مشاهدة النسخة كاملة : التحضير لماجيستير جامعة الامير
زينب ماز
2011-10-21, 10:49
ارجوا من كل الاخوة المشاركيين في ماجيستير جامعة الامير يوم 29 اكتوبر والرجاء من كل الاخوة (استادة التاريخ محمد الجديدي التبسي بقادي كمال هدى الجنة ...............الخ) ان نبدا بالنقاش حول العلاقات الاقتصادية والثقافية للجزائر العثمانية بدول المغرب الكبير واية مراجعة واي معلومات ارجوا ان توضع هنا للاستفادة وشكرا لكم
محمد جديدي التبسي
2011-10-21, 11:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على الموضوع وان شاء الله نستفادوا من بعضنا البعض
توجد بعض المعلومات في هذا الرابط
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=707609&page=4 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=707609)
بالتوفيق لك ولجميع المشاركين
محمد جديدي التبسي
2011-10-21, 11:55
مكتبة فيها كتب تاريخية متنوعة
http://ketabpedia.com/900/page/1
كتاب الجزائر في عهد رياس البحر ص 161 يتحدث عن العلاقات بشكل مقتضب نوعا ما
http://www.4shared.com/document/vmfSo8V5/_____-__.html
رسالة ماجستير : دور يهود الجزائر الدبلوماسي أواخر عهد الدايات للاستاذ كمال بن صحراوي
http://www.4shared.com/document/7LNomouC/__________.html
محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث
http://www.4shared.com/document/AhIRn4h6/____.html
أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر لأبي القاسم سعد الله ج4
http://www.archive.org/download/AbhathWaAraa/AbhathWaAraa.pdf
تارخ الجزائر الثقافي للدكتور سعدالله فيه جوانب من العلاقات الثقافية مع تونس اذ يذكر انها كانت قبلة لطلاب العلم فكان العلماء يقصدون جامع الزيتونة او يتخذونها طريقا للحج او لاخذ العلم من المشرق ويذكر ايضا ان ابا راس والورتلاني تحدثا عن علاقتهما الوطيدة بعلماء تونس
استاذة التاريخ
2011-10-21, 13:49
بسم الله الرحمان الرحيم
هذها ماوجدت في كتاب محمد العربي الزبيري التجارة الخارجية للشرق الجزائري في الفترة مابين 1792 _ 1830
مع المغرب:
لقد كان النشاط التجاري بين المغرب وشرق الايالة محدودا جدا. اذا قارناه بالعلاقات اليومية التي كان يقيمها تجار الجنوب والشمال معلااسواق التونسية, وذلك لبعد المسافة ولعدم وجود مايستوجب تنقل القوافل بكيفية مستمرة.
واهم المدن التي لها اتصالات باسواق المغرب هي قسنطينة بسكرة وورقلة. فاما قسنطينة .فانها ترسل قوافلها الى فاس عن طريق الشمال الذي كان يمر بسطيف وحمزة والجزائر ووهران وتلمسان ووجدة.فتحمل اليها كثيرا من الاقمشة بانواعها الصوفية والقطنية والحريرية وتجلب منها البلغ (الاحذية الجلدية) والجلابيب والبراقع. ويقدر راس المال المستعمل لهذا الغرض بحوالي اربعمائة الف فرنك سنويا. ص175
واما بسكرة فانها تستعمل الطريق الواسطي للاتصال بواحة فكيك 1. وذلك بعد ان تمر بالاغواط والبيض والشلالة محملة بالحرير المنسوج المستورد من تونس. والاقمشة الصوفية ذات الصنع المحلي.وفي الرجوع تستورد المشاط. والاقمشة القطنية المستوردة من اوربا والطفل والخيل ومواد البزازة والاسلحة.
واخيرا فان قوافل ورقلة تسلك الطريق الجنوبي الذي يمر بالقرارة وغرداية ومتليلي ثم فكيك ليقف في تافيلالت2 . والى هذه المحطة الاخيرة يحمل تجار الجنوب مصنوعاتهم الصوفية وريش النعام والخردوات المستوردة وكذلك بعض المنتوجات التونسية وفي الرجوع يجلبون معهم الفيلالي والخيل والاسلحة.
وهكذا نرى ان التجارة بين المغرب والشرق الجزائري بالاضافة الى كونها لم تبلغ درجة كبيرة من الرواج لم تكن تتناول سوى بعض المنتوجات والمصنوعات الكمالية وان قسطا كبيرا من هذه المواد المتداولة بين الاسواق المذكورة مستوردة من مختلف البلدان الاوربية سواء عن طريق جبل طارق بالنسبة للمغرب او عن طريق مالطة وايطاليا وفرنسا _بواسطة تونس_ فيما يتعلق بالشرق الجزائري.
وان المصادر القليلة التي تعرضت لهذا الموضوع لم تورد لنا اي نوع من الاحصائيات نظرا لعدم اهتمام التجار بالمحاسبات ولعدم وجود هيئات خاصة او عمومية تعنى بالمسائل التجارية في ذلك الحين ولذلك لا نستطيع ان نذكر مقدار رؤوس ص 176 الاموال التي كانت تستعمل في كل سنة للقيام بمختلف عمليات التصدير والتوريد. غير اننا نؤكد بان التجارة بصفة عامة قد توقفت او كادت مع بداية الاحتلال الفرنسي للايالة ص 177.
1_ فكيك: واحة يحيط بها النخيل من كل جانب وتؤمها القبائل من كل حدب وصوب لانها تتصل شمالا بفاس وغربا بثافلالت وجنوبا وشرقاب اسواق الجزائر يذكر كاربت ان ساحة المدينة تشتمل علىا كثر من ثلاثمائة حانوت وان عدد سكانها حوالي خمسة الاف نسمة.
2_ تافلالت: هي سجلماسة القديمة مهد الاشراف العلويين تقع في سهل واسع وتشتمل على عدد كبير من القرى تحيط بها غابات النخيل واشجار الزيتون ويصنع فيها الجلد الفيلالي ذو الشهرة العالمية.
اما باقي العلاقات مع طرابلس وتونس فسانقلها في المرة القادمة ان شاء الله .
استاذة التاريخ
2011-10-21, 13:51
بسم الله الرحمان الرحيم
هذها ماوجدت في كتاب محمد العربي الزبيري التجارة الخارجية للشرق الجزائري في الفترة مابين 1792 _ 1830
مع المغرب:
لقد كان النشاط التجاري بين المغرب وشرق الايالة محدودا جدا. اذا قارناه بالعلاقات اليومية التي كان يقيمها تجار الجنوب والشمال معلااسواق التونسية, وذلك لبعد المسافة ولعدم وجود مايستوجب تنقل القوافل بكيفية مستمرة.
واهم المدن التي لها اتصالات باسواق المغرب هي قسنطينة بسكرة وورقلة. فاما قسنطينة .فانها ترسل قوافلها الى فاس عن طريق الشمال الذي كان يمر بسطيف وحمزة والجزائر ووهران وتلمسان ووجدة.فتحمل اليها كثيرا من الاقمشة بانواعها الصوفية والقطنية والحريرية وتجلب منها البلغ (الاحذية الجلدية) والجلابيب والبراقع. ويقدر راس المال المستعمل لهذا الغرض بحوالي اربعمائة الف فرنك سنويا. ص175
واما بسكرة فانها تستعمل الطريق الواسطي للاتصال بواحة فكيك 1. وذلك بعد ان تمر بالاغواط والبيض والشلالة محملة بالحرير المنسوج المستورد من تونس. والاقمشة الصوفية ذات الصنع المحلي.وفي الرجوع تستورد المشاط. والاقمشة القطنية المستوردة من اوربا والطفل والخيل ومواد البزازة والاسلحة.
واخيرا فان قوافل ورقلة تسلك الطريق الجنوبي الذي يمر بالقرارة وغرداية ومتليلي ثم فكيك ليقف في تافيلالت2 . والى هذه المحطة الاخيرة يحمل تجار الجنوب مصنوعاتهم الصوفية وريش النعام والخردوات المستوردة وكذلك بعض المنتوجات التونسية وفي الرجوع يجلبون معهم الفيلالي والخيل والاسلحة.
وهكذا نرى ان التجارة بين المغرب والشرق الجزائري بالاضافة الى كونها لم تبلغ درجة كبيرة من الرواج لم تكن تتناول سوى بعض المنتوجات والمصنوعات الكمالية وان قسطا كبيرا من هذه المواد المتداولة بين الاسواق المذكورة مستوردة من مختلف البلدان الاوربية سواء عن طريق جبل طارق بالنسبة للمغرب او عن طريق مالطة وايطاليا وفرنسا _بواسطة تونس_ فيما يتعلق بالشرق الجزائري.
وان المصادر القليلة التي تعرضت لهذا الموضوع لم تورد لنا اي نوع من الاحصائيات نظرا لعدم اهتمام التجار بالمحاسبات ولعدم وجود هيئات خاصة او عمومية تعنى بالمسائل التجارية في ذلك الحين ولذلك لا نستطيع ان نذكر مقدار رؤوس ص 176 الاموال التي كانت تستعمل في كل سنة للقيام بمختلف عمليات التصدير والتوريد. غير اننا نؤكد بان التجارة بصفة عامة قد توقفت او كادت مع بداية الاحتلال الفرنسي للايالة ص 177.
1_ فكيك: واحة يحيط بها النخيل من كل جانب وتؤمها القبائل من كل حدب وصوب لانها تتصل شمالا بفاس وغربا بثافلالت وجنوبا وشرقاب اسواق الجزائر يذكر كاربت ان ساحة المدينة تشتمل علىا كثر من ثلاثمائة حانوت وان عدد سكانها حوالي خمسة الاف نسمة.
2_ تافلالت: هي سجلماسة القديمة مهد الاشراف العلويين تقع في سهل واسع وتشتمل على عدد كبير من القرى تحيط بها غابات النخيل واشجار الزيتون ويصنع فيها الجلد الفيلالي ذو الشهرة العالمية.
اما باقي العلاقات مع طرابلس وتونس فسانقلها في المرة القادمة ان شاء الله .
زينب ماز
2011-10-21, 14:09
شكرا على هدا التفاعل
بارك الله فيك جعلها الله في ميزان حسناتك
اختي ارجوا ان لاتبخلي علينا وجزاك كل خير لاني لم اتمكن من العثور على هذا الكتاب وبالمقابل فان كتاب الجزائر في التاريخ 4 العهد العثماني لناصر الدين سعيدوني يحوي لمحة عن العلاقات مع تونس والمغرب
هدى الجنة
2011-10-21, 19:14
مساء الخير أختي زينب يبدو أن الاخ محمد قد وضع رابط الموضوع الذي يحوي مراجع ونقاشات حول مسابقة جامعة الامير ,ومايمكن إضفائه هو مرجع الدكتور أبو القاسم سعد الله "التاريخ الثقافي للجزائر " ,إضافة إلى ترجمة مذكرات خير الدين بربروس ,من إعداد الدكتور محمد دراج التي وضع روابطها أخ محمد جزاه الله عنا كل خير
تحياتي للجميع ووفقنا الله وإياكم لما حب ويرضى
زينب ماز
2011-10-21, 20:04
نعم الاخت هدى ولكن لم اجد شئ في كتاب ابو القاسم سعدالله ولك في كتاب محمد رزوق وجدت معلومات عن التواصل الثقافي بين اقطار المغرب خلال العصر الحديث .................ومشكور الاخ محمد الجديدي التبسي
زينب ماز
2011-10-21, 20:16
هل وصلكي الاستدعاء ام لا ..............انا عن نفسي وصلني البارح
هدى الجنة
2011-10-21, 20:50
بالفعل فالكاتب يتحدث عن عموميات فقط
أما بالنسبة للإستدعاء فقد تم استلامه,موفقة أختي
بالتوفيققققققققققققققققققققققققققققققققق
استاذة التاريخ
2011-10-21, 22:29
انا مزال ماوصلني وااااااااااااالو
السلام عليكم جميعا ......أما بعد تحية أخوية لكل اسرة المنتدى عامة و الإخوة و الأخوات المشاركين في مسابقة التاريخ بجامعةالأمير عبد القادر - قسنطينة . وفي مقدمتهم ...الأخ محمد و زينب ماز واستاذة التاريخ و هدى الجنة ....الخ
أولا لدي سؤال حول الإستدعاء فرغم انني بعثت بالملف عن طريق البريد منذ تاريخ 24/09/2011 فإنه لم يصلني أي شيء ؟؟؟ ما لعمل يا إخوة ؟؟
ثانيا و حسب تجربتي المتواضعة في الماجستير لمرتين متتاليتين بغرداية فإنه يجب التركيز على : المنهجية بالدرجة الأولى ثم اعتماد المصادر و المراجع بالدرجة الثانية ...
ثالثا : حسب مطالعاتي المتواضعة في التاريخ العثماني بالجزائر فإن جل المؤرخين يركزون على الجانب السياسي ...و اهمالهم لبقية الجوانب الأخرى اللهم الا الجانب الثقافي الذي فرضته الظروف آنذاك - انتشار الزوايا و كثرتها - في كافة أقطار المغرب العربي ...لسببين بارزين . أ- العدوان الصليبي على السواحل المغاربية منذ أواخر القرن ال15 م و بداية القرن ال16 م . ب- عزوف كثير من العلماء عن الدنيا ونشر افكارهم وسط العامة بموعد نهاية العالم - لأنه حسب اعتقادهم - فإن تفوق الكفرة على المسلمين هو ايذان بقرب قيام الساعة ..ناهيك عن انغماس المسلمين في الملذات و الترف وووو... كما حدث في الأندلس .....
رابعا : عادة ما يكون سؤال التخصص موضوعا مفتوحا ...غير انه مضبوط بالفترة الزمنية كما هو الشأن في موضوع تخصص الجزائر العثمانية ( 1500- 1830)
خامسا : الجانب الاقتصادي يجب التركيز فيه على التجارة أولا بين الأقطار المغاربية ثم الانتاج الزاعي و الصناعي الذي يبدو من خلال عدة مراجع انه متماثل لذا فإن حركة التجارة تكاد تكون بطيئة بين البلدان المغاربية ....ضف الى ذلك عدم توفر الأمن ...
سادسا : المصادر تكاد تكون قليلة ...و اذكر منها كتاب : مارمول و هايدو و حسن الوزان ..... أما المراجع فهي متوفرة و اذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر ... كتابات الأستاذ ناصر الدين سعيدوني عن الفترة العثمانية منها : النظام المالي للجزائر في العهد العثماني ... ورقات جزائرية ....
أما في الجانب الثقافي فأحيل الإخوة و الأخوات الى رسالة الماجستير الثرية للباحثة صباح بعارسية بعنوان حركة التصوف بالجزائر في القرن16 م
سابعا : أذكر اخوتي بضروروة التركيز على مقياس المنهجية لأن معامله 03
و أخيرا ...تمنياتي لكل مجتهد و مجتهدة بالنجاح في هذه المسابقة ....................... تحياتي للجميع ... و عذرا على الاختصار
السلام عليكم بارك الله فيك انا ايضا لاحظت ان اغلب الكتب تركز غالبا على الجانب السياسي وتهمل بقية الجوانب
اما الاستدعاء فقد وصلني اليوم
محمد جديدي التبسي
2011-10-22, 12:00
بالتوفيق لجميع المشاركين
أود التنبيه كما ذكر أخي بغادي أنه يجب التحضير للمقياس الثاني وهو مقياس المنهج التاريخي خاصة وأن له نفس معامل مقياس العلاقات
بالنسبة للاستدعاء الذي لم يصله بعد ربما سيصله هذا الأسبوع وحتى إن لم يصل فليست مشكلة
فعلى حسب معرفتي بإدارة قسم التاريخ فهي إدارة جيدة ولا تعقد الأمور كما أنكم ستجدون قائمة بأسماء جميع المشاركين
وتكفي بطاقة التعريف لإثبات حقك في المشاركة
ربي يوفقكم جميعا لكل خير
فارس المسيلي
2011-10-22, 15:49
بما يخص المنهجية توجد عدة كتب من بينها كتاب منهج البحث التاريخي لحسن عثمان المميز في هذ الكتاب هو إعتماده على أمثلة لكي يسهل على القارئ الفهم
اسم الكتاب: منهج البحث التاريخي*
اسم المؤلف: حسن عثمان
http://www.4shared.com/file/TJLWPJB4/__________________.htm
أو
http://al-mostafa.info/data/arabic/gap.php?file=nc/other/0091.pdf
في ماجستير التاريخ الوسيط باتنة 2009 كان السؤال في مقياس المنهجية :
<<يعتمد الدارس في التاريخ الوسيط على الوثائق و النصوص المختلفة كيف يمكن التعامل معها و الإستفادة منها في البحث التاريخي>>
بالتوفيق للجميع
الله يوفق الجميع ويارب نتئج طيبة
فارس المسيلي
2011-10-22, 16:04
المنهج التاريخي:
· من أهم المناهج المستخدمة في ميدان العلوم الإنسانية عموما وعلم الاجتماع خصوصا وهذا لخصوصيته.
· يمكنه الغوص في عمق التاريخ ومن ثمة تحليل وتفسير الظواهر الاجتماعية والكشف عن جذورها.
تعريف المنهج التاريخي:
·
المنهج التاريخي هو الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن الأحداث والحقائق الماضية ثم فحصها ونقدها وتحليلها وتأكد من صحتها ليعرضها ويرتبها ويفسرها ومن ثمة إستخلاص التعميمات والنتائج العامة منها، والتي لا تقف فائدتها على فهم الأحداث الماضية فحسب بل تتعدها إلى المساعدة في تفسيرالأحداث والظواهر الحالية وفي توجيه التخطيط للمستقبل.
· خطوات المنهج التاريخي: ينقسم إلى الخطوات التالية:
1. تحديد المشكلة التاريخية: هي من أصعب الخطوات إذ يقوم الباحث بحصر المشكلة التاريخية وتحديدها من خلال تحديد الظاهرة أو الحادثة التاريخية المراد دراستها ويتم هذا التحديد وفق نسقين محددين:
البعد المكاني للظاهرة كأن نقول الثورة الجزائرية.
المجال الزماني كأن نقول الثورة الجزائرية 1954م – 1962م.
2. جمع المادة التاريخية: يقوم الباحث بجمع جميع المعلومات والوثائق والشهادات والمواد التاريخية المتعلقة بالمشكلة المحددة سلفا، وتعد هذه المرحلة أطول وأصعب المراحل في الدراسة التاريخية، وتقسم المادة التاريخية عدة تقسيمات منها:
مادة أولية: وهي المادة التاريخية الأصلية كالأهرام مثلا أو لباس عسكري.
مادة ثانوية: وهي المادة التي استندت أو استعملت المادة الأصلية مثلا شهادة تاريخية أو كتاب عن الأهرام....الخ.
وهناك عدة تقسيمات أخرى.
3. جمع المادة التاريخية: على الباحث أن لا يكتفي بجمع المعومات بل لبد من نقدها وتمحيصها ليتأكد من دقتها وصدق محتواها، وهو يقوم بذلك على مستويين هما :
أ- النقد الخارجي (الظاهري) للمادة التاريخية حيث يقوم الباحث بطرح بعض الأسئلة من أجل التأكد من المادة مثل:
- من هو الكاتب أو المؤلف؟
- هل هو من كتب الوثيقة الأصلية ؟
- هل الوثيقة التي يعتمدها أصيلة أم ثانوية ؟
- متى ظهرت الوثيقة لأول مرة ؟
ولكي يتأكد الباحث من أصول الوثيقة أو اكتشاف ما بها من
تعديل فإنه يبدأ بالتمحيص الدقيق لمحتواها ولغتها بناءا على
معاير وأسس معينة هي:
- التأكد من حدوث أي تعديل أو تغير على الوثيقة.
- هل التعديل أو التغير الذي طرأ كان للزيادة أو الحذف من الوثيقة.
- هل المواد المستعملة في كتابة الوثيقة (نوعية الورق، الحبر ... الخ) مناسبة للوقت الذي وجدت فيه.
ب- النقد الداخلي (الباطني) للمادة التاريخية: يتم التأكد من محتوى المادة من خلال طرح جملة من الأسئلة هي:
- هل هناك أي تناقض في محتوى الوثيقة وموضوعها؟
- هل قدم المؤلف الحقيقة الكاملة أم حاول تشويهها وتعديلها؟
- لماذا قام المؤلف بكتابة الوثيقة ؟
- هل توجد وثيقة أخرى تعود لنفس العصر وتتفق مع الوثيقة في محتواها؟
- هل كتبت الوثيقة على الملاحظة المباشرة أم غير مباشرة؟
· والجدير بالذكر أن عملية النقد الداخلي والخارجي تتم وفق أصول وقواعد هي:
- إهمال الوثيقة لذكر بعض أحداث العصر الذي وجدت فيه ما يعني أن المؤلف يجهل هذه الأحداث لسبب أو لآخر.
- لا يجب التقليل من قيمة المصدر كما لا يجب إعطاؤه أكثر مما يستحق من أهمية.
- يجب الاعتماد على أكثر من مصدر من الحقائق والإحداث ومقارنتها مع بعضها البعض والتأكد من تطابقها.
· أدوات جمع المعلومات في المنهج التاريخي:
1. الملاحظة التحليلية الناقدة للمصادر التاريخية.
2. تحليل للمادة التاريخية باستخدام الأجهزة والوسائل التكنولوجية للكشف عن صحة أو زيف المادة التاريخية .
3. المقابلات الشخصية لشهود العيان والقنوات الناقلة للحوادث والأخبار.
4. استطلاعات الرأي والاستبيانات.
· صياغة الفروض في المادة التاريخية: يعتمد البحث التاريخي غيره من مناهج البحث على الفرضية أو الفرضيات لتساعده في تحديد مسار واتجاه البحث وتوجهه الفرضية إلى جمع المعلومات الضرورية واللازمة للفرضية وبعد فحصها ونقدها يقوم بتعديل فرضية البحث على ضوئها والبناء عليها وبعد ذلك استخلاص الحقائق ووضع النتائج، وعادة ما تتعدد الفروض في الدرسان التاريخية على اعتبار أن معظم أحداث التاريخ لا يمكن تضيقها بشكل موضوعي بسبب واحد وهو أن الإحداث التاريخية معقدة ومتداخلة ويصعب ربطها بسبب واحد. مثلا: .....
· كتابة وتركيب البحث التاريخي: إن تقرير البحث التاريخي لا يختلف في مواصفاته عن غيره من تقارير الابحاث الأخرى فهناك إعتبارات أساسية في كتابة البحث التاريخي منها:
1. كتابة الحقائق التاريخية على بطاقات أو مذكرات خاصة بشكل حقائق مرتبة على أساس تسلسلي زمني من الماضي إلى الحاضر.
2. دراسة البيانات التاريخية وتحليلها مع التركيز على إظهار علاقات ..... والنتيجة للحوادث والعوامل المدروسة.
3. كتابة تقرير البحث يكون على أساس العناصر التالية:
أ- المقدمة التمهيدية بما فيها من فرضيات و الاشكال المطروح.
ب- الدراسات السابقة للبحث.
ت- أهداف وأسئلة فرضيات البحث.
ث- منهجية البحث للاجابة عن الاسئلة واختيار الفرضيات بواسطة المنطق أو بالأدوات والوسائل النقدية المناسبة.
ج- عرض الحقائق والبراهين والدلائل التاريخية للتحليل والتقدير وإخراج النتائج والتوصيات للمستقبل.
زينب ماز
2011-10-22, 23:00
السلام عليكم جميعا ......أما بعد تحية أخوية لكل اسرة المنتدى عامة و الإخوة و الأخوات المشاركين في مسابقة التاريخ بجامعةالأمير عبد القادر - قسنطينة . وفي مقدمتهم ...الأخ محمد و زينب ماز واستاذة التاريخ و هدى الجنة ....الخ
أولا لدي سؤال حول الإستدعاء فرغم انني بعثت بالملف عن طريق البريد منذ تاريخ 24/09/2011 فإنه لم يصلني أي شيء ؟؟؟ ما لعمل يا إخوة ؟؟
ثانيا و حسب تجربتي المتواضعة في الماجستير لمرتين متتاليتين بغرداية فإنه يجب التركيز على : المنهجية بالدرجة الأولى ثم اعتماد المصادر و المراجع بالدرجة الثانية ...
ثالثا : حسب مطالعاتي المتواضعة في التاريخ العثماني بالجزائر فإن جل المؤرخين يركزون على الجانب السياسي ...و اهمالهم لبقية الجوانب الأخرى اللهم الا الجانب الثقافي الذي فرضته الظروف آنذاك - انتشار الزوايا و كثرتها - في كافة أقطار المغرب العربي ...لسببين بارزين . أ- العدوان الصليبي على السواحل المغاربية منذ أواخر القرن ال15 م و بداية القرن ال16 م . ب- عزوف كثير من العلماء عن الدنيا ونشر افكارهم وسط العامة بموعد نهاية العالم - لأنه حسب اعتقادهم - فإن تفوق الكفرة على المسلمين هو ايذان بقرب قيام الساعة ..ناهيك عن انغماس المسلمين في الملذات و الترف وووو... كما حدث في الأندلس .....
رابعا : عادة ما يكون سؤال التخصص موضوعا مفتوحا ...غير انه مضبوط بالفترة الزمنية كما هو الشأن في موضوع تخصص الجزائر العثمانية ( 1500- 1830)
خامسا : الجانب الاقتصادي يجب التركيز فيه على التجارة أولا بين الأقطار المغاربية ثم الانتاج الزاعي و الصناعي الذي يبدو من خلال عدة مراجع انه متماثل لذا فإن حركة التجارة تكاد تكون بطيئة بين البلدان المغاربية ....ضف الى ذلك عدم توفر الأمن ...
سادسا : المصادر تكاد تكون قليلة ...و اذكر منها كتاب : مارمول و هايدو و حسن الوزان ..... أما المراجع فهي متوفرة و اذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر ... كتابات الأستاذ ناصر الدين سعيدوني عن الفترة العثمانية منها : النظام المالي للجزائر في العهد العثماني ... ورقات جزائرية ....
أما في الجانب الثقافي فأحيل الإخوة و الأخوات الى رسالة الماجستير الثرية للباحثة صباح بعارسية بعنوان حركة التصوف بالجزائر في القرن16 م
سابعا : أذكر اخوتي بضروروة التركيز على مقياس المنهجية لأن معامله 03
و أخيرا ...تمنياتي لكل مجتهد و مجتهدة بالنجاح في هذه المسابقة ....................... تحياتي للجميع ... و عذرا على الاختصار
صدقت ياخ بقادي انا لاحظت في جميع الكتب المتعلقة بالدولة العثمانية ان اغلب الكتاب اهتموا بالجانب السياسي اكثر من الجوانب الاخرى ووجدت صعوبة كبيرة في الجوانب الاخرى منها الثقافية والاقتصادية ....اما بخصوص الاستدعاء فلا تقلق بهدا الشان لان لديا زملاء من ولاية ادار شاركوا في الماجيستار ولم يصلهم الاستدعاء وعندما دهبوا الي قسنطينة وجدوا الاستدعاء في الجامعة فلا تقلق بهدا الشان ....وبالتوفيق لك وللجميع
زينب ماز
2011-10-22, 23:02
[quote=فارس المسيلي;7650921]المنهج التاريخي:
· من أهم المناهج المستخدمة في ميدان العلوم الإنسانية عموما وعلم الاجتماع خصوصا وهذا لخصوصيته.
· يمكنه الغوص في عمق التاريخ ومن ثمة تحليل وتفسير الظواهر الاجتماعية والكشف عن جذورها.
تعريف المنهج التاريخي:
·
المنهج التاريخي هو الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن الأحداث والحقائق الماضية ثم فحصها ونقدها وتحليلها وتأكد من صحتها ليعرضها ويرتبها ويفسرها ومن ثمة إستخلاص التعميمات والنتائج العامة منها، والتي لا تقف فائدتها على فهم الأحداث الماضية فحسب بل تتعدها إلى المساعدة في تفسيرالأحداث والظواهر الحالية وفي توجيه التخطيط للمستقبل.
· خطوات المنهج التاريخي: ينقسم إلى الخطوات التالية:
1. تحديد المشكلة التاريخية: هي من أصعب الخطوات إذ يقوم الباحث بحصر المشكلة التاريخية وتحديدها من خلال تحديد الظاهرة أو الحادثة التاريخية المراد دراستها ويتم هذا التحديد وفق نسقين محددين:
البعد المكاني للظاهرة كأن نقول الثورة الجزائرية.
المجال الزماني كأن نقول الثورة الجزائرية 1954م – 1962م.
2. جمع المادة التاريخية: يقوم الباحث بجمع جميع المعلومات والوثائق والشهادات والمواد التاريخية المتعلقة بالمشكلة المحددة سلفا، وتعد هذه المرحلة أطول وأصعب المراحل في الدراسة التاريخية، وتقسم المادة التاريخية عدة تقسيمات منها:
مادة أولية: وهي المادة التاريخية الأصلية كالأهرام مثلا أو لباس عسكري.
مادة ثانوية: وهي المادة التي استندت أو استعملت المادة الأصلية مثلا شهادة تاريخية أو كتاب عن الأهرام....الخ.
وهناك عدة تقسيمات أخرى.
3. جمع المادة التاريخية: على الباحث أن لا يكتفي بجمع المعومات بل لبد من نقدها وتمحيصها ليتأكد من دقتها وصدق محتواها، وهو يقوم بذلك على مستويين هما :
أ- النقد الخارجي (الظاهري) للمادة التاريخية حيث يقوم الباحث بطرح بعض الأسئلة من أجل التأكد من المادة مثل:
- من هو الكاتب أو المؤلف؟
- هل هو من كتب الوثيقة الأصلية ؟
- هل الوثيقة التي يعتمدها أصيلة أم ثانوية ؟
- متى ظهرت الوثيقة لأول مرة ؟
ولكي يتأكد الباحث من أصول الوثيقة أو اكتشاف ما بها من
تعديل فإنه يبدأ بالتمحيص الدقيق لمحتواها ولغتها بناءا على
معاير وأسس معينة هي:
- التأكد من حدوث أي تعديل أو تغير على الوثيقة.
- هل التعديل أو التغير الذي طرأ كان للزيادة أو الحذف من الوثيقة.
- هل المواد المستعملة في كتابة الوثيقة (نوعية الورق، الحبر ... الخ) مناسبة للوقت الذي وجدت فيه.
ب- النقد الداخلي (الباطني) للمادة التاريخية: يتم التأكد من محتوى المادة من خلال طرح جملة من الأسئلة هي:
- هل هناك أي تناقض في محتوى الوثيقة وموضوعها؟
- هل قدم المؤلف الحقيقة الكاملة أم حاول تشويهها وتعديلها؟
- لماذا قام المؤلف بكتابة الوثيقة ؟
- هل توجد وثيقة أخرى تعود لنفس العصر وتتفق مع الوثيقة في محتواها؟
- هل كتبت الوثيقة على الملاحظة المباشرة أم غير مباشرة؟
· والجدير بالذكر أن عملية النقد الداخلي والخارجي تتم وفق أصول وقواعد هي:
- إهمال الوثيقة لذكر بعض أحداث العصر الذي وجدت فيه ما يعني أن المؤلف يجهل هذه الأحداث لسبب أو لآخر.
- لا يجب التقليل من قيمة المصدر كما لا يجب إعطاؤه أكثر مما يستحق من أهمية.
- يجب الاعتماد على أكثر من مصدر من الحقائق والإحداث ومقارنتها مع بعضها البعض والتأكد من تطابقها.
· أدوات جمع المعلومات في المنهج التاريخي:
1. الملاحظة التحليلية الناقدة للمصادر التاريخية.
2. تحليل للمادة التاريخية باستخدام الأجهزة والوسائل التكنولوجية للكشف عن صحة أو زيف المادة التاريخية .
3. المقابلات الشخصية لشهود العيان والقنوات الناقلة للحوادث والأخبار.
4. استطلاعات الرأي والاستبيانات.
· صياغة الفروض في المادة التاريخية: يعتمد البحث التاريخي غيره من مناهج البحث على الفرضية أو الفرضيات لتساعده في تحديد مسار واتجاه البحث وتوجهه الفرضية إلى جمع المعلومات الضرورية واللازمة للفرضية وبعد فحصها ونقدها يقوم بتعديل فرضية البحث على ضوئها والبناء عليها وبعد ذلك استخلاص الحقائق ووضع النتائج، وعادة ما تتعدد الفروض في الدرسان التاريخية على اعتبار أن معظم أحداث التاريخ لا يمكن تضيقها بشكل موضوعي بسبب واحد وهو أن الإحداث التاريخية معقدة ومتداخلة ويصعب ربطها بسبب واحد. مثلا: .....
· كتابة وتركيب البحث التاريخي: إن تقرير البحث التاريخي لا يختلف في مواصفاته عن غيره من تقارير الابحاث الأخرى فهناك إعتبارات أساسية في كتابة البحث التاريخي منها:
1. كتابة الحقائق التاريخية على بطاقات أو مذكرات خاصة بشكل حقائق مرتبة على أساس تسلسلي زمني من الماضي إلى الحاضر.
2. دراسة البيانات التاريخية وتحليلها مع التركيز على إظهار علاقات ..... والنتيجة للحوادث والعوامل المدروسة.
3. كتابة تقرير البحث يكون على أساس العناصر التالية:
أ- المقدمة التمهيدية بما فيها من فرضيات و الاشكال المطروح.
ب- الدراسات السابقة للبحث.
ت- أهداف وأسئلة فرضيات البحث.
ث- منهجية البحث للاجابة عن الاسئلة واختيار الفرضيات بواسطة المنطق أو بالأدوات والوسائل النقدية المناسبة.
ج- عرض الحقائق والبراهين والدلائل التاريخية للتحليل والتقدير وإخراج النتائج والتوصيات للمستقبل.
[الف شكرا لك اخ فارس لقد كنت بحاجة كثيرة لهدا الموضوع شكرا
السلام عليكم
شكرا جزيلا لكما الأخ محمد التبسي و الأخت زينب ماز ....على التواصل من خلال هذا المنتدى العزيز علينا ...
فيما يخص المنهجية فكثير من الزملاء يقلل من شأنها ... رغم انها مهمة جدا .....و المراجع متوفرة في هذا المجال بكثرة لكنني اريد أن أؤكد على شيء أساسي و هو منهجية الكتابات التاريخية تختلف نوعا ما بين الكتاب - المؤرخين - المشارقة و المغاربة كما انه يجب التركيز على كتابات و آراء ابن خلدون باعتباره نابغة و مجدد في هذا المجال ...و احتمال ان سؤال المنهجية يكون حول التغييرات التي احدثها ابن خلدون في مجال الكتابات التاريخةمع نهاية القرن ال 14م و أثرها على المدرسة الغربية في هذا المجال ...
و لكي لا اكون بخيلا أزود اخوتي بعنوان هام في مجال الكتابات التاريخية العربية ... عنوان الكتاب هو : مناهج التاريخ الاسلامي و مدارسه .. للدكتور بشار قويدر ...فهو جدير بالقراءة ... ومهم جدا من حيث المحتوى ...... تحياتي للجميع
السلام عليكم أنا أتفاعل معكم فى الموضوع عوضا عن زوجى فى ما يخص الاستدعاء زوجى لم يستلم الاستدعاء لكن قالونا أدخلو لموقع الجامعة ورايحين تصيبو قائمة أسماء المترشحين وبالفعل لقينا الاسم والحمد لله بارك الله فيكم عن هذه المراجع والمعلومات فى ما يخص المراجعة والتحضير نتمنى لكم النجاح والتوفيق خاصة زينب علابالى العام الماضى شاركتى فى بوزريعة ربى يكون فى عونك ويوفقك أقراى ما دام ماكانش الى يشغلك وربى يوفق الجميع
.
خلال العهد العثماني
مقدمة
ما أكثر ما يصادفنا أثناء دراسة الحركة الفكرية والثقافية لدول المغرب العربي، ذلك التواصل والتأثير بين علماء المنطقة، كما تستوقفنا هجرة العلماء بين الأقطار المغاربية، حيث نجد في الجزائر خلال العهد العثماني ذكرا لعلماء أجلاء قدموا إليها من تونس والمغرب، واستقروا بها، ولعبوا أدوارا هامة في رسم الصورة الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية للجزائر...
والتساؤل الذي يتبادر إلى أذهاننا عن كنه هذه الهجرات: هل كانت بفعل التقارب السياسي والثقافي بين دول المغرب العربي؟ أم يرجع ذلك إلى تسهيلات الحكام في هذا البلد أو ذاك لنشاطات العلماء وتقريبهم لهم؟ أم هي مجرد نزوات وتطلعات من هؤلاء العلماء لما هو أفضل لهم في حياتهم الخاصة؟
ومهما يكن من أمر فإن هجرة العلماء - بغض النظر عن ظروفها وأسبابها- كانت لها انعكاسات ايجابية على الجزائريين، وعلى الحركة العلمية عموما، ونوجز فيما يلي ترجمات مختصرة لبعض العلماء الذين خلدوا أسماءهم في الذاكرة بعلمهم وأعمالهم الشهيرة...
الشيخ محمد بن علي الخروبي
يُدعى نزيل الجزائر، حيث سكن بها وطالت فيها إقامته[1]، نُسب إلى صفاقس وطرابلس والجزائر[2]، كان خطيبا فصيحا، له الكتب العديدة، واعتنى اعتناء مثمرا بالتفسير والتصوف[3]، تولى الخطابة في أحد مساجد الجزائر، وخصص جهده للتأليف والدعاية لصالح الطريقة الشاذلية[4] والدفاع عنها، وركز في مؤلفاته على الأوراد والأذكار وعلوم التصوف، وله شرح على حكم ابن عطاء الله في التصوف، أصول الطريقة لأحمد زروق، كفاية المريد وشرح الصلاة المشيشية[5]، بالإضافة إلى تفسير القرآن الكريم...
خدم الخروبي الوجود العثماني في المغرب العربي، وخاصة في الجزائر، خدمة جليلة بقلمه ودرسه وطريقته الصوفية[6]، ولسنا ندري هل كانت هذه الخدمة من باب التقرب والتزلف للسلاطين لأغراض دنيوية، أم هي فلسفة خاصة في طريقته الصوفية؟ ومهما يكن من أمر فإنه عاش في حماية الدولة له في الجزائر، وسخّر فكره وقلمه ولسانه لخدمة الطريقة الشاذلية والطرق القريبة منها كالقادرية، و ترك أثرا كبيرا في معاصريه[7].
قام الخروبي بعدة أسفار إلى المغرب، حيث زار فاس ومراكش، وأخذ عنه علماء المغرب[8]، مما يجعلنا نتساءل عن كنه هذه الصلات بين الخروبي وعلماء المغرب؟ فهل كانت لأغراض علمية بحتة، واكتفى بالمناظرات والنقاشات التي كانت تجرى على مستوى المساجد والزوايا، وتناول فيها المواضيع الفقهية والشرعية؟ أم كان ذلك بإيعاز من العثمانيين في الجزائر لحل المشاكل الحدودية التي كانت تنشب بين البلدين من حين لآخر؟
ذهب محمد الخروبي إلى المغرب في شأن الحدود بين البلدين بعد أن هاجم السلطان محمد الشيخ تلمسان، حيث أرسله صالح باي سنة 1552م على رأس سفارة عثمانية إلى المغرب، لعقد سلام بين محمد الشيخ السعدي (سلطان المغرب) والأتراك العثمانيين في الجزائر، لتتفق معه على الحدود وتعمل على التوصل إلى التحالف بين القوتين الإسلاميتين المتجاورتين ضد الكفار[9]، وهذا إن دلنا على شيء فإنما يدلنا على مكانة الخروبي عند العثمانيين والمغربيين على حد سواء، ويجعلنا نستخلص مدى الحكمة والحنكة السياسية التي يتمتع بها هذا العالم حتى يتولى مثل هذه المسؤولية الحساسة التي تتعلق بتهدئة التوتر الحاصل بين البلدين الجارين، خاصة إذا علمنا أن الإسبان والبرتغال كانوا يعملون على تذكية هذا الصراع واستمراره لإضعاف العثمانيين.
من هنا نثمن الرأي القائل بأن الخروبي خدم العثمانيين خدمة جليلة، وكانت وفاته بالجزائر سنة 963ﻫ[10].
الشيخ سعيد قدورة
نسبه هو سعيد بن ابراهيم بن عبد الرحمان، وشهرته قدورة[11]، تونسي الأصل، جزائري المولد والنشأة، ولد ليلة الإثنين 27 رجب سنة 1034ﻫ، الموافق 5 ماي 1625م، تفقه بالجزائر على يد الشيخ محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل المطماطي، رحل إلى تلمسان، وقرأ على أبي عثمان سعيد المقري. عاد إلى الجزائر وتولى الفتوى بها وأقرأ وعلّم بالجامع الأعظم[12].
كان عالما متفننا زاهدا ورعا، موصوفا بالصلاح[13]، كان من أكابر الرجال، زكي الأخلاق والأفعال، له شرح على متن السلم لعبد الرحمان الأخضري[14]، وحاشية على شرح العقيدة الصغرى للسنوسي[15]، ولم يكن قدورة مفتيا فقط، ولا مدرسا فحسب، بل كان أيضا يخلط العلم بالتصوف، كان يدرس لطلابه كتب ابن عطاء الله كما كان يدرس لهم صحيح البخاري ورسالة القيرواني وسلم الأخضري وصغرى السنوسي[16].
انفرد قدورة بالإفتاء أواسط سنة 1028ﻫ، وظل في هذا المنصب إلى وفاته سنة 1066ﻫ، وورث هذا المنصب لولديه محمد وأحمد من بعده.
وتدرج في الوظائف من إمام جامع البلاط، إلى خطيب جامع سيدي رمضان، إمام وخطيب ومدرس الجامع الكبير، مفتي المالكية ووكيل أوقاف الجامع الأخير.
وكان قدورة محظيا عند الباشوات لدرجة أنهم كانوا يقفون له إجلالا ويقبلون يده، ويقدمونه على المفتي الحنفي (شيخ الإسلام) الذي كان يمثل المذهب الحاكم[17]، وقد انتفع به جمع غفير من الناس إلى أن توفي سنة 1066ﻫ- 1656م، ودُفن بزاوية الشيخ أحمد بن عبد الله الجزائري[18].
الشيخ علي الأنصاري
الفقيه العلامة أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن محمد بن أبي بكر الأنصاري، يُنسب لسعد بن عبادة السجلماسي الجزائري، نشأ بسجلماسة ثم ارتحل إلى فاس، وأخذ عن بعض مشايخها "عبد الله بن طاهر الحسني، ابن أبي بكر الدلائي قرأ عليه البخاري نحو إحدى وعشرين مرة، والشفاء والموطأ ورسالة القشيري والتنوير والحكم، وعن أبي عباس أحمد المقري قرأ عليه الموطأ والرسالة ومختصر خليل وابن الحاجب وغير ذلك.
ثم سافر إلى الحجاز بعد الأربعين من العمر فأخذ عن الغنيمي والأجهوري[19]، ودخل مصر سنة 1043 وقرأ بها، ثم عاد إلى المغرب واستقر بمدينة الجزائر، وتصدى لإفادة طلبته، وتآليفه كثيرة غالبها نظم في فنون مختلفة وله شرح على الأجرومية وتحفة بن عاصم وشرح الدرر اللوامع لابن بري وكتاب اليواقيت الثمينة في الفقه[20]، وله مؤلف في تفسير القرآن، وتأليف في رجال البخاري، منظومة الدرة المنيفة في في السيرة الشريفة... وغيرها.
كان الأنصاري يدرس في الجزائر أصول الدين والبيان والمنطق والنحو ومصطلح الحديث والفقه والحديث والسير والتصوف... وكان على صلة وثيقة بيوسف باشا[21]، وهي صلة مصالح ومنافع، لأن الباشا كان بحاجة لتأييد العلماء، والأنصاري كان بحاجة لقوة تحميه لأنه كان غريبا عن البلد[22].
كانت وفاته سنة 1057ﻫ- 1648م بالجزائر، ويقال أنه توفي شهيدا بالطاعون.[23]
الشيخ أبو القاسم الزياني
هو أبو القاسم بن احمد بن محمد بن علي بن ابراهيم الزياني، رحالة وأديب ووزير مغربي من قبيلة زيان الصنهاجية نواحي فاس، ولد سنة 1147 ﻫ، درس في القرويين، اتصل بالبلاط الملكي سنة 1169ﻫ، تقلد الولاية على وجدة وتازة ومكناس وطنجة وغيرها[24].
عين الزياني كاتبا بالقصر الملكي، وفي سنة 1200= 1786م عين لسفارة إلى استنبول، وعند العودة إلى فاس استأنف أعماله ونشاطه متنقلا من منصب إلى آخر أعلى منه في عهد السلطان محمد بن عبد الله، لكن بعد وفاة هذا الأخير تعرض الزياني في عهد مولاي يزيد لشتى الإهانات وصودرت أمواله وأدخل السجن.
وبعد وفاة يزيد ومجيء مولاي سليمان للحكم عاد للزياني شأنه ونشاطه،وعين على وجدة لإخماد فتنة آنقاد الذين عاثوا في شرق المملكة، فهوجم الوالي وخاف الزياني أن يحمله المسؤولية، فلجأ إلى المغرب الأوسط.
نزل الزياني بوهران ضيفا على الباي محمد الكبير ثم التحق بتلمسان وقضى مدة طويلة بين علمائها، ثم قصد الجزائر فأكرمه أهلها وحكامها.
كان يفكر وهو في الجزائر أن يستقر بتلمسان غير أن ضغوطا عديدة من المغرب جعلته يغادر، ويرجع في النهاية إلى بلده، توفي في رجب 1249= نوفمبر 1833 بعد حياة طويلة ونكبات لم تمنعه من التأليف والمطالعة.
من أشهر كتبه:
- الترجمان المعرب عن دول المشرق والمغرب (في التاريخ العام).
- البستان الظريف في دولة اولاد مولاي علي الشريف (تاريخ الدولة العلوية).
- رسالة السلوك فيما يجب على الملوك (في السياسة).
- الترجمانة الكبرى[25] (في رحلاته خارج المغرب الأقصى). [26]
الخاتمة:
كان لعلماء المغرب حركة واسعة في الجزائر لأسباب عديدة منها:
المنازعات السياسية على الحكم في المغرب على الحكم في المغرب كانت تؤدي ببعض العلماء إلى البحث عن الهدوء والاستقرار في الجزائر مثلما حدث لعلي بن عبد الواحد الأنصاري وأبي القاسم الزياني.
ومنها أن مجالات العمل في الجزائر كانت مفتوحة أمامهم، بسبب تشجيع السلاطين لهم.
ومنها أن المغاربة كانوا يتخذون من الجزائر طريقا للحج بحرا وبرا.
وكان بعضهم يأتي إلى الجزائر في مهمات دبلوماسية، وبعض العلماء كانوا يمارسون التجارة أو يبثون المذاهب الصوفية بين الجزائريين.
ومهما يكن من أمر فإن هذه الحركة العلمية كانت كانت بركة على الجزائر، فكل عالم كان مدرسة متنقلة ومكتبة مفتوحة، وحركتهم تشكل ما نسميه اليوم بوسائل الإعلام وتبادل الخبراء والكتاب.[27]
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
الهوامش:
[1]نور الدين عبد القادر- صفحات في تاريخ الجزائر من اقدم عصورها إلى انتهاء العهد التركي- مطبعة البعث، قسنطينة، 1965. ص 190
[2] سعد الله أبو القاسم. تاريخ الجزائر الثقافي. المؤسسة الوطنية للكتاب. الجزائر 1985. الجزء الاول. الطبعة الثانية. ص 504
[3]نور الدين عبد القادر، نفسه. ص 190
[4] الشاذلية: طريقة صوفية نشأت بالإسكندرية، على يد أبي الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن الحسين الادريسي المشهور بالشاذلي نسبة لقرية شاذلة بالمغرب ( انظر معجم المصطلحات والألقاب التاريخية- مصطفى عبد الكريم الخطيب- مؤسسة الرسالة- الطبعة الأولى 1996).
[5]سعد الله ابو القاسم. نفسه. ص 506. الصلاة المشيشية نسبة إلى عبد السلام بن مشيش ناشر الطريقة الشاذلية.
[6] سعد الله ابو القاسم. نفسه. ص 505.
[7]سعد الله أبو القاسم. نفسه. ص 506
[8] سعد الله أبو القاسم. نفسه ص505.
[9]بن خروف عمار. العلاقات السياسية بين الجزائر والمغرب في القرن 10 ﻫ/ 16 م. الجزء الأول. طبعة 2006. ص148
[10]سعد الله أبو القاسم. نفسه. ص 505.
[11]سعد الله أبو القاسم، المرجع السابق، ص 365. قدورة هو اسم قرية قريبة من جزيرة جربة على ساحل تونس
[12]نور الدين عبد القادر. المرجع السابق. ص191- 194
[13]أبو القاسم محمد الحفناوي. تعريف الخلف برجال السلف- موفم للنشر 1991- الجزء 02- ص 71.
[14] هو من العلماء الاجلاء ترجم له سعد الله أبو القاسم في تاريخ الجزائر الثقافي ص
[15]نور الدين عبد القادر. نفسه. ص 191.
[16]سعد الله ابو القاسم. نفسه. ص 377.
[17]سعد الله أبو القاسم. نفسه. ص ص 368- 371
[18]نور الدين عبد القادر. نفسه ص 191.
[19] أبو القاسم محمد الحفناوي. نفسه. ص 79
[20]نور الدين عبد القادر. نفسه. ص 190
[21]عُرف عن يوسف باشا الذي حكم الجزائر ما بين 1647 إلى 1650 أنه كان من الحكام الذين يقربون العلماء ويعفون المرابطين والأشراف من دفع الضرائب ويهدونهم ويكرمونهم.
[22]سعد الله ابو القاسم. نفسه. ص 381- 382
[23]نور الدين عبد القادر. نفسه. ص 191
[24]ناصر الدين سعيدوني وبوعمران الشيخ وآخرون: معجم مشاهير المغاربة، منشورات جامعة الجزائر، 1995، ص 271
[25]الترجمانة الكبرى هي رحلة إلى استنبول وفهرسة ومختصر جغرافية وموسوعة صغيرة، حققها عبد الكريم الفيلالي سنة 1387- 1967.
[26]مولاي بالحميسي- الجزائر من خلال رحلات المغاربة في العهد العثماني – الجزائر 1979- ص ص 20،22.
[27]سعد الله أبو القاسم
الصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السلام عيلكم ورحمة الله وبركاته
((الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م))
بقلم: د. محمد مكحلي [1]
قسم التاريخ- كلية الآداب و العلوم الإنسانية- جامعة الجيلالي اليابس، سيدي بلعباس، الجزائر
تقديم:
بتعيين خير الدين بيلرياي " أصبحت الجزائر إحدى الولايات الثلاث للإمبراطورية العثمانية وأصبح لبايلر باي الجزائر بمقتضى هذا التعيين حق التصرف المطلق في الجزائر مع الإشراف على إقليمي تونس و طرابلس، لكن هذا الإشراف لم يدم طويلا فقد ألغى العثمانيون نظام البايلر باي سنة 1588م خوفا من أن يفكر هؤلاء الولاة في الإنفصال فأصبحت الجزائر ولاية عادية يعين على رأسها باشا تغيره الأستانة كل ثلاث سنوات[2].
لم يهتم الباشوات بشؤون الرعية بل انصرف همهم إلى جمع اكبر قسط من الأموال في انتظار مدة الولاية، وبذلك انتقلت السلطة من أيديهم إلى ضباط الجيش الذين بدأ نفوذهم يتعاظم تدريجيا مع بداية سنة 1659م، وأصبح حكام الجزائر العثمانية يعينون من بينهم ضابطا برتبة أغا كحاكم فعلي على الولايات غير أن هذه المرحلة لم تطل مدتها و ذلك لأن الأغا لم يكن يستقر في منصبه أكثر من شهرين نتيجة للتنافس الشديد بين الضباط على الحكم[3].
فكانت الجزائر خلال الفترة من 1518-1671م إيالة عثمانية تتلقى المساعدة المالية و العسكرية من الخلافة و قد اهتم الحكام في هذه المرحلة بتوحيد الجزائر سياسيا و ذلك بالقضاء على الإمارات المستقلة وإخضاعها لسلطة مركزية مقرها مدينة الجزائر كما وجهوا جهودهم لتحرير موانئ البلاد من السيطرة الإسبانية وفرض سيطرة الأسطول على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط.
مع بداية سنة 1671م دخلت الجزائر مرحلة جديدة تميزت بتولي طائفة رياس البحر السلطة، و هم ضباط البحر الذين نصبوا نظاما جديدا يتمثل في تعيين حاكم للبلاد يلقب بالداي.
و قد التزم الدايات بحفظ الإرتباط مع الدولة العثمانية باعتبارها خلافة إسلامية، لكنهم سلكوا سياسة مستقلة فيما يتعلق بالشؤون الخاصة للبلاد ، فالداي هو الذي :
- يعقد الإتفاقيات الدولية
- يستقبل البعثات الدبلوماسية ( القناصل)
- يعلن الحرب و يبرم معاهدات السلام
لما استقر نظام الدايات تكون في مدينة الجزائر ديوان مستقل هو أشبه بمجلس الوزراء، فهناك وكيل الخرج المختص بشؤون البحرية، و البيت مالجي المختص بالشؤون المالية و رئيس أمين مدينة الجزائر و خوجة الخيل الذي كان يشكل حلقة إتصال بين الجزائريين و الحكومة.
و قسمت الجزائر من الناحية الإدارية إلى أربعة أقاليم رئيسية هي:
1- دار السلطان: كانت تضم مدينة الجزائر و ضواحيها
2- بايلك الغرب: كانت عاصمته مازونة ثم معسكر و أخيرا وهران بعد جلاء الإسبان عنها عام 1792م
3- بايلك التيطري، ضم المناطق الوسطى و مناطق جنوب دار السلطان و كانت عاصمته المدية.
4- بايلك الشرق: يقع من شرقي من دار السلطان و بايلك التيطري كان أكبر المقاطعات و الأقاليم ، و كانت عاصمته قسنطينة.
كانت هذه المقاطعات مقسمة إلى قيادات و على رأس كل منها شيخ قبيلة و كان الجهاز الإداري جهازا لامركزيا حيث أن اية علاقة للحكومة برعاياها كانت علاقة غير مباشرة، تعتمد على استعمال الزعماء المحليين لجمع الشرائب و فرض الأمن يمكن استنتاج أهم الخصائص التي ميزت الدولة الجزائرية أنذاك كمايلي:
1- لم يعد تعيين رجال الحكم قائم على الإنتخاب من طرف ممثلي الشعب فلم يكن النظام السياسي ملكيا وراثيا ولكنه لم يرتق إلى نظام جمهوري..
2- حافظ النظام الإداري على التقسيمات القبلية و الزعامات المحلية فلم تتبلور الصفة العصرية للدولة[4].
3- لم تختلف وضعية الجزائر كما كانت عليه لقبه العالم الإسلامي و لكنها كانت مختلفة كما كان يحدث و العالم الأوربي الذي تكونت فيه دول ذات حكومات مركزية أخذت تتأهب لفرض سيطرتها على العالم[5].
الحياة الإجتماعية و الإقتصادية:
عند دراسة أوجه النشاط الإقتصادي و الحياة الإجتماعية للجزائر العثمانية يلاحظ الطابع الزراعي و الرعوي الذي تمركز أساسا في الارياف و أطراف المدن هذا في حين أن الحواضر تكاد تنفرد بالنشاط الحرفي لو لا وجود قدر قليل من نشاط حرفي متواضع يهدف إلى تلبية الضرورات المنزلية و يقوم على الإكتفاء الذاتي في الأرياف. و إلى جانب ذلك لعبت التجارة الخارجية و الداخلية دورا مهما داخل البنية الإقتصادية للمجتمع الجزائري عموما و البنية الحضرية بشكل خاص[6].
لقد هيمن النشاط الإقتصادي في الأرياف الجزائرية و بخاصة النشاط الزراعي و الرعوي[7]، و فيما يخص أشكال الإنتاج، فإنها كانت موزعة على أربعة مجالات طبيعية تتمثل في المرتفعات الجبلية و التلال و السهوب و أطراف الحواضر تشكل في مجملها كلا إجتماعيا و إقتصاديا يمز الريف الجزائري والإمتدادات الريفية التابعة للحواضر.
بالرغم من تنوع هذه المناطق التي تنتحل هذا النمط من العيش فإن الإنتماء إلى الجماعة العمرانية (Communauté) يشكل الشرط الضروري لاستمرار الحياة الإجتماعية ففي كنف هذا التجمع تتحقق ملكية العضو لشروط العمل و الإنتاج أي أن إنتماء الفرد للجماعة شرط تحقيق وجوده فهي تتوسط العلاقة فيما بينه و بين الأرض و وسائل العمل، و هكذا فإن العائلة الممتدة تشرف في المرتفعات الجبلية و بشكل نسبي على الملكية الصغيرة التي تعتبر مجالها واضحا و بين حرائق الجيران و هي (أي الأسرة الممتدة) تمثل الأسرة النووية ( الصغيرة) وجودها ضمنها[8].
و تعتبر "التويزا" « Touiza » أكثر اشكال التضامن القروي شهرة و هي كثيرا ما تجد الفرصة للظهور في أراضي الأوقاف و يلاحظ أن الأب أو الأخ الأكبر في كل أسرة هو الذي يمثل أفراد أسرته في احتفالات القرية و ينوب عنها في التجمعات التي تعقد في المسجد[9].
و من أجل تأمين إعادة انتاجها فإن الأسرة تضيف إلى أنشطتها المعروفة بعض الصناعات الحرفية المرتبطة باستغلالها و التي أحيانا ما يوجه بعضها نحو السوق. أم الملكية غير المنقولة التي تتحقق من خلال الهيبة أو الميراث فرغم كونها ملكية خاصة إلا أنها تبقى تندرج تحت استحواذ العائلة.
إن وضعية الأراضي الزراعية في الجزائر خلال العهد العثماني أصبحت تتصف بمظاهر الصراع الخفي و الإحتكاك المستمر بين أسلوبين من الإنتاج، و نمطين من المعيشة مختلفين أحدهما يرتكز على الإرتباط بالأرض و حيازتها و الأخر يمتهن الرعي و العزوف عن خدمة الأرض[10].
و هكذا لم يبق من الأقاليم المحتفظة بطابعه الزراعي المتمسكة بتقاليده الفلاحية سوى فحوص المدن الكبرى و بلاد القبائل ، و شمال قسنطينة و التيطري و سهل متيجة و سهل غريس[11].
و الجدير بالملاحظة أن العثمانيين قد عملوا جاهدين على الإحتفاظ بالأوضاع السائدة، فأبقوا في غالب الأحيان ملاك الأراضي و أقروا العشائر المتعاملة معهم على الأراضي التي
استحوذوا عليها بغية الحصول على تأييد شيوخ القبائل و مساندة رؤساء الزوايا لهم و لم يهتموا بصفة خاصة إلا بما تذره الأرض من إنتاج و ما توفره من جبايات[12].
إن التطور الذي انتهت إليه وضعية الأرض من ناحية الإنتاج لم يكن نتيجة لسياسة معينة من طرف الحكام العثمانيين و إنما كان نتيجة تحول بطيء فرضته الأحوال الإقتصادية و ساهمت فيه الأوضاع الإجتماعية و تسببت فيه حاجة الحكام إلى موارد البلاد "إثر تزايد" الضغط الأوربي على السواحل و إنفتاح البلاد على التجارة الأوربية.
لقد نتج عن كثرة المطالب المالية وقلة الجبايات على الأراضي الزراعية وتعدد المغارم،إهمال الزراعة و تحول قسم من السكان من الإشتغال بالفلاحة إلى مزاولة حرفة الرعي وفي بعض الأحيان اضطر المزارعون إلى الثورة على الحكام و قد انعكس هذا الوضع على الحياة السياسية[13]، إذ أن تحول السلطة إلى الدايات أدى إلى تضررالزراعة، وتحول كثير من الأراضي المنتجة للحبوب إلى ملكيات للبايلك أو مزارع مشاعة بين أفراد القبائل الحليفة "قبائل المخزن" أو العشائر الخاضعة "قبائل الرعية" بعد أن انقطع سيل الهجرة الأندلسية، و تسببت الحملات العسكرية التي كانت تنطلق من مراكز البايلك لجمع الضرائب و أخذ المغارم في الحلاق أضرار فادحة بأهالي الريف و غالبا ما تمكن المحلة أو الفرقة العسكرية مدة طويلة قد تصل على ستة أشهر تتحول أثناءها الأرياف و توجب الضرائب و يعاقب العقاب الممتنعون فمحلة بايلك الشرق تنطلق من قسنطينة و تنقسم إلى فيلقين أحدهما يجوب الهضاب العليا و التل الجنوبي و الأخرى تقصد مناطق التل الشمالية المتاخمة لساحل البحر، أما محلة بايلك البيطري فتتوجه من مدينتي الجزائر والمدية نحو سهل عريب و بني سليمان و البرواقية، بينما محلة بايلك الغرب تخرج من مازونة أو معسكر نحو سهول غريس و وادي مينا وجهات السرسو و تاهرت[14].
وبظهور دايات أقوياء وأكفاء و استقرار نظام الحكم على توسع أراضي الدولة بمواطن العشائر التي ثم إخضاعها،في الوقت الذي استقرت في أوضاع الملكيات المشاعة، وبدأ قسم من الملكيات الخاصة يتحول بفحوص المدن إلى أوقاف أهلية يعود ربحها بعد انقراض عقب محبسها على المؤسسات الدينية و المشاريع الخيرية. كما هو الحال بخصوص مدن الجزائر و البليدة و القليعة[15].
وبعد مـوت الـداي محمد عثمان باشا تولى مقاليد الحكم الداي باشا حسان (1791-1798مـ) و الداي مصطفى باشا (1798-1805مـ) اللذان انتهجا سياسة جديدة، قوامها تصدير المزيد من المحاصيل الزراعية إلى خارج البلاد عن طريق الشركات الأوربية و المحتكرين اليهود أمثال بكري و بوشناق ، في الوقت الذي كانت فيه البلاد معرضة للمجاعة نتيجة القحط الذي أضر بالزراعة في السنوات التالية 1788 و 1779 و 1800 و 1807م و1816 و 1819[16]، ويلاحظ أن السماسرة اليهود كانوا يصدرون كميات كبيرة من الحبوب أثناء هذه الفترة.
ففي عام 1793م و مثل على ذلك تم شحن مائة سفينة من ميناء وهران قدرت حمولتها بـ 75000 قتطار من القمح و 6000 قنطار من الشعير مما تسبب في حدوث اضطرابات في جهاز الحكم فاغتيل ستة دايات من مجموع ثمانية في مدة قصيرة[17].
لقد أدى الضغط المتزايد على الأرياف إلى قلة الإنتاج و إهمال الزراعة وإعلان العصيان و حدثت سلسلة من الثورات في جميع الجهات مثل منطقة جرجرة (1804-1810-1823م) و شمال قسنطينة (1804م) و الغرب الجزائري (1803-1809م) و مناطق النمامشة و الأوراس ، ووادي سوف( 1818-1823).
و قد شملت الثورات مناطق الحبوب حيث أعلنت التيجانية العصبان سنة 1818 م، هذا في الوقت الذي كان فيه الصراع محتدما مع حكام تونس من 1806م إلى غاية 1817[18]، مما أدى إلى هجرة جزء من السكان هربا من الإنتقام و تجنب لبطش الحملات العسكرية، و لم يعد الحكام يسيطرون بالفعل إلا على سدس أراضي التل الخصبة حبس بعض التقديرات[19]، حيث اصبحت ملكيات أو الدولة هي السائدة في الأرياف في الوقت الذي تركزت فيه الملكيات الخاصة بالمناطق الجبلية الممتنعة عن الحكام، و الملكيات المشاعة في السهوب الداخلية حيث تربى المواشي ولا تزرع الأرض إلا من أجل الحصول على الضروري من الأقوات و نظرا لهذه الأوضاع السيئة و الظروف الصعبة فقد فقد الفلاح الجزائري الرغبة في العمل حتى أنه، في سنة 1786م لم يجد ملاك الأراضي بسهل عنابة الخصيب من يقوم بحصاد حقولهم فاضطروا إلى التنازل عن نصف الإنتاج لمن يقوم بحصـاد القمح بعد أن تخوف كثير من الفلاحين من انتشار الوباء و فاضطروا إلى قبول الحصول على خمس المحصول بينما استحوذ عمال البايلك و الملاك المقيمون بالمدن على أربعة أخماس المحصول بدون مجهود و عليه فقد تقلصت الأراضي الزراعية وتناقصت المساحات المستغلة حتى أصبحت عشية الإحتلال الفرنسي 1830م لا تتجاوز359040 هكتارا[20].
أما النظام الجبائي المطبق على الأراضي الفلاحية فإنه لم يخرج في أساسه عن مبدأ الجباية في الإسلام[21]، و حاول الحكام رفع الإنتاج الزراعي بالإلتجاء إلى الحملات العسكرية لإرغام السكان على تقديم المزيد من المحاصيل الزراعية وباحتكار تجارة الحبوب و تسخير الفلاحين بالأرياف لخدمة أراضي الدولة لإنتاج المزيد من المحاصيل، و قد أنشأوا لهذا الغرض العديد من المظاهر العامة في مراكز الحاميات، و أقيمت المطاحن الهوائية بالقرب من المدن حيث كان قياد البايلك يكلفون بإحصاء المحاصيل الزراعية، و مراقبة مواشي البايلك، و تحديد مقدار الضرائب التي كانت تتقاضاه الدولة عن تلك المحاصيل و المواشي.
الصناعة و التجارة:
لقد شهد النشاط الصناعي خلال فترة الدراسة 1707-1827 ثلاثة اشكال من النشاط وهي الشكل الحرفي للإنتاج و شكل البايلك للإنتاج (التابع للسلطة أو البايلك) والشكل السابق للتصنيع « Forme pré facturière »
1- الشكل الحرفي للإنتاج:
يظهر هذا النموذج من خلال الصناعة المنزلية فقد أدى إلى تطور إنتاجية النشاط الزراعي الرعوي إلى بدايات لتخصيص جزء من سكان الريف في بعض الصناعات مثل صناعة الأحذية و اللباس أو بعض عمال الحرارة مع بقائهم في بعض الأحيان مرتبطين بالنشاط الزراعي الرعوي كما كان الأمر في المرتفعات الجبلية.
بعد إزدهار النشاط التجاري توسيع التجارة و اتساع المدن خلال اندماج التشكيلة الإجتماعية في المجال الإقتصادي للخلافة العثمانية نشطت الصناعات وامتدت حتى أصبحت لا يخلو إقليم من الأقاليم من بعضها[22].
و كانت هذه الحرف تستجيب للمتطلبات المحلية للمدن أو المناطق المجاورة وكان بعضها يصدر إلى الخارج، كما كانت هذه الحرف تعرف تنظيما اجتماعيا محكما و توزيعا اجتماعيا للعمل له قواعده و حدوده فكل فـرقة كـانت لـها نقاباتها أي أن هذه الصناعات التقليدية لها تنظيمات مهنية حيث كان لمختلف الحرف فكان تنظيمات للدباغين الإسكافيين لصانعي البرادع وتنظيمات لحائكي الصوف و القطن و الحرير و المطرازين و الصباغين البراميا وللنجارين و للحدادين و لصانعي الأسلحة و صانعي المجوهرات[23].
و كذلك كان لكل حرفة نظامها الخاص و مسؤولها الذي يشرف عليها الذي يطلق عليه "الأمين" أو "النقيب" و كان ينتخب يختار بأغلبية أصوات الحرفيين و هو يلتزم بالدفاع عن ممثليه أما السلطات و يعتبر النقيب إضافة إلى إشرافه على البيع والشراء الأمر و الموجه للتعاونية وفق قواعد العزف و هو أيضا يراقب جودة المنتوج و يفك النزاعات التي نشأ بين المعلم و الصناع أو بين رؤساء الورشات ويقوم بتعليم المبتدئين أصول الحرفة و العمل.
و من الناحية الإجتماعية كان النشاط الحرفي يشهد تمايزا اجتماعيا يستند في أغلبه إلى العامل العرقي فكل حرفة كانت خاضعة لجماعة عرقية كما كان لكل حرفة شاركها فيهود الجزائر و قسنطينة مثلا كانوا يحتكرون الصناعات الخاصة بالمعادن الثمينة في الوقت الذي كانت فيه السلطة تحتكر بعض البضائع و المشاغل و كانت عملية الإحتكار التي تمارسها السلطة العثمانية عاملا في إعاقة و منع تطور الحرفيين الأثرياء إلى شكل صناعي أكثر تطورا[24].
و عليه فالسلطة العثمانية و الجزائر كانت تحتكر جزءا من النشاط الصناعي مثل صناعة السفن و مسابك المدافع و مطاحن الدقيق و المحاجر وهذه الصناعات الإستخراجية كانت تمثل مجموعة الضروريات التي تستند إليها قوة البايلك[25]،وقد أدى هذا الوضع إلى تدعيم سلطة الداي الإقتصادية و السياسية على هذا النحو و احتكار الدولة للتجارة الخارجية و كذا اشتداد المنافسة الأوروبية للمنتجات المحلية إلى إفشال تحول البرجوازية الجزائرية إلى برجوازية تحويلية على غرار البرجوازية الأوربية التي وضعت الحرف تحت تصرفها و لم تضيق عليها مجال الإستثمار في هذا المجال.
إن المتمعن في هرم القوة في المجتمع يلاحظ على رأسه الأقلية التركية الحاكمة التي استأثرت بمقاليد الحكم والصناعات الكبرى، و تستحوذ على 1,5 مليون هكتار من الملكية العقارية إلى جانب ما تدر عليها عوائد الضرائب و التجارة و حسب البعض فإن السيطرة التركية بلغت ذورة شرعيتها مع ظهور فكرة الحدود و السيادة الإقليمية[26] و ذلك منذ القرن السادس عشر (16مـ) وقد تمكنت بعد فترة وجيزة من تكوين جيش بحري مكنها من السيطرة على غرب البحر الأبيض المتوسط حيث استمرت هذه السيطرة زهاد ثلاثة قرون و بفضلها عاشت الجزائر إلى غاية مطلع القرن التاسع عشر (19): يذكر أجيرون شارل روبير « Agéron Charles Robert » أن مدينة الجزائر اشتهرت بمحاربتها إلى حد أن سبع دول كانت تدفع للداي حربه منتظمة كما كانت هناك ثماني دول منها إنجلترا يقدم إليه الهدايا النقدية و العينية حتى تتجنب التعرض لقرصانها[27].
العلاقات الخارجية للجزائر مع جاراتها
خلال العهد العثماني
لعبت تونس و المغرب دورا سياسيا و عسكريا في إضعاف القدرات الدفاعية للجزائر منن خلال الحروب المتبادلة بين الجارات الثلاث ( تونس ، المغرب و الجزائر) أواخر القران اتلثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر بعد انفصال ألإيالات عن بعضها، و تحالف المغرب مع اسبانيا لضرب مدينة الجزائر و عمل سلاطين المغرب منذ العهدين والسعدي و العلوي على مبدأ إضعاف إيالة الجزائر و إعانة العثمانيين بالمال و السلاح، ووقعت حروبا بين الجارات الثلاث، في هذهى الفترة لم ينس بايات تونس العداء التقليدي لدايات الجزائر فكان موقفهم من الجزائريين اللتاييد لألإحتلال الفرنسي الجزائري و كانت النتيجة أن الجارات الثلاث وقعت تحت سيطرة ألإحتلال الفرنسي و كان احتلال الجزائر سنة 1830 تمهيدا لإحختلال تونس و المغرب.
يقول الدكتور حنيفي هلايلي في كتابه" " أوراق الجزائر في تاريخ الجزائر في العهد العثماني" أنه لو أجرينا استقراءً للتاريخ نلاحظ أن بلدان المغرب العربي فشلت في تكوين تكتلا سياسيا موحدا يكون امتدادا لعمل الدولة الموحدية وبالرغم من محاولات شسلاطين آل عثمان في تحقيق هذا الحلم فإن العلاقات السياسية بين مختلف بلدان المغرب العربي تميزت بالتوتر و العداء فيما بينها..
ففي تونس زاد هذا التباعد السياسي عن الجزائر بعد الإنفصال تونس عن الجزائر بتكوين باشويتين مستقلتين عن بعضهما البعض، كمما لعبت الصراعات و الماحنات القائمة بين حدود الدولتين تأزما في العلاقات فقد خرق التونسيون في عهد يزوسف داي المعاهدة التي أبرمتها الجزائرمع إيالة تونس في عهد حسين باي قسنطينة عام 1614 م ، فلجأ مراد باي تونس الى استعمال القوة من خلا ل شن حملة عسكرية ضد الجزائر، انتهت بهزيمة الجيش التوةنسي في معركة السطارة قرب مدينة الكاف في لا17 ماي 1628م، و كانت هجومات باي تونس لسباب اقتصادية ارتكزت أساسا على الضرائب و التوسع في الأراضي و التعويضات ، لاسيما و أن وضع تونس كان وقتذاك حرجا جدا لتورطها في خلاف مع جمهورية البندقية ..
التنافس نفسه ساد العلاقات الجزائرية المغربية خلال المرحلة الأولى من تأسيس الإيالة، بدأت الصراعات بوضع تلمسان تحت المراقبة نظرا للعلاقة و الوشائج التاريخية القديمة التي كانت تربطهم مع الأسر، فازداد التنافس على مدينة تلمسان كمدينة حضارية لها محطة تجارية هامة، و لها استراتيجية، و كان لح الحظ من يسيطر عليها فيصبح له حق التدخل في لاعمق الجزائر و المغرب، فكانت تلمسات هدفا قجديما لحككام المغرب وهدفا لغزواتهم التوسعية منذ العهد المريني ( ملوك فاس)..
و تتضح الصورة جيدا للصراع الجزائري المغربي يقول ذات المؤلف الحملات العسكرية التي دامت ما يقارب ربع قرن من سنة 1551 الى 1576م في العهد السعدي، و للإشارة هنا أن نزول العثمانيين في المغرب العربي تصادف مع بداية حكم الأسرة السعدية للمغرب الأقصى ( 1524م)، و ساهم العثمانيون في الجزائرلا منذ مطلع القرن السابع عشر على تجزئة المغرب الى إمارات تابعة للأشراف و الزوايا و الطرق الصوفية، و يشير الدكتور هلايلي ان تجزأ المغرب ألقصى الى إمارات بعضها كان تحت ىحكم صلحاء مرابطين أصحاب زوايا كالدلائيين في الأطلس المتوسط، أو السملاليين في سوس، و بعضها بيد مجاهدين كمحمد العياشي الذي حارب البرتغاليين في البريحة ثم أفسبان في المعمورة، و بعضها كانت تمثل جمهوريات حرة كسلا و تطوان و كان اغلب سكانها من سكان الأندلس..
ثورات المرابطين و شيوخ الزوايا كانت عاملا حاسما
في زوال التواجد العثماني ( الثورة الدرقاوية) نموذجا
لقد لعبت عدة عوامل في تأزم العلاقة بين الأتراك العثمانيين و رجال الطرق الصوفية نظرا للتطور التي شهدته هذه الأخيرة ، إذ ظهر دور الشرفاء في ثورة الطريقة الدرقاوية التي تزعمها الشيخ محمد علي الإدريسي مرابط قرية عين الحوت قرب مدينة تلمسان سنة 1736م و التي استمرت الى غاية 1759م، اي حوالي 24 سنة و التي جعلت تلمسان شبه جمهورية مستقلة ، لكن رد فعل الأتراك كان عنيفا بزعامة الباي محمد الكبير لولا تدخلى السلطان العلوي مولاي يزيد في إبرام الصلح مع باي المغرب، كما ارتكز أسلوب الدايات في فرض سيطرتهم على الطرق الصوفية على "المراوغة" لما لهؤلاء من نفوذ روحي و مادي على جموع القبائل..
و لتنفيذ مشروعه السايسي اعتمد المغرب على نفوذ الطرق الصوفية التي كانت مراكزها تشكل حلقة تمتد من فاس الى تلمسان و تونس مرورا بالواحات ، في هذه الفترة بدأ مسلسل القتل مثلما حدث مع ابي حسون آخر سلاطين الدولة الوطاسية الذي قضى عليه محمد الشيخ المهدي..
و تكون الثورة الدرقاوية أكبر الثورات التي ذكرتها الكتابات التاريخية و هي تنسب الى ابن الشريف الردقاوي الذي دارت بينه و بين با وهران مصطفى العجمي معركة كبيرة في موقعة "قرطاسة" الواقعة جنوب مدينة غليزان و تعرف اليوم بوادي الأبطال و كانت هذه المعارك دافعا قويا لتعاطف محمد بن عثمان الملقب بوكابوس أو المسلوخ و التأثير فيه حسبما ذهبت اليه الوثائق الإسبانية.
والدرقاوية كما أشار اليها الدكتور هلايلي في الإشتقاق اللغوي عند جميع الدارسين تعني " الخرقة" كناية للرجال الذين اعتادوا لبس" البرانس" المرقعة، و أجرعها آخرون الى "درقة" و هي بلدة قريبة من فاس، و كانمت الدرقاوية من أقوى الطرق الصوفية في الجزائر ىو كان لها أتباع كثيرون في غرب الجزائر و كانت عاصمتها الروحية فاس بالمغرب و رغم الحملات العسكرية عليها فقد ازداد نفوذها و قوي أتباعها بعين ماضي في الصحراء أواخر العهد العثماني..
أزيد من 150 مليون وثيقة في الأرشيف العراقي
حول الجزائر في العهد العثماني
الإطلاع على الأرشيف العثماني اليوم مرهون بتعلم اللغة العثمانية ، هكذا قال باحثون ومؤرخون خلال الملتقى الدولي الأول حول الجزائر و العالم العثماني الذي انقعد بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة و الذين أرجعوا تأخر الدراسات حول الفترة العثمانية إلى نقص الوثائق التاريخية من جهة و إلى كون الباحثين العرب لم تشكل لهم بعد الثقافة التاريخية من جهة أخرى فضلا عن الافتقار لقوانين التعامل مع الشعوب مقارنة مع أوروبا التي اهتمت بهذا الجانب و قدمته بلغة أوروبية..
الملتقى الدولي الأول حول "الجزائر و العالم العثماني" شارك فيه باحثين و خبراء من دول عربية( العراق، ليبيا، الأردن، تونس و المغرب و غيرها )، لمناقشة مراحل الحكم العثماني طيلة ثلاثة قرون و كيف نشأت السلطة العثمانية في دول المغرب العربي و بخاصة الجزائر، و ما تأثير السياسة العثمانية على الشعوب، و كانت أول ورقت قدمت خلال اليوم الأول من انطلاق الملتقى الدولي محاضرة الدكتورة عليا هاشم المشهداني التي أشارت إلى أن دراسات العهد العثماني في العراق حظيت باهتمام كبير منذ سنوات السبعينيات و كانت موضوع رسائل الماجستير و أطاريح الدكتوراه التي تناولت تاريخ المغرب العربي في العصور الإسلامية و التي تتوقف عند المدة الانتقالية بين العصور الإسلامية و العصر العثماني الذي يصنف في العراق ضمن التاريخ الحديث ركز فيها الباحثون العراقيون عن وضع الجزائر في العهد العثماني، و يوجد حاليا بالأرشيف العراقي حسبما أكدته الدكتورة عليا هاشم المشهداني و الباحثة في تاريخ المغرب العربي أزيد من 150 مليون وثيقة للحوادث التي حصلت على الدولة العثمانية تخص الجزائر وحدها و حركات التمرد على الحكم العثماني، و أخرى تتعلق بالحكم الفرنسي للجزائر في العهد العثماني و هواجس السلطان الثاني و مكاتبات فرنسا و جواسيسها مع المبشرين للضغط على الجزائريين ، فضلا عن وثائق تخص جهود العثمانيين الدبلوماسية مع بريطاني من أجل احتلال فرنسا للجزائر، و تقول الدكتور المشهداني أن وثائق الأرشيف العراقي حول الجزائر في العهد العثماني مدونة باللغة العثمانية ، مشيرة إلى وجود ترجمة واحدة و هي نادرة جدا بالعربية تعود لفاضل بياتي ، غير أنها عبارة عن ملخص لما هو مكتوب ، و بالتالي فهذه الوثائق تحتاج إلى ترجمة.
كما توجد 10 وثائق أخرى تتعلق بمقاومة قسنطينة للاحتلال الفرنسي، و كانت هذه الوثائق موضع اهتمام الباحثين العراقيين في السنوات العشر الأخيرة و أثارت العديد من التساؤلات حول دخول ألأتراك العثمانيين إلى الجزائر و من أهم الوثائق التي عالجاه الباحثون العراقيون الوثيقة التي نشرها عبد الجليل التميمي و هي أول رسالة من أهالي مدينة الجزائر إلى السلطان سليم الأول سنة 1519م تقول المحاضرة أن هذه الوثائق في حاجة إلى الإطلاع عليها من قبل الباحثين الجزائريين و دراستها و تحليلها تحليلا معمقا لتدوين تاريخهم، و يقف إلى موقفها الدكتور العراقي جميل موسى رضا النجار الذي أكد أن التاريخ بحاجة إلى وثائق الأرشيف العثماني الذي كان محجوبا عن الباحثين العرب، ليوضح أن مثل هذه الوثائق أكثر أهمية من بقية الوثائق الأخرى لاسيما في العراق و على الباحثين الجزائريين و الدولة الجزائرية و مؤسساتها الاهتمام بموضوع وثائق العهد العثماني الموجود باسطنبول ، و أن تهيئ جيلا من الباحثين ليقفوا على هذه الوثائق السرية و ترجمتها و فك رموزها..
و يرى المحاضرون أن الفترة العثمانية تعرضت إلى التزييف و التشويه من قبل الفرنسيين، تقول الدكتورة عائشة غطاس من جامعة بوزريعة الجزائر التي قدمت حوصلة عن الرسائل الجامعية التي نوقشت بالجامعة الجزائرية و الدراسات التي ناقشها الجزائريون بالخارج ( تونس ، الشام و فرنسا..)، مؤكدة أن إعادة كتابة التاريخ أصبحت مطروحة بإلحاح من قبل الباحثين العرب و بخاصة الجزائريين..، وحسب الباحثين فإن الإنتاج التاريخي تميز بنزعة تهجمية و لم تحظ موضوعات التاريخ بالاهتمام، خاصة مع بداية الاستقلال إلى غاية التسعينيات التي ظهرت فيها توجهات متعددة، حيث استندت العديد من الدراسات التاريخية لمغرب العربي و الجزائر خاصة إلى الوثائق الفرنسية، و مع بداية التسعينيات حدث توجه جديد أهمل فيه كتابة التاريخ و تفرغ الباحثون إلى الدراسات الاجتماعية و الاقتصادية انطلاقا من الوثائق المحلية بأنواعها أي الرصيد العثماني و سجلات المحاكم الشرعية و دفاتر بيت المال..
من أجل تقريب وجهات النظر و جمع الأرشيف المبعثر: مؤتمر دولي للأرشيفيين
و المؤرخين العرب حول التواجد العثماني في البلاد العربية
و لقد حظي مشروع تنظيم مؤتمر دولي للأرشيفيين و المؤرخين حول التواجد العثماني في البلاد العربية إيجابياته و سلبياته على الشعوب العربية موافقة دكاترة جامعيين و مؤرخين في التاريخ العثماني و لقي ترحيبا كبيرا لتنظيمه لتسليط الضوء على الحقبة العثمانية و جمع الأرشيف و النصوص و الوثائق التي ما تزال مخزنة و دراستها ، و تدليل الصعاب خاصة ما تعلق بالمصطلحات، جاء اقتراح تنظيم مؤتمر دولي حول الأرشيفيين و المؤرخين العرب حسبما كشفه السيد عبد المجيد شيخي مدير مركز الأرشيف الوطني خلال المناقشة التي دارت بالمجلس الدولي للأرشيف ألشهر الماضية أين تم الاتفاق على عقد المؤتمر الدولي و هو الاقتراح الذي تقدمت به الجزائر و لاقى موافقة المجلس الدولي للأرشيف، الهدف منه حسب مدير مركز الأرشيف مد جسور التواصل و إيجاد التعاون المثمر و مناقشة الأرشيف، لاسيما و المسائل حول تواجد الدولة العثمانية في البلاد العربية ما تزال مطروحة ، و تم اختيار تنظيم المؤتمر الدولي في الفترة الممتدة بين 2011 و 2012 ..
و قد وجه مدير مركز الأرشيف الوطني في ذلك و على هامش الملتقى الدولي حول الجزائر في العالم العثماني الذي تتواصل فعالياته بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة عدة دعوات عديدة للأساتذة الباحثين و المؤرخين و المختصين في الأرشيف و محبيه و كذا الجامعات و معاهد التاريخ لتحضير المؤتمر، كما ستكون المشاركة على مستوى عربي أي دول المشرق العربي و دول المغرب العربي، و قال مدير مركز ألأرشيف الوطني أنه حان الوقت لتقريب وجهات النظر بين الباحثين و المؤرخين قبل أن تذهب معلوماتهم التي ينشرونها إلى الكتب المدرسية ، لأن الكثير من المسائل التاريخية ما تزال موضع نقاش و تناقض و ما يزال المؤرخين و الباحثين في التاريخ يعيشون تباينا جذريا في بعض المواقف بالنسبة للتاريخ، خاصة في مجال تحديد المصطلحات و عملية ألإسقاط في المسائل التاريخية الغير مبنية على معايير قيمية و بخاصة التاريخ الجزائري ، الذي معظم الكتابات التاريخية تقول أن الجزائر في الفترة ما قبل العثمانية كانت مقسمة، و هي أفكار مغلوط فيها لتشويه ماضي الدولة الجزائرية..
و في سياق متصل أشار عبد المجيد شيخي مدير مركز الأرشيف الوطني أن الفرنسيين استولوا على المئات من المخطوطات قبل خروجهم من الجزائر و لم يتركوا إلا القشور، مشيرا إلى الاتفاقيات التي أبرمت مع الحكومة التركية على أن تسلم للأرشيف الوطني نسخة كاملة من الأرشيف الخاص بالجزائر في العهد العثماني و اتفاقيات أخرى مع فرنسا، و لكن يضيف مدير الأرشيف الوطني أن هذه الجهود تذهب سدى لغياب الاتصال المباشر مع الباحثين لأن الكثير من الباحثين الجزائريين لا يولون اهتمامهم بالبحث التاريخي و لا يزورون حتى الأرشيف الوطني و ما يزخر به هذا الأخير من رصيد تاريخي..
و لم يستثن عبد المجيد شيخي من دعوة الجامعيين الجزائريين و حتى الباحثين العرب من الإنظمام إلى جمعية أصدقاء الأرشيف و نفض عنها غبار الركود، و إعادة تنشيطها و تحقيق عن طريقها مشاريع كبرى و القيام كذلك بعمليات تحسيسية لجمع الأرشيف الموجود في المكتبات المغلقة، و الذي استعصي على الباحثين الوصول إليه بعيدا عن دهاليز الإدارة.
علجية عيش
__________________
[/justify]
الـــــتــــــوقــــــيـــــــــــــع
لا تدس سنابل القمح لكي تقطف شقائق النعمان
استاذة التاريخ
2011-10-25, 12:05
ربي يبارك فيكم ان شاء الله ويسهلها على الجميع
للمصداقية كل المعلومات هى عبارة عن مقتبسات من منتديات أخرى أردت مشاركتكم بها أتمنى أن تفيدكم .
sima arabi
2011-10-25, 15:07
خاوتي حبيت فقط نلفت الانتباه فيما يخص اللغة الاجنبية فهي مهمة جدا وارى انها المسؤلة على تحديد الناجحين فكلنا درسنا 4 سنين وفي مقدورنا باش نجاوبوا في المنهجية او مقياس التخصص ولكن اللغة الاجنبية ليست في متناول الجميع.ولاحظنا انو في بوزريعة كانت صعيبة خاصة الفرنسية فلي عندو مصطلحات تخص الفترة العثمانية يزودنا بيها وشكرا للجميع
عبد الباري98
2011-10-25, 21:53
بعد الاطلاع على عدة مقاطع من المراجع المتوفرة ...لاندري كيف تكون الاجابة على العلاقات وبالتالي ولنقص في المادة العلمية حول الموضوع نرى أن يكون النقاش حول طريقة توظيف المعلومات المحدودة ومنه منهجية الاجابة وأكيد أن كل مترشح قد اطلع على المنهجية وراجعها جيدا ولا تنسو ا فهي معامل ثلاثة كذلك
محمد جديدي التبسي
2011-10-26, 09:59
كتاب محمد العربي الزبيري التجارة الخارجية للشرق الجزائري في الفترة مابين 1792_1830
موجود عندي حاليا في الجهاز من أراد أن أزوده به يعطيني ايمايله وسأرسله له
زينب ماز
2011-10-26, 10:19
السلام عليكم بصح انا كي قريتوا مالقيتش فيه ياسر على العلاقات بين الجزائر ودول المغرب اغلبية العلاقات الموجودة في الكتاب بين دول المغرب والدول الاوربية
محمد جديدي التبسي
2011-10-26, 10:49
فيه بعض الكلام عن العلاقات مع تونس والمغرب وطرابلس
ان امكن اخي تكرم علينا وضع رابطا للتحميل
طبعا اذا لم يكن في ذلك ازعاج
محمد جديدي التبسي
2011-10-26, 19:07
تطور المنهج العلمي في الكتابات التاريخية عند العرب محمد قجة
قبل أن يصبح التاريخ "علماً" له نظرياته وأسسه الفلسفية وقوانينه وتحقيقاته وتعليلاته، لدى ابن خلدون ومن جاء بعده، كانت الكتابات التاريخية عند العرب تسير وفق أنماط متصاعدة تتفاوت في عمقها وسرعتها وتأثرها بالاقليم والعصر.
ولا بد لنا من إلمامة بتطور تلك الكتابات التاريخية ورصد اتجاهاتها، وتمحيص ما يتصل بها من سرد حوادث، وتيارات سياسية واجتماعية وشعوبية.
ويمكن أن نتوقف عند القرن الثاني للهجرة، ولدى بعض رواة التاريخ والمغازي والسيرة، من أمثال "وهب بن منبه" (1) المتوفى 411هـ ـ732م. وعروة بن الزبير (ت 94هـ ـ 712م(2) . وشرحبيل بن سعد (ت 123هـ ـ 740م) وعاصم بن عمر بن قتادة (ت 120هـ ـ 737م).
وقد كانت كتابات هؤلاء في المغازي تمهيداً هيأ الأرضية اللازمة لمن جاء بعدهم كالزهري والواقدي وابن اسحق.
فالزهري (ت 124هـ ـ 741م) هو الذي توسع في جمع الروايات وتمحيصها واستخدام عبارة "السيرة" بدلاً من المغازي. حتى إذا وصلنا إلى ابن اسحق (ت 151هـ ـ 761م) نجده يمضي شوطاً في الجمع بين الروايات التاريخية والأحاديث الشريفة والشعر والقصص الشعبي. وقد وصلتنا السيرة التي كتبها ابن اسحق منقحة على يد ابن هشام (ت 218هـ ـ 813م) ومن أعلام تلك المرحلة "الواقدي" (ت 207هـ ) في كتابه المغازي وكتبه الأخرى.
وتبرز لدينا أسماء مثل أبي مخنف(3) وعوانة بن الحكم(4) ونصر بن مزاحم(5) ، وذلك في سياق رواية الأخبار، ولعل أبرز هؤلاء الإخباريين (المدائني 225هـ)(6)، (وابن الكلبي 204هـ) (7) ، والهيثم بن عدي (206هـ)(8) وأبو عبيدة(9) (211 هـ).
وقبل أن نغادر القرن الثالث للهجرة يقف أمامنا "البلاذري ت 279هـ"(10) صاحب /فتوح البلدان/ و/أنساب الأشراف/. وهو وإن كان يعتمد على أخبار من سلفه، إلا أنه ينتقد تلك الأخبار ويفحصها وينتقي منها. وكذلك يفعل معاصره اليعقوبي(11) (ت 284هـ) في كتاب "البلدان" الذي يعتبر أول كتاب في الجغرافية التاريخية. ثم ابن قتيبة (ت 270هـ) (12) في كتاب "المعارف" والدينوري (ت 288هـ) في كتاب "الأخبار الطوال".
حتى إذا دلفنا إلى بداية القرن الرابع الهجري نجد (الطبري ت 310هـ) الذي تكتمل لديه مرحلة نضوج البدايات والتكوين للكتابة التاريخية. وقد اعتمد الطبري على ثقافته الواسعة ومنهجه كمحدث وفقيه يدقق في السند ويمحص الروايات.
وهكذا نجد تفاوت مدارس الكتابة التاريخية في مراحلها عبر القرون الثلاثة، وعبر الأماكن المختلفة في المدينة والكوفة والبصرة وبقية الأمصار وصولاً إلى القرن الرابع الهجري الذي نتوقف معه عند مسكويه(13) وتطويره للمنهج التاريخي ثم عند ابن الخطيب وابن خلدون والمقريزي كأمثلة لأبرز المؤرخين أصحاب المنهج الواضح في الكتابات التاريخية.
ترك أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب المعروف بمسكويه أكثر من أربعين كتاباً(14). أبرزها كتابه الهام "تجارب الأمم" المطبوع في طهران بتحقيق وتقديم أبي القاسم إمامي. وقد عاش مسكويه قرناً كاملاً (320-421هـ) واعتمد على الطبري بصورة واسعة، كما اعتمد على مشاهداته وتجاربه في حياته الطويلة، واطلاعه على علوم العصر من فلسفة وأديان وحديث ورواية.
ويمثل مسكويه خطوة متقدمة في الكتابة التاريخية الموضوعية، فإنه على الرغم من معاصرة السلاطين والوزراء البويهيين لا نجده يمدحهم أو يتملقهم في كتاباته. ولم يظهر ميلاً إلى تيار أو ملك أو اتجاه، بل حاول أن يرصد عصره ويحلل أحداثه بعقلانية، إلى درجة أنه لقّب بالمعلم الثالث نظراً لتمكنه من الفكر الفلسفي والإفادة منه في الكتابة التاريخية.
ويمكن تلخيص ملامح المنهج التاريخي لدى مسكويه على النحو التالي:
ـ التاريخ أحداث يمكن أن يستفيد منها الإنسان في أمور تتكرر ، أو يمكن أن تحدث مستقبلاً .
ـ أمور الدنيا متشابهة في الإطار العام وعلى الإنسان تجربتها .
ـ مقارنة الماضي بالحاضر للإفادة من خبرات الماضي .
ـ ضرورة غربلة الأخبار من الأساطير والأسمار والمعجزات .
ـ محاولة تفسير أحداث التاريخ وفق منهج علمي تجريبي قائم على الحذر في تلقي الروايات ، والدقة في تحليلها .
ـ استفاد مسكويه من فكره الفلسفي في تفسير التاريخ . فهو بذلك أول من بدأ فلسفة التاريخ .
ـ مسكويه موضوعي لا ينطلق من تصور مسبق . وحيادي في قراءة مصادره والإفادة منها .
ـ يعتبر كتابه : " تجارب الأمم " من أهم المراجع التاريخية لأنه سجل حي لأحداث القرن الرابع الهجري. وقد سجل مسكويه تلك الأحداث من أصحابها وقام بتفسيرها على أساس الاستدلال الفلسفي الواعي، والنظرة العملية، والذهن البنّاء المنظم، والنظرة المحايدة.
ونلمح أثر هذا المنهج بصور مختلفة لدى المؤرخين المسلمين الذين أتوا في العصور اللاحقة مثل رشيد الدين فضل الله (ت 718هـ) وهو صاحب كتاب "جامع التواريخ" وابن خلدون والسخاوي والمقريزي وبعض مؤرخي الأندلس ممن سوف نتوقف عندهم.
وقد اعتمدت نشأة علم التاريخ في الأندلس على تأثيرات مشرقية، وتبرز لدينا في الأندلس أسماء هامة تراكمت لديها خبرات أخذت تتبلور مع الزمن. ومن هذه الأسماء عبد الملك بن حبيب وأبناء الرازي، وابن القوطية وعريب بن سعد. ثم تغدو الكتابة التاريخية أكثر نضوجاً وأرسخ قدماً لدى أبي مروان بن حيان صاحب المقتبس. وابن حزم العلامة الموسوعي صاحب الجمهرة والفصل، ثم ابن صاحب الصلاة، وبني سعيد في كتابيهم الموسوعيين "المُغرب" و"المُشرق"، وسواهم.(15)
وحينما نصل إلى القرن الثامن الهجري" الرابع عشر الميلادي"تكون الكتابة في علم التاريخ قد بلغت أوجها لدى ابن الخطيب العلامة الموسوعي، وابن خلدون صاحب فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع.
* * *
ونتوقف قليلاً عند المنهج التاريخي لدى لسان ابن الخطيب في كتبه التاريخية المختلفة، وبخاصة الإحاطة في أخبار غرناطة (16) واللمحة البدرية(17) ونفاضة الجراب (18).
وتبدو أبرز عناصر منهجه التاريخي في الملاحظات التالية:
-التاريخ فـنٌ غايته نقل الأخبار.
2-الفن التاريخي مأرب البشر ووسيلة ......... النشر، يعرفون به أنسابهم في ذلك شرعاً وطبعاً ما فيه، ويكتسبون به عقل التجربة في حال السكون والرفيه، ويرى العاقل من تصريف قدرة الله تعالى ما يشرح صدره ويشفيه...."(19)
وهكذا فالتاريخ معرفة الماضي للإفادة منها في رؤية الحاضر.
3-التاريخ لدى ابن الخطيب ليس مجرد نقل للأحداث السياسية وسيَر الملوك والسلاطين، بل هو تصوير للحياة الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية بما تشمله هذه الحياة من رقي وازدهار، أو تخلف وتدهور. وهو في ذلك يتابع التفاصيل الدقيقة للموضوع الذي يتحدث عنه.
يتحدث في الرحلة الأندلسية" خطرة الطيف" عن مشهد استقبال السلطان من قبل سكان إحدى المناطق في وادي فرذش، فيقول:
"واستقبلتنا البلدة حرسها الله- نادى بأهل المدينة، موعدكم يوم الزينة، فسمحت الحجال برباتها والقلوب بحباتها، والمقاصر بحورها والمنازل بدورها، فرأينا تزاحم الكواكب بالمناكب، وتدافع البدور بالصدور، بيضاً كأسراب الحمام،...."
ثم يقول:" واختلط النساء بالرجال، والتقى أرباب الحجا بربات الجمال..ز فلم نفرق بين السلاح والعيون الملاح، ولا بين البنود حمر الخدود....
ويلاحظ هنا دقة ابن الخطيب، كما يلاحظ وصفه للحياة الاجتماعية التي يظهر فيها النساء والرجال. كما يشير في مكان آخر إلى وجود رعايا مسيحيين في مملكة غرناطة خرجوا لاستقبال السلطان وهم يتمتعون بكامل حقوقهم.
4-يركز ابن الخطيب على الوصف الجغرافي للأماكن التي يتحدث عنها ويجعل هذا الوصف مدخلاً لبحثه التاريخي. وهذا ما فعله في حديثه عن غرناطة في مقدمة كتابه"الإحاطة" وكذلك في كتابه "نفاضة الجراب" حينما يصف الأماكن التي زارها. ومن ذلك حديثه عن مدينة أغمات في كتاب "نفاضة الجراب" حيث يقول:
"ثم أتينا مدينة أغمات في بسيط سهل موطأ لا نشز فيه، ينال جميعه السقي الرغد، وسورها محمر الترب، مندمل الخندق، يخترقها واديان اثنان من ذوب الثلج، منيعة البناء، مسجدها عتيق عادي، كبير الساحة، ومئذنته لا نظير لها في معمور الأرض..." (20).
5-يحترم ابن الخطيب التسلسل الزمني بدقة وموضوعية، شان المؤرخين المحترمين، فهو يستعرض الدول ونشوءها وسقوطها استعراضاً تاريخياً دقيقاً، ولا يقرب دولة لشرفها أو مكانتها كالأدارسة مثلاً. وقد فعل سواه ذلك تقرباً لسلاطين عصرهم.
6-يدأب ابن الخطيب على ذكر مصادر معلوماته، ويحرص على ذكر المؤرخين السابقين باحترام. وقد أورد من الأسماء ما يشير إلى سعة إطلاع وعمق معرفته. فهو يذكر في مقدمة الإحاطة الكتب التي اطلع عليها كتواريخ للمدن أراد أن ينافسها في كتابه "الإحاطة" ومن ذلك على سبيل المثال: تاريخ بخارى لأبي عبد الله الفخار، وتاريخ أصبهان لصاحب الحلية، وتاريخ همذان لغنا خسرو الديلمي،.... وتاريخ الرقّة للقشيري، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ الإسكندرية لوجيه الدين الشافعي، وتاريخ مكة للأزرقي... الخ.
إن ذكر هذه الأسماء دليل على سعة المعرفة، وأمانة النقل، واحترام الرأي الآخر.
7-حرص على الاستعانة بالمعلومات من مصادرها القريبة. ومن ذلك طلبه من صديقه سفير قشتالة يوسف بن وقارق معلومات عن تاريخ الممالك النصرانية: قشتالة وأراغون والبرتغال وذلك لتكون معلوماته موثقة ومستندة إلى مراجعها(21).
8-اعتماده على مشاهداته من النقوش والكتابات على العمائر والأضرحة والمنشآت المختلفة، وتوثيق تلك النقوش والكتابات والإفادة منها في مادته التاريخية.
9-أخلاقيته العالية في منهجه التاريخي، وصدقه وموضوعيته ومثال ذلك رسالته التي نصح فيها الملك القشتالي بدرو القاسي، وقد أوردها المستشرقون الأسبان كشاهد على أخلاقية ابن الخطيب. وقد أورد الحادثة المؤرخ الأسباني المعاصر دي إيالا. ووصفها المؤرخ "جاريباي" بأنها قيم أخلاقية جاءت من هذا المسلم ابن الخطيب، وهي تفوق في قيمها ما كتبه سينكا وغيره من فلاسفة الرواقيين الأقدمين(22).
10-مزج ابن الخطيب بين التاريخ والجغرافية والرحلات في إطار من النثر الفني الرشيق والبليغ. بحيث جاءت كتاباته التاريخية يغلب عليها الطابع الأدبي والسجع اللطيف.
هذه الملاحظات العشر هي التي تميز المنهج التاريخي لابن الخطيب ويمكن مقارنتها مع مؤرخين آخرين أحدهما من القرن الرابع الهجري هو مسكويه. والآخر معاصر لابن الخطيب وهو شيخ المؤرخين العرب ابن خلدون.
وتقوم عناصر المنهج التاريخي عند ابن خلدون على الملاحظات الموجزة التالية(23):
التاريخ علم
محتويات التاريخ والفكرة عنها
العناصر التي تجتمع لصنع التاريخ البشري
قوانين التاريخ
التاريخ علم فلسفي عند ابن خلدون(والفلسفة كل ما ليس له صفة دينية)
التاريخ عند ابن خلدون أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى، وهو نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها ..
ابن خلدون يدحض الأساطير
ابن خلدون يضع القواعد اللازمة لمقارنة الحقيقة
النقد التاريخي عند ابن خلدون يبدو في:
تبدل الأحوال بتبدل الأيام.
وحدة النفسية الاجتماعية
ظروف الأقاليم الجغرافية
التاريخ الحضاري البشري
أما منهج البحث التاريخي عند ابن خلدون فيعتمد على :
ملاحظة ظواهر الاجتماع لدى الشعوب التي أتيح له الاحتكاك بها والحياة بين أهلها.
تعقب هذه الظواهر في تاريخ الشعوب نفسها في العصور السابقة لعصره
تعقب أشباهها في تاريخ شعوب أخرى لم يتح الاحتكاك بها والحياة بين أهلها.
الموازنة بين هذه الظواهر جميعاً.
التأمل في مختلف الظواهر للوقوف على طبائعها وعناصرها الذاتية وصفاتها العرضية واستخلاص قانون تخضع له هذه الظواهر في الفكر السياسي وفلسفة التاريخ وعلم الاجتماع.
ويرى ابن خلدون في مقدمته :
1- ان دراسة التاريخ ضرورية لمعرفة أحوال الأمم وتطور هذه الأحوال بفعل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
2- يركز ابن خلدون على موضوع الاستبداد والبطش الذي يقوم به السلطان ضد شعبه وأثر ذلك في الشعب.
3- يشرح ابن خلدون كيف أن بعض السلاطين ينافسون رعيتهم في الكسب والتجارة . ويسخرون القوانين لخدمة مصالحهم الخاصة وتسلطهم على أموال الناس، وإطلاق يد الجند في الأموال العامة مما يرسخ الشعور بالظلم والإحساس بالحقد لدى الشعب
4- يوضح ابن خلدون أن هذه العوامل الداخلية هي التي تؤدي إلى الخلل في أحوال الدولة أكثر من العوامل الخارجية .لأن المجتمع الذي يعاني من خلل داخلي لا يستطيع مجابهة عدو خارجي.
5- تمكن ابن خلدون من الربط الدقيق بين العوامل الاقتصادية سابقاً بذلك مفكرين أوروبيين بعدة قرون
6- استوعب ابن خلدون الإرهاصات السابقة في الفكر السياسي لدى الفارابي والماوردي والغزالي وإخوان الصفا والطرطوشي ومسكويه وسواهم. وصاغ من كل ذلك نظريته الناضجة في الفكر السياسي وفلسفة التاريخ وعلم الاجتماع.
7- يتضح من قراءة مقدمة ابن خلدون فهمه لفلسفة التاريخ من خلال ثلاث نقاط أساسية:
الأولى : أن التاريخ علم، وليس مجرد سرد أخبار بلا تدقيق ولا تمحيص.
الثانية : أن هذا العلم ليس منفصلاً عن العلوم الأخرى كالسياسة والاقتصاد والعمران وعلوم الدين والأدب والفن.
الثالثة : أن هذا العلم يخضع لقوانين تنتظم بموجبها أحوال الدول من قوة وضعف، ورفعة وانحلال.
وقد طبق ابن خلدون هذه النظرية على كتابه "العبر" في سرده للأحداث والتعليق عليها وتحليل نتائجها.
8- يرى ابن خلدون أن الظلم مؤذن بخراب العمران، ويعدد أشكال هذا الظلم من اعتداء على الناس، وتضييق على حرياتهم، وسلب أموالهم، وإضعاف فرص معاشهم وتحصيل رزقهم. والعمران يفسد بفساد العوامل التي تصنعه، والفساد يؤدي إلى الخراب.
9- إن الفساد يؤدي إلى هرم الدولة وشيخوختها. والهرم من الأمراض المزمنة التي قد تكون طبيعية مع عمر الدول والأفراد.
وقد تكون طارئة بفعل تفاقم الظلم والفساد والعدوان.
10- كان ابن خلدون على قدر كبير من الموضوعية والحياد العلمي في قراءته لأحداث التاريخ وتفسيرها رغم صعوبة الحياد في عصره.
واستمراراً لمنهج ابن خلدون وتطويراً له، ودخولاً في التفاصيل الدقيقة يأتي المقريزي في وقت غدت فيه القاهرة مركز العالم الإسلامي ثقافياً واقتصادياً وسياسياً أيام حكم المماليك . وفي القاهرة ولد المقريزي لأسرة أصلها من بعلبك. ويذكر أنه كان سعيداً بولادته وعيشه في القاهرة (24) وقد ترك عدداً من الكتابات التاريخية الفائقة الأهمية مثل:
- السلوك لمعرفة دول الملوك
- اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا
- عقد جواهر الأسفاط في تاريخ مدينة الفسطاط.
- المواعظ والاعتبار (المعروف باسم خطط المقريزي).
- إغاثة الأمة بكشف الغمة.
وقد أفاد المقريزي من تجارب حياته العملية كاتباً في ديوان الانشاء وقاضياً وخطيباً . كما أفاد من اطلاعه الواسع على الكتابات التاريخية السابقة وبخاصة ابن خلدون.
ولعل أهم ما يميزه :
1- الموضوعية والأمانة التاريخية في السرد والعرض.(25)
2- وتنبثق عن الموضوعية صفة العفة والأخلاق الرفيعة والترفع عن الإساءة إلى الآخرين.
3- التدقيق والتقصي والتحقيق والتعليل (26)
4- الدخول في التفاصيل الدقيقة : أحوال النيل – الحياة اليومية – الفساد – الرشوة – الغلاء – إغراق الأسواق بالنقود.
5- التركيز على الموضوع وعدم الاستطراد، وعدم الخروج على الموضوع .
6- الحيادية تجاه الحكام وعدم مداهنتهم والتقرب إليهم .
- التنبه إلى ربط حركة التاريخ بالعوامل الاقتصادية من تجارة وصناعة وزراعة وانتقال أموال وتوزيع ثروات واقطاعات (27)
- رصد كثير من الظواهر الاجتماعية بدقة : شهادة الزور، الزنا، اللواط، الفسوق، الخمر.
* * *
والآن نخلص إلى بعض الملاحظات العامة والاستنتاجات التي تشمل مراحل تطور الكتابات التاريخية عند العرب:
ان الفكر العربي التاريخي اتجه أساساً إلى سرد الوقائع والأحداث من خلال الرصد أو الرواية المسندة، مستفيداً من علم الحديث.
إن كلمة "التاريخ" تعني في المعجم الغاية والوقت الذي ينتهي إليه كل شيء. وبذلك يتصل المعنى بحركة الزمن المرصودة وليس بالحكاية الاسطورية التي تشير إليها كلمة History باللغات الأوروبية.
الغاية النبيلة من كتابة التاريخ كعلم، ويندرج ذلك في إطار العلوم جميعاً كعمل يتقرب به صاحبه إلى الله وكأنه شكل من أشكال العبادة، وليس عملاً نفعياً يتوخى مصلحة آنية.
سرد الروايات القديمة بصورة حيادية وترك التعليق عليها وإلقاء مسؤولية روايتها على من أسندت إليه.
الاعتراف بالآخر وعرضه بموضوعية إلى حد بعيد وعدم إلغاء من يخالف الرأي أو الدين أو المذهب أو العرق.
يلاحظ في الدراسات التاريخية الحديثة والمعاصرة تأثر المؤرخين العرب بالمدارس القومية أو الماركسية أو العلمانية أو الليبرالية أو البراغماتية . وهم في أغلب الأحيان متأثرون بالعوامل السياسية الضاغطة بصورة أو بأخرى.
بروز التخصصات الدقيقة في الدراسات التاريخية :
قديمة – حديثة
مشرقية – أندلسية
حضارات: مصر القديمة، بابل، بلاد الشام، المغرب
الحركات الإسلامية – الشعوبية
تاريخ الأدب
التاريخ الاجتماعي
علم الآثار
التراث غير المادي
محاولة إظهار جانب العبقرية لدى المؤرخين العرب، وبيان مدى تأثر المؤرخين الغربيين بهم.
اللجوء إلى صفحات التاريخ المشرقة هرباً من الإحباط المتلاحق الذي يعيشه العرب اليوم.
الهوامش
حاجي خليفة
كشف الظنون
2/1747
مرجع سابق
الكتبي ابن شاكر
فوات الوفيات
2/135
ياقوت
معم الأدباء
6/94
ياقوت
معم الأدباء
7/210
ياقوت
معم الأدباء
5/309
ياقوت
معم الأدباء
6/259
ياقوت
معم الأدباء
7/261
ابن النديم
الفهرست
53
البلاذري
أنساب الأشراف
5/36
اليعقوبي
البلدان
233
ابن قتيبة
المعارف
7
مسكويه
تجارب الأمم
تحقيق أبي القاسم امامي
مسكويه
تجارب الأمم
تحقيق أبي القاسم امامي
بالنثيا
تاريخ الفكر الأندلسي
193 وما بعدها
ابن الخطيب
الإحاطة
تحقيق عنان
ابن الخطيب
اللمحة البدرية
ابن الخطيب
نفاضة الجراب
ابن الخطيب
الإحاطة
1/88
ابن الخطيب
نفاضة الجراب
46
ابن الخطيب
أعمال الأعلام
دي ايالا
مدونة ملوك قشتالة
1/493
بالنثيا
مرجع سابق
259 وما بعدها
المقريزي
المواعظ والاعتبار
2/95
المقريزي
المواعظ والاعتبار
1/3
المقريزي
السلوك
4/ حوادث 826 هـ
المقريزي
المواعظ
1/84
استاذة التاريخ
2011-10-26, 19:41
جزاك الله كل خير بارك الله فيك
انا تخلطتلي في المنهجية
محمد جديدي التبسي
2011-10-27, 10:44
التصوف في الجزائر
في الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1)أو ما يعرف قديماً بالمغرب الأوسط، فقد بدأ التصوف فيه تصوفاً نظرياً، ثم تحول ابتداء من القرن العاشر الهجري، واتجه إلى الناحية العملية الصرف، وأصبح يطلق عليه "تصوف الزوايا والطرق الصوفية". كان من أوائل وأحد أوتاد الطريقة الصوفية في الجزائر: الشيخ أبو مدين شعيب بن الحسن الأندلسي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B9%D9%8A%D8%A8_%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D9%85 %D8%AF%D9%8A%D9%86)، وقد عرفت طريقته المدينيـة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9% 86%D9%8A%D9%80%D8%A9&action=edit&redlink=1)شهرة واسعة وأتباعاً كثر في مختلف أنحاء المغرب الإسلامي، وازدادت شهرة على يد تلميذه عبد السلام بن مشيش (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7% D9%85_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B4%D9%8A%D8%B4) (ت 665هـ= 1228م)، ثم ازدادت نشاطاً وأحياها من بعده شيخ الطريقة الشاذلية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B0%D9%84%D9%8A%D8%A9)وتلميذ ابن مشيش أبو الحسن الشاذلي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_ %D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B0%D9%84%D9%8A). وكان لتعاليم الشاذلي في الجزائر الأثر الأكبر بحيث يكاد يجزم أن معظم الطرق التي ظهرت بعد القرن الثامن تتصل بطريقة أو بأخرى بالطريقة الشاذلية.
ومن أبرز علماء الجزائر الذين شاع التصوف العملي وانتشر بفضلهم عبد الرحمن الثعالبي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85% D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%A8%D 9%8A) ومحمد بن يوسف السنوسي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9 %86_%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9 %86%D9%88%D8%B3%D9%8A&action=edit&redlink=1)، اللذان يعتبران من كبار العلماء والزهاد في القرن التاسع الهجري، فقد جمع كل منهما بين الإنتاج العلمي والسلوك الصوفي، وانتفع بكل منهما خلق كثير وكان لهما تأثير في المعاصرين وفي اللاحقين، وقد كانا كلاهما من أتباع الطريقة الشاذلية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B0%D9%84%D9%8A%D8%A9)، وألفوا كتبا في أصولها وفي تراجم رجالها.
اتخذ التصوف في الجزائر منذ بداية ظهوره بها أبعادا اجتماعية، وذلك بسبب الظروف التي كانت تعيشها البلاد في تلك الفترة (ق7، 8، 9هـ) وانساق الناس ورائه لما وجدوا فيه من مساواة وعدل وإحساس بالوجود والأهمية، فقد كان شكلا من أشكال التعبير عن الغضب الشعبي والتمييز الطبقي بين طبقة الأغنياء والمترفين وطبقة الفقراء والمعدمين
مر التصوف في الجزائر بمرحلتين أساسيتين هما:
فترة التصوف النخبوي، وذلك خلال القرون السادس والسابع والثامن الهجرية: وهي الفترة التي بقي فيها التصوف يدرس في المدارس الخاصة، واقتصاره على طبقة معينة من المتعلمين، وعدم انتشاره بين الطبقات الشعبية، وبقائه في الحواضر الكبرى: تلمسان، بجاية، وهران.
فترة التصوف الشعبي، أو ما تعرف بفترة الانتقال من التصوف الفكري إلى التصوف الشعبي، وقد وقع ذلك في القرن التاسع الهجري، وفيها انتقل التصوف من الجانب النظري إلى الجانب العملي، وهو الانتشار الكبير للزوايا والرباطات في الريف والمدن، وانضواء الآلاف من الناس تحت لوائه، والتركيز على الذكر والخلوة، وآداب الصحبة وما إليها من مظاهر التصوف الشعبي. وبفتح باب التصوف للعامة وأهل الريف، انتقل من النخبة إلى العامة، من المدينة إلى الريف، وظهرت الطرق الصوفية الكبرى وانتشرت في مختلف أرجاء القطر: كالقادرية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9)، المدينية، الشاذلية
حالياً تحظى برعاية خاصة من قبل السلطات، تجلت بالأساس في تنظيم الملتقيات الوطنية والإقليمية، وحتى الدولية التي تعرف بالدور التاريخي والحضاري لهذه الفرق فضلا عن فتح وسائل الإعلام الثقيلة أمامها بغية الترويج لأفكارها وأدبياتها.
محمد جديدي التبسي
2011-10-27, 10:48
من تاريخ السرد إلى تاريخ النقد :
نحو تطوير المعرفة التاريخية في الوطن العربي
عبد العزيز العلوي الأمـراني
ما يزال المؤرخ العربي في الكثير من الأقطار العربية أسير برجه العاجي حبيس كتبه وسجلاته، يمارس كتابة التاريخ وفق نمط تقليدي قائم على سرد الوقائع وجمعها في مصنفات ومجلدات، تظل في الغالب الأعم حبيسة الرفوف ونادرا ما تقرأ.فالمتصفح للكتابة التاريخية العربية سواء أكانت كتبا منشورة، أو الأبحاث والدراسات الجامعية يلاحظ –ودن كبير عناء – أن الكتابة التاريخية العربية ما تزال حبيسة الرؤية التقليدية للتاريخ موضوعا ومنهجا، على الرغم من الدعوات التجديدية التي تظهر من حين لأخر هنا وهناك.
لقد آن الأوان، ليخرج المؤرخون العرب من أبراجهم العاجية ويطلون على مشكلات الحاضر كمنطلق للبحث والتفكير في الماضي بغية المساهمة الفعلية في إيجاد حلول للمشكلات التي يحبل بها الواقع العربي. إنها دعوة صريحة إلى كل المهتمين بالكتابة التاريخية في الوطن العربي لتجاوز التاريخ السردي، والعمل على تأسيس تاريخ نقدي /إشكالي يبحث في المشكلات الراهنة للمجتمع اعتمادا على مقاربة علمية ونقدية لا ترى في دراسة الماضي هدفا في حد ذاته. بل مدخلا لفهم أفضل لمشكلات الحاضر، وأداة لا عادة بناء علاقة جديدة مع الزمن التاريخي. ولذلك فهذه الدراسة تحاول تقديم إطار نظري ومرجعي لكل المهتمين بالتاريخ في الوطن العربي لكتابة تاريخ نقدي /إشكالي، بدءا ببدايات ظهور هذا التوجه الجديد في أوربا، والأسس الإبيستيمولوجية والمنهجية التي يقوم عليها.
أصول التاريخ الجديد القطيعة مع الاتجاه التقليدي في الكتابة التاريخية
مر مفهوم التاريخ بمراحل كبرى، شأنه في ذلك شأن أي معرفة إنسانية، تتطور و تتغير مع تطور حياة الإنسان. ومع حلول القرن التاسع عشر الميلادي،وبفعل التحولات الاقتصادية و الاجتماعية والفكرية التي شهدتا أوربا على وجه الخصوص في هذا القرن، اندفع الكثير من المؤرخين وفلاسفة التاريخ إلى التفكير في مفهوم التاريخ، فظهرت تفاسير جديدة للتاريخ الذي توسع مفهومه وأصبح أكثر شمولية، بعدما كان محدود النظرة والمنهج، يهتم فقط بسرد الأخبـار والوقائع السابقة. وعليه فـقد بدأت مناهج البحث التاريخي تتطور وتتقدم نحو المزيد من العلمية والمنهجية في كثير من الجامعات الأوربية، كما ظهـرت مدارس واتجاهات تاريخية متعددة لعل أهمها المدرسة الوثائقية1 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn1) التي تأثر روادها بالفلسفة الوضعية التي سادت أوربا خلال القرن 19م. فقد دعا رواد هذه المدرسة التاريخية إلى ضرورة اعتماد الوثيقة في كتابة التاريخ. فالتاريخ يصنع بالوثائق، ولا تاريخ بدون وثيقة كما قال مؤرخي هذه المدرسة لانجلو وسينوبوس2 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn2).
ومع مطلع القرن العشرين، أصبحت المدرسة الوثائقية عرضة لكثير من الانتقادات الشديدة من قبل جيل جديد من المؤرخين الشباب في فرنسا على وجه الخصوص أمثال لو سيان فيفر ومارك بلوك، الذين نفخا روحا جديدة في الدراسات التاريخية. حيث استغلوا مجلة التركيب التاريخي (la revue de synthèses historique ) لتوجيه انتقادات شديدة للوضعانيين، الذين ركزوا في كتابة التاريخ على الوثيقة التاريخية بمفهومها الضيق،ونادوا بضـرورة انفتاح الدراسـات التاريخية على العلوم الأخرى.وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الفرنسي لوسيان فيفر: "سيساهم في كتابة التاريخ اللغـوي والأديب والجغرافي والقانوني والطبيب وعالم الأجناس والخبير بمنطق العلوم...الخ " 3 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn3).
ومع انفتاح التاريخ على العلوم الأخرى، سواء الإنسانية منها أو الدقيقة، تمكن المؤرخون من التزود بأدوات بحث جديدة جعلتهم يعيدون النظر في كثير من الوقائع التاريخية، ويطرحون أسئلة جديدة ومشكلات تاريخية لم تكن إلى عهد قـريب في متناول المشتغلين بالتاريخ. لقد نظر الثنائي لوسيان فيفر ومارك بلوك إلى الكتابة التاريخية على أنها طرح للمشكلات الكبرى للإنسان (Histoire-Problemes) في سياق الزمن التاريخي الطويل، وذلك بنية إخراج الكتابة التاريخية من نمطية الحدث السياسي والوقائع الضيقة4 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn4).حيث لم يهتم المؤرخون سوى بكل ما له ارتباط بالأحداث العسكرية من حروب ومعارك وتواريخ قيام الدول وسقوطها.
ومع ظهور مدرسة الحوليات مع بداية النصف الأول من القرن العشرين بفرنسا، وتأسيس مجلة الحوليات (les Annales ) سنة 1929. ستـأخذ الكتـابة التاريخية أبعادا جديدة سوسيولوجية و لسانية وجغرافية و ديموغرافية.و تحول التاريخ إلى دراسة كل ما له علاقـة بالإنسان، وأهتم المؤرخ بالمدد الزمنية الطويلة، بعدما كـان أسير زمن الحدث التاريخي القصير5 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn5).وفي هذا السيـاق برز نجم المؤرخ الفرنسي فرديناند بروديل ( F. Broudel) الذي يعتبره الكثير من المؤرخين المعاصرين رائد الكتابة التاريخية في العصر الحديث. فهو – وبشهادة هؤلاء- واضع الدعائم الرئيسة لما أصبح يعرف بالتاريخ الجديد، و الذي أصبح من أهم سماته انتفاء الحدود بين التاريخ و السوسيولوجيا والانتروبولوجيا.ولقد مثلت أطروحته الشهيرة والتي درسفيها تاريخ العالم المتوسطي هذا التوجه، والتي دعا فيها إلى تجاوز ونبد التاريخ – السردي /الإخباري، القائم على دراسة الوقائع السياسية البسيطة في الأزمنة القصيرة، والانتقال إلى دراسـة تاريـخ البـنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك في سياق المـدد الزمنيـة الطويلة (les longues durées) بهدف رصد مدى تفاعل الإنسان مع مجاله الجغرافي.
ميز فرديناند بروديل في دراسته للزمن التاريخي بين ثلاثة مستويات 6 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn6) :
- الزمن الجغرافي (le temps géographie ) : وهو زمن المدد الطويلـة وزمن البنيات يتميز بتغيره البطيء.
- الزمن الاجتماعي ( le temps social) : وهو زمن الظرفيات، وزمـن المدد المتوسطة، مثل تاريخ تطور الاقتصاد والمجتمع.
- الزمن الفردي ( le temps individuel) : ويطابق زمن الوقائع، والأحداث السياسية كالحروب والمعاهدات وحكم الملوك.
وعموما، فان مؤرخي مدرسة الحوليات أحدثوا قطيعة ابيستيمولوجية مع الاتجاه السابق في الكتابة التاريخية، فقد عملوا علـى تجاوز التاريخ الحدثي، ودعوا إلى تاريخ إشكالي(Histoire-Problème) يقر بأهمية العوامل التركيبية في دراسة التاريخ7 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn7).
لقد ساهم ظهور هذا الاتجاه الجديد في الدراسات التاريخية في إثارة مجالات جديدة للبحث، كتاريخ الذهنيات والطقوس اليومـية والخوف والجسد...الخ. خصوصا وأن البحث التاريخي اغتنى بمناهج جديدة و متنوعة. وفي هـذا الصدد يقول الفيلسوف الفرنسي" ميشال فوكو" : " يتوفر المؤرخون علـى أدوات صـاغوها بأنفسهـم في جانب منها، و تلقوها في جانب أخر كنماذج النمو الاقتصادي، والتحـليل الكمـي ومنحى التغيرات الديمغرافية، ودراسة المناخ وتقلباته، ورصد الثوابت السوسيولوجية.لقد مكنتهم تلك الأدوات من أن يبينوا داخل حقل التاريخ طبقات رسوبية متباينة، فحلت مكان التعاقبات الخطية التي كانـت حتـى تلك الآونة تشكل موضوع البحث التاريخـي عمليات سـبر الأغوار وتعــدد مستويات التحليل."8 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn8)
وعليه فان دراسة الماضي أصبحت تقوم علـى رؤية متعددة المقاربات. فبذل النظر إلى الوقائع التاريخية المدروسة مـن وجهة نظر أحادية الجـانب لتفسيرها وتعليلها، أصبح لزامـا علـى المؤرخ إستحضار كل العناصر والعوامل الأخرى، والتي قد يكون لها دور في بنـاء الأحداث و الوقـائع التاريخية. ومنه يمكن القول إن الظاهرة التاريخية تبنى وتشيد لبنة لبنة. لقد سـبق لاندري بورغيير في الانتربولوجية التاريخية أن بين أن كل بعد من أبعاد الواقع الاجتماعي يتواصل مع باقي الأبعاد الأخرى لصناعة حركة التاريخ9 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn9)، ومن المعلوم، أن علم التاريخ يدرس ظواهر إنسانية والظاهرة الإنسانية كما هو معلوم تتميز بالكثير من التعقيد. حيث تتداخل في توجيهها عوامل كثيرة إلى درجة يصعب حصرها، وتحديد نصيب كل منها في توجيه الظاهرة التاريخية المدروسة10 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn10). وهو الأمر الذي يستوجب على المؤرخ استحضار كـل الأبعـاد و المـستويات التي تدخل فـي تركيبة الحيـاة الإنسانية ( بيولوجية، نفسيـة، مجاليـة،اقتصادية، اجتماعية سياسيـة...). ممـا يطرح الكـثير من المشكـلات أمام المـؤرخ أثناء دراستـه للتاريـخ.
إن النقلة الابستيمولوجية الحديثة التي تحققت في مجال المعرفة التاريخية، سواء على مستوى المواضيع والقضـايا التي أصبح المؤرخون يدرسونها، أو على مستوى مناهج البحث والمقاربة للظاهرة التاريخيـة المدروسة. مرتبطة- والى حد بعيد – بالحاجيات الجديدة للمجتمع الحديث، وكذا المشكلات الراهنة التي تواجه الإنسانية جمعاء. وفي هذا الصدد ميز أحد الدارسين11 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn11) بين اتجاهين رئيسيين في الكتابة التـاريخية : اتجـاه تاريخي تقلـيدي، واتجـاه حـديث، خاصة بعد أن تبين فشل و عجز الاتجاه التاريخي الأول عن مسايـرة التـطورات التي أصبحت تعرفها الإنسانية في الوقت الراهن.إضافة محدوديته المـعرفيـة والنفعية. يشير الفيلسـوف الفـرنسي المعاصـر ادغار موران إلى أن المعرفة الملائمة يتوجب عليـها أن تـواجه ما هو مركب و أن تصل بين مختلف العناصر المكونة للكل( الاقتصادي، السياسي،النفسي، السوسيولوجي،الوجداني، الأسطوري...)12 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn12).كما أن من واجب التربية الحديثة أن تطور القدرة الطبيعية للفكر البشري على طرح المشاكل الجوهرية. ومنه، فان دراسة التاريخ لا يجب أن تنحصر فقط في معرفة الماضي و إنما لابد أن تسهم في فهم الحاضر الإنساني بكل تعقيداته ومشاكله، واستشراف مستقبل أفضل للبشرية
أ- مرتكزات الاتجاه التاريخي التقليدي :
لعل أهم ميزة يتميز بها هذا الاتجاه استغراقـه في التاريخ السياسي والعسكري والدبلوماسي. إضافة إلى عنايته الفـائقة بدراسة الأحداث من منظور متفرد ومعزول، كل هذا في مسار زمني ضيق وقصير وهو زمن الحدث :زمن المدة القصيرة حسب التعبير البروديلـي. أما طريقته فـي عرض الوقائع، فان رواد هذا الاتجاه يوظفون أسلوب الرواية و السرد السطحي، دون تمحيص ولا تدقيق معتمدين في ذلك على ما توفر لديهم من وثائق مكتوبة. علما أن مفهوم الوثيقة عند هؤلاء لا يتعدى ما هو مكتوب و مسجل، وخاصة الوثائـق الرسمـية.
ب- مرتكزات الاتجاه التاريخي الجديد :
تحـول اهتمـام المؤرخين مـن دراسة الخـاص إلـى دراسـة العام ومن الجزء إلى الكل، ومن الاهتمـام بالفرد إلى الانكباب على دراسة المجتمع بكل فئاته ومكوناته الاجتماعية، بما في ذلك الشرائح المغمورة. كما مال المؤرخون إلى دراسة تاريخ البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والذهنية، بذل الاستغراق في التاريخ السياسي والعسكري. أما بخصوص الأساليب وطرائق البحث، فقد بدأ المؤرخ يعتمد أسلوب التفكير العلمي القائم على التحليل الملـموس للوقائع، ومساءلة الوثيقة التاريخية، ليس فقط عن ما تريد قوله، ولكن عما لا تريد البوح به، متوسلا بعدة منهجية تتميز بالتنوع وتعدد المقاربات. كما تغيرت نظرة المؤرخ إلى الزمن التاريخي الذي أصبح ثلاثي الأبعاد.
وعموما، لعل أهم ميزة تميز هذا الاتجاه، هي انتقال المؤرخ من مستوى المعرفة الـجاهزة التي تقدمها الوثيقة الرسمية إلى مستوى أرقى يقوم على نقد كل ما هو جاهز ومعطى مسبق. كما أن طرح المؤرخين لإشكاليات تاريخية جديدة، تطلب منهم النبش في مصادر أخرى و كشف وثائق جديدة.
سمات التاريخ الجديد / التاريخ النقدي- الإشكالي
1- اعتماد منهج فكري ينطلق من إشكاليات محددة :
تجمع كل الدراسات الابستيمولبوجية الخاصة بعلم التـاريخ على أن أهم خطوة يقوم بها المؤرخ عند بداية دراسته التاريخية هي الانطلاق من تحديد المشكلة التي ستقود دراسته من البداية إلى النهاية.فإذا كان التاريخ الجديد إعادة بناء الماضي البشري وفق رؤى جديدة وبأدوات معرفية جديدة، فان الثابت عند كل المؤرخين المحدثين أن هذا الماضي المدرك يكون دائما إشكاليا و ناقصا في حقيقته،ويثير تساؤلات جديدة13 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn13). يشير الدكتور مصطفى الحسني الإدريسي إلى أن منهجـية التفكير التاريخي تبدأ أولا بطرح مشكلة في الحاضر والتعبير عنها بصيغة التساؤل. ثم تأتي مرحلة صياغة الفرضيات، وبعدها يعمل المؤرخ على التحقق مـن الفرضيات المطروحة مستعينا بالاستكشاف الوثائقي، وفي الأخير يكون خلاصة تركيبية تتضمن جوانب من الإجابة عن الإشكالية المطروحة14 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn14).مع العلم أن الإشكالية التاريخية تتمثل في شبكة من التســاؤلات التي توجه تفكير المؤرخ وتنظم طريقة تعامله مع الوثائق والمعطيات التاريخية .لقد سبقت الإشارة إلى أن المعرفة التاريخية هي دائمـا معرفة نسبية تسعى إلى الإجابة عن أسئلة راهنة. فالمؤرخ يستقصي الأخبار، وهو دائما وأبدا، أمام ماضي مجهول يقتحمه باستمرار دون أن يستولي عليه على حد تعبير العروي15 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn15) علما أن حقائق الماضي ليست مطلقة، فالواقعة التاريخية الواحدة يمكن أن تكتب عددا من المرات وعلـى أوجه مختلفة. فالمؤرخ يدون عادة كل واقعة على وجه يستند فيه إلى ما يعرف من التفاصيل التـي تتصل بتلك الواقعة، وكذلك إلى ما يدرك من أسباب حدوثها16 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn16). ولهذا فان كتابة التاريخ هي عملية متجددة و مستمرة، تتجدد بتجدد هموم و مشكلات الإنسان في الحاضر. فالإنسان لا يعيش حاضره مفصولا عن ماضيه. فالإنسان لا يفكر في تاريخه باعتباره زمن غابر تملأه الأحـداث والـوقائع ذات علاقة خارجية و موضوعية به فحسب، بل بوصفه صيرورة في الزمن لها كبير الأثر على حياته اليومية .إن تفسير الماضي و تأويله وتكوين معنى عنه شكل دوما هاجسا للإنسان 17 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn17).
إن هذه الخلفية الفلسفية التي تحكم وتوجه نظرة الإنسان إلى التاريخ وعلاقة ماضيه بحاضره هي التي نجد لها صدا واضحا في منهجية التفكير التاريخي عند المؤرخين المحدثين.فعمل المؤرخ اليـوم يتـراوح بين جدلية ثنائية تشمل كل من الحاضر الذي يكتب فيه التاريخ، وبين الماضي الذي يعتبر موضوع دراسته18 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn18).ومـن هنا تتأسس إشكالية الفصل بين الذات و الموضوع في الكتابة التاريخية،مما يفرض على المؤرخ اليوم طرح أكثر من سؤال على كتابات المؤرخين السابقين، والتعامل بمنهج نقدي اتجاه كل القضايا التاريخية.
لقد أصبح من الواجب التعامل مع المعرفة التاريخية بمنهج نقدي / إشكالي يساءل الوثيقة ويساءل الخبر ويساءل الرواية. خاصة و أن الكتابة التاريخية هي في جوهرها عملية ذهنية، يعمل خلالها المؤرخ على إعادة استحضار وبناء وقائع الماضي يقول عبد الله العروي : التاريخ في أساسه استحضار، عندما نقرأ كتاب الناصري،إننا في حقيقة الواقـع، نستحضر استحضار الناصري لوقائع الماضي. ليس ما بين أيدينا سـوى انعكاس لما رسب من ماضي المغرب في أذهان الناصري وأمثاله" 19 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn19).
إن الانطلاق من إشكالية محددة فـي دراسـة التاريخ مكن المؤرخين من التحرر من سطوة الأنماط التعليلية الجـاهزة وألا حكام الفكرية المسبقة، وفتـح الباب على مصرعيه لطرق جديدة في البحث والتنقيب. نلمس ذلك بجلاء في تغير نظرة المؤرخين إلى الواقعة التاريخية، فبعدما كانت هذه الأخيرة وحسب المدرسة الوضعية / الوثائقية ذات معنى ضيق لا تتجاوز الواقعة السياسية أو العسكرية، والتي يتم التعرف عليها انطلاقا من الوثيقة، أصبحت الواقعة التاريخية – حسب مدرسة التاريخ الجديد – تبنى و تشيد انطلاقا من إشكالية ما و في سياق تصور جديد للزمن التاريخي.
لقد أصبح التفكير التاريخي المعاصر ينطلق من تحديـد إشكالية مـا (مشكلة تاريخية ) قبل تحديد الوثائق و الشواهد. لأن قيـمة الوثـائق لا تتحدد إلا من خلال قيمة المشكلـة التاريخية المطروحة.إن المـنهج التاريخي السليم هو الذي يبدأ بطرح أسئلة توجه المؤرخين إلى التنقيب المنظم و المكثف الجماعي. فدراسة التـاريخ انطلاقا من دراسة المشكلات، أصبح مطلبا ضروريا عند كل المـؤرخين المعاصرين.وفي هذا السياق يشير أحد المؤرخ الأنجليزي اللورد أكتون ( J.E.E.Acton ) ( 1834- 1902) إلى ضرورة دراسة المشكلات في التاريخ بذلا من الاستغراق في دراسة الحقب الزمنية20 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn20)، بمعنى أن تبدأ دراسة التاريخ من مشكلة ما، والتي تحدد بغية المؤرخ وغايته.
2- باقي مكونات المنهج التاريخي :
يتكون المنهج التاريخي الحديث من مجموعة من الخطوات الفكرية المترابطة:
أ - التعريف التاريخي :
يقوم المؤرخ في هذه المرحلة بدراسـة الشواهد والوثائق قصد التعريف بها. بمعنى وضع الأحداث والوقائع المؤرخة في الوثيقة داخل سياقها الزمني والذي بدونه يصعب فهمها والتعرف عليـها. إن مرور المؤرخ بهذه المرحلة مسألة غاية في الأهمية لأنه يستحيل – وبدونها – انتقاله إلى مستويات أخرى ( التفسير، التحليل، التأويل، النقد،التركيب..) كما يعمل المؤرخ خلال هذه المرحلة بتسمية الأحداث والوقائـع،علما أن إطلاق اسم على حادثة أو مجموعة من الحوادث ليس أمرا سهلا21 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn21). نظرا لطابع العقيد و التركيب الذي تتميز به كل حوادث الماضي يسمي المؤرخ الأحداث و الوقائع، مع ترتيبها السابقة ثم اللاحقة وذلك بالنظر إلى القضية المطروحة التي يحاول دراستها وتفكيك ألغازها. هذه المرحلة تقتضي من المؤرخ كفاءة علمية كبيرة، واطلاعا واسعا وكذا إلماما بالبحث. فكلما كانت ثقافـة المؤرخ كبـيرة إلا وسهل عليه تأطير الوقائع تأطيرا زمنيا دقيقا. وفي هذا الإطار يشير المؤرخ الشهير "مارو " إلى أن المعرفة التاريخية مرتبطة بمدى قدرة المؤرخ الفكرية وخصوبته السيكولوجية 22 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn22). تجب الإشارة كذلك إلى أن المؤرخ خلال هذه المرحلة يتعامل مع الوقائع بطريقة انتقائية، بمعنى أنه ينتقي الأحداث التي ترتبط بقضيته التاريخية التي يعالجها ذلك لأنه يصعب عليه جمع كل شيء، كما أن المنـهجية العلمية تفرض البحث عن الوثائق التي تصب في صلب الموضوع وتحاول الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها المؤرخ.إن جمع الأخبار و الوقائع دون تمحيصها ووضعها في سياق فكري معين عمل غير ذي جدوى في كل دراسة تاريخية. فقد وصف مونتسكيو المؤرخين الذين يقومون بهذه العملية ( جمع الأخبار ) بالجامعين ليس لديهم ما يقولونه23 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn23).
ب- التفسير التاريخي :
لقد ارتبط ظهور التفسير التاريخي بولع الإنسان - ومنذ القدم- بمعرفة ليس فقط ما حدث في الماضي، بل تعدى ذلك إلى التساؤل حول أسباب ما حدث. ولماذا حدث ما حدث بهذه الطريقة دون تلك. حدث بهذه الكيفية دون تلك. ولهذا أصبح المؤرخون يتسألون عن الأسباب و العوامل المتحكمة في صناعة الأحداث والوقائع التاريخية. لقد كانت النية في البداية اخذ العبرة من دروس الماضي عبر تجنب ما لا يفيد والآخذ بأسباب ما يطمح إليه الإنسان24 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn24). ومع تطور الحياة البشرية تطورت آليات التفسير، واكتشف المؤرخون علاقات السببـية التي تربط الأحداث بأسبابها.بل اجتهد بعضهم في دراسة العوامل الفاعلة في التاريخ ووضعوا قوانين ثابتة اعتبروها بمثابة ميكانيزمات تحرك عجلة التاريخ.
إن حضور آلية التفسير في المعرفة التـاريخية، جـعل منها معرفة علمية تقوم على مجموعة من العمليات الفكرية كالاستدلال والتحليل و المقابلـة والبرهنة والاستقراء. فعمليةالفهم فـي مجـال التـاريخ غير كافيـة، فقد يكون فهما خاطئا إذا لم يتخذ كمنطلق لتفسير منظم، يقيم الأسباب ويزنها25 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn25).
إن لجوء المؤرخ إلى التفسير ليس عملا اعتباطيا، بل هو مرتبط بمجال الإشكالية التي توجه عمله منذ بدايته. وعليه يمكن القول إن التفسير التاريخ كآلية فكرية مرتبط أشد الارتباط بالتساؤلات التي ينطلق منها المؤرخ. كما أن أهمية العملية التفسيرية في التاريخ مرهونة بأهمية وقيمة الإشكالية المنطلق.
تتعدد أشكال التفسير في التاريخ، وتختلف بحسب اجتهادات المؤرخين لكن يبقى أشهرهاتلك التي أوضحها الأستاذ العروي، وهي نوعان26 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn26) :
- التفسير بالنسق : حيث يعمل المؤرخ على تفسير حدث لاحق بحدث سابق و المقصود بالنسق " الاستتباع البديهي " والذي يمكن المؤرخ النبيه من كشف علاقة الاقتضاء التي تحكم السلوك الإنساني. مع العلم أن هذا النوع التفاسير يمكن المؤرخ من القراءة التنبؤية للمستقبل.
- التفسير بالقاعدة المطردة : ينطلق المؤرخ من قاعدة عامة ليستنتج منها حقيقة تاريخية، وذلك عبر عملية استقرائية و قياسية. وعلى الرغم من الجدل العلمي الذيأثاره هذا النوع من التفاسير داخل جماعة المؤرخين بين معارض ومؤيد. فانه لا يمكن إنكار أهميته التنظيرية، فقد اعتمد عليه الكثير من المؤرخين المعاصرين في إنـتاج نظريات،لعل أشهرها نظرية المؤرخ الإنجليزي أرنو لد تونبي، والمسماة بنظرية التحدي و الاستجابة.
ج - التركيب التاريخي :
بعد تمحيص الأخبار و الوقائع ومعالجتها. ينتقل المؤرخ إلى مرحلة التركيب أو التألفة التي تعتبر المرحلة النهائية في مسلسل التفكير التاريخي، حيث يتوصل خلالها المؤرخ إلى الاستنتاجات النهائية، من خلال ربط الجزء بالكل والخاص بالعام 28 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn27).
إن العملية التركيبية /التألفة في التاريخ عملية علمية وموضوعية تقوم على المنهجية الاستقرائية في تناول الأحداث ووقائع الماضي، وليس على التخمين ومنه يمكن القول إنه لا يوجد تاريـخ نهائي، فكل جيل يعيد قراءة التاريخ انطلاقا من الهموم والتساؤلات التي يطرحها. إن وقائع التاريخ لا تعطى جاهزة بل يعمل المؤرخ على بنائها وصناعتها في إطار إشكالية محددة. مما يفرض عليه ممارسة عملية الانتقاء و التقييم.
3- اعتماد المفاهيم كأدوات للتفكير.
أ - تعريف المفهوم التاريخي :
المفهوم هو كل تعبير تجريدي ومختصر يشير إلى مجموعة من الحقائق والأفكار المتجاورة من حيث المعنى والدلالة. فهو صورة ذهنية ترتسم فـي ذهـن الفرد عن موضوع معين، على الرغم من عدم اتصاله مباشرة بالموضوع المدروس29 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn28). وإذا انطلقنا من اعتبار التاريخ معرفة نقدية تقوم على التساؤل والنقد والتحليل والاستدلال.فان المفهوم التاريخـي هو مفهوم يتسم بكثير من التجريد، نستخلص منه عددا من الخصائص المشتركة للوقائع والأحداث التاريخية المدروسة ومن صفات المفهوم التاريخي : التعميم، الرمزية و التطور30 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn29).
إن المعرفة التاريخية مجال لتداول واستعمال عدة أنواع من المفاهيم بعضها من إنتاج المؤرخين، و البعض الآخر مأخوذ من ميادين وحقول علمية ومعرفية أخرى كالاقتصاد،السياسة الانتروبولوجية اللسنيات السوسيولوجية، علم النفس...الخ.
لقد سبق للأستاذ الحسني الادريسي أن أشار في أطروحته القييمة 31 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn30) إلى أن من سمات التاريـخ النقدي الذي ينطلق من تحديد المشكلات التاريخية المراد معالجتها امتلاكه لمجموعة من المفاهيم التي يعتمدها المؤرخ كأدوات للتفكير و التحليل و قراءة الواقع التاريخي. وميز الباحث بين ثلاثة أصناف من المفاهيم التاريخية المهيكلة للتاريخ - النقدي وهي :
مفاهيم مرتبطة بالزمن : الحقبة، العصر، القترة، القرن...الخ.
مفاهيم مرتبطة بالمجال : الدولة، الجهة، الحضارة...الخ.
مفاهيم مرتبطة بالمجتمع : الجماعة، القبيلة، الطبقة، الأمة...الخ.
ب- خصائص المفهوم التاريخي :
مهما اختلفت وتعددت المفاهيم المستعملة في مجال المعرفة التاريخية ، فإنها تشترك في السمات والخصائص الآتية :
1- المفاهيم التاريخية هي من إنتاج المؤرخين، و بمعنى آخر المفهوم التاريخي عبارة عن تمثل ذهني للمؤرخ يقوم ببنائه انطلاقا من دراسـة الأحداث و الوقائع التاريخية.
2- المفهوم التاريخي هو بناء فكري للأحداث التاريخية كما استنتجها المؤرخ. وذلك فالمفهوم التاريخي يرتبط بالسيرورة الفكرية للمؤرخ.
3- المفهوم التاريخي أداة لتصنيف الوقائع و ترتيبها و إعطائها معنى ما انطلاقا من مبدأ التدرج في بناء المعرفة من الملموس إلى المجرد، ومن الخاص إلى العام،ومن البسيط إلى المركب.
ج-التوظيف الإشكالي للمفهوم التاريخي :
سبقت الإشارة إلى أهمية المفاهيم في التفكير التاريخي.فبفضلها يتمكن المؤرخون من تحليل الوقائع التاريخية وتفسيرها،وكشف أنواع الترابطات و العلاقات التي تربط بين الأحداث والوقائع المدروسة في إطار إشكالية تاريخية محددة. إن دراسة التاريخ انطلاقا من تصور إشكالي /نقدي يفرض على المؤرخ استعمال المفاهيم واستثمارها في دراسته.غير أن هذا الاستعمال لا يجب أن يقف عند حدود المفاهيم كمضامين جامدة وقارة.بل كمفاهيم مفتوحة و متغيرة بتغير الأنساق و الظرفيات التاريخية المدروسة، فلكل مفهوم تاريخه 32 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn31).مما يفرض ضرورة الاستعمال الإشكالي للمفاهيم في التاريخ. بمعنى آخر أنه من الواجب على المؤرخ النبيه أن يحرر كل مفهوم تاريخي من المضامين الجامدة المتضمنة فيه. وأن يتعامل مع المفاهيم بشكل أكثر انفتاحية و أن يستعملها بكيفية إشكالية 33 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn32)، أي أن يكون المفهوم أداة لطرح المشكلات ومعالجتها، ولفتح طرق جديدة للبحث والتنقيب في الموروث التاريخي، ومفتاحا لبحث لا نهاية له. و لذلك فان بناء المعرفة التاريخية لا يتم بدون عملية المفهمة ( la conceptualisation ). ومن ثمة فانه يتوجب على المؤرخ أن يعي حدود هذه العملية الذهنية و الفكرية34 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn33).
4- اعتماد مقاربات علمية ومعرفية متعددة :
سبقت الإشارة إلى أن من أهم مميزات الاتجاه الجديد في الكتابة التاريخية اعتماده على مفاهيم كأدوات للتفكير والمساءلة، وانفتاحه على مجالات وحقول معرفية أخرى. وإذا كان التاريخ-الإشكالي كتوجه جديد في البحث التاريخي المعاصر، يقوم على رؤية علمية متعددة الأبعاد للواقعة التاريخية،انطلاقا من اعتبار هذه الأخيرة تبنى وتشيد من خلال الأسئلة التي يطرحها المؤرخ في بداية دراسته، وكذلك الشواهد و الوثائق التي يعتمدها. غير أن الواقعة التاريخية هي في الأصلواقعة إنسانية، تتميز بكثير من التعقيد و التركيب والتداخل بين عوامل كثيرة ومتعددة.
وعليه فان المؤرخ مجبر – بحكم الضرورة – بأن يتسلح بمناهج و مقاربات علمية ومعرفية لعلوم أخرى مجاورة، حتى يعطي لأبحاثه ودراسته جانب من العلمية في ملامسة الواقع التاريخي المدروس
وفيما يلي نورد بعضا من هذه المقاربات التي يتم اعتمادها في كتابة التاريخ الإشكالي.
المقاربة الاقتصادية و الكمية :
يعد علم الاقتصاد و الإحصاء من بين العلوم الاجتماعية التي ساهمت مساهمة كبيرة في تطوير البحث التاريخي، وذلك من خلال مد المؤرخ بأدوات وتقنيات غايـة في العلمية. لا يمكن للمؤرخ أن يدرس الحياة البشرية في أي حقبة زمنية،دون الانطلاق من دراسـة القاعدة المادية و الإنتاجية للجماعة البشرية. وفي هذا الصدد يشير المؤرخ الغربي برنارد روزنبرجي في دراسته التاريخية القيمة35 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn34) حول المجتمع والسلطة والتغذية في المغرب ما قبل الحماية الفرنسية إلى أن المؤرخ مدعو إلى طرح الأسئلة الأساسية في سياق زمني جد محـدد، والتي تـرمي فهم عـلاقات الإنسان مع وسطه الطبيعي، من حيث وسائل الإنتاج والتنظيم الاجتماعي والسياسي.
إن اعتماد المؤرخ على المقاربة الاقتصادية والإحصائية في دراستـه للماضي مسألة مهمة لتكميم الظاهرة التاريخية،ورصد مؤشرات تطورها و تغيرها. وفي هذا المضمار، قـام المؤرخ الفرنسي فرنسوا سيميان في دراسته الشهيرة " الأجرة :التطور الاجتماعي والعملة"36 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn35) بدراسة تاريخية متميزة للتاريخ الفرنسي معتمدا في ذلك تطبيق تقنيات إحصائية على معلومات تاريخية استخرجها من سجلات وكتب التاريخ الفرنسي، وحولها إلى معدلات ومؤشرات رقمية، واستنتج منها كثيرا من الحقائق التاريخية المهمة. لقد اكتشف هذاالمؤرخ أن هناك حقب انفتاح اقتصادي تتميز بتزايد الإنتاج والأرباح، وهناك حقب انكماش اقتصادي تنخـفض فيـها الأسعار و الأرباح ويضعف فيها الإنتاج. وفي نفس السياق تنـدرج دراسـة المؤرخ الفرنسي ارنست لابروس حول " أزمة الاقتصاد الفرنسي في نهاية العهد القديم وبداية الثورة " حيث تمكن مـن التوصل وبفضـل منهج التحليل الاقتصادي إلى أن أيام الثورة تتزامن دائما مع الفترات التي ترتفع فيـها أسعار الخبز والخمور، بسبب تدني إنتاج محاصيل الحبوب. ومن ثمة فهناك توافق زمني جلي و قابل للقياس و الضبط بين تطور المؤشرات الاقتصادية و التحولات السياسية التي عاشها المجتمع الفرنسي في هذه الفترة. وعموما، فان اعتماد المؤرخين على المقاربة الاقتصادية والإحصائية في دراسة الماضي البشري مكنهم من رصد كثير من الثوابت والمتغيرات في حركة التاريخ، والإلمام بالاتجاهات البعيدة المدى. كما أصبح التاريخ واحدا من بين العلوم الموضوعية بعدما كان قريبا من مجال السرديات.
وفي هذا الإطار يقول المؤرخ بيير شوني :
" ظن البعض أن التاريخ الجدولي يفتت وحدة الدراسات التاريخية، لكن الجميع اقتنع الآن بأنه أعاد للإنسان وحدته في إطار التنوع الذييعني بالذات الشمول والكلية"37 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn36).
المقاربة السيكولوجية :
فطن المؤرخون إلى أهمية توظيف علم النفس في دراساتهـم وأبحاثهم التاريخية في الفترة الأخيرة. ففي مقال له حول تاريخ الذهنيات بين المؤرخ الفرنسي جورج دوبي أهـمية توظيف منهج التحليل النفسـي في الدراسات التاريخية، والفائدة العلمية الكبـيرة التي يحرزها البحث التاريخي بفضله.لقد أدرك المؤرخون أهمية علم النفس الاجتماعي فـي تفسـير وتحليل كثير من الوقائع والأحداث التاريخية، كتاريخ الذهنيات و العادات والتقاليد والطقوس والأفراح والأعيـاد والحروب والصراعات الأهلية والطائفية والثورات الاجتماعية...الخ. وذلك مـن خلال محاولة كشف اللاشعور الجماعي في مجتمع ما.
إن الوقائع التاريخية هي في جوهرها، سلوكات فردية وجماعية.وعليه فهي نتاج بنية نفسية،تعكس في جوانب كثيرة منها المكبوتات الداخلية للمجتمع والتي تحتفظ بها الذاكرة الجماعية.وإجمالا، فان اعتماد المؤرخين المعاصرين على المقاربة السيكولوجية في الكتابة التاريخية الحديثة. ساعدهم كثيرا في توجيه تفكيرهم نحو مجالات مغمورة، وطرحوا أسئـلة جديدة لم يكن من الممكن طرحها لولا الأفاق الجديدة و الواسعة التي فتحها توظيف مناهج التحليل النفسي في البحث التاريخي الحديث.
المقاربة السوسيولوجية :
أخذت هذه المقاربة طريقها إلى الاستعمال في مجال الدراسات التاريخية مع ظهور مدرسة الحوليات.وخاصة عندما بدأ مؤرخو التاريخ الجديد ينزعون إلى دراسة الظواهر الاجتماعية للإنسان من قبيل مثلا تاريخ الزواج، الموت، علاقات القرابة داخل القبيلة نظم العشائر،الأسرة.
فإلى المؤرخ بروديل يعود الفضل في استدماج المنهج السوسيولوجي داخل حقل الدراسات التاريخية المعاصرة. فقد اعتبر هذا الأخير أن الأحداث التاريخية جزء من حقيقة أكبر و أكثر تعقيدا وهي المجتمع38 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn37). إن اعتماد المؤرخين على المقاربة السوسيولوجية في دراسة التاريخ ساعدهم على فهم وكشف خبايا المجتمعات في الماضي، وفـك تركيباتها ومكوناتها، وتحديد العلاقات و الروابط بين عناصرها. مما فتح المجال لطرح إشكاليات تاريخية جديدة وبذيلة تصب في الكل المجتمعي عوض التركيز على الفرد. وفي هذا المضمار، انتقد المؤرخ فرنسوا سيميان ما اسماه " أوثان قبيلة المؤرخـين/ les idoles de la tribu des historiens" وهي الفرد والسياسة والكرونولوجيا39 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn38). فلقد عاب على المؤرخين التقليديين تقديسهم الكبير لدراسة الأفراد بشكل منعزل عن محيطهم الاجتماعي.
المقاربة الأركيولوجية :
لم تكتشف الاركيولوجيا إلا مؤخرا. ورغم ذلك فإنها مكنت المؤرخين من التعرف على حضارات وشعوب موغلة في القدم،لم تكن معروفة مطلقا.لقد امتد توظيف الاركيولوجيا إلى الحقب الحديثة والمعاصرة بعدما كان مقتصرا على العصور القديمة. وهو ما فتح الباب أمام المؤرخين لسبر أغوار مجالات و ميادين جديدة في الدراسات التاريخية :كتاريخ الممرات والطرق، و تاريخ التمدين والتوطين الصناعي...الخ. وهكذا لم يعد مجال الدراسة الاركيولوجية محدودا لا في الزمان ولا في المكان. فحيث ما حل الإنسان ونزل إلا ويترك مخلفات مادية مختلفة يدرسها المؤرخ ليتعرف من خلالها على جوانب كثيرة من حياة الإنسان، قد لا تجود بها علينا الوثائق المكتوبة.
إن اعتماد المقاربة الاركيولوجية في حقل البحث التاريخي، جعل من الاتجاه التقليدي في الكتابة التاريخية متجاوزا، لأنها قدمت للمؤرخين وثائق /شواهد جديدة. وصار من الممكن كتابة تاريخ الشعوب التي ليس لها تراث مكتوب ومدون، خاصة بعد ظهور ما أصبح يعرف عند المؤرخين الاركيولوجيا – الجديدة التي تربط في دراستها بين المخلفات المادية والغير المـادية في ثقافات الشعوب40 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn39). كما أن توظيف المنهج الاركيولوجي في التاريخ.جعـل المعرفة التاريخية تتسم بكثير من العلمية والعقلانية في معالجة وقائع الماضي، فطرحوا أسـئلة جديدة، بعدما تبين للمؤرخين محدودية الوثيقة المكتوبة في كتابة التاريخ.وفي هذا الإطار يقول عبد الله العروي :
" تشكل الأثريات اليوم، بجانب التاريخ الاقتصادي...ألصـق التخصصات التاريخية بالتطور العلمـي.وصلت إلى حد من الدقة و التفنن جعل من الصعب النظـر إليها كعلـم مساعد للتاريخ."41 (http://www.aljabriabed.net/n84_01amrani.htm#_edn40)
قصارى القول، إن تجديد الكتابة التاريخية العربية اليوم ليست مطلبا أكاديميا فقط، بل أصبح مطلبا حضاريا كذلك تفرضه حاجة المجتمعات العربية إلى وعي فكري وتاريخي جديد يسائل الواقع وينتقد كل ما هو معطى سابق. و لذلك فانه من الضروري على المؤرخين العرب ربط كتاباتهم وأبحاثهم بمشكلات العصر الذي يعيشونه و إمداد العقل العربي الحديث بآليات التفكير و المساءلة النقدية، وغرس قيم الاستمرارية والتجديد ونسبية التخلف بين أفراد المجتمع العربي.غير أن تحقيق نقلة من هذا النوع يتطلب تخلي المؤرخين العرب عن الأنماط التقليدية في كتابة التاريخ، والانتقال إلى تصور جديد في كتابة التاريخ يقوم على النقد والدراية بذل السرد والرواية.
ــــــــــــ
الهوامـش:
1 - سادت هذه المدرسة في فرنسا طيلة القرن 19م والنصف الأول من القرن 20م.كان من أهم رواد هذه المدرسة التاريخية "لانجلو " و "سينوبوس "الذين أصدرا كتاب " مدخل للدراسات التاريخية " ستة 1889م.ركزت هذه المدرسة على إعادة إحياء الأحداث التاريخية من جديد عبر الاعتماد على الوثائق المكتوبة فلا تاريخ بدون وثيقة.
2- J.Leduc ,V.Marcos , J.Lepellc ,construire l' histoire , coll. didactique ,1998 ,p: 37.
3- عبد الله العروي، مفهوم التاريخ، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الجزء الأول، ط : 3، 1997، ص : 187.
4 - مسعود ضاهر، بروديل والنظرية المتوسطية، مجلة الفكر العربي المعاصر، العدد43 ، 1987، ص : 31.
5- Poul Antoine Miquel , Epistémologie des sciences humaines ,édit Nathan , 1991 ,p 36
6-F. Broudel , Ecrits sur l' histoire , Flammarion ,1967 ,pp :11-13 .
7- المصطفى الخصاضي، قضايا ابيستيمولوجية وديداكتيكية في مادتي التاريخ والجغرافيا، السلسلة البيداغوجية،مطبعة النجاح، الدار البيضاء، الطبعة، 2001، ص : 44.
8-مشيل فوكو، حفريات المعرفة، ترجمو سالم يافوت، المركز الثقافي العربي، الدارالبيضاء، الطبعة 1، 1986،ص : 5.
9-اندري بورغير، الانتروبولوجية التاريخية، ترجمة محمد حبيدة، مجلة أمل،العدد 5،1994 ص: 102.
10-أنظر مقال الأستاذ محمد العيادي، الحديثة ومسألة الحدود بين العلوم الاجتماعية، مجلة أمل، العدد 15،1998،أنظر الصفحات : 38-39-40.
11-انظر إشكالية العلوم الاجتماعية في الوطن العربي، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية القاهرة،دار التنوير،بيروت 1984، ص :19.
12-ادغار موران، التربية على المستقبل،المعارف السبع الضرورية لتربية على المستقبل، ترجمة عزيز لزرق ومنير الحجوجي، دار تبقال للنشر، منشورات اليونسكو، الطبعة 1، 2002،ص ص :37-38.
13-Pierre Nora , Entre mémoire et histoire , in faire de l histoire nouvelles approches Edit Gallimard , 1974 ,p :16.
14- Mostafa Hassani Idrissi , A l' heure de la réforme quelles fonctions éducatives pour l' histoire , libération , Mardi 1 mai 2001.
15- عبد الله العروي، المرجع السابق، ج2،ص : 38.
16- عمر فروخ، تجديد التاريخ في تعليله وتدوينه " إعادة النظر في التاريخ " دار الباحث، بيروت، الطبعة 1، ص : 10.
17- محمد وقيدي، التاريخ الذي لم ينتهي بعد والتاريخ الذي لم يبدأ بعد، مجلة فكر ونقد، العدد 7 مارس 1998، ص :15.
18- Suzanne Citron , Enseigner l' histoire aujourd' hui , Paris , 1984 , p 30.
19-عبد الله العروي، مجمل تاريخ المغرب، ج 1، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ص : 9.
20- نقلا عن كارل بوبر،أسطورة الإطار، ترجمة يمنى طريف الخولي، عالم المعرفة، العدد 292،2003،ص : 172.
21- خديجة واهمي، محاولة وضع نموذج ديداكتيكي في التاريخ ، دار القرويين، الدار البيضاء، الطبعة 1، 2002، ص : 40.
22-H. I.Marrou , De la connaissance historique , édit du seuil , 1975 , p 51.
23-أحمد محمود بدر، تفسير التاريخ من الفترة الكلاسيكية إلى الفترة المعاصرة، مجلة عالم الفكر، العدد 29،2001، ص : 22.
24- نفس المرجع، ص : 7.
25-شكير عكي، التفسير التاريخي في المرحلة الثانوية –التأهيلية : دراسة تشخيصية. أطروحة لنيل دبلوم الدراسات العليا في علوم التربية بكلية علوم التربية تحت إشراف الدكتور مصطفى الحسني الادريسي، الرباط 2003.ص:56.
26- عبد اله العروي، مفهوم التاريخ، ج 2، ص ص :295-298.
28- خديجة واهمي، مرجع سابق، ص :47.
29- جودت أحمد سعادة، مناهج الدراسات الاجتماعية، دار العلم للملايين،لبنان، الطبعة 1، 1984، ص : 315.
30- خيري علي إبراهيم،تطور مناهج التاريخ على ضوء مدخل المفهومات،المجلة العربية للتربية،المجلد 7،العدد 1،1987،ص :78.
31 -Voir Mostafa Hassani Idrissi ,Contribution à une didactique de la pensée historienne. thèse de doctorat de l'état en science de l' éducation , Rabat 2005.
32- G. Deleuze et F.Guattari , qu' est ce que la philosophie ,édit de Minuit,1991,p:
33-عبد الله العروي، ثقافتنا في ضوء التاريخ،مرجع سابق،ص :48.
34-Lepellec et autres , op.cit , p 100.
35 -Bernard Rosenberger , société , pouvoir et alimentation ,nourriture et précarité au Maroc pré-colonial ,édit Alizes ,2001, p: 10.
36- مصطفى الخصاضي،مرجع سابق،ص : 32.
37-عبد الله العروي،مرجع سابق،ج 1،ص ص168-169.
38-F.Broudel , op.cit ,p: 21.
39- محمد العيادي، مرجع سابق، ص ص :31-32.
40-Alain Schnapp , l' Archéologie , in faire de l' histoire , édit Gallimard, 1974 , p :28.
41-عبد الله العروي،مرجع سابق،ج 1،ص :130.
السلام عليكم اطلب من الذين شاركو في مسابقة الامير عبد القادر في التاريخ الحديث علاقات الجزائر افادتي بالاسئلة
بارك الله فيكم
استاذة التاريخ
2011-10-31, 18:30
العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الجزائر العثمانية ودول المغرب الكبير
شهدت الجزائر في نهاية العهد العثماني علاقات ثقافية واقتصادية متميزة مع كل من تونس والمغرب
بين ذلك من خلال قراءاتك
المنهجية
يعتمد الباحث في التاريخ العثماني على الوثائق والنصوص
كيف تتعامل م عالثيقة وكيف تتعامل م عالنص؟
اذكر امثلة
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=759582
استاذة التاريخ
2011-10-31, 18:40
العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الجزائر العثمانية ودول المغرب الكبير
شهدت الجزائر في نهاية العهد العثماني علاقات ثقافية واقتصادية متميزة مع كل من تونس والمغرب
بين ذلك من خلال قراءاتك
المنهجية
يعتمد الباحث في التاريخ العثماني على الوثائق والنصوص
كيف تتعامل م عالثيقة وكيف تتعامل م عالنص؟
اذكر امثلة
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=759582
شكرا جزيلا لكم جميعاااااااااااااااااااااااااااااااااا
سمير العربي
2013-05-28, 15:24
متى كان ذلك؟
مراد الأمل
2013-06-12, 19:14
متى كان ذلك؟
موضوع قديم للقفل
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir