تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ~ لديك ( 1 ) رِِسَالة لمْ تُقرأْ ! .~


وَدْقٌ مُـنْهَمـِرْ°
2011-09-25, 09:48






|| حَاشيَة جَانبيّة :
يومَ أغَاظني من قَلبي مَا أغاظ
حينَ اتّبعَ الهَوى , وسودَاء الضّلال
عَاتبتهُ مُؤنّباً , فعاتبني مُبرراً ...
فكَتبتُ لهُ رسالةً تَرِدُهُ علّه يقرَأها
فيَعْتَبِر ...










ف إلى قلبي والسّلام
لديك ( 1 ) رسالة لم تقرأ









رسالة :
إنّ قِطارَ الحيَاةِ الذي يَحملُنا
مُمتلئ بالكَثيرِ من الرسائل الواردة
والتي لم تُفتح بَعْد ... لو أمْكَننا فقط أن نتأملهَا .
دُروس وعِبَر أكتُبهَا خالصةً من قلبي إلى " قلبي " قبلَ قُلوبكم ,
بل كَتَبتُها فأسألُ الله لها نماءً في قلبي وحياةً
بقربكَ كمَا تُحبّ ربي وتَرضَى .








" أن تَضع على قائمة أولوياتك حبّه ...
ثمّ حينَ الشّدائدِ لا تُولّه لا تَرْعَه , لهُوَ حقاً أمر مُحزِن ! "




تأملتُ حَالَ الدّنيا فرأيتهَا دُنيا غَريبَة
وأعجبُ مَا وَجدتُ فيهَا , تلكَ المُضغَة التي لِصغرهَا قد لا نَكتَرِث لها ,
بينمَا أشارَ إليهَا حَبيبُنا المُصطَفى أن لوْ صَلُحت لصَلُحَ الجسد كلّه .



وأعْجَبُ ! ...
من قَلبِ إنْسَانِ يدّعي مَحبّة الله - وأوّلهم قلبي -
ثمّ عندَ الشّدائدِ يَنكشفُ الغِطَاء , ويَنْقشعُ السّيل عَن زبدِ الخِدَاعِ والرّيبْ
ربّما تَعَاظمَ الكذب على النّفسِ بمحبّتهِ حتى آلفته وصدّقته
قولاً مُجرداً من كلّ إحْسَاسٍ أو فِعل ,
أو رُبّما حَفظتُه حِفظاً دُونَ فهمٍ للمَعْنى .

وَدْقٌ مُـنْهَمـِرْ°
2011-09-25, 09:49
يا قلب :
" أن تَقُول أعلمُ ثمّ لا تُقدِمُ خُطوَة , لأنتَ تَجهلُ حقّاً !
وأنْ تَقُولَ أدري ثمّ تَرْجِعُ خُطوة لأنتَ أحمقُ فعلاً "





كم ادّعيتَ محبّة الله ...
وكُلّ جَنباتك تَمتلئُ , وتَنبِضُ بِه ,
تَدقّ نَواقيسَ المَحبّة شَرفاً تُعلنهَا لأوردةٍ قُلتَ يوماً بأنّها لَه !
ثمّ عِندَ أوّل ابتلاءٍ انْشَقت أوديَةُ الحُزنِ تَبتَلعُ الأخضرَ واليَابِس , وما به
تُولي شَطركَ لليأسِ وكأنّك نسيت أطيبَ كلامِه الذي مِنه :
" ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَحْمَةِ الله , إنّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ روُحِ الله إلا القَوْم الكَافرُون "
( يُوسف : 87 )

وَدْقٌ مُـنْهَمـِرْ°
2011-09-25, 09:50
كمْ تَدّعي مَحبّة الله ...
تُعلنُهَا أبداً في البيدَاءِ ... تَتَنفسهَا ضُلُوع !
ثمّ حينَ تُخيّرُ بينَ اثْنَيْنٍ مُتنَاقضين لا يَجتَمِعانِ في قلب مُؤمِن مَوجُوع
أصْعَبهما عليك أحبّهما إلى الله , تُغبرُ شعرَ رأسك تَختار ُالأيسَرَ - بل الأسْوَء -
خَوفَ المَشقّة التي تَرَاها إنّما - تتوهما - ورُبّما تَقُول وقتها أنّي لا أسْتَطيع !
وأنت الذي قالَ يَوماً ... يا ربُّ مَهما تَكالبَت عليّ الدّنيا سأكونُ كمَا تُريد .

وَدْقٌ مُـنْهَمـِرْ°
2011-09-25, 09:51
كم تدّعي مَحبةَ الله ...
تَملئُ أسمَاعك مِنْهَا , وتَشعرها تَتغلغلُ في شِريَانِ القَلب
ثمّ حينَ تَخلُو وَحيداً - ومَا خَلوتَ بل عَليكَ رَقيبُ - تُشبِعُ أوصالك مَعصيةً ,
والعَجبُ أنّكَ تَذكرُ أنّ الله حَسيبٌ من فوق , فتقُول ربّي غَفُور وتَمضي وكأنّ ذنباً
مَا كانَ في ذاكَ الدّرب !!

















كمْ تَدّعي يَا قلبُ محبّة ربكَ ...
وتَكتبهَا في صَبَاحاتِ يَومِكَ حَتى إذا آلَ المَسَاء
تَكُون قد اغْتَبتَ , وشَتَمتَ , وأسأت , وكَذبت , وظَلَمت ,
وَعَصَيْت , وسَببتَ , وأكلْتَ من الحقُوقِ مَا أكلتَ ...
وبعدَ هذا تَقُولُ ربّي وأنتَ لم تَتُب بعد !















كم تَدعي محبّة الله ...
تَشكُرهُ على أفضَالهِ ونَعمائهِ ,
ثمّ حينَ يَطْرُق بابكَ سَائلاً / مُحتاجاً / طَالباً ...
تَنهرهُ وتذمّه , وتَدْفَعُه عن بابكَ , تَشكُو الله منه !
والله الذي أعْطَاكَ يَومَ طَرقت أبوابه فقيراً , سَائِلاً , ودَائِماً مَا تَفعل يَقول :
" وأمّا السّائلَ فَلا تَنْهَر "
( الضّحَى : 10 )


















كم تَدّعي مَحبّةَ الله ...
تَسْألهُ صَلاحَ الذّرية وزِيادَتها ... ثمّ حينَ تُبتَلى بمَوتِ أحدِها
تَشقُّ الثِيَابَ صَارِخَاً , وَتَنُوحُ مُفرِطاً في الحُزنِ الحَلال , وَرُبّما غَفلت عَن
( يَا ربّي اخلفني في مُصيبَتي خيراً منْهَا ) والتي كُنتَ تَقولها يوماً
كَبلسمٍ لجُرحِ صَديقٍ فقدَ حَبيب !

وَدْقٌ مُـنْهَمـِرْ°
2011-09-25, 09:52
كَم تَدّعي مَحبةَ الله ...
تَلْهُو في مَتَاعِ الحياةِ الدّنيَا , ثمّ حينَ تُصابُ في نَفسك
تَنهالُ رجاءً , ودُعاءً , تَملئُ أنفَاسكَ أدعيةً كضمادٍ لنُدوبِ جُروحِ الرّوح
وتُوصيهَا بل تَعِدُ باريهَا اسْتقَامةً من بَعدِ شفاءٍ يَلُوح , حتى إذا أنعمَ عَليكَ وشَافاك
عُدتَ ضحيّةً لهَوى طَالمَا أغراكَ !


















وكَمْ تَدّعي مَحبةَ الله ...
تَنسَابُ رقْرَاقاً كأجملِ مَا يَكون بينَ رِفقتك , وزُملائِكَ , وأصحَابِكَ
كَريمٌ , عَطُوفٌ , حَنُونٌ... حَتى إذا جئتَ أهلكَ كشّرتَ عن أنيابِ الغَضبِ المَخزون ,
لا يُعجِبكَ العجب , وسيّدُ المُرسَلينَ يَقول :
" خَيرُكم خَيرُكم لأهله "























وَكم تَدّعي مَحبّتهُ ...
تَقُولُ أنْ لَو يَمنّ الله عليّ بكذَا ؛ لفعلتُ كذَا وَكَذا
حَتى إذَا أكرمكَ وأنعمَك , اسْتَخدَمتهَا فيمَا لا يُرضِي ربّكَ ,
وأعنتَ هَواكَ على رُوحٍ اسْتَوت منْ شدّة خَطَاياكَ !





















وكَم , وكَم , وكَمْ مِنْ هَذَا يَا قلبي ...
تَرْدُمكَ حيّاً غَافِلاً حتى تَندمُ في يَومٍ لا يَنفعُ فيهِ النّدم !
والحبرُ مُسترسلٌ لو شَاءَ ربّي , لكنّ الأنْفَاسَ خَجِلَت !
ضَاقَت منْ صَدرٍ يَبتلعُ قولاً لا يَفْعَل ,
اكْتَفت , اكْتَفت من أنْ تظلّ تَكذبُ لا تسْاَل !


وأعجبُ أن تَقول : أن في كُلّ مثقَالِ ذرّةٍ في قلبي مِنْ خَيرٍ لهَا وَزنٌ يومَ المِيعاد
( يومَ تلقَاه ) فلا تَقلَق !


وأقولُ لكَ يا قلبي : [ وهَل تتَحملُ نارَ جهنّمَ التي أوقدَت حتى اسودّت ؟
ونارُ الدّنيَا التي إنْ لامستكَ صَرختَ تَأوهاً تَشكُو الألم ؟! أوَ تتحَمل ؟! ]








والآن افْعَل مَا شِئْت !
[ رِسَالَة وَرَدتكَ لمْ تَقرأهَا بَعْد ]





فانْظُر يا قلبي في صُندوقِ وَاردك , قبلَ أن يَفيضَ زَحماً ويَردمك
( ولمَن شَاء ) أنْ يَخطّ رسائلَ لقلبهِ هنا فمِنْهَا نعتَبِر , وفيها رُوحٌ تَفتَخِر








































للأمانة الموضوع منقول

جزى الله كاتبته الفردوس الأعلى

وَدْقٌ مُـنْهَمـِرْ°
2011-09-26, 11:07
طوق الأزْهار اقلدكمُ اياه شكرا لكل من مرّ و حظر .

محمَّد أمينْ ~
2011-09-26, 11:22
السلام عليكم ~||


ما أعظمه من كتابــْ ~



كتابكـــ أختي الكريمة :



هو دعوة لنا جميعا ~


لمراسلة قلوبنا و مراجعة ذواتنا :


فجزاك الله عنا جزيل الجزاء و جعل هذا العمل الطيب في ميزان حسناتكـــ


غفر الله لنا و لكم

شهد حنان
2011-09-26, 12:24
اتمنى ان تصل تلك الرسالة الى قلوب الجمبع
جزاك الله خيرا
تحياتي

البتول سمية
2011-09-26, 13:15
رائع جدا ما نقلت

و جدير أن يصنف ضمن رسائلنا الخاصة

التي نحتاج لقراءتها و تمعن معانيها كلما ذاقت بنا الدنيا

بارك الله فيك على النقل الطيب

و جزا كاتبته كل خير و أثابها أحسن ثواب

دفء قلب
2011-09-27, 17:37
بوركـ فيكِ يا كريمــــــــــــه

هي تأملات للحظات

لحظة قول بأنّا تملكنا الاحزان ...نسيـــان نعمة وجود الرحمان بقلوبنا

لحظة غياب فعتاب لتلك النفس و إنّ لكلّ منّا كتاب و لنا حساب

ما فوق التراب تـــــــــــــــــــراب فلا نرتـــــــــــاب