المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث الدين النصيحة للعلامة ابن باز رحمه الله عليه.


الاخ رضا
2011-09-11, 15:59
http://www7.0zz0.com/2011/09/11/14/160915983.png (http://www.binbaz.org.sa/)

http://www.binbaz.org.sa/mat/11395
كتب حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الدين النصيحة كتبه بالمعنى، ارجوا من سماحة الشيخ أن يتفضل بشرح ذلكم الحديث أيضا حسب طلبه

هذا حديث عظيم، رواه مسلم في الصحيح، من حديث تميم الداري وله شواهد عند غير مسلم، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)، وهو حديث عظيم، يدل على أن الدين هو النصيحة، وذلك يدل على عظم شأنها، لأنه جعلها الدين، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الحج عرفة)، فيدل هذا الحديث على أن النصيحة هي الدين، وهي الإخلاص في الشيء والصدق فيه، حتى يؤدى كما أوجب الله، فالدين هو النصيحة في جميع ما أوجب الله، وفي ترك ما حرم الله، وهذا عام، يعم حق الله وحق الرسول وحق القرآن وحق الأئمة وحق العامة. والنصيحة كما تقدم هي الإخلاص في الشيء والعناية به والحرص على أن يؤدى كاملاً تاماً لا غش فيه ولا خيانة، يقال في لغة العرب: ذهب ناصح، يعني ليس فيه غش، ويقولون أيضاً: عسل ناصح، يعني ليس فيه غش، فهكذا يجب أن يكون المؤمن في أعماله ناصحاً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، هكذا. فالنصيحة لله توحيده -سبحانه- والإخلاص له، وصرف العبادة له -جل وعلا-، من صلاة وصوم وحج وجهاد وغير ذلك، يعني أن يعمل في غاية من الإخلاص لله، لا يعبد معه سواه، بل يعبده وحده، وينصح في هذه العبادة ويكملها، وهكذا ينصح في أداء ما فرض، وترك ما حرم الله عليه، يؤده كاملاً، لعلمه أنه حق الله، وأن الله أوجبه عليه، فهو يخلص في ذلك ويعتني بذلك، وهكذا في حق القرآن يتدبره ويتعقله ويعمل بما فيه من الأوامر وينتهي عن النواهي، فهو كتاب الله العظيم وحبله المتين، فالواجب العناية بالنصح بكتاب الله: وذلك بحفظ الأوامر وترك النواهي، والوقوف عند الحدود، حتى لا تخل بشيء مما أمر الله بالقرآن، وحتى لا ترتكب شيئاً من محارم الله، مع الإيمان بأنه كلام الله منـزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، هذا قول أهل السنة والجماعة قاطبة، كلام الله نزل على رسوله -عليه الصلاة والسلام-، كما قال -سبحانه-: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ[الشعراء: 193-194]، فالمؤمن يؤمن بهذا، وهكذا المؤمنة، ويعتقد أنه كلام الله منـزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، خلافاً للجهمية ومن سلك في ركابهم من المبتدعة، وهكذا النصح للرسول -صلى الله عليه وسلم- بطاعة أوامره وترك نواهيه، والإيمان بأنه رسول الله حقاً، والدفاع عن سنته والذب عنها، كل هذا من النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم، كونه يعتني بأحاديثه، ويعرف صحيحها من سقيمها، ويذب عنها، ويتمثلها، ويقف عند الحدود التي حددتها السنة، كل هذا من النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم. ومن زاد على ذلك من أداءه الواجبات وتركه المحارم كان كمالاً للنصيحة وتماماً لها، فالحاصل أنه بعنايته لما أمر الله به ورسوله، ومما دل عليه كتاب الله من الحقوق يكون قد نصح لله ولكتابه ولرسوله بأداء فرائض الله وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والإكثار من الثناء عليه وذكره سبحانه وخشيته جل وعلا، كل هذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله.
من فتاوى نور على الدرب.

التوحيد الخالص
2011-09-11, 16:40
بارك الله فيك

الاخ رضا
2011-09-11, 20:06
و فيك بارك الله أخي .

إبن الثورة
2011-09-11, 21:31
http://islamroses.com/zeenah_images/34.gif

NEWFEL..
2011-09-12, 07:46
http://store2.up-00.com/Mar11/MBH56027.gif

الاخ رضا
2011-09-12, 14:07
بارك الله فيكم.

التوحيد الخالص
2011-09-12, 14:09
سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح حديث : [ الدين النصيحة ... ] !



الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه أجمعين . أما بعد : فقد ثبت عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أنه قال : ( الدين النصيحة ، قيل : لمن يا رسول الله !؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .
هذا الحديث العظيم الجليل يدل على عظم شأن النصيحة ، وأنها الدين ؛ لأن المسلمين متى تناصحوا فيما بينهم ، وتعاونوا على البر والتقوى ، وتواصوا بالحق والصبر عليه استقام أمرهم ، وعلا شأنهم ، واتحدت كلمتهم وصفهم ، ونصرهم الله على عدوهم .
ومتى تخاذلوا ، وغش بعضهم بعضًا ، وخان بعضهم بعضًا ؛ تفرقت الكلمة ، وتكدرت القلوب ، وحصل التباغض والفرقة والاختلاف ، ولهذا أرشدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى النصيحة ، فقال : ( الدين النصيحة ) .
والنصيحة هي الإخلاص في الأمور ، وعدم الغش فيها والخيانة : أن يكون كل واحد ناصحًا في أعماله كلها . ناصحًا في عمله لله ، وفي عمله في كتاب الله ، وفي عمله مع رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ، وفي عمله مع الأئمة والقادة ، وفي عمله مع العامة ، هكذا يكون المؤمن ناصحًا أينما كان ، وفي أي عمل كان .
الدين النصيحة ، يقال : ذهبٌ ناصح ، أي : خالص ليس فيه غش ، ويقال : عسل ناصح ، أي : مصفى ليس فيه شيء من الغش ولا من الشمع ، فالمعنى : الدين الإخلاص والصدق والصفا في كل شيء من أمور العبد مع ربه ، ومع القرآن ومع السنة ، ومع العامة ومع الخاصة .
فالنصيحة لله : الإخلاص في العمل ، وأداء العمل كما شرع الله في جميع أعماله من صلاة وغيرها ، أن يكون ناصحًا لله في كل أعماله . في إيمانه بالله ، وفي عبادته إياه ، وفي جميع الأعمال التي شرعها الله سبحانه وتعالى ، يؤديها كما أمر الله كاملة تامة ، ليس فيها غش ولا خلل ولا نقص ، بل يؤديها بغاية العناية والإخلاص والتمام والكمال .
وهكذا ينصح في كتاب الله العزيز ، بتدبره والعمل بما فيه ، وتحليل حلاله وتحريم حرامه ، وتنفيذ أوامره والانتهاء عن نواهيه ، والاعتبار بأمثاله وقصصه إلى غير ذلك ، والنصح في القرآن من جميع الوجوه .
وهكذا النصح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أن يمتثل أوامره ، وينتهي عن نواهيه ، عن إيمانٍ به وتصديق ، وعن اعتقاد أنه رسول الله حقًا ، وأن الواجب اتباعه والقيام بما شرع ، عن إخلاص وصدق ، وعن رغبة ورهبة وصفاء ، لا عن غش وخيانة ، ولا عن تفريط وإضاعة ، بل يعمل بما أمر الله به ورسوله ، إيمان المصدق والمخلص ، هكذا المؤمن في أعماله كلها ، يكون صادقًا مخلصًا ، يعتني بعمله ، وينقيه من كل عيب ، من غش وخيانة وكذب وغير ذلك .
أما النصيحة لأئمة المسلمين : فبالنصح لهم من جهة طاعته بالمعروف ، ومن جهة جمع الناس عليهم حتى يستقيموا على طاعته بالمعروف ، ومن جهة الدعاء لهم بظهر الغيب ، ومناصحتهم ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، بالأساليب الحسنة والطريقة التي تكون أقرب إلى النجاح ، وهو مع ذلك يفعل ما يستطيع من كل ما يعين على جمع الشمل ، ورأب الصدع ، وتوحيد الصف ، والتعاون على البر والتقوى مع ولاة الأمور ، أمير بلده . شيخ قبيلته . محكمته . جميع من لهم شأن ، يتعاون معهم بالنصح والتوجيه والإعانة على الخير ، وغير هذا من جوه التعاون الذي يترتب عليه صلاح المجتمع .
وهكذا النصح للعامة ، بنصيحتهم لله ، وتعليمهم وإرشادهم ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر إلى غير هذا مما ينفع العامة ويعينهم على طاعة الله ورسوله .
وهذا جماع الدين . التناصح بين الجميع لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، من سلطان وأمير وقاضٍ ، وداعية إلى الله - عز وجل - ، وشيخ قبيلة وأعيان بلاد . وغير ذلك ، كل من له أمر ، وله إمامة ، ويقتدى به ؛ فالواجب التناصح معه وإعانته على الخير حتى تستقيم الأحوال ، وحتى تتحد الكلمة في طريق الله الذي شرعه لعباده .
وفق الله الجميع ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين .
مادة صوتية بعنوان : [ مواعظ بازية بعد صلاة العصر ]