المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ركائز الدعوة


قدوري رشيدة
2008-11-02, 13:41
من ركائز الدعوة

قال تعالى -: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا] {آل عمران}.
في هاتين الآيتين توجيه للجماعة المسلمة إلى قاعدتين أساسيتين تقوم عليهما حياتها ومنهجها، وبدونهما لا تستطيع حمل الأمانة المناطة بهما، وهما: الإيمان والتقوى، والأخوة.



ركيزة الإيمان والتقوى:

هذه الركيزة تقوم عليها الجماعة المسلمة لتحقق وجودها ودورها، وبدونها يصبح كل تجمع قائم تجمعاً جاهلياً، فتفقد بالضرورة القيادة الراشدة، وتصبح القيادة قيادة جاهلة.

ومن هنا يتضح للجماعة المسلمة والدعاة إلى الله ضرورة غرس الإيمان والتقوى، وكذا ضرورة التفقه في الدين والعلم بشرائعه، وأن يكون من المنهج التربوي لأي جماعة مسلمة إعداد وإيجاد العلماء الربانيين الذين يعرفون حكم الله وشرعه، ويقدرون على تنزيله على الأحداث والوقائع المستجدة.

إذ أن من شروط التقوى: العلم بما يتقى فعله وتركه في جميع شئون الحياة، وفي جميع أعمال الجهاد والدعوة، سواء ما كان فيه نص، أو ليس فيه نص مما جد ونزل ومما لم يعهد، وهذا لا يكون إلا بأن تتولى طائفة التفقه في الدين لإنذار قومها وتبصيرهم، وقد دل على ذلك القرآن، قال - تعالى -: [وَمَا كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ] {التوبة: 122}.

فإذا لم تقم الجماعة المسلمة بهذا الأمر وتجعله من منهجها التربوي، وإذا لم تهيئ الظروف التي تحقق ذلك ما دام في استطاعتها؛ فإنها ستصبح جماعة جاهلة بشرع الله، ولن يكون تجمعها تجمعاً إسلامياً صحيحاً، وإن كانت نيتها صالحة، وحماستها عالية، وتضحياتها كبيرة من أجل نصرة دين الله، إذ ماذا تنصر وهي تجهل الشرع الذي تريد نصره؟! وما هي الوسائل المشروعة التي تتبعها في نصرته؟! وما هي الوسائل غير المشروعة التي يجب أن تجتنبها؟! فإنها وإن كانت الغاية نبيلة وشريفة لكنها لا تبرر الوسيلة المحرمة، فالذي يحب التصدق والإنفاق في سبيل الله لا يحل له أن يسرق أو يغتصب ما ليس له أو يرابي ليحقق غرض التصدق المشروع! إذ يقال له: لا تسرق ولا تتصدق، ولا تغتصب ما ليس لك ولا تتصدق، ولا ترابي ولا تتصدق وهكذا..

ثم كيف يتم لهذه الجماعة الثبات على الحق وهي تجهله، ولذا نجد في الساحة الإسلامية اضطرابات الآراء والاجتهادات، والتحول من الضد إلى الضد، والسير في مسلك التفريط والتساهل والتنازل تارة، ثم التحول إلى الغلو والإفراط والتشدد الممقوت تارة أخرى، أو العكس!! وما ذلك إلا بسبب غلبة الجهل وقلة العلم، وهو عامل رئيس في هذا الاضطراب.

ثم هذا التفرق والتمزق والتشتت والتشرذم والتعصب والتقليد الأعمى، يعود جانب من أسبابه إلى الجهل وعدم الرسوخ في العلم، ثم هذا الغبش في تحديد الأولويات وترتيب الأعداء، والتعامل الصحيح مع كل عدو بما يتناسب وفق الظروف المحيطة، والمصالح المتوخاة، والمفاسد المتوقعة، يعود أيضاً إلى الجهل وضعف العلم.

قال - تعالى -: [قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي.. ] {يوسف: 108}، والبصيرة لا تحصل ولا تكون إلا بالعلم، ثم إن هذه الجماعة كيف تقنع الآخرين بعلوها وعلو منهجها، وتميزها وتميزه، وأن عندها ما ليس عندهم، وهي لا تعمل به ولا تتمثل به بحكم جهلها به!! ثم كيف تطبقه في ذات نفسها وهي تجهله، وكيف يمكنها أن تربي عليه الأجيال وهي فاقدة له وإن توفرت لها النية الطيبة؟!

فلا مناص للجماعة المسلمة أن تقوم على أساس هذه الركيزة، ركيزة الإيمان والتقوى والعلم الذي هو شرط في تحققها، ولا مناص من إيجاد الظروف المناسبة للتعليم والتربية إن لم تكن موجودة، والمحافظة عليها ما أمكن إن كانت موجودة، وإلا فإن هذا تفريط خطير في إقامة هذه الركيزة ليس له تبرير مهما كان إلا ما خرج مخرج الضرورة التي لا يمكن الانفكاك عنها.

وعلى هذا فالساحات المفتوحة للدعوة والتعليم والتربية لا يصح إغلاقها بأي أعمال عشوائية أو صدامات غير مدروسة لا تقدر هذه المصلحة العظيمة حق قدرها، انسياقاً من العاطفة المتوقدة، والحماسة المتأججة، فلا بد من وزن الأمور بالميزان الشرعي، والمقاصد الشرعية والنظر إلى المآلات المترتبة على كل فعل يقدم عليه.



ركيزة الأخوة في الله:

هي الركيزة الساعية لتحقيق شرع الله ومنهجه، قال سيد قطب - رحمه الله -:

"إن الأخوة المطلوبة هي: المنبثقة من التقوى والإسلام، وأساسها الاعتصام بحبل الله -أي عهده ودينه- وليست مجرد تجمع على أي تصور آخر ولا على أي هدف آخر، ولا بواسطة حبل آخر من حبال الجاهلية الكثيرة" الظلال (1/442).
وما أكثر هذه التجمعات في الأرض التي لا تقوم على أساس منهج الله ودينه، فمنها تجمعات الكفار بمختلف أصنافها، ومنها تجمعات المرتدين الذين خرجوا عن دين الله الحق، ومن ذلك تجمعات الأحزاب العلمانية التي تتبنى مناهج غير منهج الإسلام وإن زعم أصحابها أنهم مسلمون، كالأحزاب الاشتراكية والبعثية والناصرية والقومية والوطنية وغيرها مما انتشر في بلاد المسلمين تقليداً لما عند الكفار وطاعة لهم في ذلك.

قال - تعالى -: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ] {آل عمران: 100}، وقال - سبحانه -: [إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ(25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ(26)] {محمد}.
ومن ذلك التجمعات البدعية التي تتلقى من مصادر أخرى غير مصادر الإسلام، أو تتخذ مناهج في الفهم غير منهج السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وإن كان هؤلاء لا يخرجون عن دائرة الإسلام، ولهم من الأخوة والولاء بحسب قربهم وبعدهم من منهج الإسلام الصافي قبل حدوث الابتداع في الدين، كما أن التعاون معهم لنصرة الدين يقدر بحسب قربهم وبعدهم وبحسب الظروف والأوضاع التي تحيط بالمسلمين، وكذا بحسب الأمر الذي يتعاون فيه معهم، إلا أن الضابط في أي تعاون أو تناصر مع أهل البدع يجب أن ينطلق من الحق الواضح وألا يكون قائماً على أساس البدعة التي اجتمعوا عليها، وعدم إقرارهم عليها، وإن كان مسألة الإنكار تتعلق بمسألة المصالح والمفاسد التي تترتب عليه كما هو معروف في مراتب الإنكار والمقاصد المتعلقة به.

إذن فركيزة الأخوة يجب أن تقوم على أساس التقوى والاعتصام والاستمساك بدين الله تلقياً وتعلماً، وتعليماً وعملاً، لا على أساس وطني أو قومي أو حزبي أو بدعي، وهذا هو مقتضى الالتزام والامتثال لأمر الله - تعالى -: [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا.. ] {آل عمران: 103}، وقال - تعالى -: [قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي.. ] {يوسف: 108} فسبيل النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن اتبعه صدق الدعوة إلى الله، وإلى الله فقط، لا إلى وطنية ولا إلى قومية ولا إلى حزبية ولا إلى اشتراكية أو ناصرية أو ديمقراطية أو علمانية أو توفيقية بين الإسلام وغيره من المناهج الأرضية أو الديانات المحرفة، أدعو إلى الله، أي إلى دين الله الخاتم الذي أنزل به القرآن وأرسل به خاتم الرسل محمداً - صلى الله عليه وسلم -، والذي سار عليه وطبقه من زكاهم الله ورسوله وهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، دونما أحدث من البدع المخالفة لما هم عليه من عقيدة ومنهج وسلوك.

المختار الاسلامي -بتصرف-

ليتيم الشافعي
2008-11-02, 14:32
بارك الله فيك على الموضوع
ومن ذلك التجمعات البدعية التي تتلقى من مصادر أخرى غير مصادر الإسلام، أو تتخذ مناهج في الفهم غير منهج السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وإن كان هؤلاء لا يخرجون عن دائرة الإسلام، ولهم من الأخوة والولاء بحسب قربهم وبعدهم من منهج الإسلام الصافي قبل حدوث الابتداع في الدين، كما أن التعاون معهم لنصرة الدين يقدر بحسب قربهم وبعدهم وبحسب الظروف والأوضاع التي

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : "...ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء ـ أي المبتدعة ـ لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فان هؤلاء اذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين الا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء"28/232
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (2\359) في سياق رده على الصوفية «فهذه المقالات وأمثالها، من أعظم الباطل. وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها، وأنه باطل. والواجب إنكارها، فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين، أولى من إنكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون»
ولذا نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شدد على المبتدعة كالخوارج المسلمين بإجماع الصحابة(1) (http://djelfa.info/vb/#_ftn1)، وحظ على قتلهم بخلاف غيرهم من الكفار كالمعاهدين والذميين.
ودونك امتثال السلف لذلك الهدي النبو ي جزاهم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين لحفظهم بيضة الإسلام من تحريفات المنتسبين إليه ومن غيرهم :
ـ قال أبو علي الحسين بن أحمد البجلي دخلت على أحمد بن حنبل ، فجاءه رسول الخليفة يسأله عن الاستعانة بأهل البدع، فقال أحمد : لا يستعان بهم ، قال: فيستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بهم ؟ قال : إن النصارى واليهود لا يدعونإلى أديانهم ، وأصحاب الأهواء داعية ) . [الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي ( 1/275)]
قال أبو الجوزاء : (( لئن يجاورني القردة والخنازير في دار أحب إلي من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء ، وقد دخلوا في هذه الآية : ((( وإذ لقوكم قالوا ءامنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ))) . )) . الإبانة : 2 / 467

(1) (http://djelfa.info/vb/#_ftnref1) منهاج السنة (5/ 247-248) مجموع الفتاوى (7/217- 218) وقرره الخطابي راجع فتح الباري (12/ 300 ) .

ـ قال أبو موسى : (( لأن أجاور يهوديا ونصرانيا ، وقردة وخنازير ، أحب إلي من أن يجاورني صاحب هوى يمرض قلبي )) . الإبانة : 2 / 468 رقم 469 .
ـ قال: الفضيل بن عياض –رحمه الله -: لأن أكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن أكل عند صاحب بدعة ،فإني إذا أكلت عند هما لا يقتدى بي ،وإذ ا أكلت عند صاحب بدعة اقتدى بي الناس .
وقال يحيى بن عبيد : (( لقيني رجل من المعتزلة فقال ، فقمت فقلت : إما أن تمضي وإما أن أمضي ، فإني أن أمشي مع نصراني أحب إلي من أن أمشي معك )) . ابن وضاح 142
ـ وقال الفضيل بن عياض آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد شرح السنة 1/60الشاملة 1/190طبقات الحنابلة
ـ قال أبو عبد الله : « ما أبالي صليت خلف الجهمي الرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ، ولا يسلم عليهم ، ولا يعادون ، ولا يناكحون ، ولا يشهدون ، ولا تؤكل ذبائحهم »خلق أفعال العباد1/7
ـ قال ابن المبارك : « لأن أحكي كلام اليهود والنصارى أحب إلي من أن أحكي كلام الجهمية »الرد على الجهمية1للدارمي/7الشاملة
ـ قال الدارمي ـ قالت الجهمية ـ : ليس لله يد،وما خلق آدم بيديه ،إنما يداه نعمتاه ورزقاه ،فادعوا في يدي الله أوحش مما ادعته اليهود ( قالت اليهود يد الله مغلولة )1/198 الدارمي الشاملة
ـ قال أبو سعيد رحمه الله : فأي كفر أعظم من كفر قوم رأى فقهاء المدينة مثل سعد بن إبراهيم ومالك بن أنس أنهم يقتلون ولا يستتابون ؛ إعظاما لكفرهم ، والمرتد عندهم يستتاب ويقبل رجوعه ، فكانت الزندقة أكبر في أنفسهم من الارتداد ومن كفر اليهود
قال ابن تيمية رحمه الله : "واحذر ان تغتر بزهد الكافرين والمبتدعين فان الفاسق المؤمن الذى يريد الاخرة ويريد الدنيا خير من زهاد اهل البدع وزهاد الكفار اما لفساد عقدهم واما لفساد قصدهم واما لفسادهما جميعا"مجموع الفتاوى 20/152 ، وهذا موافق لقول الإمام أحمد الذي توارده اخلفه من بعده من غير نكير وهو قوله رحمه الله " قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة ، فساق أهل السنة أولياء الله ، وزهاد أهل البدعة أعداء الله ))
ليرده ـ كاتبنا عفا الله عنا بجرة قلم جائرة قال فيها:"ومثله في البُعد عن العلم والإنصاف: ما رُوي عن الإمام أحمد (وحاشاه منه) أنه قال: « قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة , وقبور أهل البدعة من الزُّهاد حفرة.فُسّاق أهل السنة أولياء الله , وزُهّاد أهل البدعة أعداءُ الله ».أسنده القاضي أبو الحسين ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (2/12).ومثل هذا الكلام لا يقوله عالم !! بل يتورّع عما دونه في الغُلُوِّ والـمُجازفة عوامُّ


قول سعيد بن جبير : (( لأن يصحب ابني فاسقا ، شاطرا ، سنيا ، أحب إلي من أن يصحب عابدا مبتدعا )) . المصدر نفسه : رقم 89
قال أبو حاتم : سمعت أحمد بن سنان يقول : (( لأن يجاورني صاحب طنبور أحب إلي من أن يجاورني صاحب بدعة ، لأن صاحب الطنبور أنهاه ، وأكسر الطنبور ، والمبتدع يفسد الناس والجيران والأحداث )) . الإبانة : 2 / 469 رقم 473
قال البربهاري : (( إذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب ، فاسقا فاجرا ، صاحب معاص ، ضالا ، وهو على السنة ، فاصحبه ، واجلس معه ، فإنه ليس يضرك معصيته . وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة ، متقشفا ، محترقا بالعبادة ، صاحب بدعة ، فلا تجالسه ، ولا تقعد معه ، ولا تسمع كلامه ، ولا تمشي معه في طريق ، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه )) . شرح السنة : 124 رقم 149 .
وقال شيخ الاسلام ابن تيميه – رحمه الله – في " المجموع "11/471– في منظارته لاتباع احمد الرفاعي -:
" وذكرت ذم ( المبتدعه ) فقال لي ـأحد أتباع الرفاعية ـ : البدعه مثل الزنى , وروى حديثا في الزنى . فقلت : هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم , والزنى معصيه , والبدعه شر من المعيصه , كما قال سفيان الثوري – رحمه الله – فيما اخرجه اللالكائي في " شرح اصول اعتقاد اهل السنه والجماعه "238 , يقول : البدعه احب الى ابليس من المعصيه , والمعصيه يتاب منها , والبدعه لا يتاب منها ". ثم قال رحمه الله : " وكان قد قال بعضهم : نحن نتوب الناس , فقلت : مماذا تتوبونهم ؟ قال : من قطع الطريق , والسرقه , ونحو ذلك . فقلت : حالهم قبل تتويبكم خير من حالهم بعد تتويبكم ، فانهم كانوا فساقا يعتقدون تحريم ما هم عليه , ويرجون رحمة الله , ويتوبون اليه , او ينوون التوبه ؛ فجعلتموهم بتتويبكم ضالين مشركين خارجين عن شريعة الاسلام , يحبون ما يبغضه الله , ويبغضون ما يحبه الله،
قول الشافعي : لأن يبتلى العبد بكل ذنب – ما خلا الشرك بالله – خير من ان يبتلى بشيئ من هذه البدع " . فَلَمَّا ظَهَرَ قُبْحُ الْبِدَعِ فِي الْإِسْلَامِ وَأَنَّهَا أَظْلَمُ مِنْ الزِّنَا وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَأَنَّهُمْ مُبْتَدِعُونَ بِدَعًا مُنْكَرَةً فَيَكُونُ حَالُهُمْ أَسْوَأَ مِنْ حَالِ الزَّانِي وَالسَّارِقِ وَشَارِبِ الْخَمْرِ ".
"وقال في موضع آخر : "وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى

قدوري رشيدة
2008-11-02, 15:10
وهناك صفات يجب اتصاف الداعية بها:

الصفة الأولى:إخلاص العمل لله تعالى ، قال تعالى قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِك هوالْخُسْرَانُالْمُبِينُ}(الزمر:14)
وقال تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ولا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (الكهف:110)
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).

الصفةالثانية:العلم بمايدعوا إليه قال تعالى ،


قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ(يوسف:108)

الصفةالثالثة: الحكمة في الدعوة إلى الله وهي قوة الحجة ولباقة القول وحسن التصرف.

الصفةالرابعة:الرفق واللين في المخاطبه ، وإن كان المخاطب جباراً عتيا قال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ، فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (طـه:43-44 )
وقال :لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَاعَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل عمران:159)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " :ماجاء الرفق في شيء إلآ زانه ، وماجاء العنف في شيء إلا شانه"

الصفة الخامسة:أن يكون عاملاً بما يقول ، قال الله تعالى في ذم من يخالف قوله فعله :يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ،كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (الصف:2_3)
وقال تعالى : أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (البقرة:44)
وحكىعن شعيب عليه السلام أنه قال لقومه :قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا
اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (هود:88)

الصفة السادسة :أن يتصف بالتواضع فذلك أحرى أن يقبل منه ويسمع إلى قوله قال تعالى:فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَاعَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل عمران:159)

الصفةالسابعة :الصبرعلى ما يلاقيه الداعيه من أذى ، قال تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر *إِلَّاالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ *وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ 
وقال تعالى :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَآل عمران:200)

قال الشاعر:
هذي دعائم دعوة قدسية ... كتب الخلود لها مدى الأزمان
هذي مبادئنا التي نسعى لها ... في حالة الإسرار والإعلان
الله غايتنا وهل من غاية ... أسمى وأغلى من رضى الرحمن
وزعيم دعوتنا الرسول وما لنا ... غير الرسول محمد من ثان
دستورنا القرآن وهو منزل ... والعدل كل العدل في القرآن
وسبيل دعوتنا الجهاد وإنه ... إن ضاه ضاعت حرمة الأوطان
والموت أمنية الدعاة فهل ترى ... ركناً يُعاب بهذه الأركان



وهذة قصة واقعية ذكرها عمرو خالد في "صناع الحياة"

في الثلاثينات كان في طالب جديد التحق بكلية الزراعة في إحدى جامعات مصر،
عندما حان وقت الصلاة بحث عن مكان ليصلي فيه فأخبروه أنه لا يوجد مكان للصلاة
في الكلية لكن في غرفة صغيرة ( قبو ) تحت الأرض ممكن يصلي فيه ‎ . ذهب الطالب
إلى الغرفة تحت الأرض و هو مستغرب من الناس اللي في الكلية لعدم اهتمامهم
بموضوع الصلاة ، هل يصلون أم لا ؟!؟ المهم دخل الغرفة فوجد فيها حصير قديم
و كانت غرفة غير مرتبة وغير نظيفة ، ووجد عاملا يصلي ، فسأله الطالب : هل تصلي
هنا ؟!؟ فأجاب العامل : أيوه ، ليس هناك من الناس الدين في الاعلى يصلي ولا توجد الا هذه
فقال الطالب بكل اعتراض: أما أنا فلا أصلي تحت الأرض. و خرج من القبو إلى
الأعلى ، و بحث عن أكثر مكان معروف وواضح في الكلية وقام بمايلي‎ !!!
و قف و أذن للصلاة بأعلى صوته!! تفاجأ الجميع و أخذ الطلاب يضحكو ن عليه
و يشيرون إليه بأيديهم و يتهمونه بالجنو ن. لم يبال بهم ، جلس قليلا ثم نهض و
أقام الصلاة و بدأ يصلي و كأنه لا يوجد أحد حوله. ثم بدأ يصلي لوحده .. يوم
يومين ......نفس الحال ......الناس كانت تضحك ثم اعتادت على الموضوع كل يوم فلم
يعودوا يضحكون .. ثم حصل تغيير ... العامل اللي كان يصلي في القبو خرج و صلى
معه .. ثم أصبحوا أربعة و بعد أسبوع صلى معهم أستاذ ؟؟ ‎ ! انتشر الموضوع و
الكلام عنه في كل أرجاء الكلية ، استدعى العميد هذا الطالب و قال له : لا يجوز
هذا ، انتم تصلون في وسط الكلية !!!، سنبني لكم مسجد عبار ة عن
غرفة نظيفة مرتبة يصلي فيها من يشاء وقت الصلاة ‎ .

و هكذا بني أول مسجد في كلية جامعية. و لم يتوقف الأمر عند ذلك ، طلاب باقي
الكليات أحسوا بالغيرة و قالوا اشمعنا كلية زراعة عندهم مسجد ، فبني مسجد في
كل كلية في الجامعة ‎ ......

أصلح الله كل الناس

منقول مع بعض التعديل