مشاهدة النسخة كاملة : الفراسة وسوء الظن والفرق بينهما
جواهر الجزائرية
2011-10-07, 06:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفراسة
نور يقذفه الله في قلوب أوليائه ، يُفرِّقون به بين الحق والباطل ، كما في قوله الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
ويستدلّون على بواطن الأمور بظواهرها ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) .
قال مجاهد : للمتفرسين
قال ابن جُزيّ في تفسيره : للمتوسمين أي للمتفرسين ، ومنه فراسة المؤمن . اهـ .
والفراسة في اللغة : التثبت والنظر .
وقال الزجاج : المتوسمون في اللغة النظّار المتثبتِّون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سِمَة الشيء ، يُقال : توسمت في فلان كذا أي عرفت وسم ذلك فيه وقال غيره المتوسم الناظر في السمة الدالة على الشيء . نقله ابن الجوزي .
ويُروى أن رجلا دَخَل على عثمان رضي الله عنه فقال له عثمان : أرى في عينيك الزنا ، فقال الرجل : أَوَحْي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة ، وكان يقول :
من غضّ بصره عن المحارم ، وأمسك نفسه عن الشهوات ، وعمر باطنه بدوام المراقبة ، وظاهره بإتباع السنة ، وعوّد نفسه أكل الحلال ؛ لم تخطئ له فراسة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مُعقّباً على قول الكرماني :
والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ، فَغَضّ بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه ، فيُطلق نور بصيرته ويفتح عليه .
وممن اشتهر بذلك الإمام الشافعي رحمه الله .
أما سوء الظن
فهو لا يكون بالاستدلال على الباطن بالظاهر ، ولا هو فُرقان يقذفه الله في قلب ولـيِّـه .
وقد قال الله تبارك وتعالى : (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث . رواه البخاري ومسلم .
قال الخطابي : هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس ، فإن ذلك لا يُمْلَك .
والله
اعلم
راجي الصّمدِ
2011-10-07, 06:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي أمّ منير
موضوع رائع بحقّ
جزاك الله خيرا على التّوضيح المهمّ وجعله الله في ميزان حسناتك...
شكرا جزيلا ..
جواهر الجزائرية
2011-10-07, 08:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي أمّ منير
موضوع رائع بحقّ
جزاك الله خيرا على التّوضيح المهمّ وجعله الله في ميزان حسناتك...
شكرا جزيلا ..
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله اخي الكريم
موضوع وضعته ومن يعرف معانيه ويستعمل الفراسة يعرف معناه
شكرا لك اخي الفاضل ..
القمر نور
2011-10-07, 09:37
بارك الله فيك على هذا الموضوع المهم جدا
ابو الحارث مهدي
2011-10-07, 11:07
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
جزاكِ الله خيراً أُخيتي أم منير وأنار الله لك السبيل
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس مُحدّثون فإن يك في أمتي فإنه عمر)). صحيح البخاري
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في مقدمة الصحابة ممن عُرف بالفراسة رضي الله عنه
دخل قوم من مَذحِج على الفاروق عمر فيهم الأشتر النخعي، فصعّد فيه عمر النظر وصوّبه، وقال: أيهم هذا؟
قالوا: مالك بن الحارث
فقال: ما له قاتله الله، إني لأرى للمسلمين منه يوماً عصيباً.
فكان كما تفرس رضي الله عنه، فكان منه في الفتنة ما كان.
ابو الحارث مهدي
2011-10-07, 11:23
وقال ابن القيم -رحمه الله-:
كان الصديق -رضي الله عنه- أعظم الأمة فراسة وبعده عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ووقائع فراسته مشهورة
فإنه ما قال لشيء أظنه كذا إلا كان كما قال، ويكفي في فراسته: موافقته ربه في المواضع المشهورة.
فمن ذلك أنه قال: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى
فنزلت:( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) .
وقال: يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن
فنزلت آية الحجاب.
واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة
فقال لهن عمر: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن
فنزلت كذلك.
وشاوره رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى يوم بدر فأشار بقتلهم ونزل القرآن بموافقته.
ابو الحارث مهدي
2011-10-07, 11:26
مرّ بعمر -رضي الله عنه- سواد بن قارب ولم يكن يعرفه
فقال: لقد أخطأ ظني وإنّ هذا كاهنٌ، أو كان يعرف الكهانة في الجاهلية
فلما جلس بين يديه سأله عمر عن ذلك
فقال: صدقت يا أمير المؤمنين: كنت كاهناً في الجاهلية.
روي عن الشافعي ومحمد بن الحسن أنهما كانا بفناء الكعبة ورجل على باب المسجد
فقال أحدهما: أراه نجاراً، وقال الآخر: بل حداداً
فتبادر من حضر إلى الرجل فسأله فقال: كنت نجاراً وأنا اليوم حداد.
قال ابن القيم: وفراسة الصحابة رضي الله عنهم أصدق الفراسة.
ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - أموراً عجيبة
وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ووقائع فراسته تستدعي سِفراً ضخماً.
ابو الحارث مهدي
2011-10-07, 11:43
ومما يروى أن مالك عن يحيى بن سعيد قال: إن عمر بن الخطاب قال لرجل ما اسمك؟
قال: جمرة، قال: ابن من؟ قال ابن شهاب، قال: ممن، قال: من الحرقة،
قال أين مسكنك؟ قال: بحرة النار، قال: أيها قال بذات لظى
فقال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا فكان كما قال.
ومن دقيق فراسة الصحابي جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه-
قال الشعبي كان عمر في بيت ومعه جرير بن عبد الله فوجد عمر ريحا فقال: عزمت على صاحب هذه الريح لمـّا قام فتوضأ، فقال جرير يا أمير المؤمنين أو يتوضأ القوم جميعا
فقال عمر: يرحمك الله نعم السيد كنت في الجاهلية ونعم السيد أنت في الإسلام.
وقال الحارث بن مرة نظر إياس بن معاوية إلى رجل فقال هذا غريب وهو من أهل واسط
وهو معلّم وهو يطلب عبداً له آبق، فوجدوا الأمر كما قال
فسألوه فقال رأيته يمشي ويلتفت فعلمت أنه غريب
ورأيته وعلى ثوبه حمرة تربة واسط فعلمت أنه من أهلها
ورأيته يمر بالصبيان فيسلم عليهم ولا يسلم على الرجال فعلمت أنه معلم
ورأيته إذا مر بذي هيئة لم يلتفت إليه، وإذا مر بذي أسمال تأمله فعلمت أنه يطلب آبقا.
عُبيد الله
2011-10-07, 14:37
بارك الله فيك على الموضوع
وجعلنا الله وإياكم ممن غضّ بصره عن المحارم ، وأمسك نفسه عن الشهوات ، وعمر باطنه بدوام المراقبة ، وظاهره بإتباع السنة ، وعوّد نفسه أكل الحلال.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وهي سمة يمنها الله على عباده المؤمنين حقا بورك فيكِ أخيتنا الفاضلة جواهر على هذا النفع جزيتِ كل الخير وزادكِ الرحمان علما ونفعا
NEWFEL..
2011-10-07, 18:19
بارك الله فيك
نهج السلف
2011-10-07, 21:02
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف الأحوال أختي جويرية
بارك الله فيك أختي على التوضيح و جعله في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
لاإله إلا الله محمد رسول الله
أختك أم سارة
روي عن الشافعي ومحمد بن الحين انهما كانا بفناء الكعبة ورجل على باب المسجد
فقال احدهما اراه نجارا ’ وقال الاخر بل حدادا ؟ فتبادر من حضر للرجل وسأله فقال :
كنت نجارا وانا اليوم حدادا ,,
ولد حمد الباتني
2011-10-12, 13:16
يراجع الفروق للقرافي ...
محب السلف الصالح
2011-10-12, 13:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي أمّ منير
محب السلف الصالح
2011-10-12, 13:24
http://www.ommahat.net/forum/imgcache/27892.jpg
محب السلف الصالح
2011-10-12, 13:25
http://www.12allchat.com/chatters/do.php?img=107625
محب السلف الصالح
2011-10-12, 13:26
http://www.12allchat.com/chatters/do.php?img=88894
http://up.liilas.com/uploads/liilas_13033341591.gif
شعب الجزائر مسلم
2011-10-12, 17:18
جزاك الله خيرا
جواهر الجزائرية
2011-10-12, 17:51
بارك الله فيكم جميعا كل
بارك الله فيك أخيتي متميزة دائما بمواضيعك
d.djamel
2011-10-12, 18:59
جزاك الله خيرا وأثابك الجنة
جواهر الجزائرية
2011-10-13, 12:44
الفراسة في السنة
من أنواع الفراسة ما أرشدت إليه السنة النبوية من التخلص من المكروه بأمر سهل جدا ومن تعريض بقول أو فعل.
فمن ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله: إن لي جارا يؤذيني قال انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق فانطلق فأخرج متاعه فاجتمع الناس إليه فقالوا ما شأنك فقال إن لي جارا يؤذيني فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم أخرجه فبلغه ذلك فأتاه فقال ارجع إلى منزلك فو الله لا أوذيك أبداً.
المصدر:
الطرق الحكمية لأبن قيم الجوزيه ، باب الفراسة في السنة / بتصرف يسير
* المعاريض:
أن يريد الرجلُ أن يتكلم الرجلُ بالكلام الذي إن صرح به كان كذبا فيعارضه بكلام آخر يوافق ذلك الكلام في اللفظ ويخالفه في المعنى فيتوهم السامع أنّه أراد ذلك وهذا كثير في الحديث. وفي تاج العروس: المعاريض والمعارض: وهو كلام يشبه بعضه بعضاً في المعاني كالرجل تسأله: هل رأيت فلاناً؟ فيكره أن يكذب وقد رآه فيقول: إن فلاناً ليرى ولهذا المعنى قال عبد الله بن عباس: ما أحب بمعاريض الكلام حمر النعم، وفي الصحاح: المعاريض في الكلام هي التروية بالشيء عن الشيء. انظر: تاج العروس: 1/4663، غريب الحديث لأبن سلام: 4/287
جواهر الجزائرية
2011-10-13, 12:45
بارك الله في الجميع وجزاكم الله خيرا وثبت خطاكم وجعلنا وإياكم من أصحاب الجنة
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir