المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزائر خارج التاريخ


souad571
2011-09-25, 06:33
هل تعيش الجزائر ''نهاية التاريخ''؟
25-09-2011 جعفر بن صالح

احتار علماء الاجتماع والسياسة أي شبكة تحليل يجب تطبيقها على الحالة الجزائرية، في خضم تسارع وتيرة التاريخ التي يشهدها العالم العربي والإسلامي على حد سواء. فهل استمرار نفس النظام لأكثر من قرن هو ''نهاية التاريخ'' بالنسبة للجزائريين، حسب مفهوم الفيلسوف الأمريكي فرانسيس فوكوياما؟ وهي نظرية يحاول النظام في الجزائر بكل ترسانته الدعائية تكريسها لتفادي الرحيل القصري والسماح بالتداول على السلطة، بإلغاء الطابع السياسي للاحتجاجات وإدراجها ضمن المطالب الاجتماعية البحتة، حسب نفس المنطق الديغولي باقتراح مشروع قسنطينة لجزائريين يكافحون من أجل التحرر.
ولن تتوانى السلطة، على غرار مشاركتها في منتدى دولي حول الإرهاب ومداخلة وزير الخارجية في الأمم المتحدة حول نفس المسألة، في توظيف بعبع الإرهاب لتخويف وتخوين كل من تسوّل له نفسه المطالبة بتغيير النظام أو رحيله، متناسية أن استمرار النظام الفاسد هو أكبر حاضن للآفات المذكورة. وبخصوص الجبهة الخارجية تحاول السلطة، حسب مبدأ ''أنا وبعدي الطوفان''، التسويق لفكرة أنها خير راع لمصالح القوى العظمى في شمال إفريقيا عن طريق تكثيف التنسيق الأمني وفتح خزائنها للشركات العالمية للظفر بالصفقات العمومية. ولتخدير العام الداخلي لا تتردد السلطة في استعمال نفس الوصفات ''كالأيادي الأجنبية والصهيونية'' المتربصة بالجزائر وبثورتها لتحويل الانتباه نحو أعداء افتراضيين، لتشتيت انتباه المواطن وثنيه عن محاسبة السلطة على تسييرها الكارثي للجزائر منذ نصف قرن. وحرصا منها على تلميع صورتها غالبا ما تلجأ لتقديم كبش فداء من المستحسن أن يكون من صغار الريع، على غرار تصريح مدير مركزي بوزارة العدل خلال يوم دراسي حول مكافحة الفساد: ''الجماعات المحلية هي أكبر القطاعات الموبوءة بالفساد''، بناء على القضايا المعالجة من قبل العدالة، بمعنى آخر ''الحوت الصغير''. لكن ما لن يتجرأ على قوله الموظف هو عدد القضايا المسكوت عنها التي تعطل حتى آلية تحريك الدعوى العمومية، خاصة في قطاعات الاستيراد والأشغال العمومية والصفقات الكبرى والتجهيزات والمضاربة في أملاك المؤسسات المحلة...الخبر