المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يريد المراهق من والديه؟؟


الأستـ كريم ــاذ
2011-08-25, 13:28
كثير هذا الذي يريده الوالدان من ابنهما المراهق، وكثير ما يطلبون منه عمله، والواقع يقول أن الآباء هم من يطلب ويريدون أن يقبل الابن ويستجيب ويطيع وإلا اعتبروه عاقا وغالبا ما تعلق الأسباب في هذه الفترة على شماعة المراهقة.

والحقيقة أن للمراهقين أيضا طلبات ولديهم أمنيات، وكما يريد الأبوان منهم كذلك يريدون هم من والديهم.. فماذا يريد المراهق من والديه.

ذكر الدكتور عبدالكريم بكار في كتابه "المراهق.. كيف نفهمه وكيف نوجهه" مجلسا للأماني جمع ثلاثة من المراهقين فتمنى كل واحد منهم أمنية ود لو تحققت .. يقول الدكتور حفظه الله:

اجتمع ثلاثة من المراهقين في إحدى الحدائق، وأخذ كل واحد منهم يشكو من أن أهله لا يفهمونه على الوجه الصحيح، ومن ثم فإنهم لا يعاملونه المعاملة التي يستحقها ، وحين أفاضوا في الشكوى والتذمر قال أحدهم: ما رأيكم أن نحوّل هذه الجلسة من جلسة شكوى إلى جلسة للتمني والحلم بأشياء جميلة؟
سأله صديقه: ما الذي تعنيه بالضبط؟
قال: أريد من كل واحد منكم أن يحلم بأهم ما يتمناه من معاملة أهلة له، لنرى هل ما نعاني منه، وما نتمناه موحّد أو مختلف؟

واستحسن الثلاثة الفكرة، وشرعوا في التمني:
قال الأول:
أتمنى على أهلي أشياء كثيرة، منها:
1- أن يدركوا أن ما ينكرونه عليّ من تصرفات ومظاهر، هي أمور شائعة بين المراهقين، وهم يظنون أنني وحدي أفعل ذلك. أنا أحيانا أقول: إن أهلي على حق، لكن أنا لا أستطيع أن أظهر أمام زملائي وأصدقائي وكأني قادم من القرن التاسع عشر.

2- أتمنى أن يعرف والدي أنني لم أعد طفلا، وأنني لا أستطيع الآن أن أسمع الأفكار الخاطئة دون أن أعترض عليها كما كنت أفعل ما كنت صغيرا، أنا الآن أعرف الكثير من الأمور، بل ربما عرفت أمورًا لا يعرفها أحد في أسرتي، فلماذا لا أتحدث عنها؟

3- أتمنى أن تكون ذاكرة أمي قوية جدا حتى لا تكرر نصائحها لي في الصباح والمساء، فأنا قد سئمت من المواعظ المكررة وغير المفيدة.

4- أتمنى أن يدرك أبي أني لا أحب أن أظهر معه في أي مكان، حتى لا أسمع تعليقات جارحة من زملائي، لكن كيف يمكن أن يعرف أبي هذه الأمنية؟ هذا صعب جدا.

قال الثاني:
أنا أتمنى من أهلي شيئين فقط:
الأول: أتمنى على والدي إذا تحدث معي ألا يوجه لي أي نصيحة، أريد أن يسألني عن اهتماماتي وأنشطتي، وعن الأمور التي حققت فيها نجاحات جيدة فقط.

الثاني: أتمنى أن يعاملني أبي بالطريقة التي يعامل بها أصدقاءه.

قال الثالث: أنا أعرف أننا نتمنى، وأن ما نتمناه لن يحدث، ولهذا سأقتصد في التمني، وأقول: أنا لا أريد من أبي سوى شيء واحد، هو أن يتذكر تصرفاته حين كان في مثل سني، وأنا واثق أنه لو استطاع فعل ذلك فسيدرك أنه لم يختلف عني كثيرا.

إن فهمنا لطبيعة مرحلة المراهقة يجعلنا نميز جدا بين ما هو طبيعي في حياة أبنائنا المراهقين، وما هو غير طبيعي، وبناء على هذا التمييز نحدد الأسلوب الأمثل للتعامل معهم.(ا.هـ كلام الدكتور بكار).

وأقول: إن على الآباء أن يدركوا طبيعة مرحلة المراهقة عند أبنائهم، وأن يدرسوا متطلبات تلك المرحلة، وعليهم أن يعلموا تمام العلم أن الأبناء في هذا السن ليسوا مجرد متلق للأوامر أو محط للأمنيات، وليسوا حقول تجارب يحاول كل أب أن يحقق في ابنه أماني فشل هو في تحقيقها لنفسه، وإنما الأبناء لهم عقول ولهم أفكار وعندهم أمنيات ولهم متطلبات يتمنى كل واحد أن يتفهمها والداه.. فليتنا نتقن فن الاستماع كما نتقن فن الكلام وإلقاء الأوامر.

ترب الندى
2011-08-25, 13:40
بارك الله فيك على الطرح الممتاز
لا اظن اننا في درجه من الوعي
ليدرك الاباء مثل هذا الشيء
بالاحرى ان يتفكرو فيه
انا ايضا عانيت و لازلت
عندما تلمح للتقصير
لا يتحدث الاباء الا على الماده
و كأنه الامان
و كأنه ما يريده المراهق

لا حول ولا قوه الا بالله
و ربي يهدي خلقه
و شكرا على الطرح مره اخرى

الذِكرَى البَيضآء~
2011-08-25, 13:54
اشكرا جزيلا اغلب المراهقين يرودون ان يسمعهم اهلهم لكي لا يظطروا ان يفشوا باسرارهم في اي مكان
و ان يفهموا انه ليسوا صغار و يريدون عيش حياتهم بالطريقة الصحيحة مع ارشاد من اوليائهم

الأستـ كريم ــاذ
2011-08-25, 14:02
بارك الله فيك على الطرح الممتاز
لا اظن اننا في درجه من الوعي
ليدرك الاباء مثل هذا الشيء
بالاحرى ان يتفكرو فيه
انا ايضا عانيت و لازلت
عندما تلمح للتقصير
لا يتحدث الاباء الا على الماده
و كأنه الامان
و كأنه ما يريده المراهق

لا حول ولا قوه الا بالله
و ربي يهدي خلقه
و شكرا على الطرح مره اخرى


اشكرا جزيلا اغلب المراهقين يرودون ان يسمعهم اهلهم لكي لا يظطروا ان يفشوا باسرارهم في اي مكان
و ان يفهموا انه ليسوا صغار و يريدون عيش حياتهم بالطريقة الصحيحة مع ارشاد من اوليائهم




بارك الله فيكما أختاي

وشكر سعيكما
وسدد خطاكما
وجعل الجنة مأوىً لنا ولكما


صح فطوركم، سحوركم، ورمضانكم


ولكما سلامي واحترامي

الأستـ كريم ــاذ
2011-08-25, 14:03
لدى كل المراهقين أسباب دائمة ومستمرة للغضب، ويقع في قمة تلك الأسباب نظرتهم الخاصة للحياة مما يجعل طموحاتهم وانطباعاتهم مختلفة عما لدى أسرهم منها، ويمكن أن نضيف إلى ذلك ارتباكهم الشخصي واضطرابهم في تعاملهم مع أنفسهم والتغيرات الجسمية والنفسية السريعة التي تطرأ عليهم خلال مرحلة المراهقة. مهما يكن الأمر، فإن الكبير يستطيع استيعاب الصغير، وجعلَ الغضب لديه يقف عند حدود معينة بشرط الاهتمام بذلك، والحقيقة أن لدينا الكثير من الآباء والأمهات الذين لا يشعرون بأشكال الأسى التي تتراكم في نفوس أبنائهم، فتجعلهم أشبه بقِدْر الضغط التي أُشعلت تحتها النار، وسُدّت جميع منافذها ...

أساليب لتخفيف غضب المراهق:
يستطيع الآباء والأمهات أن يخفضوا من حدة غضب أولادهم، بعدد من أساليب التعامل، منها:
أ‌- السماح للفتيان و الفتيات بالتعبير عما يجول في صدورهم من الاعتراضات والانتقادات، والشرط الوحيد هو أن يعبروا بطريقة صحيحة، ليتحدث الواحد منهم بصراحة تامة عن كل ما يزعجه وعن كل ما يراه غير لائق داخل أسرته، لكن بطريقة هادئة ومهذبة.

هذه بنت تشعر بأن والدتها غير عادلة في قسمة الأعمال المنزلية، فهي دائما تكلفها بالأعمال المزعجة، وذات يوم قالت لها والدتها: يا فلانة عليك أن تفعلي كذا وكذا، وعلى أختك فلانة أن تفعل كذا وكذا.. فما كان من البنت إلا أن انفجرت بالبكاء وصرخت في وجه والدتها: هذه قسمة غير عادلة، أنا منذ ثلاث سنوات أتعرض لظلم مقصود، ولن أسكت بعد اليوم ..

كانت والدتها حكيمة وصبورة، فسمحت لها بإفراغ الشحنة العاطفية لديها، وبعد أن هدأت قالت لها: أنا أدركت الآن يا بنيتي أنني لم أكن عادلة في القسمة، ولكن ثقي أن ذلك لم يكن مقصودًا، فكل واحدة منكما بمنزلة إحدى عيني، ولكن يا بنتي لم تكوني على صواب حين صرخت واتهمت... وأخذت الأم ببيان الأسلوب الصحيح للاحتجاج، واعتذرت البنت، وقبلت الأم الاعتذار، وقالت: الآن سأستدرك على ما أعتقد أنه خطأ وقعتُ فيه، وذلك بأن تتبادلي مع أختك العمل لمدة سنة، فما كنت تنجزينه في الماضي، تقوم أختك بإنجازه، وما كانت أختك تنجزه تقومين أنت به، وشعرت البنت فعلا بالرضا والطمأنينة.

ب‌- كثيرا ما يكتسب المراهقون الجرأة على الكلام الخشن والمواقف الحادة مما يشاهدونه في بيوتهم، فإذا كانت الأم كثيرة الغضب، أو كان الأب شديد النزق، فإن الأبناء يقلدونهم، ومع الأيام يستسهلون الصياح في وجوه آبائهم، ومن هنا فإن توفير بيئة هادئة مهذبة يساعد كثيرا على تنشئة أبناء هادئين ومنضبطين، وهذا يواجهنا جميعا ولا سيما أصحاب الطباع الحادة منا.

ت‌- نحن كثيرا ما نقع في خطأ فادح وهو متابعة الأبناء وتوجيه الملاحظات المستمرة لهم، وحين يكون هناك شيء إيجابي، فإننا لا نجد في معظم الأحيان الحماسة لتشجيعه والثناء عليه، وهذا يجعل المراهق يشعر بالغضب والضيق وشيء من الظلم، ومع الأيام تتراكم هذه المشاعر لتنفجر بطريقة غير واعية في صورة رفض ونزاع وعناد وخروج عن حدود الأدب في خطاب الأبوين. المطلوب هو غض الطرف عن الهفوات، وتقليل الملاحظات، إلى جانب الكرم في الثناء والتحفيز.

أحد الآباء يدخل دائما في صراع مع أبنائه، فإذا طلب من أحد أبنائه القيام بعمل، وأخذ الولد يتمتم بكلمات غير مسموعة، قال له: قف عندك، وأعد ما قلته، وهنا يرتبك الولد، ويشعر بحرج شديد، ولا يدرك الأب أن تمتمة ابنه هي للتنفيس عن الكرب الذي يشعر به، وأنه لا يعني ما يقول.

أب آخر يجري معه مثل ما جرى مع صاحبنا، لكنه يتعامل مع الأمور بسماحة أكثر، وبصبر أشد، إنه يتجاهل ما يراه، ويسمعه أو يحس به من أمور غير مناسبة، وفي ساعة صفاء يقول لابنه: في بعض الأحيان تتمتم بعبارات لا أسمعها، وأعتقد أنها ليست مناسبة، أنا أود أن تناقشني بهدوء في أي وقت عن سبب عدم اقتناعك بتنفيذ ما طلبته منك، وأنا جاهز للتراجع إذا ثبت أنه غير مناسب.

المراهق كائن يشعر في أحيان كثيرة أنه يفتقر إلى التوازن، وإلى ضبط رغباته ونزعاته، ويشعر أنه مغلوب على أمره، وإن إدراكنا لهذا سوف يجعلنا نعامله بالرحمة والشفقة عوضا عن أن نطبّق عليه القوانين الاجتماعية الصارمة.

طالبة متألقة
2011-08-25, 14:36
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هدا الموضوع القيم
والله فترة المارهقة صعييييييبة بزااااااااف وينها ايام الطفولة يا ريتها ترجع
ونتمنى كل الاباء والامهات يقراوها
شكرا

Lord Gandalf
2011-08-25, 14:45
كثير هذا الذي يريده الوالدان من ابنهما المراهق، وكثير ما يطلبون منه عمله، والواقع يقول أن الآباء هم من يطلب ويريدون أن يقبل الابن ويستجيب ويطيع وإلا اعتبروه عاقا وغالبا ما تعلق الأسباب في هذه الفترة على شماعة المراهقة.

والحقيقة أن للمراهقين أيضا طلبات ولديهم أمنيات، وكما يريد الأبوان منهم كذلك يريدون هم من والديهم.. فماذا يريد المراهق من والديه.

ذكر الدكتور عبدالكريم بكار في كتابه "المراهق.. كيف نفهمه وكيف نوجهه" مجلسا للأماني جمع ثلاثة من المراهقين فتمنى كل واحد منهم أمنية ود لو تحققت .. يقول الدكتور حفظه الله:

اجتمع ثلاثة من المراهقين في إحدى الحدائق، وأخذ كل واحد منهم يشكو من أن أهله لا يفهمونه على الوجه الصحيح، ومن ثم فإنهم لا يعاملونه المعاملة التي يستحقها ، وحين أفاضوا في الشكوى والتذمر قال أحدهم: ما رأيكم أن نحوّل هذه الجلسة من جلسة شكوى إلى جلسة للتمني والحلم بأشياء جميلة؟
سأله صديقه: ما الذي تعنيه بالضبط؟
قال: أريد من كل واحد منكم أن يحلم بأهم ما يتمناه من معاملة أهلة له، لنرى هل ما نعاني منه، وما نتمناه موحّد أو مختلف؟

واستحسن الثلاثة الفكرة، وشرعوا في التمني:
قال الأول:
أتمنى على أهلي أشياء كثيرة، منها:
1- أن يدركوا أن ما ينكرونه عليّ من تصرفات ومظاهر، هي أمور شائعة بين المراهقين، وهم يظنون أنني وحدي أفعل ذلك. أنا أحيانا أقول: إن أهلي على حق، لكن أنا لا أستطيع أن أظهر أمام زملائي وأصدقائي وكأني قادم من القرن التاسع عشر.

2- أتمنى أن يعرف والدي أنني لم أعد طفلا، وأنني لا أستطيع الآن أن أسمع الأفكار الخاطئة دون أن أعترض عليها كما كنت أفعل ما كنت صغيرا، أنا الآن أعرف الكثير من الأمور، بل ربما عرفت أمورًا لا يعرفها أحد في أسرتي، فلماذا لا أتحدث عنها؟

3- أتمنى أن تكون ذاكرة أمي قوية جدا حتى لا تكرر نصائحها لي في الصباح والمساء، فأنا قد سئمت من المواعظ المكررة وغير المفيدة.

4- أتمنى أن يدرك أبي أني لا أحب أن أظهر معه في أي مكان، حتى لا أسمع تعليقات جارحة من زملائي، لكن كيف يمكن أن يعرف أبي هذه الأمنية؟ هذا صعب جدا.

قال الثاني:
أنا أتمنى من أهلي شيئين فقط:
الأول: أتمنى على والدي إذا تحدث معي ألا يوجه لي أي نصيحة، أريد أن يسألني عن اهتماماتي وأنشطتي، وعن الأمور التي حققت فيها نجاحات جيدة فقط.

الثاني: أتمنى أن يعاملني أبي بالطريقة التي يعامل بها أصدقاءه.

قال الثالث: أنا أعرف أننا نتمنى، وأن ما نتمناه لن يحدث، ولهذا سأقتصد في التمني، وأقول: أنا لا أريد من أبي سوى شيء واحد، هو أن يتذكر تصرفاته حين كان في مثل سني، وأنا واثق أنه لو استطاع فعل ذلك فسيدرك أنه لم يختلف عني كثيرا.

إن فهمنا لطبيعة مرحلة المراهقة يجعلنا نميز جدا بين ما هو طبيعي في حياة أبنائنا المراهقين، وما هو غير طبيعي، وبناء على هذا التمييز نحدد الأسلوب الأمثل للتعامل معهم.(ا.هـ كلام الدكتور بكار).

وأقول: إن على الآباء أن يدركوا طبيعة مرحلة المراهقة عند أبنائهم، وأن يدرسوا متطلبات تلك المرحلة، وعليهم أن يعلموا تمام العلم أن الأبناء في هذا السن ليسوا مجرد متلق للأوامر أو محط للأمنيات، وليسوا حقول تجارب يحاول كل أب أن يحقق في ابنه أماني فشل هو في تحقيقها لنفسه، وإنما الأبناء لهم عقول ولهم أفكار وعندهم أمنيات ولهم متطلبات يتمنى كل واحد أن يتفهمها والداه.. فليتنا نتقن فن الاستماع كما نتقن فن الكلام وإلقاء الأوامر.






لدى كل المراهقين أسباب دائمة ومستمرة للغضب، ويقع في قمة تلك الأسباب نظرتهم الخاصة للحياة مما يجعل طموحاتهم وانطباعاتهم مختلفة عما لدى أسرهم منها، ويمكن أن نضيف إلى ذلك ارتباكهم الشخصي واضطرابهم في تعاملهم مع أنفسهم والتغيرات الجسمية والنفسية السريعة التي تطرأ عليهم خلال مرحلة المراهقة. مهما يكن الأمر، فإن الكبير يستطيع استيعاب الصغير، وجعلَ الغضب لديه يقف عند حدود معينة بشرط الاهتمام بذلك، والحقيقة أن لدينا الكثير من الآباء والأمهات الذين لا يشعرون بأشكال الأسى التي تتراكم في نفوس أبنائهم، فتجعلهم أشبه بقِدْر الضغط التي أُشعلت تحتها النار، وسُدّت جميع منافذها ...

أساليب لتخفيف غضب المراهق:
يستطيع الآباء والأمهات أن يخفضوا من حدة غضب أولادهم، بعدد من أساليب التعامل، منها:
أ‌- السماح للفتيان و الفتيات بالتعبير عما يجول في صدورهم من الاعتراضات والانتقادات، والشرط الوحيد هو أن يعبروا بطريقة صحيحة، ليتحدث الواحد منهم بصراحة تامة عن كل ما يزعجه وعن كل ما يراه غير لائق داخل أسرته، لكن بطريقة هادئة ومهذبة.

هذه بنت تشعر بأن والدتها غير عادلة في قسمة الأعمال المنزلية، فهي دائما تكلفها بالأعمال المزعجة، وذات يوم قالت لها والدتها: يا فلانة عليك أن تفعلي كذا وكذا، وعلى أختك فلانة أن تفعل كذا وكذا.. فما كان من البنت إلا أن انفجرت بالبكاء وصرخت في وجه والدتها: هذه قسمة غير عادلة، أنا منذ ثلاث سنوات أتعرض لظلم مقصود، ولن أسكت بعد اليوم ..

كانت والدتها حكيمة وصبورة، فسمحت لها بإفراغ الشحنة العاطفية لديها، وبعد أن هدأت قالت لها: أنا أدركت الآن يا بنيتي أنني لم أكن عادلة في القسمة، ولكن ثقي أن ذلك لم يكن مقصودًا، فكل واحدة منكما بمنزلة إحدى عيني، ولكن يا بنتي لم تكوني على صواب حين صرخت واتهمت... وأخذت الأم ببيان الأسلوب الصحيح للاحتجاج، واعتذرت البنت، وقبلت الأم الاعتذار، وقالت: الآن سأستدرك على ما أعتقد أنه خطأ وقعتُ فيه، وذلك بأن تتبادلي مع أختك العمل لمدة سنة، فما كنت تنجزينه في الماضي، تقوم أختك بإنجازه، وما كانت أختك تنجزه تقومين أنت به، وشعرت البنت فعلا بالرضا والطمأنينة.

ب‌- كثيرا ما يكتسب المراهقون الجرأة على الكلام الخشن والمواقف الحادة مما يشاهدونه في بيوتهم، فإذا كانت الأم كثيرة الغضب، أو كان الأب شديد النزق، فإن الأبناء يقلدونهم، ومع الأيام يستسهلون الصياح في وجوه آبائهم، ومن هنا فإن توفير بيئة هادئة مهذبة يساعد كثيرا على تنشئة أبناء هادئين ومنضبطين، وهذا يواجهنا جميعا ولا سيما أصحاب الطباع الحادة منا.

ت‌- نحن كثيرا ما نقع في خطأ فادح وهو متابعة الأبناء وتوجيه الملاحظات المستمرة لهم، وحين يكون هناك شيء إيجابي، فإننا لا نجد في معظم الأحيان الحماسة لتشجيعه والثناء عليه، وهذا يجعل المراهق يشعر بالغضب والضيق وشيء من الظلم، ومع الأيام تتراكم هذه المشاعر لتنفجر بطريقة غير واعية في صورة رفض ونزاع وعناد وخروج عن حدود الأدب في خطاب الأبوين. المطلوب هو غض الطرف عن الهفوات، وتقليل الملاحظات، إلى جانب الكرم في الثناء والتحفيز.

أحد الآباء يدخل دائما في صراع مع أبنائه، فإذا طلب من أحد أبنائه القيام بعمل، وأخذ الولد يتمتم بكلمات غير مسموعة، قال له: قف عندك، وأعد ما قلته، وهنا يرتبك الولد، ويشعر بحرج شديد، ولا يدرك الأب أن تمتمة ابنه هي للتنفيس عن الكرب الذي يشعر به، وأنه لا يعني ما يقول.

أب آخر يجري معه مثل ما جرى مع صاحبنا، لكنه يتعامل مع الأمور بسماحة أكثر، وبصبر أشد، إنه يتجاهل ما يراه، ويسمعه أو يحس به من أمور غير مناسبة، وفي ساعة صفاء يقول لابنه: في بعض الأحيان تتمتم بعبارات لا أسمعها، وأعتقد أنها ليست مناسبة، أنا أود أن تناقشني بهدوء في أي وقت عن سبب عدم اقتناعك بتنفيذ ما طلبته منك، وأنا جاهز للتراجع إذا ثبت أنه غير مناسب.

المراهق كائن يشعر في أحيان كثيرة أنه يفتقر إلى التوازن، وإلى ضبط رغباته ونزعاته، ويشعر أنه مغلوب على أمره، وإن إدراكنا لهذا سوف يجعلنا نعامله بالرحمة والشفقة عوضا عن أن نطبّق عليه القوانين الاجتماعية الصارمة.





جميل جدا أستاذنا الفاضل
على ما تخطه أو تنقله لنا

بارك الله فيك

حقيقة ذاك ما كنت أشعر به وأريده
في السنوات القليلة الماضية


صح فطورك
اللهم بلغنا ليلة القدر

آمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عوماري
2011-08-25, 18:03
في نظري الاب الناجح هو من يجعل ابنائه اصدقاء له

طارق2518
2011-08-25, 18:13
بارك الله فيك
وسمعت أحدهم يقول بالحوار بين الآباء والأبناء وبأنه حل ناجع في هذا السن الحرج من العمر
سلام