نهج السلف
2011-10-22, 15:26
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الأمين و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
..................... قد بلغ من العمر عشرين عاما و قد حان وقت الإرتباط و تأسيس الأسرة , قد تأخر عن هذا الأمر كثيرا و هذا هو دأب أجدادنا , انطلق في رحلة البحث و اختارها بنفسه , كانت في الثالثة عشر من عمرها
الفقر في ذلك الوقت كان عنوان الكثيرين , أنى له الإرتباط و هو لا يملك شيئا لكن كل يأخذ رزقه كاملا قبل أن يفارق هذه الدنيا
تم الأمر على خير و مرت الأيام و لكن حان الوقت ليفارق عمله , كان من أقرب أصدقائه عبد الرحمان الجيلالي رحمه الله و الذي كان يلتقيه في رحلاته إلى العاصمة بين الحين و الآخرو هو من أفتى له بعدم جواز عمله فامتثل للأمر و ترك عمله و كانت هي تقول له إذن من أين ستطعمنا و تسقينا فكان جوابه دائما : الذي خلق لن يضيع و ليس هذا فحسب بل تهدم بيته تحت قصف الطائرات الفرنسية
ابتلاه الله بفقدان ثلاثة من أولاده الذكور و بقيت له بنت واحدة في ذلك الوقت
ثم مرت السنين و جاء أمر التجنيد في ألمانيا في الحرب العالمية الثانية فكان الفراق للأهل و لكن مرت الحرب و عاد و خانت فرنسا عهدها
كان أمله الوحيد أن تقتله فرنسا على أن تمسكه فتعذبه فيكون من الخائنين
كان يسأل زوجته أتترك أولادها لتكمل حياتها مع غيره لو كان الموت القريب مصيره و كان دائما جوابها : لا أبدا لا يكون ذلك حتى ألحق بك
و أتى عام 1956 و تمكن الإستدمار الفرنسي من أن يفتك به فقتله بخمس رصاصات و لم يكتف بذلك بل قام يشوه جثته بالخناجر و لا راد لأمر الله و لا حول و لا قوة إلا بالله
صحيح أن فرنسا تمكنت من أن تقتله لكنها ما استطاعت أن تقتل دينه , لم تتمكن من أن تجعله يؤمن بالأضرحة و التمائم و غيرها مما زرعته فرنسا في الكثيرين من جراء الأمية , فقد كان حريصا على أن يعلم أهله أمور دينهم
و ترك وراءه أربعة من البنات و إثنان من الأولاد الذكور
و بحلول العام 1957 خرجت إلى النور آخر بناته التي يتمت قبل أن ترى والدها رحمه الله
و كانت هي عند عهدها عنوانها الوفاء و الإخلاص فقد عانت الويلات حتى تتمكن من أن تربي أيتامها , ليس لهم إلا الله الذي أنجاهم من الموت تحت قصف الطائرات الفرنسية
و باستقلال الجزائر تبدأ معاناة أخرى , معاناة فراق أحد ولديها و هو لا يزال صغير السن بعد أ ن قررت الجزائر إرسال بعثات من الطلاب لإتمام دراستهم في مصر و سوريا و دام الفراق سبع سنوات كاملة
بينما كانت هي تمضي جل وقتها في البحث عما يسد جوع أولادها فتارة يجدون ما يأكلون و تارة كما تعلمون حال الجزائريين في ذلك الوقت : " البطن مهضوم طواه الطوى "و همها هو الصبر من أجل البقاء عند وعدها
و مرت الأعوام و هي لا تزال حتى الآن كذلك
هذه مقتطفات جد صغيرة أحببت أن أنقلها لكم من قصة :
جدي و جدتي
جدي الذي حتى و إن لم أره علمني أن نهاية الصبرمبشرة
و جدتي التي لازلت عند وعدها و قد بلغت 96 من عمرها أعدها من عناوين الإخلاص و الوفاء
عنوان قصتي هو الصبر , الوفاء و الإخلاص و لكم أنتم أن تجعلوا عنوانها كما تشاؤون
اللهم أنت أعلم بالنيات فارحم جدي و اجعله عندك من الشهداء و ألحق به جدتي
اللهم و بلغنا جميعا منازل الشهداء يا رحمان يا رحيم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال و الإكرام آمين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الأمين و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
..................... قد بلغ من العمر عشرين عاما و قد حان وقت الإرتباط و تأسيس الأسرة , قد تأخر عن هذا الأمر كثيرا و هذا هو دأب أجدادنا , انطلق في رحلة البحث و اختارها بنفسه , كانت في الثالثة عشر من عمرها
الفقر في ذلك الوقت كان عنوان الكثيرين , أنى له الإرتباط و هو لا يملك شيئا لكن كل يأخذ رزقه كاملا قبل أن يفارق هذه الدنيا
تم الأمر على خير و مرت الأيام و لكن حان الوقت ليفارق عمله , كان من أقرب أصدقائه عبد الرحمان الجيلالي رحمه الله و الذي كان يلتقيه في رحلاته إلى العاصمة بين الحين و الآخرو هو من أفتى له بعدم جواز عمله فامتثل للأمر و ترك عمله و كانت هي تقول له إذن من أين ستطعمنا و تسقينا فكان جوابه دائما : الذي خلق لن يضيع و ليس هذا فحسب بل تهدم بيته تحت قصف الطائرات الفرنسية
ابتلاه الله بفقدان ثلاثة من أولاده الذكور و بقيت له بنت واحدة في ذلك الوقت
ثم مرت السنين و جاء أمر التجنيد في ألمانيا في الحرب العالمية الثانية فكان الفراق للأهل و لكن مرت الحرب و عاد و خانت فرنسا عهدها
كان أمله الوحيد أن تقتله فرنسا على أن تمسكه فتعذبه فيكون من الخائنين
كان يسأل زوجته أتترك أولادها لتكمل حياتها مع غيره لو كان الموت القريب مصيره و كان دائما جوابها : لا أبدا لا يكون ذلك حتى ألحق بك
و أتى عام 1956 و تمكن الإستدمار الفرنسي من أن يفتك به فقتله بخمس رصاصات و لم يكتف بذلك بل قام يشوه جثته بالخناجر و لا راد لأمر الله و لا حول و لا قوة إلا بالله
صحيح أن فرنسا تمكنت من أن تقتله لكنها ما استطاعت أن تقتل دينه , لم تتمكن من أن تجعله يؤمن بالأضرحة و التمائم و غيرها مما زرعته فرنسا في الكثيرين من جراء الأمية , فقد كان حريصا على أن يعلم أهله أمور دينهم
و ترك وراءه أربعة من البنات و إثنان من الأولاد الذكور
و بحلول العام 1957 خرجت إلى النور آخر بناته التي يتمت قبل أن ترى والدها رحمه الله
و كانت هي عند عهدها عنوانها الوفاء و الإخلاص فقد عانت الويلات حتى تتمكن من أن تربي أيتامها , ليس لهم إلا الله الذي أنجاهم من الموت تحت قصف الطائرات الفرنسية
و باستقلال الجزائر تبدأ معاناة أخرى , معاناة فراق أحد ولديها و هو لا يزال صغير السن بعد أ ن قررت الجزائر إرسال بعثات من الطلاب لإتمام دراستهم في مصر و سوريا و دام الفراق سبع سنوات كاملة
بينما كانت هي تمضي جل وقتها في البحث عما يسد جوع أولادها فتارة يجدون ما يأكلون و تارة كما تعلمون حال الجزائريين في ذلك الوقت : " البطن مهضوم طواه الطوى "و همها هو الصبر من أجل البقاء عند وعدها
و مرت الأعوام و هي لا تزال حتى الآن كذلك
هذه مقتطفات جد صغيرة أحببت أن أنقلها لكم من قصة :
جدي و جدتي
جدي الذي حتى و إن لم أره علمني أن نهاية الصبرمبشرة
و جدتي التي لازلت عند وعدها و قد بلغت 96 من عمرها أعدها من عناوين الإخلاص و الوفاء
عنوان قصتي هو الصبر , الوفاء و الإخلاص و لكم أنتم أن تجعلوا عنوانها كما تشاؤون
اللهم أنت أعلم بالنيات فارحم جدي و اجعله عندك من الشهداء و ألحق به جدتي
اللهم و بلغنا جميعا منازل الشهداء يا رحمان يا رحيم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال و الإكرام آمين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم