فضيلة13
2008-11-19, 23:48
كيف تعد بحثا؟
د.جواد محمد الشيخ خليل
حتى يستطيع الباحث إعداد بحثا لابد من معرفته للأصول العلمية لمفردات البحث والقدرة على التعامل مع أدواته البحثية، وخلال هذا العرض المبسط سنتعرض لأهم مفردات البحث العلمي.
عنوان البحث
من المسلم به أن لكل بحث عنوان معين ومحدد يعبر بدقة ووضوح وإيجاز عن طبيعة البحث ومجالها، وهناك بعض الاعتبارات التي يجب مراعاتها من جانب الباحث عند كتابة عنوان البحث وهى:
- هل يحدد العنوان ميدان المشكلة تحديدا دقيقا؟
- هل العنوان واضح وموجز ووصفي بدرجة كافية تسمح بتصنيف الدراسة في فئتها المناسبة؟
- هل تم تجنب الكلمات التي لا لزوم لها مثل (دراسة في) أو (تحليل ل) وكذلك العبارات الناقصة المضللة؟
- هل وضعت الكلمات الأساسية في عبارة العنوان؟
صفات العنوان الجيد
- أن يكون محددا وواضحا ومختصرا.
- بعيد عن الإثارة غير المفيدة.
- العلاقة بين متغيرين على الأقل.
- أن يعكس مشكلة الدراسة.
- أن يتم معه إحصائيا.
- أن لا يتجاوز العنوان(15) كلمة.
المقدمة
يشير الباحث فيها بإيجاز إلى الكتابات والبحوث السابقة موضحا الصلة بينه وبين الموضوع الذي يقترح بحثه، ويتم توضيح بعض الأفكار والمفاهيم الأساسية ذات الدلالة بالنسبة لبحثه، ويمكن أن يوضح في هذه المقدمة بعض الثغرات والمشكلات الملحة القائمة في المجال التربوي والتي تحتاج إلى حلول وقرارات تستند إلى بحوث علمية.
صياغة مشكلة الدراسة
تعنى مشكلة البحث موضوعات ومشكلات ومجالات وأفكار البحث العلمي وهى المقومات الأساسية التي يساهم تحديدها في بلورة وتوضيح المعالم الرئيسية، ‘إن مشكلة البحث مرتبطة بالافتراضات التي يستند إليها، ونوعية المعلومات والبيانات والوسائل والعينات والأمثلة و التجارب والأساليب وأنواع المناهج العلمية التي يستعان بها في إعداد البحث، وتتوقف مشكلة البحث على عوامل منها:
- نوعية العلم، أي نوعية المعرفة والمجال العلمي موضوع البحث.
- التخصص العلمي، حيث يعكس الإلمام الكبير والدراية بالمشكلات التي هي محل البحث.
- الميل العلمي، وهو حب الاستطلاع وإيجاد الحلول لهذه المشكلة.
- الهدف العلمي، يتمثل في رغبة الباحث في الوصول إلى نظرية علمية جديدة.
وهناك ثلاثة محكات رئيسة يجب مراعاتها عند تحديد المشكلات بشكل دقيق وهى:
- يجب أن تحدد المشكلة علاقة بين متغيرين أو أكثر.
- يجب أن تصاغ المشكلة بوضوح، وتوضع في شكل تساؤل حتى يسهل تحديدها.
- يجب التعبير بدقة عن المشكلة بحيث يتضمن ذلك التعبير إمكانية الاختبار.
ومن السؤال الرئيس( مشكلة الدراسة ) تنبثق عدة أسئلة فرعية لتسهيل عملية الإجابة على التساؤلات بدقة، وفقا لقول الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أحادا
فروض الدراسة
فروض الدراسة هي إجابات مؤقتة ذكية لتساؤلات الدراسة،وهى نوعان
- فرضيات صفرية وتعني انه لا توجد فروق (علاقـة)دالة إحصائيا في (بين) متغيرات الدراسة.
- فرضيات موجهة وتعني أنه توجد فروق (علاقة) دالة إحصائيا في (بين) متغيرات الدراسة.
ويفضل كتابة فروض الدراسة بعد الدراسات السابقة والتعليق عليها، لأنها في الأساس معتمدة عليها، وعلى نتائجها، ومستمدة منها.
أهداف الدراسة
وفيه يبرز الباحث الهدف من إجراء الدراسة، وفي الغالب تكون الأهداف مرتبطة بمشكلة الدراسة والأسئلة الفرعية، حيث كل تساؤل في حد ذاته هدف لذا يرى البعض أنه مادام هناك تساؤلات فلا داعي للأهداف ، ويرى البعض أن توضع التساؤلات والأهداف، حتى ولو كان هناك تكرارا.
أهمية الدراسة
من خلال مقدمة البحث يصل الباحث إلى أهمية قيامه بالدراسة المقترحة من الناحيتين العلمية والتطبيقية ويعطي من الأدلة والأسباب ما يؤكد هذه الأهمية ويبرزها ويدعو إلى القيام بالدراسة ، وهنا يبرز الباحث أهمية بحثه من الناحية الاجتماعية، والبحثية، وأهل الاختصاص.
الإطار النظري والمفاهيم
وفيها يبرز الباحث التعريفات الأساسية لمصطلحات بحثه، والنظريات المفسرة لهذه المصطلحات، ويتم التعليق عليها، والربط فيما بينها.
الدراسات السابقة
يتم تجميع بعض الدراسات السابقة التي لها صلة مباشرة بالموضوع قيد الدراسة، ويتم تلخيصها ورصدها، ثم التعليق عليها، ويراعى عند تلخيصها ذكر عنوان الدراسة، اسم الباحث، سنة الدراسة، مكان إجراء الدراسة، هدف الدراسة، أدوات الدراسة، عينة الدراسة، أهم نتائج الدراسة.
منهج الدراسة
المنهج عبارة عن طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم ، ويمكننا القول بأن المنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة لاكتشاف الحقيقة، ويوجد العديد من أنواع المناهج منها،
- المنهج التاريخي: هو المنهج الذي يستخدمه الباحثون الذين تشوقهم معرفة الأحوال والأحداث التي جرت في الماضي.
- المنهج التجريبي: هو المنهج الذي تتضح فيه معالم الطريقة العلمية في التفكير بصورة جلية، لأنه يتضمن تنظيما يجمع البراهين بطريقة تسمح باختيار الفروض والتحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في الظاهرة موضع الدراسة، والوصول إلى العلاقات بين الأسباب والنتائج، وتمتاز التجربة العلمية بإمكان إعادة إجرائها بواسطة أشخاص آخرين مع الوصول إلى النتائج نفسها إذا توحدت الظروف.
- المنهج الوصفي: هو المنهج الذي يدرس ظاهرة ما، فإن أول خطوة يقوم بها هي وصف الظاهرة التي يريد دراستها وجمع أوصاف ومعلومات دقيقة عنها، وهو مرتبط منذ نشأته بدراسة المشكلات المتعلقة بالمجالات الإنسانية، وما زال هذا هو الأكثر استخداما في الدراسات الإنسانية حتى الآن وذلك لصعوبة استخدام الأسلوب التجريبي في المجالات الإنسانية، ومن أمثلة الأساليب التي تستخدم في الدراسات الوصفية المسحية هي(تحليل النشاط، وتحليل المحتوى).
1- تحليل النشاط: وهو تحليل نشاط الفرد، ومن خلاله يمكن التعرف على:
- نواحي الضعف والقوة في الأعمال التي يقوم فيها الأفراد.
- تحديد أجور العمال التي تتطلب مستويات مختلفة من المهارة والمسئولية.
- التعرف على الكفاءات عند اختيارها لشغل الوظائف المختلفة.
2- تحليل المحتوى:لقد نما هذا الأسلوب وتطور نتيجة للزيادة السريعة في حجم المواد التي تنتجها وسائل الإعلام، وهو معالجة المواد المكتوبة بطريقة كمية، وهو وصف المحتوى الظاهر للاتصال وصفا موضوعيا منظما وكميا.إن اختيار العينة لتحليل المحتوى تمر بثلاث مراحل وهى مصادر العينات(اختيار الصحف أو محطات الإذاعة،أو الأفلام التي تحلل )، واختيار عينة التواريخ(اختيار الفترة التي تتناولها الدراسة)واختيار عينة الوحدات(جوانب الإعلام التي يراد تحليلها)، وكمثال لاستخدام أسلوب تحليل المضمون ندرج هذه الدراسة.
تحليل مضمون برامج المرأة
في الإذاعة والتلفزيون اليمني
________________________________________
تحليل مضمون بعض البرامج المرأة والأسرة
نكرس هذه الدراسة لتحليل عينات لبعض البرامج التي تخص المرأة اليمنية وقضاياها نحو تحليل مضمون هذه البرامج ومدى تأثيرها على قطاع المرأة ومدى اتباع التفاعل بين أطراف المرسل والمستقبل في سياق العملية الاتصالية .
حيث تقتضي عملية تحليل مضمون عدد من البرامج إلى الإجراءات اللازمة من أهمها :
-اختيار عينة من البرامج وعينة أيضا من مقرراتها العامة بحيث تكون ممثلة للبرامج المطلوب دراستها .
-إلى جانب ضرورة تحديد المجال الزمني والملابسات القائمة في تلك الفترة لتحديد نوعية المضمون وتحدد انتماءه إلى المضامين المعنوية والى المضامين التعبوية ولكل من هذه دلالاته ومعانيه الواضحة وذلك حتى نتمكن وبصورة واضحة في تحديد الآثار الناجمة عن الاتصال عبر البرامج وأهدافها في تكوين الاتجاهات المختلفة .
-ولقد تم اختيار عينات من برامج المرأة والأسرة في كل من البرنامج الثاني إذاعة عدن – ( البرامج – مع الأسرة ، مجلة الأسرة ).
-وفي القناة الثانية تلفزيون عدن ( البرامج – دنيا الأسرة ، الغذاء قبل الدواء ، الأسرة ) وهي برامج أسبوعية زمنها الإذاعي 30 دقيقة وزمنها التلفزيوني 45- 50 دقيقة .
ونتبين من خلال تحليل مضمون البرامج وبعض فقراتها التلفازية بأنها احتوت على :
1- إرشادات التوعية للتغذية السليمة وللأمومة والطفولة أثناء الحمل والولادة وغطت الجزء الأكبر من مساحة زمن عينات البرامج بنسبة 37% فضلا عن رفع الوعي الصحي والوقائي والتفاعل مع الحملات الوطنية الإرشادية بنسبة 36% .
2- وفيما يتعلق بقضايا ومشكلات التعليم وتشجيع الفتيات على التعليم وابراز مخاطر الأمية أظهرت في محتويات البرامج وفقراتها المختلفة بسبة 17% .
3- وان ما يتعلق بالمشكلات الاجتماعية ، المشكلات الأسرية ، المشكلات التربوية ، ومشكلة الاندماج ، والتكيف ، والاقتصاد المنزلي وقضايا الفوارق بين الذكور والإناث والتمييز في معاملة المرأة أو الفتاة ، وسلطة القرار في الأسرة وقضايا المرأة العاملة ...الخ استأثرت بنسبة 5.8% والتعريف بدور ومكانة المرأة اليمنية في العملية التنموية المستدامة بنسبة 4.2% .
يتضح من النسب والإحصائيات أعلاه أن المساحة الزمنية للفقرة ثلاثة تشكل الحلقة الضعيفة في برامج المرأة – من حيث الزمن وعدم التنوع والجرأة في تناول المشكلات الاجتماعية التي تتعلق بقضايا المرأة اليمنية وتعليمها ودورها ومشاركتها في المجتمع .
ويتضح لنا من خلال تحليل مضمون البرامج وبعض فقراتها الإذاعية بأنها احتوت على :
1- احتلت المانة الأولي ( الأولوية ) بنسبة 45.5% التوعية والإرشادات الصحية والغذائية المتنوعة في محتوى البرامج .
2-بينما أخذت مسالة تنمية الوعظ والإرشادات الدينية والتي استهدفت تعميق قيم الإسلام والفضائل الدينية في المعاملات والسلوك مؤشرا واضحا فقد بلغت نسبتها 20.5% .
3-أما دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية أخذت نسبة 19% وقضايا ومشكلات اجتماعية بنسبة 7.4 % وترشيد الإنفاق الأسري واستخدام المياه والكهرباء وغير ذلك 7.6% .
تشير الإحصائيات أعلاه لبرامج الإذاعة الموجهة للمرأة وقضاياها التشابه التقريبي بينها وبين البرامج التلفزيونية هو عدم إعطاء المشكلات الاجتماعية المختلفة حيزا واسعا لفئات وشرائح المجتمع للتحاور والتباحث واستدعاء الاختصاصيين للدراسة والبحث عن الحلول والمعالجات المناسبة حتى لا تتراكم وتتحول نتائجها السلبية معوقات في طريق التنمية والتطور والازدهار .
التحليـــــل العـــــام
تنوعت القضايا والموضوعات التي تناولتها برامج المرأة والأسرة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية حيث تركزت الرسالة الإعلامية في مضامينها تجاه قضايا المرأة في مجالات عدة منها التعليم والتثقيف والتوعية ، وأهمية ممارسة حقوقها التي منحتها إياها الشريعة ويكفلها الدستور والقوانين النافذة .
وتأتى في مقدمتها حقوقها في التعليم والعمل والمشاركة في بناء المجتمع وتشجيعها على ممارسة حقوقها في الحياة السياسية دون تمييز الاهتمام برعاية الطفولة والأمومة .
كما هدفت بعض البرامج الإذاعية والتلفزيونية في مضامينها وأهدافها بشكل عام في تنمية وعي المرأة بحقوقها وحرياتها السياسية والمدنية في العمل والتعليم والثقافة والإبداع وحرية التعبير وأهمية حقوقها في الأمومة والطفولة بما يتفق مع المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق المرأة الإنسانية .
-حاولت البرا مج بقدر الإمكان الإسهام في تغيير بعض المفاهيم والمواقف والتصرفات الخاطئة والمشوهة بحق المرأة والتي تهدف إلى التقليل من مكانتها وقدرتها في الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية .
والعمل على تصحيح هذه المفاهيم وتنوير المجتمع وتكرس الاهتمامات التي تحمي المرأة من الإيذاء الجسدي والنفسي .
وبما أن البحث من البلدان التي وفقت على المواثيق الدولية بشان حماية المرأة من التمييز في الحياة السياسية العامة .
وفي حقها في شغل الوظائف العامة في الدولة والمجتمع وفي التمتع التام بفرص التوظيف وجدية اختيار العمل والتأهيل والتنمية في سوق العمالة وحق المرأة في اجر وحق الرعاية الصحية والامان الاجتماعي وحق التعليم والتقاضي المتساوي للرجل والمرأة أمام القانون وبحقوقها الاجتماعية المختلفة .
سعت البرامج أيضا إلى رفع الوعي والتثقيف الصحي وحماية الطفولة وصحة الأم الحامل .
تبنت بعض قضايا ومشكلات المرأة القائمة .. والتي لا تزال آثارها سلبية على مكانتها ودورها وتشكل عوائق في طريق تحقيق أهدافها المنشورة .
هناك محاولات لبعض البرامج في إبراز مختلف جوانب الإبداع وإظهار دور الأسرة باعتبارها النواة الحقيقية في بناء النسيج الاجتماعي .
ولا ننسى أن ننوه بان القنوات الإعلامية بذلت جهدا كبيرا في تناول الظواهر والمشكلات الاجتماعية التي تواجه المرأة في سياق عملية التغير والتطور الاجتماعي ، وفي إبراز مشاركتها الفاعلة في سياق عملية التفاعل الاجتماعي .
إلا أن هناك بعض المآخذ السلبية في التناول لبعض الظواهر التي استمت بالآنية والحماس الظرفي ، ولم تأت ضمن خطة إعلامية طويلة المدى تسعى نحو التغيير المعنوي من خلال ترسيخ القيم الاجتماعية الدائمة للتطور الاجتماعي المحلي والعاملي بصورة إيجابية .
-نتيجة لتنوع بعض مضامين فقرات البرامج أدى ذلك إلى مشكلة كبيرة في تصفيفها وتحديد علاقتها بالبرامج وهذه النقطة شكلت محطة خلاف واختلاف بين بعض البرامجيين في تحديد هوية مضامين تلك الفقرات والبرامج التي ينبغي أن تحتويها .
-إلى جانب عدم استيعات مختلف خصائص المتلقي ومزاجه واتجاهاته.
-غياب معايير وأسس تستند عليها عملية توزيع ساعات الإرسال التي تشمل الفئات والشرائح التي تتوجه إليها البرامج وضمان كسبها في دائرة التأثير وهدف الرسالة تجنبا للنتائج السلبية التي قد تكون .
-قلة عدد الاختصاصيين الذين يقومون بإعداد البرامج الموجهة لقطاع المرأة لما لها من خصوصية هامة .
د.جواد محمد الشيخ خليل
حتى يستطيع الباحث إعداد بحثا لابد من معرفته للأصول العلمية لمفردات البحث والقدرة على التعامل مع أدواته البحثية، وخلال هذا العرض المبسط سنتعرض لأهم مفردات البحث العلمي.
عنوان البحث
من المسلم به أن لكل بحث عنوان معين ومحدد يعبر بدقة ووضوح وإيجاز عن طبيعة البحث ومجالها، وهناك بعض الاعتبارات التي يجب مراعاتها من جانب الباحث عند كتابة عنوان البحث وهى:
- هل يحدد العنوان ميدان المشكلة تحديدا دقيقا؟
- هل العنوان واضح وموجز ووصفي بدرجة كافية تسمح بتصنيف الدراسة في فئتها المناسبة؟
- هل تم تجنب الكلمات التي لا لزوم لها مثل (دراسة في) أو (تحليل ل) وكذلك العبارات الناقصة المضللة؟
- هل وضعت الكلمات الأساسية في عبارة العنوان؟
صفات العنوان الجيد
- أن يكون محددا وواضحا ومختصرا.
- بعيد عن الإثارة غير المفيدة.
- العلاقة بين متغيرين على الأقل.
- أن يعكس مشكلة الدراسة.
- أن يتم معه إحصائيا.
- أن لا يتجاوز العنوان(15) كلمة.
المقدمة
يشير الباحث فيها بإيجاز إلى الكتابات والبحوث السابقة موضحا الصلة بينه وبين الموضوع الذي يقترح بحثه، ويتم توضيح بعض الأفكار والمفاهيم الأساسية ذات الدلالة بالنسبة لبحثه، ويمكن أن يوضح في هذه المقدمة بعض الثغرات والمشكلات الملحة القائمة في المجال التربوي والتي تحتاج إلى حلول وقرارات تستند إلى بحوث علمية.
صياغة مشكلة الدراسة
تعنى مشكلة البحث موضوعات ومشكلات ومجالات وأفكار البحث العلمي وهى المقومات الأساسية التي يساهم تحديدها في بلورة وتوضيح المعالم الرئيسية، ‘إن مشكلة البحث مرتبطة بالافتراضات التي يستند إليها، ونوعية المعلومات والبيانات والوسائل والعينات والأمثلة و التجارب والأساليب وأنواع المناهج العلمية التي يستعان بها في إعداد البحث، وتتوقف مشكلة البحث على عوامل منها:
- نوعية العلم، أي نوعية المعرفة والمجال العلمي موضوع البحث.
- التخصص العلمي، حيث يعكس الإلمام الكبير والدراية بالمشكلات التي هي محل البحث.
- الميل العلمي، وهو حب الاستطلاع وإيجاد الحلول لهذه المشكلة.
- الهدف العلمي، يتمثل في رغبة الباحث في الوصول إلى نظرية علمية جديدة.
وهناك ثلاثة محكات رئيسة يجب مراعاتها عند تحديد المشكلات بشكل دقيق وهى:
- يجب أن تحدد المشكلة علاقة بين متغيرين أو أكثر.
- يجب أن تصاغ المشكلة بوضوح، وتوضع في شكل تساؤل حتى يسهل تحديدها.
- يجب التعبير بدقة عن المشكلة بحيث يتضمن ذلك التعبير إمكانية الاختبار.
ومن السؤال الرئيس( مشكلة الدراسة ) تنبثق عدة أسئلة فرعية لتسهيل عملية الإجابة على التساؤلات بدقة، وفقا لقول الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أحادا
فروض الدراسة
فروض الدراسة هي إجابات مؤقتة ذكية لتساؤلات الدراسة،وهى نوعان
- فرضيات صفرية وتعني انه لا توجد فروق (علاقـة)دالة إحصائيا في (بين) متغيرات الدراسة.
- فرضيات موجهة وتعني أنه توجد فروق (علاقة) دالة إحصائيا في (بين) متغيرات الدراسة.
ويفضل كتابة فروض الدراسة بعد الدراسات السابقة والتعليق عليها، لأنها في الأساس معتمدة عليها، وعلى نتائجها، ومستمدة منها.
أهداف الدراسة
وفيه يبرز الباحث الهدف من إجراء الدراسة، وفي الغالب تكون الأهداف مرتبطة بمشكلة الدراسة والأسئلة الفرعية، حيث كل تساؤل في حد ذاته هدف لذا يرى البعض أنه مادام هناك تساؤلات فلا داعي للأهداف ، ويرى البعض أن توضع التساؤلات والأهداف، حتى ولو كان هناك تكرارا.
أهمية الدراسة
من خلال مقدمة البحث يصل الباحث إلى أهمية قيامه بالدراسة المقترحة من الناحيتين العلمية والتطبيقية ويعطي من الأدلة والأسباب ما يؤكد هذه الأهمية ويبرزها ويدعو إلى القيام بالدراسة ، وهنا يبرز الباحث أهمية بحثه من الناحية الاجتماعية، والبحثية، وأهل الاختصاص.
الإطار النظري والمفاهيم
وفيها يبرز الباحث التعريفات الأساسية لمصطلحات بحثه، والنظريات المفسرة لهذه المصطلحات، ويتم التعليق عليها، والربط فيما بينها.
الدراسات السابقة
يتم تجميع بعض الدراسات السابقة التي لها صلة مباشرة بالموضوع قيد الدراسة، ويتم تلخيصها ورصدها، ثم التعليق عليها، ويراعى عند تلخيصها ذكر عنوان الدراسة، اسم الباحث، سنة الدراسة، مكان إجراء الدراسة، هدف الدراسة، أدوات الدراسة، عينة الدراسة، أهم نتائج الدراسة.
منهج الدراسة
المنهج عبارة عن طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم ، ويمكننا القول بأن المنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة لاكتشاف الحقيقة، ويوجد العديد من أنواع المناهج منها،
- المنهج التاريخي: هو المنهج الذي يستخدمه الباحثون الذين تشوقهم معرفة الأحوال والأحداث التي جرت في الماضي.
- المنهج التجريبي: هو المنهج الذي تتضح فيه معالم الطريقة العلمية في التفكير بصورة جلية، لأنه يتضمن تنظيما يجمع البراهين بطريقة تسمح باختيار الفروض والتحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في الظاهرة موضع الدراسة، والوصول إلى العلاقات بين الأسباب والنتائج، وتمتاز التجربة العلمية بإمكان إعادة إجرائها بواسطة أشخاص آخرين مع الوصول إلى النتائج نفسها إذا توحدت الظروف.
- المنهج الوصفي: هو المنهج الذي يدرس ظاهرة ما، فإن أول خطوة يقوم بها هي وصف الظاهرة التي يريد دراستها وجمع أوصاف ومعلومات دقيقة عنها، وهو مرتبط منذ نشأته بدراسة المشكلات المتعلقة بالمجالات الإنسانية، وما زال هذا هو الأكثر استخداما في الدراسات الإنسانية حتى الآن وذلك لصعوبة استخدام الأسلوب التجريبي في المجالات الإنسانية، ومن أمثلة الأساليب التي تستخدم في الدراسات الوصفية المسحية هي(تحليل النشاط، وتحليل المحتوى).
1- تحليل النشاط: وهو تحليل نشاط الفرد، ومن خلاله يمكن التعرف على:
- نواحي الضعف والقوة في الأعمال التي يقوم فيها الأفراد.
- تحديد أجور العمال التي تتطلب مستويات مختلفة من المهارة والمسئولية.
- التعرف على الكفاءات عند اختيارها لشغل الوظائف المختلفة.
2- تحليل المحتوى:لقد نما هذا الأسلوب وتطور نتيجة للزيادة السريعة في حجم المواد التي تنتجها وسائل الإعلام، وهو معالجة المواد المكتوبة بطريقة كمية، وهو وصف المحتوى الظاهر للاتصال وصفا موضوعيا منظما وكميا.إن اختيار العينة لتحليل المحتوى تمر بثلاث مراحل وهى مصادر العينات(اختيار الصحف أو محطات الإذاعة،أو الأفلام التي تحلل )، واختيار عينة التواريخ(اختيار الفترة التي تتناولها الدراسة)واختيار عينة الوحدات(جوانب الإعلام التي يراد تحليلها)، وكمثال لاستخدام أسلوب تحليل المضمون ندرج هذه الدراسة.
تحليل مضمون برامج المرأة
في الإذاعة والتلفزيون اليمني
________________________________________
تحليل مضمون بعض البرامج المرأة والأسرة
نكرس هذه الدراسة لتحليل عينات لبعض البرامج التي تخص المرأة اليمنية وقضاياها نحو تحليل مضمون هذه البرامج ومدى تأثيرها على قطاع المرأة ومدى اتباع التفاعل بين أطراف المرسل والمستقبل في سياق العملية الاتصالية .
حيث تقتضي عملية تحليل مضمون عدد من البرامج إلى الإجراءات اللازمة من أهمها :
-اختيار عينة من البرامج وعينة أيضا من مقرراتها العامة بحيث تكون ممثلة للبرامج المطلوب دراستها .
-إلى جانب ضرورة تحديد المجال الزمني والملابسات القائمة في تلك الفترة لتحديد نوعية المضمون وتحدد انتماءه إلى المضامين المعنوية والى المضامين التعبوية ولكل من هذه دلالاته ومعانيه الواضحة وذلك حتى نتمكن وبصورة واضحة في تحديد الآثار الناجمة عن الاتصال عبر البرامج وأهدافها في تكوين الاتجاهات المختلفة .
-ولقد تم اختيار عينات من برامج المرأة والأسرة في كل من البرنامج الثاني إذاعة عدن – ( البرامج – مع الأسرة ، مجلة الأسرة ).
-وفي القناة الثانية تلفزيون عدن ( البرامج – دنيا الأسرة ، الغذاء قبل الدواء ، الأسرة ) وهي برامج أسبوعية زمنها الإذاعي 30 دقيقة وزمنها التلفزيوني 45- 50 دقيقة .
ونتبين من خلال تحليل مضمون البرامج وبعض فقراتها التلفازية بأنها احتوت على :
1- إرشادات التوعية للتغذية السليمة وللأمومة والطفولة أثناء الحمل والولادة وغطت الجزء الأكبر من مساحة زمن عينات البرامج بنسبة 37% فضلا عن رفع الوعي الصحي والوقائي والتفاعل مع الحملات الوطنية الإرشادية بنسبة 36% .
2- وفيما يتعلق بقضايا ومشكلات التعليم وتشجيع الفتيات على التعليم وابراز مخاطر الأمية أظهرت في محتويات البرامج وفقراتها المختلفة بسبة 17% .
3- وان ما يتعلق بالمشكلات الاجتماعية ، المشكلات الأسرية ، المشكلات التربوية ، ومشكلة الاندماج ، والتكيف ، والاقتصاد المنزلي وقضايا الفوارق بين الذكور والإناث والتمييز في معاملة المرأة أو الفتاة ، وسلطة القرار في الأسرة وقضايا المرأة العاملة ...الخ استأثرت بنسبة 5.8% والتعريف بدور ومكانة المرأة اليمنية في العملية التنموية المستدامة بنسبة 4.2% .
يتضح من النسب والإحصائيات أعلاه أن المساحة الزمنية للفقرة ثلاثة تشكل الحلقة الضعيفة في برامج المرأة – من حيث الزمن وعدم التنوع والجرأة في تناول المشكلات الاجتماعية التي تتعلق بقضايا المرأة اليمنية وتعليمها ودورها ومشاركتها في المجتمع .
ويتضح لنا من خلال تحليل مضمون البرامج وبعض فقراتها الإذاعية بأنها احتوت على :
1- احتلت المانة الأولي ( الأولوية ) بنسبة 45.5% التوعية والإرشادات الصحية والغذائية المتنوعة في محتوى البرامج .
2-بينما أخذت مسالة تنمية الوعظ والإرشادات الدينية والتي استهدفت تعميق قيم الإسلام والفضائل الدينية في المعاملات والسلوك مؤشرا واضحا فقد بلغت نسبتها 20.5% .
3-أما دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية أخذت نسبة 19% وقضايا ومشكلات اجتماعية بنسبة 7.4 % وترشيد الإنفاق الأسري واستخدام المياه والكهرباء وغير ذلك 7.6% .
تشير الإحصائيات أعلاه لبرامج الإذاعة الموجهة للمرأة وقضاياها التشابه التقريبي بينها وبين البرامج التلفزيونية هو عدم إعطاء المشكلات الاجتماعية المختلفة حيزا واسعا لفئات وشرائح المجتمع للتحاور والتباحث واستدعاء الاختصاصيين للدراسة والبحث عن الحلول والمعالجات المناسبة حتى لا تتراكم وتتحول نتائجها السلبية معوقات في طريق التنمية والتطور والازدهار .
التحليـــــل العـــــام
تنوعت القضايا والموضوعات التي تناولتها برامج المرأة والأسرة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية حيث تركزت الرسالة الإعلامية في مضامينها تجاه قضايا المرأة في مجالات عدة منها التعليم والتثقيف والتوعية ، وأهمية ممارسة حقوقها التي منحتها إياها الشريعة ويكفلها الدستور والقوانين النافذة .
وتأتى في مقدمتها حقوقها في التعليم والعمل والمشاركة في بناء المجتمع وتشجيعها على ممارسة حقوقها في الحياة السياسية دون تمييز الاهتمام برعاية الطفولة والأمومة .
كما هدفت بعض البرامج الإذاعية والتلفزيونية في مضامينها وأهدافها بشكل عام في تنمية وعي المرأة بحقوقها وحرياتها السياسية والمدنية في العمل والتعليم والثقافة والإبداع وحرية التعبير وأهمية حقوقها في الأمومة والطفولة بما يتفق مع المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق المرأة الإنسانية .
-حاولت البرا مج بقدر الإمكان الإسهام في تغيير بعض المفاهيم والمواقف والتصرفات الخاطئة والمشوهة بحق المرأة والتي تهدف إلى التقليل من مكانتها وقدرتها في الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية .
والعمل على تصحيح هذه المفاهيم وتنوير المجتمع وتكرس الاهتمامات التي تحمي المرأة من الإيذاء الجسدي والنفسي .
وبما أن البحث من البلدان التي وفقت على المواثيق الدولية بشان حماية المرأة من التمييز في الحياة السياسية العامة .
وفي حقها في شغل الوظائف العامة في الدولة والمجتمع وفي التمتع التام بفرص التوظيف وجدية اختيار العمل والتأهيل والتنمية في سوق العمالة وحق المرأة في اجر وحق الرعاية الصحية والامان الاجتماعي وحق التعليم والتقاضي المتساوي للرجل والمرأة أمام القانون وبحقوقها الاجتماعية المختلفة .
سعت البرامج أيضا إلى رفع الوعي والتثقيف الصحي وحماية الطفولة وصحة الأم الحامل .
تبنت بعض قضايا ومشكلات المرأة القائمة .. والتي لا تزال آثارها سلبية على مكانتها ودورها وتشكل عوائق في طريق تحقيق أهدافها المنشورة .
هناك محاولات لبعض البرامج في إبراز مختلف جوانب الإبداع وإظهار دور الأسرة باعتبارها النواة الحقيقية في بناء النسيج الاجتماعي .
ولا ننسى أن ننوه بان القنوات الإعلامية بذلت جهدا كبيرا في تناول الظواهر والمشكلات الاجتماعية التي تواجه المرأة في سياق عملية التغير والتطور الاجتماعي ، وفي إبراز مشاركتها الفاعلة في سياق عملية التفاعل الاجتماعي .
إلا أن هناك بعض المآخذ السلبية في التناول لبعض الظواهر التي استمت بالآنية والحماس الظرفي ، ولم تأت ضمن خطة إعلامية طويلة المدى تسعى نحو التغيير المعنوي من خلال ترسيخ القيم الاجتماعية الدائمة للتطور الاجتماعي المحلي والعاملي بصورة إيجابية .
-نتيجة لتنوع بعض مضامين فقرات البرامج أدى ذلك إلى مشكلة كبيرة في تصفيفها وتحديد علاقتها بالبرامج وهذه النقطة شكلت محطة خلاف واختلاف بين بعض البرامجيين في تحديد هوية مضامين تلك الفقرات والبرامج التي ينبغي أن تحتويها .
-إلى جانب عدم استيعات مختلف خصائص المتلقي ومزاجه واتجاهاته.
-غياب معايير وأسس تستند عليها عملية توزيع ساعات الإرسال التي تشمل الفئات والشرائح التي تتوجه إليها البرامج وضمان كسبها في دائرة التأثير وهدف الرسالة تجنبا للنتائج السلبية التي قد تكون .
-قلة عدد الاختصاصيين الذين يقومون بإعداد البرامج الموجهة لقطاع المرأة لما لها من خصوصية هامة .