زهرة القدس
2007-07-10, 10:50
وفاء علي إدريس" بطلة سوف يتذكر اسمها جيداً، الإسرائيليون والفلسطينيون أيضاً, وكل من يغار على فلسطين فقد خطّت بجسدها الطاهر واحدة من أشرف العمليات الإستشهادية في السنوات الأخيرة, والتي أصابت العدو الإسرائيلي بالذهول لتضحية الفتيات الفلسطينيات بأنفسهن فداء لوطنهن، ونجم عن العملية التي جرت الأحد بتاريخ 27/1/2002 إصابة أكثر من 70 إسرائيلياً بالقدس الغربية. وقد جاء في البيان الذي أصدرته كتائب شهداء الأقصى: "أنها الشهيدة البطلة, ابنة الكتائب الأبية "وفاء على إدريس" البالغة من العمر 26 عاماً, ومن سكان قلعة الصمود مخيم الأمعري
وكانت وفاء إدريس التي تعمل متطوعة في الهلال الأحمر الفلسطيني قد غادرت منزل ذويها الأحد 27/1/2002 واختفت من هذا الوقت, وذكرت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني" أن وفاء عملت كمتطوعة في لجان الهلال الأحمر, وقد اختفت آثارها قبيل ظهر الأحد (يوم وقوع العملية) ولم تظهر منذ ذلك التاريخ
وأضافت المصادر أن وفاء وصلت إلى عملها كالمعتاد الأحد 27/1/2002,غير أنها أخذت إذن مغادرة في موعد سابق على حدوث العملية, ولم تعد بعدها إلى العمل"
و هذا التعليق احدى صديقاتها :
أيها الناس .. من رأى منكم امرأة فارعة الطول واسعة العينين جميلة الشكل كانت تعد لبيت الزوجية ثم فضلت الموت على البيت السعيد فقامت بتفجير نفسها لأن السعادة مع الاحتلال منتفية .. من رأى منكم وفاء .. وهي تحزم نفسها بالموت على قارعة الطريق عندما لبت نداء فلسطين .. من رأى منكم امرأة بالف رجل .. تعيد الينا ذكريات شقيقاتها من السلف عندما كن يرافقن الجيوش الزاحفة نحو عالم جديد يلفه دين جديد يغطي هذا الكون بعدله وحلمه وبطولته .. من رأى منكم وفاء ادريس وهي دامعة العينين باكية على من يموتون بالمجان لكنها ابدا لم تبك على نفسها عندما قررت ان تخوض تجربة الموت وهي بعد صبية.
من رأى منكم وفاء وهي تضمد جراحات المنتفضين تداوي هذا وتواسي ذاك وهي تعلم علم اليقين انها ذاهبة للموت فلا تبتئس ..وفاء انسانة ككل البشر .. تحلم بالبيت السعيد والامومة والحياة الجميلة .. انها نموذج للآم والاخت والعمة والخالة والشقيقه .. كان يمكن ان تنجب اطفالا تربيهم على حب الموت في سبيل ان تظل كرامتها مصانه .. لكنها لم تنتظر .. فضلت ان تعطي مثلا على ان الكرامة جزء من الحياة .. وان الموت ايضا جزء من الحياة .. ففجرت نفسها في وقت مناسب تماما لكي تعطي مثالا لكل المتقاعسين انها امرأة بالاف الرجال .من لا يمتلك منا ان يضع وفاء مثالا حيا للمرأة العربية التي تموت وعيناها تندى على اولئك الذين ماتوا قبلها لأنهم طالبوا بان يعيشوا حياة مثلما يعيش خلق الله في هذا العالم دون احتلال ودون حواجز في الطرقات او حجزا لرغيف الخبز الذي يعطيه الجيش الاسرائيلي للناس نقطة اثر اخرى في عملية تجويع لم يشهد التاريخ لها مثيلا ..من منا رأى وفاء قبل ان تموت .. من منا قبل ثغر الموت قبل ان ينتحر .. من منا انتحر وهو يقبل ثغر الموت .. ان وفاء اسطورة عربية خالدة سوف يسجلها التاريخ باحرف من نور لتعطي مثالا حيا على ان المرأة العربية لم تخلق فقط للكحل والريميل وحمرة الخدود .. لكنها خلقت ايضا لكي تقول لبنات جنسها وللجنس الاخر ان الحب هو الموت .. وان الموت هو اقصى معاني الحب للارض والانسان .. انها الحياة الجديدة التي يشكلها الشعب الفلسطيني وهو يموت بين نظرات الاهل والاقارب واولاد العمومة والخانعين من حكام العرب .في الزمن القديم قالت امرأة وامعتصماه .. فتحركت الجيوش وكلنا يعرف الحكاية .. ولكن وفاء لم تقدم لنا صكا بنداء استغاثة .. لانها تعرف ان شهادة وفاة العرب قد سجلت ضمن القوائم في دائرة المواليد الاسرائيلية .. وان موتها لا يحرك شعرة من لحى حكام العرب الذين فضلوا ان يكونوا نعاجا على ان يقاتلوا ويموتوا .. انها المفارقة العجيبة بين من يريد الموت بكرامة وبين من يريد ان يعيش بذل وبسطار الاعداء فوق رأسه ..وفاء سر هذا الكون .. انها الام التي صرخت باعلى صوتها فلم يسمعها احد من العرب .. لكنها فضلت ان تكون صرختها موتا حقيقيا لكي تحرك بعض الضمائر التي ماتت منذ زمن بعيد .. فهي تعلم انها تصرخ في واد عميق لا يجيب صوتها غير الصدى .. لكن ذلك الصدى كان اعمق لديها من الاف الكلمات والبيانات التي تصدر حبرا على ورق .. انها مأساتنا في عالمنا الواسع .. ولكن هذا العالم يغمض عينيه تماما عما يجري .. ووفاء حاولت تذكير هذا العالم وتذكيرنا بانه ما زال في هذا الكون اناسا يحبون الموت مثلما يحب الاعداء الحياة .
هل بقي لنا من أثر وفاء ما كان يجب ان تقوله ولم تستطع .. نعم .. لقد قالت بان شوارب الرجل ليست دليلا على رجولته .. وقالت بان الكثير من الحكام هم نسوة في ثياب رجال .. وتحدثت عن كل ما يمكن ان يوصم بالكرامة .. تحدثت عن الصبايا وهن يردن مواسم القطاف ويحملن جرارهن زرافات الى عين القرية لملء جرارهن بالحياة .. قالت لنا بصريح العبارة ان بذور الارض يمكن ان تنبت السنابل اذا ما سقيت بالدماء .. وطالبت ببيان غير مكتوب جميع الناس في الوطن ان يكونوا مثل رمال الطريق وطين الارض ورائحة الزيزفون بعد هطول المطر .. قالت كثيرا .. ولكنها لم تقل لنا انها تريد ان تعيش لترى اطفالا اذلاء يركعون تحت بساطير الاحتلال دون ان تحرك دموعهم وآهاتهم هذا العالم المتحجر .. قالته فعلا ففجرت نفسها حتى لا تراهم وقد ركعوا يطلبون الغفران من القاتل ففضلت ان تكون هي الضحية حتى لا يقال انها قصرت في حق اطفال المستقبل .
وكانت وفاء إدريس التي تعمل متطوعة في الهلال الأحمر الفلسطيني قد غادرت منزل ذويها الأحد 27/1/2002 واختفت من هذا الوقت, وذكرت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني" أن وفاء عملت كمتطوعة في لجان الهلال الأحمر, وقد اختفت آثارها قبيل ظهر الأحد (يوم وقوع العملية) ولم تظهر منذ ذلك التاريخ
وأضافت المصادر أن وفاء وصلت إلى عملها كالمعتاد الأحد 27/1/2002,غير أنها أخذت إذن مغادرة في موعد سابق على حدوث العملية, ولم تعد بعدها إلى العمل"
و هذا التعليق احدى صديقاتها :
أيها الناس .. من رأى منكم امرأة فارعة الطول واسعة العينين جميلة الشكل كانت تعد لبيت الزوجية ثم فضلت الموت على البيت السعيد فقامت بتفجير نفسها لأن السعادة مع الاحتلال منتفية .. من رأى منكم وفاء .. وهي تحزم نفسها بالموت على قارعة الطريق عندما لبت نداء فلسطين .. من رأى منكم امرأة بالف رجل .. تعيد الينا ذكريات شقيقاتها من السلف عندما كن يرافقن الجيوش الزاحفة نحو عالم جديد يلفه دين جديد يغطي هذا الكون بعدله وحلمه وبطولته .. من رأى منكم وفاء ادريس وهي دامعة العينين باكية على من يموتون بالمجان لكنها ابدا لم تبك على نفسها عندما قررت ان تخوض تجربة الموت وهي بعد صبية.
من رأى منكم وفاء وهي تضمد جراحات المنتفضين تداوي هذا وتواسي ذاك وهي تعلم علم اليقين انها ذاهبة للموت فلا تبتئس ..وفاء انسانة ككل البشر .. تحلم بالبيت السعيد والامومة والحياة الجميلة .. انها نموذج للآم والاخت والعمة والخالة والشقيقه .. كان يمكن ان تنجب اطفالا تربيهم على حب الموت في سبيل ان تظل كرامتها مصانه .. لكنها لم تنتظر .. فضلت ان تعطي مثلا على ان الكرامة جزء من الحياة .. وان الموت ايضا جزء من الحياة .. ففجرت نفسها في وقت مناسب تماما لكي تعطي مثالا لكل المتقاعسين انها امرأة بالاف الرجال .من لا يمتلك منا ان يضع وفاء مثالا حيا للمرأة العربية التي تموت وعيناها تندى على اولئك الذين ماتوا قبلها لأنهم طالبوا بان يعيشوا حياة مثلما يعيش خلق الله في هذا العالم دون احتلال ودون حواجز في الطرقات او حجزا لرغيف الخبز الذي يعطيه الجيش الاسرائيلي للناس نقطة اثر اخرى في عملية تجويع لم يشهد التاريخ لها مثيلا ..من منا رأى وفاء قبل ان تموت .. من منا قبل ثغر الموت قبل ان ينتحر .. من منا انتحر وهو يقبل ثغر الموت .. ان وفاء اسطورة عربية خالدة سوف يسجلها التاريخ باحرف من نور لتعطي مثالا حيا على ان المرأة العربية لم تخلق فقط للكحل والريميل وحمرة الخدود .. لكنها خلقت ايضا لكي تقول لبنات جنسها وللجنس الاخر ان الحب هو الموت .. وان الموت هو اقصى معاني الحب للارض والانسان .. انها الحياة الجديدة التي يشكلها الشعب الفلسطيني وهو يموت بين نظرات الاهل والاقارب واولاد العمومة والخانعين من حكام العرب .في الزمن القديم قالت امرأة وامعتصماه .. فتحركت الجيوش وكلنا يعرف الحكاية .. ولكن وفاء لم تقدم لنا صكا بنداء استغاثة .. لانها تعرف ان شهادة وفاة العرب قد سجلت ضمن القوائم في دائرة المواليد الاسرائيلية .. وان موتها لا يحرك شعرة من لحى حكام العرب الذين فضلوا ان يكونوا نعاجا على ان يقاتلوا ويموتوا .. انها المفارقة العجيبة بين من يريد الموت بكرامة وبين من يريد ان يعيش بذل وبسطار الاعداء فوق رأسه ..وفاء سر هذا الكون .. انها الام التي صرخت باعلى صوتها فلم يسمعها احد من العرب .. لكنها فضلت ان تكون صرختها موتا حقيقيا لكي تحرك بعض الضمائر التي ماتت منذ زمن بعيد .. فهي تعلم انها تصرخ في واد عميق لا يجيب صوتها غير الصدى .. لكن ذلك الصدى كان اعمق لديها من الاف الكلمات والبيانات التي تصدر حبرا على ورق .. انها مأساتنا في عالمنا الواسع .. ولكن هذا العالم يغمض عينيه تماما عما يجري .. ووفاء حاولت تذكير هذا العالم وتذكيرنا بانه ما زال في هذا الكون اناسا يحبون الموت مثلما يحب الاعداء الحياة .
هل بقي لنا من أثر وفاء ما كان يجب ان تقوله ولم تستطع .. نعم .. لقد قالت بان شوارب الرجل ليست دليلا على رجولته .. وقالت بان الكثير من الحكام هم نسوة في ثياب رجال .. وتحدثت عن كل ما يمكن ان يوصم بالكرامة .. تحدثت عن الصبايا وهن يردن مواسم القطاف ويحملن جرارهن زرافات الى عين القرية لملء جرارهن بالحياة .. قالت لنا بصريح العبارة ان بذور الارض يمكن ان تنبت السنابل اذا ما سقيت بالدماء .. وطالبت ببيان غير مكتوب جميع الناس في الوطن ان يكونوا مثل رمال الطريق وطين الارض ورائحة الزيزفون بعد هطول المطر .. قالت كثيرا .. ولكنها لم تقل لنا انها تريد ان تعيش لترى اطفالا اذلاء يركعون تحت بساطير الاحتلال دون ان تحرك دموعهم وآهاتهم هذا العالم المتحجر .. قالته فعلا ففجرت نفسها حتى لا تراهم وقد ركعوا يطلبون الغفران من القاتل ففضلت ان تكون هي الضحية حتى لا يقال انها قصرت في حق اطفال المستقبل .