fatma88
2011-10-15, 16:23
وقفتُ أمامَ كبشَينا الأملَحين أتأملهما وأتأمل الحياة والموت عبرَهما...
تعلق نظري بهما وبحركاتهما الرتيبة... بعد أن أشبعاني نظرًا واستبصارًا...
يجيئان ويذهبان في الحظيرة التي أُعدت لهما بهدوء رتيب...
نظرت إليهما وأنا أردد في داخِلي:
آه! مسكينان أيها الكبشان!
ألا تعلمان أن غدًا آتيكما بالذبح!
ألا تشعران أن ليلتكُما هذه آخر ليلة لكُما؟
ألا تظنان أن طلوع الصبح عليكما موتٌ وفناء؟!
تعلق نظر أحدهما بي فجأة، ثم صوّتَ بعد ثغاء طويل؛ كأنه يريني تنهد الحكيم:
يا هذه!
ولم نحزنُ لما في الغيب؟
وهَبي أن الموت غدًا محقق لاشك فيه؛ فلِم أُذهبُ متعة هذه الليلة لأمر محتوم لابدّ منه؟!
وهَبي أني حزنت وجزعت وأعرضت عن علفي ومائي؛ أتُرى سيردُّ الحزن والجزع عني حتفي؟!
ثم إن المسكين كل المسْكنة أنتِ أيها الإنسان!
صرخت: لا! إنك جان!
قال: إني كبش يتصل نسبي بالكبش المفدى به نبيّ الله إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام -، وما نطقي إلا تبصرةً وذكرى!
لو كانت هذه الحياة دائمةً لأحد لدامت لنا نحن البُهم! نحن اللاتي لا نحمل أي غم وهم ؟! نحن اللائي لم نحمل الذنب، ولم نكلف بما نعاقب على تركه بالعقوبات المهلكة!
أيتها الإنسان!
إنه لابد من الموت... ولكن أي موت!
إن من أقراني ما يموت نطيحة لشهوة زائلة! ومنها ما يموت ترديًا غرورًا بقوته، ومنهم من يُسقطه القدر بين أنياب سَبُع...
لكن الشّرف كلَّ الشّرف: أن أموت مِيتةً شريفة!
وأن أموت إحياءً لشعيرة عظيمة من شعائر الله أحب إليّ من الدنيا وما فيها!
إليك عني أيتها المهمومة بالمكتوب، ودعيني وتِعلافي!
تعلق نظري بهما وبحركاتهما الرتيبة... بعد أن أشبعاني نظرًا واستبصارًا...
يجيئان ويذهبان في الحظيرة التي أُعدت لهما بهدوء رتيب...
نظرت إليهما وأنا أردد في داخِلي:
آه! مسكينان أيها الكبشان!
ألا تعلمان أن غدًا آتيكما بالذبح!
ألا تشعران أن ليلتكُما هذه آخر ليلة لكُما؟
ألا تظنان أن طلوع الصبح عليكما موتٌ وفناء؟!
تعلق نظر أحدهما بي فجأة، ثم صوّتَ بعد ثغاء طويل؛ كأنه يريني تنهد الحكيم:
يا هذه!
ولم نحزنُ لما في الغيب؟
وهَبي أن الموت غدًا محقق لاشك فيه؛ فلِم أُذهبُ متعة هذه الليلة لأمر محتوم لابدّ منه؟!
وهَبي أني حزنت وجزعت وأعرضت عن علفي ومائي؛ أتُرى سيردُّ الحزن والجزع عني حتفي؟!
ثم إن المسكين كل المسْكنة أنتِ أيها الإنسان!
صرخت: لا! إنك جان!
قال: إني كبش يتصل نسبي بالكبش المفدى به نبيّ الله إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام -، وما نطقي إلا تبصرةً وذكرى!
لو كانت هذه الحياة دائمةً لأحد لدامت لنا نحن البُهم! نحن اللاتي لا نحمل أي غم وهم ؟! نحن اللائي لم نحمل الذنب، ولم نكلف بما نعاقب على تركه بالعقوبات المهلكة!
أيتها الإنسان!
إنه لابد من الموت... ولكن أي موت!
إن من أقراني ما يموت نطيحة لشهوة زائلة! ومنها ما يموت ترديًا غرورًا بقوته، ومنهم من يُسقطه القدر بين أنياب سَبُع...
لكن الشّرف كلَّ الشّرف: أن أموت مِيتةً شريفة!
وأن أموت إحياءً لشعيرة عظيمة من شعائر الله أحب إليّ من الدنيا وما فيها!
إليك عني أيتها المهمومة بالمكتوب، ودعيني وتِعلافي!