المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن التعامل مع الخطأ


فادي12
2011-09-14, 08:51
إن الإنسان بطبيعته مفطور على الخطأ، وقد قال تعالى " كل ابن آدم خطاء و خير الخطاءين التوابين"؛ فالخطأ إن تُم علاجه يتحول من نِقمة إلى نِعمة، و الحكيم من يُحول المحنة إلى منحة، والتعامل مع الخطأ يشكل حجر الزاوية في جسامة النتائج و احتمال تجنبها، فالقاعدة المعروفة في علم الإدارة تقول أن التأثير الخارجي للمشكلة لا يتعدى %20بينما تعاملنا مع المشكلة يشكل %80 أي أنه و من خلال تعاملنا مع المشكلة و تقبلها يمكننا أن نحول المحنة لمنحة أو على الأقل نقلل من حدة أضرارها.

*****

من أسباب الخطأ قلة المعرفة أو بشكل دقيق المعلومات الصحيحة المؤطرة للمشكلة؛ فإن معرفة المشكلة هي الخطوة الأولى لحلها، فإن نحن اعتمدنا على معلومات خاطئة فنحن نكبر من حجم المشكلة و نؤدي إلى اتساعها عوض الحد منها و التغلب عليها، لذلك كان أول شيء على الإنسان فعله عند مواجهة المشكلة ربط جميع المعلومات المؤطرة للمشكلة و تبعاتها على مسار حياتنا و تجلياتها في واقعنا.

*****

إن الإنسان يتخذ قراراته بناء على مستوى إدراكه، لذلك عليه أن لا يكلف نفسه فوق طاقتها و يلوم نفسه على قرارات اتخذها في وقت من الأوقات، فإدراكنا اليوم أكبر و أوسع من إدراكنا قبل 10 سنوات، لذلك لا يجب علينا محاسبة أنفسنا على قرارات اتخذناها انطلاقا من إدراكنا للواقع المحيط بنا، لأن القرارات تبنى من خلال المعلومات التي جمعناها، هذه المعلومات تكون إدراكنا للمشكلة و بناء على هذا الإدراك نتخذ القرار من أجل حلها أو الحد منها، يبقى السبب الثالث الرئيسي في الخطأ من وجهة نظري التسرع، ويجب دائما التفريق بين السرعة في أخد القرار و التسرع ، لأن السرعة مطلوبة و ذلك للحد من نتائج المشكلة على حياتنا ؛ فالمماطلة في حل المشكلة يؤدي إلى تفاقمها و تفاقم نتائجها، لذلك علينا اتخاذ القرار بجرأة و سرعة بعد اعتماد جميع وسائل جمع المعلومات وتحليلها للوقوف على الحجم الحقيقي للمشكلة، لكن التسرع هو أخد قرار سريع بدون المرور بمراحل حل المشكلة ( جمع المعلومات، البحث عن البدائل، اختيار البديل الأنسب، تفعيل الاختيار).

*****

إن الله أنعم علينا بنعم كثيرة يستعصِ علينا إحصاؤها، ومن أهم هذه النعم النسيان، و لتدبر أهمية هذه النعمة، تخيل لو أنك تذكرت كل خطأ ارتكبتهُ و كل خطأ أُرتكب في حَقك، هل كنت قادرا على مسامحة نفسك و تقبلها وهل كنت قادرا على مسامحة الآخرين و تقبلهم، لا أظن الجواب سيكون بالإيجاب، كذلك النسيان حل للعديد من أثار الأخطاء - طبعا بعد أخد العبرة و التجربة - لأنه ليس هناك طريقة للعودة بالزمن للوراء و إصلاح الأخطاء التي ارتكبناها، لكن جدير بنا أن نتحمل المسؤولية بالاستفادة من الماضي لأنه كنز من الخبرات و التجارب، يمكنها أن تعيننا على اتخاذ قرارات صحيحة في المستقبل لأن كل خطأ يوسع من إدراكنا للعالم من حولنا.

*****

سُؤل أحد أكبر المقاولين في الصين و أكثرهم نجاحا و أقلهم كلاما حول السبب في نجاحه فقال: " قرارات جيدة " فسأل و من أين تأتي القرارات الجيدة؟ فقال: "من خلال الخبرة " فسأل وكيف نكسب الخبرة ؟ فقال: " بالتجربة " فقيل و كيف نحصل التجربة؟ فقال: " بقرارات خاطئة " . إن هذا الناجح قد أَجمل لنا سِر النجاح في قرارات جيدة انطلاقا من تجربته و إدراكه للواقع المحيط به.

*****

خاتمة:

إن التعامل مع الخطأ فن علينا جميعًا تعلمه ، و ذلك لتجنب تبعاته و ضِلاله التي تحيط بحياتنا، لكن تعلمه لا يأتي بقراءة مقالة أو كتاب أو حتى سماع تسجيل صوتي؛ بل لابد من التجربة، والمثابرة و النفس الطويل، لأن النجاح يعني العمل و المثابرة، و إلا لكان كل الناس ناجحين، لنجعل من تجاربنا و تجارب من حولنا و سير العظماء دوافع للنجاح و التميز.

*****

تأصيل:

قال تعالى : "عبدي إنك تخطأ بالليل و النهار و أنا أغفر الذنوب جميعا " .

"زينب"
2011-09-14, 09:33
الله يجازيك كل خير مقال رائع
من فضلك من كتب هذا المقال؟

طارق2518
2011-09-14, 10:16
بارك الله فيك

فادي12
2011-09-14, 11:55
ابك على نفسك
عندما تجدها ضعيفة أمام الشهوات ، عظيمة أمام المعاصي
ابك على نفسك
عندما ترى المنكر ولا تنكره
وعندما ترى الخير فتحتقره
ابك على نفسك
عندما تدمع عينك لمشهد مؤثر في فيلم
بينما لا تتأثرعند سماع القرآن الكريم
ابك على نفسك

متى تبكي على نفسك

عندما تبدأ بالركض خلف دنيا زائلة
بينما لم تنافس أحدا على طاعة الله
ابك على نفسك
عندما تتحول صلاتك من عبادة إلى عادة
ومن ساعة راحة إلى شقاء
ابك على نفسك
إن رأيت في نفسك قبول للذنوب
وحب لمبارزة علام الغيوب
ابك على نفسك
عندما لا تجد لذة العبادة ولا متعة الطاعة

متى تبكي على نفسك

ابك على نفسك
عندما تمتلئ بالهموم وتغرقها الأحزان
وأنت تملك الثلث الأخير من الليل
ابك على نفسك
عندما تهدر وقتك فيما لا ينفع
وأنت تعلم أنك محاسب فتغفل
ابك على نفسك
عندما تدرك أنك أخطأت الطريق
وقد مضى الكثير من العمر

متى تبكي على نفسك

ابك على نفسك
بكاء المشفق التائب العائد
الراجي رحمة مولاه
وأنت تعلم أن باب التوبة مفتوح
ما لم تصل الروح إلى الحلقوم

راجي الصّمدِ
2011-09-14, 12:15
القلوب قست والدّموع انحسرت في المآقي ....؟؟