تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عناية الاسلام بالعنصر النفسي للفرد


أم عدنان
2008-11-08, 15:06
بسم الله الرحمان الرحيم :

من خلال مقومات هذا الجيل وثوابته الأصلية ، تبلورت عناية الاسلام بالعنصر النفسي للفرد ، لأن الاصلاح النفسي للفرد هو القاعدة الأساسية لصلاحه وصلاح أمته ، وهو الدعامة الأولى لاستقامته وسعادته في الدارين ، اذ أن نفس الفرد مركبة - من حيث القوة والغلبة - من شقين:

شق فطري ايجابي أصيل : جبلت عليه فطرته على محبة الحق والخير ، ومستعدة لادراك معرفة الحقائق ، وتسعد بادراكها ، وتأسى على مخالفتها ، ولولا المعارض لبقيت على حالتها من السلامة والاستقامة ، فهي مقتضية لدين الاسلام ، ومستلزمة للاقرار بالخالق سبحانه ومحبته واخلاص الدين له ، قال ابن تيمية - رحمه الله - : " لقد أودع الله عزوجل في قلوب العباد من المعارف الفطرية الضرورية ما يفرقون به بين الحق والباطل ، وما يجعلها مستعدة لادراك الحقائق ومعرفتها ، ولولا ما في القلوب من هذا الاستعداد والتمكن لما أفاد النظر والاستدلال ولا البيان ، كما أنه سبحانه جعل الأبدان مستعدة للاغتذاء بالطعام والشراب ، ولولا هذا الاستعداد لما أمكن تغذيتها وتربيتها ، وكما أن في الأبدان قوة تفرق بين الغذاء الملائم والمنافي ، ففي القلوب قوة تفرق بين الحق والباطل أعظم من ذلك " .
وشق سلبي عارض على الفطرة التي قد تضعف ويخفت نورها فيعرض لها ما يغيرها ويحولها الى ملل الكفر والشرك بسبب مؤثرات خارجية كالطبائع الشريرة ، والبيئة السيئة التي يتربى فيها الانسان منذ صغره ، ففي الحديث : " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء " -أخرجه البخاري - ، أو بسبب نزغات شيطانية طائشة تميل به عن الجادة وتنحرف به عن سواء السبيل ، والى هذا المعنى يشير النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال :" اني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وانهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا " . - أخرجه مسلم -
فارتبط مصير الانسان في دنياه وآخرته برجحان أحد الشقين : شق الخير والتقوى ، أو شق الشر والفجور ، فمن طهر نفسه بطاعة الله ، وأصلحها من الأخلاق الدنيئة ، والرذائل فقد أفلح وربح ، ومن أخملها ودسها حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله فقد خاب وخسر ، وأصل هذا المعنى ، قوله تعالى : " ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها " ( سورة الشمس ) لذلك أرسل الله الرسل لتذكر النفس بوجوب المحافظة على طهارة فطرتها المتجلية في معرفة الله ومحبته والاخلاص له وايثاره على غيره ، وتنبهها عليه ، مع التفصيل والبيان ، وتعرفها الأسباب المعارضة لموجب الفطرة المانعة من اقتفاء أثرها ، كما حذرت من الاستسلام للنزغات الشيطانية والطبائع الشريرة الطارئة على النفس التي تضعف من عزمها ، وترمي بها في بؤر الضلال وساحات الهوى ، وتنحرف بها عن سواء السبيل فدعت الى تخليص الفطرة من كل ما قد يعكر صفاءها ويذهب نقاءها من الشوائب والعوالق المدنسة ، قال تعالى : " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ( سورة الروم ) قال ابن القيم - رحمه الله - : " وهكذا شأن الشرائع التي جاءت بها الرسل ، فانها أمر بمعروف ، ونهي عن منكر ، واباحة طيب ، وتحريم خبيث ، وأمر بعدل ، ونهي عن ظلم ، وهذا كله مركوز في الفطرة ، وكمال تفصيله وتبيينه موقوف على الرسل " .وعلى أساس معيير الهداية التي جاءت بها الرسل تقوم دعوة المصلحين الى توحيد الله رب العالمين وعبادته ومحبته والاخلاص له ، فهو أصل الدين ، ودعوة جميع الأنبياء والمرسلين ، وهو ركن الأعمال وشرط التمكين في الدنيا ، والنجاة في الآخرة ، وبه تتحد الأمة وتجتمع على امامها وقدوتها محمد صلى اللع عليه وآله وسلم ، فلا وحدة بدون توحيد ، ولا اجتماع بدون اتباع .......... وصلي اللهم وسلم على حبيبنا وقدوتنا المصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم

أم أشـرف
2008-11-19, 10:15
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا،أختــي.
سبحانه هو الذي أنشأ و هو الذي يشرّع!

طالب المعالي
2008-11-19, 16:48
http://img403.imageshack.us/img403/1927/6be1a18021jd0.gif

أم عدنان
2008-11-30, 12:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما أختي أم نايل وأخي عادل