المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضباط فرنسا سبب مقتل العقيد


tarek1987
2011-09-23, 14:43
ما رأيكم في بعض الحقائق التاريخية من مذكرات العقيد الطاهر زبيري http://http://images1.djazairess.com/echchaab/1896
عن أسباب وظروف مقتل أصغر عقيد عرفته الجزائر وربما العالم العقيد شعباني
http://www.echoroukonline.com/ara/thumbnail.php?file=national/colonel_chaabani_990611729.jpg&size=article_small
السبب ضباط فرنسا وبعد نظر العقيد الصغير في السن الكبير في الرؤى الإستراتيجية
وهل في رأيكم تحققت نبوأته حول ضباط فرنسا المتغلغلين في الجيش أنذاك وخطورتهم على الجزائر وجيشها في خلافاته مع المرحوم بومدين
سلام

جزائري لا يقبل الذل
2011-09-23, 19:17
شكرا جزيلا للأخ كاتب الموضوع

هناك معلومات جديدة و مثيرة لم أكن على علم بها و هي:

- أن المستشار الحالي لرئيس الجمهورية و الملقب ب: مخ الجيش الجنرال محمد تواتي من ضباط فرنسا و شارك في مسرحية محاكمة العقيد شعباني رحمه الله و اعدامه

- الرئيس بومدين ارتكب خطأ قاتلا لما أسند تأطير الجيش الجزائري لضباط فرنسا عوض ضباط أجانب بحجة حماية الأسرار العسكرية و نسي الرئيس بومدين أن ضباط فرنسا ينقلون كل أسرار الجيش الى فرنسا و لو جيئ بضباط مصريين أو سوريين أو حتى روس او صينيين لكان ذلك أفضل و لو كان قد جنّب الجزائر و الشعب الجزائري الويلات التي عاشها على يد هؤلاء الضباط الموالين لفرنسا .

- دهاء الرئيس بومدين و قدرته على التلاعب بالآخرين و توجيه الاحداث لمصلحته و تجلى ذلك جليا في الإيقاع بين بن بلة و شعباني حتى يقضي أحدهما على الآخر ليقضي هو على بن بله فيما بعد .

و لي عودة مرة أخرى انشاء الله لمناقشة الموضوع

Like An Angel
2011-09-23, 19:26
أين نشرت المذكرات يا أخي ؟

tarek1987
2011-09-23, 19:30
أين نشرت المذكرات يا أخي ؟

نشرت بعض المقتطفات من مذكرات العقيد الزبيري في جريدة الشروق اليوم
شلام

tarek1987
2011-09-23, 19:36
شكرا جزيلا للأخ كاتب الموضوع

هناك معلومات لجديدة و مثيرة لم أكن على علم بها و هي:

- أن المستشار الحالي لرئيس الجمهورية و الملقب ب: مخ الجيش الجنرال محمد تواتي من ضباط فرنسا و شارك في مسرحية محاكمة العقيد شعباني رحمه الله و اعدامه
- الرئيس بومدين ارتكب خطأ قاتلا لما أسند تأطير الجيش الجزائري لضباط فرنسا عوض ضباط أجانب بحجة حماية الأسرار العسكرية و نسي الرئيس بومدين أن ضباط فرنسا ينقلون كل أسرار الجيش الى فرنسا و لو جيئ بضباط مصريين أو سوريين أو حتى روس او صينيين لكان ذلك أفضل و لو كان قد جنّب الجزائر و الشعب الجزائري الويلات التي عاشها على يد هؤلاء الضباط الموالين لفرنسا .
- دهاء الرئيس بومدين و قدرته على التلاعب بالآخرين و توجيه الاحداث لمصلحته و تجلى ذلك جليا في الإيقاع بين بن بلة و شعباني حتى يقضي أحدهما على الآخر ليقضي هو على بن بله فيما بعد .

و لي عودة مرة أخرى انشاء الله لمناقشة الموضوع

كلامك صحيح أخي الفاضل
كانت هناك أزمة داخل الجيش حول مصير الضباط الذين خدموا للجيش الفرنسي وضرورة وإخراجهم وتسريحهم ونظرت العقيد شعباني كانت في محلها حيث كل الضباط الذين خدموا في جيش فرنسا أصبحوا قيادات للجيش.
والمثير للإنتباه أنه لم تصل قيادة واحدة للهرم بل مجموعة كبيرة منهم وللأسف هي كانت طرف في مشكلة العشرية السوداء والقائمة معروفة.
وشجاعة العقيد الطاهر زبيري يحسد عليها لانه تعرض لحقائق تاريخية مثيرة وخطيرة لجنرالات منهم من لا يزال في الحكم ومنهم المقرب من المؤسسة العسكرية .
على كل الاستناج العام ان التاريخ الذي درس لنا لم يكن يحمل كل الحقائق
مشكور للمرور
سلام

الحوتي التلمساني
2011-09-23, 19:58
السلام عليكم
و ليس العقيد الزبيري من يوثق بكلامه .. فلا يكاد يكون محتلفا عن بن بلة و بومدين و غيرهمااا

bmokhtar
2011-09-23, 20:04
شكرا جزيلا للأخ كاتب الموضوع

هناك معلومات لجديدة و مثيرة لم أكن على علم بها و هي:

- أن المستشار الحالي لرئيس الجمهورية و الملقب ب: مخ الجيش الجنرال محمد تواتي من ضباط فرنسا و شارك في مسرحية محاكمة العقيد شعباني رحمه الله و اعدامه
- الرئيس بومدين ارتكب خطأ قاتلا لما أسند تأطير الجيش الجزائري لضباط فرنسا عوض ضباط أجانب بحجة حماية الأسرار العسكرية و نسي الرئيس بومدين أن ضباط فرنسا ينقلون كل أسرار الجيش الى فرنسا و لو جيئ بضباط مصريين أو سوريين أو حتى روس او صينيين لكان ذلك أفضل و لو كان قد جنّب الجزائر و الشعب الجزائري الويلات التي عاشها على يد هؤلاء الضباط الموالين لفرنسا .
- دهاء الرئيس بومدين و قدرته على التلاعب بالآخرين و توجيه الاحداث لمصلحته و تجلى ذلك جليا في الإيقاع بين بن بلة و شعباني حتى يقضي أحدهما على الآخر ليقضي هو على بن بله فيما بعد .

و لي عودة مرة أخرى انشاء الله لمناقشة الموضوع
عندك الصح في الملاحظة الثالثة،جماعة وجدة خصوصا بومدين استثمرت في تخوين كل من يخالف بن بلة ،الزبيري أيضا كان ضحية انقلاب مفتعل حتى يجرم بومدين مابقي من المجاهدين،خذ هذا الفيديو لفرحات عباس

http://www.dailymotion.com/video/xfdgmv_ben-bella_news

Like An Angel
2011-09-23, 20:05
نشرت بعض المقتطفات من مذكرات العقيد الزبيري في جريدة الشروق اليوم
شلام

شكرا على التوضيح
قرأت الموضوع
هكذا أعدم الفارون من جيش فرنسا أحد أخلص أبناء الجزائر وأشرفهم وأكثرهم وطنية ابن جمعية العلماء
قصة محزنة حقا
شعباني الرمز في قلوبنا ولن يموت بإذن الله

da3dou3
2011-09-23, 20:19
السلام عليكم
الكلام في هذا الموضوع صعب جدا مع انني قرات الكثير عن حياة الراحل هواري بومدين و لقد كتب عليه مقربوه لكن لا احد فيهم تطرق الى هذا الموضوع او الكلام عن الضباط الفارين من الجيش الفرنسي الذين استعان بهم بومدين. هذه شجاعة حقيقية من الطاهر الزبيري.
نأمل في الحصول على اكثر معلومات في الايام القادمة و صراحة اريد الحصول على كتاب الطاهر زبيري على احر من الجمر. و لقد ذكر الزبيري اسماء ضباط اليوم اصبحوا جنرالات و الكثير منهم له يد مباشرة في العشرية السوداء منهم الجنرال تواتي و العقيد بن حمودة و ......... و كما قال الاخ tarek1987 ليس به جميع الحقائق.

tarek1987
2011-09-23, 20:35
السلام عليكم
و ليس العقيد الزبيري من يوثق بكلامه .. فلا يكاد يكون محتلفا عن بن بلة و بومدين و غيرهمااا
لم يتكلم الآخرون حتى نميز الصالح من الطالح تلك حقائق تاريخية كان الرجل قريب منها ومن كان له رأي آخر يخالف ما ذكره ليتكلم ويكش الحقيقة
الرجل شجاع ذكر جنرالات بعضهم في الحكم وإن كان ما قاله هلوسة فليتكلم من ذكرهم
سلام

عماد المحب
2011-09-24, 01:08
ما رأيكم في بعض الحقائق التاريخية من مذكرات العقيد الطاهر زبيري http://http://images1.djazairess.com/echchaab/1896
عن أسباب وظروف مقتل أصغر عقيد عرفته الجزائر وربما العالم العقيد شعباني
http://www.echoroukonline.com/ara/thumbnail.php?file=national/colonel_chaabani_990611729.jpg&size=article_small
السبب ضباط فرنسا وبعد نظر العقيد الصغير في السن الكبير في الرؤى الإستراتيجية
وهل في رأيكم تحققت نبوأته حول ضباط فرنسا المتغلغلين في الجيش أنذاك وخطورتهم على الجزائر وجيشها في خلافاته مع المرحوم بومدين
سلام

طابت ليلتك شكرا للمعلومات المقدمة
الي ضاع تاريخو مات

meftahdj1
2011-09-24, 09:29
قضية إعدام العقيد شعباني اصغر عقيد في تاريخ الجزائر ... من مذكرات العقيد الطاهر الزبيري

في الحلقة الأولى من سلسلة مذكرات العقيد الطاهر زبيري، قائد أركان الجيش الجزائري، (1963 / 1967)، تناول المؤلف حرب الرمال ضد المغرب، التي اندلعت في 1963 بعد عام واحد فقط من الاستقلال، أما اليوم، فسيتناول المؤلف قضية حساسة، لطالما ألح قراء الشروق بفتح ملفاتها، ويتعلق الأمر بقضية إعدام العقيد محمد شعباني، أصغر عقيد في الجيش الوطني الشعبي، في 3 سبتمبر 1964، وسيجد القارئ تفاصيل أكثر في كتاب العقيد زبيري "نصف قرن من الكفاح: مذكرات قائد أركان جزائري".

شعباني يدعو لتصفية الضباط الفارين من الجيش الفرنسي
انعقد مؤتمر جبهة التحرير الوطني في 1964 في غياب محمد خيضر، الأمين العام للحزب الذي خرج مغاضبا إلى الخارج، واستغل شعباني هذا المؤتمر لتوجيه نقد لاذع ومبطن لبومدين، عندما هاجم تغلغل الضباط الفارين من الجيش الفرنسي داخل هياكل الجيش، وطالب بتنحية هؤلاء من المناصب الحساسة في المؤسسة العسكرية، على أن يقتصر دورهم على الجوانب التقنية فقط.
ووجد هذا الطرح قبولا واسعا لدى معظم المؤتمرين، لكن بومدين كان أكثر إقناعا من شعباني، واستطاع ترجيح الكفة لصالحه، وأوضح في كلمته أن "تصفية الضباط الفارين من الجيش الفرنسي، والذين التحقوا بالثورة يعني أننا سنضطر إلى الاعتماد على الخبرات العسكرية الأجنبية في تأهيل الجيش، وهذا ما يجعل أسرارنا العسكرية مكشوفة للأجانب، لذلك، فالأولى بنا أن نستعين بهؤلاء الضباط، الذين لا ينكر أحد بأنهم جزائريون جادون في تأطير الجيش وتأهيله، خاصة وأنهم يخضعون للقانون الجزائري".
جاءت هذه المواجهة الساخنة بين شعباني وبومدين، لتزيد الشرخ بين الرجلين، وتبرز للجميع حجم التباين بين نظرة كل طرف في بناء الدولة والجيش، ومع أن بومدين تمكن من كسب هذه الجولة لصالحه، إلا أن شعباني ومعه قطاع واسع من المجاهدين والمناضلين، ظلوا قلقين لما اعتبروه تغلغلا لأعوان الاستعمار من الحركى والمصاليين و"الزرق" وغيرهم في دواليب الدولة، ما جعلهم يرفعون شعار "التصفية".
ورغم المناصب العليا التي أصبح يتبوأها شعباني عسكريا وسياسيا، إلا أنه لم يكن يلتحق بالعاصمة إلا لفترات قصيرة، ثم يعود إلى مركزه في الجنوب، ومرت شهور وشعباني على هذا الحال مما أثار حفيظة بومدين، ودفعه ليؤكد على بن بلة ضرورة التحاق شعباني بمكتبه في وزارة الدفاع وقال له "شعباني مهمته في العاصمة، ويجب أن يترك قيادة الناحية حتى نعين شخصا مكانه".
احتار بن بله في كيفية التعامل مع شعباني، بسبب إصراره على عصيان الأوامر، فقرر إرسالي في وفد ضم كلا من الرائد علي منجلي وآيت الحسين إلى شعباني، الذي كان متمركزا في بسكرة، لإقناعه بالتخلي عن قيادة الناحية العسكرية الرابعة، لكنه رفض بشدة التنازل عن قيادة الناحية، بل وانتقد بومدين والضباط الفارين من الجيش الفرنسي، كما انتقد تعيين بن بله لشخص من غرداية، يدعى خبزي وزيرا في الحكومة دون مشاورته، بالرغم من أن هذا الأخير ينحدر من الولاية السادسة، التي يعتبر أنه مازال مسؤولا عنها ورفض فكرة حلها.

القطرة التي أفاضت الكأس
بعد نحو 15 يوما من هذا اللقاء، كرر بومدين على بن بله نفس الأمر، وشدد على ضرورة استقرار شعباني في العاصمة، لأداء مهامه كنائب لقائد الأركان، وعضو في المكتب السياسي للحزب، حتى يتم تعيين قائد آخر للناحية العسكرية الرابعة.
لم يكن بإمكان بن بله ترك شعباني يتمادى في عصيانه للأوامر، ومع ذلك حاول الحفاظ على شعرة معاوية في التعامل معه، فاتصل به هاتفيا متوددا إليه:
ـ تعالى بقربي لنتعاون.
فرد عليه شعباني بقسوة:
ـ أنت طمأنتني كثيرا في بعض الأمور، لكنك بقيت تتصرف تصرف السياسيين "المتعفنين".
وصفُ شعباني له بـ"السياسي المتعفن" جعل بن بله يستشيط غيظا، واعتبر ذلك إهانة لشخصه، فأعطى الأوامر لبومدين فورا للإعداد عملية عسكرية لإلقاء القبض على شعباني وجميع الجنود الذين معه، وهو الأمر الذي كان ينتظره بومدين بفارغ الصبر، ولم يتأخر في تنفيذه، وكان ذلك في 7 جويلية 1964 .
بلهوشات يلقي القبض على شعباني
كنت حينها في قيادة الأركان، ولم تكن لدي الصلاحيات الكافية لوقف هذه العملية العسكرية أو حتى تأخيرها، فالجيش كان في يد بومدين، لذلك انتقلت في طائرة هيلكوبتر مع شخصين آخرين إلى باتنة، بحجة مراقبة الناحية العسكرية الخامسة (الشرق الجزائري) التي كنت مسؤولا عنها، ولكني في حقيقة الأمر توجهت من باتنة إلى آريس، ومنها إلى بسكرة، علـِّي أستطيع أن أصل إلى شعباني لإقناعه بالعدول عن عصيانه، قبل أن يصل إليه الجيش الذي كان معظم ضباطه من الفارين من الجيش الفرنسي، والذين يحملون حقدا شديدا عليه، وخشيت أن يقتلوه أو ينكلوا به إن وقع أسيرا بين أيديهم، لكني عندما وصلت إلى بسكرة، كان كل شيء قد انتهى وقضي الأمر، لكن لحسن الحظ.. شعباني لم يقتل.
حيث قاد الرائد عبد الله بلهوشات قوات عسكرية زحف بها باتجاه معقل العقيد شعباني ورجاله لمحاصرتهم في بسكرة، إلا أنه لم تقع مواجهات دامية بين الطرفين، إذ تخلى معظم رجال شعباني عن ولائهم له، وانظموا بكامل عتادهم إلى الجيش الوطني الشعبي، غير أن فرقة من الجنود بقيت إلى جانب شعباني للدفاع عنه، ولما تأكد شعباني بأنه غير قادر على مواجهة القوات الزاحفة من الشمال، فر من مدينة بسكرة وتحصن بأحد الجبال القريبة، لكن قوات الجيش لاحقته وجنوده إلى سفح الجبل، وحاصرته وألقت عليه القبض ومن معه أحياء، بعد أسبوع من المطاردة.
محاكمة شعباني
أطلق سراح معظم رجال شعباني، فيما اقتيد هو مع مرافقيه الحسين ساسي والعريف الجيلالي، المدعو سليم، إلى سجن وهران، وظلوا لمدة شهرين (من 7 جويلية إلى 2 سبتمبر 1964) في السجن للتحقيق معهم، وإعداد ملفات محاكمتهم، وتولى هذه المهمة الأخيرة ضابط فار من الجيش الفرنسي، يدعى محمد تواتي، كان حينها برتبة ملازم ثان في الدرك الوطني، وهو الذي أعد ملفات محاكمتي خلال الأزمة التي وقعت لي مع بومدين في 1967، ورقي إلى أن أصبح برتبة جنرال في الجيش، ثم عين مستشارا برئاسة الجمهورية، وكنت أعتقد أنه مادام شعباني في السجن، فلا خوف على حياته، إذ أنه لم يعد يشكل خطرا لا على بومدين ولا على بن بله.
طلب بن بلة من بومدين أن يقدم له أسماء الضباط الذين سيحاكمون شعباني في المحكمة العسكرية، فيما اختار هو وكيل جمهورية يدعى "محمود زرطال"، أما بومدين فاقترح عليه الشاذلي بن جديد، والرائد عبد الغني، وعبد الرحمان بن سالم، وأحمد دراية، وأحمد بن شريف، الذي رقي إلى عقيد حتى يكون في نفس الرتبة العسكرية مع المتهم، أما عبد الله بلهوشات، فرفض أن يكون ضمن هيئة المحكمة، ولم يحضر جلسات محاكمة شعباني، كما حضر جلسات المحكمة النقيب عبد الحميد لطرش.
ونصبت هيئة قضائية عسكرية لمحاكمته في وهران، برئاسة محمود زرطال، وعين أحمد دراية كوَكيل للجمهورية، ووجهت لشعباني تهمة التمرد، وأضافوا له تهمة الاتصال بمصالح الاستخبارات الفرنسية، وغيرها من التهم الملفقة.
ورد شعباني على التهم الموجهة إليه بالتأكيد على مواقفه السابقة الرافضة لهدم الولايات قبل وقتها، متهما بن بله بالنزوع إلى الحكم الفردي، وتمكين بومدين لمن أسماهم "بضباط فرنسا" داخل الجيش، واستدل بموقف خيضر الذي ذهب إلى الخارج، بسبب تصرف بن بله الذي اعتبره غير عقلاني.
واستمرت المحاكمة من الساعة الحادية عشر إلى غاية الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ورغم أن جماعة شعباني استفادت من البراءة، إلا أنهم وُضعوا تحت الإقامة الجبرية، غير أن الحكم الذي نطق به القاضي زرطال ضد العقيد محمد شعباني كان مؤلما وقاسيا.. "الإعدام".
محاولتي إنقاذ شعباني من الموت
كنت في اليوم الذي نفذ فيه حكم الإعدام على شعباني قد عدت إلى مكتبي في وزارة الدفاع، بعد جولة قمت بها داخل الوطن، وجاءني بومدين إلى المكتب وقال لي "هل نخرج إن لم يكن لديك ما تفعله؟"، فلم أمانع، لأننا اعتدنا من حين إلى آخر الخروج، سواء في سيارتي أو في سيارته للتجول في المزارع والحقول المحيطة بالعاصمة.
سألنا عن سائقي أو سائقه فلم نجدهما، فتمشينا في الوزارة والتقينا بالأمين العام لوزارة الدفاع، عبد القادر شابو، ونائبه جلول الخطيب، فطلب بومدين من الخطيب أن يأتينا بكرسيين، ثم سألني بومدين:
ـ هل تعلم بمحكمة وهران أم لا؟
فاجأني بسؤاله هذا، فأجبت على سؤاله بسؤال آخر:
ـ ماذا حدث؟
ـ لقد حكموا على شعباني بالإعدام.
صدمني بومدين بهذا الخبر الذي جعلني أضطرب، ولكني تمالكت نفسي، وقلت له وكأني وجدت الحل لهذا الأمر الجلل:
ـ الذي يملك العفو هو بن بله.
فرد علي بومدين:
ـ شعباني في السجن، وقادة النواحي العسكرية يطلبون من بن بله أن يعفو عنه.
ـ إذن أذهب إلى بن بله وأطلب منه ألا ينفذ الحكم.
فزع بومدين من هذا الأمر، وقال لي حازما وكأنه يوجه لي أمرا:
ـ سي الطاهر.. أطلب منك ألا تذهب إلى بن بله، حتى لا يعتقد بأنني أنا من أرسلتك.
وأضاف:
ـ دعهم.. فهؤلاء كانوا في اتصال مع بعضهم البعض، اتركهم لبعضهم البعض.
وكان يقصد أن بن بله وشعباني كانا متحالفين ضده، والآن هم خصوم، وبالتالي فقد تمكن بومدين من ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة، تخلص من ألد خصومه داخل الجيش، ومن جهة ثانية، سيتحمل بن بله لوحده مسؤولية إعدام شعباني، لأنه هو من أعطى الأوامر بإلقاء القبض عليه، وهو من يملك الحق في العفو أو في تنفيذ حكم الإعدام دون سواه.
حصرني بومدين في زاوية ضيقة، عندما طلب مني عدم الذهاب إلى بن بله للتشفع لشعباني، فلم أكن أحتمل أن يعدم شعباني هكذا ببساطة، رغم أنني كنت أرفض عصيانه للأوامر، بل ومتفهما لقضية إلقاء القبض عليه وسجنه، لكن.. أن يعدم رغم كل ما قدمه من أجل استقلال الجزائر، فهذا حكم قاس.. قاس جدا.
بن بله يرفض شفاعتي
بينما كنت محتارا في أمر شعباني، جاء السفير الجزائري، علي كافي، (والذي شغل منصب سفير في عدة بلدان من بينها سوريا ولبنان وتونس وليبيا) إلى وزارة الدفاع، ليرى بومدين، وعندما دخل المكلف بالتشريفات إلى بومدين، لإبلاغه برغبة علي كافي في مقابلته، خرجت من وزارة الدفاع، ووجدت سائقي فركبت السيارة، وطلبت منه أن يمضي بي إلى البيت.
وفي هذا الوقت، اتصل بن بله بوزارة الدفاع ليطلبني، إلا أنني كنت قد غادرت مكتبي، فاتصل بي في البيت، فوجد بأنني لم أصل بعد، فترك وصية لدى زوجتي، وقال لها "عندما يصل الطاهر قولي له أن يأتيني"، ولما وصلت إلى المنزل أخبرتني زوجتي بالأمر، فاستبشرت بالأمر خيرا، ووجدت أن الفرصة جاءتني لأكلم بن بله في قضية شعباني.
قصدت "فيلا جولي" وصعدت إلى مكتب بن بله في الطابق الخامس، ودخلت عليه فوجدته مستلقيا على أريكة بالقرب من الشرفة المطلة على البحر، فبادرته بالتحية:
ـ سي أحمد.. كيف حالك؟
لكنه بدل أن يرد على تحيتي أو يحدثني عن قضية شعباني، فاجأني بالقول:
ـ اتصلت بك لتهيئ نفسك لتذهب معي غدا إلى القاهرة.
وكان مقررا أن تشارك الجزائر في قمة لمجلس الدفاع العربي، الذي يضم رئيس الدولة ووزير الدفاع وقائد الأركان ووزير الخارجية ووزير المالية لكل دولة عربية مشاركة في المجلس، لكن بن بله أخبرني أن بومدين سيبقى هنا (باعتباره نائبا لرئيس الجمهورية)، أما عبد العزيز بوتفليقة وأحمد فرانسيس، فسيرافقاننا إلى هذا الاجتماع.
وانتهزت الفرصة لأسأله عن شعباني وقلت له:
ـ ماذا عن محكمة وهران.. كيف الأمر؟
فانتفض وقال:
ـ انتهى الأمر.. حكمت المحكمة ونفذ الحكم، ولابد أن نعطي المثال في الصرامة.. فالناس تنتقد غياب الطاعة والنظام.
لم أنتبه إلى أنه كان جادا عندما قال بأن حكم الإعدام قد "نفذ" في حق شعباني، بل كنت أعتبر بأنه مجرد كلام، فقلت له:
ـ يا سي أحمد.. شعباني هو الآن في السجن، ولم يبق له لا ناحية ولا ولاية، ولكن آيت أحمد مازال في الجبال.
وكان حينها آيت أحمد متمردا رفقة العقيد الصادق دهيلس، أحد قادة الولاية الرابعة (وسط الجزائر) في جبال القبائل، وأردت تشتيت انتباهه إلى قضية أخرى حتى لا يستعجل تنفيذ الحكم في حق شعباني، لكن بن بله رد علي:
ـ لكل أمر أوانه.
وبينما نحن في نقاش، إذ دخل علينا فتال والنقاش وعبد الرحمان شريف، فقالوا له:
ـ سي أحمد نحتاجك في أمر.
فنهض بن بله من أريكته لينزوي معهم في مكتب آخر، لكني بادرته بسؤال آخر:
ـ غدا متى يكون الملتقى؟ وأين؟
ـ على التاسعة بقصر الشعب.
غادرت فيلا جولي على أمل أن أجد فرصة أخرى غدا لأكلمه في قضية شعباني.
التقيت بن بله صباح الغد في قصر الشعب، لكن كان إلى جنبه سفير القاهرة في الجزائر السيد "خشبة" وآخرين، فلم أتمكن من الحديث إليه على انفراد، وحتى عندما ركبنا الطائرة، لم أجد فرصة للتكلم معه وهو محاط بمرافقيه، ولما نزلنا في مطار القاهرة، استقبل جمال عبد الناصر صديقه، واتجها لوحدهما في جهة، بينما أخذونا نحن إلى الفندق.
وفي صباح اليوم الموالي، وبينما كنت أطالع الصحف المصرية، صدمت لما قرأت عنوانا يتحدث عن "تنفيذ حكم الإعدام في حق شعباني"، ولم أصدق الأمر، لقد انتهى كل شيء، ولم يعد هناك أي أمل لإنقاذه من الموت المحتوم، وعلمت فيما بعد، أن حكم الإعدام نفذ فجر اليوم الموالي للمحاكمة، أي ساعات قليلة بعد النطق بالحكم، ونفذ النقيب عبد الحميد لطرش الحكم عليه رميا بالرصاص، وانطفأت شمعة أصغر عقيد في الجيش الوطني الشعبي إلى الأ

meftahdj1
2011-09-24, 09:33
قضية إعدام العقيد شعباني اصغر عقيد في تاريخ الجزائر ... من مذكرات العقيد الطاهر الزبيري

في الحلقة الأولى من سلسلة مذكرات العقيد الطاهر زبيري، قائد أركان الجيش الجزائري، (1963 / 1967)، تناول المؤلف حرب الرمال ضد المغرب، التي اندلعت في 1963 بعد عام واحد فقط من الاستقلال، أما اليوم، فسيتناول المؤلف قضية حساسة، لطالما ألح قراء الشروق بفتح ملفاتها، ويتعلق الأمر بقضية إعدام العقيد محمد شعباني، أصغر عقيد في الجيش الوطني الشعبي، في 3 سبتمبر 1964، وسيجد القارئ تفاصيل أكثر في كتاب العقيد زبيري "نصف قرن من الكفاح: مذكرات قائد أركان جزائري".

شعباني يدعو لتصفية الضباط الفارين من الجيش الفرنسي
انعقد مؤتمر جبهة التحرير الوطني في 1964 في غياب محمد خيضر، الأمين العام للحزب الذي خرج مغاضبا إلى الخارج، واستغل شعباني هذا المؤتمر لتوجيه نقد لاذع ومبطن لبومدين، عندما هاجم تغلغل الضباط الفارين من الجيش الفرنسي داخل هياكل الجيش، وطالب بتنحية هؤلاء من المناصب الحساسة في المؤسسة العسكرية، على أن يقتصر دورهم على الجوانب التقنية فقط.
ووجد هذا قبولا واسعا لدى معظم المؤتمرين، لكن بومدين كان أكثر إقناعا من شعباني، واستطاع ترجيح الكفة لصالحه، وأوضح في كلمته أن "تصفية الضباط الفارين من الجيش الفرنسي، والذين التحقوا بالثورة يعني أننا سنضطر إلى الاعتماد على الخبرات العسكرية الأجنبية في تأهيل الجيش، وهذا ما يجعل أسرارنا العسكرية مكشوفة للأجانب، لذلك، فالأولى بنا أن نستعين بهؤلاء الضباط، الذين لا ينكر أحد بأنهم جزائريون جادون في تأطير الجيش وتأهيله، خاصة وأنهم يخضعون للقانون الجزائري".
جاءت هذه المواجهة الساخنة بين شعباني وبومدين، لتزيد الشرخ بين الرجلين، وتبرز للجميع حجم التباين بين نظرة كل طرف في بناء الدولة والجيش، ومع أن بومدين تمكن من كسب هذه الجولة لصالحه، إلا أن شعباني ومعه قطاع واسع من المجاهدين والمناضلين، ظلوا قلقين لما اعتبروه تغلغلا لأعوان الاستعمار من الحركى والمصاليين و"الزرق" وغيرهم في دواليب الدولة، ما جعلهم يرفعون شعار "التصفية".
ورغم المناصب العليا التي أصبح يتبوأها شعباني عسكريا وسياسيا، إلا أنه لم يكن يلتحق بالعاصمة إلا لفترات قصيرة، ثم يعود إلى مركزه في الجنوب، ومرت شهور وشعباني على هذا الحال مما أثار حفيظة بومدين، ودفعه ليؤكد على بن بلة ضرورة التحاق شعباني بمكتبه في وزارة الدفاع وقال له "شعباني مهمته في العاصمة، ويجب أن يترك قيادة الناحية حتى نعين شخصا مكانه".
احتار بن بله في كيفية التعامل مع شعباني، بسبب إصراره على عصيان الأوامر، فقرر إرسالي في وفد ضم كلا من الرائد علي منجلي وآيت الحسين إلى شعباني، الذي كان متمركزا في بسكرة، لإقناعه بالتخلي عن قيادة الناحية العسكرية الرابعة، لكنه رفض بشدة التنازل عن قيادة الناحية، بل وانتقد بومدين والضباط الفارين من الجيش الفرنسي، كما انتقد تعيين بن بله لشخص من غرداية، يدعى خبزي وزيرا في الحكومة دون مشاورته، بالرغم من أن هذا الأخير ينحدر من الولاية السادسة، التي يعتبر أنه مازال مسؤولا عنها ورفض فكرة حلها.

القطرة التي أفاضت الكأس
بعد نحو 15 يوما من هذا اللقاء، كرر بومدين على بن بله نفس الأمر، وشدد على ضرورة استقرار شعباني في العاصمة، لأداء مهامه كنائب لقائد الأركان، وعضو في المكتب السياسي للحزب، حتى يتم تعيين قائد آخر للناحية العسكرية الرابعة.
لم يكن بإمكان بن بله ترك شعباني يتمادى في عصيانه للأوامر، ومع ذلك حاول الحفاظ على شعرة معاوية في التعامل معه، فاتصل به هاتفيا متوددا إليه:
ـ تعالى بقربي لنتعاون.
فرد عليه شعباني بقسوة:
ـ أنت طمأنتني كثيرا في بعض الأمور، لكنك بقيت تتصرف تصرف السياسيين "المتعفنين".
وصفُ شعباني له بـ"السياسي المتعفن" جعل بن بله يستشيط غيظا، واعتبر ذلك إهانة لشخصه، فأعطى الأوامر لبومدين فورا للإعداد عملية عسكرية لإلقاء القبض على شعباني وجميع الجنود الذين معه، وهو الأمر الذي كان ينتظره بومدين بفارغ الصبر، ولم يتأخر في تنفيذه، وكان ذلك في 7 جويلية 1964 .
بلهوشات يلقي القبض على شعباني
كنت حينها في قيادة الأركان، ولم تكن لدي الصلاحيات الكافية لوقف هذه العملية العسكرية أو حتى تأخيرها، فالجيش كان في يد بومدين، لذلك انتقلت في طائرة هيلكوبتر مع شخصين آخرين إلى باتنة، بحجة مراقبة الناحية العسكرية الخامسة (الشرق الجزائري) التي كنت مسؤولا عنها، ولكني في حقيقة الأمر توجهت من باتنة إلى آريس، ومنها إلى بسكرة، علـِّي أستطيع أن أصل إلى شعباني لإقناعه بالعدول عن عصيانه، قبل أن يصل إليه الجيش الذي كان معظم ضباطه من الفارين من الجيش الفرنسي، والذين يحملون حقدا شديدا عليه، وخشيت أن يقتلوه أو ينكلوا به إن وقع أسيرا بين أيديهم، لكني عندما وصلت إلى بسكرة، كان كل شيء قد انتهى وقضي الأمر، لكن لحسن الحظ.. شعباني لم يقتل.
حيث قاد الرائد عبد الله بلهوشات قوات عسكرية زحف بها باتجاه معقل العقيد شعباني ورجاله لمحاصرتهم في بسكرة، إلا أنه لم تقع مواجهات دامية بين الطرفين، إذ تخلى معظم رجال شعباني عن ولائهم له، وانظموا بكامل عتادهم إلى الجيش الوطني الشعبي، غير أن فرقة من الجنود بقيت إلى جانب شعباني للدفاع عنه، ولما تأكد شعباني بأنه غير قادر على مواجهة القوات الزاحفة من الشمال، فر من مدينة بسكرة وتحصن بأحد الجبال القريبة، لكن قوات الجيش لاحقته وجنوده إلى سفح الجبل، وحاصرته وألقت عليه القبض ومن معه أحياء، بعد أسبوع من المطاردة.
محاكمة شعباني
أطلق سراح معظم رجال شعباني، فيما اقتيد هو مع مرافقيه الحسين ساسي والعريف الجيلالي، المدعو سليم، إلى سجن وهران، وظلوا لمدة شهرين (من 7 جويلية إلى 2 سبتمبر 1964) في السجن للتحقيق معهم، وإعداد ملفات محاكمتهم، وتولى هذه المهمة الأخيرة ضابط فار من الجيش الفرنسي، يدعى محمد تواتي، كان حينها برتبة ملازم ثان في الدرك الوطني، وهو الذي أعد ملفات محاكمتي خلال الأزمة التي وقعت لي مع بومدين في 1967، ورقي إلى أن أصبح برتبة جنرال في الجيش، ثم عين مستشارا برئاسة الجمهورية، وكنت أعتقد أنه مادام شعباني في السجن، فلا خوف على حياته، إذ أنه لم يعد يشكل خطرا لا على بومدين ولا على بن بله.
طلب بن بلة من بومدين أن يقدم له أسماء الضباط الذين سيحاكمون شعباني في المحكمة العسكرية، فيما اختار هو وكيل جمهورية يدعى "محمود زرطال"، أما بومدين فاقترح عليه الشاذلي بن جديد، والرائد عبد الغني، وعبد الرحمان بن سالم، وأحمد دراية، وأحمد بن شريف، الذي رقي إلى عقيد حتى يكون في نفس الرتبة العسكرية مع المتهم، أما عبد الله بلهوشات، فرفض أن يكون ضمن هيئة المحكمة، ولم يحضر جلسات محاكمة شعباني، كما حضر جلسات المحكمة النقيب عبد الحميد لطرش.
ونصبت هيئة قضائية عسكرية لمحاكمته في وهران، برئاسة محمود زرطال، وعين أحمد دراية كوَكيل للجمهورية، ووجهت لشعباني تهمة التمرد، وأضافوا له تهمة الاتصال بمصالح الاستخبارات الفرنسية، وغيرها من التهم الملفقة.
ورد شعباني على التهم الموجهة إليه بالتأكيد على مواقفه السابقة الرافضة لهدم الولايات قبل وقتها، متهما بن بله بالنزوع إلى الحكم الفردي، وتمكين بومدين لمن أسماهم "بضباط فرنسا" داخل الجيش، واستدل بموقف خيضر الذي ذهب إلى الخارج، بسبب تصرف بن بله الذي اعتبره غير عقلاني.
واستمرت المحاكمة من الساعة الحادية عشر إلى غاية الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ورغم أن جماعة شعباني استفادت من البراءة، إلا أنهم وُضعوا تحت الإقامة الجبرية، غير أن الحكم الذي نطق به القاضي زرطال ضد العقيد محمد شعباني كان مؤلما وقاسيا.. "الإعدام".
محاولتي إنقاذ شعباني من الموت
كنت في اليوم الذي نفذ فيه حكم الإعدام على شعباني قد عدت إلى مكتبي في وزارة الدفاع، بعد جولة قمت بها داخل الوطن، وجاءني بومدين إلى المكتب وقال لي "هل نخرج إن لم يكن لديك ما تفعله؟"، فلم أمانع، لأننا اعتدنا من حين إلى آخر الخروج، سواء في سيارتي أو في سيارته للتجول في المزارع والحقول المحيطة بالعاصمة.
سألنا عن سائقي أو سائقه فلم نجدهما، فتمشينا في الوزارة والتقينا بالأمين العام لوزارة الدفاع، عبد القادر شابو، ونائبه جلول الخطيب، فطلب بومدين من الخطيب أن يأتينا بكرسيين، ثم سألني بومدين:
ـ هل تعلم بمحكمة وهران أم لا؟
فاجأني بسؤاله هذا، فأجبت على سؤاله بسؤال آخر:
ـ ماذا حدث؟
ـ لقد حكموا على شعباني بالإعدام.
صدمني بومدين بهذا الخبر الذي جعلني أضطرب، ولكني تمالكت نفسي، وقلت له وكأني وجدت الحل لهذا الأمر الجلل:
ـ الذي يملك العفو هو بن بله.
فرد علي بومدين:
ـ شعباني في السجن، وقادة النواحي العسكرية يطلبون من بن بله أن يعفو عنه.
ـ إذن أذهب إلى بن بله وأطلب منه ألا ينفذ الحكم.
فزع بومدين من هذا الأمر، وقال لي حازما وكأنه يوجه لي أمرا:
ـ سي الطاهر.. أطلب منك ألا تذهب إلى بن بله، حتى لا يعتقد بأنني أنا من أرسلتك.
وأضاف:
ـ دعهم.. فهؤلاء كانوا في اتصال مع بعضهم البعض، اتركهم لبعضهم البعض.
وكان يقصد أن بن بله وشعباني كانا متحالفين ضده، والآن هم خصوم، وبالتالي فقد تمكن بومدين من ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة، تخلص من ألد خصومه داخل الجيش، ومن جهة ثانية، سيتحمل بن بله لوحده مسؤولية إعدام شعباني، لأنه هو من أعطى الأوامر بإلقاء القبض عليه، وهو من يملك الحق في العفو أو في تنفيذ حكم الإعدام دون سواه.
حصرني بومدين في زاوية ضيقة، عندما طلب مني عدم الذهاب إلى بن بله للتشفع لشعباني، فلم أكن أحتمل أن يعدم شعباني هكذا ببساطة، رغم أنني كنت أرفض عصيانه للأوامر، بل ومتفهما لقضية إلقاء القبض عليه وسجنه، لكن.. أن يعدم رغم كل ما قدمه من أجل استقلال الجزائر، فهذا حكم قاس.. قاس جدا.
بن بله يرفض شفاعتي
بينما كنت محتارا في أمر شعباني، جاء السفير الجزائري، علي كافي، (والذي شغل منصب سفير في عدة بلدان من بينها سوريا ولبنان وتونس وليبيا) إلى وزارة الدفاع، ليرى بومدين، وعندما دخل المكلف بالتشريفات إلى بومدين، لإبلاغه برغبة علي كافي في مقابلته، خرجت من وزارة الدفاع، ووجدت سائقي فركبت السيارة، وطلبت منه أن يمضي بي إلى البيت.
وفي هذا الوقت، اتصل بن بله بوزارة الدفاع ليطلبني، إلا أنني كنت قد غادرت مكتبي، فاتصل بي في البيت، فوجد بأنني لم أصل بعد، فترك وصية لدى زوجتي، وقال لها "عندما يصل الطاهر قولي له أن يأتيني"، ولما وصلت إلى المنزل أخبرتني زوجتي بالأمر، فاستبشرت بالأمر خيرا، ووجدت أن الفرصة جاءتني لأكلم بن بله في قضية شعباني.
قصدت "فيلا جولي" وصعدت إلى مكتب بن بله في الطابق الخامس، ودخلت عليه فوجدته مستلقيا على أريكة بالقرب من الشرفة المطلة على البحر، فبادرته بالتحية:
ـ سي أحمد.. كيف حالك؟
لكنه بدل أن يرد على تحيتي أو يحدثني عن قضية شعباني، فاجأني بالقول:
ـ اتصلت بك لتهيئ نفسك لتذهب معي غدا إلى القاهرة.
وكان مقررا أن تشارك الجزائر في قمة لمجلس الدفاع العربي، الذي يضم رئيس الدولة ووزير الدفاع وقائد الأركان ووزير الخارجية ووزير المالية لكل دولة عربية مشاركة في المجلس، لكن بن بله أخبرني أن بومدين سيبقى هنا (باعتباره نائبا لرئيس الجمهورية)، أما عبد العزيز بوتفليقة وأحمد فرانسيس، فسيرافقاننا إلى هذا الاجتماع.
وانتهزت الفرصة لأسأله عن شعباني وقلت له:
ـ ماذا عن محكمة وهران.. كيف الأمر؟
فانتفض وقال:
ـ انتهى الأمر.. حكمت المحكمة ونفذ الحكم، ولابد أن نعطي المثال في الصرامة.. فالناس تنتقد غياب الطاعة والنظام.
لم أنتبه إلى أنه كان جادا عندما قال بأن حكم الإعدام قد "نفذ" في حق شعباني، بل كنت أعتبر بأنه مجرد كلام، فقلت له:
ـ يا سي أحمد.. شعباني هو الآن في السجن، ولم يبق له لا ناحية ولا ولاية، ولكن آيت أحمد مازال في الجبال.
وكان حينها آيت أحمد متمردا رفقة العقيد الصادق دهيلس، أحد قادة الولاية الرابعة (وسط الجزائر) في جبال القبائل، وأردت تشتيت انتباهه إلى قضية أخرى حتى لا يستعجل تنفيذ الحكم في حق شعباني، لكن بن بله رد علي:
ـ لكل أمر أوانه.
وبينما نحن في نقاش، إذ دخل علينا فتال والنقاش وعبد الرحمان شريف، فقالوا له:
ـ سي أحمد نحتاجك في أمر.
فنهض بن بله من أريكته لينزوي معهم في مكتب آخر، لكني بادرته بسؤال آخر:
ـ غدا متى يكون الملتقى؟ وأين؟
ـ على التاسعة بقصر الشعب.
غادرت فيلا جولي على أمل أن أجد فرصة أخرى غدا لأكلمه في قضية شعباني.
التقيت بن بله صباح الغد في قصر الشعب، لكن كان إلى جنبه سفير القاهرة في الجزائر السيد "خشبة" وآخرين، فلم أتمكن من الحديث إليه على انفراد، وحتى عندما ركبنا الطائرة، لم أجد فرصة للتكلم معه وهو محاط بمرافقيه، ولما نزلنا في مطار القاهرة، استقبل جمال عبد الناصر صديقه، واتجها لوحدهما في جهة، بينما أخذونا نحن إلى الفندق.
وفي صباح اليوم الموالي، وبينما كنت أطالع الصحف المصرية، صدمت لما قرأت عنوانا يتحدث عن "تنفيذ حكم الإعدام في حق شعباني"، ولم أصدق الأمر، لقد انتهى كل شيء، ولم يعد هناك أي أمل لإنقاذه من الموت المحتوم، وعلمت فيما بعد، أن حكم الإعدام نفذ فجر اليوم الموالي للمحاكمة، أي ساعات قليلة بعد النطق بالحكم، ونفذ النقيب عبد الحميد لطرش الحكم عليه رميا بالرصاص، وانطفأت شمعة أصغر عقيد في الجيش الوطني الشعبي إلى الأ

meftahdj1
2011-09-24, 09:39
بومدين بمكره ومكيدته اوقع بينهما بين بن بله والعقيد الشادلى ومعه تواتى كان عضوا في المحكمه العسكريه الصوريه التلى حكمت عليه بالاعدام احمد بن شريف اقتاد العقيد شعبانى بالكلاب sur ventre من بوسعاده الى الجلفه احمد بن شريف قايد الدرك من 62 92 ضابط هارب من الجيش الفرنسي وتواتى قايد الاصلاحات ضابط هارب من فرنسا http://www.youtube.com/watch?v=RQu23uZembg

ithguel
2011-09-24, 11:49
هم العملاء الذين ظهروا في اخر لحظة ليستولوا على الثورة ....لكن سيدفعون الثمن غاليا ....

يقول الله تعالى: " ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء."

tarek1987
2011-09-24, 11:59
هم العملاء الذين ظهروا في اخر لحظة ليستولوا على الثورة ....لكن سيدفعون الثمن غاليا ....

يقول الله تعالى: " ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء."
أتذكر يوما فجرفيه أحد القضاة مسألة المجاهدين المزيفين المتمركزين في أجهزة حساسة في الدولة -الذي ينادونه الجنرال المخ كمثال- المتواجد كمستشار للرئاسة وغيره آلاف.
إلا أن الموضوع تم إدخاله لغرفة الانعاش والإغلاق عليه ...حتما كانت رؤوس ستفتضح .
أما عن الظالم فاللهم لا شماتة ماتوا إثنين من رقاء السلاح في اليش الفرنسي وكانوا في هرمة السلطة والكل يعلم أنهم ماتوا موتة الكلاب
سلام

souhiel
2011-09-24, 13:13
نعم التاريخ الجزائري لم يكتب بعد وللأسف ارشيفنا في فرنسا

tarek1987
2011-09-24, 13:27
نعم التاريخ الجزائري لم يكتب بعد وللأسف ارشيفنا في فرنسا

لم يدرسوا لنا في أطوارنا التعليمية كل هذه الوقائع
وإنما ما درسنا هي أن المجادون يطلقون أول رصاصة على المحتل بالله أكبر
أما باقي الأحداث مغيبة
سلام

tarek22
2011-09-24, 16:41
ربما تكون مسألة ضم العسكر الذي خدم في الجيش الفرنسي ثم إلتحق بالثورة بعد مجيئ دوغول للحكم بواحدة من أعقد القضايا التي واجهتها جزائر ما بعد الإستقلال ... فبعد أن قررت القيادة وعلى رأسها الهواري بومدين ضم هؤلاء للجيش حدث أول إنقسام فعلي وخطير داخل جيش وجبهة التحرير الوطني التي كانت مسيطرة على المشهد السياسي والإجتماعي و الثقافي في جزائر الإستقلال وكانت القطرة التي أفاضت الكأس فبعد قضية حسين آيت أحمد وجماعته ثم قضية العقيد شعباني و بعدها الإنقلاب على بن بلة الذي قاده بومدين وجماعته بدأت تضهر تصدعات داخل السلطة الحاكمة وبين رفقة سلاح الماضي القريب و أخذت تتشكل داخل السلطة جماعات مناوئة لبعضها ومتصارعة فيما بينها وهو الصراع الذي ضهر فيما بعد داخل المجتمع و إنتقل من السلطة إلى الدولة بكل مكوناتها غذته أنانية الأطراف و الرؤية الضيقة للبعض والتطرف الذي يصاحب الجهل ومحاولة فرض الرأي وحب الزعامة و إحتكار الحقيقة والوطنية والتاريخ ... فبعد أن إستتبت الأمور لصالح الهواري بومدين الذي أراد أن يقوم بثورة داخل الجزائر في كل المجالات الصناعية والزراعية والتعليمية و الثقافية و كذلك عصرنة الجيش الوطني و تحويله لجيش نظامي حقيقي تخضع عناصره لتكوين أكاديمي عسكري و ليس مجرد جيش مكون من ثوار قادو ثورة شعبية ضد الإستعمار كما هو حال جيش التحرير الوطني غداة الإستقلال وفي ضل نقص الكفاءات الوطنية و إنعدامها في كثير من الأحيان لجأ بومدين لإتخاذ القرار الذي فجر العديد من الخلافات داخل مؤسسة الجيش وهو الإستنجاد بالضباط الذين خدمو في الجيش الفرنسي وتلقو تدريبا عسكريا في الأكاديميات العسكرية الفرنسية و إلتحقوا بالثورة بعد 1958 فأسند لهم مهمة إعادة هيكلة و عصرنة الجيش الوطني و فق الطرق الحديثة التي تلقوها في المدارس الفرنسية وهنا ثار الجدل بين القيادات وهو هل يمكن الثقة في هؤلاء ؟؟؟ و خاصة أن المناصب التي سيحتلها هؤلاء الضباط الجدد ستكون على حساب مجاهدين معروفين وقدماء و مناضلين داخل الحركة الوطنية يعتبرون أنفسهم السبب المباشر في إستقلال الجزائر و لا يجب أن تكون مكافأتهم من قبل وطنهم بهته الطريقة حيث يعزل من كان السباق لحمل السلاح ليحل محله ضباط صغار لم يلتحقوا بالثورة إلا في أواخرها لكن بومدين كان حازما في هذا الشأن فقد كان هدفه محددا في تلك الفترة وهو عصرنة الجيش دون الدخول في متاهات التاريخ فقد إعتبر أن الجزائر في تلك الفترة بحاجة لكل أبنائها ولا مجال للمزايدات بمن كان السباق لحمل السلاح ومن كان متأخرا و لا لأحد الحق في إحتكار الوطنية في وجه البقية وهو القرار الذي لم يهضمه قادة الثورة السابقين الذين وجدوا أنفسهم يحالون على المعاش الواحد تلو الآخر ويحل محلهم آخرون وكان القادة الثوريين ينظرون لهم نظرة إستعلائية و يصفون هؤلاء الجدد بضباط فرنسا نسبة لتلقيهم التكوين في الأكاديميات الفرنسية و محاولة للتشكيك في وطنية هؤلاء الذين ملكهم بومدين زمام المؤسسة العسكرية و أسند لهم مهمة تطويرها وعصرنتها ... ومن أهم هؤلاء طبعا عمي الطاهر كما يصفه الجميع أو المجاهد الكبير الطاهر الزبيري وكثيرون غيره ... بل هناك كتاب لرئيس الوزراء السابق السيد عبد الحميد الإبراهيمي عنونه ضباط فرنسا يقول في مقدمته أنه ربما ويجب أن نتوقف عند ربما يكون هؤلاء الضباط الذين إلتحقوا بالثورة بعد مجيئ دوغول ما هم إلا مندسون من طرف الفرنسيين ... لكن من يعرف تاريخ السيد الإبراهيمي وكيفية صعوده السياسي السريع و إعتماده في هذا الصعود على القائد الثوري و المجاهد الكبير السيد علي منجلي هذا الأخير الذي كان من أكبر الخاسرين من قرار بومدين ومن أكبر المعارضين لإنظمام الضباط الذين خدموا في فرنسا للجيش و ربما هو من أطلق عليهم تسمية ضباط فرنسا يدرك الخلفية التي كتب بها الإبراهيمي ...

tarek1987
2011-09-24, 19:15
مشكور أخي الفاضل tarek22 لكن منن خالف بومدين القرار هم من رجالات الصف الأول ومن محاربي الداخل وممن تبوؤوا مناصب قيادية كبيرة في الثورة وفي الداخل
هذا الصراع إتقسم عليه فريقين فريق قيادات الثورية الداخلية وكان أبرزهم العقيد شعبانيوالطاهر زبيري وعلىمنجلي وآخرون وقيادات الخارج كبومدين وبوتفليقة وغيرهم
إلا أن نظرة العقيد شعباني كانت صحيحة وما إسناد التحقيق معه للمخ تاع الجيش لدليل .
المهم أن جمع كبير من قيادات الجيش الوطني وقبله التحرير لك يكونوا موافقين على قرار بومدين والدليل ما حدث ..... ريثما تكتمل باقي الحقيقة من المجاهدين الآخرين هناك سيكتمل المشهد والصورة ولو أن ما أفرزته أزمة التسعيناتلخير دليل
شكرا لمرورك ولنظرتك وتحليلك ومعلوماتك
سلام

talbi77
2011-09-29, 09:34
ربما تكون مسألة ضم العسكر الذي خدم في الجيش الفرنسي ثم إلتحق بالثورة بعد مجيئ دوغول للحكم بواحدة من أعقد القضايا التي واجهتها جزائر ما بعد الإستقلال ... فبعد أن قررت القيادة وعلى رأسها الهواري بومدين ضم هؤلاء للجيش حدث أول إنقسام فعلي وخطير داخل جيش وجبهة التحرير الوطني التي كانت مسيطرة على المشهد السياسي والإجتماعي و الثقافي في جزائر الإستقلال وكانت القطرة التي أفاضت الكأس فبعد قضية حسين آيت أحمد وجماعته ثم قضية العقيد شعباني و بعدها الإنقلاب على بن بلة الذي قاده بومدين وجماعته بدأت تضهر تصدعات داخل السلطة الحاكمة وبين رفقة سلاح الماضي القريب و أخذت تتشكل داخل السلطة جماعات مناوئة لبعضها ومتصارعة فيما بينها وهو الصراع الذي ضهر فيما بعد داخل المجتمع و إنتقل من السلطة إلى الدولة بكل مكوناتها غذته أنانية الأطراف و الرؤية الضيقة للبعض والتطرف الذي يصاحب الجهل ومحاولة فرض الرأي وحب الزعامة و إحتكار الحقيقة والوطنية والتاريخ ... فبعد أن إستتبت الأمور لصالح الهواري بومدين الذي أراد أن يقوم بثورة داخل الجزائر في كل المجالات الصناعية والزراعية والتعليمية و الثقافية و كذلك عصرنة الجيش الوطني و تحويله لجيش نظامي حقيقي تخضع عناصره لتكوين أكاديمي عسكري و ليس مجرد جيش مكون من ثوار قادو ثورة شعبية ضد الإستعمار كما هو حال جيش التحرير الوطني غداة الإستقلال وفي ضل نقص الكفاءات الوطنية و إنعدامها في كثير من الأحيان لجأ بومدين لإتخاذ القرار الذي فجر العديد من الخلافات داخل مؤسسة الجيش وهو الإستنجاد بالضباط الذين خدمو في الجيش الفرنسي وتلقو تدريبا عسكريا في الأكاديميات العسكرية الفرنسية و إلتحقوا بالثورة بعد 1958 فأسند لهم مهمة إعادة هيكلة و عصرنة الجيش الوطني و فق الطرق الحديثة التي تلقوها في المدارس الفرنسية وهنا ثار الجدل بين القيادات وهو هل يمكن الثقة في هؤلاء ؟؟؟ و خاصة أن المناصب التي سيحتلها هؤلاء الضباط الجدد ستكون على حساب مجاهدين معروفين وقدماء و مناضلين داخل الحركة الوطنية يعتبرون أنفسهم السبب المباشر في إستقلال الجزائر و لا يجب أن تكون مكافأتهم من قبل وطنهم بهته الطريقة حيث يعزل من كان السباق لحمل السلاح ليحل محله ضباط صغار لم يلتحقوا بالثورة إلا في أواخرها لكن بومدين كان حازما في هذا الشأن فقد كان هدفه محددا في تلك الفترة وهو عصرنة الجيش دون الدخول في متاهات التاريخ فقد إعتبر أن الجزائر في تلك الفترة بحاجة لكل أبنائها ولا مجال للمزايدات بمن كان السباق لحمل السلاح ومن كان متأخرا و لا لأحد الحق في إحتكار الوطنية في وجه البقية وهو القرار الذي لم يهضمه قادة الثورة السابقين الذين وجدوا أنفسهم يحالون على المعاش الواحد تلو الآخر ويحل محلهم آخرون وكان القادة الثوريين ينظرون لهم نظرة إستعلائية و يصفون هؤلاء الجدد بضباط فرنسا نسبة لتلقيهم التكوين في الأكاديميات الفرنسية و محاولة للتشكيك في وطنية هؤلاء الذين ملكهم بومدين زمام المؤسسة العسكرية و أسند لهم مهمة تطويرها وعصرنتها ... ومن أهم هؤلاء طبعا عمي الطاهر كما يصفه الجميع أو المجاهد الكبير الطاهر الزبيري وكثيرون غيره ... بل هناك كتاب لرئيس الوزراء السابق السيد عبد الحميد الإبراهيمي عنونه ضباط فرنسا يقول في مقدمته أنه ربما ويجب أن نتوقف عند ربما يكون هؤلاء الضباط الذين إلتحقوا بالثورة بعد مجيئ دوغول ما هم إلا مندسون من طرف الفرنسيين ... لكن من يعرف تاريخ السيد الإبراهيمي وكيفية صعوده السياسي السريع و إعتماده في هذا الصعود على القائد الثوري و المجاهد الكبير السيد علي منجلي هذا الأخير الذي كان من أكبر الخاسرين من قرار بومدين ومن أكبر المعارضين لإنظمام الضباط الذين خدموا في فرنسا للجيش و ربما هو من أطلق عليهم تسمية ضباط فرنسا يدرك الخلفية التي كتب بها الإبراهيمي ...

والله ياخي لو كان الامر توقف عند هذا لقلنا ممكن الابراهيمي عنده خلفية
لكن الامر تجاوز الى محاربة كل شئء يربطنا باالاسلام والمشرق العربي
فلا تقلي انو التضييق على شيوخ جمعية العلماء المسلمين وسجنهم واقاتهم الجبرية صدفة ولم يكن لخونة ضباط الجيش الفرنسي يد فيها