مهاجر إلى الله
2008-10-28, 23:34
بسم الله الرحمن الرحيم
عفوا أخي الكريم أبو إبراهيم فلم أتمالك نفسي عن الرد لا من أجل الرد ولكن قلبي والله الذي لا إله إلا هو ومنذ ذلك الحين يكاد ينفطر غيرة على القرآن والعقيدة ...وكيف تحمل الآيات مالا تحتمله و إسقاطها على ترهات ما انزل الله بها من سلطان ..ثم يزعمون أنها تفاسير حديثة...هل صرنا نواكب دعاة التجديد الديني !!! و الحداثيين والليبراليين ام ماذا ؟؟
ووالله لو سلمنا لهم جدلا بما يدعونه لخرجنا بتفسير جديد ليس فيه حرف واحد من كلام السلف أو مما في كتب التفاسير........فالله المستعان
فهذا هو الكمين الذي يريده أعداؤنا ويستدرجون به كثيرا من المسلمين....ثم يسرع المساكين فيطبلون لهم ويصفقون ....
ولا أدري ما جعل الأخت رشيدة تتحامل علينا كل هذا التحامل وكأننا أنكرنا آية من القرآن او حديثا في البخاري ؟
ثم بعد ذلك تصدر علينا أحكاما نبرأ إلى الله منها توصلت إليها بعد ثلاث ساعات من الإقتباسات والتنقيب في كلام مخالفيها علها تجد ما تسلط به معول النقد والحط علينا مع أن النقد كان للموضوع لا لشخصها عفا الله عنا وعنها....
** مع الهالة وبيان مواطن الضلالة والجهالة **
وهي تعقيبات على بعض المواطن لا كله...
أقول :
أو كلما جاءنا أحدهم بموضوع يزعم انه اكتشاف أو حقيقة علمية أو توصل أو....إلا وسارعنا إلى إضفاء الشرعية والقدسية عليه ؟؟
لماذا يسعى البعض إلى ترويج بضاعته فيعمد إلى فبركة الآيات وليّها وقولبة الأحاديث لتوافق هواه ومبتغاه وتناسب مقياس موضوعه ؟؟
وللأسف الشديد فإن أكثر ما يسمى بمواضيع الإعجاز العلمي من هذا النوع فأكثره تكلف وتخرص وتحريف للنصوص وتحميلها ما لا تحتمل ؟
بالله عليكم هل نزل القرآن من اجل أن يوافق اكتشافات أمريكا واليابان أم ماذا ؟؟
وهاهو موضوع الهالة الذي أرقني هذا الأيام ووالله إنه لشغلي الشاغل وأنا أذكر فيه تحريفا واضحا بينا جلي لكلام الله ....فالله المستعان
بالله عليكم يا أصحاب العقول التي تدري ما تنقل وتعتقد وتقول....ألم ينزل القرآن على خير البشر عليه الصلاة والسلام وأتباعه رضوان الله عليهم فهل فهموا من تلك الآيات المشتملة على النور والظلمة مثلا ما فهمه هولاء المدّعون والمتأخرون ؟؟
أين بعض هذه المعاني من كتب التفاسير أو من كلام السلف ؟؟
ألم يقل ربنا عز وجل : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }القمر17
ولكن لسال حال هولاء و كأنه يقول لا يا ربنا...ذلك في زمن مضى أما الان فعلينا أن نفسر القران بالآلات الحديثة والإكتشافات الأمريكية والتوصلات اليابانية ووو.....؟ فالله المستعان
نحن لا ننكر أو نعارض أن القرآن يوافق بعض الحقائق العلمية أو الإكتشافات ولكن دون تكلف أو تحريف أو إخراج لمعاني الآيات عما أنزلت به وله..كما هو في آيات النور في هذا الموضوع – الهالة - ؟؟
قال الموضوع :
· وتلك الهالات تكون أشد لدى المُؤمنين بالرسالات السماوية في كُلِّ زمانٍ، وهو قوله عن القرآن الكريم: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، (سورة إبراهـيم، الآية رقم: 1).
وقفة مع التفاسير :
*** قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رجمه الله :
· { يخرجهم من الظلمات } : يعني بذلك : يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان
ثم نقل عن :
· عن قتادة قوله : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } يقول : من الضلالة إلى الهدى
· عن الضحاك : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } الظلمات الكفر والنور الإيمان
· عن الربيع في قوله تعالى ذكره : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } يقول : من الكفر إلى الإيمان
[تفسير الطبري 3/ 23 ]
*** وقال بن كثير رحمه الله في الآية :
يخبر تعالى أنه يهدي من اتبع رضوانه سبل السلام فيخرج عباده المؤمنين من ظلمات الكفر والشك والريب إلى نور الحق الواضح الجلي المبين السهل المنير 1/ 419
العلامة القرطبي في قوله تعالى : {{يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم }} المائدة 16.
قال :{ ويخرجهم من الظلمات إلى النور } أي من ظلمات الكفر والجهالات إلى نور الإسلام والهدايات 6/ 115
*** العلامة الشوكاني رحمه الله
في قوله تعالى { لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } قال : لتخرجهم من ظلمات الكفر والجهل والضلالة إلى نور الإيمان والعلم والهداية . [فتح القدير 3/ 132 ]
و من رجع لكتب التفسير لن يجد فيها غير هذا او قريبا منه
كما أثبت أن النور حسي حقيقي، وليس نورًا معنويًا، وهو لا يفارق الرُّوح أبدًا في مراحلها كافة، قوله تعالى: (يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، ( سورة التحريم، الآية 8
والآية واضحة أنها خاصة بيوم القيامة....ولكن ننقل نزرا يسيرا من تفسير العلماء والأئمة
** إمام المفسرين الطبري رحمه الله تعالى :
{ يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا } يقول جل ثناؤه مخبرا عن قيل المؤمنين يوم القيامة : يقولون ربنا أتمم لنا نورنا يسألون ربهم أن يبقي لهم نورهم فلا يطفئه حتى يجوزوا الصراط وذلك حين يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا { انظرونا نقتبس من نوركم } [ الحديد : 13 ]
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ثم ذكر منهم :
· عن مجاهد قوله { ربنا أتمم لنا نورنا } قال : قول المؤمنين حين يطفأ نور المنافقين
· عن الحسن قال : ليس أحد إلا يعطى نورا يوم القيامة يعطى المؤمن والمنافق فيطفأ نور المنافق فيخشى المؤمن أن يطفأ نوره فذلك قوله { ربنا أتمم لنا نورنا}
*** الإمام بن كثير رحمه الله تعالى :
عند قوله : يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم الحديد (12)
قال : 4/ 394 :
يقول تعالى مخبرا عن المؤمنين المتصدقين أنهم يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم في عرصات القيامة بحسب أعمالهم كما قال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى : { يسعى نورهم بين أيديهم } قال : على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ومنهم من نوره مثل النخلة ومنهم من نوره مثل الرجل القائم وأدناهم نورا من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ مرة ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير [ وانظر صحيح الترغيب والترهيب للألباني 3/ 227 ]
*** القرطبي رحمه الله...
قال في تفسير آلاية السابقة من سورة الحديد :
أي انتظرنا { نقتبس من نوركم } أي نستضيء من نوركم قال ابن عباس وأبو امامة : يغشى الناس يوم القيامة ظلمة - قال الماوردي : أظنها بعد فصل القضاء - ثم يعطون نورا يمشون فيه قال المفسرون : يعطي الله المؤمنين نورا يوم القيامة على قدر أعمالهم يمشون به على الصراط ويعطي النافقين أيضا نورا خديعة لهم دليله قوله تعالى : { وهو خادعهم } [ النساء : 142 ] وقيل إنما يعطون النور لأن جميعهم أهل دعوة دون الكافر ثم يسلب المنافق نوره لنفاقه قاله ابن عباس وقال أبو أمامة : يعطي المؤمن النور ويترك الكافر والمنافقون بلا نور
[ تفسير القرطبي 17/ 210 ]
وكتب التفاسير طافحة بمثل ما تقدم.....
واما الأحاديث الدالة على ذلك النور يوم القيامة فأكثر من ان تحصى .....
عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي لأَعْرِفُ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأُُمَمِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ؟، قَالَ: أَعْرِفُهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، وَأَعْرِفُهُمْ بِنُورِهِمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ" (مسند الإمام أحمد، برقم: 20745
كما تقدم قريبا أن هذا خاص بيوم القيامة كما يدل عليه أيضا سياق الحديث فتنبه !!!
اما الانسان الكافر و الظالم والغارق في المعاصي فهالته قاتمة مظلمة كالميت تماما (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(سورة الأنعام، الآية رقم: 122)
أبرأ إلى الله من هذا التحريف والتعسف....فالله المستعان
وقفة مع التفاسير
عند قوله تعالى : أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون (122)
ونكتفي هنا بما قاله ونقله بن جرير الطبري رحمه الله :
قال : وهذا الكلام من الله جل ثناؤه يدل على نهيه المؤمنين برسوله يومئذ عن طاعة بعض المشركين الذين جادلوهم في أكل الميتة بما ذكرنا عنهم من جدالهم إياهم به وأمره إياهم بطاعة مؤمن منهم كان كافرا فهدأه جل ثناؤه لرشده ووفقه للإيمان فقال لهم : إطاعة من كان ميتا يقول : من كان كافرا فجعله جل ثناؤه لانصرافه عن طاعته وجهله بتوحيده وشرائع دينه وتركه الأخذ بنصيبه من العمل لله بما يؤديه إلى نجاته بمنزلة الميت الذي لا ينفع نفسه بنافعة ولا يدفع عنها من مكروه نازلة { فأحييناه } يقول : فهديناه للإسلام فأنعشناه فصار يعرف مضار نفسه ومنافعها ويعمل في خلاصها من سخط الله وعقابه في معاده فجعل إبصاره الحق تعالى ذكره بعد عماه عنه ومعرفته بوحدانيته وشرائع دينه بعد جهله بذلك حياة وضياء يستضيء به فيمشي على قصد السبيل ومنهج الطريق في الناس { كمن مثله في الظلمات } لا يدري كيف يتوجه وأي طريق يأخذ لشدة ظلمة الليل وإضلاله الطريق فكذلك هذا الكافر الضال في ظلمات الكفر لا يبصر رشدا ولا يعرف حقا يعني في ظلمات الكفر...
ثم ذكر بعض من قال بهذا القول منهم :
* عن مجاهد في قول الله : { أو من كان ميتا فأحييناه } قال : ضالا فهديناه { وجعلنا له نورا يمشي به في الناس } قال : هدى { كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } قال : في الضلالة أبدا
* عن ابن عباس : { أو من كان ميتا فأحييناه } يعني : من كان كافرا فهديناه { وجعلنا له نورا يمشي به في الناس } يعني بالنور القرآن من صدق به وعمل به { كمن مثله في الظلمات } يعني : بالظلمات الكفر والضلال
* عن قتادة : { أو من كان ميتا فأحييناه } هذا المؤمن معه من الله نور وبينة يعمل بها ويأخذ وإليها ينتهي كتاب الله { كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } وهذا مثل الكافر في الضلالة متحير فيها متسكع لا يجد مخرجا ولا منفذا
يتبع
عفوا أخي الكريم أبو إبراهيم فلم أتمالك نفسي عن الرد لا من أجل الرد ولكن قلبي والله الذي لا إله إلا هو ومنذ ذلك الحين يكاد ينفطر غيرة على القرآن والعقيدة ...وكيف تحمل الآيات مالا تحتمله و إسقاطها على ترهات ما انزل الله بها من سلطان ..ثم يزعمون أنها تفاسير حديثة...هل صرنا نواكب دعاة التجديد الديني !!! و الحداثيين والليبراليين ام ماذا ؟؟
ووالله لو سلمنا لهم جدلا بما يدعونه لخرجنا بتفسير جديد ليس فيه حرف واحد من كلام السلف أو مما في كتب التفاسير........فالله المستعان
فهذا هو الكمين الذي يريده أعداؤنا ويستدرجون به كثيرا من المسلمين....ثم يسرع المساكين فيطبلون لهم ويصفقون ....
ولا أدري ما جعل الأخت رشيدة تتحامل علينا كل هذا التحامل وكأننا أنكرنا آية من القرآن او حديثا في البخاري ؟
ثم بعد ذلك تصدر علينا أحكاما نبرأ إلى الله منها توصلت إليها بعد ثلاث ساعات من الإقتباسات والتنقيب في كلام مخالفيها علها تجد ما تسلط به معول النقد والحط علينا مع أن النقد كان للموضوع لا لشخصها عفا الله عنا وعنها....
** مع الهالة وبيان مواطن الضلالة والجهالة **
وهي تعقيبات على بعض المواطن لا كله...
أقول :
أو كلما جاءنا أحدهم بموضوع يزعم انه اكتشاف أو حقيقة علمية أو توصل أو....إلا وسارعنا إلى إضفاء الشرعية والقدسية عليه ؟؟
لماذا يسعى البعض إلى ترويج بضاعته فيعمد إلى فبركة الآيات وليّها وقولبة الأحاديث لتوافق هواه ومبتغاه وتناسب مقياس موضوعه ؟؟
وللأسف الشديد فإن أكثر ما يسمى بمواضيع الإعجاز العلمي من هذا النوع فأكثره تكلف وتخرص وتحريف للنصوص وتحميلها ما لا تحتمل ؟
بالله عليكم هل نزل القرآن من اجل أن يوافق اكتشافات أمريكا واليابان أم ماذا ؟؟
وهاهو موضوع الهالة الذي أرقني هذا الأيام ووالله إنه لشغلي الشاغل وأنا أذكر فيه تحريفا واضحا بينا جلي لكلام الله ....فالله المستعان
بالله عليكم يا أصحاب العقول التي تدري ما تنقل وتعتقد وتقول....ألم ينزل القرآن على خير البشر عليه الصلاة والسلام وأتباعه رضوان الله عليهم فهل فهموا من تلك الآيات المشتملة على النور والظلمة مثلا ما فهمه هولاء المدّعون والمتأخرون ؟؟
أين بعض هذه المعاني من كتب التفاسير أو من كلام السلف ؟؟
ألم يقل ربنا عز وجل : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }القمر17
ولكن لسال حال هولاء و كأنه يقول لا يا ربنا...ذلك في زمن مضى أما الان فعلينا أن نفسر القران بالآلات الحديثة والإكتشافات الأمريكية والتوصلات اليابانية ووو.....؟ فالله المستعان
نحن لا ننكر أو نعارض أن القرآن يوافق بعض الحقائق العلمية أو الإكتشافات ولكن دون تكلف أو تحريف أو إخراج لمعاني الآيات عما أنزلت به وله..كما هو في آيات النور في هذا الموضوع – الهالة - ؟؟
قال الموضوع :
· وتلك الهالات تكون أشد لدى المُؤمنين بالرسالات السماوية في كُلِّ زمانٍ، وهو قوله عن القرآن الكريم: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، (سورة إبراهـيم، الآية رقم: 1).
وقفة مع التفاسير :
*** قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رجمه الله :
· { يخرجهم من الظلمات } : يعني بذلك : يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان
ثم نقل عن :
· عن قتادة قوله : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } يقول : من الضلالة إلى الهدى
· عن الضحاك : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } الظلمات الكفر والنور الإيمان
· عن الربيع في قوله تعالى ذكره : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } يقول : من الكفر إلى الإيمان
[تفسير الطبري 3/ 23 ]
*** وقال بن كثير رحمه الله في الآية :
يخبر تعالى أنه يهدي من اتبع رضوانه سبل السلام فيخرج عباده المؤمنين من ظلمات الكفر والشك والريب إلى نور الحق الواضح الجلي المبين السهل المنير 1/ 419
العلامة القرطبي في قوله تعالى : {{يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم }} المائدة 16.
قال :{ ويخرجهم من الظلمات إلى النور } أي من ظلمات الكفر والجهالات إلى نور الإسلام والهدايات 6/ 115
*** العلامة الشوكاني رحمه الله
في قوله تعالى { لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } قال : لتخرجهم من ظلمات الكفر والجهل والضلالة إلى نور الإيمان والعلم والهداية . [فتح القدير 3/ 132 ]
و من رجع لكتب التفسير لن يجد فيها غير هذا او قريبا منه
كما أثبت أن النور حسي حقيقي، وليس نورًا معنويًا، وهو لا يفارق الرُّوح أبدًا في مراحلها كافة، قوله تعالى: (يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، ( سورة التحريم، الآية 8
والآية واضحة أنها خاصة بيوم القيامة....ولكن ننقل نزرا يسيرا من تفسير العلماء والأئمة
** إمام المفسرين الطبري رحمه الله تعالى :
{ يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا } يقول جل ثناؤه مخبرا عن قيل المؤمنين يوم القيامة : يقولون ربنا أتمم لنا نورنا يسألون ربهم أن يبقي لهم نورهم فلا يطفئه حتى يجوزوا الصراط وذلك حين يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا { انظرونا نقتبس من نوركم } [ الحديد : 13 ]
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ثم ذكر منهم :
· عن مجاهد قوله { ربنا أتمم لنا نورنا } قال : قول المؤمنين حين يطفأ نور المنافقين
· عن الحسن قال : ليس أحد إلا يعطى نورا يوم القيامة يعطى المؤمن والمنافق فيطفأ نور المنافق فيخشى المؤمن أن يطفأ نوره فذلك قوله { ربنا أتمم لنا نورنا}
*** الإمام بن كثير رحمه الله تعالى :
عند قوله : يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم الحديد (12)
قال : 4/ 394 :
يقول تعالى مخبرا عن المؤمنين المتصدقين أنهم يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم في عرصات القيامة بحسب أعمالهم كما قال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى : { يسعى نورهم بين أيديهم } قال : على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ومنهم من نوره مثل النخلة ومنهم من نوره مثل الرجل القائم وأدناهم نورا من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ مرة ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير [ وانظر صحيح الترغيب والترهيب للألباني 3/ 227 ]
*** القرطبي رحمه الله...
قال في تفسير آلاية السابقة من سورة الحديد :
أي انتظرنا { نقتبس من نوركم } أي نستضيء من نوركم قال ابن عباس وأبو امامة : يغشى الناس يوم القيامة ظلمة - قال الماوردي : أظنها بعد فصل القضاء - ثم يعطون نورا يمشون فيه قال المفسرون : يعطي الله المؤمنين نورا يوم القيامة على قدر أعمالهم يمشون به على الصراط ويعطي النافقين أيضا نورا خديعة لهم دليله قوله تعالى : { وهو خادعهم } [ النساء : 142 ] وقيل إنما يعطون النور لأن جميعهم أهل دعوة دون الكافر ثم يسلب المنافق نوره لنفاقه قاله ابن عباس وقال أبو أمامة : يعطي المؤمن النور ويترك الكافر والمنافقون بلا نور
[ تفسير القرطبي 17/ 210 ]
وكتب التفاسير طافحة بمثل ما تقدم.....
واما الأحاديث الدالة على ذلك النور يوم القيامة فأكثر من ان تحصى .....
عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي لأَعْرِفُ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأُُمَمِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ؟، قَالَ: أَعْرِفُهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، وَأَعْرِفُهُمْ بِنُورِهِمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ" (مسند الإمام أحمد، برقم: 20745
كما تقدم قريبا أن هذا خاص بيوم القيامة كما يدل عليه أيضا سياق الحديث فتنبه !!!
اما الانسان الكافر و الظالم والغارق في المعاصي فهالته قاتمة مظلمة كالميت تماما (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(سورة الأنعام، الآية رقم: 122)
أبرأ إلى الله من هذا التحريف والتعسف....فالله المستعان
وقفة مع التفاسير
عند قوله تعالى : أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون (122)
ونكتفي هنا بما قاله ونقله بن جرير الطبري رحمه الله :
قال : وهذا الكلام من الله جل ثناؤه يدل على نهيه المؤمنين برسوله يومئذ عن طاعة بعض المشركين الذين جادلوهم في أكل الميتة بما ذكرنا عنهم من جدالهم إياهم به وأمره إياهم بطاعة مؤمن منهم كان كافرا فهدأه جل ثناؤه لرشده ووفقه للإيمان فقال لهم : إطاعة من كان ميتا يقول : من كان كافرا فجعله جل ثناؤه لانصرافه عن طاعته وجهله بتوحيده وشرائع دينه وتركه الأخذ بنصيبه من العمل لله بما يؤديه إلى نجاته بمنزلة الميت الذي لا ينفع نفسه بنافعة ولا يدفع عنها من مكروه نازلة { فأحييناه } يقول : فهديناه للإسلام فأنعشناه فصار يعرف مضار نفسه ومنافعها ويعمل في خلاصها من سخط الله وعقابه في معاده فجعل إبصاره الحق تعالى ذكره بعد عماه عنه ومعرفته بوحدانيته وشرائع دينه بعد جهله بذلك حياة وضياء يستضيء به فيمشي على قصد السبيل ومنهج الطريق في الناس { كمن مثله في الظلمات } لا يدري كيف يتوجه وأي طريق يأخذ لشدة ظلمة الليل وإضلاله الطريق فكذلك هذا الكافر الضال في ظلمات الكفر لا يبصر رشدا ولا يعرف حقا يعني في ظلمات الكفر...
ثم ذكر بعض من قال بهذا القول منهم :
* عن مجاهد في قول الله : { أو من كان ميتا فأحييناه } قال : ضالا فهديناه { وجعلنا له نورا يمشي به في الناس } قال : هدى { كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } قال : في الضلالة أبدا
* عن ابن عباس : { أو من كان ميتا فأحييناه } يعني : من كان كافرا فهديناه { وجعلنا له نورا يمشي به في الناس } يعني بالنور القرآن من صدق به وعمل به { كمن مثله في الظلمات } يعني : بالظلمات الكفر والضلال
* عن قتادة : { أو من كان ميتا فأحييناه } هذا المؤمن معه من الله نور وبينة يعمل بها ويأخذ وإليها ينتهي كتاب الله { كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } وهذا مثل الكافر في الضلالة متحير فيها متسكع لا يجد مخرجا ولا منفذا
يتبع