مشاهدة النسخة كاملة : اين هو العقل
التوحيد الخالص
2011-09-06, 19:20
في القلب ليس في الراس
التوحيد الخالص
2011-09-06, 19:21
أين هو العقل ؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه رسالة مختصرة جمعتها وانتقيتها من الشبكة ومن كلام أهل العلم (مع حرصي على الاختصار وعدم الإطالة على القارئ الكريم)
وخلاصتها التأكيد على أن العقل هو في القلب شرعا وطبا وله علاقة واتصال وتعامل عجيب مع العقل الذي في الرأس
راجيا من الله أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
أبو أسامة سمير الجزائري
منزلة العقل في الإسلام:
إن الإسلام كرم العقل أيما تكريم، كرمه حين جعله مناط التكليف عند الإنسان، والذي به فضله الله على كثير ممن خلق تفضيلا، وكرمه حين وجهه إلى النظر والتفكير في النفس، والكون، والآفاق: اتعاظاً واعتباراً، وتسخيراً لنعم الله واستفادة منها، وكرمه حين وجهه إلى الإمساك من الولوج فيما لايحسنه، ولايهتدي فيه إلى سبيل ما، رحمة به وإبقاء على قوته وجهده. وتفصيل هذه الجمل في الآتي:
1. خص الله أصحاب العقول بالمعرفة لمقاصد العبادة، والوقوف على بعض حكم التشريع، فقال سبحانه بعد أن ذكر جملة أحكام الحج {واتقون يا أولي الألباب }
[البقرة: 197].
وقال عقب ذكر أحكام القصاص: {ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب }
[البقرة: 179].
2. قصر سبحانه وتعالى الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول، فقال عز وجل: {ومايذكر إلا أولوا الألباب } [البقرة: 269].
وقال عز وجل: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } [يوسف: 111].
وقال
عز وجل: {ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون } [العنكبوت: 35].
3. ذكر الله أصحاب العقول، وجمع لهم النظر في ملكوته، والتفكير في آلائه، مع دوام ذكره ومراقبته وعبادته، قال تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض } إلى قـوله عـز وجل: {إنك لاتخلف الميعاد }
[آل عمران: 190-194].
وهذا بخلاف ما عليه أصحاب المذاهب الضالة في العقل، فمنهم من اعتمد العقل طريقاً إلى الحق واليقين، مع إعراضه عن الوحي بالكلية كما هو حال الفلاسفة، أو إسقاط حكم الوحي عند التعارض -المفترَى - كما هو حال المتكلمين، ومنهم من جعل الحق والصواب فيما تشرق به نفسه، و تفيض به روحه، وإن خالف هذا النتاج أحكام العقل الصريحة، أو نصوص الوحي الصحيحة، كما هو حال غلاة الصوفية.
أما أهل العلم والإيمان فينظرون في ملكوت خالقهم، نظراً يستحضر عندهم قوة التذكر والاتعاظ، وصدق التوجه إلى الخالق البارئ سبحانه، من غير أن يخطر ببال أحدهم ثمة تعارض بين خلق الله وبين كلامه، قال عز وجل: {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } [الأعراف: 54].
4. ذم الله عز وجل المقلدين لآبائهم، وذلك حين ألغوا عقولهم وتنكروا لأحكامها رضاً بما كان يصنع الآباء والأجداد، قال عز وجل: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنآ أو لو كان آباؤهم لايعقلون شيئاً ولايهتدون ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون } [البقرة: 170-171].
5. حرم الإسلام الاعتداء على العقل بحيث يعطله عن إدراك منافعه.
- فمثلاً: حرم على المسلم شراب المسكر والمفتر وكل ما يخامر العقل ويفسده، قال عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } [المائدة: 90].
6. وجعل الإسلام الدية كاملة في الاعتداء على العقل وتضييع منفعته بضرب ونحوه، قال عبدالله بن الإمام أحمد: "سمعت أبي يقول: في العقل دية، يعني إذا ضرب فذهب عقله " قال ابن قدامة: "لانعلم في هذا خلافاً ".
7. شدد الإسلام في النهي عن تعاطي ماتنكره العقول وتنفر منه، كالتطير والتشاؤم بشهر صَفَر ونحوه، واعتقاد التأثير في العدوى والأنواء وغيرها، وكذا حرم إتيان الكهان وغيرهم من أدعياء علم الغيب، وحرم تعليق التمائم وغيرها من الحروز.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لاعدوى ولاطيرة ) رواه البخاري.
الطيرة: التشاؤم بالشيء.
وفي رواية عن جابر رضي الله عنه: (لاعدوى ولاغول ولاصفر ) رواه مسلم.
غول: جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس، وتضلهم عن الطريق، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ زَادَ مَا زَاد ) رواه أبوداود وابن ماجه، وصححه الحافظ العراقي، والنووي.
والمراد: النهي عن اعتقاد أن للنجوم ـ في سيرها واجتماعها وتفرقها ـ تأثيراً على الحوادث الأرضية، وهو ما يسمى بعلم التأثير، أما علم التسيير وهو الاستدلال ـ عن طريق المشاهدة ـ بسير النجوم على جهة القبلة ونحو ذلك فلا شيء فيه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) رواه مسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ . قَالَتْ: قُلْتُ لِمَ تَقُولُ هَذَا، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي، فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ، كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ، فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) رواه أبوداود، وصححه السيوطي والألباني.
التولة: ضرب من السحر يحبب المرأة إلى زوجها، جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يفعل خلاف ما قدر الله.
هذا مع أمر الشارع العبد أن يأخذ بالأسباب ويتوكل على خالق الأسباب، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان ) رواه مسلم.
لكن أين هو العقل ؟!
هذه المسألة أشكلت على كثير من النظّار الذين ينظرون إلى الأمور نظرة مادية لا يرجعون فيها إلى قول الله عز وجل وقول رسوله صلى الله عليه وسلم .
وإلا فالحقيقة أن الأمر فيها واضح أن العقل في القلب وأن القلب في الصدر , أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها (بهذه القلوب) فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور , ولم يقل القلوب التي في الأدمغة قال القلوب التي في الصدور .فالأمر فيها واضح جدا , أن العقل يكون في القلب .
ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .
فما بالك بأمر شهد به كتاب الله , والله تعالى هو الخالق العالم بكل شيء وشهدت به سنة رسوله صلى الله عليه وسلم , إن الواجب علينا إزاء ذلك أن نطرح كل قول يخالفه كتاب الله وسنة رسوله وأن نجعله تحت أقدامنا وأن لا نرفع به رأسا.
إذا القلب هو محل العقل ولا شك , ولكن الدماغ محل التصوير يتصور الأشياء ,ثم إذا تصورها وجهزها بعث بها إلى القلب ثم القلب يأمر أو ينهى .
وهذا ليس بغريب (وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) .
في هذا الجسم أشياء غريبة تحار فيها العقول , ليس غريبا أن الله سبحانه وتعالى يجعل التصور في الرأس فيتصور الدماغ وينظم الأشياء حتى إذا لم يبق إلا الأوامر أرسلها للقلب ثم القلب يحرك يأمر أو ينهى , لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا صلحت صلح الجسد ), فلولا أن الأمر للقلب ما كان إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله .
إذا فالقلوب هي محل العقل والتدبير للشخص .
ولكن لا شك أن لها اتصال بالدماغ , ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير وفسد العقل فهذا مرتبط بهذا .
لكن العقل المدبر في القلب والقلب في الصدر (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
(شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين .
الشريط العاشر الجزء الأول .)
وهذا بحث طبي علمي عن القلب !
نقدم في هذا البحث العلمي رؤية جديدة للقلب البشري، فعلى مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل. ولكن ومع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة القلب والقلب الاصطناعي وتزايد هذه العمليات بشكل كبير، بدأ بعض الباحثين يلاحظون ظاهرة غريبة ومحيرة لم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن!
إنها ظاهرة تغير الحالة النفسية للمريض بعد عملية زرع القلب، وهذه التغيرات النفسية عميقة لدرجة أن المريض بعد أن يتم استبدال قلبه بقلب طبيعي أو قلب صناعي، تحدث لديه تغيرات نفسية عميقة، بل إن التغيرات تحدث أحياناً في معتقداته، وما يحبه ويكرهه، بل وتؤثر على إيمانه أيضاً!!
ومن هنا بدأتُ بجمع معظم التجارب والأبحاث والمشاهدات والحقائق حول هذا الموضوع، ووجدتُ بأن كل ما يكشفه العلماء حول القلب قد تحدث عنه القرآن الكريم بشكل مفصّل! وهذا يثبت السبق القرآني في علم القلب، ويشهد على عظمة ودقة القرآن الكريم، وأنه كتاب رب العالمين.
هناك بعض الباحثين يعتقدون أن القلب مجرد مضخة وأنه لا يوجد أي أثر لتغيير قلب المريض، بل قد تحدث تغيرات نفسية طفيفة بسبب تأثير العملية. كما يعتقد البعض أن القلب المذكور في القرآن هو القلب المعنوي غير المرئي مثله مثل النفس والروح. فما هي حقيقة الأمر؟
والحقيقة أننا لو تتبعنا أقوال أطباء الغرب الذين برعوا في هذا المجال، أي مجال علم القلب، نرى بأن عدداً منهم يعترف بأنهم لم يدرسوا القلب من الناحية النفسية، ولم يعطَ هذا الجزء الهام حقه من الدراسة بعد.
يُخلق القلب قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان. ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم لاحظوا شيئاً غريباً وذلك أثناء عمليات زرع القلب، عندما يضعون القلب الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر الدماغ حتى يعطيه الأمر بالنبض.
وهذا يشير إلى استقلال عمل القلب عن الدماغ، بل إن بعض الباحثين اليوم يعتقد أن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، بل إن كل خلية من خلايا القلب لها ذاكرة! ويقول الدكتور Schwartz إن تاريخنا مكتوب في كل خلية من خلايا جسدنا.
علاقة الدماغ بالقلب
هل الدماغ يتحكم بعمل القلب كما يقول العلماء، أم أن العكس هو الصحيح؟ ينبغي عليك أخي القارئ أن تعلم أن علم الطب لا يزال متخلفاً!! وهذا باعتراف علماء الغرب أنفسهم، فهم يجهلون تماماً العمليات الدقيقة التي تحدث في الدماغ، يجهلون كيف يتذكر الإنسان الأشياء، ويجهلون لماذا ينام الإنسان، ولماذا ينبض القلب، وما الذي يجعل هذا القلب ينبض، وأشياء كثيرة يجهلونها، فهم ينشرون في أبحاثهم ما يشاهدونه فقط، ليس لديهم أي قاعدة مطلقة، بل كل شيء لديهم بالتجربة والمشاهدة والحواس.
ولكننا نحن المسلمون لدينا حقائق مطلقة هي الحقائق التي حدثنا عنها القرآن الكريم قبل 14 قرناً عندما أكد في كثير من آياته على أن القلب هو مركز العاطفة والتفكير والعقل والذاكرة. ومنذ ثلاثين عاماً فقط بدأ بعض الباحثين بملاحظة علاقة بين القلب والدماغ، ولاحظوا أيضاً أن للقلب دور في فهم العالم من حولنا، وبدأت القصة عندما لاحظوا علاقة قوية بين ما يفهمه ويشعر به الإنسان، وبين معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس في الرئتين. ومن هنا بدأ بعض الباحثين يدرسون العلاقة بين القلب والدماغ. ووجدوا بأن القلب يؤثر على النشاط الكهربائي للدماغ.
العلماء لم يثبتوا أن القلب ليس له علاقة بالعواطف بل لا يستطيع أحد أن يثبت ذلك، لأنهم لم يستطيعوا كشف جميع أسرار القلب، ولذلك عندما نقول إن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، فهذا الكلام منطقي ولا يوجد ما ينافيه علمياً، والأهم من ذلك أنه يتفق مع القرآن.
الشيء الثابت علمياً أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب، وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وتناغم عجيب ولو حدث أي خلل في هذا التناغم ظهرت الاضطرابات على الفور.
ويقول الدكتور Armour إن للقلب نظاماً خاصاً به في معالجة المعلومات القادمة إليه من مختلف أنحاء الجسم، ولذلك فإن نجاح زرع القلب يعتمد على النظام العصبي للقلب المزروع وقدرته على التأقلم مع المريض.
مشاهد مثيرة!
تقول المعالجة النفسية Linda Marks بعد عملها لمدة عشرين عاماً في مركز القلب: كان الناس يواجهونني بسؤال: ماذا تعملين في هذا المركز وأنت تعلمين أن القلب مجرد مضخة للدم ليس له علاقة بالحالة النفسية للإنسان؟ وكنتُ أجيب بأنني أحس بالتغيير الذي يحصل في نفسية المريض قبل وبعد عملية زرع القلب، وأحس بتغير عاطفته، ولكن ليس لدي الدليل العلمي إلا ما أراه أمامي.
البرفسور Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها أيضاً. وبالتالي فإن الذاكرة ليست فقط في الدماغ بل قد يكون القلب محركاً لها ومشرفاً عليها. قام الدكتور غاري ببحث ضم أكثر من 300 حالة زراعة قلب، ووجد بأن جميعها قد حدث لها تغيرات نفسية جذرية بعد العملية.
يقول الدكتور Schwartz قمنا بزرع قلب لطفل من طفل آخر أمه طبيبة وقد توفي وقررت أمه التبرع بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم: "إنني أحس دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل (الذي يحمل قلب ولدها) أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي"!
والذي أكد هذا الإحساس أن هذا الطفل بدأ يظهر عليه خلل في الجهة اليسرى، وبعد ذلك تبين أن الطفل المتوفى صاحب القلب الأصلي كان يعاني من خلل في الجانب الأيسر من الدماغ يعيق حركته، وبعد أن تم زرع هذا القلب تبين بعد فترة أن الدماغ بدأ يصيبه خلل في الجانب الأيسر تماماً كحالة الطفل الميت صاحب القلب الأصلي.
ما هو تفسير ذلك؟ ببساطة نقول إن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ، والخلل الذي أصاب دماغ الطفل المتوفى كان سببه القلب، وبعد زرع هذا القلب لطفل آخر، بدأ القلب يمارس نشاطه على الدماغ وطوَّر هذا الخلل في دماغ ذلك الطفل.
تقول الدكتورة ليندا: من الحالات المثيرة أيضاً أنه تم زرع قلب لفتاة كانت تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم بصدرها فتشكو لطبيبها هذه الحالة فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن تبين فيما بعد أن صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها وأن آخر كلمات نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها.
مئات ومئات الحالات التي حدثت لها تغيرات عميقة، فقد غرقت طفلة عمرها ثلاث سنوات في المسبح المنزلي، وتبرع أهلها بقلبها ليتم زراعته لطفل عمره تسع سنوات، الغريب أن هذا الطفل أصبح خائفاً جداً من الماء، بل ويقول لوالديه لا ترموني في الماء!!
إنها آية عظيمة...
كلما وقفتُ أمامها تملكتني الدهشة وأصابتني الحيرة... إنها آية تخشع القلوب لسماعها، وتقشعر الجلود لدى تلاوتها... هي الآية التي توعد الله فيها أولئك الملحدين والمشككين والمستهزئين، عندما قال: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف: 179]. إنها بالفعل آية يقف المؤمن أمامها خاشعاً متأملاً، فكيف يمكن أن يكون للإنسان عين لا يبصر بها، وكيف يمكن أن يكون له أذن لا يسمع بها، والأعجب من ذلك ما هي علاقة القلب بالفهم والتفقه؟
القلوب هي محور هذا البحث، فالملحد يمتلك قلباً سليماً كما تظهره الأجهزة الطبية، ولكنه حقيقة لا يفقه شيئاً من كلام خالقه ورازقه، ولذلك فإن نهايته ستكون في جهنم، مع سادته من الشياطين الذين اتخذهم أولياء من دون الله.
قصة جديدة تثبت أن القلب هو مركز الإلحاد أو الإيمان!!
قبل أيام من تاريخ كتابة هذه المقالة (10/4/2008) نشرت جريدة ديلي ميل قصة مذهلة تؤكد بشكل كبير أن القلب له دور حاسم في الإيمان والكفر والمشاعر والإدراك أيضاً. فقد تزوجت امرأة من شاب وبعد سنوات من زواجه وبسبب إلحاده أراد أن يتخلص من حياته فانتحر بمسدس في رأسه فمات.
ولكن قلبه بقي يعمل فقام الأطباء باستئصاله وهو بحالة جيدة وتمت زراعته لمريض مؤمن يحب فعل الخير جداً، هذا المريض لديه فشل في القلب وبحاجة لقلب جديد وتم له ذلك، وفرح وشكر أهل الشاب المنتحر صاحب القلب الأصلي وبدأ حياة جديدة.
وجاءت المصادفة ليلتقي بزوجة الشاب المنتحر (أرملته) فأحس على الفور أنه يعرفها منذ زمن،فالشيء الذي أحس به هذا الرجل تجاه زوجة صاحب القلب الأصلي، يؤكد أن القلب لا يزال يحتفظ بمشاعره وأحاسيسه وذكرياته مع هذه المرأة! ولكن هذا الأمر لم يلفت انتباه أحد حتى الآن.
إن الزوج الجديد لم يعد مؤمناً كما كان من قبل، بدأت ملامح الإلحاد تظهر ولكنه يحاول إخفاءها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وبدأ هذا القلب يعذبه، فلم يعد يحتمل الحياة فانتحر بالطريقة ذاتها التي انتحر بها الشاب صاحب القلب الأصلي، وذلك أنه أطلق رصاصة على رأسه فمات على الفور!!!
وهذا ما أذهل الناس من حوله، فكيف يمكن لإنسان مؤمن يحب فعل الخير، كان سعيداً ومسروراً بأنه يساعد الناس والجميع يحبه، كيف انقلب إلى اليأس والإلحاد ولم يجد أمامه سوى الانتحار، التفسير بسيط جداً، وهو أن مركز التفكير والإدراك في القلب وليس في الدماغ. ولو كان القلب مجرد مضخة، لم يحدث مع هذا الرجل ما حدث، فقد أحب المرأة ذاتها، وانتحر بالطريقة ذاتها!
السبق القرآني في علم القلب
إن المشاهدات والتجارب التي رأيناها في هذا البحث تثبت لنا عدة نتائج في علم القلب يمكن أن نلخصها في نقاط محددة، وكيف أن القرآن حدثنا عنها بدقة تامة:
1- يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. وهذه الآية حدّدت لنا مكان القلب لكي لا يظن أحد أن القلب موجود في الرأس وهو الدماغ، أو أن هناك قلباً غير القلب الذي ينبض في صدرنا، وهذه أقوال لا تعتمد على برهان علمي.
2- يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179]. أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم.
3- معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان والمشاعر والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب اليهود: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74]. فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين، ولذلك قال عن الكافرين: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. ثم قال في المقابل عن المؤمنين: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) بالزمر: 23].
4- يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحداث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].
5- يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في عملية السمع، بل إن الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع، وهذا ما رأيته بنفسي عندما كان في أحد المشافي رجل لم يكن يصلي وكان يفطر في رمضان ولم يكن يسمع نداء الحق، وقد أصابه احتشاء بسيط في عضلة القلب ثم تطور هذا الخلل حتى فقد سمعه تماماً ثم مات مباشرة بعد ذلك، وكانت آخر كلمة نطقها "إنني لا أسمع شيئاً"، ولذلك ربط القرآن بين القلب وبين السمع فقال: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100].
6- يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93].
7- رأينا ذلك الرجل صاحب القلب الصناعي كيف فقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة، وهذا يعطينا مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41].
9- بينت أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب، وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف، لم يعد يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) [الحشر: 2].
انتهى البحث والحمد لله رب العالمين.
جمع وترتيب
أبي أسامة سمير الجزائري
5 شوال 1432
جزاكم الله خيرا.
هذا هو الصحيح، وهو أن العقل في القلب، وفي الدماغ ما يُغذيه، كذا قال الإمام أحمد، وهو ظاهر نصوص القرآن والسنة.
وعلى هذا: فالإشارة إلى الرأس بالإصبع؛ للدلالة على الذكاء: خطأٌ شائع، مبني على القول بأن العقل في الدماغ!!!! وهو قول باطل.
التوحيد الخالص
2011-09-07, 00:45
وللاشيخ محمد امين الشنقيطي رسالة خاصة في هذا الموضوع
عبد الحفيظ بن علي
2011-09-07, 11:57
هذا هو الصحيح برك الله فيكم
التوحيد الخالص
2011-09-07, 12:04
وفيك بارك الله
التوحيد الخالص
2011-09-08, 00:32
http://www.djelfa.info/vb/maktabat_shanqity_title.gif
مِنْ فَتاوَى فَضِيلَةِ الشَّيخ
محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي
مسألة في
مقر العقل من الإنسان
هل يشمل لفظ المشركين أهل الكتاب
هل يجوز دخول الكافر مساجد الله غير المسجد الحرام
• هذهِ فَتوَى فَضيلَةِ الشَّيخِ محمد الأمين عما استفتاه فيهِ الشَّيخُ محمد الأمين بن الشيخ محمد الخضر عن : مَقَرِّ العقلِ ، ومسائلَ أُخرَى .. أنقُلُهُ مِن خَطِّهِ
بَسمُ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
حضرةُ صاحبِ المعالي أخي الْمُكَرَّمُ الشَّيخُ : محمدُ الأمينِ بنُ الشَّيخِ محمدِ الخضرِ * حَفِظَهُ الله ووفَّقهُ * .
السَّلامُ عليكُم ، ورحمةُ الله تعالَى وبركاتُه , وبعدُ : فقد وَصَلَنا خطابُكُم الكريمُ بتاريخِ 27/1/ [ 1344 ] (1) وفهمنا ما سألتم عنه .
والجوابُ * حفِظَكُم الله ووفَّقَكُم * عن :
? المسألة الأولى التي هي : محلُّ العقلِ ، هو ما سَتراهُ ?
ولا يخفى على معاليكم أنَّ بحثَ ( العقلِ ) بحثٌ فلسفيٌّ قديم , وللفلاسفة فيه مائة طريقٍ باعتباراتٍ كثيرةٍ مختلفةٍ , غالبُها : كلُّه تخمينٌ وكذبٌ وتخبطٌ في ظلامِ الجهلِ .
وهم يسمّونَ الملائكةَ : عُقولاً (2) .
ويُكثرونَ البحثَ في (العقولِ العشرةِ) المعروفة عندهم ، ويزعمون أن المؤثِّر في العالمِ هو العقلُ الفيَّاضِ (3) ، وأنَّ نوره ينعكس على العالم كما تنعكس الشَّمسُ على المرآةِ فتحصلُ تأثيراتُه بذلك الانعكاس (4) .
ويبحثونَ في (العقلِ البَسيطِ) الذي يُمَثِّلُ به المنطِقيّون ?(النَّوعِ البَسيطِ) … إلى غيرِ ذلك من بحوثِهم الباطلة المتعلِّقة بالعقلِ من نواحٍ شتَّى .
[ الأَقوالُ في المَسألَةِ ]
1ـ ومِن تلكَ البحوثِ (5) قولِ عامَّتِهم * إلاَّ القليل منهم * : أَنَّ محلَّ العقلِ الدِّماغُ .
وتبعهم في ذلك قليلٌ من المسلمينَ , ويُذكَرُ عن الإمام أحمد : أنَّه جاءت عنهُ روايةٌ بذلك .
2ـ وعامَّةُ علماءِ المسلمينَ على : أَنَّ محلَّ العقلِ : القَلبُ .
وسَنُوَضِّح * إنْ شاءَ الله تعالى * حُجج الطَّرفين ، ونُبَيِّن ما هو الصواب في ذلك .
• اعلم * وفَّقنا الله وإيَّاك * أنَّ العقل : نورٌ روحانِيٌّ تُدرِكُ بهِ النَّفسُ العلومَ النَّظريَّةِ والضَّرورِيَّةِ . وأنَّ مَن خَلَقَهُ وابرزَهُ من العَدَمِ إلى الوجودِ ، وزَيَّن به العُقلاءَ وأكرمَهُم به (6) : أعلمُ بمكانِهِ الذي جعلهُ فيه مِن جُملةِ (7) الفلاسفَةِ الكَفَرَةِ الخاليةِ قلوبِهم من نورٍ سماويٍّ وتعليمٍ إلهيٍّ .
وليسَ أحدٌ بعدَ اللهِ أعلمُ بمكانِ العقلِ من النَّبِيِِّ ( ، الذي قالَ في حَقِّهِ ? وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ? (8) .
وقالَ تَعالَى عن نَفسِهِ : ? قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ ? (9) .
والآياتُ القرآنيّةُ والأحاديثُ النَّبَوِيَّةُ في كلٍّ منها التَّصريحُ بكثرَةٍ : بِأَنَّ محلَّ العقلِ القلبُ , وكثرةُ ذلكَ وتكرارُهُ في الوحيينِ : لا يتركُ احتمالاً ولا شكَّاً في ذلكَ , وكلَّ نَظَرٍ عَقلِيٍّ صحيحٍ يستحيلُ أن يخالفَ الوحْيَ الصَّريحَ , وسنذكرُ طرفاً من الآياتِ الدَّالة على ذلك ، وطَرَفاً من الأحاديثِ النَّبويَّةِ , ثم نُبَيِّنُ حُجَّةَ مَن خالفَ الوَحيَ من الفلاسفةِ ومَن تَبِعَهُم ، ونُوَضِّحُ الصَّوابَ في ذلكَ * إنْ شاءَ اللهُ تعالَى * .
• واعلمْ أوّلاً : أنَّه يغلبُ في الكتابِ والسّنةِ إطلاقُ ( القلبِ ) وإرادةُ ( العقلِ ) وذلك أُسلوبٌ عربيٌّ معروفٌ ؛ لأنَّ من أساليبِ اللغةِ العربيَّةِ : (إطلاقُ المحلِّ وإرادةُ الحالِّ فيهِ) كعكسِهِ ، والقائلونَ بالمجازِ يُسمّون ذلك الأسلوبَ العربيَّ : مجازاً مُرسَلاً (10) .
ومِنْ عِلاقات (المجازِ الْمُرسَلِ) (11) عندَهم :
1 : المحليّة (12) .
2 : والحاليّة (13) .
[ فالْمَحَلِّيَّةُ ] (14) : كإطلاقِ (القلبِ) وإرادةِ (العقلِ) ؛ لأنَّ القلبَ محلُّ العقلِ .
وكإطلاقِ (النَّهرِ) * الذي هو الشَّقُّ في الأرضِ * على (الماءِ الجاري فيه) كما هو معلومٌ في محلِّه .
وهذهِ بعضُ نُصوصِ الوَحيينِ :
1ـ قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? وَلَقَدْ ذَرَأْنَا (15) لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ? الآيَةُ (16) فعابَهُم الله بأنَّهم لا يَفقهونَ بقلوبِهم ؛ والفِقهُ : هو الفَهمُ (17) ، والفَهمُ لا يكونُ إلاَّ بِالعَقلِ , فدلَّ ذلك على : أنَّ القلبَ محلُّ العقلِ . ولو كانَ الأمرُ كما زعمَ الفلاسفةُ لقالَ [ تَبارَكَ وَتَعالَى ] : ( لهم أدمغةً لا يفقهونَ بها ) .
2ـ قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ? (18) ولم يقُل [ تَبارَكَ وَتَعالَى ] : ( فتكُونُ لهُم أدمغةٌ يَعقِلونَ بها ) ، ولم يَقُل : ( ولكنْ تَعمَى الأدمِغَة التي في الرُّؤوسِ ) . كما ترى فقد صرَّح في آية الحجِّ هذه بأنَّ : القلوب هي التي يُعقَل بها ، وما ذلك إلا لأنها محل العقلِ كما ترى . ثم أكَّد ذلك تأكيداً لا يترُكُ شبهةً ولا لبساً ؛ فقال تَعالَى : ? وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ? (19) فتأمل قوله [ تَبارَكَ وَتَعالَى ] ? الَّتِي فِي الصُّدُورِ ? تفهم ما فيه من التأكيد والإيضاح ، ومعناه : أنَّ القلوبَ التي في الصُّدورِ هي التي تَعمَى إذا سَلَبَ الله منها نورَ العقلِ ، فلا تُمَيِّزُ بعد عَماها بين الحقِّ والباطلِ ، ولا بين الحسنِ والقبيحِ ، ولا بين النَّافعِ والضَّارِّ ، وهو صريحٌ بأنَّ الذي يُمَيَّزُ به كلُّ ذلك هو العقلُ ومحلُّهُ في القلبُ .
3ـ وقالَ تَعالى : ? يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ? ولم يقل : ( بدِماغٍ سَليمٍ ) .
4ـ وقالَ تَعالَى : ? خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ ? الآيَةُ (20) ولم يقُل : ( على أدمِغَتِهم ) .
5ـ وقالَ اللهُ تَبارَك وَتَعالَى : ? إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً (21) أَن يَفْقَهُوهُ ? الآيَةُ (22) ومفهومُ مُخالفَةِ الآيةُ : أنَّهُ لو لم يجعل الأكِنَّةَ على قُلوبهم لَفَقَهوهُ بِقُلُوبهم ، وذلك لأنَّ محلَّ العقلِ القلبُ كما ترى , ولم يقل [ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالَى ] : ( إنَّا جعلنا على أدمغتهم أكِنَّةً أنْ يفقهوه ) .
6ـ وَقالَ اللهُ تَبارَك وتَعالَى : ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ? الآيَةُ (23) ولم يَقُل : ( لمن كان لهُ دماغٌ ) .
7ـ وَقالَ تَعالَى : ? ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ ? الآيَةُ (24) ولم يَقُل [ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالَى ] : ( ثم قَسَتْ أَدمِغَتِكُمْ ) وكَونُ القَلبِ إذا قَسَى لم يُطِع صاحِبُهُ اللهَ وإذا لانَ (25) أطاعَ اللهَ : دليلٌ على أنَّ الْمُمَيَّزَ (الذى) تُرادُ به الطَّاعَةُ والمعصيةُ محلُّهُ القلبُ كما ترى * وهو العَقلُ * .
8ـ وقالَ تَعالَى : ? فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ? (26) .
9ـ وقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ (27) فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ? (28) ولم يَقُل [ تَبارَكَ وَتَعالَى ] : ( فويلٌ للقاسِيَةِ أدمِغَتِهِم ) ولم يَقُل : ( فطالَ عليهِم الأمدُ فَقَسَت أَدمِغَتِهِم ) .
10ـ { صَفْحَة : 3 } وقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ? الآيَةُ (29) ولم يَقُلْ : ( وخَتَمَ على سَمعِهِ ودِماغِهِ ) .
11ـ قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ (30) بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ? الآيَةُ (31) ولم يَقُلْ : ( دِماغُهُ ) .
12ـ قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ? (32) ولم يَقُل : ( ما ليسَ في أَدمِغَتِهم ) .
13ـ قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ (33) ? (34) ولم يَقُل : ( أَدمِغَتِهِم مُنكِرَةٌ ) .
14ـ قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? حَتَّى إِذَا فُزِّعَ (35) عَن قُلُوبِهِمْ ? (36) ولم يَقُل : ( إذا فُزِّعَ عن أدمِغَتِهِم ) .
15ـ قَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ? الآيَةُ (37) ولم يقل : ( أم على أدمغتهم أقفالُها ) .
وانظُر ! ما أصرَحَ آيةَ القتالِ هذهِ : في أنَّ التَّدَبُّرَ وإدراكَ المعانِيَ بهِ إنما هو القلبُ ، ولو جُعِلَ على القلبِ قُفلٌ لم يحصل الإدراك ؛ فَتَبَيَّنَ : أنَّ الدماغَ ليس هو محلُّ الإدراكِ كما ترى .
16ـ وقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ (38) اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ? الآيَةُ (39) ولم يقل : ( أزاغ الله أدمغتهم ) .
17ـ وقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ? الآيَةُ (40) ولم يقل : ( تَطْمَئِنُّ أدمغتهم ) .
18ـ وقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ (41) قُلُوبُهُمْ ? الآيَةُ (42) ولم يقل : ( وَجِلَتْ أدمغتهم ) .
و(الطُّمَائْنِينَةُ) و(الخَوْفُ عِندَ ذِكرِ اللهِ) كلاهُما إنما يحصلُ بالفَهمِ والإدراكِ , وقد طَرَحَت الآياتُ المذكورةِ بأنَّ محلَّ ذلكَ : القلبُ لا الدِّماغُ .
19ـ وبُيِّنَ في آياتٍ كثيرةٍ أنَّ الذي يُدرِكُ الخطرَ فَيَخافُ مِنهُ (43) ؛ هو : القلبُ الذي هو محلُّ العقلِ لا الدِّماغ , كقولِهِ تَعالَى : ? وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ? الآيَةُ (44) . وقَولُهُ تَعالَى : ? قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ? (45) وإنْ كان الخوفُ تَظهَرُ آثارُهُ على الإنسانِ .
20ـ وَقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ ? الآيَةُ (46) ولم يقل : ( ونطبعُ على أَدمِغَتِهِم ) .
21ـ وَقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا ? الآيَةُ (47) .
22ـ وَقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ? الآيَةُ (48) والآيَتانِ المذكورتانِ فيهما الدَّلالةُ على أنَّ محلَّ إدراكِ الخطرِ الْمُسَبِّبِ للخَوفِ هو القلبُ * كما ترى * لا الدِّماغُ .
والآياتُ الواردَةُ في الطَّبعِ على القُلوبِ مُتعدِّدةٌ :
23ـ كَقَولِهِ تَبارَكَ وَتَعالَى : ? ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ : آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ؛ فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ? الآيَةُ (49) ولم يَقُل : ( فطبعَ على أَدمِغَتِهِم ) .
24ـ وَكَقَولِهِ تَعالَى : ? رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ (50) وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ? الآيَةُ (51) ولم يَقُل : ( على أَدمِغَتِهِم ) .
25ـ وَكَقَولِهِ تَعالَى : ? إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ? الآيَةُ (52) و(الطُّمَأْنِينَةُ بِالإِيمانِ) إِنَّما تَحصُلُ بإدراكِ فَضلِ [ الإِيمانِ ] (53) وحُسنِ نَتائِجِهِ وعَواقِبِهِ ، وقد صرَّحَ في هذهِ الآيةِ { صَفْحَة : 4 } بإسنادِ ذلكَ الاطْمِئنانِ إلَى القَلبِ الذي هو محلُّ العقلِ الذي هو أداةُ النَّفسِ إلَى الإدراكِ . ولم يَقُل : ( ودماغُهُ مُطمَئِنٌ بالإيمانِ ) .
26ـ وَقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? قَالَتِ الأَعْرَابُ : آمَنَّا . قُل : لَّمْ تُؤْمِنُوا ، وَلَكِن قُولُوا : أَسْلَمْنَا ، وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ? (54) ولم يَقُل : ( في أَدمِغَتِهِم ) .
27ـ وَقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ? (55) ، فقولُهُ تَعالَى : ? وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ? , وَقَولُهُ : ? كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ ? صريحٌ في أَنَّ المحلَّ [ الذي ] (56) يدخُلُهُ الإيمانُ في المؤمِنِ ويَنتَفِي عنهُ دُخولُه في الكُفرِ : إنَّما هو القلبُ لا الدِّماغُ . وأساسُ الإيمانُ : إيمانُ القلبِ ؛ لأنَّ الجوارحَ كُلَّها تَبَعَ لهُ ؛ كما قالَ صَلَّى الله عَليهِ وآلِهِ وَسَلِّم : « أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ؛ إِذَا صَلَحَتْ : صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ . وَإِذَا فَسَدَتْ : فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ؛ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ » (57) .
فظهرَ بذلكَ دِلالةُ الآيَتَينِ المذكورتَينِ على : أنَّ المصدرَ الأولَ للإيمانِ القلبُ ، فإذا آمَنَ القلبُ آمَنَت الجوارحُ بِفِعلِ المأموراتِ وتركِ المنهِيَّاتِ ؛ لأنَّ القلبَ أميرُ البَدَنِ , وذلك يدلُّ دِلالةً واضِحَةً على : أنَّ القلبَ ما كانَ كذلكَ إلاَّ لأنَّهُ محلُّ العقلِ الذي بهِ الإدراكُ والفَهمُ * كَمَا تَرَى * .
28ـ وَقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ : ? وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ? الآيَةُ (58) فأسندَ الإثمَ بِكَتمِ الشَّهادةِ للقلبِ ولم يُسنِدْهُ للدِّماغِ ، وذلك يدلُّ على أنَّ كتمَ الشَّهادةِ * الذي هو سببُ الإثمِ * واقعٌ عن عَمدٍ ، و أَنَّ محلَّ ذلكَ العَمْدُ : القلبُ ؛ وذلكَ لأنَّه محلُّ العقلِ الذي يحصُلُ بهِ الإدراكُ وقصدُ الطَّاعَةِ وقَصدُ المعصِيةِ كما تَرى .
29ـ وَقَاْلَ اللهُ تَعَاْلَىَ * في حفصةَ وعائشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا * : ? إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ : فَقَدْ صَغَتْ (59) قُلُوبُكُمَا ? (60) أَي : إنْ مالَت قُلوبُكُما إلَى أمرٍ تَعلَمان أنَّه صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكرَهُهُ , سواءٌ قُلنا :
1 : إِنَّهُ تحريمُ شُربِ العَسَلِ الذي كانَت تَسقِيهِ إيّاهُ إحدَى نِسائِهِ (61) .
2 : أو قُلْنا : إنَّهُ تحريمُ جارِيتَهُ مارِيةَ (62) .
فقولُهُ تَعالى : ? صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ? أَي مالَت ، يدلُّ على أنَّ الإدراكَ وقصدُ الميلِ المذكورِ محلُّهُ : القلبُ . ولو كان الدِّماغُ لقالَ : ( فقد صَغَتَ أدمِغَتُكُما ) كما ترى .
ولما ذكرَ كلٌّ منَ اليهودِ والمشركينَ أنَّ محلَّ عقولِهم هو قلوبُهُم ، قَرَّرَهُم اللهُ على ذلكَ ؛ لأنَّ كونَ القلبِ محلُّ العقلِ هوَ حقٌّ , وأَبطلَ دَعواهُم مِن جهةٍ أُخرى ، وذلكَ يَدلُّ بإيضاحٍ على أنَّ محلَّ العقلِ القلبُ .
30ـ أما اليهودُ * لعنَهُم اللهُ * :
فقد ذكر اللهُ ذلك عنهم في قولِهَِ : ? وَقَالُواْ : قُلُوبُنَا غُلْفٌ ? (63) , فقالَ تعالى : ? بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ { صَفْحَة : 5 } ? (64) فقولُهم : ? قُلُوبُنَا غُلْفٌ ? [ (غلف) فيها قِراءتانِ ] (65) :
1 : (غُلْفٌ) بسكونِ الَّلامِ (66) ؛ يعنونَ : أَنَّ عليها غِلافاً * أي : غِشاءً * يَمْنَعُها مِن فهمِ ما تَقولُ .
فقرَّرَهُم اللهُ تَعالَى على : أَنَّ قلوبَهم هيَ محلُّ الفَهمِ والإدراكِ ؛ لأنَّها محلُّ العقلِ ، ولكن كَذَّبَهم في ادِّعائِهم أَنَّ عليها غِلافاً مانِعاً مِن الفَهمِ , فقالَ * على سبيلِ الإضْرابِ الإبْطالِي (67) * : ? بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ ? .
2 : وأمَّا على قِراءَةِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما : ( قُلُوبُنا غُلُفْ ) بِضَمَّتَين ؛ يَعنونَ : أنَّ قُلوبَهم كأنَّها غِلافٌ مَحْشُوٌّ بِالعُلومِ والمعارِفِ فلا حاجَةَ إلَى ما تَدعونَنا إليهِ .
وذلكَ يدلُّ على عِلمِهِم بأَنَّ محلَّ العلمِ والفَهمِ : القُلوبَ لا الأدمِغَةَ .
31ـ وأمَّا المشركونَ :
فقد ذكرَ اللهُ ذلكَ عنهُم في قولِهِ : ? وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ ? الآيَةُ (68) فكانوا عالِمِين بأنَّ محلَّ العقلِ : القلبُ , ولذا قالوا : ? قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ? ولم يَقولُوا : ( أدمِغَتِنا في أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ) , والله لم يُكَذِّبْهُم في ذلكَ ولكنَّهُ وَبَّخَهُم على كُفرِهِم بِقولِهِ : ? قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ? الآيَةُ (69) وهذه الآياتِ التي أُطلِقَ فيها القلبُ مراداً بهِ العقلُ ؛ لأنَّ القلبَ هو محلُّهُ , أوضحَ اللهُ المرادَ منها بقولِهِ : ? أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ? الآيَةُ (70) فصَرَّحَ : بأَنَّهم يَعقِلونَ بالقلوبِ ، وهو يدلُّ على أنَّ محلَّ العقلِ القلبُ دلالةً لا مطعنَ فيها كما ترى .
32ـ وقالَ اللهُ تعالَى : ? فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ? (71) ولم يَقُل : ( يختمُ على دِماغِكَ ) .
33ـ وقالَ تَعالى : ? قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ? (72) ولم يقُلْ : ( خَتَمَ على أدمِغَتِكُم ) .
34ـ وقالَ تعالى في سُوْرَةُ النَّحلِ : ? أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ? (73) ، وقالَ تعالَى : ? أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ? الآيَةُ (74) ولم يَقُل : ( امْتَحَنَ أَدمِغَتَهُم ) .
35ـ وقالَ تَعالَى : ? وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ? الآيَةُ (75) والآياتُ بمثلِ هذا كثيرةٌ ؛ ولِنَكْتَفِ مِنْها بما ذَكَرْناهُ خَشيَةَ الإطالَةِ الْمُمِلَّةِ .
• وأَمَّا الأَحاديثُ الْمُطابِقَةُ لِلآياتِ التي ذَكَرناها والدَّالَّةِ على أَنَّ مَحَلَّ العَقلِ القَلبُ فهِيَ كَثيرةٌ جِدّاً :
كالحديثِ الصَّحيحِ والذي فيهِ : « أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ؛ إِذَا صَلَحَتْ : صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ . وَإِذَا فَسَدَتْ : فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ؛ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ » (76) ولم يقل فيه : ( أَلا وَهِي الدِّماغُ ) .
وكقولِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : « يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ » . قَالَ : فَقُلْنَا ! يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : فَقَالَ : « نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا » (77) ولم يقلْ : ( يا مُقَلِّبَ الأدمِغَةَ ثَبِّتْ دِماغِي على دِينِكَ ) .
وكقولِهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسَلِّم : « قَلْبُ المؤْمِنِ بَينَ إصْبَعَينِ مِنْ أَصابِعِ الرَّحمنِ » (78) وهو مِن أحاديثِ الصِّفاتِ { صَفْحَة : 6 }، ولم يقل : دِماغُ المؤمن … إلخ .
والأحاديثُ بِمثِلِ هذا كثيرةٌ جِدّا فلا نُطيلُ بها الكلامَ .
[ الخُلاصَةُ ]
وقد تَبَيَّنَ ممَّا ذَكَرنا : أَنَّ خالِقَ العَقلِ وواهِبَهُ للإنسانِ بَيَّنَ في آياتٍ قُرآنِيّةٍ كَثيرةٍ أنَّ محلَّ العقلِ القلبُ , وخالِقُهُ أعلمُ بمكانِهِ مِن كَفَرَةِ الفَلاسِفَةِ .
وكذلكَ رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَليهِ وآلِهِ وَسَلِّم * كما رَأَيتَ * .
أمَّا عامَّةُ الفَلاسِفَةِ * إلاَّ القليلُ النَّادِرِ مِنهُم * فإنَّهم يَقولونَ : أَنَّ محلَّ العقلِ الدِّماغُ .
وشذَّت طائفةٌ مِن مُتأخِّريهم : فزَعَموا أنَّ العَقلَ ليسَ لهُ مَركَزٌ مَكانِيٌّ في الإنسانِ أَصلاً ؛ وإنَّما هو زَمانِيٌّ مَحضٌ لا مَكانَ لهُ .
وقولُ هؤلاءِ أَظهَرُ سُقوطاً مِن أنْ يُشْتَغَلُ بِالكَلامِ عَلَيهِ .
ومِن أشهرِ الأَدلَّةِ التي يَستَدِلُّ بها القائلونَ مِنْ أنَّ محلَّ العقلِ الدِّماغُ ؛ هو : أنَّ كلَّ شيءٍ يُؤثِّرُ في الدِّماغِ يُؤثِّرُ في العقلِ .
ونحنُ لا نُنكِرُ أنَّ العقلَ قد يَتَأَثَّرُ بِتَأَثُّرِ الدِّماغِ ؛ ولكن نَقولُ بِموجِبِهِ , فنقولُ : سَلَّمنا أنَّ العقلَ قد يَتَأَثَّرُ بِتَأَثُّرِ الدِّماغِ ، ولكن لا نُسَلِّمُ أنَّ ذلكَ يَستَلزِمُ أنَّ محلَّهُ الدِّماغُ :
فَكَم مِن عُضوٍ مِن أعضاءٍ الإنسانِ خارِجٌ عَنِ الدِّماغِ * بلا نِزاعٍ * وهوَ يَتَأَثَّرُ بِتَأَثُّرِ الدِّماغِ كما هوَ معلومٌ .
وكَم مِن شَلَلٍ في بعضِ أعضاءِ الإنسانِ ناشِئٌ عَن اختلالٍ واقِعٍ في الدِّماغِ .
فالعقلُ خارِجٌ عَن الدِّماغِ ؛ ولكنَّ سَلامَتَهُ مَشروطَةٌ بِسلامَةِ الدِّماغِ ؛ كالأعضاءِ التي تختلُّ باختِلالِ الدِّماغِ ؛ فإنَّها خارِجَةٌ عنهُ معَ أنَّ سلامَتَها مَشروطٌ فيها سلامَةُ الدِّماغِ * كما هوَ معروفٌ * .
وإظهارُ حُجَّةَ هؤلاءِ والرَّدُّ عليها على الوجهِ المعروفِ في (آدابِ البحثِ والمناظرةِ) :
أنَّ حاصِلَ دليلِهم : أنهم يستدلون بـ(قياسٍ منطقيٍّ) من الشرطِ المتَّصلِ المركَّبِ من : شَرطِيَّةٍ مُتَّصِلَةٍ لُزومِيَّةٍ واستِثنائِيَّة يَستَثنونَ فيهِ نَقيضَ التَّالِي فينتجُ لهم * في زعمِهم * دعواهُم المذكورَةُ والتي هي نَقيضُ المقدَّمِ .
وصورَتُهُ : أنَّهم يقولونَ : ( لو لم يكُن العقلُ في الدِّماغِ لَما تَأَثَّرَ بِكُلِّ مُؤثِّرٍ على الدِّماغِ ، لكنَّهُ يَتَأَثَّرُ بِكُلِّ مُؤَثِّرٍ على الدِّماغِ . فَيَنتُجُ : أَنَّ العقلَ في الدِّماغِ ) .
وهذا الاستدلالُ مردودٌ بالنَّقضِ التَّفصيليِّ الذي هوَ المنعُ ؛ وذلك : بِمَنعِ كُبْراهُ التي هيَ شَرطِيَّتُهُ ؛ فنقولُ :
المانِعُ : مَنعُ قولِكَ : (لو لم يكُن العقلُ في الدِّماغِ لَما تَأَثَّرَ بِكُلِّ مُؤثِّرٍ علي الدِّماغِ) بل هو خارِجٌ عَن الدِّماغِ ، معَ أَنَّهُ يتأثَّرُ بكلِّ مؤثِّرٍ على الدِّماغِ كغيرِهِ مِنَ الأعضاءِ التي تتأثَّرُ بِتأثّرِ الدِّماغِ . فالرَّابطُ بينَ التَّاليِ والمقدّم غَيرُ صحيحٍ ، والمحلُّ الذي يَتوارَدُ عليهِ { صَفْحَة : 7 } الصِّدقُ والكذِبُ في الشَّرطِيَّةِ إنَّما هو الرَّابِطُ بين مُقَدِّمِها وتاليها , فإنْ لم يكُن الرَّبطُ صَحيحاً كانَت كاذِبِةً , والرَّبطُ في قَضِيتِهم المذكورةِ : كاذِبٌ , فظهرَ بُطلانُ دَعواهُم .
وهناكَ طائفةٌ ثالثةٌ : أرادت أنْ تجمعَ بينَ القولين ؛ فقالتْ : إنَّ ما دَلَّ عليه الوحي مِن كونِ محلِّ العقلِ هو القلبُ صحيحٌ , وما يقولُه الفلاسفةُ ومَن وافَقهُم من أنَّ محلَّهُ الدِّماغُ صحيحٌ أيضاً , فلا منافاةَ بينَ القولَين .
قالُوا : ووجهُ الجَمعِ أنَّ العقلَ في القَلبِ * كما فِي القُرآنِ والسَّنة * ، ولكنَّ نُورُهُ يَتَصاعَدُ مِنْ القَلبِ فيتَّصِلُ بِالدِّماغِ ، وبواسطةِ اتِّصالِهِ بالدِّماغِ يَصدُقُ عليهِ أنَّهُ في الدِّماغِ من غيرِ مُنافاةٍ لكونِ محلِّهِ هو القلبُ .
قالُوا : وبهذا يندَفِعُ التَّعارُضُ بَيْنَ النَّظرِ العَقلي * الذي زعمَهُ الفلاسفةُ * وبَينَ الوَحي .
واستدلَّ بعضُهم لهذا الجمعِ بـ(الاستقراءِ غَيرِ التَّامِّ) وهوَ المعروفُ في الأصولِ بـ(الإِلحاقِ بالغالبِ) وهو حُجَّة ظنِّيَّةٌ عِندَ جماعةٍ مِنَ الأصوليينَ ، وإليه أشارَ صاحبُ (مراقي السُّعودِ) في كتابِ الاستدلالِ (79) ، في الكلامِ على أقسامِ الاستقراء بقوله :
وَهْوَ لَدَىَ البَعْضُ إِلَى الظَّنِّ انْتَسَبَ يُسْمَى لُحُوْقَ الفَرْدِ بِالَّذِيْ غَلَبْ
ومعلومٌ أنَّ (الاستقراءَ) هوَ : تَتَبّعُ الأفرادِ حتى يغلبَ على ظنِّهِ أنَّ ذلكَ الحكمَ مُطَّرِدُ فِي جميعِ الأَفرادِ .
وإيضاحُ هذا : أنَّ القائلينَ بالجمعِ المذكورِ بين الوحيَ وأقوالَ أهلِ الفلسفَةِ في محلِّ العقلِ ؛ قالت جماعةٌ منهُم : دليلُنا على هذا الجمعِ الاستقراءُ غيرُ التَّامِّ , وذلك أنَّهم قالوا : تتبَّعنا أفرادَ الإنسانِ الطَّويلِ العُنُقِ طُولاً مُفرِطاً زائِداً على المعهودِ زِيادَةً بَيِّنَةً ؛ فوجَدنا كلَّ طويلِ العُنُقِ طُولاً مُفرِطاً ناقِصَ العَقلِ ؛ وذلك لأنَّ طولَ [ العُنُق ] (80) طولاً مُفرِطاً يلزمُهُ بُعدَ المسافةِ بينَ طريقِ نُورِ العقلِ الكائنِ في القلبِ وبينَ المتصاعِدِ منهُ إلى الدِّماغِ , وبُعدُ المسافةِ بينَ طَرَفيهِ قد يُؤدِّي إلى عدمِ تماسُكِه واجتماعِه فيظهرُ فيه النَّقصُ .
وهذا الدَّليلُ * كما ترى * ليسَ فيه مقنَعٌ وإنْ كان يُشاهَدُ مِثلَهُ في الخارِجِ كَثيراً .
? فتَحصَّل مِنْ هذا :
أنَّ الذي يقولُ : ( أنَّ العقلَ في الدِّماغِ وحدَهُ وليسَ في القلبِ منهُ شيءٌ ) أنَّ قولَهُ في غايةِ البُطلانِ ؛ لأنَّهُ مُكَذِّبٌ لآياتٍ وأحاديثَ كثيرةٍ جدّاً * كما ذَكَرنا بعضَهُ * .
وهذا القولُ لا يتجرّأُ عليهِ مسلمٌ إلاَّ إن كانَ لا يُؤمِنُ بكتابِ اللهِ ولا بِسُنَّةِ رسولِهِ ( ؛ وهوَ إنْ كانَ كذلكَ : فَلَيسَ بمسلمٍ { صَفْحَة : 8 } .
ومَنْ قالَ : ( إنَّهُ في القلبِ وحدَهُ وليسَ في الدِّماغِ منهُ شيءٌ ) فقولُهُ هو ظاهِرُ كتابِ الله وسُنَّةِ رسولِهِ ( ، ولم يقُم دليلٌ جازمٌ قاطعٌ مِن نَقلٍ ولا عقلٍ على خِلافِهِ .
ومَنْ جمعَ بينَ القولينِ ؛ فقولُهُ : جائزٌ عَقلاً ، ولا تكذيبَ فيهِ للكتابِ ولا للسّنّةِ ، ولكنَّهُ يحتاجُ إلى دليلٍ يجبُ الرُّجوعُ إليهِ ؛ ولا دليلَ عليهِ منَ النَّقلِ ؛ فإنْ قامَ عليهِ دليلٌ مِن عقلٍ أو استقراءٍ محتجٌّ بهِ فلا مانِعَ مِنْ قَبولِه . والعلمُ عندَ الله .
وهذا ما يَتَعَلَّقُ بِالمسأَلَةِ الأُولَى
[ المسألَةُ الثَّانِيَةِ : الفَرقُ بينَ (الكُفَّارِ) و(أَهلِ الكِتابِ) ]
وأمَّا الجوابُ عنِ المسألةِ الثَّانيةِ :
فهوَ أنَّ ما ذَكَرتُم : مِن أنَّ القُرآنَ فرَّقَ بينَ (المشركينَ) وبينَ (أهلِ الكتابِ) (81) ، واستَشهَدتُم لذلكَ بآيةِ المائدةِ : ? لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ : الْيَهُودَ ، وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ . وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ : الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ? (82) فهُوا كما ذَكَرتُم ؛ لأنَّ العَطفَ يَقتَضِي بظاهرِهِ الفرقَ بينَ المعطوفِ والمعطوفِ عليه (83) , وقد تكرَّرَ في القرآنِ عطفُ بعضِهم على بعضٍ كالآيةِ التي تفضَّلتُم بذكرِها .
وكقولِهِ تَعالَى : ? لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ : أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ ؛ مُنفَكِّينَ ? الآيَةُ (84) .
وقولِه تَعالَى : ? إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ : أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ? الآيَةُ (85) .
وقولِه تَعالَى : ? مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ : أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ? الآيَةُ (86) .
وقولِه تعالَى : ? وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ : الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً ? (87) الآيَةُ … إلى غيرِ ذلكَ مِن الآياتِ .
وظاهرُ العطفِ يقتضي المغايرةُ بين المتعاطفين ؛ لأنَّ عطفَ الشَّيءِ على نفسِه يحتاجُ إِلَى دليلٍ خاصٍّ يجبُ الرُّجوعُ إليهِ ، معَ بيانِ الْمُسَوّغِ لذلك * كَما هُو مَعلومٌ في محلِّه * .
وَما تَفَضَّلْتُم بذِكْرِه : مِنْ أنَّ عُمَرَ بنَ عبدِ العَزيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَمَرَ بإلْحاقِ أهلِ الكتابِ بالمشركينَ في عدمِ دُخولِ المسجِدِ الحرامِ .. فمُسْتَنَدُهُ الْمُسَوِّغُ لهُ : أنَّ الله * جَلَّ وَعَلا * صَرَّحَ في سُورةِ التَّوبةِ : بِأنَّ أهلَ الكتابِ مِن يهودٍ ونصارى من جُملَةِ المشركينَ , وإذا جاءََ التَّصريحُ في القرآنِ العظيمِ بأنَّهم مِنَ المشركينَ , فدُخولُهم في عُمومِ قولِه تَعالَى : ? إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ? الآيَةُ (88) لا إشكالَ فيهِ .
وآيةُ التَّوبَةِ التي ببَيَّنَ اللهُ فيها أنَّهُم مِن جُملَةِ المشركينَ ؛ هيَ قَوله تَعالَى : ? وَقَالَتِ الْيَهُودُ : عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ . وَقَالَتْ النَّصَارَى : الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ . ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ، يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ ، قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ { صَفْحَة : 9 } لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ?(89) فتأمَّل قولَه تعالى في اليهودِ والنَّصارى : ? سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ? … الآيَة , يظهرُ لك صِدقُ اسمِ الشِّركِ عليهم فيَتَّضحْ [ …… ] في عُمومِ ? إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ? .
ووجهُ الفَرقِ بينهُم بعَطفِ بَعضِهِم على بَعضٍ ؛ هو : أنَّهم جميعاً مشركونَ . والمغايرةُ التي سوَّغتْ عطفَ بعضِ المشركينَ على بعضٍ ؛ هيَ : اختلافُهُم في نَوعِ الشِّركِ :
فشِركُ المشركينَ * غيرَ أهلِ الكتابِ * كان : شركاً في العبادةِ ؛ لأنهم يعبدونَ الأوثانَ .
وأهلُ الكتابِ : لا يعبدونَ الأوثانَ , فلا يُشركونَ هذا النَّوعُ من الشِّركِ ؛ ولكنهم يُشركونَ شِركَ رُبوبيّتِة ؛ كما أشار له الله تعالى بِقولِهِ : ? اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ? (90) ومن اتَّخذَ أرباباً من دونِ اللهِ ؛ فهوَ : مُشركٌ بهِ في رُبوبيّتهِ . فَادِّعاء أنَّ عزيرَ ابنُ الله والمسيحَ ابنُ الله من الشِّركِ في الربوبيَّةِ , ولما كان الشِّركُ في الربوبيّةِ يستلزمُ الشّركَ في العبادةِ قال اللهُ تعالى : ? وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ? (91) .
••••
[ المَسألة الثَّالثةُ : هلْ يجوزُ دُخولُ الكفَّارِ لمسجدٍ منْ مساجدِ المسلمينَ غيرَ المسجدِ الحرامِ المنصوصِ على مَنعِ دُخولِهِم فيهِ ]
وما ذكرتُم منْ أنَّ عَطَاءً رحمهُ الله : جعلَ المسجدَ يشملُ الكُلَّ ، وأنَّ المسلمينَ دَرَجوا على ذلكَ إلى الآن ؛ فهي مسألة :
هل يجوزُ دخولُ الكفَّارِ لمسجدٍ مِنْ مساجدِ المسلمينَ غيرَ المسجدِ الحرامِ المنصوصِ على مَنعِ دخولِهم فيهِ بعدَ عامِ تسعٍ منَ الهجرةِ في قولِهِ تعالى ? فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ] ? (92) ؟
والعلماءُ مختلفونَ : هل يجوزُ دُخولُ الكفَّارِ مَسجِداً غيرَ المسجِدِ الحرامِ أمْ لا (93) ؟
1ـ فذهبَ مالكٌ وأصحابُه * ومن وافقَهم * إلى : أنَّه لا يجوزُ [ …… ] (94) الكافرِ مسجداً مِن مساجِدَِ المسلمينَ مُطلَقاً .
واستَدَلُّوا لذلك بأدلَّةٍ :
( أ ) منها : آيةُ التَّوبةِ ، وإنْ كانت خاصَّة بالمسجدِ الحرامِ ؛ فَعِلَّةُ حُكمِها يقتضي تعميمَه في جميعِ المساجدِ .
وقد تقرَّرَ في الأصولِ : أنَّ العِلَّةَ قد تُعَمِّمُ معلولَها تارَّة وقد تُخصِّصه تارَّةً أُخرى . كما أشارَ إليهِ صاحبُ مَراقي السُّعود بِقَولِهِ في الكلامِ على (العِلَّةِ) (95) :
وقد تُخَصِّصُ وقد تُعَمِّمُ
لأصلِها لِـ?ـكِنَّها لا تُخْرِمُ
واذا علِمت أنَّ العِلَّةَ تعمم معلولَها الذي لفظُه خاصٌّ ؛ فاعلم : أنَّ مسلكَ العلَّة المعروف ?(بمسلك الإيماء والتَّنبيه) دلَّ على : أنَّ علَّةَ منعَ قُربانِ المشركينَ المسجدَ الحرامِ بعدَ عامِ تِسعٍ : أنَّهم نَجَسٌ . وذلك واضحٌ من تَرتيبِ الحُكمِ بالنَّهي عن قُربانِ المسجدِ ?(الفاءِ) على كونِهم نَجَساً في قوله تعالَى : ? إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ? { صَفْحَة : 10 } ثم رَتَّبَ على ذلك ?(الفاءِ) قوله تعالى ? فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ? (96) ومعلومٌ : أنَّ جميعَ المساجدِ تجبُ صيانَتَها مِن دُخولِ النَّجَسِ فيها , وكونُهم (نَجَساً) تعميمٌ لِلحكم في كلِّ المساجدِ .
( ب ) واستَدَلَّ مالكٌ * ومَنْ وافَقَهُ أَيضاً * على مَنعِ دُخولِ الكُفَّارِ المساجِدِ مُطلَقاً : بِآيَةِ البَقَرَةِ * عَلى بَعضِ التَّفسيراتِ التي فُسِّرَت بها (97) * وهيَ قَولُه تَعالَى : ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ ? (98) .
فقد فُسِّرَ قولُه تعالى : ? أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا ? أيْ : ليس لهم دُخولَ المساجدِ إلا مسارعَة خائفين من المسلمينَ أن يطَّلعوا عليهم فيُخْرِجُوهم منها ويُنَكِّلوا يِهم (99) .
وفي تفسيرِ الآيةِ أقوالٌ غيرُ هذا .
وسواءٌ (100) :
? قُلنا : إنَّ تخريبَ المساجدِ [ حِسِّيٌّ ] كما فعلتْ النَّصارَى (101) وبُخْتنَصَّر بالمسجدِ [ … ] (102) الأقصى المشارِ إليهِ بِقولِهِ تَعالَى : ? فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً ? (103) .
? أَو قُلنا : أنَّ تَخريبَ المساجدِ المذكورِ في الآيةِ [ مَعنَويٌّ ] (104) : وهو منعُ المسلمينَ مِنَ التَّعبدِ فيها ؛ كما فعلَ المشركونَ بالنَّبِي صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ … ] (105) عامَ الحُدَيِبِيَّةِ ؛ كما قالَ تعالى : ? هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? (106) [ … ] (107). وقالَ تعالى : ? إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ? (108) . وقوله تعالى : ? وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا ? الآيَةُ (109) . وقال تعالى : ? وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ ? الآيَةُ (110) .
ومن الآيات التي تدُلّ على أنَّ عِمارَةَ المساجِدَ هي طاعَةُ اللهِ فيها ؛ قَولُهُ تَعالَى : ? إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ ? الآيَة (111) .
2ـ وأمَّا مَن قالَ مِن أهلِ العلمِ : بجوازِ دُخولِ الكُفَّارِ جميعَ مَساجدِ [ المسلِمينَ ] (112) غَيرَ المسجدِ الحَرامِ , فقد احتجّوا :
( أ ) بأنَّ الله تَبارَكَ وتَعالَى إنَّما نهى عن ذلك في خصوصِ المسجدِ الحرام [ ... ] في قوله تعالى : ? فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ? (113) وقالوا : ويُفهم منْ تخصيصِ المسجدِ الحرامِ بالذِّكرِ أنَّ غيرَهُ منَ المساجدِ ليسَ كذلك .
( ب ) واحتجُّوا لذلك : بأنَّ النَّبي صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَطَ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ سيّدِ أَهلِ اليمامةِ لَمَّا جِيءَ بهِ أسيرًا بَينَ سَواري المسجدِ ؛ وهو مُشركٌ قبلَ إسلامهِ (114) .
قالوا : وقد أَنْزَلَ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ وَفدَ ] (115) نَصارى نجرانَ بالمَسجدِ في المدينةِ وهُم نَصارى (116) , وكانَ قُدومُ وفدِ نَصارى نجران مُتأخِّراً ؛ لأنَّهم [ … … ] (117) ، كما خافوا منَ المباهلةِ (118) { صَفْحَة : 11 } ، والجِزيَةُ إنما نَزلت في سورةِ بَراءةِ ، ونُزولها كان في رُجوعِه صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن غَزوةِ تَبوكِ , وغزوةُ تَبوك كانتْ سنةَ تِسعٍ بلا خلافٍ .
3ـ وَمَن قالَ مِن أَهلِ العِلمِ : بأنَّهُ لا يجوزُ دُخولُ الكافرِ مَسجِداً مِن مَساجِد المسلمينَ لا بِأمانٍ من مُسلِم ؛ فقد احتج لذلك : بِقَولِهِ تَعالى : ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن : مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ، وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ؛ أُوْلَئِكَ : مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ ، [ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ، وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ] ? (119) .
قالوا : قولُه تعالَى : ? مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ ? يدلُّ على أنَّ مَنْ دَخَلَها بأمانِ مسلمٍ فقدْ دَخَلَها خائِفاً ؛ بحيثُ لا يتمكَّنُ مِن دُخولِها إلاَّ بأمانِ مسلمٍ لخوفهِ لو دَخَلَها بغيرِ أمانٍ .
4ـ وأمَّا منْ قالَ منْ أهلِ العلمِ : أنَّ قولَ اللهِ تَبارَكَ وَتَعالَى : ? فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ? الآيَةُ (120) يشملُ : الحرامَ كلَّهُ ؛ ولا يختصُّ بالمسجدِ الحرامِ المنصوصِ عليهِ في الآيةِ ؛ فحُجَّتُهُ هِيَ : ما عُلِم منها مِن إطلاقِ (المسجدِ الحرامِ) وإرادة الحَرَمِ كلِّهِ ؛ كقولِهِ تعالى :
? ? إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? الآيَةُ (121) ومعلومٌ أنَّ : المعاهدَةَ كانت في غيرِ المسجدِ الحرامِ ، بل كانت في طَرَفِ الحُدَيْبِيَّةِ ؛ الذي هوَ داخِلٌ في الحرمِ * كما قالَهُ غَيرُ واحدٍ * .
? وكَقولِهِ تَعالى : ? سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? الآيَةُ (122) وكان الإسراءُ بهِ مِن : بيتِ أمِّ هانيء لا مِن نَفسِ المَسجدِ الحَرَامِ * على القولِ بذلكَ * .
? وكقولِهِ تعالى : ? هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ ? الآيَةُ (123) والهَدْيُ يُنحَرُ في الحَرَمِ كُلّه ، وأكبرُ مَنحَرٌ منه : مِنَى .
? وقولِهِ تعالى : ? وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ ? الآيَةُ (124) وهُم : مُخرَجونَ مِن مَكَّةَ لا مِن نفسِ المسجدِ … ونحو ذلكَ مِنَ الآياتِ ، والعلمُ عند اللهِ تعالَى .
[ خُلاصَةُ الفَتوَى ]
فتَحَصَّلَ :
1ـ أنَّ محلَّ العَقلِ : القلبُ ، وأنَّهُ لا مانعَ من اتِّصالِ طَرَفِ نورِه [ الرَّوحانِيّ ] (125) بالدِّماغِ . وعليه : لا تخالفَ بينَ القولَين , وهذا : إنْ قامَ عليه دليلٌ فلا مانعَ مِنَ القولِ به ، ونحنُ لا نعلمُ عليهِ دليلاً مُقنِعاً .
2ـ وأنَّ عُمَر بنَ عبدِ العزيزِ أَلْحَقَ أهلَ الكتابِ بالمشركينَ لآيةِ التَّوبة التي ذَكَرنا , وأنَّهُ جعلَ حُكمَ جميعِ الحرمِ المكيِّ كحُكمِ المسجدِ الحرامِ . دَليلُهُ : استقراءُ الآياتِ التي جاءتْ بِنَحوِ ذلكَ .
وقدْ رأيتَ حُجَجَ مَن : مَنَعَهُم دُخولَ المساجدِ غَيرِ المسجدِ الحرامِ ، ومَنْ أجازَ ذلكَ ، ومَن فرَّقَ .
ولا يخفَى : أنَّ الذين يجزُمونَ بأنَّ محلَّ العقلِ : الدِّماغُ ولا صِلَةَ لهُ بالقلبِ أصلاً ؛ أنهم في جَهلِهِم كما قالتِ الرَّاجِزَةُ لِزَوجِها :
[………] (126) وخَيْبَةُ أَهْلِيِ
مِنْ جَهْلِهِ يَحسَبُ رَأْسِي رِجلِي
اِنْتَهَىَ والحمدُ لله
مُلحَقٌ فِي
دُخُولُ الْمُشْرِكِينَ فِي جَمِيعِ الْمَسَاجِدِ
قَالَ ابنُ حَزمٍ في الْمُحَلَّى 4/443 المَسألة (499) :
- مَسْأَلَةٌ : وَدُخُولُ الْمُشْرِكِينَ فِي جَمِيعِ الْمَسَاجِدِ : جَائِزٌ ؛ حَاشَا : حَرَمَ مَكَّةَ كُلَّهُ * الْمَسْجِدَ وَغَيْرَهُ * فَلاَ يَحِلُّ أَلْبَتَّةَ أَنْ يَدْخُلَهُ كَافِرٌ .
وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ , وَأَبِي سُلَيْمَانَ .
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : لاَ بَأْسَ أَنْ يَدْخُلَهُ الْيَهُودِيُّ , وَالنَّصْرَانِيُّ , وَمَنَعَ مِنْهُ سَائِرَ الأَدْيَانِ .
وَكَرِهَ مَالِكٌ دُخُولَ أَحَدٍ مِنْ الْكُفَّارِ فِي شَيْءٍ مِنْ الْمَسَاجِدِ .
[ البَحثُ والمُناقَشَة ]
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ? إنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ? .
• قَالَ عَلِيٌّ : فَخَصَّ اللَّهُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ , فَلاَ يَجُوزُ تَعَدِّيهِ إلَى غَيْرِهِ بِغَيْرِ نَصٍّ , وَقَدْ كَانَ الْحَرَمُ قَبْلَ بُنْيَانِ الْمَسْجِدِ وَقَدْ زِيدَ فِيهِ .
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا » .
فَصَحَّ أَنَّ الْحَرَمَ كُلَّهُ هُوَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، حدثنا إبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ ، حدثنا الْفَرَبْرِيُّ ، حدثنا الْبُخَارِيُّ ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، حدثنا اللَّيْثُ ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ : ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ , فَخَرَجَ إلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ قَالَ : عِنْدِي خَيْرٌ , يَا مُحَمَّدُ إنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ , وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ , وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ … وَذَكَرَ الْحَدِيثَ . وَأَنَّهُ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِإِطْلاَقِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ : فَانْطَلَقَ إلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , يَا مُحَمَّدُ , وَاَللَّهِ : مَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ , فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إلَيَّ , وَاَللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إلَيَّ مِنْ دِينِكَ , فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إلَيَّ … وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
فَبَطَلَ قَوْلُ مَالِكٍ .
وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ ؛ فَإِنَّهُ قَالَ : إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ وَبَيْنَ سَائِرِ الْكُفَّارِ : فَقَالَ تَعَالَى ? لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ ? وَقَالَ تَعَالَى ? إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَاَلَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَاَلَّذِينَ أَشْرَكُوا إنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ ? . قَالَ : وَالْمُشْرِكُ : هُوَ مَنْ جَعَلَ لِلَّهِ شَرِيكًا , لاَ مَنْ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ شَرِيكًا .
• قَالَ عَلِيٌّ : لاَ حُجَّةَ لَهُ غَيْرَ مَا ذَكَرْنَا .
فأما تَعَلُّقُهُ بِالآيَتَيْنِ : فَلاَ حُجَّةَ لَهُ فِيهِمَا ; لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : ? فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ? وَالرُّمَّانُ مِنْ الْفَاكِهَةِ .
وَقَالَ تَعَالَى ? مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ? وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ هُمَا مِنْ الْمَلاَئِكَةِ .
وَقَالَ تَعَالَى ? وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ? وَهَؤُلاَءِ مِنْ النَّبِيِّينَ .
إلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَكُونُ مَا احْتَجَّ بِهِ أَبُو حَنِيفَةَ حُجَّةً : إنْ لَمْ يَأْتِ بُرْهَانٌ بِأَنَّ الْيَهُودَ , وَالنَّصَارَى , وَالْمَجُوسَ , وَالصَّابِئِينَ : مُشْرِكُونَ ؛ لاَِنَّهُ لاَ يُحْمَلُ شَيْءٌ مَعْطُوفٌ عَلَى شَيْءٍ إلاَّ أَنَّهُ غَيْرُهُ , حَتَّى يَأْتِيَ بُرْهَانٌ بِأَنَّهُ هُوَ أَوْ بَعْضُهُ .
• فَنَقُولُ وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ : إنَّ أَوَّلَ مُخَالِفٍ لِنَصِّ الآيَتَيْنِ أَبُو حَنِيفَةَ ; لأَنَّ الْمَجُوسَ عِنْدَهُ : مُشْرِكُونَ , وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الذِّكْرِ بَيْنَ (الْمَجُوسِ) وَبَيْنَ (الْمُشْرِكِينَ) فَبَطَلَ تَعَلُّقَهُ بِعَطْفِ اللَّهِ تَعَالَى إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ عَلَى الأُخْرَى .
ثُمَّ وَجَدْنَا اللَّهَ تَعَالَى قَدْ قَالَ : ? إنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ? فَلَوْ كَانَ هَاهُنَا (كُفْرٌ) لَيْسَ (شِرْكًا) لَكَانَ مَغْفُورًا لِمَنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِخِلاَفِ (الشِّرْكِ) وَهَذَا لاَ يَقُولُهُ مُسْلِمٌ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ ، حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، حدثنا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ ، عَنْ جَرِيرٍ * هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ * عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ : « أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا , وَهُوَ خَلَقَكَ » , قَالَ : ثُمَّ أَيُّ قَالَ : « أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ » .
وَبِهِ إلَى مُسْلِمٍ : أَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ ، حدثنا إسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَانِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ( فَقَالَ : « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلاَثًا الإِشْرَاكُ بِاَللَّهِ , وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَشَهَادَةُ الزُّورِ أَوْ قَوْلُ الزُّورِ » .
وَبِهِ إلَى مُسْلِمٍ : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ ، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ » , قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَا هُنَّ قَالَ : « الشِّرْكُ بِاَللَّهِ , وَالسِّحْرُ , وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلاَّ بِالْحَقِّ , وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ , وَأَكْلُ الرِّبَا وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ , وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ » .
قَالَ عَلِيٌّ : فَلَوْ كَانَ هَاهُنَا (كُفْرٌ) لَيْسَ (شِرْكًا) لَكَانَ ذَلِكَ الْكُفْرُ خَارِجًا عَنِ الْكَبَائِرِ , وَلَكَانَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَشَهَادَةُ الزُّورِ , أَعْظَمُ مِنْهُ , وَهَذَا لاَ يَقُولُهُ مُسْلِمٌ .
فَصَحَّ أَنَّ كُلَّ (كُفْرٍ) (شِرْكٌ) , وَكُلَّ (شِرْكٍ) (كُفْرٌ) , وَأَنَّهُمَا اسْمَانِ شَرْعِيَّانِ أَوْقَعَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ .
وَأَمَّا حُجَّتُهُ : بِأَنَّ الْمُشْرِكَ هُوَ مَنْ جَعَلَ لِلَّهِ شَرِيكًا فَقَطْ .
فَهِيَ مُنْتَقِضَةٌ عَلَيْهِ مِنْ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ النَّصَارَى يَجْعَلُونَ لِلَّهِ تَعَالَى شَرِيكًا يَخْلُقُ كَخَلْقِهِ , وَهُوَ يَقُولُ : إنَّهُمْ لَيْسُوا مُشْرِكِينَ وَهَذَا تَنَاقُضٌ ظَاهِرٌ .
وَالثَّانِي : أَنَّ الْبَرَاهِمَةَ , وَالْقَائِلِينَ بِأَنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَزَلْ , وَأَنَّ لَهُ خَالِقًا وَاحِدًا لَمْ يَزَلْ , وَالْقَائِلِينَ بِنُبُوَّةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْمُغِيرَةِ وَبُزَيْغٍ ؛ كُلُّهُمْ : لاَ يَجْعَلُونَ لِلَّهِ تَعَالَى شَرِيكًا ، وَهُمْ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ مُشْرِكُونَ . وَهُوَ تَنَاقُضٌ ظَاهِرٌ
وَوَجْهٌ ثَالِثٌ : وَهُوَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ (الْمُشْرِكُ) إلاَّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ التَّشْرِيكِ فِي اللُّغَةِ * وَهُوَ : مَنْ جَعَلَ لِلَّهِ تَعَالَى شَرِيكًا فَقَطْ * لَوَجَبَ أَنْ لاَ يَكُونَ (الْكُفْرُ) إلاَّ مَنْ كَفَرَ بِاَللَّهِ تَعَالَى وَأَنْكَرَهُ جُمْلَةً , لاَ مَنْ أَقَرَّ بِهِ وَلَمْ يَجْحَدْهُ , فَيَلْزَمُ مِنْ هَذَا أَنْ لاَ يَكُونَ الْكُفَّارُ إلاَّ الدَّهْرِيَّةُ فَقَطْ , وَأَنْ لاَ يَكُونَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى وَلاَ الْمَجُوسُ وَلاَ الْبَرَاهِمَةُ كُفَّارًا ; لأَنَّهُمْ كُلُّهُمْ مُقِرُّونَ بِاَللَّهِ تَعَالَى , وَهُوَ لاَ يَقُولُ بِهَذَا , وَلاَ مُسْلِمٌ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ .
أَوْ : كَانَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَنْ غَطَّى شَيْئًا : كَافِرًا . فَإِنَّ (الْكُفْرَ) فِي اللُّغَةِ : التَّغْطِيَةُ .
فَإِذَاً كُلُّ هَذَا بَاطِلٌ ؛ فَقَدْ صَحَّ أَنَّهُمَا اسْمَانِ نَقَلَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْ مَوْضُوعِهِمَا فِي اللُّغَةِ إلَى كُلِّ مَنْ أَنْكَرَ شَيْئًا مِنْ دِينِ اللَّهِ الإِسْلاَمِ يَكُونُ بِإِنْكَارِهِ مُعَانِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ ( بَعْدَ بُلُوغِ النِّذَارَةِ إلَيْهِ , وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ .
انتَهَى كلامُ ابنُ حَزمٍ
مُلحَقٌ فِي الْمُتَواتِرِ
قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ رَحِمَهُ الله تَعَالَى : وَأَمَّا عِدَّةُ الأَحَادِيثِ الْمُتَوَاتِرَةِ الَّتِي فِي الصَّحِيحَيْنِ :
فَلَفْظُ الْمُتَوَاتِرِ : يُرَادُ بِهِ مَعَانٍ ; إذْ الْمَقْصُودُ مِنْ الْمُتَوَاتِرِ :
1ـ مَا يُفِيدُ الْعِلْمَ .
2ـ لَكِنْ مِنْ النَّاسِ مَنْ لا يُسَمِّي مُتَوَاتِرًا ؛ إلا : مَا رَوَاهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ يَكُونُ الْعِلْمُ حَاصِلا بِكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ فَقَطْ . وَيَقُولُونَ : إنَّ كُلَّ عَدَدٍ أَفَادَ الْعِلْمَ فِي قَضِيَّةٍ أَفَادَ مِثْلُ ذَلِكَ الْعَدَدِ الْعِلْمَ فِي كُلِّ قَضِيَّةٍ وَهَذَا قَوْلٌ ضَعِيفٌ .
وَالصَّحِيحُ مَا عَلَيْهِ الأَكْثَرُونَ : أَنَّ الْعِلْمَ يَحْصُلُ :
• بِكَثْرَةِ الْمُخْبِرِينَ تَارَةً .
• وَقَدْ يَحْصُلُ بِصِفَاتِهِمْ لِدِينِهِمْ وَضَبْطِهِمْ .
• وَقَدْ يَحْصُلُ بِقَرَائِنَ تَحْتَفُّ بِالْخَبَرِ يَحْصُلُ الْعِلْمُ بِمَجْمُوعِ ذَلِكَ .
• وَقَدْ يَحْصُلُ الْعِلْمُ بِطَائِفَةِ دُونَ طَائِفَةٍ .
وَأَيْضًا : فَالْخَبَرُ الَّذِي تَلَقَّاهُ الأَئِمَّةُ بِالْقَبُولِ * تَصْدِيقًا لَهُ أَوْ عَمَلًا بِمُوجَبِهِ * يُفِيدُ الْعِلْمَ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْخَلَفِ وَالسَّلَفِ .
وَهَذَا فِي مَعْنَى الْمُتَوَاتِرِ ; لَكِنْ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُسَمِّيه : الْمَشْهُورَ وَالْمُسْتَفِيضَ ، وَيُقَسِّمُونَ الْخَبَرَ إلَى : مُتَوَاتِرٍ ، وَمَشْهُورٍ ، وَخَبَرٍ وَاحِدٍ .
وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ : فَأَكْثَرُ مُتُونِ الصَّحِيحَيْنِ مَعْلُومَةٌ مُتْقَنَةٌ تَلَقَّاهَا أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ بِالْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ ، وَأَجْمَعُوا عَلَى صِحَّتِهَا ، وَإِجْمَاعُهُمْ مَعْصُومٌ مِنْ الْخَطَأِ كَمَا أَنَّ إجْمَاعَ الْفُقَهَاءِ عَلَى الأَحْكَامِ مَعْصُومٌ مِنْ الْخَطَأِ ، وَلَوْ أَجْمَعَ الْفُقَهَاءُ عَلَى حُكْمٍ كَانَ إجْمَاعُهُمْ حُجَّةً وَإِنْ كَانَ مُسْتَنَدُ أَحَدِهِمْ خَبَرَ وَاحِدٍ أَوْ قِيَاسًا أَوْ عُمُومًا ، فَكَذَلِكَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ ؛ إذَا : أَجْمَعُوا عَلَى صِحَّةِ خَبَرٍ أَفَادَ الْعِلْمَ وَإِنْ كَانَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ يَجُوزُ عَلَيْهِ الْخَطَأُ ; لَكِنَّ إجْمَاعَهُمْ مَعْصُومُ عَنْ الْخَطَأِ .
ثُمَّ هَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي أَجْمَعُوا عَلَى صِحَّتِهَا : قَدْ تَتَوَاتَرُ وَتَسْتَفِيضُ عِنْدَ بَعْضِهِمْ دُونَ بَعْضٍ ، وَقَدْ يَحْصُلُ الْعِلْمُ بِصِدْقِهَا لِبَعْضِهِمْ ؛ لِعِلْمِهِ بِصِفَاتِ الْمُخْبِرِينَ وَمَا اقْتَرَنَ بِالْخَبَرِ مِنْهُ الْقَرَائِنُ الَّتِي تُفِيدُ الْعِلْمَ ؛ كَمَنْ سَمِعَ خَبَرًا مِنْ الصِّدِّيقِ أَوْ الْفَارُوقِ يَرْوِيه بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، وَقَدْ كَانُوا شَهِدُوا مِنْهُ مَا شَهِدَ وَهُمْ مُصَدِّقُونَ لَهُ فِي ذَلِكَ وَهُمْ مُقِرُّونَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ ، وَقَوْلُهُ : « إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ » هُوَ مِمَّا تَلَقَّاهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ وَلَيْسَ هُوَ فِي أَصْلِهِ مُتَوَاتِرًا ; بَلْ هُوَ مِنْ غَرَائِبِ الصَّحِيحِ لَكِنْ لَمَّا تَلَقَّوْهُ بِالْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ صَارَ مَقْطُوعًا بِصِحَّتِهِ .
وَفِي السُّنَنِ أَحَادِيثُ تَلَقَّوْهَا بِالْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ كَقَوْلِهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لا وَصِيَّةَ لِوَارِثِ » فَإِنَّ هَذَا مِمَّا تَلَقَّتْهُ الأُمَّةُ بِالْقَبُولِ وَالْعَمَلِ بِمُوجِبِهِ وَهُوَ فِي السُّنَنِ لَيْسَ فِي الصَّحِيحِ .
وَأَمَّا عَدَدُ مَا يَحْصُلُ بِهِ التَّوَاتُرُ :
1ـ فَمِنْ النَّاسِ مَنْ جَعَلَ لَهُ عَدَدًا مَحْصُورًا ؛ ثُمَّ يُفَرِّقُ [ اِفتَرَقَ ] هَؤُلاءِ :
فَقِيلَ : أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعَةٍ . وَقِيلَ : اثْنَا عَشَرَ . وَقِيلَ : أَرْبَعُونَ . وَقِيلَ : سَبْعُونَ . وَقِيلَ : ثَلاثُمِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ وَقِيلَ : غَيْرُ ذَلِكَ .
وَكُلُّ هَذِهِ الأَقْوَالِ بَاطِلَةٌ لِتَكَافُئِهَا فِي الدَّعْوَى .
2ـ وَالصَّحِيحُ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ : أَنَّ التَّوَاتُرَ لَيْسَ لَهُ عَدَدٌ مَحْصُورٌ ، وَالْعِلْمُ الْحَاصِلُ بِخَبَرِ مِنْ الأَخْبَارِ يَحْصُلُ فِي الْقَلْبِ ضَرُورَةً ؛ كَمَا يَحْصُلُ الشِّبَعُ عَقِيبَ الأَكْلِ وَالرِّيِّ عِنْدَ الشُّرْبِ وَلَيْسَ لَمَّا يَشْبَعُ كُلُّ وَاحِدٍ وَيَرْوِيه قَدْرٌ مُعَيَّنٌ ; بَلْ قَدْ يَكُونُ الشِّبَعُ : لِكَثْرَةِ الطَّعَامِ ، وَقَدْ يَكُونُ لِجَوْدَتِهِ كَاللَّحْمِ ، وَقَدْ يَكُونُ لاسْتِغْنَاءِ الآكِلِ بِقَلِيلِهِ ، وَقَدْ يَكُونُ لاشْتِغَالِ نَفْسِهِ بِفَرَحِ أَوْ غَضَبٍ أَوْ حُزْنٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ .
كَذَلِكَ الْعِلْمُ الْحَاصِلُ عَقِيبَ الْخَبَرِ :
( أ ) تَارَةً : يَكُونُ لِكَثْرَةِ الْمُخْبِرِينَ : وَإِذَا كَثُرُوا فَقَدْ يُفِيدُ خَبَرُهُمْ الْعِلْمَ وَإِنْ كَانُوا كُفَّارًا .
( ب ) وَتَارَةً : يَكُونُ لِدِينِهِمْ وَضَبْطِهِمْ . فَرُبَّ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ يَحْصُلُ مِنْ الْعِلْمِ بِخَبَرِهِمْ مَا لا يَحْصُلُ بِعَشَرَةِ وَعِشْرِينَ لا يُوثَقُ بِدِينِهِمْ وَضَبْطِهِمْ .
( ج ) وَتَارَةً : قَدْ يَحْصُلُ الْعِلْمُ بِكَوْنِ كُلٍّ مِنْ الْمُخْبِرِينَ أَخْبَرَ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَ بِهِ الآخَرُ مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّهُمَا لَمْ يَتَوَاطَآ وَأَنَّهُ يَمْتَنِعُ فِي الْعَادَةِ الاتِّفَاقُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ ؛ مِثْلَ مَنْ يَرْوِي حَدِيثًا طَوِيلا فِيهِ فُصُولٌ وَيَرْوِيه آخَرُ لَمْ يَلْقَهُ .
( د ) وَتَارَةً : يَحْصُلُ الْعِلْمُ بِالْخَبَرِ لِمَنْ عِنْدُهُ الْفِطْنَةُ وَالذَّكَاءُ وَالْعِلْمُ بِأَحْوَالِ الْمُخْبِرِينَ وَبِمَا أَخْبَرُوا بِهِ مَا لَيْسَ لِمَنْ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ .
( ? ) وَتَارَةً : يَحْصُلُ الْعِلْمُ بِالْخَبَرِ لِكَوْنِهِ رُوِيَ بِحَضْرَةِ جَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ شَارَكُوا الْمُخْبِرَ فِي الْعِلْمِ وَلَمْ يُكَذِّبْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ ; فَإِنَّ الْجَمَاعَةَ الْكَثِيرَةَ قَدْ يَمْتَنِعُ تَوَاطُؤُهُمْ عَلَى الْكِتْمَانِ كَمَا يَمْتَنِعُ تَوَاطُؤُهُمْ عَلَى الْكَذِبِ .
• وَإِذَا عُرِفَ أَنَّ الْعِلْمَ بِأَخْبَارِ الْمُخْبِرِينَ لَهُ أَسْبَابٌ غَيْرَ مُجَرَّدِ الْعَدَدِ ؛ عُلِمَ أَنَّ مَنْ قَيَّدَ الْعِلْمَ بِعَدَدِ مُعَيَّنٍ وَسَوَّى بَيْنَ جَمِيعِ الأَخْبَارِ فِي ذَلِكَ فَقَدْ غَلِطَ غَلَطًا عَظِيمًا ; وَلِهَذَا كَانَ التَّوَاتُرُ يَنْقَسِمُ إلَى :
1ـ تَواترٍ عَامٍّ .
2ـ وَتَواترٍ خَاصٍّ .
فَأَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ : قَدْ تَوَاتَرَ عِنْدَهُمْ مِنْ السُّنَّةِ مَا لَمْ يَتَوَاتَرْ عِنْدَ الْعَامَّةِ ؛ كَسُجُودِ السَّهْوِ ، وَوُجُوبِ الشُّفْعَةِ ، وَحَمْلِ الْعَاقِلَةِ الْعَقْلَ ، وَرَجْمِ الزَّانِي الْمُحْصَنِ ، وَأَحَادِيثِ الرُّؤْيَةِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، وَالْحَوْضِ وَالشَّفَاعَةِ ؛ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .
وَإِذَا كَانَ الْخَبَرُ قَدْ تَوَاتَرَ عِنْدَ قَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ ؛ وَقَدْ يَحْصُلُ الْعِلْمُ بِصِدْقِهِ لِقَوْمِ دُونَ قَوْمٍ :
فَمَنْ حَصَلَ لَهُ الْعِلْمُ بِهِ : وَجَبَ عَلَيْهِ التَّصْدِيقُ بِهِ وَالْعَمَلُ بِمُقْتَضَاهُ ؛ كَمَا يَجِبُ ذَلِكَ فِي نَظَائِرِهِ .
وَمَنْ لَمْ يَحْصُلْ لَهُ الْعِلْمُ بِذَلِكَ : فَعَلَيْهِ أَنْ يُسَلِّمَ ذَلِكَ لأَهْلِ الإِجْمَاعِ الَّذِينَ أَجْمَعُوا عَلَى صِحَّتِهِ كَمَا عَلَى النَّاسِ أَنْ يُسَلِّمُوا الأَحْكَامَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهَا إلَى مَنْ أَجْمَعَ عَلَيْهَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ; فَإِنَّ اللَّهَ عَصَمَ هَذِهِ الأُمَّةَ أَنْ تَجْتَمِعَ عَلَى ضَلالَةٍ ، وَإِنَّمَا يَكُونُ إجْمَاعُهَا بِأَنْ يُسَلِّمَ غَيْرُ الْعَالِمِ لِلْعَالِمِ ; إذْ غَيْرُ الْعَالِمِ لا يَكُونُ لَهُ قَوْلٌ وَإِنَّمَا الْقَوْلُ لِلْعَالِمِ ، فَكَمَا أَنَّ مَنْ لا يَعْرِفُ أَدِلَّةَ الأَحْكَامِ لا يُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ ، فَمَنْ لا يَعْرِفُ طُرُقَ الْعِلْمِ بِصِحَّةِ الْحَدِيثِ لا يُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ ، بَلْ عَلَى كُلِّ مَنْ لَيْسَ بِعَالِمِ أَنْ يَتْبَعَ إجْمَاعَ أَهْلِ الْعِلْمِ ? .
------------------------------------------------------------
(1) كَذا قَرأتُها .
(2) اُنْظُرْ : (الصَّفديَّة) 1/174 و252 (بُغية المُرتاد) (صَفْحَة : 219-223) .
(3) اُنْظُرْ : (مِنهاج السَّنة) 1/184 .
(4) اُنْظُرْ : (دَرء تعارُضِ العَقلِ والنَّقلِ) 1/35 و5/81 و174 و7/126 و(الصَّفديَّة) 1/125 و208 و282-286 (مِنهاج السّنة) 5/447 8/19 (مجموع الفَتاوى) 3/301 4/117 9104-105 و125 12/156
(5) بياضٌ في الأَصل بِمِقدر كَلِمة ؛ والكلام مُستقيمٌ بِدونِها .
(6) هُنا إِشارةٌ إلى لَحق في حاشية الصَّفحة ؛ وفيها كلمة (حاشية) ثُم كلام غير مَقروء بِمقدارِ خمس كَلماتٍ .
(7) وتَحتَمِل المخطوطة : جَهَلَةِ .
(8) سُورَةُ النَّجمِ : 3 .
(9) سُورَةُ البقرة : 140 .
(10) المَجازُ المرسَل : هو الكلمة المُستعملة في غيرِ ما وُضِعَت لَهُ ؛ لِعلاقَةٍ غير المُشابهة بين المعنَيينِ . وسُمِّيَ مرسَلاً ؛ لأَنَّه :
1 : أُرسِل عن دعوى الاتّحاد المعتبرة في (الاستعارة) إذ ليست العلاقة بين المعنيين : المشابهة حتى يُدَّعَى اتّحادهما .
2 : أو لأَنَّه أُرْسِلَ (أي : أُطلِقَ) عن التَّقيّد بِعَلاقةٍ واحدة .
اُنْظُرْ : (عِلم البيانِ) لِشيخنا الدّكتور : بَسيوني عبد الفَتَّاح فيّود (صَفْحَة : 145) .
(11) و(علاقةُ المجاز المرسل) معناها : أن يكون هناك تلازم وترابط يجمع بين المعنيين ، ويسوّغ استعمال أحدهما في موضعِ الآخَر ؛ وهذه العلاقات كَثيرة ؛ أَشهرها : (عِلاقَةُ السَّبَبِيّة) و(عِلاقَةُ الْمُسَبّبَيّة) و(عِلاقَةُ الجُزئِيّة) و(عِلاقَةُ الكُلّيّة) و(عِلاقَةُ اعتِبار ما كانَ) و(عِلاقَةُ اعتبار ما يَكون) (عِلاقَةُ المَحَلّيّة) و(عِلاقَةُ الحالِيّة) و(عِلاقَةُ الآلِيّة) و(عِلاقَةُ المُجاورَة) … وغيرها كثيرٌ .
اُنْظُرْ : (عِلم البيانِ) لِشيخنا الدّكتور : بَسيوني عبد الفَتَّاح فيّود (صَفْحَة : 145-164) وفيه التّعريفُ بِكلِّ علاقة مع التّمثيل .
(12) العِلاقة المَحلّيّة : هي أن يُذكرَ اسمُ المَحَلِّ ويُرادُ الحالِّ بهِ . (عِلم البيانِ) (صَفْحَة : 158) .
(13) العِلاقة الحالِيَّة : هي أن يُذكرَ اسمُ الحالِّ ويُرادُ المَحَلِّ بهِ . (عِلم البيانِ) (صَفْحَة : 159) .
(14) ساقطٌ من المخطوطةِ الجُملة تحتاجها لإزالة اللَّبسِ .
(15) ذَرَأْنَاْ : خَلَقْنا وَأَوْجَدْنَا .
(16) سُوْرَةُ الأعرافِ : 179.
(17) اُنْظُرْ : (النِّهاية في غريب الحديثِ) 2/387 و(لِسانُ العَرَبِ) لابنِ منظورِ 5/150 .
(18) سُوْرَةُ الحجِّ : 46 .
(19) سُوْرَةُ الحجِّ : 46 .
(20) سُوْرَةُ البقرةِ : 7 .
(21) أَكِنَّةً : أَغْطِيَةٌ سَاتِرَةٌ .
(22) سُوْرَةُ الكهفِ : 57 .
(23) سُوْرَةُ ق : 37 .
(24) سُوْرَةُ البقرة : 74 .
(25) مِنَ (الِّلينِ) ضِدُّ القَسوَةِ .
(26) سُوْرَةُ الزُّمَر : 22 .
(27) الأَمَدُ : الأَجَلُ أَو الزَّمان .
(28) سُوْرَةُ الحديدِ : 16 .
(29) سُوْرَةُ الجاثيةِ : 23 .
(30) يَحولُ : يَفصِلُ بين المَرءِ وبَين ما يَتَمَنَّاهُ قَلبُهُ مِن طُولِ الحَياةِ وَفُسحَةِ الآمالِ بأنْ يُمِيتَهُ فَجْأَةً .
اُنْظُرْ : (التّحرير والتّنوير 9/69-70) .
(31) سُوْرَةُ الأنفالِ : 24 .
(32) سُوْرَةُ الفتحِ : 12 .
(33) مُّنكِرَةٌ : جاحِدَةٌ بِما هو واقِعٌ . مِن الإنكارِ ضِدُّ الإِقرارِ ؛ والمراد : مُنكِرَةٌ للتّوحيدِ .
اُنْظُرْ : (التّحرير والتّنوير 13/102-103) .
(34) سُوْرَةُ النَّحلِ : 22 .
(35) فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ : أُزِيلَ عَنهُم الفَزَعُ والخَوفُ .
(36) سُوْرَةُ سَبَإٍ : 23 .
(37) سُوْرَةُ محمدٍ : 24 .
(38) زَاغُوا أَزَاغَ : ضَلُّوا وأَضَلَّ .
(39) سُوْرَةُ الصَّفِّ : 5 .
(40) سُوْرَةُ الرَّعدِ : 28 .
(41) وَجِلَتْ : استَشعَرَت الخَوفَ وَفَزِعَت ورَقَّت استِعظاماً وَهَيبَةً .
(42) سُوْرَةُ الأنفالِ : 2 .
(43) أيْ : فَيخافُ القَلبُ مِنَ الخَطَرِ .
(44) سُوْرَةُ الأحزابِ : 10 .
(45) سُوْرَةُ النَّازِعاتِ : 8 .
(46) سُوْرَةُ الأعرافِ : 100 .
(47) سُوْرَةُ الكَهفِ : ه14 .
(48) سُوْرَةُ القَصَصِ : 20 .
(49) سُوْرَةُ المنافقونَ : 3 .
(50) الخَوالِف : هُمُ النِّساءُ ؛ لأَنَّهُنَّ يَتَخَلَّفْنَ في البَيتِ ويَقعُدْنَ عَنِ الجِهادِ .
(51) سُوْرَةُ التَّوبةِ : 87 .
(52) سُوْرَةُ النَّحلِ : 106 .
(53) كَلِمة لم أَستَطعُ قراءَتَها ؛ وأظُنُّها كَذلكَ .
(54) سُوْرَةُ الحُجُراتِ : 14 .
(55) سُوْرَةُ المجادِلِةِ : 22 .
(56) كلمة غير مَقروءةٌ ولَعلّها ما أُثبِت .
(57) لَفظُ الحديثِ : قالَ صَلَّى الله عَليهِ وآلِهِ وَسَلِّم : « الْحَلالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ : لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ . فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ : اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ : وَقَعَ فِي الْحَرَامِ . كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ . أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ؛ إِذَا صَلَحَتْ : صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ . وَإِذَا فَسَدَتْ : فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ؛ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ »
أَخْرَجَهُ البُخارِيُّ (رَقْم : 52 و2051) ومُسلِمٌ (رَقْم : 1599) وأبو داودَ (رَقْم : 3329) والتِّرمِذيّ (رَقْم : 1205) والنَّسائِيُّ (رَقْم : 4453 و5710) وابنُ ماجة (رَقْم : 3984) وأحمد (رَقْم : 17883) من حديثِ النُّعمانِ بنِ بَشيرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ .
• ولَفظٌ أخرَ لِلبُخارِيِّ (رَقْم : 2051) : « الْحَلالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ ، فَمَنْ تَرَكَ مَا شُبِّهَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ : كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ أَتْرَكَ . وَمَنْ اجْتَرَأَ عَلَى مَا يَشُكُّ فِيهِ مِنْ الإِثْمِ : أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ مَا اسْتَبَانَ . وَالْمَعَاصِي حِمَى اللَّهِ ، مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ » .
(58) سُورَةُ البقرةِ : 238 .
(59) مالَت إِلى ما يَجِبُ عليكما تِجاه رَسولِ الله صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن تَعظيمِ وإجلالٍ .
(60) سُورَةُ التَّحريمِ : 4 .
(61) اختَلَف العلماءُ في تَحديدِ التي سَقَت الرَّسولِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العَسَلَ ؛ هل هِيَ (زَينَبُ بِنتُ جَحشٍ) أو (حَفْصَة بِنْت عُمَر) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُماْ . اُنْظُرْ : (تَفسيرَ القُرطُبِي) 18/157-159 (المَهدِي) .
• قالَ الحافظُ في الفَتحِ (رَقْم : 5266) : ( ذَكَرَ الْمُصَنِّف (أي البُخارِيّ) حَدِيث عَائِشَة فِي قِصَّة شُرْب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَسَل عِنْد بَعْض نِسَائِهِ فَأَوْرَدَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ :
(1) أَحَدهمَا : مِنْ طَرِيق : عُبَيْد بْن عُمَيْر ، عَنْ عَائِشَة ، وَفِيهِ : ( أَنَّ شُرْب الْعَسَل كَانَ عِنْد زَيْنَب بِنْت جَحْش رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَاْ ) [ خ (رَقْم : 4912) م (رَقْم : 1474) ] .
(2) وَالثَّانِي : مِنْ طَرِيق هِشَام بْن عُرْوَة ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَة . وَفِيهِ : ( أَنَّ شُرْب الْعَسَل كَانَ عِنْد حَفْصَة بِنْت عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَاْ ) [ خ (رَقْم : 5268) م (رَقْم : 1479/21) ] . فَهَذَا مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ .
(3) وَأَخْرَجَ اِبْن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيق : اِبْن أَبِي مُلَيْكَة ، عَنْ اِبْن عَبَّاس : ( أَنَّ شُرْب الْعَسَل كَانَ عِنْد سَوْدَة , وَأَنَّ عَائِشَة وَحَفْصَة هُمَا اللَّتَانِ تَوَاطَأَتَا ) عَلَى وَفْق مَا فِي رِوَايَة : عُبَيْد بْن عُمَيْر ، وَإِنْ اِخْتَلَفَا فِي صَاحِبَة الْعَسَل .
وَطَرِيق الْجَمْع بَيْن هَذَا الاخْتِلاف :
1ـ الْحَمْلُ عَلَى التَّعَدُّد فَلا يَمْتَنِع تَعَدُّد السَّبَب لِلأَمْرِ الْوَاحِد .
2ـ فَإِنْ جُنِحَ إِلَى التَّرْجِيح : فَرِوَايَةُ (عُبَيْد بْن عُمَيْر) [ أنَّها زَيْنَب بِنْت جَحْش ] أَثْبَتُ ؛ لِمُوَافَقَةِ اِبْن عَبَّاس لَهَا عَلَى أَنَّ : الْمُتَظَاهِرَتَيْنِ حَفْصَة وَعَائِشَة * عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي التَّفْسِير وَفِي الطّلاق مِنْ جَزْم عُمَر بِذَلِكَ [ صَحيحُ البُخاريِّ (رَقْم : 4913 و5191) ومُسلم (رَقْم : 1479) ] * , فَلَوْ كَانَتْ حَفْصَة صَاحِبَة الْعَسَل لَمْ تُقْرَن فِي التَّظَاهُر بِعَائِشَة .
3ـ لَكِنْ : يُمْكِنُ تَعَدُّد الْقِصَّة فِي شُرْب الْعَسَل وَتَحْرِيمه ، وَاخْتِصَاص النُّزُول : بِالْقِصَّةِ الَّتِي فِيهَا أَنَّ عَائِشَة وَحَفْصَة هُمَا الْمُتَظَاهِرَتَانِ .
4ـ وَيُمْكِن : أَنْ تَكُون الْقِصَّة الَّتِي وَقَعَ فِيهَا شُرْب الْعَسَل عِنْد حَفْصَة كَانَتْ سَابِقَة [ لِقِصَّةِ زَيْنَب بِنْت جَحْش ] ، وَيُؤَيِّد هَذَا الْحَمْل : أَنَّهُ لَمْ يَقَع فِي طَرِيق : هِشَام بْن عُرْوَة * الَّتِي فِيهَا : أَنَّ شُرْب الْعَسَل كَانَ عِنْد حَفْصَة * تَعَرُّض لِلآيَةِ وَلا لِذِكْرِ سَبَب النُّزُول .
• أما ذِكر سَودة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَاْ :
فَالرَّاجِح أَيْضًا : أَنَّ صَاحِبَة الْعَسَل زَيْنَب لا سَوْدَة ؛ لأَمرينِ :
1ـ أَنَّ طَرِيق : (عُبَيْد بْن عُمَيْر) أَثْبَت مِنْ طَرِيق : (اِبْن أَبِي مُلَيْكَة) بِكَثِيرٍ , وَلا جَائِز أَنْ تَتَّحِد بِطَرِيقِ هِشَام بْن عُرْوَة ؛ لأَنَّ فِيهَا أَنَّ سَوْدَة كَانَتْ مِمَّنْ وَافَقَ عَائِشَة عَلَى قَوْلهَا : ( أَجِدُ رِيحَ مَغَافِير ) .
2ـ وَيُرَجِّحهُ أَيْضًا : مَا مَضَى فِي كِتَاب الْهِبَة [ من صَحيحِ البُخاريِّ (رَقْم : 2581) ] عَنْ عَائِشَة : ( أَنَّ نِسَاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ حِزْبَيْنِ : أَنَا وَسَوْدَة وَحَفْصَة وَصَفِيَّة فِي حِزْب , وَزَيْنَب بِنْت جَحْش وَأُمّ سَلَمَة وَالْبَاقِيَات فِي حِزْب ) فَهَذَا يُرَجِّح : أَنَّ زَيْنَب هِيَ صَاحِبَة الْعَسَل ، وَلِهَذَا غَارَتْ عَائِشَة مِنْهَا لِكَوْنِهَا مِنْ غَيْر حِزْبهَا وَاللَّهُ أَعْلَم .
وعَلَيه : فَهَذَا أَوْلَى مِنْ جَزْم الدَّاوُدِيّ : بِأَنَّ تَسْمِيَة الَّتِي شَرِبَتْ الْعَسَل حَفْصَة غَلَط ، وَإِنَّمَا هِيَ صَفِيَّة بِنْت حُيَيٍّ أَوْ زَيْنَب بِنْت جَحْش .
وَمِمَّنْ جَنَحَ إِلَى التَّرْجِيح : عِيَاض * وَمِنْهُ تَلَقَّفَ الْقُرْطُبِيّ , وَكَذَا : نَقَلَهُ النَّوَوِيّ عَنْ عِيَاض وَأَقَرَّهُ * فَقَالَ عِيَاض : ( رِوَايَة عُبَيْد بْن عُمَيْر أَوْلَى لِمُوَافَقَتِهَا ظَاهِر كِتَاب اللَّه , لأَنَّ فِيهِ ? وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ? فَهُمَا ثِنْتَانِ لا أَكْثَر . وَلِحَدِيثِ : اِبْن عَبَّاس عَنْ عُمَر [ البُخاريِّ (رَقْم : 4913 و5191) ومُسلم (رَقْم : 1479) ] . قَالَ : فَكَأَنَّ الأَسْمَاء اِنْقَلَبَتْ عَلَى رَاوِي الرِّوَايَة الأُخْرَى ) ? .
وَتَعَقَّبَ الْكَرْمَانِيُّ مَقَالَة عِيَاض فَأَجَادَ فَقَالَ : ( مَتَى جَوَّزْنَا هَذَا اِرْتَفَعَ الْوُثُوق بِأَكْثَر الرِّوَايَات ) ? .
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ [ في المُفهِم 4/251 ] : ( الرِّوَايَة الَّتِي فِيهَا أَنَّ الْمُتَظَاهِرَات عَائِشَة وَسَوْدَة وَصَفِيَّة لَيْسَتْ بِصَحِيحَةِ ؛ لأَنَّهَا مُخَالَفَة لِلتِّلاوَةِ لِمَجِيئِهَا بِلَفْظِ خِطَاب الاثْنَيَتَنِ ، وَلَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ لَجَاءَتْ بِخِطَابِ جَمَاعَة الْمُؤَنَّث . ثُمَّ نَقَلَ عَنْ الأَصِيلِيّ وَغَيْره : أَنَّ رِوَايَة عُبَيْد بْن عُمَيْر أَصَحّ وَأَوْلَى ) ? .
وَمَا الْمَانِع : أَنْ تَكُون قِصَّة حَفْصَة سَابِقَة , فَلَمَّا قِيلَ لَهُ مَا قِيلَ : تَرَكَ الشُّرْب مِنْ غَيْر تَصْرِيح بِتَحْرِيمٍ ، وَلَمْ يَنْزِل فِي ذَلِكَ شَيْء , ثُمَّ : لَمَّا شَرِبَ فِي بَيْت زَيْنَب تَظَاهَرَتْ عَائِشَة وَحَفْصَة عَلَى ذَلِكَ الْقَوْل ؛ فَحَرَّمَ حِينَئِذٍ الْعَسَل فَنَزَلَتْ الآيَة .
قَالَ [ لعلَّهُ الْكَرْمَانِيُّ ] : ( وَأَمَّا ذِكْر سَوْدَة مَعَ الْجَزْم بِالتَّثْنِيَةِ فِيمَنْ تَظَاهَرَ مِنْهُنَّ : فَبِاعْتِبَارِ أَنَّهَا كَانَتْ كَالتَّابِعَةِ لِعَائِشَة وَلِهَذَا وَهَبَتْ يَوْمهَا لَهَا , فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ قَبْل الْهِبَة فَلا اِعْتِرَاض بِدُخُولِهِ عَلَيْهَا , وَإِنْ كَانَ بَعْده فَلا يَمْتَنِع هِبَتهَا يَوْمهَا لِعَائِشَة أَنْ يَتَرَدَّد إِلَى سَوْدَة ) .
قُلْت : لا حَاجَة إِلَى الاعْتِذَار عَنْ ذَلِكَ , فَإِنَّ ذِكْر سَوْدَة إِنَّمَا جَاءَ فِي قِصَّة شُرْب الْعَسَل عِنْد حَفْصَة وَلا تَثْنِيَة فِيهِ وَلا نُزُول * عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ الْجَمْع الَّذِي ذَكَرَهُ * , وَأَمَّا قِصَّة الْعَسَل عِنْد زَيْنَب بِنْت جَحْش فَقَدْ صَرَّحَ فِيهِ بِأَنَّ عَائِشَة قَالَتْ : ( تَوَاطَأْت أَنَا وَحَفْصَة ) [ خ (رَقْم : 4912 و5267 و6691) ومُسلم (رَقْم : 1474) ] فَهُوَ مُطَابِق لِمَا جَزَمَ بِهِ عُمَر مِنْ أَنَّ الْمُتَظَاهِرَتَيْنِ عَائِشَة وَحَفْصَة وَمُوَافِق لِظَاهِرِ الآيَة وَاللَّهُ أَعْلَم .
وَوَجَدَتْ لِقِصَّةِ شُرْب الْعَسَل عِنْد حَفْصَة شَاهِدًا : فِي (تَفْسِير اِبْن مَرْدَوَيْهِ) مِنْ طَرِيق : يَزِيد بْن رُومَان عَنْ اِبْن عَبَّاس . وَرُوَاته لا بَأْس بِهِمْ , وَقَدْ أَشَرْت إِلَى غَالِب أَلْفَاظه . وَوَقَعَ فِي (تَفْسِير السُّدِّيّ) : ( أَنَّ شُرْب الْعَسَل كَانَ عِنْد أُمّ سَلَمَة ) أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَغَيْره . وَهُوَ مَرْجُوح ؛ لإِرْسَالِهِ وَشُذُوذه , وَاللَّهُ أَعْلَم ) .
(62) أخْرَجَهُ : الدَّارَقُطنِيّ في (سُنَنِه) 4/42 مُسنَداً من حديثِ ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا . وسندُهُ ضَعيفٌ ؛ لِضَعفِ (عبدِ اللهِ بن شَبيبِ الرَّبعِيّ) واهٍ * كما في (الميزان) 4/118 * .
وأخرَجَهُ ابنُ سَعد فِي (الطّبقاتِ) 8/150 مُرسَلاً عن زَيدِ بنِ أسلَمَ . اُنْظُرْ : حَواشِي (الكَشَّاف) للزَّمَخشَري 6/154-155 (ط : العُبَيكان) .
وأخرَجَهُ النَّسائِي في (السّنن الصّغرى) (رَقْم : 3959) و(السّنن الكبرى) (رَقْم : 627 التَّفسيرُ) عَن : إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ حَرَمِيٌّ هُوَ لَقَبُهُ (صَدوقٌ) ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ (البنانِيّ) ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ يَطَؤُهَا فَلَمْ تَزَلْ بِهِ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ حَتَّى حَرَّمَهَا عَلَى نَفْسِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ? إِلَى آخِرِ الآيَةِ ) ? .
وهذا سَنَدٌ حَسَنٌ . وقال الحافظُ في (الفَتحِ) : ( أخرجَهُ النَّسائي بِسندٍ صَحيحٍ ) . ولَكن ليسَ فيه ذِكرٌ لِمارِية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَاْ .
وأخرجه الحاكم في (المُستدرَكِ) 2/493 وصَحَّحَهُ على شَرطِ مُسلمٍ . ووافقَهُ الذّهبيّ .
• وقال الحافظُ في (الفَتحِ) : ( وَوَقَعَ فِي رِوَايَة : يَزِيد بْن رُومَان ، عَنْ عَائِشَة عِنْد اِبْن مَرْدَوَيْهِ مَا يَجْمَع الْقَوْلَيْنِ [ في سَبَبَي النّزولِ ] وَفِيهِ : ( أَنَّ حَفْصَة أُهْدِيَتْ لَهَا عُكَّة فِيهَا عَسَل , وَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا حَبَسَتْهُ حَتَّى تُلْعِقهُ أَوْ تَسْقِيه مِنْهَا , فَقَالَتْ عَائِشَة لِجَارِيَةٍ عِنْدهَا حَبَشِيَّة يُقَال لَهَا خَضْرَاء : ( إِذَا دَخَلَ عَلَى حَفْصَة فَانْظُرِي مَا يَصْنَع ) فَأَخْبَرَتْهَا الْجَارِيَة بِشَأْنِ الْعَسَل , فَأَرْسَلَتْ إِلَى صَوَاحِبهَا فَقَالَتْ : ( إِذَا دَخَلَ عَلَيْكُنَّ فَقُلْنَ : إِنَّا نَجْد مِنْك رِيح مَغَافِير ) , فَقَالَ : « هُوَ عَسَل , وَاللَّه لا أَطْعَمَهُ أَبَدًا » . فَلَمَّا كَانَ يَوْم حَفْصَة اِسْتَأْذَنَتْهُ أَنْ تَأْتِي أَبَاهَا ، فَأَذِنَ لَهَا فَذَهَبَتْ فَأَرْسَلَ إِلَى جَارِيَته مَارِيَة فَأَدْخَلَهَا بَيْت حَفْصَة , قَالَتْ حَفْصَة : ( فَرَجَعْت فَوَجَدْت الْبَاب مُغْلَقًا فَخَرَجَ وَوَجْهه يَقْطُر وَحَفْصَة تَبْكِي فَعَاتَبَتْهُ فَقَالَ : « أُشْهِدك أَنَّهَا عَلَيَّ حَرَام , اُنْظُرِي لا تُخْبِرِي بِهَذَا اِمْرَأَة وَهِيَ عِنْدك أَمَانَة » . فَلَمَّا خَرَجَ قَرَعَتْ حَفْصَة الْجِدَار الَّذِي بَيْنهَا وَبَيْن عَائِشَة فَقَالَتْ : ( أَلا أُبَشِّرك ؟ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ حَرَّمَ أَمَته ) فَنَزَلَتْ ) ? .
وَعِنْد اِبْن سَعْد مِنْ طَرِيق : شُعْبَة مَوْلَى اِبْن عَبَّاس عَنْهُ : ( خَرَجَتْ حَفْصَة مِنْ بَيْتهَا يَوْم عَائِشَة فَدَخَلَ رَسُول اللَّه بِجَارِيَتِهِ الْقِبْطِيَّة بَيْت حَفْصَة ، فَجَاءَتْ فَرَقَبَته حَتَّى خَرَجَتْ الْجَارِيَة فَقَالَتْ لَهُ : ( أَمَا إِنِّي قَدْ رَأَيْت مَا صَنَعْت ) قَالَ : « فَاكْتُمِي عَلَيَّ وَهِيَ حَرَام » فَانْطَلَقَتْ حَفْصَة إِلَى عَائِشَة فَأَخْبَرَتْهَا , فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَة : ( أَمَّا يَوْمِي فَتَعْرِض فِيهِ بِالْقِبْطِيَّةِ وَيَسْلَم لِنِسَائِك سَائِر أَيَّامهنَّ ) فَنَزَلَتْ الآيَة ) ? .
• وقال الحافظُ في (الفَتحِ) : ( وَفِيهِ قَوْل آخَر [ أي قولٌ ثالِثٌ ] : أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث جَابِر قَالَ : ( جَاءَ أَبُو بَكْر وَالنَّاس جُلُوس بِبَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُؤْذَن لأَحَدٍ مِنْهُمْ ، فَأُذِنَ لأَبِي بَكْر فَدَخَلَ . ثُمَّ جَاءَ عُمَر فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ ، فَوَجَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَحَوْله نِسَاؤُهُ - فَذَكَرَ الْحَدِيث وَفِيهِ - : « هُنَّ حَوْلِي كَمَا تَرَى يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَة » فَقَامَ أَبُو بَكْر إِلَى عَائِشَة ، وَقَامَ عُمَر إِلَى حَفْصَة , ثُمَّ اِعْتَزَلَهُنَّ شَهْرًا ) ? فَذَكَرَ نُزُول آيَة التَّخْيِير .
وَيَحْتَمِل : أَنْ يَكُون مَجْمُوع هَذِهِ الأَشْيَاء كَانَ سَبَبًا لاعْتِزَالِهِنَّ . وَهَذَا هُوَ اللائِق بِمَكَارِمِ أَخْلاقه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَعَة صَدْره وَكَثْرَة صَفْحه , وَأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَقَع مِنْهُ حَتَّى تَكَرَّرَ مُوجِبه مِنْهُنَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُنَّ ) ? .
قال الحافظُ ابن حجرٍ في (الفَتحِ) (رَقْم : 5191) : ( وَالرَّاجِح مِنْ الأَقْوَال كُلّهَا : قِصَّة مَارِيَة لاخْتِصَاصِ عَائِشَة وَحَفْصَة بِهَا ، بِخِلافِ (الْعَسَل) فَإِنَّهُ اِجْتَمَعَ فِيهِ جَمَاعَة مِنْهُنَّ .
وَيَحْتَمِل : أَنْ تَكُون الأَسْبَاب جَمِيعهَا اِجْتَمَعَتْ فَأُشِيرَ إِلَى أَهَمّهَا . وَيُؤَيِّدهُ : شُمُول الْحَلِف لِلْجَمِيعِ ، وَلَوْ كَانَ مَثَلا فِي قِصَّة مَارِيَة فَقَطْ لاخْتَصَّ بِحَفْصَةَ وَعَائِشَة ) ? .
(63) سُورَةُ البقرةِ : 88 .
(64) سُوْرَةُ النِّساءِ : 155 .
(65) اُنْظُرْ : (تَفسير القُرطُبي) 6/11 و(زاد المسير) لابن الجوزي 1/86.
(66) غُلْف : جمعُ أَغلَفِ ؛ وهو الشّديد الغلاف ، مُشتقّ من (غَلَّفَهُ) إذا جعل له غِلافاً ، وهو الوِعاء الحافظ للشيءِ . (التحرير والتنوير) 1/582 .
(67) اُنْظُرْ : (الوجيز في الأدواتِ النَّحويَّة) (صَفْحَة : 67-68) .
(68) سُوْرَةُ فُصِّلَت : 5 .
(69) سُوْرَةُ فُصِّلَتْ : 9 .
(70) سُوْرَةُ الحجِّ : 46 .
(71) سُوْرَةُ الشُّورَى : 24 .
(72) سُوْرَةُ الأنعامِ : 46 .
(73) سُوْرَةُ النَّحلِ : 108 .
(74) سُوْرَةُ الحُجُراتِ : 3 .
(75) سُوْرَةُ الحُجُراتِ : 7 .
(76) أَخْرَجَهُ البُخارِيُّ (رَقْم : 52 و2051) ومُسلِمٌ (رَقْم : 1599) * وقد تَقدَّم * .
(77) أخْرَجَهُ : التِّرمذيّ (رَقْم : 2140) وابن ماجة (رَقْم : 3834) وأحمد 3/112 و257 وابنُ أبي شَيبة 10/209 [ 10/21-22 (رَقْم : 29685) ] 11/36 [ 10/308-309 (رَقْم : 30922) ] والحاكم 1/526 والبَغَوي في (شَرح السنة) (رَقْم : 88) وأبو نُعيم في (الحلية) 8/122 .
حَسَّنهُ التِّرمذي ، وصَحَّحهُ الحاكم ووافقه الذّهبي والألبانِيّ في (السِّلسِلة الصحيحة) 5/126 (رَقْم : 2091) .
(78) أخْرَجَهُ : مُسلِم (رَقْم : 2654) بِغير هذا اللفظِ مِنْ حَديثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : « أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ . اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ » .
(79) اُنْظُرْ : (نَثر الورودِ على مراقي السّعودِ) للمؤَلِّف 2/567-568 .
(80) في الأصل : (العقل) .
(81) اُنْظُرْ : (الْمُحَلَّى) لابن حَزم 4/443 * وانظُر التَّتِمَّةَ * .
(82) سُورَةُ المائدةِ : 82 .
(83) اُنْظُرْ مَذاهبُ العُلماء في (الواوِ العاطِفَة) : (القَواعدُ) لِعلِي بنِ محمدِ البَعلِي المَعروفُ بِـ(ابنِ اللَّحَّامِ) 1/427-438 وبَعضِ فُروع القاعدة 1/438-448 (زِينَةَ العَرائِسِ مِنَ الطُّرَفِ والنَّفائِسِ في تَخريجِ الفُروعِ الفِقهِيَّةِ على القَواعِدِ النَّحْوِيَّة) ليُوسُف بن حَسَن بِن عبد الهادِي المَعروف بِـ(ابنِ الْمِبْرَدِ) (صَفْحَة : 281-282) (المَحصول) للرَّازِي 1/363 و(البَحر الْمُحيط) للزَّركَشي 2/253 والتَّمهيد لِلأَسنَوي (صَفْحَة : 203) .
(84) سُورَةُ البيِّنةِ : 1 .
(85) سُورَةُ البيِّنةِ : 6 .
(86) سُورَةُ البقرةِ : 105 .
(87) سُورَةُ آل عِمرانَ : 186 .
(88) سُوْرَةُ التَّوبَةِ : 28 .
(89) سُوْرَةُ التَّوبَةِ : 30 .
(90) سُورَةُ التوبة:31 .
(91) سُورَةُ التوبة:31 .
(92) سُوْرَةُ التَّوبَةِ : 28 .
(93) اُنْظُرْ : (الفُروع) وحاشِية ابن قُندُس 10/342-344 و(الشَّرح الكَبير معَ الإِنصافِ) 10/469 و(موسوعة الفِقه الكُويتيّة) 35/23-24 (كُفْر) و(البَيانُ في مَذهَبِ الشَّافعي) للعُمرانِيّ 12/294-296 .
(94) كَلمتانِ غَير مَقروئَتَين كُتِبَت بِخطٍ دقيقٍ فوق كلمة (لا يَجوزُ) ؛ ولَعلَّ منها (دُخولُ) .
(95) اُنْظُرْ : (نَثر الورودِ على مراقِي السُّعودِ) لِلمؤَلِّفِ 2/473-474 .
(96) سُورَةُ التّوبة : 28 .
(97) قَال العَلاَّمةُ ابنُ الجَوزِيّ في تَفسيرِِ 1/102-103 : ( قوله تعالى : ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَس?جِدَ ?للَّهِ ? اختلفوا فيمن نزلت على قولين :
أحدهما : أنها نزلت في الروم ، كانوا ظاهروا بختنصر على خراب بيت المقدس من أجل أن بني إسرائيل قتلوا يحيى بن زكريا ، فخرَّب وطرحت الجيف فيه . قاله ابن عباس في آخرين .
والثاني : أنها في المشركين الذين حالوا بين رسول الله ( وبين مكة يوم الحديبية . قاله ابن زيد .
وفي المراد بخرابها قولان : أحدهما : أنه نقضها . والثاني : منعُ ذكرِ الله فيها ) ? .
(98) سُورَةُ البقرةِ : 114 .
(99) اُنْظُرْ : تَفسير القُرطبيّ 2/76 (البَقَرة : 114) .
(100) اُنْظُرْ : تَفسير القُرطبيّ 2/75 (البَقَرة : 114) .
(101) لم يَظهَر مِنها إلاَّ بَعض الحروف (النَّصَ) .
(102) بياضٌ بِمقدارِ كلمةٌ ، والكلامُ مُستقيمٌ بدونِها .
(103) سُورَةُ الإسراء : 7 .
(104) لم يَظهر مِنها إلاَّ حَرفان (معـ) .
(105) كلمةٌ لم تَظهر في التَّصويرِ .
(106) سُورَةُ الفتح : 25 .
(107) كلمةٌ لم تَظهر في التَّصويرِ .
(108) سُورَةُ الحجِّ : 25 .
(109) سُورَةُ المائدة : 2 .
(110) سُورَةُ البقرة : 217 .
(111) سُورَةُ التَّوبة : 18 .
(112) لم يَظهر من هذه الكلمة إلا طرفها .
(113) سُورَةُ التَّوبة : 28 .
(114) أَخرج البُخاري (رَقْم : 462) ومُسلم (رَقْم : 1764) والنّسائي (رَقْم : 712) وأبو داود (رَقْم : 2679) وأحمد (رَقْم : 9523) 2/246-247 من حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ( بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : « أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ » فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ) .
(115) لم يَظهر في الأَصلِ منها إلا حرفاً واحد .
(116) حديثُ وَفدِ ثَقيفٍ : أخْرَجَهُ : أبو داود (رَقْم : 3026) وأحمد (رَقْم : 17913) .
(117) كَلمتان لم أستطع قراءتهما في الأَصلِ ؛ وأظنّها : (أَعطَوا الجِزيَةَ) .
(118) أخرجَ البُخاري (رَقْم : 4380) ومُسلم (رَقْم : 2420) والتِّرمِذي (رَقْم : 3796) وابن ماجة (رَقْم : 135) وأحمد (رَقْم : 22461) من حديثِ حُذَيْفَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ( جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدَانِ أَنْ يُلاعِنَاهُ . قَالَ : فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : لا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلاعَنَّا لا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا . قَالا : إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلاً أَمِينًا وَلا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلا أَمِينًا . فَقَالَ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلاً أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ » فَاسْتَشْرَفَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ » . فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ » ) .
(119) سُورَةُ البقرةِ : 114 .
(120) سُورَةُ التَّوبة : 28 .
(121) سُورَةُ التَّوبةِ : 7 .
(122) سُورَةُ الإسراءِ : 1 .
(123) سُورَةُ المائدةِ : 95 .
(124) سُورَةُ البقرةِ : 217 .
(125) في الأصل : (الرّيحاني) .
(126) لم أستَطع قِراءَتها ؛ وهي على هذا الرَّسمِ (سنظيرة) .
التوحيد الخالص
2012-04-26, 15:16
.................
عبد الله-1
2012-04-26, 22:45
قال تعالى في سورة الحج:
فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُوَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ
فدل ذلك على ان العقل في الصدر أي القلب.
التوحيد الخالص
2012-04-26, 22:59
بارك الله فيك
MERIEM SETIF-2-
2012-04-26, 23:13
Baraka allaho fikom
التوحيد الخالص
2012-04-26, 23:14
وفيك بارك الله
المفكر المشاكس
2012-04-28, 10:59
المهم ان تفكر به وتستخدمه جيدا..
massil707
2012-04-28, 12:06
كلام غيرعلمي على الإطلاق . كل الدراسات تؤكد ان الدماغ هو المسؤول عن التفكير , الأنفعالات , الذاكرة , الذكاء و غيرها من الوظائف العقلية . القلب من الناحية الطبية ليس إلا مضخة للدم . المقال أعلاه يتجاهل صريح العلم و يتتبع قصص و أوهام متناقضة اصلا . و لو كام محل العقل القلب فهل صاحب القلب الإصطناعي لا عقل له ؟؟
التوحيد الخالص
2012-04-28, 18:33
كل الدراسلات تقول ان العقل في الراس والله يقول في القلب والله المستعان وخذ من ايها شئت ودن الله به يوم القيامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبني السؤال جدا ؟؟؟؟؟
و ما يحيرني هو عملية زرع القلب لماذا لا تؤثر في عقلية الإنسان ؟؟؟
و الأعجب من هذا هو هؤلاء الناس الذين يملكون مضخات آلية في صدورهم
ثم لماذا نشعر بالدواار عند كثرة التفكير دون الشعور بألم في القلب ؟؟؟
يفقد الذاكرة المصابون بالأورام في الرأس دون ضعاف القلوب ... كيف تفسر ذلك ؟؟؟
هل بنية العقل البشري تشبه التي تملكها الحواسيب أقصد وجود ذاكرة ومعالج كل على حدى ؟؟؟
الإجابة على هذه الأسئلة قد تزيل اللبس
جزاكم الله خيرا
التوحيد الخالص
2012-04-28, 19:56
أين هو العقل ؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه رسالة مختصرة جمعتها وانتقيتها من الشبكة ومن كلام أهل العلم (مع حرصي على الاختصار وعدم الإطالة على القارئ الكريم)
وخلاصتها التأكيد على أن العقل هو في القلب شرعا وطبا وله علاقة واتصال وتعامل عجيب مع العقل الذي في الرأس
راجيا من الله أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
أبو أسامة سمير الجزائري
منزلة العقل في الإسلام:
إن الإسلام كرم العقل أيما تكريم، كرمه حين جعله مناط التكليف عند الإنسان، والذي به فضله الله على كثير ممن خلق تفضيلا، وكرمه حين وجهه إلى النظر والتفكير في النفس، والكون، والآفاق: اتعاظاً واعتباراً، وتسخيراً لنعم الله واستفادة منها، وكرمه حين وجهه إلى الإمساك من الولوج فيما لايحسنه، ولايهتدي فيه إلى سبيل ما، رحمة به وإبقاء على قوته وجهده. وتفصيل هذه الجمل في الآتي:
1. خص الله أصحاب العقول بالمعرفة لمقاصد العبادة، والوقوف على بعض حكم التشريع، فقال سبحانه بعد أن ذكر جملة أحكام الحج {واتقون يا أولي الألباب }
[البقرة: 197].
وقال عقب ذكر أحكام القصاص: {ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب }
[البقرة: 179].
2. قصر سبحانه وتعالى الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول، فقال عز وجل: {ومايذكر إلا أولوا الألباب } [البقرة: 269].
وقال عز وجل: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } [يوسف: 111].
وقال
عز وجل: {ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون } [العنكبوت: 35].
3. ذكر الله أصحاب العقول، وجمع لهم النظر في ملكوته، والتفكير في آلائه، مع دوام ذكره ومراقبته وعبادته، قال تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض } إلى قـوله عـز وجل: {إنك لاتخلف الميعاد }
[آل عمران: 190-194].
وهذا بخلاف ما عليه أصحاب المذاهب الضالة في العقل، فمنهم من اعتمد العقل طريقاً إلى الحق واليقين، مع إعراضه عن الوحي بالكلية كما هو حال الفلاسفة، أو إسقاط حكم الوحي عند التعارض -المفترَى - كما هو حال المتكلمين، ومنهم من جعل الحق والصواب فيما تشرق به نفسه، و تفيض به روحه، وإن خالف هذا النتاج أحكام العقل الصريحة، أو نصوص الوحي الصحيحة، كما هو حال غلاة الصوفية.
أما أهل العلم والإيمان فينظرون في ملكوت خالقهم، نظراً يستحضر عندهم قوة التذكر والاتعاظ، وصدق التوجه إلى الخالق البارئ سبحانه، من غير أن يخطر ببال أحدهم ثمة تعارض بين خلق الله وبين كلامه، قال عز وجل: {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } [الأعراف: 54].
4. ذم الله عز وجل المقلدين لآبائهم، وذلك حين ألغوا عقولهم وتنكروا لأحكامها رضاً بما كان يصنع الآباء والأجداد، قال عز وجل: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنآ أو لو كان آباؤهم لايعقلون شيئاً ولايهتدون ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون } [البقرة: 170-171].
5. حرم الإسلام الاعتداء على العقل بحيث يعطله عن إدراك منافعه.
- فمثلاً: حرم على المسلم شراب المسكر والمفتر وكل ما يخامر العقل ويفسده، قال عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } [المائدة: 90].
6. وجعل الإسلام الدية كاملة في الاعتداء على العقل وتضييع منفعته بضرب ونحوه، قال عبدالله بن الإمام أحمد: "سمعت أبي يقول: في العقل دية، يعني إذا ضرب فذهب عقله " قال ابن قدامة: "لانعلم في هذا خلافاً ".
7. شدد الإسلام في النهي عن تعاطي ماتنكره العقول وتنفر منه، كالتطير والتشاؤم بشهر صَفَر ونحوه، واعتقاد التأثير في العدوى والأنواء وغيرها، وكذا حرم إتيان الكهان وغيرهم من أدعياء علم الغيب، وحرم تعليق التمائم وغيرها من الحروز.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لاعدوى ولاطيرة ) رواه البخاري.
الطيرة: التشاؤم بالشيء.
وفي رواية عن جابر رضي الله عنه: (لاعدوى ولاغول ولاصفر ) رواه مسلم.
غول: جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس، وتضلهم عن الطريق، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ زَادَ مَا زَاد ) رواه أبوداود وابن ماجه، وصححه الحافظ العراقي، والنووي.
والمراد: النهي عن اعتقاد أن للنجوم ـ في سيرها واجتماعها وتفرقها ـ تأثيراً على الحوادث الأرضية، وهو ما يسمى بعلم التأثير، أما علم التسيير وهو الاستدلال ـ عن طريق المشاهدة ـ بسير النجوم على جهة القبلة ونحو ذلك فلا شيء فيه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) رواه مسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ . قَالَتْ: قُلْتُ لِمَ تَقُولُ هَذَا، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي، فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ، كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ، فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) رواه أبوداود، وصححه السيوطي والألباني.
التولة: ضرب من السحر يحبب المرأة إلى زوجها، جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يفعل خلاف ما قدر الله.
هذا مع أمر الشارع العبد أن يأخذ بالأسباب ويتوكل على خالق الأسباب، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان ) رواه مسلم.
لكن أين هو العقل ؟!
هذه المسألة أشكلت على كثير من النظّار الذين ينظرون إلى الأمور نظرة مادية لا يرجعون فيها إلى قول الله عز وجل وقول رسوله صلى الله عليه وسلم .
وإلا فالحقيقة أن الأمر فيها واضح أن العقل في القلب وأن القلب في الصدر , أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها (بهذه القلوب) فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور , ولم يقل القلوب التي في الأدمغة قال القلوب التي في الصدور .فالأمر فيها واضح جدا , أن العقل يكون في القلب .
ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .
فما بالك بأمر شهد به كتاب الله , والله تعالى هو الخالق العالم بكل شيء وشهدت به سنة رسوله صلى الله عليه وسلم , إن الواجب علينا إزاء ذلك أن نطرح كل قول يخالفه كتاب الله وسنة رسوله وأن نجعله تحت أقدامنا وأن لا نرفع به رأسا.
إذا القلب هو محل العقل ولا شك , ولكن الدماغ محل التصوير يتصور الأشياء ,ثم إذا تصورها وجهزها بعث بها إلى القلب ثم القلب يأمر أو ينهى .
وهذا ليس بغريب (وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) .
في هذا الجسم أشياء غريبة تحار فيها العقول , ليس غريبا أن الله سبحانه وتعالى يجعل التصور في الرأس فيتصور الدماغ وينظم الأشياء حتى إذا لم يبق إلا الأوامر أرسلها للقلب ثم القلب يحرك يأمر أو ينهى , لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا صلحت صلح الجسد ), فلولا أن الأمر للقلب ما كان إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله .
إذا فالقلوب هي محل العقل والتدبير للشخص .
ولكن لا شك أن لها اتصال بالدماغ , ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير وفسد العقل فهذا مرتبط بهذا .
لكن العقل المدبر في القلب والقلب في الصدر (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
(شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين .
الشريط العاشر الجزء الأول .)
وهذا بحث طبي علمي عن القلب !
نقدم في هذا البحث العلمي رؤية جديدة للقلب البشري، فعلى مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل. ولكن ومع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة القلب والقلب الاصطناعي وتزايد هذه العمليات بشكل كبير، بدأ بعض الباحثين يلاحظون ظاهرة غريبة ومحيرة لم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن!
إنها ظاهرة تغير الحالة النفسية للمريض بعد عملية زرع القلب، وهذه التغيرات النفسية عميقة لدرجة أن المريض بعد أن يتم استبدال قلبه بقلب طبيعي أو قلب صناعي، تحدث لديه تغيرات نفسية عميقة، بل إن التغيرات تحدث أحياناً في معتقداته، وما يحبه ويكرهه، بل وتؤثر على إيمانه أيضاً!!
ومن هنا بدأتُ بجمع معظم التجارب والأبحاث والمشاهدات والحقائق حول هذا الموضوع، ووجدتُ بأن كل ما يكشفه العلماء حول القلب قد تحدث عنه القرآن الكريم بشكل مفصّل! وهذا يثبت السبق القرآني في علم القلب، ويشهد على عظمة ودقة القرآن الكريم، وأنه كتاب رب العالمين.
هناك بعض الباحثين يعتقدون أن القلب مجرد مضخة وأنه لا يوجد أي أثر لتغيير قلب المريض، بل قد تحدث تغيرات نفسية طفيفة بسبب تأثير العملية. كما يعتقد البعض أن القلب المذكور في القرآن هو القلب المعنوي غير المرئي مثله مثل النفس والروح. فما هي حقيقة الأمر؟
والحقيقة أننا لو تتبعنا أقوال أطباء الغرب الذين برعوا في هذا المجال، أي مجال علم القلب، نرى بأن عدداً منهم يعترف بأنهم لم يدرسوا القلب من الناحية النفسية، ولم يعطَ هذا الجزء الهام حقه من الدراسة بعد.
يُخلق القلب قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان. ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم لاحظوا شيئاً غريباً وذلك أثناء عمليات زرع القلب، عندما يضعون القلب الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر الدماغ حتى يعطيه الأمر بالنبض.
وهذا يشير إلى استقلال عمل القلب عن الدماغ، بل إن بعض الباحثين اليوم يعتقد أن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، بل إن كل خلية من خلايا القلب لها ذاكرة! ويقول الدكتور Schwartz إن تاريخنا مكتوب في كل خلية من خلايا جسدنا.
علاقة الدماغ بالقلب
هل الدماغ يتحكم بعمل القلب كما يقول العلماء، أم أن العكس هو الصحيح؟ ينبغي عليك أخي القارئ أن تعلم أن علم الطب لا يزال متخلفاً!! وهذا باعتراف علماء الغرب أنفسهم، فهم يجهلون تماماً العمليات الدقيقة التي تحدث في الدماغ، يجهلون كيف يتذكر الإنسان الأشياء، ويجهلون لماذا ينام الإنسان، ولماذا ينبض القلب، وما الذي يجعل هذا القلب ينبض، وأشياء كثيرة يجهلونها، فهم ينشرون في أبحاثهم ما يشاهدونه فقط، ليس لديهم أي قاعدة مطلقة، بل كل شيء لديهم بالتجربة والمشاهدة والحواس.
ولكننا نحن المسلمون لدينا حقائق مطلقة هي الحقائق التي حدثنا عنها القرآن الكريم قبل 14 قرناً عندما أكد في كثير من آياته على أن القلب هو مركز العاطفة والتفكير والعقل والذاكرة. ومنذ ثلاثين عاماً فقط بدأ بعض الباحثين بملاحظة علاقة بين القلب والدماغ، ولاحظوا أيضاً أن للقلب دور في فهم العالم من حولنا، وبدأت القصة عندما لاحظوا علاقة قوية بين ما يفهمه ويشعر به الإنسان، وبين معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس في الرئتين. ومن هنا بدأ بعض الباحثين يدرسون العلاقة بين القلب والدماغ. ووجدوا بأن القلب يؤثر على النشاط الكهربائي للدماغ.
العلماء لم يثبتوا أن القلب ليس له علاقة بالعواطف بل لا يستطيع أحد أن يثبت ذلك، لأنهم لم يستطيعوا كشف جميع أسرار القلب، ولذلك عندما نقول إن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، فهذا الكلام منطقي ولا يوجد ما ينافيه علمياً، والأهم من ذلك أنه يتفق مع القرآن.
الشيء الثابت علمياً أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب، وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وتناغم عجيب ولو حدث أي خلل في هذا التناغم ظهرت الاضطرابات على الفور.
ويقول الدكتور Armour إن للقلب نظاماً خاصاً به في معالجة المعلومات القادمة إليه من مختلف أنحاء الجسم، ولذلك فإن نجاح زرع القلب يعتمد على النظام العصبي للقلب المزروع وقدرته على التأقلم مع المريض.
مشاهد مثيرة!
تقول المعالجة النفسية Linda Marks بعد عملها لمدة عشرين عاماً في مركز القلب: كان الناس يواجهونني بسؤال: ماذا تعملين في هذا المركز وأنت تعلمين أن القلب مجرد مضخة للدم ليس له علاقة بالحالة النفسية للإنسان؟ وكنتُ أجيب بأنني أحس بالتغيير الذي يحصل في نفسية المريض قبل وبعد عملية زرع القلب، وأحس بتغير عاطفته، ولكن ليس لدي الدليل العلمي إلا ما أراه أمامي.
البرفسور Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها أيضاً. وبالتالي فإن الذاكرة ليست فقط في الدماغ بل قد يكون القلب محركاً لها ومشرفاً عليها. قام الدكتور غاري ببحث ضم أكثر من 300 حالة زراعة قلب، ووجد بأن جميعها قد حدث لها تغيرات نفسية جذرية بعد العملية.
يقول الدكتور Schwartz قمنا بزرع قلب لطفل من طفل آخر أمه طبيبة وقد توفي وقررت أمه التبرع بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم: "إنني أحس دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل (الذي يحمل قلب ولدها) أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي"!
والذي أكد هذا الإحساس أن هذا الطفل بدأ يظهر عليه خلل في الجهة اليسرى، وبعد ذلك تبين أن الطفل المتوفى صاحب القلب الأصلي كان يعاني من خلل في الجانب الأيسر من الدماغ يعيق حركته، وبعد أن تم زرع هذا القلب تبين بعد فترة أن الدماغ بدأ يصيبه خلل في الجانب الأيسر تماماً كحالة الطفل الميت صاحب القلب الأصلي.
ما هو تفسير ذلك؟ ببساطة نقول إن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ، والخلل الذي أصاب دماغ الطفل المتوفى كان سببه القلب، وبعد زرع هذا القلب لطفل آخر، بدأ القلب يمارس نشاطه على الدماغ وطوَّر هذا الخلل في دماغ ذلك الطفل.
تقول الدكتورة ليندا: من الحالات المثيرة أيضاً أنه تم زرع قلب لفتاة كانت تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم بصدرها فتشكو لطبيبها هذه الحالة فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن تبين فيما بعد أن صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها وأن آخر كلمات نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها.
مئات ومئات الحالات التي حدثت لها تغيرات عميقة، فقد غرقت طفلة عمرها ثلاث سنوات في المسبح المنزلي، وتبرع أهلها بقلبها ليتم زراعته لطفل عمره تسع سنوات، الغريب أن هذا الطفل أصبح خائفاً جداً من الماء، بل ويقول لوالديه لا ترموني في الماء!!
إنها آية عظيمة...
كلما وقفتُ أمامها تملكتني الدهشة وأصابتني الحيرة... إنها آية تخشع القلوب لسماعها، وتقشعر الجلود لدى تلاوتها... هي الآية التي توعد الله فيها أولئك الملحدين والمشككين والمستهزئين، عندما قال: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف: 179]. إنها بالفعل آية يقف المؤمن أمامها خاشعاً متأملاً، فكيف يمكن أن يكون للإنسان عين لا يبصر بها، وكيف يمكن أن يكون له أذن لا يسمع بها، والأعجب من ذلك ما هي علاقة القلب بالفهم والتفقه؟
القلوب هي محور هذا البحث، فالملحد يمتلك قلباً سليماً كما تظهره الأجهزة الطبية، ولكنه حقيقة لا يفقه شيئاً من كلام خالقه ورازقه، ولذلك فإن نهايته ستكون في جهنم، مع سادته من الشياطين الذين اتخذهم أولياء من دون الله.
قصة جديدة تثبت أن القلب هو مركز الإلحاد أو الإيمان!!
قبل أيام من تاريخ كتابة هذه المقالة (10/4/2008) نشرت جريدة ديلي ميل قصة مذهلة تؤكد بشكل كبير أن القلب له دور حاسم في الإيمان والكفر والمشاعر والإدراك أيضاً. فقد تزوجت امرأة من شاب وبعد سنوات من زواجه وبسبب إلحاده أراد أن يتخلص من حياته فانتحر بمسدس في رأسه فمات.
ولكن قلبه بقي يعمل فقام الأطباء باستئصاله وهو بحالة جيدة وتمت زراعته لمريض مؤمن يحب فعل الخير جداً، هذا المريض لديه فشل في القلب وبحاجة لقلب جديد وتم له ذلك، وفرح وشكر أهل الشاب المنتحر صاحب القلب الأصلي وبدأ حياة جديدة.
وجاءت المصادفة ليلتقي بزوجة الشاب المنتحر (أرملته) فأحس على الفور أنه يعرفها منذ زمن،فالشيء الذي أحس به هذا الرجل تجاه زوجة صاحب القلب الأصلي، يؤكد أن القلب لا يزال يحتفظ بمشاعره وأحاسيسه وذكرياته مع هذه المرأة! ولكن هذا الأمر لم يلفت انتباه أحد حتى الآن.
إن الزوج الجديد لم يعد مؤمناً كما كان من قبل، بدأت ملامح الإلحاد تظهر ولكنه يحاول إخفاءها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وبدأ هذا القلب يعذبه، فلم يعد يحتمل الحياة فانتحر بالطريقة ذاتها التي انتحر بها الشاب صاحب القلب الأصلي، وذلك أنه أطلق رصاصة على رأسه فمات على الفور!!!
وهذا ما أذهل الناس من حوله، فكيف يمكن لإنسان مؤمن يحب فعل الخير، كان سعيداً ومسروراً بأنه يساعد الناس والجميع يحبه، كيف انقلب إلى اليأس والإلحاد ولم يجد أمامه سوى الانتحار، التفسير بسيط جداً، وهو أن مركز التفكير والإدراك في القلب وليس في الدماغ. ولو كان القلب مجرد مضخة، لم يحدث مع هذا الرجل ما حدث، فقد أحب المرأة ذاتها، وانتحر بالطريقة ذاتها!
السبق القرآني في علم القلب
إن المشاهدات والتجارب التي رأيناها في هذا البحث تثبت لنا عدة نتائج في علم القلب يمكن أن نلخصها في نقاط محددة، وكيف أن القرآن حدثنا عنها بدقة تامة:
1- يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. وهذه الآية حدّدت لنا مكان القلب لكي لا يظن أحد أن القلب موجود في الرأس وهو الدماغ، أو أن هناك قلباً غير القلب الذي ينبض في صدرنا، وهذه أقوال لا تعتمد على برهان علمي.
2- يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179]. أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم.
3- معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان والمشاعر والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب اليهود: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74]. فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين، ولذلك قال عن الكافرين: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. ثم قال في المقابل عن المؤمنين: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) بالزمر: 23].
4- يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحداث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].
5- يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في عملية السمع، بل إن الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع، وهذا ما رأيته بنفسي عندما كان في أحد المشافي رجل لم يكن يصلي وكان يفطر في رمضان ولم يكن يسمع نداء الحق، وقد أصابه احتشاء بسيط في عضلة القلب ثم تطور هذا الخلل حتى فقد سمعه تماماً ثم مات مباشرة بعد ذلك، وكانت آخر كلمة نطقها "إنني لا أسمع شيئاً"، ولذلك ربط القرآن بين القلب وبين السمع فقال: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100].
6- يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93].
7- رأينا ذلك الرجل صاحب القلب الصناعي كيف فقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة، وهذا يعطينا مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41].
9- بينت أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب، وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف، لم يعد يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) [الحشر: 2].
انتهى البحث والحمد لله رب العالمين.
جمع وترتيب
أبي أسامة سمير الجزائري
5 شوال 1432
http://www.sahab.net/forums/public/style_extra/mime_types/unknown.gif (http://www.sahab.net/forums/index.php?app=core&module=attach§ion=attach&attach_id=203) أين العقل.doc (http://www.sahab.net/forums/index.php?app=core&module=attach§ion=attach&attach_id=203) 69.5كيلو 150 عدد مرات التحميل
massil707
2012-04-28, 22:05
أين هو العقل ؟!
السبق القرآني في علم القلب
إن المشاهدات والتجارب التي رأيناها في هذا البحث تثبت لنا عدة نتائج في علم القلب يمكن أن نلخصها في نقاط محددة، وكيف أن القرآن حدثنا عنها بدقة تامة:
1- يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. وهذه الآية حدّدت لنا مكان القلب لكي لا يظن أحد أن القلب موجود في الرأس وهو الدماغ، أو أن هناك قلباً غير القلب الذي ينبض في صدرنا، وهذه أقوال لا تعتمد على برهان علمي.
2- يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179]. أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم.
3- معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان والمشاعر والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب اليهود: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74]. فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين، ولذلك قال عن الكافرين: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. ثم قال في المقابل عن المؤمنين: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) بالزمر: 23].
4- يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحداث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].
5- يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في عملية السمع، بل إن الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع، وهذا ما رأيته بنفسي عندما كان في أحد المشافي رجل لم يكن يصلي وكان يفطر في رمضان ولم يكن يسمع نداء الحق، وقد أصابه احتشاء بسيط في عضلة القلب ثم تطور هذا الخلل حتى فقد سمعه تماماً ثم مات مباشرة بعد ذلك، وكانت آخر كلمة نطقها "إنني لا أسمع شيئاً"، ولذلك ربط القرآن بين القلب وبين السمع فقال: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100].
6- يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93].
7- رأينا ذلك الرجل صاحب القلب الصناعي كيف فقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة، وهذا يعطينا مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41].
9- بينت أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب، وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف، لم يعد يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) [الحشر: 2].
انتهى البحث والحمد لله رب العالمين.
جمع وترتيب
أبي أسامة سمير الجزائري
5 شوال 1432
http://www.sahab.net/forums/public/style_extra/mime_types/unknown.gif (http://www.sahab.net/forums/index.php?app=core&module=attach§ion=attach&attach_id=203) أين العقل.doc (http://www.sahab.net/forums/index.php?app=core&module=attach§ion=attach&attach_id=203) 69.5كيلو 150 عدد مرات التحميل
كذب و تدليس .
دماغ في القلب يتألف من 40.000 خلية . من اين لك بهذا ؟؟؟
ذاكرة و فهم و إدراك . ما هي المصادر العلمية التي تتحدث عن هذا ؟؟؟
كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما يسمع ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصدقك القول أن إعادتك للرد جعلتني أتمحص في بعض أجزائه جيدا و إليك صياغة أخرى لأسئلتي :
أولا :
إقتباس : إذا القلب هو محل العقل ولا شك , ولكن الدماغ محل التصوير يتصور الأشياء ,ثم إذا تصورها وجهزها بعث بها إلى القلب ثم القلب يأمر أو ينهى .
وهذا ليس بغريب (وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) .
إذا كان الدماغ هو محل التصوير فماذا بقي للعقل الذي في القلب ... أم إن حقه في الأمر والنهي يجعل منه عقلا ... علينا أن نتفق على تعريف العقل أولا
ثانيا :
إقتباس : إن الزوج الجديد لم يعد مؤمناً كما كان من قبل، بدأت ملامح الإلحاد تظهر ولكنه يحاول إخفاءها - من يحاول إخفائها إذا كان العقل المؤمن قد ذهب مع قلبه الأول أم أن هناك محلا آخر للعقل المؤمن الذي رفض الإلحاد - ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وبدأ هذا القلب يعذبه، فلم يعد يحتمل الحياة فانتحر بالطريقة ذاتها التي انتحر بها الشاب صاحب القلب الأصلي، وذلك أنه أطلق رصاصة على رأسه فمات على الفور!!!
ثالثا :
المشاهدات التي تحدثت عنها الطبيبة تحتاج إلى توثيق فأنا رأيت وثائقيا لزرع قلب لفتاة لم يتحدثوا عن حدوث أي من المضاعفات التي تحدثت عنها
رابعا :
زرع القلب الطبيعي يؤثر على سلوك الشخص جذريا كيف لا و القلب هو محل العقل إذا فمن زرع له قلب سيكتسب رغما عنه إيمانا أو إلحادا من القلب الجديد
ماذا تقول عمن زرعت له مضخة معدنية ؟
جزاكم الله خيرا
إليكم تعريفا للعقل نقلا عن كتاب التعريفات للشريف الجرجاني - نسخ وترتيب وتنسيق شبكة مشكاة الإسلامية - . مع كل التحفظات عما صاغه في تعريفه في السطر الأخير
والذي قبله لأني لم أفهمهما جيدا
*** العقل...جوهر مجرد عن المادة في ذاته، مقارن لها في فعله، وهي النفس الناطقة التي يشير إليها كل أحد بقوله: أنا، وقيل: العقل: جوهر روحاني خلقه الله تعالى متعلقاً ببدن الإنسان، وقيل: العقل: نور في القلب يعرف الحق والباطل، وقيل: العقل: جوهر مجرد عن المادة يتعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف،
وقيل: قوة للنفس الناطقة، وهو صريح بأن القوة العاقلة أمر مغاير للنفس الناطقة، وأن الفاعل في التحقيق هو النفس والعقل آلة لها، بمنزلة السكين بالنسبة إلى القاطع، وقيل: العقل والنفس والذهن، واحد، إلا أنها سميت عقلاً لكونها مدركة، وسميت نفساً لكونها متصرفة، وسميت ذهناً لكونها مستعدة للإدراك. وما يعقل به حقائق الأشياء، قيل: محله الرأس، وقيل: محله القلب. وهو مأخوذ من: عقال البعير، يمنع ذوي العقول من العدول عن سوء السبيل، والصحيح أنه جوهر مجرد يدرك الفانيات بالوسائط والمحسوسات بالمشاهدة.
والعقل المستفاد: هو أن تحضر عنده النظريات التي أدركها بحيث لا تغيب عنه.
والعقل بالفعل: هو أن تصير النظريات مخزونة عند القوة العاقلة بتكرار الاكتساب، بحيث تحصل لها ملكة الاستحضار متى شاءت من غير تجشم كسب جديد، لكنه لا يشاهدها بالفعل. والعقل بالملكة: هو علم بالضروريات، واستعداد النفس بذلك لاكتساب النظريات.
والعقل الهيولاني: هو الاستعداد المحض لإدراك المعقولات، وهي قوة محضة خالية عن الفعل كما للأطفال، وإنما نسب إلى الهيولى لأن النفس في هذه المرتبة تشبه الهيولى الأولى الخالية في حد ذاتها من الصور كلها. إنتهى كلامه***
أما أن تقول أنه في خلايا القلب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فهنا العجب
على كل الله أعلم
جزاكم الله خيرا
التوحيد الخالص
2012-05-01, 09:55
ام لهم قلوب لا يفقهون بها
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته
العقل جوهر مجرد عن المادة في ذاته، ... هل أنت مقتنع بما في هاته الكلمات
إذا كنت مقتنع فقد بينت لك تتمة التعريف الخلاف في موضعه أما خيارك لأحد الموضعين فذاك شأنك وحدك
و إذا لم تكن مقتنع فأجبني أين عقل صاحب المضخة
على كل لك أن تجيب ولك أن تواصل ردودك الخالية من أصول النقاش ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
بينهما ( افلايتدبرون) العقل يستوعبه فياخذ من القلب ماخذ المعروف ان كل حس وعضو في الانسان مربوط بالعقل واشياء اخى تدرك بالفؤاد فتؤثر على القلب والمعروف ان الفؤاد شعور وليس عضو (فاصبح فؤاد امه فارغا) نجتمع في القلب حتى مع الحيوانات ونختلف في العقل وبالفعل حتى ان الاشياء النافعة والاحساس بالخطر وتسبيح الحيوانات يمشيها الحس القلبي
القلب يسير لكن تمر عن العقل للانسان ومشتقة منه (افلا يعقلون) ومن الاشيا التي تدركها الابصار تؤثر على العقل يخلق عاطفة بالقلب بالسلب او الايجاب
لااظنني افقه كثيرا في هذه الامور لكني شرحت الايات على نفسيتك فاعطيتك ماعلى نفسي استغفر الله لااريد ان اكون ممن قيل فيهم لايفقهون الدين الا اماني
التوحيد الخالص
2012-05-02, 08:55
قال عز وجل: {ومايذكر إلا أولوا الألباب } [البقرة: 269].
وقال عز وجل: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } [يوسف: 111].
هل من اجابة اخي التوحيد الخالص والله موضوع اكثر من رائع لى فكرة يحكم القلب في الظلمة والنوم عندما يغيب العقل وعند الاعمى يستعمل الحس ثم يحاول العقل وضع خارطة له هل استطيع ان اقول ان العقل في لبصر واستدل (افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت)
(افلايبصرون) فلينظر الانسان مما خلق) لو كان القلب هو العقل اسف لزيادة معرفتي فقط الذين عندهم علة في القلب يكونون بدرجة متخلف ذهنيا ابو القاس الشابي عنده تضخم قلب مع علمه ارى انا نفسي سليم القلب متخلف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينهما ( افلايتدبرون) العقل يستوعبه فياخذ من القلب ماخذ المعروف ان كل حس وعضو في الانسان مربوط بالعقل واشياء اخى تدرك بالفؤاد فتؤثر على القلب والمعروف ان الفؤاد شعور وليس عضو (فاصبح فؤاد امه فارغا) نجتمع في القلب حتى مع الحيوانات ونختلف في العقل وبالفعل حتى ان الاشياء النافعة والاحساس بالخطر وتسبيح الحيوانات يمشيها الحس القلبي
القلب يسير لكن تمر عن العقل للانسان ومشتقة منه (افلا يعقلون) ومن الاشيا التي تدركها الابصار تؤثر على العقل يخلق عاطفة بالقلب بالسلب او الايجاب
لااظنني افقه كثيرا في هذه الامور لكني شرحت الايات على نفسيتك فاعطيتك ماعلى نفسي استغفر الله لااريد ان اكون ممن قيل فيهم لايفقهون الدين الا اماني
مع أني لم أفهم معظم ما كتبت إلا أن من بين مافهمته من كلامك أن محل الخيارات هو القلب
و أنا أوافقك الرأي من هذا باب : و هو أن كل خياراتنا وإن بنيت على أسس ومسلمات سليمة لا تخلو من كونها مرتدة عن الميول العاطفي من قلوبنا و هنا
يمكنني أن أضرب لك مثالا عله يوضح الفكرة : أبو لهب ألم ير من الآيات ما يثبت نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ و لو ترك الأمر للعقل
لأفضى إلى وحدانية الله و لكن إعماله للعاطفة في غير محلها أو قبل ذلك سبق إرادة الله جعلته من أصحاب النار
ما بنى عليه القلب خياراته مصدره العقل ذاك الجوهر المجرد عن المادة و كونه في الرأس أو في القلب فلا مشكلة في أيهما كان فهو في الأخير مجرد عن
المادة - و هو ما أقتنع به حتى كتابتي لهاته الأسطر
و لكن صاحبنا هذا يقول أنه في الخلايا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هنا العجب
أتمنى المشاركة ممن هم أقدر على توضيح اللبس لنتجاوز الأمر و لنمر إلى إعمال هذه القوة التي أنعم الله بها علينا و تسخيرها في ما يفيدنا في آخرتنا
قبل دنيانا
جزاكم الله خيرا
التوحيد الخالص
2012-05-03, 13:19
الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله
لبيض اعطيني راسك فهمتني جيدا لكن لاننكر انه لحد الان ابهام لدى علماء الطب فصلها القران حتى في ابسط الامور
وقالها التوحيد الخالص وكما قلت نحتاج لااهل الاختصاص لكن تعترف انوا التوحيد الخالص طرح موضوع ولااروع استفادة وتبصر
التوحيد الخالص
2012-05-04, 09:08
انا لم اقل الله هو من قال انه في االقلب وقد كتب العلماء فيه كتبا كالشيخ محمد الامين الشنقيطي
لبيض اعطيني راسك فهمتني جيدا لكن لاننكر انه لحد الان ابهام لدى علماء الطب فصلها القران حتى في ابسط الامور
وقالها التوحيد الخالص وكما قلت نحتاج لااهل الاختصاص لكن تعترف انوا التوحيد الخالص طرح موضوع ولااروع استفادة وتبصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو إعادة قراءة ردودي من إستشهادي بقول الشريف الجرجاني إلى هنا
وببساطة أظن أنه لم يفهم لحد الآن - العقل جوهر مجرد عن المادة - و لم ينقل تعليقات عليها
ربما أقنعني لو لم يدرج في موضوعه تلك الإستشهادات بالمرضى الذين تغير عقلهم بتغيير قلوبهم
المشكل ليس في مكان الغقل ولكن في الطريقة التي أورد بها الأخ أدلته والتي تستفز العقل
و لقد قدمت له مساعدة بإدراجي لتعريف الشريف الجرجاني الذي لا أظن أنه تمعن في قرائته و لوفعل لما اكتفى بإيراد الآيات الكريمة
على كل ...:
لحد الآن لم أقل أن العقل في أي مكان
و الأخ لحد الآن لم يجبني عن أسألتي التي بدأت تتراكم
العقل جوهر مجرد عن المادة ماذا تقول في هذا ؟؟؟
جزاكم الله خيرا
انا لم اقل الله هو من قال انه في االقلب وقد كتب العلماء فيه كتبا كالشيخ محمد الامين الشنقيطي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي لو اكتفيت بقول الله تعالى وتفسيره لما شاركت أصلا
و لكن لن أتركك - ههههه- حتى تجيبني كيف تقتنع أن العقل في الخلايا و ليس مجردا عن المادة
جزاكم الله خيرا
التوحيد الخالص
2012-05-07, 16:00
نحن نأمن بالقران ولله الحمد
العقل زادالمعرفة لا حياة للانسان بدون عقل
khelifa8
2012-05-17, 21:15
مشكور وبارك الله فيك
وللاشيخ محمد امين الشنقيطي رسالة خاصة في هذا الموضوع
إذا زرعنا قلب ملحد لمسلم فأصبح هذا بدوره ملحد
أيلقيان الإثنين في النار؟
ما ذنب الثاني؟
هل إذا زرعنا قلب مجنون لرجل عاقل هل يصبح بدوره مجنون؟
ماذا يقول العلم في هذا؟
انا لم اقل الله هو من قال انه في االقلب وقد كتب العلماء فيه كتبا كالشيخ محمد الامين الشنقيطي
لو صدقتك فيما قلته ان الله لم يقله فمن قال( وماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى.علمه شديد القوى)
عندي اجابة خاصة بيا الغالب خطاء ممكن القصد ان العقل في القلب هوالتصديق بالقلب ويقين بالقلب للوصول الى درجة الايمان فيتشعب للجوارح ولا يقصدبه التفكير
سامحوني سمعت اغنية اللي فقلبي على راس لساني حسبت العقل في اللسان الدليل ان الناس تبعث وتحاسب على حصائد السنتهم في القران والحديث
محمدزيدان باقي
2012-05-31, 13:55
شششششششششششششششششكرا
محمدزيدان باقي
2012-05-31, 13:59
آمين.......................النجاح للجميع
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir