاء للكتاب الإسلامي / الكويت سنة 1405هـ .
* حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي: {لا تدركه الأبصار} ، لا يراه شيء ، وهو يرى الخلائق .
* حدثنا هناد قال : حدثنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب! " {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب} [ سورة الشورى : 51 ] ، ولكن قد رأى جبريل في صورته مرتين .
* حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر ، عن مسروق قال : قلت لعائشة : يا أم المؤمنين ، هل رأى محمد ربه ؟ فقالت : سبحان الله ، لقد قف شعري مما قلت ! ثم قرأت : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير " .
* حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عبد الأعلى وابن علية ، عن داود ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة بنحوه .
* حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي قال : قالت عائشة : من قال إن أحدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله! قال الله : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " .
أنا على مذهب السيدة عائشة –رضوان الله تعالى عليها-، في نفي رؤية محمد ربه
صارتَ مُشَرِّقَةً وصِرتُ مُغَربًا * وَشَتَّانَ بَينَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ
كلام الصديقة بنت الصديق -رضي الله عنها وعن أبيها-
متعلقٌ بنفي برؤية رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ربَّه في دار الدنيا
وهل دار الدنيا والدار الآخرة عند العقلانيين سِيَان ؟
قال رسول الهدى-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
(إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا)
والحديث صحيح: وله أكثر من طريق فقد رواه الإمام مسلم في صحيحه رقم (7305)
(تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت)
ورواه ابن ماجه في سننه (4077) وابن أبي عاصم في السنة (429) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:
( خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر ..... إنه يبدأ فيقول أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني فيقول أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور .. .).
ورواه النسائي في الكبرى (7764) وابن أبي عاصم في السنة (428) عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إني حدثتكم عن المسيح الدجال .. .. .. فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا).
وروى ابن أبي عاصم في السنة (430) عن عمرو بن ثابت الأنصاري عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ وهو يحذر من الدجال:
(أتعلمون أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت).
واستدلالها بالآية القاطعة المحكمة {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، دليل على نفيها للرؤية دنيا وأخرى، فلا مطمع لأحد فيها أبدا، وكل الآيات الأخرى في القرآن الكريم متشابهة، وتحتمل وجوها لغوية يمكن حملها عليها، والأصل أن ترد جميعا إلى هذه الآية المحكمة وتفسر بها، وعندما ننتهي من هذه العملية، سنلتفت إلى تلك الروايات، التي تأثر رواتها (الرواية بالمعنى، تسلل أفكار أهل الكتاب) بمعتقدات أهل الكتاب، في إمكان رؤية الباري، وقد قال الله تعالى، محذرا هذه الأمة: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل}، وماذا سألوا: {فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم}،
أتساءل لم كل هذا العقاب الصاعق، والحكم عليهم بالظلم! إن كانت الرؤية ممكنة، أتحدث مع مَن يعمل عقله، في فهم الآيات، لا مع من يجتر ما قاله غيره دون فهم!
والجواب على ذلك أن الله غضب عليهم هذا الغضب، واستعظم سؤالهم هذا الاستعظام لكونه وقع على سبيل التعنت، والربط بين إجابة سؤالهم والإيمان به سبحانه، كما في الآية الأخرى :
(وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقةوأنتم تنظرون)
( البقرة: 55)
فالله غضب عليهم لا لأن رؤيته غير جائزة، بل لأنهم ربطوا بين إيمانهم به سبحانه وبين رؤيته،
وهذا منتهى التعنت والاستهتار
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:20
الله تعالى خاطبنا باللسان العربي، وعندما نفى أن تدركه الأبصار في قوله: {لا تدركه الأبصار}، فهو يتحدث بالرؤية المعهودة عند العرب، فمن زعم أن ثمة رؤية أخرى نرى بها الله فليثبت ذلك!
بما ماذا يُثبِت ذلك ؟
أليس بالقرآن الذي تكذبه بتأويل أسيادك من المعتزلة والجهمية ومن جرى مجراهم من العقلانيين الشُّذذ
أم بالسُنَّة المطهرة التي تنكرها بمذهب القرآنيين الزنادقة الذين تتمسح بهم
ثم إن الله تعالى في تلك الآية الكريمة، يذكر صفة من صفاته العليا ويتمدّح بها، وصفاته قائمة دنيا وأخرى، أزلا وأبدا، فلا يمكن أن يتخلى عنها أبدا، وإلا تحول إلى ضدها، ومثال ذلك {لا تأخذه سنة ولا نوم}، فلا يمكن أن يأتي يوم، تأخذه فيه سنة أو نوم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
أنتَ تقيس صفاء الماء مع عذوبة الهواء
هل رؤية أهل الحنة لربهم في جنته ودار كرامتِهِ تَنَقُّصٌ في حق الله ؟
وعدم فهمك للادراك يوقعك بأن تتوهم صفة الله وتحولها عنه على حد تعبيرك ؟؟
فالله عز وجل الذي وسعت رحمته كل شيء ، يوم القيامة يغضب غضبا لم يغضب مثله من قبل ولا يغضب مثله من بعد
هل هذا تحول على حد فهمك ؟
ويبقى الإشكال الكبير هو أن الرؤية المعهودة، يلزم منها التكييف (الكيفية) قطعا، والله لا تجوز في حقه الكيفيات،والقول "بلا كيف"، هروب من الإلزام المنطقي، بل لغو من القول لا معنى له، لدى كل عاقل منصف، وفي اعتقاد عدم الرؤية كامل التنزيه، وفي اعتقادها شبهة التشبيه، وقد قال الشيخ المصلح رشيد رضا: أدلة النافين أقوى من أدلة المثبتين..
جهالاتٌ بعضها فوق بعض
تصور منكوس من المشبهة في تشبيه روية الخالق برؤية المخلوق ثم تكييفها على حسب هواهم
ثم أنكارها على مذهب المعطلة النُفاة الذي يلزم منه إنكار وجود الباري جل وعلا
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- :
" إِيَّاكُمْ وَالرَّأْيَ ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ ، أَعْيَتْهُمُ الأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا ،
وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا ، فَقَالُوا فِي الدِّينِ بِرَأْيِهِمْ ".
رواه اللالكائي في شرح "أصول اعتقاد أهل السنة" والهروي في "ذم الكلام" وذكره السيوطي
في "مفتاح الجنة بالاحتجاج بالسنة" وعزاه –أيضا- للبيهقي ابن حجر في "فتح الباري".
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَوَادَ : أَهْلُ الرَّأْيِ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ
وَهُوَ الْقَائِلُ فِي قَصِيدَتِهِ :
وَدَعِ عَنْكَ آرَاءَ الرِّجَالِ وَقَوْلَهُمْ * فَقَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ أَزْكَى وَأَشْرَحُ
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:21
أقطع -يا أخي الكريم- أن القرآن الكريم في المجال الخبري -والعقائد كلها إخبار عن الغيب، سواء عن صفات الله أو عن الماضي أو عن اليوم الآخر- أن القرآن كاف شاف، والسنة ليس لها إلا أن تشرح وتبين، أما أن تخالف وتعارض فهذا من المستحيلات {قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي}، {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به}، فكيف نقبل بروايات عن اليوم الآخر مثلا، وهي تعارض نصوص القرآن الكريم في الإنذار؟ وإياك أن تتعثر في هذه النقطة، فلا تقبل برواية تعارض النص القرآني المحفوظ المتواتر، ومعلوم أن أهل الحديث أصلوا لقبول الروايات حتى مع معارضتها للنص القرآني، وهذا لتستقيم لهم عقائد، مصدرها الرواية وربما عقائد أهل الكتاب وخرافاتهم وزياداتهم، والدراسات الجادة الحديثة، تنادي اليوم بعرض السنن على القرآن الكريم، فما خالف يرد أو يؤول.. قولا واحدا، فكن حذرا في دينك، وعندما نتحدث عن الأحكام والتكاليف أي في المجال الإنشائي.. فهذا شيء آخر تماما، ولا ينبغي الخلط بينهما.
وسواء أجاء الحديث في البخاري أو مسلم أو في غيرهما، فالأمر عند المحققين من أهل العلم سواء، ودعك من خرافة أن "كل ما في الصحيحين صحيح"، هذا تصور لا ينطلي إلا على المتعصبين.. فالبخاري ومسلم بشر، يمكن أن يخطؤوا ويهموا ويقعوا تحت سلطة معينة، وما شئت من هذه العلل، فليسوا معصومين، وعليك بالقرآن الكريم، الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}
أُصِبتُ بالغثيان - والله - لمـَّا قرأتُ هُراء هذا النكرة الذي تمجٌّهُ الأسماع
فهذا غَوْصٌ في بحارِ العقلانيَّة وتجرد عن التحقيقاتِ الشرعيةِ, والمسألةُ دينٌ, وغدًا سؤالٌ
أين الجماعةُ ومحبَّتُها حين قرَّر مذهبَ المعتزلة العقلانيين الشذذ ومن فلَّ فَلْوَهم في ردِّ الحديث النبوي
هذه ونظائِرُها تهويلاتٌ لا وَزْنَ لها, ولا يخفاكَ سوءُ مَنْبَتِها, وقُبْحُ لفظِها, وبشاعةُ اعتِراضِها على أحاديث صحيحة
عن النبي المصطفى والرسول المجتبى-صلى الله عليه وسلم-
ولكنه هُراءٌ و مٍراءٌ ، و ظنونٌ و أوهامٌ ، وافتراءاتٌ جِسام
كلامٌ تشمئز منه النفوس العفيفة ، و تنبذه القلوب الطاهرة ، و تلفضه الألسن الشريفة ، و تتصدي له الأقلام الساهرة .
أفلا يتقون الله ، و يعلمون أنهم مسؤولون عما يقولون .
قال الله تعالى :(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
هلاَّ تعلموا قبل أن يتكلموا ؛ حتى لا يندموا ؛ فإن
(من دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)
الإدراك في اللغة يأتي بحسب السياق، فعندما تقول أدركت الحائط بيدي أي لمسته، ولو بأصبع واحدة، وأدركت عصر فلان أي عشته، ولو يوما واحدا وهكذا، وعندما تقول أدركت السماء بعيني أي رأيتها، ولو جزءا منها .. وعندما ينفي الله الإدراك، فهو ينفي أي رؤية مهما كان شكلها، ومن تكلفات مثبتي الرؤية أن قالوا بأن الإدراك هو الإحاطة، وأن نفي الإدراك ليس نفيا للرؤية، فقد نرى الله -عز وجل-، لكن دون أن نحيط به، وهذا إثبات لتبعيض الله تعالى، ووقوع في التشبيه، وإخراج الآية من كونها مدحا لله تعالى، لأن ثمة إدراكا جزئيا، فحذار من تفسير الآية من واقع الهوى والطائفية!
أجاب العلماء -وليس الأدعياء - عن ذلك بأن المنفي هو الإحاطة لا مطلق البصر
بمعنى أن رؤية المؤمنين ربهم لا تعني أنهم يحيطون به سبحانه، ولا أنهم يدركون برؤيتهم له حقيقة ذاته
وممن ذهب إلى هذا التفسير ابن عباس -رضي الله عنهما- حين عارضه سائل بقوله تعالى:(لاَ تُدرِكُهُ الأَبْصَارُ) (الأنعام : 103)
فقال له: ألست ترى السماء ؟ فقال: بلى، قال: أتراها كلها ؟ قال: لا . فبين له أن نفى الإدراك لا يقتضى نفى الرؤية.
وعن قتادة في قوله تعالى:(لاَ تُدرِكُهُ الأَبْصَارُ) قال: " هو أجل من ذلك وأعظم أن تدركه الأبصار"
وعن عطية العوفي في تفسير الآية قال: " هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره يحيطبهم".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" فإذاً المعنى أنه يُرى ولا يُدرك ولا يُحاط به،
فقوله:(لاَ تُدرِكُهُ الأَبْصَارُ) ، يدل على غاية عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه لعظمته لا يدرك بحيث يحاط به
فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء، وهو قدر زائد على الرؤية ".
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:22
قد تُنكرُ العين ضوء الشمس من رمَد * وينكر الفم طعم الماء من سَقَمِ.
( لاَ تُدرِكُهُ الأَبْصَارُ)
فالاستدلال بها عَلَى الرؤية من وجه حسن لطيف، وهو: أن الله تَعَالَى إنما ذكرها في سياق التمدح،
ومعلوم أن المدح إنما يكون بالصفات الثبوتية.
وأما العدم المحض فليس بكمال فلا يمدح به، وإنما يمدح الرب تَعَالَى بالنفي إذا تضمن أمراً وجودياً، كمدحه بنفي السِّنة والنوم المتضمن كمال القيومية، ونفي الموت المتضمن كمال الحياة، ونفي اللغوب والإعياء المتضمن كمال القدرة، ونفي الشريك والصاحبة والولد والظهير المتضمن كمال ربوبيته وألوهيته وقهره، ونفي الأكل والشرب المتضمن كمال صمديته وغناه، ونفي الشَّفَاعَة عنده إلا بإذنه المتضمن كمال توحده وغناه عن خلقه، ونفي الظلم المتضمن كمال عدله وعلمه وغناه، ونفي النسيان وعزوب شيء عن علمه المتضمن كمال علمه وإحاطته، ونفي المثل المتضمن لكمال ذاته وصفاته.
ولهذا لم يتمدح بعدم محض لا يتضمن أمراً ثبوتياً، فإن المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم،
ولا يوصف الكامل بأمر يشترك هو والمعدوم فيه.
فإذاً المعنى: أنه يرى ولا يدرك ولا يحاط به، فقوله: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) [الأنعام:103]، يدل عَلَى كمال عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به، فإن "الإدراك" هو الإحاطة بالشيء -وهو قدر زائد عَلَى الرؤية- كما قال تعالى: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء:61، 62]، فلم ينف موسى عَلَيْهِ السَّلام الرؤية، وإنما نفى الإدراك، فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تَعَالَى يرى ولا يدرك، كما يعلم ولا يحاط به علماً، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والأئمة من الآية كما ذكرت أقوالهم في تفسير الآية، بل هذه الشمس المخلوقة لا يتمكن رائيها من إدراكها عَلَى ما هي عليه.
(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ)
يعني: لما رأى بعضهم بعضاً، رأى قوم فرعون أصحاب موسى، ورأى أصحاب موسى جيش فرعون.
في هذه اللحظة بالحسابات المادية المجردة انتهى موضوع قوم موسى، لأن الجيش العرمرم القوي الفرعوني سوف يسحقهم، ليس هناك إمكان للنجاة، ولهذا قال أصحاب موسى: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)، قضي علينا وانتهى أمرنا، فحصلت الرؤية ولكن لم يحصل الإدراك، فهم متراؤن يرى بعضهم بعضاً، قَالَ: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)[الشعراء:62] قد رأونا ولكن لن يدركونا.
وعليه فالرؤية شيء والإدراك شيء آخر، ولم ينف موسى الرؤية وإنما نفى الإدراك، فالرؤية والإدراك يوجد كل منهما مع الآخر وبدونه، يعني: قد ترى شيئاً فتدركه، وقد تراه ولا تدركه، وقد تدرك شيئاً ولا تراه مثل الأمور الغيبية المعنوية، فتعرف صفاتها ولكن لا تراها بالعين، فالرب تَعَالَى يرى ولا يدرك، كما أنه في هذه الدار في الدنيا نعلم بصفاته وأسمائه ونعوت كماله ولكنه لا يحاط به علماً لا في الدنيا ولا في الآخرة، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والتابعون من هذه الآية.
بل هذه الشمس المخلوقة لا يتمكن رائيها من إدراكها، يعني: من إدراك صفتها، لقوة الشعاع والعلو والارتفاع والكبر والعظمة، فلا أحد يدرك حقيقة ما عليه الشمس، وبذلك تكون الآية بخلاف ما استدل به المعتزلة وإنما هي شاهد لـأهْلِ السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ ولله الحمد.
فتدل بالدلالة اللطيفة الحسنة عَلَى إمكان رؤية الله وثبوت تلك الرؤية وأنه لا تدركه الأبصار، بل إنما تراه بالكيفية التي يعلمها، لكنها لا تدرك حقيقته، ولا كيفية ذاته من جميع الوجوه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
فالله نعلم عنه ولا نحيط به علما جل وعلا
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:23
فمن أدلة الكتاب على الرؤية قول الحق سبحانه:
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)
(القيامة:22-23)
قال ابن عباس في تفسير الآية: " تنظر إلى وجه ربها إلى الخالق".
وقال الحسن البصري :"النضرة الحسن، نظرت إلى ربها عز وجل فنضرت بنوره عز وجل".
ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة قوله تعالى:
(كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَومَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)
(المطففين:15)
قال الإمام الشافعي :" وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ "
ووجه ذلك أنه لما حجب أعداءه عن رؤيته في حال السخط دل على أن أولياءه يرونه في حال الرضا،
وإلا لو كان الكل لا يرى الله تعالى، لما كان في عقوبة الكافرين بالحجب فائدة إذ الكل محجوب
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:25
ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة أيضا قوله تعالى:
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَة)
(يونس:26)
والزيادة وإن كانت مبهمة، إلا أنه قد ورد في حديث صهيب-رضي الله عنه- تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- لها بالرؤية،
كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن صهيب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
( إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم
من النظر إلى ربهم عز وجل
ثم تلا هذه الآية (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)..
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:26
أما أحاديث السنة فقد نص أهل العلم على أن
أحاديث الرؤية متواترة
وليست أحاديث آحاد كما يهذي به المفترون، فهم ينكرون الآحاد والمتواتر بكل وقاحة وجرأة
وممن نصَّ على ذلك العلامة الكتاني في نظم المتناثر، و ابن حجر في فتح الباري، و العيني في عمدةالقاري، و ابن حزم في الفصل، و ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل وغيرهم، ومن جملة تلك الأحاديث:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
( أن ناساً قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟
قالوا : لا، يا رسول الله
قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟
قالوا: لا ، يا رسول الله
قال: فإنكم ترونه كذلك)
رواه البخاري ( 6088 ) ومسلم ( 267 )
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:28
حديث جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال:
كنا جلوسا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال:
(إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته،
فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاتكم قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا) .
وعند البخاري
(إنكم سترون ربكم عيانا)
رواه البخاري ( 6883 ) ومسلم ( 1002)
وقد سبق حديث صهيب -رضي الله عنه-
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:29
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
(جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما،
وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)
رواه البخاري ( 4500 ) ومسلم ( 6890 )
حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه - قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولاحجاب يحجبه)
رواه البخاري .
وقد روى أحاديث الرؤية نحوٌ من ثلاثين صحابيا
ونقل الناظم تواترها فقال :
مما تواتر حديث من كذب * ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض * ومسح خفين وهذي بعض
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:35
ولهذا نص عدد من أهل العلم على
كفر من أنكر الرؤية
وقد ذكر الطبري - وغيره-أنه قيل لإمام لمالك:
إن قوماً يزعمون أن الله لا يرى يوم القيامة فقال مالك -رحمه الله-: السيف السيف.
وقال أبو حاتم الرازي قال أبو صالح كاتب الليث أملي عليَّ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون رسالة عما جحدت الجهمية فقال:
لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قول الله تعالى:
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)
وذكر ابن أبي حاتم عن الأوزاعي أنه قال:
إني لأرجو أن يحجب الله عز وجل جهماً وأصحابه عن أفضل ثوابه الذي وعده أوليائه حين يقول:
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)
ويوضع بدل (الجهم = ابن الواد)
وذكر الطبري- وغيره - عن سفيان بن عيينه أنه قال :
من لم يقل إن القرآن كلام الله وأن الله يرى في الجنة فهو جهمي
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:52
قال عبد الله ابن مبارك:
ما حُجِبَ الله عن أحد إلا عذبه ، ثم قرأ :
(كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون، ثم إنهم لصالوا الجحيم، ثم يُقالُ هذا الذي كنتم به تكذبون)
وقال الفضل ابن زياد سمعت: ابن عبد الله وبلغه عن رجل أنه قال:
أن الله لا يره في الآخرة فغضب غضباً شديداً
ثم قال: من قال أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر عليه لعن الله وغضبه،
أليس يقول الله (وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)
وقال أبو داؤد وسمعت أحمد بن حنبل وقيل له في رجل يحدث بحديث عن رجل عن أبي العواطف:
أن الله لا يرى في الآخرة
فقال: لعنه الله ، من يحدث بهذا الحديث اليوم
ثم قال: أخزى الله هذا
وقال أبو بكر المرزوري قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل:
من زعم أن الله لا يُرَى في الآخرة فقد كفر
وقال إبراهيم ابن زياد الصاير: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
الرؤية من كذب بها فهو زنديق
وقال: من زعم أن الله لا يرى في الآخرة،
فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:54
وقال البيهقي –رحمه الله- بعد أنْ نقل عن بعض الصحابة القول برؤية الله عز وجل في الآخرة : ...
ولم يرو عن أحد منهم نفيها
ولو كانوا فيه مختلفين لنقل اختلافهم إلينا
وكما أنهم لما اختلفوا في رؤيته بالأبصار في الدنيا نقل اختلافهم في ذلك إلينا ، فلما نقلت رؤية الله بالأبصار عنهم في الآخرة
ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف يعني في الآخرة
كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا أنهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين مجتمعين
وبالله التوفيق
الإعتقاد للبيهقي ص 131 ط. دار الآفاق الجديدة / بيروت سنة 1401هـ .
وقال القاضي عياض اليحصبي المالكي :
رؤية الله سبحانه وتعالى جائزة عقلا وثبتت الأخبار الصحيحة المشهورة بوقوعها للمؤمنين في الآخرة ،
وأما في الدنيا فقال مالك : إنما لم ير سبحانه في الدنيا لأنه باق والباقي لا يرى بالفاني ،
فإذا كان في الآخرة ورزقوا أبصارا باقية رأوا الباقي بالباقي
ثم قال القاضي عياض بعد ذلك : وليس في هذا الكلام استحالة الرؤية إلا من حيث القدرة
فإذا قدر الله من شاء من عباده عليهالم يمتنع .
فتح الباري (8 / 608 ) ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1379هـ
وقال ابن بطال المالكي : ذهب أهل السنة وجمهور الأمة إلى جواز رؤية الله في الآخرة
ومنع الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة .
فتح الباري (13/ 426 ) ، عون المعبود (13 / 37 ) ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1415هـ ،
تحفة الأحوذي (7 / 224) ط. دار الكتب العلمية / بيروت .
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:54
وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" :
(اعلم أنّ مذهب السنة بأجمعهم أنّ رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة ،
وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة
وأنّ المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين ، وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة
أنّ الله تعالى لا يراه أحد من خلقه ، وأنّ رؤيته مستحيلة عقلاً ، وهذا الذي قالوه
خطأ صريح وجهل قبيح ،
وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ،
فمن بعدهم سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين ، ورواها نحو عشرين صحابياً
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وآيات القرآن فيها مشهورة،
واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة وكذلك باقي شبههم ،
وهي مستقصاة في كتب الكلام ، وليس بنا ضرورة إلى ذكرها هنا...)
شرح صحيح مسلم للنووي (3 / 15 ) ط. دار إحياء التراث العربي / بيروت سنة 1392هـ .
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:57
وقال شمس الدين الذهبي -رحمه الله-:
(وأما رؤية الله عيانا في الآخرة فأمر متيقن تواترت به النصوص
جمع أحاديثها الدار قطني والبيهقي وغيرهما )
سير أعلام النبلاء (2 / 167 ) ط. مؤسسة الرسالة / بيروت سنة 1413هـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- :
( والذي عليه جمهور السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الآخرة فهو كافر
فإن كان ممن لم يبلغه العلم في ذلك عرف ذلك كما يعرف من لم تبلغه شرائع الإسلام ،
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
والأحاديث والآثار في هذا كثيرة مشهورة ، قد دون العلماء فيها كتبا مثل كتاب الرؤية للدارقطنى ولأبى نعيم وللآجري ، وذكرها المصنفون في السنة كابن بطة واللالكائي وابن شاهين وقبلهم عبـد الله بن أحمد بن حنبل وحنبل بن إسحاق والخلاّل والطبراني وغيرهم وخرجها أصحاب الصحيح والمساند والسنن وغيرهم )
مجموع فتاوى ابن تيمية (6/ 486 )
وقال أيضاً : (والأئمة الذين أمروا بقتل مثل هؤلاء الذين ينكرون رؤية الله في الآخرة ،
ويقولون القرآن مخلوق ، ونحوذلك ، قيل : إنهم أمروا بقتلهم لكفرهم
وقيل : لأنهم إذا دعوا الناس إلى بدعتهم أضلوا الناس
فقتلوا لأجل الفساد في الأرض وحفظ الدين الناس أن يضلوهم ).
الفتاوى الكبرى (1/ 303 ) ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1386هـ .
وقال أيضاً : (وأما إثبات رؤية الله تعالى بالأبصار في الآخرة فهو قول سلف الأمـة وأئمتها وجماهير المسلمين
من أهل المذاهب الأربعة -وغيرها- ،وقد تـواترت فيه الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عند علماء الحديث وجمهور القائلين بالرؤية يقولون يرى عيانا مواجهة كما هو المعروف بالعقل )
منهاج السنة النبوية (3 / 341 ) ط. مؤسسة قرطبة / تحقيق د. محمد رشاد سالم .
وقال الشيخ ابن باز- رحمه الله- :
( رؤية الله في الآخرة ثابتة عند أهل السنة والجماعة من أنكرها كفر)
ابو الحارث مهدي
2012-09-08, 03:59
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر
ابن الواد
2012-09-08, 20:25
بسم الله، وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله..
مسكين أنت يا سي مهدي أبا الحارث -هداك الله- مثلك مثل العشرات.. وقعوا ضحية الدعاية السياسية لأهل الحديث (الحنابلة)، المتحالفين مع السلطة في فترة من التاريخ -كما هو معروف مشتهر-، وكذا ضحية الإعلام السعودي المتحالف مع السلفية، ووالله إن حظ السياسة أكبر من حظ العلم في كل ما تنشرونه، وما أبعد العلم والتحقيق والتفكير المنطقي السليم عن الحنابلة المشبهة المجسمة، ويعلم الله !
وأنصحك أخي الكريم أرجو أن تبتعد عن حكايات الإجماع والتواتر في مسألة الرؤية وغيرها، وقد قال الإمام أحمد "من ادعى الإجماع فقد كذب"، واعلم أنه من الخلط الكبير أن تذكر الإجماع والتواتر في مسألة الرؤية، وكأن أدلة القرآن الكريم، وهو {هدى للمتقين}، {مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} غير كافية، وكأن اللسان العربي المبين، لم يعد حجة حتى نحتاج إلى إجماعات وتواترات كاذبة، لن تقوم لها قائمة أبدا، لإثبات المسألة ونفيها.. فعلا، كثر الخلط وذهب الضبط! ويمكن لك أن تذكر الإجماع أو التواتر في غير هذه المسائل، التي فصل فيها القرآن الكريم بمحكمات، فانتبه جيدا لهذا!
ثم، أذكرك –ويبدو أنك لا تعلم- أن جمهور الأمة على أن الحديث الآحادي لا يفيد الاعتقاد، لأن الاعتقاد ثمرة اليقين، واليقين لا يكون إلا بنص متواتر، ثبوتا ودلالة، وأنا أعتبر أن هذه المسألة منطقية جدا، لا تحتاج إلى ذكر الجمهور ولا إكثار الكلام فيها، فكيف يكون يقيننا فيما يخضع للتصحيح والتضعيف؟! ولم يصر الحنابلة على القطع بالآحاد! إلا لأجل إثبات عقائد لن تثبت أبدا بالقرآن الكريم.. ولست مستعدا لإكثار الشواهد والأدلة على ظنية الآحاد، ولكن أقول: إذا كان الجمهور على خلاف ما ذهبتم إليه، في القول بظنية الآحاد، فهذا يجعلك تتمسك بالنص القرآني، وهو{هدى للمتقين} لأجل إقامة الدليل على رؤية الله في اليوم الآخر، ولقد ذكرت لك مذهب السيدة عائشة -رضي الله عنها-، عندما ردت على مسروق قوله، بأن محمدا رأى ربه ليلة أسري به، فقالت لقد قف شعري مما قلت، واستدلت بالآية الكريمة {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، وكل متبصر له حظ من الفهم، يعلم أن استدلال السيدة عائشة بتلك الآية الكريمة، لا يتعلق بنفي رؤية محمد –صلى الله عليه وسلم- لربه في تلك الليلة فحسب، بل لنفي الرؤية مطلقا.. فهيا -يا أخي- كَفِّرها وتحسر على عدم تمكنك منها، لأجل سيف الانتقام والتشفي، كما تفعل الشيعة!
كما ذكرت لك مذهب الإمام أبا بكر الجصاص (305- 370هـ) من القرن الرابع الهجري.. في أحكام القرآن، وقد استدل بهذا الآية الكريمة على النفي القاطع المطلق، ورد شبه جعل الإدراك = الإحاطة الضحلة، وطالبتك أن تأتي بمصدر واحد فقط، يثبت هذه المساواة.. فلم تفعل! كما فسر آية القيامة {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} المحتملة للأوجه، بما يتفق مع آية الأنعام المحكمة، وعلى فهمك السقيم لقد فاتته حكايات الإجماع والتواتر الكاذبة، فيما فصل فيه القرآن الكريم باللسان العربي المبين !
وعلى كل.. لم أرك تناقش كلام الإمام الجصاص، بل أعرضت عنه وأكثرت من النقول والمشاركات لتلبس على القارئ، ولتبعده عن محل النقاش الأصلي الصحيح ! وهذا ديدنكم عندما تعجزون عن إقامة البرهان، ثم تهرولون إلى التكفير والسيف، وكأن الحق المطلق في يدكم، يا ويحك من هذه العجرفة! مع أنك يا حاطب الليل، نقلت كلام الحافظ ابن حجر، حين نقل عن العلماء قولهم: "كل متأول معذور بتأويله ليس بآثم، إذا كان تأويله سائغاً في لسان العرب، وكان له وجه في العلم"، فهل تأول نفاة الرؤية غير سائغ في لسان العرب؟! بل هو الأقوى والأسعد بالحق، رغم أنف المتعصبين، وأذكرك بالمناسبة بما قاله العلامة محمد رشيد رضا، الذي تأثر نوعا ما بالسلفية حين قال: "وأما رؤية الربِّ تعالى فربما قيل في بادئ الرأي أن آيات النفي فيها أصرح من آيات الإثبات، كقوله تعالى: {لن تـراني}، وقوله:{لا تدركه الأبصار}، فهما أصرح دلالة على النفي، من دلالة قوله تعالى : {وجوه يومئذ نـاضرة إلى ربـها ناظرة} على الإثبات، فإن استعمال النظر بمعنى الانتظار كثير في القرآن الكريم وكلام العرب. كقوله: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة}،{هل ينظرون إلا تاويله}، {هل ينظرون إلا أن ياتيهم الله في ظلل من الغمام والملآئكة}"، فما أنت قائل يا مكفر بغير حق، ويا مقاتل في موضع سلم؟!
واعلم أن الآيات في القرآن الكريم في مجال الرؤية فيما عدا آية الأنعام {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} كما فهمتها السيدة عائشة -رضوان الله تعالى-، وكما يقتضي اللسان العربي.. كلها ظنية أي ما عدا الآية المذكورة، بما في ذلك آية القيامة {وجوه يومئذ ناضرة}، فكلها محتملة الفهم، بما يناسب مع الآية المحكمة، وقد قال الله تعالى: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات}، وأخبرني فقط إن لم تستطع الجمع بينهما، أن أقوم بذلك، وأنا على أتم الاستعداد!
ابن الواد
2012-09-08, 20:38
ولقد أطلت النقل لأجل بيان مسألة "تكفير العموم وتكفير المعين"، أو باختصار أكثر "الصفة والعين"، وأنا ألخص لك المسألة في جملة، مع بعض الاستدراكات.. فأقول: الصفة: أن تذكر حكم الله في معصية ما وفاعلها عموما، فمن فعل كذا فحكمه كذا، وأما العين: أن توقع ذلك الحكم على معين، لكن بحكم الظاهر، ولا مطمع في القطع بهلاك أحد أو نجاته، فكل من لم يحكم عليه النص المتواتر بنعيم أو جحيم، ليس لك أن تقطع له بهما، إذ الحكم بذلك قطعا من علم الغيب.. انتهت المسألة.
أما وجه تناقضك، فأنت تثبت في مجموعة الروايات الأولى أن التكفير وقع (تأويلا) مع عذر صاحبه، ثم أقيمت الحجة على المؤول بعد ذلك، والظاهر أن الفاعل معذور لتأوله، لو لم تقم عليه الحجة؛ لكن في المجموعة الثانية فتنسب تبعا لغيرك إلى أيمة أنهم قيل لهم إن قوما يزعمون الرؤية، فكان الجواب مباشرة دون عذر ولا إقامة حجة: "السيف، السيف"! وفي نسبة ثانية الحكم بجحد الآيات! وفي أخرى الزندقة وتكذيب الآيات...! إلى آخر هذا الهراء الفارغ، وإن قاله من قاله، القرآن الكريم يعلى ولا يعلى عليه!
وطبعا لقد ذكر الشيخ ابن تيمية –وللتذكير فهو ليس رسولا بل رجل كغيره من الرجال- مسألة إقامة الحجة، لكن مع سبق الحكم بالتكفير، وأنى له ذلك! فعلا لقد انساق كغيره مع الروايات الآحادية الظنية، المعارضة للنص القرآني المحكم، ومعروف انتصاره لمذهب الحنابلة، وكان يمكن لغيره أن يشهر عليه الحكم نفسه فما يمنعه؟! الله كفل الحرية للكافر {لا إكراه في الدين}، وأنتم تحكمون بالسيف، على موحد من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وفي مسألة أنتم فيها الطرف الأضعف! مصيبة ما بعدها مصيبة!
فهاهم الأحرار من أهل العلم.. قديما صرح أبو بكر الجصاص بنفي الرؤية قطعا، ولم تصده الروايات وادعاء تواترها والإجماع حولها عن القرآن العربي المبين، وحديثا نجد السيد رشيد رضا الأشعري، المتعاطف مع السلفية.. يحكم على أن أدلة النفاة أقوى من أدلة المثبتين، فحسبك بالقرآن الكريم اشدد به يدك، فوالله لو لم تصلنا ولا رواية واحدة، في هذه المسألة خصوصا، لكان كافيا لبيان الحق، وقد قال الله تعالى عنه {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة للمومنين}، ومما اختلفوا فيه حتما رؤية الله، فهو الحاكم على غيره والمقدم عليه {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون}، فهل نأبى التحاكم إليه بعد أن انغمسنا أيضا، في عقائد أهل الكتاب المشبهة المجسمة؟!
ملاحظة: أنصحك بترك النقول والآثار، لأن في مقابلها نقولا وآثارا ربما لست على اطلاع عليها، وقد عملت الآلة الإعلامية السلفية على طمسها.. وإقامة الحجة لن تكون أبدا من هذا الطريق المشتبه، فافهم! ووفر جهدك لفهم الآيات والجمع بينها، بما يليق مع تنزيه الله تعالى، وقد أمرت بتدبر القرآن الكريم، لا بتدبر روايات القرن الثالث، وقد نهي أصلا عن تدوينها، فيوجد الخلاف في ذلك -على الأقل-!
ابو الحارث مهدي
2012-09-09, 11:27
مسكين أنت يا سي مهدي أبا الحارث -هداك الله- مثلك مثل العشرات.. وقعوا ضحية الدعاية السياسية لأهل الحديث (الحنابلة)، المتحالفين مع السلطة في فترة من التاريخ -كما هو معروف مشتهر-، وكذا ضحية الإعلام السعودي المتحالف مع السلفية
تحقِيقٌ بِبَراعَة و تَزوِيقٌ بِيَرَاعَة ، أتيت بما لم يسبقك به الأولون عن الدعوة السلفية
يَبدُ أن قائل هذا الكلام قد يصلُحُ بأن يكون صحفياً ناجحاً بإشاعة الأراجيف الكاذبة لصالح المناوئين لدعوة التوحيد
وعَنَيْتُ بذلك الروافض والغلاة من المتصوفة وأذيالهم من القبورية
هذه بضاعتكم المجزاة التي لا تُنفَق إلا على ضعفاء النفوس، وتلك هي سوقكم الرائجة لتصدير الكذب
بعد زخرفته وتزيينه لروادكم وزائريكم
وليهنأ لك العيش يا (غارق الواد) اطمئن ولا تخف، لك أن تنام ملء جفونك قرير العين
فإن دِرَّة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- مع "صبيغ بن عسل" قد واراها التراب مع صاحبها- رضي الله عنه-
(فَمَا أَحوَجَكَ أَنْ يَصْنَعَ بِكَ عُمَرُ بن الخطاب -رضي الله عنه-كَمَا صَنَعَ بِصَبِيغ)
آهٍ... لو عاش زماننا .
ووالله إن حظ السياسة أكبر من حظ العلم في كل ما تنشرونه، وما أبعد العلم والتحقيق والتفكير المنطقي السليم عن الحنابلة المشبهة المجسمة،
ويعلم الله!
نَعَمْ...يَعلَمُ الله....أنك كذابٌ مفتري ويمينُكُ يمين غَموصٍ
تكذبون على أنفسكم (كأشعب) ثم تصدقون ما به تهرفون
أما التحقيق والتفكير المنطقي الذي تدَّعيه وافتراءك التجسيم الذي به تهذي وتؤذي
فمعذرة إليك فإنه لم يكن عندي وقت لأنقل لك ما تقر به عينك عن أسيادك أمثال:
طاليس = (Talis) القائل بأن الآلهه تسكن كل شيء وهو من تنسب له مقوله " إن كل الأشياء مليئه بالآلهه".
عقيدة الحلول التي تبناها ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والحلاج وغيرهم
أو معاصره إنكسيمندريس أو أنكسيمانس (570-526 ق.م). أو إمبيدوكليس أو هيرقليطس (540-480 ق.م)
أو بارمنيدس ، أو أفلاطون أو أرسطو ...
للأسف غير الشديد!! لم أجد إلا الكتاب المستبين وسُنَّة النبي الأمين وأعلام الأمة الغر الميامين
والإجماع المتيقن المبين
قال ربُّ العالمين
(فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [ الحج :46 ]
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
ابو الحارث مهدي
2012-09-09, 12:25
وأنصحك أخي الكريم أرجو أن تبتعد عن حكايات الإجماع والتواتر في مسألة الرؤية وغيرها،
وقد قال الإمام أحمد "من ادعى الإجماع فقد كذب"
نَصِيْحَةُ غاشٍ غير مأمون ونبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم- يقول:
( مَنْ غَشَّ فَلَيسَ مِنَّا )
رواه مسلم
لِتَوِّكَ تطعن بالإمام أحمد وبمذهبه وتقول: وقعوا ضحية الدعاية السياسية
لأهل الحديث (الحنابلة)، المتحالفين مع السلطة في فترة من التاريخ -كما هو معروف مشتهر
فكيف بكَ تحتج بعملاء السُّلطة ؟
قال تعالى:﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ(52)﴾ سورة النور
ومما يسوءني أن أقول: أنِّي لَسْتُ أَخاكَ !!!
حَتى ترجع عن غيِّكَ وضلالاك، حِينَهَا أحِبُّ لَكَ مَا أحبُّهُ لنفسي أيها الناصح الأمين
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
أمَّا مَا نقلتَهُ عن الإمام أحمد ، قوله المشهور: "«من ادعى الإجماع فهو كاذب»
أنه قال ذلك في حق من ليس له معرفة بخلاف السلف، ويدل على ذلك تتمة كلامه السابق
إذ يقول:"من ادعى الإجماع فهوكاذب لعل الناس اختلفوا، هذه دعوىبشر المريسي والأصم،
ولكن يقول: "لا نعلم الناس اختلفوا" إذا هو لم يبلغه.
قال ابن القيم -عليه رحمة الله-:( وليس مراده – أي: الإمام أحمد – بهذا استبعاد وجود الإجماع، ولكن أحمد وأئمة الحديث بُلُوا بمن كان يرد عليهم السنة الصحيحة بإجماع الناس على خلافها، فبين الشافعي وأحمد أن هذه الدعوى كذب، وأنه لا يجوز رد السنن بمثلها)
"مختصر الصواعق" ص : (506)
تَبًا لِلكَذَّابِينَ حَيْثُ مَا حَلُّوا أَوِ ارتَحَلُوا
فهنا يَرُدَّ -رحمه الله تعالى- على أسيادك وشيوخك المعتزلة (المريسي والأصم) في حكايتهما الإجماع في مسألة معينة
ويقول أن ذلك لم يثبت. بل هو كذب.
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في (لسان الميزان) في ترجمة المريسي:
(بشر بن غياث المريسي مبتدع ضال، لا ينبغي أن يروى عنه ولا كرامة..
قال الخطيب: حكي عنه أقوال شنيعة أساء أهل العلم قولهم فيه، وكفره أكثرهم لأجلها..
قال أبو زرعة الرازي: بشر المريسي زنديق..
وكان إبراهيم بن المهدي لما غلب على الخليفة ببغداد حبس بشرا وجمع الفقهاء على مناظرته في بدعته..
وقال هارون الرشيد أنه قال: بلغني أن بشراً يقول: القرآن مخلوق، علي إن أظفرني الله به أن أقتله.
ونقل عنه أنه كان ينكر عذاب القبر وسؤال الملكين والصراط والميزان). انتهى
وأما الأصم: فهو أبو بكر الأصم، شيخ المعتزلة.
قال الحافظ ابن رجب في آخر (شرح الترمذي): (وأما ما روي من قول الإمام أحمد: "من ادعى الإجماع فقد كذب"
فهو إنما قال إنكارا على فقهاء المعتزلة الذين يدّعون إجماع الناس على ما يقولونه
وكانوا أقل الناس معرفة بأقوال الصحابة والتابعين).
ابو الحارث مهدي
2012-09-09, 12:58
واعلم أنه من الخلط الكبير أن تذكر الإجماع والتواتر في مسألة الرؤية، وكأن أدلة القرآن الكريم، وهو {هدى للمتقين}، {مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} غير كافية، وكأن اللسان العربي المبين، لم يعد حجة حتى نحتاج إلى إجماعات وتواترات كاذبة، لن تقوم لها قائمة أبدا، لإثبات المسألة ونفيها.. فعلا، كثر الخلط وذهب الضبط! ويمكن لك أن تذكر الإجماع أو التواتر في غير هذه المسائل، التي فصل فيها القرآن الكريم بمحكمات، فانتبه جيدا لهذا!
أَتَضْحَكُ عَلَى نَفْسِكَ يَا هَذَا ؟!! كُنْتُ أَظُنُّكَ جاهلاً ولكنْ تبينَ لِي بأَنَّكَ:
( أَحْمَقٌ )
لِذَا فَــ(ـــالحَمَاقَةُ أَعْيَتْ مَنْ يُدَاوِيهَا )
أُعِيدُ بَعضَ مَا كَتَبْتُهُ -سابقا-:
تَسَمَّوا بالقرآنيين ظلما وزورا
تبًّا لهم
' سُوسٌ يَنْخَرُ فِي عَضُدِ الأُمَّة '
http://www.ansarsunna.com/pics/betaqa.jpg
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
من أدلة الكتاب على الرؤية قول الحق سبحانه:
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)
(القيامة:22-23)
قال ابن عباس في تفسير الآية: " تنظر إلى وجه ربها إلى الخالق".
وقال الحسن البصري :"النَّضرَة = الحُسْنُ، نَظَرَتْ إِلَى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ فنضرتْ بِنُورِهِ عَزَّ وَجَلَّ".
ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة قوله تعالى:
(كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَومَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)
(المطففين:15)
قال الإمام الشافعي :" وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ "
ووجه ذلك أنه لما حجب أعداءه عن رؤيته في حال السخط دل على أن أولياءه يرونه في حال الرضا،
وإلا لو كان الكل لا يرى الله تعالى، لما كان في عقوبة الكافرين بالحجب فائدة إذ الكل محجوب
ومن أدلة رؤيته سبحانه يوم القيامة أيضا قوله تعالى:
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَة)
(يونس:26)
والزيادة وإن كانت مبهمة، إلا أنه قد ورد في حديث صهيب-رضي الله عنه-
تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- لها بالرؤية
كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن صهيب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
( إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون:
ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب،
فما أعطوا شيئا أحب إليهم
من النظر إلى ربهم عز وجل
ثم تلا هذه الآية (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)..
وكأن أدلة القرآن الكريم، وهو (هدى للمتقين)(مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) غير كافية
يأبى (غارق الواد) بكلِّ ما أوتى من قوة إلا أن يكون ممن قال الله فيهم :
(كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَومَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)
(المطففين:15)
ولا يسعني - بعد الحوقلة - إلا أن أقول:
(أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤمِنِينَ)
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif
والآن حان موعد آذان :الظهر
بمدينة حاسي مسعود
فتأهبوا للصلاة
يرحمكم الله
ابن الواد
2012-09-09, 21:10
المهم أن تكتب شيئا، وتوهم القراء أنك رددت! فلا إنصاف ولا تراجع، بل إمعان في رمي الآخر وقذفه وتكفيره وتغشيشه ورميه بالجهالة والحمق، ثم إنك لم تقدم بين يدي ذلك كله ما تبرر به كلامك، وأعرف أنه يدفعك إلى ذلك كله، تلك اللوثة (السلفية)، التي بها يتعالون على الآخرين، فليس غيرهم دائما وأبدا إلا مبطلا، فعلا.. ففكرهم فكر فرقة وشقاق وفتنة، نجى الله المسلمين من شروركم، آمين!
فقط، أود أن أذكرك بما نقلته من قبل عن عمر الفاروق -رضي الله عنه- حين قال: "فلا يمنعك قضاء قضيته اليوم فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق، فإن الحق قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل"! لكن هذا الكلام للفاروق -رضي الله عنه- لا يفقهه إلا الأحرار من الناس، أما من يفكر بتفكير غيره، وينظر إلى سلفه وكأنهم معصومين، فلن يفيده كلام الفاروق شيئا، وما أحقك بدرته يا هذا! ويبدو أنك لا تعلم أن ابن الخطاب –رضي الله عنه- أكثر الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- إعمالا للعقل والرأي في فهم النصوص، فكان مجتهدا من الطراز الأول، وأحيلك على مواقفه وسيرته!
وقد بينت لك المحكم من كتاب الله تعالى، الذي يعلو على المختلف المشتبه، الذي عرضته في تلك النقول جميعا، ويعلو على أقوال الرجال وادعاءاتهم أحيانا، ورأيتك تكرر بعض الآيات بتلك الاستدلالات التي لا تصح، عند محاكمتها إلى المحكم، لكن لم تعترف بعدم القدرة على الجمع بين الآيات، ولا كانت لك شجاعة الاعتراف بالجهل أو الإنصاف، وحيث حصل منك شيء من ذلك، فأخبرني لأتولى -بإذن الله- الجواب على ما تراه أدلة للرؤية، وهي -في الحقيقة- أفهام سقيمة، تورط في التشبيه لدى كل عاقل متحرر النظر.. فانتبه لشأنك، ولا تكن مثل عير قيد فانقادا!
أنتظر منك إنصافا ولو جزئيا، وإلى ذلكم الحين: أجيب على سؤالك: هل يلزم من قيام الحجة فهمها؟ لأقول: إن الإشكال الحقيقي ليس في قيام الحجة، لأن حجة الله قائمة على الخلق جميعا، ولاسيما في هذا العصر، ولا في فهم الحجة أو عدمه، لأن المعاند المتعصب قد يفهم الحجة وينكر {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}، كما أن الذي اجتهد، لكن لم تسعفه مداركه في إدراك الحق، وليس كسلا.. هو معذور عند الله {فلا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}، ولكن الإشكال الحقيقي هو هل نحن مستعدون لتلقي الحجة لدى قيامها، ومتابعتها بكل إخلاص لما يلوح بريقها أم لا؟ هنا الإشكال الحقيقي، الذي يبتلى به المسلم والكافر على حد سواء {ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم}، {إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا}، والله ولي الهداية والتوفيق.
ابو الحارث مهدي
2012-09-09, 22:16
وأعرف أنه يدفعك إلى ذلك كله، تلك اللوثة (السلفية)
قبل أن تتكلم عن الدعوة السلفية أو المنهج السلفي عليك أن تتمضمض
سُؤَالٌ (حَصْرِيٌ)
هناك بعض المغيبات مما تعرض لذكرها القرآن الكريم إجمالاً، وقد توسعت السُنَّة المشرفة وفصلت فيما أجمله القرآن
فظن أصحاب العقول النيرة من ورثة المدرسة العقلية اليونانية أن هناك تعارضا وتناقضاً، فسلطوا عليها معاول الهدم
بالتأويلات السخيفة (سُخف عقولهم) تارة، وبالتكذيب تارة أخرى متترسين بمقولتهم الباطلة:
(أحاديث الآحاد يعمل بها في الأحكام دون العقائد)
ويَحِقُّ لي أن أسألك عن بعض الغيبيات الآتية في آخر الزمان كــ(خروج الدجال ونزول عيس عليه السلام وقتله إيّاه)
وبعض الغيبيات التي تتعلق بالحياة البرزخية، حياة ما بعد الموت قبل قيام الساعة
مما يتصل بنعيم القبر أو عذابه وسؤال منكر ونكير
وبعضها الآخر يتعلق بالحياة الآخرة، كالشفاعة العظمى، والميزان والصراط
هَلْ تُؤمِنُ بِهَذَا كُلِّهِ أَمْ أَنْتَ مِنَ الـمُكَذِّبِين ؟؟؟
أرجو منك جوابا صريحا بلا لفٍ ولا دوران
حتى لا تُصابَ بالغثيان فتقع على أم رأسك يا خسران
ابو الحارث مهدي
2012-09-09, 22:43
وكأن اللسان العربي المبين، لم يعد حجة حتى نحتاج إلى إجماعات وتواترات كاذبة، لن تقوم لها قائمة أبدا، لإثبات المسألة ونفيها
كَلاَمٌ يَنْقُضُ أَوَّلُهُ آَخِرَهُ وَيَنْقُضُ آَخِرَهُ أَوَّلَهُ وَطَرَفَاهُ
مكابرة مكشوفة فيها تكذيبٌ لكل هؤلاء العلماء الأجلاء
خِبْتَ وَخَسِرْتَ وَخَسِئْتَ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ
أُعِيدُ نَقْلَ الاجْمَاع
قال أبو داؤد وسمعت أحمد بن حنبل [الَّذِي تَنْقُلُ عَنْهُ نَفْيَ الإِجْمَاعِ بتلبيسِكَ اليَائِس]
قيل له في رجل يحدث بحديث عن رجل عن أبي العواطف:
أن الله لا يرى في الآخرة
فقال: لعنه الله ، من يحدث بهذا الحديث اليوم ، ثم قال: أخزى الله هذا
وقال أبو بكر المرزوري قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل:
من زعم أن الله لا يُرَى في الآخرة فقد كفر
وقال إبراهيم ابن زياد الصاير: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
الرؤية من كذب بها فهو زنديق
وقال: من زعم أن الله لا يرى في الآخرة،
فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
وقال البيهقي –رحمه الله- بعد أنْ نقل عن بعض الصحابة القول برؤية الله عز وجل في الآخرة : ...
ولم يرو عن أحد منهم نفيها
ولو كانوا فيه مختلفين لنقل اختلافهم إلينا
وكما أنهم لما اختلفوا في رؤيته بالأبصار في الدنيا نقل اختلافهم في ذلك إلينا ، فلما نقلت رؤية الله بالأبصار عنهم في الآخرة
ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف يعني في الآخرة
كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا أنهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين مجتمعين
وبالله التوفيق
الإعتقاد للبيهقي ص 131 ط. دار الآفاق الجديدة / بيروت سنة 1401هـ .
وقال القاضي عياض اليحصبي المالكي :
رؤية الله سبحانه وتعالى جائزة عقلا وثبتت الأخبار الصحيحة المشهورة بوقوعها للمؤمنين في الآخرة ،
وأما في الدنيا فقال مالك : إنما لم ير سبحانه في الدنيا لأنه باق والباقي لا يرى بالفاني ،
فإذا كان في الآخرة ورزقوا أبصارا باقية رأوا الباقي بالباقي
ثم قال القاضي عياض بعد ذلك : وليس في هذا الكلام استحالة الرؤية إلا من حيث القدرة
فإذا قدر الله من شاء من عباده عليهالم يمتنع .
فتح الباري (8 / 608 ) ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1379هـ
وقال ابن بطال المالكي : ذهب أهل السنة وجمهور الأمة إلى جواز رؤية الله في الآخرة
ومنع الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة .
فتح الباري (13/ 426 ) ، عون المعبود (13 / 37 ) ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1415هـ ،
تحفة الأحوذي (7 / 224) ط. دار الكتب العلمية / بيروت .
وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" :
(اعلم أنّ مذهب السنة بأجمعهم أنّ رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة ،
وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة
وأنّ المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين ، وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة
أنّ الله تعالى لا يراه أحد من خلقه ، وأنّ رؤيته مستحيلة عقلاً ، وهذا الذي قالوه
خطأ صريح وجهل قبيح ،
وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ،
فمن بعدهم سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين ، ورواها نحو عشرين صحابياً
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وآيات القرآن فيها مشهورة،
واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة وكذلك باقي شبههم ،
وهي مستقصاة في كتب الكلام ، وليس بنا ضرورة إلى ذكرها هنا...)
شرح صحيح مسلم للنووي (3 / 15 ) ط. دار إحياء التراث العربي / بيروت سنة 1392هـ .
وقال شمس الدين الذهبي -رحمه الله-:
(وأما رؤية الله عيانا في الآخرة فأمر متيقن تواترت به النصوص
جمع أحاديثها الدار قطني والبيهقي وغيرهما )
سير أعلام النبلاء (2 / 167 ) ط. مؤسسة الرسالة / بيروت سنة 1413هـ .
وقد روى أحاديث الرؤية نحوٌ من ثلاثين صحابيا
يقول العلامة ابن الوزير اليماني - كما في الروض الباسم - ردا على من زعم أن أحاديث الرؤية أحاديث آحاد،
وأنها من رواية جرير بن عبد الله البجلي فحسب:
( وهذا من الإغراب الكثير والجهل العظيم, فإنّ المحدّثين يروون في الرّؤية أحاديث كثيرة تزيد على
ثمانين حديثاً عن خلق كثير من الصّحابة أكثر من ثلاثين صحابيّاً ..
وروى حديث الرؤية علماء الحديث كلّهم في جميع دواوين الإسلام من طرق كثيرة ) ا.هـ
ونقل الناظم تواترها فقال :
مما تواتر حديث من كذب * ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض * ومسح خفين وهذي بعض
هذا للذكرى
(وَالذِكْرَى تَنْفَعُ المؤمِنِينَ)
ابو الحارث مهدي
2012-09-09, 23:40
ثم، أذكرك – ويبدو أنك لا تعلم - أن جمهور الأمة على أن الحديث الآحادي لا يفيد الاعتقاد، لأن الاعتقاد ثمرة اليقين، واليقين لا يكون إلا بنص متواتر، ثبوتا ودلالة، وأنا أعتبر أن هذه المسألة منطقية جدا، لا تحتاج إلى ذكر الجمهور ولا إكثار الكلام فيها، فكيف يكون يقيننا فيما يخضع للتصحيح والتضعيف؟! ولم يصر الحنابلة على القطع بالآحاد! إلا لأجل إثبات عقائد لن تثبت أبدا بالقرآن الكريم.. ولست مستعدا لإكثار الشواهد والأدلة على ظنية الآحاد، ولكن أقول: إذا كان الجمهور على خلاف ما ذهبتم إليه، في القول بظنية الآحاد، فهذا يجعلك تتمسك بالنص القرآني، وهو{هدى للمتقين} لأجل إقامة الدليل على رؤية الله في اليوم الآخر
لا تقل جمهور الأمة يا كاذب !!؟ إنما قُلْ : جمهور المبتدعة من القدرية والجهمية والمعتزلة وأذنابهم من غلاة الأشاعرة
فإن الأدلة المتكاثرة من الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة وسلف الأمة
تدل دلالة قاطعة على وجوب الأخذ بحديث الآحاد في كل أبواب الشريعة ـ سواء أكان في الأمور الاعتقادية أم الأمور العملية ـ
وأما التفريق بينهما فبدعة أول من أحدثها أهل الأهواء من القدرية والجهمية والمعتزلة والمتكلمين ومن سار على دربهم ليردوا الأدلة التي تنقض بدعهم، ولم يزل الصحابة والتابعون وأهل السنة والحديث يحتجون بهذه الأخبار في مسائل الاعتقاد والأحكام من غير تفريق بينهما ولم ينقل عن أحد منهم أنه جوز الاحتجاج بها في مسائل الأحكام دون الإخبار عن الله وأسمائه وصفاته، بل لا يعرف خلاف في هذه المسألة عن أحد ممن يعتدبه من أهل العلم.
قال الإمام الشافعي -في كتابه الرسالة-: ولو جاز لأحد من الناس أن يقول في علم الخاصة:
أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه، بأنه لم يعلم منفقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي
ولكن أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد بما وصفت من أن ذلك موجود على كلهم. انتهى.
وقال الإمام ابن عبد البر- وهو يتكلم عن خبر الواحد وموقف العلماء منه : وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادي ويوالي عليها ويجعلها شرعاً وديناً في معتقده، على ذلك جميع أهل السنة. انتهى من كتابه ـالتمهيد.
وقال الإمام ابن القيم: وأما المقام الثامن: وهو انعقاد الإجماع المعلوم المتيقن على قبول هذه الأحاديث وإثبات صفات الرب تعالى بها، فهذا لا يشك فيه من له أقل خبرة بالمنقول، فإن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ هم الذين رووا هذه الأحاديث وتلقاها بعضهم عن بعض بالقبول ولم ينكرها أحد منهم على من رواها، ثم تلقاها عنهم جميع التابعين ـ من أولهم إلى آخرهم.
مختصر الصواعق المرسلة.
كما أن القول بأن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة، هو قول في حد ذاته عقيدة، فما هو الدليل على صحته ؟
فإما أن يأتوا بالدليل القاطع المتواتر على صحة هذا القول، وإلا فهم متناقضون.
وبناءً على ذلك: فإن رد خبر الآحاد في العقائد منهج بدعي يخالف إجماع أهل السنة والجماعة.
بل إن رد خبر الآحاد في العقائد يؤول إلى رد السنة كلها، كما قال الإمام أبو حاتم ابن حبان ـ ت354هـ ـ في مقدمة صحيحه: فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد..
إلى أن قال: وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد فقد عمد إلى ترك السنن كلها، لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد. الإحسان في تقريب صحيح ابنحبان.
وهذا رد مفحم لمن تبنى هذا القول البدعي.
وأما عن تفصيل الرد على هذا القول البدعي فتراجع له الكتب التي عنيت بذكر شبهات هؤلاء المبتدعة مع الجواب عليها ودحضها، ومنها:
الرسالة للإمام الشافعي ففيها فصل كامل في أخبار الآحاد.
ومنها: كتاب: مختصر الصواعق المرسلة للإمام ابن القيم.
ومن الكتب المعاصرة المختصرة والمفيدة في هذا الباب: كتاب:
أخبار الآحاد في الحديث النبوي للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين.
وكتاب: قدوم كتائب الجهاد لغزو أهل الزندقة والإلحاد القائلين بعدم الأخذ بحديث الآحاد في مسائل الاعتقاد
للشيخ: عبد العزيز بن فيصل الراجحي.
ومن الكتب المختصرة والمفيدة جدا: كتاب: الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام
وكتاب: وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة، والرد على شبه المخالفين
كلاهما للشيخ: محمد ناصر الدين الألباني.
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=129610
ابو الحارث مهدي
2012-09-10, 00:41
كما ذكرت لك مذهب الإمام أبا بكر الجصاص (305- 370هـ) من القرن الرابع الهجري.. في أحكام القرآن، وقد استدل بهذا الآية الكريمة على النفي القاطع المطلق، ورد شبه جعل الإدراك = الإحاطة الضحلة ، وطالبتك أن تأتي بمصدر واحد فقط، يثبت هذه المساواة.. فلم تفعل! كما فسر آية القيامة {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} المحتملة للأوجه، بما يتفق مع آية الأنعام المحكمة، وعلى فهمك السقيم لقد فاتته حكايات الإجماع والتواتر الكاذبة ، فيما فصل فيه القرآن الكريم باللسان العربي المبين !
وعلى كل.. لم أرك تناقش كلام الإمام الجصاص، بل أعرضت عنه وأكثرت من النقول والمشاركات لتلبس على القارئ، ولتبعده عن محل النقاش الأصلي الصحيح !
كتاب: أحكام القرآن [للجصاص = الحنفي]
أبو بكر أحمد بن على الرازى ، المشهور بالجصاص ، ولد رحمه الله تعالى ببغداد سنة 305 هـ خمس وثلاثمائة من الهجرة.
ذكرَهُ المنْصُور بالله في طبقات المعتزلة
وفاته سنة 370 هـ سبعين وثلاثمائة من الهجرة.
التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه :
يعد هذا التفسير من أهم كتب التفسير الفقهي خصوصا عند الحنفية ؛ لأنه يقوم على تركيز مذهبهم والترويج له ، والدفاع عنه . وهو يعرض لسور القرآن كلها ، ولكنه لا يتكلم إلا عن الآيات التي لها تعلق بالأحكام فقط ، وهو -وإن كان يسير على ترتيب سور القرآن- مبوب كتبويب الفقه ، وكل باب من أبوابه معنون بعنوان تندرج فيه المسائل التي يتعرض لها المؤلف في هذا الباب .
استطراده لمسائل فقهية بعيدة عن فقه القرآن :
هذا ... وإن المؤلف ـ رحمه الله ـ لا يقتصر في تفسيره على ذكر الأحكام التي يمكن أن تستنبط من الآيات ، بل نراه يستطرد إلى كثير من مسائل الفقه والخلافيات بين الأئمة ، مع ذكره للأدلة بتوسع كبير ، مما جعل كتابه أشبه ما يكون بكتب الفقه المقارن ، وكثيرا ما يكون هذا الاستطراد إلى مسائل فقهية لا صلة لها بالآية إلا عن بعد .
فمثلا نجد عندما عرض لقوله تعالى فى الآية (25) من سورة البقرة :
(وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار)
يستطرد لمذهب الحنفية فى أن من قال لعبيده :
من بشرني بولادة فلانة فهو حر ، فبشره جماعة واحدا بعد واحد أن الأول يعتق دون غيره.
ومثلا عندما عرض لقوله تعالى في الآية (26) من سورة يوسف : (وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل .. ) الآية "
نجده يستطرد لخلاف الفقهاء في مدعى اللقطة إذا ذكر علامتها ، وخلافهم في اللقيط إذا ادعاه رجلان ووصف أحدهما علامة في جسده ، وخلافهم في متاع البيت إذا ادعاه الزوج لنفسه وادعته الزوجة لنفسها ، وخلافهم في مصراع الباب إذا ادعاه رب الدار والمستأجر ... وغير ذلك من مسائل الخلاف التي لا تتصل بالآية إلا عن بعد
تعصبه لمذهب الحنفية :
ثم إن المؤلف - رحمه الله وعفا عنه- متعصب لمذهب الحنفية إلى حد كبير ، مما جعله في هذا الكتاب
يتعسف في تأويل بعض الآيات حتى يجعلها في جانبه ، أو يجعلها غير صالحة للاستشهاد بها من جانب مخالفيه،
والذي يقرأ الكتاب يلمس روح التعصب فيه في كثير من المواقف .
فمثلا عندما عرض لقوله تعالى فى الآية (187) من سورة البقرة (ثم أتموا الصيام إلى الليل)
نجده يحاول بتعسف ظاهر أن يجعل الآية دالة على أن من دخل فى صوم التطوع لزم إتمامه.
وهو قول باطل لا دليل عليه
عَنْ أُمِّ هَانِئٍ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا ، فَدَعَا بِشَرَابٍ فَشَرِبَ ، ثُمَّ نَاوَلَهَا فَشَرِبَتْ ،
فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنِّي كُنْتُ صَائِمَةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الصَّائِمُ الْمُتَطَوِّعُ أَمِيرُ نَفْسِهِ ، إِنْ شَاءَ صَامَ ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ) .
روى أحمد (26353) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3854).
ومثلا عندما تعرض لقوله تعالى فى الآية (232) من سورة البقرة
(وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن .) الآية "
نجده يحاول أن يستدل بالآية من عدة وجوه على أن للمرأة أن تعقد على نفسها بغير الولى وبدون إذنه .
وكفى بهذا المذهب بطلانا مخالفته الصريحة لنصوص كثيرة أذكر منها حديثان
عَنْ عَائِشَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
«أَيُّمَا امْرَأَةٍ أُنْكِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَإِنْ كَانَ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الصَّدَاقُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا ، فَإِنِ اشْتَجَرُوا ، فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ»
أخرجه الشافعي في الأم: (5/3 )،سنن أبي داود( 1/634 ) برقم ( 2083)، سنن الترمذي ( 3/407 ) برقم( 1102)،
قال الألباني: صحيح. انظر: صحيح أبي داود( 2/393 ) برقم ( 1835).
وعن أبي موسى – رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال:
«لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِي»
صحيح سنن الترمذي ( 3/407 ) برقم ( 1101)، سنن أبي داود ( 1/635 ) برقم ( 2085) قال الألباني: صحيح. انظر: صحيح أبي داود ( 2/393 ) برقم ( 1836)
ومثلا عندما تعرض لقوله تعالى فى الآية(2) من سورة النساء (وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ..) الآية "
وقوله في آية (6) منها (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ..) الآية "
نجده يحاول أن يأخذ من مجموع الآيتين دليلا لمذهب أبى حنيفة القائل بوجوب دفع المال لليتيم إذا بلغ خمساً وعشرين سنة ،
وإن لم يؤنس منه الرشد .
حملة الجصاص على مخالفيه :
ثم إن الجصاص مع تعصبه لمذهبه وتعسفه في التأويل ، ليس عَفَّ اللِّسان مع الإمام الشافعي -رضي الله عنه - ولا مع غيره من الأئمة ، وكثيرا ما نراه يرمى الشافعي وغيره من مخالفي الحنفية بعبارات شديدة ، لا تليق من مثل الجصاص فى مثل الإمام الشافعي وغيره من الأئمة رحمهم الله .
فمثلا عندما عرض لآية المحرمات من النساء في سورة النساء ، نجده يعرض للخلاف الذي بين الحنفية والشافعية
في حكم من زنى بامرأة ، هل يحل له التزويج ببنتها أو لا ؟
ثم يذكر مناظرة طويلة جرت بين الشافعي وغيره في هذه المسألة ، ويناقش الشافعي في ما يرد به على مناظره ، ويرميه بعبارات شنيعة لاذعة كقوله : ( فقد بان أن ما قاله الشافعي وما سلمه له السائل كلام فارغ لا معنى تحته في حكم ما سئل عنه) .
وقوله ( ماظننت أن أحدا ممن ينتدب لمناظرة خصم يبلغ به الإفلاس من الحجاج أن يلجأ إلى مثل هذا، مع سخافة عقل السائل وغباوته).
وقوله حين لم يرقه أحد أجوبة الشافعي على سؤال مناظره
( ولو كلم بذلك المبتدئون من أحداث أصحابنا لما خفي عليهم عوار هذا الحجاج ، وضعف السائل ، والمسئول فيه ) .
ومثلا عند ذكره لمذهب الشافعي في الترتيب بين أعضاء الوضوء نجده يقول :
( وهذا القول مما خرج به الشافعى عن إجماع السلف والفقهاء)
كأن الشافعي في نظر الجصاص ممن لا يعتد برأيه ،حتى ينعقد الإجماع بدونه .
ابو الحارث مهدي
2012-09-10, 01:29
تأثر الجصاص بمذهب المعتزلة :
كذلك نجد الجصاص يميل إلى عقيدة المعتزلة ، ويتأثر بها في تفسيره
فمثلا عندما تعرض لقوله تعالى فى الآية (102) من سورة البقرة : ( واتبعواما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ..) الآية "
نجده يذكر حقيقة السحر ويقول إنه : ( متى أطلق فهو اسم لكل أمر هو باطل لا حقيقة له ولا ثبات ) كما ينكر حديث البخاري في سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقرر أنه من وضع الملاحدة .
وأنظر الرد على هذا القول الباطل = ( هنا (http://www.ansarsunna.com/vb/showpost.php?p=219146&postcount=15) )
ومثلا عندما تعرض لقوله تعالى فى الآية (103) من سورة الأنعام (لا تدركه الأبصار ..) الآية " نجده يقول : ( معناه لا تراه الأبصار ، وهذا تمدح بنفي رؤية الأبصار كقوله تعالى فى الآية (255) من سورة البقرة (لا تأخذه سنة ولا نوم) ، وما تمدح الله بنفيه عن نفسه فإن إثبات ضده ذم ونقص ، فغير جائز إثبات نقيضه بحال ... فلما تمدح بنفي رؤية البصر عنه لم يجز إثبات ضده ونقيضه بحال : إذ كان فيه إثبات صفة نقص . ولا يجوز أن يكون مخصوصا بقوله تعالى في الآيتين (22،23) من سورة القيامة (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) لأن النظر محتمل لمعان : منها انتظار الثواب ، كما روى عن جماعة من السلف ، فلما كان ذلك محتملا للتأويل لم يجز الاعتراض به على ما لا مساغ للتأويل فيه ، والأخبار المروية في الرؤية إنما المراد بها العلم لو صحَّت ، وهو علم الضرورة الذي لا تشوبه شبهة ، ولا تعرض فيه الشكوك ، لأن الرؤية بمعنى العلم مشهورة في اللغة )اهـ .
حملة الجصاص على معاوية -رضي الله عنه :-
كما أننا نلاحظ على الجصاص أنه تبدو منه البغضاء لمعاوية رضي الله عنه ، ويتأثر بذلك في تفسيره ، فمثلا عند تفسيره لقوله تعالى في الآيات (39،40،41) من سورة الحج (أُذِن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ..) إلى قوله( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) يقول : ( .. وهذه صفة الخلفاء الراشدين ، الذين مكنهم الله في الأرض وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم ، وفيه الدلالة الواضحة على صحة إمامتهم ؛ لإخبار الله تعالى بأنهم إذا مكنوا في الأرض قاموا بفروض الله عليهم ، وقد مكنوا في الأرض فوجب أن يكونوا أئمة قائمين بأوامر الله منتهين عن زواجره ونواهيه ، ولا يُدخل معاوية في هؤلاء : لأن الله إنما وصف بذلك المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم ، وليس معاوية من المهاجرين ، بل هو من الطلقاء ) اهـ.
ومثلا في سورة النور عند قوله تعالى في الآية (55)(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ..) الآية " يقول : ( وفيه الدلالة على صحة إمامة الخلفاء الأربعة أيضا ؛ لأن الله استخلفهم في الأرض ومكن لهم كما جاء الوعد ، ولا يُدخل فيهم معاوية ؛ لأنه لم يكن مؤمنا في ذلك الوقت ) اهـ .
أَمَا كانَ الأولى بالجصاص أن يترك هذا التحامل على معاوية الصحابي-رضي الله عنه-
ولا يلوى مثل هذه الآيات إلى ميوله
أنظر = معاوية بن أبي سفيان: كاتب الوحي (http://islamicweb.com/arabic/shia/muawiya.htm) http://www.djelfa.info/vb/images/icons/icon2.gif
ابو الحارث مهدي
2012-09-10, 03:06
تأثر الجصاص بمذهب المعتزلة :
كذلك نجد الجصاص يميل إلى عقيدة المعتزلة ، ويتأثر بها في تفسيره
ومثلا عندما تعرض لقوله تعالى فى الآية (103) من سورة الأنعام (لا تدركه الأبصار ..) الآية " نجده يقول : ( معناه لا تراه الأبصار ، وهذا تمدح بنفي رؤية الأبصار كقوله تعالى فى الآية (255) من سورة البقرة (لا تأخذه سنة ولا نوم) ، وما تمدح الله بنفيه عن نفسه فإن إثبات ضده ذم ونقص ، فغير جائز إثبات نقيضه بحال ... فلما تمدح بنفي رؤية البصر عنه لم يجز إثبات ضده ونقيضه بحال : إذ كان فيه إثبات صفة نقص . ولا يجوز أن يكون مخصوصا بقوله تعالى في الآيتين (22،23) من سورة القيامة (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) لأن النظر محتمل لمعان : منها انتظار الثواب ، كما روى عن جماعة من السلف ، فلما كان ذلك محتملا للتأويل لم يجز الاعتراض به على ما لا مساغ للتأويل فيه ، والأخبار المروية في الرؤية إنما المراد بها العلم لو صحَّت ، وهو علم الضرورة الذي لا تشوبه شبهة ، ولا تعرض فيه الشكوك ، لأن الرؤية بمعنى العلم مشهورة في اللغة )اهـ .
وعلى كل.. لم أرك تناقش كلام الإمام الجصاص، بل أعرضت عنه وأكثرت من النقول والمشاركات لتلبس على القارئ، ولتبعده عن محل النقاش الأصلي الصحيح !
قول الجصاص:... وهذا تمدح بنفي رؤية الأبصار كقوله تعالى فى الآية (255) من سورة البقرة (لا تأخذه سنة ولا نوم)
هذا القول الهزيل الذي يحمل القياس مع الفارق قد سبق الرد عليه ( هنا (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=11512755&postcount=119) ) في المشاركة (119)
وأما قوله: لأن النظر محتمل لمعان : منها انتظار الثواب ، كما روى عن جماعة من السلف ، فلما كان ذلك محتملا للتأويل لم يجز الاعتراض به على ما لا مساغ للتأويل فيه ، والأخبار المروية في الرؤية إنما المراد بها العلم لو صحَّت ، وهو علم الضرورة الذي لا تشوبه شبهة ، ولا تعرض فيه الشكوك ، لأن الرؤية بمعنى العلم مشهورة في اللغة )اهـ .
فإليك الرد عليه
(وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة)
وجه الدليل من الآية أن لفظ ( ناضرة ) : الأول بالضاد المعجمة الساقطة من النضرة بمعنى السُرور
ولفظ ( ناظرة ) بالظاء المعجمة المشالة يحتمل في كلام العرب أربعة أشياء:
1- نظر التفكر والاعتبار ؛كقوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)
2- ونظر الانتظار ؛كقوله تعالى (ما ينظرون إلا صيحة واحدة)
3- ونظر التعطف والرحمة ؛كقوله تعالى (لا ينظر الله إليهم)
4- ونظر الرؤية ؛كقوله تعالى (ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت)
والثلاثة الأُوَلْ غير مرادة
وأما الأَوَّل: فلأن الآخرة ليست بدار استدلال
وأما الثاني: فلأن في الانتظار تنغيصا وتكديرا، والآية خرجت مخرج الامتنان والبشارة
وأهل الجنة لاينتظرون شيئا لأنه مهما خطر لهم أتوا به
وأما الثالث: فلا يجوز لأن المخلوق لا يتعطف على خالق
فلم يبق إلا نظر الرؤية، وانضم إلى ذلك أن النظر إذا ذكر مع الوجه انصرف العينين اللتين في الوجه، ولأنه هو الذي يتعدى بإلى
كقوله تعالى (ينظرون إليك) ، إذن ( ناظرة ) هنا بمعنى رائية تدفع قول من زعم أن المعنى ناظرة إلى ثواب ربها لأن الأصل عدم التقدير
وأيد منطوق الآية " حق المؤمنين " بمفهوم الآية الأخرى " في حق الكافرين " أنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون
وقيدها بالقيامة في الآيتين إشارة إلى أن الرؤية تحصل للمؤمنين في الآخرة دون الدنيا
والرؤية في تعلقها بالمرئي بمنزلة العلم في تعلقه بالمعلوم فإذا كان تعلق العلم بالمعلوم لا يوجب حدوثه فكذلك المرئي.
وقد أخرج أبو العباس السراج في تاريخه عن الحسن بن عبد العزيز الجروي وهو من شيوخ البخاري، سمعت عمرو بن أبي سلمة يقول
سمعت مالك بن أنس وقيل له يا أبا عبد الله قول الله تعالى ( إلى ربها ناظرة ) يقول قوم إلى ثوابه!!
فقال كذبوا فأين هم عن قوله تعالى (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) .اهـ
رحمك الله ..ما أعظمك من إمام
ومن حيث النظر أن كل موجود يصح أن يرى، وهذا على سبيل التنزل وإلا فصفات الخالق لا تقاس على صفات المخلوقين
وأدلة الكتاب والسنة وقد سبق بعضها طافحة بإثبات ذلك في الآخرة لأهل الإيمان دون غيرهم
ابو الحارث مهدي
2012-09-10, 04:22
وقد أخرج أبو العباس السراج في تاريخه عن الحسن بن عبد العزيز الجروي وهو من شيوخ البخاري، سمعت عمرو بن أبي سلمة يقول
سمعت مالك بن أنس وقيل له يا أبا عبد الله قول الله تعالى ( إلى ربها ناظرة ) يقول قوم إلى ثوابه!!
فقال كذبوا فأين هم عن قوله تعالى (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) .اهـ
زيادة توضيح معاني النظر
فإن له عدة استعمالات بحسب صلاته وتعدّيه بنفسه
وليس محصوراً في معنى الانتظار، وإليك تلك المعاني:
- 1- فإن عدّي بنفسه فمعناه: التوقف والانتظار كقوله تعالى: (انظرونا نقتبس من نوركم) [الحديد:13 ].
-2- وإن عدّي بفي فمعناه: التفكر والاعتبار، كقوله تعالى: (أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض..) [الأعراف:185].
-3- وإن عدّي، بإلى فمعناه: المعاينة بالأبصار،كقوله تعالى: (انظروا إلى ثمره إذا أثمر) [الأنعام:99].
قال أبو منصور الأزهري في كتابه تهذيب اللغة (14/371):
(ومن قال: إن معنى قوله: (إلى ربها ناظرة): بمعنى منتظرة فقد أخطأ، لأن العرب لا تقول:
نظرت إلى الشيء بمعنى انتظرته، وإنما تقول: نظرت فلاناً، أي انتظرته ومنه قول الحطيئة:
وقد نظرتكم أبناءَ صادرةٍ * للوِرْدِ طال بها حوزي وتنساسي
الحوز: السير الشديد والرُّويد ، النساس: السوق الشديد.
فإذا قلت: نظرت إليه لم يكن إلا بالعين
وإذا قلتَ: نظرتُ في الأمر احتمل أن يكون تفكراً وتدبراً بالقلب)ا هـ.
فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر، كما في هذه الآية: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).
فهذا هو بيان معاني النظر عند علماء اللغة، وعلماء الشريعة أهل السنة والجماعة الذين يريدون الحق ويعملون به ويدعون إليه.
أما الجصاص ومن قلدهم من المعتزلة ومن اغتر به كـ(غارق الواد)، فلم يذكروا إلا المعنى
الذي يريدونه، وهو الانتظار.
فهم محرومون من الاعتقاد الصحيح في الدنيا ومن لذة النظر إلى وجه الله في الأخرة ،ويريدون حرمان أهل الجنة -أيضًا- مما يشتهون بالتنغيص وعدم الإكرام لأنهم دائما ينتظرون ثم ينتظرون وكأنهم في سوق المفاليس على الطوابير ينتظرون
ولكن ليس بأمانيكم فالله لا يخلف الميعاد
وفي الحديث القدسي الرباني المتفق عليه
يقول الباري جلَّ وعلا : ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي )
فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به ، أي أنه يعامله على حسب ظنه به
ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر
وَخِتَامًا
تُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ وَإِلاَّ فَهَذَا مَصِيركُم:
(كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَومَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)
(المطففين:15)
ولا يسعني - بعد الحوقلة - إلا أن أقول:
(أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤمِنِينَ)
محمد 1392
2012-09-10, 06:52
بارك الله فيكم أخي أبا الحارث .
ابن الواد
2012-09-10, 18:17
سُؤَالٌ (حَصْرِيٌ)
هناك بعض المغيبات مما تعرض لذكرها القرآن الكريم إجمالاً، وقد توسعت السُنَّة المشرفة وفصلت فيما أجمله القرآن
فظن أصحاب العقول النيرة من ورثة المدرسة العقلية اليونانية أن هناك تعارضا وتناقضاً، فسلطوا عليها معاول الهدم
بالتأويلات السخيفة (سُخف عقولهم) تارة، وبالتكذيب تارة أخرى متترسين بمقولتهم الباطلة:
(أحاديث الآحاد يعمل بها في الأحكام دون العقائد)
ويَحِقُّ لي أن أسألك عن بعض الغيبيات الآتية في آخر الزمان كــ(خروج الدجال ونزول عيس عليه السلام وقتله إيّاه)
وبعض الغيبيات التي تتعلق بالحياة البرزخية، حياة ما بعد الموت قبل قيام الساعة
مما يتصل بنعيم القبر أو عذابه وسؤال منكر ونكير
وبعضها الآخر يتعلق بالحياة الآخرة، كالشفاعة العظمى، والميزان والصراط
هَلْ تُؤمِنُ بِهَذَا كُلِّهِ أَمْ أَنْتَ مِنَ الـمُكَذِّبِين ؟؟؟
أرجو منك جوابا صريحا بلا لفٍ ولا دوران حتى لا تُصابَ بالغثيان فتقع على أم رأسك يا خسران
سؤال على طريقة الخوارج في الاستعراض، وعلى طريقة (السلفية) في التحدث إلى مخالفيهم من على منصة المحكمة، وأحيانا بعد وضعهم في المقصلة، ولا يراد بالسؤال البحث عن الحق وإعادة النظر والعبادة عن بينة واجتهاد!
وأنا الآن أتحدث مع غير أمثالك وأشباهك فأقول: حذار من كثير من الغيبيات التي تنسب إلى (السنة)، فالقرآن الكريم المحفوظ المتواتر كاف شاف في هذا الجانب {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}، فيجب أن يعرض غيره عليه ويصحح على ضوئه، بل ما كان له ليترك أمر الغيب، لروايات يعبث بها الوضاعون، وتدخلها تصورات أهل الكتاب المشبهة المجسمة، وتلاعبات السياسة في تشكيل الواقع وتبرير الظلم والتمكين له، وهذا الكلام لا يعجب -طبعا- الذين بنوا عقائدهم وتصوراتهم عن الله والكون والحياة على كل ذلك، وأعرضوا عن المتواتر المحكم!
ابن الواد
2012-09-10, 18:30
كَلاَمٌ يَنْقُضُ أَوَّلُهُ آَخِرَهُ وَيَنْقُضُ آَخِرَهُ أَوَّلَهُ وَطَرَفَاهُ
مكابرة مكشوفة فيها تكذيبٌ لكل هؤلاء العلماء الأجلاء
خِبْتَ وَخَسِرْتَ وَخَسِئْتَ عَدُوَّ اللهِ وَرَسُولِهِ
أُعِيدُ نَقْلَ الاجْمَاع
قال أبو داؤد وسمعت أحمد بن حنبل [الَّذِي تَنْقُلُ عَنْهُ نَفْيَ الإِجْمَاعِ بتلبيسِكَ اليَائِس]
قيل له في رجل يحدث بحديث عن رجل عن أبي العواطف:
أن الله لا يرى في الآخرة
فقال: لعنه الله ، من يحدث بهذا الحديث اليوم ، ثم قال: أخزى الله هذا
وقال أبو بكر المرزوري قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل:
من زعم أن الله لا يُرَى في الآخرة فقد كفر
وقال إبراهيم ابن زياد الصاير: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
الرؤية من كذب بها فهو زنديق
وقال: من زعم أن الله لا يرى في الآخرة،
فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
وقال البيهقي –رحمه الله- بعد أنْ نقل عن بعض الصحابة القول برؤية الله عز وجل في الآخرة : ...
ولم يرو عن أحد منهم نفيها
ولو كانوا فيه مختلفين لنقل اختلافهم إلينا
وكما أنهم لما اختلفوا في رؤيته بالأبصار في الدنيا نقل اختلافهم في ذلك إلينا ، فلما نقلت رؤية الله بالأبصار عنهم في الآخرة
ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف يعني في الآخرة
كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا أنهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين مجتمعين
وبالله التوفيق
الإعتقاد للبيهقي ص 131 ط. دار الآفاق الجديدة / بيروت سنة 1401هـ .
وقال القاضي عياض اليحصبي المالكي :
رؤية الله سبحانه وتعالى جائزة عقلا وثبتت الأخبار الصحيحة المشهورة بوقوعها للمؤمنين في الآخرة ،
وأما في الدنيا فقال مالك : إنما لم ير سبحانه في الدنيا لأنه باق والباقي لا يرى بالفاني ،
فإذا كان في الآخرة ورزقوا أبصارا باقية رأوا الباقي بالباقي
ثم قال القاضي عياض بعد ذلك : وليس في هذا الكلام استحالة الرؤية إلا من حيث القدرة
فإذا قدر الله من شاء من عباده عليهالم يمتنع .
فتح الباري (8 / 608 ) ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1379هـ
وقال ابن بطال المالكي : ذهب أهل السنة وجمهور الأمة إلى جواز رؤية الله في الآخرة
ومنع الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة .
فتح الباري (13/ 426 ) ، عون المعبود (13 / 37 ) ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1415هـ ،
تحفة الأحوذي (7 / 224) ط. دار الكتب العلمية / بيروت .
وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" :
(اعلم أنّ مذهب السنة بأجمعهم أنّ رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة ،
وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة
وأنّ المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين ، وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة
أنّ الله تعالى لا يراه أحد من خلقه ، وأنّ رؤيته مستحيلة عقلاً ، وهذا الذي قالوه
خطأ صريح وجهل قبيح ،
وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ،
فمن بعدهم سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين ، ورواها نحو عشرين صحابياً
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وآيات القرآن فيها مشهورة،
واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة وكذلك باقي شبههم ،
وهي مستقصاة في كتب الكلام ، وليس بنا ضرورة إلى ذكرها هنا...)
شرح صحيح مسلم للنووي (3 / 15 ) ط. دار إحياء التراث العربي / بيروت سنة 1392هـ .
وقال شمس الدين الذهبي -رحمه الله-:
(وأما رؤية الله عيانا في الآخرة فأمر متيقن تواترت به النصوص
جمع أحاديثها الدار قطني والبيهقي وغيرهما )
سير أعلام النبلاء (2 / 167 ) ط. مؤسسة الرسالة / بيروت سنة 1413هـ .
وقد روى أحاديث الرؤية نحوٌ من ثلاثين صحابيا
يقول العلامة ابن الوزير اليماني - كما في الروض الباسم - ردا على من زعم أن أحاديث الرؤية أحاديث آحاد،
وأنها من رواية جرير بن عبد الله البجلي فحسب:
( وهذا من الإغراب الكثير والجهل العظيم, فإنّ المحدّثين يروون في الرّؤية أحاديث كثيرة تزيد على
ثمانين حديثاً عن خلق كثير من الصّحابة أكثر من ثلاثين صحابيّاً ..
وروى حديث الرؤية علماء الحديث كلّهم في جميع دواوين الإسلام من طرق كثيرة ) ا.هـ
ونقل الناظم تواترها فقال :
مما تواتر حديث من كذب * ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض * ومسح خفين وهذي بعض
هذا للذكرى
(وَالذِكْرَى تَنْفَعُ المؤمِنِينَ)
أنت لن تفهم هذا الموضوع، حتى تؤمن بقاعدتين جوهريتين، ودعك من هذه الهالة الإعلامية القديمة المعروفة، التي تريد التلبيس في الموضوع، بتغييب الرأي الآخر ولو كثر قائلوه في التاريخ، والحق أن هذا الموضوع تكفي له آية واحدة محكمة لحسمه؛ ولاسيما مع استحضار العقل المنزه لله تعالى، الحريص على كمالاته !
والقاعدتان هما:
أولاهما: عرض (المرويات والأخبار والآثار) على القرآن الكريم المحكم في القرآن الكريم، وأنا تحديتك من قبل، أن تثبت أننا لسنا بحاجة إلى ذلك، فلم تبال بالموضوع !
ثانيهما: رد المتشابه إلى المحكم كما نصت آية آل عمران {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات}، ولقد نقلت لك كلام السيد رشيد رضا، الذي حكم على أن آية الأنعام أصرح في النفي، وقفزت على ذلك أيضا.
فإلى أن تعي ذلك وتخضع له أقول: إن الله تعالى قال بخلاف تلك النقول جميعا، والتي لا تسأم كل حين من نقلها.. حين قال متحدثا في كبرياء عن ذاته، في سياق المدح: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، وعائشة -رضي الله عنها- فهمت الآية بنفي الرؤية مطلقا، وشبهة الإدراك = الإحاطة وأن الآية نفت الإحاطة ولم تنف الرؤية، شبهة سقيمة مريضة جدا، لم تستطع أن تثبتها أنت ولا غيرك من المشبهة!
ومقتضاها عند كل عاقل لا يكابر عقله هو أن الله تعالى صرح بجسميته -تعالى الله عن ذلك-، ثم هو يؤكد ذلك بنفي أن تحيط بكل جسمه الأبصار عندما تراه، تصور خبيث سقيم، نعوذ بالله من مثله!
الله تعالى في عليائه وكبريائه نفى أن تراه الأبصار وفي ذلك مدح له، فكيف للمخلوق الضعيف أن يتطلع إلى رؤيته؟ فالآية محكمة جدا في النفي، وعليها تفسر كل آية فيها شبهة أو احتمال، أما تلك الإدعاءات فما لنا ولها، فليتحمل وزرها من أطلقها، وفيها كل الجرأة على مقام الله العظيم!
ولقد حاولت على طريقة (السلفية) النيل من الجصاص الحنفي، ورمية أيضا بكل الألقاب كلما سنحت الفرصة، وأنا أقول لك: الحق لا يعرف بالانتماء المذهبي، ولا يحجبه شغب المشاغبين؛ بل يعرف لذاته فقط، وكلام الجصاص في أن الله مدح نفسه بعدم إدراك الأبصار له أقوى من فلسفة ابن تيمية وخيالاته في الموضوع، ومع ذلك فهو واقع في تناقض عجيب، ويكاد يصل به الأمر إلى منازعة الله في صفة مدح بها نفسه، وأدعوك إلى تأمله مرة أخرى، وأنا أكاد أجزم أنك اكتفيت بنقله دون فهم ولا استيعاب!
فالمهم عندك الرد وفقط، حتى ولو كنت تتحدث في أعظم موضوع وهو صفات الله الكاملة، فأين إثبات ما أثبته الله لنفسه، ونفي ما نفاه عن نفسه، والتي تتشدقون بها في موضوع (الأسماء والصفات)!
ابن الواد
2012-09-10, 18:44
لا تقل جمهور الأمة يا كاذب !!؟ إنما قُلْ : جمهور المبتدعة من القدرية والجهمية والمعتزلة وأذنابهم من غلاة الأشاعرة
فإن الأدلة المتكاثرة من الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة وسلف الأمة
تدل دلالة قاطعة على وجوب الأخذ بحديث الآحاد في كل أبواب الشريعة ـ سواء أكان في الأمور الاعتقادية أم الأمور العملية ـ
وأما التفريق بينهما فبدعة أول من أحدثها أهل الأهواء من القدرية والجهمية والمعتزلة والمتكلمين ومن سار على دربهم ليردوا الأدلة التي تنقض بدعهم، ولم يزل الصحابة والتابعون وأهل السنة والحديث يحتجون بهذه الأخبار في مسائل الاعتقاد والأحكام من غير تفريق بينهما ولم ينقل عن أحد منهم أنه جوز الاحتجاج بها في مسائل الأحكام دون الإخبار عن الله وأسمائه وصفاته، بل لا يعرف خلاف في هذه المسألة عن أحد ممن يعتدبه من أهل العلم.
قال الإمام الشافعي -في كتابه الرسالة-: ولو جاز لأحد من الناس أن يقول في علم الخاصة:
أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه، بأنه لم يعلم منفقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي
ولكن أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد بما وصفت من أن ذلك موجود على كلهم. انتهى.
وقال الإمام ابن عبد البر- وهو يتكلم عن خبر الواحد وموقف العلماء منه : وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادي ويوالي عليها ويجعلها شرعاً وديناً في معتقده، على ذلك جميع أهل السنة. انتهى من كتابه ـالتمهيد.
وقال الإمام ابن القيم: وأما المقام الثامن: وهو انعقاد الإجماع المعلوم المتيقن على قبول هذه الأحاديث وإثبات صفات الرب تعالى بها، فهذا لا يشك فيه من له أقل خبرة بالمنقول، فإن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ هم الذين رووا هذه الأحاديث وتلقاها بعضهم عن بعض بالقبول ولم ينكرها أحد منهم على من رواها، ثم تلقاها عنهم جميع التابعين ـ من أولهم إلى آخرهم.
مختصر الصواعق المرسلة.
كما أن القول بأن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة، هو قول في حد ذاته عقيدة، فما هو الدليل على صحته ؟
فإما أن يأتوا بالدليل القاطع المتواتر على صحة هذا القول، وإلا فهم متناقضون.
وبناءً على ذلك: فإن رد خبر الآحاد في العقائد منهج بدعي يخالف إجماع أهل السنة والجماعة.
بل إن رد خبر الآحاد في العقائد يؤول إلى رد السنة كلها، كما قال الإمام أبو حاتم ابن حبان ـ ت354هـ ـ في مقدمة صحيحه: فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد..
إلى أن قال: وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد فقد عمد إلى ترك السنن كلها، لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد. الإحسان في تقريب صحيح ابنحبان.
وهذا رد مفحم لمن تبنى هذا القول البدعي.
وأما عن تفصيل الرد على هذا القول البدعي فتراجع له الكتب التي عنيت بذكر شبهات هؤلاء المبتدعة مع الجواب عليها ودحضها، ومنها:
الرسالة للإمام الشافعي ففيها فصل كامل في أخبار الآحاد.
ومنها: كتاب: مختصر الصواعق المرسلة للإمام ابن القيم.
ومن الكتب المعاصرة المختصرة والمفيدة في هذا الباب: كتاب:
أخبار الآحاد في الحديث النبوي للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين.
وكتاب: قدوم كتائب الجهاد لغزو أهل الزندقة والإلحاد القائلين بعدم الأخذ بحديث الآحاد في مسائل الاعتقاد
للشيخ: عبد العزيز بن فيصل الراجحي.
ومن الكتب المختصرة والمفيدة جدا: كتاب: الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام
وكتاب: وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة، والرد على شبه المخالفين
كلاهما للشيخ: محمد ناصر الدين الألباني.
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&option=fatwaid&id=129610
لا تكذب على القراء يا هذا! كن أمينا أو ابحث جيدا وتثبت، وإياك ممن يلبس على الناس الحقائق، فالقول إن الحديث الآحادي يفيد الظن، ولا يثبت به الاعتقاد.. هو قول جمهور الأمة، نعم.. وقد حكاه الغزالي في "المستصفى"، والنووي في "التقريب "، وفي " الإرشاد "، وفي مقدمة "شرح مسلم "، والسعد في" التلويح"، وصفي الدين البغدادي الحنبلي في "قواعد الأصول" ، وابن عبد البر في" التمهيد"، وابن الأثير في مقدمة "جامع الأصول"، وإمام الحرمين في "البرهان" وابن عبد الشكور في"مسلم الثبوت"، وإبن قدامه الحنبلي في "روضة الناظر"، والصنعاني في "إجابة السائل"، وعبد العزيز البخاري في"شرح المعيار"، والشنقيطي في"مراقي الصعود" ، وغيرهم.
وقال بذلك أيضا جمهور الشافعية والحنفية والمعتزلة والزيدية ، والإباضية، وجماعة من الظاهرية، وهو مذهب مالك على الصحيح، فيما ثبت منه، وعليه جمهور أصحابه، وبه قال كثير من الحنابلة وهو المشهور عن الإمام أحمد -يا حنبلي-، ولا يبدو أنك تعرف مذهب إمامك -مع الأسف-!
وأكثر من ذلك هو مذهب ابن تيمية في "منهاج السنة" ج2 حين قال: "الثاني أن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به" وأيضا قال مثل ذلك في "نقد مراتب الإجماع ".
فهل هؤلاء جميعا مبتدعة ضالون، وأقول لك -بكل اطمئنان- لا يحكم بالقطع بالحديث الآحادي أو يبني معتقدا عليه وحده، إلا ضعيف المنطق أو صاحب هوى أو مقلد جاهل!
ويبدو أنك أحد الثلاثة، وقد تجتمع فيك جميعا!
فائدة: لعل من المناسب ونحن نتحدث عن بعض الخلاف الكائن في الأمة، وما يحيط في الموضوع من مزالق وأحكام وتحكمات.. أن نستمع إلى آخر محاضرة، نشرت على موقع الشيخ العلامة عدنان إبراهيم، في موقعه على الفايس بوك، وهي بعنوان:
المخالف بين العذر والقتل!
http://www.youtube.com/watch?v=eC2Wn3w0g4c
ابو الحارث مهدي
2012-09-10, 21:15
سؤال على طريقة الخوارج في الاستعراض، وعلى طريقة (السلفية) في التحدث إلى مخالفيهم من على منصة المحكمة، وأحيانا بعد وضعهم في المقصلة، ولا يراد بالسؤال البحث عن الحق وإعادة النظر والعبادة عن بينة واجتهاد!
وأنا الآن أتحدث مع غير أمثالك وأشباهك فأقول: حذار من كثير من الغيبيات التي تنسب إلى (السنة)، فالقرآن الكريم المحفوظ المتواتر كاف شاف في هذا الجانب {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}، فيجب أن يعرض غيره عليه ويصحح على ضوئه، بل ما كان له ليترك أمر الغيب، لروايات يعبث بها الوضاعون، وتدخلها تصورات أهل الكتاب المشبهة المجسمة، وتلاعبات السياسة في تشكيل الواقع وتبرير الظلم والتمكين له، وهذا الكلام لا يعجب -طبعا- الذين بنوا عقائدهم وتصوراتهم عن الله والكون والحياة على كل ذلك، وأعرضوا عن المتواتر المحكم!
حِدْتَ وَلَم تُـجِبْ أيُّهَا الجَبَانُ الرِعدِيد
هَذِهِ بِضَاعَتُكُم: اللَّفُ وَالدَّوَرَانُ
تقول : سؤال على طريقة الخوارج !!!
لا وألف لا.... إنها المنهجية القرآنية في إلزام الخصم العنيد
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
مناظرة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام- مع النمرود اللعين
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(258) ﴾ سورة البقرة
أُعيد عليكَ السؤالَ عسى نحظى بالجواب
سُؤَالٌ (حَصْرِيٌ)
هناك بعض المغيبات مما تعرض لذكرها القرآن الكريم إجمالاً، وقد توسعت السُنَّة المشرفة وفصلت فيما أجمله القرآن
فظن أصحاب العقول النيرة من ورثة المدرسة العقلية اليونانية أن هناك تعارضا وتناقضاً، فسلطوا عليها معاول الهدم
بالتأويلات السخيفة (سُخف عقولهم) تارة، وبالتكذيب تارة أخرى متترسين بمقولتهم الباطلة:
(أحاديث الآحاد يعمل بها في الأحكام دون العقائد)
ويَحِقُّ لي أن أسألك عن بعض الغيبيات الآتية في آخر الزمان كــ(خروج الدجال ونزول عيس عليه السلام وقتله إيّاه)
وبعض الغيبيات التي تتعلق بالحياة البرزخية، حياة ما بعد الموت قبل قيام الساعة
مما يتصل بنعيم القبر أو عذابه وسؤال منكر ونكير
وبعضها الآخر يتعلق بالحياة الآخرة، كالشفاعة العظمى، والميزان والصراط
هَلْ تُؤمِنُ بِهَذَا كُلِّهِ أَمْ أَنْتَ مِنَ الـمُكَذِّبِين ؟؟؟
أرجو منك جوابا صريحا بلا لفٍ ولا دوران حتى لا تُصابَ بالغثيان فتقع على أم رأسك يا خسران
http://im21.gulfup.com/2012-05-13/1336909148951.gif
ابن الواد
2012-09-10, 21:57
حِدْتَ وَلَم تُـجِبْ أيُّهَا الجَبَانُ الرِعدِيد
هَذِهِ بِضَاعَتُكُم: اللَّفُ وَالدَّوَرَانُ
تقول : سؤال على طريقة الخوارج !!!
لا وألف لا.... إنها المنهجية القرآنية في إلزام الخصم العنيد
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
مناظرة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام- مع النمرود اللعين
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(258)﴾ سورة البقرة
أُعيد عليكَ السؤالَ عسى نحظى بالجواب
سُؤَالٌ (حَصْرِيٌ)
هناك بعض المغيبات مما تعرض لذكرها القرآن الكريم إجمالاً، وقد توسعت السُنَّة المشرفة وفصلت فيما أجمله القرآن
فظن أصحاب العقول النيرة من ورثة المدرسة العقلية اليونانية أن هناك تعارضا وتناقضاً، فسلطوا عليها معاول الهدم
بالتأويلات السخيفة (سُخف عقولهم) تارة، وبالتكذيب تارة أخرى متترسين بمقولتهم الباطلة:
(أحاديث الآحاد يعمل بها في الأحكام دون العقائد)
ويَحِقُّ لي أن أسألك عن بعض الغيبيات الآتية في آخر الزمان كــ(خروج الدجال ونزول عيس عليه السلام وقتله إيّاه)
وبعض الغيبيات التي تتعلق بالحياة البرزخية، حياة ما بعد الموت قبل قيام الساعة
مما يتصل بنعيم القبر أو عذابه وسؤال منكر ونكير
وبعضها الآخر يتعلق بالحياة الآخرة، كالشفاعة العظمى، والميزان والصراط
هَلْ تُؤمِنُ بِهَذَا كُلِّهِ أَمْ أَنْتَ مِنَ الـمُكَذِّبِين ؟؟؟
أرجو منك جوابا صريحا بلا لفٍ ولا دوران حتى لا تُصابَ بالغثيان فتقع على أم رأسك يا خسران
ما أبعدك عن هدي إبراهيم -عليه السلام-، إذ لا أعتقده كان يتلبس بعقائدك وتصوراتك عن الله! ثم كيف أجيب من يتعثر في فهم المحكمات البينات في القرآن الكريم، ويريدني أن أجيبه في مشتبه الروايات.. منطق عجيب، فعلا تبدون في كثير من الأحيان.. بلا منطق ولا روية! ثم إلى جانب ذلك لا تبدو إلا متعصبا معاندا، ليس يحسن غير القص واللصق عن أسياده الإعلاميين، دون وعي ولا إدراك، ولقد تحدثت طويلا في مسألة قيام الحجة، لكن لما كشفت عن تناقضك بين صفحة وأخرى، لم تعترف ولم تستح!
وطبعا ليس عندي وقتا أضيعه مع المعاندين، ولاسيما في هذا الوقت من الليل، ولكن أعرض عليك محاضرتين للشيخ عدنان في بعض ما سألت، وأنا مستعد للإجابة على أسئلتك، لكن بعد أن يتبين لي استيعابك لها!
ولقد ألزم الشيخ عدنان عبدة الألفا ظ والروايات إلزامات عدة، وأوقفهم على تناقضات.. فدونك خطبه الثلاث في المواضيع التي تسأل عنها، مع أن القرآن الكريم لم يحتف بها، ولا جعلها من أصول الإيمان!
واهتم في سماعك بالمسألة المنهجية، وإن كان الشيخ سيغرقك بمحفوظات كثيرة، ربما تسمعها لأول مرة، لكن يتفوق عن غيره ممن تعلمهم، بحسن التصرف في المحفوظات، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء!
عودة عيسى (عليه السلام) بين الإقرار والإنكار
http://www.youtube.com/watch?v=5qYsDM5gzAk
الشيخ عدنان إبراهيم ـ كذبة المسيح الدجال
http://www.youtube.com/watch?v=NOBV9QRPO38&feature=related
نصيحتي لك قبل المغادرة.. حاول أن تقرأ كثيرا، وتسمتع باهتمام، وتكون لك نية اتباع الحق، دون التعلق بالمسميات والألفاظ، وهذا كله قبل أن تكتب إلى الناس وتتحدث في دين الله، إنها مسؤولية الكلمة!
ابو الحارث مهدي
2012-09-10, 22:38
لا تكذب على القراء يا هذا! كن أمينا أو ابحث جيدا وتثبت، وإياك ممن يلبس على الناس الحقائق، فالقول إن الحديث الآحادي يفيد الظن، ولا يثبت به الاعتقاد.. هو قول جمهور الأمة، نعم.. وقد حكاه الغزالي في "المستصفى"، والنووي في "التقريب "، وفي " الإرشاد "، وفي مقدمة "شرح مسلم "، والسعد في" التلويح"، وصفي الدين البغدادي الحنبلي في "قواعد الأصول" ، وابن عبد البر في" التمهيد"، وابن الأثير في مقدمة "جامع الأصول"، وإمام الحرمين في "البرهان" وابن عبد الشكور في"مسلم الثبوت"، وإبن قدامه الحنبلي في "روضة الناظر"، والصنعاني في "إجابة السائل"، وعبد العزيز البخاري في"شرح المعيار"، والشنقيطي في"مراقي الصعود" ، وغيرهم.
وقال بذلك أيضا جمهور الشافعية والحنفية والمعتزلة والزيدية ، والإباضية، وجماعة من الظاهرية، وهو مذهب مالك على الصحيح، فيما ثبت منه، وعليه جمهور أصحابه، وبه قال كثير من الحنابلة وهو المشهور عن الإمام أحمد -يا حنبلي-، ولا يبدو أنك تعرف مذهب إمامك -مع الأسف-!
وأكثر من ذلك هو مذهب ابن تيمية في "منهاج السنة" ج2 حين قال: "الثاني أن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به" وأيضا قال مثل ذلك في "نقد مراتب الإجماع "
قلتُ لكَ : كاذب ، أمَّا الآن فأقول لكَ بأنكَ :
كَذَّابٌ دَجَّال
حاطب ليل خلط بين مسألتين ( عمداً وتضليلاً ).
بين حجية العمل بحديث الآحاد في العقائد، وبين إفادة حديث الآحاد اليقين أو الظن .
وساق (من تنقل عنه = نسخ لصق) أقوال الأئمة في خبر الآحاد المجرد عن القرائن بأنه يفيد الظن ليبطل به حجية العمل به في العقائد !!!
وأنت لمكرك -ومكر من تنقل عنه- يا حاطب الليل
لا تفرق بين إفادة حديث الآحاد لليقين أو الظن وبين وجوب العمل به في العقائد والأحكام.
فحديث الآحاد الصحيح حجة في العقائد وفي غيرها ، وعليه إجماع الصحابة ، ودلائل الكتاب والسنة .
ثم إن مسألة الظن أو اليقين لخبر الآحاد لا علاقة لها بالاحتجاج به من عدمه .
فالذي عليه جمهور أهل العلم هو أنه يفيد الظن لا اليقين إلا إذا احتفت به القرائن فإنه يفيد اليقين، كتلقي الأمة له بالقبول ، أو مما أتفق عليه الشيخان أو كان مجيئه عن طريق السلسلة الذهبية =( عن مالك عن نافع عن ابن عمر ) أو غير ذلك.
والذي حققه ابن القيم رحمه الله في " الصواعق " -وغيره- ، هو: أنه يفيد الظن ، إلا إذا احتفت به قرينة فإنه يفيد اليقين.
والظن الغالب يوجب العمل ، ولا يلزم من وجوب العمل قطعية الخبر ثبوتا ودلالة .
وسأبينَ -إن شاء الله- كَذِبَكَ مِنْ المصَادِرِ التِي ذَكَرتَهَا
وأما ما نقله عن شيخ الإسلام في المنهاج فهو بتر خبيث وتلبيس ماكر !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
(أحدها: أنكم لا تحتجون بأحاديث أهل السنة فمثل هذا الحديث لا يفيدكم فائدة، وإن قلتم هو حجة على أهل السنة فنذكر كلامهم فيه
الثاني إن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به )
منهاج السنة النبوية (4/95)
شيخ الإسلام في موطن الإلزام للرافضة - بمذهبهم ومذهبك البدعي الردئ- أيها المفتري
وسنأتي على جميع الهراء الذي تتبجح به
والوقت لا يسمح فلا تعجل
ابو الحارث مهدي
2012-09-11, 08:19
عودة عيسى (عليه السلام) بين الإقرار والإنكار
كذبة المسيح الدجال
سُؤَالٌ (حَصْرِيٌ)
ويَحِقُّ لي أن أسألك عن بعض الغيبيات الآتية في آخر الزمان كــ(خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام وقتله إيّاه)
وبعض الغيبيات التي تتعلق بالحياة البرزخية، حياة ما بعد الموت قبل قيام الساعة
مما يتصل بنعيم القبر أو عذابه وسؤال منكر ونكير
وبعضها الآخر يتعلق بالحياة الآخرة، كالشفاعة العظمى، والميزان والصراط
هَلْ تُؤمِنُ بِهَذَا كُلِّهِ أَمْ أَنْتَ مِنَ الـمُكَذِّبِين ؟؟؟
أرجو منك جوابا صريحا بلا لفٍ ولا دوران
حتى لا تُصابَ بالغثيان فتقع على أم رأسك يا خسران
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
قُلْ: أَنَا أُكذِّبُ وَأَكْفُرُ بِكُلِ الغَيْبِيَاتِ التِي ذَكَرْتَهَا
وَأَرِحِ النَّاسَ مِنْ شَرِّكَ وشَرَكِكَ وضَلاَلِكَ
وكن شجاعا كشيخك المفتون الضال الـمُضِل
عدنان إبراهيم ينكر نزول عيسى عليه السلام !! (http://www.4cyc.com/play-dXQ_jXxcn3w)
نعوذ بالله من الهوى والضلال
ابو الحارث مهدي
2012-09-11, 09:01
هَلْ تُؤمِنُ بِهَذَا كُلِّهِ أَمْ أَنْتَ مِنَ الـمُكَذِّبِين ؟؟؟
أرجو منك جوابا صريحا بلا لفٍ ولا دوران حتى لا تُصابَ بالغثيان فتقع على أم رأسك يا خسران
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
قُلْ: أَنَا أُكذِّبُ وَأَكْفُرُ بِكُلِ الغَيْبِيَاتِ التِي ذَكَرْتَهَا
وَأَرِحِ النَّاسَ مِنْ شَرِّكَ وشَرَكِكَ وضَلاَلِكَ
وكن شجاعا كشيخك المفتون الضال الـمُضِل
نعوذ بالله من الهوى والضلال
أَيُّهَا القُرْآنِيُّونَ = الـكافرون بالسُنَّة
أيات من كتاب الله تدل على نزول عيسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-
قال الله تعالى:
﴿ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنْنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَومَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهَيْداً (159)﴾ سورة النساء
فدلت الآيات على أمرين :
1- أنَّ عيسى- عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- لم يُصلب ولم يُقتل كما تدعيه اليهود المغضوب عليهم
ولا النصارى الضالين، ولكنَّ الله رفعه إليه روحاً وجسداً .
2- أنَّ أهل الكتاب سيؤمنون به قبل موته ، وهذا لا يكون إلا بعد نزوله آخر الزمان
كما أخبر بذلك النبي العدنان- عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام-
قال تعالى: (بعده ذكر عيسى -عليه السلام-)
﴿وإنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا(158) ﴾سورة الزخرف
(عن أبي يحيى مولى بن عقيل الأنصاري قال: قال ابن عباس -رضي الله عنه-: لقد علمتُ آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط، فما أدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها أم لم يفطنوا لها فيسألوا عنها؟ ثم طفق يحدثنا، فلما قام تلاومنا، أن لا نكون سألناه عنها. فقلتُ: أنا لها إذا راح غداز فلما راح الغد، قلتُ: يا ابن عباس ذكرتَ أمس أن آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط، فلا تدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها أم لم يفطنوا لها. فقلتُ: أخبرني عنها، وعن اللاتي قرأتَ قبلها. قال: نعم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش: يا معشر قريش إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير. وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى بن مريم، وما تقول في محمد. فقالوا: يا محمد ألست تزعم أن عيسى كان نبيا، وعبدًا من عباد الله صالحًا، فلئن كنت صادقا فإن آلهتهم لكما تقولون. قال:
فأنزل الله عز وجل ﴿وَلَمَّا ضَرَبَ ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ﴾ قال: قلتُ: ما يصدون ؟
قال: يضجون ﴿ وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ ﴾
قال: هو خروج عيسى بن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة).
أخرج الإمام أحمد في مسنده (1/ 317)بسندٍ حسن
وقراءة ابن عباس فيها (لعَلَمٌ) بفتحتين.
﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فَيِ الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ(46)﴾ سورة آل عمران
معجزة عيسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- في تكليم الناس في المهد دلالتها من الآية ظاهرة،
ولكن أين وجه الإعجاز في كلامه الناس وهو في كهولته- عليه السلام-، فكُلُّنَا نتكلم مع الناس في كهولتنا ؟
جَوَابُهُ: قد كلمهم في المهد بصريح القرآن- كما في سورة مريم-
وَسَيُكَلِّمُهُم بَعْدَ نُزُولِهِ آخِرَ الزَّمَانِ لقتل الدّجَال، وهو يومئذ كهلٌ
[ وَمَا أَكْثَر الدَّجَالِينَ مَعَنَا هُنَا أَمَثَالَ: (غَارِق الوَادِ = أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَانِ "المحظُور" وَشَيْخِهِ "الغَبِيُّ المتَطَاوِلِ المغْرُور" )]
ابن الواد
2012-09-11, 09:32
قلتُ لكَ : كاذب ، أمَّا الآن فأقول لكَ بأنكَ :
كَذَّابٌ دَجَّال
حاطب ليل خلط بين مسألتين ( عمداً وتضليلاً ).
بين حجية العمل بحديث الآحاد في العقائد، وبين إفادة حديث الآحاد اليقين أو الظن .
وساق (من تنقل عنه = نسخ لصق) أقوال الأئمة في خبر الآحاد المجرد عن القرائن بأنه يفيد الظن ليبطل به حجية العمل في به في العقائد !!!
وأنت لمكرك -ومكر من تنقل عنه- يا حاطب الليل
لا تفرق بين إفادة حديث الآحاد لليقين أو الظن وبين وجوب العمل به في العقائد والأحكام.
فحديث الآحاد الصحيح حجة في العقائد وفي غيرها ، وعليه إجماع الصحابة ، ودلائل الكتاب والسنة .
ثم إن مسألة الظن أو اليقين لخبر الآحاد لا علاقة لها بالاحتجاج به من عدمه .
فالذي عليه جمهور أهل العلم هو أنه يفيد الظن لا اليقين إلا إذا احتفت به القرائن فإنه يفيد اليقين، كتلقي الأمة له بالقبول ، أو مما أتفق عليه الشيخان أو كان مجيئه عن طريق السلسلة الذهبية =( عن مالك عن نافع عن ابن عمر ) .
والذي حققه ابن القيم رحمه الله في " الصواعق " وغيره ، هو أنه يفيد الظن ، إلا إذا احتفت به قرينة فإنه يفيد اليقين.
والظن الغالب يوجب العمل ، ولا يلزم من وجوب العمل قطعية الخبر ثبوتا ودلالة .
وسأبينَ -إن شاء الله- كَذِبَكَ مِنْ المصَادِرِ التِي ذَكَرتَهَا
وأما ما نقله عن شيخ الإسلام في المنهاج فهو بتر خبيث وتلبيس ماكر !
قال شيخ الإسلام:
(أحدها: أنكم لا تحتجون بأحاديث أهل السنة فمثل هذا الحديث لا يفيدكم فائدة، وإن قلتم هو حجة على أهل السنة فنذكر كلامهم فيه
الثاني إن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به )
منهاج السنة النبوية (4/95)
شيخ الإسلام في موطن الإلزام للرافضة - بمذهبهم ومذهبك البدعي الردئ- أيها المفتري
وسنأتي على جميع الهراء الذي تتبجح به
والوقت لا يسمح فلا تعجل
طبعا يا عبقري، لست موافقا على نقل ما لا أوافقك عليه، أو خرج من نطاق طائفتك الضيقة، لكن أجزم -وإلى الآن- أن جمهور الأمة على أن الحديث الآحادي يفيد الظن، لأن المسألة أولا وقبل كل شيء مسألة منطقية، يمكن لأي عاقل أن يقول بها، فلا ننتظر جمهورا ولا غيره.. إذن، نقلي كان صحيحا -والحمد لله- !
طيب.. هذه نتيجة حسنة، صرحت بها مرغما، وهي أن الحديث الآحادي يفيد الظن، وأن الجمهور -فعلا- على ذلك، وحكاه غير واحد من أهل العلم.. ممتاز ! أسأل الله أن يجازيك بما أنت أهل له!
والسؤال لِم لم تبين ذلك من قبل، ثم تذكر التفصيل الذي تشاء؟! يعني كنت مدلسا على القارئ، والسؤال ثانية: فهل تبني عقائدك -لا أتحدث عن الأحكام العملية (الفروع).. انتبه؟!- على الظن؟
طبعا، هنا اخترع بعض أسلافك، ما يرقي به إلى القطع واليقين، وأصروا على ذلك، وأنى لهم ذلك!؟ بل يلزمهم السؤال المحرج: ما الداعي إلى ذلك، وهذا القرآن الكريم محفوظ متواتر، وهو هدى للمتقين؟!
ودعوى أن الحديث الآحادي، "إذا احتفت به القرائن فإنه يفيد اليقين، كتلقي الأمة له بالقبول، أو مما أتفق عليه الشيخان أو كان مجيئه عن طريق السلسلة الذهبية"! دعوى باردة باطلة، من صنع "أهل الحديث"، وهم معروفون بهذه التشقيقات التي لا معنى لها؛ لأن المقصود بالأمة نطاق معين عندهم، ومن يقف معهم في تأييد السلطة وتبرير جورها، وعدم القطع بخبر الواحد مهما قيل في تقواه وورعه، لها علاقة بعوارض أخرى بشرية معروفة، فلا تفسدوا على الناس منطقهم!
وفاتك كما فات أسيادك أن تقول أيضا: ووافق القرآن الكريم ولم يعارضه، فعلا فيكم عداء خفي للقرآن الكريم، كما (قيل) إن فيكم نصبا خفيا لعلي -كرم الله وجهه-، وهذا في حُمّى الانتصار لخصمه!
وأنا أقول لك الحديث الآحادي يبقى آحاديا ظنيا، لا تبنى عليه العقائد، والقرآن الكريم له الكفاية التامة، فهو يهيمن على ما سبقه من الكتب؛ فكيف لا يهيمن على ما جاء بعده في القرن الثالث، وما بعده وإلى قيام الساعة ! بل الصحيح أن يقال الحديث الآحادي يمكن أن يستأنس به في الفهم وفقط، والمعيار الأول لقبوله في ذلك أيضا، هو عدم معارضته للنص القرآني المتواتر، لا تلقي (الأمة) له بالقبول!، والصحيح أن يقال: تلقي جماعة معينة له بالقبول، مستندة إلى السلطان وسيفه! وعليك السماع إلى الشيخ عدنان، ليصحح لك مفهوم (الأمة)، وهذا المصطلح من المصطلحات الإعلامية التهويلية، الذي توظف مع شيء من التدليس والدس وعدم الوضوح وإبعاد الآخر.. فتفطن لذلك كله!
من هنا تزداد استنارة وإضاءة وتنويرا
http://www.youtube.com/watch?v=QNnzdpCgPUw
وتابع من هنا أنموذجا لحديث في الصحيحين، أي (متفق عليه)، لكن انظر تلك العلل التي تلحقه، فكيف نقطع بما كان مثله ونبني عليه عقيدة، هل نجرّ المسلم جبرا إلى تصورات، مثل تصورات أهل الكتاب؟!
تابع من هنا، وباهتمام
http://www.youtube.com/watch?v=377E6UfDpTQ&feature=related
ابو الحارث مهدي
2012-09-11, 09:45
لا تكذب على القراء يا هذا! كن أمينا أو ابحث جيدا وتثبت، وإياك ممن يلبس على الناس الحقائق،
ولا يثبت به الاعتقاد..
وابن عبد البر في" التمهيد"
قال الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله- في أثناء كلامه على المرسل ومذهب مالك فيه :
(واختلف أصحابنا وغيرهم في خبر الواحد العدل هل يوجب العلم والعمل جميعا
أم يوجب العمل دون العلم والذي عليه أكثر أهل العلم منهم أنه يوجب العمل دون العلم
وهو قول الشافعي وجمهور أهل الفقه والنظر ولا يوجب العلم عندهم إلا ما شهد به على الله وقطع العذر بمجيئه قطعا ولا خلاف فيه وقال قوم كثير من أهل الأثر، وبعض أهل النظر انه يوجب العلم الظاهر والعمل جميعا منهم الحسين الكرابيسي وغيره وذكر ابن خواز منداذ أن هذا القول يخرج على مذهب مالك
قال أبو عمر: الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم كشهادة الشاهدين والأربعة سواء وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادى ويوالى عليها ويجعلها شرعا ودينا في معتقده على ذلك جماعة أهل السنة ولهم في الأحكام ما ذكرنا وبالله توفيقنا ).
انتهى من كتابه التمهيد
فجعل - رحمه الله- التدين بخبر الواحد في الاعتقادات والتي لا تكون إلا علما من مذهب أهل الفقه والأثر
وان على ذلك -أيضا- جماعة أهل السنة
فَلْيَخْسَأ الكَاذِبُونَ أَعَدَاء السُّنَن
ابن الواد
2012-09-11, 10:31
قال الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله- في أثناء كلامه على المرسل ومذهب مالك فيه :
(واختلف أصحابنا وغيرهم في خبر الواحد العدل هل يوجب العلم والعمل جميعاأم يوجب العمل دون العلم والذي عليه أكثر أهل العلم منهم أنه يوجب العمل دون العلم
وهو قول الشافعي وجمهور أهل الفقه والنظر ولا يوجب العلم عندهم إلا ما شهد به على الله وقطع العذر بمجيئه قطعا ولا خلاف فيه وقال قوم كثير من أهل الأثر، وبعض أهل النظر انه يوجب العلم الظاهر والعمل جميعا منهم الحسين الكرابيسي وغيره وذكر ابن خواز منداذ أن هذا القول يخرج على مذهب مالك
قال أبو عمر: الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم كشهادة الشاهدين والأربعة سواء وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادى ويوالى عليها ويجعلها شرعا ودينا في معتقده على ذلك جماعة أهل السنة ولهم في الأحكام ما ذكرنا وبالله توفيقنا ).
انتهى من كتابه التمهيد
فجعل - رحمه الله- التدين بخبر الواحد في الاعتقادات والتي لا تكون إلا علما من مذهب أهل الفقه والأثر
وان على ذلك -أيضا- جماعة أهل السنة
فَلْيَخْسَأِ الكَاذِبُونَ أَعَدَاءَ السُّنَن
أولا: لقد ذكر أن المسألة خلافية بين الأصحاب الذين ذكرهم، وأنت من قبل جعلت المخالف مبتدعا زنديقا، وأكثرت التشنيع والجعجعة !
ثانيا: جل الذين قالوا بإفادة خبر الواحد العدل للعلم هم أهل الأثر، ومعروف لدى كل مطلع طريقة تفكيرهم في هذا الموضوع ولماذا؟ لن أكرر!
ثالثا: كلام أبي عمر فيه تناقض -أو لنقل- تداخل، حين قال: الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم كشهادة الشاهدين والأربعة سواء وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر،"
ثم قال كما في نقلك عنه: "وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات، ويعادى ويوالى عليها ويجعلها شرعا ودينا في معتقده، على ذلك جماعة أهل السنة ولهم في الأحكام ما ذكرنا وبالله توفيقنا"!!
فكيف يصرح أنه يوجب العمل –وهذا ليس محل الكلام-، دون العلم، ثم يقول: "وكلهم يدين بخبر الواحد... = يوجبون العلم به؟!
لا أستبعد أن هذه الزيادة بعد تقريره الأول، من زيادة أهل الحديث!
ليس المهم أن تنقل يا هذا، لكن أن يقول نقلك صحيحا دقيقا في محله، هداني الله وإياك!
ابو الحارث مهدي
2012-09-11, 10:37
قال الشافعي- رحمه الله-:
( ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذه السبيل )
"الرسالة" ص( 453) أي قبول خبر الواحد عموما
وقال -أيضا - في ص( 457): ( ولو جاز لأحد أن يقول في علم الخاصة:
أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه ، بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحدا إلا وقد ثبته جاز لي.
ولكن أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد بما وصفت من أن ذلك موجوداً على كلهم )
فهو أول من دلل على ذلك، حيث أورد في رسالته نيفاً وثمانين دليلاً على حجية خبر الواحد.
قال ابن حزم- رحمه الله-:
(صح إجماع الأمة كلها على قبول خبر الواحد الثقة عن النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, وأن جميع أهل الإسلام كانوا على قبول خبر الواحد الثقة عن النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, يجري على ذلك كل فرقة في علمها, كأهل السنة والخوارج والشيعة والقدرية, حتى حدث متكلموا المعتزلة بعد المائة من التاريخ, فخالفوا الإجماع في ذلك.
ثم قال: وقد صح الإجماع من الصدر الأول كلهم.)
الإحكام(1: 113- 114)
السلام عليكم أيها الإخوة الأفاضل، وبارك الله فيكم على نقاشكم، ولكن رجاء خففوا من الحدة فإنكم تناقشون أمورا تتعلق بدين الله تعالى والله شهيد على ما تكتبون وما تقولون ولم يكلف أحدا منكما أن يحاسب أخاه، أو أن يحشره في زمرة المتقين أو الفجار، فذلك يتكفل به الرقيب الشهيد، وحسبكما أن تحكيا ضميركما، وأن تقولا ما تودان أن تلقيا به الله تعالى.
وددت المشاركة في الموضوع من خلال محاولة فهم محل الخلاف، فلربما كنت تائها في ردودكم ولم أدرك بالضبط محل النزاع.
أنتما تتحاوران في إمكان ثبوت الاعتقاد بالآحاد، صحيح؟ إن كان نعم، فما الذي تقصدون بالاعتقاد، هل المقصود به معلومات عن الغيب واليوم الآخر والحساب نستقيها من الحديث الشريف الذي ترجح لدى العلماء صحته، بحيث إن ترجح لدى عالم آخر ضعف الحديث تراجعنا عن تلكم العقائد إلى ما ثبت صحته، كما يحدث في العمل بأن نعمل بمقتضى حديث ولما يثبت ضعفه نترك العمل به، أو على الأقل نعذر متبعي ذلك العالم لأنه رجح لديه ضعف الحديث لما نظر فيه بآلته المصطلحية الحديثية المتخصصة؟
أم أن المقصود بالاعتقاد أن نقطع بمحتوى الحديث الذي ترجح لدى العلماء صحته ونفسق كل من خالف معناه وقال بضعف الحديث، وألا نقبل من أي عالم بعد ذلك القول بضعفه، وإن قال فسقناه لأنه خالف قطعيا من الدين؟
فأيهما تقصدان بارك اله فيكما؟
وفقني الله تعالى وإياكما
ابو الحارث مهدي
2012-09-11, 10:41
من العلامات المميزة والفوارق الواضحة بين أهل السنة وأهل الأهواء
العمل بأحاديث الآحاد التي تلقتها الأمة بالقبول، خاصة ما ورد في الصحيحين واعتقاد أنها تفيد العلم والعمل.
رد السنن الصحيحة ودفعها من أوائل البدع التي ظهرت في الإسلام على لسان ذي الخويصرة التميمي، وجاراه أتباعه من الخوارج ومن شايعهم من المعتزلة والرافضة ومن قلدهم من العوام.
ومن المعلوم من دين الله أن تقسيم الأحاديث إلى أحاديث متواترة وأحاديث آحاد تقسيم حادث لم يكن معروفاً في القرون الفاضلة، أما تقسيم الأحاديث إلى قطعي الدلالة وظني الدلالة فمن الآثار السيئة والنتـائج الخبيثة لعلم الكـلام، الذي لو كان علمـاً لاشتغـل به الصحـابة والتابعـون كمـا قـال عبد الرحمن بن مهدي، ولكنه باطل دل على باطل.
ومعلوم كذلك أن الأحاديث المتواترة تواتراً لفظياً لا تزيد على أصابع اليدين، وكذلك الأحاديث المتواترة تواتراً معنوياً ليست كثيرة.
ونتج عن هذا السلوك الجائر الذي هدف من ورائه إلى رد السنن التي تخالف الأهواء بزعمهم الباطل بأن أحاديث الآحاد لا يعمل بها في العقائد والأحكام، ونسي هؤلاء أو تناسوا أن حديث: "إنما الأعمال بالنيات" الذي يمثل ثلث الدين وهو حديث آحاد، بل عزيز.
من أخطر المسائل العقدية -وغيرها- التي ردها أهل الأهواء من المعتزلة ومن سبقهم ولحقهم من المدرسة اللاعقلية ما يأتي:
1- إنكار حد الردة.
2- إنكار رجم الزاني المحصن.
3- إنكار رؤية المؤمنين لربهم في الجنة حين يحجب عنه الكافرون.
4- إنكار عذاب القبر، حيث جعلوه عذاباً معنوياً يصيب الروح فقط.
5- إنكاركثير من المعجزات الكبرى نحو انشقاق القمر.
6- إنكار كثير من علامات الساعة الكبرى، نحو خروج المسيح الدجال، ونزول عيسى ابن مريم
ومنهم من يؤول بعضها تأويلاً فاسداً فساد عقولهم بحيث يخرجها عن مرادها.
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
الأدلة على حجية أحاديث الآحاد الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول وإفادتها العلم اليقيني والعمل كثيرة جداً،
ومن المصادر والمراجع التي يمكن أن يرجع إليها طالب العلم في ذلك ما يأتي:
1- ابن الصلاح في "علوم الحديث".
2- الحافظ ابن كثير في "الباحث الحثيث اختصار علوم الحديث".
3- وابن القيم في "مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة".
4- وابن حزم في "الإحكام في أصول الأحكام" المجلد الأول.
5- الشيخ الألباني في كتابه "الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام".
وليست المسألة متعلقة بخبر الآحاد فحسب إنما هي الأهواء التي تتجارى بهم كالكَلَبِ الذي يتجارى بصاحبه
بل هم يكذبون بالمتواتر -كما سبق في الرؤية- لا لشيء إلا لأنه لا يتوافق مع أهوائهم
فما خبر الآحاد إلا تغطيةً وتمويها لإنكار السُنَّة النَّبوية جملة وتفصيلاً
لعنهم الله وأخزاهم
قال الإمام أبو المظفر السمعاني-رحمه الله-:
(أجمع أهل الإسلام متقدموهم ومتأخروهم على رواية الأحاديث في صفات الله وفي مسائل القدر ، والرؤية ، وأصل الإيمان ، والشفاعة والحوض ، وإخراج الموحدين المذنبين من النار ، وفي صفة الجنة والنار ، وفي الترغيب والترهيب ، والوعد والوعيد ، وفي فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقب أصحابه وأخبار الأنبياء المتقدمين عليهم السلام ، وكذلك أخبار الرقائق والعظات ، وما أشبه ذلك مما يكثر عدَّه وذكره
وهذه الأشياء كلها علمية لا عملية ، وإنما تروى لوقوع علم السامع بها)
كتاب الحجة (217)
وَإِلَى هُنَا يُطوَى مَوضُوعُ خَبَرِ الآحَادِ لنعود لمسألة الرؤية
ابو الحارث مهدي
2012-09-11, 11:01
إن هذا المهرِّج السفسطائي هـمُّهُ الوحيد إلقاء الشُّبه للتشكيك في سنة الحبيب -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
ولكن:
هُمْ بِعَقِيمِ الجِدَالِ وَنَحْنُ لَهُمْ بِالنِّعَالِ
قال الإمام الشافعي – رحمه الله-: رأيي في علماء الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال،
وأن يطاف بهم في العشائر والأمصار
ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام.
قال الله تعالى:
﴿ليس عليك هُداهم﴾
﴿فلعلَّكَ باخعٌ نفسَك على آثارِهم إنْ لم يُؤمنُوا بهذا الحديثِ أسَفاً﴾
﴿فلا تَذهبْ نفسُك عليهِم حسرات إنَّ الله عليمٌ بما يصنعون﴾
وعندما دخل المنطق ونشأ علم الكلام ولجأ الناس إلى الجدل ضاعت الأمة الإسلامية.
قال الإمام الشافعي-رحمه الله-: إنما فسد العرب لما تركوا الفطرة واتبعوا منطق أرسطو طاليس.
وحينما دخل استخدام المنطق والجدل وعلم الكلام تنبه إلى خطورة ذلك الإمام الشافعي، فلما قابل بشر المريسي وناظره قال:
والله لأن يلقى الرجل الله عز وجل بكل شيء خلا الشرك خير له من أن يلقاه بمثل هذا الكلام.
وقال الإمام أحمد : الخوض في علم الكلام يفضي إلى الزندقة.
وقال أبو يوسف لـبشر بن غياث المريسي : يابشر ! إما أن تتوب أو تفسد علينا خشبة.
يعني: نصلبك على خشبة إن لم ترجع عن أقوالك هذه العفنة.
ورحم الله الإمام مالك القائل:
أفكلما جاءنا رجل هو أجدل من رجل أراد منا أن نترك ما جاء به جبريل إلى قلب نبينا صلى الله عليه وسلم؟!
هلا أجبتني أخي الفاضل عن سؤالي بارك الله فيك.
وبودي لو تصغر قليلا من حجم كتابتك فالحق ليس بحجم الخط، فذلك أنسب للقراءة المريحة.
السلام عليكم أيها الإخوة الأفاضل، وبارك الله فيكم على نقاشكم، ولكن رجاء خففوا من الحدة فإنكم تناقشون أمورا تتعلق بدين الله تعالى والله شهيد على ما تكتبون وما تقولون ولم يكلف أحدا منكما أن يحاسب أخاه، أو أن يحشره في زمرة المتقين أو الفجار، فذلك يتكفل به الرقيب الشهيد، وحسبكما أن تحكيا ضميركما، وأن تقولا ما تودان أن تلقيا به الله تعالى.
وددت المشاركة في الموضوع من خلال محاولة فهم محل الخلاف، فلربما كنت تائها في ردودكم ولم أدرك بالضبط محل النزاع.
أنتما تتحاوران في إمكان ثبوت الاعتقاد بالآحاد، صحيح؟ إن كان نعم، فما الذي تقصدون بالاعتقاد، هل المقصود به معلومات عن الغيب واليوم الآخر والحساب نستقيها من الحديث الشريف الذي ترجح لدى العلماء صحته، بحيث إن ترجح لدى عالم آخر ضعف الحديث تراجعنا عن تلكم العقائد إلى ما ثبت صحته، كما يحدث في العمل بأن نعمل بمقتضى حديث ولما يثبت ضعفه نترك العمل به، أو على الأقل نعذر متبعي ذلك العالم لأنه رجح لديه ضعف الحديث لما نظر فيه بآلته المصطلحية الحديثية المتخصصة؟
أم أن المقصود بالاعتقاد أن نقطع بمحتوى الحديث الذي ترجح لدى العلماء صحته ونفسق كل من خالف معناه وقال بضعف الحديث، وألا نقبل من أي عالم بعد ذلك القول بضعفه، وإن قال فسقناه لأنه خالف قطعيا من الدين؟
فأيهما تقصدان بارك اله فيكما؟
وفقني الله تعالى وإياكما
ابو الحارث مهدي
2012-09-11, 11:39
وأذكرك بالمناسبة بما قاله العلامة محمد رشيد رضا، الذي تأثر نوعا ما بالسلفية حين قال: "وأما رؤية الربِّ تعالى فربما قيل في بادئ الرأي أن آيات النفي فيها أصرح من آيات الإثبات، كقوله تعالى: {لن تـراني}، وقوله:{لا تدركه الأبصار}، فهما أصرح دلالة على النفي، من دلالة قوله تعالى : {وجوه يومئذ نـاضرة إلى ربـها ناظرة} على الإثبات، فإن استعمال النظر بمعنى الانتظار كثير في القرآن الكريم وكلام العرب. كقوله: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة}،{هل ينظرون إلا تاويله}، {هل ينظرون إلا أن ياتيهم الله في ظلل من الغمام والملآئكة}"، فما أنت قائل يا مكفر بغير حق، ويا مقاتل في موضع سلم؟!
فما أنت قائل : أَقُولُ إِنَّكَ كذَّابٌ دَجَّالٌ
بعد إيراد الأدلة من الكتاب والسنة والاجماع وكلام العلماء الأعلام ، نأتي إلى الأدله العقلية لتوضيح المسألة أكثر لأهل الأهواء
الذين لم يقتنعوا حتى تنزل عليهم صاعقة من السماء أو ينزل عليهم عذاب أليم
لقد أثبت أهل السُنَّة الرؤية، مع اتفاقهم على أنها لا تكون على المعهود من رؤية البصر المعروفة لنا في مجرى العادة لأن الخِلقة البشرية تتغير
قال محمد عبده –أستاذ الشيخ رشيد رضا-: (رؤية لا كيف فيها ولا تحديد، ومثلها لا يكون إلا ببصر يختص الله به أهل الدار الآخرة، أو تتغير فيه خاصته المعهودة في الحياة الدنيا، وهو ما لا يمكننا معرفته، وإن كنا نصدق بوقوعه متى صح الخبر).
"رسالة التوحيد" محمد عبده بتعليق السيد رشيد رضا(ص: 187- 188).
وقد علق السيد رشيد رضا- رحمه الله - على كلام أستاذه -في وسيلة الرؤية في الآخرة بقوله-:
(الإدراك في الحقيقة للروح، وإنما الحواس آلات لها، وقد ثبت بالتجارب القطعية لدى علماء الشرق والغرب في هذا العصر: أن من الناس من يبصر ويقرأ وهو مغمض العينين، فيما يسمونه قراءة الأفكار، ويبصر بعض الأشياء دون بعض في العمل النومي، ومنهم من يبصر الشيء مع الحجب الكثيرة، والبعد الشاسع كمن أبصر وهو بمصر قريبه في الإسكندرية خارجًا من داره إلى المحطة - إلى آخر ما تقدم في حاشية ص 105، فإذا كان هذا قد ثبت في هذا العالم على خلاف المألوف في الرؤية لكل الناس - فهل يليق بعاقل أن يستشكل ما هو أغرب منه، وأبعد عن المألوف في الجنة، وهي من عالم الغيب المخالفة سننه ونواميسه لعالم الشهادة،
وهل كان استشكال منكري الرؤية إلا بسبب قياس عالم الغيب على عالم الدنيا في الرؤية والمرئي؟
وهو قياس باطل، وبطلانه في المرئي أظهر)
"رسالة التوحيد" محمد عبده بتعليق السيد رشيد رضا(ص: 187- 188).
والمقصود بالمرئي = ربَّ العزة والجلال
فالإنسان – رغم قِلَّة عِلمه = (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)- هل ينكر أحد أنه قد استطاع أن يصنع أشياءً كانت في حكم المستحيل من زمن قريب، ولو حُكيت لأحد الأقدمين من العقلاء، لرمى من يحكيها بالجنون والخبال، فكيف بقدرة الله تعالى، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ؟.
ابو الحارث مهدي
2012-09-11, 12:00
قاعدة
"المعقول الصريح لا يناقض المنقول الصحيح"
فلا تعارض بين العقل والنقل، فما جاء به النقل ، يجيزه العقل ولا يمتنعه
لهذا قرر علماؤنا أن الدين يأتي بما يحار فيه العقل، ولكنه لا يمكن أن يأتي بما يحيله العقل
فلا يتناقض صحيح المنقول، وصريح المعقول، بحال من الأحوال.
وما يُظَن من تناقض بينهما، فلا بد أن غلطًا قد وقع، فإما أن يكون النقل غير صحيح، أو يكون العقل غير صريح، أعني أن ما ظنه الإنسان دينًا ليس من الدين، أو ما ظنه علمًا أو عقلاً ليس من العلم والعقل.
بعض الأمثلة على ذلك ( هنا (http://www.ansarsunna.com/vb/showpost.php?p=218892&postcount=14) ) و ( هنا (http://www.ansarsunna.com/vb/showpost.php?p=220518&postcount=19)) وهذا الشأن له علماؤه الأشاوس
قال الحافظ أبو القاسم إسماعيل التيمي الاصبهاني (ت.535ه) "صاحب الحجة في بيان المحجة" :
(نحن إذا تدبرنا عامة ما جاء في أمر الدين من ذكر صفات الله، وما تعبد الناس به من اعتقاده، وكذلك ما ظهر بين المسلمين وتداولوه بينهم، ونقلوه عن سلفهم إلى أن أسندوه إلى رسول الله [صلى الله عليه وعلى آله وسلم]، من ذكر عذاب القبر، وسؤال منكر ونكير، والحوض والميزان والصراط، وصفات الجنة، وصفات النار، وتخليد الفريقين فيهما أمور لا ندرك حقائقها بعقولنا، وإنما ورد الأمر بقبولها والإيمان بها، فإذا سمعنا شيئا من أمور الدين وعقلناه وفهمناه، فلله الحمد في ذلك والشكر ومنه التوفيق، وما لا يمكنا إدراكه وفهمه ولم تبلغه عقولنا، آمنا به وصدقناه واعتقدنا أن هذا من قبل ربوبيته وقدرته، واكتفينا في ذلك بعلمه ومشيئته)
وقال : (ليس مالا يدركه العقل فلا يجوز اعتقاده في الدين، وقد غلط الناس في هذا غلطا عظيما، فجعلوا ما يعجز العقل عن الإحاطة به مستحيلا في باب الدين،
وقالوا: لا يجوز أن يعتقد إلا ما يدركه العقل.
وإنما قول أهل السنة :أن ما لا يدرك بالعقل فمن حقه التوقيف وتفويض علمه إلى الله تعالى، وترك الخوض فيه ولا نقول إنه يعرض على ميزان العقل فإن استقام قُبِلْ وإلا طُرِح، فهذا مذهب من يبني دينه على المعقول.)اهـ
ابن الواد
2012-09-11, 20:08
بعد إيراد الأدلة من الكتاب والسنة والاجماع وكلام العلماء الأعلام ، نأتي إلى الأدله العقلية لتوضيح المسألة أكثر لأهل الأهواء
استدلالاتك جميعا، منقوضة بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}، بفهم السيدة عائشة –رضي الله عنها-، والذي سبق فلسفة ابن تيمية في منازعة الله في صفة مدح بها نفسه، ولو تخلى عنها يوما -وحاشا تفكيرنا في ذلك أصلا-، لانقلب إلى ضد المدح، كما أن فهمها سبق أولئك الهاربين -أيا كانوا- من قبضة تلك الآية الكريمة، بتلك الفكرة المصطنعة المجسمة، التي تجعل الإدراك = الإحاطة، واللغة العربية لا تسعفهم في ذلك!
هذه أقوى آية وأحكمها، وإليها يرد كل متشابه ومحتمل، وغيرها -فعلا- كذلك، وعندما أقول إن السيد رشيد رضا صرح أن أدلة النفي أصرح وأقوى من أدلة الإثبات، فليس بحجة -يا عريض القفا- أن تذكر رأيه في المسألة من موضع آخر.. فافهم! وغالبا ما ترتكب هذه الأخطاء الفكرية المنطقية، ولا غرو، فأنت عدو المنطق، كما تدل اختياراتك -أو اختيارات أسيادك- من النقول!
أما الروايات الآحادية الظنية المظنونة، المشتبهة المشبوهة، المنهي عن تدوينها (روايات النهي متفق عليها والخلاف في التبرير فقط)، المدخولة بروايات أهل الكتاب وحكايات كعب الأحبار وأضرابه.. فما لنا ولها، القرآن الكريم ليس بحاجة إليها أصلا، من أجل مزيد بيان، فيما هو مبين أصلا {هدى للمتقين}، {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة لقوم يؤمنون}، وهذه الآية تجعلني أتساءل -فعلا- هل أنت وأمثالك، من القوم المؤمنين الصادقين، أم أنك قلم مأجور، خدم لأسيادك، وتسترزق من هذا العمل الإعلامي الإشهاري، وحاشا أن يكون عملك علميا، وهو يتجاهل ما به تقوم الحجة على الإنسان، وهو عقله ومنطقه.. فافهم يا لجوج !
وعلى ذكر العقل.. فالعقل الصريح لا يقبل أبدا بإمكان رؤية الله تعالى، لأن أي إمكانية لن تخرج عن الكيفية وأتحداك! والكيفية ممنوعة عن الله في جميع الأوقات؛ فصفاته الذاتية أبدية وأزلية، وأيضا فنفي الكيفية تارة، والقول بحالات يكون عليها الإنسان يوم القيامة، تمكنه من رؤية الخالق العظيم.. كلها خيالات وأحلام، طالما دغدغت الفكر اليهودي الإسرائيلي، ولقد سرت إلى هذه الأمة منهم، فيكفي شرفا أن يكون النافي بعيدا عن هذا الفكر، وألصق بالنص القائل {لا تدركه الأبصار}، ويلكم -تفرون من المحكم- كيف تحكمون!
نبهتك من قبل إلى توفير جهدك.. فلا تضيعه في النقول، وادعاءات الإجماع، والله الذي لا إله إلا هو.. لا إجماع ولا هم يحزنون! إلا في أذهان من يرى نفسه وطائفته في هذه الدنيا ولا شيء بعدهم!
وحتى لا أطيل عليك أكثر، سأحاول في مشاركة قادمة -بحول الله- شرح ما معنى الهالة الإعلامية التي أنت وغيرك كثير.. واقعون فيها، وكيف أنه كان يمكن العكس، مع توفر السلطة والأموال السعودية مثلا، مع فكرة "عرض السنة على القرآن الكريم" مثلا.. ولا أحسب أن هذه الإشارة تكفيك، يا نزيل حاسي مسعود!
رنيم الملائكة
2012-09-11, 23:52
يارك الله فيك
باشا نجم
2012-09-12, 12:07
بارك الله في الأخ أبو الحارث مهدي وأنصحه بعدم مجادلة أهل البدع فوالله لو جئتهم بألف دليل لم يتبعوعوه لأن في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا وذلك جزاء من طعن في السنة والصحابة
وهؤلاء الأوباش قد افتتنوا بابراهيم الرافضي فأشربوا الرفض الذي يعبدونه من دون الله فلاأنت هاديهم إن لم يهديهم الله عز وجل إنه هو من يهدي الضال عن ضلاله.
أخي مهدي إن مخانيث الجهمية أصبحوا يردون حتى الأمور المجمع عليها خلافا لفرقتهم ويحسبون أنهم على شيء ولو قلت لهم دلونا على أئمتكم فسترى أنهم مفلسون و لا يأتونك إلا بالنطيحة والمتردية حاشا من أخطأ من أهل العلم الصادقين رحمهم الله فماذا تنتظر منهم إذ حالهم ذاك إلا أن تسأل لهم الهداية والرجوع للحق
ولتعلم أخي أنه كما قال بعض السلف ولعله سعيد بن المسيب -رحمه الله :
الناس كأسراب طير من جاءهم يدعي النبوة لوجد له أتباعا أو كما قال رحمه الله
فهذه حال البشر ولذلك خلقنا الله عز وجل فمنا المؤمن ومنا الكافر
والسلام عليكم
ابو الحارث مهدي
2012-09-12, 18:04
كَشِيشُ أفعى أجْمَعَتْ لِعَضِّ * فهي تَحُكُّ بعضَها ببعضِ!
وطبعا لقد ذكر الشيخ ابن تيمية –وللتذكير فهو ليس رسولا بل رجل كغيره من الرجال-
من ذا الذي ادعى العصمة لشيخ الإسلام أو لغيره من علماء الإسلام ؟
لماذا الانتقاد موجهٌ إلى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- بالذات ؟
فما ذلك إلا أنه قضَّ مضاجع أسيادك الأولين، وبيَّن تناقضهم وكشف اضطرابهم، فَهَتَكَ أستارهم
وفضح مخازيهم وشرَّد بهم من خلفهم ، فهو شيخ الإسلام بحق، شاء من شاء وأبى من أبى
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
قاعدة
"المعقول الصريح لا يناقض المنقول الصحيح"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- :
(الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يخبرون بما تعجز عقول الناس عن معرفته, لا بما يعرف الناس بعقولهم أنه ممتنع، فيخبرون بمحارات العقول لا بمحالات العقول، ويمتنع أن يكون في أخبار الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما يناقض صريح المعقول، ويمتنع أن يتعارض دليلان قطعيان، سواء كانا عقليين أو سمعيين, أو كان أحدهما عقليا والآخر سمعيا.)
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (235)
وقال: (ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام أعظم من الأولياء, والأنبياء جاءوا بما تعجز العقول عن معرفته، ولم يجيئوا بما تعلم العقول بطلانه، فهم يخبرون بمحارات العقول، لا بمحالات العقول، وهؤلاء الملاحدة يدعون أن محالات العقول صحيحة، وأن الجمع بين النقيضين صحيح، وأن ما خالف صريح المعقول وصحيح المنقول صحيح).
وقال : (ولا يجوز أن يخبر الرسل بشيء يعلم بالعقل الصريح امتناعه، بل لا يجوز أن يخبروا بما لا بعلم بالعقل ثبوته، فيخبرون بمحارات العقول,لا بمحالات العقول، ويجوز أن يكون في بعض ما يخبرون به ما يعجز عقل بعض الناس عن فهمه وتصوره، فإن العقول متفاوتة)
درء تعارض العقل والنقل (2/314)
فلو أن أحد المعتزلة أو الجهمية ، لـَمَّا يأتي لرؤية الله في الدار الآخرة وينفيها عن الله بشبهة الاستحالة العقلية
يُرَدُّ عليه بهذه القاعدة النفيسة
ابو الحارث مهدي
2012-09-12, 18:14
فإن رؤية الله في الدار الآخرة يجيزها العقل وليست هي مستحيلة، فالأنبياء جاءوا بما تعجز العقول عن معرفته, ولم يجيئوا بما تعلم العقول بطلانه
فالذي تحار فيه العقول لعجزها وضعفها ليس مستحيلا وإنما هو مما يجيزه العقل
والأمر الذي تحار فيه العقول هو الذي لا تحكم باستحالته ولكنها لا تدرك كيفيته ولا كنهه وهذا معنى أنها تحار فيه، وعدم إدراك العقل لكيفية الشيء أو حقيقته لا يلزم منه أنه يحكم باستحالته
ولذلك نحن نقول للجهمية والمعتزلة حيرة العقل في كيفية الصفات وعدم إدراكه للكيفية لا يعني عدم ذلك ولا يعني امتناع الصفة،
فَعَدَمُ عِلْمِكَ بِالشَيْءِ لاَ يَدُلُ عَلَى العِلْمِ بِعَدَمِهِ
قال الله تعالى:
﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيْطُوا بِعِلْمِهِ وَلَـمَّا يَأْتِهم تَأْوِيْلُهُ ﴾
قال الحسن البصري - رحمه الله- : (لو علم العابدون في الدنيا أنهم لا يرون ربهم في الآخرة
لذابت أنفسهم في الدنيا ولتقطعت كبودهم كمداً)
قال الله جل في علاه :
﴿مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5)
وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6)﴾
سورة العنكبوت
ابو الحارث مهدي
2012-09-12, 18:34
وفي الحديث القدسي الرباني المتفق عليه
يقول الباري جلَّ وعلا : ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي )
فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به ، أي أنه يعامله على حسب ظنه به ، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر
وَخِتَامًا
تُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ وَإِلاَّ فَهَذَا مَصِيركُم:
﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَومَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾
(المطففين:15)
ولا يسعني - بعد الحوقلة - إلا أن أقول:
﴿أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤمِنِينَ﴾
وَإِنِّي لَأَدْعُو اللهَ حَتَّى كَأَنَّنِي * أَرَى بِجَمِيْلِ الظَنِّ مَا اللهُ صَانِعُ
من دعائه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
(اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ؛ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي،
وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ،
وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ والْعَدْلِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ ،
وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَ الْفَقْرِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ،
وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ،
وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ،
اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ،وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ)
رواه النسائي(3/ 54 - 55 ) وأحمد (4/384)
قال الألباني: صحيح. انظر: صحيح سنن النسائي (1/281)
(وأسألك لذَّةَ النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك، في غير ضرَّاء مضرة ولا فتنة مضلة)
قال طبيب القلوب ابن القيم -رحمه الله-:
"جمع في هذا الدعاء بين أطيب ما في الدنيا، وهو الشوق إلى لقائه
وأطيب ما في الآخرة وهو النظر إليه"
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، (ص269)
فيا نظرة أهدت إلى الوجوه نضرة * أضاء لها نورٌ من الفجر أعظم
للهِ أفراح المحبين عندما * يخاطبهم من فوقهم ويُسلِّم
وللهِ أبصار ترى الله جهرة فلا * الضيم يغشاها ولا هي تسأم
http://im21.gulfup.com/2012-05-13/1336909148951.gif
ابو الحارث مهدي
2012-09-12, 18:36
لمحة سريعة لكشف حبايا أصحاب البلايا
اتفق المؤرخون على أن الضعف بدأ يدب بالخلافة في نهاية خلافة المعتصم 227هـ
عندما تدخل الفرس وبدأوا يديرون مفاصل الخلافة واستشرى الفساد والضعف الذي استمر أكثر
من أربعة قرون يعتبرها الكثيرون بأنها هي سبب تدهور حالة العرب والمسلمين بعد ذلك
وذلك في عهد دولة بني بويه عام 334 هـ في بلاد فارس – وكانت دولة شيعية – توطدت العلاقة بين الشيعة والمعتزلة وارتفع شأن الاعتزال أكثر في ظل هذه الدولة فعين القاضي عبد الجبار رأس المعتزلة في عصره قاضياً لقضاء الري عام 360هـ بأمر من الصاحب بن عباد وزير مؤيد الدولة البويهي،
وهو من الروافض المعتزلة، يقول فيه الذهبي: " وكان شيعياً معتزلياً مبتدعاً "
ويقول المقريزي: " إن مذهب الاعتزال فشا تحت ظل الدولة البويهية في العراق وخراسان وما وراء النهر ".
وممن برز في هذا العهد: الشريف المرتضى الذي قال عنه الذهبي-رحمه الله-:
" وكان من الأذكياء والولاة المتبحرين في الكلام والاعتزال والأدب والشعر لكنه إمامي جلد ".
- بعد ذلك كاد أن ينتهي الاعتزال كفكر مستقل إلا ما تبنته منه بعض الفرق كالشيعة وغيرهم.
- ثم عاد فكر الاعتزال من جديد في الوقت الحاضر، على يد بعض الكتاب والمفكرين، الذين يمثلون المدرسة العقلانية الجديدة .
ابو الحارث مهدي
2012-09-12, 19:09
الفِكْرُ الاعْتِزَالِي الحَدِيْثُ
يحاول بعض الكتاب والمفكرون في الوقت الحاضر إحياء فكر المعتزلة من جديد بعد أن عفى عليه الزمن أو كاد..
فألبسوه ثوباً جديداً، وأطلقوا عليه أسماء جديدة مثل …
العقلانية أو التنوير أو التجديد أو التحرر الفكري أو التطور أو المعاصرة أو التيار الديني المستنير أو اليسار الإسلامي..
- وقد قوى هذه النزعة التأثر بالفكر الغربي العقلاني المادي، وحاولوا تفسير النصوص الشرعية وفق العقل الإنساني.. فلجأوا إلى التأويل كما لجأت المعتزلة من قبل ثم أخذوا يتلمسون في مصادر الفكر الإسلامي ما يدعم تصورهم، فوجدوا في المعتزلة بغيتهم فأنكروا المعجزات المادية.. وما تفسير الشيخ محمد عبده لإهلاك أصحاب الفيل بوباء الحصبة أو الجدري الذي حملته الطير الأبابيل.. إلا من هذا القبيل.
· وأهم مبدأ سار عليه المتأثرون بالفكر المعتزلي الجدد هو ذاك الذي يزعم أن العقل هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة، حتى لو كانت هذه الحقيقة غيبية شرعية، أي أنهم أخضعوا كل عقيدة وكل فكر للعقل البشري القاصر.
· وأخطر ما في هذا الفكر الاعتزالي.. محاولة تغيير الأحكام الشرعية التي ورد فيها النص اليقيني من الكتاب والسنة.. مثل عقوبة المرتد، وفرضية الجهاد، والحدود، وغير ذلك.. فضلاً عن موضوع الحجاب وتعدد الزوجات، والطلاق والإرث.. إلخ..
وطلب أصحاب هذا الفكر إعادة النظر في ذلك كله.. وتحكيم العقل في هذه المواضيع.
ومن الواضح أن هذا العقل الذي يريدون تحكيمه هو عقل متأثر بما يقوله الفكر الغربي
ابو الحارث مهدي
2012-09-12, 19:51
ومن دعاة الفكر الاعتزالي الحديث
- سعد زغلول الذي نَادَى بنزع الحجاب عن المرأة المصرية وقاسم أمين مؤلف كتاب "تحرير المرأة" و "المرأة الجديدة"،
ولطفي السيد الذي أطلقوا عليه: " أستاذ الجيل "
وطه حسين الذي أسموه " عميد الأدب العربي " وهؤلاء كلهم أفضوا إلى ما قدموا من الشر والبلاء، هذا في البلاد العربية.
أما في القارة الهندية؛ فظهر السير أحمد خان، الذي منح لقب سير من قبل الاستعمار البريطاني.
وهو يرى أن القرآن الكريم لا السُنَّة هو أساس التشريع وأحل الربا البسيط في المعاملات التجارية.
ورفض عقوبة الرجم والحرابة، ونفى شرعية الجهاد لنشر الدين، وهذا الأخير قال به لإرضاء الإنجليز لأنهم عانوا كثيراً من جهاد المسلمين الهنود لهم.
- وجاء تلميذه سيد أمير علي الذي أحل زواج المسلمة بالكتابي وأحل الاختلاط بين الرجل والمرأة.
- ومن هؤلاء أيضاً مفكرون علمانيون، لم يعرف عنهم التدين ولا الالتزام بالإسلام..
مثل زكي نجيب محمود صاحب (الوضعية المنطقية) وهي من الفلسفة الوضعية الحديثة التي تنكر كل أمر غيبي.. فهو يزعم أن الاعتزال جزء من التراث ويجب أن نحييه، وعلى أبناء العصر أن يقفوا موقف المعتزلة من المشكلات القائمة (انظر كتاب تجديد الفكر العربي ص123).
- ومن هؤلاء أحمد أمين صاحب المؤلفات التاريخية والأدبية مثل فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام، فهو يتباكى على موت المعتزلة في التاريخ القديم وكأن من مصلحة الإسلام بقاؤهم، ويقول في كتابه: ضحى الإسلام:
" في رأيي أن من أكبر مصائب المسلمين موت المعتزلة ".
ابو الحارث مهدي
2012-09-12, 20:12
- ومن المعاصرين الأحياء الذين يسيرون في ركب الدعوة الإسلامية - زعموا - من ينادي بالمنهج العقلي الاعتزالي
في تطوير العقيدة والشريعة مثل الدكتور محمد فتحي عثمان في كتابه "الفكر الإسلامي والتطور"..
والدكتور حسن التُّرابي =( ترَّبَ اللهُ وَجهَهُ ) في دعوته إلى تجديد أصول الفقه حيث يقول:
" إن إقامة أحكام الإسلام في عصرنا تحتاج إلى اجتهاد عقلي كبير، وللعقل سبيل إلى ذلك لا يسع عاقل إنكاره،
والاجتهاد الذي نحتاج إليه ليس اجتهاداً في الفروع وحدها وإنما هو اجتهاد في الأصول أيضاً "
أنظر كتاب (المعتزلة بين القديم والحديث ص138)، وأنظر كتاب (الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسل)
- وهناك كُتَّاب كثيرون معاصرون، ومفكرون إسلاميون يسيرون على المنهج نفسه،
ويدعون إلى أن يكون للعقل دور كبير في الاجتهاد وتطويره، وتقويم الأحكام الشرعية، وحتى الحوادث التاريخية..
ومن هؤلاء فهمي هويدي ومحمد عمارة - صاحب النصيب الأكبر في إحياء تراث المعتزلة والدفاع عنه -
وخالد محمد خالد و محمد سليم العوا -وغيرهم-.
ابن الواد
2012-09-12, 20:47
كَشِيشُ أفعى أجْمَعَتْ لِعَضِّ * فهي تَحُكُّ بعضَها ببعضِ!
من ذا الذي ادعى العصمة لشيخ الإسلام أو لغيره من علماء الإسلام ؟
لماذا الانتقاد موجهٌ إلى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- بالذات ؟
فما ذلك إلا أنه قضَّ مضاجع أسيادك الأولين، وبيَّن تناقضهم وكشف اضطرابهم، فَهَتَكَ أستارهم
وفضح مخازيهم وشرَّد بهم من خلفهم ، فهو شيخ الإسلام بحق، شاء من شاء وأبى من أبى
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
قاعدة
"المعقول الصريح لا يناقض المنقول الصحيح"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- :
(الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يخبرون بما تعجز عقول الناس عن معرفته, لا بما يعرف الناس بعقولهم أنه ممتنع، فيخبرون بمحارات العقول لا بمحالات العقول، ويمتنع أن يكون في أخبار الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما يناقض صريح المعقول، ويمتنع أن يتعارض دليلان قطعيان، سواء كانا عقليين أو سمعيين, أو كان أحدهما عقليا والآخر سمعيا.)
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (235)
وقال: (ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام أعظم من الأولياء, والأنبياء جاءوا بما تعجز العقول عن معرفته، ولم يجيئوا بما تعلم العقول بطلانه، فهم يخبرون بمحارات العقول، لا بمحالات العقول، وهؤلاء الملاحدة يدعون أن محالات العقول صحيحة، وأن الجمع بين النقيضين صحيح، وأن ما خالف صريح المعقول وصحيح المنقول صحيح).
وقال : (ولا يجوز أن يخبر الرسل بشيء يعلم بالعقل الصريح امتناعه، بل لا يجوز أن يخبروا بما لا بعلم بالعقل ثبوته، فيخبرون بمحارات العقول,لا بمحالات العقول، ويجوز أن يكون في بعض ما يخبرون به ما يعجز عقل بعض الناس عن فهمه وتصوره، فإن العقول متفاوتة)
درء تعارض العقل والنقل (2/314)
فلو أن أحد المعتزلة أو الجهمية ، لـَمَّا يأتي لرؤية الله في الدار الآخرة وينفيها عن الله بشبهة الاستحالة العقلية
يُرَدُّ عليه بهذه القاعدة النفيسة
القاعدة الأنفس هو أن تعلم أن قول العالم -وإن بلغ ما بلغ من العلم- ليس بحجة، بل الحجة فيما يقدمه بين يديه، من دليل صحيح من القرآن الكريم أو من السنة الصحيحة الثابتة، أو يحيلنا إلى المنطق العقلي؛ لأن الحجة على الإنسان تقوم لتمتعه بهذا المنطق، ولو زال عنه لارتفع التكليف!
علينا أن ندرك أن الشيخ ابن تيمية كغيره من أهل العلم، يؤخذ منه ويرد ويحاجج.. ولا إشكال! لكن صنيع كثير من أتباعه يدل على خلاف ذلك، بل أحيانا يقدم قوله على آية قرآنية صريحة؛ فالآية الكريمة {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} لا يمكن أبدا قبول (تحرير) ابن تيمية فيها؛ لأنها محاولة واضحة متكلفة للخروج من ظاهرها اللغوي الصريح، إلى فلسفة لا تخفى على المتأمل، لكن حتما لن تخطر ببال الكثير من المتدبرين! ومحكمات القرآن الكريم، هي أوضح من أن تفهم بهذه الطريقة الفلسفية، وأكرر ذلك.. لا أريد أن يزيف وعينا حتى فيما هو محكم واضح جلي!
حذار.. يمكن أن نضحي بمحكمات القرآن الكريم، التي جعلت في الأصل حكما، كما قد نضحي بصفات الله الكمالية، ونفي الرؤية فيها تنزيه، وإثباتها دعوة إلى التشبيه.. كل ذلك من أجل قول فلان وفلان من الناس! يجب أن نعلم أننا يمكن أن نفهم من الآيات القرآنية، ما نفوت به أكبر العلماء {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}؛ لأن المسألة ليست في كثرة المعلومات -مع أهميتها-، ولكن في التوفيق الإلهي وتسديده، والرغبة الصادقة لمعرفة الحق!
وقول الشيخ ابن تيمية "الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يخبرون بما تعجز عقول الناس عن معرفته، لا بما يعرف الناس بعقولهم أنه ممتنع، فيخبرون بمحارات العقول لا بمحالات العقول" فتح باب لتبرير قول النصارى، إن الله ثالث ثلاثة! فالأب هو الله، والابن هو الله وروح القدس هو الله، وكلهم هو الله.. أرجو أن تسلموا بهذا ولا تعملوا عقولكم، هذا ما ورد في الإنجيل، وأيضا إياكم أن تسألوا عن ثبوت ذلك تواترا من عدمه!
فعلا، قاعدته.. فيها تضييع للبوصلة السليمة، ما دام أنه يراد لنا أن نسلم معه بتلك المقولة، وأغلب الظن أن القاعدة اخترعت، لأجل أن يسلم الأتباع بكثير من الروايات، التي تفيد التشبيه والتجسيم، ومنها اعتقاد الرؤية! والصحيح الواضح أن العقل يدرك كمالات الله تعالى وصفاته، ويستشعر كل ما فيه قدح أو لا يليق بجلاله، ثم إن النصوص لا تأت أبدا بخلاف ذلك، وأتحدى من يثبت أن في النص القرآني ما يشعر بقدح أو ذم أو نقص في ذات الله تعالى! حاشاه ثم حاشاه عن ذلك! ولذلك تقوم على الإنسان الحجة عندما يصل عقله حد الإدراك، لأنه يعقل الكمالات ويفهمها ويستشعر كل نقص، فهل الرسالة وصلت!
ابو الحارث مهدي
2012-09-12, 20:58
أولا أقول:
لَوْ كُلَّ كَلبٍ عَوَى أَلْقَمْتَهُ حَجَراً
لأَصْبَحَ الصَخْرُ مِثْقَالاً بِدِينَارِ
http://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gifhttp://sl.glitter-graphics.net/pub/5/5879s2hn1li1dp.gif
ولا شك بأهمية الاجتهاد وتحكيم العقل في التعامل مع الشريعة الإسلامية ولكن ينبغي أن يكون ذلك في إطار نصوصها الثابتة وبدوافع ذاتية وليس نتيجة ضغوط أجنبية وتأثيرات خارجية لا تقف عند حد، وإذا انجرف المسلمون في هذا الاتجاه - اتجاه ترويض الإسلام بمستجدات الحياة والتأثير الأجنبي بدلاً من ترويض كل ذلك لمنهج الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - فستصبح النتيجة أن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من الشريعة إلا رسمها ويحصل للإسلام ما حصل للرسالات السابقة التي حرفت بسبب إتباع الأهواء والآراء حتى أصبحت لا تمت إلى أصولها بأي صلة.
الخلاصة
أن حركة المعتزلة كانت نتيجة لتفاعل بعض المفكرين المسلمين في العصور الإسلامية مع الفلسفات السائدة في المجتمعات التي اتصل بها المسلمون. وكانت هذه الحركة نوع من ردة الفعل التي حاولت أن تعرض الإسلام وتصوغ مقولاته العقائدية والفكرية بنفس الأفكار والمناهج الوافدة وذلك دفاعاً عن الإسلام ضد ملاحدة تلك الحضارات بالأسلوب الذي يفهمونه. ولكن هذا التوجه قاد إلى مخالفات كثيرة وتجاوزات مرفوضة كما فعل المعتزلة في إنكار الصفات الإلهية تنزيها لله سبحانه عن مشابهة المخلوقين.
ومن الواضح أيضاً أن أتباع المعتزلة الجدد وقعوا فيما وقع فيه أسلافهم، وذلك أن ما يعرضون الآن من اجتهادات إنما الهدف منها أن يظهر الإسلام بالمظهر المقبول عند أتباع الحضارة الغربية والدفاع عن النظام العام قولاً بأنه إن لم يكن أحسن من معطيات الحضارة الغربية فهو ليس بأقل منها.
ولذا فلا بد أن يتعلم الخلف من أخطاء سلفهم ويعلموا أن عزة الإسلام وظهوره على الدين كله هي في تميز منهجه وتفرد شريعته واعتباره المرجع الذي يقاس عليه الفلسفات والحضارات في الإطار الذي يمثله الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في شمولهما وكمالهما.
ابو الحارث مهدي
2012-09-12, 21:25
إن العلماء قد حددوا مجال استعمال العقل بعدد من الضوابط منها:
- أن لا يتعارض مع النصوص الصحيحة.
- أن لا يكون استعمال العقل في القضايا الغيبية التي يعتبر الوحي هو المصدر الصحيح والوحيد لمعرفتها.
- أن يقدم النقل على العقل في الأمور التي لم تتضح حِكْمَتُهَا (وهي ما يعرف بالأمور التوقيفية )
ولا شك أن احترام الإسلام للعقل وتشجيعه للنظر والفكر لا يعدمه على النصوص الشرعية الصحيحة.
خاصة أن العقول متغيرة وتختلف وتتأثر بمؤثرات كثيرة تجعلها لا تصلح لأن تكون الحكم المطلق في كل الأمور.
ومن المعروف أن مصدر المعرفة يتكون من.
1- الحواس وما يقع في مجالها من الأمور الملموسة من الموجودات.
2- العقل وما يستطيع أن يصل إليه من خلال ما تسعفه به الحواس والمعلومات التي يمكن مشاهدتها واختبارها وما يلحق ذلك من عمليات عقلية تعتمد في جملتها على ثقافة الفرد ومجتمعه وغير ذلك من المؤثرات.
3- الوحي من كتاب وسنة حيث هو المصدر الوحيد والصحيح للأمور الغيبية، وما لا تستطيع أن تدركه الحواس
وما أعده الله في الدار الآخرة، وما أرسل من الرسل إلخ …
وهكذا يظهر أنه لا بد من تكامل العقل والنقل في التعامل مع النصوص الشرعية كل فيما يخصه وبالشروط التي حددها العلماء.
فقير إلى الله
2012-09-12, 22:26
إتحاف أهل السنة
بجواز الخلاف في مسألتي
العذر بالجهل
وتارك الصلاة
رسالة للمشنعين على المخالفين لهم في هاتين المسألتين ومن تأثر بهم
الجزء الأول
(مسألة العذر بالجهل في مسائل التوحيد)
كتبه
أبومحمد عبدالله بن محمد العبدالكريم
السعودية-الزلفي-23/3/1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم، وبعد:
فإن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أمرانا بعدل، وحرما الظلم علينا فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8)، ومن العدل الذي أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنزال المسائل الشرعية وأصحابها منازلهم، من غير إفراط ولا تفريط، أو من غير غلو ولا جفاء، فالمسائل الجزئية الفرعية لا يصح أن تنزل منزلة المسائل الكلية والأصولية، والمخالف في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف لا يصح أن يساوى بالمخالف في المسائل الخلافية التي لا يسوغ فيها الخلاف.
أقول ذلك لِـما بدأ يظهر على السطح من تشنيع بعض طلبة العلم على إخوانهم في بعض المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف بين أهل العلم، والتي احتمل أهل السنة الخلاف فيها، قبل ظهور هؤلاء المشنعين، وصار هؤلاء المشنعون يرمون بالبدعة والفرقة كالإرجاء كل من خالفهم في هذه المسائل الاجتهادية، ومن ذلك مسألة العذر بالجهل في مسائل الشرك، ومسألة كفر تارك الصلاة تهاوناً وتكاسلاً، حيث اختار هؤلاء المشنعون القول بعدم العذر بالجهل، وتكفير تارك الصلاة تكاسلاَ، وأتبعوا ذلك برمي من خالفهم بالجهل تارة، وبالبدعة أو الفرقة تارة أخرى.
فأردت أن أبين لكل منصف من أهل السنة والجماعة أن هاتين المسألتين مسألة العذر بالجهل في مسائل الشرك، ومسألة كفر تارك الصلاة تهاوناً وتكاسلاً من المسائل الاجتهادية، التي هي داخلة جميعاً تحت مذاهب أهل السنة والجماعة، والتي يعذر فيها كل من أخذ بأحد القولين، مع وجوب البيان والنصيحة بين المختلفين بالتي هي أحسن ورفع الملام عن المخطئ مع بقاء الإخوة الدينية، وليس من شأني في هذه الوريقات بيان الراجح من المرجوح، أو الصواب من الخطأ في هذه المسائل -مع أني قد أذكر شيئاً من أدلة الفريقين- بل المراد كما تقدم بيان إعذار المخالف في هاتين المسألتين مسألة العذر بالجهل في مسائل الشرك، والمسألة الثانية مسألة كفر تارك الصلاة تهاوناً وتكاسلاً، علماً أني أدين الله في مسألة الصلاة أن تركها كفر أكبر مخرج عن الملة، لكن هذا لا يعني مصادرة الرأي الآخر السائغ عند أهل السنة، ورمي أصحابه بالجهل والبدع.
المسألة الأولى: مسألة العذر بالجهل في مسائل التوحيد والشرك.
أولاً: بيان أن المسألة مسألة اجتهادية، ليست من المسائل التي يضلل بها المخالف ويرمى بسبب المخالفة فيها بالبدعة.
تحرير محل النزاع: وقبل الشروع في ذلك أود التنبيه إلى أن المراد بهذه المسألة هو الشخص المعين ممن تسمى باسم الإسلام، ثم وقع في ناقض من نواقضه المتعلقة بالتوحيد والشرك، وليس المراد هنا النوع أو الفعل الكفري، وليس المراد الكافر الأصلي كاليهودي أو النصراني أو المجوسي، بل المراد الشخص المعين من المتسمين باسم الإسلام بعد وقوعه في الشرك الأكبر لجهله.
قد اختلف أهل السنة في هذه المسألة على قولين نقلهما جمع من أهل العلم منهم:
1-العلامة الشيخ محمد بن عثيمين، فقال: وهذه المسألة ـ أعني مسألة العذر بالجهل ـ مسألة عظيمة شائكة، وهي من أعظم المسائل تحقيقاً وتصويراً، فمن الناس من أطلق وقال: لا يعذر بالجهل في أصول الدين كالتوحيد، فلو وجدنا مسلماً في بعض القرى أو البوادي النائية يعبد قبراً أو ولياً، ويقول: إنه مسلم، وإنه وجد آباءه على هذا ولم يعلم بأنه شرك فلا يعذر.
والصحيح أنه لا يكفر؛ لأن أول شيء جاءت به الرسل هو التوحيد، ومع ذلك قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} فلا بد أن يكون الإنسان ظالماً، وإلا فلا يستحق العذاب... وبناءً على هذا يتبين حال كثير من المسلمين في بعض الأقطار الإسلامية الذين يستغيثون بالأموات، وهم لا يعلمون أن هذا حرام، بل قد لُبِّس عليهم أن هذا مِمَّا يقرب إلى الله، وأن هذا وليٌّ لله وما أشبه ذلك، وهم معتنقون للإسلام، وغيورون عليه، ويعتقدون أن ما يفعلونه من الإسلام، ولم يأت أحد ينبههم، فهؤلاء معذورون، لا يؤاخذون مؤاخذة المعاند الذي قال له العلماء: هذا شرك، فيقول: هذا ما وجدت عليه آبائي وأجدادي، فإن حكم هذا الأخير حكم من قال الله تعالى فيهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} .
-ثم قال- فإن القول الراجح أن أصحاب الفترة يمتحنون يوم القيامة بما شاء الله، أما هؤلاء فإنهم يعتقدون أنهم على الإسلام ولم يأتهم من يعلمهم، بل قد يكون عندهم من علماء الضلالة من يقول: إنَّ ما هم عليه هو الحق.ا.هـ من الشرح الممتع (6/193).ا.هـ
وقال رحمه الله في فتاوى أركان الإسلام، ومجموع الفتاوى للشيخ:
هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة؟
الجواب: الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية، وربما يكون اختلافاً لفظياً في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين أي أن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر، أو هذا الفعل كفر، أو هذا الترك كفر، ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام المقتضى في حقه وانتفاء المانع، أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات، أو وجود بعض الموانع.ا.هـ
2-الشيخ العلامة مقبل الوادعي، حيث قال: قد اختلف أهل السنة أنفسهم في هذه القضية في شأن العذر بالجهل في التوحيد، والذي يظهر أنه يعذر بالجهل لقوله عز وجل ) وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً( - ثم قال - فهذه الأدلة تدل على أنه يعذر بالجهل، والذين لا يقولون بالعذر بالجهل ليس لهم أدلة ناهضة ا.هـ من كتاب " غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة " (2/ 447- 448 ).
3-الشيخ عبدالمحسن العباد في كتابه شرح آداب المشي للصلاة، ونقل ذكر الخلاف عن الشيخ عبدالعزيز بن باز، حيث قال في بيان الخلاف في هذه المسألة: يجب صرف جميع أنواع العبادة لله، ولا يجوز صرف شيء منها لغيره تعالى، فالصلاة لله، والركوع والسجود لله، والاستغاثة بالله، والدعاء لله والتوكل على الله، والاستعاذة بالله، وهكذا جميع أنواع العبادة لله، قال الله عزّ وجلّ: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} ، ومن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله، فهو مشرك كافر، وهذا الحكم إنما هو على الإطلاق وعلى من بلغته الحجة، وأما الشخص المعين فإذا حصل منه صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله، كدعاء الأموات والاستغاثة بهم، وهو جاهل فإنه يتوقّف في تكفيره حتى يُبَيَّن له وتقام عليه الحجّة، وهذا أحد قولين في المسألة، ذكرهما شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله في جواب سؤال عن بعض أهل البدع، جاء فيه: "كذلك التوسل بالأولياء قسمان: الأول: التوسل بجاه فلان أو حق فلان، هذا بدعة وليس كفراً. التوسل الثاني:هو دعاؤه بقوله: يا سيدي فلان انصرني أو اشف مريضي، هذا هو الشرك الأكبر وهذا يسمونه توسلاً أيضاً، وهذا من عمل الجاهلية، أما الأول فهو بدعة، ومن وسائل الشرك، قيل له: وقولهم: إنما ندعوه لأنه ولي صالح وكل شيء بيد الله وهذا واسطة. قال: هذا عمل المشركين الأولين، فقولهم: مدد يا بدوي، مدد يا حسين، هذا جنس عمل أبي جهل وأشباهه، لأنهم يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ، {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} ، هذا الدعاء كفر وشرك بالله عزّ وجلّ، لكن اختلف العلماء هل يكفر صاحبه أم ينتظر حتى تقام عليه الحجّة وحتى يبيّن له، على قولين: أحدهما: أن من قال هذا يكون كافراً كفراً أكبر لأن هذا شرك ظاهر لا تخفى أدلّته، والقول الثاني: أن هؤلاء قد يدخلون في الجهل وعندهم علماء سوء أضلّوهم، فلابد أن يبين لهم الأمر ويوضح لهم الأمر حيث يتضح لهم، فإن الله قال: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} ، فإذا وضح لهم الأمر وقال لهم: هذا لا يجوز، قال الله كذا وقال الرسول كذا، بين لهم الأدلة، ثم أصروا على حالهم، كفروا بهذا، وفي كل حال فالفعل نفسه كفر شرك أكبر، لكن صاحبه هو محل نظر هل يكفر أم يقال: أمره إلى الله، قد يكون من أهل الفترة لأنه ما بيّن له الأمر فيكون حكمه حكم أهل الفترات، أمره إلى الله عزّ وجلّ، لأنه بسبب تلبيس الناس عليه من علماء السوء" انتهى. نقلاً من كتاب "سعة رحمة رب العالمين للجهال المخالفين للشريعة من المسلمين" لسيد بن سعد الدين الغباشي، والقول الثاني من القولين وهو التوقف في التكفير، قرّره كثيرون من العلماء، منهم: شيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.ا.هـ
فقير إلى الله
2012-09-12, 22:35
ثانياً: بعض أهل العلم من أهل السنة بل من أئمة السنة الذين قالوا بالعذر بالجهل في مسائل الشرك.
1-شيخ الإسلام ابن تيمية: قال رحمه الله في كتاب الاستغاثة أو الرد على البكري:
ولا يستطيع أحد أن ينقل عن أحد من الصحابة ولا من السلف أنهم بعد موته طلبوا منه إغاثة ولا نصرا ولا إعانة ولا استسقوا بقبره ولا استنصروا به كما كانوا يفعلون ذلك في حياته ولا فعل ذلك أحد من أهل العلم والإيمان، وإنما يحكى مثل ذلك عن أقوام جهال أتوا قبره فسألوه بعض الأطعمة أو استنصروه على بعض الظلمة فحصل بعض ذلك وذلك لكرامته على ربه ولحفظ إيمان أولئك الجهال فإنهم إذا لم تقض حاجتهم وقع في قلوبهم الشك وضعف إيمانهم أو وقع منهم إساءة أدب ونفس طلبهم الحاجات من الأموات هو إساءة أدب فقضى الله حاجتهم لئلا يضعف إيمانهم به وبما جاء به لئلا يرتدوا عن الإيمان فإنهم كانوا قريبي عهد بإيمان ا.هـ من الرد على البكري (ص 201)
فانظر كيف حكم على المستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان، وعذره بجهله ولم يكفره.
وقال رحمه الله: "فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحداً من الأموات، لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم، لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها، ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور، وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله ورسوله، لكن لغلبة الجهل وقلّة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين، لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يخالفه ا.هـ من الرد على البكري (ص 377).
2- من القائلين بالعذر بالجهل في مسألة التوحيد والشرك: الإمام ابن القيم، حيث قال في الطرق الحكمية: فأما أهل البدع الموافقون لأهل الإسلام ولكنهم مخالفون في بعض الأصول كالرافضة والقدرية والجهمية وغلاة المرجئة ونحوهم فهؤلاء أقسام:
أحدها: الجاهل المقلد الذي لا بصيرة له فهذا لا يكفر ولا يفسق ولا ترد شهادته إذا لم يكن قادرا على تعلم الهدى وحكمه حكم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفوراً.ا.هـ من الطرق الحكمية (1/254). فهذا ابن القيم لم يكفر جهال الرافضة، مع وقوعهم في الشرك، لمانع الجهل.
3- من القائلين بالعذر بالجهل في مسألة التوحيد والشرك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، قال: "وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يكفر ويقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم". الدرر السنية (1/66).
وقال أيضاً: "بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعدما نبين له الحجة على بطلان الشرك". مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب (3/34).
وقال أيضاً: "ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم، فهذا من بهتان الأعداء، وكذلك قولهم: إني أقول: من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجيء عندي، فهذا أيضاً من البهتان، إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت، ولكن نكفر من أقرّ بدين الله ورسوله ثم عاداه وصدّ الناس عنه، وكذلك من عبد الأوثان بعدما عرف أنه دين المشركين وزينه للناس، فهذا الذي أكفره وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلاّ رجلاً معانداً أو جاهلاً". مجموع مؤلفات الشيخ (3/33).
وقال أيضاً: "وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله". مجموع مؤلفات الشيخ (3/14).
فإن قال قائل: إن للشيخ محمد ابن عبدالوهاب كلاماً صريحاً في عدم العذر بالجهل، وأنه القول الأخير للشيخ في هذه المسألة. فالجواب:
أولاً: لو سلمنا بذلك فهذا الذي نقلتُه كلام له صريح أيضاً في العذر بالجهل في مسائل التوحيد والشرك، فلا أقل من أن يكون للشيخ قولان في المسألة، فهل كان الشيخ في أحد أقواله مرجئاً؟!
ثانياً: أن من أئمة الدعوة السلفية في نجد من فهم أن الشيخ يعذر بالجهل ومنهم الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتاب "منهاج التأسيس والتقديس ص: 98-99"، حيث قال: "والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر،حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها، قال في بعض رسائله: "وإذا كنا لا نقاتل من يعبد قبّة الكواز، حتى نتقدم بدعوته إلى إخلاص الدين لله، فكيف نكفر من لم يهاجر إلينا وإن كان مؤمناً موحداً". وقال: وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال، فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهل لمعرفتها يكفر بعبادة القبور".
وقال أيضاً رحمه الله في "مصباح الظلام ص: 499": "فمن بلغته دعوة الرسل إلى توحيد الله ووجوب الإسلام له، وفقه أن الرسل جاءت بهذا لم يكن له عذر في مخالفتهم وترك عبادة الله، وهذا هو الذي يجزم بتكفيره إذا عبد غير الله، وجعل معه الأنداد والآلهة، والشيخ وغيره من المسلمين لا يتوقفون في هذا، وشيخنا رحمه الله قد قرّر هذا وبينه وفاقاً لعلماء الأمة واقتداء بهم ولم يكفر إلاّ بعد قيام الحجة وظهور الدليل حتى إنه رحمه الله توقف في تكفير الجاهل من عباد القبور إذا لم يتيسر له من ينبهه، وهذا هو المراد بقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا حصل البيان الذي يفهمه المخاطب ويعقله فقد تبين له". وقال أيضاً في "مصباح الظلام ص: 516": "وشيخنا رحمه الله لم يكفر أحدا ابتداء بمجرد فعله وشركه، بل يتوقف في ذلك حتى يعلم قيام الحجة التي يكفر تاركها، وهذا صريح في كلامه في غير موضع، ورسائله في ذلك معروفة".ا.هـ
4-*من القائلين بالعذر بالجهل في مسألة التوحيد والشرك، الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن، من أئمة الدعوة السلفية في نجد، بل إنه ينقل أن ذلك قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقد تقدم النقل عنه.
5-من القائلين بالعذر بالجهل في مسألة التوحيد والشرك، الشيخ محمد بن عثيمين، وقد تقدم النقل عنه ومنه قوله: مسألة العذر بالجهل، مسألة عظيمة شائكة، وهي من أعظم المسائل تحقيقاً وتصويراً، فمن الناس من أطلق وقال: لا يعذر بالجهل في أصول الدين كالتوحيد، فلو وجدنا مسلماً في بعض القرى أو البوادي النائية يعبد قبراً أو ولياً، ويقول: إنه مسلم، وإنه وجد آباءه على هذا ولم يعلم بأنه شرك فلا يعذر.
والصحيح أنه لا يكفر؛ لأن أول شيء جاءت به الرسل هو التوحيد، ومع ذلك قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} فلا بد أن يكون الإنسان ظالماً، وإلا فلا يستحق العذاب... وبناءً على هذا يتبين حال كثير من المسلمين في بعض الأقطار الإسلامية الذين يستغيثون بالأموات، وهم لا يعلمون أن هذا حرام، بل قد لُبِّس عليهم أن هذا مِمَّا يقرب إلى الله، وأن هذا وليٌّ لله وما أشبه ذلك، وهم معتنقون للإسلام، وغيورون عليه، ويعتقدون أن ما يفعلونه من الإسلام، ولم يأت أحد ينبههم، فهؤلاء معذورون، لا يؤاخذون مؤاخذة المعاند.ا.هـ
6-من القائلين بالعذر بالجهل في مسألة التوحيد والشرك، الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد، وقد تقدم النقل عنه.
7-من القائلين بالعذر بالجهل في مسألة التوحيد والشرك، الشيخ العلامة مقبل الوادعي، وقد تقدم النقل عنه.
8-من القائلين بالعذر بالجهل في مسألة التوحيد والشرك، الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي، حيث سئل عن رأيه في قول الصنعاني في تطهير الاعتقاد(هم كفار أصليون)حيث اعترض عليه بعض العلماء كالشيخ بشير السهسواني صاحب صيانة الإنسان وقال مرتدون ؟فقال الشيخ - رحمه الله- : هم مرتدون عن الإسلام إذا أقيمت عليه الحجة وإلا فهم معذورون بجهلهم كجماعة الأنواط.ا.هـ من فتاوى ورسائل الشيخ عبدالرزاق عفيفي (1/172).
وبعد ذلك كله هل يصح لمنصف أن يرمي القول بالعذر بالجهل في مسائل التوحيد والشرك أو القائل به بأنه مرجئ، سبحانك هذا بهتان عظيم.
فقير إلى الله
2012-09-12, 22:37
ثالثاً: نظرة ومناقشة سريعة لأدلة القول بعدم العذر بالجهل في مسألة التوحيد والشرك.
ظهر لي –والله أعلم- أن أدلة القائلين بعدم العذر بالجهل، لا تخرج عن ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى: أن تكون خارج محل النزاع، وهذا من جهتين:
الجهة الأولى: أن تكون في الكافر الأصلي، كقول الله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) ، وكقوله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ) ، ومعلوم أن هذه الآيات ونحوها في الكفار الأصليين، ولم يقل أحد من المتقدمين أن المسلم الذي يقع في ناقض من نواقض الإسلام بجهل أنه كافر أصلي، قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن: وإنما تكلم الناس في بلاد المشركين الذين يعبدون الأنبياء والملائكة والصالحين ويجعلونهم أنداداً لله رب العالمين ، أو يسندون إليهم التصرف والتدبير كغلاة القبوريين ، فهؤلاء تكلم الناس في كفرهم وشركهم وضلالهم ، والمعروف المتفق عليه عند أهل العلم أن من فعل ذلك ممن يأتي بالشهادتين يحكم عليه بعد بلوغ الحجة بالكفر والردة ولم يجعلوه كافراً أصلياً .
وما رأيت ذلك لأحد سوى محمد بن إسماعيل في رسالته تجريد التوحيد المسمى ( بتطهير الاعتقاد ) ، وعلل هذا القول بأنهم لم يعرفوا ما دلت عليه كلمة الإخلاص . فلم يدخلوا بها في الإسلام مع عدم العلم بمدلولها . وشيخنا لا يوافقه على ذلك ا.هـ من مصباح الظلام ص22-23.
الجهة الثانية: أن تكون أدلتهم خارج محل النزاع من جهة أنها في الفعل أو النوع الذي لا يختلف في أنه كفر، لكنها لا تدل على أن الشخص المعين أو الفاعل يكون كافراً، كقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)
وقوله: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)، فهذه الأدلة ونحوها تدل على أن هذه الأفعال كفر، لكن كلامنا في الشخص المعين والفاعل، وفرق بين هذا وهذا، قال الإمام ابن تيمية: وسبب هذا التنازع تعارض الأدلة فإنهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم ، ثم إنهم يرون من الأعيان الذين قالوا تلك المقالات من قام به من الإيمان ما يمتنع أن يكون كافراً ، فيتعارض عندهم الدليلان ، وحقيقة الأمر أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع ، كلما رأوهم قالوا : من قال كذا فهو كافر ، اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله ، ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين ، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع ، يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه .
فإن الإمام أحمد - مثلاً - قد باشر الجهمية الذين دعوه إلى خلق القرآن ونفي الصفات وامتحنوه وسائر علماء وقته وفتنوا المؤمنين والمؤمنات الذين لم يوافقوهم على التجهم بالضرب والحبس والقتل والعزل عن الولايات وقطع الأرزاق ورد الشهادة وترك تخليصهم من أيدي العدو ؛ بحيث كان كثير من أولي الأمر إذ ذاك من الجهمية من الولاة والقضاة وغيرهم : يكفرون كل من لم يكن جهمياً موافقاً لهم على نفي الصفات مثل القول بخلق القرآن - ثم قال - ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهم ؛ فإن الدعاء إلى المقالة أعظم من قولها وإثابة قائلها وعقوبة تاركها أعظم من مجرد الدعاء إليها والعقوبة بالقتل لقائلها أعظم من العقوبة بالضرب .
ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع ، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية الذين كانوا يقولون : القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة - ثم قال - أو يحمل الأمر على التفصيل . فيقال : من كفّر بعينه فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير وانتفت موانعه ومن لم يكفره بعينه فلانتفاء ذلك في حقه هذا مع إطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم . والدليل على هذا الأصل : الكتاب والسنة والإجماع والاعتبارا.هـ مجموع الفتاوى (12/487) .
الحالة الثانية: من أدلة القائلين بعدم العذر بالجهل، الغلط في فهم الدليل ومخالفة السابقين من أهل العلم في فهمه، ومن ذلك استدلالهم بأدلة الميثاق، أو الفطرة، كقوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) ، فإنهم قالوا: إن هذا الميثاق أو الفطرة كافية في الحجة على الخلق، وهذا غير صحيح حيث خالفوا العلماء السابقين في هذا الفهم، فإن أهل العلم نصوا على أنه لابد من بلوغ بيان الرسول ولم يقولوا إن الميثاق أو الفطرة حجة قائمة بنفسها يعذب من خالفها ولو لم يأته رسول، بل لابد مع الفطرة والميثاق من بلاغ الرسول وبيانه.
*قال ابن تيمية: فإذا كان في فطرتهم ما شهدوا به من أن الله وحده هو ربهم كان معهم ما يبين بطلان هذا الشرك وهو التوحيد الذي شهدوا به على أنفسهم فإذا احتجوا بالعادة الطبيعية من اتباع الآباء كانت الحجة عليهم الفطرة الطبيعية العقلية السابقة لهذه العادة الأبوية كما قال صلى الله عليه و سلم : [ كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ] فكانت الفطرة الموجبة للإسلام سابقة للتربية التي يحتجون بها وهذا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة في بطلان الشرك لا يحتاج ذلك إلى رسول فإنه جعل ما تقدم حجة عليهم بدون هذا وهذا لا يناقض قوله تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } فإن الرسول يدعو إلى التوحيد لكن إن لم يكن في الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم فهذه الشهادة على أنفسهم التي تتضمن إقرارهم بأن الله ربهم ومعرفتهم بذلك وأن هذه المعرفة والشهادة أمر لازم لكل بني آدم به تقوم حجة الله تعالى في تصديق رسله فلا يمكن أحدا أن يقول يوم القيامة : إني كنت عن هذا غافلا ولا أن الذنب كان لأبي المشرك دوني لأنه عارف بأن الله ربه لا شريك له فلم يكن معذورا في التعطيل ولا الإشراك بل قام به ما يستحق به العذاب ثم إن الله بكمال رحمته وإحسانه لا يعذب أحدا إلا بعد إرسال رسول إليهم وإن كانوا فاعلين لما يستحقون به الذم والعقاب كما كان مشركو العرب وغيرهم ممن بعث إليهم رسول فاعلين للسيئات والقبائح التي هي سبب الذم والعقاب والرب تعالى مع هذا لم يكن معذبا لهم حتى يبعث إليهم رسولا.ا.هـ (درأ التعارض 4/332) فبين رحمه الله أن الحجة قامت عليهم بالأمرين جميعاً لا بواحد منهما.
وقال رحمه الله في قاعدة في المحبة (ص 107) : وكثير من الناس يكون معه من الإيمان بالله وتوحيده ما ينجيه من عذاب الله وهو يقع في كثير من هذه الأنواع ولا يعلم أنها شرك بل لا يعلم أن الله حرمها ولم تبلغه في ذلك رسالة من عند الله والله تعالي يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فهؤلاء يكثرون جدا في الأمكنة والأزمنة التي تظهر فيها فترة الرسالة بقلة القائمين بحجة الله فهؤلاء قد يكون معهم من الإيمان ما يرحمون به وقد لا يعذبون بكثير مما يعذب به غيرهم ممن كانت عليه حجة الرسالة فينبغي أن يعرف أن استحقاق العباد للعذاب بالشرك فما دونه مشروط ببلاغ الرسالة في أصل الدين وفروعه.ا.هـ
قال ابن القيم: ثم إن الله سبحانه لكمال رحمته وإحسانه لا يعذب أحدا إلا بعد إرسال الرسول إليه وإن كان فاعلا لما يستحق به الذم والعقاب فلله على عبده حجتان قد أعدهما عليه لا يعذبه إلا بعد قيامهما:
إحداهما ما فطره عليه وخلقه عليه من الإقرار بأنه ربه ومليكه وفاطره وحقه عليه لازم.
والثانية إرسال رسله إليه بتفصيل ذلك وتقريره وتكميله فيقوم عليه شاهد الفطرة والشرع.ا.هـ من أحكام أهل الذمة فبين أيضاً رحمه الله أن الحجة قامت عليهم بالأمرين جميعاً لا بواحد منهما.
وقال في طريق الهجرتين: أربعة أصول:
أحدها أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال تعالى كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء وقال تعالى فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير وقال تعالى يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين وهذا كثير في القرآن يخبر أنه إنما يعذب من جاءه الرسول وقامت عليه الحجة وهو المذنب الذي يعترف بذنبه وقال تعالى وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين والظالم من عرف ماجاء به الرسول أو تمكن من معرفته بوجه وأما من لم يعرف ما جاء به الرسول وعجز عن ذلك فكيف يقال إنه ظالم
الأصل الثاني أن العذاب يستحق بسببين أحدهما الإعراض عن الحجة وعدم إرادتها والعمل بها وبموجبها الثاني العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها فالأول كفر إعراض والثاني كفر عناد وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل
والأصل الثالث أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي يلا يسمع شيئا ولا يتمكن من الفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما .ا.هـ من طريق الهجرتين (610).
قال الشنقيطي في أضواء البيان: والآيات القرآنية مصرحة بكثرة، بأن الله تعالى لا يعذب أحداً حتى يقيم عليه الحجة بإنذار الرسل، وهو دليل على عدم الاكتفاء بما نصب من الأدلة، وما ركز من الفطرة، فمن ذلك قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} ، فإنه قال فيها: {حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}، ولم يقل حتى نخلق عقولاً، وننصب أدلة، ونركز فطرة.
ومن ذلك قوله تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} ، فصرح بأن الذي تقوم به الحجة على الناس، وينقطع به عذرهم: هو إنذار الرسل لا نصب الأدلة والخلق على الفطرة.
وهذه الحجة التي بعث الرسل لقطعها بينها في "طه" بقوله: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} ، وأشار لها في "القصص" بقوله: {وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ، ومن ذلك أنه تعالى صرح بأن جميع أهل النار قطع عذرهم في الدنيا بإنذار الرسل، ولم يكتف في ذلك نصب الأدلة كقوله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ} ، وقوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} ، ومعلوم أن لفظة {كُلَّمَا} في قوله: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ}، صيغة عموم، وأن لفظة {الَّذِينَ} في قوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، صيغة عموم أيضاً؛ لأن الموصول يعم كلما تشمله صلته.ا.هـ من تفسيره (2/43).
بل إن بعض أهل العلم القائلين بعدم العذر بالجهل في مسائل التوحيد والشرك لم يقولوا إن الميثاق والفطرة تكفي في إقامة الحجة، بدليل أنهم يفرقون بين من نشأ في بادية أو كان حديث عهد بإسلام وبين غيرهما، ومن هؤلاء الشيخ صالح الفوزان، فهو يفرق في هذه المسائل بين من نشأ في بلاد الإسلام وبين من نشأ في غيرها، وكانت مظنة الجهل بمثل تلك المسائل، ولو كان الميثاق أو الفطرة كافية لما صح هذا التفريق، قال –حفظه الله-: من وقع منه أعمال شركية أو ألفاظ شركية وهو في مجتمع مسلم ويمكنه سؤال العلماء ويقرأ القرآن الكريم والأحاديث النبوية ويسمع كلام أهل العلم فهو غير معذور فيما وقع منه، لأنه قد بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة .
أما من كان بعيدًا عن بلاد الإسلام ويعيش في بلاد جاهلية أو في مجتمع لا يعرف عن الإسلام شيئًا فهذا يعذر بجهله، لأنه لم تقم عليه الحجة، لكن إذا بلغته الدعوة وعرف خطأه وجب عليه التوبة إلى الله تعالى.ا.هـ من المنتقى من فتاوى الفوزان.
* لكن المشنعين يعترضون على ذلك بقولهم العبرة بالدليل، ولو خالفوا هؤلاء العلماء، والدليل في ظاهره يدل على أن الميثاق أو الفطرة كافية لإقامة الحجة، ولو خالفوا أهل العلم.
والجواب: أن هذا خلاف طرقة أهل السنة في الاستدلال، فهم يأخذون بالدليل، ولا يتجاوزون فهم السلف، وهل جاءت الأقوال المبتدعة إلا من إحداث فهم جديد للدليل يخالف طرقة السلف، فالمشبهة يستدلون بظاهر أدلة إثبات الصفات على التشبيه، والمؤولة يستدلون بظاهر أدلة التنزيه على التأويل، والصوفية يستدلون بظاهر قول الله تعالى: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، على ترك العبادة عند بلوغ درجة اليقين، وكلهم زائغون ضلال لأنهم خالفوا فهم السلف للدليل، وليس لأهل السنة عليهم من حجة إلا مخالفتهم للسلف في فهم الأدلة.
الحالة الثالثة: أدلة عقلية استدلوا بها وهي خطأ من أصلها، ومن ذلك قولهم: إن الزاني، يسمى زانياً، ولو كان جاهلاً، قالوا: فكذلك الذي يقع في الشرك يسمى مشركاً ولو كان جاهلاً.
والجواب من وجهين:
الوجه الأول: أنهم أخطأوا في ذلك حيث خلطوا بين اسم الفاعل وبين الحكم عليه، فالزاني جهلاً أو غير جاهل يسمى زانياً، هذا اسم الفاعل من الزنا، والحكم أنه فاسق إن كان عالماً، وإن كان جاهلاً فليس بفاسق.
وأما من صرف العبادة لغير الله كالذبح والنذر أو الدعاء، فاسم الفاعل لهذه الأشياء التي تقابل اسم الفاعل للزنا، هو الذابح لغير الله، والناذر لغير الله، والداعي لغير الله، والحكم عليه الذي يقابل الفسق أو عدمه في الزنا، هو الشرك أو عدمه هنا.
فعندما نقول الزاني يسمى زانياً هذا صحيح، لكن ليس هذا هو الحكم عليه، إذ الحكم أنه فاسق إن خلى من موانع التفسيق، أو ليس بفاسق إن وجد فيه مانع من موانع التفسيق.
وكذا من ذبح أو نذر أو دعا غير الله فيسمى الذابح أو الناذر أو الداعي لغير الله، والحكم أنه مشرك إن خلى من الموانع، أو ليس بمشرك إذا كان فيه مانع من موانع التكفير كالجهل.
الوجه الثاني: أن هذا لازم لكم في المكره، فما كان جواباً لكم عن المكره فهو جوابنا عن الجاهل.
وهذا آخر ما أردت بيانه من المسألة الأولى وهي مسألة العذر بالجهل في مسائل التوحيد والشرك، وسيأتي الكلام عن المسألة الثانية وهي مسألة كفر تارك الصلاة في الجزء الثاني إن شاء الله، وهي في ظني أوضح وأظهر، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبومحمد عبدالله بن محمد العبدالكريم
السعودية-الزلفي-23/3/1430هـ
فقير إلى الله
2012-09-12, 22:39
إتحاف أهل السنة
بجواز الخلاف في مسألتي
العذر بالجهل
وتارك الصلاة
رسالة للمشنعين على المخالفين لهم في هاتين المسألتين ومن تأثر بهم
الجزء الثاني
(مسألة كفر تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً)
كتبه
أبومحمد عبدالله بن محمد العبدالكريم
السعودية-الزلفي-29/3/1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب بجزئيه
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم، وبعد: فإن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أمرانا بعدل، وحرما الظلم علينا فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، ومن العدل الذي أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنزال المسائل الشرعية وأصحابها منازلهم، من غير إفراط ولا تفريط، أو من غير غلو ولا جفاء، فالمسائل الجزئية الفرعية لا يصح أن تنزل منزلة المسائل الكلية والأصولية، والمخالف في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف لا يصح أن يساوى بالمخالف في المسائل الخلافية التي لا يسوغ فيها الخلاف.
أقول ذلك لِـما بدأ يظهر على السطح من تشنيع بعض طلبة العلم على إخوانهم في بعض المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف بين أهل العلم، والتي احتمل أهل السنة الخلاف فيها، قبل ظهور هؤلاء المشنعين، وصار هؤلاء المشنعون يرمون بالبدعة والفرقة كالإرجاء كل من خالفهم في هذه المسائل الاجتهادية، ومن ذلك مسألة العذر بالجهل في مسائل الشرك، ومسألة كفر تارك الصلاة تهاوناً وتكاسلاً، حيث اختار هؤلاء المشنعون القول بعدم العذر بالجهل، وتكفير تارك الصلاة تكاسلاَ، وأتبعوا ذلك برمي من خالفهم بالجهل تارة، وبالبدعة أو الفرقة تارة أخرى، فأردت أن أبين لكل منصف من أهل السنة والجماعة أن هاتين المسألتين مسألة العذر بالجهل في مسائل الشرك، ومسألة كفر تارك الصلاة تهاوناً وتكاسلاً من المسائل الاجتهادية، التي هي داخلة جميعاً تحت مذاهب أهل السنة والجماعة، والتي يعذر فيها كل من أخذ بأحد القولين، مع وجوب البيان والنصيحة بين المختلفين بالتي هي أحسن ورفع الملام عن المخطئ مع بقاء الإخوة الدينية، وليس من شأني في هذه الوريقات بيان الراجح من المرجوح، أو الصواب من الخطأ في هذه المسائل -مع أني قد أذكر شيئاً من أدلة الفريقين- بل المراد كما تقدم بيان إعذار المخالف في هاتين المسألتين مسألة العذر بالجهل في مسائل الشرك، والمسألة الثانية مسألة كفر تارك الصلاة تهاوناً وتكاسلاً، علماً أني أدين الله في مسألة الصلاة أن تركها كفر أكبر مخرج عن الملة، لكن هذا لا يعني مصادرة الرأي الآخر السائغ عند أهل السنة، ورمي أصحابه بالجهل والبدع.
وقد تقدم الكلام عن المسألة الأولى في الجزء الأول، وهذا هو الجزء الثاني في بيان المسألة الثانية، وهي حكم تارك الصلاة تهاوناً أو كسلاً، والله أسأل أن يوفقني لما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب.
المسألة الثانية:
مسألة حكم تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً
الفصل الأول
بيان أن هذه المسألة مسألة اجتهادية، من موارد النزاع بين أهل السنة، وليست من المسائل التي يضلل بها المخالف ويرمى بسبب المخالفة فيها بالبدعة.
تحرير محل النزاع: قبل الشروع في بيان الخلاف في ذلك أود التنبيه إلى أن المراد بهذه المسألة هو تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً، لا تاركها جحوداً، فإن تركها جحوداً كفرٌ أكبر بلا خلاف بين أهل السنة.
قال ابن عبدالبر في الاستذكار (2/149): أجمع المسلمون على أن جاحد فرض الصلاة كافر يقتل إن لم يتب من كفره ذلك.ا.هـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وتكفير تارك الصلاة هو المشهور المأثور عن جمهور السلف من الصحابة والتابعين، ومورد النزاع هو فيمن أقر بوجوبها والتزم فعلها ولم يفعلها وأما من لم يقر بوجوبها فهو كافر باتفاقهم.ا.هـ
وأما ترك الصلاة تهاوناً وكسلاً فقد اختلف أهل السنة في هذه المسألة على قولين، ونقل الخلاف فيها عن أهل السنة والحديث جمع من أهل العلم، ومنهم:
1-أبو عبدالله محمد بن نصر المروزي، قال رحمه الله تعالى –في تعظيم قدر الصلاة-:
قد ذكرنا في كتابنا هذا ما دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم من تعظيم قدر الصلاة وإيجاب الوعد بالثواب لمن قام بها والتغليظ بالوعيد على من ضيعها والفرق بينها وبين سائر الأعمال في الفضل وعظم القدر ثم ذكرنا الأخبار المروية عن النبي صلى الله عليه و سلم في إكفار تاركها وإخراجه إياه من الملة وإباحة قتال من امتنع من إقامتها ثم جاءنا عن الصحابة رضي الله عنهم مثل ذلك ولم يجئنا عن أحد منهم خلاف ذلك ثم اختلف أهل العلم بعد ذلك في تأويل ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم ثم عن الصحابة رضي الله عنهم في إكفار تاركها وإيجاب القتل على من امتنع من إقامتها.ا.هـ من تعظيم قدر الصلاة (2/925).
ثم قال المروزي بعد أن ساق كلام القائلين بالتكفير وأدلتهم: قد حكينا مقالة هؤلاء الذين أكفروا تارك الصلاة متعمدا وحكينا جملة ما احتجوا به وهذا مذهب جمهور أصحاب الحديث وقد خالفتهم جماعة أخرى عن أصحاب الحديث فأبوا أن يكفروا تارك الصلاة إلا إن يتركها جحودا أو إباء واستكبارا واستنكافا ومعاندة فحينئذ يكفر وقال بعضهم تارك الصلاة كتارك سائر الفرائض عن الزكاة وصيام رمضان والحج وقالوا الأخبار التي جاءت في الإكفار بترك الصلاة نظير الأخبار التي جاءت في الإكفار بسائر الذنوب نحو قوله صلى الله عليه و سلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.ا.هـ من تعظيم قدر الصلاة (2/936)، فانظر رعاك الله كيف جعل هذا القول قولاً لأهل الحديث ثم نقله عن بعض أئمتهم من غير تشنيع ولا تبديع.
2-الإمام الصابوني فقد قال:
واختلف أهل الحديث في ترك المسلم صلاة الفرض متعمدا، فكفره بذلك أحمد بن حنبل وجماعة من علماء السلف، وأخرجوه به من الإسلام، للخبر الصحيح: " بين العبد والشرك ترك الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر" وذهب الشافعي وأصحابه وجماعة من علماء السلف رحمة الله عليهم أجمعين إلى أنه لا يكفر ما دام معتقدا لوجوبها، وإنما يستوجب القتل كما يستوجبه المرتد عن الإسلام، وتأولوا الخبر من ترك الصلاة جاحدا كما أخبر سبحانه عن يوسف عليه السلام أنه قال: (إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون) ولم يك يتلبس بكفر فارقه، ولكن تركه جاحدا له. ا.هـ من عقيدة السلف أصحاب الحديث - (1 / 29) فتأمل رعاك الله كيف جعل الصابوني هذا القول قولاً لأهل الحديث ثم نقله عن بعض أئمتهم من غير تشنيع ولا تبديع.
3-الإمام أبو بكر الإسماعيلي: حيث قال حاكياً اعتقاد أهل السنة: واختلفوا في متعمد ترك الصلاة المفروضة حتى يذهب وقتها من غير عذر. فكفره جماعة: لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة " وقوله :" من ترك الصلاة فقد كفر ومن ترك الصلاة فقد برئت منه ذمة الله " وتأول جماعة منهم أنه يريد بذلك من تركها جاحداً لها كما قال يوسف عليه السلام ( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله ) ترك جحود الكفر ا.هـ من اعتقاد أهل السنة ص40.
فهذا الصابوني والإسماعيلي يذكرون هذا القول عند أهل السنة ولا يصفونه بقول أهل البدع، زد على ذلك أن هذا البيان جاء في كتب عقائد أهل السنة وليست في كتب الفقه، مما يدل على أنهم قصدوا بيان أن المسألة اجتهادية عند أهل السنة، ولو كانت من أقوال أهل البدع لبينوها ولما أقروا الخلاف فيها.
4-ابن عبدالبر رحمه الله، حيث قال مبيناً الخلاف في المسألة وأن القولين من أقوال أهل السنة الذين يقولون الإيمان قول وعمل: وابن شهاب –أي الزهري- القائل ما ذكرنا –أي عدم كفر التارك للصلاة وأنه يعزر حتى يصلي- هو القائل أيضا في قول النبي صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله كان ذلك في أول الإسلام ثم نزلت الفرائض بعد وقوله هذا يدل على أن الإيمان عنده قول وعمل والله أعلم، وهو قول الطائفتين اللتين ذكرنا قولهم قبل قول ابن شهاب كلهم يقولون الإيمان قول وعمل وقد اختلفوا في تارك الصلاة كما علمت.ا.هـ من التمهيد (4/241) ولم ينسب -رحمه الله- القول بعدم كفر تارك الصلاة إلى المرجئة كما فعل المشنعون على إخوانهم المخالفين لهم في هذه المسألة.
5-شيخ الإسلام ابن تيمية قال في كتابه الإيمان:
وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر، وأما الأعمال الأربعة فاختلفوا في تكفير تاركها، ونحن إذا قلنا : أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب، فإنما نريد به المعاصي كالزنا والشرب، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور . وعن أحمد في ذلك نزاع، واحدى الروايات عنه : أنه يكفر من ترك واحدة منها، وهو اختيار أبي بكر وطائفة من أصحاب مالك كابن حبيب . وعنه رواية ثانية : لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة فقط، ورواية ثالثة : لا يكفر إلا بترك الصلاة، والزكاة إذا قاتل الإمام عليها . ورابعة : لا يكفر إلا بترك الصلاة . وخامسة : لا يكفر بترك شيء منهن، وهذه أقوال معروفة للسلف.ا.هـ من الإيمان(237)، فجعل القول بعدم كفر تارك الصلاة من أقوال أهل السنة، بل نقله عن إمامهم أحمد في رواية عنه، ولو كان هذا قولاً للمرجئة لما أقر ابن تيمية بنسبته للإمام أحمد.
وقال في الإيمان الأوسط:
أما مع الإقرار بالوجوب إذا ترك شيئا من هذه الأركان الأربعة ففي التكفير أقوال للعلماء هي روايات عن أحمد : أحدها : أنه يكفر بترك واحد من الأربعة حتى الحج وإن كان في جواز تأخيره نزاع بين العلماء فمتى عزم على تركه بالكلية كفر وهذا قول طائفة من السلف وهي إحدى الروايات عن أحمد اختارها أبو بكر والثاني : أنه لا يكفر بترك شيء من ذلك مع الإقرار بالوجوب وهذا هو المشهور عند كثير من الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وهو إحدى الروايات عن أحمد اختارها ابن بطة وغيره . و الثالث لا يكفر إلا بترك الصلاة وهي الرواية الثالثة عن أحمد وقول كثير من السلف وطائفة من أصحاب مالك والشافعي وطائفة من أصحاب أحمد . والرابع : يكفر بتركها وترك الزكاة فقط . والخامس : بتركها وترك الزكاة إذا قاتل الإمام عليها دون ترك الصيام والحج. .ا.هـ من الإيمان الأوسط(155) فجعل القول بكفر تارك الصلاة قول طائفة من السلف، فدل ذلك على أن القول الآخر قول الطائفة الثانية من السلف، بل نقله عن إمامهم أحمد بن حنبل في رواية عنه، ولو كان هذا قولاً للمرجئة لما أقر ابن تيمية بنسبته لطائفة من السلف ولا للإمام أحمد.
6-الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
كما في " الدرر السنية " (1/102) جوابا على من سأله عما يكفر الرجل به ؟ وعما يقاتل عليه ؟ فقال رحمه الله:
أركان الإسلام الخمسة أولها الشهادتان ثم الأركان الأربعة إذا أقر بها وتركها تهاونا فنحن وإن قاتلناه على فعلها فلا نكفره بتركها والعلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم وهو الشهادتان.ا.هـ فهل محمد ابن عبدالوهاب يقول بقول المرجئة؟!
7-الشيخ عبد الرحمن بن حسن، من أئمة الدعوة السلفية في نجد رحمه الله تعالى.
فقد سئل عن مذهب الخوارج...
فأجاب: أما مذهب الخوارج، فإنهم يكفرون أهل الإيمان بارتكاب الذنوب، ما كان منها دون الكفر والشرك، وإنهم قد خرجوا في خلافة علي رضي الله عنه وكفروا الصحابة بما جرى بينهم من القتال، واستدلوا على ذلك بآيات، وأحاديث، لكنهم اخطؤوا في الاستدلال.
فما دون الكفر والشرك من المعاصي، فلا يكفر فاعله، لكنه ينهى عنه إذا أصر على كبيرة ولم يتب منها، فيجب نهيه والقيام عليه؛ وكل منكر يجب إنكاره، من ترك واجب، أو ارتكاب محرم، لكن لا يكفر إلا من فعل مكفرا، دل الكتاب والسنة على أنه كفر، وكذلك ما اتفق العلماء على أن فعله، أو اعتقاده كفر، كما إذا جحد وجوب ما هو معروف من الدين بالضرورة، أو استحل ما هو معروف بالضرورة أنه محرم، فهذا مما أجمع العلماء على أنه كفر إذا جحد الوجوب، لا إذا ترك الصلاة تهاونا وكسلا، فالمشهور في مذهب أحمد أنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل كافرا، وأما الثلاثة فلا يكفرونه بالترك، بل يعدونه من الكبائر؛ وكذلك إذا فعل كبيرة كما تقدم، فلا يكفر عند أهل السنة والجماعة إلا إذا استحلها.ا.هـ من الدرر السنية (10/348) فأين هؤلاء الذين يشنعون على المخالفين لهم عن كلام أئمتهم في هذه المسألة.
8-عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن:
قال رحمه الله: والخلاف - في أعمال الجوارح هل يكفر أو لا يكفر - واقع بين أهل السنة، والمعروف عند السلف تكفير من ترك أحد المباني الإسلامية كالصلاة والزكاة والصيام والحج. والقول الثاني: إنه لا يكفر إلا من جحدها. والثالث : الفرق بين الصلاة وغيرها. وهذه الأقوال معروفة. ا.هـ من مجموعة الرسائل والمسائل النجدية - (3/ 14)
9-الشيخ حمد بن ناصر بن معمر من أئمة الدعوة السلفية في نجد:
حيث قال رحمه الله: اختلف العلماء، رحمهم الله، في تارك الصلاة كسلاً من غير جحود: فذهب أبو حنيفة والشافعي في أحد قوليه، ومالك، إلى أنه لا يحكم بكفره; واحتجوا بما رواه عبادة. وذهب إمامنا أحمد بن حنبل والشافعي في أحد قوليه، وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك والنخعي، والحكم وأيوب السختياني وأبو داود الطيالسي، وغيرهم من كبار الأئمة والتابعين، إلى أنه كافر، وحكاه إسحاق بن راهويه إجماعاً، وذكره في كتاب الزواجر عن جمهور الصحابة والتابعين. وقال الإمام محمد بن حزم: سائر الصحابة والتابعين ومن بعدهم يكفِّرون تارك الصلاة مطلقاً.ا.هـ من الدرر السنية (4/201)، لاحظ أن الشيخ ينقل الإجماع هنا عن بعض أهل العلم على كفر تارك الصلاة، لكنه في نفس الوقت يعتبر الخلاف فيه، لا كما يفعل المشنعون حين ظنوا أن حكاية الإجماع كافية للتشنيع، وسيأتي الكلام عن توجيه الخلاف مع نقل الإجماع –إن شاء الله-.
10-اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية برئاسة ابن باز وعضوية المشائخ بكر أبو زيد وصالح الفوزان وعبد الله بن غديان وعبد العزيز آل الشيخ الفتوى رقم ( 18415 )
س: هل باستطاعة أي مسلم أن يكفر شخصا ما إذا رأى أن ذلك الشخص فعل ناقضا من نواقض الإسلام ؟
ج: أهل السنة والجماعة لا يكفرون أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله كما تفعله الخوارج والمعتزلة، ما عدا من ترك الصلاة متعمدا فإنه يكفر ولو لم ينكر وجوبها على الصحيح من قولي العلماء ، لما جاء في الأدلة في كفر تارك الصلاة. (27/424). فهذه اللجنة الدائمة لم تنعت القول الآخر بأنه قول المرجئة بل جعلته قولاً معتبراً فجعلت القول بالتكفير هو الراجح، والقول بعدم التكفير هو الرجيح.
11-العلامة الشيخ محمد بن عثيمين.
قال: هذه المسألة من مسائل العلم الكبرى، وقد تنازع فيها أهل العلم سلفاً وخلفاً.ا.هـ من رسالته حكم تارك الصلاة. فنقل رحمه الله التنازع في هذه المسألة عن السلف ولم يقل هو ولا غيره: إن الخلاف في هذه المسألة بين السلف والمرجئة.
12-الشيخ عبدالمحسن العباد.
سئل –حفظه الله- من قال: إن تارك الصلاة لا يكفر، فهل هذا القائل أخرج العمل من مسمى الإيمان فكان قوله موافقاً لقول المرجئة؟
الجواب: لا، ليس هذا بصحيح؛ لأن الذين يقولون بأن تارك الصلاة لا يكفر هم كثيرون من أهل العلم، وفيهم الذين يقولون: إن العمل جزء من الإيمان، فلا يعتبر من قال ذلك مُرجئاً؛ لأنهم رأوا أنه لا يكفر لأدلة رأوها ولفهم فهموه، فليس كل من قال: تارك الصلاة لا يكفر -وهو قول أكثر أهل العلم- يكون مرجئاً، وعليه تنبني الدندنة الموجودة الآن برمي الشيخ الألباني رحمه الله بأنه يرى فكر الإرجاء لقوله بعدم التكفير! وهذا من الغلط، ولو كان هذا صحيحاً لكان كل الذين قالوا من المتقدمين بأن تارك الصلاة لا يكفر هم من المرجئة! وهذا لا يمكن أن يكون أبداً.ا.هـمن شرحه لسنن أبي داوود.
فهل رأى أولئك المشنعون أحداً من هؤلاء الأئمة أو غيرهم من أئمة السنة رمى القول بعدم كفر تارك الصلاة بأنه مذهب المرجئة، (قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ)، فأنشدهم بالله أن يتبعوا سلفهم ولا يحدثوا بعدهم.
فقير إلى الله
2012-09-12, 22:41
إشكال عند المشنعين والجواب عنه:
حيث يقولون: إن الإجماع منعقد بين الصحابة على كفر تارك الصلاة، فلهذا قمنا بالتشنيع على المخالفين، في هذه المسألة.
والجواب من وجوه:
الوجه الأول: أن الإجماع كغيره من الأدلة الصحيحة كالكتاب والسنة والقياس الصحيح، قد يوجد لدى أحد طرفي الخلاف في المسألة، لكن هذا لا يعني مصادرة الرأي الآخر ووصمه بالبدعة، وإلا للزم على ذلك تبديع أكثر المخالفين في المسائل المتنازع عليها.
فإن قالوا: إن الإجماع يختلف عن غيره من الأدلة، فهو يرفع الخلاف، فالجواب بالوجه الثاني.
الوجه الثاني: أن الإجماع مثل غيره من الأدلة الصحيحة، يعتذر للسني في مخالفته، كما يعتذر له في مخالفة آية صريحة، أو سنة ثابتة، بأحد الأعذار التي ساقها ابن تيمية في كتابه رفع الملام، ومنها عدم التسليم بثبوت الدليل أو دلالته، لذا قال المروزي لما ذكر أدلة القول بتكفير تارك الصلاة: ذكرنا الأخبار المروية عن النبي صلى الله عليه و سلم في إكفار تاركها وإخراجه إياه من الملة وإباحة قتال من امتنع من إقامتها ثم جاءنا عن الصحابة رضي الله عنهم مثل ذلك ولم يجئنا عن أحد منهم خلاف ذلك ثم اختلف أهل العلم بعد ذلك في تأويل ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم ثم عن الصحابة رضي الله عنهم في إكفار تاركها وإيجاب القتل على من امتنع من إقامتها.ا.هـ من تعظيم قدر الصلاة (2/925).
الوجه الثالث: أن السلف نقلوا الإجماع عن الصحابة في تكفير تارك الصلاة، ومع ذلك احتملوا الخلاف من المخالف في هذه المسألة، كما تقدم النقل عن المروزي وغيره، وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في اتباع من خلف.
الوجه الرابع: ليس كل مسألة نُقل فيه الإجماع عن الصحابة أو من بعدهم يصير الخلاف فيها من مسائل التبديع والافتراق، فالمسائل التي نقل فيها الإجماع ومع ذلك احتمل أهل السنة الخلاف فيها فيما بينهم ليست قليلة، ومنها:
1-مسألة قضاء الصلاتين التي تجمع للحائض بعد الطهر، كما ذكر ابن تيمية في منهاج السنة، قال –رحمه الله-: الحائض إذا طهرت في وقت العصر فهي حينئذ مأمورة بالظهر والعصر وتكون مصلية للظهر في وقتها أداء وكذلك إذا طهرت آخر الليل صلت المغرب والعشاء وكانت المغرب في حقها أداء كما أمرها بذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن بن عوف وابن عباس وأبو هريرة رضي الله عنهم ولم ينقل عن صحابي خلافه. ا.هـ
2-ومنها مسح بعض الرأس للوضوء، ذكر ذلك ابن حزم، كما في المحلى، حيث قال –بعد سياق الآثار عن الصحابة-: ولا يعرف عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم خلاف لما رويناه عن ابن عمر في ذلك، ولا حجة لمن خالفنا فيمن روى عنه من الصحابة وغيرهم مسح جميع رأسه، لأننا لا ننكر ذلك بل نستحبه، وإنما نطالبهم بمن أنكر الاقتصار على بعض الرأس في الوضوء فلا يجدونه.ا.هـ
3-ومنها المنع من بيع الهر ذكر ذلك ابن حزم، قال ابن حزم في المحلى –بعد سياق نهي جابر رضي الله عنه عن بيع الهر- : فهذه فتيا جابر ولا نعرف له مخالفا من الصحابة.ا.هـ ونقل ابن القيم كلام ابن حزم في زاد المعاد وأقره.
4-ومنها المنع من بيع الكلاب، ذكر ذلك ابن حزم: قال –في المحلى بعد سياقه لكلام المجيزين-: وهذا مما خالفوا فيه الآثار المتواترة وصاحبين لا يصح خلافهما عن أحد من الصحابة.ا.هـ
5-ومنها استقبال جهة القبلة حيث نفى الخلاف بين الصحابة ابن تيمية في شرح العمدة وابن رجب في فتح الباري، فقال ابن تيمية بعد أن ذكر القول باستقبال جهة القبلة، قال: لأن ذلك إجماع الصحابة رضي الله عنهم.ا.هـ ثم ساق بعض الآثار عن الصحابة، وقال ابن رجب في فتح الباري: روي هذا المعنى - أيضا - عن عثمان وعلي وابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهم - ، ولا يعرف عن صحابي خلاف ذلك.ا.هـ
6-ومنها تحديد النفاس بأربعين يوماً، ذكر ذلك ابن عبدالبر في الاستذكار، قال رحمه الله: وليس في مسألة أكثر النفاس موضع للاتباع والتقليد إلا من قال بالأربعين فإنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا مخالف لهم منهم وسائر الأقوال جاءت عن غيرهم ولا يجوز عندنا الخلاف عليهم بغيرهم لأن إجماع الصحابة حجة على من بعدهم.ا.هـ
7-ومنها أن خروج الدم الكثير ينقض الوضوء دون القليل، ذكر ذلك ابن قدامة، كما في المغني، فقال رحمه الله: روي ذلك عن ابن وابن عباس وأبي هريرة فروي عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء وعن أبي هريرة قال : أقل ما فيه الوضوء ولا نعلم لهم مخالفا في الصحابة.ا.هـ
8-ومنها الوضوء من تغسيل الميت ذكر ذلك ابن قدامة، قال –رحمه الله- في المغني: روي ذلك عن ابن وابن عباس وأبي هريرة فروي عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء وعن أبي هريرة قال : أقل ما فيه الوضوء ولا نعلم لهم مخالفا في الصحابة.ا.هـ
9-ومنها المنع من تجاوز الميقات بلا إحرام ذكر ذلك ابن تيمية في شرح العمدة حيث قال: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا يدخل مكة تاجر ولا طالب حاجة إلا وهو محرم رواه سعيد والاثرم وفي رواية قال لا يدخلن أحد من الناس مكة من أهلها ولا من غيرهم غير حرام رواه حرب ولا يعرف له مخالف.ا.هـ
فتلك مسائل نقل بعض أهل العلم الإجماع عليها، ومع ذلك لازال أهل السنة يختلفون فيها ولا يبدعون ولا يفرقون من أجلها.
فإن قيل: إن ذلك يلغي حجية الإجماع على المخالفين لأهل السنة، وسيعتذرون بمثل هذه المعاذير في ترك أقوال أهل السنة التي نقلوا الإجماع عليها.
فالجواب: أن المسائل التي نُقل فيها الإجماع عن أهل السنة على نوعين:
الأول: المسائل التي استقر فيها إجماع أهل السنة ولم يحتملوا فيها الخلاف، ورموا القول المخالف لهم بالبدعة، كنفي الأسماء والصفات، فهذه المسائل ليس للمخالف فيها أن يعتذر بشيء من المعاذير المتقدمة.
الثاني: المسائل التي نقل فيها الإجماع لكن لم يستقر الإجماع بين أهل السنة، بمعنى: أنه وقع بين أهل السنة أنفسهم الخلاف في الإقرار بثبوت هذا الإجماع، واحتملوا بينهم خلاف بعضهم البعض في ذلك، ولم يرموا القول المخالف لهذا الإجماع المحكي بالبدعة، كالمسائل المتقدمة، ومنها أيضاً مسألة تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً، فهذا النوع من المسائل يجب على السني أن يحتمل المخالف فيها، ولا يجوز له أن يرمي القول فضلاً عن صاحبه بالبدعة، وتَرِدُ عليه الأجوبة المتقدمة حين احتجاجه بالإجماع في تبديع القول الآخر.
الفصل الثاني
بعض أهل العلم من أهل السنة بل من أئمة السنة الذين قالوا بعدم كفر تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً
نُقل هذا القول عن جمع من أئمة السنة والحديث، منهم:
1-الزهري.
2-الشافعي.
3-أبو ثور.
4-أبو عبيد.
قال المروزي: وكان ممن ذهب هذا المذهب من علماء أصحاب الحديث الشافعي رضي الله عنه وأصحابه أبو ثور وغيره وأبو عبيد في موافقيهم ثم نقل ذلك بإسناده عن الزهري-.ا.هـ من تعظيم قدر الصلاة (2/956)
5-مالك. نقل ذلك عنه جمع من أهل العلم منهم ابن القيم كما في كتابه الصلاة قال رحمه الله في بيان الروايات عن الإمام أحمد في مسألة تارك الصلاة، وبعد أن بين أن الرواية الأولى عن أحمد هي القول بكفره، ثم قال: والثانية: يقتل حداً لا كفراً وهو قول مالك والشافعي.ا.هـ
6-أحمد بن حنبل في إحدى الروايتين عنه، فقد قال في وصيته لتلميذه الإمام الحافظ مسدد بن مسرهد: ولا يخرج الرجل من الإسلام شيء إلا الشرك بالله العظيم أو يرد فريضة من فرائض الله عز وجل جاحداً بها فإن تركها كسلاً أو تهاوناً : كان في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الإيمان:
وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر، وأما الأعمال الأربعة فاختلفوا في تكفير تاركها، ونحن إذا قلنا : أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب، فإنما نريد به المعاصي كالزنا والشرب، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور . وعن أحمد في ذلك نزاع، وإحدى الروايات عنه : أنه يكفر من ترك واحدة منها، وهو اختيار أبي بكر وطائفة من أصحاب مالك كابن حبيب . وعنه رواية ثانية : لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة فقط، ورواية ثالثة : لا يكفر إلا بترك الصلاة، والزكاة إذا قاتل الإمام عليها . ورابعة : لا يكفر إلا بترك الصلاة . وخامسة : لا يكفر بترك شيء منهن، وهذه أقوال معروفة للسلف.ا.هـ من الإيمان(237).
7-محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كما في " الدرر السنية " (1/102) جوابا على من سأله عما يكفر الرجل به ؟ وعما يقاتل عليه ؟ فقال رحمه الله :
أركان الإسلام الخمسة أولها الشهادتان ثم الأركان الأربعة إذا أقر بها وتركها تهاونا فنحن وإن قاتلناه على فعلها فلا نكفره بتركها والعلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلا من غير جحود ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم وهو الشهادتان.ا.هـ
فهل لأحد من أهل السنة والحديث أن يصف هؤلاء الأمة المرضيين، بأنهم مرجئة أو دخلت عليهم شبهة الإرجاء؟! لا يقول ذلك بعد هذا البيان إلا أحد رجلين: إما أنه لا يعرف معنى الإرجاء، وإما أنه لا يعرف من هم سلفه وأئمته في المعتقد.
هذا آخر ما أردت بيانه من المسألة الثانية وهي جواز الخلاف في حكم تارك الصلاة، وبها تم المقصود من الكتاب بجزئيه، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبومحمد عبدالله بن محمد العبدالكريم
السعودية-الزلفي-29/3/1430هـ
ابو الحارث مهدي
2012-09-13, 06:57
وَإِنِّي لَأَدْعُو اللهَ حَتَّى كَأَنَّنِي * أَرَى بِجَمِيْلِ الظَنِّ مَا اللهُ صَانِعُ
من دعائه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
(اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ؛ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي،
وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ،
وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ والْعَدْلِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ ،
وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَ الْفَقْرِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ،
وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ،
وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ،
اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ،وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ)
رواه النسائي(3/ 54 - 55 ) وأحمد (4/384)
قال الألباني: صحيح. انظر: صحيح سنن النسائي (1/281)
(وأسألك لذَّةَ النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك، في غير ضرَّاء مضرة ولا فتنة مضلة)
قال طبيب القلوب ابن القيم -رحمه الله-:
"جمع في هذا الدعاء بين أطيب ما في الدنيا، وهو الشوق إلى لقائه
وأطيب ما في الآخرة وهو النظر إليه"
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، (ص269)
فيا نظرة أهدت إلى الوجوه نضرة * أضاء لها نورٌ من الفجر أعظم
للهِ أفراح المحبين عندما * يخاطبهم من فوقهم ويُسلِّم
وللهِ أبصار ترى الله جهرة فلا * الضيم يغشاها ولا هي تسأم
http://im21.gulfup.com/2012-05-13/1336909148951.gif
وليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
ابو الحارث مهدي
2012-09-14, 01:03
مِنْ خِصَالِ أَهْلِ الابْتِدَاعِ وَالانْحِرَافِ
قال عنهم الإمام أبو إسحاق الشاطبي –رحمه الله-":
( ردهم للأحاديث التي جرت غير موافقة لأغراضهم ومذاهبهم، ويدعون أنها مخالفة للمعقول، وغير جارية على مقتضى الدليل، فيجب ردها، كالمنكرين لعذاب القبر، والصراط والميزان، ورؤية الله عز وجل في الآخرة، وكذلك حديث الذباب، وأن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء، وأنه يقدم الذي فيه الداء، وحديث الذي أخذ أخاه بطنه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسقيه العسل، وما أشبه ذلك من الأحاديث الصحيحة المنقولة نقل العدول..
ربما قدحوا في الرواة من الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عنهم - وحاشاهم - وفيمن اتفق الأئمة من المحدثين على عدالتهم وإمامتهم، كل ذلك ليردوا به على من خالفهم في المذهب، وربما ردوا فتاويهم وقبحوها في أسماع العامة، لينفروا الأمة عن إتباع السنة وأهلها.
وقد جعلوا القول بإثبات الصراط والميزان والحوض قولاً بما لا يُعقل!
وقد سُئل بعضهم: هل يكفر مَن قال برؤية الباري في الآخرة ؟
فقال: لا يكفر لأنه قال ما لا يعقل، ومن قال ما لا يعقل فليس بكافر!.
وذهبت طائفة إلى نفي أخبار الآحاد جملة، والاقتصار على ما استحسنته عقولهم في فهم القرآن، حتى أباحوا الخمر بقوله:
﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾ [ المائدة (93)]
ففي هؤلاء وأمثالهم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه"
(رواه أبو داود برقم (4605)، والترمذي برقم (2665) من حديث أبي رافع، ورواه أحمد في المسند مختصرًا (8/6)
وهذا وعيد شديد تضمنه النهي، لاحق بمن ارتكب رد السنة)اهـ
"كتاب الاعتصام" (1/231-232)
http://www.ansarsunna.com/pics/betaqa.jpg
ابو الحارث مهدي
2012-09-14, 20:10
أما أحاديث السنة فقد نص أهل العلم على أن
أحاديث الرؤية متواترة
وليست أحاديث آحاد كما يهذي به المفترون، فهم ينكرون الآحاد والمتواتر بكل وقاحة وجرأة
وممن نصَّ على ذلك العلامة الكتاني في نظم المتناثر، و ابن حجر في فتح الباري، و العيني في عمدةالقاري، و ابن حزم في الفصل، و ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل وغيرهم، ومن جملة تلك الأحاديث:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
( أن ناساً قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟
قالوا : لا، يا رسول الله
قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟
قالوا: لا ، يا رسول الله
قال: فإنكم ترونه كذلك)
رواه البخاري ( 6088 ) ومسلم ( 267 )
حديث جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال:
كنا جلوسا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال:
(إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته،
فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاتكم قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا) .
وعند البخاري
(إنكم سترون ربكم عيانا)
رواه البخاري ( 6883 ) ومسلم ( 1002)
وقد سبق حديث صهيب -رضي الله عنه-
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-:
(فصل: أقسام الألفاظ الثلاثة ...
الألفاظ بالنسبة إلى مقاصد المتكلمين ونياتهم وإراداتهم لمعانيها؛ ثلاثة أقسام:
أحدها: أن تظهر مطابقة القصد للفظ، وللظهور مراتب،تنتهي إلى اليقين والقطع بمراد المتكلم، بحسب الكلام في نفسه وما يقترن به من القرائن الحالية واللفظية، وحال المتكلم به، وغير ذلك، كما إذا سمع العاقل والعارف باللغة، قوله - صلى الله عليه وسلم-:
(إنكم سترون ربكم عيانًا، كما ترون القمر ليلة البدر، ليس دونه سحاب، وكما ترون الشمس في الظهيرة، صحوًا ليس دونها سحاب، لا تضارّون في رؤيته، إلا كما تضارّون في رؤيتها)
فإنه لا يستريب ولا يشك في مراد المتكلم، وأنه رؤية البصر حقيقة، وليس في الممكن عبارة أوضح ولا أنص من هذه، ولو اقتُرِح على أبلغ الناس أن يعبّروا عن هذا المعنى، بعبارة لا تحتمل غيره؛ لم يقدر على عبارة أوضح ولا أنص من هذه، وعامة كلام الله ورسوله من هذا القبيل، فإنه مستولٍ على الأمد الأقصى من البيان......
القسم الثاني: ما يظهر بأن المتكلِّم لم يُرد معناه، وقد ينتهي هذا الظهور إلى حد اليقين، بحيث لا يشك السامع فيه، وهذا القسم نوعان:
أحدهما: أن لا يكون مريدًا لمقتضاه ولا لغيره، والثاني: أن يكون مريدًا لمعنى يخالفه.
فالأول: كالمكره، والنائم والمجنون، ومن اشتد به الغضب، والسكران.
والثاني: كالمعرِّض، والمورِّي، والملغز، والمتأول.
القسم الثالث: ما هو ظاهر في معناه، ويحتمل إرادة المتكلم له، ويحتمل إرادته غيره، ولا دلالة على واحد من الأمرين، واللفظ دال على المعنى الموضوع له، وقد أتى به اختيارا.
قال: فهذه أقسام الألفاظ بالنسبة إلى إرادة معانيها، ومقاصد المتكلم بها، وعند هذا يُقال:
إذا ظهر قصد المتكلم لمعنى الكلام، أو لم يظهر قصد يخالف كلامه؛ وجب حمل كلامه على ظاهره، والأدلة التي ذكرها الشافعي -رضي الله عنه- وأضعافها:كلها إنما تدل على ذلك، وهذا حق لا ينازع فيه عالم، والنِّزاع إنما هو في غيره، إذا عرف هذا:
فالواجب حمل كلام الله تعالى ورسوله، وحمل كلام المكلف على ظاهره، الذي هو ظاهره، وهو الذي يُقصد من اللفظ عند التخاطب، ولا يتم التفهيم والفهم إلا بذلك، ومُدَّعي غير ذلك على المتكلم القاصد للبيان والتفهيم؛ كاذب عليه...).اﻫ
"إعلام الموقعين عن الله رب العالمين" (3/107-109)
ابو الحارث مهدي
2012-09-16, 00:00
من العلامات المميزة والفوارق الواضحة بين أهل السنة وأهل الأهواء
..................................
وليست المسألة متعلقة بخبر الآحاد فحسب إنما هي الأهواء التي تتجارى بهم كالكَلَبِ الذي يتجارى بصاحبه
بل هم يكذبون بالمتواتر -كما سبق في الرؤية- لا لشيء إلا لأنه لا يتوافق مع أهوائهم
فما خبر الآحاد إلا تغطيةً وتمويها لإنكار السُنَّة النَّبوية جملة وتفصيلاً
لعنهم الله وأخزاهم
قال الإمام أبو المظفر السمعاني-رحمه الله-:
(أجمع أهل الإسلام متقدموهم ومتأخروهم على رواية الأحاديث في صفات الله وفي مسائل القدر ، والرؤية ، وأصل الإيمان ، والشفاعة والحوض ، وإخراج الموحدين المذنبين من النار ، وفي صفة الجنة والنار ، وفي الترغيب والترهيب ، والوعد والوعيد ، وفي فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقب أصحابه وأخبار الأنبياء المتقدمين عليهم السلام ، وكذلك أخبار الرقائق والعظات ، وما أشبه ذلك مما يكثر عدَّه وذكره
وهذه الأشياء كلها علمية لا عملية ، وإنما تروى لوقوع علم السامع بها)
كتاب الحجة (217)
وَإِلَى هُنَا يُطوَى مَوضُوعُ خَبَرِ الآحَادِ لنعود لمسألة الرؤية
الشيخ أبو عبيدة حسن مشهور
الرد على منكري حجية خبر الآحاد بثلاثة أسئلة (http://www.safeshare.tv/w/wQQYoStnEY)
real_madrid
2012-09-16, 08:40
بارك الله فيك اخي الكريم
ونحن اهل السنة حجتنا قال الله قال الرسول ولابد من الدليل لاي فتوى وهذا ما يفرقنا على الروافض فهم لا يأخذون بالدليل لانهم يعتقدون ان الراد على الامام كالراد على الله عز وجل لذا ترى الظلال عنهم
ابن الواد
2012-09-23, 20:53
بارك الله فيك اخي الكريم
ونحن اهل السنة حجتنا قال الله قال الرسول ولابد من الدليل لاي فتوى وهذا ما يفرقنا على الروافض فهم لا يأخذون بالدليل لانهم يعتقدون ان الراد على الامام كالراد على الله عز وجل لذا ترى الظلال عنهم
طبعا هذا كلام فارغ.. أقوله بمناسبة حظري لما يقرب من شهر، بدعوى أنه لا يحق لي مناقشة (شيخ الإسلام)، لا أدري لماذا؟ ربما لأنه معصوم كما تدعي الشيعة في أيمتها، ونحن نتدبر القرآن الكريم، ونختلف في وجوه الفهم، لكن أن تناقش ابن تيمية في بعض قواعده المخترعة المصنوعة، فهذا ذنب عظيم دونه الحظر والمنع والإقصاء والتهديد.. يا سلام على هذا الدين بهذه الطريقة المبتدعة!
وأوجه كلامي خاصة لأبي الحارث مهدي وأقول له لقد أتعبت نفسك -فعلا- في نقل تلك النقول، وطولت الصفحات بغير حق، ولم أرك تواجه الآيات الكريمات -كما أمرت- بتدبرها، وأذكرك بأن معظم تلك النقول مظنونة مشبوهة، ومعروف جدا إقصاء أهل الحديث -وجلهم حنابلة- لغيرهم من الفرق، لما تسلطنوا في فترة من التاريخ، ثم إنهم صكوا ألقابا ووضعوا أحاديث للتشنيع بغيرهم من المخالفين، ثم زعموا الإجماع والتواتر في بعض المسائل، إذ ليس في الدنيا -زمن التدوين- غير أهل الحديث ولعنة الله على غيرهم ! فلست يا أبا الحارث إلا تنهل من هذا المشرب العكر، الذي لم يتربّ على قيم القرآن الكريم في الإنصاف والعدل والحرية.. فعلا شيء مقزز منفر، أعوذ بالله أن أغتر يوما بمن كان هذا حاله!
أدعوك -بكل شفقة- كما أدعو أمثالك وأشباهك.. إلى ترك هذا الكهف الرطب المعتم الموحش، وتعالوا إلى تفيؤ سماء الإسلام النظيف، حيث الضياء الغامر والشمس الساطعة!
ويسعدني أن أطلعكم على هذا المطلع الأخير من خطبة الشيخ العلامة عدنان إبراهيم، فهو لا يبعد كثيرا عن هذه المناسبة التي نتحدث فيها
تابعوا من هنا:
http://www.youtube.com/watch?v=0jebYYStszg
أرجو عدم الحذف ولا الحظر، لا تمارسوا الوصاية على الناس، وناقشوهم في أقوالهم وأنصفوهم كما أمرتم، قال الله العظيم: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلو هو أقرب للتقوى}.
الاخ رضا
2012-09-24, 00:20
طبعا هذا كلام فارغ.. أقوله بمناسبة حظري لما يقرب من شهر، بدعوى أنه لا يحق لي مناقشة (شيخ الإسلام)، لا أدري لماذا؟ ربما لأنه معصوم كما تدعي الشيعة في أيمتها، ونحن نتدبر القرآن الكريم، ونختلف في وجوه الفهم، لكن أن تناقش ابن تيمية في بعض قواعده المخترعة المصنوعة، فهذا ذنب عظيم دونه الحظر والمنع والإقصاء والتهديد.. يا سلام على هذا الدين بهذه الطريقة المبتدعة!
وأوجه كلامي خاصة لأبي الحارث مهدي وأقول له لقد أتعبت نفسك -فعلا- في نقل تلك النقول، وطولت الصفحات بغير حق، ولم أرك تواجه الآيات الكريمات -كما أمرت- بتدبرها، وأذكرك بأن معظم تلك النقول مظنونة مشبوهة، ومعروف جدا إقصاء أهل الحديث -وجلهم حنابلة- لغيرهم من الفرق، لما تسلطنوا في فترة من التاريخ، ثم إنهم صكوا ألقابا ووضعوا أحاديث للتشنيع بغيرهم من المخالفين، ثم زعموا الإجماع والتواتر في بعض المسائل، إذ ليس في الدنيا -زمن التدوين- غير أهل الحديث ولعنة الله على غيرهم ! فلست يا أبا الحارث إلا تنهل من هذا المشرب العكر، الذي لم يتربّ على قيم القرآن الكريم في الإنصاف والعدل والحرية.. فعلا شيء مقزز منفر، أعوذ بالله أن أغتر يوما بمن كان هذا حاله!
أدعوك -بكل شفقة- كما أدعو أمثالك وأشباهك.. إلى ترك هذا الكهف الرطب المعتم الموحش، وتعالوا إلى تفيؤ سماء الإسلام النظيف، حيث الضياء الغامر والشمس الساطعة!
ويسعدني أن أطلعكم على هذا المطلع الأخير من خطبة الشيخ العلامة عدنان إبراهيم، فهو لا يبعد كثيرا عن هذه المناسبة التي نتحدث فيها
تابعوا من هنا:
http://www.youtube.com/watch?v=0jebyystszg
أرجو عدم الحذف ولا الحظر، لا تمارسوا الوصاية على الناس، وناقشوهم في أقوالهم وأنصفوهم كما أمرتم، قال الله العظيم: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلو هو أقرب للتقوى}.
قلتها من قبل و أعيدها يا منكر السنة أحببت أم كرهت علمت أم لم تعلم يا تلميذ الرافضي الخبيث عدنان ابراهيم الذي علمك الاستهزاء بالسنة و عدم احترامها. حتى قدحت في السنة و أسميتها بالكلام الفارغ و أنت تشعر أو لا تشعر. سبحان الله كثيرا ما أسمع شيخك يقول هذه الكلمة . هذا كلام فارغ . هذا كلام فارغ . حتى في حق البخاري و شراحه.
بارك الله فيك اخي الكريم
ونحن اهل السنة حجتنا قال الله قال الرسول ولابد من الدليل لاي فتوى وهذا ما يفرقنا على الروافض فهم لا يأخذون بالدليل لانهم يعتقدون ان الراد على الامام كالراد على الله عز وجل لذا ترى الظلال عنهم
تقول عن هذه المشاركة أنها كلام فارغ . أشبهت شيخك يا فارغ . تقول لمن ينصح باتباع كتاب الله و سنة الرسول الكريم و الاستدلال بهما كلام فارغ . اذن بماذا نستدل بالقرآن فقط . أنت لا تستحق الحضر المؤقت بل تستحق الحضر الدائم فقد بالغت في التطاول على سنة الرسول الكريم و على علماء الامة الذين أفحموا شيخك الرافضي و أغاضوه
حتى و هم في قبورهم كشيخ الاسلام ابن تيمية . و لكن فليعلم شيخك حتى و ان نجح في اضلالك حتى وصلت لحد التعصب له و تقليده حتى فيما يقول حرف حرف كلمة كلمة . دونما نراك تخطؤه في شيء. بل تنقل عنه و كأنه معصوم و هو نكرة في نكرة في نكرة . و فوق هذا من تلاميذ البوطي و الله المستعان. ليعلم شيخك بأن الناس يدخلون في دين الله أفواجا رغم ضعف الاسلام بسبب أمثالك . و أن أمرك الى زوال فكما ظهرت فجأة فستختفي فجأة .
ابن الواد
2012-09-24, 08:56
قلتها من قبل و أعيدها يا منكر السنة أحببت أم كرهت علمت أم لم تعلم يا تلميذ الرافضي الخبيث عدنان ابراهيم الذي علمك الاستهزاء بالسنة و عدم احترامها. حتى قدحت في السنة و أسميتها بالكلام الفارغ و أنت تشعر أو لا تشعر. سبحان الله كثيرا ما أسمع شيخك يقول هذه الكلمة . هذا كلام فارغ . هذا كلام فارغ . حتى في حق البخاري و شراحه.
تقول عن هذه المشاركة أنها كلام فارغ . أشبهت شيخك يا فارغ . تقول لمن ينصح باتباع كتاب الله و سنة الرسول الكريم و الاستدلال بهما كلام فارغ . اذن بماذا نستدل بالقرآن فقط . أنت لا تستحق الحضر المؤقت بل تستحق الحضر الدائم فقد بالغت في التطاول على سنة الرسول الكريم و على علماء الامة الذين أفحموا شيخك الرافضي و أغاضوه
حتى و هم في قبورهم كشيخ الاسلام ابن تيمية . و لكن فليعلم شيخك حتى و ان نجح في اضلالك حتى وصلت لحد التعصب له و تقليده حتى فيما يقول حرف حرف كلمة كلمة . دونما نراك تخطؤه في شيء. بل تنقل عنه و كأنه معصوم و هو نكرة في نكرة في نكرة . و فوق هذا من تلاميذ البوطي و الله المستعان. ليعلم شيخك بأن الناس يدخلون في دين الله أفواجا رغم ضعف الاسلام بسبب أمثالك . و أن أمرك الى زوال فكما ظهرت فجأة فستختفي فجأة .
أولا وقبل كل شيء لا تدلس يا هذا، قلت كلام فارغ -يا فهيم- ليس لأنك قلت: "قال الله.. قال الرسول"، وإنما لأن في كلامك دعوى عريضة، وهي قولك: "ونحن أهل السنة حجتنا قال الله قال الرسول ولابد من الدليل..." وكأن غيركم يتلاعب بدينه، ويراوغ في الأدلة ويتجاهلها، والحق أنكم تسلمون بكتب في السنة على رمتها، ورغم علاتها، ومعارضتها للنصوص القرآنية، وقد بين الشراح ذلك عبر التاريخ، لكن تصرون مثلا على أن "كل ما في الصحيحين صحيح"، وفي هذا أكبر الإساءة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلى كتاب ربنا تعالى.
بل أجزم أن ذلك الفيلم التعيس، المسيء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتلك الرسوم الكاريكاتورية؛ إنما استوحيت على روايات موجودة في الصحيحين وغيرهما، لا تستح من جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- رجل الشهوة والقتل وملاحقة الآخرين ومضايقتهم، وكل ذلك هراء وكلام فارغ، ولا أدري متى تستيقظون وتعترفون بسقوط بعض الروايات وأنها مدخولة ومدسوسة، وأن جهد البخاري ومسلم وكل مدون وجامع إنما هو جهد بشري! ولقد تعرض الشيخ عدنان لجملة من تلك الأحاديث مؤخرا -على الأقل- وفي الصحيحين!
أما هذا الكبر الطائفي والاستعلاء على الآخرين وكأنكم تملكون الحقيقة المطلقة، فهذا كله أعتبره جزءا من غباء الحنابلة المعروف! لذا يعد شيئا قبيحا أن تزعم الدفاع عن السنة، وأن غيركم ينكرها! نعم يجب شرعا أن ننكر ما ينكر منها، أحب من أحب وكره من كره، وميزاننا في ذلك القرآن الكريم المتواتر، الذي يعلو ولا يعلى عليه، هل فهمت المسألة؟!
أظنك كالعادة ستجادل في هذه الواضحات، وربما تسكت عن صمت وإصرار، وكل ذلك قد خبرناه، وربما جزائي الحذف والحظر، لكن لا أستطيع أن أكذب على نفسي مرة، ولم أعشق الشيخ عدنان ويعشقه الآلاف معي، وكل يوم يزداودون ولله الحمد والمنة، إلا لأنه يتحدث بمنطق يلامس شغاف القلوب، ويبهر الألباب، فلا يجعلك تخاصم فطرتك، ولا تناقض عقلك.. حفظه الله للمسلمين حتى يؤدي رسالته الحقة في المسلمين قبل غيرهم.. آمين يارب العالمين!
الاخ رضا
2012-09-24, 11:50
أولا وقبل كل شيء لا تدلس يا هذا، قلت كلام فارغ -يا فهيم- ليس لأنك قلت: "قال الله.. قال الرسول"، وإنما لأن في كلامك دعوى عريضة، وهي قولك: "ونحن أهل السنة حجتنا قال الله قال الرسول ولابد من الدليل..." وكأن غيركم يتلاعب بدينه، ويراوغ في الأدلة ويتجاهلها، والحق أنكم تسلمون بكتب في السنة على رمتها، ورغم علاتها، ومعارضتها للنصوص القرآنية، وقد بين الشراح ذلك عبر التاريخ، لكن تصرون مثلا على أن "كل ما في الصحيحين صحيح"، وفي هذا أكبر الإساءة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلى كتاب ربنا تعالى.
بل أجزم أن ذلك الفيلم التعيس، المسيء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتلك الرسوم الكاريكاتورية؛ إنما استوحيت على روايات موجودة في الصحيحين وغيرهما، لا تستح من جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- رجل الشهوة والقتل وملاحقة الآخرين ومضايقتهم، وكل ذلك هراء وكلام فارغ، ولا أدري متى تستيقظون وتعترفون بسقوط بعض الروايات وأنها مدخولة ومدسوسة، وأن جهد البخاري ومسلم وكل مدون وجامع إنما هو جهد بشري! ولقد تعرض الشيخ عدنان لجملة من تلك الأحاديث مؤخرا -على الأقل- وفي الصحيحين!
أما هذا الكبر الطائفي والاستعلاء على الآخرين وكأنكم تملكون الحقيقة المطلقة، فهذا كله أعتبره جزءا من غباء الحنابلة المعروف! لذا يعد شيئا قبيحا أن تزعم الدفاع عن السنة، وأن غيركم ينكرها! نعم يجب شرعا أن ننكر ما ينكر منها، أحب من أحب وكره من كره، وميزاننا في ذلك القرآن الكريم المتواتر، الذي يعلو ولا يعلى عليه، هل فهمت المسألة؟!
أظنك كالعادة ستجادل في هذه الواضحات، وربما تسكت عن صمت وإصرار، وكل ذلك قد خبرناه، وربما جزائي الحذف والحظر، لكن لا أستطيع أن أكذب على نفسي مرة، ولم أعشق الشيخ عدنان ويعشقه الآلاف معي، وكل يوم يزداودون ولله الحمد والمنة، إلا لأنه يتحدث بمنطق يلامس شغاف القلوب، ويبهر الألباب، فلا يجعلك تخاصم فطرتك، ولا تناقض عقلك.. حفظه الله للمسلمين حتى يؤدي رسالته الحقة في المسلمين قبل غيرهم.. آمين يارب العالمين!
لا يا أخي بل فهمي كان سليما و أنا أعي ما أقول. المشاركة التي سميتها أنت بالكلام الفارغ فيها الدعوة الى اتباع الكتاب و السنة و الاستدلال بهما و كان الكلام على دين الروافض خاصة. هؤلاء الذين يعتقدون بتحريف القرآن باطنا و يردون السنة الصحيحة بدعوى أنها تخالف القرآن زعموا . و قد وافقتهم بتزيين من شيخك الرافضي أحببت أم كرهت.
نعم كلامك للأسف كله فيه من البواطل الواضحات ما يغني لرد عنه و لكن التأكيد مفيد. نحن أهل السنة و الحمد لله
أكثر من مليار مسلم سني نعتقد أن أصح الكتب بعد كتاب الله هما البخاري و مسلم . و الحمد لله الامة تلقتهما بالقبول و العلماء تدافعوا على شرحهما بكل الاحاديث الواردة فيهما معظمين ما فيهما من أحاديث ثابتة و صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم. أما شيخك و الله المستعان يصف بعض الاحاديث في البخاري و مسلم بأنها خرافية و مكذوبة وواضحة أنها كذب !!!!!!!!!!! وأنها أحاديث تريد أن تسلخ الامة من دينهاو غيرها من الاوصاف المشينة . و شروحات العلماء عليها كالحافظ بن حجر العسقلاني و الحافظ النووي بالتأويلات الفارغة و التكلفات الباردة
والكلام الفارغ . كما قلتها تماما . يتكلم شيخك و كأنه طرزان الامة جاء لبصرها حقيقة دينها زعم و يصرفها عن ثوابتها و عقيدتها و أصولها و التي تلقاها العلماء بعلم عن بعضهم جيلا بعد جيل حتى وصلت الينا.
و على فرض الجري على قول شيخك أن البخاري و مسلم جهد بشري فعمل شيخك أيضا و ردوده الفارغة المهولة جهد بشري أيضا . فمن نختار علماء الامة من لدن رسول الله الله صلى الله عليه و سلم الى يومنا هذا .
أم شيخك الطرزان؟
و الذي يصبح الحليم فيه حيران . أنه لو اعتمد شيخك في رده للاحديث الصحيحة على طريقة أهل السنة العلمية وفق علم الحديث و آلاته من نقد الاسانيد و الرجال الرواة لكان أهون و لكنه للأسف لما كان رافضيا يتبع العقل زعم فهو يمشي على طريقة الروافض في ردهم للأحاديث .
ثم لماذا نراه شرسا مكشرا عن أنيابه عند ذكر اسلام أهل السنة و كتبهم الصحيحة بالخصوص.
و لا نرى منه ذلك من اسلام الروافض و كتبهم المليئة الخاوية من الاسانيد خاصة كتاب الكافي و كتاب نهج البلاغة
و الذي يعتني به و يطلع فلى شروحاته مع ما فيه من الكذب على علي ما الله به عليم.
ثم يا رجل كفى بشيخك ضلالا أنه لا يؤمن لا بالمهدي و لا بخروج الدجال و لا بنزول عيسى عليه السلام
فهل توافقه على هذا ؟!!!!!!!!!!
ابن الواد
2012-09-24, 17:53
لا يا أخي بل فهمي كان سليما و أنا أعي ما أقول. المشاركة التي سميتها أنت بالكلام الفارغ فيها الدعوة الى اتباع الكتاب و السنة و الاستدلال بهما و كان الكلام على دين الروافض خاصة. هؤلاء الذين يعتقدون بتحريف القرآن باطنا و يردون السنة الصحيحة بدعوى أنها تخالف القرآن زعموا . و قد وافقتهم بتزيين من شيخك الرافضي أحببت أم كرهت.
نعم كلامك للأسف كله فيه من البواطل الواضحات ما يغني لرد عنه و لكن التأكيد مفيد. نحن أهل السنة و الحمد لله
أكثر من مليار مسلم سني نعتقد أن أصح الكتب بعد كتاب الله هما البخاري و مسلم . و الحمد لله الامة تلقتهما بالقبول و العلماء تدافعوا على شرحهما بكل الاحاديث الواردة فيهما معظمين ما فيهما من أحاديث ثابتة و صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم. أما شيخك و الله المستعان يصف بعض الاحاديث في البخاري و مسلم بأنها خرافية و مكذوبة وواضحة أنها كذب !!!!!!!!!!! وأنها أحاديث تريد أن تسلخ الامة من دينهاو غيرها من الاوصاف المشينة . و شروحات العلماء عليها كالحافظ بن حجر العسقلاني و الحافظ النووي بالتأويلات الفارغة و التكلفات الباردة
والكلام الفارغ . كما قلتها تماما . يتكلم شيخك و كأنه طرزان الامة جاء لبصرها حقيقة دينها زعم و يصرفها عن ثوابتها و عقيدتها و أصولها و التي تلقاها العلماء بعلم عن بعضهم جيلا بعد جيل حتى وصلت الينا.
و على فرض الجري على قول شيخك أن البخاري و مسلم جهد بشري فعمل شيخك أيضا و ردوده الفارغة المهولة جهد بشري أيضا . فمن نختار علماء الامة من لدن رسول الله الله صلى الله عليه و سلم الى يومنا هذا .
أم شيخك الطرزان؟
و الذي يصبح الحليم فيه حيران . أنه لو اعتمد شيخك في رده للاحديث الصحيحة على طريقة أهل السنة العلمية وفق علم الحديث و آلاته من نقد الاسانيد و الرجال الرواة لكان أهون و لكنه للأسف لما كان رافضيا يتبع العقل زعم فهو يمشي على طريقة الروافض في ردهم للأحاديث .
ثم لماذا نراه شرسا مكشرا عن أنيابه عند ذكر اسلام أهل السنة و كتبهم الصحيحة بالخصوص.
و لا نرى منه ذلك من اسلام الروافض و كتبهم المليئة الخاوية من الاسانيد خاصة كتاب الكافي و كتاب نهج البلاغة
و الذي يعتني به و يطلع فلى شروحاته مع ما فيه من الكذب على علي ما الله به عليم.
ثم يا رجل كفى بشيخك ضلالا أنه لا يؤمن لا بالمهدي و لا بخروج الدجال و لا بنزول عيسى عليه السلام
فهل توافقه على هذا ؟!!!!!!!!!!
كلامك غير صحيح، فأنتم في الاستدلال خاضعون لإيديولوجيا "أهل الحديث" في التاريخ، وهم خاضعون لسياسات معينة معروفة، في النظر إلى الأشخاص والجماعات والمسائل، وإذا كنت لا تعلم بهذا، فأرجو أن تذهب وتقرأ أولا، قبل أن تكتب وتتكلم، ثم إن دعوى اتباع "قال الله، قال الرسول" هي دعوى غيرك يقولها أيضا، فلماذا نصدقك ونكذب غيرك؟! وأرى أن الشيخ عدنان بمنهجه في خطبه ودروسه أولى بها! أي والله !
ودعنا من الروافض، وهذا اللقب الذي لم تجدوا أحسن منه في الوسط (السني) من أجل تشويه سمعة الشيخ عدنان، ويحكم! وهذا تماما مثلما فعلت أمريكا عندما خلطت بين ال إ ره ا ب والإسلام، والهدف تشويه صورة الإسلام، فأنتم على النهج نفسه سائرون.. اتقوا الله في أعراض المسلمين، بله علمائهم!
والشيخ عدنان قد دافع عن عرض عائشة -رضي الله عنها- في وجه ما يقوله الروافض، دفاعا لم يفعله أحد شيوخك من رواد الفضائيات، بل حتى لو كانت لهم نية لما استطاعوا، لأن الأمر يتوقف على القراءة للغير، وهذا ما لا يفعله أولئك!
تابع من هنا:
http://www.youtube.com/watch?v=mvQ0gD5Qzc4
وبالمناسبة فالشيخ عدنان من حيث التعامل مع كتب الحديث،التي تذكرها وتشير إليها، أقوى من شيوخ الفضائيات.. حفظا وفهما وتوظيفا لآليات علم الحديث التقليدية، (وهي بحاجة إلى تجديد –بالمناسبة- لأجل تخليصها من النزعة الطائفية العنصرية البغيضة، التي تقصي كل المسلمين ما عدا تلك الطائفة المسماة بـ "أهل الحديث"، ومن سار في ركابها) وكذا توظيفا لغير آليات ذلك العلم، مما أنتجته العقول الحرة الجبارة، ولا توجد إلا في كتب لا يقرؤها مشايخك أيضا.. كل هذه الأشياء عليك أن تدركها وبسرعة، وإلا فاتك الركب يا هذا!
مرة أخرى.. كل كتاب غير كتاب الله هو جهد بشري، والواقع أثبت كذب دعوى "صحة كل ما في الصحيحين" وأن الأمة "تلقتهما بالقبول" هذا ربما من حيث الجملة، فيفهم الأغبياء ذلك من حيث التفصيل! وإلا فثمة جم غفير من أهل العلم وعبر التاريخ انتقدوا أحاديث فيهما، وحكموا عليها بالضعف تارة، وبالوضع تارة أخرى، ومنهم الشيخ ابن تيمية والألباني، والشيخ عدنان واحد منهم فقط، وحججه واضحة جدا، تخاطب العقول قبل القلوب، وهي ليست بحاجة إلى صك (السلف)، حتى يقبلها الأتباع، وينتشي بها من ينتشي!
ودعك من جري إلى الحديث في مسائل معينة، لأن سيوف التكفير والتضليل والتفسيق والتبديع كعادتكم جاهزة، لكن أدعوك إلى القراءة والتعلم والاستماع إلى غير طائفتك، فالحق يعرف بذاته، لا لأن الطائفة الفلانية تقول به، هذا مقياس سخيف جدا، إلى جانب عنصريته التي تفوح منه، هداني الله وإياك!
الاخ رضا
2012-09-24, 20:34
الخبيث عدنان ابراهيم يقول عائشة رجلة النساء !
http://www.youtube.com/watch?v=zdHoJw2lSI4
المهم ليس من المستبعد أن يكون ابن الواد هو نفسه عدنان ابراهيم!!!!!!!!!!
و خلاصة القول أنك اذا وضعت علم و فهم عدنان ابراهيم في كفة
ووضعت علم و فهم علماء الاسلام من لدن الصحابة الى يمنا هذا
لرجحت كفته و طاشت كفة العلماء .
يعني علماء الاسلام عاشوا و يعيشون في ضلال مبين
أما عدنان ابراهيم الرافضي أحببت أم كرهت جل عن الخطإ!!!!!!!
فقير إلى الله
2012-09-25, 01:48
أولا وقبل كل شيء لا تدلس يا هذا، قلت كلام فارغ -يا فهيم- ليس لأنك قلت: "قال الله.. قال الرسول"، وإنما لأن في كلامك دعوى عريضة، وهي قولك: "ونحن أهل السنة حجتنا قال الله قال الرسول ولابد من الدليل..." وكأن غيركم يتلاعب بدينه، ويراوغ في الأدلة ويتجاهلها، والحق أنكم تسلمون بكتب في السنة على رمتها، ورغم علاتها، ومعارضتها للنصوص القرآنية، وقد بين الشراح ذلك عبر التاريخ، لكن تصرون مثلا على أن "كل ما في الصحيحين صحيح"، وفي هذا أكبر الإساءة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلى كتاب ربنا تعالى.
بل أجزم أن ذلك الفيلم التعيس، المسيء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتلك الرسوم الكاريكاتورية؛ إنما استوحيت على روايات موجودة في الصحيحين وغيرهما، لا تستح من جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- رجل الشهوة والقتل وملاحقة الآخرين ومضايقتهم، وكل ذلك هراء وكلام فارغ، ولا أدري متى تستيقظون وتعترفون بسقوط بعض الروايات وأنها مدخولة ومدسوسة، وأن جهد البخاري ومسلم وكل مدون وجامع إنما هو جهد بشري! ولقد تعرض الشيخ عدنان لجملة من تلك الأحاديث مؤخرا -على الأقل- وفي الصحيحين!
أما هذا الكبر الطائفي والاستعلاء على الآخرين وكأنكم تملكون الحقيقة المطلقة، فهذا كله أعتبره جزءا من غباء الحنابلة المعروف! لذا يعد شيئا قبيحا أن تزعم الدفاع عن السنة، وأن غيركم ينكرها! نعم يجب شرعا أن ننكر ما ينكر منها، أحب من أحب وكره من كره، وميزاننا في ذلك القرآن الكريم المتواتر، الذي يعلو ولا يعلى عليه، هل فهمت المسألة؟!
أظنك كالعادة ستجادل في هذه الواضحات، وربما تسكت عن صمت وإصرار، وكل ذلك قد خبرناه، وربما جزائي الحذف والحظر، لكن لا أستطيع أن أكذب على نفسي مرة، ولم أعشق الشيخ عدنان ويعشقه الآلاف معي، وكل يوم يزداودون ولله الحمد والمنة، إلا لأنه يتحدث بمنطق يلامس شغاف القلوب، ويبهر الألباب، فلا يجعلك تخاصم فطرتك، ولا تناقض عقلك.. حفظه الله للمسلمين حتى يؤدي رسالته الحقة في المسلمين قبل غيرهم.. آمين يارب العالمين!
أشم رائحة يوغرطة
فقير إلى الله
2012-09-25, 01:53
كلامك غير صحيح، فأنتم في الاستدلال خاضعون لإيديولوجيا "أهل الحديث" في التاريخ، وهم خاضعون لسياسات معينة معروفة، في النظر إلى الأشخاص والجماعات والمسائل، وإذا كنت لا تعلم بهذا، فأرجو أن تذهب وتقرأ أولا، قبل أن تكتب وتتكلم، ثم إن دعوى اتباع "قال الله، قال الرسول" هي دعوى غيرك يقولها أيضا، فلماذا نصدقك ونكذب غيرك؟! وأرى أن الشيخ عدنان بمنهجه في خطبه ودروسه أولى بها! أي والله !
ودعنا من الروافض، وهذا اللقب الذي لم تجدوا أحسن منه في الوسط (السني) من أجل تشويه سمعة الشيخ عدنان، ويحكم! وهذا تماما مثلما فعلت أمريكا عندما خلطت بين ال إ ره ا ب والإسلام، والهدف تشويه صورة الإسلام، فأنتم على النهج نفسه سائرون.. اتقوا الله في أعراض المسلمين، بله علمائهم!
والشيخ عدنان قد دافع عن عرض عائشة -رضي الله عنها- في وجه ما يقوله الروافض، دفاعا لم يفعله أحد شيوخك من رواد الفضائيات، بل حتى لو كانت لهم نية لما استطاعوا، لأن الأمر يتوقف على القراءة للغير، وهذا ما لا يفعله أولئك!
تابع من هنا:
http://www.youtube.com/watch?v=mvq0gd5qzc4
وبالمناسبة فالشيخ عدنان من حيث التعامل مع كتب الحديث،التي تذكرها وتشير إليها، أقوى من شيوخ الفضائيات.. حفظا وفهما وتوظيفا لآليات علم الحديث التقليدية، (وهي بحاجة إلى تجديد –بالمناسبة- لأجل تخليصها من النزعة الطائفية العنصرية البغيضة، التي تقصي كل المسلمين ما عدا تلك الطائفة المسماة بـ "أهل الحديث"، ومن سار في ركابها) وكذا توظيفا لغير آليات ذلك العلم، مما أنتجته العقول الحرة الجبارة، ولا توجد إلا في كتب لا يقرؤها مشايخك أيضا.. كل هذه الأشياء عليك أن تدركها وبسرعة، وإلا فاتك الركب يا هذا!
مرة أخرى.. كل كتاب غير كتاب الله هو جهد بشري، والواقع أثبت كذب دعوى "صحة كل ما في الصحيحين" وأن الأمة "تلقتهما بالقبول" هذا ربما من حيث الجملة، فيفهم الأغبياء ذلك من حيث التفصيل! وإلا فثمة جم غفير من أهل العلم وعبر التاريخ انتقدوا أحاديث فيهما، وحكموا عليها بالضعف تارة، وبالوضع تارة أخرى، ومنهم الشيخ ابن تيمية والألباني، والشيخ عدنان واحد منهم فقط، وحججه واضحة جدا، تخاطب العقول قبل القلوب، وهي ليست بحاجة إلى صك (السلف)، حتى يقبلها الأتباع، وينتشي بها من ينتشي!
ودعك من جري إلى الحديث في مسائل معينة، لأن سيوف التكفير والتضليل والتفسيق والتبديع كعادتكم جاهزة، لكن أدعوك إلى القراءة والتعلم والاستماع إلى غير طائفتك، فالحق يعرف بذاته، لا لأن الطائفة الفلانية تقول به، هذا مقياس سخيف جدا، إلى جانب عنصريته التي تفوح منه، هداني الله وإياك!
كلام خبيث فكيف بقائله
ابن الواد
2012-09-25, 08:53
الخبيث عدنان ابراهيم يقول عائشة رجلة النساء !
http://www.youtube.com/watch?v=zdHoJw2lSI4
المهم ليس من المستبعد أن يكون ابن الواد هو نفسه عدنان ابراهيم!!!!!!!!!!
و خلاصة القول أنك اذا وضعت علم و فهم عدنان ابراهيم في كفة
ووضعت علم و فهم علماء الاسلام من لدن الصحابة الى يمنا هذا
لرجحت كفته و طاشت كفة العلماء .
يعني علماء الاسلام عاشوا و يعيشون في ضلال مبين
أما عدنان ابراهيم الرافضي أحببت أم كرهت جل عن الخطإ!!!!!!!
لا تختلف كثيرا عن أولئك الشيوخ الذين تنقل عنهم، فهم يبحثون في عشرات الفيديوهات من أجل إيجاد مسألة واحدة يقدحون بها في الشيخ عدنان، ثم يضخمونها وينشرونها، لكي يصدوا عشاق الحقيقة من السماع له.. وهيهات!
فاستمع إلى هذا الفيديو، لتتخلص من الجهل، فقاتل الله الجهل ما أقبحه!
http://www.youtube.com/watch?v=8RuphD2j4Q4
وبدل أن تستمع وتتحمل مسؤوليتك العلمية، رحت تقارن بين الشيخ عدنان والعلماء من لدن الصحابة، وهي مقارنة سخيفة جدا، لأنها تتوهم أن أولئك المقارن بهم، كانوا جميعا على رأي واحد، مرة أخرى.. ما أقبح الجهل وأرداه، إذا لم تستطع أن تنصف، فالتزم الصمت -على الأقل-، ولا تتورط في هذه الحماقات التي تكشف عن جهل وتعصب وحمية..أعوذ بالله!
أما مثلك أيها التائه.. جزائري في الصميم، وهذا إن كنت جزائريا أيضا.
ولكن عندي غيرة على هذا البلد العزيز، بكل أطيافه الدينية، فأمثالك بفكرهم المغلق الإقصائي لعنة عليه، لا كثر الله من أشباههم وأشكالهم وتجمعاتهم، وأكثر من ذلك خطر على سلمه وديمقراطيته، وكل من تابع ما يحدث في البلاد العربية مؤخرا، يدرك ذلك، والعاقل تكفيه الإشارة!
]أشم رائحة يوغرطة
أعتقد أننا نتحدث هنا مع أناس فيهم بقية من عقل وفطرة ورشد، ونخاطب فيهم ذلك كله، لا أننا نتحدث مع كلاب مدربة!
فقير إلى الله
2012-09-25, 13:17
لا تختلف كثيرا عن أولئك الشيوخ الذين تنقل عنهم، فهم يبحثون في عشرات الفيديوهات من أجل إيجاد مسألة واحدة يقدحون بها في الشيخ عدنان، ثم يضخمونها وينشرونها، لكي يصدوا عشاق الحقيقة من السماع له.. وهيهات!
فاستمع إلى هذا الفيديو، لتتخلص من الجهل، فقاتل الله الجهل ما أقبحه!
http://www.youtube.com/watch?v=8ruphd2j4q4
وبدل أن تستمع وتتحمل مسؤوليتك العلمية، رحت تقارن بين الشيخ عدنان والعلماء من لدن الصحابة، وهي مقارنة سخيفة جدا، لأنها تتوهم أن أولئك المقارن بهم، كانوا جميعا على رأي واحد، مرة أخرى.. ما أقبح الجهل وأرداه، إذا لم تستطع أن تنصف، فالتزم الصمت -على الأقل-، ولا تتورط في هذه الحماقات التي تكشف عن جهل وتعصب وحمية..أعوذ بالله!
أما مثلك أيها التائه.. جزائري في الصميم، وهذا إن كنت جزائريا أيضا.
ولكن عندي غيرة على هذا البلد العزيز، بكل أطيافه الدينية، فأمثالك بفكرهم المغلق الإقصائي لعنة عليه، لا كثر الله من أشباههم وأشكالهم وتجمعاتهم، وأكثر من ذلك خطر على سلمه وديمقراطيته، وكل من تابع ما يحدث في البلاد العربية مؤخرا، يدرك ذلك، والعاقل تكفيه الإشارة!
]
أعتقد أننا نتحدث هنا مع أناس فيهم بقية من عقل وفطرة ورشد، ونخاطب فيهم ذلك كله، لا أننا نتحدث مع كلاب مدربة!
الزندقة في كلامك ظاهرة للعميان فكيف بالمبصرين تدافع عن ساب عائشة
كيف يكون جوابك يوم القيامة؟
أترضى أن أسب أمك -حتى إن رضيت فلن أفعل-
ووالله أمك لا توافقك على ما تقول إن كانت مسلمة؟
الاخ رضا
2012-09-25, 13:56
ابن الواد (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=429993) الله يهديك.
قرأت تعليقا في أحد المواقع عبر فيه بما كان يختلج بنفسي فرأيت أنه من المناسب نقله هنا.
http://sunnahway.net/node/1127
تناقض عجيب!! (http://sunnahway.net/node/1127#comment-868)
عبدالله الفيفي - الجمعة, 05 ذو القعدة 1433
عجبي لا ينقضي من بعض الذين يستميتون في الدفاع عن عدنان إبراهيم، ويجعلون كلامه قرآنا مُنزها عن الغلط والشّطط وإن لم يصرحو بذلك، ثم يقولون زاعمين التجرد والإنصاف: البخاري بشر يخطئ ويصيب؛ فيا لله العجب !! صحيح البخاري مُحتمل للخطأ، وكلام عدنان إبراهيم غير مُحتمل للخطأ.
وهذا العجب ينسحب على عدنان إبراهيم نفسه وعلى جميع من يطعن في أئمة المُسلمين، لأنّ من يقوم خطيبا أمام الناس، ويقول لهم: أيّها البشر حرروا عقولكم، لا تكونوا أمّعة، لا تقدسوا أناسا مثلكم، ثم يعرض آراءه ويدعوا الناس إلى اتباعها؛ فهو إنما يقول لهم في العقل الباطن الذي لا يدركونه: "أيّها الناس! قدسوني أنا فقط، ولا تأخذوا إلا برأيي، ولا تقلدوا أحدا سواي، فأنا المعصوم والمنزّه عن الغلط لوحدي".
البخاري عرض صحيحه على أئمة الحديث في زمنه، وكان يستخير الله في كل حديث يضعه، وتلقته الأمّة بالقبول، ثم يأتي سُفهاء القرن الخامس عشر ويتطاولون على هذا الإمام الهُمام.
real_madrid
2012-09-25, 15:06
بالنسبة لي يا اخي انا اقول انه يكفي ان توافق الحجة فطرتي فان خالفتها فسأعلم انه هناك شيء خطأ و لا بد من الفهم و الاثباتا و الله اعلم
ابن الواد
2012-09-25, 17:50
الزندقة في كلامك ظاهرة للعميان فكيف بالمبصرين تدافع عن ساب عائشة
كيف يكون جوابك يوم القيامة؟
أترضى أن أسب أمك -حتى إن رضيت فلن أفعل-
ووالله أمك لا توافقك على ما تقول إن كانت مسلمة؟
دعك من اللعب على العواطف، بل من الكذب، وأتحداك إثبات أن الشيخ عدنان سب السيدة عائشة -رضوان الله تعالى عليها-، وقد دافع عنها في مناسبات، وآخرها في خطبته الأخيرة، وقد نقلت للقراء ذلك المقطع، فليرجع إليه من شاء، وأنا مستعد أن أنقل لك روايات من البخاري ومسلم فيها سب للرسول -صلى الله عليه وسلم- وغمزه في شرفه وتقواه، بل أحيانا تصوره كما لو أنه رجل وضيع -والعياذ بالله-!
أما أني أقدس الرجل أي الشيخ عدنان، فهذا من الرجم بالغيب، فلي جملة ملاحظات على خطبه، لكن خلافي معه -إن صح أن يكون لأمثالي خلاف لأمثاله- هو أقل من خلافي مع بعض شيوخ الفضائيات، الذين خلا وطابهم من العلم، فهم -في كثير من الأحيان- لعنة على أفكار الشباب، فما أبعد وعيهم بالواقع التاريخي وبالحاضر من وعي الشيخ عدنان.. حقا، لا مجال للمقارنة، وهذا لا يجادل فيها إلا معاند، وثق فالمستقبل المنظور -بإذن الله- لأمثال الشيخ عدنان، لا لخفيفي الوزن، الذي تصدروا قبل أن يرسخوا في العلم، وتكلموا كثيرا، ولم يقرؤوا إلا قليلا، والله المستعان!
عندما ترى كثرة الردود، وتلك الهبة الكبيرة، لأجل رجل مغترب في الغرب، يصدع -بكل حرية- من منبر مسجد صغير، فاعلم أن الرسالة بلغت أقصاها، وإنما بقي أن ترجع النفوس إلى نفسها، وتكون لها شجاعة الاعتراف بالحق، لا الخوف على المكاسب والمناصب والاعتبارات المذهبية الكاذبة.. لكن يبدو أن الذي يحرك أولئك -مع الأسف- هي هذه المخاوف، والأمر أوضح من أن يستوضح!
أخيرا هذا من كلام الشيخ، أنقله للمناسبة: "أن تنظروا الى عدنان على أنه طالب حق يسعى اليه، يرغَبُ فيه و يُرّغبُ فيه، احترام وتقدير لعدنان، أما أن تصوروا عدنان على أنه منبع الحق ووكيله الحصري، فهذا بمثابة القول: احذروا الدجال!!
متى يأتي الزمان الذي نعرف كيف نفرق فيه بين الزعيم والصنم، وبين العالم والوثن، فنتخلص مرةً وإلى الأبد من كلتا الوثنيتين: السياسية والروحية. و دمتم أحرارا مستقلين".
الاخ رضا
2012-09-26, 11:20
دعك من اللعب على العواطف، بل من الكذب، وأتحداك إثبات أن الشيخ عدنان سب السيدة عائشة -رضوان الله تعالى عليها-، وقد دافع عنها في مناسبات، وآخرها في خطبته الأخيرة، وقد نقلت للقراء ذلك المقطع، فليرجع إليه من شاء، وأنا مستعد أن أنقل لك روايات من البخاري ومسلم فيها سب للرسول -صلى الله عليه وسلم- وغمزه في شرفه وتقواه، بل أحيانا تصوره كما لو أنه رجل وضيع -والعياذ بالله-!
هذا ما يعلمك شيخك البخاري فيه و البخاري فيه و البخاري فيه
كما قلت و أعيد غفل أهل العلم من لدن البخاري الى يومنا عن وجود أحاديث في البخاري تطعن في الرسول
و تنبه لها الطرزان الرافضي عدنان ابراهيم . ما هذا العلم يبقى أن نقول . عدنان ابراهيم علامة الازمنة .
أما عن أمنا عائشة رضي الله عنها فلأنه رافضي خبيث فهو يلمزها و يطعن فيها و لكن بعبارات
موحية و تلميحات تجعل هيبتها تقل في القلوب تدريجيا عند أتباعه و هذا هو مقصوده........
أما أني أقدس الرجل أي الشيخ عدنان، فهذا من الرجم بالغيب، فلي جملة ملاحظات على خطبه، لكن خلافي معه -إن صح أن يكون لأمثالي خلاف لأمثاله- هو أقل من خلافي مع بعض شيوخ الفضائيات، الذين خلا وطابهم من العلم، فهم -في كثير من الأحيان- لعنة على أفكار الشباب، فما أبعد وعيهم بالواقع التاريخي وبالحاضر من وعي الشيخ عدنان.. حقا، لا مجال للمقارنة، وهذا لا يجادل فيها إلا معاند، وثق فالمستقبل المنظور -بإذن الله- لأمثال الشيخ عدنان، لا لخفيفي الوزن، الذي تصدروا قبل أن يرسخوا في العلم، وتكلموا كثيرا، ولم يقرؤوا إلا قليلا، والله المستعان!
عندما ترى كثرة الردود، وتلك الهبة الكبيرة، لأجل رجل مغترب في الغرب، يصدع -بكل حرية- من منبر مسجد صغير، فاعلم أن الرسالة بلغت أقصاها، وإنما بقي أن ترجع النفوس إلى نفسها، وتكون لها شجاعة الاعتراف بالحق، لا الخوف على المكاسب والمناصب والاعتبارات المذهبية الكاذبة.. لكن يبدو أن الذي يحرك أولئك -مع الأسف- هي هذه المخاوف، والأمر أوضح من أن يستوضح!
أخيرا هذا من كلام الشيخ، أنقله للمناسبة: "أن تنظروا الى عدنان على أنه طالب حق يسعى اليه، يرغَبُ فيه و يُرّغبُ فيه، احترام وتقدير لعدنان، أما أن تصوروا عدنان على أنه منبع الحق ووكيله الحصري، فهذا بمثابة القول: احذروا الدجال!!
متى يأتي الزمان الذي نعرف كيف نفرق فيه بين الزعيم والصنم، وبين العالم والوثن، فنتخلص مرةً وإلى الأبد من كلتا الوثنيتين: السياسية والروحية. و دمتم أحرارا مستقلين".
عدنان ابراهيم رافضي خبيث وظف وقته
و جهده في الرد على علماء السنة و هدم أركان دين الاسلام و ثوابته
من سنة و صحابة و علماء السنة على مر العصور و الأزمان الى يومنا هذا.حتى أصبح يخيل لمن يسمعه . أقصد الجاهل بدينه بأن الاسلام الذي عاشه أسلافنا الى اليوم مزيف . و عدنان الطرزان جاء ليبين الاسلام الحق!!!!!!!!!!
لو كان صادقا فيما يفعله لوظف وقته بالكامل
و جهده في هدم دين الروافض الباطل و نقض أصوله فهم أولى بالرد عليهم و تحذير المسلمين من دينهم المخالف لدين الاسلام.
(http://www.youtube.com/watch?v=rg7bIXmzHss)
الاخ رضا
2012-09-26, 11:43
ابن الواد
نريدك أن ترى هذا المقطع و تثبت لنا بأن شيخك لم يكذب.
هو نسب حديث ضعيف للبخاري بينما هو ليس في الصحيح
و جعله حجة على الخرافات التي في البخاري!!!!
و الله المستعان
من اكاذيب عدنان ابراهيم على الامام البخاري (http://www.youtube.com/watch?v=yDx7P54Ujss&feature=plcp)
ابن الواد
2012-09-26, 18:44
عدنان ابراهيم رافضي خبيث وظف وقته
و جهده في الرد على علماء السنة و هدم أركان دين الاسلام و ثوابته
من سنة و صحابة و علماء السنة على مر العصور و الأزمان الى يومنا هذا.حتى أصبح يخيل لمن يسمعه . أقصد الجاهل بدينه بأن الاسلام الذي عاشه أسلافنا الى اليوم مزيف . و عدنان الطرزان جاء ليبين الاسلام الحق!!!!!!!!!!
لو كان صادقا فيما يفعله لوظف وقته بالكامل
و جهده في هدم دين الروافض الباطل و نقض أصوله فهم أولى بالرد عليهم و تحذير المسلمين من دينهم المخالف لدين الاسلام.
واضح لمن تتبع الشيخ عدنان أنه أشعري حتى النخاع، فقها وعقيدة، وله اجتهاداته الخاصة كأي عالم من علماء هذه الطائفة وغيرها، ولا أدري لماذا نُصرّ على إلصاق الرفض والروافض به؟! فهو يترضى على الخلفاء جميعا، كما يترضى على السيدة عائشة -رضي الله عنها- ويدافع عنها، كما يترضى على جل الصحابة، وهذا ما لا يفعله الروافض أبدا، فلماذا هو رافضي ونضيف أيضا نعت "خبيث"؟! الأمر ليس بالهين، والقذف في الإسلام دون بينة وشهود، دونه الحدود.. ولا هوادة!
ألأنه ينتقد بعض الصحابة -وهم معروفون ولا معنى لذكرهم- فهذا أعتبره منهجا قرآنيا سليما؛ فالقرآن الكريم كان شديدا على جيل الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم-، حين يرتكبون المحظور أو يركنون إلى الظلم، واقرؤوا القرآن الكريم، بتدبر لتقفوا على هذه الحقيقة، التي غيبتها ظروف سياسية معينة، طالما أشرت إليها، فكل آية وعيد زاجرة؛ إنما تخاطب ذلك الجيل أولا وقبل كل شيء، فلا ينبغي أن تفوتنا هذه الحقيقة!
بل إن القرآن الكريم عاتب الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مواضع، رغم أنه اجتهد بمقاييسنا، وربما ارتكب خلاف الأولى فقط، وأكثر من ذلك فهو يهدده في آية شهيرة، عندما خاطبه الله تعالى بقوله: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذن لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا}، لاحظوا كلمة "تركن"، ثم "شيئا" ثم "قليلا"، هل تجدون صرامة في التوجيه أقوى من هذه؟!
والسؤال: أين اعتبار الرسالة، ومقام محمد -صلى الله عليه وسلم- وجهوده الدعوية، فضلا عن مقاييس دون ذلك مثل الصحبة والسابقة والأعمال الكثيرة.. كل ذلك لا يساوي عند الله شيئا، إذا ما وقع الركون شيئا قليلا؛ لأن الله تعالى لا يمن عليه بالطاعة، بل هو يمن بالهداية: {يمنون عليك ان أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان}، وقد خاطبنا الله تعالى كما خاطبهم أيضا بقوله: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} فهو الخطاب نفسه، وبالصرامة نفسها.. سبحان الله!
إذن، علينا أن نعيد النظر في موازين النظر إلى الأشخاص، وطبعا أمرنا بالخضوع للحكم الظاهر، أما السرائر وما هو في الحقيقة عند الله؛ فذلك كله متروك لله تعالى، وكل خوض في ذلك هو خوض في علم الله، وتدخل في صلاحياته..
وهذا المفاهيم -أيها الإخوة- من صميم الولاء والبراء، ولنتخفف قليلا من الإرث التاريخي وصراعاته وفتنه ورواياته، فهي تضغط على ذواتنا ومفاهيمنا، فلا تصلنا تصورات القرآن الكريم غضة طرية، رغم أنها فصلت في آيات بينات، وحفظت حفظا متواترا، وأقيمت بها الحجة على الخلق جميعا، فهي كافية جدا، بل ولا تحتاج إلى واسطة، وهل خوطب المسلمون الأوائل إلا بها، وهل تربوا إلا على ضوئها.. فهل نحن أكثر وعيا منهم؟ وأتحدث هنا عن تصورات لا عن أحكام فقهية عملية، فلننتبه جيدا!
ولأذكركم -أخيرا- كما أذكر نفسي بقوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون}، وقد مدح الله قسيسين ورهبانا لماذا؟ لأنهم {لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا إننا آمنا فاكتبا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين} فلنتأسّ بهم، وليكن همنا الدفاع عن الحق متى ما أدركناه، لا الدفاع عن الطائفة والحزب وهذه الاعتبارات التي ستزول -حتما- في يوم ما، بل وتخاصمنا عند الله تعالى، والمقياس: نحن متعصبون فعلا، عندما لا نجد مبررا واضحا وكافيا، لما ننتصر له.. هداني الله وإياكم.
فقير إلى الله
2012-09-27, 00:37
دعك من اللعب على العواطف، بل من الكذب، وأتحداك إثبات أن الشيخ عدنان سب السيدة عائشة -رضوان الله تعالى عليها-، وقد دافع عنها في مناسبات، وآخرها في خطبته الأخيرة، وقد نقلت للقراء ذلك المقطع، فليرجع إليه من شاء، وأنا مستعد أن أنقل لك روايات من البخاري ومسلم فيها سب للرسول -صلى الله عليه وسلم- وغمزه في شرفه وتقواه، بل أحيانا تصوره كما لو أنه رجل وضيع -والعياذ بالله-!
أما أني أقدس الرجل أي الشيخ عدنان، فهذا من الرجم بالغيب، فلي جملة ملاحظات على خطبه، لكن خلافي معه -إن صح أن يكون لأمثالي خلاف لأمثاله- هو أقل من خلافي مع بعض شيوخ الفضائيات، الذين خلا وطابهم من العلم، فهم -في كثير من الأحيان- لعنة على أفكار الشباب، فما أبعد وعيهم بالواقع التاريخي وبالحاضر من وعي الشيخ عدنان.. حقا، لا مجال للمقارنة، وهذا لا يجادل فيها إلا معاند، وثق فالمستقبل المنظور -بإذن الله- لأمثال الشيخ عدنان، لا لخفيفي الوزن، الذي تصدروا قبل أن يرسخوا في العلم، وتكلموا كثيرا، ولم يقرؤوا إلا قليلا، والله المستعان!
عندما ترى كثرة الردود، وتلك الهبة الكبيرة، لأجل رجل مغترب في الغرب، يصدع -بكل حرية- من منبر مسجد صغير، فاعلم أن الرسالة بلغت أقصاها، وإنما بقي أن ترجع النفوس إلى نفسها، وتكون لها شجاعة الاعتراف بالحق، لا الخوف على المكاسب والمناصب والاعتبارات المذهبية الكاذبة.. لكن يبدو أن الذي يحرك أولئك -مع الأسف- هي هذه المخاوف، والأمر أوضح من أن يستوضح!
أخيرا هذا من كلام الشيخ، أنقله للمناسبة: "أن تنظروا الى عدنان على أنه طالب حق يسعى اليه، يرغَبُ فيه و يُرّغبُ فيه، احترام وتقدير لعدنان، أما أن تصوروا عدنان على أنه منبع الحق ووكيله الحصري، فهذا بمثابة القول: احذروا الدجال!!
متى يأتي الزمان الذي نعرف كيف نفرق فيه بين الزعيم والصنم، وبين العالم والوثن، فنتخلص مرةً وإلى الأبد من كلتا الوثنيتين: السياسية والروحية. و دمتم أحرارا مستقلين".
قال الكذاب على الإمام البخاري: وأنا مستعد أن أنقل لك روايات من البخاري ومسلم فيها سب للرسول -صلى الله عليه وسلم- وغمزه في شرفه وتقواه، بل أحيانا تصوره كما لو أنه رجل وضيع -والعياذ بالله-!
والله كلامك تستحق عليه التعزير
ابن الواد
2012-09-27, 08:45
قال الكذاب على الإمام البخاري: وأنا مستعد أن أنقل لك روايات من البخاري ومسلم فيها سب للرسول -صلى الله عليه وسلم- وغمزه في شرفه وتقواه، بل أحيانا تصوره كما لو أنه رجل وضيع -والعياذ بالله-!
والله كلامك تستحق عليه التعزير
فعلا، كأني مع قريش محمد -صلى الله عليه وسلم-، أتحدث في مواضيع غاية في الأهمية، لأنها تصورات قرآنية، فلا أجد إلا من يبحث عن مسائل، لأجل نسبة الكذب، وربما سأجد من يصفني ضمن المجانين، وبهذه الطريقة أيضا يتعامل مشايخ مع الشيخ عدنان، وما ينتجه من فكر، وما يدعو إليه من صحوة!
والقاعدة أنك عندما تجهل شيئا يا هذا، أن تطلب العلم، وتطرح السؤال -بكل أدب- لا إن تسارع إلى الإنكار وإصدار الأحكام (التعزير).. ما شاء الله عليك! فعلا لو صارت الأمور بيدكم، لحاق بالناس سوء العذاب، لأي مخالفة بل لشبهة المخالفة، ما هذا الحمق والطيش والغرور.. لا عقل ، لا رزانة، لا روية!
تعصب مقيت، تدفعه رغبة جامحة في النيل من الآخرين، بشتى أنواع الإيذاء، هل هذا هو إسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي بعث رحمة للعالمين، وإلى أن تتواضع وتسأل، بدل أن تتهجم سأقيم البينة على دعواي، ليس فقط فيما سطرته، ولكن لما قبل ذلك أيضا، ولا أدري لم لم تسطره أيضا؟!
فهل أنت مستعد؟!
فقير إلى الله
2012-09-27, 11:04
فعلا، كأني مع قريش محمد -صلى الله عليه وسلم-، أتحدث في مواضيع غاية في الأهمية، لأنها تصورات قرآنية، فلا أجد إلا من يبحث عن مسائل، لأجل نسبة الكذب، وربما سأجد من يصفني ضمن المجانين، وبهذه الطريقة أيضا يتعامل مشايخ مع الشيخ عدنان، وما ينتجه من فكر، وما يدعو إليه من صحوة!
والقاعدة أنك عندما تجهل شيئا يا هذا، أن تطلب العلم، وتطرح السؤال -بكل أدب- لا إن تسارع إلى الإنكار وإصدار الأحكام (التعزير).. ما شاء الله عليك! فعلا لو صارت الأمور بيدكم، لحاق بالناس سوء العذاب، لأي مخالفة بل لشبهة المخالفة، ما هذا الحمق والطيش والغرور.. لا عقل ، لا رزانة، لا روية!
تعصب مقيت، تدفعه رغبة جامحة في النيل من الآخرين، بشتى أنواع الإيذاء، هل هذا هو إسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي بعث رحمة للعالمين، وإلى أن تتواضع وتسأل، بدل أن تتهجم سأقيم البينة على دعواي، ليس فقط فيما سطرته، ولكن لما قبل ذلك أيضا، ولا أدري لم لم تسطره أيضا؟!
فهل أنت مستعد؟!
والجهل سم قاتل ودواءه سؤال العالم الرباني
هل الإسلام يحتاج إلى إنتاج جديد؟؟؟؟
العلم الذي يؤدي إلى النيل من السابقين الأولين أرميه في الزبالة بل مصير إلى النار إن لم يتغمد الله صاحبة برحمة منه و فضل.
_______________________
قال الكذاب على الإمامين البخاري ومسلم: وأنا مستعد أن أنقل لك روايات من البخاري ومسلم فيها سب للرسول -صلى الله عليه وسلم- وغمزه في شرفه وتقواه، بل أحيانا تصوره كما لو أنه رجل وضيع -والعياذ بالله-!
_______________________
بل أنت كلامك كلام منكر من مناكير و هو أنكر من المنكر-قال علم؟؟؟-
والله المجانين خيرمنك لأنهم رفع القلم منهم
والله لأن يكون مليارمليار من جنسك خصما لي يوم القيامة خير من واحد ممن تسب و على رأسهم الإمام البــــــــــــــــخاري قدس الله روحه
والذي يسب
وأنا مستعد أن أنقل لك روايات من البخاري ومسلم فيها سب للرسول -صلى الله عليه وسلم-
و
غمزه في شرفه
و
تقواه،
بل أحيانا تصوره كما لو أنه رجل وضيع -والعياذ بالله-!
و أترك الحكم للقارئ اللبيب
إخواني والله إن ظلمته أخبروني رد علي,
الاخ رضا
2012-09-27, 12:44
ابن الواد
لو كان شيخك سنيا لكان نقده للصحابة على طريقة
أهل السنة مع حفط مكانة كل الصحابة .
و لكن شيخك الرافضي سار على طريقة الروافض كما قلناها
و نعيدها
و بطريقة خبيثة حتى ينتج لنا أتباع مثلك هداهم الله
لا يقيمون للسنة وزنا و لا يرفعون بها رأسا
و يشككون في عدالة الصحابة بل و يكفرون بعضهم
بربك قل لنا هل معاوية عند شيخك صحابي هل هو مسلم ؟
و هل أبوه أبي سفيان مسلم ؟
هل كفر أهل السنة واحدا من الصحابة
أليس الروافض هم من كفروهم؟
و كما قلت من قبل لماذا ترك دين الشيعة و لم يوله اهتماما بالنقض
مثلما اهتم بمذهب أهل السنة نقضا و هدما و اثارة لشبهات هي أصلا
من الروافض رد عيها العلماء من مئات السنين.
و قد ضم شيخك الى هذا كله كذبا صريحا في مواضع كثيرة
بينها أهل العلم .
و منها ما سألتك عنه في مشاركة سابقة
و لكن لم ترد !!!!!!!!!!!!
ابن الواد
نريدك أن ترى هذا المقطع و تثبت لنا بأن شيخك لم يكذب.
هو نسب حديث ضعيف للبخاري بينما هو ليس في الصحيح
و جعله حجة على الخرافات التي في البخاري!!!!
و الله المستعان
المقطع
من اكاذيب عدنان ابراهيم على الامام البخاري (http://www.youtube.com/watch?v=ydx7p54ujss&feature=plcp)
ابن الواد
2012-09-27, 19:33
ابن الواد
نريدك أن ترى هذا المقطع و تثبت لنا بأن شيخك لم يكذب.
هو نسب حديث ضعيف للبخاري بينما هو ليس في الصحيح
و جعله حجة على الخرافات التي في البخاري!!!!
و الله المستعان
من اكاذيب عدنان ابراهيم على الامام البخاري (http://www.youtube.com/watch?v=ydx7p54ujss&feature=plcp)
في الحقيقة اشتغلت بالأهم، فطالت المشاركة، لذلك لم أتعرض من قبل لهذا التسجيل، وأقول لك ولأولئك المتمشيخة.. هذا الاكتشاف تكون له قيمة علمية، ويرقى إلى أن يكون تهمة بحق، لو أنه صدر من الشيخ عدنان في درس أو خطبة تتحدث في موضوع معين، حضّر له سابقا، ثم إنه أخطأ في نسبة الحديث إلى البخاري أو غيره، والأصل مع ذلك أن يحسن الظن بالعالم؛ لأنه أمين على هذا الدين، والشيخ عدنان يقرر هذا الأمر في مناسبات، وأنا أحسن به الظن جدا، لما أستشعره من لهجة صادقة في حديثه، ربما قل نظيرها في غيره..
أما وأن الخطأ في النسبة، حصل في تلك الدروس التي ألقاها في الكويت الشقيقة، وفي خضم مواضيع علمية كثيرة مفتوحة، فهو أولى بالعذر، بل أسأل أولئك المتمشيخة، ما الذي استفدتم من الشيخ عدنان في سماعكم وتفتيشكم عن قُمله، غير هذا الخطأ أو الوهم في النسبة؟! وجلّ من لا يخطأ ولا ينس ولا يهم، والرواة يقعون في ذلك أيضا؛ لذلك لا نقطع بحديث الآحاد ولا نبني عليه اعتقادا راسخا، رغم أنف من يجادل في ذلك!
من قلة الأدب بل من قلة التدين، المسارعة إلى نسبة الكذب إلى مسلم عامي فضلا عن عالم، ما أبعدنا عن أخلاق القرآن الكريم حين يقول: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}، ولو حصلت مثل هذا التهمة الفاجرة (القذف بتعمد الكذب) في سلطان ما؛ لسارعنا إلى زعم أن ذلك غيبة، وأنه لا يجوز، وأكثرنا الدندنة في ذلك! أما أن يختفي بعض المتمشيخة في غرف مكيفة، ويفتشوا في عيوب أهل العلم، لأجل إدانتهم وتشويه صورتهم في الناس، فذلك نعتبره من الدين.. تبا لهذه النفوس المريضة الحمقاء!
الاخ رضا
2012-09-28, 01:40
في الحقيقة اشتغلت بالأهم، فطالت المشاركة، لذلك لم أتعرض من قبل لهذا التسجيل، وأقول لك ولأولئك المتمشيخة.. هذا الاكتشاف تكون له قيمة علمية، ويرقى إلى أن يكون تهمة بحق، لو أنه صدر من الشيخ عدنان في درس أو خطبة تتحدث في موضوع معين، حضّر له سابقا، ثم إنه أخطأ في نسبة الحديث إلى البخاري أو غيره، والأصل مع ذلك أن يحسن الظن بالعالم؛ لأنه أمين على هذا الدين، والشيخ عدنان يقرر هذا الأمر في مناسبات، وأنا أحسن به الظن جدا، لما أستشعره من لهجة صادقة في حديثه، ربما قل نظيرها في غيره..
أما وأن الخطأ في النسبة، حصل في تلك الدروس التي ألقاها في الكويت الشقيقة، وفي خضم مواضيع علمية كثيرة مفتوحة، فهو أولى بالعذر، بل أسأل أولئك المتمشيخة، ما الذي استفدتم من الشيخ عدنان في سماعكم وتفتيشكم عن قُمله، غير هذا الخطأ أو الوهم في النسبة؟! وجلّ من لا يخطأ ولا ينس ولا يهم، والرواة يقعون في ذلك أيضا؛ لذلك لا نقطع بحديث الآحاد ولا نبني عليه اعتقادا راسخا، رغم أنف من يجادل في ذلك!
من قلة الأدب بل من قلة التدين، المسارعة إلى نسبة الكذب إلى مسلم عامي فضلا عن عالم، ما أبعدنا عن أخلاق القرآن الكريم حين يقول: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}، ولو حصلت مثل هذا التهمة الفاجرة (القذف بتعمد الكذب) في سلطان ما؛ لسارعنا إلى زعم أن ذلك غيبة، وأنه لا يجوز، وأكثرنا الدندنة في ذلك! أما أن يختفي بعض المتمشيخة في غرف مكيفة، ويفتشوا في عيوب أهل العلم، لأجل إدانتهم وتشويه صورتهم في الناس، فذلك نعتبره من الدين.. تبا لهذه النفوس المريضة الحمقاء!
حقيقة حبك الشيء يعمي و يصم.
كذبات شيخك كثيرة جدا للأسف و ثقتك العمياء به ستهدم أصول دينك هذا ان تكن قد هدمت أصلا و الله المستعان.
تعيب على العلماء تتبع زلات هذا الخبيث يا بن الواد هذا الرجل كلامه أو جله في نقد الاسلام و تدمير ثوابته.
لماذا لم تغضب للصحابة و أنت تسمع شيخك يكفر هذا الصحابيان معاوية و أبيه ابو سفيان رضي الله عنهما
لماذا لم تغضب و أنت تسمع سيخك يقول عن عائشة أمنا أنها جاهلة و رجلة.
لماذا لم تغضب و أنت تسمع شيخك يستهزئ بأبي هريرة .
لماذا لم تغضب و أنت تسمع سيخك و هو يطعن و يلمز في عمر بن الخطاب و يقول بأه في الجاهلية كان
يفرغ طاقته في الخمر و في النساء و يعيدها مرااارا و تكرارا و ليس له دليل على ثبوته.
لماذا لم تغضب و أنت تسمع شيخك يطعن في الصحابة الأطهار بأنهم يشتهون شغلات بعدما سرد حديثا و قصة
من خياله و حبكها بالكذب الصراح حتى يطعن في الصحابة و يزهد الناس فيهم.
لماذا .......
لماذا.........
لماذا...........
و لكن ماذا أقول شيخك امتص من قلب أتباعه الغيرة على هذا الدين و رموزه من الصحابة و العلماء.
و كما قلت شيخك محترف كذب و يضحك على عقول أتباعه . ما تعليقك مثلا يابن الواد
على هذا الكذب الصريح الذي تفوه به شيخك الرافضي الزائل عليه من الله ما يستحق .
شاهد واحكم بكذب الزائل. كذب صرييييييييح فأقر بابن الواد .
عدنان ابراهيم يتهم السلفية بالكذب ثم يكذب ! (http://www.youtube.com/watch?v=MAVR7gYHOts)
ابن الواد
2012-09-28, 13:14
حقيقة حبك الشيء يعمي و يصم.
كذبات شيخك كثيرة جدا للأسف و ثقتك العمياء به ستهدم أصول دينك هذا ان تكن قد هدمت أصلا و الله المستعان.
تعيب على العلماء تتبع زلات هذا الخبيث يا بن الواد هذا الرجل كلامه أو جله في نقد الاسلام و تدمير ثوابته.
لماذا لم تغضب للصحابة و أنت تسمع شيخك يكفر هذا الصحابيان معاوية و أبيه ابو سفيان رضي الله عنهما
لماذا لم تغضب و أنت تسمع سيخك يقول عن عائشة أمنا أنها جاهلة و رجلة.
لماذا لم تغضب و أنت تسمع شيخك يستهزئ بأبي هريرة .
لماذا لم تغضب و أنت تسمع سيخك و هو يطعن و يلمز في عمر بن الخطاب و يقول بأه في الجاهلية كان
يفرغ طاقته في الخمر و في النساء و يعيدها مرااارا و تكرارا و ليس له دليل على ثبوته.
لماذا لم تغضب و أنت تسمع شيخك يطعن في الصحابة الأطهار بأنهم يشتهون شغلات بعدما سرد حديثا و قصة
من خياله و حبكها بالكذب الصراح حتى يطعن في الصحابة و يزهد الناس فيهم.
لماذا .......
لماذا.........
لماذا...........
و لكن ماذا أقول شيخك امتص من قلب أتباعه الغيرة على هذا الدين و رموزه من الصحابة و العلماء.
و كما قلت شيخك محترف كذب و يضحك على عقول أتباعه . ما تعليقك مثلا يابن الواد
على هذا الكذب الصريح الذي تفوه به شيخك الرافضي الزائل عليه من الله ما يستحق .
شاهد واحكم بكذب الزائل. كذب صرييييييييح فأقر بابن الواد .
عدنان ابراهيم يتهم السلفية بالكذب ثم يكذب ! (http://www.youtube.com/watch?v=mavr7gyhots)
نقد الصحابة –رضوان الله عليهم- ليس عندي مشكلا بالمرة، ما دمنا نعترف أنهم بشر، وليسوا معصومين، فهلاّ خالفنا مسلك الشيعة في القول بعصمة أيمتهم؟! وأنا نقلت لك موقف القرآن الكريم تجاههم، وصرامته حين ارتكاب بعضهم للمعصية أو ارتطامهم بالمظالم، فكيف إذا كانت أنهار من دماء، وقبل أن تأخذك الحمية يا هذا، على أناس لم تعرفهم إلا من خلال روايات وآراء لمشايخ، وفتن متطاولة عبر قرون.. يجب عليك أن تصرف تلك الحمية دفاعا عن مفاهيم القرآن الكريم وتصوراته الثابتة، عندما تنتهك وتتجاهل وتهجر {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}، على أن بعض مَن وقع الحديث فيهم من أولئك الصحابة، ثبتت فعالهم باتفاق، وإنما هناك مَن ينظر إليهم بمنظار القرآن الصارم، وهناك مَن ينظر إليهم بالمقاييس الطائفية التبريرية الموغلة في الصراع.. هنا الفرق!
وأنا أدعوك إلى الفقرة التي تحدثت فيها عن تصور القرآن الكريم في نظره إلى الأشخاص، وعليك أن ترد عليها فقرة بفقرة، وأن تتذكر أنك مأمور، أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، متى ما ثبت وقوعه، بغض النظر عن الفاعل، هذا هو الميزان الحق، لو كنت تعقل!
وعليك بتجاهل الشيعة وما الشيعة.. في هذا السياق! فهم سبوا الصحابة الأطهار الأتقياء كمثل أبي بكر وعمر –رضي الله تعالى عنهم-، وكان في مقابلهم -وردة للفعل-، مَن أراد أن يجعل الجميع عدولا، رغم ما ثبت في حق بعضهم، ورغم أن آيات القرآن الكريم تشير إلى وجود الناكثين، ومن شأن التطرف أن يؤدي إلى نقيضه، والقرآن الكريم يربينا على الموقف الوسط، لا تحامل ولا تجاهل، بل إنصاف وقول بالحق، وأذكرك أن القرآن الكريم كان صارما مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في أدنى ركون للظلم والبغي، فكيف بمن كان دونه، وروى لنا التاريخ فعالهم !؟
أما بالنسبة لما في الفيديو المشار إليه، فجائز عندي أن يكون الرجل سنيا شاميا، وينطق بما يقوله الشيعة –أحيانا- دون أن يشعر، وهذا لوجوده في وسط يغلب عليه المد الشيعي وإعلامه، كما أن في الجزائر أساتذة في الجامعات يتفوهون في بعض المعتقدات، بما يخالف أشعريتهم الأصيلة، لا لشيء إلا غلبة الإعلام السلفي عليهم، فلم يعودوا يميزون ولا يفرقون!
ثم لا مانع عندي أن ينطق باحث بما يخالف مذهبه، إن علم أن الحق في غير مذهبه، ولكن التيار السلفي لا يريد من أنصاره إلا الإتباع المحض، ومائة بالمائة، وهم مَن هم في تشرب التاريخ ورواياته وأوهامه، والقطع بمروياته الآحادية، والعيش في ظلال سلطاته المتتابعة، ولله الأمر من قبل ومن بعد!
لزهر الصادق
2012-09-28, 15:24
حقيقة حبك الشيء يعمي و يصم.
كذبات شيخك كثيرة جدا للأسف و ثقتك العمياء به ستهدم أصول دينك هذا ان تكن قد هدمت أصلا و الله المستعان.
تعيب على العلماء تتبع زلات هذا الخبيث يا بن الواد هذا الرجل كلامه أو جله في نقد الاسلام و تدمير ثوابته.
لماذا لم تغضب للصحابة و أنت تسمع شيخك يكفر هذا الصحابيان معاوية و أبيه ابو سفيان رضي الله عنهما
لماذا لم تغضب و أنت تسمع سيخك يقول عن عائشة أمنا أنها جاهلة و رجلة.
لماذا لم تغضب و أنت تسمع شيخك يستهزئ بأبي هريرة .
لماذا لم تغضب و أنت تسمع سيخك و هو يطعن و يلمز في عمر بن الخطاب و يقول بأه في الجاهلية كان
يفرغ طاقته في الخمر و في النساء و يعيدها مرااارا و تكرارا و ليس له دليل على ثبوته.
لماذا لم تغضب و أنت تسمع شيخك يطعن في الصحابة الأطهار بأنهم يشتهون شغلات بعدما سرد حديثا و قصة
من خياله و حبكها بالكذب الصراح حتى يطعن في الصحابة و يزهد الناس فيهم.
لماذا .......
لماذا.........
لماذا...........
و لكن ماذا أقول شيخك امتص من قلب أتباعه الغيرة على هذا الدين و رموزه من الصحابة و العلماء.
و كما قلت شيخك محترف كذب و يضحك على عقول أتباعه . ما تعليقك مثلا يابن الواد
على هذا الكذب الصريح الذي تفوه به شيخك الرافضي الزائل عليه من الله ما يستحق .
شاهد واحكم بكذب الزائل. كذب صرييييييييح فأقر بابن الواد .
عدنان ابراهيم يتهم السلفية بالكذب ثم يكذب ! (http://www.youtube.com/watch?v=MAVR7gYHOts)
أخي رضا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحق واضح ومعالمه بيِّنَة ورايته خفاقة
ولا ينكره إلا نكرة جهول ، وبعد قراءة ما سبق هناك كلمة أردتُ أقولها رغم ثِقَلِهَا ومع ثقلها أقولها على مضض :
هذا الخبيث المدعي بأنه ابن الواد ( أشُكُّ في إسلامه ) ولا أخاله إلا زنديقا متستراً بتقية الروافض
وقد قنصه أبو الحارث وفضح أمره
[ وَمَا أَكْثَر الدَّجَالِينَ مَعَنَا هُنَا أَمَثَالَ: (غَارِق الوَادِ = أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَانِ "المحظُور" وَشَيْخِهِ "الغَبِيُّ المتَطَاوِلِ المغْرُور" )]
وأنظر
عدنان إبراهيم والتقنع بقناع السنة (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1014349)
وحسبنا الله على أعداء الاسلام الظاهرين والمتسترين
ابن الواد
2012-09-28, 17:19
أخي رضا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحق واضح ومعالمه بيِّنَة ورايته خفاقة
ولا ينكره إلا نكرة جهول ، وبعد قراءة ما سبق هناك كلمة أردتُ أقولها رغم ثِقَلِهَا ومع ثقلها أقولها على مضض :
هذا الخبيث المدعي بأنه ابن الواد ( أشُكُّ في إسلامه ) ولا أخاله إلا زنديقا متستراً بتقية الروافض
وقد قنصه أبو الحارث وفضح أمره
[ وَمَا أَكْثَر الدَّجَالِينَ مَعَنَا هُنَا أَمَثَالَ: (غَارِق الوَادِ = أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَانِ "المحظُور" وَشَيْخِهِ "الغَبِيُّ المتَطَاوِلِ المغْرُور" )]
وأنظر
عدنان إبراهيم والتقنع بقناع السنة (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1014349)
وحسبنا الله على أعداء الاسلام الظاهرين والمتسترين
حقا تدخل تافه، ولا يصدر إلا من تائه، فبدل أن تواجه الحجة بالحجة، رحت تنفس على زميلك، بهذه الطريقة الخبيثة القلقة، التي توحش النفوس.. التجاهل ليس حلا يا هذا، فاعلم.. إما أن تجد الجواب على ما يرد عليك من أسئلة، وما تبصر به من أدلة، وإما ستبقى في حرج وفي تناقض أبد الدهر !
فعلا، قمة الغرور.. أن تجد منظومة متناقضة غير متماسكة، ثم تجد من يتكلم عنها، وكأن كل شيء على ما يرام، فهذا لا يصدر إلا من جاهل لا يفقه الحجة، أو متجاهل لا يأبه بها، ولا أحسبك إلا أحد الرجلين!
ابن الواد
2012-09-28, 18:10
حقيقة حبك الشيء يعمي و يصم.
كذبات شيخك كثيرة جدا للأسف و ثقتك العمياء به ستهدم أصول دينك هذا ان تكن قد هدمت أصلا و الله المستعان.
تعيب على العلماء تتبع زلات هذا الخبيث يا بن الواد هذا الرجل كلامه أو جله في نقد الاسلام و تدمير ثوابته.
لماذا لم تغضب للصحابة و أنت تسمع شيخك يكفر هذا الصحابيان معاوية و أبيه ابو سفيان رضي الله عنهما
لماذا لم تغضب و أنت تسمع سيخك يقول عن عائشة أمنا أنها جاهلة و رجلة.
لماذا لم تغضب و أنت تسمع شيخك يستهزئ بأبي هريرة .
لماذا لم تغضب و أنت تسمع سيخك و هو يطعن و يلمز في عمر بن الخطاب و يقول بأه في الجاهلية كان
يفرغ طاقته في الخمر و في النساء و يعيدها مرااارا و تكرارا و ليس له دليل على ثبوته.
لماذا لم تغضب و أنت تسمع شيخك يطعن في الصحابة الأطهار بأنهم يشتهون شغلات بعدما سرد حديثا و قصة
من خياله و حبكها بالكذب الصراح حتى يطعن في الصحابة و يزهد الناس فيهم.
لماذا .......
لماذا.........
لماذا...........
و لكن ماذا أقول شيخك امتص من قلب أتباعه الغيرة على هذا الدين و رموزه من الصحابة و العلماء.
و كما قلت شيخك محترف كذب و يضحك على عقول أتباعه . ما تعليقك مثلا يابن الواد
على هذا الكذب الصريح الذي تفوه به شيخك الرافضي الزائل عليه من الله ما يستحق .
شاهد واحكم بكذب الزائل. كذب صرييييييييح فأقر بابن الواد .
عدنان ابراهيم يتهم السلفية بالكذب ثم يكذب ! (http://www.youtube.com/watch?v=MAVR7gYHOts)
نقد الصحابة –رضوان الله عليهم- ليس عندي مشكلا بالمرة، ما دمنا نعترف أنهم بشر، وليسوا معصومين، فهلاّ خالفنا مسلك الشيعة في القول بعصمة أيمتهم؟! وأنا نقلت لك موقف القرآن الكريم تجاههم، وصرامته حين ارتكاب بعضهم للمعصية أو ارتطامهم بالمظالم، فكيف إذا كانت أنهار من دماء، وقبل أن تأخذك الحمية يا هذا، على أناس لم تعرفهم إلا من خلال روايات وآراء لمشايخ، وفتن متطاولة عبر قرون.. يجب عليك أن تصرف تلك الحمية دفاعا عن مفاهيم القرآن الكريم وتصوراته الثابتة، عندما تنتهك وتتجاهل وتهجر {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}، على أن بعض مَن وقع الحديث فيهم من أولئك الصحابة، ثبتت فعالهم باتفاق، وإنما هناك مَن ينظر إليهم بمنظار القرآن الصارم، وهناك مَن ينظر إليهم بالمقاييس الطائفية التبريرية الموغلة في الصراع.. هنا الفرق!
وأنا أدعوك إلى الفقرة التي تحدثت فيها عن تصور القرآن الكريم في نظره إلى الأشخاص، وعليك أن ترد عليها فقرة بفقرة، وأن تتذكر أنك مأمور، أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، متى ما ثبت وقوعه، بغض النظر عن الفاعل، هذا هو الميزان الحق، لو كنت تعقل!
وعليك بتجاهل الشيعة وما الشيعة.. في هذا السياق! فهم سبوا الصحابة الأطهار الأتقياء كمثل أبي بكر وعمر –رضي الله تعالى عنهم-، وكان في مقابلهم -وردة للفعل-، مَن أراد أن يجعل الجميع عدولا، رغم ما ثبت في حق بعضهم، ورغم أن آيات القرآن الكريم تشير إلى وجود الناكثين، ومن شأن التطرف أن يؤدي إلى نقيضه، والقرآن الكريم يربينا على الموقف الوسط، لا تحامل ولا تجاهل، بل إنصاف وقول بالحق، وأذكرك أن القرآن الكريم كان صارما مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في أدنى ركون للظلم والبغي، فكيف بمن كان دونه، وروى لنا التاريخ فعالهم !؟
أما بالنسبة لما في الفيديو المشار إليه، فجائز عندي أن يكون الرجل سنيا شاميا، وينطق بما يقوله الشيعة –أحيانا- دون أن يشعر، وهذا لوجوده في وسط يغلب عليه المد الشيعي وإعلامه، كما أن في الجزائر أساتذة في الجامعات يتفوهون في بعض المعتقدات، بما يخالف أشعريتهم الأصيلة، لا لشيء إلا غلبة الإعلام السلفي عليهم، فلم يعودوا يميزون ولا يفرقون!
ثم لا مانع عندي أن ينطق باحث بما يخالف مذهبه، إن علم أن الحق في غير مذهبه، ولكن التيار السلفي لا يريد من أنصاره إلا الإتباع المحض، ومائة بالمائة، وهم مَن هم في تشرب التاريخ ورواياته وأوهامه، والقطع بمروياته الآحادية، والعيش في ظلال سلطاته المتتابعة، ولله الأمر من قبل ومن بعد!
تابع لأجل توسعة الذهن..
السلطة المعرفية هل هي ظاهرة صحية؟ (http://www.youtube.com/watch?v=9LaSvijoN7c)
لزهر الصادق
2012-09-28, 18:10
http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/c15.0.403.403/p403x403/527887_400528430007862_1377118413_n.jpg
لزهر الصادق
2012-09-28, 18:36
هذا الخبيث المدعي بأنه ابن الواد ( أشُكُّ في إسلامه ) ولا أخاله إلا زنديقا متستراً بتقية الروافض
وقد قنصه أبو الحارث وفضح أمره
[ وَمَا أَكْثَر الدَّجَالِينَ مَعَنَا هُنَا أَمَثَالَ: (غَارِق الوَادِ = أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَانِ "المحظُور" وَشَيْخِهِ "الغَبِيُّ المتَطَاوِلِ المغْرُور" )]
وأنظر
عدنان إبراهيم والتقنع بقناع السنة (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1014349)
وحسبنا الله على أعداء الاسلام الظاهرين والمتسترين
ابو الحارث مهدي
2012-09-29, 00:12
وليهنأ لك العيش يا (غارق الواد) اطمئن ولا تخف، لك أن تنام ملء جفونك قرير العين
(فَمَا أَحوَجَكَ أَنْ يَصْنَعَ بِكَ عُمَرُ بن الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-كَمَا صَنَعَ بِصَبِيغ)
آهٍ... لو عاش زماننا .
قال ربُّ العالمين:
﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾
[ الحج : 46 ]
﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾
روى الدارمي في سننه:
(أن صبيغًا جعل يسأل عمر أشياء من القرآن في أجناد المسلمين، حتى قدم مصر، فبعث به عمرو ابن العاص إلى عمر بن الخطاب، فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه فقال: أين الرجل؟ فقال: في الرحل، قال عمر: أبصر أن يكون ذهب فتصيبك مني العقوبة الموجعة، فأتاه به، فقال عمر: تسأل محدثة، فأرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره وبرة، ثم تركه حتى برئ، ثم عاد له، ثم تركه حتى برئ، فدعا به ليعود له، قال: فقال صبيغ: إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلًا جميلًا، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت.
فأذن له إلى أرضه، وكتب إلى أبي موسى الأشعري ألا يجالسه أحد من المسلمين، فاشتد ذلك على الرجل، فكتب أبو موسى إلى عمر أن قد حسنت توبته، فكتب عمر أن يأذن للناس لمجالسته).
سنن الدارمي (1/67) (148).
وبعد مضي عشرين عاما جاءه الخوارج وقالوا يا صبيغ: الآن ! نتخذك رئيسا لنا
فقال لهم : لا... لقد أدبني ذلك الرجل
الاخ رضا
2012-09-29, 01:15
ابن الواد
لا أجد ما أقوله مع تعنتك و تعصبك لشيخك الذي انكشفت لنا حقيقته الا الله يهديك
تستميت في الدفاع عن شيخك النكرة اذا نقده أهل العلم و بينوا كذبه و خبثه و مخططه و بأقواله صوت و صورة.
أما الصحابة و هم أفضل البشر بعد الرسل و الأنبياء فلا نرى لك أي نكير على شيخك و هو
الذي يكفر بعضهم و يفسق بعضهم و يسب بعضهم و يكذب يكذب و يلبس .
يا حسرة على قلوب ماتت فيها الغيرة على أعراض الصحابة فهدم دينها بذلك.
هذه ردود العلماء و طلاب العلم على النكرة عدمان المفاهيم .
و كلها موثقة بأقواله و أفعاله.
﴿ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾[الأنعام :55]
http://www.aborashed.com/2009/03/blog-post_25.html
قال ابن القيم في كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية ص 157
والمقصود : أن الله سبحانه يحبُّ أن تُعرف سبيل أعدائه لتُجتنب وتُبغض، كما يحب أن تُعرف سبيل أوليائه لتُحب وتسلك. وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار ما لا يعلمه إلا الله؛ من معرفة عموم ربوبيته سبحانه وحكمته، وكمال أسمائه وصفاته، وتعلُّقها بمتعلقاتها، واقتفائها لآثارها وموجباتها. وذلك من أعظم الدلالة على ربوبيته وملكه وإلهيته وحُبِّه وبغضه وثوابه وعقابه.
والله أعلم.
http://im24.gulfup.com/RDDD2.jpg (http://www.gulfup.com/?kjBPWD)
http://im24.gulfup.com/pQ123.jpg (http://www.gulfup.com/?YlRJCi)
http://im24.gulfup.com/eIaM4.jpg (http://www.gulfup.com/?xkmgtI)
http://im24.gulfup.com/YPlO1.jpg (http://www.gulfup.com/?AU0OGJ)
عدنان إبراهيم في ميزان الحقيقة (http://www.youtube.com/watch?v=qA9NftFZ2vo&list=UUFjVK-N4VQFkBcp7yUo6sqA&index=44&feature=plcp)
الرد على عدنان ابراهيم - الشيخ عبدالرحمن الدمشقية (http://www.youtube.com/watch?v=3KOy_fUTp34)
عثمان الخميس: و الرد على [عدنان إبراهيم]-الحلقة كاملة (http://www.youtube.com/watch?v=PRz35G5U5Lk)
رد على عدنان إبراهيم بإنكار نزول عيسى الشيخ محمد حسن الددو (http://www.youtube.com/watch?v=phvGsYg0W2s)
جلسة حوارية للرد على عدنان ابراهيم - عثمان الخميس (http://www.youtube.com/watch?v=_-Wmcj61zks)
رد على عدنان ابراهيم في طعن المعاوية الشيخ محمد حسن الددو (http://www.youtube.com/watch?v=yPv-rdMH3Rc)
تفاصيل هروب الجبان عدنان إبراهيم من مناظرة اهل السنة (http://www.youtube.com/watch?v=DS78HEl-pqs&list=UUFjVK-N4VQFkBcp7yUo6sqA&index=18&feature=plcp)
رد علماء الإسلام على طعن عدنان إبراهيم بالبخاري (http://www.youtube.com/watch?v=mkmavQY5OE0&list=UUFjVK-N4VQFkBcp7yUo6sqA&index=30&feature=plcp)
د.حاتم العوني , هل يجوز فتح ملف معاوية رضي الله عنه ؟! (http://www.youtube.com/watch?v=FkBwUQWHbA8&list=UUFjVK-N4VQFkBcp7yUo6sqA&index=37&feature=plcp)
عدنان إبراهيم خريج مدرسة الشبيح البوطي (http://www.youtube.com/watch?v=W6zOiPSNSp8&list=UUFjVK-N4VQFkBcp7yUo6sqA&index=48&feature=plcp)
عدنان ابراهيم ينكر نزول عيسى و حكم منكره! (http://www.youtube.com/watch?v=iACel5_OELw&list=UUFjVK-N4VQFkBcp7yUo6sqA&index=58&feature=plcp)
الشيخ عبدالله نهاري : لا يسب الصحابة إلا زنديق (http://www.youtube.com/watch?v=Z7EhN8v-UWU&list=UUFjVK-N4VQFkBcp7yUo6sqA&index=70&feature=plcp)
من الكاذب عدنان ابراهيم ام السلفية ؟! (http://www.youtube.com/watch?v=fO7FDioV-0Q&list=UUFjVK-N4VQFkBcp7yUo6sqA&index=120&feature=plcp)
فقير إلى الله
2012-09-29, 11:14
ابن الواد
لا أجد ما أقوله مع تعنتك و تعصبك لشيخك الذي انكشفت لنا حقيقته الا الله يهديك
تستميت في الدفاع عن شيخك النكرة اذا نقده أهل العلم و بينوا كذبه و خبثه و مخططه و بأقواله صوت و صورة.
أما الصحابة و هم أفضل البشر بعد الرسل و الأنبياء فلا نرى لك أي نكير على شيخك و هو
الذي يكفر بعضهم و يفسق بعضهم و يسب بعضهم و يكذب يكذب و يلبس .
يا حسرة على قلوب ماتت فيها الغيرة على أعراض الصحابة فهدم دينها بذلك.
هذه ردود العلماء و طلاب العلم على النكرة عدمان المفاهيم .
و كلها موثقة بأقواله و أفعاله.
﴿ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾[الأنعام :55]
http://www.aborashed.com/2009/03/blog-post_25.html
قال ابن القيم في كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية ص 157
والمقصود : أن الله سبحانه يحبُّ أن تُعرف سبيل أعدائه لتُجتنب وتُبغض، كما يحب أن تُعرف سبيل أوليائه لتُحب وتسلك. وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار ما لا يعلمه إلا الله؛ من معرفة عموم ربوبيته سبحانه وحكمته، وكمال أسمائه وصفاته، وتعلُّقها بمتعلقاتها، واقتفائها لآثارها وموجباتها. وذلك من أعظم الدلالة على ربوبيته وملكه وإلهيته وحُبِّه وبغضه وثوابه وعقابه.
والله أعلم.
http://im24.gulfup.com/rddd2.jpg (http://www.gulfup.com/?kjbpwd)
http://im24.gulfup.com/pq123.jpg (http://www.gulfup.com/?ylrjci)
http://im24.gulfup.com/eiam4.jpg (http://www.gulfup.com/?xkmgti)
http://im24.gulfup.com/yplo1.jpg (http://www.gulfup.com/?au0ogj)
عدنان إبراهيم في ميزان الحقيقة (http://www.youtube.com/watch?v=qa9nftfz2vo&list=uufjvk-n4vqfkbcp7yuo6sqa&index=44&feature=plcp)
الرد على عدنان ابراهيم - الشيخ عبدالرحمن الدمشقية (http://www.youtube.com/watch?v=3koy_futp34)
عثمان الخميس: و الرد على [عدنان إبراهيم]-الحلقة كاملة (http://www.youtube.com/watch?v=prz35g5u5lk)
رد على عدنان إبراهيم بإنكار نزول عيسى الشيخ محمد حسن الددو (http://www.youtube.com/watch?v=phvgsyg0w2s)
جلسة حوارية للرد على عدنان ابراهيم - عثمان الخميس (http://www.youtube.com/watch?v=_-wmcj61zks)
رد على عدنان ابراهيم في طعن المعاوية الشيخ محمد حسن الددو (http://www.youtube.com/watch?v=ypv-rdmh3rc)
تفاصيل هروب الجبان عدنان إبراهيم من مناظرة اهل السنة (http://www.youtube.com/watch?v=ds78hel-pqs&list=uufjvk-n4vqfkbcp7yuo6sqa&index=18&feature=plcp)
رد علماء الإسلام على طعن عدنان إبراهيم بالبخاري (http://www.youtube.com/watch?v=mkmavqy5oe0&list=uufjvk-n4vqfkbcp7yuo6sqa&index=30&feature=plcp)
د.حاتم العوني , هل يجوز فتح ملف معاوية رضي الله عنه ؟! (http://www.youtube.com/watch?v=fkbwuqwhba8&list=uufjvk-n4vqfkbcp7yuo6sqa&index=37&feature=plcp)
عدنان إبراهيم خريج مدرسة الشبيح البوطي (http://www.youtube.com/watch?v=w6zoipsnsp8&list=uufjvk-n4vqfkbcp7yuo6sqa&index=48&feature=plcp)
عدنان ابراهيم ينكر نزول عيسى و حكم منكره! (http://www.youtube.com/watch?v=iacel5_oelw&list=uufjvk-n4vqfkbcp7yuo6sqa&index=58&feature=plcp)
الشيخ عبدالله نهاري : لا يسب الصحابة إلا زنديق (http://www.youtube.com/watch?v=z7ehn8v-uwu&list=uufjvk-n4vqfkbcp7yuo6sqa&index=70&feature=plcp)
من الكاذب عدنان ابراهيم ام السلفية ؟! (http://www.youtube.com/watch?v=fo7fdiov-0q&list=uufjvk-n4vqfkbcp7yuo6sqa&index=120&feature=plcp)
جزاكم الله خيرا
عدنان إبراهيم لم أكن أعرفه جيدا؟؟
و الأن أقول
هو كلب من كلاب الرافضة
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir