جواهر الجزائرية
2011-09-06, 07:02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن إستعمال الشدة قد تتفاوت وتختلف في درجتها وكيفيتها على حسب الأمر المرتكب وحجم المخالفة التي قد ارتكبت ، ولكل مقام مقال ؛ فمثلاً الشدة التي قد تستعمل في الإنكار على شارب المسكر أو الفاسق ، ليست هي التي قد تستعمل مع من يمتهن أمراً من أمور الدين ، كالتمييع لمنهج الحق أو الدفاع عن أهل البدع المضلة إلى غيرها من أمور..، وهناك العشرات من الأمثلة حول هذا
فاستعمال الشدة في محلها لا ينكرها إلا جاهل ، والشريعة قد جاءت باللين كما أنها قد جاءت بالشدة . والحكيم هو الذي يضع الأمور في نصابها, وأحق الناس بهذه الصفة السلفييون.
قال الشيخ: عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في رسالته: "الأدلة الكاشفة" لأخطاء بعض الكتاب. (3)
" والخلاصة: أن الشريعة الكاملة جاءت باللين في محله، والشدة في محلها. فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك ؛ ولا يجوز أيضا أن يوضع اللين في محل الشدة، ولا الشدة في محل اللين. ولا ينبغي أيضا أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين فقط، ولا أنها جاءت بالشدة فقط؛ بل هي شريعة حكيمة كاملة، صالحة لكل زمان ومكان، ولإصلاح كل أمة؛ ولذلك جاءت بالأمرين معا .. "
و قال -ابن الباز رحمه الله - " وما أحسن ما قاله الشاعر في هذا المعنى :
دعا المصطفى دهرا بمكة لم يجب
وقد لان منه جانب وخطاب
فلما دعا والسيف صلت بكفه *** له أسلموا واستسلموا وأنابوا
جاء في النقاش الذي دار بين العلامة المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - " ومع من يقول في سؤاله أن ( السلفيون بشتى أصنافهم مشهور عنهم - وقد يكون صحيح - الشدة وقلة الرفق في نشر الدعوة، فإن كنت ترى هذا صحيحا وهذا ما أراه، فما هو تعليقك على مثل ذلك؟) قد جاء هذا السؤال في أحد أشرطة الشيخ - رحمه الله - من " سلسلة الهدى والنور " (4) :بعنوان " الرفق واللين في الدعوة إلى الله تعالى - الرد على السقاف "
قال الشيخ ناصر الدين - رحمه الله - بعد أن ردّ عليه على مقولته ( وقد يكون صحيح ) فقال الشيخ :رحمه الله - " هذا كلام السياسيين "اهـ
وهنا بيت القصيد ! فقال - رحمه الله - .
" الشيخ:فإذن لا يصح لك ولا لغيرك أن تصف أولا نخرج بالنتيجة التالية:
لا يجوز لك ولا لغيرك أن تصف طائفة من الناس بصفة تعممها على كلهم جميعا.
وثانيا:لا يجوز لك أن تطلق هذه الصفة على فرد من أفراد المسلمين سواء كان سلفيا أو خلفيا في حدود تعبيرنا إلا في جزئية معيّنة مادام اتفقنا أن اللين ليس هو المشروع دائما وأبدا. فنحن نجد الرسول عليه السلام قد استعمل الشدة التي لو فعلها سلفيّ اليوم لكان الناس ينكرون عليه أشد الإنكار.
مثلا:لعلك تعرف قصة أبي السنابل، تذكر هذه القصة ؟
السائل:لا لا.
الشيخ:امرأة مات زوجها وهي حامل فوضعت فكان بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحامل المتوفى عنها زوجها تنقضي عدتها بوضعها لولدها فيقول الحديث وهو في صحيح البخاري: أنها بعد أن وضعت تشوّفت للخطاب وتجمّلت وتكحّلت فرآها أبو السنابل وكان خطبها لنفسه فأبت عليه فقال لها:لا يحل لكِ إلا بعد أن تنقضي عدة الوفاة - كقاعدة وهي أربعة أشهر وعشرة أيام - وهي فيما يبدو أنها امرأة تهتم بدينها فما كان منها إلا أنها تجلببت وسارعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ما قال لها أبو السنابل فقال عليه السلام:" كذب أبو السنابل ".
هذه شدة أم لين ؟
السائل:نعم شدة.
الشيخ:ممن ؟ من أبو اللين { ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك }.
إذن ليس مبدأ اللين بقاعدة مطردة كما اتفقنا آنفا وإنما ينبغي على المسلم أن يضع اللين في محله والشدة في محلها.
كذلك مثلا:كما جاء في مسند الإمام أحمد لمّا خطب عليه الصلاة والسلام خطبة قام رجل من الصحابة وقال له:ما شاء الله وشئت يا رسول الله قال:" أجعلتني لله ندا؟! قل ما شاء الله وحده ".
شدة أم لين ؟"
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى
فهذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب قد أنكر علناً على الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنهما - لقدومه متأخراً إلى المسجد لصلاة الجمعة ، والمسجد وقتها فيه المصلون من الصحابة - رضي الله عنهم - والأثر عند الشيخان على خلاف في لفظه عندهما ؛ فهل يُنكر كذلك على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -لفعله هذا ولاستعماله لهذه الطريقة والتي فيها نوع من الشدة كما قد يظهر عند البعض !؟ وهم أسوتنا ، فلاشك أن من يقول بهذا عنده نقص في دينه .
(أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا الاعتراف به ثم اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا الاعتراف به ثم اجتنابه
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله )
إن إستعمال الشدة قد تتفاوت وتختلف في درجتها وكيفيتها على حسب الأمر المرتكب وحجم المخالفة التي قد ارتكبت ، ولكل مقام مقال ؛ فمثلاً الشدة التي قد تستعمل في الإنكار على شارب المسكر أو الفاسق ، ليست هي التي قد تستعمل مع من يمتهن أمراً من أمور الدين ، كالتمييع لمنهج الحق أو الدفاع عن أهل البدع المضلة إلى غيرها من أمور..، وهناك العشرات من الأمثلة حول هذا
فاستعمال الشدة في محلها لا ينكرها إلا جاهل ، والشريعة قد جاءت باللين كما أنها قد جاءت بالشدة . والحكيم هو الذي يضع الأمور في نصابها, وأحق الناس بهذه الصفة السلفييون.
قال الشيخ: عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في رسالته: "الأدلة الكاشفة" لأخطاء بعض الكتاب. (3)
" والخلاصة: أن الشريعة الكاملة جاءت باللين في محله، والشدة في محلها. فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك ؛ ولا يجوز أيضا أن يوضع اللين في محل الشدة، ولا الشدة في محل اللين. ولا ينبغي أيضا أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين فقط، ولا أنها جاءت بالشدة فقط؛ بل هي شريعة حكيمة كاملة، صالحة لكل زمان ومكان، ولإصلاح كل أمة؛ ولذلك جاءت بالأمرين معا .. "
و قال -ابن الباز رحمه الله - " وما أحسن ما قاله الشاعر في هذا المعنى :
دعا المصطفى دهرا بمكة لم يجب
وقد لان منه جانب وخطاب
فلما دعا والسيف صلت بكفه *** له أسلموا واستسلموا وأنابوا
جاء في النقاش الذي دار بين العلامة المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - " ومع من يقول في سؤاله أن ( السلفيون بشتى أصنافهم مشهور عنهم - وقد يكون صحيح - الشدة وقلة الرفق في نشر الدعوة، فإن كنت ترى هذا صحيحا وهذا ما أراه، فما هو تعليقك على مثل ذلك؟) قد جاء هذا السؤال في أحد أشرطة الشيخ - رحمه الله - من " سلسلة الهدى والنور " (4) :بعنوان " الرفق واللين في الدعوة إلى الله تعالى - الرد على السقاف "
قال الشيخ ناصر الدين - رحمه الله - بعد أن ردّ عليه على مقولته ( وقد يكون صحيح ) فقال الشيخ :رحمه الله - " هذا كلام السياسيين "اهـ
وهنا بيت القصيد ! فقال - رحمه الله - .
" الشيخ:فإذن لا يصح لك ولا لغيرك أن تصف أولا نخرج بالنتيجة التالية:
لا يجوز لك ولا لغيرك أن تصف طائفة من الناس بصفة تعممها على كلهم جميعا.
وثانيا:لا يجوز لك أن تطلق هذه الصفة على فرد من أفراد المسلمين سواء كان سلفيا أو خلفيا في حدود تعبيرنا إلا في جزئية معيّنة مادام اتفقنا أن اللين ليس هو المشروع دائما وأبدا. فنحن نجد الرسول عليه السلام قد استعمل الشدة التي لو فعلها سلفيّ اليوم لكان الناس ينكرون عليه أشد الإنكار.
مثلا:لعلك تعرف قصة أبي السنابل، تذكر هذه القصة ؟
السائل:لا لا.
الشيخ:امرأة مات زوجها وهي حامل فوضعت فكان بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحامل المتوفى عنها زوجها تنقضي عدتها بوضعها لولدها فيقول الحديث وهو في صحيح البخاري: أنها بعد أن وضعت تشوّفت للخطاب وتجمّلت وتكحّلت فرآها أبو السنابل وكان خطبها لنفسه فأبت عليه فقال لها:لا يحل لكِ إلا بعد أن تنقضي عدة الوفاة - كقاعدة وهي أربعة أشهر وعشرة أيام - وهي فيما يبدو أنها امرأة تهتم بدينها فما كان منها إلا أنها تجلببت وسارعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ما قال لها أبو السنابل فقال عليه السلام:" كذب أبو السنابل ".
هذه شدة أم لين ؟
السائل:نعم شدة.
الشيخ:ممن ؟ من أبو اللين { ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك }.
إذن ليس مبدأ اللين بقاعدة مطردة كما اتفقنا آنفا وإنما ينبغي على المسلم أن يضع اللين في محله والشدة في محلها.
كذلك مثلا:كما جاء في مسند الإمام أحمد لمّا خطب عليه الصلاة والسلام خطبة قام رجل من الصحابة وقال له:ما شاء الله وشئت يا رسول الله قال:" أجعلتني لله ندا؟! قل ما شاء الله وحده ".
شدة أم لين ؟"
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى
فهذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب قد أنكر علناً على الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنهما - لقدومه متأخراً إلى المسجد لصلاة الجمعة ، والمسجد وقتها فيه المصلون من الصحابة - رضي الله عنهم - والأثر عند الشيخان على خلاف في لفظه عندهما ؛ فهل يُنكر كذلك على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -لفعله هذا ولاستعماله لهذه الطريقة والتي فيها نوع من الشدة كما قد يظهر عند البعض !؟ وهم أسوتنا ، فلاشك أن من يقول بهذا عنده نقص في دينه .
(أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا الاعتراف به ثم اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا الاعتراف به ثم اجتنابه
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله )