المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانـتحـار... تاريخـه ودوافـعـه


فادي12
2011-09-23, 10:00
الانتحار كان موجوداً مع الإنسان دائماً… نجد قصصھ وحكایاه معنا في الكثیر من الروایات التاریخیة والأسطوریة… أسبابھ اختلفت باستمرار، من تلك المرتبطة بالحب كقصة رومیو وجولییت إلى تلك الخاصة بالشرف، إلا أن الأكثر انتشاراً ھو الانتحار بسبب الشعور بالألم أو بسبب الاكتئاب.
لكن ما الذي یدفع أي إنسان للتخلي عن حیاتھ وترك كل من یھمھ أمره وراءه؟ ولماذا توجد لدى البعض القدرة على، والرغبة في، اتخاذ مثل تلك الخطوة ولا توجد لدى البعض الآخر؟
الدراسات حول ھذا الملف لم تتوقف أبداً… لكن من الصعب تخیل واقع یغیب فیھ الانتحار عن عالمنا، مھما كانت نتائج تلك الدراسات والأبحاث.
لن نعرف أبداً من كان الشخص الأول الذي أدرك أن بإمكانھ إنھاء حیاتھ وقام بذلك بالفعل… لكننا نعرف أن الإنسان وصل إلى فھم شيء ما في نقطة محددة من تاریخھ؛ أنھ وبالإضافة إلى قتل آخرین من جنسھ، وإلى قتل حیوانات عدة، ھو أیضاً قادر على قتل نفسھ… ومنذ ذلك الحین، تغیر مفھوما الحیاة والموت إلى الأبد…
أما الیوم، فإن عدد الأشخاص الذین یقدمون على الانتحار سنویاً یصل إلى مليون وهو رقم يتزايد باستمرار ھذه الظاھرة تشكل أقوى المشكلات في مجال الصحة النفسیة وأسوأھا على المستوى العالمي، و یؤكد الرئیس السابق للرابطة الدولیة لمنع الإنتحار عالم النفس الكندي بریان میشارا ( لم یكن ممكناً حتى الآن تحدید السلوك السابق للانتحار أو استنتاج العوامل التي قد تسمح بالحؤول دون وقوعھ؛ وذلك لأنھ أمر یعتمد على أمور مختلفة؛ كالعمر والموقع الجغرافي والمكانة الاجتماعية ).
الأشخاص المعرضون للخطروفقاً للمعلومات التي توفرھا إحصاءات مختلفة، ھناك فئات من الناس أكثر عرضة للخطر في ھذا الجانب من غیرھا… على سبیل المثال، المدمنون على الكحول أو على المخدرات، كبار السن الذین یعانون من الاكتئاب، الأشخاص الذین توفي شخص عزیز علیھم، المعتقلون خصوصاً في الأیام الأولى لاعتقالھم، المصابون بأمراض لا علاج لھا أو نسبة الشفاء منھا متدنیة جداً، وأخیراً الأفراد الذین فشلوا في الانتحار في محاولات سابقة…
ھناك كذلك فئات ثقافیة أو اجتماعیة نجد فیھا الانتحار أكثر انتشاراً؛ مثل الرسامین والأدباء والعاملین في المجال الفني كالممثلین والمطربین.
إذا نظرنا إلى الدول، نجد أن العوامل تتغیر بعض الشيء؛ ففي إیران مثلاً بدأت أعداد المنتحرات من الإناث تتساوى مع عدد الذكور وعادة ما یتم الانتحار بإشعال النار في الجسد، في حین أن نسبة الانتحار بین المراھقین في أوروبا تصل إلى أعلى مستویاتھا في مدینة میلانو الإیطالیة وضواحیھا…
أما إذا نظرنا إلى عامل الانتماء إلى دین معین، فإننا نجد أن نسبة الانتحار بین المسلمین منخفضة
مقارنة بھا بین المسيحيين، وتصل إلى مستویاتھا العلیا بین الیھود… لكن ھناك بعض الفئات ضمن مجموعات دینیة تعتبر الانتحار في مواجھة الأعداء أمراً محبباً.
التقليد
عامل آخر كثر الحدیث عنھ ھو ما أطلق علیھ اسم “عامل فیرتر” وھو الانتحار تقلیداً لآخرین… ھذا العامل یعود في أصلھ إلى موجة انتحار انتشرت في ألمانیا بعد نشر یوھان فولفغانغ غوتھ روایتھ “آلام فیرتر” عام 1774 الذي یقوم بطلھا بقتل نفسھ في النھایة… وقد وصلت جدیة الأمور إلى حد منع بعض الحكومات تداول تلك الروایة وبیعھا… حالة أخرى مشابھة شھدتھا مدینة نیویورك بعد انتحار الممثلة الشھیرة مارلین مونرو؛ إذ ارتفعت نسبة الانتحار في الأیام التالیة بما یصل إلى أربعین في المئة… من الملاحظ كذلك ارتفاع النسبة بین الأشخاص الذین رأوا في أنفسھم صفات مشابھة لتلك الخاصة بالمنتحر الشھیر؛ فإذا كان المنتحر كبیر السن مثلاً، ترتفع نسبة الانتحار بین من ھم في نفس الفئة العمریة.
بین الدول التي تشھد أعلى نسب الانتحار ھناك الیابان بعدد یصل إلى 32 ألفاً في السنة… والأشخاص الذین یقدمون على الانتحار ھم من جمیع الفئات والمستویات الاجتماعیة؛ من المراھقین الذبن یقومون بالانتحار بصورة مزدوجة.
یقول یوكیو سایتو المسؤول عن شبكة هاتف الحياة (تصلنا 720 ألف مكالمة سنویاً طلباً للمساعدة، وأن الانتحار في الیابان كان على الدوام أمراً مقبولاً، ومن الصعب التغلب على ما هو سائد من الناحية الثقافية والمعتقدات التقليدية) .
الانتحار الجماعي
ھذا النوع لیس حكراً على الیابانیین وحدھم؛ فھناك جماعات دینیة أو طوائف تحث أتباعھا على الانتحار لأسباب مختلفة؛ منھا اقتراب موعد نھایة العالم أو الفساد الذي یسود المجتمع أو غیرھا…
أشھر ھذه الجماعات في العصر الحدیث تلك التيأسسھا الأمریكي جیم جونز في دولة غویانا أمریكا الجنوبیة وسماها معبد الشعوب وسبب شهرتها ھو انتحار 910 من أتباعھا بصورة جماعیة في نوفمبر 1978(398 رجلاً و 293 امرأة و 219 طفلاً )
الإ ان الأمر لا يتوقف عند ھذا الحد، فھناك منظمات تدعو الجنس البشري بأجمعھ إلى الانتحار؛ مثل الحركة الطوعیة لانقراض البشریة والتي تدعو إلى حمایة كوكبنا وبیئتھ وجمیع الكائنات الموجودة
علیھ من النوع الوحيد الذي یتسبب في الإضرار بھا؛ البشر…كیف؟ بالمطالبة بوقف التكاثر.
في معظم الحالات، الانتحار یأتي نتیجة لرؤیة مشوھة للواقع وللظروف المحیطة… لھذا، من تنتابھ رغبة في إنھاء حیاتھ ینصحھ المختصون بالتشكیك بصحة نظرتھ إلى الأمور والبحث فوراً عن أدلة وبراھین تثبت صحة تلك النظرة أو عدمھا؛ كالحدیث مع شخص محل ثقة كالطبیب الخاص أو الصدیق المقرب أو حتى التوجھ إلى مشفى متخصص في مجال الطب النفسي… الحقیقة التي یجب على الجمیع التفكیر فیھا ھي أنھ بفقدان الحیاة، نفقد كل شيء؛ الوجود بماضیھ وحاضره ومستقبلھ وبكل من نحب وكل ما نحب… ولن تكون ھناك فرصة ثانیة أبداً.
كيف تنظر الأديان إلى الانتحار
تعارض معظم الأدیان الانتحار وتشجبھ، لكن بصور مختلفة؛ فمفھوم قدسیة الحیاة في الیھودیة یحرم الانتحار إذا كان فردیاً، إلا أنھ مقبول إذا كان جماعیاً تحت ظروف قاسیة جداً، كما حدث في حصار مسادا (عام 74 بعد المیلاد) وكما حدث للیھود الذین لجؤوا إلى قلعة یورك عام 1190 … أما في المسیحیة ورغم أن الانتحار لم یكن من الخطایا المحرمة خلال العقود الأولى بعد المسیح، إلا أنھ في القرن السادس المیلادي تحول إلى إثم كبیر یمنع الدفن في المقابر المسیحیة… أما بالنسبة للمسلمین، فھو محرم بكافة أشكالھ وصوره. وفي البوذیة یعد الانتحار فعلاً یؤدي إلى الدمار فھو یعطل تدفق الحیاة بشكلھا الطبیعي الخاص بتناسخ الأرواح والولادة والموت.

tahrah14
2011-09-23, 10:39
مشكور .

fatimazahra2011
2011-09-23, 17:42
http://noorfatema.com/images/b/noorfatema12.gif
http://i4.glitter-graphics.org/pub/120/120694amtl4adb8a.gif

http://www.bani-hasan.com/up_load/3afak.gif

♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪


http://www.noorfatema.net/up/uploads/13152434331.gif



█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌