المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاصلاح بين همين


هامتارو
2011-09-13, 17:40
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالإصلاح هم يُجمع العقلاء على ضرورته، فلا بد أن نَركب الأسنة -إن اضطررنا-؛ لنصل إلى غايتنا.. ذاك ما عناه الشاعر بقوله:

وإن لم تـكن إلا الأسنة مركبًا فما حيلة المضطر إلا ركوبها


ومع استعدادنا لتحمل المشاق أود أن ألفت النظر إلى نقطتين هامتين:

النقطة الأولى: أن الإصلاح عملية شاملة لا بد أن تشمل جميع جوانب الحياة البشرية؛ لأنها تفضي لبعضها كالأواني المستطرقة، فقل لي: هل يجدي الإصلاح الاقتصادي مثلاً بينما تُغرق السياسة الناس في الظلم؟!

وهل ينفع إصلاح سياسي بينما هناك أخطاء ضخمة، ومشكلات كبيرة في الجوانب الاجتماعية؛ خذ مثالاً: قضايا العنوسة ومنع الزواج بسبب الجنسيات، وقضايا مثل: ارتفاع الأجور والإيجارات؛ ولذا فمن أراد الإصلاح حقًا لا بد له من العزم على أخذ الإصلاح من جميع جوانبه، وهذا يفضي بنا إلى أهمية تكاتف الجميع في هذا -حكامًا ومحكومين-، فلن يتم الإصلاح أبدًا بأحد الطرفين.

وهذا يلفت نظرنا إلى أهمية التلاحم بين الأطراف بتلاحم حقيقي لا تعبِّر عنه غالبًا إعلانات المجاملة أو قل النفاق التي تبثها الجهات المستفيدة دومًا مِن مجاملة الحكام!

وإنما علامة ذلك التلاحم الحق أن يشعر المحكوم بأن الحاكم يهتم به ويحرص عليه، ولا يكون غريبًا عنه، فتكون سمعة المسئول أو الحاكم عند الناس سمعة طيبة فعلاً.

النقطة الثانية: وهي أن الإصلاح عملية صعبة شاقة؛ لأن الإصلاح بناء، والبناء أشق من الهدم، بل إنني أصارح كل مسئول عزم على الإصلاح بأنه اختار الطريق الصحيح، لكنه في نفس الوقت الطريق الشاق الصعب، فليس قيادة شعب من الأحرار كسوق قطعان من الماعز.

ولست أقول هذا تيئيسًا -علم الله أنه ليس لي بمقصد-، بل أقوله تبصيرًا؛ فالإصلاح جهاد بحق، فهو بذل لكل مرتخص وغال مِن أجل الوصول لذلك الهدف، لكن لا بد في هذا وفي كل خطوات الإصلاح احتساب ذلك عند الله، فإن من لم يحتسب خطوات الإصلاح عند الله -تعالى-؛ ضاع جهده، وأتعب نفسه بغير طائل.

وليبشر المجاهد بالخير كله، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد:22).

وما دام الحديث أفضى بنا إلى الإخلاص والاحتساب فإننا نحذر من أراد الإصلاح أيًا كان موقعه مِن أن يبارز ربه بمعصية أو أن يغتر بتزيين أهل الباطل له طرقًا غير شرعية: كتحليل الحرام في المعاملات المختلفة، أو بإباحة الفواحش؛ بدعوى تنشيط السياحة، إلى غير ذلك من المحرمات.. وما أجدر كل راغب في الإصلاح أن يتخذ بطانة من أهل الخير، وأن يجعل لنفسه مجلس شورى من أهل العلم والصلاح والفضل لا يألونه نصحًا، ولا يكتمونه بيانًا.

لـيــس السـيـادة أكـمـامًا مـطــرزة ولا مـراكـب يجري فوقـها الـذهـب

وإنــمــا هــي أفــعــال مــهـــذبــــة ومـكـرمـات يـليـهـا الـعـقـل والأدب

وما أخو المجد إلا من بغى شرفـًا يـومًا فهان عليه النـفـس والسـلب

وأفـضـل الناس حـر ليـس يغــلبـه على الحجى شهوة فيه ولا غضب


في سبيل الإصلاح ستكون هناك آلام وإزعاجات.. وربما تصرفات ليست في محلها، وأوضاع فيها إحراج أو إزعاج، لكن كل هذا ثمن المجد والخير، وهو ثمن ضئيل إن قارنته بالجنة.

قال عروة بن الزبير:

لن يبلغ المجد أقوام وإن شرفوا حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام

ويـشـتموا فترى الألوان مشرقة لا عفو ذل ولكن عفو إكـرام


وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنه الألباني).








بقلم الشيخ ياسر عبد التواب حفظه الله

الإعصار الهادئ
2011-09-13, 17:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

لا يمكن لأي عاقل متبصر أن لا يشاطر أفكار الموضوع القيم .

فعلا عملية الإصلاح عملية شاقة طويلة تحتاج لنفس طويل وجلد في تخطي وتحدي

الحواجز الموضوعية وغير الموضوعية .

هي ولا شك رحلة الألف ميل لعل خطوتها الأولى أن نؤمن به كحل فعال لما نعانيه

بدل أن نتوه كما نفعل منذ زمن في حلول وهمية وإستعراضي لا تجدي نفعا .

أريد فقط أن أضيف أن الإصلاح يحتاج لنخب تقوده نحو بر الأمان بعيدا عن الخطاب

الشعبوي والغوغائية التي تميز تعاملنا مع معطى التغيير .

هناك قول شائع عندنا يقول : " الشغل المليح يبطى " ولكن أيضا هناك سلوك أخر يميزنا ونعاب عليه

إستعجالنا للنتائج .

بوركت أخي الكريم .

هامتارو
2011-09-14, 18:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

لا يمكن لأي عاقل متبصر أن لا يشاطر أفكار الموضوع القيم .

فعلا عملية الإصلاح عملية شاقة طويلة تحتاج لنفس طويل وجلد في تخطي وتحدي

الحواجز الموضوعية وغير الموضوعية .

هي ولا شك رحلة الألف ميل لعل خطوتها الأولى أن نؤمن به كحل فعال لما نعانيه

بدل أن نتوه كما نفعل منذ زمن في حلول وهمية وإستعراضي لا تجدي نفعا .

أريد فقط أن أضيف أن الإصلاح يحتاج لنخب تقوده نحو بر الأمان بعيدا عن الخطاب

الشعبوي والغوغائية التي تميز تعاملنا مع معطى التغيير .

هناك قول شائع عندنا يقول : " الشغل المليح يبطى " ولكن أيضا هناك سلوك أخر يميزنا ونعاب عليه

إستعجالنا للنتائج .

بوركت أخي الكريم .






و فيك بارك الله اخي الكريم.