تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : افهمني يا زوجي


النيلية
2008-11-09, 23:12
http://up.graaam.com/up1/pic4/24b184bd6e.gif (http://www.graaam.com/)



جاء زهير وزوجته ليلى إلى العيادة النفسية بطلب من الزوجة، لأنها كانت غير سعيدة في زواجهما، وكانت تشتكي

أنها قد بذلت الكثير من حياتها في هذا الزواج، إلا أن زوجها لم يبذل الكثير من الجهد خلال العشر سنوات من الزواج،

وكانت تنتقده بأنه أناني وقليل الجهد، ولا يبالي بحاجات الآخرين، وبأنه غير عاطفي. ولقد ذكرت ليلى بأنها قد قدمت

كل ما لديها وليس عندها مزيد لتقدمه، وأنها كانت تفكر بتركه والذهاب إلى بيت أهلها.



وقد دامت فترة العلاج ما يقارب الستة أشهر، حيث وصلا إلى مرحلة طيبة من العلاقة الزوجية، وذلك من خلال المرور في

المراحل الثلاث التالية:


- المرحلة الأولى: الرغبة في التغيير


لقد شرح المعالج لزهير أن ما تشتكي منه زوجته هو الأشياء التي تراكمت خلال العشر سنوات من الزواج، وأن عليه إن أراد إنقاذ زواجه أن يقوم بالكثير من الاستماع إليها، من أجل أن يقنعها هذا بامكانية إنقاذ الزواج، وباستعدادهم لتقديم ما يحتاجه الأمر.



وقد كانت الجلسات الأولى عبارة عن فرص تحدثت فيها ليلى عن مشاعرها، وحاول زهير أن يتعلم كيف يستمع بصبر وبشكل فعال ومؤثر. وحاول أيضاً أن يفهم ما تريد زوجته أن تقول له، وهذا كان الجزء الأصعب من العلاج.


وبعد أن استمع زهير إلى حقيقة مشاعر زوجته وآلامها وخيبة آمالها، فقد تحمّس لتغيير الوضع، وبذل ما يستطيع لتلبية حاجاتها، وبالتالي الوصول بالزواج إلى علاقة تملؤها المحبة والاحترام.

- المرحلة الثانية: المسؤولية

كان على زهير في هذه الخطوة أن يتحمل مسؤولية تقديم التشجيع لزوجته، وكان عليها أن تتحمل مسؤولية إيضاح موقفها وماذا تريد أو لا تريد. فقام زهير بالاعتذار إلى زوجته لأنه لم يقدم لها التشجيع المطلوب الذي كانت تحتاجه، وبدأت هي تدرك خطأها في عدم إيضاح الحدود التي تقبلها أو لا تقبلها، مما جرأه هذا على تجاوز الحدود، بما قام به من بعض التصرفات كالصراخ أو الغضب أو رفض طلباتها.


صحيح أنه لم يكن مطلوباً منها في المعالجة أن تعتذر، إلا أنها اعترفت بأنها سمحت للأمر أن يخرج عن الطور من دون أن ترسم هي أيضاً حدوداً واضحة، وأقرت كذلك بمسؤوليتها عن تقديم الكثير والكثير، وبذلك كان كلاهما على استعداد لتعلم سلوك جديد من تقديم الدعم والتشجيع للطرف الآخر، من خلال احترام الحدود والضوابط.



- المرحلة الثالثة: التطبيق والممارسة


لقد كان على زهير أن يتعلم كيف يحترم حدود زوجته، وكان على ليلى أن تتعلم كيف تضع هذه الحدود. وكان عليهما معاً أن يتعلما كيف يعبر كل منهما عن مشاعره في صراحة وأمانة واحترام. واستعد كل منهما أن يمارس وضع الحدود واحترامها، ولا شك أنه قد تحدث بعض الأخطاء في هذه المرحلة.


ونذكر الآن بعض الأمثلة مما تعلما وقاما بممارسته:

ـ قامت ليلى بممارسة قولها: (إني لا أحب هذه الطريقة التي تتحدث بها. أرجو أن تكف عن رفع الصوت، وإلا فإني سأغادر الغرفة). ولقد اضطرت إلى مغادرة الغرفة عدة مرات حتى تعلم زهير احترام رغبتها وتغيير أسلوب كلامه.


ـ عندما كان زهير يطلب من ليلى أموراً لا تحب القيام بها، فقد تعلمت أن تقول: (لا، لأني أحتاج لبعض الراحة الآن). أو (إنني مشغولة الآن). وقد لاحظت أنه أصبح أكثر انتباهاً، لأنه بدأ يدرك كم هي تعبة أو مشغولة.

ـ لقد قالت له أنها تودّ الذهاب في نزهة، فقال لها أنه مشغول، إلا أنها عندما قالت بأنها ستذهب بنفسها مع الأولاد، ما كان منه إلا أن غيّر برامجه وذهب معهم.

ـ عندما كان يقاطعها عند حديثهما، فقد تعلمت أن تقول له: (أرجو أن تسمعني حتى أنتهي). فتعلم بعد قليل أن يستمع إليها بشكل أفضل.

ـ من الأمور الصعبة التي تعلمتها ليلى، أن تخبر زهيراً بما تريد منه. لقد ظنت في البداية أنها لا تحتاج أن تقول له، وأن عليه أن يعرف بنفسه ماذا تريد. ولكنها علمت أنه أمر غير واقعي أن تترك لزهير ليكتشف الأمر، وأن من مسؤولياتها أن تخبره بما تريد، هذا إذا أرادت لحاجاتها أن تتحقق.


ـ من الأمور الصعبة التي تعلمها زهير، هي كيف يحترم سلوك ليلى الجديد من دون أن يتوقع منها أن تعود إلى التصرفات القديمة، حيث تتركه يفعل ما يحلو له ومن دون تصحيح أو تقويم

منقول بتصرف بسيط .

امل عطوي
2008-12-23, 18:47
:mad:إن ثقافة المحلل النفساني في العقلية الجزائرية ثقافة بعيدة جدا، رغم أنها نافعة و فعالة في إنقاذ الكثير من العلاقات، لذا تبقى المرأة في الكثير من الأحيان هي الضحية الأكثر تضررا في هذه العلاقة ، و على كل حال الموضوع مثير للإهتمام.

النيلية
2008-12-23, 21:31
مشكورة علي اهتمامك بالموضوع ومرورك الكريم