ابن العروب
2011-10-08, 14:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الكرم....
أسرد لكم هذه القصة الخيالية، التي هي أقرب للواقع منها إلى الخيال
وتعمدت ان أكتبها بالعامية، لا هروبا من لغتي ولا استعلاء وجحودا لها، بل لأن القصة عن واقع فلسطيني فأردت ان تكون أقرب إلى الفلكلورية. فكتبتها بالعامية لذا أرجو المعذرة وأرجو ان تنال إعجابكم
وصايا خنساء
.........كان صغير، لما نادت أمه عليه،كان يا دوب خمسطعش سنه(15) كان أسمو احمد نادتوا : تعال يا أمه يا أحمد. بدي أحكي معك كلمتين على جنب، أجا أحمد كالتلو*: كِّرب عندي كربتو* من صدرها وحطت أيديها الخشنات على راسو ، آه خشنات من شغل الحقل والبيت والحصاد وقطف الزيتون،وصارت تلاعب خصلات شعره الناعم بأيديها،..... . هون كالها مالك يا أمه في أشي، كالت آه فيه بس بدي تسمعني منيح وتخلي كلامي زي الحلك * في أذنيك ، كالها حاضر بس ياللا خوفتيني أشو فيه.؟ ....... .
.... _هون مدت أيدها على عبها ع جيبة في ثوبها اللي طرزتوا بألوان العلم ، وألوان ربيع فلسطين. وطلعت منه مفتاح عتيق عليه بعض الصدأ ومربوط بخيط مجدول، وكان بوسط كيس بلاستك ومعاه أوراق _... كالها أشو هاذ كالت: كواشين أرضك في البلد ومفتاح العلية في قريتنا اللي طحانا * منها أولاد الحرام اليهود.
هذول أمانه معك من بعدي.، .آه ما أنت زلمة الدار هسا، بعد أبوك وأخوك، وهذا سندوك عرسي أنا وأبوك ، فيه(قمباز أبوك وبدلة العسكرية الكاكي والكوفية السمرة والعقال، وبندقية كانت أغلى من أولادو وفي إشوية رصاص ، الزلمه الزلمه بقتل فيهن مية(100) خواجة ملعون ، هذي البندقية كنت مخبيها بإطراف الحقل ، لما أبوك كان مطارد من اليهود ، وصاني أعطيك إياها لما تكبر اشو ، لأنو أخوك الكبير زي ما أنتا عارف في السجن ثلاث مؤبدات ومدى الحياة ، ولما داهموا بيتنا لاعتقالو وصاني عليك وعليها... كان زلمة كد إهدومو طلعونا بره وهو ما رضي، أقتحموا عليه الدار لكنو فاجأهم بمسدس قتل فيه ثلاث قبل ما يقتلوه ويستشهد.
وهذي صورة أخوك حسن الشهيد استشهد في الانتفاضة الأولى ، .. _آه يا أمه كنت زغير يومها_ استشهد بعد ما كتل عشر كلاب من جنود يهود.
.. لما تكبر يا أمه هذول أمانه معك ، وإذ الله كدر ( قدَّر ) وطلع أخوك في التبادل اللي بحكوا عليه مع هظاك الكلب اللي أسمو..أسمو... الله يكطع* أسمو...آه.....آه أسمو شليت، بتسلمو إياهن..... . صمتت ونزلت من عيونها دموع مسحتهم بسرعة وتنهدت وكالت : أبصر يلحقني واللا لأ. يا حسرتي عليه.
بوصيك بخواتك ومرت أخوك وابنها ثائر. كالها: مالك يا أمه أنتي معي وست الدار والله إنت بستين زلمه يا تاج راسنا .
كالت يا أمه أنا أيامي كليله يعني مياتي على النار...بيني وبين الكبر ( القبر ) ثلاث فحجات (خطوات).. يعني زي ما بيكولوا رجل بره ورجل جوه... يا امه بعد سبعين سنه شو بظل ؟ كالها العمر كلوّث إلك يا أمه أنا ولا أنتي ، كالتلو : بعد الشر عنك، ولا أنا ختيرت بعدين أنا اشتقت لأبوك وأخوك بدي أروح أشوفهم واللا حرام أشوفهم .. .
...... كرب جاي امسك هظول ذهبات عرسي وشوية مصاري كنت مخبيهن أعلمك وأجوزك فيهن ، بتشتري منهن كفن إلي لما أموت والونيسة (الذبيحة) عشان الأهل والكرايب والحبايب ،ما بدي تخسروا حدا , وابقي زور أهالي الشهدا وعيد عليهم وأعطي أولادهم عيدية .
..... بوصيك برضاي عليك إنك ما تفرط بحكك وأرضك، أوعا تذل لأي يهودي لعنو ألله ، أوصيك بالأرض ..............
الأرض عزك وجاهك ومقدارك..... مش تعمل زي ما عملوا بعض الجماعة، هاجروا ع بلاد بره وتركوا أرضهم لليهود يسرحوا ويمرحوا فيها ويملوها فساد ومستوطنات . زي ما كلتلك عزتك بأرضك والغربة مهما كانت مبهرجه بالخيرات عمرها ما بتساوي حفنة رمل من بيارة جدك .
سامعني وين سارح ؟ أنا بحكيلك عن مستقبل ومصير مش قصة ليلى والذيب... بعيد وبكول: أرضك ...أرضك....أرضك .... وأهلك وناسك، الذيب ما بيوكل إلا ألغنمه البعيدة والظعيفة . فاهم أيوه الله يرضى عليك ويحميك ويوفقك.
هذي وصيتي لك ووصية أبوك دايما كان يوصيني أحكي لك إياها لما تكبر، وهيك زلمه كد الدنيا والله لما أبوك اتجوزني كان كدك أو اكبر شوي.
أنا وصيتك وتوكلت على الله، أعطيني وعد وقسم إنك ما تخون العهد، كالها: له يا أما قسم بالله اللي خلق البشر وقسم بدم الشهدا وجراح السجنا إني راح أحافظ على كلامك زي ما بحافظ على ديني وعرضي.توكلنا على الله وهان كامت من محلها وبوست راسو وكالت إنو الشبل هو إبن الأسد.
دعتلو دعاء كبير وطويل وقالت نيال من سمع الكلام وعاهد وما خان العهد.
بعد إسبوعين من هاي القصة صارت الحرب على غزة وراح مع الثوار ورجع لقي الدار مهدومه وأمه مستشهده وهي في صلاتها في السجود .
بقلم...
ابن العروب
29/7/2011
أحبتي الكرم....
أسرد لكم هذه القصة الخيالية، التي هي أقرب للواقع منها إلى الخيال
وتعمدت ان أكتبها بالعامية، لا هروبا من لغتي ولا استعلاء وجحودا لها، بل لأن القصة عن واقع فلسطيني فأردت ان تكون أقرب إلى الفلكلورية. فكتبتها بالعامية لذا أرجو المعذرة وأرجو ان تنال إعجابكم
وصايا خنساء
.........كان صغير، لما نادت أمه عليه،كان يا دوب خمسطعش سنه(15) كان أسمو احمد نادتوا : تعال يا أمه يا أحمد. بدي أحكي معك كلمتين على جنب، أجا أحمد كالتلو*: كِّرب عندي كربتو* من صدرها وحطت أيديها الخشنات على راسو ، آه خشنات من شغل الحقل والبيت والحصاد وقطف الزيتون،وصارت تلاعب خصلات شعره الناعم بأيديها،..... . هون كالها مالك يا أمه في أشي، كالت آه فيه بس بدي تسمعني منيح وتخلي كلامي زي الحلك * في أذنيك ، كالها حاضر بس ياللا خوفتيني أشو فيه.؟ ....... .
.... _هون مدت أيدها على عبها ع جيبة في ثوبها اللي طرزتوا بألوان العلم ، وألوان ربيع فلسطين. وطلعت منه مفتاح عتيق عليه بعض الصدأ ومربوط بخيط مجدول، وكان بوسط كيس بلاستك ومعاه أوراق _... كالها أشو هاذ كالت: كواشين أرضك في البلد ومفتاح العلية في قريتنا اللي طحانا * منها أولاد الحرام اليهود.
هذول أمانه معك من بعدي.، .آه ما أنت زلمة الدار هسا، بعد أبوك وأخوك، وهذا سندوك عرسي أنا وأبوك ، فيه(قمباز أبوك وبدلة العسكرية الكاكي والكوفية السمرة والعقال، وبندقية كانت أغلى من أولادو وفي إشوية رصاص ، الزلمه الزلمه بقتل فيهن مية(100) خواجة ملعون ، هذي البندقية كنت مخبيها بإطراف الحقل ، لما أبوك كان مطارد من اليهود ، وصاني أعطيك إياها لما تكبر اشو ، لأنو أخوك الكبير زي ما أنتا عارف في السجن ثلاث مؤبدات ومدى الحياة ، ولما داهموا بيتنا لاعتقالو وصاني عليك وعليها... كان زلمة كد إهدومو طلعونا بره وهو ما رضي، أقتحموا عليه الدار لكنو فاجأهم بمسدس قتل فيه ثلاث قبل ما يقتلوه ويستشهد.
وهذي صورة أخوك حسن الشهيد استشهد في الانتفاضة الأولى ، .. _آه يا أمه كنت زغير يومها_ استشهد بعد ما كتل عشر كلاب من جنود يهود.
.. لما تكبر يا أمه هذول أمانه معك ، وإذ الله كدر ( قدَّر ) وطلع أخوك في التبادل اللي بحكوا عليه مع هظاك الكلب اللي أسمو..أسمو... الله يكطع* أسمو...آه.....آه أسمو شليت، بتسلمو إياهن..... . صمتت ونزلت من عيونها دموع مسحتهم بسرعة وتنهدت وكالت : أبصر يلحقني واللا لأ. يا حسرتي عليه.
بوصيك بخواتك ومرت أخوك وابنها ثائر. كالها: مالك يا أمه أنتي معي وست الدار والله إنت بستين زلمه يا تاج راسنا .
كالت يا أمه أنا أيامي كليله يعني مياتي على النار...بيني وبين الكبر ( القبر ) ثلاث فحجات (خطوات).. يعني زي ما بيكولوا رجل بره ورجل جوه... يا امه بعد سبعين سنه شو بظل ؟ كالها العمر كلوّث إلك يا أمه أنا ولا أنتي ، كالتلو : بعد الشر عنك، ولا أنا ختيرت بعدين أنا اشتقت لأبوك وأخوك بدي أروح أشوفهم واللا حرام أشوفهم .. .
...... كرب جاي امسك هظول ذهبات عرسي وشوية مصاري كنت مخبيهن أعلمك وأجوزك فيهن ، بتشتري منهن كفن إلي لما أموت والونيسة (الذبيحة) عشان الأهل والكرايب والحبايب ،ما بدي تخسروا حدا , وابقي زور أهالي الشهدا وعيد عليهم وأعطي أولادهم عيدية .
..... بوصيك برضاي عليك إنك ما تفرط بحكك وأرضك، أوعا تذل لأي يهودي لعنو ألله ، أوصيك بالأرض ..............
الأرض عزك وجاهك ومقدارك..... مش تعمل زي ما عملوا بعض الجماعة، هاجروا ع بلاد بره وتركوا أرضهم لليهود يسرحوا ويمرحوا فيها ويملوها فساد ومستوطنات . زي ما كلتلك عزتك بأرضك والغربة مهما كانت مبهرجه بالخيرات عمرها ما بتساوي حفنة رمل من بيارة جدك .
سامعني وين سارح ؟ أنا بحكيلك عن مستقبل ومصير مش قصة ليلى والذيب... بعيد وبكول: أرضك ...أرضك....أرضك .... وأهلك وناسك، الذيب ما بيوكل إلا ألغنمه البعيدة والظعيفة . فاهم أيوه الله يرضى عليك ويحميك ويوفقك.
هذي وصيتي لك ووصية أبوك دايما كان يوصيني أحكي لك إياها لما تكبر، وهيك زلمه كد الدنيا والله لما أبوك اتجوزني كان كدك أو اكبر شوي.
أنا وصيتك وتوكلت على الله، أعطيني وعد وقسم إنك ما تخون العهد، كالها: له يا أما قسم بالله اللي خلق البشر وقسم بدم الشهدا وجراح السجنا إني راح أحافظ على كلامك زي ما بحافظ على ديني وعرضي.توكلنا على الله وهان كامت من محلها وبوست راسو وكالت إنو الشبل هو إبن الأسد.
دعتلو دعاء كبير وطويل وقالت نيال من سمع الكلام وعاهد وما خان العهد.
بعد إسبوعين من هاي القصة صارت الحرب على غزة وراح مع الثوار ورجع لقي الدار مهدومه وأمه مستشهده وهي في صلاتها في السجود .
بقلم...
ابن العروب
29/7/2011