المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصيةُ عمرِو بنِ كلثومِ التغلبيّ


طاهر القلب
2011-09-21, 15:17
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وصيةُ عمرِو بنِ كلثومِ التغلبيّ

* عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب التغلبي (توفي 39 ق.هـ/584م) : شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات ، من الطبقة الأولى ، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة و تجوّل فيها و في الشام و نجد ، كان من أعز الناس نفساً ، و هو من الفتاك الشجعان ، ساد تغلب ، و هو فتىً و عمّر طويلاً .
هو من قام بقتل الملك عمرو بن هند ملك المناذرة ، و ذلك أن أم عمرو بن هند ادعت يوماً أنها أشرف نساء العرب فهي بنت ملوك الحيرة و زوجة ملك و أم ملك فقالت إحدى جليساتها : "ليلى بنت المهلهل أشرف منك فعمها كليب و أبوها المهلهل سادة العرب و زوجها كلثوم بن مالك أفرس العرب و ولدها عمرو بن كلثوم سيد قومه" فأجابتها : "لأجعلنها خادمةً لي" .
ثم طلبت من ابنها عمرو بن هند أن يدعو عمرو بن كلثوم و أمه لزيارتهم فكان ذلك ، و أثناء الضيافة حاولت أم الملك أن تنفذ نذرها فأشارت إلى جفنة على الطاولة و قالت : " يا ليلى ناوليني تلك الجفنة" فأجابتها : "لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها" فلما ألحت عليها صرخت : "يا ويلي يا لذلِّ تغْلب" فسمعها ابنها عمرُو بن كلثوم و كانَ جالساً مع عمرِو بنِ هند في حُجرة مجاورة فقام إلى سيفٍ معلقٍ و قتَلَهُ به ، و يقال في ذلك : «فتكات الجاهلية ثلاث : فتكة البراض بعروة ، و فتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر ، و فتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند ملك المناذرة ، فتك به و قتله في دار ملكه و انتهب رَحله و خَزائنَه و انْصرف بالتغالبةِ إلى خارجِ الحيرةِ و لم يصبْ أحدٌ من أصحابِه .
أشهرُ شعرِه معلقتُه التي مطلعها "أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا" ، يقال : إنها في نحو ألف بيت و إنما بقي منها ما حفظه الرواة ، و فيها من الفخر و الحماسة العجب ، و قد اشتهر بأنه شاعر القصيدة الواحدة لأن كل ما روي عنه معلقته و أبيات لا تخرج عن موضوعها .
* أوصى عمرو بن كلثوم التغلبي بنيه فقال :
"يا بنيّ ، إني قدْ بلغتُ من العمرِ ما لمْ يبلغْ أحدٌ من آبائِي و أجدادِي ، و لا بدّ من أمرٍ مقتبلٍ و أن ينزلَ بي ما نزلَ بالآباءِ و الأجدادِ و الأمهاتِ و الأولادِ ، فاحفظُوا عنّي ما أوْصِيكُم به .
إنّي و اللهِ ما عيّرتُ رجلًا قطُّ أمرًا إلا عيّرَ بي مثلَهُ إنْ حقًا فحقًا و إنْ باطلًا فباطلًا ، و منْ سَبَّ سُبَّ ، فكفّوا عنِ الشّتمِ فإنّهُ أسْلَمُ لأعراضِكم ، و صلُوا أرحامَكُم تعمّر دارُكم ، و أكرمُوا جارَكم يَحْسُن ثنَاؤُكم ، و زوّجوا بناتَ العمِّ بنِي العمَّ ؛ فإن تعديتُم بهنّ إلى الغرباءِ فلا تألُوا بهنّ الأكفَاءَ ، و أبعدُوا بيوتَ النّساءِ من بُيوتِ الرّجالِ فإنّه أغَضُّ للبصرِ و أعفُّ للذّكرِ ، و متَى كانتْ المعاينةُ و اللقاءُ ففِي ذلك داءٌ منَ الأدواءِ ، و لا خيرَ فيمنْ لا يغَارُ لغيرِهِ كمَا يغارُ لنفسِه ، و قلْ لمن انتهكَ حرمةً لغيرِه إلا انتهكتْ حرمَتُه .
و امنَعُوا القريبَ من ظلمِ الغريبِ ؛ فإنك تدلّ على قريبِك ، و لا يحلّ بك ذلّ غريبِك ، و إذَا تنَازعتُم في الدّماءِ فلا يكنْ حقّكم للقاء ؛ و إذَا حُدِّثْتُم فعُوا و إذَا حَدَّثْتُم فأوْجِزُوا ؛ فإنّ معَ الإكثارِ يكونُ الإهْذارُ ، و اعلمُوا أنّ أشْجعَ القومِ العطُوفُ ، و خيرُ الموتِ تحتَ ظلالِ السّيُوفِ ، و لا خيرَ فيمنْ لا روِيّةَ لهُ عندَ الغضب ، و لا فيمن إذَا عُوتِبَ لمْ يعْتبْ ، و منَ الناسِ من لا يُرجى خَيره و لا يُخافُ شرُّه فبكْؤُه خيرٌ من دَرّه ، و عقُوقُه خيرٌ من بِرّه ، و لا تَبْرَحُوا في حُبِّكم فإِنَّه مَن بَرَحَ فى حَبٍّ آلَ ذلك إلى قَبيحِ بُغْضٍ ، وكم قد زَارَنٍي إنسانٌ وَزُرْتُه فانقلبَ الدَّهرُ بنا فُبُرْتُهُ ، و اعلمُوا أنّ الحكيمَ سَليم ، و أنّ السيفَ كَلِيم ؛ إنّي لمْ أمتْ و لكنْ هَرِمْت ، و دخَلتْني ذِلّةٌ فسَكَتّ ، و ضَعُف قّلْبي فأهْترت ... سلّمَكُم ربُّكم و حيّاكم "

منقــــــول
أرجو أن تنال إعجابكم هذه القطعة الزبرجدية من تراثنا الضخم

نسائم الهدى
2011-09-24, 16:58
بارك الله فيك أخي
طاهر القلب

صلاح البسكري
2011-09-26, 19:25
السلام عليكم
الله يبارك فيك أخي
سلام