abedalkader
2011-09-10, 17:51
بسم الله الرحمن الرحيم
:dj_17:
أخي المسلم: الغفلة! ذلك الداء الأكبر.. والخطر الأحمر! كم أهلكت من خلائق.. وكم أفسدت من قلوب وصدَّت عن حقائق..
وصف الله تعالى بها أعداءه الكافرين.. والعصاة الظالمين.. وأهل ناره الخاسرين..
فقال الله تعالى: }وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ{ [الأنبياء: 97].
وقال تعالى: }وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ{ [الأعراف: 179].
الغفلة سلطان إبليس على القلوب.. وفرحته التي يجدها من الخلق..
أخي المسلم: لقد عمَّت نار الغفلة.. حتى أصبح أكثرهم يعيش عيش البهائم! وقليل أولئك الذين عرفوا الغاية التي خُلقوا من أجلها.. فسعوا إلى تحقيقها؛ فسلموا من شرور الغفلة..
فيا من أردت السَّعادة في الدنيا والآخرة؛ هذه وقفة أخرى من
دروس المحاسبة.. وعروة من عُرى هذه السلسلة: (سلسلة المحاسبة).
ونحن وإيَّاك على متن سفينة النُّصْح.. نعبر ذلك البحر الفسيح؛ بحر الإسلام.. الدين الحق.. عسى أن نصل إلى دار النَّجاة.. ومنزل أولياء الله ألأبدي؛ (الجنَّة!).
فقف معي أخي.. وحاسب نفسك: هل أنت من أهل الغفلة؟
قليلٌ أولئك الذين وقفوا هذه الوقفة.. وحاسبوها.. وسائلوها.. ليعلموا هل هم من أهل الغفلة؟!
أخي المسلم: لقد استفحل داء الغفلة.. وكُثر أصحابه في كل مجمع وفي كل مكان!
فترى الأكثرين سُكارى.. لا يدرون إلى أين يسيرون.. حيارى.. تائهين!
نَسُوا ماذا بعد الحياة؟! نَسُوا الأجل! نَسُوا ساعة الرَّحيل! نَسُوا الدَّار الأخرى! نَسُوا الموت وسكراته! نَسُوا القبر وضمَّته وأهواله! نَسُوا هول المحشر! نَسُوا الصراط وكلاليبه! نَسُوا النَّار وفظائعها!
ياأيُّهَذَاالذي قدغرَّهُالأملُ
ودون ما يأملُ التَّنغيصُ والأجَلُ
ألا ترى إنَّما الدُّنيا وزينتُها
كمنزل الرَّكْبِ دارًا ثُمَّةً ارْتحلُوا
تظلُّ تُفزعُ في الرُّوعات ساكنَها
فما يسوغُ له لينٌ ولا جَذَلُ
المرءُ يشقى بما يسعى لوارثِهِ
والقبرُ وارثُ ما يسعى له الرَّجُلُ
فيا أيها الغافل.. ويا أيها اللاَّهي السَّاهي.. تذكَّر أنَّك لن يُغفل عنك! فبادر إلى العمل الصالح؛ قبل أن يُحال بينك وبينه!
جهولٌ ليس تنهاهُ النَّواهي
ولا تلقاهُ إلاَّ وهو ساهي
يُسرُّ بيومِهِ لعبًا ولهوًا
ولا يدري وفي غدِهِ الدَّواهي
قال سلمان الفارسي t: (ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمِّل الدنيا والموت يطلبه! وغافل ليس يُغْفل عنه! وضاحكٌ مِلءْ فيه ولا يدري أساخط ربُّ العالمين عليه أم راضٍ؟!)
أخي المسلم: أسوأ ما في الغفلة أنها تبعد صاحبها عن الله تعالى! فالغافلون بعيدون عن الله تعالى.. شغلتهم الدنيا بزهرتها الفانية!
إذا ذُكر الله تعالى.. لم يكن الغافل من الذاكرين!
وإذا قرئ القرآن.. لم يكن الغافل من التالين!
وإذا صلى الناس لرب العالمين.. لم يكن الغافل من المصلين!
وإذا بادر أهل الطاعة إلى الطاعات.. لم يكن الغافل من المبادرين!
لذلك كانت الغفلة سببًا في البعد عن الله تعالى!
قال ابن القيم: (على قدر غفلة العبد عن الذكر يكون بُعْده عن الله).
وقال أيضًا: (إنَّ الغافل بينه وبين الله عزَّ وجلَّ وحشة، لا تزول إلا بالذكر).
فهل حاسبت نفسك أخي المسلم: هل أنت من الذاكرين لله تعالى؟! هل أنت من المنشغلين بالطاعات؟
كثير أولئك الذين انشغلوا بجمع الدنيا.. وضاعوا في غمار الحياة! فأضاعوا الصلوات.. وغفلوا عن ذكر الله.. وأعرضوا عن الطاعات..
أخي المسلم: الغفلة طريق ذو شرور.. إذا سلكه سالك حتى نهايته؛ أوصله إلى النار!
وإليك علامات هذا الطريق؛ حتى تتقيه.. وحتى تحاسب نفسك: هل أنت من سالكيه؟!
أولاً: حب الدنيا: حب الدنيا ذلك الداء الخطير؛ الذي أهلك الكثيرين.. وما زال يهلك الكثيرين؛ ممن انشغلوا بالدنيا!
قال رسول الله r: «إنما أهلك من قبلكم الدينار والدرهم، وهما مُهْلكاكُمْ» [رواه البزار/ صحيح الترغيب للألباني: 3258].
ثانيًا: طول الأمل: طول الأمل شغل الكثيرين عن تذكُّر الموت والقبر والحساب! فترى صاحب الأمل يمنِّي نفسه بالأماني العريضة..
كأنه سيخلد في الدنيا!
فانظر وانظر ... أخي المسلم؛ من أي الأصناف... أنا/أنت؟!
والسلام عليكم
:dj_17:
أخي المسلم: الغفلة! ذلك الداء الأكبر.. والخطر الأحمر! كم أهلكت من خلائق.. وكم أفسدت من قلوب وصدَّت عن حقائق..
وصف الله تعالى بها أعداءه الكافرين.. والعصاة الظالمين.. وأهل ناره الخاسرين..
فقال الله تعالى: }وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ{ [الأنبياء: 97].
وقال تعالى: }وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ{ [الأعراف: 179].
الغفلة سلطان إبليس على القلوب.. وفرحته التي يجدها من الخلق..
أخي المسلم: لقد عمَّت نار الغفلة.. حتى أصبح أكثرهم يعيش عيش البهائم! وقليل أولئك الذين عرفوا الغاية التي خُلقوا من أجلها.. فسعوا إلى تحقيقها؛ فسلموا من شرور الغفلة..
فيا من أردت السَّعادة في الدنيا والآخرة؛ هذه وقفة أخرى من
دروس المحاسبة.. وعروة من عُرى هذه السلسلة: (سلسلة المحاسبة).
ونحن وإيَّاك على متن سفينة النُّصْح.. نعبر ذلك البحر الفسيح؛ بحر الإسلام.. الدين الحق.. عسى أن نصل إلى دار النَّجاة.. ومنزل أولياء الله ألأبدي؛ (الجنَّة!).
فقف معي أخي.. وحاسب نفسك: هل أنت من أهل الغفلة؟
قليلٌ أولئك الذين وقفوا هذه الوقفة.. وحاسبوها.. وسائلوها.. ليعلموا هل هم من أهل الغفلة؟!
أخي المسلم: لقد استفحل داء الغفلة.. وكُثر أصحابه في كل مجمع وفي كل مكان!
فترى الأكثرين سُكارى.. لا يدرون إلى أين يسيرون.. حيارى.. تائهين!
نَسُوا ماذا بعد الحياة؟! نَسُوا الأجل! نَسُوا ساعة الرَّحيل! نَسُوا الدَّار الأخرى! نَسُوا الموت وسكراته! نَسُوا القبر وضمَّته وأهواله! نَسُوا هول المحشر! نَسُوا الصراط وكلاليبه! نَسُوا النَّار وفظائعها!
ياأيُّهَذَاالذي قدغرَّهُالأملُ
ودون ما يأملُ التَّنغيصُ والأجَلُ
ألا ترى إنَّما الدُّنيا وزينتُها
كمنزل الرَّكْبِ دارًا ثُمَّةً ارْتحلُوا
تظلُّ تُفزعُ في الرُّوعات ساكنَها
فما يسوغُ له لينٌ ولا جَذَلُ
المرءُ يشقى بما يسعى لوارثِهِ
والقبرُ وارثُ ما يسعى له الرَّجُلُ
فيا أيها الغافل.. ويا أيها اللاَّهي السَّاهي.. تذكَّر أنَّك لن يُغفل عنك! فبادر إلى العمل الصالح؛ قبل أن يُحال بينك وبينه!
جهولٌ ليس تنهاهُ النَّواهي
ولا تلقاهُ إلاَّ وهو ساهي
يُسرُّ بيومِهِ لعبًا ولهوًا
ولا يدري وفي غدِهِ الدَّواهي
قال سلمان الفارسي t: (ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمِّل الدنيا والموت يطلبه! وغافل ليس يُغْفل عنه! وضاحكٌ مِلءْ فيه ولا يدري أساخط ربُّ العالمين عليه أم راضٍ؟!)
أخي المسلم: أسوأ ما في الغفلة أنها تبعد صاحبها عن الله تعالى! فالغافلون بعيدون عن الله تعالى.. شغلتهم الدنيا بزهرتها الفانية!
إذا ذُكر الله تعالى.. لم يكن الغافل من الذاكرين!
وإذا قرئ القرآن.. لم يكن الغافل من التالين!
وإذا صلى الناس لرب العالمين.. لم يكن الغافل من المصلين!
وإذا بادر أهل الطاعة إلى الطاعات.. لم يكن الغافل من المبادرين!
لذلك كانت الغفلة سببًا في البعد عن الله تعالى!
قال ابن القيم: (على قدر غفلة العبد عن الذكر يكون بُعْده عن الله).
وقال أيضًا: (إنَّ الغافل بينه وبين الله عزَّ وجلَّ وحشة، لا تزول إلا بالذكر).
فهل حاسبت نفسك أخي المسلم: هل أنت من الذاكرين لله تعالى؟! هل أنت من المنشغلين بالطاعات؟
كثير أولئك الذين انشغلوا بجمع الدنيا.. وضاعوا في غمار الحياة! فأضاعوا الصلوات.. وغفلوا عن ذكر الله.. وأعرضوا عن الطاعات..
أخي المسلم: الغفلة طريق ذو شرور.. إذا سلكه سالك حتى نهايته؛ أوصله إلى النار!
وإليك علامات هذا الطريق؛ حتى تتقيه.. وحتى تحاسب نفسك: هل أنت من سالكيه؟!
أولاً: حب الدنيا: حب الدنيا ذلك الداء الخطير؛ الذي أهلك الكثيرين.. وما زال يهلك الكثيرين؛ ممن انشغلوا بالدنيا!
قال رسول الله r: «إنما أهلك من قبلكم الدينار والدرهم، وهما مُهْلكاكُمْ» [رواه البزار/ صحيح الترغيب للألباني: 3258].
ثانيًا: طول الأمل: طول الأمل شغل الكثيرين عن تذكُّر الموت والقبر والحساب! فترى صاحب الأمل يمنِّي نفسه بالأماني العريضة..
كأنه سيخلد في الدنيا!
فانظر وانظر ... أخي المسلم؛ من أي الأصناف... أنا/أنت؟!
والسلام عليكم