استاذة التاريخ
2011-10-24, 18:07
مع الايالة الليبية
اذا اردنا ان نرتب العالقات التجارية بين الشرق الجزائري ومختلف البلدان الافريقية وجدنا ان تلك التي تتم مع ليبيا هي التي تحتل المرتبة الاخيرة . وذلك لان اهم سوق في لاايالة الطرابلسية يوجد في مدينة غاط(1). ولا ينعقد الا مرة في السنة. ليجتمع فيه التجار من مصر وشمال افريقيا والسودان وقد كانت القوافل التجارية ترحل اليه من توقرت والوادي وورقلة ثم تنضم الى القوافل التونسية في مدينة غدامس.
غير ان حوالي عشرة تجار من الوادي كانو يتدون جميع الاخطار ويذهبون مباشرة الى السوق هروبا من الضرائب التي تفرضه االادارة العثمانية بهذه المناسبة ص 179.
عند الدخول الى غدامس والخروج منها وتجنبا للاصطدام باهل غدامس كما ذكرنا
ومما يستحق الذكر في هذا المجال ان التوراق كانوا ياخذون جميع استعداداتهم بحيث تصل جميع القوافل في شهر واحد هو شهر اكتوبر وكان تجار الجنوب الشرقي من ايالة الجزاءر يحملون الى هذه السوق الشبه قارية منتوجاتهم ومصنوعاتهم المحلية وكذلك بعض المواد العطرية والجواهر والحرائر والكاغط والتوابل وغيرها من المنتوجات والمصنوعات الاوربية المستوردة وفي الرجوع يجلبون معهم الحمير المصرية والعبيد والتبر وسائر المنتوجات الافريقية المذكورة في الجزء الخاص بالعلاقات مع السودان .
ومن غاط كان بعض التجار من الجزائر يتقدمون الى مدينة مرزوق(2) حيث يبيعون بضائعهم باسعار اغلى ثم يواصلون السير الى مدينة طرابلس حيث يشترون الجمال والغرائر3 ويعودون الى البلاد عبر سوق غدامس
وعلى الرغم م نان السلع التي كانت تعرض في غاط هي نفسها التي تباع في غدامس فان التجار كانو يفضلون اخذها من اصحابها الاولين باسعار موافقة تحقق لهم ارباحا طائلة وقد كان الواديون والتوقرتيون يقصدون غاط لشراء العبيد خاصه لان جلب هؤلاء الاخيرين من الاسواق الافريقية ذاتها يعرضهم لكثير من الاخطار القاتلة كالجوع والعطش وعدم احتمال المسافات الطويلة.
ومهما يكن فان التجارة مع ايالة طرابلس كانت موجودة وكان من ص 180 الممكن تطويرها لو وجدت هيئات منظمة تعتني بها غير ان الادارة العثمانية في ذلك الحين لم تكن تعطي للنشاط التجاري حق قدره ولذلك املته وتركته رهن المبادرات الفردية الامر الذي لم يساعد على ازدهاره وتحقيق النتائج المرجوة منه ص182.
1_ هي سوق التوارق تقع في اقصى الجنوب الليبي على بعد عشرين يوما من غدامس واربعين يوما من عين صالح وهي مركز تجاري هام في ذلك الوقت لانها تجمع التجار من مختلف انحاء افريقيا
2_ مدينة ليبية تقع شمال شرق غاط وتفصلها عن غدامس مسافة تقطع في عشرين يوما
3_ نوع من الاكياس الكبيرة يصنع من الوبر او شعر الماعز ويحمل على الجمال
اذا اردنا ان نرتب العالقات التجارية بين الشرق الجزائري ومختلف البلدان الافريقية وجدنا ان تلك التي تتم مع ليبيا هي التي تحتل المرتبة الاخيرة . وذلك لان اهم سوق في لاايالة الطرابلسية يوجد في مدينة غاط(1). ولا ينعقد الا مرة في السنة. ليجتمع فيه التجار من مصر وشمال افريقيا والسودان وقد كانت القوافل التجارية ترحل اليه من توقرت والوادي وورقلة ثم تنضم الى القوافل التونسية في مدينة غدامس.
غير ان حوالي عشرة تجار من الوادي كانو يتدون جميع الاخطار ويذهبون مباشرة الى السوق هروبا من الضرائب التي تفرضه االادارة العثمانية بهذه المناسبة ص 179.
عند الدخول الى غدامس والخروج منها وتجنبا للاصطدام باهل غدامس كما ذكرنا
ومما يستحق الذكر في هذا المجال ان التوراق كانوا ياخذون جميع استعداداتهم بحيث تصل جميع القوافل في شهر واحد هو شهر اكتوبر وكان تجار الجنوب الشرقي من ايالة الجزاءر يحملون الى هذه السوق الشبه قارية منتوجاتهم ومصنوعاتهم المحلية وكذلك بعض المواد العطرية والجواهر والحرائر والكاغط والتوابل وغيرها من المنتوجات والمصنوعات الاوربية المستوردة وفي الرجوع يجلبون معهم الحمير المصرية والعبيد والتبر وسائر المنتوجات الافريقية المذكورة في الجزء الخاص بالعلاقات مع السودان .
ومن غاط كان بعض التجار من الجزائر يتقدمون الى مدينة مرزوق(2) حيث يبيعون بضائعهم باسعار اغلى ثم يواصلون السير الى مدينة طرابلس حيث يشترون الجمال والغرائر3 ويعودون الى البلاد عبر سوق غدامس
وعلى الرغم م نان السلع التي كانت تعرض في غاط هي نفسها التي تباع في غدامس فان التجار كانو يفضلون اخذها من اصحابها الاولين باسعار موافقة تحقق لهم ارباحا طائلة وقد كان الواديون والتوقرتيون يقصدون غاط لشراء العبيد خاصه لان جلب هؤلاء الاخيرين من الاسواق الافريقية ذاتها يعرضهم لكثير من الاخطار القاتلة كالجوع والعطش وعدم احتمال المسافات الطويلة.
ومهما يكن فان التجارة مع ايالة طرابلس كانت موجودة وكان من ص 180 الممكن تطويرها لو وجدت هيئات منظمة تعتني بها غير ان الادارة العثمانية في ذلك الحين لم تكن تعطي للنشاط التجاري حق قدره ولذلك املته وتركته رهن المبادرات الفردية الامر الذي لم يساعد على ازدهاره وتحقيق النتائج المرجوة منه ص182.
1_ هي سوق التوارق تقع في اقصى الجنوب الليبي على بعد عشرين يوما من غدامس واربعين يوما من عين صالح وهي مركز تجاري هام في ذلك الوقت لانها تجمع التجار من مختلف انحاء افريقيا
2_ مدينة ليبية تقع شمال شرق غاط وتفصلها عن غدامس مسافة تقطع في عشرين يوما
3_ نوع من الاكياس الكبيرة يصنع من الوبر او شعر الماعز ويحمل على الجمال