المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أليس منكم رجل رشيد


الصارم المسلول معكم
2011-09-09, 07:40
بسم الله.الرحمن.الرحيم

الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:

السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته




قال ابن القيم – رحمه الله–



: " ولا تنس العناية بالسحرة (سحرة فرعون ) , جاءوا يحاربونه ويحاربون رسله , وخلع الصلح قد فصلت ,
وتيجان الرضى قد وضعت , وشراب الوصال مروق , فمدوا أيديهم إلى ما اعتصروا من خمرالهوى (http://www.alfothool.com/vb/t28105.html) فإذا بها
قد انقلبت خلا , فأقطروا عليه فسكروا بشراب المحبة فلما عربدت عليهم المحبة صلبوا في جذوع النخل !!!
واعجبا لعزمات ما ثناها" لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف "!! سجدوا له سجدة واحدة فما رفعوا رؤوسهم
حتى رأوا منازلهم من الجنة فغلبهم الوجد وتمكن منهم الشوق فقالوا" اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا "

. بدائع الفوائد 4/333 .

إن الله تبارك وتقدس خلق الإنسان وركـّبه وجَبَـلـَه على أمور ٍ لا ينفـّك عنها بحال , مهما أدعى خلافها أو تبرأ منها
ومما جَبَـله عليه (الحُبْ) , فلا ينفك جسدٌ من حبٍ سواء عظـُم أو صغر .

أيها الأحبة
أتعلمون ما الحب ؟
هذه الكلمة الصغيرة التي لا تتجاوز الحرفين , والتي تحمل في طيّ هذين الحرفين أسرارٌ وأحاديث ووقائع
وتاريخ طويل بطول الدنيا بأسرها , وتاريخ هذه الكلمة على شقين :
شقٌ ناصع البياض لا تدنسه معصية .
وشق قاتمٌ كالحٌ صار وصمة ذل على جبين الدهر .
فهل تعلمون كلمة بهذا الصِغَـر التركيبي تحمل هذا العظم الأسطوري !!!
إن لم تعلموا فأقول لكم إنها كلمة (الحُبْ) !!!
فكم من أسير وقتيل وجريح وسليب لهذا الحب , وكم من مسرور وهانئ وسعيد بهذا الحب !!!
هذا الحب الذي كان سببا ً في سفكِ أول دم ٍ على هذه البسيطة بغير حق , حينما قتل قابيل أخاه هابيل !!
هذا الحب الذي جعل النمرود تتعلق نفسه بامرأة أحد رعيته وقد جمع الله له في بلاطه جميلات الدنيا
فكان هلاكه وزوال ملكه بهذا !!
هذا الحب الذي جعل امرأة العزيز يتعلق قلبها بمملوكها يوسف عليه السلام
وهي في بيت الرياسة والحكم وزوجة عزيز مصر !!

هذا الحب الذي جعل عِمَارة بن الوليد يتجرأ على بلاط النجاشي بتعرضه لزوجته
فسحره النجاشي حتى هام في البريّة بلا عقل !!

هذا الحب الذي جعل يزيد بن عبد الملك ينصرف عن الخلافة وأمور المسلمين إلى الجارية ( حبّابة )
حتى يوم ماتت لم يدفنها وأبقاها عنده يبكي على رأسها حتى أنتنت جيفتها بعد ثلاث !!

هذا الحب الذي دخل على خلفاء الدولة العباسية وجعل كل خليفةٍ يستوزر من أقارب محبوبته
ويدع بني عمومته حتى صارت دولتهم شذر مذر !!

هذا الحب الذي سطى وعصف بالخلافة العثمانية !!

هذا الحب الذي أبكى امرؤ القيس بن حِجْر حينما شاهد طلل محبوبته فقال :

قفا نبكِ من ذكرى حبيب ٍ ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
كـأني غـداة البيْن يـوم تحـمّـلوا ... لدى سمـراتِ الحـي ناقـف حنظـلِ
وقـوفـاً بهـا صحـبي عليّ مُطيهم ... يقـولون لا تهـلك أسـى وتجـمّـلِ
وإن شفـائـي عبـرة مهـراقـة ... فهل عند رسـم ٍ دارس ٍ من مـعـولِ
!!!

هذا الحب الذي جعل عنترة العبسي يذكر معشوقته في أحلك الظروف وأصعب المواقف
ويتمنى أيضا في هذا الوقت حيث يقول :

ولقد ذكرتكِ والرماح نواهلٌ ... مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسمِ
لما رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذممِ
يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبنان الأدهمِ
!!!

هذا الحب الذي جعل قيس بن الملوح ( مجنون ليلى ) يسيح في البريّة مع الوحوش ويقول أرق الشعر وأعذبه وأبدعه
فكان من قوله :

نهاري نهار الناس حتى إذا دجا ... لي اللّيل هزّتني إليكِ المضاجعُ
أقضّى نهاري بالحديث وبالمنى ... ويجمعني بالليل والهمّ جامعُ
لقد ثبتت في القلب منكِ مودةٌ ... كما ثبتت في الراحتين الأصابعُ
!!!
هذا الحب الذي جعل جميل بن مَعْمَر ( جميل بثينة ) يتمنى محبوبته في الدنيا وفي البرزخ حيث يقول :

ألا ليتنا نحيا جميعاً وإن تمت ... يوافق في موتي ضريحي ضريحُها
فما أنا في طول الحياة براغبٍ ... إذا قيل قد سُويّ عليها صفيحها
أظلُّ نهاري مُستهاما ويلتقي ... مع الليل روحي في المنام وروحُها
!!!
هذا الحب الذي جعل ابن زيدون يهيم بولادة بنت المستكفي ويتمنى لقائها ولو كان في عرصات القيامة حيث يقول :

بنتم وبنّا ، فما ابتلت جوانحنا .... شوقاً إليكم ، ولا جفت مآقينا
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا .... يقضى علينا الأسى ، لولا تأسينا
وقد نكون وما يُخشـى تفـرّقنا .... فالآن نحن وما يُرجـى تلاقينـا
إن كان قد عزّ في الدنيا اللقاء .... في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا
!!!
هذا الحب الذي جعل كثير الخزاعي ( كثير عزّة ) يحسب أن الذنب يغفره صلاة في موضع صلتْ فيه محبوبته حيث يقول :
خليليَّ هذا ربعُ عزّة فاعقلا .... قَلُوصَيْكما ثم انزلا حيث حَلّتِ
ومُسّا تراباً كان قد مسَّ جلدها .... وظلاّ وبيتا حيث باتتْ وظلَّتِ
ولا تيأسا أن يغفر الله منكما .... ذنوباً إذا صلّيتُما حيث صلَّتِ
وما كنتُ أدري قبل عزّة ما البكا ... ولا مُوجعاتِ القلب حتى تولّتِ
!!!
هذا الحب الذي جعل يزيد بن معاوية , الملك بن الملك يرى أنه مقتول وقاتله محبوبته حيث يقول :
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني . . . رأيت بعيني في أناملها دمي
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها . . . ولكن خبّروها بعد موتي بمأتمي
!!!
هذا الحب الذي جَعَل له في كل عصر ٍ من الأعصار صرعى , وله في كل مصر ٍ من الأمصار هلكى !!!
فهذا عاشق , وهذا متيّم , وهذا مُحب , وذاك مفؤد , وذاك سليب , وذاك مصاب
ولو سئل أحدهم عن الحب لقال كما قال الأسدي :
هل الحبُّ إلا زفرةٌ بعد عبرةٍ ... وحرٌّ على الأحشاء ليس له برْدُ
وفيضُ دموع من جفوني كلما ... بدا علمٌ من أرضكم لم يكن يبدو
!!!
ولقال كما قال الآخر واصفا ما يجده من الحب :
يا مُوقـد النار يُذكِيها ويخمدهـا ... قـرّ الشتـاء بأريـاح وأمطـارِ
قم فاصطل النار من قلبي مُضرّمة ... فالَّوقُ يُضرِمُهَا يا مُوقد النَّارِ
!!!
بعد حذف وتعديل منقول لو يحظى منكم بالقبول

daisyy
2011-09-09, 09:23
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته

الصارم المسلول معكم
2011-09-09, 11:52
http://www.alawda.info/quran/images/smilies/1.gif



اثبت وجودك..http://www.alawda.org/quran/nk/laatkra.gif تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

الصارم المسلول معكم
2011-09-09, 11:55
وكما قال ابن دريد :


وما في الأرض (http://www.alfothool.com/vb/t28105.html) أشقى (http://www.alfothool.com/vb/t28105.html) من محبٍ (http://www.alfothool.com/vb/t28105.html)...وإن وجد الهوى (http://www.alfothool.com/vb/t28105.html) حلو المذاقِ

تـراه بـاكيـاً فـي كـل حـيـن ... مـخـافـة فـُرقــة أولاشتـيـاقِ

فيبـكي إن نـأوا شـوقا إليهـم ... ويبكي إن دنـوا حَـذر الفراقِ


فهذا الحب هو الداء الدويّ , والسم الخفيّ , الذي إن أصاب إنسان ٍ أهلكه , وإن وقع في القلب ملكه !!



لا قرار لصاحبه , فهو في هم ٍ وغم , وهذا غاية ما يريده الشيطان من بني آدم بأن يصرفه عن طاعة الله عز وجل
إلى تتبع مراضي محبوبه والله المستعان .

وهذا النوع من الحب فيه دخلٌ وزغل , وإن قال صاحبه ما قال ما لم يوافق شرع الله تعالى
فإن الله عندما رَكـّب في خلـْقه هذه السجيّة والطبيعة جعل لها مجرى تجري فيه مُوافق لشِرْعته
فإن خالفتْ المجرى شـَقـِـي صاحبها , وإن وافقته تمّ لصاحبها العيشة الهنيّة والسعادة الأبديّة .
ألا ترى بأن العاشق الذي يخالف ما جُبل عليه من الحب بحبٍ لا يوافق الشرع , سرعان ما ينتهي حُبّه حينما
يأخذ ما يريده من محبوبه !!!
ألا ترى بأن حبه ينقلب بغضا ً وكرها وربما ابتزازا ً لمن يزعم حبه !!!
ألا ترى بأن قلب من يزعم هذا الحب فيه كثير غيره حتى إذا أنهى مراده منه تركه , كما قال أبو نواس :
أتيتُ فؤادَها أشكو إليه ... فلم أخلصْ إليه من الزِّحامِ
فيا منْ ليـس يقنـعهُ خليلٌ ... ولا ألفا خليـلٍ كـلّ عـامِ

أراكِ بقيّةً من قوم موسى ... فهمْ لا يصبرون على طعامِ


ألا ترى بأن من هذاحُبّه يصل به إلى القتل عندما يعرف أن محبوبه يخونه !!!

أرأيت محبا يقتل محبوبه ؟
نعم عندما يُجري حبه على غير الفطرة .


قال ابن القيم – رحمه الله - :
" فكل هذه المحاب باطلة مضمحلة سوى محبة الله وما والاها من محبة رسوله و كتابه ودينه وأوليائه فهذه المحبة تدوم
وتدوم ثمرتها ونعيمها بدوام من تعلقت به , وفضلها على سائر المحاب كفضل من تعلقت به على ما سواه
وإذا انقطعت علائق المحبين وأسباب توادعهم وتحابهم لم تنقطع أسبابها ... "

إغاثة اللهفان 2/132 .

التوحيد الخالص
2011-09-09, 12:00
بارك اله فيك http://www.air.flyingway.com/airlogo/rose/yellow-rose.gif

صَمْـتْــــ~
2011-09-09, 15:51
بسم الله.الرحمن.الرحيم




الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:

السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته




قال ابن القيم – رحمه الله–



: " ولا تنس العناية بالسحرة (سحرة فرعون ) , جاءوا يحاربونه ويحاربون رسله , وخلع الصلح قد فصلت ,
وتيجان الرضى قد وضعت , وشراب الوصال مروق , فمدوا أيديهم إلى ما اعتصروا من خمرالهوى (http://www.alfothool.com/vb/t28105.html) فإذا بها
قد انقلبت خلا , فأقطروا عليه فسكروا بشراب المحبة فلما عربدت عليهم المحبة صلبوا في جذوع النخل !!!
واعجبا لعزمات ما ثناها" لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف "!! سجدوا له سجدة واحدة فما رفعوا رؤوسهم
حتى رأوا منازلهم من الجنة فغلبهم الوجد وتمكن منهم الشوق فقالوا" اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا "

. بدائع الفوائد 4/333 .

إن الله تبارك وتقدس خلق الإنسان وركـّبه وجَبَـلـَه على أمور ٍ لا ينفـّك عنها بحال , مهما أدعى خلافها أو تبرأ منها
ومما جَبَـله عليه (الحُبْ) , فلا ينفك جسدٌ من حبٍ سواء عظـُم أو صغر .

أيها الأحبة
أتعلمون ما الحب ؟
هذه الكلمة الصغيرة التي لا تتجاوز الحرفين , والتي تحمل في طيّ هذين الحرفين أسرارٌ وأحاديث ووقائع
وتاريخ طويل بطول الدنيا بأسرها , وتاريخ هذه الكلمة على شقين :
شقٌ ناصع البياض لا تدنسه معصية .
وشق قاتمٌ كالحٌ صار وصمة ذل على جبين الدهر .
فهل تعلمون كلمة بهذا الصِغَـر التركيبي تحمل هذا العظم الأسطوري !!!
إن لم تعلموا فأقول لكم إنها كلمة (الحُبْ) !!!
فكم من أسير وقتيل وجريح وسليب لهذا الحب , وكم من مسرور وهانئ وسعيد بهذا الحب !!!
هذا الحب الذي كان سببا ً في سفكِ أول دم ٍ على هذه البسيطة بغير حق , حينما قتل قابيل أخاه هابيل !!
هذا الحب الذي جعل النمرود تتعلق نفسه بامرأة أحد رعيته وقد جمع الله له في بلاطه جميلات الدنيا
فكان هلاكه وزوال ملكه بهذا !!
هذا الحب الذي جعل امرأة العزيز يتعلق قلبها بمملوكها يوسف عليه السلام
وهي في بيت الرياسة والحكم وزوجة عزيز مصر !!

هذا الحب الذي جعل عِمَارة بن الوليد يتجرأ على بلاط النجاشي بتعرضه لزوجته
فسحره النجاشي حتى هام في البريّة بلا عقل !!

هذا الحب الذي جعل يزيد بن عبد الملك ينصرف عن الخلافة وأمور المسلمين إلى الجارية ( حبّابة )
حتى يوم ماتت لم يدفنها وأبقاها عنده يبكي على رأسها حتى أنتنت جيفتها بعد ثلاث !!

هذا الحب الذي دخل على خلفاء الدولة العباسية وجعل كل خليفةٍ يستوزر من أقارب محبوبته
ويدع بني عمومته حتى صارت دولتهم شذر مذر !!

هذا الحب الذي سطى وعصف بالخلافة العثمانية !!

هذا الحب الذي أبكى امرؤ القيس بن حِجْر حينما شاهد طلل محبوبته فقال :

قفا نبكِ من ذكرى حبيب ٍ ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
كـأني غـداة البيْن يـوم تحـمّـلوا ... لدى سمـراتِ الحـي ناقـف حنظـلِ
وقـوفـاً بهـا صحـبي عليّ مُطيهم ... يقـولون لا تهـلك أسـى وتجـمّـلِ
وإن شفـائـي عبـرة مهـراقـة ... فهل عند رسـم ٍ دارس ٍ من مـعـولِ
!!!

هذا الحب الذي جعل عنترة العبسي يذكر معشوقته في أحلك الظروف وأصعب المواقف
ويتمنى أيضا في هذا الوقت حيث يقول :

ولقد ذكرتكِ والرماح نواهلٌ ... مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسمِ
لما رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذممِ
يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبنان الأدهمِ
!!!

هذا الحب الذي جعل قيس بن الملوح ( مجنون ليلى ) يسيح في البريّة مع الوحوش ويقول أرق الشعر وأعذبه وأبدعه
فكان من قوله :

نهاري نهار الناس حتى إذا دجا ... لي اللّيل هزّتني إليكِ المضاجعُ
أقضّى نهاري بالحديث وبالمنى ... ويجمعني بالليل والهمّ جامعُ
لقد ثبتت في القلب منكِ مودةٌ ... كما ثبتت في الراحتين الأصابعُ
!!!
هذا الحب الذي جعل جميل بن مَعْمَر ( جميل بثينة ) يتمنى محبوبته في الدنيا وفي البرزخ حيث يقول :

ألا ليتنا نحيا جميعاً وإن تمت ... يوافق في موتي ضريحي ضريحُها
فما أنا في طول الحياة براغبٍ ... إذا قيل قد سُويّ عليها صفيحها
أظلُّ نهاري مُستهاما ويلتقي ... مع الليل روحي في المنام وروحُها
!!!
هذا الحب الذي جعل ابن زيدون يهيم بولادة بنت المستكفي ويتمنى لقائها ولو كان في عرصات القيامة حيث يقول :

بنتم وبنّا ، فما ابتلت جوانحنا .... شوقاً إليكم ، ولا جفت مآقينا
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا .... يقضى علينا الأسى ، لولا تأسينا
وقد نكون وما يُخشـى تفـرّقنا .... فالآن نحن وما يُرجـى تلاقينـا
إن كان قد عزّ في الدنيا اللقاء .... في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا
!!!
هذا الحب الذي جعل كثير الخزاعي ( كثير عزّة ) يحسب أن الذنب يغفره صلاة في موضع صلتْ فيه محبوبته حيث يقول :
خليليَّ هذا ربعُ عزّة فاعقلا .... قَلُوصَيْكما ثم انزلا حيث حَلّتِ
ومُسّا تراباً كان قد مسَّ جلدها .... وظلاّ وبيتا حيث باتتْ وظلَّتِ
ولا تيأسا أن يغفر الله منكما .... ذنوباً إذا صلّيتُما حيث صلَّتِ
وما كنتُ أدري قبل عزّة ما البكا ... ولا مُوجعاتِ القلب حتى تولّتِ
!!!
هذا الحب الذي جعل يزيد بن معاوية , الملك بن الملك يرى أنه مقتول وقاتله محبوبته حيث يقول :
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني . . . رأيت بعيني في أناملها دمي
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها . . . ولكن خبّروها بعد موتي بمأتمي
!!!
هذا الحب الذي جَعَل له في كل عصر ٍ من الأعصار صرعى , وله في كل مصر ٍ من الأمصار هلكى !!!
فهذا عاشق , وهذا متيّم , وهذا مُحب , وذاك مفؤد , وذاك سليب , وذاك مصاب
ولو سئل أحدهم عن الحب لقال كما قال الأسدي :
هل الحبُّ إلا زفرةٌ بعد عبرةٍ ... وحرٌّ على الأحشاء ليس له برْدُ
وفيضُ دموع من جفوني كلما ... بدا علمٌ من أرضكم لم يكن يبدو
!!!
ولقال كما قال الآخر واصفا ما يجده من الحب :
يا مُوقـد النار يُذكِيها ويخمدهـا ... قـرّ الشتـاء بأريـاح وأمطـارِ
قم فاصطل النار من قلبي مُضرّمة ... فالَّوقُ يُضرِمُهَا يا مُوقد النَّارِ
!!!
بعد حذف وتعديل منقول لو يحظى منكم بالقبول





وكما قال ابن دريد :





وما في الأرض (http://www.alfothool.com/vb/t28105.html) أشقى (http://www.alfothool.com/vb/t28105.html) من محبٍ (http://www.alfothool.com/vb/t28105.html)...وإن وجد الهوى (http://www.alfothool.com/vb/t28105.html) حلو المذاقِ

تـراه بـاكيـاً فـي كـل حـيـن ... مـخـافـة فـُرقــة أولاشتـيـاقِ

فيبـكي إن نـأوا شـوقا إليهـم ... ويبكي إن دنـوا حَـذر الفراقِ


فهذا الحب هو الداء الدويّ , والسم الخفيّ , الذي إن أصاب إنسان ٍ أهلكه , وإن وقع في القلب ملكه !!



لا قرار لصاحبه , فهو في هم ٍ وغم , وهذا غاية ما يريده الشيطان من بني آدم بأن يصرفه عن طاعة الله عز وجل
إلى تتبع مراضي محبوبه والله المستعان .

وهذا النوع من الحب فيه دخلٌ وزغل , وإن قال صاحبه ما قال ما لم يوافق شرع الله تعالى
فإن الله عندما رَكـّب في خلـْقه هذه السجيّة والطبيعة جعل لها مجرى تجري فيه مُوافق لشِرْعته
فإن خالفتْ المجرى شـَقـِـي صاحبها , وإن وافقته تمّ لصاحبها العيشة الهنيّة والسعادة الأبديّة .
ألا ترى بأن العاشق الذي يخالف ما جُبل عليه من الحب بحبٍ لا يوافق الشرع , سرعان ما ينتهي حُبّه حينما
يأخذ ما يريده من محبوبه !!!
ألا ترى بأن حبه ينقلب بغضا ً وكرها وربما ابتزازا ً لمن يزعم حبه !!!
ألا ترى بأن قلب من يزعم هذا الحب فيه كثير غيره حتى إذا أنهى مراده منه تركه , كما قال أبو نواس :
أتيتُ فؤادَها أشكو إليه ... فلم أخلصْ إليه من الزِّحامِ
فيا منْ ليـس يقنـعهُ خليلٌ ... ولا ألفا خليـلٍ كـلّ عـامِ

أراكِ بقيّةً من قوم موسى ... فهمْ لا يصبرون على طعامِ


ألا ترى بأن من هذاحُبّه يصل به إلى القتل عندما يعرف أن محبوبه يخونه !!!

أرأيت محبا يقتل محبوبه ؟
نعم عندما يُجري حبه على غير الفطرة .


قال ابن القيم – رحمه الله - :
" فكل هذه المحاب باطلة مضمحلة سوى محبة الله وما والاها من محبة رسوله و كتابه ودينه وأوليائه فهذه المحبة تدوم
وتدوم ثمرتها ونعيمها بدوام من تعلقت به , وفضلها على سائر المحاب كفضل من تعلقت به على ما سواه
وإذا انقطعت علائق المحبين وأسباب توادعهم وتحابهم لم تنقطع أسبابها ... "


إغاثة اللهفان 2/132 .




السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الأخ الفاضِل نشكرُ لكم هذه الالتفاتة القيّمة والتّذكير الطيِّب..


ورغم الكثيرِ ممّا قيل في الحبِّ ووُصفَ به واختلافِ رُؤانا لمعناه..


إلاّ أنّه بنظري شعورٌ إنسانيٌّ نبيلٌ نُبلَ أحاسيسِنا وصِدقِها وصفاءِ نوايانا..


فإنِ ارتكَزَ على ما تهواهُ النّفسُ إشباعا لنزواتِها مالَ عنْ منهَجِ الطُّهرِ واكتسى سوادَ نوايا صاحبِه فلا حصّلَ هذا الأخير رضا الله ولا راحةَ نفسِه.


والمغزى أنّ جوهرَ الحبِّ نقاؤُه


فندعو الله أنْ لا تحيدَ نفوسُنا عن حُبٍّ يوسمه صدقُ مشاعرِنا..


ومكسبُنا في رِضا الله وسَتره.
ـ
دُمت بخيرٍ أيّها الفاضِل.

طاعة زوجي ..
2011-09-09, 17:46
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الموضوع القيّم
ولا يسعني في هذا المقام إلّا الإستشهاد بقول البحتري
ولعمري إنّ العجز عندي هو ...أن تبيت الرّجال تبكي النّساء
دمتم بخير والسلام عليكم

احمد الآمين
2011-09-11, 14:03
شكرا لك أيها الصارم المسلول

لكن اسمك مُخيف

asmaa103
2011-09-11, 14:12
شكرا لك أيها الصارم المسلول



لكن اسمك مُخيف

اظحكتني:1::1:
بارك الله فيك اخ احمد

أمآآآآني البنفسج
2011-09-11, 14:36
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته

و من الصدف أنه الموضوع الثاني الذي أقرأ فيه عن الحب

و إني لأراك أخي الصارم قد أهملت الشق الناصع البياض من الحب:)

فمهما أفسدت الحضارة معناه و شوهت القذارة محتواه

يبقى الحب أنبل شعور يحمله قلب الإنسان

فليس العيب في الحب و إنما في النفوس المريضة التي غيرته

مشكور أخي على النقل الموفق و ننتظر باقي الشق :mh31: