تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذكر بناء الجنة .


الزمزوم
2011-09-17, 14:24
ذكر بناء الجنة وملاطها وحصباؤها و تربتها:

توجد على وجه هذه البسيطة أبنية فخمة وقصور مشيدة ومساكن وغرف..لكنها مهما علا قدرها وجمالها ومهما تطاول بنيانها وعلوها.. لا تشبه ما في الجنة من مساكن وبنايات إلا في الاسم فقط ، ففي الجنة من سحر المساكن وجمال القصور وتعالي الغرف وتلألؤ الخيام,ما تقر به العين وتسكن إليه النفس وكيف لا وخيامها من لؤلؤ, وقصورها من ذهب وفيها من فاخر الأثاث وكواعب النساء وطيب الشراب ولذيذ الطعام مالا يخطر ببال أو يدور في الخيال ، وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد ، ودرر الفرائد .



( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي ) أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : الْجَنَّةُ بِنَاؤُهَا لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ .



قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: (الجنة بناؤها لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ) أَيْ بِنَاؤُهَا مُرَصَّعٌ مِنْهُمَا

( وَمِلَاطُهَا ) بِكَسْرِ الْمِيمِ أَيْ مَا بَيْنَ اللَّبِنَتَيْنِ مَوْضِعُ النُّورَةِ، فِي النِّهَايَةِ: الْمِلَاطُ الطِّينُ الَّذِي يُجْعَلُ بَيْنَ سَاقَتَيِ الْبِنَاءِ يُمَلَّطُ بِهِ الْحَائِطُ أَيْ يُخْلَطُ .

( الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ ) أَيِ الشَّدِيدُ الرِّيحِ .
( وَحَصْبَاؤُهَا ) أَيْ حَصْبَاؤُهَا الصِّغَارُ الَّتِي فِي الْأَنْهَارِ قَالَهُ الْقَارِي. وَقَالَ صَاحِبُ أَشِعَّةِ الجزء السابع اللُّمَعَاتِ: أَيْ حَصْبَاؤُهَا الَّتِي فِي الْأَنْهَارِ وَغَيْرِهَا. قُلْتُ: الظَّاهِرُ هُوَ الْعُمُومُ
( اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ ) أَيْ مِثْلُهَا فِي اللَّوْنِ وَالصَّفَاءِ
( وَتُرْبَتُهَا ) أَيْ مَكَانَ تُرَابِهَا
( الزَّعْفَرَانُ ) أَيِ النَّاعِمُ الْأَصْفَرُ الطَّيِّبُ الرِّيحِ فَجَمَعَ بَيْنَ أَلْوَانِ الزِّينَةِ وَهِيَ الْبَيَاضُ وَالْحُمْرَةُ وَالصُّفْرَةُ وَيَتَكَمَّلُ بِالْأَشْجَارِ الْمُلَوَّنَةِ بِالْخُضْرَةِ. وَلَمَّا كَانَ السَّوَادُ يَغُمُّ الْفُؤَادَ خُصَّ بِأَهْلِ النَّارِ .
( مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ ) بِفَتْحِ وَسَطِهِمَا فِي الْقَامُوسِ: الْبَأْسُ الْعَذَابُ وَالشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ بَؤُسَ كَكَرُمَ بَأْسًا وَبَئِسَ كَسَمِعَ اشْتَدَّتْ حَاجَتُهُ
( يَخْلُدُ ) أَيْ يَدُومُ فَلَا يَتَحَوَّلُ عَنْهَا
(ولَا يَمُوتُ ) أَيْ لَا يَفْنَى بَلْ دَائِمًا يَبْقَى
( َلَا تَبْلَى ) بِفَتْحِ أَوَّلِهِ مِنْ بَابِ سَمِعَ يَسْمَعُ أَيْ لَا تَخْلَقُ وَلَا تَتَقَطَّعُ
( ثِيَابُهُمْ ) وَكَذَا أَثَاثُهُمْ
( وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ ) أَيْ لَا يَهْرَمُونَ وَلَا يُخَرِّفُونَ وَلَا يُغَيِّرُهُمْ مُضِيُّ الزَّمَانِ قَالَ الْقَاضِي: مَعْنَاهُ أَنَّ الْجَنَّةَ دَارُ الثَّبَاتِ وَالْقَرَارِ وَأَنَّ التَّغَيُّرَ لَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهَا فَلَا يَشُوبُ نَعِيمَهَا بُؤْسٌ وَلَا يَعْتَرِيهِ فَسَادٌ وَلَا تَغْيِيرٌ، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ دَارَ الْأَضْدَادِ وَمَحَلَّ الْكَوْنِ وَالْفَسَادِ .

مسألة : ما هي تربة الجنة ؟
تربة الجنة : المسك والزعفران والدرمكة البيضاء (الدقيق الحواري الخالص البياض).
وتأمل في الأحاديث الآتية بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيها واجعل لها من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيها من غرر الفوائد ، ودرر الفرائد .
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي ) أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : الْجَنَّةُ بِنَاؤُهَا لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ .
( حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد: " ما تربة الجنة؟ قال: درمكة بيضاء مسك يا أبا القاسم, قال: صدقت" .
( حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم ) أن بن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال درمكة بيضاء مسك خالص، وثبت في السنة الصحيحة أن تربتها الزعفران كما في الحديث الآتي :
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي ) أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : الْجَنَّةُ بِنَاؤُهَا لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ .

أخي الحبيب:
إن كنت المحب لهذا العيش الرغيد ولتلك المساكن الطيبة, فاصبر نفسك على طاعة الله, واجتناب محارمه وأداء الصلوات والصيام والقيام في الظلمات..
ولله درُ من قال :
فما هي إلا ســاعة ثم تنقــضي ويدرك غب السير من هو صابر

الزمزوم
2011-09-17, 14:27
1ربيعـك للـروح كالبلسـم *** بهيج الضحى رائـق المبسـم 2يحرك فـي النفـس وجدانهـا *** ويطلقها مـن إسـار الـدم
3 ويبعثهـا حـرة لا تضـيـق *** بكيـد العـواذل والـلـوم
4ويرفعها من حضيض التـراب *** إلى الأفق الأرحـب الأكـرم
5 ويغمرهـا بحنـان السمـاء *** ويمنحهـا هيبـة المسـلـم
6 فتشرق فـي القلـب أنـواره *** وينبـض بالحمـد للمنـعـم
7 ويمشي سويـا علـى منهـج *** سليـم يـؤدي إلـى أسلـم
8 ويعبق فيـه أريـج الهـدى *** زكيا يطـول علـى الموسـم
9 أرق وأنـدى مـن الياسميـن *** وأبهى جمـالا مـن البرعـم
10 ربيعك يـا سيـد الكائنـات *** سناه ينيـر القلـوب العمـي
11 ويروي غليل العطاش الذيـن *** يرون السراب كسيل طمـي
12 نبي الهـدى هزنـي ذكركـم *** فرحت أعني بشـوق ظمـي
13 وأشدوا بفضلك بين الرجـال *** جهـارا نهـارا بمـلء الفـم
14 وأدعـو الأنـام لمنهاجكـم *** ومنهاجكـم غايـة المنغـم
15 وروح السلام لكـل الأنـام *** فـلا عربـي ولا أعجـمـي
16 خلت بدعة الجاهلين الجفـاه *** وولت مـع الباطـل المرغـم
17 ومات التفاخـر والكبريـاء *** فكـل البـريـة مــن آدم
18 وحل التفاضـل بالصالحـات *** محـل التعاظـم بالأعـظـم
19 فمـا أبرمـا الله لـم ينتقـض *** ومـا نقـض الله لـم يبـرم
20 فليس سواء نظـام وضيـع *** ونهـج مـن الخالـق المنعـم
21 وهل يستوي بشـر يدعـي *** علوما مـع الخالـق الأعلـم
22 وكيف بربـك ترضـى بـذا *** وأنـت تحـن إلـى الأقـوم
23 ألسـت تخالفهـا فـطـرة *** فطرت عليها مـن الأرحـم
24 فحقق لنفسك مـا تشتهـي *** مـن الطيبـات ولا تـرتـم
25 بمـا يتنافـى مـع المنـزلات *** من الخالق البـاريء الأعظـم
26 وحسبي وحسبك ماقد نرى *** ونلمـس مـن دائنـا المؤلـم
27 نصيح ولا من سميـع مجيـب *** ونصرخ فـي مهمـة مبهـم
28 ويبصـر أعدائنـا مـا بنـا *** وسـر التأخـر لـم يكتـم
29 وبتنا لهـم هدفـا واضحـا *** يجر بنـا مـن يريـد الرمـي
30 فيا أيها الكون منـي استمـع *** ويا أذن الدهر عنـي افهمـي
31 فأني صريـح كمـا تعلميـن *** حريص على مبدئـي القيـم
32 ومهما تعـددت الواجهـات *** فلست إلـى وجهـة أنتمـي
33 سوى قبلة المصطفى والمقـام *** لأروي الحشاشة مـن زمـزم
34 وأشهد من دب فوق الثـرى *** وتحت السما عـزة المسلـم
35 أغار علـى أمتـي أن تتيـه *** بهوج العواصف فـي العيلـم
36 أغار علـى أمتـي أن تضـل *** سبيل النجـاة ولـم تسلـم
37 أغار على أمتـي أن تـدوخ *** ولـم تتمكـن مـن السلـم
38 فتقعـد صمـاء مضـرورة *** تطربهـا لـغـة الأبـكـم
39 وتشغلها سفسفـات الأمـور *** عن الفرض والواجب الأقـدم
40 وتدفـن آمالهـا بالضحـى *** وتمسي وتصبـح فـي مأتـم
41 تقـوم وتقعـد مـن همهـا *** وماء المدامـع يهمـي همـي
42 تناشـد أبنـاءهـا عــروة *** من الدين والحق لـم تفصـم
43 وترجـو لعلاتهـا مرهـمـا *** وليس سوى الدين من مرهـم
44 أخي لا تلن فالألـى قـدوة *** لمثلـي ومثلـك فـي المـأزم
45 وكانوا إذا ما ادلهـم الزمـان *** جلـوه بعـزم فتـي سمـي
46 لهم قدرهم باعتبـار الرجـال *** وسمعتهـم فـي ذرى الأنجـم
47 تقدم فأنت الأبـي الشجـاع *** ولا تتهـيـب ولا تحـجـم
48 عليك بهدي الرسول الكريـم *** ومنهـاج قرآنـك المحكـم
49 فـلا تتنـازل ولا تنحـرف *** ولا تتـشـاءم ولا تـسـأم
50 تقدم فما في حيـاة الـورى *** مكـان لمستضعـف معـدم
51 وجرد بوجه الخصوم اللئـام *** سلاحـك لا عفـة المحـرم
52 لتمسح في القدس من أهلهـا *** دمـوع الارامـل واليـتـم
53 فليس من الحـزم أن تنثنـي *** بيـوم الكفـاح ولـم تقـدم
54 وليس من العـزم أن ينطفـي *** لهيب الفـداء ولـم يضـرم
55 تحرك فأنت العزيـز الكريـم *** ولو أثر القيـد فـي المعصـم
56 ولا تبتئس من سموم الصـلال *** ولا تخش من نهشـة الأرقـم
57 وخضها كما خاضها الأقدمون *** بحـارا تمـوج بقانـي الـدم
58 ولا تك مـن معشـر تافـه *** يقيـس السعـادة بالدرهـم
59 وينظر للكـون مـن كـوة *** تطـل علـى عالـم مظلـم
60 يعيـش وليـس لـه غايـة *** سوى مشرب وسوى مطعـم