تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثمرات الثورات العربية


الحارث
2011-09-23, 21:12
بسم الله الرحمن الرحيم

ثورات الحرية والعزة والكرامة التي قامت في بعض البلاد العربية , والتي وقف العالم أمام مشاهدها مشدوهاً ومبهوراً وكانت مثار إعجاب واحترام لما كانت عليه من وعي وتحضر , وبخاصة من جيل الشباب الذين كان يُعتقد أنهم لا يهتمون بما يدور حولهم من قضايا الفساد , ومن أنظمة الحكم الديكتاتورية التي تحكمت في البلاد والعباد , وهذه الثورات كانت لها إنجازات وثمرات سيظل هذا الجيل والأجيال القادمة يقطفون ثمارها وينهلون من معينها , ومن هذه الثمرات ومن تلك الإنجازات أنها :

1- كشفت عن الوجه الحقيقي للأنظمة المستبدة : فقد كشفت هذه الثورات عن الوجه الحقيقي المخادع للأنظمة المستبدة التي لم يكن يهمها سوى ما فيه مصالحها الشخصية , وسوى الكراسي التي يجلس عليها هؤلاء الحكام الذين خدعوا شعوبهم كثيرا بإدعائهم الحرية والديمقراطية والتنمية , وأنهم يسعون ليل نهار في مصلحة شعوبهم وفي التخفيف عن كاهل الفقراء والمحتاجين , ولكنهم في حقيقة الأمر كانوا يسعون في كنز الأموال وجمع الثروات وعقد الصفقات , وهم في سبيل ذلك على استعداد تام لبيع ضمائرهم والتخلي عن مبادئهم بل وقتل شعوبهم وكل من يقف في تحقيق أغراضهم , وقل لي بربك أي رئيس هذا الذي يقتل شعبه ويجترئ على سفك دمه دون وازع من ضمير أو رادع من دين سوى أنه يريد الخلود على كرسي الحكم , وقل بربك أي رئيس هذا الذي يستأجر البلطجية والمرتزقة لإبادة شعبه الذي يطالبه بشيء من الحرية , ولكم سمعت الشعوب تغني هؤلاء بالحرية والديمقراطية والإصلاح , وقد وضح أن ذلك كله كان زيفاً وادعاء وتدليساً على الشعوب .

2- أظهرت زيف الإعلام الرسمي واستخفافه بعقول الناس : فلقد أظهرت هذه الثورات زيف الإعلام الرسمي والمسيس والذي ظل السنين الطوال يستخف بعقول الناس ويخدرهم , بل ويجعلهم عبيداً لتلك الأنظمة الفاسدة إضافة إلى دوره في تضليل الناس وإشغالهم بقضايا تافهة بعيداً عن التثقيف الحقيقي وخلق أجيال تفهم قضاياها الكبرى وتدرك معاني التقدم والإبداع ,فلم يشغل هذا الإعلام عقول الناس إلا بقضايا الفن والرياضة والبحث عن لقمة العيش, ولله در الشاعر الذي قال :
الملايين على الجوع تنام ،
وعلى الخوف تنام ،
وعلى الصمت تنام ،
والملايين التي تصرف من جيب النيام ،
تتهاوى فوقهم سيل بنادق ،
ومشانق ،
وقرارات اتهام.
ولقد ظهر دور هذا الإعلام بجلاء إبان الأيام الأولى للثورات فقد كان يسير في واد والناس تسير في واد آخر وذلك ما جعل الناس تنصرف عن هذا الإعلام وتبحث عن الأخبار الحقيقية في وسائل الإعلام الأخرى , وسقطت بعد نجاح الثورات كل الأقنعة التي كان يلبسها بعض المنافقين والمزيفين ممن اتخذتهم السلطة أدوات لتضليل الناس بل وفي غالب الأحيان سيوفا تسلط على رقاب من يعارض النظام .

3- أيقظت الشعوب العربية من سباتها وأكدت إرادتها وقدرتها على التغيير : ومن أهم ثمرات هذه الثورات أنها أيقظت الشعوب من سباتها ومن رقدتها التي طالت وقد كان يُعتقد أن الشعوب قد استسلمت ودب اليأس من الإصلاح والتغيير في أوصالها , بل كان يُدعى أنها قد ماتت ولم تعد فيها حركة أو حياة تنبض بالتحرر والانطلاق , فمن منا كان يصدق أن تلك الأنظمة سوف تتهاوي بهذه السهولة ما بين عشية وضحاها ؟ . ومن منا كان يحلم أن تلك الأنظمة كانت هشة وخاوية من الداخل لهذا الحد الذي رأيناها في تونس ومصر ؟ . ومن منا كان يصدق أن دعوات الشباب الذي كان الجميع يتهمه بالسلبية والهامشية سوف تلقى قبولا لدى الجميع وسوف يتفاعل معها جموع الناس ؟ .ولكن الله تعالى أراد خيراً بهذه الشعوب , وأراد لها أن تتغير من داخلها مصداقاً لقوله سبحانه : \" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (11) سورة الرعد , فلقد استجاب القدر لتلك الإرادة القوية.
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة * * * فلا بدَّ أن يسجيبَ القدرْ
ولا بد لليل أن ينجلي * * * ولا بد للقيد أن ينكسرْ
4- غربلت الأحزاب السياسية والجماعات الدينية وأبانت صورتها الحقيقية : ومن إنجازات هذه الثورات أنها غربلت ونخلت جميع الأحزاب والجماعات الدينية , فقد ظهر إبان الثورات وبعدها من خلال المناقشات والحوارات والمناظرات اتجاه كل حزب وغرض كل جماعة , وتبين للناس من سعى إلى مصلحته الشخصية واكتساب منافع خاصة له , وتحقيق صدارة وزعامة لجماعته وحزبه , ومن سعى لما فيه مصلحة وطنه وخير أمته ,فمعادن الرجال الحقيقية لا تظهر إلا في وقت الشدائد والأزمات , ولله در من قال :
جزى الله الشدائد كل خير * * * عرفت بها عدوي من صديقي
فهناك من الأحزاب والجماعات من كان يخدع الناس بالشعارات الزائفة والخطب الرنانة الرائقة والكلام الجميل المعسول , ولكن كما قيل في الحكمة العربية :
سَوْفَ تَرَىَ وَيَنْجَلِي الغُبَارُ * * * أَفَرَسٌ تَحْتَكَ أَمْ حِمَارُ

5- أبانت حقيقة الدول الغربية التي لا تسعى إلا لمصالحها فقط : أبانت الثورات العربية حقيقية الدول العربية التي لم تسع يوماً إلا لما فيه مصلحتها على الرغم من شعارات الحرية والديمقراطية التي تنادي بها ليل نهار , وتخدع بها الشعوب المغلوبة المستكينة , ولكن مما وضح للناس أن هذه الدول لا تخاف إلا على مصالحها فقط ولا تعمل إلا لحماية تلك المصالح , ويؤكد ذلك مواقفها المتباينة من الثورات العربية , ففي الثورتين التونسية والمصرية وقفت هذه الدول في البداية مع أنظمة الحكم ولكن موقف من يمسك العصا من الوسط , ولما نجحت الثورة التونسية ثم المصرية تغير الوضع تماماً , وتخلت تلك الدول عن كل من الرئيس التونسي والرئيس المصري , والعجيب أن الأمر قد اختلف في الثورة الليبية والثورة اليمنية والثورة السورية , ففي الثورة الليبية أيدت تلك الدول الثوار وحركت الطائرات لمساندتهم وهي بذلك تحمى مصالحها وأطماعها في النفط الليبي على خلاف ما فعلت مع الثورة اليمنية فلم تحرك ساكناً ووقفت موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيها لعدم وجود النفط في اليمن كما يوجد في ليبيا , وكذا الأمر مع الثورة السورية فهي تدين القمع تارة وتقف صامتة تارة أخرى حتى يتضح لها أين توجد المصلحة ؟ .
ولقد تشكف للناس حقيقية تلك الدول وما تسعى إليه , ولم تعد الشعوب العربية تُخدع كما كانت تُخدع من قبل.
وهكذا تتوالى الدروس والثمرات من هذه الثورات .

le fugitif
2011-09-24, 07:48
شكرا لك موضوع جيد وتحليل منطقي

مصطفى قاسمي
2011-09-24, 11:06
السلام عليكم

جل مواضيعك لم تتكلم على النهي من الإقتراب من الحاكم

وماكان صلى الله عليه وسلم يحذرنا فهو يدرك تمام الإدراك على ان

الفتنة اذا حلت ببلد لن تسلم منها الأنفس ولا حتى النعم

وانت تتكلم عن سفك الدماء وما يفعل الحكام

فوالله لو تحرك اهل مكة لا يكون حاكمها اقل رحمة ممن يليه

اخي كلامك كالصراب يحسبه الضمأن ماء

اين هي هذ ه الثورات وهل تصدق من يحمل المصحف بيد والصليب بيد

هو من يرفع من شأن الأمة ياأخي مازال الأمر فيه لبس من يحكم

ومن يتصدر هذه الجحافل طليقة العنان اضنك تقول لي البردعي

وعمر موسى الشلبي الثاني في ليبيا او شبه المالكي في تونس

والله اخي اخطؤوا الطريق ولم يحكموا كتاب الله وسنة نبيه
ا
واضنهم لن يكونوا خير خلف لخير سلف مادام الأمر من ولي الأمر



الغرب يخرج من الباب ويدخل من النافذة سلام

الحارث
2011-09-24, 11:27
السلام عليكم

جل مواضيعك لم تتكلم على النهي من الإقتراب من الحاكم

وماكان صلى الله عليه وسلم يحذنا فهو يدرك تمام الإدراك على ان

افتنة اذا حلت ببلد لن تسلم منها الأنفس ولا حتى النعم

ونت تتكلم سفك الدماء وما يفعلون الحكام

فوالله لو تحرك اهل مكة لا يكون حاكمها اقل رحمة ممن يليه

اخي كلامك كالصراب يحسبه الضمأن ماء

اين هي هذ الثورات وهل تصدق من يحمل المصحف بيد والصليب بيد

هو من يرفع من شأن الأمة ياأخي مازال الأمر فيه لبس من يحكم

ومن يتصدر هذه الجحافل طليقة العنان اضنك تقول لي البردعي

وعمر موسى االشلبي الثاني في ليبيا او شبه المالكي في تونس

والله اخي اخطأؤا الطريق ولم يحكموا كتاب الله وسنة نبيه

واضنهم لن يكونوا خير خلف لخير سلف مادام الأمر من ولي الأمر



الغرب يخرج من الباب ويدخل من النافذة سلام



يا اخي الكريم بارك الله فيك لو تاملت في الموضوع جيدا انه لم يتطرق الى الاحكام الشرعية او اللا الدين اصلا فهذا التحليل منطقي من حيث الواقع فهذه ابلانضمة التي استبدت لسنين وكل سنة تشتري السلاح وتجري مناورات مع اسيادها وباعت للغرب كل غالي ونفيس على حساب الشعب تخلا عنها اسيادها الواحد تلى والاخر ولم تستعمل السلاح الا في صدور ابنائها هذا اولا باختصار
ثانيا : هات موضوع واحد فيه انا قلت باخروج على الحكام لا تتهمني اخي انا اقول دائما نعم للطاعة بالمعروف ونعم بكمطالب مشروعة بطرق مشروعة كالكتابة او غير ذلك وان لم يستجب فالخروج الى الشارع في مضاهرات سلمية مشروعة حتى من طرف الانضمة يبين فيها الشعب للسلطات انه بحاجة الى مطالب ما

وعلى ما اضن انك اليوم اغلبية الجزائريين يتعذرون للرئيس بانه صالح وان بطانته من حكومة وادارة هي من تسعى للفساد في الارض فان كان عذرهم هذا صحيح واتمنى ان يكون كذلك فأذن الرئيس لا يعلم ماذا يجري لشعبه من فساد ومحسوبية وارهاب في الادارة اذن نخرج اولا لنبين للرئيس الن هذه الارقام التي ترفع اليه مجرد اكاذيب وان الشعب بعيد كل البعد عن هذه الارقام ثانيانضغط على الحكومة من اجل اصلاحات حقيقية ملموسة

ثالثا اخي اما بالنسبة للثورات العربية فلا تحكم عليها اليوم اخي الفاضل فمرحلة البناء اخطر واصعب من مرحلة الهدم هل تنتضر ان بمجرد سقوط النضام معناه انتهى الفساد يا اخي انت تعلم عندما ثارت الشعوب الاوربية على الكنيسة في اوربا اناذاك بقيت اوربا اكثر من 8 سنوات وهي مشتعلة بعدها لم استقر الامر وذهبت المحسوبية والطائفية و شتى انواع الارهاب خاصة الارهاب الاداري والرشوة انطلق الفكر وتوكيل الامور الى اصحابها انضر ماذا فعلت اوربا وماذا قدمت

وانا يا سيدي ارى ان الدولة المدنية ستكون ارضا خصبة للدولة الاسلامية

مصطفى قاسمي
2011-09-24, 12:19
مرحلة البناء اخطر واصعب من مرحلة الهدم

وهذه المصيبة الكبرى معناها ننتضر حتى يرث الله الأرض وما عليها

اعطيك مثال اخي الكريم

انضر الى المانيا سيدت العالم

كيف رجعت من تحت الأنقاض

وكيف اصبحت دولة عضيمة في زمن قليل

ونحن بعد 50 سنة لم نتمكن حتى ثقب ابرة

وهذا الجيل صنيعة ذاك الجيل

اخي هذه الجيل مختص في ارقص في الشوارع والجلوس في المقاهي

بل يضلون يتغنون بهذه الثورات طيلة عقود كما فعل اباؤهم

منذ خرج الإستعمار الفرنسي من بلادنا

واتمنى من الله ان تكون انت اقرب مني للصوب

انا حقيقة لم اعد اثق في اي شئ

نسأل الله العافية لنا ولكم ولي جميع المسلمين

شهد حنان
2011-09-24, 13:02
السلام عليكم

من وجهة نظري اننا لا نستطيع ان نتحدث عن ثمرات الثورات العربية
الا بعد مرور فترة زمنية فالايام كفيلة بالكشف عن كثير من الاشياء
فلا يجب ان تخدعنا حفاوة النصر لا ن النتائج لم تظهر بعد
وهم في مرحلة البناء وهي مرحلة صعبة كثيرة
لان في هذه المرحلة لابد من تفادي جميع الاخطاء السابقة عندها سنتحدث عن الثمرات الحقيقية للثورة
شكرا لك

الحارث
2011-09-25, 18:09
السلام عليكم

من وجهة نظري اننا لا نستطيع ان نتحدث عن ثمرات الثورات العربية
الا بعد مرور فترة زمنية فالايام كفيلة بالكشف عن كثير من الاشياء
فلا يجب ان تخدعنا حفاوة النصر لا ن النتائج لم تظهر بعد
وهم في مرحلة البناء وهي مرحلة صعبة كثيرة
لان في هذه المرحلة لابد من تفادي جميع الاخطاء السابقة عندها سنتحدث عن الثمرات الحقيقية للثورة
شكرا لك


بارك الله فيك اختنا الكريمة

فلماذا نعطي الحكومات والسلطات فرصة للبدا والاصلاح مع اننا لم نرى منهم اي اصلاح منذ عقود ونعتذر لهم ان الاصلاح يكون بالتدرج ومثال سلطتنا بعد مرور 12 سنة من الحكم يقولون بدانا اليوم الاصلاح هل باداتم ام انتهيتم

اذا لما لا نعطي فرصة للشعوب بعدما انهكتهم الثورات نعكطيهم فرصة حتى يختارو قيادتهم بانفسهم بعدها لكل مقام مقال