المثابر120
2008-11-10, 19:13
الامم المتحدة
إن الأمم المتحدة مركز لحل المشاكل التي تواجه البشرية جمعاء. ويتعاون في هذا الجهد ما يزيد على 30 منظمة منتسبة تعرف مجتمعة باسم منظومة الأمم المتحدة. وتعمل الأمم المتحدة وأسرتها من المنظمات يوماً تلو الآخر على تعزيز احترام حقوق الإنسان وحماية البيئة ومكافحة الأمراض والحد من الفقر. وتقوم وكالات الأمم المتحدة فضلاً عن ذلك بتحديد معايير السلامة والكفاءة في النقل الجوي وتساعد على تحسين الاتصالات السلكية واللاسلكية وتعزيز حماية المستهلك. وتتولى الأمم المتحدة أيضاً قيادة الحملات الدولية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والإرهاب. وتقوم الأمم المتحدة ووكالاتها في جميع أنحاء العالم بمساعدة اللاجئين ووضع البرامج لإزالة الألغام الأرضية، وتساعد على التوسع في إنتاج الأغذية وتقود عملية مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب/الإيدز
كيف تعمل الأمم المتحدة
أنشئت الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945، وقد أنشأها 51 بلداً ملتزماً بحفظ السلام عن طريق التعاون الدولي والأمن الجماعي. وتنتمي إلى الأمم المتحدة اليوم كل دول العالم تقريباً - إذ يبلغ مجموع عدد أعضاء الأمم المتحدة 191 بلداً.
وعندما تصبح الدول أعضاء في الأمم المتحدة، فإنها توافق على القبول بالالتزامات المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وهو معاهدة دولية تحدد المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. وللأمم المتحدة، وفقاً للميثاق، أربعة مقاصد هي: صون السلم والأمن الدوليين؛ وتنمية العلاقات الودية بين الأمم؛ وتحقيق التعاون على حل المشاكل الدولية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان؛ وجعل هذه الهيئة مركزاً لتنسيق أعمال الأمم.
والأمم المتحدة ليست حكومة عالمية وهي لا تسن القوانين. ولكنها توفر سبل المساعدة على حل الصراعات الدولية وصياغة السياسات المتعلقة بالمسائل التي تمسنا جميعاً. وكل الدول الأعضاء - كبيرها وصغيرها، غنيها وفقيرها، بما لها من آراء سياسية ونظم اجتماعية متباينة - لها في الأمم المتحدة أن تعرب عن آرائها وتدلي بأصواتها في هذه العملية.
وللأمم المتحدة ستة أجهزة رئيسية، يوجد خمسة منها في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وهي الجمعية العامة ومجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الوصاية والأمانة العامة. أما مقر الجهاز السادس، وهو محكمة العدل الدولية، فيقع في لاهاي بهولندا.
الجمعية العامة
جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ممثلة في الجمعية العامة التي هي بمثابة “برلمان دولي” يجتمع دورياً للنظر في أشد المشاكل العالمية إلحاحاً. ولكل دولة عضو صوت واحد. وتتخذ القرارات في المسائل الهامة، كالتوصيات المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين أو قبول أعضاء جدد أو التوصيات المتعلقة بميزانية الأمم المتحدة بأغلبية الثلثين. أما المسائل الأخرى فيبت فيها بالأغلبية البسيطة. وقد بذل جهد خاص في السنوات الأخيرة للتوصل إلى القرارات عن طريق توافق الآراء عوضاً عن التصويت الرسمي. وليس بوسع الجمعية أن تجبر أية دولة على اتخاذ إجراء ما، ولكن توصياتها تعد مؤشراً هاماً على الرأي العام العالمي وتمثل السلطة الأدبية لمجتمع الأمم.
مجلس الأمن
يعهد ميثاق الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن بالمسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين، ويجوز دعوة المجلس إلى الانعقاد في أيّ وقت، كلما كان السلام في خطر وبموجب الميثاق، فإن جميع الدول الأعضاء ملزمة بتنفيذ قرارات المجلس.
ويتكون المجلس من 15 عضواً، منهم خمسة أعضاء دائمين - الاتحاد الروسي والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. أما الأعضاء العشرة الآخرون فتنتخبهم الجمعية العامة لفترات مدة كل منها سنتان. ولا تزال الدول الأعضاء تناقش إمكانية إجراء تغييرات في عضوية المجلس وأساليب عمله لكي تعكس تلك التغييرات الحقائق السياسية والاقتصادية الراهنة.
وتتطلب قرارات المجلس تسعة أصوات إيجابية. وباستثناء التصويت على المسائل الإجرائية، لا يمكن اتخاذ قرار إذا أدلى أحد الأعضاء الدائمين بصوت سلبي أو مارس حق النقض.
وعندما ينظر المجلس في حالة تنطوي على تهديد للسلام الدولي، فإنه يستكشف أولاً سبل تسوية النزاع بالوسائل السلمية. وله أن يقترح مبادئ للتسوية أو أن يضطلع بمهمة الوساطة. وفي حالة وجود قتال، يحاول المجلس التوصل إلى وقف إطلاق النار. ويجوز له أن يوفد بعثة لحفظ السلام لمساعدة الأطراف في الحفاظ على الهدنة وللفصل بين القوات المتنازعة.
ويستطيع المجلس أن يتخذ تدابير لإنفاذ قراراته. ويستطيع فرض جزاءات اقتصادية أو الأمر بفرض حظر على الأسلحة. وقد أذن المجلس للدول الأعضاء في مناسبات نادرة باستخدام “كل الوسائل الضرورية”، بما في ذلك العمل العسكري الجماعي، لضمان تنفيذ قراراته. ويقدم المجلس أيضاً توصيات إلى الجمعية العامة بشأن تعيين أمين عام جديد وبشأن قبول أعضاء جدد في الأمم المتحدة.
المجلس الاقتصادي والاجتماعي
يقوم المجلس الاقتصادي والاجتماعي، تحت السلطة الشاملة للجمعية العامة، بتنسيق الأعمال الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة وأسرتها من المنظمات الدولية. وهو يؤدي دوراً هاماً في تعزيز التعاون الدولي لأغراض التنمية، بوصفه المنتدى الرئيسي لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية الدولية ووضع التوصيات المتعلقة بالسياسة العامة. ويتشاور المجلس أيضاً مع المنظمات غير الحكومية، محافظاً بذلك على همزة وصل حيوية بين الأمم المتحدة والمجتمع المدني.
ويتكون المجلس من 54 عضواً تنتخبهم الجمعية العامة لفترات مدة كل منها ثلاث سنوات. وهو يجتمع على مدار العام ويعقد دورة رئيسية في تموز/يوليه، يعقد خلالها اجتماع خاص رفيع المستوى على مستوى الوزراء لمناقشة المسائل الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية الهامة.
وتجتمع الهيئات الفرعية للمجلس بصورة منتظمة وتقدم تقارير إلى المجلس. وتقوم لجنة حقوق الإنسان، على سبيل المثال، برصد الامتثال لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وتهتم هيئات أخرى بمسائل يذكر منها التنمية الاجتماعية، ووضع المرأة، ومنع الجريمة، والمخدرات، والتنمية المستدامة. وتضطلع خمس لجان إقليمية، كل منها في منطقتها، بتعزيز التنمية الاقتصادية وتدعيم العلاقات الاقتصادية.
مجلس الوصاية
أنشئ مجلس الوصاية لتوفير الإشراف الدولي على 11 إقليماً مشمولاً بالوصاية تقوم بإدارتها سبع دول أعضاء ولضمان اتخاذ الخطوات الملائمة لإعداد هذه الأقاليم للحكم الذاتي أو الاستقلال. وبحلول عام 1994، كانت كل الأقاليم المشمولة بالوصاية قد حصلت على الحكم الذاتي أو الاستقلال، إما كدول منفصلة وإما بالانضمام إلى بلدان مستقلة مجاورة. وآخر الأقاليم التي كانت مشمولة بالوصاية كان إقليم جزر المحيط الهادئ (بالاو) الذي كانت الولايات المتحدة تتولى إدارته، وأصبح الدولة العضو رقم 185.
وقام مجلس الوصاية الذي يتكون الآن من أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين، وقد اكتملت مهمته بوجه عام، بتعديل نظامه الداخلي حتى يتسنى له الاجتماع كيفما وكلما اقتضى الأمر ذلك.
محكمة العدل الدولية
محكمة العدل الدولية - وتعرف أيضاً باسم المحكمة العالمية - هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة. وتتولى الجمعية العامة ومجلس الأمن انتخاب قضاتها وعددهم 15 قاضياً، وهم يدلون بأصواتهم بصورة مستقلة ومتزامنة. وتفصل المحكمة في المنازعات بين البلدان، بالاستناد إلى الاشتراك الطوعي للدول المعنية. ولكن إذا وافقت دولة ما على الاشتراك في قضية ما، فإنها تصبح ملزمة بالامتثال لقرار المحكمة. كما تصدر المحكمة فتاوى إلى الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصّصة.
تضطلع الأمانة العامة بالأعمال الفنية والإدارية للأمم المتحدة حسب توجيهات الجمعية العامة ومجلس الأمن والأجهزة الأخرى. ويرأس الأمانة العامة الأمين العام الذي يتولى التوجيه الإداري العام.
الأمانة العامة
وتتكون الأمانة العامة حالياً من إدارات ومكاتب يعمل فيها نحو 500 7 موظف في إطار الميزانية العادية ينتمون إلى نحو 170 بلداً. وتشمل مراكز العمل مقر الأمم المتحدة في نيويورك فضلاً عن مكاتب الأمم المتحدة في جنيف وفيينا ونيروبي ومواقع أخرى.
منظومة الأمم المتحدة
يرتبط بالأمم المتحدة من خلال اتفاقات تعاونية صندوق النقد الدولي والبنك الدولي واثنتا عشرة منظمة أخرى مستقلة تعرف باسم “الوكالات المتخصصة”. وهذه الوكالات التي من بينها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران المدني الدولي هي هيئات مستقلة أنشئت بموجب اتفاق حكومي دولي. وهي تضطلع بمسؤوليات دولية واسعة النطاق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والصحية والمجالات ذات الصلة. وبعضها، مثل منظمة العمل الدولية والاتحاد البريدي العالمي، أقدم عهداً من الأمم المتحدة ذاتها.
وبالإضافة إلى ما تقدم، يعمل عدد من مكاتب الأمم المتحدة وبرامجها وصناديقها - مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) - على تحسين الحالة الاقتصادية والاجتماعية للشعوب في جميع أنحاء العالم. وهي ترفع تقارير إلى الجمعية العامة أو المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
ولكل من هذه المنظمات مجلس إدارته وميزانيته وأمانته. وتعرف والأمم المتحدة معاً بأسرة الأمم المتحدة أو منظومة الأمم المتحدة. وهي تقدم معاً المساعدة التقنية وغيرها من أشكال المساعدة العملية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية تقريباً.
ما تفعله الأمم المتحدة من أجل السلام
حفظ السلام العالمي هدف رئيسي من أهداف الأمم المتحدة. وبموجب الميثاق، تتفق الدول الأعضاء على تسوية منازعاتها بالوسائل السلمية والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد الدول الأخرى.
وقامت الأمم المتحدة على مر السنين بدور رئيسي في المساعدة على نزع فتيل الأزمات الدولية وحل الصراعات التي طال أمدها. واضطلعت بعمليات معقدة شملت صنع السلام وحفظ السلام وتقديم المساعدة الإنسانية. وعملت على منع نشوب الصراعات. واضطلعت بصورة متزايدة في حالات ما بعد الصراع باتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة الأسباب الجذرية للحرب ووضع الأساس اللازم لإقرار السلام الدائم.
وتمخضت جهود الأمم المتحدة عن نتائج مذهلة. فقد ساعدت الأمم المتحدة على نزع فتيل أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 وأزمة الشرق الأوسط في عام 1973. وفي عام 1988، رعت الأمم المتحدة تسوية سلمية أنهت الحرب الإيرانية - العراقية، كما رعت الأمم المتحدة في السنة التي أعقبتها المفاوضات التي أدت إلى انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان. وفي التسعينات، كان للأمم المتحدة دور فعَّال في استعادة سيادة الكويت، وأدت دوراً هاماً في إنهاء الحروب الأهلية في السلفادور وغواتيمالا وكمبوديا وموزامبيق، وحل أو احتواء الصراع في عدد من البلدان الأخرى.
وفي أيلول/سبتمبر 1999، عندما أجبرت حملة العنف 000 200 من سكان تيمور الشرقية على مغادرة ديارهم إثر التصويت على الحكم الذاتي، أذنت الأمم المتحدة بإيفاد قوة أمن دولية ساعدت على عودة الاستقرار إلى المنطقة. وفيما بعد، قامت إدارة انتقالية تابعة للأمم المتحدة بالإشراف على حصول الإقليم على استقلاله في 20 أيار/مايو 2002 باسم تيمور - ليشتي. وعندما هاجم إرهابيون الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001، تحرك مجلس الأمن بسرعة - فاتخذ قراراً واسع النطاق يلزم الدول الأعضاء بمحاكمة كل من يشارك في تمويل أعمال إرهابية أو التخطيط لها أو إعدادها أو تنفيذها أو دعمها.
صنع السلام
تستهدف عمليات صنع السلام التي تضطلع بها الأمم المتحدة توصّل الأطراف المتنازعة إلى اتفاق عن طريق الوسائل الدبلوماسية. ولمجلس الأمن، فيما يبذله من جهود لصون السلم والأمن الدوليين، أن يوصي بسبل تفادي الصراع أو استعادة السلام أو إقراره، وذلك عن طريق التفاوض، مثلاً، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
ويضطلع الأمين العام بدور هام في صنع السلام. وله أن يوجه اهتمام مجلس الأمن إلى أية مسألة يبدو أنها تهدد السلم والأمن الدوليين. وله أن يبذل “مساعيه الحميدة” على سبيل الوساطة أو أن يمارس “الدبلوماسية الهادئة” خلف الستار، سواء بشخصه أو من خلال مبعوثيه الخاصين. ويمارس الأمين العام أيضاً “الدبلوماسية الوقائية” الرامية إلى حل المنازعات قبل تفاقمها.وتكفل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يوجد مقرها في فيينا، عن طريق مجموعة من اتفاقات الضمانات، عدم تحويل المواد والمعدات النووية الموجهة للاستخدامات السلمية إلى أغراض عسكرية. وفي لاهاي، تقوم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بجمع المعلومات عن المرافق الكيميائية في شتى أنحاء العالم وتجري عمليات تفتيش روتينية لضمان التقيد باتفاقية الأسلحة الكيميائية.
بناء السلام
تضطلع الأمم المتحدة بصورة متزايدة بأنشطة تعالج الأسباب الأساسية للصراع. والمساعدة الإنمائية عنصر رئيسي في بناء السلام. وتعمل الأمم المتحدة، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والبلدان المانحة والحكومات المضيفة والمنظمات غير الحكومية، على دعم الحكم الرشيد والقانون والنظام المدنيين والانتخابات وحقوق الإنسان في البلدان التي تسعى جاهدة إلى معالجة الآثار التي خلفتها الصراعات. وتساعد الأمم المتحدة هذه البلدان في الوقت ذاته على إعادة بناء خدماتها الإدارية والصحية والتعليمية والخدمات الأخرى التي عطلتها الحروب.
وينفذ بعض هذه الأنشطة، كإشراف الأمم المتحدة على انتخابات عام 1989 في ناميبيا وبرامج إزالة الألغام في موزامبيق وتدريب الشرطة في هايتي، في إطار عملية من عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام وقد تستمر هذه الأنشطة بعد انسحاب العملية. وهناك أنشطة أخرى تطلبها الحكومات، كما حدث في غينيا - بيساو حيث تحتفظ الأمم المتحدة بمكتب لدعم بناء السلام.
حفظ السلام
يتولى مجلس الأمن إنشاء عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام ويحدد نطاقها وولايتها في إطار جهوده الرامية إلى صون السلم والأمن الدوليين. وتنطوي معظم العمليات على مهام عسكرية كمراقبة وقف إطلاق النار أو إنشاء منطقة عازلة، فيما يسعى المتفاوضون إلى التوصل إلى حل طويل الأجل. وقد تتطلب عمليات أخرى وجود شرطة مدنية أو موظفين مدنيين آخرين من أجل تقديم المساعدة على تنظيم الانتخابات أو رصد حقوق الإنسان. ولا تزال تنشر أيضاً عمليات لرصد اتفاقات السلام بالتعاون مع قوات حفظ السلام التابعة للمنظمات الإقليمية.
وقد تدوم عمليات حفظ السلام عدة أشهر أو تستمر لعقود. فعلى سبيل المثال، أنشئت عملية الأمم المتحدة عند خط وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في ولاية جامو وكشمير، في عام 1949، وحفظة السلام التابعون للأمم المتحدة موجودون في قبرص منذ عام 1964. وفي المقابل، أمكن للأمم المتحدة أن تنجز في غضون ما يزيد قليلاً على شهر واحد المهمة التي اضطلعت بها عام 1994 في قطاع أوزو بين ليبيا وتشاد.
ومنذ قيام الأمم المتحدة لأول مرة في عام 1948 بنشر أفرادها لحفظ السلام، وفر زهاء 130 بلداً بصورة طوعية نحو مليون من الجنود والشرطة والمدنيين. وخدم هؤلاء إلى جانب آلاف من المدنيين في 60 عملية لحفظ السلام. وفي شباط/فبراير 2005، كان هناك 103 بلدان تساهم بنحو 000 67 من الجنود النظاميين - وهو رقم قياسي.
جهود الأمم المتحدة لإقرار السلام
في أفريقيا
اتخذت جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إقرار السلام أشكالاً مختلفة على مر السنين، من بينها الحملة الطويلة لمكافحة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والدعم الفعَّال لعملية تحقيق استقلال ناميبيا، وعدد من بعثات تقديم الدعم في الانتخابات وحوالي 23 عملية لحفظ السلام. وتم إنشاء آخر هذه العمليات في ليبريا (2003)، وكوت ديفوار وبوروندي (2004)، وبعثة الأمم المتحدة في السودان التي أذن بها حديثاً (آذار/مارس 2005).
وبالطبع، سبق أن كانت الأمم المتحدة موجودة في السودان للتصدي لمعالجة ما سمّاه منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ أسوأ أزمة إنسانية غير طبيعية في العالم. وقد قام المجتمع الإنساني العالمي - بما في ذلك الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، وأسرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر - بإيفاد 000 9 من عمال المعونة، كان حوالي 1 000 منهم من الموظفين الدوليين. وفي آذار/مارس 2005، قام مجلس الأمن، بناءً على الاستنتاجات المتعلقة بانتشار انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، بإحالة الوضع في إقليم دارفور السوداني منذ 1 تموز/ يوليه 2002 إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
واضطلعت الأمم المتحدة أيضاً بجهود دبلوماسية واسعة النطاق لاستعادة السلام في منطقة البحيرات الكبرى، وهي تساعد على التحضير لإجراء استفتاء بشأن مستقبل الصحراء الغربية. وفي مواقع أخرى في أفريقيا، تواصل البعثات الميدانية للأمم المتحدة أنشطتها في مجال بناء السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى، وغينيا - بيساو، والصومال ومنطقة غرب أفريقيا.
في آسيا والمحيط الهادئ
منذ عام 2002، تعمل بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان على تعزيز المصالحة الوطنية والاضطلاع بالمهام التي عُهد بها إلى الأمم المتحدة في اتفاق بون لعام 2001 - بما في ذلك في مجالات حقوق الإنسان وسيادة القانون وقضايا المرأة - بالإضافة إلى إدارة جميع الأنشطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في أفغانستان بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية في المجال الإنساني وفي مجالات الإغاثة والانتعاش والإعمار.
وتعمل بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان على توحيد جميع الأنشطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في أفغانستان، بما في ذلك 16 وكالة من وكالات الأمم المتحدة التي تعمل معاً مع نظرائها في الحكومة الأفغانية ومع المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية.
وعندما أنجزت بعثة حفظ السلام في طاجيكستان عملها في عام 2000، افتتح مكتب للأمم المتحدة لتوفير الإطار السياسي وحسن القيادة لمختلف أنشطة بناء السلام. ويواصل مراقبو الأمم المتحدة العسكريون مراقبة وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في ولاية جامو وكشمير.
وفي تيمور الشرقية، أسفرت المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة في أيار/مايو 1999 عن اتفاق مهد السبيل لإجراء استطلاع شعبي بشأن وضع الإقليم. وأشرفت الأمم المتحدة على تسجيل الناخبين الذي أسفر عن الاقتراع الذي جرى في شهر آب/أغسطس 1999 الذي صوت فيه 78 في المائة من سكان تيمور الشرقية لصالح الاستقلال وأسفر عن إنشاء دولة تيمور - ليشتي المستقلة في 20 أيار/مايو 2002. ولا تزال بعثة الأمم المتحدة للدعم في تيمور الشرقية تتواجد في البلد للمساعدة على إنشاء الهياكل الإدارية الأساسية، بما فيها نظام العدالة وإنفاذ القوانين، والمساهمة في الوقت نفسه في صون الاستقرار والأمن. كما ساعدت الأمم المتحدة حكومة بابوا غينيا الجديدة وأطراف بوغينفيل على التوصل إلى اتفاق شامل يغطي مسائل الاستقلال الذاتي والاستفتاء والتخلص من الأسلحة.
في أوروبا
لا تزال قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص تشرف على خطوط وقف إطلاق النار والمحافظة على المنطقة العازلة والقيام بالأنشطة الإنسانية في تلك الجزيرة المقسمة. ويوفر وجودها بيئة تساعد الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الأمين العام ومستشاروه الخاصون، التي ترمي إلى تشجيع المفاوضات والتوصل إلى تسوية شاملة.
وعملت الأمم المتحدة جاهدة على فض الصراع في يوغوسلافيا السابقة إلى جانب تقديم المساعدة الغوثية لملايين الأشخاص. وفي الفترة من عام 1992 إلى عام 1995، ساعد حفظة السلام التابعون للأمم المتحدة على إحلال السلام والأمن في كرواتيا، وأسهموا في حماية المدنيين في البوسنة والهرسك، وكفالة عدم جر جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة إلى الحرب. وبعد إبرام اتفاقات دايتون - باريس للسلام لعام 1995، ساعدت بعثات الأمم المتحدة على تأمين السلام.
واليوم لا تزال بعثة الأمم المتحدة للإدارة الانتقالية في كوسوفو تعمل مع شعب كوسوفو لإنشاء مجتمع ديمقراطي قائم بذاته ويتمتع بقدر كبير من الاستقلال الذاتي. وتعمل البعثة التي أنشئت عام 1999 إثر انتهاء القصف الجوي الذي قامت به منظمة حلف شمال الأطلسي وبعد انسحاب القوات اليوغوسلافية، على تنسيق الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والأمم المتحدة تحت مظلة الأمم المتحدة.
وفي أبخازيا، جورجيا، بينما كانت بعثة المراقبين العسكريين التابعة للأمم المتحدة تؤدي مهمتها في حفظ السلام، تواصلت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد تسوية شاملة للصراع بين جورجيا وأبخازيا.
في الأمريكتين
كانت الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة لصنع السلام وحفظ السلام فعَّالة في فض الصراعات التي طال أمدها في أمريكا الوسطى. ففي عام 1989، أفضت جهود السلام في نيكاراغوا إلى تسريح حركة المقاومة طوعاً، حيث سلم أفرادها أسلحتهم إلى الأمم المتحدة. وفي عام 1990 قامت بعثة تابعة للأمم المتحدة بمراقبة الانتخابات التي أجريت في نيكاراغوا - وهي أول انتخابات تتولى الأمم المتحدة مراقبتها في بلد مستقل. وفي السلفادور، أنهت محادثات السلام التي قام فيها الأمين العام بالوساطة 12 عاماً من القتال، وقامت بعثة من الأمم المتحدة لحفظ السلام بالتحقق من تنفيذ جميع الاتفاقات. وفي غواتيمالا، أدت المفاوضات التي جرت بمساعدة الأمم المتحدة إلى إنهاء حرب أهلية دامت 35 عاماً.
وبعد رحيل الرئيس جان - برتراند أريستيد من هايتي في 29 شباط/فبراير 2004، استجاب مجلس الأمن لطلب من الرئيس المؤقت لهايتي، وأذن بالنشر الفوري لقوة متعددة الجنسيات لدعم العملية السلمية والدستورية في البلد في ظل ظروف آمنة ومستقرة. وفيما بعد، قام المجلس بإنشاء بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي، التي تولت المسؤولية من القوة المتعددة الجنسيات في حزيران/يونيه 2004. وعملت بعثة الأمم المتحدة على تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات في عام 2005 ونقل السلطة إلى رئيس منتخب في 7 شباط/فبراير 2006.
يتبع >
إن الأمم المتحدة مركز لحل المشاكل التي تواجه البشرية جمعاء. ويتعاون في هذا الجهد ما يزيد على 30 منظمة منتسبة تعرف مجتمعة باسم منظومة الأمم المتحدة. وتعمل الأمم المتحدة وأسرتها من المنظمات يوماً تلو الآخر على تعزيز احترام حقوق الإنسان وحماية البيئة ومكافحة الأمراض والحد من الفقر. وتقوم وكالات الأمم المتحدة فضلاً عن ذلك بتحديد معايير السلامة والكفاءة في النقل الجوي وتساعد على تحسين الاتصالات السلكية واللاسلكية وتعزيز حماية المستهلك. وتتولى الأمم المتحدة أيضاً قيادة الحملات الدولية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والإرهاب. وتقوم الأمم المتحدة ووكالاتها في جميع أنحاء العالم بمساعدة اللاجئين ووضع البرامج لإزالة الألغام الأرضية، وتساعد على التوسع في إنتاج الأغذية وتقود عملية مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب/الإيدز
كيف تعمل الأمم المتحدة
أنشئت الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945، وقد أنشأها 51 بلداً ملتزماً بحفظ السلام عن طريق التعاون الدولي والأمن الجماعي. وتنتمي إلى الأمم المتحدة اليوم كل دول العالم تقريباً - إذ يبلغ مجموع عدد أعضاء الأمم المتحدة 191 بلداً.
وعندما تصبح الدول أعضاء في الأمم المتحدة، فإنها توافق على القبول بالالتزامات المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وهو معاهدة دولية تحدد المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. وللأمم المتحدة، وفقاً للميثاق، أربعة مقاصد هي: صون السلم والأمن الدوليين؛ وتنمية العلاقات الودية بين الأمم؛ وتحقيق التعاون على حل المشاكل الدولية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان؛ وجعل هذه الهيئة مركزاً لتنسيق أعمال الأمم.
والأمم المتحدة ليست حكومة عالمية وهي لا تسن القوانين. ولكنها توفر سبل المساعدة على حل الصراعات الدولية وصياغة السياسات المتعلقة بالمسائل التي تمسنا جميعاً. وكل الدول الأعضاء - كبيرها وصغيرها، غنيها وفقيرها، بما لها من آراء سياسية ونظم اجتماعية متباينة - لها في الأمم المتحدة أن تعرب عن آرائها وتدلي بأصواتها في هذه العملية.
وللأمم المتحدة ستة أجهزة رئيسية، يوجد خمسة منها في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وهي الجمعية العامة ومجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الوصاية والأمانة العامة. أما مقر الجهاز السادس، وهو محكمة العدل الدولية، فيقع في لاهاي بهولندا.
الجمعية العامة
جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ممثلة في الجمعية العامة التي هي بمثابة “برلمان دولي” يجتمع دورياً للنظر في أشد المشاكل العالمية إلحاحاً. ولكل دولة عضو صوت واحد. وتتخذ القرارات في المسائل الهامة، كالتوصيات المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين أو قبول أعضاء جدد أو التوصيات المتعلقة بميزانية الأمم المتحدة بأغلبية الثلثين. أما المسائل الأخرى فيبت فيها بالأغلبية البسيطة. وقد بذل جهد خاص في السنوات الأخيرة للتوصل إلى القرارات عن طريق توافق الآراء عوضاً عن التصويت الرسمي. وليس بوسع الجمعية أن تجبر أية دولة على اتخاذ إجراء ما، ولكن توصياتها تعد مؤشراً هاماً على الرأي العام العالمي وتمثل السلطة الأدبية لمجتمع الأمم.
مجلس الأمن
يعهد ميثاق الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن بالمسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين، ويجوز دعوة المجلس إلى الانعقاد في أيّ وقت، كلما كان السلام في خطر وبموجب الميثاق، فإن جميع الدول الأعضاء ملزمة بتنفيذ قرارات المجلس.
ويتكون المجلس من 15 عضواً، منهم خمسة أعضاء دائمين - الاتحاد الروسي والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. أما الأعضاء العشرة الآخرون فتنتخبهم الجمعية العامة لفترات مدة كل منها سنتان. ولا تزال الدول الأعضاء تناقش إمكانية إجراء تغييرات في عضوية المجلس وأساليب عمله لكي تعكس تلك التغييرات الحقائق السياسية والاقتصادية الراهنة.
وتتطلب قرارات المجلس تسعة أصوات إيجابية. وباستثناء التصويت على المسائل الإجرائية، لا يمكن اتخاذ قرار إذا أدلى أحد الأعضاء الدائمين بصوت سلبي أو مارس حق النقض.
وعندما ينظر المجلس في حالة تنطوي على تهديد للسلام الدولي، فإنه يستكشف أولاً سبل تسوية النزاع بالوسائل السلمية. وله أن يقترح مبادئ للتسوية أو أن يضطلع بمهمة الوساطة. وفي حالة وجود قتال، يحاول المجلس التوصل إلى وقف إطلاق النار. ويجوز له أن يوفد بعثة لحفظ السلام لمساعدة الأطراف في الحفاظ على الهدنة وللفصل بين القوات المتنازعة.
ويستطيع المجلس أن يتخذ تدابير لإنفاذ قراراته. ويستطيع فرض جزاءات اقتصادية أو الأمر بفرض حظر على الأسلحة. وقد أذن المجلس للدول الأعضاء في مناسبات نادرة باستخدام “كل الوسائل الضرورية”، بما في ذلك العمل العسكري الجماعي، لضمان تنفيذ قراراته. ويقدم المجلس أيضاً توصيات إلى الجمعية العامة بشأن تعيين أمين عام جديد وبشأن قبول أعضاء جدد في الأمم المتحدة.
المجلس الاقتصادي والاجتماعي
يقوم المجلس الاقتصادي والاجتماعي، تحت السلطة الشاملة للجمعية العامة، بتنسيق الأعمال الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة وأسرتها من المنظمات الدولية. وهو يؤدي دوراً هاماً في تعزيز التعاون الدولي لأغراض التنمية، بوصفه المنتدى الرئيسي لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية الدولية ووضع التوصيات المتعلقة بالسياسة العامة. ويتشاور المجلس أيضاً مع المنظمات غير الحكومية، محافظاً بذلك على همزة وصل حيوية بين الأمم المتحدة والمجتمع المدني.
ويتكون المجلس من 54 عضواً تنتخبهم الجمعية العامة لفترات مدة كل منها ثلاث سنوات. وهو يجتمع على مدار العام ويعقد دورة رئيسية في تموز/يوليه، يعقد خلالها اجتماع خاص رفيع المستوى على مستوى الوزراء لمناقشة المسائل الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية الهامة.
وتجتمع الهيئات الفرعية للمجلس بصورة منتظمة وتقدم تقارير إلى المجلس. وتقوم لجنة حقوق الإنسان، على سبيل المثال، برصد الامتثال لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وتهتم هيئات أخرى بمسائل يذكر منها التنمية الاجتماعية، ووضع المرأة، ومنع الجريمة، والمخدرات، والتنمية المستدامة. وتضطلع خمس لجان إقليمية، كل منها في منطقتها، بتعزيز التنمية الاقتصادية وتدعيم العلاقات الاقتصادية.
مجلس الوصاية
أنشئ مجلس الوصاية لتوفير الإشراف الدولي على 11 إقليماً مشمولاً بالوصاية تقوم بإدارتها سبع دول أعضاء ولضمان اتخاذ الخطوات الملائمة لإعداد هذه الأقاليم للحكم الذاتي أو الاستقلال. وبحلول عام 1994، كانت كل الأقاليم المشمولة بالوصاية قد حصلت على الحكم الذاتي أو الاستقلال، إما كدول منفصلة وإما بالانضمام إلى بلدان مستقلة مجاورة. وآخر الأقاليم التي كانت مشمولة بالوصاية كان إقليم جزر المحيط الهادئ (بالاو) الذي كانت الولايات المتحدة تتولى إدارته، وأصبح الدولة العضو رقم 185.
وقام مجلس الوصاية الذي يتكون الآن من أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين، وقد اكتملت مهمته بوجه عام، بتعديل نظامه الداخلي حتى يتسنى له الاجتماع كيفما وكلما اقتضى الأمر ذلك.
محكمة العدل الدولية
محكمة العدل الدولية - وتعرف أيضاً باسم المحكمة العالمية - هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة. وتتولى الجمعية العامة ومجلس الأمن انتخاب قضاتها وعددهم 15 قاضياً، وهم يدلون بأصواتهم بصورة مستقلة ومتزامنة. وتفصل المحكمة في المنازعات بين البلدان، بالاستناد إلى الاشتراك الطوعي للدول المعنية. ولكن إذا وافقت دولة ما على الاشتراك في قضية ما، فإنها تصبح ملزمة بالامتثال لقرار المحكمة. كما تصدر المحكمة فتاوى إلى الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصّصة.
تضطلع الأمانة العامة بالأعمال الفنية والإدارية للأمم المتحدة حسب توجيهات الجمعية العامة ومجلس الأمن والأجهزة الأخرى. ويرأس الأمانة العامة الأمين العام الذي يتولى التوجيه الإداري العام.
الأمانة العامة
وتتكون الأمانة العامة حالياً من إدارات ومكاتب يعمل فيها نحو 500 7 موظف في إطار الميزانية العادية ينتمون إلى نحو 170 بلداً. وتشمل مراكز العمل مقر الأمم المتحدة في نيويورك فضلاً عن مكاتب الأمم المتحدة في جنيف وفيينا ونيروبي ومواقع أخرى.
منظومة الأمم المتحدة
يرتبط بالأمم المتحدة من خلال اتفاقات تعاونية صندوق النقد الدولي والبنك الدولي واثنتا عشرة منظمة أخرى مستقلة تعرف باسم “الوكالات المتخصصة”. وهذه الوكالات التي من بينها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران المدني الدولي هي هيئات مستقلة أنشئت بموجب اتفاق حكومي دولي. وهي تضطلع بمسؤوليات دولية واسعة النطاق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والصحية والمجالات ذات الصلة. وبعضها، مثل منظمة العمل الدولية والاتحاد البريدي العالمي، أقدم عهداً من الأمم المتحدة ذاتها.
وبالإضافة إلى ما تقدم، يعمل عدد من مكاتب الأمم المتحدة وبرامجها وصناديقها - مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) - على تحسين الحالة الاقتصادية والاجتماعية للشعوب في جميع أنحاء العالم. وهي ترفع تقارير إلى الجمعية العامة أو المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
ولكل من هذه المنظمات مجلس إدارته وميزانيته وأمانته. وتعرف والأمم المتحدة معاً بأسرة الأمم المتحدة أو منظومة الأمم المتحدة. وهي تقدم معاً المساعدة التقنية وغيرها من أشكال المساعدة العملية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية تقريباً.
ما تفعله الأمم المتحدة من أجل السلام
حفظ السلام العالمي هدف رئيسي من أهداف الأمم المتحدة. وبموجب الميثاق، تتفق الدول الأعضاء على تسوية منازعاتها بالوسائل السلمية والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد الدول الأخرى.
وقامت الأمم المتحدة على مر السنين بدور رئيسي في المساعدة على نزع فتيل الأزمات الدولية وحل الصراعات التي طال أمدها. واضطلعت بعمليات معقدة شملت صنع السلام وحفظ السلام وتقديم المساعدة الإنسانية. وعملت على منع نشوب الصراعات. واضطلعت بصورة متزايدة في حالات ما بعد الصراع باتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة الأسباب الجذرية للحرب ووضع الأساس اللازم لإقرار السلام الدائم.
وتمخضت جهود الأمم المتحدة عن نتائج مذهلة. فقد ساعدت الأمم المتحدة على نزع فتيل أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 وأزمة الشرق الأوسط في عام 1973. وفي عام 1988، رعت الأمم المتحدة تسوية سلمية أنهت الحرب الإيرانية - العراقية، كما رعت الأمم المتحدة في السنة التي أعقبتها المفاوضات التي أدت إلى انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان. وفي التسعينات، كان للأمم المتحدة دور فعَّال في استعادة سيادة الكويت، وأدت دوراً هاماً في إنهاء الحروب الأهلية في السلفادور وغواتيمالا وكمبوديا وموزامبيق، وحل أو احتواء الصراع في عدد من البلدان الأخرى.
وفي أيلول/سبتمبر 1999، عندما أجبرت حملة العنف 000 200 من سكان تيمور الشرقية على مغادرة ديارهم إثر التصويت على الحكم الذاتي، أذنت الأمم المتحدة بإيفاد قوة أمن دولية ساعدت على عودة الاستقرار إلى المنطقة. وفيما بعد، قامت إدارة انتقالية تابعة للأمم المتحدة بالإشراف على حصول الإقليم على استقلاله في 20 أيار/مايو 2002 باسم تيمور - ليشتي. وعندما هاجم إرهابيون الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001، تحرك مجلس الأمن بسرعة - فاتخذ قراراً واسع النطاق يلزم الدول الأعضاء بمحاكمة كل من يشارك في تمويل أعمال إرهابية أو التخطيط لها أو إعدادها أو تنفيذها أو دعمها.
صنع السلام
تستهدف عمليات صنع السلام التي تضطلع بها الأمم المتحدة توصّل الأطراف المتنازعة إلى اتفاق عن طريق الوسائل الدبلوماسية. ولمجلس الأمن، فيما يبذله من جهود لصون السلم والأمن الدوليين، أن يوصي بسبل تفادي الصراع أو استعادة السلام أو إقراره، وذلك عن طريق التفاوض، مثلاً، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
ويضطلع الأمين العام بدور هام في صنع السلام. وله أن يوجه اهتمام مجلس الأمن إلى أية مسألة يبدو أنها تهدد السلم والأمن الدوليين. وله أن يبذل “مساعيه الحميدة” على سبيل الوساطة أو أن يمارس “الدبلوماسية الهادئة” خلف الستار، سواء بشخصه أو من خلال مبعوثيه الخاصين. ويمارس الأمين العام أيضاً “الدبلوماسية الوقائية” الرامية إلى حل المنازعات قبل تفاقمها.وتكفل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يوجد مقرها في فيينا، عن طريق مجموعة من اتفاقات الضمانات، عدم تحويل المواد والمعدات النووية الموجهة للاستخدامات السلمية إلى أغراض عسكرية. وفي لاهاي، تقوم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بجمع المعلومات عن المرافق الكيميائية في شتى أنحاء العالم وتجري عمليات تفتيش روتينية لضمان التقيد باتفاقية الأسلحة الكيميائية.
بناء السلام
تضطلع الأمم المتحدة بصورة متزايدة بأنشطة تعالج الأسباب الأساسية للصراع. والمساعدة الإنمائية عنصر رئيسي في بناء السلام. وتعمل الأمم المتحدة، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والبلدان المانحة والحكومات المضيفة والمنظمات غير الحكومية، على دعم الحكم الرشيد والقانون والنظام المدنيين والانتخابات وحقوق الإنسان في البلدان التي تسعى جاهدة إلى معالجة الآثار التي خلفتها الصراعات. وتساعد الأمم المتحدة هذه البلدان في الوقت ذاته على إعادة بناء خدماتها الإدارية والصحية والتعليمية والخدمات الأخرى التي عطلتها الحروب.
وينفذ بعض هذه الأنشطة، كإشراف الأمم المتحدة على انتخابات عام 1989 في ناميبيا وبرامج إزالة الألغام في موزامبيق وتدريب الشرطة في هايتي، في إطار عملية من عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام وقد تستمر هذه الأنشطة بعد انسحاب العملية. وهناك أنشطة أخرى تطلبها الحكومات، كما حدث في غينيا - بيساو حيث تحتفظ الأمم المتحدة بمكتب لدعم بناء السلام.
حفظ السلام
يتولى مجلس الأمن إنشاء عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام ويحدد نطاقها وولايتها في إطار جهوده الرامية إلى صون السلم والأمن الدوليين. وتنطوي معظم العمليات على مهام عسكرية كمراقبة وقف إطلاق النار أو إنشاء منطقة عازلة، فيما يسعى المتفاوضون إلى التوصل إلى حل طويل الأجل. وقد تتطلب عمليات أخرى وجود شرطة مدنية أو موظفين مدنيين آخرين من أجل تقديم المساعدة على تنظيم الانتخابات أو رصد حقوق الإنسان. ولا تزال تنشر أيضاً عمليات لرصد اتفاقات السلام بالتعاون مع قوات حفظ السلام التابعة للمنظمات الإقليمية.
وقد تدوم عمليات حفظ السلام عدة أشهر أو تستمر لعقود. فعلى سبيل المثال، أنشئت عملية الأمم المتحدة عند خط وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في ولاية جامو وكشمير، في عام 1949، وحفظة السلام التابعون للأمم المتحدة موجودون في قبرص منذ عام 1964. وفي المقابل، أمكن للأمم المتحدة أن تنجز في غضون ما يزيد قليلاً على شهر واحد المهمة التي اضطلعت بها عام 1994 في قطاع أوزو بين ليبيا وتشاد.
ومنذ قيام الأمم المتحدة لأول مرة في عام 1948 بنشر أفرادها لحفظ السلام، وفر زهاء 130 بلداً بصورة طوعية نحو مليون من الجنود والشرطة والمدنيين. وخدم هؤلاء إلى جانب آلاف من المدنيين في 60 عملية لحفظ السلام. وفي شباط/فبراير 2005، كان هناك 103 بلدان تساهم بنحو 000 67 من الجنود النظاميين - وهو رقم قياسي.
جهود الأمم المتحدة لإقرار السلام
في أفريقيا
اتخذت جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إقرار السلام أشكالاً مختلفة على مر السنين، من بينها الحملة الطويلة لمكافحة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والدعم الفعَّال لعملية تحقيق استقلال ناميبيا، وعدد من بعثات تقديم الدعم في الانتخابات وحوالي 23 عملية لحفظ السلام. وتم إنشاء آخر هذه العمليات في ليبريا (2003)، وكوت ديفوار وبوروندي (2004)، وبعثة الأمم المتحدة في السودان التي أذن بها حديثاً (آذار/مارس 2005).
وبالطبع، سبق أن كانت الأمم المتحدة موجودة في السودان للتصدي لمعالجة ما سمّاه منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ أسوأ أزمة إنسانية غير طبيعية في العالم. وقد قام المجتمع الإنساني العالمي - بما في ذلك الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، وأسرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر - بإيفاد 000 9 من عمال المعونة، كان حوالي 1 000 منهم من الموظفين الدوليين. وفي آذار/مارس 2005، قام مجلس الأمن، بناءً على الاستنتاجات المتعلقة بانتشار انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، بإحالة الوضع في إقليم دارفور السوداني منذ 1 تموز/ يوليه 2002 إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
واضطلعت الأمم المتحدة أيضاً بجهود دبلوماسية واسعة النطاق لاستعادة السلام في منطقة البحيرات الكبرى، وهي تساعد على التحضير لإجراء استفتاء بشأن مستقبل الصحراء الغربية. وفي مواقع أخرى في أفريقيا، تواصل البعثات الميدانية للأمم المتحدة أنشطتها في مجال بناء السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى، وغينيا - بيساو، والصومال ومنطقة غرب أفريقيا.
في آسيا والمحيط الهادئ
منذ عام 2002، تعمل بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان على تعزيز المصالحة الوطنية والاضطلاع بالمهام التي عُهد بها إلى الأمم المتحدة في اتفاق بون لعام 2001 - بما في ذلك في مجالات حقوق الإنسان وسيادة القانون وقضايا المرأة - بالإضافة إلى إدارة جميع الأنشطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في أفغانستان بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية في المجال الإنساني وفي مجالات الإغاثة والانتعاش والإعمار.
وتعمل بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان على توحيد جميع الأنشطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في أفغانستان، بما في ذلك 16 وكالة من وكالات الأمم المتحدة التي تعمل معاً مع نظرائها في الحكومة الأفغانية ومع المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية.
وعندما أنجزت بعثة حفظ السلام في طاجيكستان عملها في عام 2000، افتتح مكتب للأمم المتحدة لتوفير الإطار السياسي وحسن القيادة لمختلف أنشطة بناء السلام. ويواصل مراقبو الأمم المتحدة العسكريون مراقبة وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في ولاية جامو وكشمير.
وفي تيمور الشرقية، أسفرت المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة في أيار/مايو 1999 عن اتفاق مهد السبيل لإجراء استطلاع شعبي بشأن وضع الإقليم. وأشرفت الأمم المتحدة على تسجيل الناخبين الذي أسفر عن الاقتراع الذي جرى في شهر آب/أغسطس 1999 الذي صوت فيه 78 في المائة من سكان تيمور الشرقية لصالح الاستقلال وأسفر عن إنشاء دولة تيمور - ليشتي المستقلة في 20 أيار/مايو 2002. ولا تزال بعثة الأمم المتحدة للدعم في تيمور الشرقية تتواجد في البلد للمساعدة على إنشاء الهياكل الإدارية الأساسية، بما فيها نظام العدالة وإنفاذ القوانين، والمساهمة في الوقت نفسه في صون الاستقرار والأمن. كما ساعدت الأمم المتحدة حكومة بابوا غينيا الجديدة وأطراف بوغينفيل على التوصل إلى اتفاق شامل يغطي مسائل الاستقلال الذاتي والاستفتاء والتخلص من الأسلحة.
في أوروبا
لا تزال قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص تشرف على خطوط وقف إطلاق النار والمحافظة على المنطقة العازلة والقيام بالأنشطة الإنسانية في تلك الجزيرة المقسمة. ويوفر وجودها بيئة تساعد الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الأمين العام ومستشاروه الخاصون، التي ترمي إلى تشجيع المفاوضات والتوصل إلى تسوية شاملة.
وعملت الأمم المتحدة جاهدة على فض الصراع في يوغوسلافيا السابقة إلى جانب تقديم المساعدة الغوثية لملايين الأشخاص. وفي الفترة من عام 1992 إلى عام 1995، ساعد حفظة السلام التابعون للأمم المتحدة على إحلال السلام والأمن في كرواتيا، وأسهموا في حماية المدنيين في البوسنة والهرسك، وكفالة عدم جر جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة إلى الحرب. وبعد إبرام اتفاقات دايتون - باريس للسلام لعام 1995، ساعدت بعثات الأمم المتحدة على تأمين السلام.
واليوم لا تزال بعثة الأمم المتحدة للإدارة الانتقالية في كوسوفو تعمل مع شعب كوسوفو لإنشاء مجتمع ديمقراطي قائم بذاته ويتمتع بقدر كبير من الاستقلال الذاتي. وتعمل البعثة التي أنشئت عام 1999 إثر انتهاء القصف الجوي الذي قامت به منظمة حلف شمال الأطلسي وبعد انسحاب القوات اليوغوسلافية، على تنسيق الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والأمم المتحدة تحت مظلة الأمم المتحدة.
وفي أبخازيا، جورجيا، بينما كانت بعثة المراقبين العسكريين التابعة للأمم المتحدة تؤدي مهمتها في حفظ السلام، تواصلت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد تسوية شاملة للصراع بين جورجيا وأبخازيا.
في الأمريكتين
كانت الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة لصنع السلام وحفظ السلام فعَّالة في فض الصراعات التي طال أمدها في أمريكا الوسطى. ففي عام 1989، أفضت جهود السلام في نيكاراغوا إلى تسريح حركة المقاومة طوعاً، حيث سلم أفرادها أسلحتهم إلى الأمم المتحدة. وفي عام 1990 قامت بعثة تابعة للأمم المتحدة بمراقبة الانتخابات التي أجريت في نيكاراغوا - وهي أول انتخابات تتولى الأمم المتحدة مراقبتها في بلد مستقل. وفي السلفادور، أنهت محادثات السلام التي قام فيها الأمين العام بالوساطة 12 عاماً من القتال، وقامت بعثة من الأمم المتحدة لحفظ السلام بالتحقق من تنفيذ جميع الاتفاقات. وفي غواتيمالا، أدت المفاوضات التي جرت بمساعدة الأمم المتحدة إلى إنهاء حرب أهلية دامت 35 عاماً.
وبعد رحيل الرئيس جان - برتراند أريستيد من هايتي في 29 شباط/فبراير 2004، استجاب مجلس الأمن لطلب من الرئيس المؤقت لهايتي، وأذن بالنشر الفوري لقوة متعددة الجنسيات لدعم العملية السلمية والدستورية في البلد في ظل ظروف آمنة ومستقرة. وفيما بعد، قام المجلس بإنشاء بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي، التي تولت المسؤولية من القوة المتعددة الجنسيات في حزيران/يونيه 2004. وعملت بعثة الأمم المتحدة على تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات في عام 2005 ونقل السلطة إلى رئيس منتخب في 7 شباط/فبراير 2006.
يتبع >