katkooot
2011-09-08, 19:17
الجِدي والتيس .... وقناة الجزيرة
اظن ان الكثير منا سمع المثل السوري القائل[جِدي ما بيلعب بعقل تيس]والجِدي هو صغير الماعز اما التيس فهو كبيرهم ,والتيس في هذا المثل يعتبر مديح يدل على الخبرة في الحياة,على عكس الحالات الُاخرى اللتي تعتبر اهانة فعندما نقول عن احدهم انه تيس نعني انه غبي او عنيد وغبي في نفس الوقت.والامثال الشعبية ليست دائماً صحيحة والدليل على ذلك مثل شعبي اثبت التاريخ عدم صحته وهو يتعلق بالتيوس ايضا فقد كان السوريون حتى عام 1986يقولون[بقلو تيس بيقول حلبه] [اقول له تيس فيقول احلبه] ويُضرب لاستحالة الشيء ,فقد كان يُعتقد ان التيس لا يُحلب الى ان ظهر تيس البوكمال
والبوكمال مدينة سورية تقع على الحدود العراقية وسكانها مشهورون بكرمهم ,ففي عام 1986 اكتشف احد الفلاحين ان التيس الذي اشتراه يدر حليبا,وانتشرالخبر بسرعة وظهرت الاشاعات التي تقول ان احدى النساء المصابات بالعقم شربت من حليب التيس فحملت,وتناقلت الصحف المحلية والعربية الخبر وافتى احد الشيوخ بان هذا التيس هو معجزة الهية,وبدأ الناس يتوافدون على هذه المدينة الهادئة بالآلاف املاً في الحصول على بعض الحليب الذي يشفي جميع الامراض, تنشطت الحركة الاقتصادية في البوكمال, الناس كانو ينامون في العراء حول البيت الذي يحوي التيس في انتظار دورهم لحصول على الحليب بعد ان امتلأ الفندق الوحيد وبيوت الاهالي,وفتحت عشرات المطاعم وانتعشت المواصلات واصبح السائقين ومعاوينيهم ينادون على الركاب [دمشق التيس] بدلاً من[دمشق دير الزور البوكمال] وبسبب عدم كفاية الحليب كان صاحبه يقوم بخلطه سراً بحليب البقر,جاء الناس من كافة المحافظات السورية ومن كل الطوائف السنة والشيعة والدروز والعلويين وحتى المسيحيين,ومن كل الدول العربية وخصوصا دول الخليج بل ان البعض جاء من امركا وكندا
الفضيحة ان زوار التيس لم يكونوا من بسطاء الناس فقط بل كان العديد منهم من حملة الشهادات العليا,بل اني اذكر ان احد حملة الشهادات الجامعية حاول ان يقنعني بان التيس هو احد اولياء الله الصالحين الذي يُبعث كل مئة عام. وبعد احتجاج العديد من المثقفين السوريين تدخلت السلطات لانهاء الفضيحة وهناك روايتين مختلفتين حول نهاية التيس الاولى تقول ان وزراة الزراعة اخذته لاجراء بحوث علمية وانه توقف عن الحلب ومات,اما الرواية الثانية فتقول ان السلطات السورية اتبعت كعادتها الحل الامني فقامت بارسال دورية امنية قامت باعتقال التيس واعدامه,ويقال ان حليب التيس اثناء اعتقاله خُصص لقادة الفروع الامنية وهذا ما يفسر تيسنتهم في التعامل مع الازمة التي تمر بها سورية .
وقد تذكرتُ هذه الامثال بعد قراءة استطلاع على الفيس بوك وكان السؤال [هل تؤيد تدخل الناتو في سورية] و قد اجاب بنعم اقل من النصف بقليل.مما يثير التساؤل في سر تحول الرأي العام العربي حيث بينت استطلاعات الرأي العام قبل 6سنوات ان معظم الشعب العربي كان ضد غزو العراق فما سر هذا الاختلاف ,قد يقول البعض ان قمع النظام السوري للمظاهرات هو السبب في هذا التحول ولكن اي قارئ موضوعي يعرف ان ما قتله صدام حسين من العراقيين لا يعادله اي حاكم عربي منذ عهد الحجاج ,ومع هذا لم نرى دعوات لتدخل الناتوبهذا الشكل السافر,هل دماء السوريين اغلى من دماء العراقيين,طبعا لا,الناس لم تتغيير فكثير من وقف ضد غزو العراق يقف الان مع غزو سورية, حلف الناتو لم يتغير,الشئ الوحيد الذي تغير هو موقف قناة الجزيرة هناك وقفت ضد غزو العراق وهنا قررت اسقاط النظام السوري بأي ثمن,قد يقول البعض ان الجزيرة تقف مع الشعب السوري وهذا غير صحيح, الجزيرة تقف ضد النظام السوري وهذا فرق لا يراه من شرب من حليب التيوس .
فهل سيتمكن جِدي قطر من اللعب بعقول تيوس العرب.
ملاحظة للتيوس فقط:
كشف اكاذيب قناة الجزيرة لا يعني تأييد اكاذيب التلفزيون السوري او قناة الدنيا والعكس صحيح.
من قلم : احمد الحمادة
اظن ان الكثير منا سمع المثل السوري القائل[جِدي ما بيلعب بعقل تيس]والجِدي هو صغير الماعز اما التيس فهو كبيرهم ,والتيس في هذا المثل يعتبر مديح يدل على الخبرة في الحياة,على عكس الحالات الُاخرى اللتي تعتبر اهانة فعندما نقول عن احدهم انه تيس نعني انه غبي او عنيد وغبي في نفس الوقت.والامثال الشعبية ليست دائماً صحيحة والدليل على ذلك مثل شعبي اثبت التاريخ عدم صحته وهو يتعلق بالتيوس ايضا فقد كان السوريون حتى عام 1986يقولون[بقلو تيس بيقول حلبه] [اقول له تيس فيقول احلبه] ويُضرب لاستحالة الشيء ,فقد كان يُعتقد ان التيس لا يُحلب الى ان ظهر تيس البوكمال
والبوكمال مدينة سورية تقع على الحدود العراقية وسكانها مشهورون بكرمهم ,ففي عام 1986 اكتشف احد الفلاحين ان التيس الذي اشتراه يدر حليبا,وانتشرالخبر بسرعة وظهرت الاشاعات التي تقول ان احدى النساء المصابات بالعقم شربت من حليب التيس فحملت,وتناقلت الصحف المحلية والعربية الخبر وافتى احد الشيوخ بان هذا التيس هو معجزة الهية,وبدأ الناس يتوافدون على هذه المدينة الهادئة بالآلاف املاً في الحصول على بعض الحليب الذي يشفي جميع الامراض, تنشطت الحركة الاقتصادية في البوكمال, الناس كانو ينامون في العراء حول البيت الذي يحوي التيس في انتظار دورهم لحصول على الحليب بعد ان امتلأ الفندق الوحيد وبيوت الاهالي,وفتحت عشرات المطاعم وانتعشت المواصلات واصبح السائقين ومعاوينيهم ينادون على الركاب [دمشق التيس] بدلاً من[دمشق دير الزور البوكمال] وبسبب عدم كفاية الحليب كان صاحبه يقوم بخلطه سراً بحليب البقر,جاء الناس من كافة المحافظات السورية ومن كل الطوائف السنة والشيعة والدروز والعلويين وحتى المسيحيين,ومن كل الدول العربية وخصوصا دول الخليج بل ان البعض جاء من امركا وكندا
الفضيحة ان زوار التيس لم يكونوا من بسطاء الناس فقط بل كان العديد منهم من حملة الشهادات العليا,بل اني اذكر ان احد حملة الشهادات الجامعية حاول ان يقنعني بان التيس هو احد اولياء الله الصالحين الذي يُبعث كل مئة عام. وبعد احتجاج العديد من المثقفين السوريين تدخلت السلطات لانهاء الفضيحة وهناك روايتين مختلفتين حول نهاية التيس الاولى تقول ان وزراة الزراعة اخذته لاجراء بحوث علمية وانه توقف عن الحلب ومات,اما الرواية الثانية فتقول ان السلطات السورية اتبعت كعادتها الحل الامني فقامت بارسال دورية امنية قامت باعتقال التيس واعدامه,ويقال ان حليب التيس اثناء اعتقاله خُصص لقادة الفروع الامنية وهذا ما يفسر تيسنتهم في التعامل مع الازمة التي تمر بها سورية .
وقد تذكرتُ هذه الامثال بعد قراءة استطلاع على الفيس بوك وكان السؤال [هل تؤيد تدخل الناتو في سورية] و قد اجاب بنعم اقل من النصف بقليل.مما يثير التساؤل في سر تحول الرأي العام العربي حيث بينت استطلاعات الرأي العام قبل 6سنوات ان معظم الشعب العربي كان ضد غزو العراق فما سر هذا الاختلاف ,قد يقول البعض ان قمع النظام السوري للمظاهرات هو السبب في هذا التحول ولكن اي قارئ موضوعي يعرف ان ما قتله صدام حسين من العراقيين لا يعادله اي حاكم عربي منذ عهد الحجاج ,ومع هذا لم نرى دعوات لتدخل الناتوبهذا الشكل السافر,هل دماء السوريين اغلى من دماء العراقيين,طبعا لا,الناس لم تتغيير فكثير من وقف ضد غزو العراق يقف الان مع غزو سورية, حلف الناتو لم يتغير,الشئ الوحيد الذي تغير هو موقف قناة الجزيرة هناك وقفت ضد غزو العراق وهنا قررت اسقاط النظام السوري بأي ثمن,قد يقول البعض ان الجزيرة تقف مع الشعب السوري وهذا غير صحيح, الجزيرة تقف ضد النظام السوري وهذا فرق لا يراه من شرب من حليب التيوس .
فهل سيتمكن جِدي قطر من اللعب بعقول تيوس العرب.
ملاحظة للتيوس فقط:
كشف اكاذيب قناة الجزيرة لا يعني تأييد اكاذيب التلفزيون السوري او قناة الدنيا والعكس صحيح.
من قلم : احمد الحمادة