تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه العباد إلى الفرق بين الجهاد والفساد


salaf
2011-08-29, 07:11
http://www.albakre.net/upload/267594806_4.jpg



إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور من أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له.

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه وسلم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.

أما بعد: فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النّار .

فالجهاد في سبيل الله عز و جل من هديه r و هدي أصحابه، وهو من أفضل الأعمال والقربات، وهو ذروة سنام الإسلام، وفضائله كثيرة مشهورة، ولكن ما من عمل إلا وللشيطان فيه نزغتان، إما إلى تفريط وتقصير، وإما إلى مجاوزة وغلو، ولا يبالي بأيّهما ظفر.[1]

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :"و قد اقتُطع أكثر الناس - إلا القليل – في هذين الواديين، وادي التقصير، ووادي المجاوزة والتعدي، والقليل منهم جداً الثابت على الصراط الذي كان عليه رسول الله و أصحابه ".اهـ

فمن الناس من قصّر في معرفة الجهاد الشرعي ومصالحه وأحكامه جاهلاً أو متجاهلاً، فقال لا جهاد وإن وجدت شروطه و واجباته، وتحققت مصالحه وجاء وقته، وهؤلاء هم المنافقون :{وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ}.

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم

ومن الناس من تجاوز الحد وتعدى على دماء المعصومين وأموالهم، وعلى حقوق ولاة الأمر والإفتيات عليهم، وروّع كثيراً من المسلمين وأذلهم، وشوّه الإسلام، وقطع الطريق وأهلك الحرث والنسل، ظاناً أو ملبّساً أن ذلك جهاد:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}.

و لما لم يتميز الجهاد الشرعي من الجهاد البدعي لدى كثير من الناس، كتبت هذه الرسالة في بيان الجهاد الشرعي وشروطه و واجباته وحكمه، وكذلك مفاسد الجهاد البدعي وما يترتب عليه من فساد.

و الضد يظهر حسنه الضد



و بضدها تتميز الأشياء
و قد جعلتها سبعة فصول:

الفصل الأول: في بيان جهاد الطلب و حكمه .

الفصل الثاني: مقصوده و الحكمة منه.

الفصل الثالث: بيان شروطه.

الفصل الرابع: في بيان جهاد الدفع و حكمه.

الفصل الخامس: مقصوده و الحكمة منه.

الفصل السادس: بيان شروطه.

الفصل السابع : بيان مفاسد الجهاد البدعي.

والله ولي التوفيق و لا حول و لا قوة إلا بالله



حمل الكتاب من هنا (http://www.albakre.net/upload/2034547373__book6.pdf)