مشاهدة النسخة كاملة : إلى كل مبتلى بالإعجاز العلمي ؟!!! مدعم بكلام العلماء
مهاجر إلى الله
2008-10-29, 23:02
السلام عليكم ورحمة الله
المقال نفيس و جد مشوق فالرجاء قراءته بتمعن
تمهيــــد
لوحظ انتشار ما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة، حتى أصبح وكأنه "موضة" يجب متابعة كل جديد في هذا المجال والبحث عن أحدث ما يصدر ويخرج الى "الأسواق"، وكنت قد كتبت بعض الردود في أكثر من موضوع أحاول من خلالها مناقشة هذه الإشكالية، وخطر لي أن أحاول تنظيمها في موضوع مستقل لمزيد من الحوار والنقاش..
يبدو أن الوضع العقلي والفكري المتردي الذي يسود في عالم العرب والمسلمين يطبع كل ما ينتجونه من إنتاج فكري وثقافي، في الوقت الحالي، ومنذ عدة قرون تقريباً، يطبعه بالتبعية والشعور بالنقص، نظراً لوضعهم الحضاري الذي يرثى له، فالسمة الغالبة هي السطحية والخلو من العمق والجدية، وعدم وجود منهجية محددة يمكن من خلالها فهم وتفسير ما تقع عليه العين..
وفي الغالب فإن ما يسمى بالإعجاز العلمي لم يخرج عن هذا السياق، وهذه هي وجهة النظر التي سأحاول توضيحها هنا، وأعرضها للحوار الجاد بعيداً عن العواطف والإنفعالات.
الإيمان.. بالعقل أم بالقلب؟؟
بداية؛ يبدو أن كلمة "الإيمان" يكتنفها غموض لدى الكثيرين وليست بالوضوح الكافي لديهم، فيترتب على هذا الكثير من خلط الأمور ببعضها وربما الإنزلاق الى زلاتٍ وعثرات هم في غنى عنها.. وكل هذا يكون بحسن نية ومن دون تعمد أو إرادة واعية..
إن الإيمان لا يكون في ألأصل إلا بالقلب، أي بالباطن، وليس بالعقل، فالعقل للفهم والتفسير والإقتناع، فالإيمان بأمر ما يكون عبارة عن اليقين الثابت في(قلب) المؤمن بهذا الأمر، حتى لو لم يقبل العقل هذا الأمر، فالعقل محدود بالواقع الذي يكون حاضراً أمامه وقدرته على التفسير والفهم تقف عند حدٍ معين لا يمكنه تجاوزه، وهنا أي عند هذا الحد، يأتي دور الإيمان. وخلاصة القول أن الإيمان غالباً يكون بأمر غيبي غير مشهود، ولكنه يستقر في القلب ويكون يقيناً ثابتاً لا يتزعزع، ولو حدث أن تعارض أمر إيماني أوحى به الله تعالى مع فهم العقل وتفسيره فليس هذا لخطأ في الأمر الديني ولكنه لقصورٍ في العقل واستدلالاته..
ونستدل على أن الإيمان لا يكون إلا بالقلب أولا من كقول الله تعالى في سورة الحجرات (قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) الحجرات 14، فالإيمان محله القلب وليس العقل، وكذلك ما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: بينما نحن عند الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد منا، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع يديه على فخذيه. وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة.قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال: أخبرني عن أمارتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. قال: ثم انطلق فلبثت ملياً، ثم قال لي: يا عمر: أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.
فواضح وظاهر أن الإيمان يكون بالقلب وهو إيمان بأمور غيبية ، ومن ثم فهو إيمان، فنحن لا نرى الله ولا الملائكة ولم نرَ الوحي وهو ينزل وليس لدينا دليل عقلي واقعي على اليوم الآخر، ولكنا (نؤمن) بها، حتى وإن كان العقل لا يملك ما يدلل به على كل هذا، فالإيمان إذن لا يكون بالعقل.. إنما هو بالقلب أولاً ثم يأتي العقل في مرحلة لاحقة1..
** يتبع **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- كلامه مبهم عن الإيمان فلم يدخل فيه القول باللسان وعمل الجوارح كما هو مذهب أهل السنة...إلا أن يقصد به هنا أحد معانيه وهو التصديق ...لأن سياق الكلام يدل عليه ...فهو يتحدث عن المغيبات وبمالا لاتدركه العقول....فهذه لا دخل لعمل الجوارح فيها ولا القول باللسان..والله أعلم.
بارك الله فيك و ربي يجازيك
مهاجر إلى الله
2008-10-30, 00:38
كيف كانت الصورة قبل الكشوف العلمية؟
ما علاقة هذا إذن بموضوعنا عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة؟؟
قبل ظهور هذه الكشوفات العلمية والفيزيائية كيف كان موقف السابقين عبر كل تلك القرون الماضية؟؟
ألم يكونوا (مؤمنين) بأن القرآن من عند الله وليس من عند رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؟! كلا!.. فلم يكن أحد منهم - بداية من الصحابة رضوان الله عليهم حتى ما قبل الكشف العلمي الحديث - بحاجة الى دليل علمي أو إثبات فيزيائي لفكرة علمية في الفلك أو الطب أو الذرة أو غيرها من الأمور التي شاعت في زمننا هذا، لأنهم آمنوا أولاً ومن ثم وقر هذا الإيمان في القلب، فعملوا بما آمنوا به ولم ينتظروا ليتحدثوا عن علوم فيزيائية أو طبية أو هندسية في كتاب الله تعالى..
الإلهــي.. والبشـــري..
ننتقل إلى نقطة أخرى وهي أنني لا أدري كيف يمكن إخضاع ما هو وحي وإلهي وثابت لما هو بشري ونسبي ومتغير.. فالعلم مرتبط بظروف عصره ومكانه، وما يأتي لاحقاً قد يغير أو يلغي ما كان سابقاً وما كان يُعتقد أنه علم ثابت... فأينشتين جاء ليغير المشهد العلمي الذي كان سائداً منذ نيوتن، والثورات العلمية تلغي بعضها بعضا، فليس من العقل الحكم على القرآن أو الحديث النبوي الشريف بمنجزات علمية عصرية، قد يأتي من يغير من صورتها.. ثم إن الإيمان لا يشترط أن يثبت لنا العلم ما هو في النص،
فهل كان على الصحابة الكريم أن يواصلوا شرب الخمر حتى يأتي العلم ليثبت لهم أن الخمر تسبب أمراض كذا وكذا ، وكذلك لحم الخنزير.. هل كان عليهم ان ينتظروا اثبات العلم لكذا أو كذا..؟؟ كلا !
إذا كان كل شئ واقعاً ومعقولاً فكيف يكون الإيمان؟؟
وهنا أحب أن أوضح أن محاولة رد كل شئ الى العقل والعلم والواقع تؤدي في نهاية المطاف الى أن تبهت شعلة الإيمان شيئاً فشيئاً وهنا يبزغ الشك وتطل الحيرة برأسها ويدخل المرء في متاهات وفوضى لا نهاية لها، وهذا الأمر واضح وظاهر في الغرب، حيث إن المرء هناك لا يؤمن إلا بما يراه وتثبته التجربة والعلم، فالإنسان هناك استبدل بالله إلهاً آخر وهو العلم، وكل حديث عن أمور غيبية أو (ميتافيزيقية) هو من قبيل الخرافات والشعوذات.. وقد تطور هذا الأمر في سياق مختلف عن سياقنا الإسلامي الوجداني، وفي واقع وظروف مختلفة عن ظروفنا وواقعنا،
فهل نقلده أيضاً تقليداً أعمى في هذه النقطة ونحاول أن نُخضع كتاب الله (القرآن!) للنظريات العلمية والعقل القاصر وننحي الإيمان بالقلب جانباً؟؟؟
العلم متغيــر ونسبي..
عند هذا الحد لا يفوتني أن أقول ما ذكره الأخ الحبيب أحمد ريفولوشن في موضوع سابق، وملخصه أنه ماذا لو جاء كشف علمي آخر في زمن قادم وأثبت خطأ النظرية العلمية التي نتحدث عنها، وهذا حدث كثيراً، فالعلم كما قلت نسبي ومتغير ومرتبط بظروف الزمان والمكان، ماذا لو حدث هذا؟؟ هنا يكون المتحدثون عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أمام حل من اثنين، إما أن يتزعزع إيمانهم ويعتقدون أن النص الديني به خطأ!! أو يبحثوا عن نظرية أخرى تخطئ النظريةَ الجديدةَ وتثبت لهم ما يريدون إثباته بالعلم والعقل.. ويتحول الأمر الى جدال عقيم ويضيع النص القرآني وتتلاشى الغاية الأولى من القرآن الكريم، وهي أنه كتاب هداية ومنهاج حياة وليس فيزياء او كيمياء..
قال مهاجر : كلام والله من درر و يكتب بماء الذهب
** يتبع **
مهاجر إلى الله
2008-10-30, 14:03
لماذا تخلفنا إذن؟؟!
أيضاً هناك نقطة أخرى مهمة تطرح نفسها، إذا كان القرآن الكريم، كما يدعي هؤلاء، كتاباً علمياً وقد قدم لنا كل العلوم الفيزيائية والطبية والكيميائية والهندسية والفلكية وغيرها مما قد يخطر لك على بال، فلماذا لم نستخرج هذه العلوم ولم نتقدم على الغرب، وهنا يكون علينا أن نسبق العالم كله في مراقي التقدم والحضارة وعلينا أن نخرج لساننا للغرب لأن لدينا كل شئ جاهز وحاضر.. ولكننا فقط نترك للآخرين الفتات والبقايا..
قال مهاجر : وهذا إلزام قوي ...وهوما كنت أنبه عنه مرارا انه كلما حدث اكتشاف أو...إلا وسارع بعض مساكيننا للقرآن علهم يجدون ما يوافق هذا الإكتشاف المزعوم ..ثم يخرجوا عليينا : الإعجاز العلمي ي قوله تعالى ........؟؟
القرآن؛ كتاب هداية ومنهاج حياة أم كتاب علــوم؟؟!
وهنا يجب التنويه بل والتأكيد على بأن النص الديني، أعني القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، ليس للبحث عن انجاز علمي أو معلومات طبية أو هندسية أو أو.. فالنص بالدرجة الأولى منهج حياة، وهدفه وغايته أوسع وأكبر بكثير من كشف علمي طبي او هندسي أو فلكي أو غير ذلك.. فهنا يتم إهمال أو تجاهل الغاية الأولى من النص وهي كونه منهجاً للحياة وهداية للإنسان، ويتم الوقوف عند أشياء سطحية مؤقتة متغيرة..
الخلط بين المناهــج..
وأيضاً مما يجدر ذكره أنه داخل ما يسمي بالإعجاز العلمي يتم خلط غريب للأشياء، فيتم الخلط بين المنهج العلمي والمنهج الديني، فالعلم له حدوده ومناهجه التجريبية العقلية، والدين له منهجه الإلهي عن طريق الوحي، والخلط بين هذين المنهجين يشوه صورة كلٍ منهما، فلا يصبح ما هو ديني دينياً، ولا ما هو علمي يبقى علميا، ويختلط الحابل بالنابل..
في الختام أحب أن أوضح أنني لست ضد العلم، فقد درست في فترة سابقة من حياتي دراسة علمية متخصصة، وعلى علم بأكثر هذه النظريـات، ومن ثم فإنني لست رافضاً للكشوف العلمية وما حققته النظريات العلمية من انتصاراتٍ خدمت الإنسانية في جانب وأضرت بها في جانب آخر، ولست ممن يودون العودة الى الوراء قروناً وقروناً، ولكني أحب رد الأمور الى حدودها الطبيعية ووضعها في سياقها الصحيح.. حتى لا تتوه منا الحقيقة أو نتوه عنها، أو يتفرق دمها ويضيع.. بين القبائل! أهـ المقال
** يتبع **
مهاجر إلى الله
2008-10-31, 22:24
كلام أئمة العلم ومنارات الهدى في الإعجاز العلمي
سئل الشيخ الوالد الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـ :
بالنسبة لكتاب الله عز وجل هل يجوز تفسيره في كل عصر بما يختلف عن العصر السابق؟
فكان الجواب حاسما:
(( أبدا.. هذا هو الضلال المبين ، لا يجوز التلاعب بتفسير القرآن. القرآن كما قال تعالى في القرآن: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} إذًا الرسول قام ببيان القرآن ...)) أ هـ ( ).
([1]) من الشريط: (241) من سلسلة الهدى والنور، [08:34].
*=*=*==*
سؤال طرح على اللجنة الدائمة للإفتاء :
السؤال : ما حكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل ؟
الجواب : إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى (أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي ) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس - إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها . وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) على دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات علمية وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات . وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم .
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة : ( 4/ 145).
*=*=*=*
أقوال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في الإعجاز العلمي
سئل فضيلته : هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة ؟
فأجاب بقوله: تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته ، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزيل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى:( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33) لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأ، الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها.
ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى: : ()كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)( الرحمن الآيات 26 - 28 )
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟
الجواب: لا، والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض) .
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
من كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين – رحمه الله - صـ ( 141 – 143 ) دار الإيمان .
وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في خطبة مميزة في (خلق السماوات والأرض)، ذكر فيها وجوب تصديق ما أخبر به الله، وأخبر به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واعتقاده، ورفض كل ما خالف الكتاب والسنة من أقوال باطلة، ونظريات حديثة .
وقال من ضمن ما قال في خطبته المباركة ـ رحمه الله ـ:
(( لقد خلق الله هذه السموات وهذه الأرضين وقدّر فيهن ما قدّر من عجائب مخلوقاتِه وأسرار مُبدعاته، وفصّل لنا ما فصّل منها في سورة (فصِّلتْ) حيث قال: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ . وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ .* ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}، وحجب عن عباده كثيراً من ذلك فلا يَحِلّ لأحد أن يثبت شيئاً من أسرار الكون إلا بدليل منقول أو محسوس أما مجرد النظريات التي قد تتغير وتتبدل فلا يمكن الاعتماد عليها وأشد من ذلك وأدهى أن يحرف من أجلها كتاب الله وسنة رسوله فينزل على الآراء والنظريات القابلة للنقض والإفساد ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. وفقني الله وإياكم لفهم كتابه والعمل به وجنبنا الزيغ والزلل في القول والعمل أقول قولي هذا . . .)) ( ) .
والخطبة المذكورة أعلاه في كتاب: "الضياء اللامع من الخطب الجوامع" للشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ.
وقال أيضاً - رحمه الله تعالى - :
باب قول ما شاء الله وشئت .الثانية :
فهم الإنسان إذا كان له هوى . أي : إذا كان له هوى فهم شيئاً ، وإن كان هو يرتكب مثله أو أشد منه ، فاليهود مثلاً أنكروا على المسلمين قولهم : " ما شاء الله وشئت " وهم يقولون أعظم من هذا ، يقولون : عزير ابن الله ، ويصفون الله تعالى بالنقائض والعيوب .
ومن ذلك بعض المقلدين يفهم النصوص على ما يوافق هواء ، فتجده يحمل النصوص من الدلالات ما لا تحتمل .
كذلك أيضاً بعض العصريين يحملون النصوص ما لا تحمله حتى توافق ما اكتشفه العلم الحديث في الطب والفلك وغير ذلك .
كل هذا من الأمور التي لا يحمد الإنسان عليها ، فالإنسان يجب أن يفهم النصوص على ما هي عليه ، ثم يكون فهمه تابعاً لها ، لا أن يخضع النصوص لفهمه أو لما يعتقده ، ولهذا يقولون : استدل ثم اعتقد ، ولا تعتقد ثم تستدل ، لأنك إذا اعتقدت ثم أستدللت ربما يحملك اعتقادك على أن تحرف النصوص إلى ما تعتقده كما هو ظاهر في جميع الملل والمذاهب المخالفة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، تجدهم يحرفون هذه النصوص لتوافق ما هم عليه ، والحاصل أن الإنسان إذا كان له هوى ، فإنه يحمل النصوص ما لا تحتمله من أجل أن توافق هواه .
المسائل في كتاب التوحيد (باب قول ما شاء الله وشئت ) .
** يتبع إن شاء الله **
مهاجر إلى الله
2008-11-01, 08:43
أقوال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى -
نص السؤال :أحسن الله إليكم سماحة الوالد يقول السائل : كثر في الآونة الأخيرة كتب وأشرطة تتحدث عن الإعجاز القرآني وموافقة هذه النظريات للآيات البينات فما هو الضابط في ذلك وما هو واجب طالب العلم تجاه ذلك؟
نص الإجابة :
تفسير القرآن متقن ومضبوط وله طرق ذكرها أئمة التفسير لا يفسر بغيره يفسر القرآن بالقرآن يفسر القرآن بالسنة يفسر القرآن بتفسير الصحابة يفسر القرآن بتفسير التابعيين يفسر القرآن باللغة التي نزل بها وهي اللغة العربية هذه وجوه التفسير أما من زاد عن هذا جاب وجهه غير هذه الوجوه هذا شيء مبتكر ولا أصل له ولا يجوز تفسير القرآن بالرأي ذكر الحافظ بن كثير في أول تفسيره الحديث مجوده من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوء مقعده من النار وأخطأ ولو أصاب نعم.
موقع الشيخ صالح الفوزان - قسم الفتاوى - رقم الفتوى ( 2255 ) بتاريخ ( 3 / 4 / 2006 م ).
*=*=*=*=
نص السؤال :هذا يسأل يقول : هل الإعجاز العلمي الذي ظهر يعد تفسيراً مخالفاً لتفسير السلف ؟
نص الإجابة : لا شك هذا قول على الله بغير علم والنظريات تختلف ويظهر منها كذب كثير وكل نظريه تكذب إلي قبلها فهي تخرص ليست من العلم وإنما هي تخرص فقط فلا يجوز الإعتماد عليها ويقال هذا معنى الآية أو هذا معنى الحديث ما يجوز هذا نعم
موقع الشيخ صالح الفوزان - قسم الفتاوى - رقم الفتوى ( 5301 ) بتاريخ ( 24 / 7 / 2005 م ).
*=*=*=*
نص السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، وهذا سائل يقول : ما حكم ما يسمونه بالإعجاز العلمي في القرآن أو ما يسمى بالإعجاز العددي ، وهل لهذا أصل ؟
نص الإجابة
:
الإعجاز العلمي الي يقولونه الآن هذا تفسير للقرآن بغير علم بغير قواعد التفسير المعروفة التي هي تفسير القرآن بالقرآن أو تفسير القرآن بالسنة أو تفسير القرآن بأقوال الصحابة أو تفسير القرآن بأقوال التابعيين أو تفسير القرآن بقواعد اللغة التي نزل بها هذه زيادة زادوه الآن الإعجاز العلمي يريدون بها النظريات نظريات الطب والفلك وغير ذلك هذه تخرصات بشر تخطأ وتصيب فلا تجعل تفسيرا للقرآن ويقال هذا مراد الله جل وعلى ثم بعدين يقولون لا النظرية هذه ما هي بصحيح ويصير تلاعب في كلام الله عز وجل النظريات ما تجعل تفسيرا للقرآن ما تجعل تفسيرا للقرآن أبداً وهذا من القول على الله بلا علم وهي محل للنقض ومحل للإبطال ولذلك تجدهم يثبتون اليوم شيء وبكرة ينفونه تبين لهم خلافه لأنه نظريات بشريه وهذا من القول على الله بلا علم وهي محل للنقض ومحل للإبطال لذلك تجدهم يثبتون اليوم شيء وبكرة ينفونه تبين لهم خلافه لأنه نظريات بشريه نعم .
موقع الشيخ صالح الفوزان - قسم الفتاوى - رقم الفتوى ( 8607 ) .
*=*=*=*
نص السؤال :أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، وهذا سائل يقول : هل يدخل في إعجاز القرآن ما يسمى الآن بالإعجاز العلمي؟
نص الإجابة
:
ما أدري الإعجاز العلمي هذا من عمل البشر ويخطأ ويصيب نظريات طبية أو فلكية قالها ناس قد يخطئون ويصيبون فلا نجعلها تفسير للقرآن الكريم ثم يأتي ما ينقضها ويكذبها ويبطلها ثم يقول القرآن ما هو بصحيح لأنه هذه ما صارت صحيحة هذا من كلام البشر وعمل البشر والقرآن لا يفسر إلا بوجوه التفسير المعروفة :
أولا : يفسر القرآن بالقرآن
ثانياً : يفسر القرآن بالسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
ثالثاً : يفسر القرآن بأقوال الصحابة الذين تتلمذوا على الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفوا تفسير القرآن من الرسول صلى الله عليه وسلم .
رابعا : يفسر القرآن بأقوال التابعين اللذين تتلمذوا على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقوا التفسير عنهم وهم تلقوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أما كلام الناس وما يسمونه بالإعجاز العلمي فكل هذه تخرصات لا دليل عليها هذه مثل الإسرائليات لا تجعل تفسير لكلام الله عز وجل نعم .
موقع الشيخ صالح الفوزان - قسم الفتاوى - رقم الفتوى ( 8888 ) .
*=*=*=*=*
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان : (( حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة .)).
..تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة ، وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير :
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القران بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة، وأنه تفسيرٌ باطلٌ.. .. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب أفهامهم وآرائهم .. أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
؛ وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن ..إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز .. قال صلى الله عليه
وسلّم : ( من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار .) .. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين .. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وآله و صحبه . ( )
مجلة الدعوة [ العدد 1447 الخميس 21 محرم 1415هـ الموافق 30 يونيو 1994] صـ 23. جمع الفيفي
*=*=*=*=*
وقال أيضاً - حفظه الله - :
قال: ... بل بلغ الأمر ببعضهم أن يفسر القرآن بالنظريات الحديثة ومنجزات الَّتقنية المعاصرة ويعتبر هذا فخراً للقرآن حيث وافق في رأيه هذه النظريات ويسمي هذا " الإعجاز العلمي " وهذا خطأ كبير لأنه لا يجوز تفسير القرآن بمثل هذه النظريات والأفكار لأنها تتغير و تتناقض ويكذب بعضها بعضا والقرآن حق ومعانيه حق لا تناقض فيه ولا تغير في معانيه مع مرور الزمن أما أفكار البشر ومعلوماتهم فهي قابلة للخطأ والصواب، وخطؤها أكثر من صوابها وكم من نظرية مسلمة اليوم تحدث نظرية تكذبها غدا فلا يجوز أن تربط القرآن بنظريات البشر وعلومهم الظنية والوهمية المتضاربة المتناقضة، و تفسير القرآن الكريم له قواعد معروفة لدى علماء الشريعة لا يجوز تجاوزها وتفسير القرآن بغير مقتضاها وهذه القواعد هي أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في موضع منه فُصِّل في موضع آخر، وما أطلق في موضع قيد في موضع، وما لم يوجد في القرآن تفسيره فإنه يفسر بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن السنة شارحة للقرآن ومبينة له قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } وما لم يوجد تفسيره في السنة فإنه يُرجع فيه إلى تفسير الصحابة لأنهم أدرى بذلك لمصاحبتهم رسول الله صلى الله عليه وعل آله وسلم وتعلمهم على يديه وتلقيهم القرآن وتفسيره منه حتى قال أحدهم: ما كنا نتجاوز عشر آيات حتى نعرف معانيهن والعمل بهن. وما لم يوجد له تفسير عن الصحابة فكثير من الأئمة يرجع فيه إلى قول التابعين لتلقيهم العلم عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعلمهم القرآن ومعانيه على أيديهم فما أجمعوا عليه فهو حجة وما اختلفوا فيه فإنه يرجع فيه إلى لغة العرب التي نزل بها القرآن ، وتفسير القرآن بغير هذه الأنواع الأربعة لا يجوز، فتفسيره بالنظريات الحديثة من أقوال الأطباء والجغرافيين والفلكيين وأصحاب المركبات الفضائية باطل لا يجوز لأن هذا تفسير للقرآن بالرأي وهو حرام شديد التحريم لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار" رواه ابن جرير والترمذي والنسائي و في لفظ " من قال في كتاب الله فأصاب فقد أخطأ" انتهى النقل .
( ) كتاب الخطب المنبرية ( 2 / 268 ) . خطبة بعنوان " (الحث على تعلم العلم النافع) .
*=*=*=*=*
السؤال: فضيلة الشيخ، هل يوجد الآن قرآن مفسر من قبل المفكرين والأدباء؟ نرجو من فضيلتكم ذكر أمثلة لهذه التفاسير؟
جواب الشيخ: كثير، كثير ، تفسير المنار، أول شيء فيه أشياء كثيرة فظيعة، وكما نقل عن شيخه محمد عبده .
تفسير الجواهر هذا، نحو الجواهر، سمي تفسيره الجواهر، وهو اسمه أبو الجوهر، هذا أيضا كله خرافات وأباطيل ونظريات فسر بهذا القرآن الكريم .
وتفسير القرآن بالإعجاز العلمي كثير الآن، كله ما عليه دليل ولا.. وإنما هو تخرصات؛ نعم.
وهذا الملحد الخبيث هذا مصطفى محمود، اسمه مصطفى محمود، هذا يفسر القرآن الآن بأباطيل وافتراءات والعياذ بالله، نعم، والمشكل أنه يجي ... والتلفزيون، نعم.
يقول بأن بني آدم مخلوفون، أصل البشر قرد، متحول عن قرد، ما هو من بني آدم، كأنه حكم على نفسه بأنه قرد، وهو صحيح أنه قرد في فكره وفي عقيدته، قرد؛ نعم.
موقع الشيخ صالح الفوزان - قسم الفتاوى - رقم الفتوى ( 9048) عنوان الفتوى - بعض التفاسير التي تحتوي على خرافات -
*=*=*=*
قال الشيخ صال الفوزان - حفظه الله تعالى -:
فالحاصل: أن هذا حديث عظيم، فيه فوائد عظيمة:
الفائدة الأولى : فيه أن السنة النبوية تفسر القرآن، فهذا الحديث فسر هذه الآية: حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ ففيه رد على الطائفة الخبيثة التي تريد رفض السنة والاقتصار على القرآن، وإذا اقتصر على القرآن من أين نفسر القرآن؟
القرآن يفسر بأحد أربعة أمور:
أولا : يفسر القرآن بالقرآن .
ثانيا : إذا لم يكن فيه تفسير من القرآن يفسر بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
ثالثا : إذا لم يكن فيه تفسير من الرسول -صلى الله عليه وسلم- يفسر بأقوال الصحابة؛ لأنهم تلاميذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعنه تعلموا وتلقوا العلم، فهم أدرى الناس بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
رابعا : إذا لم يكن هناك تفسير من الصحابة يفسر بمقتضى لغة العرب التي نزل بها، ينظر إلى معنى الكلمة في لغة العرب ويفسر بلغة العرب التي نزل بها .
أما أن يفسر القرآن بغير هذه الطرق فهذا باطل، إما بالقرآن، وإما بالسنة، وإما بقول الصحابي، وإما بلغة العرب التي نزل بها، ولا يفسر القرآن بغير هذه الوجوه .
نعم، اختلفوا في قول التابعي: هل يفسر به القرآن؟ منهم من يرى ذلك، فيكون وجها خامسا، لأن التابعي له خاصية؛ لأنه تتلمذ على صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فله ميزة على غيره ممن تتلمذ على غير الصحابة .
أما تفسير القرآن بغير هذه الوجوه فلا يجوز؛ لأنه قول على الله بلا علم، فالذين يفسرون القرآن بالنظريات الحديثة- أو ما يسمونه بالعلم الحديث- فهذا خطأ، وهذا قول على الله بلا علم، فالنظريات هذه عمل بشر، تصدق وتكذب، وكثير منها يكذب، ويأتي نظرية أخرى تبطل هذه النظرية السابقة، مثل: ما عند الأطباء، ومثل: ما عند الفلاسفة؛ لأنه عمل بشر، فالنظريات الحديثة لا يفسر بها كلام رب العالمين، ولا يقال: هذا من الإعجاز العلمي- كما يسمونه- هذا ليس بإعجاز علمي أبدا، كلام الله يصان عن نظريات البشر، وعن أقوال البشر؛ لأن هذه النظريات تضطرب ويكذب بعضها بعضا، فهل يفسر كلام ربنا بنظريات مضطربة؟ هذا باطل ولا يجوز، ويجب رفض هذا التفسير، والاقتصار على الوجوه الأربعة- أو الخمسة- التي نص عليها أهل العلم، كما ذكرها ابن كثير -رحمه الله- في أول التفسير .
كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى ' حتى إذا فزع عن قلوبهم ' .
*=*=*=*
قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - :
(( لابد من دراسة القران على ضوء السنة النبوية وتفسير السلف الصالح لا على ضوء الدراسات المعاصرة المبنية على التخرص والجهل أو ما يسمونه بالإعجاز العلمي ))
شرح كشف الشبهات صـ ( 64 ) .
طالب المعالي
2008-11-02, 20:37
ربما ألا نرد كل شيء للإعجاز صحيح ، لكن أن ننفي الإعجاز تماما فهذا أمر فيه نظر .أما قولك عن الإيمان أنه بالقلب ، فنحنن لسنا أشد إيمانا من إبراهيم عليه السلام القائل : بلى ولكن ليطمئن قلبي .
مهاجر إلى الله
2008-11-02, 22:00
الإمام الشنقيطي - رحمه الله -
قال في أضواء البيان :عند تفسيره قوله تعالى :"وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا " بعد أن سرد الأقوال في معنى دحى لغة وبعد أن أثبت كروية الأرض ......قال رحمه الله :
تنبيه :
كان من الممكن أن نقدم هذه النتيجة [ ألا وهي إثبات كروية الأرض ]من أول الأمر ما دامت متفقة في النهاية مع قول علماء الهيئة . ولا نطيل النقول من هنا وهناك ، ولكن قد سقنا ذلك كله لغرض أعم من هذا كله ، وقضية أشمل وهي من جهتين :
أولاهما : أن علماء المسلمين مدركون ما قال به علماء الهيئة ، ولكن لا من طريق النقل أو دلالة خاصة على هذه الجزئية من القرآن ، ولكن عن طريق النظر ، والاستدلال ، إذ علماء المسلمين لم يجهلوا هذه النظرية ، ولم تخف عليهم هذه الحقيقة .
ثانيتهما : مع علمهم بهذه الحقيقة وإدراكهم لهذه النظرية ، لم يعز واحد منهم دلالتها لنصوص الكتاب أو السنة .
وبناء عليه نقول : إذا لم تكن النصوص صريحة في نظرية من النظريات الحديثة ، لا ينبغي أن نقحمها في مباحثها نفياً أو إثباتاً ، وإنما نتطلب العلم من طريقه ، فعلوم الهيئة من النظر الاستدلال ، وعلوم الطب من التجارب والاستقراء ، وهكذا يبقى القرآن مصاناً عن مجال الجدل في نظرية قابلة للثبوت والنفي ، أو التغيير والتبديل ، كما لا ينبغي لمن لم يعلم حقيقة أمر في فنه أن يبادر بإنكارها ما لم تكن مصادمة لنص صريح
( ) أضواء البيان ( 8 / 427 ) .
*=*=*=*=*
الشيخ يحيى بن علي الحجوري ـ حفظه الله ـ
في رده على الزنداني :
قال ـ يعني الزنداني ـ في ص (67): "أثبت التقدم العلمي في أسرار الكون صدق ما قرره القرآن" اهـ.
قلت ـ أي الحجوري ـ: أستغفر اللهَ العظيمَ مِن حكايةِ هذا القول. يا هذا! أبَلَغَ بكَ الشكُّ في صدقِ كلام الله عز وجل ما يجعلك تبحث عن بعض العقليات والفلسفات والتجارب المحدَثات للتأكد من صدق كلام رب العالمين وصحته!!؟
إن الذين تحذو حذْوَهم أرادو التشكيك في ثبوت القرآن وصدقه ـ كما هو مكرهم لهذا الدين ـ .. فما بالك أنت . أوَ تُحِبُّ أن تكون لهم مُشاركًا، وفي بيدائهم هالكا ألم تقرأ قول الله عز وجل: {ومَنْ أصْدق من اللهِ حديثا} وقوله: {ومَن أصدق من الله قيلا} وقوله: {ألَم يَأنِ للذين آمنوا أن تخشعَ قلوبُهم لذِكْرِ الله وما نَزَل من الحق} وقوله: { أولم يَكْفِهِم أنّا أنزلنا إليكَ الكتابَ يُتْلى عليهم}.
واللهِ لو كان للكلام رائحة؛ لآذى كثيرا من المسلمين نَتَنُ هذا الكلام الذي يُعتبر تشكيكا في صِدْق كلام الله، حتى يأتي التقدم العلمي ـ فيما تزعم ـ ويثبت صدق ما نطق به القرآن الكريم؛ فيصير بعد ذلك صحيحا لغيه بعد أن شهد له المستشرقون الحيارى من اليهود والنصارى... اللهم انتصر
كتاب : الصبح الشارق على ضلالات الزنداني في كتابه توحيد الخالق صـ ( 62 - 63 ) .
*=*=*=*=*
وقال أيضاً - حفظه الله تعالى - :
في نفس الكتاب بعنوان : ( الإعجاز العلمي محدث ) : -
أتدري أخي في الله هذا التشكيك في كتاب الله سبحانه ماذا يسمى عند الزنداني وأساتذته يسمى بالإعجاز العلمي وهذه تسميه ليست عريقة عند القرون المفضلة بل ومن دونَهم إلى قبل عدة سنين أحدثها المستشرقون فنحن لم نجد واحدًا من الصحابة ولا التابعين وأتباعهم بل ولا في كتب المتأخرين كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم من يأتي بكلام بشر يوافق الآية ثم يسميه إعجازًا علميًا ومعناه أن البشر عجزوا أن يأتوا بمثله فهذه التسمية نظير تسمية الملاحدة بعلماء الكون وقد بيَّنا بطلانَها سابقًا.
قال الراغب الأصفهاني: والعجز ضد القدرة، قال: أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب، وأعجزت فلانًا وعجزته وعاجزته جعلته عاجزًا. وقال الجوهري كما في ]مختار الصحاح[: العجز الضعف وبابه. وقال الفيروزآبادي في] القاموس[: والتعجيز التثبيط والنسبة إلى العجز ومعجزة النبي - صلى الله عليه وسلم - . ا.هـ
قلت: ولم يذكر أحد منهم أن الإعجاز يعتبر علمًا من العلوم كما يدندن به أصحاب المقاصد السيئة الذين همهم صرف المسلمين عن علوم الشريعة الإسلامية إلى مقدمات فلسفية يضخمونَها بالألقاب الكبيرة كي يغتر بِها ضعفاء العقول وذوو السذاجة من المسلمين وقد نجحوا في هذا المغزى الخطير عند من تقدم ذكرهم.
والمتأمل لأدلة القرآن والسنة يعلم أن فعل أحد من البشر دون الأنبياء الذين جعل الله لهم المعجزات، وخوارق العادات ومنها كرامات الأولياء -وكلها من عند الله وحده- ما عدا ذلك لا يمكن أن يكون معجزًا لأن الله يقول: }وَفَوقَ كُلِّ ذِي عِلمٍ عَلِيمٌ{.
ونبي الله موسى عليه السلام لما سُئل: هل تعلم أحد في الأرض أعلم منك؟ فأجاب أنه لا يعلم أعلم منه حسب علمه، أوحى الله إليه: بلى، عَبْدُنا خضر، وكان من قصتهما ما ذكره الله سبحانه في سورة الكهف، وانظر ]البخاري[ و ]مسلم[ لبيان القصة فأفعال رب العالمين وعلم رب العالمين وكلام رب العالمين هي المعجزة التي يعجز البشر أن يأتوا بمثلها وقد تحداهم الله سبحانه على ذلك فقال تعالى: }وَإِن كُنتُم في رَيبٍ مِمَّا نَزَّلنَا عَلَى عَبدِنَا فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ وَادعُوا شُهَدَاءَكُم مِن دُونِ الله إِن كُنتُم صَادِقِينَ * فَإِن لَم تَفعَلُوا وَلَن تَفعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ{، وقال: }يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاستَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ الله لَن يَخلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجتَمَعُوا لَهُ{، وقال: }قُلِ ادعُوا الَّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِ الله لا يَملِكُونَ مِثقَالَ ذَرَّةٍ في السَّمَوَاتِ وَلا في الأَرضِ وَمَا لَهُم فِيهِمَا مِن شِركٍ وَمَا لَهُ مِنهُم مِن ظَهِيرٍ{، وقالت الجن: }وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَن نُعجِزَ الله في الأَرضِ وَلَن نُعجِزَهُ هَرَبًا{، وقال تعالى: }وَمَا كَانَ الله لِيُعجِزَهُ مِن شَيءٍ في السَّمَوَاتِ وَلا في الأَرضِ{.
فتسمية هذه المسائل بالإعجاز العلمي فيها غلو ومبالغة شديدة ومنازعة لله فيما هو من خصائصه سبحانه، فكما أنه سبحانه لا يعلم ما في الكون إلا هو، وكذلك لا يعجز من شيء بنص القرآن الكريم، أما غيره من البشر فهم العاجزون الفقراء إليه سبحانه، قال تعالى: } يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى الله وَالله هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ * إِن يَشَأ يُذهِبكُم وَيَأتِ بِخَلقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ{. ا.هـ
وبعد هذا تعلم أخي في الله أن تسمية الإعجاز العلمي باطلة وليس هناك من العلوم ما يسمى بالإعجاز العلمي في عهد السلف الصالح، فأنا أشهد بالله على بطلان الإعجاز العلمي، وأكفر بِهذا الإلحاد الذي يشكك في صدق كلام رب العالمين فهو جهل مطبق وغزو مدبر وليس بعلم يرضي رب العالمين.
كتاب : الصبح الشارق على ضلالات الزنداني في كتابه توحيد الخالق صـ ( من 156 إلى 159 ) .
*=*=*=*=*
مهاجر إلى الله
2008-11-02, 22:05
وهذه خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ يحيى بن علي الحجوري ( ) :
الخطبة الأولى
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)}( النساء : 1 ) .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)}. ( الاحزاب : 70 - 71 )
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى أرسلَ رَسوله محمداً صلى الله عليه وسلم مُخرجاً لهذه الأمة من ظُلمات الجهل والتيه ، إلى نور الحق والبرهان والاستقامة .
( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مبِينٍ ) .
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌٌَ }.
( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .
وجعله في غايةٍ من الحرص على أن يُوصلَ الحق إلى الناس ، وعلى أن يُوصلَ الهداية إلى الناس ، بل إن الله عز وجل قد عتب عليه في مواضع كثيرة في كتابه لشدة حرصه على الناس وعلى هدايتهم( فلا تذهب نَفسك عليهم حَسَرات إن الله عليمٍ بما يصنعون ) ، { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} ، فيخبر ربنا سبحانه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاد أن يايخئ نفسه وأن يقتل نفسه حسرةً على أنها من شدة الحسرة على الناس لِمَ لم يستجيبوا لشرع الله ، ولقد كان يَسعى في أسواق الجاهلية وفي أيان الحج فيقول عليه الصلاة والسلام : ( ألا من يؤويني فأبلغ دين ربي ) وهذا في غاية الحرص على إيصال الخير للناس .
وفي < الصحيحين > أنه ذهب إلى ابن عبد ياليل فعرض نفسه عليه ليؤويه حتى ينصر دين الله ، فرد عليه دعوته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغمومٌ ، حتى بلغ قرن الثعالب ورفع رأسه ، وإذا جبريل يناديه يا محمد إن هذا ملك الجبال يناديك إن شئت أن أطبق عليهم الاخشبين فعلت قال : ( لا إني أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ) الحديث عن أم المؤمنين عائشة في < الصحيحين > .
كل هذا يَدل على حرصه الشديد على إيصال الخير للناس ، وما توفاه ربه سبحانه حتى أكمل به هذه الملة المعوجة ، ففتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً ، كانت تدعو غير الله كانت تَعتقد الضَر والنفع في غير الله ، ربما كان أحدهم يعبد حجراً وبلا شك ولقد كان في مكة أكثر من ثلاثمائة صنم {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } ، وجاء الحق بتحطيم ذلك الباطل على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جاء رسول الله باخراج الناس من ظلمات الأهواء إلى نور الحق والسنة إلى نور الحق والهداية { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا } فما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية ، وقال بعض يهود : لو علينا نزلت لتخذنا ذلك اليوم عيداً ، لأن عندهم الأعياد من تلقاء أنفسهم من غير توقيف عن دليل ، وهي نزلت في يوم عرفة ولم يَلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نحو ثمانين يوماً حتى قَبضه الله (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) مما يحتاج إليه الناس في دينهم ، لم يكن ليترك رب العالمين الناس إلى عقول العقلانيين ، ولا إلى هلوسة المهلوسين ، ولا إلى استحسان المستحسنين ، فأكمل الله سبحانه وتعالى دينه ، وفي < الصحيحين > من حديث سهل بن سعدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه قال لعلي بن أبي طالب : ( ادعهم إلى ما نحن عليه ، والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) ، والذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن يدعو الناس إلى كتاب الله وإلى ما أوحى الله إليه من السنة ، (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) .
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْء) .
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمام نصحه وغاية محبته للمسلمين ولأهل الإسلام ، حذر من جميع البدع صغيرها وكبيرها ودقيقها وجليلها لما فيها من الأضرار على الناس في دينهم في معتقداتهم في عباداتهم في جميع أحوالهم ، فقال عليه الصلاة والسلام في خُطَبه وكان يكرر ذلك : ( ألا وإن كل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة في النار ) وهو القائل عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، فأبان صلوات الله وسلامه عليه أن من جاء باختراع في الدين ليس له مثالٌ سابق من الشرع فهو وبال على صاحبه مردودٌ عليه ، وروى الترمذي وغير من أهل السنن والمعاجم والمسانيد من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم موعظةً بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقالوا يا رسول الله : كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا قال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبدٌ ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن محدثة بدعة ) سمعاً وطاعةً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ألا وإن من أعظم البدع ، وأقبح البدع ، وأرذل البدع في هذه الأيام ، وفي هذه العصور الجديدة ، لما أحدثه بعض الناس مما يدعونه علماً ، ويسمونه بالأعجاز العلمي ، يضخمونه في أعين الناس ، يعضمونه في صدور الناس ، والواقع أنه جهلٌ محظ ، والواقع أنه تجهيل للمسلمين ، والواقع أنه مزاحمة لكتاب رب العالمين وسنة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم ، يأتون بأفكار الكفار وأفكار أولئك الحيارى من اليهود والنصارى يصححون بها ويصدقون بها كلام رب العالمين سبحانه وتعالى ، فترى أحدهم يقول : وهذا الفعل مصداق قوله تعالى كذا ، يأتي باكتشافاتٍ من اكتشافات الكفار ثم يزعم أنه يُصدق القرآن ، ويدل على صدق القرآن ، وأولئك حيارى وأولئك يَتَلمسون لهم ما يجعلهم في أي جانبٍ من الجوانب ، وهؤلاء على شريعة من الأمر أعرضوا عنها (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ) نعم والله ،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( قبل الساعة ، يظهر الجهل ، وتكثر الفتن ، ويفشو الزنا ، ويقل الرجال ، وتكثر النساء ) والحديث من حديث أنس وأبي موسى وآخرين في < الصحيحين > وغيرهما وشاهدنا من هذا أنه يكثر الجهل باسم الجهل والتعالم ، وما ارتكبت الشركيات إلا بالجهل بالله ، وما ارتكبت الفواحش إلا بالجهل بالله سبحانه وبشرعه ودينه ، يقول الله سبحانه وتعالى في قوم موسى لما كانوا يطلبون منه أن يجعل لهم إلهاً من غير الله : (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) وحصلت هذه الحادثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين كانوا ذاهبين إلى حنين ، قالوا يا رسول الله : أجعل لنا ذات أنواطٍ كما لهم ذات أنواط ؟ شجرة نعلق فيها سيوفنا للبركة ، قال : ( الله أكبر إنها السَنَن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) فأبان موسى عليه الصلاة والسلام أنهم سألوا الشرك بالله وهكذا النبي أبان عليه الصلاة والسلام أنهم سألوا تلك البركة التي لا دليل عليها بسبب الجهل بالله سبحانه وبدينه وبكتابه وبشرعه ، وهكذا قوم لوط يسألون الفاحشة فيقول عليه الصلاة والسلام : ( إني أراكم قوماً تجهلون ) وهكذا عاد {واذكر أخَا عادٍ إذْ أنْذر قومَهُ بالأَحْقافِ وقدْ خلَتِ النُّذُر منْ بينِ يديه ومن خلفه ألاَّ تعبدوا إلاَّ الله إني أخافُ عليكم عذاب يوْمٍ عظيمٍ(21)قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأْتنا بما تعدنا إِن كنت من الصادقين(22)قالَ إِنّما العِلمُ عِندَ اللهِ وأُبلِّغُكُمْ ما أُرسِلتُ به ولكنّي أراكُم قوْماً تجْهلون(23) } .، ولو استعرضت القرآن والسنة لرأيت فيهما من هذه الأدلة الكثيرة ما يُبين أن جرائم الدنيا تقترف بسبب الجهل والهوى ونعوذ بالله من ذلك ، حتى إن موسى عليه السلام يَستعيذُ من الجهل فيقول : ( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) .
ويوسف يقول : { وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} فيبين أن الزنا يحصل بسبب الجهل بالله وبشرعه وبعظمته سبحانه وتعالى .
وهؤلاء القوم في هذه الأزمنة يكونون مساعدين للشيطان على تجهيل المسلمين ، وإيقاع المسلمين في الجهل حتى يسيطر عليهم الضلال والباطل الذي أفاد عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في < الصحيحين > من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( حتى إذا لم يبقي عالماً ، أتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسألوا ، فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا ) ، فإذا جنح الناس ، وهرع الكثير منهم ، وأنتشر الباطل ، واستولت البدع ، واضمحلت السنن ، وسيطر الهوى ، رأيت ذلك الصنف يُبجح ما هو عليه ، ويذم ما كان عليه الآخرون ، ولو كان كتاباً وسنة .
إن ما يتعلق بهذه البدعة أضرارها كثيرة وشرورها مستطيرة على المجتمعات الإسلامية نعم والله ، فإنها تقليدٌ للكافرين ليس لهم أصلٌ من المرسلين عليه الصلاة والسلام ، ولا من سلفنا الصالح ، فقد نزه الله السلف الصالح أن يكون منهم من يدعو إلى أفكار الكفار يُسميها أعجازاً عليماً ونعوذ بالله .
وهكذا تقرأ في القرآن والسنة ترى التحذيرات الكثيرة ، والزواجر الشديدة من تقليد الكافرين في أقوالهم وأفعالهم ، وهؤلاء لما لم يقبل منهم الناس دعوتهم إلى التوحد ودعوتهم إلى الاتفاق ودعوتهم إلى التقارب مع اليهود والنصارى ، عمدوا وهرعوا وانطلقوا ساعين إلى تبريرات أفكارهم ، وتعظيمات أقوالهم في صدور جهال المسلمين ، فيقولون هذه الآية يصدقها قول فلان الكافر ، وهذا الحديث يدل هذا على أنه إعجازٌ علمي أعني أن قول الكافر يصدق كلام رب العالمين ، نعوذ بالله من أن يعتقد أناس هذا المعتقد الوخيم ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا) (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً ) (فبأي حديث بعد الله وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ)، إن الكفار عليهم لعائن الله قد ذمهم الله في كتابه ، وعلى لسان رسوله عليه الصلاة والسلام { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(78)كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}،
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73)أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} ، فهم في غاية من التردد والارتباك والشك ولا ريب والحيرة ، حتى إنهم يعتقدون أن عيسى هو الله ، ويعتقدون أنه ابن الله ، ويعتقدون أنه ثلاث ثلاثة ، {وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ } هكذا يخبر الله سبحانه أنهم في غاية من الضلال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا(144)إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(51)فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ } إنهم أناسٌ مخادعون لله يجب بيان سبيلهم كما أمر ربنا سبحانه (وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) .
يقول الله : {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. وقد سلك أتباعهم في تحريف النصوص ولي أعناقها إلى ما يزعمون أنه أعجازاً علمياً مسلك أولئك الكفار ، قولوا حطة قالوا حنطة وحبةٌ في شعرة ، ونهى الله سبحانه وتعالى عن الهرولة بعدهم ، وعن السلوك في سيرهم ، فإنهم ضالون كما يقول ربنا سبحانه : {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ غَيْرِ المَغضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ) نعم عباد الله هذا التشكيك ، هذا التجهيل ، هذه البدعة المنكرة ، هذه الأمور الخطرة يزعمون أنها دينٌ ، وأنها تزيد الإيمان (فبأي حديث بعد الله وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ) .
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ).
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(1)إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءاياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}.
{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.
{ قَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ ءاياتُهُ ءاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامنوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}..
أبعد هذه هداية بعد هذه المواعظ العظيمة هل هناك هداية غير كتاب الله وسنة رسوله بظاهرها ، التي خاطب الله سبحانه المسلمين بالتفقه فيها والتدبر لها حتى الأعراب ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) ، إنهم يأتون بأفعالهم القبيحة ، وأفكارهم القذرة أعني هؤلاء ، متهمين السلف الصالح بالتقصير ، وعدم إقامة الحجة فترى أحدهم يقول مستدلاً : { سَنُرِيهِمْ ءاياتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ }. ويزعم أن بيان الحق يحصل بما حصلت من الأمور الجديدة والاكتشافات الحديثة وكأن سلفنا الصالح وجميع الأنبياء لم يقيموا الحجة على الأمة { لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ }، وقد قاموا بشرع الله خير قيام لسنا بحاجةٍ إلى هذه الاكتشافات ، وهكذا يزعمون أنهم هم أهل العلم ، ويصدرون جميع الأدلة إلى ما هم عليه من الأفكار وهم أناس زنادقة ، أعني أصحاب تلك الأفكار التي يأخذ منهم المسلمون زنادقة ، وهم يهود ، هم نصارى ، هم أحدهم يبول على ثيابه وفي جسمه ولا يتنزه من البول ولا من الشرك بالله قبل ذلك ، وهؤلاء ينصبون عليهم الأدلة { وَيَرَى الَّذِينَ أُوتوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ }. وينزل آية سبأ على أولئك الكافرين ، وأنهم هم أهل العلم {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } والآية فيها منهم أي من المسلمين لا من الكافرين الذي يستنبطون أن البحار أمواج والذي يستنبطون أن الناس يصعدون زعموا القمر ، وهذه أكذوبات أتوا بها لزحزحة المسلمين عن الاقتناع بكلام ربهم وسنة نبيهم يجب على المسلمين جميعاً أن يتقوا الله ، ويبتعدوا عن هذه الأفكار الهدامة .
مهاجر إلى الله
2008-11-02, 22:17
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين أما بعد :
فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التهوك إلى الكافرين وإلى الكتب المتقدمة غير كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فقد روى ابن أبي عاصمٍ في < السنة > من حديث جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : يا رسول الله نرى عند يهود بعض الأخبار ألا نأخذها ؟ , فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أمتهوكون أنتم والله لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي ) ، وجاء من حديث أبي الدرداء وآخرين ( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ) .
إن الزيغ عن هذه البيضاء وعن هذه السنة ليعتبر من أعظم الهلاك ( دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم كثرت مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ، فما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) ، هكذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في < الصحيحين > من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
أيها الناس إن هؤلاء يَعمدون إلى الكفار ، وإلى كتب الكفار أفكار الكفار ، وإلى تهوكات الكفار ويقيمون لها المؤسسات وينشئون لها المدرسين وأصحاب تلك التجلدات نعني على أنهم ينشرون من أجلها الجرائد والمجلات مبررين لتلك الفكرة ، مزعزعين للناس عن الاعتصام لكتاب ربهم وسنة نبيهم ، زاعمين أن هذا هو الهدى والله سبحانه وتعالى يقول مبيناً هذا الضلال : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ ) ، فلربما أحدهم يحمل الدليل فوق مالا يتحمل ، ويأتي بما لم يقله السلف الصالح وأن هذا لم يعلمه ابن عباس ولا مجاهد ولا قتادة ولا الضحاك إلى آخر ما يقولونه في تلك الأقوال ، وهكذا أيضاً يَأتون بتلك الأفكار يُزاحمون بها كتاب الله وسنة رسوله ، وتجد أحدهم لا يعرف من السنة ولا من البدعة ، ولا يعرف المعتقد الصحيح ، ولا يعرف المعتقد السليم ، ولا يعرف كذلك كيف يصلي كما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يأتون لهم بتلك الأعمال يعقدونها علماً وهي في غاية الضلال ، ومن أقبح ما في تلك الأمور أيضاً من أقبح ما فيها على أنها تدفع المسلمين إلى الإعراض عن ذكر الله وعدم تدبر الكتاب والسنة والاكتفاء به ، وعدم الحفظ من الكتاب والسنة والتضلع منها ثم يعمدون إلى هلوسة الكافرين { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}. .
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}. وتالله ما زحزحهم الشيطان ، وأبعدهم هذا الابعاد ، إلا بسبب بعدهم ، وبسبب غموضهم ، وقفل أعينهم ، عن النظر إلى الكتاب والسنة بعين البصيرة ، فإنهم تَعَاموا عنها فعاقبهم الله يقول ربنا : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124)قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا(125)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءاياتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}. قال ابن كثير وغيره : عاملتها معاملة الناسي لها فترى أحدهم لا يبالي بظاهر القرآن ، ولا السنة ، ثم يأتي باكتشافاتٍ يريد من تلك الاكتشافات أن يظهر علماً غير علم السلف رضوان الله عليهم ، وهذا دونه خرط القتاد ، إنما هو الضلال المحظ عباد الله نعم والله ، إننا نعوذ بالله ، ونعيذ كل مسلمٍ أن يعرض عن كتاب الله وعن سنة رسوله ، ( ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذاباً صعداً ) فاتقوا الله معشر المسلمين وأقبلوا على كتاب ربكم وسنة نبيكم ، وإياكم والأهواء ، ومجارات الأهواء التي تتجارى بأصحابها ، كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه .
ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
** يتبع إن شاء الله **
مهاجر إلى الله
2008-11-05, 22:23
فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله - :
الفتوى : يقول ظهر في هذا الزمان بالإعجاز العلمي للقرآن فما رأيكم في هذا ؟
الشيخ حفظه الله :هذا من قديم الإعجاز العلمي للقرآن الكريم من قديم والشاهد أن هذا الكتاب هو معجز ، معجز في ألفاظه ، معجز في أحكامه ، معجز في معانيه التي تضمنها واحتواها لا شك في ذلك ولا ريب ولكن الواجب أن لا نفسر القرآن بهذه الاكتشافات فقد تصح هذه الاكتشافات الآن وقد لا تصح غداً ، فيأتي اليوم الإنسان بنظرية ويقول القرآن وهذه الآية تفسير لهذا ويأتي غداً مكتشف ويقول لا هذا الاكتشاف غلط الصواب كذا فكتاب الله جل وعلا أعلى وأجل من أن يفسر بهذه الاكتشافات ، أولى ما فسر به القرآن القرآن ثم صحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبار الصحابة وأقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم لأنهم عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وشاهدوا التنزيل وسمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم تبليغه عن الله تبارك وتعالى وهم أفقه الناس وأعرف الناس بمراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أفصح الناس أيضا وأعرف الناس بلغة القرآن هذه التي نزل بها هذا الكتاب العظيم فلابد من أن يكون المرجع إليهم ثم بعد ذلك وجوه كلام العرب التي نزل بها هذا القرآن ، هذه الوجوه التي يفسر بها كتاب الله تبارك وتعالى أما أن يجعل هذه الاكتشافات المسماة بالإعجازات العلمية تجعل تفسيرا لكتاب الله تبارك وتعالى هذا لا ينبغي بل لايجوز لأنه الآن تصدق النظرية وغدا يأتي آخر ويقول هذه النظرية باطلة فكتاب الله يجل ويصان عن مثل ذلك والإعجاز عندنا مستقر أن هذا الكتاب معجز في ألفاظه ومبانيه ومعانيه وأحكامه " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا "
فهذا الكتاب معجز لا نشك فيه ذلك فإذا حصلت هذه الاكتشافات العلمية ووافقت ما قاله ربنا تبارك وتعالى وما قرره رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حديث الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ....إلى آخر الحديث فالحمد لله وإذا لم توافق فنحن مطمئنون ومصدوق لكلام الله تبارك وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نحتاج لهما شاهد يشهد على صدقهما . نعم . ( )
عند لقاءه مع طلبة العلم بصامطة 21شعبان 28هـ مفرغة . شبكة سحاب السلفية .
*=*=*=*=*
فضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين
- حفظه الله تعالى :
قال :
لابد أولاً من افتراض حسن النية في كل من يحاول اجتذاب الناس إلى دينهم مهما ظهر من مجافاته طريق الصواب ؛ فقد قال الله تعالى عن أضل عباده :
{إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} [الأعراف:30] ، ولكن لا بد من إظهار انحرافه عن منهاج النبوة حتى لا يغتر به الآخرون .
ومن أسوء الأمثلة على ذلك : ربط كلام الله اليقيني بالنظريات الحديثة في الكون والحياة ، وكلها ظنية قابلة للتغيير والتبديل .
يعيد بعض الباحثين بداية هذا الانحراف إلى ما يلي :
1ـ محاولة بعض المفسرين الماضين سد الثغرات المتوهمة في قصص الأنبياء بالتفاصيل المأخوذة من التوراة والإنجيل ؛ غافلين عن حكمة اقتصارها في كتاب الله على مواطن العظة .
2ـ الاحتجاج بشعر العرب على القرآن ـ بدلاً من الاحتجاج بالقرآن على اللغة ـ : كما احتج الأشاعرة على تأويل الاستواء بالاستيلاء : (قد استوى بشر على العراق ) ، وتأويل الكرسي بالعلم : (ولا يُكرسئ علم الله مخلوق)؛ صرفاً للفظ عن ظاهره .
3ـ الاحتجاج بالرأي المخالف لمنهاج السنة ؛ فيفهم الآية انتصاراً للمذهب: كما احتج الخوارج على ضلال عثمان وعلي رضي الله عنهما بقول الله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً} [الأنفال: 25] مؤكدين رأيهم بحديث موضوع : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان : (بك تفتح)، ولعلي (أنت إمامها وزمامها وقائدها تمشي فيها مشي البعير) .
وكما احتج الإمامية على حصر الولاية في علي رضي الله عنه ـ والأئمة من نسله ـ بقول الله تعالى :{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] ، وأنها نزلت في علي رضي الله عنه ؛ إذ سأله سائل وهو راكع في صلاته ؛ فأومأ إليه بخنصره فأخذ خاتمه منه .
ولعلَّ أول من وقع في شبهة الإعجاز العلمي في القرآن : الغزالي (ت505) في (إحيائه) ؛ إذ ادعى أن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم ، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات ؛ بادعائه أن لكل كلمة ظاهراً وباطناً وحدَّاً ومطلعاً ، وفي كتابه
(جواهر القرآن) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال القرآن على جميع العلوم أو الفنون الدنيوية .
وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام ؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص الوحي ، فجاء من بعده الرازي (ت606)فزاد الطين بلة .. ثم استفحل الأمر فجاء ابن أبي الفضل المرسي (ت655) ؛ فاستخرج الهندسة من قوله تعالى: {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} [المرسلات:30] ، والجبر والمقابلة من الحروف في أوائل السور مثلاً .
وفي هذا العصر الذي بهر أبصار المسلمين وبصائرهم بنظرياته ومخترعاته ، وإذا كان الكواكبي (ت 1320) هو السابق للابتداع في التفسير بمثل عزوه التصوير الفوتوغرافي إلى قول الله تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً} [الفرقان:45] ؛ فإن لواء الابتداع في هذا الأمر معقود للشيخ/طنطاوي جوهري(ت1358)؛ ففي مؤلفه : (الجواهر في تفسير القرآن ـ 26مجلداً ) كثيرمن المضحكات المبكيات، منها : استخراج تحضير الأرواح من قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى} [البقرة: 73] ، وقوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [البقرة: 259] ، وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى} [البقرة: 260] ، واستنبط من الآيات أن يكون محضر الأرواح ذا قلب نقي خالص كالعزير وإبراهيم وموسى .
وبهرت لغة العصر سيد قطب فوصف كلام الله (بالتصوير الفني ، والتصور الرباني ، والموسيقى الحادة التقاسم ، والموسيقى المطمئنة المتموجة) .
ومصطفى محمود تكلم عن (سمفونية الفاتحة) ، وعن (الشفرة والرمز والألفاظ المطلسمة) في القرآن ، وفي محاولة كل منهما ـ الأديب والطبيب ـ تفسير القرآن ما يفوق ذلك افتئاتاً على اللفظ والمعنى ، وانحرافاً عن شرع الله ومنهاج خيار هذه الأمة .
وإذا لم يقف ولاة أمر المسلمين في وجه هذا الهجوم الشرس على تفسير كلام الله بغير علم ولا هدى ، من قبل الأدباء والوعَّاظ والوراقين وتجار الدين، فليس من المستبعد أن يحدث في الإسلام ما حدث في النصرانية عندما أرادت اللحاق بركب العصر العلمي ؛ فأدخلت في تفسير الأناجيل دراسات في الفلك ، وفي الرياضة والعلوم الطبيعية والفنون التطبيقية ، ولما تغيرت النظريات مع الزمن ـ كما يحدث دائماً في النظريات الظنية ـ فقد الدين النصراني احترامه بين أكثر أهله .
وقد رأينا اليوم انصراف الشباب المسـلم عن تفاسير الأئمة في القرون الأولى ، وهم أهل اللغة التي أنزل بها القرآن ، وأهل العلم الشرعي المستنبط من الوحي ؛ إذ أغشاهم البريق المؤقت للتفاسير العصرية عن التمييز بين الحقيقة والخيال وبين العلم اليقيني والفكر الظني .
وإعجاز القرآن عرفه المسلمون الأوائل
القدوة في فصاحته وبلاغته وحججه البالغة ، وإخباره عن غيب لا يعلمه إلا من أنزله ،
وبدعة الإعجاز العلمي للقرآن لا تعدو أن تكون إهانة للقرآن ، وإعلاء لنظريات الملحدين .
وصلى الله وسلم على محمد و آل محمد .
** يتبع إن شاء الله **
مهاجر إلى الله
2008-11-07, 20:29
وقال أيضاً- سعد الحصين - حفظه الله تعالى - :
أ- تلقيت اتصالاً كريماً بالهاتف من: د. عبد العزيز العطيشان ثم رسالة كريمة من: الأستاذ عبد الله الصبياني منسق فريق اللجنة التأسيسية لمؤسسة الاكتشافات العلمية من الكتاب والسنة (تحت التأسيس) تبيِّن أهم أهداف المؤسسة، وهذا موجزها:
1) تشجيع العلماء المسلمين للوصول إلى اكتشافات علمية جديدة مستنبطة من المؤشرات العلمية في الكتاب والسنة ومنتجات علمية تطبيقية.
2) تخفيف تعلق الطلاب المسلمين في الخارج بالعلم الغربي المنفصل عن الدين.
3) تصحيح صورة المسلم في الإعلام الغربي بنقله من الاستهلاك إلى الاختراع.
ب- ويعتمد إنشاء المؤسسة على ما يلي موجزه:
1) ورود إشارات علمية في نحو (1200) آية من كتاب الله، يدعو إلى التعمق فيها واستنباط حقائقها: تحقيقاً لمبدأ الاستخلاف في الأرض.
2) ورود كلمة (العلم) والتشجيع على التفكر في مئات الآيات.
ج- ويتوقع المؤسِّسُون الوصول إلى نتائج هذا موجزها:
1- اكتشاف أمراض وراثية بالرضاعة المحرمة من قول الله تعالى: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} [النساء: 23].
2- اكتشاف مواد جديدة من مثل قول الله تعالى: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا} [الإنسان: 16].
3- اكتشاف أدوية جديدة من مثل قول الله تعالى: {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146].
4- اكتشاف طرق بناء جديدة مما قصَّ الله عن سد ذي القرنين ومن قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4] ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".
د- ويتعلق بعض الإخوة المهتمين بهذا المشروع ومن سبقهم بفهمهم لقول الله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] وبفهمهم لقول الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن: 33] دليلاً على صحة ظنهم أنه يجوز القول على الله وكلماته بما لم يقله ولم يعمل به ولم يقره النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه ولا صحابته ولا تابعوه في القرون المفضلة.
وبعد الاطلاع على أهداف المؤسسين وقواعد عملهم وتوقعاتهم للنتائج رأيت ما يلي وبالله التوفيق:
أ- لا يجوز شرعاً أن يقال على الله (وعلى مراده بكلامه) قول يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلا دين إلا ما كانوا عليه، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] وقد أفتت اللجنة الدائمة من هيئة كبار العلماء بتحريم ذلك وذكرت مثالاً له قول أهل بدعة الإعجاز العلمي في قول الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا...} المخالف لجميع المفسرين القدوة.
ومع تفهمي للعاطفة من وراء هذه البدعة وحسن ظني بنية مبتدعيها؛ فهم مخطئون (ولو أصابوا) لتجاوزهم حدود إدراكهم وتعديهم على كتاب الله تعالى وعلى مراده بكلامه، وهم بذلك مقترفون لكبيرة من الكبائر لا يعذرون في اقترافها بدعوى حسن النية مع فساد العمل.
ب- وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]، وما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن استدراك على الله ورسوله يتضمن اتهام الرسول بعدم التبيان واتهام الدين بعدم الكمال، وقد أنزل الله تعالى في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فلا يجوز لمسلم المساهمة فيه ولا الإعانة عليه ولا الإنفاق عليه.
جـ- وتوجد هيئة للإعجاز العلمي في القرآن بمكة المباركة سعى التابعون لمنهج (حزب الإخوان المسلمين) لايجادها والسيطرة عليها فلم يول عليها منذ إنشائها غيرهم، ولو كان في هذا النهج خير، أو لم يكن فيه شر لكفتنا البلوى بها عن البلوى بغيرها، والإثم باقترافها عن غيرها.
د- لم يقل عالم بشرع الله يقتدى به بمثل ما قال به أهل هذه البدعة المفتراة على الإسلام باسم الإسلام، وإنما كان المرجع في تفسير القرآن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وعن الفقهاء في الدين في القرون الخيرة، حتى ذر قرن الفكر فأزيح الفقه في الدين وقدم الفكر.
وإنما بدأ الانحراف عن منهاج النبوة بمحاولة أهل الفرق الضالة عنه الاستدلال لصحة مناهجهم بتحكيم عقولهم القاصرة في مراد الله بكلامه، (المعتزلة والخوارج والرافضة بخاصة)، وللتفصيل اقرأ كتاب (بدع التفاسير في الماضي والحاضر د. رمزي نعناعة) فهو خير ما قرأت ونقلت عنه، ونشرته مشكورة وزارة الأوقاف الأردنية عام 1390. قال مقدمه د. عز الدين الخطيب التميمي (وكيل الوزارة ثم مفتي الأردن ثم رئيس القضاة أثابه الله)
عن دوافع المفسر المنحرف:
1) قصوره في فهم الحديث وجهله باللغة.
2) جعل مذهبه أصلاً في فهم الآية والتفسير تباعاً.
3) الجزم بأن مراد الله بالآية كذا من غير دليل شرعي.
4) تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
5) التفسير بالهوَى [الفكر]. ص 8.
هـ- لعل أول وأعلم من اشتهر في بدعة الإعجاز العلمي في القرآن: أبو حامد الغزالي رحمه الله فنقل عن غيره دعوى (أن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم ومئتي علم إذ كل كلمة علم، مضاعفة أربع مرات إذ لكل كلمة ظاهر وباطن وحد ومطلع)، وهو رحمه الله قد اجتالته عن العلم الشرعي شياطين الفلسفة ولما تبين ضلالها حاول البعد فاجتالته شياطين التصوف (فلسفلة ودروشة) واقرأ كتاب (أبو حامد الغزالي والتصوف) للشيخ عبد الرحمن دمشقية أو مهذبنا له: (وقفات مع كتاب إحياء علوم الدين للغزالي) تجد فيه من الطامات والشطحات في العقيدة فما دونها ما ينهاك عن الثقة في كل ما يقول وينقل بلا دليل، وعن قلة بضاعته في الحديث بل واللغة.
و- لا يظهر لي فيما تلقيته من الإخوة القائمين على هذه المؤسسة أنها تقوم على أساس صالح من أي وجه لاستباحة حمى الله والقول على الله بغير علم والحكم على مراده من كلامه بغير دليل من الوحي بفهم سلف هذه الأمة من الفقهاء الأول في دينه.
وليس بينهم عالم واحد بشرع الله يبين لهم حدود الله فلا يتعدوها، بل مبلغ علمهم (أو جهلهم) الفكر المجرَّد عن العلم والاتباع. ولو ترك الدين للفكر لضاع الدين فالفكر مشترك بين الناس، بل إن بعض تصرفات الحيوان لجلب منفعته أو دفع مضرته تدل على نوع من التفكر قد يسمى بغير لفظه، أما العلم الشرعي المحمود فلأهله وحدهم.
ز- وقد يظنون أن كل مجتهد مأجور مرتين إن أصاب أو مرة إن أخطأ، وهذا الظن إثم إذا تعلق بالقول في الأمور الشرعية، فلا يجوز الاجتهاد في أمور الشريعة إلا لعلماء الشريعة.
وكل الخائضين في بدعة الإعجاز العلمي في القرآن من الخلف (القرن الأخير بخاصة) قاصرون عن العلم الشرعي ومقلدون في النظريات الكونية منذ طنطاوي جوهري (ت: 1358 هـ) إلى مصطفى محمود الطبيب (مع وقف التنفيذ) الصحفي، وزغلول النجار الجيولوجي.
حـ- وأبرز من رد باطل الإعجاز بين الأوائل من علماء السنة إبراهيم أبو موسى الشاطبي العالم الأصولي المشهور (ت: 790) وهو من أئمة المالكية من غرناطة، قال في (الموافقات) عن الإعجاز بين السابقين بأنهم: (تجاوزوا الحدَّ في الدعوى على القرآن فأضافوا إليه كل علم)، وقال: (إن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه، ولم يبلغنا أنه تكلَّم أحد منهم في شيء من هذا المدَّعى ... وذلك دليل على أنَّ القرآن لم يقصد فيه تقرير لشيء مما زعموا) جـ 2 ص 69 - 82.
جزى الله الشاطبي في السابقين ورمزي نعناعة في اللاحقين وأمثالهما خير ما يجزي به الله النافين عن كتابه تأويل المبطلين.
ط- وغاية ما وجدت في خطاب القائمين على هذه المؤسسة:
1) ظنهم أن الحضارة الغربية هي معيار رقي المسلم ورفعة شأنه بشرط ألا يأخذها المسلم من مصدرها الغربي بل من القرآن والله تعالى يقول: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 33 - 35]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سجن المسلم وجنة الكافر" رواه مسلم، فهم أولى بها، وكل الحضارات القديمة وثنية: الهندية والصينية والفارسية واليونانية والفرعونية والرومانية والإنكا والخِمْر وغيرهم.
وللمسلم التعامل الدنيوي مع الجميع بالعدل والبر والإحسان كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل مع المشرك والنصراني واليهودي حتى مات ودرعه مرهون عند يهودي واليهود يعملون في خيبر بنصف ما يخرج منها وهم المحاربون له الناقضون لعهده.
2) تعلقهم بلفظ في القرآن حسب فهمهم الساذج مثل: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42] فيتعسفون استنباط دواء منه لا دليل عليه من الشرع ولا من العقل.
والجرأة على القول على كتاب الله بغير علم زيَّنَتْ لأبي زيدٍ الدمنهوري تفسير قول الله تعالى: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} [آل عمران: 49] بقوله: (يعلمكم التدبير المنزليَّ)، ولمصطفى محمود: (سيمفونية الفاتحة)، ولسيد قطب: وصف القرآن بالسحر والتصوير والرسم والموسيقى والمشاهد السينمائية والمسرحية، وزيَّنتْ قبلهم لأبي الفضل المرسي استنباط فنِّ الهندسة من قول الله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} [المرسلات: 30]، وزيَّنتْ لطنطاوي جوهري استنباط تحضير الأرواح من سورة البقرة، آية (76)
. والله الهادي. (الطائف: 24/8/1428 هـ).
منقول من الموقع الرسمي للشيخ سعد الحصين - المقالات - بعنوان (بدعة الإعجاز العلمي في القرآن: تأويل لليقين بالظنِّ ) .
** يتبع إن شاء الله **
مهاجر إلى الله
2008-11-09, 17:09
الشيخ محمد بن عمر بازمول
- حفظه الله -:
قال : وبعض الناس يتوسع في هذه القضية فإنه يتجرأ في تحميل القرآن ما لا يحتمل من قضايا العلم الحديث مرتكزاً في ذلك على قضية ( لا تنقضي عجائبه أو لا تفنى عجائبه ).
والتفسير العلمي للقرآن: هو من باب التفسير بالرأي لا يُقبَل إلا إذا توفرت فيه الشروط الخمسة السابقة.
[ وهي: أن لا يخالف التفسير المأثور مخالفة تضاد، وأن يناسب السياق والسباق واللحاق، وأن يحتمله اللفظ لغة، وأن لا يخالف أصلاً في الشرع، وأن لا يتذرع به لنصرة بدعة ]
فبعض الناس يأتي ويُدْخِلُ في تفسير الآية ويُحَمِّلُها من المعاني العلمية ما يتنافى مع السياق والسباق، أو ما يخالف مخالفة تضاد ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة، أو ما يَخْرُج باللفظ عن دلالته اللغوية. فهذا تفسير بالرأي المذموم.
ولا يغير واقعَه شيئاً أن يقال: ( إن القرآن لا تنقضي عجائبه ).
لأني أقول: نعم، لا تنقضي عجائبه، ولكنه ليس كتاب علم وليس كتاب جغرافيا ولا كتاب هندسة ولا كتاب طب ولا كتاب جيولوجيا ولا كتاب فلك ولا كتاب أحياء. هو قرآن، كتاب هداية وإعجاز، لا تجد فيه خللاً.
واستنباط ما فيه بالرأي يشترط في قبوله الشروط السابقة في قبول التفسير بالرأي [ وقد مر ذكرها ] ومنه التفسير العلمي.
وتناول القرآن على هذا الأساس بهذه الحيثية [ أي بحيثية التفسير بالعلوم الطبيعية مع مراعاة الشروط الخمسة ] لا بأس به.
مثلاً قوله تعالى: ( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ ). هذا إشارة إلى حقيقة علمية: أن في ملتقى الأنهار مع البحار برزخ، أي حاجز وفاصل. يقولون في العقيدة ( الحياة البرزخية ) يعني التي تفصل بين الدنيا والآخرة. نقول: هنا حقيقة علمية أشار الله إليها؛ أن ما بين مصب ماء النهر وماء البحر برزخ فاصل بين المائين.
نعم الآن العلم الحديث أثبت هذا، الحمد لله، هذه قضية أوردها الله عز وجل في ثنايا الآية من باب الامتنان وإنعامه على الناس، وبأنه وحده مستحق أن يُعبد دون سواه.
وليس باللازم أن كل حقيقة علمية أو كل معلومة علمية تجد لها في القرآن أصلاً. لا، القرآن لم يوضع لهذا.
إذاً قضية ( لا تفنى عجائبه أو لا تنقضي عجائبه ) هذه القضية مضبوطة في التفسير العلمي بشروط قبول التفسير بالرأي الخمسة [ ومر ذكرها ]. إن لم تتوفر يكون هذا التفسير تفسيراً بالرأي الباطل المذموم.
إذاً ( لا تنقضي عجائبه ) لمن استعمله على الأصول العلمية المعتبرة عند أهل العلم. هذا هو المقصود بقوله: ( لا تنقضي عجائبه ).
فليست القضية متروكة هكذا بدون قواعد وبدون ضوابط، يأتي الإنسان ويُحمِّل القرآن أموراً وأشياء ومعانيَ هي ليست من دلالة لفظه، أو هي ليست مما يناسب سياق الآية، أو هي مما يخالف ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة مخالفة تضاد.
هذا خطأ ولا يصح الارتكاز على قضية ( ولا تنقضي عجائبه ). ( )
شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيميه .
مهاجر إلى الله
2008-11-12, 22:11
الشيخ بن جبرين
السؤال س:
نشرت إحدى الصحف مقالا عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ونادى صاحب المقال بعدم إقحام القرآن الكريم في النظريات الحديثة لأنها تتبدل ويظهر ما هو أصح منها، فيظهر لعامة الناس أن القرآن قد أخطأ، فما رأي فضيلتكم في هذا الموضوع؟
الاجابـــة :
أنزل الله القرآن بلسان عربي مبين، وبينه النبي صلى الله عليه وسلم امتثالا لأمر الله تعالى بقوله: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وقد فهمه الصحابة رضي الله عنهم لأنه نزل بلسانهم، وكانوا إذا تعلموا عشر آيات تعلموا ما فيها من العلم والعمل، وقد فهموها على ما تدل عليه في ذلك الزمان أو في كل زمان، ثم جاء في هذه الأزمنة قوم حداثيون، وأرادوا أن يخضعوا آيات القرآن على حوادث الزمان، والمخترعات الجديدة في هذه الأزمنة، وقد تكلفوا في صرف كثير من الآيات لما فهموه، مع أنه فهم بعيد، ويوجد كثير من هذه التكلفات في تفاسير المتأخرين، مثل تفسير الطهطاوي وسيد قطب وقد رد الشيخ محمود التويجري كثيرا من هذه التفاسير في رده على صاحب طنجة؛ وذلك لأنه من القول على الله بلا علم، وقد جاء في الحديث: من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار وقد تتبع الشيخ عبد الله الدويش الأخطاء التي في تفسير سيد قطب " في ظلال القرآن " وناقشها مناقشة علمية، فعلى هذا يستدل على هذه الحوادث الجديدة في هذه الأزمنة في غير تلك الآيات، حتى لا تصرف الآية عما فهمه منها سلف الأمة وأئمتهم. والله أعلم.
من هنـــــــــــــــــــــــــا (http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=5126&parent=4010)
ليتيم الشافعي
2008-11-12, 22:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى مهاجر وجزاك الله خيرا
الماسة الزرقاء
2008-11-13, 11:39
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء و أجزله اخي مهاجر و بارك ربي في جهد القيم و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب ..
جعله ربي في ميزان حسناتك
سبقا و كانت لي مشارك بهذا و فيها من الفتاوى ما نقلته هنا
اسمح لي بتقديم هذه الفائدة باختصار
(( حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة .)).
وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب أفهامهم وآرائهم ..
أويفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب
أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك:بالإعجازالعلميّ للقرآن الكريم ..
؛وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن ..إلاّ أنّهذا عملٌ لا يجوز ..
قال صلى الله عليه وسلّم :
( من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ
مقعده من النار .)
.. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين ..
وإعجازالقرآن عرفه المسلمون الأوائل
القدوة في فصاحته وبلاغته وحججه البالغة ، وإخباره عن غيب لا يعلمه إلا من أنزله ،
وبدعة الإعجازالعلمي للقرآن لا تعدو أن تكون إهانة للقرآن ، وإعلاء لنظريات الملحدين .
ولا يغير واقعَه شيئاً أن يقال:
( إن القرآن لا تنقضي عجائبه ).
لأني أقول: نعم، لا تنقضي عجائبه، ولكنه ليس كتاب علم وليس كتاب جغرافيا ولا كتاب هندسة ولا كتاب طب ولا كتاب جيولوجيا ولا كتاب فلك ولا كتاب أحياء.
هو قرآن، كتاب هداية وإعجاز، لا تجد فيه خللاً.
واستنباط ما فيه بالرأي يشترط في قبوله الشروط السابقة في قبول التفسير بالرأي [ وقد مر ذكرها ] ومنه التفسيرالعلمي.
وتناول القرآن على هذا الأساس بهذه الحيثية [ أي بحيثية التفسير بالعلوم الطبيعية مع مراعاة الشروط الخمسة ]
لا بأس به.
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وآله وصحبه .
مهاجر إلى الله
2008-11-13, 20:29
أخي الشافعي بارك الله فيك وجزاك خيرا.........
الأخت الماسة بارك الله فيك على الإضافة والتعليق والتنسيق..و إن تقدم ذكرها في الموضوع أعلاه
العدواني الجزائري
2008-11-18, 02:02
بارك الله فيك
استغرب كيف انشئت رابطة الاعجاز العلمي بمكة
حاكمي عبد القادر
2008-11-27, 17:52
[[ ] جزاك الله كل خير تقديرى واحترامى ا
]
هزيم الرعد
2008-11-30, 15:49
شكرررررررررررررررررررررررررررررا لك
مهاجر إلى الله
2008-11-30, 22:27
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على المرور
أم عدنان
2008-12-01, 14:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله وفيت وكفيت أخي مهاجر
أسأل الله لك بكل حرف كتبت أجرو ثواب الدنيا والآخرة ، وأن ينفعنا واياكم بما علمنا ، آمين
مهاجر إلى الله
2008-12-01, 16:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله وفيت وكفيت أخي مهاجر
أسأل الله لك بكل حرف كتبت أجرو ثواب الدنيا والآخرة ، وأن ينفعنا واياكم بما علمنا ، آمين
وعليكم السلام ورحمة الله
ولك بالمثل ....وبارك الله فيك
سنيقرة سناقرية
2008-12-08, 07:14
هنأك الله بالقبول وأسكنك الجنة مع الرسول ورزقك بالعيد بهجة لا تزول
كل عيد وانت لربك طائع ولدينك رافع ولاهلك نافع ولنبيك تابع
جعل الله فجر عيدك نورا وظهره سرورا وعصره استبشارا ومغربه غفرانا وجعل لك دعوة لاترد ووهبك رزقا لا يعد وفتح لك بابا بالجنة لا يسد
http://cards.naseej.com/cards/eid/eid16.jpg
اخوكم ومحبكم ابوالشفاء *-* سناقرية سنيقرة*-*
مهاجر إلى الله
2008-12-08, 18:10
هنأك الله بالقبول وأسكنك الجنة مع الرسول ورزقك بالعيد بهجة لا تزول
كل عيد وانت لربك طائع ولدينك رافع ولاهلك نافع ولنبيك تابع
جعل الله فجر عيدك نورا وظهره سرورا وعصره استبشارا ومغربه غفرانا وجعل لك دعوة لاترد ووهبك رزقا لا يعد وفتح لك بابا بالجنة لا يسد
http://cards.naseej.com/cards/eid/eid16.jpg
اخوكم ومحبكم ابوالشفاء *-* سناقرية سنيقرة*-*
بارك الله فيك أخي سناقرية ومازال الحنين يجذبك للمنتدى....
جزاك الله خيرا على الدعاء الطيب المبارك وجزاك بمثله وأفضل ......
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir