المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحذر فريضة


HADIL146
2011-09-25, 19:03
الحذر فريضة !

عندما يتعلق الامر بالمصالح واسرائيل فلا أصدقاء لامريكا. ومسألة المصالح قد تكون مبررة لدولة مثل الولايات المتحدة تقيم علاقاتها مع الغير بعقلية الشركة وحسابات الارباح والخسائر، فيما تظل المبادئ والقيم مجرد شعارات للاستهلاك لاتجد طريقها للتصديق، الاعند هواة السياسة او اصحاب الارتباطات والهوى.

اما اسرائيل وارتباطها بامريكا او ارتباط امريكا بها، فتلك حكاية تمثل تاريخا كاملا نختار منه بعض الصفحات المخطوط فيها عن ما يتعلق باللحظات الفارقة في تاريخ الاردن.

يقول بعض هذا التاريخ انه: عندما كانت نذر الحرب تخيم على الشرق الاوسط في الاسابيع التي سبقت حرب حزيران، كان الدبلوماسيون الامريكيون في عمان ومن بينهم ريتشارد ميرفي، يجولون على كبار السياسيين الاردنيين لاقناعهم بضرورة التصالح مع عبد الناصر. وتبين بعد ذلك ان الهدف كان جر الاردن للاشتراك في الحرب التي يعرفون بالتنسيق الكامل مع الاسرائيليين الذين قرروا ان لا يكرروا تجربة العدوان الثلاثي مع ايزنهاور، يعرفون انها باتت وشيكة. وقد تحدث المغفور له الملك الحسين ورئيس الوزراء انذاك سعد جمعة وعدد من المسؤولين الاردنيين عن ان واشنطن تعمدت تضليل الاردن، وامتنعت عن تمرير اية معلومات له عن اتصالاتها مع اسرائيل خلال الشهورالحرجة التي سبقت الحرب، وتبين بعد ذلك ان واشنطن كانت تعرف توقيت العدوان وخطط اسرائيل لاحتلال الضفة الغربية وسيناء والجولان، بعد ان وافقت ادارة جونسون عليها لفرض شروط وجود اسرائيل بالقوة. كما امرت واشنطن قبل ستة ايام من الحرب باخرة تدعى «غرين لاند» محملة بالسلاح للاردن، بالتحول مع حمولتها الى اثيوبيا. اما بعد الحرب فامتنعت الصديقة امريكا عن تزويد الاردن بالسلاح لمدة عامين، ولم تستجب لبعض طلبات الاردن التسليحية الا عندما هدد باللجوء الى الاتحاد السوفياتي.

وقبل احداث عام سبعين بشهور ماطلت واشنطن في منح الاردن معونة مقررة. كما فتحت حوارا مع المنظمات المسلحة على اعتبار انها ستكون الطرف المنتصر.

واليوم ليس لدى واشنطن ما يمنع من اتخاذ مواقف مماثلة اذا كانت تحقق مصلحتها ومصلحة اسرائيل، وهو ما اشارت اليه وثائق ويكيليكس بوضوح. والمؤكد ان هذه المواقف لاتزال مستمرة في اطار المؤامرة الكبرى وليست الصفقة الكبرى. وليس سرا ان واشنطن تؤيد توطين اللاجئين وتساهم في ذلك. وتحاول توفير حوافز سياسية تؤدي في النهاية الى تحقيق الوطن البديل وفقا لمسميات متعددة مقابل التخلي عن حق العودة. فالمهم ان تجد واشنطن حلولا لقضية اللاجئين التي تسبب مشكلة لاسرائيل باي وسيلة كانت، وبغض النظر على حساب من سيكون هذا الحل. ولذلك فان المتحمسين في الداخل لهذا الحل، اصبحوا اصدقاء السفارة الامريكية في عمان، اومن متلقي التمويل المشبوه. فواشنطن وفقا لاعتقادهم هي وحدها وبالتعاون مع اسرائيل القادرة على تحقيق هذا الهدف. امريكا تتامر كما تامرت عبر التاريخ، ومهمتنا ان نفهم شعبيا ورسميا حقيقة ما يجري وما يطبخ على نار هادئة وبخطوات تدريجية مضللة، وان نحبط مبكرا ما يخطط لبلدنا في الخفاء. انها امريكا التي لم تتغير، فالحذر الحذر.

http://www.zwjte.com/s/media/images/9d529ad6f7.gif (http://www.zwjte.com/s/media/images/9d529ad6f7.gif)