المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جناية الطرق الصوفية على الأمة الجزائرية حكايات مبارك الميلي في كتابه "الشرك ومظاهره"


مهاجر إلى الله
2008-11-07, 10:53
بسم الله الرحمن الرحيم

تذكرة لأولي الأبصار وتحذير وتذكير لمن علت أعينهم الغشاوة فينكرون ما يرون من الشركيات والضلالات....

قال الإمام الشيخ العلامة مبارك بن محمّد الميلي رحمه الله تعالى:


((الصوفي الجاهل مصدرُ الابتداع. فكلّ ما جاء في التّحذير من البدعة وصاحبها تحذيرٌ من تصوُّف هذا الزمان وشيوخه))
مبارك الميلي، الشرك ومظاهره ص295.



حكايات عن العامّة

أو

جناية الطُرُق الصوفية على الأمّة الجزائرية
مقتطفات من كتاب
"الشرك ومظاهره"
للعلامة السلفي

مبارك بن محمّد الميلي الجزائري

أمين مال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

رحمه الله تعالى


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المتقين وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد:
فهذا جمع مبارك مفيد-إن شاء الله- لكلام الشيخ الإمام العَلَم مؤرّخُ الجزائر العلامة مبارك بن محمّد الميلي -رحمه الله وقدّس ثراه- حول سوء أثر الطرق الصوفية على الشعب الجزائري الأبي انتقيتُها من كتابه الموسوعة ((رسالة الشرك ومظاهره)) وهو كتاب جدّ جدّ نافع بل هو من الكُتُب التي يرجعُ إليها العلماءُ قبل طلبة العلم، وقد قام مؤخرا الشيخ العلامة سعد الحُصين حفظه الله بتهذيبه فأخرجه في خير حلّة فجزاه الله خيرا.




قال الإمام الشيخ العلامة مبارك بن محمّد الميلي رحمه الله تعالى:

مكايد المعارضين:

لقد ثقل على من خفّت موازينه من الطرقيين والقبوريين والمرابطين نصح المشفقين وساءهم تحذير العلماء النّاصحين فكادوا لهم مع الحكومة (1) كي يوقعوهم في قبضتها.
فسامت الحكومة العلماء بالترغيب والترهيب وعاملتهم بالشدّة العملية واللين القولي، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ثمّ حاول أولائك المستاءون صرف العامّة عن علمائها فلم ينقبضوا عن لإرشاد. وأشدّ ما كانوا يثيرون عليهم الضجّات عند تفسير الآيات.

ضجّات للصدّ عن التفسير:

وأوّل ما شهدتُ من ذلك ضجّة مدرّس دولي بجامع سيدي عقبة قرب بسكرة. (2)
فقد حضرتُ سنة أربع وأربعين درسا للأستاذ عبد الحميد ابن باديس بذلك الجامع ونحن سفرٌ في تفسير أوائل سورة الأعراف فقام ذلك المدرّس رافعا صوته بعدم الفائدة في التفسير طالباً درساً في ((مختصر خليل)) (3) ولكن لم يجن من مصادمته للحقّ إلا المقتَ من الحاضرين.
ثمّ وقعت لي أمثالها مع أصحاب زاوية الهامل لمّا كنت آتي من الأغواط إلى أبي سعادة للوعظ ببعض مساجدها.
وحكاياتهم في هذا الباب مع بقية الأصحاب أكثر من أن يستوفيها كتاب.
وتلك عادة المعاندين لكلام ربّ العالمين: ((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون)). اهـ ((رسالة الشرك ومظاهره للإمام مبارك الميلي الجزائري رحمه الله تعالى، ص 37-38 شركة الشهاب/ الجزائر)
(1) أي الحكومة الفرنسية.
(2) إحدى ولايات الجنوب الشرقي الجزائري.
(3) من كتب الفقه المالكي.


نسبة العامّة علم الغيب لبعض النّاس:


والعوام ينسبون علم الغيب المطلق إلى من اتخذوهم أولياء، سواء سمّاهم الشرع أولياء، أو كهّانا، أو سحرة، أو مردة، أو مجانين، فيخشون في غيبتهم أن يطّلعوا على ما لا يرضونه منهم.
ويشدّون إليهم الرحال، استعلاما عن سرقة، أو استفتاء عن عاقبة حركة.
وبوادى القطن قرب ميلة شرقيها، كاهن اسمه ((سيدي مبارك)) يأتيه المستطلعون للغيب، من مئات الأميال، كسوق هراص وأراضي الحراكتة. ومات فقام ابنه مقامه، ولم يزل حيّا بل حيّةً على الجهّال.
ومثله كثيرون وإن اختلفت شهرتهم ضيقا واتّساعا.
وحدّثني ميليان (1)لم يزالا حيين ، قال أحدهما: كنت عند باش تارزي شيخ الطريقة الرحمانية (2) بقسنطينة اعلم (3) القرآن، وكنت فتى تدعوني نفسي إلى غشيان النّساء، فلم يكن يمنعني إلا خشية الشيخ أن يطّلع علي عن طريق الغيب !!!!!!!!!!

وقال الآخر: كنتُ ذا سوق في تاجنانت (4) من أرض أولاد عبد النّور، وبقربي اثنان يتنازعان، فحلف أحدهما للآخر بسيده عبد الرحمن بن حملاوي، شيخ من شيوخ الطريقة الرحمانية، قرب سقّان (5) فتغير وجه المحلوف له وأنكر على الحالف قائلا: أليس الشيخ عالما بما يجري الآن بيننا ؟ قال محدّثي: ظننته لأوّل سماع إنكاره أنّه ينهاه عن الحلف بالمخلوق، فإذا هو يكبره عن الحلف به ! ويشركه مع الله في غيبه.

والحكايات في مثل هذه الضلالات، ممّا لا تسعه المجلّدات.
فإنّ نسبة الغيب المطلق إلى الأولياء، ممّا شاع وذاع وملأ الحزن والقاع وهو شرك بإجماع، وإنّما حسّنه الجهل والقعود عن العلم، حتى فقد طلابه وتنوّعت عقباته وصعابه، ولم يبق من أهله إلا من يدعى فقه الفروع على قلّة، وجمود

الفقه الأكبر:

أمّا الفقه الأكبر بالتفقّه بالكتاب والسنّة وتصحيح العقائد، والأعمال عليهما، وأخذ المواعظ منهما، فقد انقطع منذ أزمان من وطننا حتى أحياه من ارتحلوا في طلبه، ممّن تكوّنت منهم جمعية العلماء فكانت بهم للوطن توبة. عملوا فيها بآية التوبة: ((فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون)) انتهى. (الشرك ومظاهره ص145-146)


(1) نسبة إلى مدينة ميلة بجوار مدينة قسنطينة في الشرق الجزائري.
(2) من أشهر الطرق الصوفية الخرافية في الشرق الجزائري.
(3) هكذا بالأصل ولعلّ الصواب: أتعلّم
(4) مدينة تاجنانت بجوار مدينة قسنطينة.
(5) قرية تسمّى سقّان.



التصرّف في الكون:


فقد حدّثني بقرية أبي سعادة من حضر مجلسا فيه كاهن سكّير، ممن يُعرَفون في العرف بالمرابطين، فطلب رجل من مرابطه ذلك ولدا ذكراً فأعطاه إيّاه، وعيّن له علامة تكون بجسمه عند الوضع، وقال له: إن وُضع بها فهو منّي، وإن خلا منها فهو من الله!!!!!.

ولهذه الطامّة أشباه ونظائر يعرفها من اختلط بالعامّة، وسمع أخبارهم مع أوليائهم، وقد كنتُ سنة أربع وأربعين مع فقيه ميلي بمقهى في قسنطينة، فقصّ علينا رجلٌ مصيبة أيس من السلامة منها، ثمّ حصل له الفرج، فعبّر عن خطورتها قائلا: ((لوما النّاس الصالحين ...)) فقال له صاحبي مُرشداً أو منكّتاً: ((وربي)) ؟
فأجابه: ((ربي والنّاس الصالحين))
فقال له: ((وربي وحده)) ! فلم يُجاره وقال له: ((هكذا سمعنا النّاس يقولون))!!!!!!!!!
. ((ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنّك أنت الوهّاب)). اهـ (الشرك ومظاهره ص134-135)


حكايتان عن المجاوي والونيسي

حدّثني تلميذ للشيخ عبد القادر المجاوي أنّ هذا الشيخ رأى ذات يوم بيده رسالة محمّد عبده في التوحيد، فانتهره لنظره فيها، وأغلظ له القول في مؤلّفها.
فأمهله هذا التلميذ ثمّ راجعه مرّة أخرى فيما سمع منه، فأثنى له على الشيخ محمّد عبده، واعتذر له عمّا أسمعه فيه أوّلا، بمجاراة العامّة التي كانت لذلك العهد لا تذكر بالشيخ عبده إلا الإلحاد، والإفساد في الدين.
وحدّثني آخر عمّن حضر ((زردة)) بكدية عاتي، من مدينة قسنطينة مع الشيخين عبد القادر المجاوي وحمدان الونيسي، أنّهم كانوا في بيت كتّان نسمّيه القيطون (1) فقام أحدهم متلهّفاً أن يفوته طعام الزردة وبركتها.
فقال له الشيخ حمدان: أيّ بركة فيها، إننّ طعامها حرام، ومجيئنا إليها حرام.

هذان الشيخان هما من شيوخ شيوخنا، وهما أشهر شيوخ الجزائر لعهدهما، ومن هاتين الحكايتين عنهما نرى كيف يضيع الدين وينمو المنكر.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنّه قال: ((إذا التمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقّه لغير الدّين، ظهرت البدع)). رواه ابن وضّاح في رسالة البدع والنّهي عنها (ص39)
ولقد نصح من قال:
ولدتك، إذ ولدتك، أمّك باكيا *** والقوم حولك، يضحكون سرورا
فاعمل ليوم تكون فيه إذا بكوا *** في يوم موتك، ضاحكا مسرورا .اهـ
(الشرك ومظاهره ص 58-59)
(1) أي: خيمة.



الوليُّ عند العامّة وعقيدتهم فيه:

أمّا الولي عند النّاس اليوم فهو إمّا من انتصب للإذن بالأوراد الطرقية ولو كان في جهله بدينه مساويا بحماره.
وإما من اشتهر بالكهانة وسموه حسب اصطلاحهم ((مرابطاً)) ولو تجاهر بترك الصلاة، وأعلن شرب المسكرات.
وإمّا من انتمى إلى مشهور بالولاية ولو كان إباحيّاً لا يُحرّمُ حراماً.
وحق هؤلاء الأولياء على النّاس الجزم بولايتهم، وعدم التوقّف في دخولهم الجنّة، ثمّ الطاعة العمياء ولو في معصية الله، وبذل المال لهم ولو أخلّ بحق زوجته وصبيّته، والثقة بهم ولو خلوا بالخرد العين.
وبعد فهم المطلوبون في كلّ شدّة، ولكل محتم بهم عدّة.
وهم حماة للأشخاص وللقرى والمدن، كبيرها، وصغيرها، حاضرها وباديها.
فما من قرية بلغت ما بلغت في البداوة أو الحضارة، إلا ولها ولي تُنسبُ إليه، فيُقال سيدي فلان هو مولى البلد الفلاني.
ويجب عند هؤلاء النّاس أن يكون علماء الدين خَدَمَةً لهؤلاء الأولياء، مقرّين لأعمالهم وأحوالهم، غير منكرين لشيء منها، وإلا أوذوا بضروب السُباب، ومُستقبح الألقاب، وسلبوا الثقة بعلمهم، ووشى بهم إلى الحكّام. وذلك حظّ الدعاة إلى السنّة من مبتدعي هذه الأمّة. اهـ
(الشرك ومظاهره ص 122-123)


العبيدي الميلي:


ولقد أدركتُ بميلة جيلا كلّهُ إعجاب برجل يدعونه ((العبيدي)) وينقلون في مجالسهم أحاديث تصرّفه في الجنون فهذا يقول أخرجه من فلانة وسجنه في زجاجة، وذلك يحدّثك عن إحراقه وتصاعد دخانه، وآخر يروي لك توبيخه لهم وتهديده إياهم.
فهذا الحكيم ((العبيدي)) بميلة يكاد يحظى حظوة ذلك ((الحاكم)) العبيدي الميلي في صنعته وإن كان دون شُهرته وكُنتُ أتمنّى أن يُطلعني شيخي على هذا السرّ فحفظني الله من ذلك الشرّ. اهـ (الشرك ومظاهره ص 163-164)



صفة العزيمة اليوم:

وصفة العزيمة اليوم عندنا اليوم أن يقرأ القارئ على من يظنّ به مسّ الجنّ بسورة الجنّ غالبا وبيده فتيلة قد أحرق رأسها، يكوي بها أنف المُصاب وقد يدخن له ببخور وقد يكتب له ممّا هو مدوّن في نحو ((شمس المعارف)) (1).
وأكثر من يدّعي الصرع بالجنّ النّساء وأكثرهنّ فاجرات، يتّخذن الصرع وسيلة إلى أهوائهنّ في المعروفين بالعزائم.
فترى المعزم يتلوا القرآن بلسانه ويهوي إلى مسّ الصريعة بأركانه ويتحرّق لبلوغ أمنيته منها بجنانه.
فهو كالجزّار فينا ***** يذكر الله َ ويذبح


** يتبع إن شاء الله **

ابو إبراهيم
2008-11-10, 09:28
موفق ان شاء الله اخي مهاجر الى الله
-- ابو ابراهيم --

مهاجر إلى الله
2008-11-13, 20:38
مفاسد أصحاب الرقية والعزيمة:



قد احترف أناسٌ -ممّا أصيبوا في مروءتهم بالإفلاس- الرقية بكلّ ما ليس بمشروع والعزيمة بما في نحو كتاب ((الرحمة)) (2) على كلّ مصروع، وأحدثوا في ذلك الأحداث وأرخوا الستائر دون الحرائر والأحداث، وهم بين منحلّ جملة من الدّين ومصرّ على الحرام المهين ولهم قبول عند ضعفة العقول، يزيّن لهم تلك الحال ويُغريهم بالمُضيّ في هذا الضلال: ((يا أيّها الذبن آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وَقودها النّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون)). اهـ (الشرك ومظاهره ص 171-172)

(1) و (2) من كتب الصوفية في السحر والشعودة.






مفاسد الإنتصاب للدعاء:



وقد وُجد في عصرنا من الطرقيين والمرابطين من ينتصب للدعاء ويصرّح بكونه واسطة بين الله وخلقه في جلب المحبوب ودفع المكروه، فإذا رضي عن أحد ضمن له ما يشتهي من حاجات من الدنيا ونعيم الآخرة، وإذا غضب عن آخر توعده بحلول النّقمة، ورضاه وغضبه تابعان لمطامعه فيما في أيدي النّاس.
ورأينا من الجهّال المعتقدين في لصوص الدّين هؤلاء من يبذل فوق طاقته طلبا لرضاهم عنه وفوزه بدعوة منهم له، ويشتري ما ينتسب إليهم من شمع وبخور مزايدة بأرفع الأثمان ليقوم ذلك الشيء المُشترى مقام دعوة صاحبه.
ففي الإنتصاب للدعاء وسؤاله ذريعة إلى الشرك والعياذ بالله.
(الشرك ومظاهره 191-192)






فشو دعاء غير الله:



ولقد فشا في المسلمين دعاء غير الله على شدّة إنكار كتابهم له وتحذير نبيّهم منه، حتى صار الجهلة ومن قرُب منهم يؤثرون على دعاء الله وحده.
والإستشهاد لذلك بالحكايات عنهم واستيعابها ممل معجز، فلنقتصر على حكاية واحدة.






الحكاية العاشورية ؟؟؟



ففي سنة سبع وأربعين، قُتل شيخنا محمّد الميلي رحمه الله، فأتيت من الأغواط (1). وجاء للتعزية الشيخ عاشور صاحب ((منار الأشراف)) وملقب نفسه ((كليب الهامل))، والهامل قرية بالحضنة قرب أبي سعادة بها زاوية كانت تمدّه بالمال.
فحضرتُ مجلسهُ ولم أشعره بحضوري إذ كان قد اجتمع عليه العمى والصمم. وذلك لئلا يحترز في حديثه أو نقع في حديث غير مناسب للمقام.
سمعت في ذلك المجلس بأذني ((كليب الهامل)) يحكي مناقضا لدعوة الإصلاح التي اشتهرت يومئذ، أنّ شيخا من شيوخ الطرق الصوفية كان مع مريديه في سفينة فهاج بهم البحر وعلت أمواجه، فلجأوا جميعا إلى الله يسألون الفرج والسلامة.
وكان الشيخ منفردا في غرفة يدعو فلم تنفرج الأزمة، وعادته أن لا يبطأ عليه بالإجابة، فوقع في روعه أنّه أتي من قبل أتباعه. لا لنقص فيه يوجب هذا الإعراض عنه.
فخرج على أتباعه مغضبا يقول: ((ماذا صنعتم في هذه الشدّة ؟)) فقالوا: ((دعونا الله مخلصين له الدّين بلسان المضطرّين)) إشارة لقوله تعالى: ((أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)) فنكّر عليهم اللجوء إلى الله مباشرة ووبخهم عليه وعرّفهم أنّ ذلك هو الحائل دون استجابة دعائه، وأنذرهم عاقبة استمرارهم على التوجّه إلى ربّهم، وأنّه الغرق وعلّمهم أنّ واجبهم هو التوجّه إليه وسؤاله ثمّ هو وحده يتوجّه إلى الله، فتابوا من دعاء الموحدين وامتثلوا تعليم الشيخ المخالف لتعليم ربّ العالمين. وعاد الشيخ إلى غرفته يدعو متوسطا بين الله وبين مريديه، فانكشفت الغمّة وسلمت السفينة، وحمد الشيخ ثقته بنفسه وفقهه سرّ البطء عن استجابة دعائه، وتفقيهه لأتباعه سرّ النّجاة وصرفهم إلى الثقة به عن الثقة بالله.
هذا معنى ما سمعته من كليب الهامل، ولم أقيّد الحكاية حين السماع حتى أؤدّيها بلفظها وأصوّرها بنصّها، ولم يسعني وأنا في مقام التحذير من الشرك اجتناب إدراج ما ينافي غرض الحاكي في الحكاية حتى تتم ثمّ أعلّق عليها، لئلا يعلق بذهن القارئ شيء من الشرك ولو إلى حين، ولم أميّز المدرج في الحكاية، لأنّه لا يخفى على العارف بحال المعارضين لدعاة الإصلاح الديني.
يستدل الشيخ عاشور وأتباعه بأمثال هذه الحكاية على لزوم التعلّق بشيوخ الزوايا وتوسيطهم بين العباد وربّهم، ناسخين بها نصوص الشريعة الكثيرة المحكمة وتتلقّفها منهم العامّة بقلوبها وتتمسّك بها في الاحتجاج لإيثار دعاء غير الله، وتعتقد أنّ ذلك أليقُ بحالها من أن تُخاطب بنفسها أرحم الراحمين، سنّة المشركين من قديم كما تقدّم عن الكلدانيين.




** يتبع إن شاء الله **

69AZIZ
2009-07-11, 16:23
السلام عليكم اشكرك على الموضوع اطلب منك توضيح عن شكل الصراع الدائر بين الحركة الاصلاحية والطرق الصوفية

الأخ سعيد
2009-09-08, 16:05
بارك الله فيك...أنا أبحث عن كتاب يبين بالدليل ضلالات الصوفيين و الطرقيين في الجزائر إن أمكن أخي الكريم



http://img40.imageshack.us/img40/9127/fjhf.png

rachidh
2009-09-08, 18:50
وفق الله صاجب المقال الى ما يحبه الله ويرضاه لنا وللاخوة المشاركين

حماني العكلاف
2010-11-20, 20:05
بسم الله الرحمان الرحيم هل كل الطرق جنت غلى الشعب الجزائري كما تقول اريد ردا من فضللك