تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حـنيـن وحـرمـــان


فتاة الورود
2011-10-12, 11:21
http://24.media.tumblr.com/tumblr_lfic1ivAWa1qdvvv1o1_500.jpg


جلست أمام التلفاز شاردة ترتشف الشاي برتابة وملل، النور الخافت يلقي بظلاله على صفحة خدها الأسيل، اجترت حسرات الوحدة والحرمان سنوات زواجها تنصرم في القلق والفراغ فقد تناهبت زوجها مطامع الثراء والسلطة فهمشها على رصيف الحياة.

استقلى على الأريكة وأخذ يثرثر بما لا تطق فثار غضبها:

- (شركاتك لا تعنيني، صفقاتك لا تثير اهتمامي، فأقفل هذه السيرة أرجوك)

ترك المقعد ونام على سريره، خرجت إلى الصالة تقلب قنوات التلفاز لعلها تجد فيها بعض السلوى والعزاء، تذكرت نوبات طفلها فغالباً ما يصحو مفزوعاً بفعل كوابيس غريبة تراوده في منامه، أقبلت لتطمئن عليه سحبت عليه الغطاء ووقفت تتأمله وترتشف من معين براءته فيضاً من الراحة والهدوء، حائرة، لا تدري ما تفعل فقد ضيعها (صالح) في زحام الحياة، سنين طويلة وهي بانتظار أن يفهم لغتها كأنثى تعطش إلى الحب، كم تتمنى لو ينتبه إلى إعراضها ونفورها فيمنحها بعض الحنان، دلفت إلى حجرة النوم وقد غط (صالح) في نوم عميق، شخيره يدك رأسها كالمطرقة، انتبهت إلى القصص والروايات التي فرغت من قراءتها قبل أيام، قلبتها وكأنما تتعرف إليها للوهلة الأولى، معظمها يدور حول قلوب متعطشة إلى الحب، استلقت جواره حاولت أن تنفض عنها الوساوس لعلها تغفو، لكن شخيره المزعج يستفز أعصابها، شدت ذراعه:

- صالح.

انتفض مذعوراً، همهم وهو شبه غاف:

- نعم.. نعم.

- أرجوك كف عن الشخير، نم على جنبك الآخر.

أدار ظهره فصفع أحلامها بكل قسوة.

هزته بعنف هذه المرة:

- انهض لتكلمني.

لم يعرها التفاتة.

امتعظت وكان لابد أن تجد منفذاًَ للهروب من كوابيسها المتأزمة فما وجدت غير خيار واحد.. (النوم).

تمددت وكل خلية في جسدها متشنجة وقد أحست أن في مخيلتها جداراً سميكاً يفصلها عن زوجها، مالت بوسادتها ودون وعي منها إلى طرف السرير وتبرمها من حياتها بلغا حداً لا تطيقه.

الزوجة العصابية التي تنتظر طلوع النهار بشغف، تزيح الستارة القاتمة لتستقبل شمس الصباح، الضجة اليومية تنتشلها من تفكيرها القاتم، الخادمة تجهز الفطور، طقطقة الملاعق والصحون، ماكنة العصير، همهمات أحمد على المائدة، وقع نظرها صدفة على الشجرة المجنونة وقد تعملقت فغطت جدار الحديقة، وتساءلت كيف سقتها يد الغيب حتى ضربت جذورها باطن الأرض فاستوت قوية شديدة تتمايل غصونها كقدود الحسان، فهي صامدة رغم حرارة الصيف تقاوم بشجاعة وصبر.

نداء صالح يقلب المعادلة:

- هيا يا (هدى) لنتناول الفطور.

تكلفت الابتسام، لفت جسدها بقميصها الحرير، وتفاءلت ربما الشاي هذا الصباح مليء بالأمينات الرائعة، دفعت إلى زوجها كوب الشاي:

- نحن مدعوان هذا اليوم على الغداء.

- أين؟

- في بيت عمي إذ رجع (مصطفى) من فرنسا وقد أعدت والدته مأدبة غداء بهذه المناسبة.

أعرض ببرود:

- اذهبي لوحدك.

قاطعته:

- وأنت؟

برر:

- أنا لا أستطيع، مشاغلي كثيرة وأرجو أن تعذريني.

غاص قلبها في صدرها فعبّرت باستياء:

- إنها ساعات قليلة ثم تعود إلى شغلك.

حسم أمره:

- أعتذر جداً، بلغي تحياتي إلى عمك.

ارتدى أحمد ثياب المدرسة وطفق يشد ذراع أمه قائلاً:

- ماما فلنذهب إلى المدرسة.

الواقع يلفها في دوامة من الروتين والرتابة ولم تعد قادرة على التكيف معه، خرجت تقطع مسافات الحيرة والضياع ثم انعطفت نحو حي هادئ صفّت على جانبيه أشجار النخيل في نسق واحد، الحياة تأخذنا في متاهات كثيرة وتنعطف بنا نحو محطات غير متوقعة.

فتحت باب السيارة، قفز أحمد كالقط مستطرقاً بوابة المدرسة وقبل أن يغيب أومأ إليها بذراعه مودعاً وابتسامة حب ترتسم على شفتيه، وبادلته بقبلة حنون، اطمأنت أن الشريان الأمومي مازال ينبض بحرارة، فطفلها هو الأمل الذي تستمد منه روح البقاء، لم تشأ العودة إلى البيت ثمة قوة عارمة تدفعها إلى التجوال في هذه الطرقات حتى هداها التفكير إلى بيت عمها.

- مازلتِ جميلة ورشيقة.

مصطفى يحاصرها بشاعريته، ثم تابع مستجدياً بعض التفاعل:

- ولكن في عينيكِ حزن دفين.

احمرّ وجهها، تلعثمت، لا تدري ما تقول، حاولت أن تبدد هذا الارتباك، باغتها:

- هدى أراكِ قد تغيرتِ كثيراً!

تنهدت:

- كل شيء في الدنيا يتغير يا مصطفى.

- إني أرى فيكِ ما لا يرون!

تنقبض في حسرة.

ويمضي مقتحماً حصنها:

- أنا الوحيد الذي....

قاطعته متوسلة:

- مصطفى أرجوك كفّ عن هذا الحديث.

تنهد وعيناه تسبران غورها في لهفة.

- أشعر إنكِ مازلتِ تحتفظين بشيء من الودّ ناحيتي.

اضطربت، تود لو تغوص في باطن الأرض.

- مصطفى.. ارحمني بصمتك.

تركها ملتاعة، هذه المرأة التي طالما كتب فيها شعراً، ملهمته التي ملكت عقله وقلبه زمناً تهرب من عينيه قصداً وعمداً، غاب مع ضيوفه وترك هدى في مزاج حاد، تأكل بعصبية، تتحدث بانفعال، وولدها لصيق بفكرها يشدها إلى الواقع ويذكرها أن لا وجود له دونها.

شعرت بالحر والضيق.. وتمنت لو تغادر المكان.

يحاورنها جليساتها وتجيبهن وهي شاردة.

تدعوها زوجة عمها:

- خذي قطعة من الحلوى.

وبحركة آلية تجد نفسها تلتهمها، ليس فيها حلاوة السكر، فكل طعوم الحياة وأحاسيسها ذابت في نكهة هذا الرجل، (مصطفى) الذي خطفها إلى غيمة ضبابية فتاهت عن الدنيا، شحب لونها، خشيت أن يعود إليها مرة أخرى ويؤجج إحساسها الكامن.

- هدى هل تذكرين...

- أرجوك (مصطفى) ابتعد عني.

هتفت متمنعة وعيناها تهربان منه.

بعد ساعات عاد ابنها من المدرسة.

يربت على ظهر ولدها أحمد:

- إنه يشبهك.

صمتت وهي مطرقة:

- هل تحبين أن أوصلك إلى البيت.

نظرت إليه مستجدية:

- مصطفى.. الماضي انتهى وأنا الآن سيدة متزوجة.

- ولكنكِ بالنسبة لي هالة من نور تسطع في ظلمة حياتي، أنا لا أريد أن أجسدك كامرأة آدمية، إن يرونك طيناً فأنا أراكِ محض روح.

خرجت مفزوعة وهي تلهث.

قادت سيارتها بسرعة جنونية حتى اصطدمت بزوجها كان واقفاً كالحجر الأصم، تساءل مدهوشاً:

- لقد عدتِ بسرعة.

جذبت نفساً عميقاً:

- كنت أفكر فيك.

أجاب مقتضباً:

- لقد تغديت مع رجال أعمال في الشيراتون.

افتعلت ابتسامة:

- ما رأيك لو نتناول قهوتنا معاً.

- لا بأس.

وجلسا في الصالون وعلى غير عادته بادرها:

- هل قضيتِ وقت ممتع في الزيارة؟

- نوعاً ما.

- أراكِ متجهمة.

وبلسان رطب جميل يشوبه شيء من التودد:

- لأنك لست معي، المكان الذي يجمعنا معاً هو عندي السعادة ذاتها.

بش وجهه، فعبّر بتلقائية:

- أصبحتِ شاعرة.

كان لابد أن تقحم نفسها في عالمه المقفل وتبدد صمته الثقيل.

- لماذا لا نحب بعضنا كما كنا سابقاً؟ لماذا جفت عواطفنا فغدت حياتنا خالية من الرواء؟ هل تحبني يا صالح؟ هل تفهمني؟! هل تعرفني حق المعرفة؟ إن في قلبي حاجة كبيرة إلى حبك واهتمامك، أبحث عنك فلا أجدك أبداً.

وفي غمرة انفعالها رن هاتفه، كان صاحبه (عبد العزيز) الدلال- ذكّره أن ثمة لقاء هام مع بعض العملاء:

- أرجو المعذرة عزيزتي، ألا يمكننا تأجيل الحديث؟!

سقطت دموع الخيبة فوق مرارة قهوتها، خاطبت نفسها (إن الزمن كفيل باحتواء جموحه، إنه مجرد نزق، قد تكون النسمة الباردة تعويضاً لقيظ الروح ليس سوى

(مصطفى) ابن عمها، رفيق صباها مازالت صورته تتوهج في رأسها كالطيف، كان حلماً وانقضى، فقد ولدا في بيت واحد وكبرا تحت النخلة التي حفرا على جذعها اسميهما، كان يحميها من الخوف والبرد ويشدها من ظفيرتها الطويلة عندما تلعب مع صبيان العائلة وكلما بكت يأخذ دراهمه من الحصالة ليشتري لها هدية.. وكبرت العائلة وانفصلت البيوت واحتجبت عنه، فهو من يفهمها ويحس بآلامها أكثر من أي مخلوق آخر، مشاعرها نحوه خليط من الأخوة والحب فرؤيته مبعث ارتياحها ولهذا عندما سافر إلى فرنسا ليدرس ترك في قلبها وحشة وحرمان، وبقيت بصماته تحفر في ذاكرتها أجمل الأوقات، لم تستطع الأيام أن تمحو مشاعرها، فهي تسري في عروقهما كالدم.

استلقت على سريرها تفكر:

لماذا عدت يا مصطفى بعد هذه السنين حاملاً سوط الذكريات لتلسعني وأنا في قمة الحرمان وتنشب مخالبك الفتية في جدران قلبي الفارغ لتغرس حبك وشعرك ورداً يتضوع في مساماتي على الدوام.

رن جرس الهاتف وتهيأت لترد، كان المتحدث مصطفى:

- كيف حالك هدى؟

تلعثمت، صعدت ضربات قلبها إلى الحلقوم.

- بخير.

صمت كأنه يجتر الكلمات من الأعماق اجتراراً.

- كنت أود أن أهديكِ ديوان قصائدي فقد طبعته وترجمته إلى الفرنسية.

رددت بشيء من الإعجاب:

- أبهذه السرعة؟! إنه إنجاز عظيم يا مصطفى، إنه مبعث افتخاري واعتزازي!

- كنت أريد أن أقرأ على مسامعك الإهداء.

اشتد ذعرها، إنه فخ، انتبهي يا هدى.

- أنا متعبة الآن.

- أرجوكِ.

استسلمت بعد تردد:

- تفضل.

تنهد فسرت جمرات أنفاسه في أوصالها الجافة:

- إلى ملهمتي الحلم، زهرة عمري التي لن تذبل مهما فرقنا الزمن وباعدت بيننا الأيام.

ارتجفت كالسعفة اليابسة، لا تعلم أهي ينابيع سعادة أم ألغام خطرة قد تنسف حياتها وترديها حطام، ردت بصوت حزين عبّر عن انكسار قلبها:

- كلمات رائعة وإهداء جميل.

وبدا كأنه يستزيد:

- جواب مقتضب، ليست كلمات (هدى) التي تشحذ عزمي وتستفز طموحي، إنه انطباع سطحي لامرأة عادية.

- أرجوك يا مصطفى لا تحاصرني.

- هذا يعني أن هناك شيء من الحب يدفعك إلى المقاومة.

غضبت:

أنا أحب؟! لا.. لا أظن.

ويستثيرها أكثر:

- لو لم يكن في قلبك شيء من العاطفة نحوي لما استنفرت قواك بكل هذه الحدة.

- وهل تظن من المناسب أن أبادلك المشاعر كالسابق؟ أنا الآن متزوجة وشرع الله بيني وبينك.. وضميري يلسعني كلما استرخيت على ضفافك.

وبثقة يبرر:

- أنا لا أريد منكِ شيئاً.. أنتِ فقط مبعث ارتياحي ولا أحمل لكِ من جانبي أية نوايا آثمة.

تستجديه ثانية:

- أرجوك يا مصطفى لا أحتمل هذا الصداع (مع السلامة!)

وتستغيث بزوجها.. بحاضرها.. بواقعها.. بطفلها.. لتحتمي بهم من لسعات النحل المعسولة، إنها متأزمة.. مزيد من القهوة (يا هايما) تأتي الخادمة بفنجان القهوة.. آه لو كنت أعرف أن لهذه الدعوة تداعيات ما ذهبت.

عليّ أن أفرمل جموحي وأحسب حساباً للغد الآتِ.

جاء زوجها مترنحاً بنشوة النصر، فقد ربح في صفقته الأخيرة، تمدد على الكنبة وهو يتمغط، ثم انبرى قائلاً:

- الليلة سنتعشى خارج البيت.

أطرقت دون أن تتفوه بكلمة.

- ما بكِ صامتة؟

تنفض سكوتها بضحكة مفتعلة:

- أتمنى ذلك.

وفي هدأة الليل حيث السكون يخيم على طرقات المدينة والأضواء تتراقص احتفاءً بهما، اختار لها أفخم مطعم، جلسا على المائدة، ران عليهما صمت ثقيل، لم ينتبه صالح إلى نحولها وشحوبها، دفع إليها الصحن:

- تفضلي السلطة فأنتِ تحبينها.

- وماذا أحب أيضاً؟

اندهش.. لم يفهم مقصدها.

- أعتقد الفواكه والألبان!

فجأة وجدت نفسها تنفجر:

- هل حقاً أنا أعني لك شيئاً؟

تذمّر، وانكمش منزعجاً:

- لماذا تصرين على النكد دائماً؟

تداركت غضبها:

- أريدك أن تلتفت إلى أمري.

اعترضها:

- انقلبت فرحتي إلى تعاسة.

أشار بعصبية إلى النادل قائلاً:

- هيا تناولي طعامك بسرعة لنعود إلى البيت.

كانت شاردة تتأوه، هل تسللت يا مصطفى إلى كل ذرة في عروقي واستحوذت دمي فلم أعد قادرة على التفاعل مع زوجي.

رن هاتف البيت ولم يجب أحداً.. ألقت الخادمة السماعة متذمرة.

وتكرر الأمر لمرات عدة طوال النهار، وصدفة ردت هدى، تفاجأت بـ (مصطفى) يعبّر بلهفة محمومة:

- افتقدتكِ كثيراً.

غضبت:

- لا أظن أن هناك مناسبة تستدعي لذلك.

وفي رقة حالمة تطوي أشواق ذائبة هتف:

- ألا أستحق منكِ الزيارة؟

تحاول أن تردع زخمه العاطفي المتدفق:

- دعها للظروف، مع السلامة.

استوقفها قائلاً:

- أرجوكِ اسمعيني لقد كتبت قصيدة جديدة تمنيت أن أقرأها على مسامعك.

تأففت غاضبة:

- مصطفى أنك تصرّ على مطاردتي.

يستجديها:

- هدى، أنتِ شقيقتي المخلصة ولا أحمل لكِ إلا المشاعر النبيلة.

عنفته:

- لكنك تحاصرني، تطاردني، أنا زوجة ولا يليق بي أن أبادلك هذه الأحاسيس.

خضع في نبرته:

- هدى.. يا أغلى مخلوقة عندي في هذا الوجود.

نهرته بقسوة:

- مصطفى ابتعد عني أرجوك.

أقفلت السماعة هائجة، أوشكت أن تنهار إذ لم تقوى على حمل نفسها جلست على أقرب كرسي، أسعفتها الخادمة:

- ماذا دهاكِ سيدتي؟

- كوب من الماء بسرعة.

وارتشفته حتى آخر قطرة لكي تطفئ غلها.

إنها تجاهد كي تفلت من قبضة هذا الإحساس المستعر في صدرها.

يتأملها صالح بإشفاق:

- هدى أراكِ متعبة يا عزيزتي، أنتِ بحاجة إلى قسط من الراحة.

تنتفض في ذعر، فمطرقة الواقع توقظها من هذا الكابوس.

يفاجئها بنقيض ما تتوقع:

- أنتِ مرهقة على غير عادتك! سآخذك في رحلة استجمام إلى القاهرة بعد أيام.

تفرست وجهه واجمة لا تصدق ما ترى:

- هل تشعر بي يا صالح؟ هل أحسست أني أتعذب؟

جثى قربها وألقى بظلال حنانه فوق أرضها العطشى.

- كم أتمنى أن أسعدك.

استغاثت به وهي تبكي:

- لا تتركني يا صالح، الوحدة قاتلة، قربك الدائم مني يحميني من نفسي، يشعرني بالأمان، أنا أحس بالبرد، كل أطرافي ترتعش، أنا أحبك رغم غيابك الطويل.

كان يسمعها وهو يترمض، هل يقول لها (أحبك) وهي أحرف عاجزة تلهج بها الألسن الفاترة لأن ما في قلبي أعمق وأشد.

اقترب منها:

- لا ترهقي نفسك عزيزتي، لا أحب أن أرى عينيكِ باكيتين لأنهما أغلى ما عندي في الوجود.

بُهتت:

- صالح أنت تدهشني!

انطلق لسانه هادراً:

- لقد أحسست بكِ هذه الأيام مكتئبة، حزينة، صرتِ جسداً بلا روح، أبحث عنكِ فلا أجدكِ، تتآكلين يوماً بعد يوم، بت أشعر بوحدة، بضياع، لا أدري ماذا أصابكِ؟ في السابق كنتِ معي بحزنك، بفرحك، بحضورك الواعِ، بينما الآن تتلاشين، تغيبين وتغيبيني فأتهمش رغم فخامة وجودي.

غاص قلبها في صدرها، ماذا تسمع؟ هل هذا حقيقة أم خيال؟ كانت تظنه حجراً أصم أصبح يلفظ كلمات كالجمر، لا أصدق! أهذا أنت يا صالح؟!

حدّقت به طويلاً كأنها تتفحصه ثم تضمه في عينيها منتشية.

قطع صمتها قائلاً:

- بالمناسبة اليوم اتصل عمك ودعانا على العشاء.

نهته وهي تكاد تكمم فاه:

- أرجوك لا..

دهش متسائلاً:

- ولماذا؟!

- لأني أحبك وأريد أن أكون لك وحدك.

انبسطت أساريره:

- وما الضير في هذه الدعوة؟

- اعتذر من أجلي.

ثم أ طرقت هنيهة تفكر.. تختبر أعماقها في صمت (وما سر هروبي؟ هل أخشى مصطفى؟ فلأستجمع شجاعتي وأواجه الواقع بكل ثقة).

- سنلبي هذه الدعوة معاً يا صالح.

قهقه ملء قلبه:

- سبحان مغيّر الأحوال.

تنهدت تحدق بزوجها مستهامة:

هذه الليلة.. سأضيء في سمائك كالقمر!

للكاتبه الرائعه خوله القزويني

الذي لفت نظري فيها واعجبني جدا

بانها من واقع الحياه التي نعيشها

ارجو ان تروق لكم كما راقت لي

fatimazahra2011
2012-08-08, 16:32
♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪




http://www.ahlalsunna.com/f/uploads/images/sunna.362ffac404.gif







█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

فتاة الورود
2012-09-16, 19:28
شكرا لمرورك الجميل اختي