تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نسب النبي صلى الله عليه وسلم


intissarat
2008-11-18, 22:37
أولاً: نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
إن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف الناس نسبا، وأكملهم خَلْقًا وخُلُقًا، وقد ورد في شرف نسبه أحاديث صحاح، منها ما رواه مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»([1] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn1)).
وقد ذكر الإمام البخاري رحمه الله نسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان»([2] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn2)). وقال البغوي في شرح السنة بعد ذكر النسب إلى عدنان: «ولا يصح حفظ النسب فوق عدنان»([3] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn3)).
وقال ابن القيم: بعد ذكر النسب إلى عدنان أيضا: «إلى هنا معلوم الصحة، ومتفق عليه بين النسابين، ولا خلاف البتة، وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام»([4] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn4)). وقد جاء عن ابن سعد في طبقاته: «الأمر عندنا الإمساك عما وراء عدنان إلى إسماعيل»([5] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn5)).
وعن عروة بن الزبير أنه قال: «ما وجدنا من يعرف وراء عدنان ولا قحطان إلا تخرصا»([6] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn6)). قال الذهبي -رحمه الله-: «وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام بإجماع الناس، لكن اختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل من الآباء»([7] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn7)).
لقد كان وما زال شرف النسب له المكانة في النفوس؛ لأن ذا النسب الرفيع لا تنكر عليه الصدارة، نبوة كانت أو ملكا، وينكر ذلك على وضيع النسب، فيأنف الكثير من الانضواء تحت لوائه، ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم يعد للنبوة هيأ الله تعالى له شرف النسب ليكون مساعدا له على التفاف الناس حوله([8] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn8)).
إن معدن النبي صلى الله عليه وسلم طيب ونفيس، فهو من نسل إسماعيل الذبيح, وإبراهيم خليل الله، واستجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام، وبشارة أخيه عيسى عليه السلام كما حدث هو عن نفسه، فقال: «أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى»([9] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn9)).
وطيب المعدن والنسب الرفيع يرفع صاحبه عن سفاسف الأمور ويجعله يهتم بمعاليها وفضائلها, والرسل والدعاة يحرصون على تزكية أنسابهم وطهر أصلابهم، ويُعرفون عند الناس بذلك فيحمدونهم ويثقون بهم([10] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn10)).
ومما تبين يتضح لنا من نسبه الشريف, دلالة واضحة على أن الله سبحانه وتعالى ميز العرب على سائر الناس، وفضل قريشًا على سائر القبائل الأخرى، ومقتضى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، محبة القوم الذين ظهر فيهم والقبيلة التي ولد فيها، لا من حيث الأفراد والجنس بل من حيث الحقيقة المجردة؛ ذلك لأن الحقيقة العربية القرشية، قد شرف كل منها –ولا ريب– بانتساب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، ولا ينافي ذلك ما يلحق من سوء بكل من قد انحرف من العرب أو القرشيين، عن صراط الله عز وجل، وانحط عن مستوى الكرامة الإسلامية التي اختارها الله لعباده، لأن هذا الانحراف أو الانحطاط من شأنه أن يودي بما كان من نسبة بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ويلغيها من الاعتبار([11] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn11)).
ثانيًا: زواج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب, ورؤيا آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم:
كان عبد الله بن عبد المطلب من أحب ولد أبيه إليه، ولما نجا من الذبح وفداه عبد المطلب بمائة من الإبل، زوجه من أشرف نساء مكة نسبًا، وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب([12] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn12)).
ولم يلبث أبوه أن توفي بعد أن حملت به آمنة، ودُفن بالمدينة عند أخواله بني (عدي بن النجار), فإنه كان قد ذهب بتجارة إلى الشام فأدركته منيته بالمدينة وهو راجع، وترك هذه النسمة المباركة، وكأن القدر يقول له: قد انتهت مهمتك في الحياة وهذا الجنين الطاهر يتولى الله -عز وجل- بحكمته ورحمته تربيته وتأديبه وإعداده لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور.
ولم يكن زواج عبد الله من آمنة هو بداية أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ما كان أول بدء أمرك([13] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn13)): فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام» ([14] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn14)). ودعوة إبراهيم عليه السلام هي قوله: )رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ ) [البقرة: 129]. وبشرى عيسى: كما أشار إليه قوله عز وجل حاكيا عن المسيح عليه السلام: )وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُم مّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) [الصف: 6].
وقوله: «ورأت أمي كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام» قال ابن رجب: «وخروج هذا النور عند وضعه إشارة إلى ما يجيء به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض، وزالت به ظلمة الشرك منها، كما قال تعالى: )يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ` يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) [المائدة: 15-16].
وقال ابن كثير: «وتخصيص الشام بظهور نوره إشارة إلى استقرار دينه وثبوته ببلاد الشام؛ ولهذا تكون الشام في آخر الزمان معقلا للإسلام وأهله، وبها ينزل عيسى بن مريم بدمشق بالمنارة الشرقية البيضاء منها, ولهذا جاء في الصحيحين: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك»، وفي صحيح البخاري: «وهم بالشام» ([15] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn15)).
ثالثـًا: ميلاد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
ولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين بلا خلاف، والأكثرون على أنه لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول([16] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn16)). والمجمع عليه أنه عليه الصلاة والسلام ولد عام الفيل([17] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn17)) وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم([18] (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn18)).

([1]) مسلم، كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي (4/1782) رقم 2276.

([2]) البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب مبعث النبي (4/288) رقم 3851.

([3]) شرح السنة 13/193. (4) زاد المعاد (1/71).




([5]) ابن سعد (1/58). (6) نفس المصدر.




([7]) السيرة النبوية للذهبي ص1.

([8]) انظر: دراسة تحليلية لشخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ص96.

(1) انظر: الحاكم (2/600). (2) انظر: السيرة النبوية لأبي فارس ص102.


(3) انظر: فقه السنة للبوطي ص45. (4) انظر: وقفات تربوية مع السيرة، أحد فريد ص46.







([13]) المصدر نفسه، ص46.

([14]) رواه أحمد (5/262)، الحاكم (2/600) مجمع الزوائد (8/222), وإسناد أحمد حسن وله شواهد تقويه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

([15]) انظر: تفسير ابن كثير (1/184) رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (8/189) رقم 7311.

([16]) انظر: صحيح السيرة النبوية، إبراهيم العلي ص47. (4) انظر: السيرة النبوية لابن كثير (1/203).




([18]) انظر: وقفات تربوية مع السيرة النبوية ص47.