lakhdarali66
2011-09-19, 22:36
http://www.ruowaa.com/vb3/uploaded/2009/15842/1258262141.gif
اشتياق وأمل
دق جرس إنتهاء الحصة الدراسية فشرع زياد في تكديس أدواتهفي محفظته… .فأطلق لساقيه العنان كأنهما يتسابقان شطرالدار ..على الدرج المدرسي خلف كل زملائه معتذرا والسعادة تحدث على وجهه فنونا وألوانا ،فماأجمل أن يلهث من أجل إسعاد أمه التي لاتكف عن تذكيره بحلم أبيه الشهيد وأن يرسم بسمة على ثغرها الذي يتراءى له أجمل الورد وأعطرها .. فهي في مصبحه وممساه تذكره بحلم أبيه الشهيد وتحضه على الدراسة والتعليم وعباءة بذلالنقس في سبيل اللهمن أجل فلسطين .
يصعد درج الدار عاجلا ..يدق الباب دقلت متتابعة..يفتح الباب على بسمة أمه المعتادة .
-أمي أمي لقد حصلت على أعلى الدرجات في اختبار الشهر ....
- حبيبي كم تسعدني في نهاية كل شهر وكل عام مد كنت تلميذا بالصف الأول الإبتدائي وحتى اليوم وأنت في الصف الأول ثانوي ..ومكافأتي لك سأسنصع لكم الحلوى التي تحبها
-قبل رأسها:جزيت خيرا يا أماه:
-هيا يا بني لتبتاع البيض والكريمة وكل مستلزمات الحلوى ...
أنقدثه كل مايبتاع به ما تحتاجه لصنع الحلوى ، فلما أراد الخروج تعلقت أخته الصغيرة بيابه ووضعت راحته اليسرى في يمناه .. قبض عليها بحب وحنان وتسابقا هابطين على الدرج .....
ابتاعا ماوصته به أمهما ثم استدارا عاجلين محبورين...وفجأة وقعت الواقعة زلزلت غزة ارتجت الأرض من تحتها ، وعلا أزيز طائرات صهيون تنزف حمم الحقد والباطل وعدم الشرعية ،لكنه لم يأبه لذلك لأنه ألفها كعادتها أن تحلق كل صباح مساء في سماء غزة ،فمد بصره صوب داره فأبصر دخانا وغبارا يعلو في الأفق ويحجبان الرؤيا. وصراخ وضجيج يصمان الأذن فقبض على يد أخته بشدة وقلبه يضطرب لهول الفاجعة ثم أخذا يهرولان نحو الدار ...لحظات وتوقف لاهثا مذهولا مفزوعا متسائلا:
ماهذا ...؟ ماذاحدث...؟ أين الدار...؟؟؟ لاأحد يجيبه سوى طلقات مدمرة تنفثها الطائرات لا تعترف التميز بين شيخ ولا امرأة ولا رضيع ،شعارها الموت والهمجية .
هكذا وجد زياد نفسه بين سحب ثخينة من دخان وغبار، تابث وصامد لا يتزعزع لأن من ألف شيئا صار عنده عادة ،فالتفت إلى أخته قائلا لم الفزع ياأختاه؟ إن لم نمت اليوم سنموت غدا فالموت حقيقة حتمية لمفر منها فعلي أن أموت عزيزا مثل أبي ،لن أستسلم ،لن أهاب أحدا، لن أبيع وطني ،لن أخون أمتي لن و لن أتخلى عن هويتي .بل سأبدل نفسي في سبيلك يا وطني وليطلقوا علي أي اسم شاءوا كفى من البكاء ورثاء المجد، ثم انطلق يبحث عن داره فلمحها أثرا ... اختلطت أطلالها وركامها بأطلال وركام مركز الشرطة المجاور ثم صرخ:
أمي...أختي .......أخي ......جدتي.............
لاريب جميعهم شهداء تحت أطلال الدار وركام أحقاد يهود ، تذكر أخته أنها بيده تصرخ صراخات هستيرية يكاد قلبها يتوقف فزعا ودهشة فلم يكن يأبه لها لأنها تدرك مايدور وتعي ماترى ،ضمها إلى صد ره سريعا ليخفف عنها ماتكابده من فقد الأباء ولأحبة ثم نظر إ ليها نظرة مودع وعيناه قد اغرورقتا بالدموع فهمس في أذنها بكلمات متقطعة من شدة البكاء وصراخاته تدوي داخله تزلزله ،تتدافع لتصل إلى فيه يحاول النطق بها تأبى عليه يعيدها إلى داخله يكاد قلبه يتصدع لها
لكنه استجمع قواه قائلا :لئن مات أبائي فلن ننساك ياغزة يا مدينتي الطيبة فابشري فقد رهنت نفسي من أجلي استقلالك يا أرض الصالحين .ثم رفع رأسه وأرسل نظراته بعيدا تطفح بالتحدي وتنضح بالرغبة في الا نتقام امتدت في الفضاء صوب تل أبيب ترسل شواضا من لهيب وزفر زفرة لو كان صاروخا لمحتها على وجه الأرض
لكن سرعان ماتراءت له صورة غزة في مخيلته أيام عزها وحريتها قبل تدميرها فصاح من حنق :
ما هذه مدينتي لا ولن تكون ؟؟؟.
ماهذه مدينتي لا ولن تكون؟؟؟؟
سأعيد لك الحياة سأتزوج لأنجب ولدا أسميه صلاح الدين وأعلمه فنون الحرب والرماية ليعد لك مجدك المسلوب لأنك أنت الوحيدة التي تعرفين أن حياتي موت وأن الحقد في قلب كبير على أعدائك. وأن الرعب في نفسي خطير، ولن أعلم ولدي أن يهجش بالبكاء والصراخ ،بل أعلمه حمل السيف والرماح .فياأيها الباكون كفكفوا دموعكم ،عار هو البكاء والصراخ أيها الباكون أحملوا سيوفكم أيها الباكون كفى من النفاق والخيانة فلن أصدق بكاءكم .
أعدك يامديتتي بأنني سأوصيه بأن هذه الأرض يا بني أرضك وحماك استشهد من أجلها اطرد البغاة عنها ،اسقيها بدمك لا تدع أقدام غاصب تدنس نقاوتها فإن مت يا بني قبل أن أحقق مرادي فهذه وصيتي لك وأوفي بها :غزة ... غزة...غزة...
اشتياق وأمل
دق جرس إنتهاء الحصة الدراسية فشرع زياد في تكديس أدواتهفي محفظته… .فأطلق لساقيه العنان كأنهما يتسابقان شطرالدار ..على الدرج المدرسي خلف كل زملائه معتذرا والسعادة تحدث على وجهه فنونا وألوانا ،فماأجمل أن يلهث من أجل إسعاد أمه التي لاتكف عن تذكيره بحلم أبيه الشهيد وأن يرسم بسمة على ثغرها الذي يتراءى له أجمل الورد وأعطرها .. فهي في مصبحه وممساه تذكره بحلم أبيه الشهيد وتحضه على الدراسة والتعليم وعباءة بذلالنقس في سبيل اللهمن أجل فلسطين .
يصعد درج الدار عاجلا ..يدق الباب دقلت متتابعة..يفتح الباب على بسمة أمه المعتادة .
-أمي أمي لقد حصلت على أعلى الدرجات في اختبار الشهر ....
- حبيبي كم تسعدني في نهاية كل شهر وكل عام مد كنت تلميذا بالصف الأول الإبتدائي وحتى اليوم وأنت في الصف الأول ثانوي ..ومكافأتي لك سأسنصع لكم الحلوى التي تحبها
-قبل رأسها:جزيت خيرا يا أماه:
-هيا يا بني لتبتاع البيض والكريمة وكل مستلزمات الحلوى ...
أنقدثه كل مايبتاع به ما تحتاجه لصنع الحلوى ، فلما أراد الخروج تعلقت أخته الصغيرة بيابه ووضعت راحته اليسرى في يمناه .. قبض عليها بحب وحنان وتسابقا هابطين على الدرج .....
ابتاعا ماوصته به أمهما ثم استدارا عاجلين محبورين...وفجأة وقعت الواقعة زلزلت غزة ارتجت الأرض من تحتها ، وعلا أزيز طائرات صهيون تنزف حمم الحقد والباطل وعدم الشرعية ،لكنه لم يأبه لذلك لأنه ألفها كعادتها أن تحلق كل صباح مساء في سماء غزة ،فمد بصره صوب داره فأبصر دخانا وغبارا يعلو في الأفق ويحجبان الرؤيا. وصراخ وضجيج يصمان الأذن فقبض على يد أخته بشدة وقلبه يضطرب لهول الفاجعة ثم أخذا يهرولان نحو الدار ...لحظات وتوقف لاهثا مذهولا مفزوعا متسائلا:
ماهذا ...؟ ماذاحدث...؟ أين الدار...؟؟؟ لاأحد يجيبه سوى طلقات مدمرة تنفثها الطائرات لا تعترف التميز بين شيخ ولا امرأة ولا رضيع ،شعارها الموت والهمجية .
هكذا وجد زياد نفسه بين سحب ثخينة من دخان وغبار، تابث وصامد لا يتزعزع لأن من ألف شيئا صار عنده عادة ،فالتفت إلى أخته قائلا لم الفزع ياأختاه؟ إن لم نمت اليوم سنموت غدا فالموت حقيقة حتمية لمفر منها فعلي أن أموت عزيزا مثل أبي ،لن أستسلم ،لن أهاب أحدا، لن أبيع وطني ،لن أخون أمتي لن و لن أتخلى عن هويتي .بل سأبدل نفسي في سبيلك يا وطني وليطلقوا علي أي اسم شاءوا كفى من البكاء ورثاء المجد، ثم انطلق يبحث عن داره فلمحها أثرا ... اختلطت أطلالها وركامها بأطلال وركام مركز الشرطة المجاور ثم صرخ:
أمي...أختي .......أخي ......جدتي.............
لاريب جميعهم شهداء تحت أطلال الدار وركام أحقاد يهود ، تذكر أخته أنها بيده تصرخ صراخات هستيرية يكاد قلبها يتوقف فزعا ودهشة فلم يكن يأبه لها لأنها تدرك مايدور وتعي ماترى ،ضمها إلى صد ره سريعا ليخفف عنها ماتكابده من فقد الأباء ولأحبة ثم نظر إ ليها نظرة مودع وعيناه قد اغرورقتا بالدموع فهمس في أذنها بكلمات متقطعة من شدة البكاء وصراخاته تدوي داخله تزلزله ،تتدافع لتصل إلى فيه يحاول النطق بها تأبى عليه يعيدها إلى داخله يكاد قلبه يتصدع لها
لكنه استجمع قواه قائلا :لئن مات أبائي فلن ننساك ياغزة يا مدينتي الطيبة فابشري فقد رهنت نفسي من أجلي استقلالك يا أرض الصالحين .ثم رفع رأسه وأرسل نظراته بعيدا تطفح بالتحدي وتنضح بالرغبة في الا نتقام امتدت في الفضاء صوب تل أبيب ترسل شواضا من لهيب وزفر زفرة لو كان صاروخا لمحتها على وجه الأرض
لكن سرعان ماتراءت له صورة غزة في مخيلته أيام عزها وحريتها قبل تدميرها فصاح من حنق :
ما هذه مدينتي لا ولن تكون ؟؟؟.
ماهذه مدينتي لا ولن تكون؟؟؟؟
سأعيد لك الحياة سأتزوج لأنجب ولدا أسميه صلاح الدين وأعلمه فنون الحرب والرماية ليعد لك مجدك المسلوب لأنك أنت الوحيدة التي تعرفين أن حياتي موت وأن الحقد في قلب كبير على أعدائك. وأن الرعب في نفسي خطير، ولن أعلم ولدي أن يهجش بالبكاء والصراخ ،بل أعلمه حمل السيف والرماح .فياأيها الباكون كفكفوا دموعكم ،عار هو البكاء والصراخ أيها الباكون أحملوا سيوفكم أيها الباكون كفى من النفاق والخيانة فلن أصدق بكاءكم .
أعدك يامديتتي بأنني سأوصيه بأن هذه الأرض يا بني أرضك وحماك استشهد من أجلها اطرد البغاة عنها ،اسقيها بدمك لا تدع أقدام غاصب تدنس نقاوتها فإن مت يا بني قبل أن أحقق مرادي فهذه وصيتي لك وأوفي بها :غزة ... غزة...غزة...